آخر تحديث للموقع :

الجمعة 24 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:8 ديسمبر 2023م 05:12:47 بتوقيت مكة

جديد الموقع

عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت والرد على الشيعة الإثني عشرية - 2 - علاء بكر ..
الكاتب : علاء بكر ..

عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت والرد على الشيعة الإثني عشرية - 2
علاء بكر


الطعن في الصحابة رضي الله عنهم:
 
 موقف الشيعة الإمامية من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم:
تتفاوت مواقف الشيعة الإمامية الظاهرة المعلنة تجاه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم متفقون على كونهم مخطئين مخالفين لوصية النبي -المزعومة- لـعلي بن أبي طالب بالإمامة له ولأولاده من بعده، لذا فمنهم من يظهر الترضي عنهم مع تخطيئهم -وربما كان ذلك تقية!!- ومنهم من يتهجم عليهم تهجماً شنيعاً متهماً إياهم بالكذب والخيانة بل والكفر والردة إلا للقليل منهم، ويرون من تمام الاعتقاد انتقاصهم وسبهم ووصفهم بأقبح الصفات، ويرددون في ذلك روايات كثيرة عن أئمتهم في الطعن في الصحابة رضي الله عنهم، لا ينبئ من ذلك أحد من كبار الصحابة وأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والعشرة المبشرين بالجنة بما فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع.
وللأسف فإن جماهير الإمامية من العلماء والعوام قديماً وحديثاً دأبوا على إظهار السب والشتم للصحابة، وبقي عدم التعرض لهم مقصوراً على الكتابات والمناقشات التي تجرى وتوجه لـأهل السنة وإلا فيكفي معايشة قصيرة لعلماء الشيعة الإمامية وعوامهم، أو نظرة سريعة في كتبهم المتداولة بين خاصة علمائهم وطلاب العلم عندهم لترى العجب العجاب في التشنيع على الصحابة وإظهار الكراهية لهم.
يقول د. عبد الله الغريب: (وبعض كتابهم([1]) يلجأون إلى التقية إذا ذكروا الصحابة، وإذا مر ذكر أبي بكر في كتبهم قالوا: رضي الله عنه، لكنهم يقولون في هذه الكتب نفسها أن الصحابة استأثروا بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفضوا تنفيذ وصيته في ولاية علي رضي الله عنه وأبنائه المعصومين من بعده.. وفي قولهم هذا اتهام للصحابة بسوء الأمانة والخيانة والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كانت أصول هذا الدين قد وصلتنا عن طريق هؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم- فهذا يعني تشكيكهم بالدين كله) اهـ.
ويقول عنهم في موضع آخر: (تقول الرافضة بكفر الصحابة([2]) إلا خمسة منهم وهم: علي، المقداد، أبو ذر، سلمان الفارسي، عمار بن ياسر، وإذا ذكروا الجبت والطاغوت فالمقصود بهما أبو بكر وعمر([3]) اهـ([4]).
يزعم الإمامية أن النبي صلى الله عليه وسلم في غدير خم في حجة الوداع عين علياً حاكماً من بعده، ولكن الخلاف دب في نفوس الصحابة، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بتآمر الصحابة ورفضهم لذلك مع إظهار خلافه نفاقاً!! فدبر خطة لإحباط تآمرهم حيث أمر في مرض موته بتجهيز جيش أسامة وألحق به كبار الصحابة لتخلو المدينة من عصابة النفاق فيأخذ البيعة للوصي والإمام([5]) (وهذا الرأي نقله ابن أبي حديد في شرح نهج البلاغة عن الشيعة وقرره الرافضي ابن المطهر الحلي صاحب منهاج الكرامة الذي رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة، وكرر هذا القول شيعة عصرنا كما في دائرة المعارف الشيعية لـمحسن الأمين (جـ1/ ص11) وفي غيرها)([6]).
ويزعم الشيعة أن الصحابة قد انقلبوا على أعقابهم إلا قليلاً([7]) جاء في كتاب اختيار معرفة الرجال للطوسي جـ1/ ص6 وهو من أوثق مؤلفيهم في علم الرجال، عن أبي جعفر قال: (كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فلما سئل عنهم قال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي) وقال: (هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا لـأبي بكر حتى جاؤوا بأمير المؤمنين مكرماً فبايع) وذلك قول الله تعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) [آل عمران:144]الآية، فعلى هذا الزعم للإمامية: فالصحابة صاروا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على قسمين:
1- قلة معدودة رفضت إمامة أبي بكر ومن بعده، ويرون تقديم علي على غيره من الخلفاء الراشدين.
2- كثرة غالبة رأت لهوى في نفسها تقديم أبي بكر فـعمر فـعثمان رضي الله عنهم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلافة والإمامة وهم بذلك عند الإمامية دعاة إلى النار والضلالة.
فإن قيل في سب الصحابة والشيخين: (أنه يبوء بهذا الإثم عامتهم وسفهاؤهم ولكن شيوخهم لا يقرون بذلك، ويحكمون بحرمته وأنه لا يصح أن يحاسب الجعفرية بما يقوله ويفعله عامتهم وسفهاؤهم)([8]).
فالجواب: إن كتب القوم فيها نصوص علمائهم وروايات شيوخهم (كلها سب وشتم وطعن في أصحاب محمد صلوات الله وسلامه عليه وخاصة في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولم يكتفوا بسبهم وشتمهم، بل طعنوا في إسلام كل من يتولاهم ويحترز عن اللعن والطعن فيهم)([9]).
(ونورد ههنا بعض الروايات والعبارات لمعرفة القوم وعقيدتهم في السب والشتم لأصحاب رسول الله عامة ولخلفاء الرسول الثلاثة خاصة كي يهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، ولئلا يتوهم متوهم بأننا بنينا الحكم على غير دليل وبرهان)([10]). ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)) [الأنعام:112] عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس بعده، فأما صاحبا نوح... وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق)([11]).
وكتب تحت ذلك عالمهم الهندي الملا مقبول بقوله: (روى أن الزريق مصغر أزرق، والجبتر معناه الثعلب، فالمراد من الأول الأول أبو بكر؛ لأنه كان أزرق العينين، والمراد من الثاني الثاني عمر كناية عن دهائه ومكره).
وأما كلينيهم فقد كتب في كافيه عن أبي جعفر أنه قال: (ما كان ولد يعقوب أنبياء ولكنهم كانوا أسباطة أولاد أنبياء، ولم يفارقوا الدنيا إلا سعداء، تابوا وتذكروا ما صنعوا، وإن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)([12]). وكتب النباطي العلي في أبي بكر الصديق([13]):
قالوا أبو بكر خليفة أحمد                      كذبوا عليه ومنزل القرآن
ما كان تيمي له بخليفة                         بل كان ذاك خليفة الشيطان
وكتب في عمر الفاروق:
إذا نسبته عدياً في بني مضر                                      فقدم الدال قبل العين في النسب
وقدم السوء والفحشاء في رجل                        وغد زنيم عتل خائن النصب([14])
وكتب في عثمان ذي النورين أنه سمى نعثلاً تشبيهاً بذكر الضباع، فإنه نعثل لكثرة شعره.. ويقال: النعثل التيس الكبير العظيم الجثة، وقال الكلبي في كتاب المثالب: أن عثمان كان يتخنث ويضرب الدف([15]).
هذا ولقد تكلم الشيعة في كتب العقائد في تكفير عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير وغيرهم من كبار أصحاب رسول الله وأجلة هذه الأمة، وبنوا حكمهم على أن مسلك الشيعة الإثنا عشرية المتفق عليه هو تكفير هؤلاء الأخيار، وعلى أنهم مخلدون في النار -عياذاً بالله- كما ذكر ذلك المفيد في أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، والطوسي في تلخيص الشافي وغيرهما.
وقد قال فيهم محدثهم الكبير حسين بن عبد الصمد العاملي في كتابه مصطلح الحديث وصول الأخيار إلى أصول الأخبار بعد ذكر هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين: (وهؤلاء نتقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله ببغضهم وسبهم وبغض من أحبهم)([16]).
فهذه هي عقيدة القوم، مشايخهم وعلمائهم، فقهائهم ومتكلميهم دون سفلتهم وسفهائهم)([17]).
 
 اتهام الكثير من الصحابة بالكذب في الرواية:
لم يتورع الإمامية عن تكذيب رواة الصحابة والطعن فيما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي كتاب أصل الشيعة وأصولها ص149:
(أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة، وأمرهم أشهر من أن يذكر).
ويقول الخميني في الحكومة الإسلامية ص60: (الفقيه يميز بين الرجال الذين يصح الأخذ عنهم وبين من لا يصح الأخذ عنهم، ففي الرواة من يفترى على لسان النبي أحاديث لم يقلها، ولعل راوياً كـسمرة بن جندب يفترى أحاديث تمس من كرامة أمير المؤمنين علي عليه السلام)([18]).
ويقول الخميني في شأن الصحابي الجليل أبي هريرة بالتعريض: (ولعل راوياً لا يمتنع أن يروي آلاف الأحاديث في فضل الحكام الجائرين وحسن سلوكهم عن طريق أعوان الظلمة وعلماء البلاط تمجيداً بالسلاطين وتزكية لأعمالهم) الحكومة الإسلامية ص60.([19]).
وعن سليم بن قيس الهلالي قال: «قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وسلم غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال: فأقبل علي فقال: إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وعاماً وخاصاً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووهماً وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيها الناس قد كثرت عليّ الكذابة فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار ثم كذب عليه من بعده».
ثم يزعمون أن علياً يبين بعضاً من هؤلاء الكذابين بذكر صفاتهم (رجل منافق يظهر الإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمداً، فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورآه وسمع منه وأخذوا عنه، وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عز وجل: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)) [المنافقون:4] ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة([20]).
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ذكرت التقية يوماً عند علي بن الحسين عليهما السلام فقال: والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما فما ظنكم بسائر الخلق، إن علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فقال: وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت، فلذلك نسبته إلى العلماء) (الكافي جـ1/ ص401)([21]).
 عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لـأبي جعفر عليه السلام: (إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا فقال: يا عبد الرحيم! إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله (ص) أهل جاهلية إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية يا سعد أنت المرجى وشعرك المرجل وفحلك المرجم) (الكافي جـ8/ ص246)([22])
عن أبي جعفر عليه السلام: (أن عمر لقي علياً صلوات الله عليه فقال له: أنت الذي تقرأ هذه الآية
((بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ)) [القلم:6] وتعرض بي وبصاحبي([23])؟ قال: فقال له: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) [محمد:22]، فقال: كذبت! بنو أمية أوصل للرحم منك، ولكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم وبني عدي وبني أمية)([24])
(الكافي جـ8/ ص89)([25]).
 وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت وتكثر التعاهد لنا، وإن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا فقال لها: أين تذهبين عجوز الأنصار؟ فقالت: أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم وأجدد بهم عهداً وأقضي حقهم، فقال لها عمر: ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا، إنما كان لهم حق على عهد رسول الله (ص) فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي، فانصرفت حتى أتت أم سلمة فقالت لها أم سلمة: ماذا أبطأ بك عنا؟ فقالت: إني لقيت عمر بن الخطاب. وأخبرتها بما قالت لـعمر وما قال عمر، فقالت لها أم سلمة: كذب لا يزال حق آل محمد (ص) واجباً على المسلمين إلى يوم القيامة)([26])(الكافي جـ8/ ص317).
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن رسول الله (ص) أقبل يقول لـأبي بكر في الغار: اسكن فإن الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاله قال له: تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون، فأريك جعفراً وأصحابه في البحر يغوصون؟ قال: نعم. فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون، ونظر إلى جعفر عليه السلام وأصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنه ساحر» (الكافي جـ8/ ص218)([27]).
 عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: «لما قبض رسول الله (ص) وصنع الناس ما صنعوا، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخاصموهم بحجة علي عليه السلام قالوا: يا معشر الأنصار! قريش أحق بالأمر منكم؛ لأن رسول الله (ص) من قريش والمهاجرون منهم، إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله (ص): الأئمة من قريش قال سلمان رضي الله عنه: فأتيت علياً عليه السلام وهو يغسل رسول الله (ص) فأخبرته بما صنع الناس وقلت: إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله (ص)، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعاً بيمينه وشماله، فقال لي: يا سلمان أتدري من أول من بايعه على منبر رسول الله (ص)؟ قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم، قال: لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله (ص)؟ قلت: لا ولكني رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي عليه السلام: هل تدري من هو؟ قلت: لا ولقد ساءتني مقالته وكأنه شامت بموت النبي (ص)، فقال: ذاك إبليس لعنه الله، أخبرني رسول الله (ص) أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله (ص) إياي للناس بـغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم، فانطلق إبليس -لعنه الله- كئيباً حزيناً، وأخبرني رسول الله (ص) أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس-لعنه الله- في صورة شيخ مشمر يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول: كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل، فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله (ص)» (الكافي جـ8/ ص283)([28])
فمن ذلك ينسبون إلى علي بن أبي طالب أنه قال في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعدلوا عن وصيه! لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)) [إبراهيم:28] ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة) (الكافي جـ1/ ص217)([29])
وينسبون إلى أبي عبد الله في قول الله عز وجل: ((مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [المجادلة:7] أنه قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا بينهم وتعاهدوا وتوافقوا: لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبداً، فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية. (الكافي جـ8/ ص156)([30]).
 وعن أبي الحسن عليه السلام في قوله تعالى: ((إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ)) [النساء:108] قال: (يعني فلانا وفلاناً وأبا عبيدة بن الجراح) (الكافي جـ8/ ص275)([31]).
 ادعاء عداوة الصحابة رضي الله عنهم بعضهم لبعض وعداوتهم جميعاً لأهل البيت:
قال الأستاذ محب الدين الخطيب: (ومن غربة الإسلام بعد البطون الثلاثة الأولى ظهور مؤلفين شوهوا التاريخ تقرباً للشيطان أو الحكام، فزعموا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا إخواناً في الله، ولم يكونوا رحماء بينهم، وإنما كانوا أعداء يلعن بعضهم بعضا، ويمكر بعضهم ببعض، وينافق بعضهم لبعض، ويتآمر بعضهم على بعض بغياً وعدواناً، لقد كذبوا، وكان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أسمى من ذلك وأنبل، وكانت بنو هاشم وبنو أمية أوفى من ذلك لإسلامها ورحمها وقرابتها وأوثق صلة وأعظم تعاوناً على الحق والخير) اهـ([32])
ويشهد لذلك كما ذكرنا أن علياً سمى أبناءه بعد الحسن والحسين وابن الحنفية بأسماء: أبي بكر وعمر وعثمان، وزوج ابنته أم كلثوم لـعمر بن الخطاب، وبعد أن تولى علي بن أبي طالب الخلافة صرح أكثر من مرة على منبر الكوفة بحبه لـأبي بكر وعمر، وأنهما خيرا هذه الأمة بعد نبيها، وتوعد من فضله عليهما بجلده حد المفترى.
(وعبد الله بن جعفر ذو الجناحين ابن أبي طالب سمى أحد بنيه باسم أبي بكر وسمى ابناً آخر له باسم معاوية، وهذا -أي ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب- سمى أحد بنيه باسم يزيد)([33])فالصحابة جميعاً (قد عاشوا مع علي إخوة متحابين متعاونين، وماتوا إخوة متحابين متعاونين)([34]).
 
 لعن الصديق والفاروق رضي الله عنهما:
فلهم دعاء يسمونه (دعاء صنمي قريش) يتضمن لعن أبي بكر وعمر ومن يتولاهما وادعاء أنهما الجبت والطاغوت، وأنهما خالفا أمر الله وأنكرا وحيه وجحدا إنعامه وعصيا رسوله صلى الله عليه وسلم، وقلبا دينه، وحرفا كتابه، وأحبا أعداءه، وعطلا أحكامه، وأبطلا فرائضه، وألحدا آياته، وعاديا أولياءه، وخربا بلاده، وأفسدا عباده!!([35])
وهذا الدعاء عندهم من القرب التي يتعبدون بها.. ويداوم عوامهم عليه اتباعاً لفقهائهم قبحهم الله، وينسبون هذا الدعاء الخبيث لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول محمد باقر المجلسي في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة جـ3/ ص189: (ومن الجبت أبو بكر، ومن الطاغوت عمر، ومن الشياطين بني أمية وبني العباس وحزبهم أتباعهم والغاصبين لإرثكم من الإمامة والفيء)([36])
وعن أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر: (وأما قلبهما الدين فهو إشارة إلى ما غيراه من دين الله كتحريم عمر المتعتين وغير ذلك مما لا يحتمله هذا المكان). نقله عنه الكفعمي في المصباح هامش ص552 والمجلسي في بحار الأنوار جـ85/ ص263.([37]).
 ويقول الفيض الكاشاني في قرة العيون ص326 ط. دار الكتاب اللبناني ط. الثانية: (ثم أخذوا في تغيير أحكام الشرع وإحداث البدع فيها فمنها ما غيروه لجهلهم بها، ومنها ما بدلوه ليوافق أغراضهم، ومنها ما أحدثوه لحبهم إحداث البدع وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى بعض منكراتهم في دعاء صنمي قريش)([38]).
(جاء في كتابهم ضياء الصالحين ص513 الطبعة الثانية عشر عام 1389هـ ما نصه: (عن السجاد: (من قال: اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحى عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين درجة) وعن حمزة النيسابوري أنه قال: ذكرت ذلك لـأبي جعفر الباقر فقال: (ويقضي له سبعون ألف ألف حاجة إنه واسع كريم..) ثم ردد: (كل من لعنهما كل غداة مرة واحدة لم يكتب عليه ذنب اليوم حتى يمسي، ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح) اهـ.
ذكر صاحب كتاب الوشيعة في نقد عقائد الشيعة -والذي زار ديار الشيعة وعايشهم مدة سبعة أشهر وزيادة- انتشار لعن الشيخين بين الشيعة فقال: (وأول شيء سمعته وأكره شيء أنكرته في بلاد الشيعة وهو لعن الصديق والفاروق وأمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة، ولعن رجال العصر الأول كافة في كل خطبة وفي كل حفلة ومجلس في البدء والنهاية وفي ديابيج الكتب والرسائل، وفي أدعية الزيارات كلها حتى في الأسقية: ما كان يسقى ساق إلا ويلعن، وما كان يشرب شارب إلا ويلعن، وأول كل حركة وكل عمل هو الصلاة على محمد وآل محمد واللعن على الصديق والفاروق وعثمان الذين اغتصبوا حق أهل البيت وظلموهم) اهـ.
يقول الأستاذ فهمي هويدي في كتابه إيران من الداخل حاكياً عن بعض ما شاهده في إيران بعد الثورة الإيرانية: (في شهر يونيو 1985م تلقى أحد رجال الإمام مكالمة هاتفية بعد منتصف الليل من مجهول رفض أن يذكر اسمه ولكنه اكتفى بإبلاغه الرسالة الآتية: لقد نجحنا في عقد مجلس لعن عمر في مكان ما قرب طهران وفرغنا منه قبل لحظات، وسوف ننتظر اليوم الذي يعود فيه احتفالنا بقتل عمر وعمر المعنى في المحادثة هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أما المتحدث فليس سوى واحد ممن تربوا في مدرسة التعصب والغلو الذين لقنوا أن الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان اغتصبوا حق الإمام علي في الخلافة بعد وفاة الرسول، وأن سيدنا عمر بن الخطاب هو الذي أرغم الإمام علي لكي يبايع أبا بكر وأهانه وهدده بإحراق داره إذا لم يخرج للبيعة، وكان الرد الذي أفرزته عصور الانحطاط الفكري والسياسي هو ممارسات من ذلك النوع، لعن الخلفاء الثلاثة على المسابح حيناً، وفي حلقات تعقد خصيصاً لهذا الغرض حيناً آخر، وفي شهر المحرم من كل عام -في ذكرى مصرع الحسين - كانوا يقيمون تمثالاً من القش أو القماش يرمز به إلى عمر بن الخطاب ويتسابقون في طعنه وتجريحه فيما يسمى (عمر كش) أو قتل عمر، وقد اختصوا سيدنا عمر بنصيب أكثر من الانتقام بسبب فرية إهانته للإمام علي وإرغامه على بيعة الصديق) اهـ([39]).
 (وقد بلغ من حنقهم على مطفئ نار المجوسية في إيران والسبب في دخول أسلاف أهلها في الإسلام
([40]) سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سموا قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بابا شجاع الدين، روى علي بن مظاهر -من رجالهم- عن أحمد بن إسحاق القمي الأحوص شيخ الشيعة ووافدهم أن يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الأكبر، ويوم المفاخرة، ويوم التبجيل، ويوم الزكاة العظمى، ويوم البركة، ويوم التسلية)([41]).
ذكر النجفي مؤلف كتاب الزهراء أن عمر بن الخطاب كان مبتلى بمرض لا يشفيه منه إلا ماء الرجال([42])!!
وكتب محمد بن محمد مهدي الخالص نافياً الإيمان عن أبي بكر وعمر في كتابه إحياء الشريعة في مذهب الشيعة الجزء الأول (صفحة 63-64) يقول([43]): (وإن قالوا: إن أبا بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضا عنهم في القرآن: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)) [الفتح:18] قلنا: لو قال: (لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة) أو (عن الذين بايعوك) لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع ولكن لما قال: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ)) فلا دلالة فيه على الرضا إلا عمن محض الإيمان). ومعنى ذلك أن أبا بكر وعمر لم يمحضا الإيمان فلا يشملهما رضاء الله.([44]).
 (يلعن الشيعة أبا بكر وعمر وعثمان وكل من تولى الحكم في الإسلام غير علي، وقد كذبوا على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بأنه أقر شيعته على تسمية أبي بكر وعمر (الجبت) و(الطاغوت) فقد جاء في أكبر وأكمل كتبهم في الجرح والتعديل وهو كتاب تنقيح المقال في أحوال الرجال لشيخ الطائفة الجعفرية العلامة الثاني آية الله المامقاني الجزء الأول صفحة (207) المطبوع في المطبعة المرتضوية بـالنجف سنة 1352- ما نقله عن الشيخ الجليل المحقق محمد إدريس الحلي في آخر كتاب السرائر عن كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال: كتبت إليه أسأله عن الناصب -أي الذي ينصب العداوة لآل البيت- هل أحتاج في امتحانه أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت- أي تقديمه الشيخين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه أبي بكر وعمر - واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب، أي يكفي لأن يعد أي إنسان عدواً لآل البيت إذا قدم أبا بكر الصديق وعمر الفاروق واعتقاد إمامتهما. وتعبير الجبت والطاغوت يستعمله الشيعة في دعائهم الذي يسمونه (دعاء صنمي قريش) ويعنون بهما وبالجبت والطاغوت أبا بكر وعمر، وهذا الدعاء في كتابهم مفتاح الجنان ص 114([45]).
قال الألوسي في مختصر التحفة الإثني عشرية: (ومن تعصباتهم أنهم يرون أن الابتداء بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال أحب وأولى، ويقولون: كل طعام لعن عليه الشيخان سبعين مرة كان فيه زيادة البركة، ولا يخفى على من له بصيرة أن هؤلاء لا إيمان لهم ولا دين، بل هم من زمرة الشياطين) اهـ([46]).
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في بيان ضلالاتهم في رسالته في الرد على الرافضة: (ومنها إيجابهم([47]) سب الصحابة لاسيما الخلفاء الثلاثة نعوذ بالله، رووا في كتبهم المعتبرة عندهم عن رجل من أتباع هشام الأحول أنه قال: كنت يوماً عند أبي عبد الله جعفر بن محمد، فجاءه رجل خياط وبيده قميصان فقال: (يا ابن رسول الله! خطت أحدهما وبكل غررة إبرة وحدت الله أكبر، وخطت الآخر وبكل غررة إبرة لعن الأبعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم نذرت لك ما أحببته لك منهما فما تحبه خذه وما لا تحبه رده، فقال الصادق: أحب ما تم بلعن أبي بكر وعمر، وأردد إليك الذي خيط بذكر) فانظر إلى هؤلاء الكذبة الفسقة ماذا ينسبون إلى أهل البيت من القبائح حاشاهم) اهـ([48])
ذكر ملا باقر مجلسي من علماء القرنين العاشر والحادي عشر الهجري وهو محدث ومجتهد ومؤلف لقبه (خاتم المحدثين) -أثنى الخميني على مؤلفاته ونصح بقراءتها (كشف الأسرار ص120)- ذكر في كتابه زاد المعاد فضل وخصائص يوم (9) ربيع الأول (يوم مقتل عمر): فروى أن الله أبلغ رسول الله (ص) عن طريق الوحي أن عمر عدوه وعدو أهل بيته سيهلك في (9 ربيع الأول) فليجعل من هذا التاريخ عيداً يحتفل به.
ومختصر الرواية عن الإمام العاشر علي النقي عن حذيفة بن اليمان: «أنه حضر إلى رسول الله (ص) مرة في التاسع من ربيع الأول فشاهد علياً والحسن والحسين عنده يتناولون الطعام وكان الرسول فرحاً مسروراً متبسماً يقول للحسن والحسين: يا أبنائي اليوم هو اليوم الذي قرر فيه الله هلاك عدوكم وعدو جدكم، واليوم هو اليوم الذي يقبل فيه الله دعاء أمكم فاطمة الزهراء، فكلوا يا أبنائي كلوا، فذلك هو اليوم الذي سيقبل الله فيه أعمال شيعتكم ومحبيكم.. كلوا يا أبنائي كلوا، فذلك هو اليوم الذي ستتكسر فيه شوكة عدو جدكم ويوارى التراب، كلوا يا أبنائي كلوا، فذلك هو اليوم الذي سيهلك فيه فرعون (أهل البيت) الذي غصبهم حقهم».
وجاء فيه أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه: «إنه من المنافقين سيحمل في يده سوط الظلم والجور، يصد الناس عن الحق، ويحرف كتاب الله، ويبدل سنتي، ويؤذي وصيي علي بن أبي طالب ويحرم ابنتي فاطمة من حقها، ستلعنه ابنتي وتدعو عليه، وسوف يستجيب الحق تعالى لدعائها».
وفيه أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى قال: لقد أمرت ملائكة السموات السبع أن تجعل من يوم هلاك هذا الظالم عيداً، وكلف ملائكته الذين يكتبون أعمال العباد أن يتوقفوا عن كتابة الذنوب في ذلك اليوم وثلاثة أيام بعده، فلك يا محمد ولأمتك ثلاثة أيام تتوقف فيها كتابة الذنوب وهي إجازة قدمت احترافاً لك ولوصيك يا محمد، هذا اليوم جعلته لك ولأهل بيتك ولمحبيك المتعبين عيداً، وأقسم بعزتي وجلالي أن من يحتفل بهذا العيد سأعطيه ثواباً يساوي ثواب الملائكة الذين يطوفون بالعرش، وسأقبل شفاعته في أقاربه وأحبائه، وإذا ما أنفق على أهله وعياله ووسع عليهم من ماله وهبته المال الوفير والثروة الكبيرة، وفي ذلك اليوم في كل سنة يعتق من النار آلاف من شيعتكم، وستقبل أعمالكم وتقبل أعمالهم ويغفر لهم ذنوبهم رب العالمين».
يقول حذيفة: (إنه سمع هذا من رسول الله فتأكد من كفر عمر ولم يعد هناك شك في هذا) ثم إنه شاهد الفتنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف ظهر الكفر وسلبت الإمامة وحرف القرآن وأغضبت فاطمة، وفي آخره يقول حذيفة: (وهكذا قبل الله دعاء نبيه المختار وابنته، وأهلك هذا المنافق على يد قاتله أبي لؤلؤة الإيراني فرحمة الله على هذا القاتل) (انظر زاد المعاد للمجلسي ص433-336) النعماني ص161-163.
ولا يخفى أن الحديث لم يذكر اسم عمر صراحة ولكن وصفه (بالفرعون) وهذا تقية بزعمهم من النبي صلى الله عليه وسلم خشية من عمر!! فالتقية سنة نبوية!! ثم إن الله تعالى أوقف كتابة الذنوب ثلاثة أيام احتفالاً بهلاك عمر فلا حساب على الفواحش من زنا وسرقة وسفك دماء فيها فأي دين يسمح لأتباعه بذلك؟! وجعل ثواب الاحتفال بهذا اليوم ثواب الملائكة الطوافة بالعرش!! ثم إن حذيفة بن اليمان يقول في حق قاتل عمر الإيراني المجوسي رحمه الله.
ولاشك أن هذه الرواية من أولها إلى آخرها خرافات وخزعبلات، وأوضح دليل واقعي على بطلان ذلك تزويج علي بن أبي طالب بنته أم كلثوم لـعمر بن الخطاب ففيها:
* إيمان عمر وصدقه ليأتمنه علي على فلذة كبده من فاطمة الزهراء.
* محبة علي لـعمر تم على أساسها الزواج.
(وانظر النعماني ص 163-166 مختصراً).
(لقد أثبت هذا الزواج أن مئات الروايات التي تذكرها كتب الشيعة عن عمر رضي الله عنه وتصفه -معاذ الله- بالنفاق وتصوره على أنه عدو رسول الله وعدو آل بيت رسول الله، وتصور علاقة علي بـعمر على أنها كانت علاقة عداوة وبغضاء وأن ظلم عمر قد وصل حتى إلى السيدة فاطمة الزهراء، هذا الزواج المبارك يثبت أن كل هذا مجرد حكايات وتخريفات ظهرت نتيجة للحركة التي بدأها ابن سبأ، والتي كانت تهدف إلى تخريب الإسلام وإيجاد الفرقة والخلاف بين الأمة الإسلامية للقضاء على قوتها في النهاية، وهذه معجزة الحكمة الإلهية البالغة، حكمة علام الغيوب الذي وفق هذا الزواج حتى يفتضح أمر هذه الخرافات التي تمتلى بها كتب الشيعة، فعلى مثل هذه الخرافات يقوم أساس المذهب الشيعي، اللهم لك الحمد ولك الشكر)([49])اهـ.
وفي فروع الكافي للكليني المجلد الثاني ص141 باب عن هذا الزواج بعنوان (باب في تزويج أم كلثوم) وفيه رواية لـزرارة عن الإمام جعفر الصادق أنه قال في تزويج أم كلثوم: (إن ذلك فرج غصبناه) (النعماني ص168-169).
ومؤدي ذلك أن علياً أجبر على ذلك..
وأن أم كلثوم أجبرت على البقاء في بيت عمر..
كيف يقال ذلك في من كان معه سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذو الفقار وحوله جميع بني هاشم.
عن أبي عبد الله في تزويج أم كلثوم قال: (إن ذلك فرج غصبناه) (الكافي جـ5/ ص346)([50]).
وعنه قال: (لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين: إنها صبية، قال: فلقي العباس فقال له: ما لي؟ أبي بأس؟ قال: وما ذاك؟ قال: خطبت إلى ابن أخيك فردني أما والله لأعوِّرن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق، ولأقطعن يمينه فأتاه العباس فأخبره وسأله أن يجعل الأمر إليه فجعله إليه) (الكافي جـ5/ ص346)([51]).
في كتاب الروضة للكليني ص115: عن الإمام الباقر في حق الشيخين أنه قال فيهما: (ما مات منا ميت إلا ساخطاً عليهما، يوصي بذلك الكبير منا الصغير إنهما ظلمانا حقنا وكانا أول من ركب أعناقنا، والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). (النعماني ص158).
وفي رواية أخرى عنه قال فيهما: (وإن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (الروضة ص115 أيضاً).
وفي كتاب رجال الكشي ص135 عن الإمام الباقر في حق الشيخين أنه قال: (ما أهريق في الإسلام دم ولا اكتسب مال من غير حله ولا نكح فرج إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا) (النعماني ص158-159).
وجاء في كتاب الروضة للكليني رواية طويلة ملخصها: (أنه بعد وفاة رسول الله (ص) حين تقررت البيعة لـأبي بكر في سقيفة بني ساعدة وبدأ الناس يبايعون أبا بكر على منبر رسول الله (ص) بالمسجد النبوي ذهب سلمان إلى علي وأبلغه الأمر، فسأل علي سلمان الفارسي: هل تعرف من هو أول من بايع أبا بكر ووضع يده في يده؟ فقال سلمان: لا أعرف ذلك الرجل لكني رأيت شيخاً عجوزاً يتوكأ على عصاه وعلى جبينه علامة السجود، كان ذلك هو الشيخ الذي تقدم أولأ إلى أبي بكر وأخذ يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط فبسط يده فبايعه، فسمع علي كلام سلمان وقال: هل تدري من هذا؟ فقال سلمان: لا أدري، فقال علي: ذلك إبليس -لعنه الله-) (كتاب الروضة ص159- 160) (النعماني ص 159- 160).
 تكفيرهم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما:
يقول الخميني في كشف الأسرار ص107-108 عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: (إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله وما حللاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين.. فإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين أن يكونوا في موضع الإمامة) اهـ([52]).
 عقد الخميني فصلين في كتابه كشف الأسرار كفر فيهما أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لمخالفتهما في زعمه نصوص القرآن الكريم، أول هذين الفصلين بعنوان: (مخالفة أبي بكر لنصوص القرآن)([53]). ص111-114، وثانيهما بعنوان: (مخالفة عمر لكتاب الله). ص114-117، يقول الخميني: (وهنا نجد أنفسنا مضطرين إلى إيراد شواهد من مخالفتهما الصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كانا يخالفان ذلك وأنه كان هناك من يؤيدهما).
وساق الخميني ما يظن أن الصديق رضي الله عنه قد خالف به القرآن في زعمه في قصة إرث فاطمة رضي الله عنها المعروفة واتهم الخميني الصديق بوضع حديث: «إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» وقال الخميني في أول الفصل الثاني: (نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كان أمراً هيناً، ونؤكد بأنهم كانوا سيخالفون القرآن أيضاً، فيما إذا كان قد تحدث بصراحة عن الإمام). ويقول الخميني بعد أن نسب (جملة) زعم أن عمر قال بها في احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور والواقع أنهم ما أعطوا الرسول حق قدره!! الرسول الذي جدّ وكدّ وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم وأغمض عينيه وفي أذنيه ترن كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن) اهـ([54]).
 يقول الشيخ منظور نعماني في كتابه الثورة الإيرانية: (فـالخميني تحت عنوان (مخالفة عمر لكتاب الله) في النهاية (حديث قرطاس) وفي نهايته يذكر العبارة التالية عن الفاروق الأعظم (وهذا الكلام يدل على أنه -أي الفاروق - قد أعلن صراحة عن كفره وزندقته بمخالفته للقرآن الكريم)، وهكذا يقرر الخميني صراحة أن الفاروق الأعظم كافر وزنديق وكم نود أن نعلق على هذه السفالة الخمينية، لكن لا فائدة سوى أن نفوض أمره لله فهو عزيز ذو انتقام، ويفرد الخميني في نهاية بحثه عنواناً يقول فيه نتيجة حديثنا في هذا الموضوع، ويقصد به نتيجة كلامه الذي أورده في شأن مخالفة الشيخين للقرآن كتب الخميني يقول: (يفهم من الأمثلة التي قدمناها عن مخالفة الشيخين - أبي بكر وعمر - أنهما خالفا الأحكام القرآنية الصريحة علانية في وجود المسلمين، وهذه المخالفة لم تكن بالنسبة لهما أمراً هاماً أو غير عادي، وفي ذلك الوقت كان أمام المسلمين -أي الصحابة- خياران: إما أن ينضموا إلى حزبيهما ويشتركوا معهما في تحقيق هدفهما من أجل الحصول على الحكم والسلطة ويتعاونوا معهما لتحقيق ذلك، وإما أن يخرجوا عن حزبيهما ولا يكونوا معهما... إلا أنهم لم يجرأوا على الحديث ضد هذين المنافقين المتسلطين الظالمين اللذين ظلما فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا يخافونهما ومن هنا لم يجرأوا على أن ينبسوا ببنت شفة وحتى لو جرؤ أحد على النطق بشيء فلن يلتفت إليه ويستمر الأمر كما هو([55]) والنتيجة أن القرآن الكريم لو ذكر اسم علي لمنصب الإمامة فلن يتراجع هؤلاء الناس -أي الشيخان وحزبهما- عن هدفهما وطموحاتهما وخطتهما الرامية إلى الاستيلاء على الحكم حتى ولو صدر الحكم الإلهي بتعيين علي) اهـ([56]).
ويقول الشيخ نعماني أيضاً: (في كشف الأسرار أفرد الخميني في صفحة (113) العنوان التالي: (كفتار شيعة درباب إمامت) أي (قول الشيعة في باب الإمامة) وتحت هذا العنوان يذكر الاختلاف بين الشيعة والسنة فيما يتعلق بمسألة الإمامة، ويوضح وجهة النظر الشيعية وخلاصتها أنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قام علي والحسن والحسين وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد وعمار والعباس وابن عباس وطالبوا بالإمامة والخلافة وقالوا للناس: (طبقوا الحكم الإلهي وأمر رسول الله) أي: اعترفوا بـعلي وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة وإماماً وولياً على المسلمين، إلا أن التحزب والطمع والهوس أضاع الحقيقة، وأدت إلى حدوث أخطاء، وبينما كان السادة المذكورون -أي علي وغيره- مشغولين بتكفين الرسول، إذا بـأبي بكر يتم انتخابه في جلسة سقيفة بني ساعدة، وكانت هذه أول لبنة في عمارة الخلافة) اهـ([57]).
 
 إحياء الشيخين وصلبهما:
في كتاب حق اليقين لـباقر المجلسي مؤلف زاد المعاد رواية طويلة عن المفضل بن عمر -من مريدي الإمام جعفر الصادق فيها عن الإمام جعفر الصادق: أن الإمام المهدي حين يظهر ويزور المدينة المنورة يخرج جسد أبي بكر وجسد عمر من قبريهما ويأمر بنزع كفن كل منهما وبأن يوضعا على جذع شجرة ويعلن في الناس من كان يحب هذين الشخصين فليقف في ناحية فينقسم الناس طائفتين بين محب ولاعن، فيهدد الإمام القائم محبي الشيخين ويقول: (اعلنوا براءتكم منهما وإلا نزل عليكم عذاب من الله)، فيرفضوا البراءة، فيأمر الإمام العواصف السوداء أن تهب على أولئك الناس فتميتهم جميعاً.. ثم يحيا الإمام أبا بكر وعمر بقدرة من الله، ويخبر الخلق كلهم بأن جميع المظالم التي حدثت إنما تقع ذنوبها كلها على هذين الرجلين، وخاصة ما حدث لـسلمان الفارسي وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وإشعال النار في بيت النبوة، وقتل الحسن بالسم، وقتل أبنائهم وأولاد أعمامهم، وسجنهم، وسفك دماء آل محمد في كل زمان، وكذلك سفك دم كل دم بغير حق، وما أصاب كل امرأة، وكل مال أكل حراماً، وكل ظلم حدث حتى قيام الإمام الغائب، فيسألهما عن هذه الذنوب والمظالم فيعترفان بأنهما السبب فيها؛ لأنهما لو لم يغصبا الخلافة لما وقعت كل هذه الذنوب والمظالم والجرائم، فيقتص جميع الحاضرين من الاثنين وينتقموا منهما، ثم يأمر صاحب الأمر أن يصلب الاثنان على الشجرة، ثم يأمر بإحراقهما وإلقاء رفاتهما في الأنهار، ويتكرر الإحياء لهما وصلبهما ليل نها،ر ثم يأخذهما الله حيث يشاء ويظل يعذبهما([58]).
 
 عائشة وحفصة منافقتان:
للعلامة باقر مجلسي صاحب زاد المعاد وحق اليقين كتاب ثالث بعنوان حياة القلوب من أهم مؤلفاته وهو في ثلاثة مجلدات:
(وفي المجلد الثاني صفحة (742) باب مستقل بعنوان: (الباب رقم (55) في بيان أحوال شقاوة عائشة وحفصة) وفي هذا الباب وفي بقية أبواب الكتاب وصف مجلسي عدة مرات أمهات المؤمنين بالنفاق، وفي هذا الكتاب أيضاً وفي نفس المجلد يكتب مجلسي في بيان وفاة رسول الله، فيروى عن عياش عن الإمام جعفر الصادق أن عائشة وحفصة قد قدمتا للرسول السم فقتلتاه، وفي هذا الكتاب وفي نفس المجلد ينقل مجلسي برواية أسلافه علي بن إبراهيم وعياش مثل هذه القصص الخرافية يقول: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لـحفصة في سرية كاملة أن الله تعالى أخبره عن طريق الوحي أن أبا بكر سيتولى الخلافة من بعده ظلماً ومن بعده سيصبح أبوك خليفة، وأكد عليها ألا تفشي هذا السر لأحد، إلا أن حفصة ذكرت هذا لـعائشة فذكرت عائشة هذا لأبيها أبي بكر فقال لـعمر: إن حفصة قالت هذا لـعائشة فسأل ابنته حفصة، فلم تشأ أن تذكر شيئاً في البداية إلا أنها في النهاية اعترفت بأن رسول الله أخبرها بما قالته، وكتب مجلسي فيما بعد: (وهكذا اتفق المنافقان -يقصد أبا بكر وعمر - والمنافقتان -يعني عائشة وحفصة - وقتلا رسول الله بالسم) ص745([59]) اهـ.
(والحقيقة أن قراءة مثل هذه الخرافات وكتابتها أمر شاق ومؤذ، إلا أن تعريف أهل السنة الذين لا يعرفون حقيقة الشيعة بأفكار الشيعة ونظرياتهم وعقائدهم يجعلنا نتحمل كل هذا من أجل أداء فرض نراه واجباً)([60]). (إننا مجبرون على كتابتها للتعريف بحقيقة الشيعة والتعريف بالعقلية الشيعية)([61]).
 (يعتقد الشيعة وعلى رأسهم الخميني أن الإسلام لم يتمثل في دولة إلا في عهد الرسول (ص) وعهد علي رضي الله عنه)([62])(لهذا فـالشيعة يهاجمون الخلافة الإسلامية في حقب التاريخ الإسلامي المختلفة، ويعمد الرافضة قديماً وحديثاً إلى تشويه التاريخ الإسلامي بكل وسيلة)([63]).
يقول الخميني: (في صدر الإسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الإمام علي بن أبي طالب، وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحرف عن الإسلام، لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الإسلام في تعاليمه تماماً، وجاء بعدهم العباسيون ونسجوا على نفس المنوال وتبدلت الخلافة وتحولت إلى سلطنة موروثة، واستمر ذلك إلى يومنا هذا)([64]).
(ويرمى بالجهل كل الخلفاء المسلمين الذين تعاقبوا على الأمة الإسلامية، فيقول عن هارون الرشيد: أي ثقافة حازها، وكذلك من قبله ومن بعده)([65]).
يقول الخميني عن معاوية رضي الله عنه: (وقد حدث مثل ذلك في أيام معاوية فقد كان يقتل الناس على الظنة والتهمة ويحبس طويلاً، وينفي من البلاد، ويخرج كثيراً من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله)([66])ويقول أيضاً عن حكومة معاوية: (ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الإسلامية أو تشبهها من قريب ولا بعيد)([67]).
 

رد السنة النبوية ومعاداة أهلها:
 
 ترك العمل بالسنة النبوية ومعاداة أهلها:
لم يكتف الشيعة الإمامية بالتلاعب بكتاب الله بتحريف تفسيره أو ادعاء النقص فيه، أو ادعاء أن للأئمة مصحفاً ليس كمصحف المسلمين، وأنه مصحف لم يجمع إلا للأئمة فقط، لم يكتفوا بذلك فتركوا الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة المروية عنه عن طريق عدول الأمة وثقاتها وأهل العلم والفقه من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان، وقصروا الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم على رجال مذهبهم عن علي بن أبي طالب عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن طريق رجالهم عن أئمة البيت العلوي، وهذه بدعة خطيرة يترتب عليها ترك العمل بالغالبية العظمى من سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي ثبتت عن السلف بل منها ما هو متواتر ومعلوم قطعاً ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه يندرج تحت هذه البدعة العظيمة الكثير من المخالفات الشيعية لـأهل السنة والجماعة، وبذلك نسبوا الكثير من الروايات بواسطة رجالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أئمة البيت العلوي وهي عند أهل السنة لم تثبت، بل فيها الكثير من الكذب الموضوع الذي لا يصح ذكره أو العمل به.
ويترتب على ذلك أيضاً ترك الكثير مما هو من معتقدات أهل السنة والجماعة في الإيمان بالله واليوم الآخر، بل إن الشيعة يبنون دينهم على مخالفة أهل السنة ومخالفة أئمة مذاهب أهل السنة، فلا يجيزون العمل بمذاهب الأئمة الأربعة ولا بفتاوي علماء أهل السنة والجماعة، وينكرون الكثير من المعتقدات الثابتة عن طريق سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهم يعتبرون كلام أئمة البيت العلوي سنة كسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فقد رتبوا أحكاماً كثيرة في العقيدة والشريعة مأخوذة من روايات نسبوها لأئمتهم.
فأين السنة النبوية وهي المصدر الثاني للتشريع عند أهل السنة والجماعة من السنة عند الشيعة الإمامية.
 ففي كتاب أصل الشيعة وأصولها ص149: (إنهم -أي الشيعة الإمامية - لا يعتبرون من السنة -أي السنة النبوية- إلا ما صح لهم عن طريق أهل البيت عن جدهم، يعني ما رواه الصادق عن أبيه الباقر عن أبيه زين العابدين عن الحسين السبط عن أبيه أمير المؤمنين عن رسول الله سلام الله عليهم جميعاً، أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة)([68])اهـ.
يزعم الشيعة الإمامية أنهم الفرقة الناجية، وأن غيرهم في النار، بما فيهم أهل السنة والجماعة، وهم يحرمون على كل شيعي التحاكم إلى قاضي من قضاة أهل السنة، ويرون أن التحاكم إليهم تحاكم إلى طواغيت، ولا يؤمن الشيعة بكثير من معتقدات أهل السنة والجماعة.
ففي أصل الشيعة وأصولها: (وأشراط الساعة مثل: نزول عيسى من السماء، وظهور الدجال، وخروج السفياني وأمثالها من القضايا الشائعة عند المسلمين ما هي من الإسلام في شيء)([69]).
وقال في عقائد الإمامية ص13-14: (ومن قال بالتشبيه في خلقه أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا أو أنه يظهر على أهل الجنة كالقمر (أو نحو ذلك) فإنه بمنزلة الكافر من قال: إنه يتراءى لخلقه يوم القيامة)([70])..
 (لا يؤمن الشيعة بالأحاديث التي وردت في صحيحي البخاري ومسلم، والأمة الإسلامية تلقت هذه الأحاديث بالقبول جيلاً بعد جيل، ولا يعتدون بـمسند الإمام أحمد وموطأ مالك وسنن الترمذي وابن ماجة والنسائي وأبي داود وغيرها من كتب الحديث، وعندما يتصلون بالعامة من أهل السنة يبدأون بتشكيكهم بـصحيح البخاري أولاً، ثم برواة الحديث من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم ثانياً) اهـ([71]).
(و الرافضة جهلة بعلم الحديث، وما يدرس في جامعاتهم هزيل جداً، وإذا سألتهم عن سند حديث قالوا: رواه الحسين، أو محمد الباقر، أو موسى الكاظم، وليس لك أن تطلب في إثبات ذلك دليلاً علمياً) اهـ([72]).
(وقد يسأل سائل: إن الرافضة يستدلون في كتبهم بأحاديث البخاري ومسلم وغيرهما من علماء الحديث، فكيف تقول بأنهم لا يؤمنون بهذه الأحاديث؟ وجوابنا: أنهم يستدلون بها عملاً بقول القائل: من فمك أدينك، فهي -كما يزعمون- أدلة لإقامة الحجة على أهل السنة، أو لأنها توافق حديثاً من الأحاديث التي يتناقلونها عن أئمتهم، أما أنهم يستدلون بها كأدلة مجردة يعتمدون عليها في عقائدهم وعباداتهم فمن المستحيل أن يحدث هذا)([73]).
(وأخيراً: إذا كنا نختلف مع الرافضة في الكتاب والسنة فبديهي إننا نختلف معهم في الإجماع والقياس)([74]).
 
 ما قاله علماء الجرح والتعديل في الرافضة:
كان لسلفنا الصالح من التابعين وأئمة المذاهب وعلماء الجرح والتعديل -رضوان الله عليهم- صولات وجولات مع القادة المؤسسين للمذهب الشيعي، وهذه الجولات أغنت المكتبة الإسلامية بأنفس الأقوال وأصح الآراء، نختار منها ما يلي: سئل الإمام مالك عن الرافضة فقال: (لا تكلمهم ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون)([75]).
وقال الشافعي: (ما رأيت في أهل الأهواء قوماً أشهد بالزور من الرافضة)([76]).
وقال شريك بن عبد الله القاضي، وقد كان معروفاً بالتشيع مع الاعتدال: (أحمل عن كل من لقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث، ويتخذونه ديناً)([77]).
وقال حماد بن سلمة: (حدثني شيخ له -يعني الرافضة - قال: كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئاً جعلناه حديثاً)([78]).
وقال يزيد بن هارون: (يكتب عن كل مبتدع إلا الرافضة فإنهم يكذبون)([79]).
وقال الأعمش: (أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين).
والعلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة، ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم- مثل كتب يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازي والنسائي وأبي حازم بن حبان، وأبي أحمد بن عدي، والدارقطني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، والعقيلي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، والحاكم النيسابوري، والحافظ بن عبد الغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة ونقاد، وأهل معرفة بأحوال الإسناد- الرأي المعروف عندهم الكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف([80]).
وقال ابن المبارك: (الدين لأهل الحديث، والكلام والحيل لأهل الرأي، والكذب للرافضة)([81]). وقد (انبرى عدد من علماء السلف وأئمة الحديث للرد على أباطيل الشيعة، وفضح افتراءاتهم وكان من أشهرهم:
* شيخ الإسلام ابن تيمية في سفره النفيس منهاج السنة.
* والإمام الذهبي في منتقاه.
* وابن القيم في معظم كتبه.
* وابن كثير في تاريخه.
وسبق هؤلاء العلماء وجاء من بعدهم آخرون منهم: أبو بكر الباقلاني، محمد بن مالك، ابن أبي الفضائل الحمادي اليماني البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق، وابن الجوزي، والقاضي ابن العربي، وابن حزم في الفصل، وكتب التاريخ الإسلامي مزدحمة بالأدلة التي تثبت خيانة الرافضة)([82]).
 أمثال من ضلال الشيعة في علم الرجال والحديث:
من رواة الشيعة المفضل بن عمر: رووا عنه في كتبهم الأربعة المعتبرة وهي:
1- الأصول والفروع والروضة من الكافي للكليني.
2- التهذيب للطوسي.
3- الاستبصار للطوسي.
4- من لا يحضره الفقيه للصدوق.
 بلغت مروياته قرابة 106 رواية([83]) يروي عن الإمام أبي عبد الله فماذا عن عدالته وصلاحه([84]):
* المفضل بن عمر غير ثقة عند علماء الشيعة أنفسهم، مضطرب الرواية، بل هو من الخطابية الغلاة، قال عنه النجاشي في رجاله ص295: كوفي، فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به، وقيل: إنه كان خطابياً. وقال عنه ابن الغضائري: ضعيف متهافت، مرتفع القول، خطابي، وقد زيد عليه شيء كثير، وحمل الغلاة في حديثه حملاً عظيماً، ولا يجوز أن يكتب حديثه، وروي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام.
وقال عنه الحسن بن علي بن داود الحلي في كتاب الرجال القسم الثاني وهو خاص بالضعفاء والمتروكين: ضعيف متهافت، خطابي. وجزم بضعفه الكشي في رجاله ص272-278، وقال محمد علي الأردبيلي في كتابه جامع الرواة جـ2/ 258 عنه: الأولى عدم الاعتماد -يريد على مروياته- والله أعلم بحاله، وأورد روايات تقدح فيه وأنه من الغلاة الخطابية.
وقال له جعفر الصادق رحمه الله فيما روي عنه: (يا كافر يا مشرك، مالك ولابني -يعني ابنه إسماعيل بن جعفر -).
وقال أبو عبد الله رحمه الله: (يا كافر يا مشرك ما تريد إلا ابني، تريد أن تقتله؟)([85])، ذكروا عنه أنه كان ممن لا يهتمون بإقامة الصلاة، وأنه كان يعتقد بحلول الله -تعالى الله عما يقول علواً كبيراً- في الحسين([86]).
 * من رواة الشيعة أيضاً: أبو بصير اسمه بالكامل: أبو بصير ليث بن البختري المرادي([87])، بلغت مروياته باسمه الصريح دون كنيته في الكتب الأربعة قرابة 57 رواية([88]). أما مجموع رواياته باسمه أو بكنيته قرابة 2275 رواية([89]). ويروي عنه علماء الرجال عند الشيعة أقوال فيها سخرية من الإمام أبي جعفر وانتقاص منه، ويروون عنه أفعال تدل على الطعن فيه وتسقط عدالته، ثم بعد ذلك يروون عنه ويأخذون أحاديثه([90]).
* من رواتهم أيضاً: ابن مسكان واسمه عبد الله، بلغت رواياته في الكتب الأربعة عن جعفر الصادق رحمه الله (35) رواية([91]). وهو (غير ثقة). يقول عنه النجاشي (عالم شيعي): ليس بثبت (رجال النجاشي ص148).
و ابن مسكان من الواقفة، وهم الذين وقفوا على موسى بن جعفر أنه الإمام القائم ولم يأتموا بعده بإمام، ولم يتجاوزوه إلى غيره، وقال بعضهم: إن من جاء بعد الإمام موسى ليسوا بأئمة ولكنهم خلفاؤه واحداً بعد واحد إلى أوان خروجه([92]).
* من رواتهم زرارة وكان معاصراً لـجعفر الصادق، وهو من أعمدة الرواية عندهم، وزرارة هذا قد لعنه جعفر الصادق وكذبه، ففي ثقات الرواة جـ1/ 339، وفي رجال الكشي ص134 أن جعفر الصادق قال عنه: (ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة من البدع لعنه الله) ومع ذلك يروون عنه ويأخذون بأحاديثه!!
 ومن أدلة ضلالهم في علم الحديث والرجال قول شيخهم حسين بن عبد الصمد العاملي (ت 984هـ) في كتابه المشهور: وصول الأخيار إلى أصول الأخبار -وهو من كتبهم المشهورة في مصطلح الحديث- قال حاكماً على كتب حديث أهل السنة: (فصحاح العامة([93]) كلها وجميع ما يروونه غير صحيح). فبعد هذا المنهج والجهد العظيم لسلفنا في ضبط روايات الحديث والتي شهد لها حتى الكفار من المستشرقين يأتي هذا الجاهل فينعت كتب حديث أهل السنة بأنها خالية من الصحيح([94]).
والحديث الصحيح عند الشيعة الإمامية ما كان الراوي فيه إمامياً ثبتت عدالته، والحديث الحسن عندهم ما إذا كان الراوي إمامياً ممدوحاً لم ينص أحد على ذمه أو عدالته.
والحديت الموثق: ما كان الراوي فيه مسلماً غير شيعي ولكنه ثقة أمين في النقل.
والحديث الضعيف: ما لم يصل إلى درجة ما سبق، كما لو كان الراوي غير مسلم أو مسلم فاسق.. إلخ([95]).
وعندهم: (إن الضعيف يصبح قوياً إذا اشتهر العمل به بين الفقهاء القدامى، لأن أخذهم بالضعيف مع ما هم عليه من الدين والعلم يدل على وجود قرينة اطلعوا عليها وخفت على غيرهم تجبر الحديث وتصححه)([96]).
 (كما أن الحديث القوي يصبح ضعيفاً إذا أهمله الفقهاء القدامى، فإن تركهم العمل به، مع علمهم به يدل على وجود قرينة تستدعي الإعراض عن الحديث وإن كان الراوي صادقاً)([97]).
وأشهر كتب حديث الشيعة: الكافي لـمحمد بن يعقوب الكليني، توفي سنة 328هـ وفيه (16099) حديثاً، ومن لا يحضره الفقيه لـمحمد بن بابويه الصدوق: توفي سنة 381هـ وفيه (19044) حديثاً.
و كتاب التهذيب لـمحمد بن الحسن الطوسي، توفي سنة 461هـ وفيه: (13095) حديثًا.
و كتاب الاستبصار للشيخ الطوسي المذكور، وفيه (5511) حديثاً.
وكتاب الوافي لـمحسن الفيض: توفي سنة 1091هـ وهو 14 جزءاً.
وكتاب الوسائل للحر العاملي، توفي 1033هـ وهو 6 مجلدات([98]).
وأشهر كتب الرجال عندهم:
كتاب الرجال لـأحمد بن علي النجاشي توفي 450هـ، كتاب الرجال للطوسي، كتاب معالم العلماء لـمحمد بن علي بن شهرآشوب توفي 588هـ، كتاب إتقان المقال لـمحمد طه نجف توفي 1323هـ، كتاب الرجال الكبير لـعبد الله المامقاني من علماء هذا القرن([99]).
 مصادر التلقي عند الشيعة الإمامية:
ذكرنا أن الشيعة لهم تفسيرهم الخاص للقرآن الكريم المخالف لجماهير المسلمين من أهل السنة، وهو تفسير موضوع للدفاع عن مذهبهم الشيعي ويدعو إليه، ويطعن في أهل السنة وينتقص منهم، وذكرنا أن الشيعة أيضاً لا يأخذون بالثابت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق أهل السنة والجماعة ويردونها، ولا يأخذون إلا بما روي عن طريق رجالهم، وإلا بما جاء عن أئمتهم منسوباً إليهم.
ومن ثم فـللشيعة الإمامية بالتالي مصادر للاستدلال يقفون عندها ولا يقبلون الاحتجاج إلا بها.. ولهم علماؤهم لا يأخذون إلا بأقوالهم.. ولهم أئمتهم لا يلجئون إلا لما نسب لهم.. لذا فـللشيعة كتب وعلماء وفقهاء.. ولهم مصادر تلقي يتداولها علماؤهم وطلاب العلم منهم.. ويقلد العوام ما فيها ومن كتب الشيعة ومؤلفيهم المعتبرين عندهم:([100])
كتاب الكافي للكليني:
(وهو بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة أو أوثق.. فقد ذكروا أن الكليني صاحب الكافي كان معاصراً لوكلاء المهدي الغائب وسفرائه الأربعة)([101]).
قال الحر العاملي صاحب كتاب الوسائل: (إن الأصول والكتب التي كانت منابع إطلاع الكليني قطعية الاعتبار؛ لأن باب العلم واستعلام حال تلك الكتب بوسيلة سفراء القائم المهدي كان مفتوحاً عليه لكونهم معه في بلد واحد بغداد)([102]).
فمؤلف كتاب الجامع الكافي أو جامع أبي جعفر يعقوب الكليني الرازي وجد في زمان الغيبة الصغرى حيث كان السفراء يتوافدون على الإمام المهدي، ويحكي الشيعة -كما جاء في بعض كتبهم- أن الكليني بعد أن ألف كتابه وصل إلى الإمام الغائب عن طريق سفير خاص، فشاهد الإمام الكتاب وصدق عليه ووثقه وقال: (هذا كاف لشيعتنا)([103])وطبقاً لذلك فالكتاب مصدق عليه صحيح.
يقول الشيخ محمد منظور نعماني كبير علماء الهند في كتابه الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام: (ومن أكثر كتب الحديث المعتمدة لدى الشيعة الإثني عشرية كتاب الجامع الكافي لـأبي جعفر يعقوب كليني الرازي (ت سنة 328 هـ) ومن ناحية الصحة والسند فهو مثل صحيح البخاري عند أهل السنة) اهـ([104]).
وقد نقل الشيخ منظور نعماني في كتابه نصوصاً من الكافي من طبعة طبعت سنة 1302هـ مطبعة نولكشور بـلكهنؤ([105]) وهي أربع مجلدات تضم خمساً وألفي صفحة بها أكثر من 16.000 رواية، ويتكون الكتاب من أصول الكافي، فروع الكافي، كتاب الروضة، وكتاب الروضة يعد الجزء الأخير من كتابه الأساسي الجامع الكافي، وقد طبع في نهاية الجزء الثالث من فروع الكافي طبعة لكهنؤ([106]).
و لـعلي أكبر الغفاري حاشية على الكافي ومن تلاميذ الكليني المشهورين:
أبو زينب محمد بن إبراهيم النعماني صاحب كتاب الغيبة مطبوع بـطهران ط. مكتبة الصدوق.
 
وسائل الشيعة:
لـمحمد بن الحسن بن الحر العاملي الملقب: بـالحر العاملي، ومن كتب الحر العاملي الأخرى: الفصول المهمة في معرفة أصول الأئمة ط. مكتبة بصيرتي - قم- إيران، وكتاب إثبات الهداة ط. المكتبة العلمية - قم- إيران. والإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة طبع بـقم بـإيران.
تهذيب الأحكام:
لـأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي الملقب بـشيخ الطائفة، والكتاب مطبوع في طهران، وهو أحد الكتب الأربعة الهامة عند الإمامية، وله كتاب الأمالي، وله كتاب الاستبصار أحد الكتب الأربعة الهامة عند الإمامية.
علل الشرائع:
لـمحمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب بـالصدوق وبـرئيس المحدثين، والكتاب مطبوع بـالنجف، وللقمي أيضاً كتاب عيون الأخبار، وكتاب من لا يحضره الفقيه وهو من أهم الكتب عند الشيعة الإمامية، وكتاب كمال الدين وتمام النعمة.
معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين:
أو رجال الكشي: لـأبي عمرو الكشي، طبع بـمشهد في إيران، والكتاب مشهور باسم رجال الكشي.
بحار الأنوار:
وهو موسوعة ضخمة باسم بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار للملا محمد باقر المجلسي طبع في بيروت. ومن كتب المجلسي أيضاً حق اليقين، وجلاء العيون، وحياة القلوب، ومرآة العقول.
 
مستدرك الوسائل:
مؤلفه الحاج حسين النوري الطبرسي طبع في طهران ط. دار الكتب الإسلامية، والطبرسي هذا هو صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب.
كتاب نهج البلاغة:
للشريف الرضي وهو عندهم من الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه لا من خلفه([107])، وهو من الكتب الهامة عند الشيعة الإمامية، وفيه أقوال وخطب منسوبة لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
 ومن أشهر مؤلفيهم وعلماء مذهبهم غير ما ذكرناهم:
 
الفيض الكاشاني:
* الفيض الكاشاني: محمد محسن بن الشاه مرتضى ومن مؤلفاته: تفسير الصافي ط، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت، والوافي، ط. دار الكتب الإسلامية- طهران، ومنهاج الحياة ط. الدار الإسلامية- بيروت، وقرة العيون ط، دار الكتاب اللبناني.
الشيخ المفيد:
* الشيخ المفيد: محمد بن محمد بن النعمان: من مؤلفاته: أوائل المقالات ط. تبريز - إيران، وكتاب الإرشاد ط. مؤسسة الأعلمي- بيروت، وله عدة رسائل منها: شرح اعتقادات الصدوق وهو ملحق بكتاب أوائل المقالات.
يوسف البحراني:
* يوسف البحراني: له الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة.
حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي:
* حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي: له هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار.
آية الله الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي:
* آية الله الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي: له نهاية الإحكام في معرفة الأحكام ط. بيروت.
 
زين الدين أبو محمد علي بن يوسف العاملي النباطي البياضي:
* زين الدين أبو محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي: وله الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم.ط. المطبعة الحيدرية والمكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، صححه وعلق عليه محمد باقر البهبسودي، وفي مقدمته رياض الأفاحي في ترجمة العلامة البياضي لـأبي المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي (معاصر).
السيد عبد الله مشير:
* السيد عبد الله مشير: له حق اليقين في معرفة أصول الدين، والأصول الأصيلة والقواعد الشرعية. توفي سنة 1242هـ.
نعمت الله الجزائري:
* نعمت الله الجزائري: له الأنوار النعمانية ط. تبريز - إيران قصص الأنبياء ط. بيروت.
حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني:
* حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني: وله: المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية.
السيد أمير محمد الكاظمي القزويني:
* السيد أمير محمد الكاظمي القزويني: له الشيعة في عقائدهم وأحكامهم.
آية الله العظمى محسن الأمين:
* آية الله العظمى محسن الأمين: له أعيان الشيعة ط. دار التعارف بيروت، لبنان.
محمد بن حسن النجفي:
* محمد بن حسن النجفي: يلقب بـمعجزة القرن التاسع عشر، له كتاب جواهر الكلام في 43 مجلداً.
عباس القمي:
* عباس القمي (محدث) له: منازل الآخرة ط، دار التعارف، والكنى والألقاب طبع في إيران انتشارات بيدار- قم- إيران، منتهى الآمال بالفارسية طبع في طهران.
السيد عبد الحسين:
* السيد عبد الحسين دستغيب (معاصر): الملقب بـشهيد المحراب، أحد أعوان الخميني له: الذنوب الكبيرة طبع في بيروت ط. الدار الإسلامية، واليقين ط. دار التعارف.
 
كامل سليمان:
* كامل سليمان: له يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام طبع في بيروت ط. دار الكتاب اللبناني.
محمد جواد مغنية:
* محمد جواد مغنية (معاصر): من علماء الشيعة في لبنان له: مع علماء النجف الأشراف طبع في بيروت دار مكتبة الهلال، والشيعة في الميزان طبع في بيروت دار التعارف.
العياشي:
* العياشي مفسر الشريعة: له تفسير مشهور ط. دار الكتب العلمية الإسلامية طهران.
علي اليزدي الحائدي:
* علي اليزدي الحائدي وله: إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت -.
عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي:
* عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي: من كبار علماء الشيعة في القرن التاسع عشر الميلادي له كتاب المراجعات طبع في بيروت مؤسسة الوفاء.
تاج الدين محمد بن محمد الشعيري:
* تاج الدين محمد بن محمد الشعيري: وله جامع الأخبار ط. الحيدرية ومكتبتها في النجف.
محمد بن محمد بن صادق الصدر الموسوي:
* محمد بن محمد بن صادق الصدر الموسوي: له تاريخ الغيبة الكبرى طبع في الكويت ط. مكتب الألفين، وتاريخ ما بعد الظهور طبع في لبنان ط. دار التعارف للمطبوعات.
محمد تقي الموسوي الأصفهاني:
* محمد تقي الموسوي الأصفهاني: له وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام بيروت ط. دار القارئ.
عبد الله المامقاني:
* عبد الله المامقاني الملقب بـالعلامة الثاني: له: تنقيح المقال ط. النجف.
آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي -الشهرستاني-:
* آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي الشهرستاني: له موسوعة فقهية ضخمة. طبعت بدار العلوم- بيروت -.
آية الله العظمى المحقق فتح الله النمازي الشيرازي:
* آية الله العظمى المحقق فتح الله النمازي الشيرازي: له قاعدة لا ضرر ولا ضرار. ط. دار الأضواء بيروت.
 
محمد الرضى الرضوي:
* محمد الرضى الرضوي: له كذبوا على الشيعة طبع في إيران.
السيد دلدار علي اللكهنوي:
* السيد دلدار علي اللكهنوي الشيعي الاثني عشري: له: أساس الأصول ط. لكهنؤ الهند.
السيد هاشم معروف الحسيني:
* السيد هاشم معروف الحسيني: له الموضوعات في الآثار والأخبار.
محمد رضا المظفر:
* محمد رضا المظفر: له عقائد الإمامية ط. دار التبليغ الإسلامي- قم- إيران.
الحسن بن موسى النوبختي الشيعي:
* الحسن بن موسى النوبختي الشيعي: له فرق الشيعة ط. المطبعة الحيدرية في النجف بتعليق آل بحر العلوم ط. سنة 1959م.
أبو خلف سعد بن عبد الله القمي:
* أبو خلف سعد بن عبد الله القمي: وله المقالات والفرق.
/153 تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي:
* تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي: والذي يعرف بـالكفعمي: وله كتاب جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية والذي اشتهر ككتاب باسم المصباح ط. مؤسسة الأعلمي الشيعية للمطبوعات بيروت.
القاضي السيد شهاب الدين نور الله الحسيني المرعشي التستري:
* القاضي السيد شهاب الدين نور الله الحسيني المرعشي التستري من متكلمي الشيعة له حاشية إحقاق الحق ط. مكتبة آية الله المرعشي – قم - إيران.
منظور حسنين:
* منظور حسنين: صاحب كتاب تحفة العوام مقبول جديد.
أحمد الإحساني:
* أحمد الإحساني الشيخ الأوحد وله شرح الزيارة الجامعة الكبيرة.
محمد محسن الشهير بآغا بزرك الطهراني:
* محمد محسن الشهير بـآغا بزرك الطهراني: وله الذريعة إلى تصانيف الشيعة طبع في النجف.
آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الأصفهاني:
* آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الأصفهاني: له مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم من منشورات الإمام المهدي – قم - إيران.
الحاج آية الله السيد إبراهيم الزنجاني:
* الحاج آية الله السيد إبراهيم الزنجاني: له حدائق الأنس ط. دار الزهراء بيروت.
 
السيد مرتضى العسكري:
* السيد مرتضى العسكري (معاصر): وله معالم المدرستين يعني مدرسة الخلفاء مذهب أهل السنة، ومدرسة أهل البيت مذهب الشيعة.
السيد محمد كاظم الطباطبائي:
* السيد محمد كاظم الطباطبائي: الملقب بـالسيد الحكيم له: العروة الوثقى طبع في طهران.
أبو القاسم الموسوي الخوئي:
* أبو القاسم الموسوي الخوئي (معاصر) له: منهاج الصالحين طبع في النجف.
القهباني:
* القهباني: وله مجمع الرجال طبع في أصبهان.
آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني:
* آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني: وله تحرير الوسيلة والحكومة الإسلامية وكشف الأسرار، وله عدة رسائل منها: مصباح الهداية([108])، وأسرار الصلاة أو معارج السالكين، ورسالة في الطلب والإرادة، وآداب الصلاة، ودراسات حول قاعدة لا ضرر ولا ضرار، والاستصحاب والتعادل، والترجيح والاجتهاد والتقليد والتقية، وتهذيب الأصول -في أصول الفقه-، وشرح على دعاء السحر أربعون حديثاً([109])، وحاشية على فصوص الحكم للقيصري، وحاشية على مفتاح الغيب، وحاشية على رسالة شرح حديث رأس الجالوت للقاضي سعيد، والرسائل([110]) (في جزئين)([111]).
حسين بن عبد الصمد العاملي:
* حسين بن عبد الصمد العاملي: له كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ويعد الكتاب الثاني في علوم الحديث لدى الشيعة، توفي سنة 984هـ.
محمد بن حسن الصفار:
* محمد بن الحسن الصفار: له كتاب بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد وهو من عشرة أجزاء، وتوفي سنة 290هـ، ويعد من أصحاب الإمام القائم، وهو من أساتذة الكليني صاحب الكافي.
 
آل كاشف الغطاء:
* آل كاشف الغطاء محمد الحسين آل كاشف الغطاء: له أصل الشيعة وأصولها.
نظام الدين الجيلاني الشيعي:
* نظام الدين الجيلاني الشيعي: وله رسالة أعلام الهدى في تحقيق البداء.
الحلي:
* الحلي: وله منهاج الكرامة.
 التعريف بأشهر رجالات علماء الشيعة:
([112])
* الكليني: محمد بن يعقوب الكليني رئيس محدثي الشيعة، وأحد مؤلفي الكتب الأربعة الهامة عند الشيعة الإمامية وهو الكافي.
* الطوسي: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 461هـ، الملقب بـشيخ الطائفة، من كبار محدثي القوم، ومؤلف كتابين من الكتب الأربعة الهامة التهذيب والاستبصار، وله كتاب رجال الطوسي.
* ابن بابويه القمي: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب بـالصدوق، من مواليد أوائل القرن الرابع من الهجرة، وتوفي سنة 381هـ، وهو من كبار القوم ومحدثيهم، وكتابه من لا يحضره الفقيه أحد الكتب الأربعة الهامة.
* القمي: أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي إمام مفسري الشيعة وأقدمهم، من أعيان القوم في القرن الثالث الهجري.
* الكاشاني: الملا فتح الله الكاشاني من علماء الشيعة المتعصبين، له مصنف للرد على أهل السنة باسم منهج الصادقين في إلزام المخالفين.
* العياشي: أبو النضر محمد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي المعروف بـالعياشي من أعيان علماء الشيعة في القرن الثالث الهجري، قال عنه النجاشي: ثقة، صدوق، عين من أعيان هذه الطائفة وكبيرها (رجال النجاشي ص247 ط. قم، إيران).
* الكشي: أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، قال عنه القمي: هو الشيخ الجليل المتقدم أبو عمرو، قال الشيخ الطوسي: إنه ثقة بصير بالأخبار والرجال حسن الاعتقاد (الكنى والألقاب جـ3 ص94).
* المفيد: محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي، ولد سنة 338هـ ومات في بغداد سنة 413هـ، وصلى عليه السيد المرتضى واشتهر بـالمفيد؛ لأن الغائب المهدي لقبه به، كما يزعمون (معالم العلماء ص101).
* المجلسي: الملا محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، ولد سنة 1037هـ ومات سنة 1110هـ، من ألد أعداء أهل السنة وخصومهم، قال عنه القمي: المجلسي إذا أطلق فهو شيخ الإسلام والمسلمين، مروج المذهب والدين، الإمام، العلامة، المحقق، المدقق (الكنى والألقاب جـ3 ص121)، من كتبه جلاء العيون بالفارسية طبع في طهران.
* البحراني: هو هاشم بن سليمان بن إسماعيل، ولد في قرية التوبلي في منتصف القرن الحادي عشر الهجري وتوفي سنة 1107هـ، قال عنه الخوانساري: فاضل، عالم، ماهر، مدقق، فقيه، عرف بالتفسير والعربية والرجال، وكان محدثاً فاضلاً، ومن مصنفاته: البرهان في تفسير القرآن، روضات الجنات جـ8 ص181.
* الأردبيلي: أحمد بن محمد الأردبيلي، مواليد القرن العاشر الهجري، مات سنة 993هـ، كان متكلماً فقيهاً عظيم الشأن، ممن رأى الإمام صاحب الزمان (راجع الكنى والألقاب 3/ 67).
 ومن علمائهم أيضاً:
* النباطي: أبو محمد زين الدين علي بن يونس العاملي، ولد في أوليات القرن التاسع الهجري ومات سنة 877هـ، فقيه، محدث، مفسر (معجم المؤلفين جـ7/ ص266).
* ابن الطاوس الحسني: علي بن موسى بن الطاوس، ولد سنة 589هـ وتوفي سنة 664هـ قال عنه التفرشي: إنه من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر (نقد الرجال ص144).
* الإربلي الشيعي: صاحب كشف الغمة.
* أبو الفرج الأصفهاني الشيعي: أبو الفرج علي بن الحسين، ولد بـأصفهان سنة 284هـ، ومات سنة 356هـ، ذكره محسن الأمين في طبقات شعراء الشيعة وطبقة المؤرخين - (أعيان الشيعة جـ1 ص175)([113]).
* أحمد بن أبي يعقوب: الكاتب العباسي الشيعي المشهور صاحب كتاب تاريخ اليعقوبي.
* أبو إسحاق إبراهيم الثقفي الكوفي الأصبهاني الشيعي، توفي سنة 283هـ وله كتاب الغارات.
* السيد هاشم البحراني: صاحب البرهان في تفسير القرآن.
* المسعودي: صاحب مروج الذهب.
* الميرزا تقي خان الشيعي: صاحب ناسخ التواريخ.
 حكايات الرقاع:
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن إمامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري لما غاب سنة 260هـ لم يغب غيبة كاملة بل كان على صلة سرية ببعض الشيعة وهم الذين يسمون بالسفراء والأبواب وعددهم أربعة وهم: عثمان بن سعيد، وبعده ابنه محمد، ويليه النوبختي ورابعهم وآخرهم السمري وبموته انتهت صلة الإمام السرية، والتي امتدت سبعين عاماً وتسمى بالغيبة الصغرى، وخلال هذه الغيبة كان السائلون يتوجهون بأسئلتهم للإمام المزعوم بوضعها في ثقب شجرة ليلاً، ويقوم هؤلاء الأبواب بدور الوسيط لإيصال الجواب من صاحب الزمان إلى صاحب السؤال، تلك هي حكايات الرقاع وما يسمى بالتوقيعات الصادرة عن الإمام المهدي الغائب)([114])اهـ.
قال الألوسي رحمه الله عن هذه الرقاع([115]): (الرقاع المزورة التي لا يشك عاقل أنها افتراء على الله تعالى، ولا يصدق بها إلا من أعمى الله بصره وبصيرته، والعجب من الرافضة أنهم سموا صاحب الرقاع بـالصدوق.. ولا يخفى عليك أن هذا من قبيل تسمية الشيء بضده.. وهو وإن كان يظهر الإسلام غير أنه كافر في نفس الأمر.. وكان يزعم أنه يكتب مسألة في رقعة فيضعها في ثقب شجرة ليلاً فيكتب الجواب عليها صاحب الزمان، وهذه الرقاع عند الرافضة من أقوى دلائلهم وأوثق حججهم، فتباً لقوم أثبتوا أحكام دينهم بمثل هذه الترهات واستنبطوا الحرام والحلال في نظائر هذه الخزعبلات، ومع ذلك يقولون: نحن أتباع أهل البيت، كلا هم أتباع الشياطين وأهل البيت بريئون منهم) اهـ([116]).
يعرض الشيعة إعراضاً تاماً عن الرجوع إلى أي كتب من كتب أهل السنة في الحديث (وهذا أمر بديهي لمن لم يعرف مذهب الشيعة على حقيقته، فهم لا يرجعون إلى كتب أهل السنة إلا في حالة واحدة وهي محاولة الاحتجاج بها على أهل السنة، أما فيما سوى ذلك فلا يقيمون للسنة وزناً، كما قال أحد علمائهم المعاصرين: إن الشيعة لا تعول على تلك الأسانيد -أي أسانيد أهل السنة - بل لا تعتبرها ولا تعرج في مقام الاستدلال عليها، ثم قال: إن لدى الشيعة أحاديث أخرجوها من طرقهم المعتبرة عندهم ودونوها في كتب مخصوصة، وهي كافية وافية لفروع الدين وأصوله، عليها مدار علمهم وعملهم، وهي لا سواها الحجة عندهم) وقال عن البخاري وصحيحه: وقد أخرج من الغرائب والعجائب والمناكير ما يليق بعقول مخرفي البربر وعجائز السودان) اهـ. وجاء دور المجوس ص165 نقلاً عن تحت راية الحق لـعبد الله السبيتي ص 146 طبع في طهران وقدم له مرتضى آل ياسين كاظمي.
ولا غرابة في ردهم أحاديث أئمة أهل السنة وهم يكفرون سادتهم من الصحابة ويعتقدون ردتهم وتحريفهم للدين.
 إنكار حجية الإجماع وترك العمل بالقياس وإن صح:
و الشيعة لا يعتدون بالإجماع ولا يعملون به، ولا يأخذون بالقياس ولا يلتزمون بمقتضاه، وهذا من لوازم مذهبهم؛ إذ أن وجود الإمام ووجوب الرجوع إليه في مسائل الدين المتجددة مع الحوادث والملمات تغني عن الرجوع إلى إجماع الأمة أو قياس فقهائها، وإن كان الشيعة يزعمون –كـالمعتزلة - التحاكم إلى العقليات في أمور الدين.
قال الآمدي في كتابه الإحكام في أصول الأحكام جـ1/ ص150: (اتفق أكثر المسلمين على أن الإجماع حجة شرعية يجب العمل به على كل مسلم خلافاً للشيعة والخوارج والنظام من المعتزلة) اهـ([117]).
 وقال د. عبد الكريم زيدان في كتابه الوجيز في أصول الفقه ص183 بالهامش أثناء كلامه عن أن الأمة لا تجتمع على ضلالة وأن إجماعها حجة:
(ويلاحظ هنا: أن الجعفرية يرون أن حجية الإجماع إنما تثبت لكشفه عن دخول الإمام المعصوم في المجتمعين كما صرح العلامة الحلي في كتابه تهذيب الأصول إلى علم الأصول، ووضح هذا المعنى العلامة صاحب كتاب الأرائك بقوله: إن حجية الإجماع تقوم على أساس تحقق العلم بدخول شخص الإمام المعصوم في المجتمعين أو بتحقق العلم بموافقته على ما أجمعوا عليه أو بتحقق العلم برأيه حدساً من أقوال المجتمعين الأرائك (ص176-177م)
وانظر أيضاً كفاية الأصول (ص69) وما بعدها وأصول الاستنباط للعلامة علي تقي الحيدري (ص145) وما بعدها إلا أن الإمام النائيني ذكر وجهاً آخر في تعليل حجية الإجماع: وهو كشفه عن وجود دليل معتبر عند المجتمعين، ورجح هذا الوجه بأنه أقرب المسالك، لأن مسلك الدخول -أي دخول الإمام المعصوم في المجتمعين- مما لا سبيل إليه عادة في الغيبة -أي غيبة الإمام- إلا أن صاحب الأرائك قال عن هذا الوجه: أنه لا يكشف لنا عن قول المعصوم فلا يكون إجماعاً في الحقيقة لعدم الحاجة فيه إلى اتفاق الكل، انظر تقريرات النائيني في كتاب فوائد الأصول جـ1/ ص 86-87، والأرائك ص178) اهـ([118]).
وقال د. عبد الكريم زيدان عن القياس في كتابه الوجيز ص220: (القياس يعتبر حجة شرعية ودليلاً من أدلة الأحكام على رأي الجمهور من الفقهاء، وخالف في ذلك الظاهرية وبعض المعتزلة والجعفرية) اهـ([119]).
 وقال في هامش نفس الصفحة أيضاً: (إلا أن علماء الجعفرية يأخذون بمنصوص العلة ويعتبرونه حجة، ويجعلون ثبوت الحكم في هذه الحالة للفرع بالنص لا بالقياس، كما أنهم يأخذون بقياس الأولى ولا يسمونه قياساً، ويعتبره بعضهم من قبيل منصوص العلة أيضاً كحرمة ضرب الوالدين المستفاد من قوله تعالى: ((فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)) [الإسراء:23] عدا ذلك من القياس لم يأخذ به علماء الجعفرية وهذا هو المنقول عنهم قاطبة إلا ابن الجنيد: انظر أصول الاستنباط تأليف العلامة السيد علي تقي الحيدري ص 258-259) اهـ([120]).
 روايات الشيعة مكذوبة ومتناقضة:
يقول أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي شيخ الإثنا عشرية في مقدمة كتابه تهذيب الأحكام -أحد كتبهم المعتمدة: (ذاكرني بعض الأصدقاء -أبره الله- ممن أوجب حقه علينا بأحاديث أصحابنا أيدهم الله ورحم السلف منهم، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا)([121]).
ويقول دلدار علي اللكهنوي الشيعي الإثنا عشري في أساس الأصول ص51 ط. لكهنؤ الهند: (إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، حتى صار ذلك سبباً لرجوع بعض الناقصين عن اعتقاد الحق)([122]).
ويقول حسين بن شهاب الدين الكركي في كتابه هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار ص164 الطبعة الأولى: (فذلك الغرض الذي ذكره في أول التهذيب من أنه ألفه لدفع التناقض بين أخبارنا لما بلغه أن بعض الشيعة رجع عن المذهب لأجل ذلك)([123]).
 ويقول هاشم معروف الحسيني([124]) في كتابه الموضوعات في الآثار والأخبار ط. الأولى ص165 وص 253: (كما وضع قصاصو الشيعة مع ما وضعه أعداء الأئمة عدداً كثيراً من هذا النوع للأئمة الهداة ولبعض الصلحاء والأتقياء)([125]).
وقال أيضاً: (وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كـالكافي والوافي وغيرهما نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم)([126]).
 تسمية أهل السنة بالناصبة:
جاء في كتاب الوسائل -الذي يستقي منه الشيعة كثيراً من أدلتهم- في تعريف الناصبي محمد بن إدريس في آخر السرائر نقلاً من كتاب مسائل في الرجال عن محمد بن أحمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى قال: كتبت إليه -يعني علي بن محمد عليهما السلام- أسأله عن النواصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: (من كان على هذا فهو ناصب) وقال عالمهم ومحدثهم هاشم الحسيني البحراني المتوفى سنة 1107 أو 1109هـ، والذي قالوا عنه: العلامة الثقة الثبت المحدث الخبير الناقد البصير قال: (يكفي في بغض علي وبنيه تقديم غيرهم عليهم وموالاة غيرهم كما جاءت به الروايات). وجاء دور المجوس ص 186-187).
 تنبيه: بعض معتدلي الشيعة -أو المتظاهرين بالاعتدال- يزعم أن الناصبي هو الذي يناصب العداء لآل البيت فهو مرادف للخارجي، ولا يدخل في هذا أهل السنة لأنهم يحبون آل البيت، وجاء دور المجوس (ص185).
وحكم الناصبي عندهم ليس مجرد مبتدع -وإن نطق بالشهادتين وعمل بأركان الإسلام- ولكنه عندهم كافر نجس!!
في تحرير الوسيلة للخميني: (وأما النواصب والخوارج -لعنهم الله تعالى- فهما نجسان من غير توقف ذلك إلى جحودهما الراجع إلى إنكار الرسالة)([127]).
ويقول: (فتحل ذبيحة جميع فرق الإسلام عدا الناصب وإن أظهر الإسلام)([128]).
ويقول: (ولا تجوز -الصلاة- على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن انتحل الإسلام كـالنواصب والخوارج)([129]).
ويعتبر مال الناصبي حلال يؤخذ أينما وجد يقول: (والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه)([130]).
ويعتبر الخميني الناصبي أكفر من اليهود والنصارى يقول: (يعتبر في المتصدق عليه في الصدقة المندوبة الفقر، لا الإيمان والإسلام، فتجوز على الغني وعلى الذمي والمخالف، وإن كانا أجنبيين، نعم ولا يجوز على الناصب ولا على الحربي وإن كانا قريبين)([131]).
 ويتساهل مع المخالفين للإثني عشرية من الشيعة فقط فيقول: (غير الإثني عشرية من الشيعة إذا لم يظهر منهم تعصب ومعاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون)([132]).
فعن حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية ص157 ط. بيروت: (على أنك قد عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي عليه السلام غيره)([133]).
وقال في ص147: (بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنياً)([134]).
ويقول أيضاً: (ولا كلام في أن المراد بـالناصبة هم أهل الفسق)([135]).
ويقول حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي في كتاب هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار ص106 ط 1396هـ (كالشبهة التي أوجبت للكفار إنكار نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، والنواصب إنكار خلافة الوصي)([136]).
 تسمية أهل السنة بالعامة (العوام):
يقول محققهم فتح الله النمازي الشيرازي في قاعدة لا ضرر ولا ضرار ص21 دار الأضواء بيروت ط. الأولى: (وأما الحديث من طرق العامة فقد روى كثير من محدثيهم كـالبخاري ومسلم)([137]).
 ويقول محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة جـ1/ ص21 ط. دار التعارف بيروت سنة 1986م: (الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على أنفسهم مقابل العامة الذين يسمون بـأهل السنة والجماعة)([138]).
 نجاسة أهل السنة عند الإثني عشرية:
يقول السيد محمد كاظم الطباطبائي الملقب بـالسيد الحكيم في كتابه العروة الوثقى جـ1/ ص68 ط. طهران: (لا إشكال في نجاسة الغلاة والخوارج والنواصب)([139]).
ويقول آيتهم العظمى روح الله الموسوي الخميني في كتابه تحرير الوسيلة جـ1/ ص118 ط. بيروت: (وأما النواصب والخوارج -لعنهما الله تعالى- فهما نجسان من غير توقف)([140]).
ويقول محمد بن علي بن الحسين القمي الملقب بـالصدوق في عقاب الأعمال ص252 ط. بيروت عن الإمام الصادق إنه قال: (إن المؤمن ليشفع في حميمه إلا أن يكون ناصباً ولو أن ناصباً، شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا)([141])، وذكر هذه الرواية شيخهم محمد باقر المجلسي في موسوعته بحار الأنوار جـ8/ 41([142]). وروى الصدوق أيضاً في نفس الصفحة عن أبي عبد الله قال: (إن نوحاً عليه السلام حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل فيها ولد الزنا، والناصب شر من ولد الزنا)([143]).
 
 جواز اغتياب أهل السنة عندهم:
يقول الخميني في كتابه المكاسب المحرمة جـ1 ص249: (ثم إن الظاهر اختصاص الحرمة بغيبة المؤمن، فيجوز اغتياب المخالف إلا أن تقتضي التقية وغيرها لزوم الكف عنهم)([144]).
ويقول عبد الحسين دستغيب المسمى بـشهيد المحراب في كتابه الذنوب الكبيرة جـ2/ ص267 ط. الدار الإسلامية بيروت 1988م: (ويجب أن يعلم أن حرمة الغيبة مختصة بالمؤمن، أي المعتقد بالعقائد الحقة، ومنها الاعتقاد بالأئمة الإثني عشر عليهم السلام وبناء على ذلك فإن غيبة المخالفين ليست حراماً)([145]).
ويقول محمد حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام جـ2/ 63: (وعلى كل حال فقد ظهر اختصاص الحرمة بالمؤمنين القائلين بإمامة الأئمة الاثني عشر دون غيره من الكافرين والمخالفين، ولو بإنكار واحد منهم عليهم السلام)([146]).
ويقول محمد حسن النجفي أيضاً جـ22 ص62: (وعلى كل حال فالظاهر إلحاق المخالفين بالمشركين في ذلك لاتحاد الكفر الإسلامي والإيماني فيه، بل لعل هجاءهم على رؤوس الأشهاد من أفضل عبادة العباد، ما لم تمنع التقية، وأولى من ذلك غيبتهم التي جرت سيرة الشيعة عليها في جميع الأعصار والأمصار وعلمائهم وعوامهم حتى ملأوا القراطيس منها، بل هي عندهم من أفضل الطاعات وأكمل القربات) اهـ([147]).
 
 كراهية الأئمة الأربعة والانتقاص منهم:
روى الكليني في الكافي جـ1/ ص58 ط. طهران عن الإمام المعصوم السابع أبي الحسن موسى عليه السلام في حديث له: (لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي عليه السلام، وقلت أنا، وقالت الصحابة) ونقل ذلك أيضاً الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ18/ ص23 ط. بيروت([148]).
فيدعون لعن أئمة أهل البيت لـأبي حنيفة رحمه الله مع ما اشتهر عنه من الانقطاع لأئمة أهل البيت وإظهار التودد لهم حتى رمى بالتشيع.
وفي رجال الكشي ص187 ومجمع الرجال للقهباني جـ6/ ص4 ط. أصفهان: أن أبا حنيفة قال لـمؤمن الطاق وقد مات جعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا جعفر إن إمامك قد مات! فقال أبو جعفر: لكن إمامك من المنظرين إلى اليوم المعلوم -يعني الشيطان-.([149]).
ويقول محمد الرضى الرضوي في كتابه كذبوا على الشيعة ص279: (ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهل البيت عليهم السلام لاتبعوهم، ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين منهم كـأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل)([150]).
ويقول نعمت الله الجزائري الشيعي في كتابه قصص الأنبياء (ص347 ط. الثامنة بيروت): (أقول: هذا يكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين، وذلك أنهم وإن صاموا وصلوا وحجوا وزكوا وأتوا من العبادات والطاعات وزادوا على غيرهم إلا أنهم أتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أمر بالدخول منها، وقد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط وأبواباً بينهم وبين ربهم، وأخذوا الأحكام عنهم، وهم أخذوها عن القياسات والاستنباطات والآراء والاجتهاد الذي نهى الله سبحانه عن أخذ الأحكام عنها وطعن عليهم من دخل في الدين منها)([151]).
 
 من أصولهم العملية مخالفة أهل السنة:
فمخالفة أهل السنة أصل عندهم، لذا يجعلون الدين في مخالفة ما عليه أهل السنة والجماعة:
روى الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ18/ ص84 عن الصادق عليه السلام قال: (إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردوه، فإن لم تجدوها في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه، وما خالف أخبارهم فخذوه)([152]).
والمراد بالعامة: أهل السنة، ووجه المخالفة -كما يدعون- أن أهل السنة يكثرون وضع الأخبار ونشر الروايات المختلفة بدلاً من الروايات الصحيحة، وتعمد كتمان الحق والأخبار الصحيحة!!
يقول شيخهم حسين بن شهاب الدين الكركي في كتابه هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار (ص102): (إن العامة كان بناء أمرهم على التلبيس وستر الحق بالباطل وإظهار الباطل في صورة الحق وتحليته بما يوافق طباع العوام ومن جرى مجراهم ممن يميل إلى المزخرفات والتمويهات حرصاً على إصلاح دنياه، وإن أوجب ذلك ضياع دينه، وكان القدماء منهم ما بين منافق يظهر الإسلام ويستر الكفر وكذاب متصنع بإظهار الزهد محب للرياسة، يضع لكل بدعة مال إليها حديثاً، وحشوي لا يبالي من أين يأخذ دينه، وبليد الفهم عديم الشعور ينقل كل ما سمعه ويصدق به سواء كان له أو عليه)([153]).
 وقال روح الله الخميني في كتابه الرسائل جـ2/ ص 83: (وعلى أي حال لا إشكال في أن مخالفة العامة من مرجحات باب التعارض)([154]).
ويروي الشيعة روايات كثيرة في الحث على الأخذ بما يخالف أهل السنة روى الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ18/ ص85-86 وروح الله الموسوي الخميني في الرسائل جـ2/ ص81 ومحمد باقر الصدر في تعارض الأدلة الشرعية ص359 ط. دار الكتاب اللبناني الثانية سنة 1980م عن محمد بن عبد الله قال: قلت للرضا عليه السلام: (كيف نصنع بالخبرين المختلفين؟ فقال: إذا ورد عليكم خبران مختلفان فانظروا إلى ما يخالف فيها العامة فخذوه وانظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه)([155]).
وقال شيخهم يوسف البحراني في كتابه الحدائق ص95 جـ1: (وروى فيها بهذا النحو أخباراً عديدة متفقة المضمون على الترجيح بالعرض على مذهب العامة والأخذ بخلافه) وأعاد الكلام بنحو ذلك في ص110([156]).
ذكر محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي عن عمر بن حنظلة قال: (سألت أبا عبد الله -يعنون به جعفر الصادق رحمه الله- عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث أو تحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذه سحتاً، وإن كان حقا ثابتاً له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت، وما أمر الله إلا أن نكفر به، قال تعالى: ((يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ)) [النساء:60] قلت: كيف يصنعان؟ قال: (ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به، فإني قد جعلته عليكم حاكماً)([157]).
 قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ووجدوا أحد الخبرين موافقاً للعامة -يعنون بالعامة أهل السنة - والآخر مخالفاً لهم بأي الخبرين يؤخذ؟
قال: (ما خالف العامة ففيه الرشاد) أي كل أمر فيه مخالفة لـأهل السنة ففيه الرشاد، ويستثنى من هذا عندهم ما توجبه التقية من الموافقة في بعض الظروف.
قلت: جعلني الله فداك فإن وافقهما الخبران جميعاً؟
قال: (ينظر ما إليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويأخذ الآخر).
قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعاً؟
قال: (إذا كان ذلك فأرجه حتى تلقي إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في المهلكات).
 عقيدة التولي والتبري:
من عقائدهم: (عقيدة الولاء والبراء -الولاء للأئمة والبراءة من أعدائهم- وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضوان الله عليهم وفي مقدمتهم: أبو بكر وعمر وعثمان)([158]).
(يقولون: ولا يتم الإقرار بالله ورسوله وبالأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم)([159]).
(و الخميني يأتي بدعاء للتولي والتبري ويجعل موضعه سجود الصلاة وصيغته: (الإسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين -يعدهم لآخرهم- أئمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرى)([160]).
 إباحة دماء وأموال أهل السنة:
فـأهل السنة عندهم أنجاس!! في حكم الكفار!! لأنهم ناصبة في الاعتقاد!! مباحة أموالهم ودمائهم!!
 عن داود بن فرقد قال: قلت لـأبي عبد الله عليه السلام: (ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكن اتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك) رواه محمد بن علي بن بابويه القمي الملقب بـالصدوق ورئيس المحدثين في كتابه علل الشرائع ص601 ط. النجف([161]). وذكرها أيضاً الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ18/ ص 463 ونعمت الله الجزائري في الأنوار النعمانية جـ2/ ص308.
يقول الخميني في تحرير الوسيلة جـ1/ ص352: (والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد وبأي نحو كان، ووجوب إخراج خمسه)([162]).
وعن الإمام الصادق أبي عبد الله قال: (خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس)، رواه أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام جـ4/ ص122 ط. طهران والفيض الكاشاني في الوافي جـ6/ ص43 ط. دار الكتب الإسلامية بـطهران([163]).
يقول يوسف البحراني في كتابه الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة جـ12/ ص 323-324: (إن إطلاق المسلم على الناصب، وإنه لا يجوز أخذ ماله من حيث الإسلام، خلاف ما عليه الطائفة المحقة سلفاً وخلفاً من الحكم بكفر الناصب ونجاسته، وجواز أخد ماله بل قتله)([164]).
ويشهد لذلك المواقف التاريخية الحاقدة الأثيمة للشيعة ضد أهل السنة، ومن أشنعها ما فعله الخواجه نصير الطوسي الشيعي وزير الخليفة العباسي الذي غدر بالخليفة وحالف التتار، فدخلوا بغداد، وأوقعوا مجزرة بغداد الدامية، التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين من أهل السنة؛ بسبب خيانة هذا الشيعي الخبيث.
يقول الخميني مباركاً هذه الخيانة في كتابه الحكومة الإسلامية ص 142 ط الرابعة: (وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا الدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين، مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله)([165]).
 فانظر إلى الحقد الشيعي:
* فالغدر بسلطان المسلمين ممدوح.
* ومجزرة بغداد نصرة للإسلام والمسلمين.
* والدخول في سلك السلاطين من أهل السنة لقتل أهل السنة جائز مندوب، فإن لم يترتب على الدخول أذى بالمسلمين فيحرم حتى لو أدى ذلك إلى قتل الشيعي.
أما علي بن يقطين الذي يشيد به الخميني ويمدحه فقد كان سبباً في قتل خمسمائة من أهل السنة بهدم السجن عليهم، روى نعمت الله الجزائري في الأنوار النعمانية جـ2/ ص38 ط. تبريز إيران قصته فقال: (وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه فهدوا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً، فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه: (بأنك لو كنت تقدمت إليّ قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث إنك لم تتقدم إليّ فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس، والتيس خير منه)، فانظر إلى هذه الدية الجزيلة، التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي أو المجوسي فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخس وأبخس) اهـ([166]).
ويقول الدكتور الهندي المسلم محمد يوسف النجرامي في كتابه الشيعة في الميزان طبع بـمصر ص7: (إن الحروب الصليبية التي قام بها الصليبيون ضد الأمة الإسلامية ليست إلا حلقة من الحلقات المدبرة التي دبرها الشيعة ضد الإسلام والمسلمين كما يذكر ابن الأثير وغيره من المؤرخين، وإقامة الدولة الفاطمية في مصر ومحاولاتها تشويه صورة السنيين، وإنزالها العقاب على كل شخص ينكر معتقدات الشيعة، وقتل الملك النادر في دلهي من قبل الحاكم الشيعي آصف خان على رؤوس الأشهاد، وإراقة دماء السنيين في ملتان من قبل الوالي أبي الفتح داود الشيعي، ومذبحة جماعية للسنيين في مدينة لكناؤ الهند، وضواحيها من قبل أمراء الشيعة على أساس عدم تمسكهم بمعتقدات الشيعة بشأن سب الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، وارتكاب المير صادق جريمة الخيانة والغدر في حق السلطان تيبو وطعن المير جعفر وراء ظهر الأمير سراج الدولة)([167]).
ويقول الدكتور محمد يوسف النجرامي في نفس الكتاب بنفس الصفحة: (إن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومة الإمام الخميني ضد أهل السنة والجماعة فإنها ليست غريبة عليهم، حيث إن التاريخ يشهد بأن الشيعة كانوا وراء تلك النكسات والنكبات التي تعرضت لها الأمة الإسلامية على مر التاريخ)([168]).
 وقد كتب الدكتور عبد المنعم النمر في كتابه المؤامرة على الكعبة من القرامطة إلى الخميني ص118 ط. مكتبة التراث الإسلامي القاهرة يقول: (ولكننا نحن العرب السنيين لا نفطن إلى هذا، بل ظننا أن السنين الطويلة قد تكفلت([169]) مع الإسلام بمحوه وإزالته، فلم يخطر لنا على بال، فشاركنا الإيرانيين فرحهم، واعتقدنا أن الخميني سيتجاوز أو ينسى مثلنا كل هذه المسائل التاريخية، ويؤدي دوره كزعيم إسلامي لأمة إسلامية يقود الصحوة الإسلامية منها، وذلك لصالح الإسلام والمسلمين جميعاً، لا فرف بين فارسي وعربي، ولا بين شيعي وسني، ولكن أظهرت الأحداث بعد ذلك أننا كنا غارقين في أحلام وردية، أو في بحر آمالنا مما لا يزال بعض شبابنا ورجالنا غارقين فيها حتى الآن برغم الأحداث المزعجة)([170]).
 

القول بالبداءة لله:
 
 القول بالبداءة:
من شناعات الإمامية القول بالبداءة في حق الله تعالى، ويعنون بها أن الله تعالى يريد شيئاً ثم يبدو له غيره فيغير أمره. وقد أحدث الشيعة هذه العقيدة الفاسدة للتخلص من التنبوءات الخاطئة أو الكاذبة التي ينسبونها إلى أئمتهم، وهذا اتهام منهم لله سبحانه وتعالى عما يقولون بالتقلب بما يخبره ويقدره ويتراجع عنه، فمن ذلك: أن إسماعيل كان الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق وصى له بالإمامة من بعد أبيه بالنص من أبيه عليه، ثم توفي هذا الابن في حياة أبيه، فزعم الشيعة انتقال الإمامة إلى أخيه موسى بن جعفر الصادق، وبرروا ذلك التغيير في مسار الإمامة -والتي لا تكون إلا بمقتضى أمر من الله- أن ذلك بداء حصل لله تعالى فنقل الإمامة من الابن الأكبر إسماعيل لأخيه موسى، ومن ثم إلى أولاد موسى ولم تأخذ الإمامة مسارها الأول الذي يقتضي انتقال الإمامة إلى الابن الأكبر فأولاده من بعده، فالبداءة تغيير في الإرادة الإلهية، ولهذا تجدهم عند زيارة مرقد الإمامين العاشر والحادي عشر عندهم يرددون: (السلام عليكما يا من بدا لله شأنكما)([171]).
وفي الكافي جـ8 ص146 رقم (177) عن أبي عبد الله قال: (إن الله عز وجل لم يبعث نبياً قط إلا صاحب مرة سوداء صافية، وما بعث الله نبيا قط حتى يقر له بالبداء)([172]).
 وعنه قال: (ما عبد الله بشيء مثل البداء) وقوله: (لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه)([173]).
وفي الكافي (1/ 146) عن أبي عبد الله عليه السلام: (ما عظم الله بمثل البداء!!)
وفي الكافي (1/148) عن أبي عبد الله: (ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس خصال: بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة).
وفي الكافي (147/1) عن أبي عبد الله قال: (إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه فنحن نعلمه)([174]).
وفي الكافي جـ8/ ص(89) عن أبي جعفر وأبي عبد الله أنهما قالا: (إن الناس لما كذبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم هم الله تبارك وتعالى بهلاك أهل الأرض إلا علياً فما سواه بقوله: (فتول عنهم فما أنت بملوم ثم بدا له فرحم المؤمنين)، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)([175]).
وفي الجزء الثامن من كتاب بصائر الدرجات الكبرى للصفار الباب التاسع ص414 سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (إن لله علمين، علماً أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته رسله وأنبياءه فقد علمناه، وعلماً استأثر به، فإذا بدا لله في شيء منه أعلمناه ذلك، وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا)([176])
 (وتجيز الشيعة هذا البداء لله، أي يظهر له أمر بعد ما كان خافياً عليه -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- كما تنص على ذلك روايات شيعية كثيرة في أمهات كتبهم المعتمدة الموثوقة: منها ما رووه عن جعفر أنه كان يقول بإمامة ابنه إسماعيل بعده.
 ثم مات إسماعيل في حياته فقال: (ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني)([177]).
ومثل ذلك ما رواه الكليني في كافيه عن إمامهم العاشر علي بن محمد المكنى بـأبي الحسن أنه لما مات ابنه الأكبر محمد المكنى بـأبي جعفر وبقي له ابنه الأصغر الحسن المكنى بـأبي محمد قال كما روى أبو هاشم الجعفري: كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعدما مضى ابنه أبي جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كـأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلام، وأن قصتهما كقصتهما إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم، بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد من بعدي([178]).
(ثم إن القوم لم يقفوا في سرد الروايات لدعم عقيدتهم هذه إلى هذا الحد بل قالوا: إن نبي الله لوطاً عليه السلام كان يخاف من البداء لله إلى حد أنه طالب ملائكة العذاب أن يعجلوا بقومه العذاب كي لا تتغير إرادة الله فيهم بسبب من الأسباب التي خفيت عليه وتظهر فيما بعد، وهذه هي عبارة القوم نقلاً عن محمد الباقر بعد ذكر رسل الله الذين أرسلوا إلى قوم لوط، قال لهم لوط: يا رسل ربي فما أمركم ربي فيهم؟
قالوا: أمرنا أن نأخذهم بالسحر.
 قال: فلي إليكم حاجة.
قالوا: وما حاجتك؟
قال: تأخذوهم الساعة فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم.
فقالوا: يا لوط! إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب)([179]).
وقد بالغوا في هذا حتى قالوا نقلاً عن محمد الباقر: (إنه قال: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحم، حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم أن افتحي بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري، فتفتح الرحم بها فتصل النطفة إلى الرحم فتردد فيه أربعين يوماً، ثم تصير علقة أربعين يوماً، ثم تصير مضغة أربعين يوماً، ثم تصير لحماً تجري فيه عروق مشتبكة، ثم يبعث الله ملكين خلافين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله، فيقتحمان في بطن الأم من فم المرأة فيصلان إلى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله، ثم يوحي الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري، واشترطا لي البداء فيما تكتبان، فيملي أحدهما على صاحبه، فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان)([180]).
وقد عظموا هذه الحقيقة حتى نقلوا عن أئمتهم أنهم قالوا: (ما عبد الله بشيء مثل البداء) قاله محمد الباقر([181]).
وعن جعفر أنه قال: (ما عظم الله بمثل البداء)([182]).
 وعنه أيضاً ما نقله مالك الجهني أنه قال: (لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا من الكلام فيه)([183]).
وعن مرازم بن حكيم أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس خصال: بالبداء، والمشيئة، والسجود، والعبودية، والطاعة)([184]).
وأخيراً ما رواه الريان بن الصلت أنه قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: (ما بعث الله نبياً قط بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء)([185]).
وهذا الذي يقوله الشيعة عن الله، ويعتقدونه فيه وراثة عن اليهودية ونقل لأقوالها المخرفة فعندهم: (رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم)([186]).
ومثل هذه الفقرات كثيرة في التوراة واضحة تشير إلى أن الله فعل شيئاً ولم يكن ليفعل لو علم في حينه أن نتيجته خلاف ما أراده وخفي عليه ما ظهر فيما بعد سبحانه عما يصفون([187]).
ولماذا قالوا بالبداء؟ يجاب عن ذلك بأن واضعي مذهب الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لإخفاء ما يظهر من كذبهم وهما: القول بالبداء وإجازة التقية.
 فأما البداء فإنهم لما جعلوا الأئمة في محل الأنبياء وأنهم عندهم علم ما كان وما يكون، وأنهم يخبرون بما يكون في الغد، ونسبوا لهم قولهم: إنه سيكون في غد وفي غابر الأيام كذا وكذا، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم: ألم نعلمكم أن هذا يكون، فنحن نعلم من قبل الله عز وجل ما علمته الأنبياء عن الله، وإن لم يكن ذلك الشيء الذي أخبروا به على ما قالوا، اعتذروا لشيعتهم بقولهم: بدا لله في ذلك بكونه)([188]).
وكما يستعين الشيعة الإمامية بعقيدة البداء في حق الله -تعالى عما يقولون- لتبرير ما ينسبونه لأئمتهم فإنهم يبررون أيضاً بها الكذب على أتباعهم حيث يمنونهم بالأماني العريضة على ألسنة أئمتهم، وعندما يطول الزمن ولا تتحقق الأماني يدعون أن الله لم يحققها لهم رغم التبشير بها، وإن التبشير بها كان لتأليف القلوب وإزالة قسوتها.
وفي الكافي (1/369) عن علي بن يقطين([189]) قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: الشيعة تربى بالأماني منذ مأتي سنة([190])، قال: وقال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن([191])؟ قال: فقال له علي: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد([192]) غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضة فكان كما قيل لكم([193]) وإن أمرنا لم يحضر([194]) فعللنا بالأماني([195]) فلو قيل لنا: إن هذا الأمر لا يكون([196]) إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن الإسلام([197]) ولكن قالوا([198]): ما أسرعه وما أقربه([199]) تألفاً لقلوب الناس وتقريباً للفرج([200]). النصوص الفاضحة: ص9.
 لفظ (بدا) في الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم:
استعملت كلمة (بدا) في القرآن بمعنى الظهور بعد الخفاء فمن ذلك قوله تعالى: ((وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)) [الزمر:47] قوله تعالى: ((وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)) [الزمر:48] قوله تعالى: ((وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)) [الجاثية:33] وقوله تعالى: ((قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)) [آل عمران:118] قوله تعالى: ((فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا)) [الأعراف:22].
قال السيد محسن الأمين في كتابه الشيعة بين الحقائق والأوهام تحت عنوان البداء: البداء مصدر بدا يبدو بداء أي ظهر، ويستعمل في العرف بمعنى الظهور بعد الخفاء، فيقال: فلان كان عارفاً على كذا ثم بدا له فعدل عنه.([201]).
 قال تعالى: ((ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)) [يوسف:35].
قال ابن كثير: يقول تعالى ثم ظهر لهم من المصلحة فيما رأوه أنهم يسجنونه إلى حين -أي إلى مدة- وذلك بعد ما عرفوا براءته وظهرت الآيات، وهي الأدلة على صدقه في عفته ونزاهته، وكأنهم -والله أعلم- إنما سجنوه لما شاع الحديث إيهاماً أنه راودها عن نفسها وأنهم سجنوه على ذلك، ولهذا لما طلبه الملك الكبير في آخر المدة امتنع من الخروج حتى تتبين براءته مما نسب إليه من الخيانة، فلما تقرر ذلك خرج وهو نقي العرض صلوات الله عليه وسلامه.([202]).
 أما في السنة النبوية:
روى البخاري بسنده أن أبا هريرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه فأعطى لوناً حسناً وجلداً حسناً.. الحديث» كتاب الأنبياء.
والحديث أورده مسلم أيضاً بسنده عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس.. الحديث» كتاب الزهد.
فتبين من ذلك أن المراد من (بدا لله) هو (أراد الله) إذ أن رواية مسلم مبينة لراوية البخاري، ومعلوم أن روايات مسلم أدق من البخاري من جهة أنه لا يجيز الرواية بالمعنى بينما يجيز البخاري ذلك.
 وعند الإمام أحمد في مسنده جـ4/ ص407 من مسند أبي موسى الأشعري مرفوعاً: «يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد يوم القيامة، فإذا بدا لله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحمونهم في النار.. الحديث». وبدا هنا توافق معنى بدا في حديث البخاري أيضاً، والله تعالى أعلم.
 أما لغة:
ففي لسان العرب لـابن منظور في معنى (البداء) جـ1/ ص234 ط. دار المعارف محققة قال: (وبدا لي بداء أي تغير رأيي على ما كان عليه، ويقال: بدا لي من أمرك بداء، أي: ظهر لي) اهـ.
وقال ابن منظور أيضاً بعدها: (وفي حديث الأقرع والأبرص والأعمى: بدا لله عز وجل أن يبتليهم أي قضى بذلك، قال ابن الأثير: وهو معنى البداء ههنا لأن القضاء سابق، والبداء استصواب شيء علم بعد أن لم يعلم، وذلك على الله غير جائز، وقال الفراء: بدا لي بداء، أي: ظهر لي رأي آخر، وأنشد:
لو على العهد لم يخنه لدمنا                      ثم لم يبد لي سواه بداء
قال الجوهري: وبدا له في الأمر بداء ممدودة، أي: نشأ له فيه رأي، وهو ذو بداوت. قال ابن بري: صوابه بداء بالرفع لأنه الفاعل، وتفسيره بنشأ له فيه رأي يدلك على ذلك، قول الشاعر:
لعلك والموعود حق لقاؤه                         بدا لك في تلك القلوص بداء) اهـ.
وفي محيط المحيط للمعلم بطرس البستان جـ1/ ص74 قال: (الأمر يبدو بدواً وبداءة (واوي): ظهر، وبدا له في الأمر بدواً وبدآءً وبداةً: نشأ له فيه رأي غير رأيه الأول فصرفه عنه) اهـ.
 
 من أقوال أهل العلم:
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري جـ1/ ص502 المطبعة السلفية بإشراف محب الدين الخطيب في تفسير حديث الأقرع والأبرص والأعمى قوله: (بدا لله) بتخفيف الدال المهملة بغير همز: أي سبق في علم الله فأراد إظهاره، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافياً؛ لأن ذلك محال في حق الله تعالى، وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ (أراد الله أن يبتليهم) فلعل التغيير فيه من الرواة) اهـ.
ثم قال بعدها أيضاً: (والمعنى أظهر الله ذلك فيهم، وقيل: معنى أراد: قضى، وقال صاحب المطالع: ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز أي ابتدأ الله أن يبتليهم. قال: ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ. انتهى، وسبق إلى التخطئة أيضاً الخطابي وليس كما قال لأنه موجه كما ترى، وأولى ما يحمل عليه أن المراد قضى الله أن يبتليهم، وأما البدء الذي يراد به تغير الأمر عما كان عليه فلا) اهـ.
قال السندي في حاشيته على البخاري جـ2/ ص258 ط. دار إحياء الكتب العربية: (قوله بدا لله، كأن المراد به أراد لا ظهر والله تعالى أعلم) اهـ.
وفي تفسير قوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) [الرعد:39].
قال ابن الجوزي رحمه الله([203]): (واختلف المفسرون في المراد بالذي يمحو ويثبت على ثمانية أقوال:
أحدها- أنه عام، في الرزق، والأجل، والسعادة والشقاوة، وهذا مذهب عمر وابن مسعود وأبي وائل والضحاك وابن جريج.
والثاني- أنه الناسخ والمنسوخ فيمحو المنسوخ ويثبت الناسخ، روى هذا المعنى عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير وقتادة والقرطبي وابن زيد، وقال ابن قتيبة: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ)) هو أي ينسخ من القرآن ما يشاء ((وَيُثْبِتُ)) هو أي: يدعه ثابتاً لا ينسخه وهو المحكم.
والثالث- أنه يمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ودليل هذا القول ما روى مسلم في صحيحه([204]) من حديث حذيفة بن أسيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا مضت على النطفة خمس وأربعون ليلة يقول الملك الموكل: أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله تعالى ويكتب الملك، فيقول: أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله ويكتب الملك، فيقول: عمله وأجله؟ فيقضي الله ويكتب الملك، ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا تنقص منها».
والرابع- (يمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقاوة والسعادة لا يغتران) قاله مجاهد.
والخامس- (يمحو من جاء أجله ويثبت من لم يجئ أجله) قاله الحسن.
والسادس- (يمحو من ذنوب عباده ما يشاء فيغفرها ويثبت ما يشاء فلا يغفرها) روى عن سعيد بن جبير.
والسابع- (يمحو ما يشاء بالتوبة ويثبت مكانها حسنات) قاله عكرمة.
والثامن- (يمحو من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب ويثبت ما فيه ثواب وعقاب) قاله الضحاك وأبو صالح.
وقال ابن السائب: (القول كله يكتب حتى إذا كان في يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب. مثل قولك: أكلت، وشربت، دخلت، خرجت، ونحوه وهو صادق ويثبت ما فيه الثواب والعقاب) اهـ. كلام ابن الجوزي.
قال أبو جعفر بن جرير الطبري([205]) في تفسيره جـ13/ ص170: (وأولى الأقوال التي ذكرت في ذلك بتأويل الآية وأشبهها بالصواب، القول الذي ذكرناه عن الحسن ومجاهد وذلك أن الله تعالى ذكره توعد المشركين الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات بالعقوبة وتهددهم بها وقال لهم: ((وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)) [الرعد:38]، يعلمهم بذلك أن لقضائه فيهم أجلا مثبتاً في كتاب هم مؤخرون إلى وقت مجيء ذلك الأجل ثم قال لهم: فإذا جاء ذلك الأجل يجيء الله بما شاء ممن قد دنا أجله وانقطع رزقه أو حان هلاكه أو اتضاعه من رفعة أو هلاك مال فيقضي ذلك في خلقه فذلك محوه، ويثبت ما شاء ممن بقي أجله ورزقه وأكله فيتركه على ما هو عليه فلا يمحوه) اهـ. كلام الطبري.
قال ابن الجوزي([206]) رحمه الله: (قوله تعالى: ((وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) قال الزجاج: أصل الكتاب، قال المفسرون: هو اللوح المحفوظ، الذي أثبت فيه ما يكون ويحدث، وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله تعالى في ثلاث ساعات يبقين من الليل ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت»([207]). وروى عكرمة عن ابن عباس قال: (هما كتابان، كتاب سوى أم الكتاب يمحو منه ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب لا يغير منه شيء) اهـ. كلام ابن الجوزي.
قال ابن جرير الطبري جـ13/ ص171: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: وعنده أصل الكتاب وجملته، وذلك أنه تعالى أخبر أنه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، ثم عقب ذلك بقوله: ((وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)). فكان بيناً أن معناه: وعنده أصله المثبت منه والممحو وجملته في كتاب لديه) اهـ. الطبري.
 وفي مختصر ابن كثير: (وقوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ)) اختلف المفسرون في ذلك فقال الثوري عن ابن عباس: (يدبر أمر السنة فيمحو الله ما يشاء إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت فإنهما قد فرغ منهما) وقال مجاهد: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)) [الدخان:3] الآيتين: يقضي في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، فأما كتاب السعادة والشقاوة فهو ثابت لا يغير، روى الإمام أحمد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر» وثبت في الصحيح: «إن صلة الرحم تزيد في العمر» وفي حديث آخر: «إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض» وقال عكرمة عن ابن عباس: (الكتاب كتابان فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) وعن ابن عباس أيضاً يقول: (يبدل ما يشاء فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدله) ((وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب، وقال قتادة في هذه الآية: (كقوله تعالى: ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)) [البقرة:106)] اهـ([208]).
وقال محمد نسيب الرفاعي في تعليقه بنفس الصفحة أيضاً: (يتضح من مجموع ما ورد في تفسير الآية من أحاديث نبوية أو أقوال بعض الصحابة والتابعين أن أم الكتاب لا يتغير فيها شيء ولا يتبدل، فهي علم الله بما كان وما هو كائن.. ثم قال لعلمه: كن كتاباً فكان كتاباً، وأما ما يمحى ويثبت فهذا من الأقدار المعلقة.. وكل ذلك أيضاً مسطور في أم الكتاب) اهـ([209]).
 
 بين النسخ والبداء:
 
حكمة النسخ:
(الحكمة منه: مراعاة مصالح العباد، ذلك أن المقصد الأصلي من تشريع الأحكام: تحقيق مصالح العباد)([210]). (فإذا رئي أن المصلحة تقتضي في زمان ما تبديل هذا الحكم، كان هذا التبديل يتفق والقصد من التشريع، كما أن النسخ يتفق والأصل المقرر في الشريعة وهو التدرج في تشريع الأحكام رعاية لمصالح العباد)([211]).
ويشترط في النسخ:
1- أن يكون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط، فلا يجوز وقوع النسخ بعد وفاته، لأن النسخ يكون بالوحي ولا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن النسخ يجب أن يكون بما هو في قوة المنسوخ، ولا شيء في قوة الوحي إلا الوحي، وقد انقطع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا لا يجوز بتاتاً نسخ شيء من أحكام الشريعة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم([212]).
2- أن يكون في الأحكام الشرعية لحكمة شرعية([213]) ولا يكون في الخبريات كقصص الأولين وعلامات الساعة.. إلخ.
3- الأحكام التي يجوز نسخها فهي الأحكام الفرعية التي تقبل التبديل والتغيير، أما الأحكام الأخرى فلا يجوز نسخها، مثل الأحكام الأصلية: كأحكام العقائد مثل الإيمان بالله واليوم الآخر والحساب، ومثل حرمة الشرك والظلم والزنى، ومثل أمهات الفضائل والأخلاق كالعدل والصدق وبر الوالدين، فهذه الأحكام لا يتصور أن تكون في وقت أو حال أو ظرف على صفة تستدعى تبديلها أو تغييرها فهي ثابتة مهما تغيرت الظروف والأحوال والأزمان([214]) وكذلك الأحكام الفرعية التي لحق بها ما جعلها مؤبدة لا يجوز نسخها مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «والجهاد ماض إلى يوم القيامة»([215]).
قال الآمدي في كتابه الإحكام في أصول الأحكام جـ2/ ص241، 242 تحت عنوان (في الفرق بين النسخ والبداء):
(واعلم أن البداء عبارة عن الظهور بعد الخفاء، ومنه يقال: بدا لنا سور المدينة بعد خفائه، وبدا لنا الأمر الفلاني، أي ظهر بعد خفائه، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ((وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)) [الزمر:47].. ((بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ)) [الأنعام:28].. ((وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا)) [الزمر:48] وحيث كان فإن النسخ يتضمن الأمر بما نهى عنه، والنهي عما أمر به على حده، وظن أن الفعل لا يخرج عن كونه مستلزماً لمصلحة أو مفسدة، فإن كان مستلزماً لمصلحة، فالأمر به بعد النهي عنه على الحد الذي نهى عنه، إنما يكون لظهور ما كان قد خفي من المصلحة، وإن كان مستلزماً لمفسدة، فالنهي عنه بعد الأمر به على الحد الذي أمر به إنما يكون لظهور ما كان قد خفي من المفسدة، وذلك عين البداء، ولما خفي الفرق بين البداء والنسخ على اليهود والرافضة، منعت اليهود من النسخ في حق الله تعالى وجوزت الروافض البداء عليه لاعتقادهم جواز النسخ على الله تعالى مع تعذر الفرق عليهم بين النسخ والبداء، واعتضدوا في ذلك بما نقلوه عن علي رضي الله عنه أنه قال: (لولا البدا لحدثتكم بما هو كائن إلى يوم القيامة) ونقلوا عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال: (ما بدا لله تعالى في شيء كما بدا له في إسماعيل، أي في أمره بذبحه)([216])ونقلوا عن موسى بن جعفر أنه قال: (البداء ديننا ودين آبائنا في الجاهلية، وتمسكوا أيضاً بقوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ)) [الرعد:39)] وفي ذلك قال شاعرهم:
ولولا البدا سمته غير هائب                       وذكر البدا نعت لمن يتقلب
ولولا البدا ما كان فيه تصرف                            وكان كنار دهره يتلهب
وكان كضوء مشرق بطبيعـة                       وبالله عن ذكر الطبائع يرغب
فلزم اليهود على ذلك إنكار تبدل الشرائع، ولزم الروافض على ذلك وصف الباري تعالى بالجهل مع النصوص القطعية والأدلة العقلية الدالة على استحالة ذلك في حقه، وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
أما النصوص الكتابية، فكقوله تعالى: ((وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [البقرة:29] وقوله تعالى: ((عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)) [الرعد:9] وقوله: ((وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)) [الأنعام:59] وقوله: ((مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا)) [الحديد:22] إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الأدلة العقلية فما استقصيناه في كتبنا الكلامية([217]) وما نقلوه عن علي وعن أهل بيته، فمنها الأحاديث التي انتحلها الثقفي على أهل البيت، فإنه كان يدعي العصمة لنفسه، ويخبر بأشياء، فإذا ظهر كذبه فيها، قال: إن الله وعدني بذلك، غير أنه بدا له منه، وأسند ذلك إلى أهل البيت مبالغة في ترويج أكاذيبه.
وأما الآية فالمراد بها إنما هو محو المنسوخ وإثبات الناسخ ومحو السيئات بالحسنات، كما قال تعالى: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)) [هود:114] ومحو الحسنات بالردة على مما قال تعالى: ((وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ)) [البقرة:217] أو محو المباحات وإثبات الطاعات، على ما قال أهل التفسير، أو محو ما يشاء من الآجال أو الأرزاق وإثبات غيرها، ويجب الحمل على ذلك جمعاً بينه وبين الأدلة القاطعة الدالة على امتناع الجهل في حق الله تعالى.
وكشف الغطاء عن ذلك يتحقق بالفرق بين النسخ والبداء، فنقول: إذا عرف معنى البداء، وإنه مستلزم للعلم بعد الجهل والظهور بعد الخفاء، وإن ذلك مستحيل في حق الله تعالى على ما بيناه في كتبنا الكلامية، فالنسخ ليس كذلك، فإنه لا يبعد أن يعلم الله تعالى في الأزل استلزام الأمر بفعل من الأفعال للمصلحة في وقت معين، واستلزام نسخه للمصلحة في وقت آخر، فإذا نسخ في الوقت الذي علم نسخه فيه فلا يلزم من ذلك أن يكون قد ظهر له ما كان خفياً عنه، ولا أن يكون قد أمر بما فيه مفسدة ولا نهي عما فيه مصلحة، وذلك كإباحته الأكل في الليل من رمضان، وتحريمه في نهاره.
فإن قيل: لا يخلو إما أن يكون الباري تعالى قد علم استمرار أمره بالفعل المعين أبداً، أو إلى وقت معين، علم أنه لا يكون مأموراً بعد ذلك الوقت، فإن كان الأول، استحال نسخه لما فيه من انقلاب علمه جهلاً، وإن كان الثاني، فالحكم يكون منتهياً بنفسه في ذلك الوقت، فلا يتصور بقاؤه بعده، وإلا لانقلب علم الباري جهلاً، وإن كان منتهياً بنفسه فالنسخ لا يكون مؤثراً فيه لا في حالة علم الله تعالى أنه يكون الفعل مأموراً فيها، ولا في حالة علم الله أنه لا يكون مأموراً فيها، لما فيه من انقلاب علمه إلى الجهل.
 وإذا لم يكن الناسخ مؤثراً فيه، فلا يتصور نسخه، قلنا: الأمر مطلق، والباري علم أن الأمر بالفعل ينتهي بالناسخ في الوقت الذي علم أن النسخ يقع فيه، لا أنه علم انتهاءه إلى ذلك الوقت مطلقاً، بل علم انتهاءه بالنسخ، فلو لم يكن منتهياً بالنسخ لانقلب علمه جهلاً، وعلى هذا فلا يلزم من انتهاء الأمر في ذلك الوقت بالنسخ أن لا يكون الأمر منسوخاً)([218])اهـ كلام الآمدي.
البداء عند اليهود:
ينكر اليهود النسخ في الشرائع مع أن في كتبهم تجويز البداء: ففي سفر التكوين: (ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه. فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء حزنت أني عملتهم)([219])وهذا التأسف والندم على خلق الإنسان وإرادة محوه هو قول بالبداء صريح.
وذكر ابن حزم أن كتب اليهود تروي أن الله غضب على بني إسرائيل وأراد أن يقدم موسى على أمة أخرى عظيمة غيرهم فرغب إليه وذكره بوعده لهم فحن ولم يتم ما كان أراد من إنزاله المكروه بأمته.
قال ابن حزم: في هذا عجايب:
أحدها- إخباره بأن الله تعالى لم يتم ما أراد إنزاله من المكروه بهم، وكيف يجوز أن يريد الله عز وجل إهلاك قوم قد تقدم وعده لهم بأمور ولم يتمها لهم بعد، وحاشا لله من أن يريد إخلاف وعده فيريد الكذب.
 ثانيها- نسبتهم البداء إلى الله عز وجل وحاشا لله من ذلك، والعجب من إنكار من أنكر منهم النسخ بعد ذلك) اهـ([220]).
وقد نقل عن اليهود إقرارهم بالبداء عدداً من الباحثين منهم: الأستاذ موسى جار الله في كتابه الوشيعة في نقد عقائد الشيعة ص(208)، والدكتور النشار في نشأة الفكر جـ2/ ص(58)، والأستاذ إحسان إلهي ظهير في الشيعة والسنة ص55 ط. دار الأنصار القاهرة 1979م([221]).
والبداء له معاني منها:
([222]).
1- البداء في العلم: وهو أن يظهر له خلاف ما علم.
2- البداء في الإرادة: وهو أن يظهر له صواب على خلاف ما أراد وحكم.
3- البداء في الأمر: وهو أن يأمر بشيء ثم يأمر بشيء آخر بعده بخلاف ذلك.
أخذ السبئية على عاتقهم نشر الأفكار اليهودية بين المسلمين فقالوا بالبداءة، ولجأ زعماء غلاة الشيعة إلى القول بالبداء لتبرير الكذب الذي يكذبونه.
 

القول بالرجعة:
 
 الرجعة:
(تعني الرجعة في المذهب الشيعي أن أئمة الشيعة مبتدئاً بالإمام علي ومنتهياً بـالحسن العسكري، الذي هو الإمام الحادي عشر عند الشيعة الإمامية سيرجعون إلى هذه الدنيا ليحكموا المجتمع الذي أرسى قواعده بالعدل والقسط الإمام المهدي الذي يظهر قبل رجعة الأئمة ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ويمهد الطريقة لرجعة أجداده وتسلمهم الحكم، وإن كل واحد من الأئمة حسب التسلسل الموجود في إمامتهم سيحكم الأرض ردحاً من الزمن ثم يتوفى مرة أخرى، ليخلفه ابنه في الحكم حتى ينتهي إلى الحسن العسكري، وسيكون بعد ذلك يوم القيامة، كل هذا تعويضاً لهم عن حقهم الشرعي في الخلافة والحكومة التي لم يستطيعوا ممارستها في حياتهم قبل الرجعة، والذين كتبوا في الرجعة من أعلام الشيعة فسروا الآية الكريمة ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ)) [الأنبياء:105] أن الغرض من العباد الصالحين إنما هم أئمة الشيعة)([223]).
(وقالوا: إن الرجعة لا تشمل أئمة الشيعة فحسب بل تشمل غيرهم، وذكروا أسماء نفر غير قليل من صحابة الرسول (ص)، زعموا أنهم من أعداء الأئمة والذين منعوهم من الوصول إلى حقهم في الحكم، كل هذا حتى يتسنى للأئمة الانتقام منهم في هذه الدنيا)([224]). وينسبون إلى أئمتهم روايات كثيرة يستشهدون بها على أن ذلك سيقع.
وهذا الاعتقاد وإن كان اعتقاداً نظرياً ولكن الشيعة يربطونه بعبادتهم المبتدعة، فترى كثيراً منهم يقرؤون أوراد (الزيارة الجامعة الكبيرة) عند زيارة مشاهد وقبور الأئمة والتي تحتوي على عبارات صريحة في الرجعة([225])، (وتعتبر موثوقة عند الشيعة)([226])، فمن ذلك قول الزائر أمام قبور ومشاهد الأئمة: (مؤمن بإيابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم)([227]).
يقول محب الدين الخطيب: (ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي -وهو إمامهم الثاني عشر- الذي هو حي الآن وينتظرون خروجه –أي: ثورته ليثوروا معه- وإذا ذكروه في كتبهم يكتبون في جانب اسمه أو لقبه أو كنيته حرفي (عج) أي (عجل الله فرجه) عندما يقوم هذا المهدي من نومته الطويلة التي زادت على ألف ومائة سنة وسيحيي الله له ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين مع الحكام المعاصرين لقيامه- وعلى رأس الجميع الجبت والطاغوت أبو بكر وعمر فمن بعدهما، فيحاكمهم على اغتصابهم الحكم منه ومن آبائه الأحد عشر إماماً- لأن الحكم في الإسلام حق لهم وحدهم من الله منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، ولا حق فيه لأحد غيرهم- وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم فيأمر بقتل وإعدام كل خمسمائة معاً حتى يستوفي قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة، ثم بعد موت من يموت وإعدام من يعدم يكون البعث الأكبر للمحشر ثم إلى الجنة أو النار، الجنة لآل البيت والذين يعتقدون فيهم هذه العقائد والنار لكل من ليس بشيعي، والشيعة يسمون هذا الإحياء والمحاكمة والقصاص باسم (الرجعة) وهي من عقائدهم الأساسية التي لا يرتاب فيها شيعي واحد)([228]).
(ولأجل أن تعلم عقيدة (الرجعة) من كتبهم المعتبرة أذكر لك ما قاله شيخ الشيعة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف عندهم باسم الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد في تاريخ حجج الله على العباد 398- 402 وهو مطبوع على الحجر في إيران طبعة قديمة لم يذكر تاريخها ولكنها طبعت على خط محمد علي محمد حسن الكلبابكاتي: روى الفضل بن شاذان عن محمد بن علي الكوفي عن وهب بن حفص عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله -يعني جعفر الصادق -: (ينادي باسم القائم -أي إمامهم الثاني عشر الذي يزعمون أنه ولد منذ أكثر من أحد عشر قرناً ولم يمت بعد لأنه سيقوم ويحكم- ينادي باسمه في ليلة ثلاث وعشرين ويقوم في يوم عاشوراء لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبريل عن يمينه ينادي: البيعة لله، فتسير إليه الشيعة من أطراف الأرض تطوي لهم طياً حتى يبايعوه، وقد جاء الأثر بأنه يسير من مكة حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفنا، ثم يفرق الجنود منها في الأمصار) وروى الحجال عن ثعلبة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام -أي محمد الباقر - قال: (كأني بـالقائم عليه السلام على نجف الكوفة وسار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد)
 وروى عبد الكريم الجعفي قال: قلت لـأبي عبد الله -يعني جعفر الصادق -: (كم يملك القائم عليه السلام؟ قال: سبع سنين، تطول الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنينكم، فتكون سنو ملكه سبعين سنة من سنينكم هذه) قال له أبو بصير: (جعلت فداك فكيف يطول الله السنين؟ قال: يأمر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك والسنون، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله، فينبت الله لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأني أنظر إليهم مقبلين ينفضون شعورهم من التراب).
وروى عبد الله بن المغيرة عن أبي عبد الله -جعفر الصادق- عليه السلام قال: (إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة أخرى فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات).
قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا! (وإنما أستغرب ذلك لأن الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس وسائر حكام المسلمين إلى زمن جعفر الصادق لا يبلغ عددهم عشر معشار هذا العدد).
قال جعفر الصادق: (نعم منهم ومن مواليهم) وفي رواية أخرى: (إن دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا؛ لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء).
وروى جابر الجعفي عن أبي عبد الله قال: (إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فيها القرآن على ما أنزل فأصعب ما يكون على من حفظ اليوم -أي على ما حفظه الناس من المصحف العثماني كما هو في زمن جعفر الصادق - لأنه يخالف فيه التأليف).
 وروى عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله (ع. س) قال: (إذا قام قائم آل محمد حكم الناس بحكم داود)
وروى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: (يخرج مع القائم (ع. س) من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى! وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً) وهذه النصوص منقولة بالحرف وبكل أمانة من كتاب عالم من أعظم علمائهم وهو الشيخ المفيد مروية بأسانيدهم المكذوبة -بلاشك- على آل البيت الذين كان من أكبر مصائبهم أن يكون هؤلاء الكذابون خاصة شيعتهم، وكتاب الشيخ المفيد مطبوع في إيران، ونسخته الأثرية محفوظة وموجودة عندنا.
ولأن عقيدة (الرجعة) ومحاكمة حكام المسلمين فيها، من عقائد الشيعة الأساسية، كان يؤمن بها عالمهم السيد المرتضى مؤلف كتاب أمالي المرتضى وهو أخو الشريف الرضي الشاعر وشريكه في تزوير الزيادات على نهج البلاغة، ولعلها أكثر من ثلث الكتاب، وهي التي فيها تعريض بالصحابة وتحامل عليهم، فقال السيد المرتضى المذكور في كتابه المسائل الناصرية: أن أبا بكر وعمر يصلبان يومئذ على شجرة في زمن المهدي -أي إمامهم الثاني عشر الذي يسمونه قائم آل محمد - وتكون تلك الشجرة رطبة قبل الصلب فتصير يابسة بعده)([229]).
 الرجعة في كتب تفسير الشيعة الإمامية:
عن أبي عبد الله في قوله تعالى: ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)) [الإسراء:4] قال: (قتل علي بن أبي طالب عليه السلام، وطعن الحسن عليه السلام) ((وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً)) [الإسراء:4]. قال: (قتل الحسين عليه السلام) ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا)) [الإسراء:5] فإذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام ((بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً)) [الإسراء:5] قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون واتراً لآل محمد إلا قتلوه ((وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً)) خروج القائم عليه السلام ((ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ)) [الإسراء:6] خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وإنه ليس بدجال ولا بشيطان والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليهما السلام ولا يلي الوصي إلا الوصي (الكافي جـ8/ ص 175)([230]).
وعن أبي جعفر في تفسير قوله تعالى: ((قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ)) [ص:86]* ((إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ)) [ص:87] قال: (هو أمير المؤمنين عليه السلام) ((وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)) [ص:88] قال: (عند خروج القائم عليه السلام)([231]).
وفي تفسير قوله: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ)) [فصلت:45]. قال: (اختلفوا كما اختلف هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم)([232]).
وفي قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)) [المعارج:26] قال: (بخروج القائم عليه السلام)([233])
وفي قوله تعالى: ((وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ)) [الإسراء:81] قال: (إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل)([234]).
 عن أبي جعفر قال: (إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بـالشام هربوا إلى الروم فيقول لهم الروم: لا ندخلنكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا، قال: فيدفعونهم إليهم) فذلك قوله تعالى: ((لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ)) [الأنبياء:13] قال: (يسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها، قال: (فيقَُولون يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ)([235])[الأنبياء: 15] بالسيف) (الكافي جـ8/ ص44)([236]).
وقد ألف علماء الشيعة العديد من الكتب لإثبات عقيدة الرجعة منهم:
* الملا باقر المجلسي ت عام 1111هـ.
* جمال الخوانساري ت عام 1125هـ.
* حسن الحلي من علماء القرن السابع الشيعي.
* ابن المطهر الحلي ت سنة 726هـ.
* المير محمد عباس التستري الهندي ت سنة 1306هـ.
* الملا سلطان محمود من تلاميذ المجلسي.
* سليمان القطيفي ت سنة 1266هـ.
* الفضل بن شاذان النيسابوري.
* يحيى البحراني.
* الميرزا حسن القمي.
* محمد رضا الطبسي.
 ومن الكتب التي تعرضت لهذا الموضوع عند الشيعة أيضاً:
* الإمامية والرجعة لـعبد الله رزاق الهمداني.
* الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة للحر العاملي.
* بشارة الفرج للملا فرج بن عاشور.
* تفريج الكربة عن المنتقم لهم في الرجعة لـمحمود فتح الله الكاظمي ت 1058هـ.
* الجوهر المنضود في إثبات رجعة الموعود لـأحمد بيان الأصفهاني.
* حياة الأموات بعد الموت لـأحمد البحراني ت سنة 1131هـ.
* دحض البدعة من إنكار الرجعة لـمحمد علي السنقري.
* دلائل الرجعة لـغلام علي العقيقي.
* الرجعة أحاديثها المنقولة عن آل العصمة لـأحمد بن المحسن.
* الرجعة وظهور الحجة للميرزا محمد مؤمن الأسترآبادي، ت سنة 1088هـ.
* كتاب الرجعة محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير المشهور.
* الرجعة للملا حبيب الله الكاشاني ت 1340هـ.
* الرجعة لـابن بابويه القمي ت سنة 381هـ.
* النجعة في إثبات الرجعة لـعلي النقي الهندي.([237]).
وهذا الاعتقاد كاد أن يكون من المجمع عليه عند الشيعة لا خلاف بينهم في ذلك، ولم يشذ فيه أحد ممن يعتد به ويعتمد على قوله([238]).
 
 شبهات حول الرجعة والرد عليها:
و للشيعة أقوال ساذجة في محاولة الرد على من ينتقد وينكر عقيدة الرجعة عندهم فمن ذلك:
1- ادعاء أن المسألة خلافية عند الشيعة، فلا تلزم كل الشيعة: وهذا قول عجيب فقد رأينا أقوال أئمة المذهب ومؤلفاتهم الكثيرة العديدة في ذلك فكيف يرد على من ينتقدهم بذلك، ويدعي أنها مسألة خلافية عند الشيعة!
2- ادعاء أن هذا غير ممتنع عقلاً.. وهو موافق للشرع إذ هو من جنس رفع عيسى عليه السلام حياً.. ونزوله في آخر الزمان حكماً وعدلاً بين الناس، وشتان الفارق بين ما ثبت بالنص في حق عيسى عليه السلام، وبين ما يزعمه هؤلاء الشيعة الإمامية في إمامهم القائم الثاني عشر الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً إلا ما يزعمه هؤلاء الشيعة عنه.
3- الاستدلال على ذلك بقوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى
مَعَادٍ)) [القصص:85] فيقولون: سيعيده وأئمة أهل البيت العلويين في الدنيا قبل الآخرة!! ولا يخفى بطلان هذا الاستدلال وتهافت حمل الآية عليه، فإن الخطاب يتعلق بالآخرة والبعث والنشور وليس بالدنيا.
وبالجملة: فثابت أن هذا من عقائدهم، ولا دليل عليه من كتاب أو سنة، إلا ما يزعمونه من أقوال وينسبونها لأئمتهم، وكلها أكاذيب منسوبة لأهل البيت قطعاً زوراً وبهتاناً.
 

المهدي المنتظر عند الإمامية:
 
 الإمام المهدي عند الشيعة الإمامية:
(تعتقد الشيعة الإمامية أن الحسن العسكري وهو الإمام الحادي عشر للشيعة عندما توفي عام 260 هجرياً كان له ولد يسمى محمداً له من العمر خمس سنوات وهو المهدي المنتظر، وهناك روايات أخرى تقول: إن المهدي ولد بعد وفاة والده الإمام العسكري([239]). ومهما كان الأمر فإن المهدي تسلم منصب الإمامة بعد والده وبنص منه، وبقي مختفياً عن الأنظار طيلة خمسة وستين عاماً، وكانت الشيعة تتصل به في هذه الفترة عن طريق نواب عينهم لهذا الغرض، والنواب هم:
عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد بن عثمان وحسن بن روح وآخرهم علي بن محمد السيمري.
وهؤلاء النواب الأربعة لقبوا بالنواب الخاص، والفترة هذه تسمى بعصر الغيبة الصغرى، وفي عام 329 هجرياً وقبيل وفاة علي بن محمد السيمري بشهور قليلة وصلت رقعة إليه بتوقيع الإمام المهدي جاء فيها: (لقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد أن يأذن الله، فمن ادعى رؤيتي فهو كذاب مغتر).
وهذا العام هو بداية الغيبة الكبرى، ومنذ ذلك الحين انقطع اتصال الشيعة بالإمام بصورة مباشرة وغير مباشرة([240])، وحتى إذا ادعى أحد ذلك فـالشيعة تكذبه بسبب النص الوارد في آخر خطاب ورد إليهم من الإمام المهدي.. هذه هي خلاصة عقيدة الشيعة الإمامية في المهدي المنتظر، ولا تزال الشيعة في كل عام وفي يوم الخامس عشر من شهر شعبان تحتفل بولادة المهدي احتفالاً كبيراً، وهو الإمام الوحيد الذي تحتفل الشيعة بيوم ولادته فقط، أما الأئمة الآخرون فتكون الاحتفالات في أيام مولدهم ووفاتهم على السواء.
وهناك أحاديث روتها كتب الصحاح عن النبي الكريم عن ظهور مهدي من ولده في آخر الزمان، ولكنها ليست على نحو ما يدعيه الشيعة، أما الشيعة فتستند على روايات نسبت إلى أئمتها أن المهدي المنتظر الذي أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنما هو ابن الإمام الحسن العسكري)([241]).
ويقول الشيخ محمد منظور نعماني كبير علماء الهند مبيناً عقيدة الشيعة حيث يزعمون: أنه بعد وفاة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم حدد الله تعالى اثني عشر إماماً وذلك عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام الأول هو علي رضي الله عنه، وبعده نجله الحسن، ومن بعده أخوه الأصغر الإمام الحسين رضي الله عنهم، وبعدهم يأتي أولادهم بالترتيب تسعة كل منهم معين من عند الله -في زمانه- حاكماً للأمة، وهو الإمام والخليفة، وهو حاكم الأمة الديني والدنيوي (رغم أنه نتيجة للظروف لم ينل أحدهم الحكم ولو ليوم واحد)!!. والأئمة يبدأون بالإمام علي رضي الله عنه- وينتهون بالإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري وطبقاً لمشيئة الله في هذه الدنيا الخاصة بنظام الحياة والموت، فقد توفي هؤلاء وكانت وفاة الإمام الحادي عشر -الإمام الحسن العسكري سنة 260هـ).
ويعتقد الشيعة -وهذا الاعتقاد جزء من عقيدتهم الأساسية وجزء من إيمانهم-: أن الإمام كان له ابن غاب بمعجزة نتيجة لصغر سنه واختفى في غار في سُر من رأى وإمامته وحكمه مستمران حتى يوم القيامة، وطوال هذه المدة فهو إمام الزمان والحاكم الديني والدنيوي للأمة، وهو معين من قبل الله.
ويعتقد الشيعة أيضاً: أنه بعد غيابه واختفائه في الغار عدة سنوات كان هناك بعض خواصه وسفرائه المختفين يفدون إليه ويترددون عليه، وعن طريقهم أيضاً كانت ردوده تصل إلى الشيعة، وأطلق على هذه الفترة فترة (الغيبة الصغرى)، وبعدها انقطعت سلسلة الوفود وتردد السفراء ولم يعد هناك أي إمكان للإتصال بالإمام الغائب.
(مضى على ذلك الأمر ألف ومائة سنة).
ويعتقد الشيعة: أنه لا يزال مختفياً كما كان، وسوف يظهر من الغار في أي وقت يكون مناسباً لظهوره وحتى يحين ذلك الوقت فإن هذه الفترة يطلق عليها بالمصطلح الشيعي الخاص فترة الغيبة الكبرى. اهـ([242]).
(يقول الخميني وهو يتحدث عن هذا الموضوع في كتاب الحكومة الإسلامية ص26): وقد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام، وقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر)([243]).
قال محمد بن بابويه القمي: (ومثل من أنكر القائم عليه السلام في غيبته مثل إبليس في امتناعه عن السجود لآدم). من إكمال الدين ص13([244]).
 مهدي الشيعة يحكم بحكم داود:
فـالمهدي عندهم لن يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بل يحكم بحكم داود عليه السلام([245]).
 ذكر محمد بن صادق الصدر في كتابه تاريخ ما بعد الظهور ص728، 810 ط. دار التعارف بيروت الثانية عن أبي جعفر قال: (إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود عليه السلام ولا يسأل عن بينة)([246]).
وروى الكاتب النعماني في الغيبة ص 314-315 عن أبي عبد الله قال: (ويبعث الله الريح من كل واد تقول: هذا المهدي يحكم بحكم داود ولا يريد بينة)([247]).
ونقل كامل سليمان في كتاب يوم الخلاص في ظل القائم المهدي ص 391 ط. السابعة دار الكتاب اللبناني بيروت عن أبي عبد الله قال: (إذا حكم قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حكم بين الناس بحكم داود فلا يحتاج بينة، فيلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استنبطوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم)([248]).
 مهدي الشيعة يأتي بقرآن جديد:
ذكر كامل سليمان في كتابه يوم الخلاص ص372 وروى محمد بن النعمان الملقب بـالمفيد في كتاب الإرشاد ص365 مؤسسة الأعلمي بيروت ط. الثانية 1979م عن أبي جعفر قال: (إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فيها القرآن على ما أنزل فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف)([249]).
وروى النعماني في كتاب الغيبة: ص318 عن علي عليه السلام قال: (كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة، يعلمون الناس القرآن كما أنزل، فسئل: يا أمير المؤمنين! أوليس هو كما أنزل؟ فقال: لا. محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبا لهب إلا إزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه عمه)([250]).
ونقل محمد صادق الصدر في تاريخ ما بعد الظهور عن أبي عبد الله أنه قال: (لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد). وذكر هذه الرواية أيضاً كامل سليمان في كتاب يوم الخلاص ص371([251]).
روى كامل سليمان في كتابه يوم الخلاص ص373 عن المصحف الذي سيأتي به المهدي فيقول: (أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم فقد جمعته من اللوحين -أي من الدفتين اللتين تضمانه من أوله إلى آخره- فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه)([252]).
 
 المهدي بين الإمامية وأهل السنة:
للإمامية معتقدات خاصة في المهدي يخالفهم فيها أهل السنة منها:
حقيقة وجود محمد بن الحسن العسكري:
فالثابت تاريخياً أن الحسن العسكري رحمه الله لم يكن له أولاد، فلا عقب له، وادعاء وجود ابنه واختفائه محض كذب واختلاق، لذا آلت تركة الحسن العسكري إلى أخيه إذ لا ولد له.
أما الإمامية فيدعون أن للحسن العسكري ولداً.. أخفى نبأ ولادته.. وأنه اختفى في سن الخامسة من عمره عن أنظار الناس حفاظاً عليه.. ولن يظهر إلا في آخر الزمان.
إمامته:
يدعي الإمامية أن الطفل الصغير محمد بن الحسن العسكري المزعوم، والذي اختفى عن الأنظار وحجب عن الناس نبأ ميلاده.. ولم يره إلا رسل الشيعة الخاصة في زمن الغيبة الصغرى.. فكانوا حلقة الاتصال بينه وبين جمهور الشيعة.. هذا الطفل الصغير هو الإمام القائم.. وحجة الزمان.. الواجب طاعته.. وأخذ العلم عنه.. من بعد وفاة أبيه.. لذا كانت ترسل إليه الأسئلة والاستفسارات والفتاوى عن طريق السفراء المخلصين وترسل عن طريقهم إجاباته مختومة بختمه.. هذا من صغره وقبل بلوغ حد التكليف.. وهو إمام الدنيا الحالي وامتداد الأئمة السابقين الذي لولاه لخلت الدنيا من أمام حجة.. ومادت بأهلها.. إذ وجوده -حتى وهو مختفي- رحمة ولطف من الله بعباده.
انتظار خروجه ليتولى الإمامة:
الإمام القائم -هو الإمام المنتظر - الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وفساداً، ويترتب على اختفائه وغيابه الحالي تعطيل أعمال الإمامة والكثير من واجبات الأمة الأساسية لحين خروجه منها: وظائف الإمام كصلاة الجمعة، البدء بقتال الكفار وجهادهم.. إلخ.
ويخفف من هذا التعطيل أحكام الإسلام إعطاء الفقيه الشيعي حق النيابة عنه نيابة مطلقة إلا في البدء بالجهاد (أي نيابة مقيدة).
الطعن في من أنكر ذلك:
فمن أنكر وجود هذا الإمام القائم بإنكار ولادته.. أو إنكار غيبته.. أو إنكار إمامته.. أو رد ما نقله السفراء عنه من فتاوى وأحكام.. فهو ضال ضلالاً مبيناً.
فالواجب تصديق كل ما أخبرت به الشيعة من أسرار وأخبار تناقلتها الشيعة وأخذتها من خواص رجالهم في كتمان وحرص جيلاً بعد جيل.
إحياء أعدائه له:
يزعم الشيعة أن الخلفاء الراشدين وخلفاء المسلمين وأعيان الصحابة هم خصوم وأعداء لهذا المهدي، لذا يحييهم الله تعالى له في الدنيا فيقتص منهم بالقتل والسلب والنكال.. بل ويقتل المخالفين للشيعة من أهل السنة.
 أما عند أهل السنة والجماعة:
فالأمر يختلف عن الإمامية تمام الاختلاف:
* فـالمهدي: خليفة عادل للمسلمين سيظهر في آخر الزمان، فهو من علامات وأشراط يوم القيامة في عهده يكون نزول المسيح عليه السلام.
* وهو يمتد في نسبه إلى أهل البيت النبوي من ولد فاطمة رضي الله عنها، ومن ولد الحسن رضي الله عنه واسمه: محمد بن عبد الله -أي يحمل اسم النبي صلى الله عليه وسلم- يهديه الله في يوم وليلة، ويبايعه الناس بين الركن والمقام، وهو بالطبع لم يولد بعد.
* وقد ثبت ذلك بأحاديث نبوية كثيرة بلغت طبقاً لتأكيد بعض علماء الحديث درجة (التواتر المعنوي).. وإن كان من هذه الأحاديث ما هو صحيح -خارج الصحيحين - ومنها ما هو جيد ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، ومن أنكر ما جاءت به هذه الأحاديث: فهو مبتدع- أو مخطئ متأول([253])
* والمهدي عند أهل السنة إمام كسائر الخلفاء من المسلمين.. ليس بمعصوم وليس له أن يحلل أو يحرم.. ولا تجب طاعته كطاعة الأنبياء والمرسلين.. وهو يحكم الناس بمقتضى الشريعة الإسلامية لا غيرها، وهو يلي الخلافة في سن أهل التكليف فلا يجوز استخلاف وإمامة صبي صغير لم يبلغ بعد.
* وليس للأمة أن تعطل شيئاً من أحكام الدين وأوامره.. أو من وظائف الإمامة وأعمالها.. وخاصة الجهاد في سبيل الله.. انتظاراً لظهور هذا المهدي.. فهذا عند أهل السنة والجماعة من أعظم الباطل الذي تأثم الأمة كلها به إن فعلته.. فلا تعطل أحكام الدين عبر الأزمان انتظاراً لظهور أي إنسان.. والأمة بإمامها ومجموعها مطالبة بإتيان كل فروض الكفايات والواجبات الشرعية([254]).
لذا فإن أهل السنة يكتفون بلقب المهدي ولا يصفونه بـالمنتظر إذ لا يعلقون على انتظاره شيئاً من أمور الأمة.
 فإذا تبين ذلك: فكيف يقال: إن الشيعة الإمامية وأهل السنة متفقان في أصل الاعتقاد في المهدي كعلامة من علامات الساعة ومن أشراطها، وإن اختلفوا في بعض تفاصيل ذلك([255]).
فائدة: المهدي عند الرافضة إنما هو لإعلاء أمر الشيعة فقط دون غيرهم، فهو نقمة وبلاء على غير الشيعة، أما عند أهل السنة فهو نعمة على العباد يحكم فيهم بالعدل، والمهدي عند الرافضة يخرج بمشيئته ورغبته -وإن اختلفوا في مكان خروجه- أما عند أهل السنة فهو يفر إلى البيت الحرام فيتبعه الناس ويبايعونه دون حرص منه على الإمامة والرغبة فيها، والمهدي عند الرافضة ليس لحكمه تحديد، أما عند أهل السنة فإنه يحكم لمدة محدودة.
أخرج أحمد بسنده عن الإمام علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة» وفي رواية أخرى: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عز وجل رجلاً منا، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً».
وفي المسند أيضاً عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» وفي رواية ثانية: «لا تذهب الدنيا أو قال: لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، ويواطئ اسمه اسمي» وقد وردت هذه الرواية بأسانيد أخرى.
وفي الحديث: أن علياً نظر إلى ابنه الحسن رضي الله عنهما فقال: (إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم يشبهه في الخلُق ولا يشبهه في الخلْق.. يملأ الأرض عدلاً).
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم عليه السلام، فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة».
 قال الألباني تعقيباً على قوله صلى الله عليه وسلم: «أميرهم»: (هو المهدي محمد بن عبد الله عليه السلام كما تظاهرت بذلك الأحاديث بأسانيد بعضها صحيح وبعضها حسن، وقد خرجت شيئاً منها في الأحاديث الضعيفة) اهـ. (مختصر صحيح مسلم حديث رقم 2061)([256]).
وأحاديث المهدي لم يأت منها شيء في الصحيحين مصرحاً باسمه ولكنها جاءت في المسند([257]) والسنن([258]) وهي أحاديث صحيحة الأسانيد كما جزم بذلك أئمة الحديث، وليس في الأحاديث أنه الإمام الثاني عشر المعين بالنص كما تزعم الإثنا عشرية، وليس فيها أن يحكم العالم إلى قيام الساعة وإنما فيها أنه يحكم خمس أو سبع أو تسع سنين، واسمه هو: محمد بن عبد الله لا محمد بن العسكري، وأنه من نسل الحسن لا من نسل الحسين.
 

الأخذ بالتقية لخداع المخالفين:
التقية تعني إظهار الشيعي لغير الشيعي خلاف ما يبطن ويعتقد، ويعتبر الشيعة التقية من أعمال الدين الهامة، ويزاولونها مع المخالفين من غيرهم، خاصة أهل السنة، لذلك فهم لا يتورعون عن الكذب على خصومهم، ولا يتحرجون من المراوغة والمخادعة وإبداء خلاف الاعتقاد وعكس ما في النفس من الحقد والبغض.
وللأسف فإن هذا العمل بالتقية المشهور عنهم يبعث في النفس عدم الاطمئنان لوعودهم أو الثقة في عهودهم، وبالتالي عدم تصديق ما يقولون ويبدون ويظهرون من الأقاويل والعبارات، وعبر التاريخ الإسلامي الطويل.. كان الشيعة يظهرون معتقداتهم الدينية المخالفة لجماهير المسلمين إذا ظهرت لهم دولة وقويت لهم شوكة.. ثم يعودون إلى مدارة المسلمين وإظهار مجاراتهم في الاعتقاد إذا زالت دولتهم وضعفت شوكتهم.
والتقية عند الشيعة الإمامية ليست رخصة لحفظ النفس ودفع الأذى ولكنها من الدين عندهم ليس لهم تركها مع المخالفين، وتجوز عندهم -بل تجب- لأسباب كثيرة يسيرة يتلون بها الشيعي بين الناس يظهر لهم الموافقة ويبطن المخالفة، ويصير هذا ديدنه معهم حتى يلبس عليهم فيودوه أو يتمكن منهم فيفسد عليهم أحوالهم.. لذا فلا دين عندهم لمن لا تقية له وينسبون القول بذلك إلى أئمتهم.. ويمارسون ذلك مع المسلمين من بني جلدتهم.
روى ثقة الشيعة في الحديث محمد بن يعقوب الكليني في الأصول من الكافي (2/ 219 ط. الرابعة 1401هـ) عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن القيام للولاة فقال: أبو جعفر عليه السلام: (التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له). وروى في الأصول من الكافي (2/ 217) عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا النبيذ والمسح على الخفين).
وروى الكليني (2/ 220) عن أبي عبد الله عليه السلام- قال: (التقية ترس الله بينه وبين خلقه) وروى (2/ 218) عن أبي عبد الله عليه السلام: (أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية). وروى (2/ 17) عن الصادق عليه السلام قال: (يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا)([259]).
وفي الكافي (2/ 222) عن أبي عبد الله عليه السلام: (يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله).
وروى (2/ 220) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (كان أبي عليه السلام يقول: أي شيء أقر لعيني من التقية؛ إن التقية جنة المؤمن)([260]).
وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة (11/ 473) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (التقية من أفضل أعمال المؤمنين) وروى عن علي بن الحسين عليه السلام (11/ 474) قال: (يغفر للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية وتضييع حقوق الإخوان)([261])فترك التقية ذنب لا يغفر للشيعي..!
 وفي جامع الأخبار لشيخهم تاج الدين محمد بن محمد الشعيري (ص95 ط، الحيدرية ومكتبتها في النجف) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تارك التقية كتارك الصلاة»!! وفي ص95 عن أبي عبد الله: (ليس من شيعة علي من لا يتقي).. وفي وسائل الشيعة (11/ 466) عن الصادق عليه السلام قال: (ليس منا من يلزم التقية)([262]).
وروى الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة (3/ 477 ط. المكتبة العلمية قم. إيران) عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث عن التقية قال: (من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا)([263]). وفي جامع الأخبار ص95 للشعيري عن الصادق قال: (من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا)([264]).
يقول شيخهم محمد بن صادق الصدر الموسوي في تاريخ الغيبة الكبرى (ص352 ط2 مكتبة الألفين الكويت 1403هـ) ما نصه: (الأمر بالتقية في عصر الغيبة الكبرى وهذا المضمون مما اقتصرت عليه أخبار الإمامية دون غيرهم فقد أخرج الصدوق في إكمال الدين والشيخ الحر في وسائل الشيعة والطبرسي في إعلام الوري عن الإمام الرضا عليه السلام إنه قال: (لا دين لمن لا ورع له ولا إيمان لمن لا تقية له وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا)([265]). فهم ملتزمون بإظهار عكس ما يبطنون إلى خروج القائم أي المهدي الذي ينتظرونه.
ويقول إمامهم وحجتهم محمد تقي الموسوي الأصفهاني في كتابه وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام ص43 ط. دار القارئ بيروت سنة 1987م عند ذكره الوظائف المطلوبة من الشيعة زمن غيبة إمامهم ما نصه: (أن يلتزم بالتقية من الأعداء، ومعنى التقية الواجبة هو أن يكتم عقيدته عند احتمال الضرر العقلاني على نفسه أو ماله أو مكانته، وبأن يظهر خلاف عقيدته إذا اقتضى ذلك بلسانه فيحفظ نفسه وماله ويضمر عقيدته الصحيحة في قلبه)([266]). ويقول أيضاً ص44: (والأخبار في وجوب التقية كثيرة والذي ذكرته في بيان معنى التقية الواجبة هي مفهوم الحديث المذكور في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه الصلاة السلام والذي أكد فيه ثلاثاً على عدم ترك التقية فإنه يسبب الذل)([267]).
 متى ينتهي عمل الشيعة بالتقية:
يذهب الشيعة الإمامية إلى أن العمل بالتقية لا ينتهي إلا بظهور الإمام الغائب المنتظر، فعند الكليني في الكافي (2/217) عن أبي عبد الله: (يا حبيب إن من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب ومن لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا).
والمراد عندهم من قوله: (فلو قد كان ذلك) أي: ظهور القائم وقوله: (كان هذا) أي ترك التقية([268]).
وفي تفسير قوله تعالى: ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ)) [الكهف:98] روى مفسر الشيعة العياشي في تفسيره (2/ 351 ط دار الكتب العلمية الإسلامية طهران) والحر العاملي في وسائل الشيعة (11/ 467) وعبد الله شبر في الأصول الأصلية (ص 321 منشورات مكتبة المفيد قم): عن جعفر الصادق في تفسير الآية قال: (رفع التقية عند الكشف فانتقم من أعداء الله)([269])ومرادهم بالكشف قيام الإمام الموهوم وأعداء الله عندهم أهل السنة.
 وفي تفسير قوله تعالى: ((فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)) [الطارق:17] نقل علامتهم آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الأصفهاني في كتابه مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (جـ1 ص246 منشورات الإمام المهدي قم عن تفسير علي بن إبراهيم القمي في هذه الآية قوله: ((فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)) لوقت بعث القائم فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس)([270]).
وينقل أيضاً في (جـ2 ص148) عن علي بن الحسين قال: (إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويكونون حكام الأرض وسنامها)([271]).
وروى شيخهم محمد بن محمد بن صادق الصدر الموسوي في كتابه تاريخ ما بعد الظهور ص762 ط. الثانية دار التعارف للمطبوعات لبنان عن أبي جعفر عليه السلام قال: (إن الناس في هدنة نناكحهم ونوارثهم ونقيم عليهم الحدود ونؤدي أماناتهم حتى إذا قام القائم جاءت المزايلة) ويفسر الصدر معنى المزايلة فيقول: (هي المفارقة والمباينة بين أهل الحق وأهل الباطل)([272])أي بين الشيعة ومن عداهم.
ويروي أيضاً في كتابه ص115 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف)([273]).
ويروي الشيعة الإمامية عن أبي عبد الله قال: (ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى حلقه) (الغيبة ص 236)([274]).
 
 كيفية التقية والأسباب الموجبة لها:
يقول الخميني في كتاب الرسائل (2/ 174): (فتارة تكون التقية خوفاً وأخرى تكون مداراة.. والمراد بالمدارة أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر كما في التقية خوفاً، وسيأتي التعرض لها وأيضاً قد تكون التقية مطلوبة لغيرها وقد تكون مطلوبة لذاتها وهي التي بمعنى الكتمان في مقابل الإذاعة على تأمل فيه)([275]).
وتأمل أن التقية تجوز عندهم من غير خوف ضرر، ويقول الخميني أيضاً في الرسائل (2/ 175): (ومنها ما شرعت لأجل مداراة الناس وجلب محبتهم وجر مودتهم.. ومنها التقسيم بحسب المتقي منه، فتارة تكون التقية من الكفار وغير المعتقدين بالإسلام سواء كانوا من قبل السلاطين أو الرعية، وأخرى تكون من سلاطين العامة وأمرائهم وثالثة من فقهائهم وقضاتهم ورابعة من عوامهم.. ثم إن التقية من الكفار وغيرهم قد تكون في إتيان عمل موافقاً للعامة كما لو فرض أن السلطان ألزم المسلمين فتوى أبي حنيفة وقد تكون في غيره)([276]).
وقوله: (شرعت) إشارة إلى أنها تشريعاً لا رخصة وقتية عند خوف الضرر أو نتيجة لإكراه.
يقول الخميني في الرسائل (2/ 201): (ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية بل وجوبها على الخوف نفسه أو غيره بل الظاهر أن المصالح النوعية صارت سبباً لإيجاب التقية من المخالفين، فتجب التقية وكتمان السر لو كان مأموناً وغير خائف على نفسه)([277]).
 ويقول أيضاً في الرسائل (2/ 185) في بيان التقية: (ومنها ما تكون واجبة لنفسها وهي ما تكون مقابلة للإذاعة فتكون بمعنى التحفظ عن إفشاء المذهب وعن إفشاء سر أهل البيت، فيظهر من كثير من الروايات أن التقية التي بالغ الأئمة عليهم السلام في شأنها هي هذه التقية فنفس إخفاء الحق في دولة الباطل واجبة، وتكون المصلحة فيها جهات سياسية دينية ولولا التقية لصار المذهب في معرض الزوال والانقراض)([278]).
ويقول الخميني في مصباح الهداية (ص154 ط الأولى مؤسسة الوفاء بيروت لبنان): (إياك أيها الصديق الروحاني ثم إياك والله معينك في أولاك وأخراك أن تكشف هذه الأسرار لغير أهلها أو لا تضن على غير محلها، فإن علم باطن الشريعة من النواميس الإلهية والأسرار الربوبية مطلوب ستره عن أيدي الأجانب وأنظارهم لكونه بعيد الغور عن جلي أفكارهم ودقيقها)([279]).
وروى الخميني في كتاب الرسائل (2/ 198) عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: (لا بأس بأن تصلي خلف الناصب([280]) ولا تقرأ خلفه فيما يجهر فيه فإن قراءته تحريك). وقال الخميني بعد إيراد الخبر: (إلى غير ذلك مما هو صريح أو ظاهر في الصحة والاعتداد بالصلاة تقية)([281]).
ويجوز الخميني وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة تقية مع أن ذلك يبطل الصلاة عنده، فيقول في تحرير الوسيلة (1/ 186): التكفير هو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يصنعه غيرنا وهو مبطل عمداً، ولا بأس به حال التقية)([282]).
 وأورد محمد تقي الموسوي الأصفهاني في كتابه وظيفة الأنام في غيبة الإمام ص44 عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال: (فلا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة، قيل: يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرانية -يعني في الظاهر- وخالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع من أحب وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل)([283]).
وعندهم أنه لا يجوز العمل في سلك أهل السنة وسلاطينهم إلا لدفع الضرر عن أبناء جلدتهم أو لإدخال المكروه على أهل السنة والتشفي منهم، فالعمل عند أهل السنة وعندهم محرم إلا تقية. روى الحر العاملي في وسائل الشيعة (12/140) عن علي بن يقطين قال: قلت لـأبي الحسن عليه السلام: (ما تقول في أعمال هؤلاء؟ قال: إن كنت لابد فاعلاً فاتق أموال الشيعة، قال: فأخبرني على أنه كان يجبيها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر)([284]).
ويقول الخميني: (وطبيعي أن يسمح الإسلام بالدخول في أجهزة الجائرين إذا كان الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو الحد من المظالم أو إحداث انقلاب على القائمين بالأمر، بل إن ذلك الدخول قد يكون واجباً وليس عندنا في ذلك خلاف)([285])اهـ.
 يقول الخميني: (وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا([286]) بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع من ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين، مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله)([287]).
 ومن أمثلة التقية البارزة:
أخذ الإمامية بأحاديث زرارة وعده من أعمدة الرواية عن الأئمة مع أن زرارة هذا قد لعنه جعفر الصادق وكذبه وقال فيه: (ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة من البدع لعنه الله) انظر ثقات الرواة جـ1/ 339 ورجال الكشي ص134 فإن واجهتهم بذلك وأنكرت عليهم الرواية عنه وهو كذاب، أجابوك بأن الإمام جعفر الصادق إنما قال ذلك تقية ليوهم الخصوم أنه ليس من شيعته!! وإن ذلك لا يمنع قبول رواية الداعية إلى المذهب الشيعي.
 نسبة العمل بالتقية إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
معلوم تاريخياً أن علياً رضي الله عنه بايع أبا بكر وبايع عمر وبايع عثمان رضي الله عن الجميع.. فإن قيل للإمامية: كيف لا تقرون أنتم بيعتهم وخلافتهم.. أفلا يسعكم ما وسع علي رضي الله عنه!! أليس علي إمامكم المعصوم!!.. فكيف بايع ولم تبايعوا.. وأقر ولم تقروا!! إن كان مبايعته خطأ فكيف يكون معصوماً؟ وإن كان مبايعته صحيحة فكيف تقولون ببطلان خلافة أولئك الراشدين؟
والجواب: نسبة العمل بالتقية إلى الإمام علي للتبرؤ من مبايعته للخلفاء الراشدين.. لذا يقولون: نعم بايع علي بن أبي طالب الخلفاء قبله ولا ننكر ذلك ولكنه بايعهم تقية ولم يبايعهم عن رضا وقبول!! وهكذا كلما أقيمت عليهم حجة واضحة تفلتوا منها بدعوى التقية.
 اتهام الحسين بالتقية:
في فروع الكافي المجلد الأول ص99- 100: عن أبي عبد الله عليه السلام أن رجلاً من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي صلوات الله عليهما يمشي في جنازته، فلقيه مولى له فقال له الحسين عليه السلام: (أين تذهب يا فلان؟ قال: فقال له مولاه: أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها، فقال له الحسين عليه السلام: انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أقول فقل مثله، فلما أن كبر عليه قال الحسين عليه السلام: الله كبر، اللهم العن فلاناً عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة، اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك وأذقه أشد عذابك فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك) اهـ (انظر النعماني ص186- 187).
إن إلصاق النفاق بـالحسين باسم التقية بلا ضرورة اتهام خطير وانتقاص عظيم، فكيف ينصح الإمام مولاه بالذهاب إلى الجنازة ليراه الناس ويصلي صلاة الجنازة، على رجل يرى أنه يستحق الدعاء والمغفرة ثم يدعو بعد ذلك عليه دعاء سيئاً، ويخدع الناس فيصلي كالعادة، وهم يعتقدون أنه يدعو للميت بالمغفرة والرحمة، وهكذا يدعو الغلام الذي لا يريد أن يسلك مسلك التقية- يدعو أن يشاركه في اتباع التقية- وينصحه بأن يجعل من أسلوب الغش والخداع هذا مذهباً له على الدوام. وتذكر نفس الصفحة في فروع الكافي واقعات صلاة الجنازة التي قام بها علي بن الحسين -الإمام زين العابدين - والإمام جعفر الصادق نفسه، نستغفر الله، ونحن على يقين من أن كل هذا افتراء على هذه الشخصيات المحترمة الشريفة، افتراءات يكتبها ويرويها مؤلفو الشيعة، فتلك الشخصيات بريئة تماماً من كل هذه الإتهامات التي تلصق بهم سبحانك هذا بهتان عظيم) اهـ. (النعماني ص186-187).
(وفي أصول الكافي ص37 عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر قال: (سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاء آخر فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه! فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم لي أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم، ثم قال: قلت لـأبي عبد الله: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، فقال: فأجابني بمثل جواب أبيه) اهـ (النعماني ص185).
(وهكذا يفهم صراحة من رواية زرارة بن أعين وهو الراوي المعتمد للإمام الباقر جعفر الصادق أن الأئمة كانوا يتبعون التقية في بيان القضايا الدينية، وكانوا يعطون إجابات مختلفة للتقية، أو المسألة الواحدة يكون بعضها صحيحاً وبعضها خاطئاً كما كان يحدث أيضاً أن يحرموا الحلال على أساس التقية، ثم يحلوا الحرام أيضاً على أساس التقية) اهـ (النعماني ص185).
(والرواية التالية تدل على ذلك: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (كان أبي عليه السلام يفتي في زمن بني أمية عما قتله البازي والصقر فهو حلال وكان يتقيهم وأنا لا أتقيهم وهو حرام ما قتل) (فروع الكافي مجلد2 جـ2/ ص80) (النعماني ص186).
 وهكذا يفهم من هذه الرواية أن أئمة الشيعة كانوا يحللون الحرام وتبع هذا بالتأكيد اختلاط الأمور على العامة الذين يعتقدون فيهم) اهـ (النعماني ص186).
 أمثلة لتقية الأئمة دون ضرورة تذكر:
في الجزء الأخير من الجامع الكافي في كتاب الروضة رواية لـمحمد بن مسلم مريد الإمام جعفر الصادق يقول: (دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة([288]). فقلت له: (جعلت فداك! رأيت رؤيا عجيبة، فقال: يا ابن مسلم هاتها فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، فقص الرؤيا ففسرها أبو حنيفة فقال الإمام الصادق: أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقال محمد بن مسلم للإمام: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال: يا ابن مسلم لا يسؤك فما يواطئ تعبيرنا تعبيرهم ولا تعبيرهم تعبيرنا وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ قال: نعم. حلفت عليه أنه أصاب الخطأ.. إلخ). (كتاب الروضة ص137 الثورة الإيرانية النعماني ص183).
(والرواية تطول بعد ذلك جداً وقد نقلنا منها ما يتعلق بمسألة التقية واكتفينا بالجزء الذي يدل دلالة واضحة على أن أئمة الشيعة كانوا يخدعون الناس بأقوالهم الخاطئة باتباع التقية دون أي ضرورة، فها هو الإمام المعصوم يقول لمريده الخاص ابن مسلم في وجود الإمام أبي حنيفة قل رؤياك فهذا عالم عظيم في فن تفسير الرؤيا، لكن يفهم مما قاله بعد ذهاب أبي حنيفة أن ما قاله في حضور الإمام أبي حنيفة كان خطأ مقصوداً ولم يكن له ضرورة تذكر، كما أن قوله لـأبي حنيفة يثني على تفسيره: (أصبت والله يا أبا حنيفة) كان قولاً غير صحيح وكان خطأ مقصوداً أيضاً (ولا نقول كذباً). ثم إن التأويل الذي قاله بعد ذلك دليل على أن هذا لا يليق أبداً بالأئمة فهو يفقد الثقة بهم ولو مثلوا للشهادة أمام محكمة وثبت عنهم هذا لما قبلت لهم شهادة) اهـ (انظر الثورة الايرانية في الميزان لـمنظور النعماني ص184).
 التقية في عرض المسائل الدينية:
يفهم من روايات كتب الشيعة أن الأئمة المعصومين لم يتبعوا أسلوب التقية في المعاملات الدنيوية فقط بل اتبعوه أيضاً في بيان المسائل والأحكام الدينية، وكانوا يخبرون عباد الله بمسائل خاطئة وهم قاصدون ذلك، ولم يكن هذا مجرد صدفة بل كان أمراً شائعاً وعادياً، وقد وردت الرواية التالية في أصول الكافي في كتاب العلم:
عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر قال: (سألته عن مسألة فأجابني ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه. فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم لي أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم، ثم قال: قلت لـأبي عبد الله: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين فقال فأجابني بمثل جواب أبيه) (أصول الكافي ص38 النعماني ص184).
 الكتمان والتقية من لوازم المذهب:
 (من المسلمات التي يعترف بها الجميع ولا يمكن إنكارها أن أي إمام من أئمة الشيعة -ابتداء من علي رضي الله عنه وحتى الإمام الحادي عشر الحسن العسكري - لم يعلن أبداً في أي جمع كبير للمسلمين أو في أي مناسبة من مناسبات الحج، أو في أي اجتماع يعقده مسلمو العالم أو في صلاة العيدين أو الجمعة حيث يجتمع مسلمو منطقة ما أو مدينة ما، أو حتى في أي اجتماع يضمهم مع غيرهم من المسلمين، لم يعلن أي إمام أبداً عن مسألة الإمامة في مثل هذه الاجتماعات، تلك العقيدة التي تعد في المذهب الشيعي مثل عقيدة التوحيد والرسالة -أي الإيمان بالله الواحد وبمحمد رسول الله- فهي أساس نجاة الإنسان في الآخرة، وعقيدة الإمامة هي أساس المذهب الشيعي، ولم يصل الأمر بأحد أئمة الشيعة إلى ادعاء الإمامة في مثل هذه الاجتماعات الإسلامية التي سبق أن أشرنا إليها، كما لم يدع أحدهم المسلمين ليبايعوه بالإمامة، وعلى العكس من هذا فقد قام علي رضي الله عنه طوال زمان الخلفاء الثلاثة (24سنة) مثله مثل بقية المسلمين- بالصلاة خلف الخلفاء، كما بايعهم على الخلافة، وقد تعاون معهم وأخلص لهم وظل صادقاً وفياً، وهكذا لم يدع الحسن أو الحسين رضي الله عنهما الإمامة في أي جمع في زمان خلافة معاوية رضي الله عنه ولم يعلنا ذلك، وكان أول من يصلي خلفه أو خلف الأئمة الذين أقرهم، وكان هذا هو سلوك بقية الأئمة الاثنى عشر ابتداء من الإمام الرابع علي بن الحسين زين العابدين حتى الإمام الحسن العسكري رحمهم الله تعالى، هذا بالإضافة إلى أن سلوك جميع الأئمة يدل دلالة قاطعة على بطلان مسألة الإمامة التي تعد أساس المذهب الإثني عشري وهذا دليل واضح وعملي لا يفوقه أي دليل آخر) اهـ (النعماني ص 177-179).
وقد وضعت عقيدة الكتمان والتقية آنذاك لإنقاذ عقيدة الإمامة والمذهب الشيعي:
والعقيدة الأولى- الكتمان: وقد كانت تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أئمتنا ألا يظهروا عقيدة الإمامة وأن يخفوها، ولهذا فلم يظهروا ولم يعلنوا عقيدة الإمامة أمام عامة المسلمين أو في أي اجتماع عام.
والعقيدة الثانية- التقية: ويتعين على الشيعة طبقاً لهذه العقيدة أن يعملوا طوال حياتهم خلاف ضمائرهم وخلاف عقيدتهم، وعلى كل حال فهاتان العقيدتان قد وجدتا لكي تنقذ عقيدة من سلوك جميع الأئمة وأسلوب عملهم ومن هنا أصبحتا من لوازم عقيدة الإمامة) اهـ (النعماني ص179- 180).
 (في أصول الكافي باب مستقل بعنوان (باب الكتمان)، وفي هذا الباب يروي سليمان بن خالد مريد الإمام جعفر الصادق وراويه الخاص ما يلي: قال أبو عبد الله عليه السلام: (يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله). (أصول الكافي ص485، النعماني ص180).
(وفي الصفحة التالية يروي عن الإمام الباقر والد الإمام جعفر الصادق أنه قال لخاصة شيعته: (إن أحب أصحابي إلي أودعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا) (أصول الكافي ص486، النعماني ص180).
في أصول الكافي واقعة تروي عن الإمام جعفر الصادق وهي مثال على الكتمان والتقية: عن سعيد السمان قال كنت عند أبي عبد الله إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له: (أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال: فقال: لا، قال: فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي وتقر وتقول به ونسميهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير، وهم ممن لا يكذب، فغضب أبو عبد الله وقال: ما أمرتهم بهذا.. إلخ) (أصول الكافي ص142، النعماني ص181).
فهذا كتمان في أكبر مسائل الإيمان عندهم بلفظ صريح وبغير ضرورة تستدعي إخفاء أمره أو القول بما يتنافى مع ما يعتقده، ولو أوضح لهم الحقيقة لما تعرض لخطورة أو ضرر.
يقول منظور نعماني: (الشيعة يقولون لمن لا يعرف([289]) عن التقية شيئاً: إن التقية تجوز في حالة تعرض أرواحهم للخطر أو حالة الاضطرار الشديد([290]) بينما الروايات الشيعية([291]) تحكي لنا أحداثاً ووقائع اتبع فيها الشيعة التقية دون أن يكون عليهم أي جبر، ودون أن يتعرضوا لأي خطر([292])، ورغم ذلك صدرت عنهم([293]) أقوال غير حقيقية أو أنهم خدعوا الناس بأعمالهم) اهـ([294]).
(في أصول الكافي في باب التقية عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به)([295]). ومفهوم هذه الرواية أن التقية متروكة لكل شخص واجتهاده، فكلما شعر أن مصلحته في التقية لجأ إليها.
في أصول الكافي للكليني باب مستقل عن التقية: فيه عن أبي عمير الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: (يا أبا عمير تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له) اهـ([296]).
وفي نفس الباب عن حبيب بن بشر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليّ من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله) اهـ([297]).
وفي الصفحة التالية من نفس الباب وردت الرواية التالية: قال أبو جعفر عليه السلام: (التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له)([298]).
 وفي كتاب من لا يحضره الفقيه أحد الكتب الأساسية الأربعة لمذهب الشيعة الإثني عشرية عن الصادق عليه السلام قال: (لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً) وقال: (لا دين لمن لا تقية له)([299]).
ومقتضى هذه الرواية: أن التقية ليست جائزة فقط بل واجبة ضرورية وهي جزء من دين الشيعة وإيمانهم!!
 هل عمل أئمة أهل البيت بالتقية كما فهمها الشيعة الإمامية:
يقول الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح: (من الصعب عليّ جداً أن أتصور معنى التقية بالمفهوم الشيعي الخالص، وكما وردت في الكتب الشيعية وتبناها بعض علماء المذهب الإمامي وساروا عليها منذ الغيبة الكبرى وحتى كتابة هذه السطور، ولست أدري كيف تدعي الشيعة بأنها من أنصار الحسين سيد الشهداء وإمام الثائرين، وهي تعمل بالتقية وتعتقد بها وترتضيها لنفسها، ثم لست أدري ما هذا التناقض الغريب في معتقدات الشيعة وحسب الصورة التي رسمتها لهم زعاماتهم عبر القرون، فمن ناحية يعتقدون بأن سيرة أئمة الشيعة قد تكون حجة عليهم ولكنهم يضربون بها عرض الحائط عندما يصل الأمر إلى التقية، ويتحدثون عن وجوب العمل بها لاسيما أمام الفرق الإسلامية الأخرى.
لقد أراد بعض علمائنا أن يدافعوا عن التقية، ولكن التقية التي يتحدث عنها علماء الشيعة وأملتها عليها بعض زعاماتها هي ليست بهذا المعنى إطلاقاً أنها تعني أن تقول شيئاً وتضمر شيئاً آخر أو تقوم بعمل عبادي أمام سائر الفرق الإسلامية وأنت لا تعتقد به ثم تؤديه بالصورة التي تعتقد به في بيتك، وقبل أن أفصل الحديث في ظهور فكرة التقية بالصورة التي رسموها والأسباب التي كانت وراء انتسابها إلى أئمة الشيعة، ينبغي أن نمعن النظر قليلاً في عمل أئمة الشيعة وفي حياتهم الخاصة والعامة؛ لكي نرى أنهم كانوا أبعد الناس عن التقية وأكثر الناس مقتاً لها، ولنعلم بعد ذلك أنه لم يكن من المعقول أن لا يعمل أئمة الشيعة بالتقية وهم يأمرون أتباعهم وشيعتهم بالعمل بها، وقد ذكرنا في الفصل السابق صورة واضحة المعالم عن حياة الإمام علي وصراحته في الحق ولا نريد تكرارها هنا([300]).
أما ابنه الحسن وهو الإمام الثاني للشيعة فكان أبعد الناس من التقية ومخادعة الناس، وصلحه مع معاوية يشهد بذلك، فصلح الحسن عمل ثوري وخروج على الرأي المحيط بالإمام في عصره، فقد لاقى الإمام الحسن معارضة صريحة من كثير من شيعة أبيه الذين كانوا لا يريدون الصلح، حتى إن سليمان بن صرد وهو من كبار شيعة([301]) علي÷ خاطب الإمام الحسن بقوله: (السلام عليك يا مذل المؤمنين). والمعارضون للصلح كانوا أقوياء وأشداء ونال الإمام الحسن منهم الكثير ولكن لم يفت كل ذلك في عضده، وقاوم المعارضة مقاومة الأبطال، فيا ترى لو كانت للتقية مكان في قلب الحسن هل كان يصالح معاوية أم كان يستجيب لنداء الذين كانوا يحثونه على قتاله حتى يبايعه معاوية كخليفة منتخب وشرعي للمسلمين؟
ثم يأتي دور الإمام الحسين الذي ثار ضد يزيد بن معاوية ولم يقبل بنصح أولئك الذين نصحوه بالبقاء في مدينة الرسول ومنعوه من السير إلى العراق، وكل من يتابع الثورة الحسينية يعلم بوضوح أن شهادة الإمام الحسين وأولاده وأصحابه وسبي أهل بيته([302]) كانت كلها تتجسد أمام الحسين قبل المعركة وكان يعلم بها علم اليقين، فـالحسين جمع أصحابه في ليلة العاشر من محرم وقال لهم بأن غداً سيكون القتال، وأنه مقتول لا محالة، وأنه حل البيعة من أصحابه، وطلب أن يترك ساحة القتال من شاء منهم في ذلك الليل المظلم، وقال لهم: (اتخذوا الليل جملاً وارحلوا إلى مصائركم) فرحل منهم من رحل، وبقي منهم من بقي ليستشهد مع الحسين، ويسجل اسمه في سجل الخالدين، فهل في مثل هذه الثورة تجد الشيعة أثراً للتقية أو كل ما يمت إلى التقية بصلة؟
ثم يأتي دور الإمام علي بن الحسين([303]) الملقب بـالسجاد، وهو الذي عاصر ملحمة كربلاء ولم يشترك بالقتال بسبب المرض الذي ألزمه الفراش، وقد أسر في ضمن من أسر بعد مقتل أبيه، وحمل على جمل أقتب مقيداً بالسلاسل من كربلاء وإلى الشام، ولا شك أن تلك الصورة الحزينة المليئة بالدماء والدموع التي شاهدها السجاد في يوم عاشوراء، والذل والهوان الذي احتمله وهو يسير مع الأسرى بين كربلاء ودمشق كانت عالقة في ذهنه ليل نهار،([304]) وقد انصرف الإمام السجاد إلى العبادة وكان يكثر من البكاء في آناء الليل وأطراف النهار حتى لقب بالبكاء.
إنه كان من الطبيعي لذلك الحزن الذي كان يعصر قلب الإمام أن تتجلى في كلامه وخطبه عبارات تدحض الخلافة الأموية الحاكمة، التي كانت حتى ذلك الحين تسب جده الإمام علياً على المنابر بعد كل صلاة، فقد ترك الإمام السجاد لنا أربعة وخمسين دعاء جمعت كلها في كتاب واحد وسميت تلك الأدعية (الصحيفة السجادية)([305])إن من يقرأ هذه الأدعية يعلم علم اليقين كيف أن التقية كانت أبعد شيء إلى قلب السجاد، فقد نسف الإمام في أدعيته تلك الخلافة الأموية الحاكمة نصاً ومضموناً.
 فها هو الإمام السجاد مرة يطوف بالبيت فيفسح الحجيج له الطريق إجلالاً وإكراماً، والخليفة([306]) هشام بن عبد الملك يرى كل ذلك، ويطوف بين الطائفين والناس في شغل عنه، والإمام يرى الخليفة ولا يبالي به فيغتاظ الخليفة لما رأى من الإمام وما رأى من الناس في الإمام فيسأل متجاهلاً([307]): من هذا؟ مشيراً إلى السجاد، وتشاء المقادير أن يكون الفرزدق الشاعر حاضراً الموقع فيرتجل قصيدته العصماء مخاطباً الخليفة:
وليس قولك من هذا بصائـره                     العرب تعرف من أنكرت والعجم
هذا ابن خير عباد الله كلهـم                     هذا الإمام التقي الطاهر العلم
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه                           لقبل الركن منه موضع القدم
يغضى حياء ويغضى من مهابته                           فلا يكلم إلا حين يبتسم
إن من يمعن النظر في هذا اللقاء الجاف بين الإمام والخليفة الحاكم الذي أغضب هذا الأخير سيعلم علم اليقين أن التقية وكل ما يمت إليها بصلة لم تجد إلى قلب الإمام سبيلاً.
ثم يأتي دور الإمام الباقر وابنه الإمام الصادق وهما اللذان أسسا المدرسة الفقهية التي سميت باسم الفقه الجعفري، وكان الإمامان يدرسان في المدينة في جامع الرسول (ص) ويدليان بآرائهما الفقهية وينشران مذهب أهل البيت([308]) بلا خوف ولا وجل، فـالباقر عاصر الخلافة الأموية والصادق عاصر نهاية الخلافة الأموية وبداية الخلافة العباسية وكانت الخلافة الأموية والعباسية على اختلاف مع الإمامين ولا ترتضى بمدرسة أهل البيت الفقهية([309])، ولكن الإمامين أديا الرسالة، وقد تخرج عليهما فقهاء وعلماء كثيرون([310]). وهكذا نرى أن الإمامين كانا يؤديان الواجب غير متهيبين من السلطة التي كانت على خلاف معهما.
ومن الغريب أن بعض رواة الشيعة روت عن الإمام الصادق روايات في وجوب التقية على شيعته في حين أنه وشيعته لم يكونوا بحاجة إليها، فالإمام كان يدرس في مسجد الرسول (ص) وحوله آلاف من التلاميذ والطلاب والمستمعين، وليت شعري أن أعرف كيف يمكن لمدرسة فقهية بهذه السعة وكثرة الطلاب والتلاميذ أن تبني على التقية، وأية تقية استعملها الإمام في بناء مدرسته الفقهية التي كان يضع أساسها أمام المسلمين وبصورة علنية بما فيهم المحب المخلص والعدو الشامت.
والإمام موسى بن جعفر لم يكن على وفاق مع الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقضى سنوات في سجن الخليفة بـبغداد، فلو كان موسى بن جعفر يسلك طريق التقية ويخادع الخليفة الذي كان ابن عمه، وكانت تتحكم بينهما صلات القربى لما حدث له ما حدث.
وعندما آلت الخلافة إلى المأمون العباسي عين الإمام علي بن موسى الملقب بـالرضا ولياً للعهد، وعلي الرضا هو الإمام الثامن للشيعة الإمامية، غير أن الإمام قضى نحبه في عهد المأمون واستمرت الخلافة في العباسيين، وبعد وفاة الإمام الرضا زوج الخليفة المأمون العباسي ابنته أم الفضل لـابن الرضا محمد الجواد لكي لا تنقطع المودة بين الخليفة العباسي والبيت العلوي، وهذان الإمامان الأب والابن اللذان كان أحدهما وليا للعهد والآخر صهراً للخليفة لم يكونا بحاجة إلى العمل بالتقية، ولم يطلبا من الشيعة أن يتخذوا من التقية وسيلة لمأربهم.
 وبعد الإمام الجواد يأتي دور علي وابنه الحسن العسكري الإمام العاشر والحادي عشر للشيعة، وقد سكنا عاصمة الخلافة العباسية، وعاصرا عهد المتوكل وابنه المعتصم، وكان بيت الإمامين موئلاً للزوار، وكانا يقومان بشؤون المسلمين الدينية ونشر مذهب أهل البيت([311]). ومن يتابع حياة هذين الإمامين يعلم أنهما كانا من أبعد الناس عن التقية أيضاً، ومع أن عيون الخلفاء كانت تراقبهما وتراقب حركاتهما ودعواتهما إلى مذهب أهل البيت([312]) التي كانت في الحقيقة معارضة للخلافة العباسية إلا أن الإمامين لم يباليا بذلك وسلكا طريق الحق في أداء رسالتهما.
ولقد أوردنا هذه الخلاصة من حياة أئمة الشيعة لنثبت أن فكرة التقية التي ظهرت بالمفهوم الشيعي الخاص إنما ظهرت في أواسط القرن الرابع الهجري وهو بعد الإعلان عن غيبة الإمام الثاني عشر، وأنها ظهرت في مستهل ظهور عصر الصراع بين الشيعة والتشيع، وعندما أرادت الزعامات الشيعية المذهبية والسياسية والفكرية أن تتخذ العمل السري وسيلة للقضاء على الخلافة العباسية الحاكمة والإعلان بعدم شرعيتها) اهـ. من كلام د. موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح بتصرف يسير. وقد نقلناه ليكون حجة على هؤلاء الشيعة من أنفسهم.
 أثر التقية في الشيعة:
يقول د. موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح، الصراع بين الشيعة والتشيع)([313]): (إن فكرة التقية التي ظهرت بالمفهوم الشيعي الخاص إنما ظهرت في أواسط القرن الرابع الهجري، وهو بعد الإعلان عن غيبة الإمام الثاني عشر، وإنها ظهرت في مستهل ظهور عصر الصراع بين الشيعة والتشيع، وعندما أرادت الزعامات الشيعية المذهبية والسياسية والفكرية أن تتخذ العمل السري وسيلة للقضاء على الخلافة العباسية الحاكمة والإعلان بعدم شرعيتها، وكان من الطبيعي أن يضاف إلى فكرة التشيع لـعلي وأهل بيته عنصراً جديداً يدعم الفكرة دعماً كبيراً فأضيفت فكرة النص الإلهي كما قلنا إلى الخلافة وأصبحت منذ ذلك الحين تشغل حيزاً كبيراً من صميم العقيدة، ويمكن القول: إن العمل السري المذهبي بدأ من عصر ظهرت التقية فيه بمظهر الواجب الشرعي الذي يجب أن يتبعه كل من له فكرة دينية ويخشى أن يجهر بها أمام السلطة الحاكمة أو الأكثرية الإسلامية، ولذلك كان للتقية دور كبير في إسناد الزعامات المذهبية الشيعية التي ظهرت بعد الغيبة الكبرى، فبالتقية استمرت تلك الزعامات في نشاطها وفي مأمن من السلطة الحاكمة، كما أن الأموال كانت تصل إليها تحت غطاء التقية أيضاً، وهكذا أخذت التقية تسري في الفكر الشيعي والعمل الشيعي طيلة قرون عديدة وأخذت طابعاً حزيناً في تكوين الشخصية الشيعية.
وإنني لا أشك أن التقية كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى التخلف الفكري والاجتماعي والسياسي للمجتمعات الشيعية أينما وجدت، فقد سرت في دمائهم ومنعتهم من الظهور بالمظهر الذي كانوا عليه خوفاً أو خجلاً، وحتى في إيران القطر الشيعي وعندما كانت السلطة الحاكمة شيعية خالصة كان الشعب الإيراني يسلك طريق التقية كواجب ديني لمواجهة بطش السلطان واستبداده، فيضمر لهم بالقلب ما يناقضه في العلن، وهكذا تميز الشعب الإيراني الشيعي كسائر نظرائه من الشيعة بازدواجية الشخصية.
وإنني لا أشك أبداً أن التقية لعبت دوراً كبيراً في إبقاء الشيعة بعيدة عن الفرق الإسلامية الأخرى، كما أنها سببت في رميها بأمور عجيبة وغريبة ما أنزل الله بها من سلطان وهي بريئة منها، ولكن الدفاع عن تلك الاتهامات والأوهام لاقى صعوبة بالغة بسبب اشتهار الشيعة بالتقية ورميهم بإخفاء الحقيقة في كل شيء، ومما يحزن له قلبي ويعصره عصراً هو أن التقية في الفكر الشيعي تجاوزت عامة الناس واستقرت في أعماق قلوب القادة من زعماء المذهب، الأمر الذي كان السبب في دعوتنا لتخليص الشيعة من تلك الزعامات، فعندما يرتضي القائد الديني لنفسه أن يسلك طريق الخداع مع الناس في القول والعمل باسم التقية فكيف ينتظر الصلاح من عامة الناس؟
وفي الوقت الذي أكتب فيه هذه السطور وفي عهد وطأت أقدام الإنسان على سطح القمر وأصبحت الحرية الفكرية والكلامية مقدسة تدافع عن مكنونات الإنسان وعقائده خيراً كانت أو شراً، يعيش المجتمع الشيعي بقيادة زعاماته مغلقاً على نفسه بالتقية فيظهر شيئاً ويبطن شيئاً آخر، فلا أعتقد أنه يوجد زعيم شيعي واحد في شرق الأرض وغربها يستطيع أن يعلن رأيه حتى في كثير من البدع التي ألصقت بالمذهب الشيعي خوفاً ورهبة من الجماهير الشيعية التي دربتها الزعامات تلك على العمل بتلك البدع فأصبحت جزءاً من كيانها، فمثلاً وليس على سبيل الحصر الشهادة الثالثة (أشهد أن علياً ولي الله) التي يتفق عليها علماء المذهب الشيعي بأنها بدعة، لم تكن معروفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وحتى في عهد الإمام علي وأئمة الشيعة وكلهم يجمعون على أن من قالها في آذان الصلوات بقصد (الورود) أي أنه وارد في الشريعة عمل عملاً محرفاً وأتى بدعة، مع كل هذا لا يجرأ أحد منهم أن يشير إلى هذا الأمر قولاً أو كتابة، كما أنه لا يوجد زعيم شيعي واحد يستطيع أن يصارح جمهور المسلمين بحقيقة الخلاف السائد بين الشيعة والسنة والعمل على رفعه.
وكما قلنا فإن من أهم عناصر الخلاف الموجودة بين الشيعة والسنة هو تجريح الشيعة للخلفاء الراشدين وصحابة الرسول (ص) وبعض أزواجه، وإذا لم يرفع هذا العائق من قائمة الخلاف فسيبقى الخلاف مستحكماً بين الفريقين إلى أبد الآبدين، فلا المؤتمرات الإسلامية تجدي ولا الكلمات الإصلاحية الرنانة تنفع، ولا خطب المصلحين توقف ثورة الحقد والغضب الكامنة في هذا التجريح المستشري في العقول والقلوب وبطون الكتب وهمس الهامسين.
 وهنا أيضاً يسلك زعماء المذهب طريق التقية أيضاً في معالجتهم لهذا الأمر فينسبون التجريح والسب والشتم إلى جهال الشيعة، في حين أن كتب الرواة والمحدثين والعلماء والفقهاء من الشيعة الإمامية هي التي ذكرت تلك الأقوال ومنها تسربت إلى قلب عامة الشيعة ولسانها، فيا ترى هل تقع الملامة على الخاصة أم على العامة؟
ولا أعتقد أن زعيماً دينياً واحداً من زعماء المذهب الشيعي قديماً وحديثاً قد قام بغربلة الكتب الشيعية من الروايات التي تنسب زوراً إلى الأئمة في تجريح الخلفاء وغيرها من الروايات([314]) التي يحكم العقل السليم ببطلانها وعدم صدورها من الإمام، مع أن علماء المذهب كلهم مجمعون أيضاً أن الكتب التي يعتمدون عليها في الشؤون المتعلقة بالمذهب فيها روايات باطلة غير صحيحة([315]) وهم يزعمون بأن هذه الكتب تجمع بين طياتها الصدف والخزف والصحيح والسقيم، ومع ذلك لم يسلك هؤلاء الزعماء طريق إصلاح مثل هذه الروايات، فإذا كانت زعاماتنا الشيعية([316]) تتصف بالشجاعة وتؤمن بالمسئولية الملقاة على عاتقها في رفع الخلاف لتحملت المسئولية بكاملها، ولعملت على إزالة مثل هذه الروايات من بطون الكتب وعقول الشيعة، ولفتحت صفحة جديدة في تاريخ الإسلام ولعم الخير على جميع المسلمين.
أما الفرار من المسئولية وإلصاقها بالعوام من الناس تهرباً من الحقيقة والواقع تحت غطاء شرعية التقية فهذا أمر يوحي بالأسف الشديد.
 وعندما أكتب هذه السطور هناك آلاف مؤلفة من الشيعة الإمامية يعملون بالتقية في أعمالهم الشرعية، فهم يحملون معهم التربة الحسينية التي يسجدون عليها في مساجدهم، ولكنهم يخفونها في مساجد الفرق الإسلامية الأخرى، وكثير منهم يقيمون الصلوات في مساجد السنة مقتدياً بإمام المسجد وإذا عادوا إلى بيوتهم أعادوا الصلاة عملاً بالتقية، معتمدين على روايات نسبت إلى أئمة الشيعة في التقية، وأفتوا علماء الشيعة مستندين عليها في وجوب التقية، ولكل هذا نحن نحث الشيعة إلى اتباع التصحيح الآتي:
أ- ينبغي على الشيعة في كل الأرض أن تقف من التقية موقف الإنسان الكريم الذي يحترم عقيدته وذاته، ويجب أن يكون متصفاً بالإباء والشيم التي هي من الأخلاق الفاضلة، وأن يفكر ملياً في الآثار النفسية التي تحدث له هذه الازدواجية في الشخصية والاضطراب بين القول والفعل، والتي تتنافى مع الصدق وتتناقض مع صفات المسلم المخلص، فأي كلام أو عمل يصدر من الإنسان وفيه رياء أو خداع لابد وأن فيه مغايرة مع المنطق أو عمل الجماعة والأكثرية، ولذلك يجب على المسلم الحقيقي أن يقلع عن كلام أو عمل لا يستسيغه المجتمع الإسلامي سراً كان أو جهراً وأن يترفع من الظهور بمظهر الإنسان المرائي المخادع.
ب- إن على القواعد الشيعية ولاسيما المثقفين منهم أن يحاسبوا زعاماتهم المذهبية حساباً عسيراً في سوقهم إياهم على هذا الدرب الشائك لأغراض في نفوسهم، إن على الشيعة أن تجعل نصب أعينها تلك القاعدة الأخلاقية التي فرضها الإسلام على المسلمين وهي أن المسلم لا يخادع ولا يداهن ولا يعمل إلا الحق ولا يقول إلا الحق ولو كان عليه، وأن العمل الحسن حسن في كل مكان، والعمل القبيح قبيح في كل مكان، وليعلموا أيضاً أن ما نسبوه إلى الإمام الصادق من أنه قال: (التقية ديني ودين آبائي) إن هو إلا كذب وزور وبهتان على ذلك الإمام العظيم) اهـ.
 
 /19-1 التقية في القرآن والسنة النبوية:
((لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)) [آل عمران:28].
قال البغوي رحمه الله: (نهى الله المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم إلا أن يكون الكفار غالبين ظاهرين، أو يكون المؤمن في قوم كفار يخافهم فيداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعاً عن نفسه من غير أن يستحل دماً حراماً أو مالاً حراماً، أو يظهر الكفار على عورة المسلمين، والتقية لا تكون إلا مع خوف القتل وسلامة النية، قال تعالى: ((إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ)) [النحل:106] ثم هذه رخصة فلو صبر عليها حتى قتل فله أجر عظيم) اهـ([317]).
ومضمون الآية: أن التقية حال خشية شر الأعداء وفتنتهم ليست من الموالاة المنهي عنها، مع سلامة النية.
ولأن باب التقاة باب يمكن أن ينفذ منه الشيطان بسهولة، يزين للضعفاء ومرضى القلوب أن يركنوا إلى أعداء الله، قال تعالى بعدها مباشرة: ((وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)) [آل عمران:28] يحذركم في الدنيا أن تتخذوا هذه الباب تكأة وتستسهلوا هذه الكبيرة -وهي موالاة أعداء الله- وينذركم أن إليه المصير، فيجازيكم على ما فعلتم في الدنيا، فلا تحسبوا أن ترتكبوا هذه الكبيرة في الأرض -مخادعين أنفسكم أو مخادعين الناس- ثم تنجوا من عذاب الله في الآخرة) اهـ([318]).
قال القرافي: ((إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)): تقديره: لا تفعلوا ذلك في حالة من الحالات إلا في حالة الاتقاء([319]).
قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية: ((إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)) أي إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر وتعينوهم على مسلم بفعل)([320]). والإكراه يجيز اتقاء شر العدو بالقول وبالفعل، فالإكراه فيهما سواء إذا أسر الإيمان والبغضاء في قلبه، روي عن عمر ومكحول وطائفة من أهل العراق القول بذلك، وعن مالك أن من أكره على شرب الخمر وترك الصلاة أو الإفطار في رمضان أن الإثم عنه مرفوع)([321]).
واختلف في حد الإكراه: قال ابن تيمية رحمه الله: (تأملت المذاهب فوجدت الإكراه يختلف باختلاف المكره عليه، فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر كالإكراه المعتبر في الهبة ونحوها، فإن أحمد قد نص في غير موضع أن الإكراه على الكفر لا يكون إلا بالتعذيب من ضرب وقيد، ولا يكون الكلام إكراهاً) اهـ([322]).
 قال القرطبي رحمه الله: (أجمع العلماء على أن من أكره على قتل غيره أنه لا يجوز له الإقدام على قتله ولا انتهاك حرمته بجلد أو غيره، ويصبر على البلاء الذي نزل به، ولا يحل له أن يفدي نفسه بغيره، ويسأل الله العافية في الدنيا والآخرة) اهـ([323]).
قال القرطبي: (واختلف في حد الإكراه، فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (ليس الرجل يأمن على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته) وقال ابن مسعود: (ما كلام يدرأ عن سوطين إلا كنت متكلماً به).
وقال الحسن: (التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة، إلا أن الله تبارك وتعالى لم يجعل في القتل تقية) وقال النخعي: (القيد إكراه والسجن إكراه) وهذا قول مالك إلا أنه قال: (والوعيد المحقق إكراه، وإن لم يقع إذا تحقق ظلم ذلك المعتدي وإنفاذه لما يتوعد به) وليس عند مالك وأصحابه في الضرب والسجن توقيت، إنما هو ما كان يؤلم من الضرب، وما كان من مسجن يدخل من الضيق على المكره، وإكراه السلطان وغيره عند مالك إكراه) اهـ([324]).
وقال أيضاً: (قال ابن سحنون: وفي إجماعهم على أن الألم والوجع الشديد إكراه ما يدل على أن الإكراه يكون من غير تلف نفس، وذهب مالك إلى أن من أكره على يمين بوعيد أو سجن أو ضرب أنه يحلف ولا حنث عليه، وهو قول الشافعي وأحمد وأبي ثور وأكثر العلماء) اهـ([325]).
 شروط الإكراه المعتبر شرعاً:
1- أن يكون فاعله قادراً على إيقاع ما يهدد به والمأمور عاجزاً عن الدفع ولو بالفرار.
2- أن يغلب على ظنه أنه إذا امتنع أوقع به ذلك.
 3- أن يكون ما هدد به فورياً، فلو قال: إن لم تفعل كذا ضربتك غداً لا يعد مكرماً، ويستثنى ما إذا ذكر زمناً قريباً جداً، أو جرت العادة بأنه لا يخلف.
4- أن لا يظهر من المأمور ما يدل على اختياره.
(راجع باب الإكراه في فتح الباري لـابن حجر جـ12/ 311).
(هذا ومن المعلوم أن علماء الشيعة ومفكريهم ودعاتهم ولنقل إجمالاً ودهاتهم الذين يأتون بقصد التبشير والدعوة إلى التشيع وشراء ضمائر من يكتب لصالحهم لا يجاهرون بمثل هذه المعتقدات بل رأيناهم يتظاهرون بإنكار هذه المعتقدات، ويدعون أنهم لا يعتقدون بكل ما في كتبهم، وهذا غش وكذب ينكشف بالآتي:
أولاً- إنهم لا يردون على مثل هذه الخرافات التي تصل إلى درجة الكفر بل وكما رأينا هناك من يقدم لهذه الكتب ويثني عليها.
ثانياً- أنهم عندما يترجمون لمؤلفي هذه الكتب لا ينكرون على مؤلفيها تسليمهم بهذه الأباطيل بل يترجمون لهم ويثنون عليهم ويعدون هذه المؤلفات أدلة تثبت لهم فضل أولئك المؤلفين الغلاة ليتبين لك بعد هذا أن الإنكار الذي يواجهون به أهل السنة إنما هو من التقية التي هي تسعة أعشار دين التشيع الإثني عشري.
إن الشيعة يقومون بالإنكار والاحتجاج والتهديد والرفض عندما يمسون في كتاب أو محاضرة ولو بصورة عارضة، فما بالهم يسكتون وتنكتم أنفاسهم ولا يظهرون مثل هذا أمام هذا الغلو والانحراف؟ لماذا يكتفون بالرفض أمام أهل السنة دون أن يترجموا رفضهم على الواقع؟ لماذا ينكرون ما ينسب إليهم إنكاراً عاماً مبهماً؟ لماذا لا يتتبعون أسانيد هذه الروايات ويبينون ضعفها وعدم حجيتها؟)([326]).
 

وجوب تقليد العوام لمجتهدي الشيعة الأحياء وإعطاء الزكاة وخمس المكاسب لهم:
 
 وجوب التقليد للمجتهدين:
يرى الشيعة الإمامية وجوب وجود علماء للمذهب مجتهدين لذا يأخذون بفتح باب الاجتهاد للفقهاء (وعدم الأخذ بآراء الأموات من الفقهاء)([327])مع إيجاب التقليد على عوام الشيعة، وتقليد العوام (هو الأخذ برأي المجتهد والعمل عليه في المسائل الشرعية، والأكثرية الساحقة من الشيعة تعود إلى المجتهدين في المسائل الشرعية وقلما يوجد بيت لا توجد فيه رسالة من الرسائل الفقهية التي ألفها المجتهدون لعوام الناس وتسمى بالرسالة العملية مع إضافة أسماء إليها مثل ذخيرة الصالحين صراط النجاة أو ذخيرة العباد وأمثالها، وأن المتتبع لهذه الرسائل العملية يجد أن هؤلاء الفقهاء منذ قرون عدة وحتى هذا اليوم دونوا في أول صفحة من رسائلهم المشار إليها هذه العبارة:
(يجب على كل مكلف عاقل أن يكون مجتهداً أو مقلداً أو محتاطاً أي عارفاً بموارد الاحتياط وعمل العامي في الفروع من غير تقليد باطل عاطل)([328]).
(يستند علماء الشيعة الإمامية على فتح باب الاجتهاد بمرسومين صدرا عن الإمام المهدي مما قبيل غيبته، والمرسومان وإن كانا يختلفان في المضمون إلا أنهما يتفقان في المفهوم وهما:
 1- المرسوم الأول: (وأما من الفقهاء من كان صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه).
2- المرسوم الثاني: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة أحاديثنا).
على هذين المرسومين (حيث أولهما يختص بالمجتهدين والثاني يختص بعوام الشيعة)([329])، (يستند المجتهدون في وجوب التقليد على عوام الشيعة)([330]).
(وبعد الغيبة الكبرى تصدى لشؤون الشيعة الدينية علماء المذهب واحد تلو الآخر، ولم تنقطع القيادة المذهبية بين المجتهدين والعامة، وإن شئت قل بين القاعدة والقمة حتى كتابة هذه السطور وذلك بسبب فتح باب الاجتهاد ووجوب تقليد العوام لرأي المجتهدين.
أما الفرق الإسلامية الأخرى فسدت هذا الباب لصعوبات بالغة تعترض العمل الاستنباطي، اللهم إلا السلفية حيث إنهم لم يسدوا باب الاجتهاد على أنفسهم، وفقهاء السلفية يجتهدون في الفروع الفقهية التي لا نص فيها وتخضع لأدلة الاستنباط من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، أما علماء الشيعة فاستبدلوا القياس بالدليل العقلي، واتخذوه الأصل الرابع من أصول الاستنباط، ومن أغرب الأمور أن فقهاء الشيعة ينسبون أنفسهم إلى المذهب العقلي في استنباط الأحكام الشرعية ولكنهم في الحقيقة أبعد الناس عن استعمال العقل في طريق الاستنباط)([331]). فهم (يسلمون بلا جدل ولا نقاش بروايات نسبت إلى أئمة الشيعة وجاءت في الكتب التي يعتبرونها صحيحة وموثوقة وهي تتناقض مع العقل)([332])ومع الشرع.
 (تركزت مدارس العلم الشيعية في مسجدين: واحد خارج البلاد وهو مسجد علي بـالنجف، والآخر داخل البلاد مسجد فاطمة المعصومة بمدينة قم الدينية، وتوجد ست مراتب محددة للذين ينخرطون في سلك الدراسة في هذه المساجد:
المرتبة الأولى: هي مرحلة طالب العلم وعند تخرجه يصبح مجتهداً، هذه هي المرتبة الثانية.
والمرتبة الثالثة: هي مبلغ الرسالة.
والرابعة: حجة الإسلام.
والخامسة: آية الله.
والسادسة والأخيرة: هي آية الله العظمى الذي يصبح بها مرجعية أي شخص يرجع إليه في كل شيء.
وحسب التقاليد المتبعة لا يمكن أن يكون هناك أكثر من خمسة في مرتبة آية الله العظمى في نفس الوقت، ولا يمكن القبض عليهم طبقاً لدستور عام 1906م، ولذلك حينما كان الخميني مجرد آية الله كان من الممكن للشاه أن يأمر بالقبض عليه، لكنه حينما أصبح آية الله العظمى أصبح من المستحيل القبض عليه، وبدلاً عن ذلك أرسله إلى المنفى.
والنواة الأساسية في مدارس الشيعة هي (الحوزة) أو حلقة المريدين الذين يتحلقون حول المعلم يتلقون شروحه، وإذا وصل أحد الدارسين إلى مرتبة حجة الإسلام، يمكنه أن يؤسس الحوزة الخاصة به، وكلما زاد عدد المريدين الملتفين حوله كلما اقترب من الوصول إلى المرتبة التالية -مرتبة آية الله- ولكن المرشح لا يمكن أن يصل إلى المرتبة الأخيرة، كآية الله العظمى إلا إذا قبله هؤلاء الذين هم في هذه المرتبة بالفعل، وكان في مقدوره أن يقدم بحثاً دينياً له قيمة عالية)([333]).
 ويمكن أن يقال: إن تسمية (الحوزة العلمية): (تسمية عربية صحيحة إذ أن الحوزة في اللغة العربية هي المكان أو الناحية التي إذا ما خصصت للدرس والتحصيل جاز أن تسمى حوزة علمية، وتبعاً للأصل اللغوي فإن الحوزة يمكن أن تخصص لمختلف أوجه النشاط الإنساني، إلا أن الكلمة ارتبطت في لغة الخطاب الشيعي بتلقي العلم، حتى بات مفهوماً تلقائياً أن الحوزة لابد أن تكون علمية، بل إن كلمة الحوزة ذاتها باتت محملة في التداول بذلك المعنى دون غيره، حتى شاع استخدامها وحدها، دون تخصيص، وصارت الكلمة تغني عن الاثنين وتؤدي وظيفتهما معاً)([334]).
(ولا تزال المساجد هي مقار الدراسة، فهناك يلقي الشيوخ على تلاميذهم مختلف الدروس)([335])، ولكن الحوزة مدارس تعد كمقر للإقامة والمذاكرة يتولى الإشراف عليها مجلس أساتذة الحوزة.
وكانت الدراسة في الحوزة العلمية مقصورة على الشباب دون الفتيات، وفي السنوات الأخيرة دخلت الفتيات الميدان وصارت لهن مدارس، وبنيت أيضاً بعد الثورة مدارس حديثة زودت بمطاعم للطلاب ووسائل للتدفئة وفرشت الحجرات فيها بأبسطة صناعية –موكيت-، وطلاب المدارس يتم انتقاؤهم من بين المتقدمين([336]).
(للتعليم في الحوزة مراحل ثلاثة: سطح المقدمات وسطح المتوسط وسطح الخارجي يمكن أن نعرفها باختصار على النحو التالي:
* سطح المقدمات مدته خمس سنوات: وهو بمثابة دروس تمهيدية في اللغة والبيان والفقه والأصول وعلم الكلام والفلسفة، والكتب المقررة فيها باللغة العربية كـألفية ابن مالك ودروس في نهج البلاغة واللمعة الدمشقية، ويعفى الطالب في هذه المرحلة من الخدمة العسكرية وهذه المرحلة تجيز الطالب للتي بعدها.
* سطح المتوسط: ومدته ثلاث أو أربع سنوات للتخصص على يد أحد المراجع وتحت رعايته بعد إجازته من سطح المقدمات، وللطالب في هذه المرحلة راتب من خزانة المرجع مباشرة، وقد يتخصص الطالب في مادة إلى جانب مواد أخرى يدرسها مثل كتاب الرسائل في أصول الفقه وكتاب المكاسب المحرمة للشيخ مرتضى الأنصاري.
* سطح الخارج: وهي مرحلة تؤهل الطالب لمرحلة الاجتهاد، أشبه بمرحلة الدراسات العليا في الجامعات العادية، وليست لها فترة محددة لإنجازها بل ربما تستغرق عمر الطالب حتى نهايته.
وفي هذه المرحلة: يبدأ الطالب في إعداد البحوث الفقهية وتلقي العلم عند المراجع أنفسهم.
أما متى يصبح الدارس مجتهداً فتلك مسألة مرهونة بمدى استيعابه وقدرته على البحث والتحصيل وأستاذه المرجع هو الذي يقيمه، ويعطي له الإجازة لتلك المهمة، وفي سبيل ذلك وفي مرحلة معينة يعطي رخصة من أستاذه ليتولى التدريس، كما يجب أن يعد بحثاً ذا قيمة ليدلل على تمكنه ويسمى (الرسالة العلمية).
(والدارس في كل مرحلة يعطي لقباً علمياً، يرفع كلما تدرج في السلم التعليمي حتى يبلغ ذروته: فإذا كان لا يزال في مرحلة سطح المقدمات فهو إما طالب أو مبتدئ، وإذا انتقل إلى سطح المتوسط فإنه يمنح لقب (ثقة الإسلام) وإذا التحق بسطح الخارج ثم أنهى دراسته يصبح (حجة الإسلام) وإذا أجيز للاجتهاد فإنه يحمل لقب (آية الله)، وإذا بدأ يمارس عملية الاجتهاد في حلقات الدرس ويؤسس قاعدة شعبية له في الحوزة، أي قبل أن يقبل عليه المقلدون، فإنه يصبح آية الله العظمى، أما إذا اتسعت دائرة مقلديه، وثبت قواعده، بسلوكه وعلمه، بين جماهير الشيعة، فإنه يصبح مرجعاً للتقليد، وإن ظل محتفظاً بلقب آية الله العظمى)([337]).
 أما إذا كان الدارس ممن ينتسبون إلى سلالة آل البيت فإنه يظل يحمل دائماً لقب (السيد) إلى جانب لقبه العلمي، والسادة يضعون فوق رؤوسهم عمائم سوداء، أما غيرهم من الشيوخ فيضعون عمائم ذات لون أبيض([338]).
 ومن مراجع الشيعة المعاصرين:
1- السيد أبو القاسم الخوئي في النجف الأشرف بـالعراق.
2- السيد محمد رضا كلبايكاني، والسيد مرعشي نجفي.
3- آية الله منتظري السيد كاظم شريعتمداري توفي سنة 1986م
وهؤلاء جميعاً استقروا في قم، أما الخميني فقد استقر قبل وفاته في طهران وآية الله قمي ومقره في مشهد بـإيران([339]).
وتقليد العوام لمرجع من مراجع الشيعة الأحياء واجب (ومما يذكره الإمام الخميني في هذا الصدد أنه يجب على كل مكلف غير بالغ مرتبة الاجتهاد في غير الضروريات من عباداته ومعاملاته ولو في المستحبات والمباحات، أن يكون إما مقلداً أو محتاطاً، بشرط أن يعرف موارد الاحتياط، ولا يعرف ذلك إلا القليل.. ومرجع التقليد يجب أن يكون عالماً مجتهداً ورعاً في دين الله، بل غير مكب على الدنيا ثم لا يجوز تقليد الميت ابتداء.([340]).
ولقد: أدى ذلك إلى التفاف عامة الشيعة حول المراجع، الذين كانوا موزعين تقليدياً بين النجف في العراق وقم في إيران([341]).
ولما كان من شروط التقليد أن يكون المرجع من الأحياء فقد كان يحدث بعد وفاة أي من المراجع أن يتحول مقلدوه إلى غيره من المراجع الذين هم على قيد الحياة([342]).
 ومقلدو كل مرجع بالملايين في إيران وفي غيرها من الدول الأسيوية والعربية والإفريقية([343])، وهؤلاء يلجؤون إلى المرجع -خاصة- فيما يستعصى عليهم من أمور فقهية في الزواج والطلاق والميراث والنفقة وما إلى ذلك([344]).
 الخمس:
يذهب فقهاء الشيعة إلى أنه يجب على الشيعي أن يخرج من كسبه الخمس، على أن يوجه منه للمجتهد الذي يقلده، وقد بنوا ذلك على فهم خاص بهم لقوله تعالى في الآية الكريمة: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الأنفال:41].
جاء في مجمع البيان في تفسير القرآن للفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر علماء الشيعة الإمامية في القرن السادس الهجري في تفسير هذه الآية الكريمة جـ4/ ص543:
(اختلف العلماء في كيفية قسمة الخمس ومن يستحقه على أقوال، أحدهما ما ذهب إليه أصحابنا وهو أن الخمس يقسم على ستة أسهم، سهم لله وسهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذان السهمان مع سهم ذوي القربى للإمام القائم مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، وسهم ليتامى آل محمد وسهم لمساكينهم وسهم لأبناء سبيلهم لا يشاركهم في ذلك غيرهم؛ لأن الله سبحانه حرم عليهم الصدقات لكونها أوساخ الناس وعوضهم من ذلك بالخمس، وقال أصحابنا: إن الخمس واجب في كل فائدة تحصل للإنسان من المكاسب وأرباح التجارة وفي الكنوز والمعادن والغوص وغير ذلك مما هو مذكور في الكتب، ويمكن أن يستدل على ذلك بهذه الآية)([345]).
 واتفق فقهاء الشيعة الإمامية على أن نصف الخمس وهو حق الله ورسوله والإمام الغائب يجب أن يعطى للمجتهد الذي يقلده الشيعي العامي والنصف الآخر يقسمه على الفقراء الهاشميين واليتامى وأبناء السبيل منهم([346]).
إن تفسير الغنيمة بأرباح التجارة وكافة المكاسب التي يحصل عليها المرء من الأمور التي لا نجدها إلا عند فقهاء الشيعة، فالآية صريحة وواضحة بأن الخمس شرعت في غنائم الحرب وليس في أرباح المكاسب، وأظهر دليل قاطع على أن الخمس لم يشرع في أرباح المكاسب هو سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء من بعده بما فيهم الإمام علي)([347])(حيث لم يذكر أرباب السير الذين كتبوا سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ودونوا كل صغيرة وكبيرة عن سيرته وأوامره ونواهيه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرسل جباته إلى أسواق المدينة ليستخرج من أموالهم خمس الأرباح، مع أن أرباب السير يذكرون حتى أسامي الجباة الذين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسلهم لاستخراج الزكاة من أموال المسلمين، وهكذا فإن الذين أرخوا حياة الخلفاء الراشدين بما فيهم الإمام علي لم يذكروا قط أن أحداً منهم كان يطالب الناس بخمس الأرباح أو أنهم أرسلوا جباة لأخذ الخمس.
وحياة الإمام علي معروفة في الكوفة فلم يحدث قط أن الإمام بعث الجباة إلى أسواق الكوفة ليأخذوا الخمس من الناس أو أنه طلب من عماله في أرجاء البلاد الإسلامية الواسعة التي كانت تحت إمرته أن يأخذوا الخمس من الناس ويرسلونها إلى بيت المال في الكوفة)([348]).
(إن هذه البدعة ظهرت في المجتمع الشيعي في أواخر القرن الخامس الهجري فمنذ الغيبة الكبرى إلى أواخر القرن الخامس لا نجد في الكتب الفقهية الشيعية باباً للخمس أو إشارة إلى شمول الخمس في الغنائم والأرباح معاً)([349]).
 (وبعد أن أسست هذه البدعة أضيفت إليها أحكام مشددة لكي تحمل الشيعة، على قبول إعطاء الخمس)([350])
(منها الدخول الأبدي في نار جهنم لمن لم يؤد حق الإمام، وعدم إقامة الصلاة في دار الشخص الذي لم يستخرج الخمس من ماله أو الجلوس على مائدته وهكذا دواليك)([351]).
(كما أن فقهاء الشيعة أفتوا بأن خمس الأرباح الذي هو من حق الإمام الغائب -كما مرت الإشارة إليه- يجب تسليمه إلى المجتهدين والفقهاء الذين يمثلون الإمام)([352])، (وهكذا سرت البدعة في المجتمع الشيعي تحصد أموال الشيعة في كل مكان وزمان)([353]).
(إن بعض علماء الشيعة يدافع عن أخذهم الخمس من أموال الشيعة بأنها أموال تصرف على المدارس الدينية والحوزات العلمية والشئون المذهبية الأخرى، ولكن المناقشة ليست في أن تلك الأموال تصرف كيف ولماذا؟ بل المناقشة)([354]).
(هي أن تلك الأموال تؤخذ زوراً وبطلاناً من الناس، وحتى إذا صرفت في سبيل الله فإنها غير شرعية لا يجوز التصرف فيها)([355]).
لقد استفادت الزعامات الشيعية (بسبب هذه الميزانيات الضخمة التي لا يحتاج الحصول عليها إلى الجباة وعمال الضرائب بل تأتيها طائعة مخلصة)([356])فـ (الزعامة المذهبية الشيعية ترى نفسها شريكة مع القواعد الشيعية في أرباح مكاسبها في أي زمان ومكان)([357]).
(وقد استخدم الخميني الأموال التي تلقاها في المنفى من مريديه أحسن استخدام، فبالإضافة إلى أنه كان ينفق بسخاء على المدارس والخدمات الاجتماعية، قام أيضاً باستخدام أحدث أدوات الدعاية، مثل آلات تصوير الوثائق والكاسيت وعن طريقها أمكنه توزيع عظاته وتعاليمه في طول إيران وعرضها)([358]).
يقول الخميني عن مصاريف الخمس في كتابه تحرير الوسيلة ص365: (يقسم الخمس ستة أسهم: سهم لله تعالى وسهم للنبي (ص) وسهم للإمام عليه السلام وهذه الثلاثة الآن لصاحب الأمر أرواحنا له الفداء وعجل الله تعالى فرجه)([359]). (أما بقية الخمس فيصرف للأسياد([360])، ومن يتصل نسبهم بـعبد المطلب من جهة الأب)([361]).
 
 سلطات المرجع من فقهاء الشيعة:
(والمرجع يشكل كياناً مادياً ومعنوياً مستقلاً، لا علاقة له بالدولة ولا بالمراجع الآخرين، لكل واحد مملكته العريضة التي تتجاوز أحجام بعض الدول، وله موارده الوفيرة التي يفترض أن ينفق منها على مقلديه وتلاميذه، وعلى مختلف النشاطات الأخرى مثل عمارة المساجد، وإقامة المدارس أو المستشفيات في بعض الأحيان، أو أية مصارف أخرى، وإزاء هذا الوضع فمن الطبيعي أن يكون للمرجع (وكلاء) -قناصل أو سفراء في الواقع- يعينهم من جانبه ليمثلوه في مختلف تجمعات المقلدين حيث يوجدون، ويظل هذا الوكيل المعتمد حلقة الاتصال بين هؤلاء المقلدين والمرجع، عنده تتجمع استفساراتهم ومشكلاتهم، وعبره يتلقون الردود والفتاوى، كما أن أموال الزكوات تتجمع عنده أيضاً، وتحول إلى المرجع في مقره.
وفي بعض الأحيان فإن الوكلاء يقومون بدور البنوك، في الاحتفاظ بودائع المقلدين، لمن أراد منهم أن يتجنب شبهة التعامل مع المصارف الربوية، وكان أكثر اطمئناناً إذا ما أودع ماله لدى مرجعه.
والأمر على هذا النحو، فمن الطبيعي أن يكون للمرجع (هيئة مكتب) تباشر شئون المقلدين على اتساع قاعدتهم، وتنظم مختلف الأمور المالية والإدارية بحجمها الكبير، ومصارفها العديدة، وقد لا نبالغ كثيراً إذا قلنا: إن هيئة المكتب هذه، تضم أشخاصاً هم أقرب إلى الوزراء، أحدهم مسئول عن الشئون العلمية والثاني عن الشئون الإدارية، والثالث عن الأمور المالية، والرابع عن قطاع الخدمات.. وهكذا، هذا الاستقلال الذي توفر للمراجع، بالأخص في الموارد المالية، حولهم إلى قوى لها وزنها، حتى في مواجهة الدولة التي يعيشون في ظلها، وكان هذا الاستقلال الاقتصادي عنصراً أساسياً في دعم استقلالهم السياسي والفكري، بالنسبة للدولة من ناحية وبالنسبة لكل منهما في مواجهة الآخر من ناحية ثانية)([362]).
 ومقلدو كل مرجع يعدون بالملايين من جماهير الشيعة داخل إيران وخارجها، لذا فلكل مرجع عدة مئات -أو آلاف- من الوكلاء يمثلونه في مناطق هؤلاء المقلدين داخل وخارج إيران، ويتلقى يومياً عشرات الرسائل ويرد عليها بالبريد موقعة باسمه ومختومة بختمه للمقلدين والوكلاء، ومكتب محاسبة المرجع يتلقى أموال المقلدين نقداً أو شيكات، ونلاحظ هنا أنه بينما تلاحق الدولة الناس وتذهب إليهم لتحصل الأموال، فإن الوضع معكوس بالنسبة للمرجع الناس هي التي تأتي إليه على مدار العام([363]).
لذا فإن للمراجع مشروعات وأنشطة كثيرة يشرفون عليها من مدارس تعليمية ومساجد ومستشفيات للعلاج المجاني، ومكتبات، ويقدمون الرعاية للمحتاجين والفقراء ويرسلون البعثات المجانية للحج لغير القادرين([364]).
 

الولاية المطلقة للفقيه الشيعي:
 
 ولاية الفقيه:
ولاية الفقيه هي: (البدعة الثانية([365]) التي أضيفت إلى سلطة الذين يدَّعون أنهم نواب الإمام المهدي في عصر الغيبة الكبرى)([366]).
(وقد دخلت هذه البدعة إلى الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى، وأخذت طابعاً عقائدياً عندما أخذ علماء الشيعة يسهبون في الإمامة، ويقولون بأنها منصب إلهي أنيط بالإمام كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما أن الإمام حي ولكنه غائب عن الأنظار، ولم يفقد سلطته الإلهية بسبب غيبته، فإن هذه السلطة تنتقل منه إلى نوابه لأن النائب يقوم مقام المنوب عنه في كل شيء)([367]).
(ويبدو أن فكرة ولاية الفقيه مع تبني بعض فقهاء الشيعة لها لم تجد الفرصة المواتية للخروج من حيز الفكر إلى حيز العمل إلا بعد أن استلم السلطة في إيران الشاه إسماعيل الصفوي)([368])، (وكان أجداده من أقطاب الحركة الصوفية التي شعارها حب علي وأهل بيته)([369]). فلقد كان الشاه (شيعياً بقرارة نفسه وبحكم نشأته ومقامه الصوفي)([370])، (وفي عام 907 هجرياً استطاع الشاه إسماعيل أن ينصب نفسه ملكاً على إيران بعد أن كانت الحروب العثمانية الإيرانية قد أنهكت إيران تماماً)([371])، (فأعلن الشاه المذهب الشيعي مذهباً رسمياً لـإيران وبدأت جحافل الصوفية تتحرك بين المدائن الإيرانية تنشد الأشعار والمدائح في حق علي وأهل بيته وتحث الناس على الدخول في المذهب الشيعي، وأعمل الشاه إسماعيل السيف في رقاب الذين لم يعلنوا تشيعهم)([372]).
(وفي حين أن الشاه كان يرى نفسه قطباً صوفياً وملكاً أسس للشيعة مجداً لم يؤسس أحد مثله من قبل إلا أنه رضخ لولاية الفقيه وطلب من علي بن عبد العال الكركي العاملي كبير علماء الشيعة بـجبل عامل بـلبنان أن يحكم له دعائم السياسة والملك، ويجيزه الجلوس على كرسي الملك والحكم باسم الولاية العامة التي هي من صلاحيات الفقيه، ولا زالت الكتب التاريخية تحتفظ بالنصوص الواردة في إجازة الكركي للشاه)([373]). ثم إن حفيده (الشاه عباس استقدم من جبل عامل العالم الشيعي الكبير الشيخ بهاء الدين إلى مقر عاصمته أصفهان ليكون المرجع الرسمي للبلاد ولقبه بشيخ الإسلام)([374]).
(ومنذ أن أدخل الشاه إسماعيل الصفوي الإيرانيين في المذهب الشيعي وحتى كتابة هذه السطور فإن للزعامة المذهبية الشيعية نفوذاً، واسعاً، وكبيراً في إيران ويحظى باحترام كبير من قبل الملوك والحكام)([375]).
ودليل ولاية الفقيه عند فقهاء الشيعة يرتكز على الآية الكريمة: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)) [النساء:59] ويقول علماء الشيعة: إن المقصود من أولي الأمر في الآية الكريمة إنما هو الخليفة أو الإمام الشرعي الذي هو الإمام علي ومن بعده أولاده حتى الإمام المهدي، وفي غيبة الإمام المهدي تكون الولاية للفقهاء المجتهدين الذين يحلون محل الإمام وهم النواب العامون.
وتمام الآية: ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)) [النساء:59] وعلى هذا فإن من يقرأ الآية الكريمة من غير أن يقطع أجزائها حسب رغبته، يعلم علم اليقين أن إطاعة أولي الأمر تختلف عن إطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأنها إطاعة محددة وفي نطاق صلاحيات أنيطت بالوالي حسب طبيعة عمله.
وفي الجمهورية الإيرانية في التاريخ المعاصر (استطاعت ولاية الفقيه أن تحتل الصدارة في الدستور الإيراني الجديد وتحتل أهم المواقع الأساسية منه كما استطاعت أن تسيطر على السلطة المطلقة في البلاد). كما أن (نظرية ولاية الفقيه تجاوزت إيران وتسربت إلى مناطق شيعية أخرى، وبدأت تعصف بـالشيعة هناك كما عصفت بها في إيران).
 ولاية الفقيه عند الخميني (النيابة عن الإمام المعصوم):
(الإمام الذي مضت بعض مواصفاته كما تراها مراجع الشيعة في زمننا، والذي تعتبر إمامته استمراراً للنبوة وقوله وأمره تماماً كالتنزيل من الله العزيز العليم وله حق الطاعة المطلقة، هذا الإمام الأسطوري والخيالي يرى الخميني أن الفقيه المجتهد ينوب عنه في كل شيء ما عدا البدء بالجهاد، وقد كتب في تأييد رأيه هذا كتابه المشهور الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه وهو بهذا الرأي يخلق من الأسطورة واقعاً يتمثل في الفقيه المجتهد، ويخرج لنا إمامهم الغائب ومهديهم المنتظر بطريقة مقنعة وهو إحياء لقضية الإمامة في صورة نيابة الفقيه التي يعتبرها توأم الإمامة، وتجديداً لبدعة التشيع بإحياء أصله وهو الإمامة، وهو في واقع الأمر ادعاء للمهدية بشكل ذكي وبطريقة محنكة فهو قد وضع نفسه موضع الإمام له ما للإمام الذي تخلع عليه كتب الشيعة ومدوناتها صفات أسطورية تذكرك بمعبودات اليونان الوثنية، وفي الصحافة والإذاعة الإيرانية يسمى بالإمام، وهذه التسمية في مدلول الشيعة لها معنى خاص ومنزلة فريدة وهل هناك فرق بين ادعاء المهدية أو ادعاء النيابة عن المهدي في كل شيء؟! هناك فرق واحد وهو أن كل مرجع من مراجعهم وكل آية من آياتهم له الحق في نيابة الإمام المهدي وتمثيله على جميع المستويات، يقول الخميني: (إن معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفر فيهم الخصائص التي تؤهلهم للنيابة عن الإمام المعصوم). اهـ. دور المجوس: ص 193-194.
(وقد وضع هؤلاء الآيات أنفسهم في حصانة ومكانة تذكرك بوضع الباباوات والقسس في النظام الكنسي فهم نواب الإمام والراد عليهم كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله تعالى، يقول الرافضي محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الإمامية: وعقيدتنا في المجتهد أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته له ما للإمام والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعالى وهو على حد الشرك بالله تعالى). دور المجوس: ص 194.
(و الخميني لا يرى من يقوم بهذه النيابة إلا الفقيه الشيعي؛ لأنه هو النائب عن الإمام الغائب، والسلطة الشرعية منحصرة في الإمام الغائب ونائبه، فلو قامت حكومة إسلامية بقيادة سنية فهي عند الإماميين سلطة غير شرعية، ومسعى أهل السنة لاستلام الحكم في أي بلد هو ظلم وجور؛ لأن الذين يستحقون الولاية والحكم هم فقهاء الشيعة فحسب) اهـ. دور المجوس ص197.
(وكل حكم غير حكم الأئمة ونوابهم من فقهاء الشيعة هو حكم غير شرعي، كما لم يعتبر الخلافة الراشدة من قبل حكومة شرعية لوجود الإمام، كذلك لا يعتبر أي حكومة إسلامية قامت أو تقوم حكومة شرعية لوجود نائب الإمام وهو الفقيه الشيعي صاحب السلطة الشرعية الحقيقي، ويورد الخميني لتأييد عقيدته في نيابة الفقيه قول إمامه: (إن القضاء محصور فيمن كان نبياً أو وصي نبي، والفقيه -أي الشيعي- فقط هو وصي النبي وفي عصر الغيبة يكون إمام المسلمين وقائدهم) اهـ. وجاء دور المجوس ص197.
 يقول الخميني في الحكومة الإسلامية ص70: (فالفقهاء العدول هم وحدهم المؤهلون لتنفيذ أحكام الإسلام وإقرار نظمه وإقامة حدود الله وحراسة ثغور المسلمين، وعلى كل فقد فوض إليهم الأنبياء جميع ما فوض إليهم، وائتمنوهم على ما أؤتمنوا هم عليه). ويقول أيضاً في ص75: (وعلى كل حال فنحن نفهم من الحديث أن الفقهاء هم أوصياء الرسول (ص) من بعد الأئمة، وفي حال غيابهم، وقد كلفوا بجميع ما كلف الأئمة (ع) القيام به).
فـالخميني يعتقد: (أن الفقهاء هم ممثلو الأئمة وما دام أنهم يعرفون عن الشريعة أكثر من أي شخص آخر، فهم وحدهم القادرون على أن ينوبوا عن الإمام في غيبته ويمكنهم أن يقوموا بتفسير الشريعة وتنفيذها)([376]).
يقول منظور نعماني في كتابه الثورة الإيرانية: (ومن حق الفقهاء -أي علماء الشيعة - بل من واجبهم ومن المفروض عليهم، أن يسعوا إلى أن يكونوا خلفاء لإمام آخر الزمان الإمام الغائب، وأن يتملكوا زمام الحكم ممثلين للإمام ومندوبين عنه، وإذا وجد من بينهم من يمتلك صلاحية الحكم نهض وتملك زمام حكم الأمة، ومن هنا تصبح طاعته واجبة ليس فقط كإمام بل كنبي ورسول، وكتب الإمام الخميني في كتابه هذا([377]) تحت عنوان: (ولاية الفقيه) ما يلي: وإذا نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل فإنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي (ص)، وواجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا، ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول (ص) وأمير المومنين (ع) (الحكومة الإسلامية ص49). وفي نفس الكتاب يكتب الخميني فيما بعد ما يلي: (إن الفقهاء هم أوصياء الرسول (ص) من بعد الأئمة، وفي حال غيابهم، وقد كلفوا بالقيام بجميع ما كلف الأئمة (ع) بالقيام به) ص75) اهـ. كلام الأستاذ منظور نعماني([378]).
وقال أيضاً: (وقد أعلن الخميني فيما كتبه عن نظرية (ولاية الفقيه) أساس ثورته، بوضوح تام أن الفقيه الشيعي-طبقاً لهذه النظرية- هو فقط الذي يمكنه إمامة الأمة وحكمها، فقهاء الشيعة هم فقط الذين يؤمنون بعقيدة الإمامة وولاية الفقيه في زمان الغيبة الكبرى لإمام آخر الزمان ووجوده في هذه الدنيا منذ 1100 سنة.
وبعد هذا هل هناك مجال للشك أو الظن في أن رفع شعار الثورة الإسلامية ما هو إلا خداع يمكن أن يصاب به فقط من لم يحاولوا التعرف على هوية هذه الثورة؟! هل هناك مجال للشك في أن رفع شعار (ثورة إسلامية خالصة لا شيعية ولا سنية) داخل قاعات الاجتماعات والمؤتمرات ما هو إلا وهم وسراب ينخدع به البسطاء)([379])اهـ.
 نشأة فكرة ولاية الفقيه:
(ثمة اختلاف في المصادر الشيعية حول نشوء أو ميلاد فكرة ولاية الفقيه فهناك رأي يتبناه بعض فقهاء الشيعة في لبنان، يرى أن الفكرة ولدت في جبل عامل وأن الأب الشرعي لها هو الشيخ محمد بن مكي الجزيني المتوفى في سنة 768هـ-1366م)([380]).
(فإنه ألف كتاب اللمعة الدمشقية -الذي يعد إلى الآن أحد مراجع الثقافة الشيعية- وفيه ذكرت لأول مرة عبارة نائب الإمام وهي عبارة أصبح لها ما لها في الثقافة الشيعية)([381]).
 (ولقيت النجاح السريع)([382]). (حتى أن علي بن المؤيد ملك خراسان الشيعي أرسل يستقدمه إلى طهران ليشرف على أسس دولته الشيعية العتيدة هناك التي ضاعت فيما بعد في الطوفان التيموري (هجوم التتار بقيادة تيمورلنك) ولكن ابن مكي آثر أن يبقى في وطنه، واكتفى بتسليم رسول الملك كتابه اللمعة الدمشقية مقترحاً أن يكون دستور الدولة الشيعية الجديدة)([383]). (وظلت فكرته في نيابة الإمام أو ولاية الفقيه مدفونة في كتابه الشهير وإن عاشت في المحافل الفقهية الشيعية باعتبارها مجرد فكرة علمية لا أكثر)([384]).
(وبعد حوالي قرن ونصف قرن قدر للشاه إسماعيل الصفوي أن يوحد أرض إيران، ويعلن سيادة المذهب الشيعي الجعفري فيها، مما جذب فقهاء الشيعة من جبل عامل والبقاع الذين حملوا معهم فكرة ولاية الفقيه، التي غرسها ابن مكي، والتي ظلت تتفاعل في أوساط فقهاء الشيعة بـإيران، حتى بلغت ما بلغته فيما بعد)([385]).
(غير أن المصادر الإيرانية لا تشير إلى دور الشيخ محمد بن مكي الجزيني، وتركز على أن الولاية المطلقة للفقيه تنسب إلى فقيه آخر اسمه الشيخ أحمد النراقي)([386]). توفي سنة 1245هـ حوالى 1820م ودفن في الصحن العلوي بـالنجف الأشرف في العراق([387]). (ولا خلاف على أن الشيخ النراقي له الفضل في صياغة الفكرة وتفصيلها وإن نسبت صياغة العنوان إلى الشيخ ابن مكي الجزيني)([388]). وقد (جعل الشيخ النراقي من ولاية الفقيه عنواناً لأحد فصول كتابه عوائد الأيام)([389]).
(ولئن مرت بهدوء دعوة الشيخ النراقي إلى الولاية المطلقة للفقيه، سواء لأن كتابه لم يلق اهتماماً عاماً بحكم قدمه أو بطبيعة العصر الذي صدر فيه، أو لأنه كان مجرد رأي واجتهاد فقهي، إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة فيما بعد)([390]). ثم إن هذه الدعوة إلى ولاية الفقيه (لقيت صداها لدى الإمام الخميني، الذي تبنى الفكرة وظل يروج لها وينادي بتحقيقها، وفي محاضراته على طلاب حوزة النجف فإنه استدل مرتين برأي الشيخ النراقي، مما يشير إلى أنه كان على دراية به إن لم يكن قد تأثر بأفكاره)([391]).
 الاختلاف حول ولاية الفقيه:
لعلماء الشيعة آراء مختلفة حول قبول مبدأ ولاية الفقيه:
1- الرأي الأول: يري الولاية المطلقة لأعظم مجتهدي الشيعي فيكون بمنزلة الإمام المعصوم الغائب، فهي ولاية عامة شاملة لكل أمور الدين والدنيا تعطيه كل صلاحيات الإمام، ويروج لهذا الرأي الإمام الخميني ومن وافقه وفي مقدمتهم آية الله منتظري، ولهذه الدعوى صداها الواسع الآن في إيران بين طلاب العلم وعوام الشيعة هناك([392]).
2- الرأي الثاني: يرفض الولاية المطلقة ويرى أن (الفقيه أضعف من المعصوم) وهذا التفاوت في المنزلة يستدعي التفاوت في الآثار، لذا فالولاية يجب أن تكون مقيدة، فطاعة الإمام واجبة وليست طاعة الفقيه واجبة كطاعة الإمام، ويميل لهذا الرأي أكثر أركان المرجعية من علماء الشيعة([393]).
 فالسيد الخوئي انتقد فكرة الولاية المطلقة وإقامة الدولة انطلاقاً منها، وله رسالة أساس الحكومة الإسلامية سجل فيها اعتراضاته([394]).
ونشر الفقيه الشيعي البارز الدكتور محمد جواد مغنية كتاباً بعنوان الخميني والدولة الإسلامية، انتقد فيه بوضوح مبدأ التوسع في ولاية الفقيه([395]).
3- الرأى الثالث: يرفض الولاية من حيث المبدأ المطلق منها والمقيد، وتتبناه جماعة تعرف باسم (انجمن حجيته)- أي جماعة الحجتية- (المهدي الغائب هو إمام الحجة أو حجة الزمان)- فهم دعاة الالتزام بالنصوص المنقولة عن الأئمة، والاكتفاء بذلك إلى أن يظهر الإمام الغائب، وفي الوقت ذاته فهم ضد الاشتغال بالسياسة ومعنيون بالدعوة والتربية العقيدية والمذهبية لا أكثر، وهي تعد امتداد المقولات ومنطق مدرسة الإخباريين التي ظهرت في تاريخ الفقه الشيعي خلال القرن السابع عشر، وذهبت إلى حد معارضة فكرة مرجعية الفقهاء أنفسهم([396]).
 
 /21- إمامهم الخميني:
ولد الخميني المسمى بـروح الله الموسوي في 20 جمادي (عام 1902م) يوم ذكرى ميلاد فاطمة بنت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام!! ولد في قرية خمين التي تبعد 80 ميلاً جنوب غربي مدينة قم، حيث كان أبوه مصطفى موسوي رجلاً من رجال الدين([397]).
انضم الخميني لحوزة آية الله عبد الكريم الحائري أحد رجال الدين المعروفين في مدينة آراك التي تبعد ثلاثين ميلاً شمال خمين، وفي عام 1922م قرر الحائري أن ينقل حوزته إلى مدينة قم، وذهب معه كل مريديه بمن فيهم الشاب الخميني، وكانت هذه أول مرة تقع منها عينا هذا الشاب على تلك المدينة التي ارتبط مصيره بها ارتباطاً وثيقاً، وكان مقدوراً له أن يصبح فيها واحداً من آيات الله العظمى([398]) عند الشيعة الإثني عشرية.
وقد أتم المرحلة الأولى من دراسته في وقت مناسب، وحصل على الدرجة التي تسمى (مرحلة السطوح العليا)، ثم عمل بعد ذلك بالتدريس حتى بلغ رتبة الاجتهاد.
للخميني إسهاماته الخاصة في علم الفقه وألف عدة كتب أهمها كتابه تحرير الوسيلة وهو كتابه الذي نال به لقب: آية الله، وصار بعده مرجعاً من مراجع الشيعة المشهورين([399]).
 تزوج الخميني من خديجة ابنة محمد الثقيفي وهو شيعي من الطائف بـالحجاز، وكان صديقاً له في حوزة الحائري، كان عمر الخميني وقتها 25سنة وكان عمر زوجته 14سنة.
ورزق منها ثلاثة أطفال ماتوا جميعاً وهم ابن علي وبنتان لطيفة وكريمة.
ثم رزق ولدين وثلاثة بنات:
1- مصطفى خميني: اغتيل على يد السافاك([400]). عام 1977م وله ولد ابن اسمه حسين.
2- أحمد خميني.
3- فريدة: تزوجت آية الله ارادي.
4- صادقة: تزوجت حجة الإسلام إشراقي.
5- فاطمة: تزوجت آية الله برجرودي.
وقد بلغ أحفاد الخميني (13) حفيداً: ثمانية أولاد وخمس بنات([401]).
وقد ألمحنا وذكرنا عند سرد عقائد الشيعة ومخالفتها العديدة من أقوال الخميني في مؤلفاته وكتاباته المشهورة بما يبين فساد عقيدته وضلاله، ونذكر هنا أيضاً بعضا من آرائه الفاسدة في أحكام الفقه والمعاملات فمن ذلك:
1- أن صلاة الجنازة تصح من الجنب: ففي تحرير الوسيلة جـ1/ ص38 ذكر (أنه يحرم على الجنب الصلاة بأقسامها ما عدا صلاة الجنازة).
2- أن من مبطلات الصوم (مس الرأس في الماء على الأحوط). (تحرير الوسيلة جـ1/ ص 280).
3- أن من مبطلات الصلاة: وضع إحدى اليدين على الأخرى في الصلاة: ففي تحرير الوسيلة جـ1/ ص (280) (مبطلات الصلاة وهي أمور: أحدها- الحدث، وثانيها- التكفير وهو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يصنعه غيرنا([402]) ولا بأس به حال التقية([403]). تحرير الوسيلة جـ1/ ص280). وتعمد قول آمين بعد إتمام الفاتحة إلا مع التقية فلا بأس به (تحرير الوسيلة جـ1/ ص190)([404]).
4- أن على المصلي رد السلام بصوت مسموع، فإذا كان صاحب السلام بعيداً يحتاج إسماعه إلى رفع الصوت فيجب رفعه (انظر تحرير الوسيلة جـ1/ ص 188). ولا بأس بالتبسم حال الصلاة ففي تحرير الوسيلة جـ1/ ص 189. (لا بأمس -أي في الصلاة- بالتبسم ولو عمداً).
5- أن الطهارة ليست مشروطة في كل موضع الصلاة ففي تحرير الوسيلة: (يشترط في صحة الصلاة طهارة موضع الجبهة في حال السجود دون المواضع الأخرى فلا بأس بنجاستها). (تحرير الوسيلة جـ1/ 119).
6- إباحة إتيان المرأة في دبرها: ففي تحرير الوسيلة جـ2/ ص241: (المشهور والأقوى جواز وطء الزوجة دبراً)!!
7- جواز الجمع بين المرأة وخالتها: ففي تحرير الوسيلة جـ2/ ص279: (لا يجوز نكاح بنت الأخ على العمة وبنت الأخت على الخالة إلا بإذنهما، ويجوز نكاح العمة والخالة على بنتي الأخ والأخت).
8- جواز التمتع بالزانية: ففي كتاب النكاح من تحرير الوسيلة يقول الخميني: (يجوز التمتع بالزانية على كراهة خصوصاً لو كانت من العواهر المشهورات بالزنا، وإن فعل فليمنعها من الفجور) جـ2/ ص292، وعنده يجوز أن يكون التمتع لفترة زمنية قليلة إذ يقول جـ2 ص290: (مثلاً ليلة أو يوماً، كما يمكن أن يحدد وقت أقل كساعة أو ساعتين). ففي تحرير الوسيلة جـ2/ ص 291- 292 (ويجوز أن يشترط عليها وعليه الإتيان ليلاً أو نهاراً، وأن يشترط المرة والمرات مع تعيين المدة بالزمان).
 9- وجه الخميني كتاباً إلى النصارى في جميع بلاد العالم جاء فيه: (.. والسلام على رجال الدين والقسيسين والرهبان الذين يحملون تعاليم عيسى بن مريم، ويدخلون الطمأنينة إلى أرواح العصاة والمعاندين.. وتحية إلى المسيحيين المحبين للحرية الذين يستقون العظة من تعاليم المسيح).
وأضاف قائلاً: (إني أناشدكم يا أبناء الأمم المسيحية باسم شعب إيران المغلوب على أمره أن تصلوا في أعيادكم المقدسة من أجل أمتنا التي ترزخ تحت نير الطغيان، وأن تدعوا الله العلي القدير أن يكتب لها الخلاص منه)([405]).
* أما أراؤه في مسائل الاعتقاد فنذكر لك بعضاً منها، وقد نقلنا بعضها قبل ذلك ونعيدها ليعرف المغتر به من هو الخميني:
يقول الخميني في بيان منزلة الأئمة مبنياً عقيدته فيهم: (فإن للأئمة مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون). (الحكومة الإسلامية ص52)([406]). ونحن أهل السنة نعتقد أن ذرات الكون جميعاً لا تخضع إلا للجبار جل علاه ((يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) [الجمعة:1].
يقول الخميني عن الأئمة: (والأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة) (الحكومة الإسلامية ص91)([407]).
مع أن القرآن ذكر سهو ونسيان عدد من الأنبياء، ومعلوم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه طرأ عليه في بعض أحواله النسيان والسهو في الصلاة.
 أما من ((لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ)) أبداً فهو الله عز وجل وحده: ((اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ)) [البقرة:255].
يقول الخميني: (وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل) (الحكومة الإسلامية ص52)([408]).
وقد نقل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الإجماع على أن من اعتقد مثل هذا الاعتقاد فهو كافر، يقول رحمه الله: (ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم أو مساو لهم فقد كفر، وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحد من العلماء)([409]).
ويقول الخميني: (وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله) (الحكومة الإسلامية ص52)([410]).
وذكر أن مثل هذه المنزلة موجودة لـفاطمة الزهراء عليها السلام([411]).
ويقول الخميني عن تعاليم الأئمة: (إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها) (الحكومة الإسلامية ص113)([412]).
 أي أن من أعرض عنها بمنزلة من أعرض عن تعاليم القرآن..!! وهي بذلك كالوحي الإلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!!
 

بدع العبادات والمعاملات:
وتتضمن:
* تقديس مشاهد ومزارات الأئمة.
* المسح على الرجلين في الوضوء.
* الزيادة في الآذان.
* إسقاط وجوب صلاة الجمعة.
* الجمع بين الصلاتين في الحضر.
* إباحة زواج المتعة (النكاح المؤقت).
* أعيادهم الخاصة واحتفالاته الدينية.
* تعطيل الجهاد في سبيل الله لغياب الإمام القائم.
 
 تقديس مشاهد ومزارات الأئمة:
 
شد الرحال إلى مشاهد وقبور الأئمة:
 (يشد الشيعة رحالهم إلى المشاهد والقبور التي يعظمونها في مشهد وكربلاء والنجف.. وعند هذه القبور ينحرون الذبائح ويطوفون حولها ويطلبون من أصحاب هذه القبور أموراً لا يقدر عليها إلا الله، صنف المفيد -أحد علمائهم- كتاباً سماه مناسك حج المشاهد([413])، (علماً بأن هذه القبور التي يتغنون بها ويشدون الرحال إليها لا أصل لها، فليس هناك من دليل على أن علياً رضي الله عنه قد دفن في القبر الذي يحجون إليه في النجف، كما أنه لم يثبت أن قبر الحسين رضي الله عنه الذي يحجون إليه في كربلاء هو قبر الحسين حقيقة.. بل المهم عندهم هو تعظيم هذه القبور والمشاهد والمقامات، فتراهم يبنون عليها قباباً من ذهب، وينفقون عليها الملايين، وكأنه لا هم لهم إلا صرف الناس عن التوحيد)([414]).
تفضيلهم كربلاء على مكة المكرمة:
في حق اليقين عن الإمام جعفر الصادق: (والحقيقة أن مختلف بقاع الأرض تتنافر فيما بينها بالكعبة، تفتخر بعلو مقامها على كربلاء، فأمر الله عن طريق الوحي الكعبة بأن تسكت وأن لا تفخر بعلو قدرها ومقامها على كربلاء)
([415]).
 وفي تفضيل كربلاء يقول شاعرهم:
هي الطفوف فطف سبعاً بمغناها                          فما لمكة مغنى مثل مغناها
أرض ولكنها السبع الشداد لها                            دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
والطفوف جمع طف وهي أرض كربلاء([416]).
تقديس مراقد الأئمة ومزارتهم:
تزور عشرات الآلاف من الشيعة مراقد الأئمة في إيران والعراق والمدينة المنورة كل يوم وفي آناء الليل وأطراف النهار([417]). (إن العادة جرت للشيعة ومنذ قرون أن تقرأ أمام قبور أئمتها عبارات مطولات اسمها (الزيارة) التي تجمع بين طياتها مدحاً للأئمة والثناء عليهم والتنديد بأعدائهم ثم قليل من الدعاء، وقلما يوجد بيت للشيعة لا يتوفر فيه كتاب مفاتيح الجنان([418]). وهو الكتاب الذي يحتوي على مئات من الزيارات للأئمة ولأولادهم وكلها على نمط مشابه وبفارق صغير في بعض الأحيان، ولنقرأ معاً بعضاً من المقاطع من (الجامعة الكبيرة) وهي من أهم الزيارات شأناً، وتقرأ عند قبر كل إمام من الأئمة وهي من المطولات، فقد روى الصدوق في كتابه الفقيه أن الإمام العاشر علي بن محمد الجواد علم أحد خواصه وهو موسى بن عبد الله النخعي بهذه الزيارة: (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي.. وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين، أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون.. الراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمعترض في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم وعزائمه فيكم.. من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله... أشهد الله وأشهدكم أنني موالٍ لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم، سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، بكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن).
وهكذا تستمر الزيارة بمثل هذه العبارات وتختم بعد ذلك بدعاء قصير.
إن الزيارة التي ذكرنا مقاطعاً صغيرة منها هي أكثر الزيارات اعتدالاً ومضموناً إلا أن هناك زيارات أخرى وكثيرة فيها عنف وشدة وفي بعضها تجريح للخلفاء الراشدين.
ويروى الشيعة روايات تنسب إلى أئمة الشيعة تحث الناس على زيارة الإمام الحسين وقد جاء في بعضها: (لكل خطوة يخطوها الزائر في سبيل زيارة الحسين له قصر في الجنة) وحتى أنهم جعلوا لـكربلاء مقاماً أعلى من الكعبة وقد قال أحد الشعراء الشيعة:
وفي حديث كربلاء والكعبـة                      لكربلاء بان علو الرتبة
كما أن روايات أخرى قالت: (إن من بكى على الحسين أو تباكى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
إن مثل هذه الروايات وانتسابها إلى الأئمة أعطت حيوية خارقة في السعي للوصول إلى كربلاء مع صعوبة الأسفار ومشاقها.
 وفي الصلاة عند قبور الأئمة ومشاهدهم يقول الخميني: (ولا بأس بالصلاة خلف قبور الأئمة وعن يمينها وشمالها وإن كان الأولى الصلاة عند الرأس على وجه لا يساوي الإمام عليه السلام)([419]).
وكذا (قال أيضاً: وكذا يستحب الصلاة في مشاهد الأئمة عليهم السلام خصوصاً مشهد أمير المؤمنين عليه السلام وأبي عبد الله الحسين عليه السلام).
يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي عن مشهد علي الرضا في إيران: (فإذا دخل غريب في مشهد سيدنا علي الرضا لم يشعر إلا وأنه داخل الحرم فهو غاص بالحجيج، مدوي بالبكاء والضجيج، عامر بالرجال والنساء، مزخرف بأفخر الزخارف والزينات، قد تدفقت إليه ثروة الأثرياء وتبرعات الفقراء، أما المساجد فهي تشكو قلة المصلين وزهد القاصدين)([420]).
تقديس مسجد الكوفة:
وعن تقديسهم مسجد الكوفة يقول الخميني: (وأفضلها -أي المساجد- المسجد الحرام ثم مسجد النبي (ص) ثم مسجد الكوفة والأقصى)([421]).
ويتحدث الخميني عن شروط الاعتكاف فيقول: (الخامس: أن يكون في أحد المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد النبي (ص)، ومسجد الكوفة ومسجد البصرة وفي غيرها محل إشكال)([422]).
 
تقديس النجف ومشهد كربلاء وقم:
 (هناك كما هو معروف ثلاث مدن مقدسة لكافة المسلمين، مكة التي يوجد فيها بيت الله الحرام وهي المكان الذي يحج إليه المسلمون، والمدينة المنورة التي هاجر إليها النبي قادماً من مكة وتوفى فيها ودفن، والقدس التي توجه إليها المسلمون في صلواتهم في الأيام الأولى للإسلام، وهي أيضاً المكان الذي شهد معجزة الإسراء بمحمد عليه الصلاة والسلام -إلى المسجد الأقصى، بجانب هذه المدن الثلاث يضيف الشيعة أربع مدن أخرى- النجف وهي المدينة التي دفن فيها الإمام علي، وكربلاء التي شهدت مذبحة الحسين ابن الإمام علي وأتباعه، ومشهد التي دفن فيها الإمام جعفر الرضا، وقم التي دفنت فيها فاطمة المعصومة أخت الإمام الرضا.
تقع مدينة قم على أحد طرق القوافل الرئيسية التي كانت تمتد عبر إيران، وفي عام 816م بينما كانت فاطمة في طريقها إلى زيارة أخيها ألمّ بها المرض عند مدينة سافا التي تقع على بعد 50 ميلاً شمال غرب مدينة قم فحملت إلى هناك حيث ماتت، وجاء في القصص الأسطورية التي تروى: أنه بينما كانت فاطمة ترقد وحيدة على فراش الموت تصلي في عزلتها لله طالبة منه أن يريحها من عذابها طافت حولها روح النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك روح ابنته فاطمة وزوجها علي وابنهما الشهيد الحسين وقد خلعت أرواحهم القداسة على المكان الذي ترقد فيه.
عندما اتخذ الملوك الصفويون المذهب الشيعي ديناً رسمياً للدولة الفارسية في بداية القرن السادس عشر الميلادي ازدادت أهمية مدينتي مشهد وقم المقدستين عند الشيعة اللتين تقعان داخل حدود الأمبراطورية، وقد أحاط الشاه عباس قبر فاطمة في مدينة قم بآيات من المعمار يعتبر من روائع الفن الفارسي، كما أصبحت المدينة مركزاً للدراسات الدينية وملتقى لكل علماء الدين الشيعي يفدون إليه، ومثوى للأتقياء يختارون أن يدفنوا فيها)([423]).
 (لقد أصبحت مدينة قم في الواقع عاصمة دينية لـإيران، وفي البداية كانت أصفهان هي العاصمة السياسية ثم تبعتها طهران بعد ذلك) ص102 مدافع آية الله.
السجود في الصلاة على التربة الحسينية (تربة كربلاء):
(قلما يوجد بيت للشيعة لا توجد فيه التربة التي تسجد عليها الشيعة في صلواتها، وهي من تراب كربلاء المدينة التي استشهد الحسين فيها)([424]).
ويرى الشيعة (أن السجود على التربة ليس سجوداً لها بل سجوداً عليها لأن السجدة في المذهب الشيعي لا يجوز أن تكون إلا على التراب ومشتقاته، ولا يجوز السجدة على الملبوس والمخيوط والمأكول)([425]).
ولكن الغلو في التربة الحسينية تعدى ذلك بكثير (فكثير من الذين يسجدون على التربة يقبلونها، ويتبركون بها وفي بعض الأحيان يأكلون قليلاً من تربة كربلاء للشفاء)([426])، (ثم إنهم صنعوا من التراب هيئات مختلفة)([427])، (مطولة ومربعة ودائرية)([428])، (يحملونها في جيوبهم وينقلونها معهم في أسفارهم ويعاملونها معاملة تقديس وتكريم)([429]).
(ملايين من الشيعة في شرق الأرض وغربها تلتزم بالسجود على تربة كربلاء ومساجدها مليئة بها، ويعملون بالتقية عندما يقيمون الصلاة في مساجد الفرق الإسلامية الأخرى حيث يخفونها ولا يظهرونها خوفاً من اعتراض غيرهم عليها)([430]).
 (ولست أدري متى دخلت هذه البدعة في صفوف الشيعة فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما سجد قط على تربة كربلاء ولا الإمام علي ولا الأئمة من بعده سجدوا على شيء اسمه تربة كربلاء، وتقديس التراب لم يكن شيئاً مألوفاً عند المسلمين، ومن الجائز أن هذه الظاهرة أخذت في التوسع منذ عهد الصفويين وعندما أخذت القوافل تزور كربلاء في مراسيم خاصة وتعود محملة بآثار من قبر الإمام الحسين)([431]).
يقول الخميني في السجود على التربة الحسينية: (والأفضل التربة الحسينية -يعني بالنسبة لمواضع السجود- التي تخرف الحجب السبع وترتقع على الأرضين السبعة على ما في الحديث)([432]).
ويقول الخميني في الاستشفاء بأكل التربة الحسينية ومشروعية ذلك: (يستثنى من الطين -أي المحرم أكله- طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام للاستشفاء ولا يجوز أكله بغيره ولا أكل ما زاد قدر الحمصة المتوسطة ولا يلحق به طين عند قبره حتى قبر النبي (ص) والأئمة عليهم السلام)([433]).
(إن تفضيل أرض على أرض حتى إذا ثبت في الشرع لا يعني الالتزام بالسجود على تلك الأرض وإلا لكان المسلمون يحملون معهم تراب مكة والمدينة والقدس ليسجدوا عليها)([434]).
وفي الحديث المرفوع: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» (متفق عليه)([435]). وقد أجمع الفقهاء على صحة السجود على الأرض فعلى الشيعة أن تلتزم بذلك، وتقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالإمام علي والأئمة الذين لم يسجدوا قط على شيء اسمه تربة كربلاء)([436]).
 (وهناك بدعة أخرى أضيفت إلى استعمال التربة تتجاوز البدع الأخرى إنها فتوى الفقهاء([437]) الشيعة بجواز إقامة الصلاة التمام للمسافرين بدلاً من القصر عندما يكونون في الحائر الحسيني بخمسة عشر ذراعاً حول القبر)([438])أما في غير ذلك فـ (الواجب على المسافر هو إتيان الصلاة قصراً ولكنهم استثنوا الحائر الحسيني من هذه القاعدة)([439]). (وهناك روايات تنسب إلى أئمة الشيعة تقول بمثل هذا الخيار للمسافر)([440]). وعلى تلك الروايات كانت هذه الفتوى الغريبة المخالفة لإجماع المسلمين.
 
 المسح على الرجلين في الوضوء وترك غسلهما وعدم الأخذ بالمسح على الخفين:
وهذه من أشهر بدع الشيعة الإمامية التي يخالفون فيها جموع المسلمين، ويتركون العمل بما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من غسل الرجلين في الوضوء والأمر به وتوعد من تركه، وقد أجمع المسلمون على وجوب غسل الرجلين في الوضوء، وأن المسح على الرجلين فيه لا يجزئ إلا مع لبس الخفين ونحوهما.
وعلى نقيض ذلك لا يأخذ الشيعة الإمامية بالمسح على الخفين مع إجماع الأمة على جوازه بشروطه المعروفة في كتب الفقه وهذا أمر ثابت عنه صلى الله عليه وسلم ليس لأحد إنكاره.. ومع ذلك لا يأخذ به الشيعة الإمامية لعدم ثبوته عن طريق رجالهم الرواة بزعمهم.
وقد صارت هذه المسألة من أشهر نقط الخلاف بين الشيعة وأهل السنة حتى صار العلماء يذكرونها في كتب العقائد؛ لأنها فيصل بين أهل السنة وأهل البدعة من الشيعة تميز كل منهما عن الآخر، قال في العقيدة الطحاوية: (ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الاثر).
 
 الشهادة الثالثة في الأذان:
يزيد الشيعة الإثنا عشرية في أذان الصلوات: (أشهد أن علياً ولي الله) وقد أمر الشاه إسماعيل الصفوي المؤذنين بإدخال الشهادة الثالثة في أذان الصلوات ومن على المآذن (ومنذ ذلك الحين ومساجد الشيعة في العالم تسير على الطريقة التي نماها ووسعها الشاه الصفوي لا نستثني مسجداً واحداً من مساجد الشيعة في شرق الأرض وغربها)([441]).
ويقر فقهاء الشيعة بـ (أن هذه الشهادة أدخلت في أذان الصلوات في وقت متأخر، وأنها لم تكن معروفة حتى القرن الرابع الهجري)([442]). ولكنهم لا يعارضون هذه البدعة بل يسكتون عليها ويقرون العمل بها ولهم في ذلك شبهات ضعيفة مردودة منها:
1- أن هذه الشهادة الثالثة أصبحت شعاراً للشيعة وصارت جزءاً من كيان الشيعة يصعب تغييره أو رفضه.
2- أن عبارة (الصلاة خير من النوم) أضيفت للأذان وليست منه فهذه كتلك([443]).
ومعلوم أن الأذان عبادة توقيفية لا يجوز الإضافة على ما ورد في الشرع في ألفاظها وكيفيتها، ومعلوم أن علياً رضي الله عنه لم يكن يؤذن في عهده بهذا الأذان المبتدع إذ أنه لم يعرف إلا في القرن الرابع الهجري، فالشهادة الثالثة في الأذان بدعة وضلالة قطعاً.
 
 إسقاط وجوب صلاة الجمعة:
أجمع المسلمون على وجوب صلاة الجمعة بالنص القرآني، وأنها فرض عين على الرجال بالشروط المعروفة في كتب الفقه، أما فقهاء الشيعة الإثني عشرية فإنهم (قالوا بالخيار بين صلاة الظهر والجمعة، وأضافوا أن شرط إقامة الجمعة إنما هو حضور الإمام الذي هو الإمام المهدي، ففي عصر الغيبة تسقط الجمعة من الوجوب العيني، ويكون للمسلمين الخيار في الإتيان بها أو بصلاة الظهر، وقالت فئة أخرى: إن صلاة الجمعة حرام في عصر الغيبة ويقوم مقامها صلاة الظهر)([444]).
و للشيعة في ذلك (روايات نسبت إلى أئمة الشيعة)([445])(لاشك أبداً بأن كثيراً من تلك الروايات وضعت في العصر الأول من الصراع بين الشيعة والتشيع، وذلك كي يمنع الشيعة من الحضور في صلوات الجمعة -التي هي في حقيقتها تظاهرة إسلامية كبرى- وعدم الاختلاط بسائر الفرق الإسلامية والمشاركة معها في شعار الإسلام العظيم)([446]). ودليل ذلك: (أن ملوك الصفويين -الذين كانوا حماة التشيع في إيران وكثير من البدع التي ألصقت بالتشيع إنما ألصقت به بمباركتهم وسياستهم- كانوا من أشد أنصار صلاة الجمعة، وأكبر المساجد الإيرانية وأضخمها بنيت في عهد ملوك الصفويين، وكان المسجد الرئيسي يسمى (مسجد الجمعة) ولا يوجد مدينة كبيرة في إيران إلا وفيها مسجد من هذا الطراز، وكان إمام المسجد ذلك يلقب (إمام الجمعة) ويعين بمرسوم خاص من الشاه وكان هذا المنصب منصباً محترماً يناط بكبير العلماء أو شيخ الفقهاء في كثير من الأحيان)([447]).
 (ويعني هذا أن فكرة حرمة صلاة الجمعة في عصر الغيبة لم تطرح إلا في بلاد كان الاحتكاك شديداً فيها بين الشيعة وغيرها من الفرق الإسلامية الأخرى، حتى تثني الشيعة من الالتحام بالركب الإسلامي الموحد، ولكن في إيران حيث كانت الأكثرية من الشيعة، فإن الفقهاء لم يعارضوا صلاة الجمعة وكانت تقام في مساجد البلاد بطولها وعرضها غير أن فكرة الخيار بين الجمعة أو صلاة الظهر كانت موجودة فقهياً، وكانت هناك في المدن الإيرانية مساجد تصلي فيها الجمعة وأخرى تصلي فيها صلاة الظهر)([448]).
(وبعد أن استلم الفقهاء السلطة في إيران أصبحت صلاة الجمعة في ضمن سياسة الدولة الأساسية وعينت ولاية الفقيه لكل مدينة إماماً يسمى (إمام الجمعة) كما كان يفعل الشاه من قبل، واستحدثوا تسمية جديدة لها وهي (الصلاة العبادي السياسي) فالخطباء في خطبة صلاة الجمعة يتحدثون عن قضايا الساعة والسياسة ومشاكل البلاد وما سواها)([449])ولكن صلاة الجمعة (لا زالت متروكة في كثير من المناطق التي يسكنها الشيعة خارج إيران ولا يصلونها يوم الجمعة في مساجدهم)([450]). والمراد أن: (الشيعة منذ زمن طويل لا يقيمون صلاة الجمعة ذلك أن من شرائطها عندهم -وجود الإمام العادل- وإمامهم اليوم غائب فهم لا يقيمون هذه الصلاة حتى يخرج، ماعدا قلة من الشيعة كانت تقيم صلاة الجمعة)([451])اهـ.
(ويرى الخميني في كتابه تحرير الوسيلة أن حكم صلاة الجمعة التخيير في أدائها أو تركها والاكتفاء بصلاة الظهر، يقول: تجب صلاة الجمعة في هذه الأعصار مخيراً بينها وبين صلاة الظهر، والجمعة أفضل، والظهر أحوط، وأحوط من ذلك الجمع بينهما! ولهذا الرأي لا يرى حرمة البيع ولا غيره من المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان فيقول: لا يحرم البيع ولا غيره من المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان في أمصارنا مما لا تجب الجمعة فيه تعييناً. ذلك أنه يشترط لوجوب صلاة الجمعة تعييناً وجود الإمام فيقول في شرائط الجمعة: الأول العدد وأقله خمسة نفر أحدهم الإمام!)([452])اهـ.
ولكن بعد الثورة الإيرانية: (أعاد الخميني صلاة الجمعة بناء على رأيه في النيابة عن الإمام)([453]).
وخلاصة هذه المخالفة: إن جمهور الشيعة الإمامية يذهبون إلى إسقاط وجوب صلاة الجمعة في غياب الإمام ويقوم مقامها أداء صلاة الظهر، ويرى البعض أن الشيعي مخير بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر، بينما مال آخرون إلى حرمة صلاة الجمعة في غيبة الإمام.
وهذه مخالفة صريحة للقرآن الكريم وللسنة النبوية ففي سورة الجمعة (آية 9) قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [الجمعة:9] وهذا الأمر للوجوب بإجماع الأمة.
 
 الجمع بين الصلاتين في الحضر:
 (تنفرد الشيعة الإمامية بالجمع بين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في الحضر)([454])هذا بالرغم من أن الأكثرية من فقهاء الشيعة يفتون باستحباب إتيان الصلوات في أوقاتها المحددة، ولكن من الناحية العملية يذهبون إلى الجمع، وقد جرت العادة في مساجد الشيعة على هذا النحو أيضاً([455]).
والمداومة على هذا الجمع للصلوات في الحضر بغير عذر شرعي مخالفة صريحة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وللشرع الذي خصص للصلوات الخمس أوقات محددة موزعة على اليوم والليلة، بل إن الإمام علياً رضي الله عنه لم يعرف عنه إلا أداء هذه الصلوات الخمس اليومية في أوقاتها المحددة.
أما ما ورد عن جمعه صلى الله عليه وسلم بين صلاتين في غير السفر مرة أو مرتين، فقد ذهب علماء الأمة إلى أن ذلك كان لعذر شرعي، أو أن الجمع كان جمعاً صورياً- بتأخير وقت الأولى لقرب الانتهاء فإذا أنهاها دخل وقت الثانية فصلاها في أول وقتها- أو أنه على سبيل الرخصة لا للمداومة([456]).
أما عادته وهديه صلى الله عليه وسلم في حياته فكان الالتزام بالصلوات في أوقاتها الخمس في غير السفر.
 
 إباحة الشيعة لزواج المتعة (الزواج المؤقت):
(ينفرد الشيعة الإثنا عشرية من دون الفرق الإسلامية جميعاً بإجازة زواج المتعة -الزواج المؤقت بمدة- وقد أجمع المسلمون على أن هذا الزواج كان معروفاً في الجاهلية عند العرب، وأقره الإسلام للحاجة زمناً حتى نسخه وحرمه النبي صلى الله عليه وسلم، واستقر الأمر على ذلك، ولكن الشيعة تتمسك بإباحته، ولا ترى غضاضة في إجازته، بل ويروون الروايات التي ينسبونها للأئمة من أهل البيت في فضل المتعة وثوابها وحث الناس على العمل بها)([457]).
واستغلوا هذا الموضوع للطعن في عمر بن الخطاب بدعوى أنه هو الذي حرمها بعد أن كانت حلالاً، وتابعه الناس – أهل السنة - على ذلك([458]).
تحريم نكاح المتعة:
روى ابن عمر رضي الله عنه: (أن عمر خطب الناس في ولايته عليهم فقال: إن رسول الله أذن لنا في المتعة ثلاثاً ثم حرمها، والله إني لا أعلم أحداً يتمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة إلا أن يأتيني بأربعة شهداء يشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها بعد إذ حرمها)([459]).
 وفي رواية: (ولا أجد رجلاً من المسلمين متمتعاً لم يحصن إلا جلدته مائة جلدة إلا أن يأتي بشهود يشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها بعد ما حرمها)([460]).
والحديث صريح في أن عمر رضي الله عنه نهى عن المتعة لعلمه بتحريم النبي صلى الله عليه وسلم لها، فليس هذا بتشريع من عنده بل هو مبلغ ومنفذ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا لما هدد بالرجم والجلد لمن باشر هذا النكاح بعد علمه بالتحريم، وسماع الصحابة لذلك من عمر وسكوتهم عنه إقرار منهم لصحة ما قاله وأخذ به، فعلم بذلك نسخها وتحريمها وإجماعهم على ذلك. (فكل من خالف ذلك واستحل نكاح المتعة مخالفاً للإجماع معانداً للحق والصواب)([461]).
وقد وافق عمر رضي الله عنه في رواية تحريم المتعة عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الصحابة منهم: علي بن أبي طالب، في أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها زمن خيبر([462]) وعن إياس بن سلمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص فيها عام أوطاس ثم نهى عنها([463]).
عن سبرة الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن فيها ثم نهى عنه وقال: «من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع فليخل سبيلها»([464]). وفي رواية له مرفوعاً: «وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً»([465]).
 والشيعة لا يأخذون بذلك وينسبون النهي لـعمر بتشريع منه، وبلغت الوقاحة بـالشيعة أن جعلوا لتحريم عمر للمتعة سبباً، والغرض بالطبع تبرير كذبتهم، والتشنيع على عمر رضي الله عنه، فزعموا: أن عمر دخل على أخته([466]) فوجدها ترضع طفلاً في حجرها، فسألها عنه من أين جاءت به، فأخبرته أنه ابن لها من التمتع، فغضب عمر وخرج على الناس خطيباً وحرمها عليهم، وتوعد الناس وتهددهم فسكتوا ولم يجرأوا على مخالفته([467])!!!
وزعم بعضهم أن سبب غضبه أن علي بن أبي طالب كان هو الرجل الذي تمتع بأخت عمر في بيت عمر، فأسرها في نفسه حتى تمكن من التحريم فحرمها([468])!!
تهافت حجج الشيعة على إباحة المتعة:
فمن حججهم الساقطة:
1- أن ابن عباس كان يبيح ذلك: ومعروف عن ابن عباس أنه كان يبيح ذلك حال قلة النساء أو شدة الحاجة إلى النكاح خاصة في الأسفار والجهاد، وهذا إن لم يكن قد رجع عنه فهو مخالف للأحاديث الصريحة في نسخ ذلك، فمخالفته لها مخالفة غير معتبرة([469]).
 والعجب كل العجب تمسحهم بـابن عباس مع طعنهم فيه وتجريحهم له وهو من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم([470]).
2- تمسكهم بما جاء في إباحة التمتع وإنكار ما جاء في نسخ ذلك، وادعاء أن عمر رضي الله عنه حرم ذلك من تلقاء نفسه، وإقرار الصحابة له على ذلك إقرار على باطل، وقد بينا الجواب عن ذلك من وجوه:
منها: ثبوت ذلك عند عمر من قول النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية غيره من الصحابة لهذا النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والقول بسكوت الصحابة عن عمر مع خطئه، أو تشريعه للنهي من تلقاء نفسه غير مقبول، إذ فيه تجريح لعامة الصحابة وطعن فيهم، وإنما سكوتهم دليل ظاهر على أنهم علموا من النبي صلى الله عليه وسلم ما علمه عمر رضي الله عنه فوافقوه عليه.
وأعجب مما سبق كله نقلهم في كتبهم عن علي بن أبي طالب أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم تحريمه للمتعة، ثم حملهم لذلك على التقية في هذه الروايات([471]).
وعندهم أيضاً أن أبا الحسن عليه السلام سئل عن المتعة فقال للسائل: (ما أنت وذاك قد أغناك الله عنها) وهذه -كما هو واضح- زجر منه له([472]).
وعندهم أيضاً أن الصادق عليه السلام وبخ أصحابه بسبب المتعة فقال لهم: (أما يستحي أحدكم أن يرى في موضع العورة)([473]).
 وعندهم أيضاً عن الإمام أبي عبد الله قال عن اللاتي يمارسن المتعة: (ما تفعلها عندنا إلا الفواجر)([474]). وقال أبو عبد الله أيضاً لأحد أصحابه: (لا تدنس نفسك بها)([475]).
3- واحتجوا بقوله تعالى: ((فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً)) [النساء:24] والآية جزء من آيات في سورة النساء تتحدث عن المحرمات من النساء، فذكرت المحرمات من النساء وأباحت ما سوى ذلك، وجعلت لهن المهر (أجورهن) كاملاً بالدخول بهن والتمتع –التلذذ- بهن بذلك، فحمل الشيعة التمتع هنا على (زواج المتعة)، ولا يخفى بعده فإنه يستلزم:
(أ) إضمار (فما استمتعتم به منهن -بعقد النكاح إلى أجل مسمى- فأتوهن أجورهن فريضة). وهذا كله يحتاج إلى دليل.
(ب) فصل الآية عما بعدها وعما قبلها: فقبلها تتعلق الآيات بذكر المحرمات في الزواج وإباحة ما وراء ذلك، وبعدها يأتي السياق متعلق بالنكاح الدائم أيضاً في قوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً)) [النساء:25] وهي في نكاح الإماء المسلمات حال عدم القدرة على نكاح الحرائر، فحمل ما بين السياقين على (زواج المتعة) يقطع سياق الكلام وينافيه، ولنا أن نقول أيضاً: ما الحاجة إلى نكاح الإماء مع ما فيه، ووضع القيود لذلك مع وجود المتعة!!
(ب) إن ذلك منافٍ لقوله تعالى: ((إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)) [المؤمنون:6] وعقب ذلك بقوله تعالى: ((فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ)) [المؤمنون:7] وامرأة المتعة ليست زوجة ولا ملك يمين إذ لا أرث لها ولا عدة للزوجة ولا نفقة ولا كسوة ولا طلاق ولا هي من ملك اليمين، فمن تمتع فهو داخل في معنى قوله تعالى: ((فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ)).
 
(د) أن هذا التفسير لم يقل به أحد من السلف، ولا يوافق الشيعة أحد على هذا الفهم للآية.
وبالجملة: فلا جدال في أن المتعة كانت مباحة فلو جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يفيد جوازها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نسخه للإباحة في أواخر حياته وإلى يوم القيامة، فتعين الأخذ بذلك والعمل بمقتضاه خاصة مع الإجماع عليه([476])
من أحكام المتعة عند الشيعة الإثنا عشرية:
* يوجب الشيعة في زواج المتعة: أن تكون بصيغة المتعة([477]). ويذكر فيها الأجر والمدة([478]) وعدم الميراث، ولا يحتاج هذا الزواج إلى شهود.
* ويوجبون العدة وهي خمسة وأربعون يوماً وقيل: حيضة.
* وله أن يشترط عدم طلب الولد.
* وزواج المتعة يبطل تلقائياً بعد انتهاء مدة الزواج.
* فإن نسي ذكر الأجل صار الزواج زواجاً دائماً لا زواج متعة.
* ولا عدد معين في زواج المتعة فله أن يتمتع بأكثر من أربع من النساء، ولو تزوج منهن ألفاً، وإن كان عنده زوجات من زواج دائم.
* والأجرة في زواج المتعة على قدر الاستطاعة يجزئ فيه الدرهم وملء الكف من الطعام (دقيق أو سويق تمر مثلاً).
* وللرجل أن يحتاط لنفسه فلا يدفع الأجرة كلها مقدماً فيجزئ المبلغ على فترة الزواج، وله إن احتبست عنه أياماً أن يقتطع ما يوازيها من أجرتها.
* ويجوز التمتع بالمرأة الواحدة مرات كثيرة ولا تحرم عليه في المرة الثالثة أو بعدها.
* وله إن أراد تجديد مدة الزواج المؤقت التي انتهت أن يزيد من أجرتها مقابل ذلك وليس لها عندئذٍ عدة، فيقول لها: استحللتك بأجل آخر فإن رضيت حلت له بدون عدة.
* وليس بين الزوجين في زواج المتعة توارث اشترطا ذلك أو لم يشترطا إذا مات واحد منهما في مدة الأجل.
* أما الفتاة البكر فليس له في زواج المتعة أن يفتضها، فيتمتع بها بما شاء دون فض بكارتها([479]) ومن الشيعة من يرى كراهة هذا الزواج من البكر تمتعاً.
* وخلال فترة العدة فإن الرجل في حل من نفقة المرأة([480]).
ويلاحظ من هذه الأحكام:
* أن هذا الزواج المؤقت أقرب ما يكون- بهذه الشروط، المواصفات- إلى إباحة الجنس منه إلى الزواج، بشرط واحد فقط ألا تكون المرأة في عصمة رجل آخر، فحينئذ يجوز له نكاحها بعد أداء صيغ الزواج في كلمتين، ولا يحتاج الأمر إلى شهود ولا إلزام بنفقة عليها وللمدة التي يراها مقابل أجر ترتضيه المرأة.
* ومثل هذا الزواج المؤقت لا تستقيم معه حياة المجتمع، ولا يناسب مقاصد الشريعة من ارتباط الرجل بالمرأة برابطة الزواج الدائم الذي يحفظ الأسرة -لبنة المجتمع- ليتربى في كنفها الأبناء، بل إن النفوس تأباه وترفضه فلا تجد من يقبله لبناته أو أخواته، لذا فإن كثيراً من فقهاء الشيعة أنفسهم -الذين يفتون بحله- لا يرضونه لبناتهم إذا طلب منهم.
- ومساوئ المتعة كثيرة، إذ يصعب معها حفظ الأنساب، وبالتالي ضياع الأولاد، فقصر مدة الزواج يصعب معه ظهور حمل المرأة خاصة في أسفار الرجال الذي غالباً ما يكون معه التمتع، كما أن نشأة الأبناء بعيداً عن الآباء يعود عليهم بالضرر، ومع كثرة التمتع يحتمل وطء موطوءة الأب للابن بمتعة أو زواج دائم، فتوطأ المحارم بمرور السنين الطويلة، وبقيام احتمال عدم حصر الأولاد والبنات من هذا التمتع يفوت الميراث على هؤلاء الأولاد والبنات المستحقين له، فأين هذا من الزواج الدائم الذي يحفظ الأسرة ويقوي روابطها ويصون الأبناء ويكفل لهم التربية القويمة.
إباحة المتعة من أمور الإيمان عند الشيعة الإثني عشرية:
الشيعة إذا استحسنت شيئاً ووافق هواها جعلوه من عقائد الدين ونسبوا القول بذلك إلى أئمة أهل البيت، فعن جعفر الصادق قال: (ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ولم يستحل متعتنا)([481]).
والمراد بكرتنا: أي رجعتنا في آخر الزمان، فانظر كيف قرن استحلال المتعة بعقيدة رجعة الإمام في الدنيا كما يعتقدونها.
 ولما كانت المتعة من خصائص الإثني عشرية التي انفردوا بها، وهم أهل الهدى دون غيرهم، فإن الله قد احتاط لهم لئلا يتهمهم أحد بالزنا باسم المتعة فجعل شهود الزنا أربعة!! هكذا يقول الشيعة!!
سئل أبو عبد الله عليه السلام: (لم جعل في الزنا أربعة من الشهود وفي القتل شاهدان؟ قال الإمام: إن الله أحل لكم المتعة، وعلم أنها ستنكر عليكم، فجعل الأربعة الشهود احتياطاً لكم، ولولا ذلك لأتى عليكم، وقلما يجتمع أربعة على شهادة بأمر واحد)([482]).
فضل المتعة عند الشيعة:
عن أبي جعفر قال: (إن الله رأف بكم فجعل المتعة عوضاً لكم من الأشربة)([483])أي عوضاً عن الخمر المحرمة.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الله تبارك وتعالى حرم على شيعتنا المسكر من كل شراب وعوضهم من ذلك المتعة)([484]).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: (إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أسريَ به إلى السماء قال: لحقني جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- إن الله تبارك وتعالى يقول: إني قد غفرت للمتمتعين من أمتك من النساء)([485]).
 عن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن ثواب المتمتع فقال: (إن كان يريد بذلك وجه الله تعالى وخلافاً على من أنكرها لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بها حسنة، ولم يمد يده إليها إلا كتب الله له حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما صب من الماء على شعره، قال السائل: بعدد الشعر، قال الإمام: بعدد الشعر)([486])ولهذا يقدم بعض الشيعة على المتعة رغبة في ثوابها الكبير!!
بعثت امرأة ذات مال كثير إلى رجل من قرابتها تخبره أنها رغم كثرة خطابها من الرجال ورفضها لهم فإنها ترغب في زواجها منه زواج متعة لما فيه من طاعة الله، فاستشار في ذلك أبا جعفر عليه السلام وأخبره بذلك، فقال الإمام له: (افعل صلى الله عليكما من زوج)([487]).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إني لأحب للرجل أن لا يخرج من الدنيا حتى يتمتع ولو مرة، وأن يصلي الجمعة في جماعة)([488])وقال أبو عبد الله لرجل من شيعته: (أتمتعت؟ فقال: لا. فقال له: لا تخرج من الدنيا حتى تحيي السنة)([489])!!
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكاً يستغفرون له إلى يوم القيامة ويلعنون متجنبها إلى أن تقوم الساعة)([490])
 ويزعم هؤلاء الكذبة الأفاقون أن النبي صلى الله عليه وسلم -وحاشاه أن يقول ذلك- قال: «من تمتع مرة نال درجة الحسن ومن تمتع مرتين نال درجة الحسين ومن تمتع ثلاث مرات نال درجة أمير المؤمنين -أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه- ومن تمتع أربع مرات نال درجتي -أي درجة النبي صلى الله عليه وسلم-»([491]). نعوذ بالله من هذا الفجر في الكذب.
وعلى هذا الفهم السقيم فلا نعرف عبادة!! ترفع الإنسان إلى منزلة النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذه المتعة على طريقة هؤلاء الشيعة!!
عجالة حسنة للمجلسي:
العلامة المجلسي وصلت مؤلفاته إلى حوالي الستين كتاباً أشهرها وأضخمها موسوعته بحار الأنوار في 25 مجلد ومن مؤلفاته أيضاً: حياة القلوب وجلاء العيون وحق اليقين وزاد المعاد وغيرها.
وهو متبحر في المذهب الشيعي ومعظم مؤلفاته باللغة الفارسية، وقد أثنى عليه الخميني، وأشار إلى ضرورة الاستفادة من كتاباته، وللمجلسي رسالة مستقلة في (نكاح المتعة) بالفارسية ترجمت إلى الأردية باسم عجالة حسنة نشرها العالم الشيعي سيد محمد جعفر مقدسي ثم طبعت حديثاً في لاهور.
وقد كتب المجلسي في رسالته هذه القضايا الخاصة بآداب المتعة وأحكامها: وقد كتب بعد المقال التمهيدي مبيناً فضل المتعة، ونقل حديثاً طويلاً ذكر أنه (حديث صحيح)([492])وفيما يلي نص الحديث نقلاً عن الترجمة الأردية: (يروي حضرة سلمان الفارسي ومقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر رضي الله عنهم حديثاً صحيحاً أن خاتم المرسلين قال: «إن من يتمتع في حياته مرة يكن من أهل الجنة، حين يجلس مع المرأة المتمتع بها بقصد المتعة ينزل ملك من السماء يظل يحفظه في مجلسه حتى يغادرها، والحديث بين الاثنين يكون بمرتبة التسبيح، وحين يمسك الواحد يد الآخر فإن أصابعهما تخلو من الذنوب، وحين يقبل الرجل المرأة يهبه الله عن كل قبلة ثواب الحج والعمرة، وحين ينصرف إلى جماعها يعطيه الله على كل لذة وشهوة ثواباً يعادل الجبال، وحين يفرغ ويغتسل- شريطة أن يؤمن أن الله حق وأن المتعة سنة من سنن رسول الله- يخاطب الله الملائكة قائلاً: انظروا إلى عبدي هذا فقد قام واغتسل واعترف بي إلهاً له فاشهدوا أني غفرت له ذنوبه، وسوف أهبه من الثواب ما يعادل عدد شعر بدنه وأغفر له عشرات الذنوب، وأرفعه عشرات الدرجات» ويقول رواة الحديث: فسمع أمير المؤمنين فضائل المتعة فقال:«ما هو ثواب من يسعى إلى هذا العمل الخير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: حين يفرغ منه ويغتسل فإن الله يخلق من كل قطرة تسقط من جسده ملكاً يظل يسبح لله ويقدسه وينال هو الثواب»([493]) اهـ. ص 14-16 عجالة حسنة - ترجمة رسالة متعة للعلامة باقر المجلسي الأصفهاني طبع لاهور.
وذكر العلامة المجلسي في فضيلة المتعة: قال السيد العالم: من تمتع بامرأة فكأنه زار الكعبة سبعين مرة([494]).
وروى حديثاً آخر يقول: «من يزيد من فعل هذا الخير -أي المتعة- يرفعهم الله إلى أعلى الدرجات الإلهية، وهم يمرون كالبرق من الصراط، ويكون معهم سبعون صفاً من الملائكة ويقول الناظرون: أهؤلاء من الملائكة المقربين أم من الأنبياء والرسل، فتجيب الملائكة: لا إنهم أولئك الذين طبقوا سنة النبي -أي المتعة- وهم ذاهبون إلى الجنة بغير حساب»([495]).
 وقد بلغ الأمر بـالشيعة في الاستهانة بالفروج والتساهل في حرمتها مبلغاً يوقع في اختلاط الأنساب، ولهم في ذلك فتاوى مؤسفة قبل أن تكون عجيبة وغريبة.. وأسوأ ما في الأمر نسبة هذه الفتاوى إلى أئمتهم.
سئل الإمام الرضا عليه السلام: (لمرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها، وتتزوج رجلاً آخر قبل أن تنقضي عدتها؟
فقال الإمام: وما عليك، إنما إثم ذلك عليها)([496]).
وسأل رجل الإمام أبا عبد الله عليه السلام فقال: (إني تزوجت امرأة متعة، فوقع في نفسي أن لها زوجاً ففتشت عن ذلك فوجدت لها زوجاً! قال له الإمام: ولم فتشت؟)([497]).
وقيل لـأبي عبد الله عليه السلام: (إن فلاناً تزوج امرأة متعة فقيل له إن لها زوجاً فسألها؟ فقال الإمام: ولم سألها؟)([498]).
التمتع بالمرأة الزانية:
ويزعمون أن جعفر الصادق رحمه الله سئل عن الرجل يتزوج المرأة الفاجرة متعة؟ فقال: (لا بأس، وإن كان التزويج الآخر فليحصن بابه)([499]).
ويزعمون أن أبا عبد الله رحمه الله سأله رجل: (إن عندنا بـالكوفة امرأة معروفة بالفجور أيحل أن أتزوجها متعة؟ فقال الإمام: رفعت راية؟([500]). فقال: لا لو رفعت راية أخذها السلطان([501]). فقال الإمام: نعم تزوجها متعة! ثم أصغي إلى بعض مواليه، وأسر إليه شيئاً، فسئل هذا المولى عما قاله له الإمام فقال: إنما قال لي: ولو رفعت راية ما كان عليه في تزويجها شيء، إنما يخرجها من حرام إلى حلال)([502])
إعارة الإماء باسم المتعة وغير المتعة:
من غرائب الشيعة الإثني عشرية إعارة فروج الإماء باسم المتعة، فللرجل أن يتمتع بأمة المرأة بغير إذن المرأة، أما أمة الرجل فله التمتع بها بإذن الرجل، أما مع الحرائر فالمتعة عند الشيعة لا تحتاج إلى الإذن والولي.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (لا بأس بأن يتمتع بأمة المرأة بغير إذنها، فأما أمة الرجل فلا يتمتع بها إلا بأمره)([503]).
وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: (لا يتمتع بالأمة إلا بأذن أهلها)([504]).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (لا بأس بأن يتزوج الأمة متعة بإذن مولاها)([505]).
أما إعارة الأمة بغير متعة فينسبونه أيضاً إلى أئمتهم: (سئل أبو عبد الله عليه السلام عن عارية الفرج؟ فقال: لا بأس به، فقيل له: فإن كان منه الولد؟ قال الإمام: لصاحب الجارية إلا أن يشترط عليه)([506]).
 وعن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟ فقال الإمام: (نعم حل له ما أحل له منها)([507]).
وسئل أبو عبد الله عن الرجل يكون له المملوكة فيحلها لغيره؟ فقال الإمام: (لا بأس)([508]). وسئل أبو عبد الله أيضاً في الرجل يحل فرج جاريته لأخيه؟ فقال: (لا بأس في ذلك، فقيل له: فإنه أولدها؟ قال: يضم إليه ولده ويرد الجارية على مولاها)([509]).
ومعلوم أن الأمة التي يتسرى بها هي ملك يمين الرجل وجاريته فكيف يبيح ما أحل له وطئه لغيره ليطأها هو أيضاً.. وكيف يقال في أم الولد التي وطئها غيره أن الولد لغيره والجارية لمولاها!!
 
 احتفالاتهم وأعيادهم الخاصة:
 
المبالغة في إظهار الحزن يوم عاشوراء:
يحتفل الشيعة الإثنا عشرية بيوم عاشوراء ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء ولكن هذا الاحتفال يصاحبه مخالفات شرعية عديدة وجسيمة، وقد تطور هذا الاحتفال وزادت المبالغة في إظهار الحزن حتى تحولت هذه الذكرى إلى مأساة بشعة يذهب ضحيتها المئات من الأرواح البريئة في إيران وباكستان وكربلاء بـالعراق والهند والنبطية بـلبنان، بل وتشهد صراعاً دامياً بين الشيعة والسنة في أجزاء من باكستان.
بدأت احتفالات الشيعة بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه منذ قرون عديدة بإنشاء القصائد والمراثي وتقديم التعازي وإلقاء الخطب في فضائل أهل البيت.
وفي كربلاء كانت تقام المواكب إلى ما يزعمه الشيعة أنه قبر الحسين في كربلاء، وتزور الجموع والآحاد القبر مع البكاء والنحيب والعويل ناسبين إلى بعض الأئمة قوله: (ومن بكى أو تباكى على الحسين وجبت عليه الجنة)([510]).
وتلبس الشيعة في ذلك اليوم السواد من الثياب حداداً، وقد يمتد الحداد طوال شهري محرم وصفر، وهذه البدع ما زالت جارية إلى اليوم في العالم الشيعي([511]).
 فلما ظهرت للشيعة دولة لها وزنها السياسي خاصة في عهد البويهيين وعهد الصفويين أخذت هذه الاحتفالات في أيام عاشوراء طابعاً عاماً وصارت جزءاً من الكيان الشيعي، فكان البلاط الصفوي يعلن الحداد في العشر الأول من محرم من كل عام، ويستقبل الشاه المعزين في يوم عاشوراء، وكانت تقام في البلاط احتفالات خاصة لهذا الغرض تجتمع فيها الجماهير ويحضرها الشاه بنفسه، كما أن الشاه عباس الأول الصفوي الذي دام حكمه خمسين عاماً وهو أكبر الملوك الصفويين دهاء وقوة وبطشاً كان يلبس السواد في يوم عاشوراء ويلطخ جبينه بالوحل حداداً على الإمام الحسين، وكان يتقدم المواكب التي كانت تسير في الشوارع مرددة الأناشيد في مدح الإمام ثم التنديد بقتلته)([512]).
تسربت بعد ذلك إلى إيران والعراق من الهند بدعة ضرب السلاسل على الأكتاف وضرب السيوف على الرؤوس وشج الرأس حداداً على الحسين في يوم عاشوراء وسط المواكب البشرية الشيعية([513]).
وحتى إلى عهد قريب كانت السفارات البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب الحسينية التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة، وكان الغرض وراء السياسة الاستعمارية الإنجليزية في تنميتها لهذه العملية البشعة واستغلالها أبشع الاستغلال هو إعطاء مبرر معقول للشعب البريطاني وللصحف الحرة التي كانت تعارض بريطانيا في استعمارها للهند ولبلاد إسلامية أخرى، وإظهار شعوب تلك البلاد بمظهر المتوحشين الذين يحتاجون إلى قيَّم ينقذهم من مهامة الجهل والتوحش فكانت صور المواكب التي تسير في الشوارع في يوم عاشوراء وفيها الآلاف من الناس يضربون بالسلاسل على ظهورهم ويدمونها، وبالقامات والسيوف على رؤوسهم ويشجونها تنشر في الصحف الإنجليزية والأوروبية، وكان الساسة الاستعماريون يتذرعون بالواجب الإنساني في استعمار تلك البلاد هي ثقافة شعوبها ولحمل تلك الشعوب على جادة المدنية والتقدم)([514]). وفي النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري وبجهود بعض علماء الشيعة بدأت نداءات الكف عن هذه الأعمال المقررة البشعة من شج الرؤوس وإدماء الأبدان، فقلت هذه الأعمال شيئاً فشيئاً ولكنها لم تندثر تماماً خاصة وأن من علماء الشيعة من يدعو إلى العودة إليها([515]).
(وبعد أن أعلنت في إيران الجمهورية الإسلامية وتولت ولاية الفقيه السلطة صدرت الأوامر بإحياء تلك الأعمال كجزء من السياسة المذهبية وأخذت الجمهورية الإسلامية الفتية تساعد الفئات الشيعية في كل الأرض وتحثهم مالياً ومعنوياً لإحياء هذه البدعة)([516]).
(لذا تشهد المدن الإيرانية والباكستانية والهندية واللبنانية مع الأسف الشديد في يوم العاشر من محرم من كل عام مواكباً تسير في شوارعها بالصورة التي رسمناها، وقبل أن تنتهي ساعات ذلك اليوم فإن صوراً من تلك الهمجية الإنسانية والجنون المفزع تعرض على شاشات التلفزة في شرق الأرض وغربها لتعطي قوة لأعداء الإسلام والمتربصين بالإسلام والمسلمين معاً)([517]).
 
الاحتفال بيوم غدير خم:
تعظم الشيعة الإمامية يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وسبب ذلك أنهم يعتقدون أن الخلافة في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعد علي في أولاده حتى الإمام الثاني عشر الذي هو محمد بن الحسن العسكري الملقب بـالمهدي، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألمح إلى خلافة علي من بعده في مواطن كثيرة ونص على ذلك في مواطن أخرى، أشهرها في موقع يسمى غدير خم عند رجوعه من حجة الوداع، حيث عقد البيعة لـعلي، وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» كان ذلك في يوم الثامن عشر من ذي الحجة عام 12 بعد الهجرة، والشيعة تحتفل بهذا اليوم في كل مكان تتواجد فيه وتطلق على هذا اليوم اسم (عيد الغدير) أما الفرق الإسلامية الأخرى فترى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الرفيق الأعلى ولم يستخلف أحداً من بعده، بل جعل الأمر شورى بين المسلمين)([518]).
ومن مظاهر تعظيمهم لهذا اليوم جعل صيامه من المندوبات الشرعية، يقول الخميني في بيان المؤكد من مندوبات الصيام: (منها: يوم الغدير وهو الثامن عشر من ذي الحجة)([519]).
ويقول العالم الشيعي عبد الله العلايلي: (إن عيد الغدير جزء من الإسلام فمن أنكره فقد أنكر الإسلام بالذات)([520]).
الاحتفال بعيد النيروز (عيد المجوس):
عيد النيروز هو بداية السنة عند المجوس، فهو من أعيادهم الخاصة بهم، ومع ذلك يحتفل الشيعة بهذا اليوم ويخصصونه بالغسل الشرعي وبالصيام المندوب.
 ففي الكلام عن الأيام التي يستحب فيها الاغتسال يقول الخميني: (ومنها: يعني الأغسال المندوبة -غسل يومي العيدين- ومنها: يوم النيروز). فيجعل النيروز في مصاف عيدي المسلمين([521]).
وفي الصيام: (يقول عند الحديث عن المؤكد من مندوبات الصيام: منها: يوم الغدير وهو الثامن عشر من ذي الحجة، ومنها يوم النيروز. فيجعل النيروز مثيلاً ليوم الغدير)([522]).
الاحتفال بذكرى مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
يظهر الشيعة الإمامية الشماتة في مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويعظمون يوم مقتله ويحتفلون به كل عام، ويسمون قاتله -وهو أبو لؤلؤة المجوسي - باسم بابا شجاع الدين([523]).
ويروون حديثاً في فضل يوم مقتل عمر بن الخطاب([524]). وقد ذكرنا طرفاً من ذلك في عقيدتهم تجاه الصحابة وتجاه الشيخين رضي الله عن الجميع فليراجع ما كتب هناك.
 
 الشيعة وتعطيل الجهاد في سبيل الله:
الجهاد في المذهب الشيعي الإثني عشري محرم إلى خروج إمامهم الثاني عشر([525]). لذا فلم يسجل التاريخ ولن يسجل جهاداً للشيعة ضد الكفار، ولكنهم يسارعون بالانقضاض على أهل السنة والفتك بهم إذا أحسوا بقوتهم وضعف أهل السنة.
روى الكليني في الكافي جـ8/ ص295 عن أبي عبد الله قال: (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل) وروى ذلك كذلك الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ11/ ص 37([526]).
وروى الحاج حسين النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل: جـ2/ ص 248 ط. دار الكتب الإسلامية طهران عن أبي جعفر قال: (مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان)([527]).
وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ11/ ص 36 عن أبي عبد الله قال: (يا سدير الزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك)([528]).
 
وفي مستدرك الوسائل جـ2/ ص 248 عن أبي جعفر قال: (كل راية ترفع قبل راية القائم عليه السلام فصاحبها طاغوت)([529]).
وفي وسائل الشيعة جـ11/ ص36 عن علي بن الحسين قال: (والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به)([530]).
وروى الفيض الكاشاني في الوافي جـ9/ ص15 والحر العاملي في وسائل الشيعة جـ11/ ص21 ومحمد حسن النجفي في جواهر الكلام جـ21/ ص40 عن عبد الله بن سنان قال: (قلت لـأبي عبد الله: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم)([531]).
يقول الخميني في تحرير الوسيلة جـ1/ ص482 مبيناً أن البدء بالجهاد في غياب القائم لا يكون بقوله: (في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر -عجل الله فرجه- الشريف يقوم نوابه العامة، وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البدأة بالجهاد)([532]). فنيابة الفقيه الشيعي عن الإمام الغائب تدخل في كل شيء من الأمور ماعدا البدء بالجهاد وإعلانه فهذه للإمام الغائب وحده.
 

الباب السادس: الموقف من الشيعة الإثني عشريةالإمامية:
ويتضمن:
* مناقشة اعتراضات المدافعين عن الشيعة.
* بيان موقف الإخوان المسلمين ودعاة التقريب بين أهل السنة والشيعة.
* بيان تراجع من اتضح له ضلال الشيعة.
* بيان موقف كبارعلماء أهل السنة من الشيعة.
* بيان مذهب أهل السنة والجماعة في معاملة أهل البدع والضلالة.
 
 الدفاع عن الشيعة:
رغم كل ما بيناه ووضحناه من مخالفة الشيعة الإثني عشريةالإمامية الجعفرية لعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، وما نقلناه عن كتبهم من مخالفات خطيرة في العقائد والعبادات والمعاملات، والتي تضعهم في مقدمة أهل البدع، نجد للأسف من يتعاطف معهم، ويتسامح بشأن ما هم عليه من البدع والضلالات، ويهون من خطورتها، بدعوى تأليف القلوب وجمع الأمة، وقد تأثر بدعوتهم ودفاعهم عن الشيعة الكثير من عوام الناس، وأتباع الكثير من الحركات الإسلامية المعاصرة، فصار يرددون ما يسمعونه منهم، ويعتقدون صدقه، وتعلقت قلوبهم وأبصارهم بـالشيعة خاصة بعد ثورتهم الكبرى ضد شاه إيران، وإقامة ما يسمى بالجمهورية الإسلامية فيها، وبلغ الأمر مداه بظهور من نادى باتخاذ الخميني قبل وفاته إماماً لكل المسلمين، وبالنظر إلى أقوال هؤلاء نجد فيها ما يدل على أن آراءهم تلك نتيجة:
1- إما عدم درايتهم بحقيقة مذهب الشيعة وما هم عليه من الضلالة في الاعتقاد والعبادة والعمل، فهم متبعون لمن يتعاطف مع الشيعة ثقة بهم وبموقفهم، ولا رصيد لهم من معرفة ولا علم بحقيقة الإثني عشرية.
2- وإما مخدوعون بزخارف كلام الشيعة، الذي يوجهونه من وقت لآخر إلى أهل السنة يتملقونهم به، إما تقية كعادتهم، وإما للتستر خلفه في الدعوة إلى التشيع بين صفوف أهل السنة فيهادن أهل العلم والتأثير منهم، وينشر مذهب أهل البيت الجعفري بين عوام المسلمين بعيداً عن معارضة ومعاداة هؤلاء الدعاة أصحاب الكلمة والتأثير.
3- إما لمصالح سياسة متبادلة يسعى إليها دعاة الحركات الإسلامية لمزيد من التأييد والنصرة والمعاونة والانتشار، بإلهاب حماس الناس وتشجيع العاطفة الجياشة فيهم، وقد ظهر مثل ذلك في أواخر الأربعينات حيث شهدت مصر وإيران تطورات سياسية كبيرة كان الاتجاه الإسلامي له دوراً كبيراً في البلدين وهو يواجه قوى الظلم والفساد والتغريب، وظهر ذلك أيضاً في أعقاب ثورة الخميني([533]).
ولهؤلاء المتعاطفين مع الشيعة الإمامية وجهات نظر يستدلون بها على ما يذهبون إليه، لا تخرج عن كونها شبهات وتبريرات يتعلقون بها للتشبث بما هم عليه، وهي عند التمحيص والتبرير لا تغني ولا تسمن من جوع:
* فمن ذلك قولهم: إن عقائد الشيعة ليست فيها مخالفات كبيرة للشرع، وهم يوافقوننا فيما نحن عليه من اعتقاد، والخلافات بيننا وبينهم لا تعدو عن كونها خلافات تشبه الخلافات المذهبية بين المذاهب الأربعة عند أهل السنة، كما بين الحنابلة والمالكية أو الشافعية والحنفية([534]):
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن السنة والشيعة: (فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله، ويتفقان اتفاقاً مطلقاً على الأصول الجامعة في هذا الدين، فإذا اشتجرت الآراء حد ذلك فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في أن للمجتهد أجره إن أخطأ أم أصاب)([535]).
 ويقول أيضاً: (وعندما ندخل مجالس الفقه المقارن ونعيش الشقة التي يحدثها الخلاف الفقهي بين رأي ورأي أو بين تصحيح حديث وتضعيفه نجد أن المدى بين الشيعة والسنة كالمدى بين المذهب الفقهي لـأبي حنيفة والمذهب الفقهي لـمالك والشافعي)([536]). ويقول كذلك: (نحن نرى الجميع سواء في نشدان الحقيقة وإن اختلفت الأساليب)([537]).
ويقول الدكتور عبد الكريم زيدان: (ويوجد المذهب الجعفري في إيران والعراق والهند وباكستان وفي لبنان وله أتباع في الشام أيضاً وغيرها من البلاد، وليس بين الفقه الجعفري والمذاهب الأخرى من الاختلافات أكثر من الاختلاف بين أي مذهب وآخر، إلا أن الفقه الجعفري انفرد عن المذاهب التي تكلمنا عنها بمسائل قليلة جداً لعل من أشهرها جواز نكاح المتعة -أي النكاح المؤقت في المذهب الجعفري- وعدم جوازه في المذاهب الخمسة التي مر ذكرها)([538]).
ويقول الأستاذ محمد أبو زهرة رحمه الله بعد مناقشة مسألة الإمامة عند الشيعة: (وأخيراً نقولها كلمة صادقة: إذا لم يبق من خلاف بيننا وبين إخواننا الإثني عشرية إلا ذلك الخلاف النظري الذي ليس له موضع من العمل، وهو أقرب إلى أن يكون خلافاً في وقائع التاريخ، ورأي الإمام ينال التقدير من جميع المؤمنين، فإنه خلاف يهون، وهو كاختلاف المؤرخين في الوقائع والنظر إليها، وليس اختلافاً في عقيدة)([539]).
 ويقول الأستاذ سميح عاطف الزين في كتابه المسلمون.. من هم؟: (إن الذي دعانا لتأليف هذا الكتاب هو التفرقة العمياء الحاصلة في مجتمعنا اليوم، وأخصها التفرقة الواقعة بين المسلم الشيعي والمسلم السني، والتي يجب أن تكون قد تبخرت مع تبخر الجهل: ولكن مع الأسف ما زال لها بعض الجذور في النفوس المريضة لأن غرسها كان محكماً)([540]).
ويقول بعدها: (وسأسرد لك يا أخي المسلم الشيعي ويا أخي المسلم السني أهم حقائق الاختلاف والتي لم تكن يوماً من الأيام اختلافاً على الكتاب والسنة بل كانت اختلافاً على فهم الكتاب والسنة)([541]).
ويقول الأستاذ صابر طعيمة: (ومن الحق أن يقال إنه ليس بين الشيعة والسنة من خلاف في الأصول العامة، فهم جميعاً على التوحيد، وإنما الخلاف في الفروع وهو خلاف يشبه ما بين مذاهب السنة نفسها الشافعية والحنفية فهم يدينون بأصول الدين كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما يؤمنون بكل ما يجب الإيمان به ويبطل الإسلام بالخروج منه في الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة، ومن الحق أن السنة والشيعة هما مذهبان من مذاهب الإسلام يستمدان من كتاب الله وسنة رسوله)([542]).
ويقول الدكتور النشار: (وأكاد أقول: إنه لا تكاد تختلف الإثنا عشرية المعاصرة في عقائدها عن عقائد الخلف من أهل السنة)([543]).
ويقول الدكتور علي عبد الواحد: (ولم ندخر وسعاً في هذا البحث في تحري الحقيقة بدون تعصب ولا تحيز، وقد انتهينا من بحثنا هذا بأن الخلاف بيننا وبينهم -مهما بدا في ظاهره كبيراً- لا يخرج من أهم أوضاعه وعندنا وعندهم عن حيز الاجتهاد المسموح به)([544]).
وفي بيان الغرض من كتابته يقول: (وإنما الغرض التقريب بين طوائف أهل السنة وطوائف الشيعة الجعفرية، وبيان أن الخلاف بينهما خلاف اجتهادي يسمح به الإسلام بل يرحب به ولا يصح أن يدعو إلى قطيعة ولا إلى تنافر)([545]).
ويقول في خاتمة الكتاب: (لم ندخر وسعاً في هذا البحث في تحري الحقيقة بدون تعصب ولا تحيز فأقررنا الشيعة الجعفرية على ما ينبغي إقرارهم عليه، وهو القسم الأكبر من أصول مذهبهم وفروعه وأخذنا عليهم ما لا يصح إقرارهم عليه، ولكنا لم نر في القسم الأخير ما يخرجهم عن ربقة الإسلام)([546]).
وتقول السيدة زينب الغزالي: (إنني أرى أن الشيعة الجعفرية والزيدية مذاهب إسلامية مثل المذاهب الأربعة لدى السنة)([547]).
وقد أفتى الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر فتوى مشهورة في جواز التعبد بالمذهب الجعفري وصحته([548])، ولهذا أنشئت دار للتقريب بين أهل السنة والشيعة الإثني عشرية.
ومن ذلك قولهم: إن مخالفات الشيعة التي ذكرتموها كانت في الأزمان السالفة، فهي أقاويل قديمة، ولا نعتقد أن شيعة اليوم يؤمنون بها، وأن الحالة قد تغيرت الآن، إن شيعة اليوم معرضون عن الخلافات القديمة التي كانت بينهم وبين أهل السنة، وهم حريصون على وحدة كلمة المسلمين، ولنا أصدقاء منهم متألمون من هذه الفرقة القائمة بين المسلمين، فإذا كان الأمر كذلك فليس من المصلحة إثارة مثل هذه القضايا وإظهار هذه الخلافات، فلنبتعد عن الطائفية والمذهبية، ولنجتمع جميعاً تحت راية واحدة، ونحرص كل الحرص على وحدتنا الإسلامية، ففي ذلك قوتنا، وعزتنا، وبها نستطيع مواجهة أعدائنا.
والجواب عن ذلك: أن هذا الادعاء ادعاء خاطئ تماماً، مخالف للحقيقة والواقع كل المخالفة، وقد يكون صاحبه معذوراً لأنه يجهل ما يجرى داخل إيران على أرض الواقع، وتسير عليه حوزاتهم العلمية، ويربى عليه طلاب العلم وعوام الشيعة، فليعلم من يدعي هذا الادعاء أو يصدقه أن الشيعة على هذه العقائد والأقاويل المخالفة لـأهل السنة كما كانت عند أسلافهم (فالكتب التي تدرس في جميع معاهدهم العلمية تدرس هذا كله، وتعتبره من ضروريات المذهب وعناصره الأولى، والكتب التي ينشرها علماء النجف وإيران وجبل عامل([549]) في زماننا هذا شر من مؤلفاتهم القديمة، وأكثرها هدفاً لأمنية التقريب والتفاهم)([550]).
(نقول هذا الكلام بعد اطلاعنا على معظم ما صدر عنهم من كتب منذ نصف قرن وكل ما اطلعنا عليه يؤكد اختلافنا معهم في أصول الدين وفروعه)([551]). (ولا وحدة ولا وفاق بيننا وبينهم إلا إذا عادوا إلى جادة الحق)([552]).
(ويحار المرء عندما يلمس سطحية الدعاة المنتسبين لـأهل السنة وغفلتهم ثم يلمس مخططات الشيعة وتصريحاتهم عن تصدير الثورة الإيرانية الشيعية، ووقوفهم على أهبة الاستعداد للانقضاض على الخليج والدول العربية ليعيدوا ذكريات الدولة الصفوية والدولة البويهية، الشيعة يحيكون المؤامرات ضد المسلمين، وجمهور أهل السنة يصفقون لهم، ما أشبه هؤلاء بالذين وصفهم أحمد شوقي فقال:
أثر البهتان فيه                         وانطلى الزور عليه
ملأ الجو صراخاً                        بحياة قاتليه
ياله من ببغاء                           عقله في أذنيه([553])
فعلى أولئك الذين يتباكون على ضرورة التقائنا مع الشيعة أن يقوموا بإحصائية لعدد الكتب الحديثة التي ألفها كبار علمائهم، وسيجدون أنها تزيد على الألف كلها تشكيك بأصولنا وعقيدتنا)([554]). وسنعطي مثالاً واحداً لأحد علمائهم المعاصرين في مسألة القرآن الكريم وهي من أخطر مسائل الدين لترى أن معاصريهم على ما كان عليهم قدماؤهم لم يحيدوا عنهم:
(في عام 1394هـ صدر كتاب عن أحد علمائهم في الكويت سماه الدين بين السائل والمجيب، وجه إلى ميرزا حسن الحائري مؤلف الكتاب في الصفحة 89 السؤال التالي: (المعروف أن القرآن الكريم قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على شكل آيات مفردة فكيف جمعت في سور.. ومن أول من جمع القرآن.. وهل القرآن الذي نقرؤه اليوم يحوي كل الآيات التي نزلت على الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم أم أن هناك زيادة أو نقصاناً.. وماذا عن مصحف فاطمة الزهراء عليها السلام؟).
وهذا جواب المؤلف: (نعم إن القرآن نزل من عند الله تبارك وتعالى على رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم في 23 سنة، يعني من أول بعثته إلى حين وفاته فأول من جمعه وجعله بين دفتين كتاباً هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وورث هذا القرآن إمام بعد إمام من أبنائه المعصومين عليهم السلام، وسوف يظهره الإمام المنتظر المهدي إذا ظهر عجل الله فرجه وسهل مخرجه ثم جمعه عثمان في زمان خلافته، وهذا هو الذي جمعه من صدور الأصحاب، أو مما كتبوا وهو الذي بين أيدينا، والأصحاب هم الذين سمعوا الآيات والسور من رسول الله (ص)، وأما مصحف فاطمة فهو مثل القرآن ثلاث مرات وهو شيء أملاه الله وأوحى إليها) صحيفة الأبرار ص27 عن بصائر الصفار.
صدر هذا الكتاب في الكويت (وما سمعنا أن عالماً من علمائهم رد على الحائري ونفى ما ينسبه الكاتب إلى عقيدة الشيعة وسكوتهم عن الرد إقرار.. والحائري نشر كتابه في بلد ينتسب سكانه إلى مذهب أهل السنة والجماعة فمن هم الذين يحرصون على الفرقة والخصومة، بل من هم الذين يشعلون نار الفتنة؟! إنه الحائري وقومه من غير ريب)([555]).
فإن قيل: ليس من المصلحة إثارة مثل هذه القضايا؟
فالجواب: المصلحة ما وافق الشرع وليس ما وافق الأهواء والأمزجة، بل ليس من الدين والخلق والمروءة أن نصادق من يشكك بكتاب الله، وينكر سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم([556]). ويشتم الصحابة رضوان الله عليهم([557]).
(أما عن وحدة الصف الإسلامي فنحن أهل السنة أحرص الناس على الوحدة وعدم الفرقة وإزالة أسباب الشحناء والبغضاء، ولكننا ننظر إلى هذه الوحدة من خلال موافقة الكتاب والسنة)([558]). فمن يسع للتقريب فعليه إقناع الشيعة الإمامية بالتراجع عن مخالفتهم وبدعهم، وتصحيح كل ما كتبوه ونشروه وقالوا به من شرك وضلال وبدع.
 وأغرب من ذلك: (ادعاء أن الثورة الإيرانية قد نأت عن الطائفية والمذهبية فالشواهد تخالفه.. ولا نجد ما يدل عليه من خطوات جادة واضحة صريحة.. بل تمسك هذه الثورة بالتشيع البدعي ديناً وعقيدة هو الأصل المعمول به هناك.. بما لا يعطي الأمل في تحسين الصورة، ولا يتناسب مع السعي إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة وعدم مخالفة أصول الإسلام وعقائده.
إن الثورة الإيرانية ثورة شيعية، وإذا ذكروا الإسلام فإنهم يعنون به التشيع لا غير، يقول مهدي الحسيني في نشرة وزعت بمناسبة قدوم شهر محرم سنة 1399هـ: (أن الثورة التي يريدها الله شيعية المنطلق إسلامية الصيغة عالمية الأهداف). وفي الدستور الإيراني الجديد: إن الدين الرسمي لـإيران متمثلاً في المذهب الجعفري، وأن ذلك غير قابل للتغيير إلى الأبد، وأن أساس الجمهورية الإسلامية قائم على فكرة الإمامة.. وأساس النظام قائم على الكتاب وسنة الأئمة المعصومين.. والولاية في غيبة الإمام للفقيه العادل الذي تقبله الأكثرية من الجماهير وتتقبل قيادته وإلا فمن خلال مجلس قيادة مركب من جامعي الشرائط([559]).
والثورة الإيرانية تسعى بقوة لتصدير هذا الفكر الشيعي ونشره داخل دول الأغلبية السنية في العالم الإسلامي
([560]).
وتكفي نظرة سريعة على أوضاع أهل السنة داخل إيران نفسها وتعدادهم نحو 35% من مجموع سكان إيران.. فنجد أن أوضاعهم سيئة.. يتعرضون للاضطهاد.. بل وربما القتل.. ومحرومون من التمثيل داخل المؤسسات التنفيذية والإدارية ولا يجدون من يدافع عنهم ويتبنى قضاياهم ويعتني بشؤونهم([561])... رغم أن زعماءهم أيدوا ثورة الخميني ضد الشاه المخلوع... وساعدوا الشيعة في ذلك([562]).. وأظهروا الرضا بقيادة الخميني لـإيران وتعاونوا معها.
 لذلك كله فعلى الذين يدعون إلى التقارب مع الشيعة ويبنون هذه الدعوى على العاطفة وحدها.. دون اعتبار لغيرها أن يسألوا أنفسهم من جديد ويغيروا حساباتهم.. ويزنوا الأمور بميزان الحق.. وبمقياس الكتاب والسنة.. وعقيدة سلف هذه الأمة وفهمها.. ولنا أن نقول: (هل يجوز أن تكون آراؤنا السياسية منفصلة عن العقيدة والنصوص والأدلة الشرعية؟ وهل يجوز تبعيض الإسلام؟!
هل نحن أكثر فهماً وغيرة على الدين وحرصاً على جمع كلمة المسلمين من مالك والشافعي والبخاري وابن معين وابن حنبل وابن تيمية والذهبي؟!)([563]).
(وهل الوحدة الإسلامية مطلب ننشده بأرخص الأثمان وأبخسها؟! ألا تباً لوحدة لا تقوم على عقيدة أصيلة وأساس متين)([564]).
(فإن قال إخواننا: إن الذي تقوله هو التشدد والتنطع في الدين فنقول: هذه النصوص بيننا وبينكم، والإسلام ليس مالاً أو حقاً شخصياً فنساوم عليه، ولن نميعه بأساليب سياسية خالية من الدليل أو البينة، وقوتنا بديننا وعقيدتنا وليس بقلتنا أو كثرتنا)([565]).
(وإن قالوا: ألم تروا شجاعة الخميني وجرأته وقدرته على تحريك الشارع في إيران، فنقول: هذه والله هي البلية بعينها إذ كيف نتردد في التضحية والإقدام ونحن دعاة حق، ويصول غيرنا ويجول)([566])، (أما الشجاعة بحد ذاتها فليست إلا التمسك بالعقيدة الإسلامية وحملها إلى الناس([567]) بصدق وإخلاص)([568]).
 (إن الثمن الذي يطالبنا به الشيعة للتقرب منهم ثمن باهظ، ونخسر معه كل شيء ولا نأخذ به شيئاً، والأحمق من يتعامل مع من يريد منه أن يرجع عنه بصفقة المغبون)([569]).
(إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول كما اعترف به)([570])، (ويقره كل شيعي)([571])، (ومما لا ريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب، ولذلك ضحت وبذلت لتنشر دعوة التقريب في ديارنا وأبت وامتنعت أن يرتفع له صوت أو تخطو في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية، أو أن نرى أثراً له في معاهدها العلمية ولذلك بقيت الدعوة إليه من طرف واحد)([572]).
(ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثاً كعبث الأطفال ولا طائل تحته، إلا إذا تركت الشيعة لعن أبي بكر وعمر، والبراءة من كل من ليس شيعياً منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وإلا إذا تبرأ الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن رتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين، لأن هذا كله بغي على الإسلام، وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه، فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه فستبقى منفردة وحدها بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين ومنبوذة من جميع المسلمين)([573]).
 
 تقية شيعية أم حقائق اعتقادية:
ينقل المتعاطفون مع الشيعة([574]) بعض الأقوال المأخوذة من بعض علماء الشيعة أو عقلائهم يظهرون فيها البراءة من العقائد والمخالفات الشيعية التي ذكرناها ونقلنا أقوالهم بشأنها، ويظهرون فيه محبة الصحابة، أو أنهم وإن أخطأوا في نصب أبي بكر خليفة فلا يزاد عن كونهم مجتهدين مخطئين، وأنهم يقرون بالقرآن الذي بين أيدينا كتاب الله من غير زيادة فيه أو نقص، وأن روايات الأئمة المنسوبة إليهم فيها الصحيح وفيها الضعيف، فليست كل روايات كتب أحاديث الشيعة صحيحة، ولكنها بين صحيح وضعيف، نقل الأستاذ سالم البهنساوي في كتابه السنة المفترى عليها أقوالاً للشيعة في عدم تحريف القرآن وأن من حرف القرآن فقد كفر([575]).
 فينقل عن الإمام الخوئي الشيعي قوله: (المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن، وأن الموجود بين أيدينا هو جميع القرآن، القرآن المنزل على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم)([576]).
وعن الشيخ محمد رضا المظفر: (وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلهم على غير هدى، فإن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)([577]).
 وعن الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء: (.. وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة وعلى هذا إجماعهم)([578]).
ثم نقل عن بعض العلماء الأفاضل القول بأن الشيعة لا ترى القول بوقوع التحريف في القرآن فمن ذلك: قول الإمام أبي زهرة في كتابه الإمام الصادق ص296: (إن إخواننا الإمامية على اختلاف منازعهم يرونه –القرآن- كما يراه كل المؤمنين). وعقد لذلك بحثاً تحت عنوان (لا تبديل ولا نقص في كتاب الله)([579]).
وقول الدكتور علي عبد الواحد في كتابه بين الشيعة وأهل السنة ص35: (يعتقد الشيعة الجعفرية كما يعتقد أهل السنة أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل على رسوله، والمنقول بالتواتر والمدون بين دفتي المصحف بسوره وآياته المرتبة بتوقيف من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وأنه جامع لأصول الإسلام عقائده وشرائعه وأخلاقه)([580]).
وفي كتاب الغزالي دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين ص264 أنكر الغزالي على من قال: إن للشيعة قرآناً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف، وأخبر أن قرآننا هو قرآن الشيعة، وقال له: (إن المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدسه الشيعة في النجف أو طهران، ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء البتة إلا توقير الكتاب ومنزله -جل شأنه- ومبلغه صلى الله عليه وسلم فلم الكذب على الناس وعلى الوحي)([581]).
أما الصحابة فيرى المتعاطفون مع الشيعة أن الشيعة لم يتحاملوا عليهم تحاملاً شديداً، بل جوزوا عليهم الخطأ مع الاجتهاد، ونقلوا عن بعض الشيعة الإمامية القول بذلك:
 فعن محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها ص113 أنه قال في الصحابة متبرأ من الطعن فيهم: (.. كلا معاذ الله أن يظن بهم ذلك وهم خيرة من على وجه الأرض يومئذ، ولكن لعل الكلمات لم يسمعها كلهم، ومن سمع بعضها لم يلتفت إلى المقصود منها، وصحابة النبي الكرام أسمى من أن تحلق إلى أوج مقامهم بغاث الأوهام)([582]).
 وفي محاولة بيان اختلاف الشيعة حول بعض معتقداتهم، بين مؤيد لها ومعتنقها، وبين منكر لها وجاحد، نقل المتعاطفون مع الشيعة بعضاً من أقوال لهم تفيد ذلك، والمراد أن هذه العقائد لا تلزمهم جميعاً:
فمن ذلك قول آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها ص99: (وليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم ولا إنكارها بضار، وإن كانت ضرورية عندهم، ولكن لا يناط التشيع بها وجوداً أو عدماً) اهـ([583]).
وفي محاولة بيان نبذ الشيعة للتقية وأنهم لا يأخذون بها مطلقاً في كل صغيرة وكبيرة، وأن التقية فقط لحفظ النفس من القتل أو الضرر وفي مجال الأحكام فقط، فهي كالإكراه عند أهل السنة، فمن ذلك نقلهم قول الخميني في الحكومة الإسلامية ص142: (فلا ينبغي التمسك بالتقية في كل صغيرة وكبيرة، وقد شرعت للحفاظ على النفس أو الغير من الضرر في مجال الأحكام، أما إذا كان الإسلام كله في خطر فليس في ذلك متسع للتقية والسكوت) اهـ([584]).
أما فيما يتعلق بالسنة فيرى المتعاطفون مع الشيعة أن الشيعة يأخذون بالسنة ويوجبون العمل بها، ويرون ردها كفراً، ويوجبون العمل بأقوال الأئمة ولكن ردها من الفسق لا من الكفر فهي أدنى منزلة من السنة، وينقلون بعض أقوالهم في ذلك:
يقول علامة الشيعة محمد حسين الجلالي في كتابه مصادر الحديث عند الشيعة الإمامية تقسيماً لأحاديث الكافي: (مجموع الأحاديث التي فيه16121 حديثاً منها 9485 ضعيفاً، 114 حسناً، 1118حديثاً موثقاً، 302 حديثا قوياً، وفقط حديث صحيح)([585])وكذلك في كتاب الوحدة الإسلامية نقل تضعيف علماء للشيعة لآلاف الأحاديث في الكافي([586]).
 أما ردهم لأحاديث البخاري ومسلم عند أهل السنة مع أنها أوثق كتب الحديث، فيقول الدكتور إسلام محمود([587]): (لكن لماذا يرفضون الأحاديث الواردة في البخاري ومسلم؟ هذا الكلام أيضاً غير دقيق فهم لا يرفضون هذه الأحاديث بإطلاق ولكن لهم شروطهم الخاصة في الرواة، تماماً كما للبخاري شروطه، ولاعتقادهم بعصمة آل البيت، فهم يقبلون الأحاديث المروية عنهم، أو أن يكون في سلسلة الرواة أحد آل البيت زاعمين أن هذا من حرصهم على صدق النقل والتثبت، وهناك كثير من الأحاديث مشتركة بيننا وبينهم إما لأن البخاري ومسلماً رواياها عن آل البيت، أو لأن المتن واحد ووصل كل منهما إليه بسند مختلف، إذن الخلاف ليس على السنة أو حجيتها بل على ثبوتها أو عدمه) اهـ.
 وعن موقفهم من أهل السنة، خاصة مع عدم أخذهم بإمامة أئمة أهل البيت، وعدم القول بعصمتهم، والشيعة تقول بإمامتهم وعصمتهم، فإن المتعاطفين مع الشيعة يقولون: إن هذا الاختلاف لا يقابله تحامل من الشيعة على أهل السنة، فكمال الإيمان عند الشيعة بالإقرار بإمامة أئمة أهل البيت وعصمتهم، فإن انتفى ذلك قلت منزلة المخالف ولكن لا يخرج عن الإسلام بذلك.
وينقلون في ذلك عن محمد الحسين آل كاشف الغطاء في تعقيبه على أن الإمامة ركن من أركان الدين خاصة مع الحديث الوارد في الكافي: لا يكون العبد مؤمناً حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه ويرد عليه ويسلم إليه).
إن أركان الدين هي: التوحيد والنبوة والمعاد والعمل بدعائم الإسلام الخمسة (الصلاة- الصوم- الزكاة- الحج- الجهاد) (الشهادة مرت في التوحيد)، أما الركن الخامس وهو الاعتقاد بالإمامة فمع عدم الأخذ به لا يخرج المسلم من دائرة الإيمان والإسلام يقول محمد الحسين آل كاشف الغطاء([588]): (وإذا اقتصر على تلك الأركان (يعني الأربعة فقط) فهو مسلم مؤمن بالمعنى الأعم، تترتب عليه جميع أحكام الإسلام من حرمة دمه وماله وعرضه، ووجوب حفظه وحرمة غيبته وغير ذلك، لا أنه بعدم الاعتقاد بـالإمامية يخرج عن كونه مسلماً -معاذ الله- نعم يظهر أثر التدين بالإمامة في منازل القرب والكرامة يوم القيامة، أما في الدنيا فالمسلمون بأجمعهم سواء وبعضهم لبعض أكفاء).
وقد فسر بعض الشيعة حديث الكافي: (ألا يكون العبد مؤمناً) أي: لا يكون مسلماً شيعياً([589]).
 الإخوان المسلمون والتقارب مع الشيعة:
أول من تعاطف مع الدعوة إلى التقارب المذهبي مع الشيعة الإثني عشرية هم جماعة الإخوان المسلمين، وقد دعا مؤسس الجماعة حسن البنا رحمه الله أتباعه إلى عدم الخوض في مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة، وسعى إلى محاولة التقريب بين أهل السنة والشيعة، وكانت له اتصالات مع بعض علماء الشيعة بشأن قضية التقريب، كما ساهم بجهود بارزة في نشاط لجنة التقريب بين الشيعة والسنة، والظاهر- والله أعلم- أن هذا التعاطف ينبع من:
1- الاتجاه العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي يتبنى محاولة جمع الأمة على اختلاف فرقها ودعاتها في صف واحد، دون اعتبار للاختلافات العقائدية وبدع العبادات، في ظل مبدأه (نتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه).
 2- عدم العلم([590]) -أو عدم الالتفات- إلى مؤلفات الشيعة القديمة والحديثة المحتوية على شناعات وضلالات الشيعة ومخالفاتهم في العقائد والعبادات.
3- الرغبة في التعاون مع علماء الشيعة الدعاة إلى التقارب، المظهرين لاعتدال الشيعة، والتأثر بكتاباتهم الموجهة إلى أهل السنة، والتي تظهر التبرأ من كثير من مخالفات الشيعة وتكتفي بذلك، دون أن تتبع ذلك بتوجيه النداءات إلى الشيعة أنفسهم علماء وطلاب علم وعوام بتصحيح ما هم عليه من المخالفات، وغربلة وتنقية مؤلفات الشيعة المختلفة قديماً وحديثاً من هذه الجهالات([591]).
(نقل أحد الكتاب الذين يعملون ويكتبون لصالح الشيعة وهو عز الدين إبراهيم في كتابه موقف العلماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية الإيرانية (ص14-15 ط. مطبعة سبهر طهران الثانية 1406هـ منشورات العلاقات الدولية في منظمة الإعلام الإسلامي الإيراني) عن عمر التلمساني وهو يتحدث عن موقف حسن البنا فيقول -أي التلمساني -: (وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها، والمسلمون على ما ترى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره، قلنا لفضيلته: نحن لا نسأل عن هذا للتعصب أو توسعة لهوة الخلاف بين المسلمين، ولكن نسأل للعلم لأن ما بين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المرا جع 00)([592]).
 فـ (من كلام التلمساني هذا ترى جلياً أن موقف الشيخ حسن البنا من هذه عدم الخوض في مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة، فـالبنا لم ير البحث في هذه المسألة الخطيرة والتلمساني نفسه صرح بأنه ليس لديهم من سعة الوقت ما يمكنهم من البحث في المسألة، وهنا اجتمعت طامتان عدم سعة الوقت والنهي عن الدخول في مسائل الخلاف الشائكة، إذن تقارب البنا رحمه الله تعالى مع الشيعة ليس عن علم ولا بتشجيع للعلم الذي يتناول هذه الأمور، وهذا يستلزم أن نقول: إن القوم الذين تعاطفوا -أو لنقل دعوا إلى التقارب مع الشيعة - ليسوا على علم بمعتقدات الشيعة بل إن مبدأهم هو محاربة، أو لنقل: النهي عن وجود مثل هذا العلم، وهذه نقطة خطيرة يجب أن لايغفل عنها المتتبعون)([593]).
(إن حسن البنا رحمه الله تعالى-كسائر أهل السنة يهمهم أن يتقارب المسلمون وينبذوا ما بينهم من خلاف، إنه لم يطلع على موقف الشيعة الحقيقي من أهل السنة، فالظروف والمشاغل التي واجهته وعدم سعة وقت أتباعه (على حد كلام التلمساني) لم تسمح له أو لم يسمح هو لنفسه بالبحث والتنقيب في كتب الشيعة القديمة التي عليها مدار مذهبهم، وبعض الكتب الحديثة التي يخفيها الشيعة عن المساكين وحسني النية، والتي يقصرونها عليهم دون إطلاع خصومهم عليها، فلم تقع أنظار هؤلاء الطيبين إلا على الكتب الناعمة التي تدعو إلى الوحدة بشكل عام، وهذا من تكتيك التقية خداع الخصوم بالتكتم والمراوغة للحيلولة دون وصولهم إلى الحقيقة)([594]).
 وفي كتابه الملهم الموهوب حسن البنا، يقول الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله المرشد العام السابق للإخوان: (وبلغ من حرصه -يعني حسن البنا - رحمه الله على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم، خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد، ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة)([595]).
كما قابل الإمام البنا المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948م وحدث بينهما تفاهم حول قضية التقريب، ففي كتابه لماذا اغتيل حسن البنا ط. دار الاعتصام ص 32 نقل الأستاذ عبد المتعال الجبري عن روبير جاكسون قوله([596]): (ولو طال عمر هذا الرجل -يقصد حسن البنا - لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد، خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة، وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال) اهـ.
وقد اشترك الإخوان مع الأزهر في جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية. وهي التي تبث جهود التقريب بين الشيعة والسنة، وأنشأت داراً لذلك بـالقاهرة، وممن شارك في هذه الجمعية:
الإمام حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
 الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر وقتها.
والشيخ مصطفى عبد الرازق.
والشيخ محمود شلتوت.
يقول الأستاذ سالم البهنساوي في كتابه السنة المفترى عليها ص 57: (منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1954 للقاهرة)([597]). ويقول في نفس الصفحة: (ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون)([598]).
ونواب صفوي: هو زعيم جماعة فدائيان إسلام الإسلامية الشيعية في إيران في الخمسينيات، وفكرهم السياسي مقارب إلى فكر جماعة الإخوان، وقد أعدمه شاه إيران بعد ذلك.
وتقول السيدة زينب الغزالي: (فقبل عام 1952م كان هناك جماعة التقريب بين المذاهب، والتي كان يشرف عليها الشيخ محمود شلتوت والشيخ القمي، وقد شاركت في عمل تلك الجماعة، وبمباركة الإمام الشهيد حسن البنا الذي كان يرى أن المسلمين سنة وشيعة أمة واحدة وأن الخلاف المذهبي لا يفرق وحدة الأمة)([599]). وتقول: (ويجب أن يكون الشيعة والسنة على قلب واحد)([600]).
 الشيخ الغزالي رحمه الله وقضية التقارب:
سئل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن دوره في جماعة التقريب بين أهل السنة والشيعة الإثنا عشرية فقال: (نعم أنا كنت من المعنيين بالتقريب بين المذاهب الإسلامية وكان لي عمل دؤوب ومتصل في دار التقريب في القاهرة فصادقت الشيخ محمد تقي القمي كما صادقت الشيخ محمد جواد مغنية، ولي أصدقاء من العلماء والأكابر من علماء الشيعة). نشرت ذلك مجلة الطليعة الإسلامية عدد 26 مارس 1985([601]).
وفي كتابه كيف نفهم الإسلام قال الغزالي ص 118 ط. دار التوفيق النموذجية الثالثة سنة 1983: (ولقد رأيت أن أقوم بعمل إيجابي حاسم سداً لهذه الفجوة التي صنعتها الأوهام، بل إنهاء لهذه الفجوة التي خلفتها الأهواء، فرأيت أن تتولى وزارة الأوقاف ضم المذهب الفقهي للشيعة الإمامية إلى فقه المذاهب الأربعة المدروسة في مصر، وستتولى إدارة الثقافة تقديم أبواب العبادات والمعاملات في هذا الفقه الإسلامي للمجتهدين من إخواننا الشيعة، وسيرى أولو الألباب عند مطالعة هذه الجهود العلمية أن الشبه قريب بين ما ألفنا من قراءات فقهية وبين ما باعدتنا عنه الأحداث السيئة)([602]).
وفي نفس الكتاب (ص116) أعلن الشيخ الغزالي عن سروره بقيام إدارة الثقافة بوزارة الأوقاف المصرية بطبع كتاب المختصر النافع في فقه العبادات على مذهب الشيعة الإمامية([603]).
ولا يخفى أن الواجب البدء بالأصول والعقائد عند النظر في مذهب الشيعة الإثني عشرية قبل الحديث عن الفروع وأحكام العبادات والمعاملات، والشيخ محمد الغزالي رحمه الله ارتبط بصداقة مع الشيخ الشيعي محمد جواد مغنية، ولم يكن يعلم الغزالي أن مغنية وغيره يتعاملون معه بالتقية للحصول على مكاسب مذهبية كفتوى شلتوت وغيره)([604]).
 وكتب الغزالي في كتابه ظلام من الغرب ص 195 يقول: (وأستطيع القول أن الخلاف بين الشيعة والسنة سياسي أكثر منه ديني)([605]).
ويقول في ص197: (وأنا موقن أنه -أي الأزهر- إذا مد يده للشيعة فإن أكثر عوامل الوقيعة سوف تذوب من تلقاء نفسها كما تذوب كتل الجليد تحت أشعة الشمس)([606]).
والعجيب صدور مثل هذا الكلام من عالم له مكانته ومحبيه رغم كثرة ما تحمله كتب شيوخ الشيعة الإثنا عشرية من مخالفات شنيعة في العقائد، والتي يتربى عليها الإثني عشرية ويتعلمون منها كما ذكرنا لك أمثلة منها عند الطوسي والحر العاملي والكركي والكاشاني ويوسف البحراني والنجفي والخميني والخوئي والشيرازي..إلخ.
وفي كتابه كيف نفهم الإسلام ص242 قال الشيخ الغزالي رحمه الله وعفا عنا وعنه: (وكان خاتمة المطاف أن جعل الشقاق بين الشيعة والسنة متصلاً بأصول العقيدة، ليتمزق الدين الواحد مزقتين وتتشعب الأمة الواحدة إلى شعبتين، كلاهما يتربص بالآخر الدوائر، بل يتربص به ريب المنون! إن كل امرئ يعين على هذه الفرقة بكلمة فهو ممن تتناولهم الآية: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) [الأنعام:159] واعرف أن المسارعة بالتكفير ميسورة في باب الجدل، وأن إلزام الخصم بالكفر نتيجة رأي يقول به أمر سهل في حمى النقاش)([607]).
ويذكر الغزالي كيف أن سائلاً سأله عن فتوى الشيخ شلتوت في الاعتداد بمذهب الشيعة الجعفرية مستنكراً لأنهم على غير ديننا، فلما أخبره الشيخ الغزالي أنهم يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم، تعجب السائل! فأخبره أنهم يقرؤون القرآن مثلنا ويحجون إلى البيت الحرام، فزاد تعجب السائل فقال له: أنت معذور إن بعضنا يشيع عن البعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته مثلما يفعل الروس بالأمريكان والأمريكان بالروس كأننا أمم متعادية لا أمة واحدة([608]).
ومن أمثلة من نادوا بالتقارب أيضاً من الإخوان المسلمين: الدكتور مصطفى الشكعة حيث يقول: (و الإمامية الإثنا عشرية هم جمهور الشيعة الذين يعيشون بيننا هذه الأيام وتربطهم بنا نحن أهل السنة روابط التسامح والسعي إلى تقريب المذاهب، لأن جوهر الدين واحد، ولبه أصيل ولا يسمح بالتباعد)([609]).
وكذلك: يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص420: (وقد كان تاريخ الإسلام حافلاً بالخلافات والمساجلات الفكرية وبالصراع السياسي بين السنة والشيعة، وقد حرص الغزو الخارجي الممتد من الحروب الصليبية إلى اليوم أن يغذي هذا الخلاف، وأن يعمق آثاره حتى لا تلتئم وحدة عالم الإسلام، وكانت حركة التغريب وراء الإيقاع بين السنة والشيعة وتفريق حكمتهم وإذكاء الخصومة بينهم، وقد تنبه السنة والشيعة جميعاً لهذه المؤامرات وعملوا على تضييق شقة الخلاف)([610]).
أما عن مدى التعاون بين الإخوان والشيعة عبر السنين الماضية، فنورد عليه بعض الأمثلة:
ذكر الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين أنه اشتكى لـنواب صفوي زعيم منظمة (فدائيان إسلام) أثناء زيارته لـسوريا أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب صفوي أحد المنابر وخطب في حشد من الطلاب الشيعة والسنة: (من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى الإخوان المسلمين)([611]).
وذكر الأستاذ فتحي يكن في الموسوعة الحركية جـ1/ ص163 كيف قوبلت زيارة نواب صفوي للقاهرة بحماس وترحيب شديدين من الإخوان المسلمين، وذكر صدى إعدامه على صفوف الإخوان المسلمين واستنكارهم لذلك([612]).
أما بعد قيام ثورة الخميني وتوليه السلطة في إيران فعن تأييد الإخوان لها وقتها فحدث ولا حرج، ومن مظاهر ذلك:
* كتب الأستاذ عصام العطار أحد زعماء حركة الإخوان المسلمين -في ألمانيا حالياً- كتاباً عن تاريخ الثورة تأييداً لها، وأبرق إلى الإمام الخميني مهنئاً ومباركاً أكثر من مرة، وانتشرت أحاديثه المسجلة المؤيدة للثورة على أشرطة كاسيت بين الشباب المسلم([613]).
* قامت مجلة الرائد لسان حال الطلائع الإسلامية بـألمانيا بدور كبير في تأييد الثورة وشرح مواقفها والدفاع عنها([614]).
* في السودان قام شباب الإخوان بمظاهرات تأييد للثورة، وسافر الدكتور الترابي الذي كان زعيماً للإخوان هناك في ذلك الوقت قبل انفصاله عنهم إلى إيران حيث قابل الخميني معلناً تأييده([615]).
* وفي تونس وقفت مجلة الحركة الإسلامية المعرفة إلى جانب ثورة الخميني، ودعت إلى مناصرتها([616]).
 وقد كتب زعيم الحركة الإسلامية في تونس والذي هو عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مرشحاً الإمام الخميني لإمامة المسلمين!! مما أدى إلى إغلاق مجلة المعرفة واعتقال زعماء الحركة الإسلامية على يد نظام بورقيبة([617]).
وفي كتابه الحركة الإسلامية والتحديث لـراشد الغنوشي وحسن الترابي ص16: اعتبر الأستاذ الغنوشي أن الاتجاه الإسلامي الحديث تبلور وأخذ شكلاً واضحاً على يد الإمام البنا والمودودي وقطب والخميني ممثلي أهم الاتجاهات الإسلامية في الحركة الإسلامية المعاصرة. وفي ص17 اعتبر الغنوشي أنه بنجاح الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة([618]).
أما في لبنان فقد وقف الأستاذ فتحي يكن ومجلة الحركة الإسلامية الأمان موقفاً مؤيداً للثورة، وزار الأستاذ فتحي يكن إيران أكثر من مرة، وألقى في تأييدها محاضرات عديدة، وشارك في احتفالات إيران بالثورة([619]).
ونشرت مجلة الأمان قصيدة للأستاذ يوسف العظم دعا فيها إلى مبايعة الخميني!! قال فيها([620]):
بالخميني زعيما وإمام                             من صرح الظلم لا يخشى الحمام
قد منحناه وشاحاً ووسام                         من دمانا ومضينا للأمام
ندمر الشرك ونجتاح الظلام                       ليعود الكون نوراً وسلام
أما في مصر فقد وقفت مجلات الدعوة والاعتصام والمختار الإسلامي إلى جانب الثورة الإيرانية ومدافعة عنها.
أما التنظيم الدولي للإخوان المسلمين فقد أعلن تأييده للثورة الإيرانية، خاصة مع أزمة الرهائن -أي الرهائن من الأمريكيين الذين احتجزتهم إيران في السفارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي كارتر - والحرب العراقية الإيرانية([621]). وفي باكستان عبر المودودي عن موقف الجماعة الإسلامية فيها بقوله: (وثورة الخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية، وعلى جميع المسلمين عامة، والحركة الإسلامية خاصة، أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات)([622]).
وفي النمسا كتبت مجلة الدعوة المهاجرة التي يصدرها الإخوان في تأييد الثورة والإشادة بها([623])
ولهذا كله صرح عمر التلمساني بالحرف الواحد: (لا أعرف أحداً من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران)([624]).
 الأزهر وقضية التقريب:
شارك شيوخ الأزهر في جهود التقريب مع الشيعة خاصة في منتصف القرن العشرين الميلادي، وإلى اليوم ما زال الأزهر ينظر بقبول للمذهب الجعفري، ويبدي تسامحاً واضحاً تجاه الشيعة، وقد ذكرنا من قبل أن الأزهر شارك بشيوخه في جهود جمعية التقريب بين الشيعة والسنة.
وقد سبق ذلك فتوى مشهورة للشيخ محمود شلتوت في إجازة تعبد كل مسلم بالمذهب الجعفري!! كمذهب مساوٍ لمذاهب أهل السنة الأربعة!! وكذلك أثنى الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر على كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن للفضل بن الحسن الطبرسي من علماء الشيعة في القرن السادس الهجري داعياً جماعة التقريب إلى طبعه ونشره!!
 وبالنسبة لجماعة التقريب يتحدث الشيخ محمود شلتوت في كتاب الوحدة الإسلامية (مجموعة من المقالات كانت تصدر في مجلة رسالة الإسلام عن الأزهر) ص20 فيقول: (لقد آمنت بفكرة التقريب كمنهج قويم وأسهمت منذ أول يوم في جماعتها)([625]). ويقول في ص23([626]). (وها هو الأزهر الشريف ينزل على حكم المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة فيقرر دراسة فقه المذاهب الإسلامية سنيها وشيعيها دراسة تعتمد على الدليل والبرهان وتخلو من التعصب لفلان أو علان).
ويقول الشيخ شلتوت ص24: (وكنت أود لو أستطيع أن أتحدث عن الاجتماعات في دار التقريب حيث يجلس المصري إلى جانب الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية، وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي حول مائدة واحدة تدوي بأصوات فيها علم وفيها تصوف وفيها فقه وفيها مع ذلك كله روح الأخوة وذوق المحبة وزمالة العلم والعرفان)([627]).
 
 
 
<PICTURE1009> صورة من فتوى الشيخ محمود شلتوت بإجازة التعبد بالمذهب الجعفري للشيعة الإثني عشرية كسائر مذاهب أهل السنة!!
 
<PICTURE1010>
صورة كتاب الأستاذ الأكبر عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر إلى دار التقريب بين المذاهب الإسلامية مشيراً بإحياء وطباعة كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن للفضل بن الحسن الطبرسي من علماء الشيعة.
 إنه من أجل دعوة التقريب بين الشيعة والسنة أُنشئت دار في مصر ينفق عليها من الميزانية الرسمية لدولة شيعية، وهذه الدولة الشيعية الكريمة آثرتنا بهذه المكرمة فاختصتنا بهذا السخاء الرسمي، وضنت بمثله على نفسها وعلى أبناء مذهبها، فلم تسخ مثل هذا السخاء لإنشاء دار تقريب في طهران، أو قم، أو النجف، أو جبل عامل، أو غيرها من مراكز الدعاية والنشر للمذهب الشيعي، وإن مراكز النشر هذه للدعاية الشيعية صدر عنها في السنين الأخيرة من الكتب التي تهدم فكرة التفاهم والتقريب ما تقشعر منه الأبدان)([628]).
(وهذا الإيثار تكرر منهم في مختلف العصور، والدعاة الذين يرسلونهم لمثل هذه الأغراض هم الذين تحولت بهم العراق من بلاد سنية فيها أقلية شيعية إلى بلاد شيعية فيها أقلية سنية([629]).
وفي عصر الجلال السيوطي حضر من إيران إلى مصر داعية من دعاتهم أشار إليه السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي الطبعة المنيرية جـ1 ص330 وبسبب ذلك الداعية الإيراني ألف السيوطي رسالته مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة)([630]).
وفي حديث مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية في 3/ 2/ 1979م قال الشيخ السابق للأزهر: (الإمام الخميني أخ في الإسلام ومسلم صادق) ثم قال: (إن المسلمين باختلاف مذاهبهم إخوة في الإسلام، والخميني يقف تحت لواء الإسلام كما أقف أنا)([631]).
وقد ساهمت هذه الجمعية ونشاط دعاتهم وجهود المتأثرين بها في تسهيل نشر وتقبل وجود الشيعة وانتشارها في صفوف أهل السنة، وساعدت كذلك على ظهور كتابات الكثير من العلماء المتقبلين للفكرة، والتي تدعو وبحماسة لتقبل التشيع، والتحذير من الأصوات المعارضة والمحذرة من خطر الشيعة.
 تراجع من تبين له ضلال الشيعة:
ذكرنا موقف المتعاطفين مع الشيعة ووجهة نظرهم، والأسباب التي حملتهم على ذلك، ونذكر هنا ونسجل مواقف من تبين لهم ضلال الشيعة فعادوا إلى الحق، وانتقدوا ما عليه الشيعة، بعد أن كانوا من المتعاونين معهم، والداعين إلى التقارب إليهم، وأكثرهم ممن خدعوا بأقوال علماء الشيعة ودعاتهم، فحملتهم الكلمات المعسولة والوعود الكاذبة والأماني الخادعة على تصديق الشيعة والتساهل تجاههم، حتى رأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم خلاف ما قيل لهم، وتبين لهم خداع القوم، والذين يدينون بالتقية ويعملون بها حتى مع من يتقرب إليهم، ويدعون الناس بتقبيلهم بين أوساطهم.
ولا يخفى أن أصواتاً كثيرة كانت تهتف للشيعة من الإخوان المسلمين وغيرهم قد خفتت الآن، وفترت إلى حد ما هممهم، ولعل أسباب ذلك في جملته هي:
1- موقف جمهورية إيران المؤيد والمتعاون مع النظام السوري، ومعلوم عداء حكام سوريا النصيريين العلويين للحركة الإسلامية، وتمثل ذلك في التنسيق بين سياسة الدولتين في لبنان وعلى الساحة الدولية.
 2- ممارسات وتصريحات وأقوال العديد من المسئولين الإيرانين الدالة على تعصبهم للشيعة ومحاولة تصدير التشيع إلى الدول المجاورة وأغلبها دول عربية إسلامية سنية.
3- موقف إيران المعادي والمعتدي على أهل السنة في إيران، وعلى الدول العربية في الخليج والتهديد الدائم باستخدام القوة والعدوان المسلح([632]).
4- انتشار صيحات الدعاة والعلماء المخلصين المحذرة من خطر الشيعة والكاشفة لقبائحهم وضلالاتهم.
وسنذكر هنا طرفاً من مواقف بعض الفضلاء الذين عدلوا عن محاورة الشيعة أو التعاون معهم إلى بيان ضلالهم والتحذير منهم:
 الأستاذ سعيد حوى:
وهو من كبار رجال دعوة الإخوان المسلمين البارزين، وكان من المتحمسين لثورة الخميني، حتى فوجئ -كما فوجئ غيره بفساد الخميني ومن معه عقيدة وسلوكاً ودعوة، فبادر بالتحذير منه، وقد أصدر لذلك رسالة تحت عنوان الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف مبيناً بنقولات عن الشيعة:
* غلو الشيعة في الأئمة.
* قولهم بتحريف القرآن الكريم.
* موقفهم من السنة النبوية المطهرة.
* موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم.
* الانتقاص من النبي صلى الله عليه وسلم بالطعن في أزواجه، أو الطعن في أصحابه، والطعن في كمال رسالته.
* مخالفتهم لإجماع المسلمين.
* عداؤهم لـأهل السنة.
* غلوهم في فاطمة رضي الله عنها.
ثم أتبع ذلك بذكر مواقف لشذوذ الخميني: كمحاولة تشييع العالم الإسلامي والسيطرة عليه، والتحالف مع القوى المعادية للإسلام كـروسيا وإسرائيل وغيرهما، ومحاولة السيطرة على دول الخليج لتقوية اقتصاد إيران، مبيناً آثار مواقف الثورة الإيرانية على الصحوة الإسلامية([633]).
كتب الأستاذ سعيد حوى رحمه الله في مقدمة كتابه يقول: (جاءت الخمينية المارقة تحذو حذو أسلافها من حركات الغلو والزندقة التي جمعت بين الشعوبية في الرأي، والفساد في العقيدة، تتاجر بمشاعر جماهير المتعلقين بالإسلام تاريخاً وعقيدة وتراثاً، فتتظاهر بالإسلام قولاً وتبطن جملة الشذوذ العقدي والحركي)([634])اهـ.
ثم قال: (فتدعي نصرة الإسلام وهي حرب عليه عقيدة ومنهجاً وسلوكاً، وتتظاهر بالغيرة على وحدة الصف الإسلامي وهي تدق صباح مساء إسفيناً بعد إسفين في أركان الأمة الواحدة، متوسلة في ذلك بنظرة مذهبية شاذة)([635])اهـ.
 وقال رحمه الله: (خلطت الخمينية في منهجها الحركي الفاسد المدمر كل توجهات الحركات السرية الباطنية ومناهجها القائمة على التلقين السري والاعتصام بالتقية والاستمداد من المجوسية لتتحول في الغاية والنهاية -كأخواتها في التاريخ- إلى مدرسة ممتازة للغدر والمخاتلة، وإلى منهجية شريرة ذات شعب ثلاث: إفساد للعقيدة، وطمس لمعالم الإسلام، وتشويه لمقاصده النبيلة، ورغبة في السيطرة والهيمنة قد غلفت بشعارات خادعة)([636])اهـ.
وجاء في خاتمة كتابه: (نناشد أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم([637]) وألسنتهم ضد الخمينية) وقال: (نناشد أهل الوعي أن يفتحوا الأعين على خطر الخمينية)([638]).
 الدكتور مصطفى السباعي:
(كان الدكتور الشيخ مصطفى السباعي من الداعين إلى التقارب السني الشيعي، وبدأ بنفسه فبدأ يعرض فقه الشيعة في مؤلفاته ودروسه في كلية الشريعة بجامعة دمشق([639])، ويتحدث عن تجاربه مع الشيعة فيقول: (في عام 1953م زرت المرحوم([640]) السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي في بيته بمدينة صور في جبل عامل، وكان عنده بعض علماء الشيعة، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة، وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة، وأن من أكبر العوامل في ذلك زيارة علماء الفريقين بعضهم لبعض، وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب، وكان السيد عبد الحسين متحمساً لهذه الفكرة ومؤمناً بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض، وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة([641])، ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسيين وتجار وأدباء لهذا الغرض ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة، ثم ما هي فترة من الزمن حتى فوجئت بأن السيد عبد الحسين أصدر كتاباً في أبي هريرة مليئاً بالسباب والشتائم، ولم يتح لي حتى الآن قراءة هذا الكتاب الذي ما أزال أسعى للحصول على نسخة منه، ولكني علمت بما فيه مما جاء في كتاب الأستاذ محمود أبي رية([642]) من نقل بعض محتوياته ومن ثناء الأستاذ عليه أنه لا يتفق مع رأيه في هذا الصحابي الجليل.
لقد عجبت من موقف الأستاذ عبد الحسين في كلامه وفي كتابه معاً، ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي، وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة، إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات في القاهرة، ويستكتبون فريقاً من علماء الأزهر لهذه الغاية، لم نر أثراً لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف، كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة، لا تقريب بعضهما من بعض)([643])اهـ.
(وعن حديث السباعي عن الوضع في الحديث يقول: (ويكاد المسلم يقف مذهولاً من هذه الجرأة البالغة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا أن يعلم أن هؤلاء الرافضة أكثرهم من الفرس الذين تستروا بالتشيع لينقضوا عرى الإسلام، أو ممن أسلموا ولم يستطيعوا أن يتخلوا عن كل آثار ديانتهم القديمة، فانتقلوا إلى الإسلام بعقلية وثنية لا يهمها أن تكذب على صاحب الرسالة، لتؤيد حباً ثاوياً في أعماق أفئدتها، وهكذا يصنع الجهال والأطفال حين يحبون وحين يكرهون)([644])اهـ.
 رشيد رضا:
(سعى رشيد رضا كثيراً من أجل التقارب السني الشيعي، وقامت علاقات طيبة بينه وبين عدد من أعلام الرفض منهم: صاحب مجلة العرفان والمدعو هبة الدين الشهرستاني النجفي، والمدعو عبد الحسين العاملي صاحب المراجعات والمدعو محيي الدين عسيران، وظن رشيد رضا أن أصحابه هؤلاء من المعتدلين لكنه فوجئ بكتاب للمدعو محسن الأمين العاملي اسمه الرد على الوهابية ثم ظهر له كتاب آخر اسمه: الحصون المنيعة في الرد على ما أورده صاحب المنار في حق الشيعة، فعلم صاحب المنار أن الاعتدال الذي كان يتظاهر به أصحاب الشيعة ليس إلا تقية ونفاقاً، وتأكد من ذلك عندما راح صديقه صاحب مجلة العرفان يشيد بكتب معدم الأمانة محسن العاملي، ووجد رشيد رضا نفسه مضطراً للرد على أباطيلهم، وبيان الحق الذي حاولوا طمسه فكتب رسالته الأولى التي أسماها: السنة والشيعة، وبين فيها مذهب أهل الرفض الذين يزعمون أن الصحابة قد حذفوا آيات من القرآن، والسنة عندهم هي قول إمامهم المعصوم أو فعله أو تقريره، وأخيراً كشف وقاحتهم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعنهم لـأبي بكر وعمر رضي الله عنه وزعمهم أن معظم الصحابة قد ارتدوا.
وأجمل ما في كتب رشيد رضا رسالتان تبادلهما علامة العراق محمود شكري الألوسي وعلامة الشام جمال الدين القاسمي في الرد على محسن العاملي، ويبدو أن القاسمي كان قد كتب للألوسي في أمر الكتابين الصادرين عن العاملي فأجابه الألوسي مؤكداً أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن وإنكار السنة، وكان مما قاله: وأما العترة أي زعمهم بأخذ أصولهم عن العترة فاعلم أن الروافض زعموا أن أصح كتبهم أربعة: الكافي، وفقه من لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار. وقالوا: إن العمل بما في هذه الكتب الأربعة من الأخبار واجب.
وبدأ الألوسي بنقد رواة هذه الكتب، وهم بين فاسد المذهب كـابن مهران وابن بكير، ووضاع كـجعفر القزاز وابن عياش، وكذاب كـمحمد بن عيسى، ومجاهيل كـابن عمار وابن سكرة، ومجسمة كالهشامين وشيطان الطاق المعبر عنه لديهم بمؤمنه، ثم تتبع الألوسي شركيات الرافضة في العقيدة والعبادة)([645])اهـ.
(وقال صاحب المنار إنه حذف عبارات من رسالة الألوسي لأنها جاءت قاسية وليته لم يفعل، فرسالة السنة والشيعة لـرشيد رضا تتضمن شهادة عالمين جليلين: القاسمي والألوسي إضافة إلى شهادة المؤلف وجميعهم قالوا بفساد عقيدتهم واستحالة الالتقاء معهم)([646]).
 تقي الدين الهلالي:
(تنقل علامة المغرب العربي الدكتور تقي الدين الهلالي بين الهند والعراق وشبه الجزيرة العربية، وعاش مع الرافضة عن كثب وسجل لنا في رسالة من رسائله حواراً دار بينه وبين بعض علمائهم، وعنوان هذه الرسالة مناظرتان بين رجل سني وهو الدكتور تقي الدين الهلالي الحسيني وإمامين مجتهدين شيعيين)([647]).
ونقل (مناظرته لشيخهم عبد المحسن الكاظمي في المجمرة وكان هذا الشيخ الشيعي بين جمع من أصحابه يزيد عددهم عن ثلاثمائة، وسمع منهم جميعاً قولهم عن عائشة رضي الله عنها: ألا يا ملعونة)، كما سمع من الكاظمي شتيمة وضيعة لـأبي بكر رضي الله عنه نعف عن ذكرها، وزعم أن قريشاً حذفت كثيراً من القرآن)([648]). (وذكر المؤلف نقاشاً حصل بينه وبين الشيخ مهدي القزويني تنصل الأخير من قول الكاظمي بتحريف القرآن)([649]). وللقزويني هذا كتاب رد فيه على مقالات للدكتور الهلالي في مجلة المنار تحت عنوان: (القاضي العدل في حكم البناء على القبور)([650]).
وكلام الدكتور الهلالي يبين أنه مقتنع أشد الاقتناع بفساد عقيدة الرافضة واختلافهم مع أهل السنة في أصول الدين وفروعه([651]) اهـ.
 الشيخ منظور نعماني كبير علماء الهند والأستاذ أبو الحسن الندوي:
وكانا قد استبشرا بقيام الثورة الإيرانية في إيران وتمنيا أن تكون مبشرة بقيام وحدة إسلامية كبرى، ولكن سرعان ما تبين لهما مخالفة الثورة الإيرانية ذات الصبغة الشيعية المتعصبة لما عليه جماهير مسلمي أهل السنة.
فألف منظور نعماني كتابه الثورة الإيرانية في الميزان: وقد قدم له الأستاذ أبو الحسن الندوي مقدمة طيبة في الثناء على الكتاب وغرض مؤلفه، والمقدمة مكتوبة سنة 1984م، وقد ذكر الشيخ نعماني أنه كتب الكتاب بعد دراسة مطولة ومتأنية لكتب الشيعة استغرقت منه وقتاً طويلاً تبين له خلالها فساد عقائد الشيعة وفساد مذهبهم.
 
 موقف العلماء المتصدين للشيعة:
ولقد وقف العديد من علماء أهل السنة الأفاضل محبي مذهب السلف والداعين إليه مواقف طيبة تجاه الإنكار على هؤلاء الشيعة وبيان ضلالاتهم وتحذير الأمة من بدعهم، وجاءت كتاباتهم وأقوالهم مبنية على علم ودراية ومعرفة بحقيقة مذهب هؤلاء الشيعة، لذا لم تخل من نقولات عنهم، وذكر لبعض آرائهم الفاسدة، فكانت حجة على الجميع، ودلت على أن كلامهم إنما يجيء بعد بحث ودراسة، وأن أقوالهم بنيت على خبرة ومعرفة بحقيقة الشيعة المخالفين، ولهذا كله لم تتأثر كتاباتهم بموقف من تهجم عليهم وأساء إليهم من الداعين إلى التقارب، الذين غابت عنهم حقيقة الأمور وبواطنها، أو كانوا متأثرين بعاطفة جياشة ورغبة في نبذ الفرقة والاختلاف بأي ثمن، ولو بالتغاضي عن مخالفات الشيعة العقائدية والفقهية.
وقد كرس البعض من هؤلاء الأفاضل جهداً عظيماً ووقتاً طويلاً في الدفاع عن السنة وكشف بدع الشيعة وضلالاتهم، وأثمرت جهودهم عن العديد من الكتب العظيمة النافعة الطيبة، والتي كشفت خبايا القوم وفضحت نواياهم وهتكت أسرارهم، وتبين لكل منصف أنه ليس أمام هؤلاء القوم إلا الرجوع عن هذه الضلالات، التي لا يتصور شرعاً ولا عقلاً اعتناق مسلم يرجو الله ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأخذ بما جاء به لها، إذ أنها تخالف الإسلام الثابت بالكتاب والسنة والموافق لهدي أفضل الأمة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان على ما كانوا عليهم من التابعين وتابعي التابعين وسادات الأمة.
ومن أمثلة هؤلاء الأفاضل:
محب الدين الخطيب رحمه الله: وهو من أشهر من تصدى لضلال الشيعة وفضحهم، وتشهد بذلك كتاباته العديدة عنهم ومنها:
* الخطوط العريضة.
* حاشيته على المنتقى من منهاج الاعتدال.
* حاشيته على العواصم من القواصم.
وكلامه واضح في استبعاده الالتقاء مع الشيعة إذا ظلوا على ما هم عليه من شناعات([652]).
الألوسي رحمه الله: صاحب روح المعاني، وله كتابات عديدة تفضح الشيعة، توفي رحمه الله سنة 1270هـ، له اختصار التحفة الإثني عشرية. وقد احتج بقول الإمام مالك رحمه الله في حكم من سب الصحابة في معرض تفسيره لسورة الفتح الآية (29) فقال في تفسيره روح المعاني جـ26/ ص116: (وفي المواهب أن الإمام مالكاً قد استنبط من هذه الآية تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر، ووافقه -أي الإمام مالك - كثير من العلماء)([653])اهـ. وقد ذكرنا من قبل مراسلاته مع رشيد رضا حول ضلالات الشيعة.
العلامة محمد الأمين الشنقيطي:
صاحب كتاب أضواء البيان، وله محاورات عديدة حول ضلال الشيعة، وقد ناظره أحد علماء الشيعة فأجابه بقوله: (لو كنا نتفق على أصول واحدة لناظرتكم، ولكن لنا أصول ولكم أصول، وبصورة أوضح لنا دين ولكم دين، وفوق هذا كله أنتم أهل كذب ونفاق).
الأستاذ إحسان إلهي ظهير:
رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث لاهور باكستان ومن مؤلفاته في ذلك:
* الشيعة والسنة.
* الشيعة والقرآن.
* بين الشيعة والسنة: للرد على الدكتور علي عبد الواحد في كتابه بين الشيعة والسنة في الدفاع عن الشيعة.
الشيخ منظور نعماني كبير علماء الهند:
وله كتاب الثورة الإيرانية في الميزان وقد قدم له الشيخ أبو الحسن الندوي مقدمة قيمة في الثناء على الكتاب وهدفه.
الشيخ حافظ حكمي: صاحب معارج القبول:
فقد نبه على فساد مذاهب الشيعة، وبين فرقهم بإيجاز في الجزء الثاني من كتابه القيم معارج القبول ومن مصادر كتابه: منهاج السنة لـابن تيمية، وفتاوى ابن تيمية (جـ35/ ص145- 160) وكتاب الحركات الباطنية في العالم الإسلامي للدكتور محمد الخطيب ص1180.
الأستاذ محمد مال الله:
وله سلسلة طويلة من المؤلفات الفاضحة للشيعة ومن كتبه كذلك:
* الشيعة والمتعة.
* سلسلة شبهات حول الصحابة والرد عليها تتضمن كتابات ابن تيمية في الدفاع عن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم.
الدكتور علي أحمد السالوسي:
وله كتاب عقيدة الإمامة عند الشيعة الإثني عشرية والإمامة عند الجمهور والفرق المختلفة قدم فيها دراسة علمية لعقيدة الإمامة عند الشيعة الإثني عشرية مبيناً مخالفتها للكتاب والسنة.
الدكتور محمد رشاد سالم الذي اعتنى بتحقيق منهاج السنة لـابن تيمية، ووضع له مقدمة سجل فيها آراء مهمة عن التشيع وغلو الإمامية فيه([654]).
 الشيخ عمر الأشقر: في سلسلة كتبه في العقائد خاصة كتاب الرسالة والرسالات.
العالم الجزائري البشير الإبراهيمي، والذي ذكر أنه رأى بعينيه كتاب الزهراء في ثلاثة أجزاء نشر بالنجف بـإيران وفيه أن عمر بن الخطاب ابتلي بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال([655]).
الشيخ إبراهيم السليمان الجبهان: الذي ألف سلسلة سماها تبديد الظلام وتنبيه النيام كشف فيه عن بعد الشيعة عن الإسلام الصحيح([656]).
وكذلك بين ضلالهم وزيف أقوالهم كبار مشايخ الدعوة السلفية المعاصرين ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، الشيخ أبو بكر الجزائري([657])رحمهم الله جميعاً.
 
 موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع:
أهل السنة أهل توسط واعتدال بين الغلو والجفاء، فهم وسط في فرق الأمة كما أن أمة الإسلام وسط في الملل، وهم يجمعون الدين كله، ويقومون به كله، فإن الاجتماع على ذلك يوجد الألفة، ويوصل إلى رحمة الله ورضوانه وسعادة الدنيا والآخرة، أما ترك بعض الدين وترك بعض العمل به فيوقع الفرقة والاختلاف، ويؤدي إلى عذاب الله ونقمته، وخسران الدنيا والآخرة([658]).
لذا فـأهل السنة يتمسكون فيما يختلفون فيه من أمور الاجتهاد بأواصر المودة والألفة والمحبة والاحترام المتبادل، ويضبطون سلوكهم مهما كان الخلاف بآداب الشرع وتوجيهاته للحفاظ على الأخوة الإيمانية، وإعطاء حقوق الإخاء لمن يجب أن تعطى له.
وهم في جملتهم لا يخرج الحق عن جماعتهم، لذا فهي الطائفة المنصورة، ولذا كان إجماعهم حجة، وهم كأفراد وإن وقعت منهم المعصية لكن الغالب فيهم الخير بالنسبة لغيرهم.
أما بالنسبة لتعامل أهل السنة والجماعة مع أصحاب البدع والضلالات فإنه يتوقف على عوامل عديدة منها: حكم البدعة وخطورتها، هل ترتبط بالدعوة إليها أم لا؟ هل تبلغ حد الكفر أم لا، ومدى عذر فاعلها؟ هل وقع فيها بالتأويل مع الاجتهاد، أم هل من باب التقليد في الضلال والباطل، بالإضافة إلى التفريق بين المخطئ المجتهد، والمقلد الضال، والتفريق بين العالم بخطئه والجاهل، والحكم بالتكفير عامة وتكفير المعين خاصة؟!
 
 مذهب أهل السنة والجماعة في الحكم على شخص معين:
([659])
أهل السنة والجماعة يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع بالمعصية أو الفسق، وبين الحكم على شخص معين ممن ثبت إسلامه بيقين وصدرت عنه إحدى البدع أنه بذلك عاصٍ أو فاسق أو كافر، فلا يحكمون عليه بأنه عاصٍ أو فاسق أوكافر حتى يبين له مخالفته للشرع وذلك بإقامة الحجة عليه وإزالة شبهاته، وأهل السنة يفرقون بين نصوص الوعيد المطلقة وبين استحقاق شخص بعينه لهذا الوعيد ولحوقه به في أحكام الآخرة، ولذلك فهم يحتاطون بصفة عامة في تكفير أهل البدع، وينظرون دائماً إلى الشبهات والتأويلات التي هم عليها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم، قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار، ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.
وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن يكفر الأخرى، ولا تستحل دمها ومالها وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه.
والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله.. وإذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر بن الخطاب لـحاطب بن أبي بلتعة: «يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد شهد بدر وما يدريك أن الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» وهذا في الصحيحين([660]) اهـ. (جـ3/ ص282-284 الفتاوى لـابن تيمية).
ولهذا كان تكفير المعين يحتاج إلى إقامة الحجة عليه، وينظر لهذا في حاله، فقد يقع في الفعل المحرم بجهل أو تأويل أو بما لم يثبت عنده.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية.. إن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول الكبار، وهي مسألة (الوعيد)، فإن نصوص القرآن في الوعيد مطلقة كقوله: ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً)) [النساء:10] الآية. وكذلك سائر ما ورد: من فعل كذا فله كذا، فإن هذه مطلقة عادة، وهي بمنزلة قول من قال من السلف: من قال كذا فهو كذا، ثم الشخص المعين يلتغي حكم الوعيد فيه بتوبة، أو حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة، أو شفاعة مقبولة، والتكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها، وإن كان مخطئاً) (جـ3 ص 229- 231 الفتاوى لـابن تيمية).
ولمزيد من التوضيح والبيان يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع يقال: هي كفر قولاً يطلق، كما دل على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير، وتنتفي موانعه، مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام، أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها، وكما كان الصحابة يشكون في أشياء مثل رؤية الله وغير ذلك حتى يسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ. (جـ35/ ص165-166 الفتاوى).
ويقول أيضاً: (إن المقالة تكون كفراً: كجحد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وتحليل الزنا والخمر والميسر ونكاح ذوات المحارم، ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغه الخطاب وكذا لا يكفر به جاحده، كمن هو حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام، فهذا لا يكفر بجحد شيء مما أنزل على الرسول إذا لم يعلم أنه أنزل على الرسول، ومقالات الجهمية هي من هذا النوع، فإنها جحد لما هو الرب تعالى عليه ولما أنزل الله على رسوله، وتغلظ مقالاتهم من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن النصوص المخالفة لقولهم في الكتاب والسنة والإجماع كثيرة جداً مشهورة وإنما يردونها بالتحريف.
 الثاني: أن حقيقة قولهم تعطيل الصانع، وإن كان منهم من لا يعلم أن قولهم مستلزم تعطيل الصانع فكما أن أصل الإيمان الإقرار بالله، فأصل الكفر الإنكار بالله.
الثالث: أنهم يخالفون ما اتفقت عليه الملل كلها وأهل الفطر السليمة كلها. اهـ. جـ3 ص 354 الفتاوى.
والخلاصة في ذلك كما يقول شيخ الإسلام أنه: (ليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة) (جـ12 ص466 الفتاوى).
ولهذا اختلف السلف في تكفير أعيان الجهمية بعد الاتفاق على كفر مقالتهم، يقول شيخ الإسلام: (وسبب هذا التنازع -يعني تنازع أهل السنة في تكفير الجهمية بأعيانهم- تعارض الأدلة، فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم، ثم إنهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافراً، فيتعارض عندهم الدليلان، وحقيقة الأمر أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع، كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر، اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن التكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، ويبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات، لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه.. وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوماً معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر، أو يحمل الأمر على التفصيل، فيقال: من كفر بعينه فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم) (جـ12 ص487-489) الفتاوى.
ويقول أيضاً: (فهذا الكلام يمهد أصلين عظيمين:
أحدهما: إن العلم والهدى فيما جاء به الرسول، وإن خلاف ذلك كفر على الإطلاق، فنفي الصفات كفر، والتكذيب بأن الله يرى في الآخرة، أو أنه على العرش، أو أن القرآن كلامه، أو أنه كلم موسى، أو أنه اتخذ إبراهيم خليلاً كفر، وكذلك ما كان في معنى ذلك، وهذا معنى كلام أئمة السنة وأهل الحديث.
والأصل الثاني: إن التكفير العام -كالوعيد العام- يجب القول بإطلاقه وعمومه، وأما الحكم على المعين بأنه كافر أو مشهود له بالنار فهذا يقف على الدليل المعين، فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه) اهـ (جـ12 ص497) الفتاوى.
ويقول رحمه الله: (وإذا عرف هذا([661]) فتكفير (المعين) من هؤلاء الجهال([662]) وأمثالهم -بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار- لا يجوز الإقدام عليه، إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية، التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل، وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر، وهكذا الكلام في تكفير جميع (المعينين).
مع أن بعض هذه البدع أشد من بعض، وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان ما ليس في بعض، فليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين، وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة، ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة) اهـ. (جـ12 ص500) الفتاوى.
 ويؤكد شيخ الإسلام هذا المعنى مرة أخرى بقوله: (إن اللعنة من باب الوعيد فيحكم به عموماً، وأما المعين فقد يرتفع عنه الوعيد لتوبة صحيحة، أو حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة، أو شفاعة مقبولة أو غير ذلك من الأسباب التي ضررها يرفع العقوبة عن المذنب، فهذا في حق من له ذنب محقق.. ولهذا لا يشهد لمعين بالجنة إلا بدليل خاص، ولا يشهد على معين بالنار إلا بدليل خاص، ولا يشهد لهم بمجرد الظن من اندراجهم في العموم، لأنه قد يندرج في العمومين فيستحق الثواب والعقاب) اهـ. (جـ35 ص 66-68، ص282) الفتاوى.
وقد يكون المخالف للسنة مجتهداً مخطئاً، فلا يكفر أو يفسق بمجرد خطئه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن علماء المسلمين المتكلمين في الدنيا باجتهادهم لا يجوز تكفير أحدهم بمجرد خطأ أخطأه في كلامه.. فإن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات، وإنما أصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين لما يعتقدون أنهم أخطأوا فيه من الدين، وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض، بل كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كل من يترك بعض كلامه لخطأ أخطأه يكفر، ولا يفسق، بل ولا يأثم.. ومن المعلوم أن المنع من تكفير علماء المسلمين الذين تكلموا في هذا الباب -يعني عصمة الأنبياء- بل دفع التكفير عن علماء المسلمين وإن أخطأوا هو من أحق الأغراض الشرعية.. فكيف يكفر علماء المسلمين في مسائل الظنون؟ أم كيف يكفر جمهور علماء المسلمين، أو جمهور سلف الأئمة وأعيان العلماء بغير حجة أصلاً) اهـ (الفتاوى جـ35/ ص100-104). والمخطئ في أمور الاعتقاد من أهل البدع تجري عليه أحكام الإسلام في الظاهر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالمخطئ في بعض هذه المسائل([663]): إما أن يلحق بالكفار من المشركين وأهل الكتاب: مع مباينته لهم في عامة أصول الإيمان، وإما أن يلحق بالمخطئين في مسائل الإيجاب والتحريم، مع أنها أيضاً من أصول الإيمان، فإن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعظم أصول الإيمان وقواعد الدين، والجاحد لها كافر بالاتفاق مع أن المجتهد في بعضها ليس بكافر بالاتفاق مع خطئه.
وإذا كان لابد من إلحاقه بأحد الصنفين: فمعلوم أن المخطئين من المؤمنين بالله ورسوله أشد شبهاً منه بالمشركين وأهل الكتاب: فوجب أن يلحق بهم، وعلى هذا مضى عمل الأمة قديماً وحديثاً في أن عامة المخطئين من هؤلاء تجري عليهم أحكام الإسلام التي تجري على غيرهم، هذا مع العلم بأن كثيراً من المبتدعة منافقون النفاق الأكبر، وأولئك كفار في الدرك الأسفل من النار.. فهؤلاء كفار في الباطن: ومن علم حاله فهو كافر في الظاهر أيضاً) (جـ12 ص496 الفتاوى).
ويقول: (كل من كان مؤمناً بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير من كل من كفر به، وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواء أكانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية، أو غيرهم، فإن اليهود والنصارى كفار كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول صلى الله عليه وسلم لا مخالف له لم يكن كافراً به، ولو قدر أنه يكفر فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم) (جـ35 ص201 الفتاوى).
 ميزان أهل السنة في معاملة أهل البدع:
لـأهل السنة منهج وميزان يقيمون به تعاملهم مع أهل البدعة، فمن عرفوا مخالفته للكتاب والسنة وعمل السلف فإنهم يكشفون بدعته للناس، ويبينون أمرهم، وينكرون عليهم باللسان وباليد، وهم في ذلك منضبطين بضوابط شرعية منها:
1- الاحتكام إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في مسائل النزاع والاختلاف.
2- الإخلاص لله تعالى في هذا العمل ابتغاء مرضاته وطاعة له.
3- الرغبة الصادقة في الإصلاح وإعادة المخالف للعمل بالكتاب والسنة.
4- ضبط الإنكار باللسان وباليد من خلال قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحيث تحقق المصلحة الشرعية وتدرأ المفسدة، بحسب الأحوال والظروف المختلفة.
فالمبتدع يعرف بمخالفته للكتاب والسنة ويعامل بمقتضى الكتاب والسنة: وليس كل عاصٍ مبتدع، وليست كل بدعة وإن دقت يحكم بها على صاحبها أنه من أهل الأهواء.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في فتاويه الكبرى: (والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة، كبدعة الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة.. وقد قال عبد الرحمن بن مهدي: هما صنفان فاحذرهما: الجهمية، والرافضة، فهذان الصنفان شرار أهل البدع) اهـ (جـ35 ص 413- 415 الفتاوى).
ويقول: (وكذلك من كفر المسلمين أو استحل دماءهم وأموالهم ببدعة ابتدعها ليست في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه يجب نهيه عن ذلك وعقوبته بما يزجره ولو بالقتل أو القتال، فإنه إذا عوقب المعتدون من جميع الطوائف، وأكرم المتقون من جميع الطوائف كان ذلك من أعظم الأسباب التي ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتصلح أمر المسلمين) (جـ3 ص 423 الفتاوى).
والمبتدع والعاصي قد يحب من جانب ويبغض من جانب، يقول ابن تيمية رحمه الله: (وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة، ومعصية، وسنة وبدعة: استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا) (جـ28 ص209 الفتاوى).
 وقد يعاقب المبتدع والعاصي بما يمنع عدوانه وظلمه، وقد يترك وأمره إلى الله، يقول شيخ الإسلام: (ومما ينبغي أن يعلم في هذا الموضوع أن الشريعة قد تأمرنا بإقامة الحد على شخص في الدنيا إما بقتل أو جلد أو غير ذلك ويكون في الآخرة غير معذب، مثل قتال البغاة والمتأولين مع بقائهم على العدالة، ومثل إقامة الحد على من تاب بعد القدرة عليه توبة صحيحة.. بخلاف من لا تأويل له..
وكذلك نعلم أن خلقاً لا يعاقبون في الدنيا مع أنهم كفار في الآخرة، مثل أهل الذمة المقرين بالجزية على كفرهم، ومثل المنافقين المظهرين الإسلام فإنهم تجري عليهم أحكام الإسلام وهم في الآخرة كافرون.. وهذا لأن الجزاء في الحقيقة إنما هو في الدار الآخرة التي هي دار الثواب والعقاب، وأما الدنيا فإنما يشرع فيها العقاب ما يدفع به الظلم والعدوان.. وإذا كان الأمر كذلك فعقوبة الدنيا غير مستلزمة لعقوبة الاخرة ولا بالعكس. ولهذا أكثر السلف يأمرون بقتل الداعي إلى البدعة الذي يضل الناس لأجل إفساده في الدين، سواء قالوا: هو كافر أو ليس بكافر) (جـ12 ص500) الفتاوى.
ولا يمنع ترك عقوبته في الدنيا تحذير الناس منه وبيان ضلاله، يقول شيخ الإسلام: (ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين.
حتى قيل لـأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل، فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء) اهـ. (جـ28 ص 231- 232 الفتاوى).
والتحذير من اتباع دعاة الضلالة -وإن كانوا على الدين عملاً- واجب، يقول شيخ الإسلام: (وأعداء الدين نوعان: الكفار، والمنافقون، وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين فإذا كان أقوام منافقين يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب، ويلبسونها على الناس، ولم يتبين للناس: فسد أمر الكتاب، وبدل الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله، وإذا كان أقوام ليسوا منافقين، لكنهم سماعون للمنافقين: قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقاً، وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين.. فلابد أيضاً من بيان حال هؤلاء، بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلابد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم، بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق، لكن قالوها ظانين أنها هدى، وأنها خير، وأنها دين ولم تكن كذلك، لوجب بيان حالهم) (جـ28 ص 232-233 الفتاوى).
وبيان العمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب، يقول شيخ الإسلام: (ولهذا وجب بيان حال من يغلط في الحديث والرواية، ومن يغلط في الرأي والفتيا، ومن يغلط في الزهد والعبادة، وإن كان المخطئ المجتهد مغفوراً له خطأه، وهو مأجور على اجتهاده فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب، وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله، ومن علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم له، فإن الله غفر له خطأه، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ومحبته، والقيام بما أوجب الله من حقوقه: من ثناء ودعاء وغير ذلك.
 وإن علم منه النفاق كما عرف نفاق جماعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما علم المسلمون نفاق سائر الرافضة.. فهذا يذكر بالنفاق. وإن أعلن بالبدعة ولم يعلم هل كان منافقاً أو مؤمناً مخطئاً ذكر بما يعلم منه فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم، ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا قاصداً بذلك وجه الله تعالى، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، فمن تكلم في ذلك بغير علم أو بما يعلم خلافه كان آثماً) (جـ28 ص233-234) الفتاوى.
والمفسد إن لم ينقطع شره جاز قتله إن كان لا يقطع شره إلا القتل، قال شيخ الإسلام: (جوز طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما قتل الداعية إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة، وكذلك كثير من أصحاب مالك، وقالوا: إنما جوز مالك وغيره قتل القدرية لأجل الفساد في الأرض لا لأجل الردة.. وقد يستدل على أن المفسد متى لم ينقطع شره إلا بقتله فإنه يقتل) (حـ28 ص346 الفتاوى).
وهذا يعم الواحد والجماعة، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما الواحد المقدور عليه من الخوارج والرافضة، فقد روى عنهما -أعني عمر وعلي - قتلهما أيضاً والفقهاء وإن تنازعوا في قتل الواحد المقدور عليه من هؤلاء، فلم يتنازعوا في وجوب قتالهم إذا كانوا ممتنعين، فإن القتال أوسع من القتل، كما يقاتل الصائلون العداة والمعتدون البغاة، وإن كان أحدهم إذا قدر عليه لم يعاقب إلا بما أمر الله ورسوله به.
وهذه النصوص المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج قد أدخل فيها العلماء لفظاً أو معنى من كان في معناهم من أهل الأهواء الخارجين عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين، بل هؤلاء شر من الخوارج الحرورية، مثل الخرمية، والقرامطة، والنصيرية، وكل من اعتقد في بشر أنه إله، أو غير الأنبياء أنه نبي، وقاتل على ذلك المسلمين، فهو شر من الخوارج الحرورية، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكر الخوارج الحرورية لأنهم أول صنف من أهل البدع خرجوا بعده، بل أولهم خرج في حياته، فذكرهم لقربهم من زمانه، كما خص الله ورسوله أشياء بالذكر لوقوعها في ذلك الزمان.. لمعانٍ قامت بهم، وكل من وجدت فيه تلك المعاني ألحق بهم، لأن التخصيص بالذكر لم يكن لاختصاصهم بالحكم، بل لحاجة المخاطبين إذ ذاك إلى تعيينهم، هذا إذا لم تكن ألفاظه شاملة لهم) اهـ (جـ28 ص475-477) الفتاوى.
ويقول: (فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج كـالحرورية، والرافضة، ونحوهم: فهذا فيه قولان للفقهاء، هما روايتان عن الإمام أحمد، والصحيح أنه يجوز قتل الواحد منهم، كالداعية إلى مذهبه، ونحو ذلك ممن فيه فساد.. وأما تكفيرهم وتخليدهم: ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران: وهما روايتان عن أحمد. القولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم، والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً.. ولكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له.. فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة، وكثير من هؤلاء قد لا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه، ولا يعلم أن الرسول بعث بذلك، فيطلق أن هذا القول كفر، ويكفر من قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها، دون غيره والله أعلم) (جـ28 ص499- 501 الفتاوى).
ومن استحل دماء المسلمين وجبت محاربته، يقول شيخ الإسلام: (وكذلك المبتدع الذي خرج عن بعض شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، واستحل دماء المسلمين المتمسكين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته وأموالهم، هو أولى بالمحاربة من الفاسق، وإن اتخذ ذلك ديناً يتقرب به إلى الله.. ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلظة شر من الذنوب التي يعتقد أصحابها أنها ذنوب، وبذلك مضت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث أمر بقتال الخوارج عن السنة، وأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم، والصلاة خلفهم مع ذنوبهم، وشهد لبعض المصرين من أصحابه على بعض الذنوب أنه يحب الله ورسوله، ونهى عن لعنته، وأخبر عن ذي الخويصرة وأصحابه-مع عبادتهم وورعهم- أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية) (جـ28 ص470- 471 الفتاوى).
والطائفة الضالة تلزم بشرائع الإسلام وتقاتل عليها، قال شيخ الإسلام: (فهذه سنة أمير المؤمنين علي وغيره، قد أمر بعقوبة الشيعة الأصناف الثلاثة، وأخفهم المفضلة، فأمر هو وعمر بجلدهم، والغالية يقتلون باتفاق المسلمين، وهم الذين يعتقدون الإلهية والنبوة في علي وغيره، مثل النصيرية والإسماعيلية.. فإن جميع هؤلاء الكفار أكفر من اليهود والنصارى، فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار، ومن أظهر ذلك كان أشد من الكافرين كفراً، فلا يجوز أن يقر بين المسلمين لا بجزية ولا ذمة، ولا يحل نكاح نسائهم، ولا تؤكل ذبائحهم، لأنهم مرتدون من شر المرتدين، فإن كانوا طائفة ممتنعة وجب قتالهم كما يقاتل المرتدون، كما قاتل الصديق والصحابة أصحاب مسيلمة الكذاب، وإذا كانوا في قرى المسلمين فرقوا وأسكنوا بين المسلمين بعد التوبة، وألزموا بشرائع الإسلام التي تجب على المسلمين، وليس هذا مختصاً بغالية الرافضة، بل من غلا في أحد المشايخ وقال: إنه يرزقه، أو يسقط عنه الصلاة، أو أن شيخه أفضل من النبي، أو أنه مستغن عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن له إلى الله طريقاً غير شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن أحداً من المشايخ مع النبي صلى الله عليه وسلم كما كان الخضر مع موسى، وكل هؤلاء كفار يجب قتالهم بإجماع المسلمين، وقتل الواحد المقدور عليه منهم) (جـ28 ص 474-475 الفتاوى).
 ومن أظهر بدعته جازت هجرته وتجنبه عقوبة له، فإن ستر بدعته ولم يدع إليها فهذا لا يهجر، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من خالف الكتاب المستبين، والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعذر فيه، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع.. رأي المسلمون أن يهجروا من ظهرت عليه علامات الزيغ من المظهرين للبدع، الداعين إليها، والمظهرين للكبائر.
فأما من كان مستتراً بمعصية أو مسراً لبدعة غير مكفرة، فإن هذا لا يهجر، وإنما يهجر الداعي إلى البدعة، إذ الهجر نوع من العقوبة، وإنما يعاقب من أظهر المعصية قولاً أو عملاً، وأما من أظهر لنا خيراً فإنا نقبل علانيته ونكل سريرته إلى الله تعالى، فإن غايته أن يكون بمنزلة المنافقين الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم، ويكل سرائرهم إلى الله.. ولهذا كان الإمام أحمد وأكثر من قبله وبعده من الأئمة كـمالك وغيره لا يقبلون رواية الداعي إلى بدعة، ولا يجالسونه، بخلاف الساكت، وقد أخرج أصحاب الصحيح عن جماعات ممن رمي ببدعة من الساكتين، ولم يخرجوا عن الدعاة إلى البدع) (جـ24 ص172-175 الفتاوى).
ويراعي في عقوبة المبتدع المصلحة الشرعية من وراء ذلك، والقدرة على تحقيق الغاية من العقوبة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (عن إسحاق أنه قال لـأبي عبد الله: من قال: القرآن مخلوق؟ قال: ألحق به كل بلية، قلت: فيظهر العداوة لهم أم يداريهم؟ قال: أهل خراسان لا يقوون بهم([664]). وهذا الجواب منه مع قوله في القدرية: لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن أكثر أهل البصرة، ومع ما كان يعاملهم به في المحنة من الدفع بالتي هي أحسن ومخاطبتهم بالحجج، يفسر ما في كلامه وأفعاله من هجرهم والنهي عن مجالستهم ومكالمتهم، حتى هجر في زمن غير ما أعيان من الأكابر، وأمر بهجرهم لنوع من التجهم، فإن الهجرة نوع من أنواع التعزير، والعقوبة نوع من أنواع الهجرة التي هي ترك السيئات.. فالهجرة تارة تكون من نوع التقوى، إذا كانت هجراً للسيئات.. وتارة تكون من نوع الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، وهي عقوبة من اعتدى وكان ظالماً.
وعقوبة الظالم وتعزيره مشروط بالقدرة، فلهذا اختلف حكم الشرع في نوعي الهجرتين بين القادر والعاجز، وبين قلة نوع الظالم المبتدع وكثرته، وقوته وضعفه، كما يختلف الحكم بذلك في سائر أنواع الظلم من الكفر والفسوق والعصيان، فإن كل ما حرمه الله فهو ظلم، إما في حق الله فقط، وإما في حق عباده، وإما فيهما، وما أمر به من هجر الترك والإنتهاء، وهجر العقوبة والتعزير إنما هو إذا لم يكن فيه مصلحة دينية راجحة على فعله، وإلا فإذا كان في السيئة حسنة راجحة لم تكن سيئة، وإذا كان في العقوبة مفسدة راجحة على الجريمة لم تكن حسنة، بل تكون سيئة، وإن كانت مكافئة لم تكن حسنة ولا سيئة) اهـ (جـ28 ص 211-212 الفتاوى).
وقد تكون هجرة المبتدع لا تحقق المصلحة الشرعية، يقول ابن تيمية: (فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التي هي ظلم وذنب وإثم وفساد، وقد يكون مقصوده فعل حسنة الجهاد والنهي عن المنكر وعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا، وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله، فإن عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه وتحضها على فعل ضد ظلمه، من الإيمان والسنة ونحو ذلك، فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد، بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأموراً بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوون بـالجهمية، فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي.
 وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة، فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم، فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب؛ كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل، وكثير من أجوبة الإمام أحمد وغيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد علم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد علم حاله، فيكره بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يثبت حكمها في نظيرها.
فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات، وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية، فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية، بل تركوها ترك المعرض، لا ترك المنتهي الكاره، أو وقعوا فيها وقد يتركونها ترك المنتهى الكاره، ولا ينهون عنها غيرهم، ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها، فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجاباً واستحباباً، فهم بين فعل المنكر أو ترك النهي عنه، وذلك فعل ما نهوا عنه وترك ما أمروا به فهذا هذا، ودين الله وسط بين الغالي فيه، والجافي عنه، والله سبحانه أعلم) (جـ28 ص 212-213 الفتاوى).
ومن رحمة أهل السنة بأهل البدع الصلاة عليهم بعد الموت والاستغفار لهم مع ذنبهم، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (والصلاة لا تجوز على من علم نفاقه بنص القرآن، نعلم أن ذلك بناء على الإيمان الظاهر والله يتولى السرائر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عليهم ويستغفر لهم حتى نهى عن ذلك وعلل ذلك بالكفر، فكان ذلك دليلاً على أن كل من لم يعلم أنه كافر بالباطن جازت الصلاة عليه والاستغفار له وإن كانت فيه بدعة وإن كان له ذنوب، وإذا ترك الإمام أو أهل العلم والدين الصلاة على بعض المتظاهرين ببدعة أو فجور زجراً عنها، لم يكن ذلك محرماً للصلاة عليه والاستغفار له، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن كان يمتنع عن الصلاة عليه وهو الغال وقاتل نفسه والمدين الذي لا وفاء له: «صلوا على صاحبكم» وروى أنه كان يستغفر للرجل في الباطن وإن كان في الظاهر يدع ذلك زجراً عن مثل مذهبه) اهـ (جـ7 ص 216-217) الفتاوى.
ويقول: (فإن الإمام أحمد مثلاً قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات، وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل والعزل عن الولايات، وقطع الأرزاق، ورد الشهادة، وترك تخليصهم من أيدي العدو، بحيث كان كثير من أولي الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم يكفرون كل من لم يكن جهمياً موافقاً لهم على نفي الصفات مثل القول بخلق القرآن، ويحكمون فيه بحكمهم في الكافر.. ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم، فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها، وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها، والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب.
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره، ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم، فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع (جـ12 ص 488-489) الفتاوى.
فإن أظهرت بلدة خروجاً عن الشريعة وجب ترك مساعدتهم في ذلك، أو الهجرة منها، وعوملوا بما يستحقونه، يقول شيخ الإسلام: (دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في (ماردين) أو غيرها وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم، والمقيم بها إن كان عاجزاً عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه وإلا استحبت ولم تجب، ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريق أمكنهم، من تغيب، أو تعريض، أو مصانعة، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق، السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة، فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم، وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة: فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام، لكون جندها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه) (جـ2 ص240- 241 الفتاوى).
ومن رحمة أهل السنة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات مع البر والفاجر، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات، لا يدعون الجمعة والجماعة كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم، فإن كان الإمام مستوراً لم يظهر منه بدعة ولا فجور صلى خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين، ولم يقل أحد من الأئمة: إنه لا تجوز الصلاة إلا خلف من علم باطن أمره، بل ما زال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور.. وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر وليس هناك جمعة أخرى فهذه تصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة.
وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الاستحباب، كما نقل عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله، ولم يقل أحمد: إنه لا تصح إلا خلف من أعرف حاله.
ولما قدم أبو عمرو عثمان بن مرزوق إلى ديار مصر وكان ملوكها في ذلك الزمان مظهرين للتشيع، وكانوا باطنية ملاحدة، وكان بسبب ذلك قد كثرت البدع وظهرت بالديار المصرية، أمر أصحابه أن لا يصلوا إلا خلف من يعرفونه لأجل ذلك، ثم بعد موته فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين، وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة، ثم صار العلم والسنة يكثر بها ويظهر، فالصلاة خلف المستور جائزة باتفاق علماء المسلمين، ومن قال: إن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة.
فالواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم، وإن رأى بعضهم ضالاً أو غاوياً وأمكن أن يهديه ويرشده فعل ذلك، وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وإذا كان قادراً على أن يولي في إمامة المسلمين الأفضل ولاه، وإن قدر أن يمنع من يظهر البدع والفجور منعه! وإن لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه الأسبق إلى طاعة الله ورسوله أفضل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سِناً» وإن كان في هجره لمظهر البدعة والفجور مصلحة راجحة هجره، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا حتى تاب الله عليهم، وأما إذا ولى غيره بغير إذنه وليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية كان تفويت هذه الجمعة والجماعة جهلاً وضلالاً، وكان قد رد بدعة ببدعة) اهـ (جـ3 ص280-286 الفتاوى).
 
 حكم المخالفين لأهل السنة عند أهل السنة:
مخالفة الكتاب والسنة تختلف باختلاف سببها من شخص إلى آخر، فمن الناس من تقع منه المخالفة على وجه الخطأ في الاستدلال، أو الفهم الخاطئ للدليل، وقد تقع المخالفة بسبب الجهل أصلاً بالدليل، وعدم الدراية به، فيعمل المخطئ بما لا يعلم فيقع في مخالفة الكتاب والسنة، وهؤلاء السابقون من المخطئين لم يتعمدوا الخطأ والمخالفة، وقد يكون حالهم شرعاً ممن يخلطون العمل الصالح بالعمل الطالح، ففيهم خير من جانب وشر من جانب، فحال هؤلاء عند المخالفة حال المتعدي الظالم، وهناك من يبطن الكفر -والعياذ بالله- ويظهر الإسلام ويخالف الكتاب والسنة في أمور فهذا منافق، ظاهره ظهور مخالفته ومعصيته مع زعم الإسلام، وباطنه الكفر والطغيان، وهناك من تصل به المخالفة إلى اقتراف أعمال الكفر والشرك الجلي-والعياذ بالله- فيكون ظاهره الضلالة والفساد.
وقد يكون المخطئ من أهل الاجتهاد ولكنه أخطأ، فهذا قد استفرغ وسعه في طلب الحق ولم يهتد إليه، لنقص في علمه لا حيلة له فيه، أو لتأويل وشبهة، وحاله ممن لا يتقدم بين يدي الله ورسوله وليس ممن يتعمدون المخالفة، فهو مؤمن ظاهراً وباطناً، وأخطأ في اجتهاد، فهو معذور مأجور على اجتهاده إن شاء الله، فليس كل من خالف أهل السنة في مسألة من المسائل يكون هالكاً لا محالة، فقد يكون معذوراً لعدم بلوغ الحجة إليه، أو مجتهداً وقع منه خطأ، له فيه عذره، وقد يكون عاصياً آثماً بمخالفته ولكن له من الحسنات ما يمحو الله له به هذه السيئات، لذا يختلف الحكم على الشخص بحسب حاله وقدر مخالفته.
 يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرق والاختلاف صار أهل التفرق والاختلاف شيعاً، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم، عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه، فلهذا نجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما، ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الاحتجاج بها.. وهم لو تصوروا هذه (المقالة) لم يقولوا هذا.
والمقصود أن كثيراً من المتأخرين لم يصيروا يعتمدون في دينهم لا على القرآن ولا على الإيمان الذي جاء به الرسول، بخلاف السلف، فلهذا كان السلف أكمل علماً وإيماناً، وخطؤهم أخف وصوابهم أكثر كما قدمناه.
فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعاً لما جاء به الرسول، ولا يتقدم بين يديه بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعاً لقوله وعلمه تبعاً لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين، فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله، ولا يؤسس ديناً غير ما جاء به الرسول، وإذا أراد معرفة شيء في الدين والكلام فيه، نظر فيما قاله الله والرسول، فمنه يتعلم وبه يتكلم، وفيه ينظر ويتفكر، وبه يستدل، فهذا أصل أهل السنة، وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول، بل على ما رأوه أو ذاقوه، ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلا لم يبالوا بذلك، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضاً أو حرفوها تأويلاً.
فهذا هو الفرقان بين أهل الإيمان والسنة، وأهل النفاق والبدعة، وإن كان هؤلاء لهم من الإيمان نصيب وافر من اتباع السنة، لكن فيهم من النفاق والبدعة بحسب ما تقدموا فيه بين يدي الله ورسوله، وخالفوا الله ورسوله، ثم إن لم يعلموا أن ذلك يخالف الرسول، ولو علموا لما قالوه لم يكونوا منافقين، بل ناقصي الإيمان مبتدعين، وخطؤهم مغفور لهم لا يعاقبون عليه وإن نقصوا به.
وكل من خالف ما جاء به الرسول لم يكن عنده علم بذلك ولا عدل، بل لا يكون عنده إلا جهل وظلم وظن.. لكن هذا وهذا قد يقعان في خفي الأمور ودقيقها باجتهاد من أصحابها استفرغوا فيه وسعهم في طلب الحق، ويكون لهم من الصواب والاتباع ما يغمر ذلك، كما وقع مثل ذلك من بعض الصحابة في مسائل الطلاق والفرائض ونحو ذلك، ولم يكن منهم مثل هذا في جلي الأمور وجليلها، لأن بيان هذا من الرسول كان ظاهراً بينهم فلا يخالفه إلا من يخالف الرسول، وهم معتصمون بحبل الله، يحكمون الرسول فيما شجر بينهم، لا يتقدمون بين يدي الله ورسوله، فضلاً عن تعمد مخالفة الله ورسوله.
فلما طال الزمان خفي على كثير من الناس ما كان ظاهراً لهم، ودق على كثير من الناس ما كان جلياً لهم، فكثر من المتأخرين مخالفة الكتاب والسنة ما لم يكن مثل هذا في السلف، وإن كانوا مع هذا مجتهدين معذورين يغفر الله لهم خطاياهم، ويثيبهم على اجتهادهم، وقد يكون لهم من الحسنات ما يكون للعامل منهم أجر خمسين رجلاً يعملها في ذلك الزمان، لأنهم كانوا يجدون من يعينهم على ذلك، وهؤلاء المتأخرون لم يجدوا من يعينهم على ذلك) (جـ13 ص 58-65 الفتاوى).
وقد يكون المخالف معذوراً فهذا خطؤه مغفور، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإذا كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل، مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته، ويثيبه على اجتهاداته، ولا يؤاخذه بما أخطأ، تحقيقاً لقوله: ((رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [البقرة:286] وأهل السنة جزموا بالنجاة لكل من اتقى الله تعالى، كما نطق به القرآن، وإنما توقفوا في شخص معين لعدم العلم بدخوله في المتقين) اهـ (جـ20 ص 166- الفتاوى).
ومخالفة أهل السنة في أصول الدين على درجات بعضها أخف من بعض ولكل ما يستحقه من المعاملة، يقول شيخ الإسلام: (ومما ينبغي أيضاً أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وما قاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده، بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، ورد بالباطل باطلاً بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة، ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون، كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك) اهـ (جـ3 ص 348- الفتاوى).
وقد يكون للمخطئ المخالف من الخير الكثير، فيمدح لجانب ويذم لجانب، يقول شيخ الإسلام: (قد يقترن بالحسنات سيئات إما مغفورة أو غير مغفورة، وقد يتعذر أو يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة، إلا بنوع من المحدث لعدم القائم بالطريق علماً وعملاً، فإذا لم يحصل النور الصافي بأن لم يوجد إلا النور الذي ليس بصاف، وإلا بقي الإنسان في الظلمة، فلا ينبغي أن يعيب الرجل وينهي عن نور فيه ظلمة، إلا إذا حصل نور لا ظلمة فيه، وإلا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية، إذا خرج غيره عن ذلك، لما رآه في طرق الناس من الظلمة، وإنما قررت هذه (القاعدة) ليحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه، ويعرف أن العدول عن كمال خلافة النبوة المأمور به شرعاً، تارة يكون لتقصير بترك الحسنات علماً وعملاً، وتارة بعدوان بفعل السيئات علماً وعملاً، وكل من الأمرين قد يكون عن غلبة، وقد يكون مع القدرة.
فالأول: قد يكون لعجز وقصور وقد يكون مع قدرة وإمكان.
والثاني: قد يكون مع حاجة وضرورة، وقد يكون مع غنى وسعة.
وكل واحد من العاجز عن كمال الحسنات والمضطر إلى بعض السيئات معذور، وهذا (أصل عظيم) وهو أن تعرف الحسنة في نفسها علما وعملاً، سواء أكانت واجبة أو مستحبة، وتعرف السيئة في نفسها علماً وعملاً وقولاً، محظورة كانت أو غير محظورة -إن سميت غير المحظورة سيئة- وأن الدين تحصيل الحسنات والمصالح، وتعطيل السيئات والمفاسد، وأنه كثيراً ما يجتمع في الفعل الواحد، أو في الشخص الواحد الأمران، فالذم والنعي والعقاب قد يتوجه إلى ما تضمنه أحدهما، فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر، كما يتوجه المدح والأمر والثواب إلى ما تضمنه أحدهما، فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر، وقد يمدح الرجل بترك بعض السيئات البدعية والفجورية، لكن قد يسلب مع ذلك ما حمد به غيره على فعل بعض الحسنات السنية البرية.
فهذا طريق الموازنة والمعادلة، ومن سلكه كان قائماً بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان) اهـ (جـ10 ص364-366- الفتاوى).
والمخالف قد يكون مجتهداً متأولاً وقد يكون متأولاً باغياً، فالأول معذور مغفور له، والثاني غايته تعزيره ودفع ضرره، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكل من كان باغياً أو ظالماً أو معتدياً أو مرتكباً ما هو ذنب فهو (قسمان):
متأول وغير متأول، فالمتأول المجتهد: كأهل العلم والدين الذين اجتهدوا واعتقد بعضهم حل أمور، واعتقد الآخر تحريمها، كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة، وبعضهم بعض المعاملات الربوية، وبعضهم بعض عقود التحليل والمتعة، وأمثال ذلك، فقد جرى ذلك وأمثاله من خيار السلف، فهؤلاء المجتهدون غايتهم أنهم مخطئون، قد قال تعالى: ((رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [البقرة:286] وقد ثبت في الصحيح أن الله استجاب هذا الدعاء) (جـ35 ص 75- الفتاوى).
وقال رحمه الله: (وقد أخبر سبحانه عن داود وسليمان عليهما السلام أنهما حكما في الحرث، خص أحدهما بالعلم والحكم، مع ثنائه على كل منهما بالعلم والحكم، والعلماء ورثة الأنبياء، فإذا فهم أحدهم من المسألة ما لم يفهمه الآخر لم يكن بذلك ملوماً ولا مانعاً لما عرف من علمه ودينه، وإن كان ذلك مع العلم بالحكم يكون إثماً وظلماً، والإصرار عليه فسقاً، بل متى علم تحريمه ضرورة كان تحليله كفراً، فالبغي هو من هذا الباب) اهـ (جـ35 ص 75- الفتاوى).
وقال رحمه الله: (أما إذا كان الباغي مجتهداً متأولاً، ولم يتبين له أنه باغ، بل اعتقد أنه على الحق وإن كان مخطئاً في اعتقاده: لم تكن تسميته (باغياً) موجبة لإثمه، فضلاً عن أن توجب فسقه، والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين، يقولون مع الأمر بقتالهم: قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم لا عقوبة لهم، بل للمنع من العدوان، ويقولون: إنهم باقون على العدالة لا يفسقون، ويقولون: هم كغير المكلف، كما يمنع الصبي والمجنون والناسي والمغمى عليه والنائم من العدوان أن لا يصدر منهم، بل تمنع البهائم من العدوان، ويجب على من قتل مؤمناً خطأ الدية بنص القرآن مع أنه لا إثم عليه في ذلك.
وهكذا من رفع إلى الإمام من أهل الحدود وتاب بعد القدرة عليه فأقام عليه الحد، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والباغي المتأول يجلد عند مالك والشافعي وأحمد ونظائره متعددة، ثم بتقدير أن يكون (البغي) بغير تأويل يكون ذنباً، والذنوب تزول عقوبتها بأسباب متعددة: بالحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك) (جـ35 ص 76- الفتاوى).
 وقال رحمه الله: (و أهل السنة والجماعة متفقون على أن المعروفين بالخير كالصحابة المعروفين وغيرهم من أهل الجمل وصفين من الجانبين لا يفسق أحد منهم فضلاً عن أن يكفر، حتى عدى ذلك من عداه من الفقهاء إلى سائر أهل البغي، فإنهم مع إيجابهم لقتالهم، منعوا أن يحكم بفسقهم لأجل التأويل، كما يقول هؤلاء الأئمة: إن شارب النبيذ المتنازع فيه متأولاً لا يجلد ولا يفسق) اهـ (الفتاوى ص12/ ص495).
 
 الرافضة أشد أهل البدع وأبعدها عن الكتاب والسنة:
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (من الرافضة ظهرت أمهات الزندقة والنفاق، كزندقة القرامطة الباطنية وأمثالهم، ولا ريب أنهم أبعد طوائف المبتدعة عن الكتاب والسنة، ولهذا كانوا هم المشهورين عند العامة بالمخالفة للسنة، فجمهور العامة لا تعرف ضد السني إلا الرافضي، فإذا قال أحدهم: أنا سني، فإنما معناه لست رافضياً) (جـ3 ص 356- الفتاوى).
وقال رحمه الله: (وهؤلاء الرافضة جمعوا هذه الثلاثة الأوصاف وزادوا عليها: فإنهم خارجون عن الطاعة والجماعة، يقتلون المؤمن والمعاهد، لا يرون لأحد من ولاة المسلمين طاعة سواء أكان عدلاً أو فاسقاً، إلا لمن لا وجود له، وهم يقاتلون لعصبية شر من عصبية ذوي الأنساب، وهي العصبية للدين الفاسد، فإن في قلوبهم من الغل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم وصالحيهم وغير صالحيهم ما ليس في قلب أحد.. وهؤلاء أشد الناس حرصاً على تفريق جماعة المسلمين) اهـ (جـ28 ص 487-488 الفتاوى).
وقد يكون المخالف لـأهل السنة منافقاً ظاهر النفاق أو فيه من النفاق، يقول شيخ الإسلام: (فمن كان من هذه الأمة موالياً للكفار من المشركين أو أهل الكتاب ببعض أنواع الموالاة ونحوها مثل إتيانه أهل الباطل واتباعهم في شيء من مقالهم وفعالهم الباطل: كان له من الذم والعقاب والنفاق بحسب ذلك، وذلك مثل متابعتهم في آرائهم وأعمالهم، كنحو أقوال الصابئة وأفعالهم، من الفلاسفة ونحوهم، المخالفة للكتاب والسنة، ونحو أقوال اليهود والنصارى وأفعالهم المخالفة للكتاب والسنة، ونحو أقوال المجوس والمشركين وأفعالهم المخالفة للكتاب والسنة.
 ومن تولى أمواتهم أو أحياءهم بالمحبة والتعظيم والموافقة فهو منهم، كالذين وافقوا أعداء إبراهيم الخليل من الكلدانيين وغيرهم من المشركين عباد الكواكب أهل السحر، والذين وافقوا أعداء موسى من فرعون وقومه بالسحر، أو ادعى أنه ليس ثمّ صانع غير الصنعة ولا خالق غير المخلوق ولا فوق السموات إله، كما يقوله الاتحادية وغيرهم من الجهمية، والذين وافقوا الصابئة والفلاسفة فيما كانوا يقولونه في الخالق ورسله وفي أسمائه وصفاته والمعاد وغير ذلك، ولا ريب أن هذه الطوائف وإن كان كفرها ظاهراً فإن كثيراً من الداخلين في الإسلام حتى المشهورين بالعلم والعبادة والإمارة، قد دخل في كثير من كفرهم وعظمهم، ويرى تحكيم ما قرروه من القواعد ونحو ذلك، وهؤلاء كثروا في المستأخرين، ولبسوا الحق الذي جاءت به الرسل بالباطل الذي كان عليه أعداؤهم.
والله تعالى يحب تمييز الخبيث من الطيب، والحق من الباطل، فيعرف أن هؤلاء الأصناف: منافقون، أو فيهم نفاق، وإن كانوا مع المسلمين، فإن كون الرجل مسلماً في الظاهر لا يمنع أن يكون منافقاً في الباطن، فإن المنافقين كلهم مسلمون في الظاهر، والقرآن قد بين صفاتهم وأحكامهم، وإذا كانوا موجودين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عزة الإسلام، مع ظهور أعلام النبوة ونور الرسالة، فهم مع بعدهم عنهما أشد وجوداً، لاسيما وسبب النفاق هو سبب الكفر، وهو المعارض لما جاءت به الرسل) اهـ (جـ2 ص 201-202 الفتاوى).
وأكثر هذا الصنف في الرافضة قال رحمه الله: (هذا مع العلم بأن كثيراً من المبتدعة منافقون النفاق الأكبر، وأولئك كفار في الدرك الأسفل من النار، فما أكثر ما يوجد في الرافضة والجهمية ونحوهم زنادقة منافقون، بل أصل هذه البدع هو من المنافقين الزنادقة، ممن يكون أصل زندقته عن الصابئين والمشركين، فهؤلاء كفار في الباطن، ومن علم حاله فهو كافر في الظاهر أيضاً) (جـ12 ص 497- الفتاوى).
 أما الحكم في الشيعة الإثني عشرية:
فقد ذكرنا من قبل أن فرق الشيعة على اختلافها ثلاث طوائف([665]):
1- غلاة: يعتقدون ألوهية أئمتهم، فهؤلاء كفار كفر نوع وكفر عين، كالعلويين النصيرية والإسماعيلية والدروز والبهرة والعبيديين الفاطميين.
2- الشيعة الإمامية الذين يسبون الصحابة ويغالون في أئمة أهل البيت، وهؤلاء في عقائدهم ما هو كفر، ولكن لا يكفر المعين منهم قبل إقامة الحجة.
3- الشيعة المفضلة وهم الزيدية، الذين يقدمون الإمام علي بن أبي طالب على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، وهؤلاء لا يكفرون بلا خلاف.
 

الخاتمة:
 
 وتتضمن نتائج هذا البحث وهي:
1- أن الصحابة رضي الله عنهم هم الجيل المثالي لهذه الأمة، وهم خير قرونها، علماً واعتقاداً وعملاً، ثبت ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا شك في فضلهم، وعظم شأنهم، ورفعة منزلتهم.
وهم عدول بالإجماع، لا يعرف عنهم الكذب في الرواية، ولا ارتكاب ما يقدح في رواياتهم ويوجب عدم قبولها، وإجماعهم حجة، وإن كانوا في أنفسهم غير معصومين، فقد يقع من بعضهم معاصي وذنوب، ولكن لهم من المكانة والأعمال الصالحة ما يكفر ما قد يكون وقع منهم من الذنوب متعمدين، والواجب الإمساك عما وقع بينهم من الاختلافات والمشاجرات، خاصة وأن كثيراً مما نقل عنهم فيها جرى عليه الكذب والتغيير، وهم بين مجتهد مخطئ معذور ومجتهد مصيب مأجور، وهم متفاوتون في المنزلة أفضلهم الخلفاء الأربعة والعشرة المبشرون بالجنة وأهل بدر وأهل الحديبية.
2- أن سب الصحابة وهم خيرة المسلمين والانتقاص منهم والطعن فيهم ذنب عظيم ووزر كبير، ثبت جرمه بالكتاب الكريم والسنة المطهرة وعليه إجماع الأمة، وأشد منه جرماً تفسيقهم، وأشد من ذلك حرمة تكفيرهم ووصفهم بالنفاق، وللعلماء أقوال في حكم مقترف ذلك على تفصيل بيناه، فمع ما يناله من السيئات ارتكاب هذه الكبيرة، فقد تكلموا في عقوبته الدنيوية من تعزير أو القتل حداً أو القتل ردة -والعياذ بالله- من الضلال، فلا يجوز مطلقاً أن يصدر ذلك من مؤمن حقاً.
 3- أن لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم -وهم زوجاته وقرابته الذين حرمت عليهم الصدقة: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس- منزلة خاصة رفيعة ثبت في الكتاب والسنة فضلهم وشرفهم بما يوجب تبجيلهم واحترامهم وإكرامهم ومحبتهم وتوليهم، فلا يذكرون إلا بالجميل، والثناء عليهم بما هم أهله.
وهم مع ذلك ليسوا بمعصومين، فيقع منهم ما يقع من صالحي الأمة وخيارها من الذنوب والمعاصي، والخطأ عند الاجتهاد، ولكنهم أرجى من يرجى لهم السلامة والنجاة يوم القيامة خاصة علماؤهم والصالحون منهم وما أكثرهم، وقد غالى فيهم أقوام فضلوا وأضلوا وحادوا عن جادة الصواب وما كانوا مهتدين، وقد تبرأ أئمة أهل البيت منهم إماماً بعد إمام.
و المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان إماماً للمسلمين هو من أهل البيت من نسل فاطمة رضي الله عنها، وفي عهده تملأ الأرض عدلاً وقسطاً وخيراً ثم ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ويقتل المسيح الدجال.
4- أن فرق الشيعة كثيرة عديدة، تتفاوت فيما بينها تفاوتاً كبيراً، ولهم مقالات مضطربة، وأقوال مختلفة، وعقائد متباينة، تشير إلى ضلال ما هم عليه، فمنهم غلاة قالوا بالحلولية والاتحاد وتناسخ الأرواح وتأويل النصوص والتشبيه، وظهرت فيهم دعاوي النبوة، كـالكيسانية والنصيرية والإسماعيلية، وهؤلاء كفار كفر نوع وكفر عين، وليسوا من المسلمين إجماعاً.
ومنهم من ليسوا على هذا الغلو، يقدمون علياً في الأفضلية على سائر الصحابة، ويرون الأولى بالإمامة كل من ينسب إلى فاطمة رضي الله عنها ولديها الحسن والحسين، وهم مع ذلك مقرون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، والصحابة عندهم إما مجتهدون مخطئون، وإما عملوا بخلاف الأولى في تولية هؤلاء دون علي بن أبي طالب، وهؤلاء هم أقرب الشيعة إلى أهل السنة والجماعة، مثالهم: الزيدية.
 ومنهم ما بين هؤلاء وهؤلاء قد تفاوتوا في القرب والبعد عن عقائد أهل السنة، وفيهم الطعن في الصحابة وانتقاصهم، ورد إجماعهم، والقول بوجوب إمامة علي بن أبي طالب وأبنائه من بعده دون غيرهم، وأشهر هؤلاء: الإمامية الإثنا عشرية، وقد اختلف على تكفيرهم على قولين، وقد وردت في كتبهم قديماً وحديثاً ما يوجب الطعن فيهم، إذ الطعن فيهم أحق من الطعن في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تبرأ من كل هذه الفرق أئمة أهل البيت جيلاً بعد جيل.
5- للشيعة الإثني عشرية وهم جمهور شيعة اليوم وأكثر فرقهم عدداً من مقالات كثيرة تدل على شدة مخالفتهم لـأهل السنة وعدائهم لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ثابت في كتبهم قديماً وحديثاً، وإن كانت أقوالهم قد اضطربت اضطراباً شديداً في ذلك، فقد يصدر منهم القول ونقيضه، والحكم وخلافه، حتى عقائدهم لم تسلم من هذا الاضطراب والاختلاف، ولكن مجموع كلامهم يدل على فساد معتقدهم وضلال ما هم عليه، ولهم شناعات عديدة ومعتقدات سقيمة تصل إلى الكفر والعياذ بالله.
6- الثابت من الأقوال المنقولة عن علماء السلف وأئمة أهل السنة والجماعة عداؤهم للشيعة ووصفهم لهم بالبدعة والضلالة والتحذير منهم وتنفير الناس عن بدعتهم خاصة طعنهم في الصحابة وانتقاصهم من الشيخين أبي بكر وعمر.
 أما في عصرنا الحاضر:
فقد اختلفت المواقف والآراء تجاه الشيعة خاصة بعد قيام الثورة الإيرانية بين متعاطف معهم داعياً إلى التقارب، وبين معارض لهم محذر من خطرهم، ولهذا التباين والاختلاف أسباب عديدة:
منها نقص العلم بحال الشيعة وعقائدهم خاصة مع قلة الكتب التي تبين معتقداتهم لـأهل السنة.
 ومنها النظرة السياسية لبعض الحركات الإسلامية المعاصرة الراغبة في تقوية الصف الإسلامي بهؤلاء الشيعة خاصة بعد قيام جمهوريتهم المسماة بالإسلامية.
ولكن هذا التعاطف قد قلت حدته بوقوف العديد من العلماء مواقف جادة في بيان المخالفات المنتشرة بين الشيعة، وتغير نظرة المتعاطفين للثورة الإيرانية نتيجة اتخاذها مواقف لا تناسب ما كانوا يرجونه منها، لذا ظهر من العديد من الكتاب الإسلاميين الرجوع عن التعاطف مع الشيعة، بل وشاركوا في التحذير من خطرهم، والحقيقة أن الأقوال والعقائد المذكورة في كتب علماء الشيعة قديماً وحديثاً تجعل من العسير جداً التقارب بيننا وبينهم، فإن البون شاسع والفارق كبير بين ما عليه أهل السنة وما عليه الشيعة الإمامية.
إن أي دعوة إلى التقارب دعوة عاطفية بعيدة عن العلم وعن التعقل، اللهم إلا إذا تخلى الشيعة صراحة وعلنية وجهراً أمام أنفسهم أولاً.. وأمام أهل السنة ثانياً عن مخالفاتهم العديدة للكتاب والسنة وعدائهم للصحابة رضي الله عنهم، وإصلاحهم لكثير من العبادات والمعاملات المخالفة لإجماع المسلمين، ورد كل ما لا يصح أن ينسب إلى أئمة أهل البيت من العقائد والأقوال.
إن هذه بحق هي الخطوة الإيجابية المرجوة والتي نأمل أن يتبنى الدعوة إليها كل عادل منصف محب للحق، وكل داعية ينادي بالتقارب والتآلف ووحدة الصفوف، فبدونها لا يكون اجتماع للأمة أبداً تحت راية الكتاب والسنة ولا نجاة لهذه الأمة، ولا اتحاد لصفوفها يرضى الله عنها إلا بالتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على ما فهمه وعمل به سلفنا الصالح.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

ثبت المراجع:
* لسان العرب: ابن منظور.
* القاموس المحيط: الفيروز أبادي.
* تفسير ابن كثير.
* تفسير القرطبي.
* زاد المسير لابن الجوزي.
* أحكام القرآن للجصاص.
* أضواء القرآن للشنقيطي.
* تفسير البغوي.
* محاسن التأويل للقاسمي.
* تفسير العليم القدير اختصار ابن كثير: محمد نسيب الرفاعي.
* تاريخ الطبري.
* البداية والنهاية لابن كثير.
* فضائل القرآن لابن كثير.
* سيرة ابن هشام.
* الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي.
* مقدمة في أصول علوم التفسير: ابن تيمية.
* علم التفسير: د. محمد حسين الذهبي.
* مدخل إلى القرآن الكريم حقائق تاريخية: د. محمد عبد الله دراز.
* المهدي حقيقة لا خرافة: محمد إسماعيل.
* إيران في ظل العصور السنية والشيعية: د. عبد النعيم حسين.
* تعريف بمذهب الشيعة الإمامية: محمد أحمد التركماني.
* كتاب الإمامة والرد على الرافضة: للحافظ أبو نعيم الأصفهاني.
* الإسلام في مواجهة الباطنية: أبو الهيثم.
* العقائد الشيعية: (تعريف بالفرق الشيعية ونقدها) ناصر الدين شاه.
* معالم الانطلاقة الكبرى أهل السنة والجماعة.
* شرح العقيدة الواسطية: خليل هراس.
* معارج القبول: حافظ حكمي.
* العقيدة الطحاوية: ط. أحمد شاكر: للطحاوي.
* الأسئلة والأجوبة الأصولية على عقيدة الواسطية: عبد العزيز المحمد السلمان.
* رياض الجنة في الرد على أعداء السنة: مقبل بن هادي الوداعي.
* تدريب الراوي: للسيوطي.
* الباعث الحثيث: ابن كثير.
* تيسير مصطلح الحديث: الطحاوي.
* نخبة الفكر: ابن حجر.
* الإحكام في أصول الاحكام: للآمدي.
* أصول الفقه: عبد الوهاب خلاف.
* مدخل لدراسة الشريعة الإسلامية. د. عبد الكريم زيدان.
* أصول الدعوة: عبد الكريم زيدان.
* السنة: للالكائي.
* منهاج السنة: ابن تيمية.
* مجموع الفتاوى: ابن تيمية.
* شرح السنة: البغوي.
* الصارم المسلول: ابن تيمية.
* العواصم من القواصم: أبو بكر بن العربي.
* العلوم والحكم: ابن رجب الحنبلي.
* مختصر التحفة الإثني عشرية: الألوسي.
* الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: ابن حجر الهيتمي.
* تطهير الجنان واللسان عن التفوه بثلب سيدنا معاوية: ابن حجر الهيتمي.
* الفوائد البديعة في فضائل الصحابة وذم الشيعة. د. أحمد فريد.
* الإذاعة لما كان وما يكون من أشراط الساعة: صديق حسن خان.
المختصر في علامات المهدي المنتظر: ابن حجر الهيتمي.
* الولاء والبراء في الإسلام.
* أهمية الشهادة.
* فضل الغني الحميد: د. ياسر برهامي.
* إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء: الخضري.
* الموسوعة الميسرة.
* سلسلة شبهات حول الصحابة والرد عليها: محمد مال الله.
* سلسلة أضواء على البهائية (1 إلى 6) ط. دار مصر للطباعة.
* القاديانية: الشيخ محمد الخضر حسين.
* البهائية: محب الدين الخطيب.
* بين الشيعة والسنة: إحسان إلهي ظهير.
* الشيعة والسنة: إحسان إلهي ظهير.
* الشيعة والقرآن: إحسان إلهي ظهير.
* حقيقة الشيعة: عبد الله الموصلي.
* عقيدة الإمامة عند الشيعة الإثني عشرية: د. علي أحمد السالوسي.
* الثورة الإيرانية في الميزان: منظور نعماني.
* الشيعة والتصحيح: د. موسى الموسوي.
* وجاء دور المجوس: عبد الله الغريب.
* الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية.
* الإثنا عشرية: محب الدين الخطيب.
* النصوص الفاضحة لعقائد الشيعة الإثني عشرية: عبد الكريم محمد عبد الرؤوف.
* الرسالة والرسالات: عمر سليمان الأشقر.
* الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف: سعيد حوى.
* الشيعة والمتعة: محمد مال الله.
* تحريم نكاح المتعة: أبو الفتح المقدسي.
* نكاح المتعة: الشيخ الأهدل.
* الوشيعة في نقد عقائد الشيعة: موسى جار الله.
* شهادة خميني في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد إبراهيم شقرة.
* إيران من الداخل: فهمي هويدي.
* مدافع آية الله: محمد حسنين هيكل.
* تاريخ المذاهب الإسلامية: محمد أبو زهرة.
* مؤلفات في الميزان: أنور الجندي.
* الزور والبهتان فيما كتبه طه حسين في (الشيخان): سلسلة أخطاء التعليم.
* بين السنة والشيعة: د. علي عبد الواحد وافي.
* لماذا أفتى العلماء بكفر الخميني. وجيه المدني.
* صحيح مسلم بشرح النووي.
* فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني.
* نيل الأوطار: للشوكاني.
* سير أعلام النبلاء: الذهبي.
* طبقات ابن سعد.
* تاريخ ابن عساكر.
* وفيات الأعيان: ابن خلكان.
* طبقات الحفاظ: السيوطي.
* الكامل: ابن الأثير.
* تذكرة الحفاظ: الحافظ الذهبي.
* تهذيب التهذيب: الذهبي.
* تاريخ بغداد: الخطيب.
* الحلية: أبو نعيم.
* الفرق بين الفرق: البغدادي.
* الملل والنحل: ابن حزم.
* نهاية الإقدام في علم الكلام: الشهرستاني.
* الملل والنحل: الشهرستاني.
* الاقتصاد في الاعتقاد: الغزالي.
* غلاة الشيعة وتأثرهم بالأديان المغايرة للإسلام: فتحي محمد الزغبي.
* مقالات الإسلاميين: أبو الحسن الأشعري.
* الحركات الباطنية في العالم الإسلامي: د. محمد الخطيب.
* نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام: د. علي سامي النشار.
* السنة ومكانتها في التشريع: مصطفى السباعي.
* مقدمة ابن خلدون.
* نقد ولاية الفقيه: محمد مال الله.
* النظرية السياسية المعاصرة للشيعة الإمامية الإثني عشرية: تأليف محمد عبد الكريم عتوم.
* نهج خميني في ميزان الفكر الإسلامي: لمجموعة من المؤلفين: مجلة الأزهر عدد شوال 1414هـ.
* سبل السلام: الصنعاني.
 

مصادر شيعية:
1- الحكومة الإسلامية: الخميني.
2- كشف الأسرار: الخميني.
3- تحرير الوسيلة: الخميني.
4- الكافي للكليني.
5- الشيعة في الميزان: محمد جواد مغنية.
6- منهاح الكرامة: ابن المطهر الحلي.
7- أصل الشيعة وأصولها: محمد الحسين آل كاشف الغطاء.
8- نهج البلاغة: الشريف الرضي.
9- رجال الكشي: الكشي.
10- الشيعة بين الحقائق والأوهام: محسن الأمين.
11- أعيان الشيعة: محسن الأمين.
12- مجمع البيان لعلوم القرآن: الفضل بن الحسن الطبرسي.
13- بحار الأنوار: للمجلسي.
14- تهذيب الأحكام: الطوسي شيخ الطائفة.
15- الاستبصار: الطوسي شيخ الطائفة.
16- من لا يحضره الفقيه: الصدوق القمي.
17- علل الشرائع: الصدوق القمي.
18- كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق القمي.
19- وسائل الشيعة: الحر العاملي.
20- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب: حسين النوري الطبرسي.

فهرس المحتويات
عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت والرد على الشيعة الإثني عشرية[2] 1
الطعن في الصحابة رضي الله عنهم: 2
 موقف الشيعة الإمامية من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: 2
 اتهام الكثير من الصحابة بالكذب في الرواية: 6
 ادعاء عداوة الصحابة رضي الله عنهم بعضهم لبعض وعداوتهم جميعاً لأهل البيت: 10
 لعن الصديق والفاروق رضي الله عنهما: 11
 تكفيرهم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما: 18
 إحياء الشيخين وصلبهما: 18
 عائشة وحفصة منافقتان: 18
رد السنة النبوية ومعاداة أهلها: 18
 ترك العمل بالسنة النبوية ومعاداة أهلها: 18
 ما قاله علماء الجرح والتعديل في الرافضة: 18
 أمثال من ضلال الشيعة في علم الرجال والحديث: 18
 مصادر التلقي عند الشيعة الإمامية: 18
كتاب الكافي للكليني: 18
وسائل الشيعة: 18
تهذيب الأحكام: 18
علل الشرائع: 18
معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين: 18
بحار الأنوار: 18
مستدرك الوسائل: 18
كتاب نهج البلاغة: 18
 ومن أشهر مؤلفيهم وعلماء مذهبهم غير ما ذكرناهم: 18
الفيض الكاشاني: 18
الشيخ المفيد: 18
يوسف البحراني: 18
حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي: 18
آية الله الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي: 18
زين الدين أبو محمد علي بن يوسف العاملي النباطي البياضي: 18
السيد عبد الله مشير: 18
نعمت الله الجزائري: 18
حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني: 18
السيد أمير محمد الكاظمي القزويني: 18
آية الله العظمى محسن الأمين: 18
محمد بن حسن النجفي: 18
عباس القمي: 18
السيد عبد الحسين: 18
كامل سليمان: 18
محمد جواد مغنية: 18
العياشي: 18
علي اليزدي الحائدي: 18
عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي: 18
تاج الدين محمد بن محمد الشعيري: 18
محمد بن محمد بن صادق الصدر الموسوي: 18
محمد تقي الموسوي الأصفهاني: 18
عبد الله المامقاني: 18
آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي -الشهرستاني-: 18
آية الله العظمى المحقق فتح الله النمازي الشيرازي: 18
محمد الرضى الرضوي: 18
السيد دلدار علي اللكهنوي: 18
السيد هاشم معروف الحسيني: 18
محمد رضا المظفر: 18
الحسن بن موسى النوبختي الشيعي: 18
أبو خلف سعد بن عبد الله القمي: 18
/153 تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي: 18
القاضي السيد شهاب الدين نور الله الحسيني المرعشي التستري: 18
منظور حسنين: 18
أحمد الإحساني: 18
محمد محسن الشهير بآغا بزرك الطهراني: 18
آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الأصفهاني: 18
الحاج آية الله السيد إبراهيم الزنجاني: 18
السيد مرتضى العسكري: 18
السيد محمد كاظم الطباطبائي: 18
أبو القاسم الموسوي الخوئي: 18
القهباني: 18
آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني: 18
حسين بن عبد الصمد العاملي: 18
محمد بن حسن الصفار: 18
آل كاشف الغطاء: 18
نظام الدين الجيلاني الشيعي: 18
الحلي: 18
 التعريف بأشهر رجالات علماء الشيعة: 18
 ومن علمائهم أيضاً: 18
 حكايات الرقاع: 18
 إنكار حجية الإجماع وترك العمل بالقياس وإن صح: 18
 روايات الشيعة مكذوبة ومتناقضة: 18
 تسمية أهل السنة بالناصبة: 18
 تسمية أهل السنة بالعامة (العوام): 18
 نجاسة أهل السنة عند الإثني عشرية: 18
 جواز اغتياب أهل السنة عندهم: 18
 كراهية الأئمة الأربعة والانتقاص منهم: 18
 من أصولهم العملية مخالفة أهل السنة: 18
 عقيدة التولي والتبري: 18
 إباحة دماء وأموال أهل السنة: 18
 فانظر إلى الحقد الشيعي: 18
القول بالبداءة لله: 18
 القول بالبداءة: 18
 لفظ (بدا) في الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم: 18
 أما في السنة النبوية: 18
 أما لغة: 18
 من أقوال أهل العلم: 18
 بين النسخ والبداء: 18
حكمة النسخ: 18
ويشترط في النسخ: 18
البداء عند اليهود: 18
والبداء له معاني منها: 18
القول بالرجعة: 18
 الرجعة: 18
 الرجعة في كتب تفسير الشيعة الإمامية: 18
 شبهات حول الرجعة والرد عليها: 18
المهدي المنتظر عند الإمامية: 18
 الإمام المهدي عند الشيعة الإمامية: 18
 مهدي الشيعة يحكم بحكم داود: 18
 مهدي الشيعة يأتي بقرآن جديد: 18
 المهدي بين الإمامية وأهل السنة: 18
حقيقة وجود محمد بن الحسن العسكري: 18
إمامته: 18
انتظار خروجه ليتولى الإمامة: 18
الطعن في من أنكر ذلك: 18
إحياء أعدائه له: 18
 أما عند أهل السنة والجماعة: 18
الأخذ بالتقية لخداع المخالفين: 18
 متى ينتهي عمل الشيعة بالتقية: 18
 كيفية التقية والأسباب الموجبة لها: 18
 ومن أمثلة التقية البارزة: 18
 نسبة العمل بالتقية إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: 18
 اتهام الحسين بالتقية: 18
 أمثلة لتقية الأئمة دون ضرورة تذكر: 18
 التقية في عرض المسائل الدينية: 18
 الكتمان والتقية من لوازم المذهب: 18
 هل عمل أئمة أهل البيت بالتقية كما فهمها الشيعة الإمامية: 18
 أثر التقية في الشيعة: 18
التقية في القرآن والسنة النبوية: 18
 شروط الإكراه المعتبر شرعاً: 18
وجوب تقليد العوام لمجتهدي الشيعة الأحياء وإعطاء الزكاة وخمس المكاسب لهم: 18
 وجوب التقليد للمجتهدين: 18
 ومن مراجع الشيعة المعاصرين: 18
 الخمس: 18
 سلطات المرجع من فقهاء الشيعة: 18
الولاية المطلقة للفقيه الشيعي: 18
 ولاية الفقيه: 18
 ولاية الفقيه عند الخميني (النيابة عن الإمام المعصوم): 18
 نشأة فكرة ولاية الفقيه: 18
 الاختلاف حول ولاية الفقيه: 18
إمامهم الخميني: 18
بدع العبادات والمعاملات: 18
 تقديس مشاهد ومزارات الأئمة: 18
شد الرحال إلى مشاهد وقبور الأئمة: 18
تفضيلهم كربلاء على مكة المكرمة: 18
تقديس مراقد الأئمة ومزارتهم: 18
تقديس مسجد الكوفة: 18
تقديس النجف ومشهد كربلاء وقم: 18
السجود في الصلاة على التربة الحسينية (تربة كربلاء): 18
 المسح على الرجلين في الوضوء وترك غسلهما وعدم الأخذ بالمسح على الخفين: 18
 الشهادة الثالثة في الأذان: 18
 إسقاط وجوب صلاة الجمعة: 18
 الجمع بين الصلاتين في الحضر: 18
 إباحة الشيعة لزواج المتعة (الزواج المؤقت): 18
تحريم نكاح المتعة: 18
تهافت حجج الشيعة على إباحة المتعة: 18
من أحكام المتعة عند الشيعة الإثنا عشرية: 18
ويلاحظ من هذه الأحكام: 18
إباحة المتعة من أمور الإيمان عند الشيعة الإثني عشرية: 18
فضل المتعة عند الشيعة: 18
عجالة حسنة للمجلسي: 18
التمتع بالمرأة الزانية: 18
إعارة الإماء باسم المتعة وغير المتعة: 18
 احتفالاتهم وأعيادهم الخاصة: 18
المبالغة في إظهار الحزن يوم عاشوراء: 18
الاحتفال بيوم غدير خم: 18
الاحتفال بعيد النيروز (عيد المجوس): 18
الاحتفال بذكرى مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 18
 الشيعة وتعطيل الجهاد في سبيل الله: 18
الباب السادس: الموقف من الشيعة الإثني عشريةالإمامية: 18
 الدفاع عن الشيعة: 18
 تقية شيعية أم حقائق اعتقادية: 18
 الإخوان المسلمون والتقارب مع الشيعة: 18
 الشيخ الغزالي رحمه الله وقضية التقارب: 18
 الأزهر وقضية التقريب: 18
 تراجع من تبين له ضلال الشيعة: 18
 الأستاذ سعيد حوى: 18
 الدكتور مصطفى السباعي: 18
 رشيد رضا: 18
 تقي الدين الهلالي: 18
 الشيخ منظور نعماني كبير علماء الهند والأستاذ أبو الحسن الندوي: 18
 موقف العلماء المتصدين للشيعة: 18
ومن أمثلة هؤلاء الأفاضل: 18
 موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع: 18
 مذهب أهل السنة والجماعة في الحكم على شخص معين: 18
 ميزان أهل السنة في معاملة أهل البدع: 18
 حكم المخالفين لأهل السنة عند أهل السنة: 18
 الرافضة أشد أهل البدع وأبعدها عن الكتاب والسنة: 18
الخاتمة: 18
 وتتضمن نتائج هذا البحث وهي: 18
 أما في عصرنا الحاضر: 18
ثبت المراجع: 18
مصادر شيعية: 18


([1]) انظر المنتقى من منهاج الاعتدال: ص64.

([2]) في فروع الكافي كتاب الروضة عن الإمام الباقر: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة: فسئل عنهم فقال: (المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي -رحمة الله عليهم وبركاته-) انظر (الثورة الإيرانية) لمنظور نعماني ص177 نقلاً عن فروع الكافي مجلد (3) كتاب الروضة ص115 وانظر (بين الشيعة وأهل السنة) لإحسان إلهي ظهير ص199 نقلاً عن طبعة أخرى للكافي كتاب الروضة جـ8/ ص 246.
ولنا سؤال: كان الناس أهل ردة إلا ثلاثة أو خمسة، فأين أهل البيت من غير العلويين، وأين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وظاهر كلامهم أنهم جميعاً أهل ردة -والعياذ بالله من سوء المعتقد وسوء الظن بأفاضل المؤمنين.

([3]) انظر الكافي للكليني جـ1/ 227، 257 نقلاً من (وجاء دور المجوس).

([4]) انظر (وجاء دور المجوس) جـ1/ ص 122-123، وسنذكر نقولات كثيرة في تفصيل ذلك بعد قليل إن شاء الله، ولاشك أن الطعن في الإمامية بذلك أولى وأحق من قبول طعنهم في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: عن أبي زرعة الرازي قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة) منهاج الاعتدال ص 6- 10.

([5]) أما ما جاء في أخذ بعض هذه الأمة عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وأنه يقال له صلى الله عليه وسلم: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فهؤلاء هم الذين ارتدوا من الأعراب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل البدع والأهواء الذين بدلوا في دين الله وغيروا من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل فيهم قطعاً هؤلاء الشيعة الرافضة، وما جاء في بعض الروايات (أصحابي أصحابي) أو (أمتي أمتي) فلأنهم معدودين من الأمة لانتسابهم إليها ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم من أمته كما يقال في أتباع ومقلدي أبي حنيفة (أصحاب أبي حنيفة) أي من أتباعه والمنتسبين لمذهبه وإن لم يجتمعوا به ويروه، فهذا يدخل في باب التوسع في إطلاق الصحبة على الأتباع وليس المراد به المعنى الاصطلاحي الخاص بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فأولئك ثبت صلاحهم ودينهم وعدالتهم خاصة المشهود لهم بالجنة: العشرة المبشرون وأهل بدر وأهل الحديبية وغيرهم. فتنبه.

([6]) انظر وجاء دور المجوس: ص174.

([7]) ومضمون هذا الافتراء والبهتان:
(أ) كفر أئمة أهل البيت وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفضلاء المهاجرين والأنصار، (وفيه دلالة على أن ادعاء نصرة الشيعة لأهل البيت كذب وبهتان).
(ب) أن الله مكن المنافقين والكافرين من دينه وكتابه، فبدل الدين وحرف الكتاب، بل وجب رد كل ما نقله الصحابة من كتاب وسنة لكونهم كفاراً منافقين غير عدول.
(ج) أن الله تعالى لم يوف بوعده ولم يمكن لدينه ولا لرسوله ولا لأمته من بعده وإنما مكن للظالمين والمرتدين والكافرين.
(د) أن هذه الأمة لا تستحق ثناء الله عليها في كتابه فليست بخير أمة أخرجت للناس، ولا تستحق أن تكون شهيدة على الأمم إذ وقعت في الكفر بعد الإيمان.
والمطلوب منا: أن ندير ظهورنا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولصحابته رضوان الله عليهم ونضع أيدينا في أيدي أحفاد الفرص وصناع ابن سبأ اليهودي ليأخذوا بنا إلى الصراط المستقيم!!.

([8]) بين الشيعة وأهل السنة: ص205 نقلاً عن الدكتور علي عبد الواحد وافي.

([9]) المصدر السابق: ص207.

([10]) المصدر السابق.

([11]) المصدر السابق ص207 نقلا عن تفسير القمي جـ1/ 214 ط. مطبعة النجف، العراق سنة 1386هـ.

([12]) المصدر السابق: نقلاً عن مقبول قرآن الشيعي في الأردية ص281ط. الهند.

([13]) نقلاً عن الكليني جـ8/ ص246 ط. إيران.

([14]) بين الشيعة وأهل السنة: ص208 نقلاً عن الصراط المستقيم للنباطي جـ2/ ص299، جـ3/ ص29 ط. إيران.

([15]) المصدر السابق: نقلاً عن النباطي العلي.

([16]) المصدر السابق: ص208، 209 نقلاً عن وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص164 ط. مكتبة الخيام –قم- إيران سنة 1401هـ.

([17]) راجع بين الشيعة وأهل السنة: ص207، 209 وراجع أيضاً الفوائد البديعة في فضائل الصحابة وذم الشيعة: ص144، 145.

([18]) ونحن نتساءل: أين هذه الأحاديث التي يدعي هذا الرجل أن سمرة افتراها وتمس كرامة علي بن أبي طالب!! لعلها لا توجد إلا في نفس مدعي ذلك أو من أكاذيبه!! فليذكرها ويبين لنا مصادرها!!.

([19]) وانظر إلى جرأته في الكذب، يتهم أبا هريرة برواية آلاف الأحاديث!! في الثناء على ظلمة الحكام!! وتزكية أعمالهم!! ولعله يقصد أحاديث الصبر على جور الأئمة وما شابهها وهي أحاديث ثابتة عن أبي هريرة وغيره.. وقطعاً ليست بالآلاف!!.

([20]) ولا يخفى هذا التحريف للآية من سورة المنافقون.

([21]) النصوص الفاضحة: ص62.

([22]) النصوص الفاضحة: ص91 ولا يخفى مخالفة ذلك لما ثبت في الصحيحين وغيرهما من أمر السقيفة –سقيفة بني ساعدة- وليس في روايتها جميعاً افتراءات وأكاذيب الشيعة الإمامية هذه.

([23]) المراد بصاحب عمر: الصديق أبو بكر رضي الله عنهما.

([24]) وهذا افتراء محض لتصوير عداوة مكذوبة بين علي وأبي بكر وعمر رغم ما تواتر عن محبة الجميع بعضهم لبعض، ومعلوم بالتواتر أن الثلاثة من المبشرين بالجنة وعلى هذا إجماع الأمة أئمة جيلاً بعد جيل.
روى مسلم في صحيحه كتاب (فضائل الصحابة رضي الله عنهم) في فضائل عمر رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (وضع عمر بن الخطاب على سريره (يريد نعشه) فتكنفه الناس -أي أحاطوا به- يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع، وأنا فيهم، قال: فلم يرعني -أي لم يفاجئني- إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو علي -يعني ابن أبي طالب- فترحم على عمر، وقال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك، وايم والله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك -يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر- وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما) وفيه رد على أباطيل الشيعة.

([25]) النصوص الفاضحة: ص75.

([26]) المصدر السابق: ص80، (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

([27]) النصوص الفاضحة: ص88، وهذه الآية الكريمة من أوضح الأدلة في فضيلة أبي بكر وتأمل كيف ذكر النبي صلى الله عليه وسلم معية الله لهما فقال (إن الله معنا) في حين قال موسى لأصحابه- لما قالوا له: إنا لمدركون، قال: كلا إن معي ربي سيهدين، فذكر معية الله له وحده ولم يذكر معية لأصحابه، وهؤلاء الزنادقة يكذبون على أئمة آل البيت أنهم يجعلون الآية في كفر أبي بكر -والعياذ بالله- فهل رأيت استخفافاً بالعقول وقلباً للحقائق مثل هذا. (كتبه ياسر برهامي).

([28]) النصوص الفاضحة: ص92، 93، والعجب رواية ذلك عن سلمان، وقد تولى سلمان إمارة المدائن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

([29]) النصوص الفاضحة: ص37.

([30]) النصوص الفاضحة: ص45، في هذا النقل تلميح إلى بقاء النبوة في بني هاشم ولا عجب إذ أن الأئمة عندهم أرفع قدراً من الأنبياء وهذا من الكفر البواح الذي لا خفاء فيه، ولا عجب أن رأيت أدعياء النبوة يخرجون من الشيعة لاستعدادهم لقبول هذا الضلال والكفر كالبابية والبهائية والقاديانية. (كتبه ياسر برهامي).

([31]) النصوص الفاضحة: ص50 والآية كما أخبر ابن كثير في تفسيره لسورة النساء نزلت في المنافقين تبين قبائحهم التي يخفونها فحملها هؤلاء الجهلة على فضلاء الصحابة ومنهم أبو عبيدة الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه أمين هذه الأمة.

([32]) الفوائد البديعة: ص247، 248 نقلاً عن محب الدين الخطيب رحمه الله.

([33]) الخطوط العريضة: ص39، 40.

([34]) الخطوط العريضة: ص39، 40.

([35]) وانظر نص صورة الدعاء في حقيقة الشيعة: ص81، 82، ص104، 105، ص108، 109، ص110، 112، ص116، 117.

([36]) حقيقة الشيعة: ص86.

([37]) حقيقة الشيعة: ص85، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) فهل كان اليهود سبب نزول الآية يؤمنون بأبي بكر وعمر؟؟ والجبت السحر والطاغوت الشيطان وكل من عبد من دون الله وهو راضي، وتأمل سياق الآيات وسبب نزولها في اليهود القائلين لمشركي قريش أنهم أهدى من الصحابة وإذا بهؤلاء الروافض يقولون بقول اليهود إذ بقولهم بردة الصحابة فهم شر من الكفار الأصليين، فانظر كيف يحرفون القرآن حتى يجعلوا الأدلة في فضائل الصحابة شبهات على ذمهم، ولكن فضحهم الله فقولهم قول اليهود وليس قول أهل الإسلام. (كتبه ياسر برهامي).

([38]) حقيقة الشيعة: ص85، 86 وكما ذكرنا أن هؤلاء الشيعة إنما سموا رافضة لرفضهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وسائر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل منهم، لذا فهو الاسم الأليق بهم، والذي بمقتضاه رفضوا الإسلام المنقول عن هؤلاء الصحابة الكرام، ومن ثم ابتدعوا لأنفسهم ما ابتدعوه، فهم بهذا رفضوا الإسلام الصافي النقي وابتدعوا غيره، والشيعة يزعمون أنهم لا يستحقون هذه التسمية، مع أنه في الكافي أن جعفر الصادق سماهم بذلك: جاء في الكافي عن محمد بن سليمان عن أبيه أنه قال: قلت لأبي عبد الله جعفر: جعلت فداك إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت به الولاة دماءنا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قلت: نعم. قال: لا والله ما هم سموكم به ولكن الله سماكم به. (انظر الشيعة والتشيع نقلاً عن الكافي- كتاب الروضة- ص 34).

([39]) إيران من الداخل لفهمي هويدي ط. الرابعة 1412هـ - 1991 مركز الأهرام ص313.

([40]) ففي عهده تمت الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس (إيران).

([41]) الخطوط العريضة: ص21.

([42]) المصدر السابق: ص7، ص27.

([43]) المصدر السابق: ص 27-28، بل الآية نص قاطع في أن كل من بايع تحت الشجرة مؤمن إذ قال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ) أي حين يبايعونك وعلى قولهم بردة الصحابة عدا الثلاثة سلمان والمقداد وأبو ذر فليست الآيات كلها، وفي البشارة بفتح خيبر وإنزال السكينة إلا لهؤلاء الثلاثة فاسمع وتعجب من تلاعب الشياطين بعقول البشر، وفي الحديث الصحيح المرفوع: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة). (وكتبه ياسر برهامي).

([44]) المصدر السابق: ص 27-28، بل الآية نص قاطع في أن كل من بايع تحت الشجرة مؤمن إذ قال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ) أي حين يبايعونك وعلى قولهم بردة الصحابة عدا الثلاثة سلمان والمقداد وأبو ذر فليست الآيات كلها وفي البشارة بفتح خيبر وإنزال السكينة إلا لهؤلاء الثلاثة فاسمع وتعجب من تلاعب الشياطين بعقول البشر، وفي الحديث الصحيح المرفوع: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة). (وكتبه ياسر برهامي).

([45]) انظر الخطوط العريضة: ص 19- 20 المكتبة السلفية، ونص الدعاء عندهم: اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما..) إلخ ويريدون بالبنتين أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما، وارجع في ذلك إلى (تنقيح المقال في أحوال الرجال) من كتب الجرح والتعديل للشيعة لشيخ الطائفة آية الله المامقاني جـ1/ 207 نقلاً عن كتاب (مسائل الرجال ومكاتباتهم) لمحققهم محمد إدريس الحلي.

([46]) ص315 من مختصر التحفة الإثني عشرية، ط. المكتبة السلفية.

([47]) وجه الإيجاب أنه لا يتم لهم الدين إلا بتولي علي وأولاده والتبرؤ من الشيخين وأهل السنة، فلا يتم الدين عندهم إلا بذلك.

([48]) ص16ط. دار طيبة من رسالة في الرد على الرافضة.

([49]) (النعماني ص 166-167): تأويلات الشيعة لهذا الزواج مضحكة وعجيبة:
* زوجه نتيجة ضغط عمر الشديد على علي فأبدل إحدى الجنيات في صورة ابنته وزوجها له بدلاً من ابنته الأصلية.
* الزواج حكايات لا صحة لها وأن واقعة الزواج لم تتم أصلاً.
الرأي الأول- ذكره قطب الدين الراوندي- ومجتهد الشيعة الأعظم ديدار في (مواعظ حسينية) وكتبوا عنها بالتفصيل. انظر آيات بينات القسم الأول ص 138.
الرأي الثاني- ذكره مجتهدهم الأعظم سيد محمد. انظر آيات بينات القسم الأول ص 138.
آيات بينات ألفه (نواب محسن الملك) وهو بحث يضم أربعين صفحة من القطع الكبير (وكان شيعياً ثم ترك الفكر الشيعي ونقده). وأعطى البحث حقه وأقام الحجة على الشيعة.

([50]) النصوص الفاضحة: ص70.

([51]) المصدر السابق: ص71، والعجب العجاب نسبة هذه البلطجة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتصوير الكاذب لعدائه لعلي، ثم إكراهه على تزويجه ابنته بغير رضاه، ولنا أن نسأل هل رضيت أم كلثوم -رحمها الله- بذلك، بل كيف سكت بنو هاشم وهم أهل المروءة والشهامة والنجدة، وهم أعلى وأقوى وأعظم شأناً من عمر وعشيرته، لاشك أن هذا لا يكون أبداً، ولكن هؤلاء الشيعة الجهال يفترون الفرية ولا يبالون ما وراءها من الانتقاص من علي بن أبي طالب وأهل بيته.. ثم يزعمون بعد هذا كله أنهم شيعته وأحباؤه وأنصاره ومن المدافعين عنه.

([52]) يزعم الشيعة أن الشيخين آذا فاطمة رضي الله عنهما من وجوه:
(أ) حرمها أبو بكر من تركة أبيها صلى الله عليه وسلم.
(ب) هدم عمر بيتها عليها، فأفقدها بذلك طفل لها كان في بطنها، والذي كان الرسول قد سماه (محسن).
(جـ) أن عمر أضرم النار في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر ملا باقر مجلي في (جلاء العيون) ط. الأردية- القسم الأول ص172 ط. لكهنؤ. وقد أشاد الخميني في كتابه (كشف الأسرار) ص121 بكتاب المجلي هذا، ووردت هذه الروايات في كتاب احتجاج طبرسي ص47 وهو من كتب الشيعة المعتمدة، ويراجع في ذلك (الثورة الإيرانية) هامش ص61 والصواعق المحرقة (ص 51- 52).
والغرض من هذه الافتراءات واضح، إيغار القلوب تجاه الشيخين وخاصة عمر، ولم يبالوا بما يترتب على ذلك من انتقاص لعلي وجميع بني هاشم وهم أهل النخوة والنجدة، فكيف يرضون بالتهجم على بيت فاطمة وإسقاط جنينها ثم حرق بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف يرى المسلمون ذلك كله ولا يتحركون.. وهكذا يكذبون الكذبة ولا يبالون بما يترتب عليها من المفاسد والشناعات.. فهم أكذب الناس وأجهل الناس حقاً.

([53]) وذكر في الثورة الإيرانية عنه ثلاثة أمثلة في ص56، 57 منها ميراث فاطمة رضي الله عنها.

([54]) وذكر في (الثورة الإيرانية) عن الخميني أربعة أمثلة في ص57-58 منها تحريم زواج المتعة، روى البخاري في صحيحه في كتاب المغازي باب حديث بني النضير أن العباس وعلياً استأذنا على عمر فأذن لهما، فلما دخلا قال عباس لعمر: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله من بني النضير، فقال عمر لمن حوله: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركناه صدفة يريد بذلك نفسه؟ قالوا: قد قال ذلك، فأقبل عمر على عباس وعلي فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك؟ قالا: نعم. قال عمر: فإنى أحدثكم عن هذا الأمر: إن الله سبحانه كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره، فقال جل ذكره: (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ).... إلى قوله: (قَدِيرٌ)... فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله فجعل مال الله، فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته، ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: فأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ، فأقبل على علي وعباس وقال: تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان والله يعلم إنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر رضي الله عنه: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، والله يعلم أني فيه صادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني -يعني عباساً- فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وما عملت فيه منذ وليت وإلا فلا تكلماني، فقلتما: ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنه فادفعاه إلي فأنا أكفيكما، وقد أخبرت عائشة رضي الله عنها أن هذه الصدقة ظلت بيد علي حيث غلب العباس عليها، ثم كانت بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين، وحسن بن حسن كلاهما كان يتداولانها ثم بيد زيد بن حسن.

([55]) لسنا في حاجة إلى الرد على مثل هذه الخرافات ما دمنا نتوجه بالكلام إلى أهل السنة، فإن المسلم الذي يعلم إلقليل عن الإسلام وعن تاريخه لا يرى هذا الكلام الخميني إلا خرافات وأباطيل. (قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).

([56]) الثورة الإيرانية: ص95 – 61.

([57]) الثورة الإيرانية: ص50.

([58]) ملخص من حق اليقين ص125 بيان الرجعة وهو مختصر من النعماني ص171 – 174.

([59]) الثورة الإيرانية: منظور نعماني ص176 نقلاً عن مجلسي.

([60]) الثورة الإيرانية: ص177.

([61]) الثورة الإيرانية: ص171.

([62]) وجاء دور المجوس: ص181.

([63]) المصدر السابق: ص181.

([64]) وجاء دور المجوس: ص182 نقلاً عن الحكومة الإسلامية للخميني ص33.

([65]) المصدر السابق: ص182 نقلاً عن الحكومة الإسلامية للخميني ص132، فلماذا لم يعلن علي رضي الله عنه بعد توليه الخلافة هذه الأمور على الملأ حتى تتواتر وتصل إلى: كل إنسان وقد زالت التقية وذهب الخوف، ولماذا لم يقل هذا الحسن رضي الله عنه في فترة خلافته، بل هو الذي سلم الخلافة للأمويين طواعية مع أنه كان معه كتائب كأمثال الجبال ولكنه رضي الله عنه تحققت سيادته كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن ابني هذا سيد، ولعل أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين) (متفق عليه). (وكتبه ياسر برهامي).

([66]) وجاء دور المجوس: ص175 نقلا عن الحكومة الإسلامية ص71.

([67]) وجاء دور المجوس: ص175 نقلاً عن الحكومة الإسلامية ص71.

([68]) وهذا يعني بالتالي هجر أغلب روايات الأحاديث إلا القليل النادر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الطريق الذي يزعمون الاحتجاج به فقط، وماعدا ذلك فالحجة في أقوال الأئمة وروايات الشيعة عنهم وهي بالآلاف، وهم يعدونها حجة لا ترد، وقد ملئت بالأكاذيب والافتراءات، بل والاضطراب إذ يصطدم بعضها ببعض، ويعارض بعضها بعضاً، فهذه هي السنة المصدر الثاني للتشريع عند الشيعة الإمامية، فتأمل الفارق الكبير بينهم وبين أهل السنة والجماعة.

([69]) وهذه أمثلة واضحة لرد الشيعة الإمامية لأحاديث نبوية متواترة صحيحة اتفقت الأمة الإسلامية على صحتها واعتقاد ما فيها والعمل بها، والشيعة الإمامية يميلون في قضايا أصول الدين إلى مذاهب المعتزلة والجهمية، وهم شر من المعتزلة والجهمية، وهم يشاركون الخوارج في تكفير الصحابة، وهم شر من الخوارج إذ يكفرون أبا بكر وعمر ولا يرون الطاعة لأي إمام من غير أهل البيت العلوي.

([70]) وهذه أمثلة واضحة لرد الشيعة الإمامية لأحاديث نبوية متواترة صحيحة اتفقت الأمة الإسلامية على صحتها واعتقاد ما فيها والعمل بها، والشيعة الإمامية يميلون في قضايا أصول الدين إلى مذاهب المعتزلة والجهمية، وهم شر من المعتزلة والجهمية، وهم يشاركون الخوارج في تكفير الصحابة، وهم شر من الخوارج إذ يكفرون أبا بكر وعمر ولا يرون الطاعة لأي إمام من غير أهل البيت العلوي.

([71]) وجاء دور المجوس: ص120 بتصرف.

([72]) المصدر السابق: ص120.

([73]) المصدر السابق: ص121.

([74]) المصدر السابق: ص122 والإجماع لا يأخذ به الشيعة إذ الأرض لا تخلو من إمام من أهل البيت معصوم فهو حجة دائمة لا يحتاج معها إلى إجماع الأمة أو القياس على الكتاب والسنة، والإمامية يحتجون بالعقل والأدلة العقلية على طريقة المتكلمة في مسائل أصول الدين، فتأمل بعدهم الكبير عن أهل السنة.

([75]) منهاج السنة جـ1/ ص37 ط. دار العروبة تحقيق: د. محمد رشاد سالم.

([76]) المصدر السابق: جـ1/39 والباعث الحثيث ص109.

([77]) منهاج السنة: جـ1/ص38.

([78]) السنة ومكانتها في التشريع: مصطفى السباعي ص79.

([79]) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص22 ط. السلفية.

([80]) منهاج السنة ص42.

([81]) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص480.

([82]) وجاء دور المجوس: ص129.

([83]) انظر معجم رجال الحديث للخوئي جـ18/ ص290، (انظر الشيعة والمتعة ص57).

([84]) انظر الشيعة والمتعة: ص42 – 56 تأليف محمد مال الله- مكتبة ابن تيمية بتقديم نظام الدين الأعظمي ط. الثالثة، رمضان 1409هـ.

([85]) الشيعة والمتعة: ص43، 44.

([86]) الشيعة والمتعة: ص43، 44.

([87]) يشاركه في كنيته ثلاثة آخرين من رواة الشيعة.

([88]) الشيعة والمتعة: ص65.

([89]) المصدر السابق: ص63.

([90]) المصدر السابق: ص62 – 65.

([91]) المصدر السابق: ص67.

([92]) المصدر السابق: ص67، 68.

([93]) الصحاح: كالبخاري ومسلم وغيرهما، العامة: أهل السنة.

([94]) الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف، سعيد حوى ط. دار عمار –عمان- ط. الأولى: ص28 نقلاً عن وصول الأخيار ص94 ط. قم، سنة 1401هـ.

([95]) بتصرف من (الشيعة في الميزان) لمحمد جواد مغنية من علماء الشيعة المعاصرين. ط. دار الشروق- بيروت ص318- 319. وتلاحظ هنا أن ما أخذ به فقهاؤهم القدامى يعد حجة وإن كان ظاهره الضعف عند المتأمل له، وعلى هذا فلا حجة في من يشكك في أحاديث الكافي وغيرها التي يدعي البعض أن من علماء الشيعة المعاصرين من يضعفها، إذ أن احتجاج القدماء حجة عليهم عند علماء الحديث الشيعة فتأمل.

([96]) بتصرف من (الشيعة في الميزان) لمحمد جواد مغنية من علماء الشيعة المعاصرين. ط. دار الشروق- بيروت ص318- 319. وتلاحظ هنا أن ما أخذ به فقهاؤهم القدامى يعد حجة وإن كان ظاهره الضعف عند المتأمل له، وعلى هذا فلا حجة في من يشكك في أحاديث الكافي وغيرها التي يدعي البعض أن من علماء الشيعة المعاصرين من يضعفها، إذ أن احتجاج القدماء حجة عليهم عند علماء الحديث الشيعة فتأمل.

([97]) الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية من علماء الشيعة المعاصرين ص319 ط. دار الشروق بيروت _ لبنان.

([98]) المصدر السابق: ص317.

([99]) راجع المصدر السابق: 318.

([100]) وللأسف فكلها كتب تحتوي على ضلالات وأباطيل وخرافات -بل وكفريات- وأحاديث موضوعة مكذوية كثيرة لذا قيل في الشيعة: إنهم أكذب الناس في النقليات وأجهل الناس في العقليات!! وكتبهم تشهد عليهم بذلك.

([101]) وجاء دور المجوس: جـ1/ ص161.

([102]) وجاء دور المجوس: ص161.

([103]) بين الشيعة وأهل السنة: ص19.

([104]) الثورة الإيرانية: ترجمة د/ سمير عبد الحميد إبراهيم: ص105.

([105]) الثورة الإيرانية: ص105.

([106]) الثورة الإيرانية: 152، ويعد الكافي أهم كتب الحديث عند الشيعة، ويليه في الأهمية ثلاثة كتب هي عمدة المذهب الإثني عشري وهي:
(أ) تهذيب الأحكام: للطوسي شيخ الطائفة.
الاستبصار: للطوسي أيضاً.
من لا يحضره الفقيه: للقمي الملقب بالصدوق، فالأربعة أهم كتب المذهب الجعفري.

([107]) وجاء دور المجوس: جـ1/ص161.

([108]) مصباح الهداية: طبعته مؤسسة الوفاء ببيروت.

([109]) يسمى كتاب الأربعين والأربعون حديثاً.

([110]) كتاب الرسائل: طبع في قم بإيران سنة 1385هـ.

([111]) انظر (إيران من الداخل) لفهمي هويدي ص38 ط. الرابعة.

([112]) انظر في ذلك (بين الشيعة وأهل السنة) إحسان إلهي ظهير، الهوامش ص206، 207.

([113]) بين الشيعة وأهل السنة: هامش ص36.

([114]) وجاء دور المجوس: ص162، 163 بتصرف يسير.

([115]) استند الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) إلى حديث من أحاديث الرقاع يقول في صفحة 76: (الرواية الثالثة توقيع صدر عن الإمام الثاني عشر القائم المهدي عليه السلام عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليَّ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام، أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك.. إلخ، وانظر وجاء دور المجوس ص 163.

([116]) وجاء دور المجوس ص163، 164 نقلا عن مخطوطة باسم غياهب الجهالات لمحمود شكري الألوسي.

([117]) الإحكام للآمدي جـ1/ ص150 ط. مكتبة محمد علي صبيح وأولاده –الأزهر- القاهرة.

([118]) الوجيز د. عبد الكريم زيدان هامش ص183 ط. مؤسسة الرسالة بيروت لبنان، ط. السادسة سنة 1987م.

([119]) الوجيز ص220.

([120]) الوجيز: هامش ص220.

([121]) حقيقة الشيعة: ص36، 37.

([122]) حقيقة الشيعة: ص36، 37.

([123]) حقيقة الشيعة: ص36، 37.

([124]) وهو من علماء الإثني عشرية.

([125]) حقيقة الشيعة ص37، ونحن نشهد معه أن كتب أحاديث الشيعة شحنت بالموضوعات والأكاذيب والافتراءات على الأئمة بل والكفريات والشركيات، ولكننا نشهد أنها من وضع مؤسسي مذهب الشيعة أنفسهم وعلمائهم ورجالهم، هم الذين دسوها غلوا في التشيع المذموم وتعصباً له، وحقداً على الإسلام وأهله، وهذا الكذب ظاهر كما قال في كل باب من أبواب العلم عندهم.

([126]) حقيقة الشيعة ص37، ونحن نشهد معه أن كتب أحاديث الشيعة شحنت بالموضوعات والأكاذيب والافتراءات على الأئمة بل والكفريات والشركيات، ولكننا نشهد أنها من وضع مؤسسي مذهب الشيعة أنفسهم وعلمائهم ورجالهم، هم الذين دسوها غلوا في التشيع المذموم وتعصباً له، وحقداً على الإسلام وأهله، وهذا الكذب ظاهر كما قال في كل باب من أبواب العلم عندهم.

([127]) تحرير الوسيلة جـ1/ (ص118) نقلاً من وجاء دور المجوس: (ص185).

([128]) تحرير الوسيلة (جـ1/ ص118) نقلاً من وجاء دور المجوس: (ص185).

([129]) تحرير الوسيلة جـ1/ ص118 نقلاً من (وجاء دور المجوس) (ص186).

([130]) تحرير الوسيلة جـ1/ ص118 نقلاً من وجاء دور المجوس: ص186.

([131]) تحرير الوسيلة (جـ1/ ص118) نقلاً من (وجاء دور المجوس): (ص186).

([132]) تحرير الوسيلة جـ1/ 119 نقلاً من وجاء دور المجوس: ص186.

([133]) حقيقة الشيعة: ص10.

([134]) حقيقة الشيعة: ص10.

([135]) حقيقة الشيعة: ص10.

([136]) المصدر السابق: ص11.

([137]) المصدر السابق: ص12.

([138]) حقيقة الشيعة: ص11.

([139]) المصدر السابق: ص13.

([140]) المصدر السابق: 14.

([141]) المصدر السابق: 14.

([142]) المصدر السابق: 14.

([143]) المصدر السابق: 14.

([144]) حقيقة الشيعة: ص27.

([145]) المصدر السابق: ص27، 28.

([146]) المصدر السابق: ص28.

([147]) المصدر السابق: ص28 ودستغيب هذا كان أحد المقربين للإمام الخميني، وقد أناط به زعامة الثورة في شيراز بإيران منذ عام 1983م.

([148]) انظر حقيقة الشيعة: ص29.

([149]) المصدر السابق: 30.

([150]) المصدر السابق: ص31.

([151]) المصدر السابق: ص31.

([152]) حقيقة الشيعة: ص32، 33.

([153]) المصدر السابق: ص35.

([154]) حقيقة الشيعة: ص3.

([155]) المصدر السابق: ص34.

([156]) المصدر السابق: ص34، 35.

([157]) رواه الخميني في الحكومة الإسلامية محتجاً به، وتتمة الحديث من التهذيب للطوسي.

([158]) انظر وجاء دور المجوس جـ1/ ص188.

([159]) المصدر السابق.

([160]) المصدر السابق.

([161]) حقيقة الشيعة: ص21.

([162]) حقيقة الشيعة: ص25.

([163]) حقيقة الشيعة: ص24، 25.

([164]) حقيقة الشيعة: ص26.

([165]) حقيقة الشيعة: ص21، 22.

([166]) حقيقة الشيعة: ص22، 23.

([167]) المصدر السابق: ص23.

([168]) المصدر السابق: ص23، 24.

([169]) في الأصل (تكلفت).

([170]) حقيقة الشيعة: ص24.

([171]) الشيعة والتصحيح: د. موسى الموسوي بتصرف يسير.

([172]) النصوص الفاضحة لعقائد الشيعة الإثني عشرية: تأليف عبد الكريم محمد عبد الرؤوف ط. دار الفرات والنيل القاهرة – نيقوسيا، الطبعة الأولى ص7.

([173]) النصوص الفاضحة: ص8.

([174]) يراجع في ذلك النصوص الفاضحة: ص8.

([175]) المصدر السابق: ص7.

([176]) بين الشيعة والسنة: ص(132). نقلاً عن بصائر الدرجات الكبرى، وعلماء الشيعة وهم يجعلون البداءة لله يحاولون التهرب من لوازم ذلك، بأن الله يغير ما أخبر به وقدره أزلاً بعد أن يبدو له غيره- تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- بأقوال شتى متساقطة فإن الروايات والأخبار المنقولة عن طريقهم عن أئمتهم تعلن ذلك بصراحة ووضوح، ولا سبيل إلى دفع ما فيها إلا اسقاطها وتكذيبها، ولكن الشيعة لا يعلنون ذلك: فتارة يتعللون بأن البداءة من جنس النسخ المعروف في الشريعة، وتارة يتعللون بأن هذه البداءة من جنس ما يمحوه الله ويثبته من المقادير الموجودة في اللوح المحفوظ، ويضربون الأمثلة العقلية السقيمة لإقناع مقلديهم بذلك الاعتقاد، وأنه مقبول عقلاً من جنس ما ثبت في الشرع.
وهذه الطريقة في الدفاع عن المذهب الإثني عشري هي منهج علماء الشيعة فدائماً يدورون حول القضية، إما بمحاولة إثبات أن عقيدة الشيعة لا تخالف الشرع بلوي أعناق النصوص القرآنية وتفسيرها وفق أهوائهم، وإلا فباستعمال الأقيسة العقلية والمسالك الفلسفية لتبرير ما هم عليه، والتلبيس على العوام والجهال والمقلدين بذلك كما هو حال أهل البدع من علماء الكلام والمتفلسفين، وفي كل ذلك يبعدون الناس عن مناقشة روايات الأئمة نفسها من جهة ثبوتها عندهم ومن جهة تصريحها بالمعنى المراد وتضاربها ومخالفتها لإجماع الأمة من تنزيه الله تعالى عما ورد فيها، وهذا كله؛ لأن تقديس هذه الروايات هي دينهم ومذهبهم لا يجوز ردها بحال من الأحوال.. ولكن من أجلها تلوي أعناق النصوص القرآنية وتضرب الأقيسة والأمثلة العقلية الفاسدة لتروج على الجهال.. وفي آخر الأمر: يؤكدون لأتباعهم أن روايات الأئمة المعصومين عن طريق رجالهم لا يجوز ادعاء كذبها أو الطعن فيها بل هي في الاستدلال بها من جنس القرآن الموحي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلزم الجمع بينهما والرضا بالاثنين معاً والأخذ بمجموعهما فلا بقاء للمذهب الشيعي إلا بذلك وماذا عليهم لو كذبوا رواتهم وهم من الكذابين حقيقة وجزماً ونزهوا الله عما لا يليق به.. ونزهوا أئمة البيت العلوي عن القول بذلك.. ولكنهم يعلمون أن تكذيب هؤلاء الرواة الشيعين يعني إسقاط لسائر مروياتهم الأخرى.. وبالتالي سقوط المذهب المبني على هذه الأقوال المنسوبة للأئمة.
كتب الخميني في الرد على منتقدي المذهب الإثني عشري في القول بالبداءة لله فى كتابه (كشف الأسرار) يورد بعض الانتقادات ويبين الرد عليها على فهم الشيعة- أو محاولة التلبيس بهذا الفهم السقيم على الجهال والمقلدين: (يقول هؤلاء: إنه جاء في الكافي بأن الله كان حدد العام السبعين بعد الهجرة لقيام القائم، وحيث إن الناس قتلوا الإمام الحسين فإن الله غضب على أهل الأرض وأرجأ القيام إلى سنة 140 بعد الهجرة وحيث أننا نقلنا لكم ذلك، وقمتم أنتم بنقله إلى الناس، فإن الله لم يحدد وقتاً محدداً لذلك).
وبعد أن عرض هذا الانتقاد الشديد للمذهب وهذا الادعاء الخطير بأن الله تعالى أراد شيئاً ثم غير إرادته ثم غيرها مرة أخرى!! وهذا كما ترى ادعاء بلا دليل إلا بروايات الكافي!! يقول في الرد عليها:
 (والمعنى الآخر للبداء: هو ربط أمر بأمر آخر يكون زوال أحدهما إيذاناً بزوال الآخر، وبقاؤه يستتبع بقاء الآخر، لو لم تندلع الحرب الماحقة في أوروبا لما قلت المعيشة في إيران وغلا ثمنها بعد أن كانت وفيرة ورخيصة الثمن.. هاتان الظاهرتان مرتبطتان ببعضهما، ولو قام طفلك بالمشاغبة فإنك تؤدبه، وإذا لم يقم بمشاغبة فإنك لن تقوم بشيء ضده. وبالمقارنة أيضاً نقول بأن فتنة كربلاء لو لم تقع فإن الحسين كان سيثور ويستولى على العالم، وحيث إن تلك الفتنة قد وقعت، فإن هذا الأمر تعوق، ولو لم يكشف الناس عن سر الأئمة فإن إماماً آخر كان سينهض في سنة 140 للهجرة ويستولى على العالم لكنهم كشفوا عن ذلك فأرجى الأمر حتى موعد الظهور، أن رب العالمين كان يعلم من قبل بأن واقعة كربلاء ستقع، وإن الناس سيكشفون السر، وكان منذ البداية يعلم أنها ستقع، لذلك فإنه لم يتخذ -منذ البداية أيضاً- قراره بذلك).
ويورد الخميني انتقاداً آخر في نفس القضية فيقول: (وفي مكان آخر يقولون: إن الإمام جعفر الصادق عليه السلام جعل إسماعيل خلفاً له، وقال إسماعيل بتعيين موسى خلفا له، وعندما سئل عن علة ذلك قال: إن إسماعيل أجابه بـ (البداء)).
ثم يقول في الرد على من يعترض على ادعائهم أن الله غير إرادته بقوله: (والإمام -بأمر من الله- يختار إسماعيل للإمامة، وذلك لأهداف خفية لا ندركها نحن، ثم يتم انتخاب موسى بن جعفر للإمامة، الجاهل يتصور أن الله رجع عن عزمه ولكن الله كان منذ البداية يرى المصلحة في انتخابه لعدة أيام، ثم يصدر بعد ذلك أمره الإلهي الآخر الذي كان منذ البداية عاقداً العزم عليه، وهذا هو أحد معاني البداء) اهـ.
انظر كشف الأسرار للخميني ص 99- 100، ص 102-103. ترجمة د. محمد البنداري (عن الفارسية)- ط. دار عمار للنشر والتوزيع -عمان- الأردن ويضرب مثلاً عقلياً لذلك بقوله قبلها: (فلنفترض أن لك ولداً عزيزاً يعبث كثيراً، فتريد أن تخيفه فتحضر (فلكة) وعصا وتهم بضربه، ثم تومي إلى من حولك أن يخف لنجدته، فتتظاهر بأنك قد كففت عن الضرب بتدخل هؤلاء الوسطاء، أي أنك منذ البداية لم تكن لتنوي الضرب، وأنك لم تتراجع عن عزمك الوهمي هذا).

([177]) بين الشيعة وأهل السنة: ص 176 نقلاً عن كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه القمي جـ1/ ص69 ط. طهران سنة 1395هـ وفرق الشيعة للنوبختي ص64 وكتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الله القمي ص78 ط. طهران سنة 1963م والأنوار النعمانية جـ1/ ص 359 ط. إيران.

([178]) بين الشيعة وأهل السنة: ص177 نقلاً عن الأصول من الكافي جـ1، ص327.

([179]) بين الشيعة وأهل السنة: ص180 نقلاً عن الكافي جـ5/ ص546.

([180]) المصدر السابق: ص180، 181 نقلاً عن الكافي في الفروع جـ6/ ص13، 14 كتاب الحقيقة باب بدء خلق الإنسان.

([181]) المصدر السابق: ص181 نقلا عن الكافي في الأصول جـ1/ ص146 كتاب التوحيد باب البداء.

([182]) المصدر السابق.

([183]) بين الشيعة وأهل السنة: نقلاً عن الأصول من الكافي 1/148.

([184]) المصدر السابق.

([185]) المصدر السابق: ص182.

([186]) المصدر السابق: ص182 نقلاً عن سفر التكوين من التوراة الإصحاح السادس الفقرة 5، 6، 7.

([187]) المصدر السابق: ص183.

([188]) راجع بين الشيعة وأهل السنة: ص183، 184 وانظر فرق الشيعة للنوبختي ص65 ط. النجف وكتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الله القمي ص78.

([189]) علي بن يقطين كان يبطن التشيع ويظهر موافقة أهل السنة ويعمل لدى حكامهم، ويستغل منصبه في خدمة الشيعة، ويرجع في تصريف أموره لأئمتهم.

([190]) مراد الإمام، بزعمهم نحن نتعهدهم بالأمنيات والوعود الكاذبة منذ قرنين، -مأتي- مائتين، ليتبصروا بها، والأمور تسير على خلاف ما نمنيهم به.

([191]) يقطين الأب رأى الكلام المنسوب للإمام في زمنه يوافق ما يقع، ثم على عصر أبنائه ومنهم علي صارت الأمور تقع مخالفة لما يرد عن الأئمة ويقولوه، لذا استفسر من ابنه لأنه من المخلصين للأئمة المقربين إليهم.

([192]) أي كله ما تحقق وما لم يتحقق هو من كلام الأئمة حقاً.

([193]) كان ظهور ما قاله لكم الأئمة زمنه قريب غير بعيد فكان ما قيل لكم.

([194]) لأن زمان وقوعه بعيد ليس بقريب.

([195]) فجعلت الوعود بقرب ذلك تصبيراً لنا.

([196]) لا يتحقق في الواقع.

([197]) يعني عن التشيع بعد ظهور بطلانه.

([198]) كذباً ووهماً.

([199]) سترونه سريعاً قريباً، ولا يضرهم ظهور كذب ذلك فسيقال عندئذ: هذا بداء.

([200]) بانشغالها بهذا الباطل وهذه الأماني الكاذبة.

([201]) بين الشيعة وأهل السنة: ص75 نقلاً عن الشيعة بين الحقائق والأوهام ص45، 46 ط. الثالثة سنة 1977م بيروت.

([202]) تفسير ابن كثير جـ2/ 477، مكتبة التوفيقية القاهرة.

([203]) زاد المسير جـ4/ ص337، 338 ط. المكتب الإسلامي.

([204]) صحيح مسلم جـ4/ 2037 ورواية المصنف هنا بالمعنى.

([205]) من هامش زاد المسير ص338 في تعليق الناشر.

([206]) زاد المسير جـ4/ ص38، 39 ط. المكتب الإسلامي الرابعة.

([207]) الطبري جـ13/ ص170 وفي سنده زيادة بن محمد الأنصاري، قال البخاري والنسائي: منكر الحديث وأورده السيوطي في الدر المنثور جـ4/ ص65 وزاد نسبته لابن أبي حاتم مردويه والطبراني.

([208]) تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير (لمحمد نسيب الرفاعي حفظه الله) المجلد الثاني مكتبة المعارف –الرياض- (ط 1407، 1987م) جـ2/ ص527.

([209]) المصدر السابق.

([210]) الوجيز في أصول الفقه، د. عبد الكريم زيدان، ط. مؤسسة الرسالة الطبعة السادسة عام 1987م ص389.

([211]) الوجيز في أصول الفقه، د. عبد الكريم زيدان، ط. مؤسسة الرسالة الطبعة السادسة عام 1987م ص389.

([212]) وانظر المصدر السابق: ص390.

([213]) كالتدرج في فرض الحكم: كالتدرج في تحريم الخمر، أو لتخفيف عن الأمة برفع حكم واجب، أو تحويله من واجب إلى مندوب.

([214]) قال تعالى: (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً).

([215]) وانظر المصدر السابق: ص390، 391.

([216]) هذا خلاف المعروف، فليس المراد قصة ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام ولكن المراد بالبداء في إسماعيل عند الشيعة الإثني عشرية انتقال الإمامة من إسماعيل الابن الأكبر لجعفر الصادق إلى أخيه موسى لوفاة إسماعيل الموصي إليه بالإمامة في حياة أبيه، فقالوا: بدا لله فيه أمرا، فنقل الإمامة من الأكبر إلى الأصغر، وأحدثوا القول بالبداء، وقد مر ذلك.

([217]) فهذا الآمدي من علماء الكلام يبين فساد القول بالبداء بالأدلة العقلية، فلا يغتر جهال الشيعة بقول الخميني في (كشف الأسرار): (وعلى القراء المحترمين أن يعلموا بأن جميع القضايا والأمثلة التي تطرقنا إليها قد تم بحثها جميعاً في الفلسفة العليا، وأن إجابات شافية وكافية مدعومة بأدلة واضحة، قد وضعت لكل منها، ولكن هؤلاء -يعني منتقدي الشيعة- يثيرون هذه المشاكل حولها، لأن فهمهم قاصر عن إدراكها، وليست لهم معرفة بالقرآن والحديث) كشف الأسرار ص105.

([218]) الإحكام في أصول الأحكام للآمدي: جـ2/ ص241، 242 ط. مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح –الأزهر- القاهرة.

([219]) غلاة الشيعة وتأثرهم بالأديان المغايرة للإسلام: ص425 نقلاً عن الصحاح السادس (6، 7، 8).

([220]) غلاة الشيعة: 426 نقلاً عن الفصل لابن حزم جـ1/ ص163.

([221]) المصدر السابق: ص427.

([222]) ولمزيد من التفصيل راجع:
* مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري جـ1/ ص 113، 279، 319.
* الملل والنحل للشهرستاني جـ1/ ص132-133.
* الفرق بين الفرق للبغدادي: ص26.
* أصول الكافي للكليني ط. طهران 1381هـ (جـ1/ ص146-149).
* فرق الشيعة للنوبختي: ص 85-86.
* التبصير في الدين: ص18- 20.
* دائرة المعارف الإسلامية مقالة البداء لجولدتسهير.
* الشيعة والتصحيح: د. موسى الموسوي ص 146- 151.
* كشف الأسرار للخميني ص100- 105.
* غلاة الشيعة وتأثرهم بالأديان المغايرة للإسلام: ط. الأولى ص421.

([223]) الشيعة والتصحيح: ص 141-142 يقول الشيخ منظور نعماني تعليقاً على هذا الاعتقاد بالرجعة: (الشيعة يرون أن هناك قيامة تقوم بظهور المهدي قبل يوم الحساب الإلهي يكون الإمام المهدي نفسه هو القاضي الذي يفصل في كل شيء) اهـ. الثورة الإيرانية في الميزان ص 191 وقال أيضاً في موضع آخر: (عقيدة الرجعة من العقائد الخاصة بـالشيعة وهي ذاتها فرع من فروع عقيدة الإمامة) الثورة الإيرانية ص 190.

([224]) الشيعة والتصحيح: ص142.

([225]) المصدر السابق: ص144 وفي كتاب (حق اليقين) للمجلسي باب مستقل عن عقيدة الرجعة، وهناك كتاب بالأردية قديم باسم (تحفة العوام) وهو في بيان العقائد وأعمال الشيعة، وقد وردت فيه بألفاظ مختصرة عقيدة الرجعة: الإيمان بالرجعة واجب أيضاً أي حين يظهر الإمام المهدي ويخرج حينئذ سيبعث المؤمنون ويبعث الكافرون والمنافقون وسينال كل منهم حقه وإنصافه ويعذب الظالمون والمنافقون، وانظر (الثورة الإيرانية) ص190 نقلاً عن تحفة العوام ص5.

([226]) المصدر السابق: ص144 وفي كتاب (حق اليقين) للمجلسي باب مستقل عن عقيدة الرجعة، وهناك كتاب بالأردية قديم باسم (تحفة العوام) وهو في بيان العقائد وأعمال الشيعة، وقد وردت فيه بألفاظ مختصرة عقيدة الرجعة: الإيمان بالرجعة واجب أيضاً أي حين يظهر الإمام المهدي ويخرج حينئذ سيبعث المؤمنون ويبعث الكافرون والمنافقون وسينال كل منهم حقه وإنصافه ويعذب الظالمون والمنافقون، وانظر (الثورة الإيرانية) ص190 نقلاً عن تحفة العوام ص5.

([227]) المصدر السابق: ص144 وفي كتاب (حق اليقين) للمجلسي باب مستقل عن عقيدة الرجعة، وهناك كتاب بالأردية قديم باسم (تحفة العوام) وهو في بيان العقائد وأعمال الشيعة، وقد وردت فيه بألفاظ مختصرة عقيدة الرجعة: الإيمان بالرجعة واجب أيضاً أي حين يظهر الإمام المهدي ويخرج، حينئذ سيبعث المؤمنون ويبعث الكافرون والمنافقون وسينال كل منهم حقه وإنصافه، ويعذب الظالمون والمنافقون، وانظر (الثورة الإيرانية) ص190 نقلاً عن تحفة العوام ص5.

([228]) الخطوط العريضة: ص21، 22.

([229]) الخطوط العريضة: ص23 – 26.

([230]) النصوص الفاضحة: ص47.

([231]) النصوص الفاضحة: ص54، 55.

([232]) النصوص الفاضحة: ص54، 55.

([233]) النصوص الفاضحة: ص54، 55.

([234]) النصوص الفاضحة: ص54، 55.

([235]) تمام الآيات: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ).

([236]) النصوص الفاضحة: ص43.

([237]) انظر بين الشيعة وأهل السنة: إحسان إلهي ظهير ص152.

([238]) المصدر السابق: ص143.

([239]) أي توفي الإمام وأم محمد حامل فيه.

([240]) للسيد حسن الأبطحي كتاب (اللقاء مع الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه) يذكر فيه من قابل المهدي المنتظر من مشاهير علماء الشيعة، والكتاب طبع في مؤسسة البلاغ بيروت لبنان وترجمه السيد هادي سليمان وهو دليل دامغ على احتراف علماء الشيعة للكذب وسذاجة متبعيهم من عوام الشيعة.

([241]) الشيعة والتصحيح: ص61، 62.

([242]) الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام، ترجمة: د/ سمير عبد الحميد إبراهيم ص29، 30، تأليف: منظور نعماني.

([243]) الحكومة الإسلامية للخميني: ص26.

([244]) (وجاء دور المجوس) هامش ص200.

([245]) ومعلوم أن الإسلام قد نسخ كل ما سبقه من شرائع، بل إن عيسى عليه السلام عندما سينزل في آخر الزمان سيحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

([246]) حقيقة الشيعة: ص67.

([247]) المصدر السابق: ص67.

([248]) المصدر السابق: ص67.

([249]) المصدر السابق: ص69.

([250]) حقيقة الشيعة: ص 69، 70، وفي يوم الخلاص ص372 رواية تبين أن المقصود بهؤلاء العجم الشيعة، وفيها عن علي: (كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون القرآن كما أنزل).

([251]) حقيقة الشيعة: ص69.

([252]) حقيقة الشيعة: ص70، فالإثنا عشرية يعتقدون أن هناك مصحفين:
(أ) مصحف جمعه علي رضي الله عنه ورفضه الصحابة ويظهره المهدي في آخر الزمان، وقد حفظه علي وتوارثه الأئمة من أبنائه من بعده، ومن ضمنه مصحف فاطمة عليها السلام الذي أخذته من جبريل عليه السلام وفيه علم ما سيقع.
(ب) مصحف عثمان وهذا جمعه الصحابة وفيه حذف وتغيير، وهو المصحف الذي يقرأه المسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها وهو عندهم غير سالم من التحريف.
يقول محمد بن النعمان الملقب بالمفيد في أوائل المقالات ص 54 ط. الثانية تبريز إيران ما نصه: (إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان).
ويقول الفيض الكاشاني في تفسير الصافي جـ1/ 44 ط. الأولى مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت: (المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه واله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة، منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك، وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم) اهـ.
انظر حقيقة الشيعة: ص 71-73 ولمزيد من الاطلاع بشأن ذلك يراجع: كتاب (حقيقة دعوة التقريب). وكتاب (الشيعة والقرآن) للعلامة إحسان إلهي ظهير- رحمه الله تعالى-.

([253]) يراجع في ذلك:
* المهدي حقيقة لا خرافة للشيخ محمد إسماعيل حفظه الله.
* الإذاعة لما كان وما يكون من أشراط الساعة: للغماري الصوفي.
* المختصر في علامات المهدي: ابن حجر الهيثمي.
*العرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي.
*التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح: للشوكاني.

([254]) يدعي الشيعة أن مهديهم سيحكم بشريعة وحكم داود عليه السلام !!.

([255]) يدعي ذلك بعض علماء الشيعة في محاولة على منتقدي عقيدتهم في المهدي القائم.

([256]) الشيعة والمتعة: ص167، 168.

([257]) انظر روايات المسند وتخريجها جـ2/ جـ5/ جـ6 روايات: 645، 773، 3571، 3572، 3573، 4098، 4279.

([258]) انظر الترمذي: كتاب الفتن ما جاء في المهدي، سنن ابن ماجة: يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع، سند أبي داود: كتاب المهدي، وشرحه عون المعبود جـ11/ 370، 371، 381، 382.

([259]) قال السيد علي أكبر الغفاري في حاشيته على الكافي حاشية (2/217): فلو قد كان ذلك أي ظهور القائم وقوله (كان هذا) أي ترك التقية.

([260]) يراجع في ذلك: حقيقة الشيعة لعبد الله الموصلي، ط. الأولى دار الحرمين القاهرة ص48، 49.

([261]) المصدر السابق: ص49، 50.

([262]) المصدر السابق: ص49، 50.

([263]) المصدر السابق: ص49، 50.

([264]) المصدر السابق: ص49، 50.

([265]) المصدر السابق: ص58.

([266]) المصدر السابق: ص58، 59.

([267]) المصدر السابق: ص58، 59.

([268]) المصدر السابق: ص49، 62.

([269]) المصدر السابق: ص62، ولا يخفى عليك أن هذه الآية الكريمة تقص قول ذي القرنين للقوم الذين طلبوا منه بناء سد بين الجبلين من يأجوج ومأجوج.

([270]) المصدر السابق: ص63.

([271]) المصدر السابق: ص63.

([272]) المصدر السابق: ص63.

([273]) المصدر السابق: ص65، 66 ولا يخفى أن التشيع ليس من دين العرب المسلمين ولكنه دين الفرس المظهرين للإسلام ثم يؤمنوا بهذه الأكاذيب عن أئمة أهل البيت.

([274]) المصدر السابق: ص66.

([275]) حقيقة الشيعة: ص50، 51.

([276]) حقيقة الشيعة: ص50، 51.

([277]) المصدر السابق: ص52.

([278]) المصدر السابق: ص53.

([279]) المصدر السابق: ص53.

([280]) أهل السنة عندهم ناصبة لأنهم لا يغالون في علي بن أبي طالب وذريته.

([281]) المصدر السابق: ص54، 55.

([282]) المصدر السابق: ص58.

([283]) المصدر السابق: ص59.

([284]) المصدر السابق: ص61.

([285]) وجاء دور المجوس جـ1/ ص233 نقلاً عن ولاية الفقيه للخميني ص142-143، أما ما نقله حسنين هيكل عن الخميني ونبذه للتقية في صراعه الطويل مع شاه إيران المخلوع كقول الخميني: (لقد آن الأوان لأن تنتهي التقية وأن نقف ونعلن ما نؤمن به). ص115-116 في رد الخميني على تصريحات للشاه، في أوائل الستينات وقوله: (وإنني أنتهز هذه الفرصة لأعلن نهاية التقية) ص116 وتعليق حسنين هيكل على موقف الخميني المعارض صراحة للشاة بقوله: (لكن يجب الإشارة هنا إلى أن الخميني قد أعلن أن الإيرانيين قد وصلوا إلى مرحلة النضوج والاستقلال تجعل هذا المبدأ- يقصد حسنين هيكل مبدأ التقية- الذي كثيراً ما أساءوا تطبيقه في الماضي لا لزوم له على الإطلاق) ص111.
فهذا كله يتعلق بين عالم ديني شيعي وحاكم شيعي علماني ويرفض العالم الديني صور النفاق من علماء الشيعة لحكامهم... فهذا نبذ للتقية في صراع بين المتدينين بالمذهب الشيعي وبين حاكم علماني يقبض على مقاليد الأمور.. والهدف الوصول إلى الحكم.. وليس من شأن هذا الصراع كتمان أمور الدين وإخفاء حقيقة الاعتقاد إذ كلاهما على مذهب ديني واحد.. لذا أظهر الخميني نبذه للتقية مع هذا الحاكم.
أما مع المخالفين في العقيدة والمذهب والذي من أجل خداعهم شرعوا لأنفسهم التقية، فلهم بالطبع شأن آخر.. ولا يسري عليهم مثل هذا الجهر بالعداء العقائدي ويبقى الأصل إخفاؤه وإبقاء كتمانه.

([286]) يريد علماء الشيعة الذين يسعى السلاطين بضمهم إليهم في ركبهم، والمراد بالسلاطين سلاطين الضلالة مغتصبو الخلافة من الأئمة وهم خلفاء المسلمين من أهل السنة والجماعة.

([287]) وجاء دور المجوس: ص33 نقلاً عن الحكومة الإسلامية للخميني ص128.

([288]) وبسبب حب أبي حنيفة لأئمة أهل البيت وتردد عليهم رمي بالتشيع، وتحمل في سبيل ذلك كثيراً، ولكنه عند الشيعة ناصبي معادي لأهل البيت وقد بغضه الأئمة وكرهوه !!.

([289]) من المخالفين للشيعة.

([290]) أي أنها من جنس الإكراه والجبر.

([291]) خاصة عن الإئمة.

([292]) وقد ذكرنا لك أمثلة منها.

([293]) باسم التقية.

([294]) الثورة الإيرانية للنعماني: ص182.

([295]) المصدر السابق: ص182 نقلاً عن أصول الكافي ص484.

([296]) الثورة الإيرانية: منظور نعماني ص181 نقلاً عن أصول الكافي ص482.

([297]) الثورة الإيرانية: منظور نعماني ص182 نقلاً عن أصول الكافي ص483.

([298]) الثورة الإيرانية: منظور نعماني ص182 نقلا عن أصول الكافي ص484.

([299]) الثورة الإيرانية: منظور نعماني ص183 نقلاً عن من لا يحضره الفقيه عن باقيات صالحات ص216.

([300]) وهي حياة حافلة بالجهاد والشجاعة والجرأة في الحق، وتقديم رضا الله ومحبته على كل ما سواها، وهي حياة لا يتفق معها أن ينسب إلى التقية وكتمان حق علمه واعتقده.

([301]) هو سليمان بن صرد إمام فاضل على مذهب أهل السنة والجماعة، ودعوته لأهل البيت كانت لما رآه من جور في الدولة الأموية.

([302]) لم يسبوا، ولكنهم وقعوا في الأسر، فأكرموا غاية الإكرام، وردوا معرزين إلى المدينة المنورة.

([303]) هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

([304]) لم يعامل الإمام زين العابدين معاملة فيها إذلال، ولكن ما تعرض له أهل البيت يوم كربلاء وبعده يحزن كل قلب لمكانتهم العظيمة في القلوب رغم الحرص على إكرامهم وحسن معاملتهم بعد المعركة.

([305]) وهي بالطبع تحتاج إلى مراجعتها من جهة السند أولاً من جهة موافقتها لسيرة هذا الإمام الجليل وما نقل عنه من أقواله وما وقع منه من أفعال خاصة في المسائل السياسية ففي النفس منها أشياء.

([306]) لم يكن الخليفة، بل كان ابن الخليفة وولي العهد في ذلك الوقت.

([307]) الظاهر أنه لم يكن يعرفه اسماً ونسباً ولكنه أدرك جلالته عند الناس فتعجب فسأل عنه ولو كان يعرفه ما تجاهله ولا سأل سؤالاً يوقع عليه ملامة الناس.

([308]) كانا ينشران مذهب أهل السنة والجماعة لا مذهب الشيعة الإمامية الذي يسمونه مذهب أهل البيت بزعمهم.

([309]) لم يكن الاختلاف حول شخصية الإمام الباقر أو الإمام الصادق كعالم ديني وإمام جليل، ولكنها الدسائس والإشاعات بشأن التفاف الشيعة حول الإمام وإيغار صدور الحكام ضد أئمة أهل البيت مما دفع الحكام إلى اضطهاد الإمام الباقر وغيره، ومحاولة صرف الناس عنه خشية قيامه بثورة للإطاحة بهم.

([310]) من علماء وفقهاء أهل السنة والجماعة.

([311]) كانا ينشران مذهب أهل السنة والجماعة لا مذهب الشيعة الإمامية.

([312]) كانا ينشران مذهب أهل السنة والجماعة لا مذهب الشيعة الإمامية.

([313]) ط. 1408هـ 1998م: ص56- 58 بتصرف يسير.

([314]) ولا أظن أن أحداً منهم سيجرؤ على ذلك.. فإن معناه ببساطة سقوط المذهب كله.. إذ يقوم بأكمله على هذه الأكاذيب والروايات الساقطة سنداً ومتناً.

([315]) ادعاء الإجماع على ذلك عجيب.. والواقع أنهم قد يظهرون مثل هذه الأقاويل عند خطابهم لأهل السنة.. ولكن مع عوامهم وطلابهم يقدسون هذه النصوص ويحتجون بها ويحتكمون إليها ولا يظهرون الطعن فيها أبداً.

([316]) الدكتور موسى الموسوي من الشيعة الإمامية وكلامه في تصحيح مذهبهم الذي تبين له فساده في كثير من الأمور التي تضمنها كتابه ودعوته للتصحيح.

([317]) تفسير البغوي جـ1/ 336. وراجع أحكام القرآن للجصاص جـ2/ 289 وانظر الولاء والبراء في الإسلام: ص 370- 371. ورحم الله أحمد بن حنبل لما رفض أن يأخذ بالتقية في القول بخلق القرآن، خشية أن يغتر بقوله الناس فيقولوا بهذه المقالة الفاسدة، وتحمل في سبيل ذلك السجن والضرب والجلد والتعذيب، حتى نصره الله وأظهر مذهب أهل السنة والجماعة، ودائماً لا تخلو الأمة ممن يجهر بالحق لا يخاف في ذلك لومة لائم، وفي الحديث لا تزال طائفة منصورة على الحق ظاهرين) وهذا الظهور إما بالسيف والسنان أو بالجهر بكلمة الحق ليكون ظاهراً بالكلمة والبيان.

([318]) الولاء والبراء في الإسلام ص371 نقلاً عن دراسات قرآنية ص326، 327.

([319]) فضل الغني الحميد: ص120 نقلاً عن الاستغناء في أحكام الاستثناء ص634 ط. بغداد 1402هـ.

([320]) المصدر السابق: ص120 نقلاً عن تفسير الطبري جـ3/ 228.

([321]) فضل الغني الحميد: ص117.

([322]) انظر الولاء والبراء في الإسلام: ص377 نقلاً عن ابن تيمية.

([323]) انظر فضل الغني الحميد: 116.

([324]) المصدر السابق: ص118.

([325]) المصدر السابق: ص118.

([326]) حقيقة الشيعة: ص100، 101.

([327]) الشيعة والتصحيح: ص64، عدم تقليد الأموات مذهب معتبر، خاصة مع تجدد الحوادث والحاجة إلى الحكم فيها، ومعلوم أن المجتهدين الأحياء يأخذون فقههم من دراسة علوم من سبقهم وفتاويهم.

([328]) المصدر السابق: ص76.

([329]) الشيعة والتصحيح: ص63، 64.

([330]) المصدر السابق: ص64.

([331]) المصدر السابق: ص64.

([332]) المصدر السابق: ص64.

([333]) مدافع آية الله (قصة إيران والثورة) محمد حسنين هيكل دار الشروق الطبعة الرابعة 1408هـ - 1988م: ص112، بتصرف يسير.

([334]) إيران من الداخل: فهمي هويدي ص121.

([335]) إيران من الداخل: ص122.

([336]) انظر المصدر السابق: ص121، 122.

([337]) إيران من الداخل: ص124، 125.

([338]) إيران من الداخل: ص125، 126 بتصرف يسير.

([339]) انظر المصدر السابق: ص126 بتصرف يسير.

([340]) إيران من الداخل: ص127- 129.

([341]) إيران من الداخل: ص127- 129.

([342]) إيران من الداخل: ص127 – 129.

([343]) إيران من الداخل: ص131.

([344]) إيران من الداخل: ص131.

([345]) انظر الشيعة والتصحيح: ص66، وراجع ص 62، 63 أيضاً.

([346]) الشيعة والتصحيح: ص77.

([347]) المصدر السابق: ص66.

([348]) المصدر السابق: ص66، 67.

([349]) المصدر السابق: ص67.

([350]) الشيعة والتصحيح: ص67.

([351]) المصدر السابق: ص68.

([352]) المصدر السابق: ص68.

([353]) المصدر السابق: ص68.

([354]) المصدر السابق: 68.

([355]) المصدر السابق: 68.

([356]) المصدر السابق: ص69.

([357]) الشيعة والتصحيح: ص69. أمر الله تعالى المسلمين بإعطاء الخمس من الغنائم إلى مصارف ستة لكل مصرف منهم سهم، قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) وعلى ذلك أهل السنة والجماعة، أما الإمامية فلهم فهم مخالف لذلك:
* فجعلوا المقصود بالغنائم كل ما يكسبه الإنسان ويربحه وفي كل فائدة مالية يحصل عليها من تجارة وكنوز وغيرها.
* وجعلوا مصرفها للإمام المنصوص عليه من أهل البيت العلوي.
* وفي غياب الإمام يسلم هذا الخمس من الأموال لفقهاء الشيعة ومجتهديها الذين ينوبون عن الإمام في غيبته.
* وهم يتوعدون من امتنع عن هذا العطاء ويوجبون مقاطعته وهو عندهم ممن يستحقون دخول النار.
* وبمقتضى هذا الفهم تحصد أموال الشيعة في كل مكان لتسلم لمراجع الشيعة من الفقهاء يتصرفون فيها كيفما شاءوا.

([358]) مدافع آية الله لهيكل ص113.

([359]) وجاء دور المجوس: جـ1/ ص194.

([360]) الأسياد جمع سيد ويعنون بالسيد المنتسب لسلالة أهل البيت.

([361]) وجاء دور المجوس: جـ1/ ص194.

([362]) إيران من الداخل: ص131 – 133.

([363]) انظر إيران من الداخل: ص135 – 138.

([364]) انظر إيران من الداخل: ص135، - 138.

([365]) يعني بعد بدعة إعطاء خمس المكاسب لنواب الإمام من فقهاء الشيعة.

([366]) الشيعة والتصحيح: ص69، 70.

([367]) المصدر السابق: ص70.

([368]) المصدر السابق: ص70.

([369]) المصدر السابق: ص70.

([370]) المصدر السابق: ص71.

([371]) المصدر السابق: ص71.

([372]) الشيعة والتصحيح: ص70، 71.

([373]) الشيعة والتصحيح: ص70، 71.

([374]) الشيعة والتصحيح: ص70، 71.

([375]) المصدر السابق: ص72، (وقبل أقل من قرنين وعندما أراد الشاه فتح علي القاجار أن يغزو القيصر في عقر داره كان كبير مجتهدي الشيعة السيد محمد الطباطبائي الملقب بالمجاهد يتقدم جيوش الشاه وقواده لغزو روسيا وقد أفتى بالجهاد باسم ولاية الفقيه، وعندما دحرت إيران في تلك الحرب تنازل الشاه عن سبع عشرة مدينة كبيرة من أهم المدن الإيرانية إلى روسيا تنازلاً لا رجعة فيه، وعاد الجيش المهزوم إلى إيران ومعهم السيد المجاهد) وانظر الشيعة والتصحيح: ص 72.

([376]) مدافع آية الله: محمد حسنين هيكل ص182.

([377]) يعني الحكومة الإسلامية للخميني.

([378]) الثورة الإيرانية: ص31، 32.

([379]) الثورة الإيرانية: ص32، 33.

([380]) إيران من الداخل: فهمي هويدي، ط. مركز الأهرام – القاهرة ط. الرابعة 1412هـ - 1991م ص100.

([381]) المصدر السابق: ص100.

([382]) إيران من الداخل: 101.

([383]) إيران من الداخل: 101.

([384]) إيران من الداخل: 101.

([385]) إيران من الداخل: 101.

([386]) المصدر السابق: ص101.

([387]) المصدر السابق: ص101.

([388]) المصدر السابق: ص101، 102.

([389]) المصدر السابق: ص102.

([390]) المصدر السابق: ص104.

([391]) المصدر السابق: ص104. ألقى الخميني محاضراته حول ولاية الفقيه في النجف ولكنها لم تثر الانتباه إلا عندما بدأت الثورة ضد الشاه تتبلور وبدأ يتكشف تدريجياً دور الإمام الخميني في قيادتها.

([392]) لقد حسم الأمر منذ بداية الثورة لصالح الخميني ومن معه، وتولى دعاة ولاية الفقيه السلطة وبقي الآخرون خارج السلطة وبات أشهر هتاف يردده الإيرانيون في الثمانيات: (مرك بر ضد ولاية فقيه) وتعني: الموت لمعارضي ولاية الفقيه.

([393]) انظر إيران من الداخل: فهمي هويدي ص104 – 108 وانظر دور المجوس جـ1/ ص195، 196.

([394]) إيران من الداخل: فهمي هويدي ص104، 108، وانظر دور المجوس جـ1/ 195، 196.

([395]) إيران من الداخل: فهمي هويدي ص104، 108، وانظر دور المجوس جـ1/ 195، 196.

([396]) انظر إيران من الداخل: ص143، 144.

([397]) انظر مدافع آية الله، محمد حسنين هيكل. ص178.

([398]) المصدر السابق: ص179.

([399]) المصدر السابق: ص179.

([400]) جهاز مخابرات شاه إيران السابق.

([401]) مدافع آية الله: ص179، 180.

([402]) يعني جمهور أهل السنة.

([403]) وانظر الثورة الإيرانية: ص87 – 80 نقلاً عن تحرير الوسيلة للخميني.

([404]) وانظر الثورة الإيرانية: ص87 – 80 نقلا عن تحرير الوسيلة للخميني.

([405]) يراجع في تلك المخالفات: وجاء دور المجوس جـ1/ ص294 وجاء دور المجوس جـ1/ص204 – 206 والثورة الإيرانية ص77 – 80.

([406]) وجاء دور المجوس جـ1/ ص191، 192 الثورة الإيرانية: ص36 نقلاً عن الحكومة الإسلامية للخميني.

([407]) وجاء دور المجوس ص192، الثورة الإيرانية: ص36 نقلاً عن الحكومة الإسلامية.

([408]) الثورة الإيرانية: ص37.

([409]) وجاء دور المجوس: ص192 نقلاً عن مخطوطة الرد على الرافضة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

([410]) الثورة الإيرانية: ص37.

([411]) وجاء دور المجوس.

([412]) الثورة الإيرانية: ص 37-38، فهذا هو الخميني في شذوذه العقائدي والفقهي، والعجب كل العجب أن يدعو الخميني الناس جميعاً إلى طاعته وطاعة أمثاله من مجتهدي الشيعة كنواب عن الإمام الغائب بمقتضى نظرية ولاية الفقيه، وهذا هو علمه وهذا هو دينه واعتقاده.
وليتنبه المضللون أن الشيعة لا يقبلون أئمة لهم من غير المراجع الشيعية، ولا يرضون بحكام لهم غيرهم، ويرون إلزاماً على كل الناس المنتسبين للإسلام طاعة هؤلاء المراجع الشيعية، ولهذا رغم تصريح دستور إيران بأنها جمهورية إسلامية، فهم يقصرون رئاستها على الإيرانيين فقط من باب التعصب أولاً، ولأن الشيعة هم المهتدون دون غيرهم ثانياً.

([413]) وجاء دور المجوس: ص124 وانظر المنتقى من منهاج الاعتدال ص159.

([414]) وجاء دور المجوس: ص125، والشيعة لا يقبلون إنكاراً عليهم في ذلك، فقد سجن وقتل رمياً بالرصاص السيد بهمن شكوري رحمه الله باتهام إهانته للقبور والعتبات العالية على حد تعبيرهم، حيث قال: إن الأئمة الذين -تجعلونهم أنبياء ليسوا بشيء وهم كغيرهم من الناس وانتقد الخميني، ولذا اقتيد إلى السجن وضرب رأسه في الجدران حتى أغمي عليه ثم قتل رمياً بالرصاص، انظر موقف أهل السنة في إيران، تأليف: ناصر الدين هاشمي.

([415]) الثورة الإيرانية منظور نعماني ص216 نقلاً عن حق اليقين ص145.

([416]) وجاء دور المجوس: ص124-125 نقلاً عن حاشية المنتقى لمحب الدين الخطيب ص51، وهذا التفضيل لكربلاء على مكة ليس بالغريب من قوم أبوا إلا أن يخالفوا المسلمين في كل صغيرة وكبيرة من أمور دينهم، ولنا أن نتساءل أين كانت هذه القداسة لكربلاء قبل مقتل الحسين رضي الله عنه فيها، وكم من بقع عديدة في أرض الله شهدت القتل والتنكيل لبعض من أنبياء الله -كيحيى عليه السلام وغيره- فلم يغالِ فيها أتباعه من المؤمنين كما غلا هؤلاء فشتان بين أتباع الحق وأتباع الباطل.

([417]) الشعية والتصحيح: ص91.

([418]) ومن كتب الزايارات أيضاً: مزار البحار، ومفتاح الجنان، وضياء الصالحين.

([419]) وجاء دور المجوس ص201 نقلا عن تحرير الوسيلة للخميني جـ1/ 165.

([420]) من حوار للشيخ أبي الحسن الندوي في مجلة الاعتصام، وانظر مقدمة الثورة الإيرانية في الميزان.

([421]) وجاء دور المجوس: ص201 نقلاً عن تحرير الوسيلة للخميني جـ1/ 152.

([422]) وجاء دور المجوس: ص201 نقلاً عن تحرير الوسيلة جـ1/ 305.

([423]) من مدافع آية الله: لمحمد حسنين هيكل ط. دار الشروق الرابعة 1408هـ - 1998م ص101، 102 بتصرف يسير.

([424]) الشيعة والتصحيح: د. موسى الموسوي ط. 1408 – 1988م ص115.

([425]) المصدر السابق: ص115.

([426]) المصدر السابق: ص115.

([427]) المصدر السابق: ص115.

([428]) المصدر السابق: ص117.

([429]) المصدر السابق: ص115.

([430]) المصدر السابق: ص115.

([431]) المصدر السابق: ص115.

([432]) وجاء دور المجوس: ص201 نقلاً عن تحرير الوسيلة للخميني جـ1/ 49.

([433]) المصدر السابق نقلاً عن تحرير الوسيلة جـ2/ 164.

([434]) المصدر السابق: ص117.

([435]) عند البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه.

([436]) المصدر السابق: ص117.

([437]) الشيعة والتصحيح: ص115، 116.

([438]) المصدر السابق: 116.

([439]) المصدر السابق: 116.

([440]) المصدر السابق: 116.

([441]) الشيعة والتصحيح: ص104.

([442]) وانظر المصدر السابق: ص104، 105.

([443]) وهذا خطأ: إذ أن زيادة (الصلاة خير من النوم) في الأذان الأول لصلاة الفجر قد جاءت بها السنة النبوية، فعن أنس رضي الله عنه: (من السنة إذا قال المؤذن في الفجر: حي على الفلاح قال: الصلاة خير من النوم) صححه ابن السكن، وعند النسائي (الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأذان الأول من الصبح) وصححه ابن خزيمة، وعند النسائي عن أبي محذورة رضي الله عنه قال: (كنت أؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أقول في أذان الفجر الأول: حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم) صحح إسناده ابن حزم، وانظر سبل السلام للصنعاني جـ1/ ص234 ط. دار العقيدة.

([444]) الشيعة والتصحيح بتصرف يسير: ص127.

([445]) الشيعة والتصحيح بتصرف يسير: ص127.

([446]) الشيعة والتصحيح بتصرف يسير: ص127.

([447]) الشيعة والتصحيح بتصرف يسير: ص127.

([448]) الشيعة والتصحيح: ص128.

([449]) الشيعة والتصحيح: ص128.

([450]) الشيعة والتصحيح: ص128.

([451]) وجاء دور المجوس جـ/ ص199.

([452]) وجاء دور المجوس جـ1/ ص199 نقلاً عن تحرير الوسيلة للخميني.

([453]) وجاء دور المجوس جـ1/ 199 فبناء على نظرية ولاية الفقيه للخميني يحل الفقيه الشيعي محل الإمام الغائب في كل شيء عدا الجهاد في سبيل الله، وبالتالي ينوب عنه في إقامة صلاة الجمعة.

([454]) الشيعة والتصحيح: ص138.

([455]) المصدر السابق: ص138، وقد ترتب على ذلك أن صارت مساجد الشيعة تؤذن للصلاة ثلاث مرات فقط في اليوم والليلة: مرة لأذان صلاة الفجر عند طلوع الفجر، وأذان عند الزوال يصلي به الظهر والعصر جمعاً، وأذان بعد غروب الشمس يصلي به المغرب والعشاء جمعاً.

([456]) راجع نيل الأوطار للشوكاني ط. مكتبة الدعوة الإسلامية بالأزهر –القاهرة- جـ3/ ص215 – 218.

([457]) الشيعة والتصحيح: ص112.

([458]) جاء في كتاب (كشف الأسرار) الذي كتبه الخميني بالفارسية أن هذه من مخالفات عمر رضي الله عنه للقرآن الكريم، وكفره لذلك، وزعم أن الأخبار متواترة في صحاح الكتب وعن أهل البيت في مشروعية التمتع، وعدم وقوع النسخ لها. (انظر الشيعة والمتعة لمحمد مال الله مكتبة ابن تيمية بتقديم نظام الدين محمد الأعظمي ط. الثالثة رمضان 1409هـ صفحة 12، 13).

([459]) سنن ابن ماجة (1/631).

([460]) سنن ابن ماجة (1/ 631) وانظر تحريم نكاح المتعة للمقدسي ص74، 75، وثبت نهي عمر عن هذا أيضاً في صحيح مسلم 8/ 168 ومسند أحمد 1/52 وسنن البيهقي 7/206 وسنن سعيد بن منصور 1/210.

([461]) أبو الفتح المقدسي في تحريم نكاح المتعة: ص77.

([462]) وانظر فتح الباري 9/166، ومسلم بشرح النووي 9/189، وترتيب مسند الإمام أحمد للساعاتي 16/ 191، وأوطاس وادٍ بالطائف وعام أوطاس هو عام الفتح أيضاً، والعجب كل العجب ثبوت النسخ عن علي بن أبي طالب وقول هؤلاء بالإباحة ثم دعواهم أنهم شيعته.

([463]) وانظر مسلم بشرح النووي 9/184.

([464]) وانظر مسلم بشرح النووي 9/184، 185.

([465]) انظر مسلم بشرح النووي 9/ ص186 وما بعدها.

([466]) زعم بعضهم أن اسمها عفراء وزعم آخر أن اسمها خضراء ولا يعلم لعمر أختاً بهذا الاسم أو ذاك ولا حتى بنتاً له بهذا الاسم.

([467]) انظر الشيعة والمتعة ص 25-27 نقلاً عن بحار الأنوار للمجلسي جـ53/ 28-29 وجـ100/ 303-304، ونقلاً عن إبراهيم الموسوي في كتابه (حدائق الأنس) عن حاشية محمد علي القاضي على بحار الأنوارص 210 وهو من رواية المفضل بن عمر ولا تحل الرواية عنه فهو غير ثقة مطعون فيه.

([468]) الشيعة والمتعة ص29 نقلاً عن الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية جـ2/ 320 وعن الموسوي في كتابه حدائق الأنس ص211، والعجب كل العجب أن هذه الرواية عندهم بلا سند.

([469]) يراجع في ذلك نكاح المتعة للشيخ الأهدل 239 – 264.

([470]) يتهم الإثنا عشرية ابن عباس رضي الله عنه بأنه سرق بيت المال أثناء تولية الإمام علي رضي الله عنه البصرة له، وأنه أخذ مليونين من الدراهم، فيصفونه بالخيانة تارة، ويطعنون في دينه وأمانته تارة، وانظر رجال الكشي ص52-58. ومعجم رجال الحديث للخوئي جـ10/ 234-238، ومعجم الرجال للقهبائي 4/ 16-23.

([471]) ذكره الطوسي في كتابيه (التهذيب) جـ2/ 186 (والاستبصار) جـ3/ 142، وذكره الحر العاملي في (وسائل الشيعة) جـ14/ 441 وقال: حمله الشيخ -يقصد الطوسي- وغيره على التقية يعني في الرواية؛ لأن إباحة المتعة من ضروريات مذهب الإمامية.

([472]) الشيعة والمتعة: ص37 نقلاً عن الفروع من الكافي جـ2/ 43 ووسائل الشيعة 14/ 449.

([473]) المصدر السابق: ص37 نقلاً عن الفروع من الكافي جـ2/ 44 ووسائل الشيعة 14/ 450.

([474]) المصدر السابق: ص38 نقلاً عن بحار الأنوار جـ100/ 318 والسرائر ص483.

([475]) المصدر السابق: ص38 نقلا عن بحار الأنوار جـ100/ 318 والسرائر ص66.

([476]) أما ما ورد في قراءة للآية بلفظ: (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى): فهي قراءة شاذة ليست متواترة، وغايتها أن تكون كأخبار الآحاد، وتعد قراءة منسوخة، والقراءة المتواترة المشهورة ناسخة لها، ولو أخذنا بها فغاية ما فيها دفع ما يتوهم من وجوب المهر كاملاً بمضي مدة وأجل من الدخول بالمرأة، فللمرأة المطالبة بالمهر كله بالدخول والوطء فلا ينتقص منه شيء، فيكون المعنى (فإن تمتعتم بالمنكوحات إلى مدة معينة فأدوا مهورهن تماماً). وللمزيد من التفصيل راجع أقوال المفسرين للآية وانظر: منهاج السنة لابن تيمية جـ2/ ص155، تحريم نكاح المتعة لأبي الفتح المقدسي ص 88، مختصر التحفة الإثني عشرية لمحمود شكري الألوسي ص 227- 230.

([477]) فيقول مثلاً: أتزوجك متعة لا وارثة ولا موروثة وكذا وكذا يوماً بكذا وكذا درهم. فإن قالت: نعم فهي امرأته.

([478]) وقد أجاز الخميني في تحرير الوسيلة جعل مدة زواج المتعة الساعة والساعتين. (انظر الثورة الايرانية ص79). وعلى هذا فلا حاجة للزنا إذ في المتعة غنى وسعة لمن أراد أن يقضي شهوته ساعة أو ساعتين أو يوماً ويقدم على ذلك الأجر.

([479]) وإطلاق المشيئة هنا قد يفهم منه جواز الإتيان في الدبر!! والخميني يبيح ذلك مع الزوجة كما مر قريباً عند الكلام عن ولاية الفقيه.

([480]) يراجع في ذلك: الشيعة والمتعة ص118 - 139 الشيعة والتصحيح: ص108- 112، الثورة الإيرانية ص217 – 221 وجاء دور المجوس: جـ1/ ص204 – 206.

([481]) الشيعة والمتعة: ص120 تأليف محمد مال الله ط. مكتبة ابن تيمية ط. الثالثة رمضان 1409هـ تقديم نظام الدين محمد الأعظمي، نقلاً عن: من لا يحضره الفقيه جـ2/ 148، وسائل الشيعة جـ4/ 438.

([482]) الشيعة والمتعة: ص39 نقلاً عن: من لا يحضره الفقيه 2/150 وسائل الشيعة 14/ 419، وعلل الشرائع ص173 والمحاسن ص330.

([483]) المصدر السابق ص121 عن الروضة من الكافي ص151 وسائل الشيعة 14/ 438.

([484]) المصدر السابق ص121 نقلاً عن من لا يحضره الفقيه 3/151 وسائل الشيعة 14/ 438، وانظر كيف يخدعون السذج بمثل هذه الافتراءات وينسبونها إلى فضلاء الأمة من أهل البيت كذبا وزوراً!!.

([485]) المصدر السابق ص122 نقلاً عن من لا يحضره الفقيه للصدوق 2/149 وسائل الشيعة 14/ 442 وبحار الأنوار جـ100/ ص306 ونسبة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن ذلك في ليلة الإسراء والمعراج لهو البهتان العظيم، وذكره في كتبهم للاحتجاج به وإقناع أتباعهم لدليل ساطع على سخافة عقولهم ومبلغ جرأتهم ووقاحتهم في الكذب.

([486]) المصدر السابق ص123 نقلاً عن (من لا يحضره الفقيه) 2/149 بحار الأنوار: جـ100/ 306 وسائل الشيعة 14/ 442.

([487]) المصدر السابق: ص124 نقلاً عن الفروع للكافي 2/47 وسائل الشيعة 14/ 443، بحار الأنوار جـ110/ 307.

([488]) المصدر السابق: ص124/ 125 نقلاً عن وسائل الشيعة 14/ 443 وبحار الأنوار جـ100/ ص305.

([489]) المصدر السابق: ص124/ 125 نقلاً عن وسائل الشيعة 14/ 443 وبحار الأنوار جـ100/ ص305.

([490]) المصدر السابق: ص125، 126 نقلاً عن الوسائل جـ14/ 444.

([491]) انظر الثورة الإيرانية: هامش ص85، ص79، ص217 نقلاً عن تفسير منهاج الصادقين جـ1/ ص356 وهو من أهم كتب الشيعة.

([492]) ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن القوم لا يميزون الصحيح من الضعيف، فهم في هذا العلم من أجهل الخلق، وليس ببعيد إن قلنا: إن ما وافق هواهم فهو عندهم صحيح وما لا يوافق هواهم فهو عندهم ضعيف.

([493]) الثورة الإيرانية: ص218، 19 نقلاً عن عجالة حسنة.

([494]) الثورة الإيرانية: ص220 نقلاً عن عجالة حسنة.

([495]) عجالة حسنة ص 17 فانظر كيف جعلوا المتعة على مذهبهم أسمى وأعلى درجة من الصلاة والصيام.. إلخ. والسر في هذا الكذب الفاضح والافتراء الشنيع هو أن إباحة التمتع لا يقول به إلا هؤلاء الشيعة وهو من خصائص مذهبهم.

([496]) المصدر السابق: ص140 نقلاً عن (من لا يحضره الفقيه) 2/149 والوسائل 14/ 456.

([497]) المصدر السابق: ص140 نقلاً عن التهذيب 2/187 والوسائل 14/ 457.

([498]) المصدر السابق: ص141 نقلاً عن التهذيب 2/187 والوسائل 14/ 457.

([499]) المصدر السابق: ص141 نقلاً عن التهذيب 2/187 والاستبصار 3/143 ووسائل الشيعة 14/ 455.

([500]) رفع الراية تفعله الفاجرة الباغية لتدل على أن هنا بائعة للجسد.

([501]) أي: أقام عليها حد الزنا.

([502]) المصدر السابق: ص142 نقلاً عن التهذيب 2/249 ووسائل الشيعة 14/ 455، وقد ذكر الخميني في تحرير الوسيلة جواز التمتع بالمرأة الباغية مع الكراهة، (انظر الثورة الإيرانية ص78، ص220).

([503]) الشيعة والمتعة تأليف محمد مال الله ط. مكتبة ابن تيمية تقديم نظام الدين محمد الأعظمي: ص144 نقلاً عن الفروع للكليني 2/47، التهذيب 2/188، الاستبصار 3/220، الوسائل 14/463.

([504]) المصدر السابق: ص144 نقلاً عن الفروع للكليني 2/47 والوسائل 14/467، وأعجب من ذلك زعمهم أن الرضا رحمه الله استدل على ذلك بقوله تعالى: (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ) والآية القرآنية في الزواج الشرعي لا في هذه المتعة التي هي أشبه بالزنا منها بالنكاح.

([505]) المصدر السابق: ص144، 145 نقلاً عن الفروع للكليني 2/47 والوسائل 14/464.

([506]) المصدر السابق: ص145 نقلاً عن بحار الأنوار جـ100/ ص326.

([507]) المصدر السابق: ص146 نقلاً عن بحار الأنوار جـ100/ 326.

([508]) المصدر السابق ص146 نقلاً عن بحار الأنوار جـ100/ ص326.

([509]) المصدر السابق ص146، 147 نقلاً عن نفس المصدر.

([510]) الشيعة والتصحيح: ص99.

([511]) الوارد في السنة استحباب صيام يوم عاشوراء وصيام يوم قبله مخالفة لليهود الذين يعظمون هذا اليوم إذ نجى الله فيه موسى عليه السلام ومن معه من فرعون، وقد وافقت ذكرى هذا اليوم مقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء إذ دعاه أهل الكوفة لمبايعته، ثم تخلو عنه أمام جيوش يزيد فقتل وأهله وأعوانه، لذا يستشعر الشيعة ذنب تسليم شيعة الحسين الحسين لأعدائه فيبالغون في إظهار الحزن والأسى ببدع ومنكرات وأقوال شنيعة خاصة حول قبر الحسين المزعوم في كربلاء.

([512]) الشيعة والتصحيح: ص99.

([513]) وهذه أفعال لا يقبلها عقل ولا جاء بها نقل، بل هي وصمة عار على جبين فاعليها تدل على سخافة العقول وعظم الغلو وشدة الجهل بشرع الإسلام والمعاندة له، وإلا فأين الإسلام من هذه البدع والمنكرات والتي جاء النهي والوعيد في الأحاديث النبوية عنها وتعد النياحة ولطم الخدود وشق الجيوب من كبائر الذنوب، والسؤال: ماذا يعود على الإسلام وعلى الحسين وأهل بيته من تلك المنكرات التي تشوه صورة الإسلام والمسلمين أمام الآخرين؟!!.

([514]) الشيعة والتصحيح: ص99، 100.

([515]) وانظر الشيعة والتصحيح: ص101.

([516]) وانظر الشيعة والتصحيح: ص101، 102.

([517]) وانظر الشيعة والتصحيح: ص101، 102.

([518]) الشيعة والتصحيح: د. موسى الموسوي ص9، 10.

([519]) وجاء دور المجوس: جـ1/ ص203 نقلاً عن تحرير الوسيلة للخميني جـ1/ 302، 303.

([520]) وجاء دور المجوس: ص204 نقلاً عن محمد جواد مغنية في كتابه الشيعة في الميزان ص258.

([521]) وجاء دور المجوس ص203 نقلاً عن تحرير الوسيلة جـ1/ ص98، 152.

([522]) وجاء دور المجوس ص 203 نقلاً عن تحرير الوسيلة جـ1/ ص 302-303 ولا أعرف سبباً وجيهاً لهذا التعظيم ليوم النيروز، إلا إذا كان إحياءً للمجوسية وميلاً إليها، وليس هذا بمستغرب من أحفاد الفرس بعد أن شوهوا تعاليم الإسلام وجعلوها وثنية باسم تعظيم أهل البيت.

([523]) انظر الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب: ص21.

([524]) انظر موقف الخميني من أهل السنة ص42 وما بعدها تأليف: محمد مال الله.

([525]) البدء بالقتال للأعداء ممنوع، وهذا لا يكون إلا مع الإمام المنتظر بخلاف رد العدوان.

([526]) حقيقة الشيعة: ص74.

([527]) المصدر السابق: ص2 ومعلوم أن الجهاد في الإسلام يشمل قتال الكفار ابتداء والقتال لرد العدوان على ديار المسلمين.

([528]) المصدر السابق: 74.

([529]) حقيقة الشيعة: ص75.

([530]) حقيقة الشيعة: ص75.

([531]) حقيقة الشيعة: ص76. قال الشيخ محمد أحمد عرفة عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر في تعليق له في مقدمته لكتاب (الوشيعة في نقد عقائد الشيعة) لموسى جار الله: (وهذا هو السر في رغبة الاستعمار في نشر هذا المذهب في البلاد الإسلامية). وانظر حقيقة الشيعة ص76.

([532]) حقيقة الشيعة: ص75، وجاء دور المجوس جـ1/ 198 نقلاً عن تحرير الوسيلة.

([533]) وكانت هذه المصالح محل ظن أصحابها مع ظهور ثورة الخميني، ثم لما تبين لأصحابها أن الثورة الإيرانية تعمل فقط لصالح المكاسب الشيعية الطائفية وبوحي منها، تغيرت المصالح والمواقف والسياسات عند الكثيرين منهم كما سترى.

([534]) وهذا قول مردود باطل قطعاً فأين خلاف مذاهب أهل السنة الفقهية من خلافات الشيعة الإمامية العقائدية، كغلوهم في أهل البيت، والطعن في صحة القرآن، ورد السنة النبوية، والطعن في الصحابة، ومخالفة إجماع المسلمين، وترك الجمع والجماعات.. إلخ وهل يقال للمخطئ في هذه القضايا: مجتهد مأجور أم مبتدع مأزور، فعجباً لمن تختلط عليه الأوراق وتلتبس عليه البديهيات.

([535]) (الشيعة والسنة ضجة مفتعلة ومؤسفة) د. إسلام محمود ط. كتاب المختار: ص30 نقلاً عن الغزالي في كتابه (كيف نفهم الإسلام).

([536]) (الشيعة والسنة ضجة مفتعلة ومؤسفة) د. إسلام محمود ط. كتاب المختار: ص30 نقلاً عن الغزالي في كتابه (كيف نفهم الإسلام).

([537]) (الشيعة والسنة ضجة مفتعلة ومؤسفة) د. إسلام محمود ط. كتاب المختار: ص30 نقلاً عن الغزالي في كتابه (كيف نفهم الإسلام).

([538]) المصدر السابق: ص31 نقلاً عن مدخل لدراسة الشريعة الإسلامية، للدكتور عبد الكريم زيدان ص178.

([539]) المصدر السابق: ص32 نقلاً عن محمد أبو زهرة في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية ص214.

([540]) المصدر السابق: ص35 نقلاً عن المسلمون.. من هم ص9.

([541]) المصدر السابق: ص35 نقلاً عن المسلمون.. من هم ص9.

([542]) المصدر السابق: ص36 نقلاً عن تحديات أمام العروبة والإسلام للأستاذ صابر طعيمة ص208.

([543]) المصدر السابق: ص36، 37 نقلاً عن الدكتور علي سامي النشار أستاذ كرسي الفلسفة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، في كتابه نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ص20.

([544]) المصدر السابق: ص 38-39 نقلاً عن الدكتور علي عبد الواحد وافي عميد كلية التربية بجامعة الأزهر، من كتابه (بين الشيعة وأهل السنة) ص544، وقد أفرد الأستاذ إحسان إلهي ظهير كتاباً قيما في الرد على الدكتور علي عبد الواحد في كتابه هذا، فليراجع.

([545]) المصدر السابق: ص 38-39 نقلاً عن الدكتور علي عبد الواحد وافي عميد كلية التربية بجامعة الأزهر، من كتابه (بين الشيعة وأهل السنة) ص544، وقد أفرد الأستاذ إحسان إلهي ظهير كتاباً قيماً في الرد على الدكتور علي عبد الواحد في كتابه هذا، فليراجع.

([546]) المصدر السابق: ص38، 39 نقلاً عن (بين الشيعة وأهل السنة) ص80.

([547]) المصدر السابق: ص41 من حديث صحفي للسيدة زينب الغزالي لمجلة العالم بلندن في مارس 1985م.

([548]) وستأتي صورة لنص الفتوى عند الكلام عن موقف الأزهر الشريف من قضية التقريب بين الشيعة والسنة بعد قليل.

([549]) جبل عامل في لبنان وهو من مراكز النشاط الشيعي هناك.

([550]) الخطوط العريضة: ص27.

([551]) وجاء دورالمجوس: جـ1/ ص131.

([552]) وجاء دور المجوس: جـ1/ ص131.

([553]) وجاء دور المجوس: ص6، 7 بتصرف يسير.

([554]) وجاء دور المجوس: ص10.

([555]) وجاء دور المجوس جـ1/ ص115- 117 بتصرف يسير.

([556]) فهم يردون أحاديث الصحابة، ولا يأخذون إلا بروايات رجالهم وأكثر أحاديثهم تنسب لأهل البيت ويحتجون بها لأنهم من المعصومين وأقوالهم حجة، فهذه هي السنة عندهم.

([557]) وجاء دور المجوس: ص9 بتصرف يسير.

([558]) وجاء دور المجوس: ص9 بتصرف يسير.

([559]) راجع في ذلك: وجاء دور المجوس: جـ1/ ص209 -211.

([560]) وانظر في ذلك: وجاء دور المجوس: جـ1/ ص315 – 328 وكتاب إيران من الداخل.

([561]) وانظر في ذلك: إيران من الداخل لفهمي هويدي.

([562]) وانظر في ذلك: إيران من الداخل لفهمي هويدي.

([563]) وجاء دور المجوس: ص154/ جـ1.

([564]) وجاء دور المجوس: ص155/ جـ1.

([565]) وجاء دور المجوس: ص155/ جـ1.

([566]) وجاء دور المجوس: ص156.

([567]) في الأصل وحملها إلى الثقلين والأفضل ما ذكرنا.

([568]) وجاء دور المجوس: ص156.

([569]) الخطوط العريضة: ص41.

([570]) الخطوط العريضة: ص43.

([571]) الخطوط العريضة: ص43.

([572]) الخطوط العريضة: ص43.

([573]) الخطوط العريضة: ص43، 44.

([574]) يجب أن نتبه هنا إلى أن:
(أ) من عقائد الشيعة التقية خاصة في خطابهم مع مخالفيهم من أهل السنة، لذا لابد أن تقابل أقوالهم تلك وتترجم إلى نداءات ودعوات صريحة لجماهير عوام الشيعة بنبذ ما يخالف هذه الأقوال، وإلا فما فائدة الجهر بذلك معنا، وترك غلو جماهير الشيعة وبدعهم وضلالاتهم والتي يراها ويسمعها بنفسه كل من عاشر القوم وعرفهم واطلع على أغلب مؤلفاتهم وكتبهم.
(ب) إن التخفيف والتهوين من شأن مخالفات الشيعة خاصة في أمور العقيدة -وبفرض سلامته- لا يعني خروجهم عن دائرة الابتداع في الدين ومخالفة الكتاب والسنة، فلا نغتر مثلاً بادعاء أن الصحابة ليسوا بفاسقين عند الشيعة ولا كفاراً، ولكنهم من المجتهدين المخطئين، أو أنهم رأوا المصلحة في مخالفة نص النبي صلى الله عليه وسلم على إمامة علي رضي الله عنه وأبنائه، فهذا كله باطل وضلال، ولابد من سلامة القول فيهم ومحبتهم والأخذ بإجماعهم، والاقتداء بهديهم وسنتهم خاصة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وقس على ذلك باقي المخالفات، فمع عدم الطعن في صحة قرآننا فيجب ترك تفسيره على أهواء الشيعة، ورد الأخبار المنسوبة إلى أئمتهم أن معهم قرآناً سيظهرونه في آخر الزمان، مع إيجاب العمل بالقرآن الحالي حتى يظهر الجديد.. إلخ.

([575]) وقد أورد هذه الأقوال رداً على إحسان إلهي ظهير ومحب الدين الخطيب في نقولاتهم عن الشيعة في تحريف المسلمين للقرآن، وادعى أن غاية ما نقله الاثنان أن يكون مثل الأقوال الضعيفة والمردودة، المدانة والمرفوضة، عن بعض أهل السنة في نسبة زيادة أو نقص في آيات القرآن، فهي أقوال شاذة مخالفة للإجماع، فهكذا الأمر هنا عند الشيعة.

([576]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص43-44.
مناقشة هذا القول: نحيل القارئ أولاً.. إلى ما كتبناه ونقلناه عن الشيعة في بيان نظرتهم الخاطئة إلى كتاب الله تعالى، وقد ذكرنا هنا أن متأخريهم يقولون بعدم التحريف، ويجهرون أمام أهل السنة بذلك، خشية أن تثور ضجة كبيرة حول هذا المعتقد الفاسد عندهم، وذكرنا هناك أيضاً أن القول بوقوع التحريف في القرآن هو مذهب علمائهم المتقدمين، وأنهم يرون العمل بالقرآن الحالي حتى ظهور القرآن الأصلي مع الإمام المنتظر في آخر الزمان، فإن كان هذا كله ليس من عقيدتهم، وأن عقيدتهم تجاه القرآن كعقيدة أهل السنة والجماعة فيه فيلزمهم:
(أ) تخطئة كل ما كتبه علماؤهم الأقدمون حول تحريف القرآن والتصريح بخطئهم في ذلك وأنهم جاؤوا بمنكر وزور.
(ب) رد العشرات -بل المئات- من الأخبار المروية عن الأئمة التي تخبر بوقوع نقص أوزيادة في كتاب الله تعالى وأن القرآن الأصلي هو ما عند الأئمة وبالتالي الطعن في رواة هذه الأحاديث ورد كل ما رووه من أحاديث أخرى إذا تبين كذبهم وافترائهم على أئمتهم بمثل هذه الروايات الموضوعة.
(جـ) إظهار تخطئة حسين النوري الطبرسي صاحب كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف رب الأرباب) وصاحب كتاب (رد الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) والتبرأ من هذه المقالة الشنيعة ومن صاحبها، بدلاً من تكريمه والثناء عليه ودفنه في المشهد العلوي بالنجف والتي هي عندهم من الأماكن المقدسة!!
(د) التصريح بأن وجود قرآن خاص غير محرف عند أئمة أهل البيت يظهره الإمام القائم في آخر الزمان خرافة وأكذوبة اختلقها الشيعة، فإن قبلوا ذلك، وقال به علماؤهم، واتبعهم على ذلك عوامهم، فما أسعدنا بهم، إذ قد وافقونا في صحة كتاب ربنا عز وجل وأثبتوا صحة تصديقهم لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وإلا فلا فائدة من أقوال متأخريهم تلك في رفع الملام عنهم والشك فيهم والريبة منهم، فلا يغتر المتعاطفون معهم بهذه الأقوال المخالفة للحقيقة.

([577]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص43-44.
مناقشة هذا القول: نحيل القارئ أولاً.. إلى ما كتبناه ونقلناه عن الشيعة في بيان نظرتهم الخاطئة إلى كتاب الله تعالى، وقد ذكرنا هنا أن متأخريهم يقولون بعدم التحريف، ويجهرون أمام أهل السنة بذلك، خشية أن تثور ضجة كبيرة حول هذا المعتقد الفاسد عندهم، وذكرنا هناك أيضاً أن القول بوقوع التحريف في القرآن هو مذهب علمائهم المتقدمين، وأنهم يرون العمل بالقرآن الحالي حتى ظهور القرآن الأصلي مع الإمام المنتظر في آخر الزمان، فإن كان هذا كله ليس من عقيدتهم، وأن عقيدتهم تجاه القرآن كعقيدة أهل السنة والجماعة فيه فيلزمهم:
(أ) تخطئة كل ما كتبه علماؤهم الأقدمون حول تحريف القرآن والتصريح بخطئهم في ذلك وأنهم جاؤوا بمنكر وزور.
(ب) رد العشرات -بل المئات- من الأخبار المروية عن الأئمة التي تخبر بوقوع نقص أوزيادة في كتاب الله تعالى وأن القرآن الأصلي هو ما عند الأئمة وبالتالي الطعن في رواة هذه الأحاديث ورد كل ما رووه من أحاديث أخرى إذا تبين كذبهم وافترائهم على أئمتهم بمثل هذه الروايات الموضوعة.
(جـ) إظهار تخطئة حسين النوري الطبرسي صاحب كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف رب الأرباب) وصاحب كتاب (رد الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) والتبرأ من هذه المقالة الشنيعة ومن صاحبها، بد، من تكريمه والثناء عليه ودفنه في المشهد العلوي بالنجف والتي هي عندهم من الأماكن المقدسة!!
(د) التصريح بأن وجود قرآن خاص غير محرف عند أئمة أهل البيت يظهره الإمام القائم في آخر الزمان خرافة وأكذوبة اختلقها الشيعة، فإن قبلوا ذلك، وقال به علماؤهم، واتبعهم على ذلك عوامهم، فما أسعدنا بهم، إذ قد وافقونا في صحة كتاب ربنا عز وجل وأثبتوا صحة تصديقهم لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وإلا فلا فائدة من أقوال متأخريهم تلك في رفع الملام عنهم والشك فيهم والريبة منهم، فلا يغتر المتعاطفون معهم بهذه الأقوال المخالفة للحقيقة.

([578]) المصدر السابق: ص43.

([579]) المصدر السابق: ص45، 46.

([580]) المصدر السابق: ص45، 46.

([581]) المصدر السابق: ص45، 46.

([582]) الخميني الحل الإسلامي والبديل: لفتحي عبد العزيز ط. المختار الإسلامي الأولى 1399هـ- 1979م: ص55 نقلاً عن محمد الحسين آل كاشف الغطاء.
مناقشة هذا القول: لقد أراد هذا الشيعي تبرأة ساحة الشيعة من الطعن في الصحابة فجاء اعتذاره أقرب إلى الذنب منه إلى الاعتذار، إذ لم يسلم كلامه من الطعن فيهم لذا نقول له: قولك (لعل الكلمات لم يسمعها كلهم) فباطل، فلقد كانوا أحرص الناس على سماع النبي صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه، خاصة في المواطن الهامة (كيوم غدير خم) فكيف يقال: لم يسمعوا.. ولو سمعه بعضهم لوسعهم العمل بذلك، فما كانوا يشترطون سماع الجميع للحكم للعمل به، وكان يغيب عن بعضهم بعض السنن لعدم حضورهم وقت تعليم النبي صلى الله عليه وسلم للناس، فيسألون عنها، ويعملون بها.
وقولك: (سمع بعضها ولم يلتفت إلى المقصود منها) فباطل قطعاً، فما أحد أحسن بياناً من النبي صلى الله عليه وسلم، وما أحد أحسن فهماً لمراده ومقصوده صلى الله عليه وسلم منهم رضوان الله عليهم، ولكون مقامهم أسمى من كل الأوهام فنحن نرد كلامك جملة وتفصيلاً وهذا القول من هذا الشيعي وإن كان أخف كلامهم حدة في حق الصحابة فهناك أقوال بتخطئة الصحابة والخلفاء الراشدين، ونقول للمتعاطفين المخدوعين بمثل هذه الأقوال الفاسدة: كيف تقبلون تخطئتهم لعموم الصحابة، ونسبتهم إلى عدم الصواب، وعدم الأخذ بإجماعهم، ونسبة الظلم والتعدي إلى أبي بكر وعمر وعثمان وجماهير أفاضل الصحابة، أإذا تبرأ بعض الشيعة من سب الصحابة وتكفيرهم واكتفى بتخطئتهم ومخالفة إجماعهم فرحتم بذلك وهللتم له؟ ما أعجب أمركم!! وما أضعف حبكم وتقديركم لخيرة الأمة!! والواجب تخطئة هؤلاء الشيعة وفضح دخائلهم لا التستر عليهم والذب عنهم.
ولقد نقلنا لك أقوالهم في سب الصحابة خاصة الشيخين، ونقلنا لك أقوال من عايشهم وكان بينهم وسمع منهم ذلك ورأى بعينيه عوامهم قد اعتادوا ذلك تحت سمع وبصر وإقرار علمائهم.. فماذا يبقى من أثر لكلام هؤلاء، وأعجب من ذلك تكذيب روايات الصحابة والطعن فيها، خاصة روايات أبي هريرة، والأسباب التي يدعونها هنا معروفة فالصحابة خانوا الأمانة وخالفوا العهد.. وكانوا أعواناً للحكام الظلمة واتباعهم للطواغيت والطغاة.
حتى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلمن من التشنيع عليهن، بل أفاضل من أهل البيت رموا بالبهتان وفي مقدمتهم حبر الأمة ابن عباس، وبعد ذلك كله، مئات الروايات عن أئمة أهل البيت في ذم الصحابة ونعتهم بالنفاق والكفر والارتداد عن الدين، ثم تتعلق أوهام المتعاطفين مع الشيعة على أقوال متناثرة هنا وهناك، قد تكون تقية، وقد تكون متناقضة مع آراء أخرى لأصحابها أنفسهم، أننا أهل السنة لا نقبل المساس بالصحابة من بعيد ولا من قريب، فليعلن علماء الشيعة البراءة الكاملة من انتقاص للصحابة وليحذروا عوامهم من سبهم، وليتبرأوا مما كتبه الأقدمون والمحدثون في انتقاص الصحابة، وليكذبوا كل الروايات -وما أكثرها- التي تطعن في الصحابة وتنسب زوراً لأئمة أهل البيت، فعندئذ يكونون حقاً من المسلمين الصالحين والأحفاد البررة.

([583]) الخميني الحل الإسلامي والبديل: ص 57.
مناقشة ذلك: وهذه من حيل الشيعة المعروفة، حتى يهونون بدعتهم ويدفعونها عنهم، فتارة يحاولون إثبات أن لبدعتهم مستنداً من الكتاب أو السنة أو معتقدات أهل السنة، فيستدلون بعمومات أو يحملون الأدلة على ما يوافق أهواءهم بغير حق، أو يقيسوا معتقدهم الفاسد على معتقد أهل السنة المأخوذ من الكتاب الكريم والسنة المطهرة، كقولهم رجعة الإمام القائم في الدنيا كرجعة عيسى عليه السلام!! وإن رجوع النبي صلى الله عليه وسلم والظلمة من الصحابة في الدنيا غير مستحيل عقلاً!! وقد نقلنا لك في المخالفات أقوالهم الكثيرة ومؤلفاتهم العديدة في اعتقادهم بالرجعة في الدنيا.. فلم إنكارها؟. وإذا كان بعض الشيعة لا يقول بها -وربما كان في الأمر تقية- فلماذا تنكرون علينا أن ننكر على من قال بها منكم ونبين بطلان ذلك؟! وهل أنتم تؤيدون أنها من الباطل؟ وإن كنتم كذلك فأنكروا معنا عليهم.. وإن كان هذا عندكم خلافاً سائغاً مقبولاً.. فهذا باطل قطعاً.. والخلاف فيها غير مقبول إذ أن القول بها باطل قطعاً.. وعجباً قول قائلهم: (أنها ليست لازمة) و(إنكارها لا يضر) ثم يقول بعدها أنها ضرورية (أي من ضروريات المذهب) فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً.

([584]) المصدر السابق: ص 57.
مناقشة هذا القول: ما أكثر ما تجد التضارب والتناقض في أقوال الشيعة.. كما أنه كثيراً ما تجد التعارض والاختلاف في رواياتهم عن أئمتهم.. فيأتون بالقول ونقيضه.. ويذكرون الحكم ويقولون بخلافه.. وهذا شأن أهل الأهواء والبدع جميعاً.. ولقد نقلنا لك في بيان أخذهم بالتقية أقوالاً كثيرة في ذلك واستخدامهم للتقية في أهون الأمور كما في أخطرها.. وأنها دينهم إلى أوان ظهور المهدي المنتظر، وماذا نصدق.. أقوال الخميني في إباحة التقية التي نقلناها.. أم قوله في أنها مقيدة بحفظ الناس.. أم نصدق الروايات العديدة المنسوبة لأئمة أهل البيت في الحث على استعمال التقية مع المخالفين، فليتبرأ الشيعة من الأقوال التي ترخص في التقية.. وليردوا ما نسب إلى الأئمة زوراً وبهتاناً بشأنها.. وليعلنوا ذلك بين أقوامهم ليكون الأمر حقيقة لا خداعاً.. وهيهات هيهات.. فلا استمرارية -في زعمهم- للتشيع إلا بالتقية والكتمان لعقائدهم المخالفة لجماهير المسلمين.
وانظر -رحمك الله وعافاك- إلى الخميني يمنع التقية والسكوت عن الحق إذا كان الدين كله في خطر.. ثم يزعمون مع ذلك أن علياً والحسن والحسين وأئمة أهل البيت أخذوا بالتقية والتزموا السكوت وهم يرون الدين يضيع والنص الإلهي يخالف والأمة ترتد.. حقاً ما أجهلهم!!.

([585]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص 47-48.
مناقشة هذا القول: الشيعة لا تقبل إلا ما يروونه عن طريق رجالهم وينسبونه إلى أئمة أهل البيت.. ونسبة الحديث النبوي إلى المروي عن أئمة أهل البيت قليلة جداً، وأقوال أئمة أهل البيت عندهم حجة لأنهم مبلغون عن الله، مؤيدون منه، وهم كذلك معصومون، فالسنة عندهم إذن هي أقوال أئمة أهل البيت المعصومين بنقل رواتهم وهي عندهم حجة ملزمة، فهل هذه هي السنة التي نعرفها ونجعلها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله تعالى، وانظر إلى الناقل تقسيمة أحاديث الكافي -إن صح نقله- ففيه خطأ كبير ألهاه التعلق بها لصالح دعوته إلى التساهل مع الشيعة عن تدبر ودراسة أرقامها: فمجموع ما ذكره من الضعيف والحسن والموثق والقوي والصحيح أقل من 16121 حديثاً وهي أحاديث الكتاب فأين باقي الأحاديث والحكم عليها:
فمجموع التقسيمة 9485 + 114 + 1118 + 2 30 + 1 11020 أي يتبقى 5101 حديثاً ما حكمهم؟ وكيف فاتوا على تقسيمة عالمهم؟ ثم انظر مجموع الصحيح والموثق والقوي والحسن 1535 حديثا فهذا صالح للاحتجاج، فنسبة الذي يحتج به من الكافي بالنسبة لمجموع أحاديثه هي: 1535قسمة16121 9.5%.
هل يستطيع علماء الشيعة أن يقولوا لطلاب العلم وعوامهم ذلك، ويتبرأوا من 90% من أحاديث الكافي لأنها غير صالحة للاحتجاج.. وقس على ذلك كتب الحديث عندهم التي هي أقل منزلة ورتبة من الكافي.. وكم يسعدنا أن يتبرأوا من أغلب ما في الكافي وغيره.. وينبذوا ما رتبوا عليه من أحكام.. فإنا نرى أن غالب ما فيه من الروايات يجر إلى الكفر والضلال والعياذ بالله.

([586]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص 47-48.
مناقشة هذا القول: الشيعة لا تقبل إلا ما يروونه عن طريق رجالهم وينسبونه إلى أئمة أهل البيت.. ونسبة الحديث النبوي إلى المروي عن أئمة أهل البيت قليلة جداً، وأقوال أئمة أهل البيت عندهم حجة لأنهم مبلغون عن الله، مؤيدون منه، وهم كذلك معصومون، فالسنة عندهم إذن هي أقوال أئمة أهل البيت المعصومين بنقل رواتهم وهي عندهم حجة ملزمة، فهل هذه هي السنة التي نعرفها ونجعلها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله تعالى، وانظر إلى الناقل تقسيمة أحاديث الكافي -إن صح نقله- ففيه خطأ كبير ألهاه التعلق بها لصالح دعوته إلى التساهل مع الشيعة عن تدبر ودراسة أرقامها: فمجموع ما ذكره من الضعيف والحسن والموثق والقوي والصحيح أقل من 16121 حديثاً وهي أحاديث الكتاب فأين باقي الأحاديث والحكم عليها:
فمجموع التقسيمة 9485 + 114 + 1118 + 2 30 + 1 11020 أي يتبقى 5101 حديثاً ما حكمهم؟ وكيف فاتوا على تقسيمة عالمهم؟ ثم انظر مجموع الصحيح والموثق والقوي والحسن 1535 حديثا فهذا صالح للاحتجاج، فنسبة الذي يحتج به من الكافي بالنسبة لمجموع أحاديثه هي: 1535قسمة16121 9.5%.
هل يستطيع علماء الشيعة أن يقولوا لطلاب العلم وعوامهم ذلك، ويتبرأوا من 90% من أحاديث الكافي لأنها غير صالحة للاحتجاج.. وقس على ذلك كتب الحديث عندهم التي هي أقل منزلة ورتبة من الكافي.. وكم يسعدنا أن يتبرأوا من أغلب ما في الكافي وغيره.. وينبذوا ما رتبوا عليه من أحكام.. فإنا نرى أن غالب ما فيه من الروايات يجر إلى الكفر والضلال والعياذ بالله.

([587]) المصدرالسابق: ص48.

([588]) راجع: الخميني الحل الإسلامي والبديل للأستاذ فتحي عبد العزيز ط. 1399هـ- 1979م ط. المختار الإسلامي: ص 58، 59، نقلاً عن أصل الشيعة وأصولها: ص127 وما بعدها.
مناقشة هذا الكلام: مرة أخرى نحيلك عزيزي القارئ على ما كتبناه ونقلناه من أقوالهم في معاداة أهل السنة والتبرأ منهم وتسميتهم الناصبة وجعل كمال الدين في مخالفتهم، ونسبة الأقوال العديدة إلى الأئمة بذلك، ونزيدك علماً بواقعهم فهم معادون لأهل السنة ويظهرون ذلك داخل إيران نفسها بعد الثورة ويعاني أهل السنة في إيران وتعاني مساجدهم من اضطهاد الشيعة لهم، رغم أن نسبة السنيين هناك كبيرة ليست بالقليلة، ولكنه التعصب الشيعي والكره لأهل السنة بما فيهم من أظهر التأييد والعون لثورة الخميني وجمهورية إيران الإسلامية، ولا يغرك عزيزي القارئ ما قد يظهره الشيعة أمام أهل السنة خارج إيران، وما قد يتفوه به بعض مسؤوليهم في المحافل الدولية وأمام الزوار العرب والمسلمين لإيران فهذا كله لا يخرج عن التقية.. وهي سياسة خبيثة تخالف الواقع المؤسف الأليم.
أما عد من لم يقل بالإمامة كما يأخذ بها الشيعة أقل تديناً من الشيعة- حتى مع عدم القول بكفره وأنه معصوم الدم- فهذه مصيبة كبرى كيف نقبلها. فمقتضاها فإن الواحد من آحاد الشيعة- فضلاً من علمائهم- يكون بذلك كمل إسلاماً وإيماناً واعتقاداً من أي صحابي أو أي تابعي وهم خيرة أهل السنة؛ لأنه لا يعتقد بالإمامة الواحد من عوام الشيعة أكمل اعتقاداً وأعلى منزلة من الإمام أحمد أو الشافعي أو مالك أو أبي حنيفة وهم أفضل أئمة أهل السنة من تابعي التابعين، فكيف يقبل منصف عادل هذا الحكم الضال الجائر.. ويريد المتعاطفون مع الشيعة أن نرضى بذلك ونسعد به ونقبله من الشيعة شاكرين راضين.. ولا ننكره عليهم.

([589]) الخميني الحل الإسلامي والبديل: ص58، وانظر وصفهم الشيعي المسلم بأنه عبد مؤمن أما المسلم غير الشيعي فلا يوصف بذلك ولا تعطى له هذه المنزلة والمرتبة؛ لأنه لم يكمل في اعتقاده بترك الاعتقاد في الإمامة!!! ومن يرضى بهذا الضلال ويتقبل هذه النقيصة على نفسه وهو متمسك بالكتاب والسنة وينبذ ما خالفهما.

([590]) وعدم العلم ليس بحجة.

([591]) وترك الالتفات إلى هذه المخالفات لأسباب عاطفية أو سياسية لا يغني من الحق شيئاً، والرغبة في تجميع المسلمين وتوحيدهم نية طيبة، ولكن العبرة بموافقة الشرع لا بمخالفته.

([592]) انظر حقيقة الشيعة: ص44-45، وتمام كلامه كما جاء في ذكريات لا مذكرات ط. دار الاعتصام 1985 ص249- 250 أن الشيخ حسن البنا قال لهم: (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء، وعلى التقاء، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما). وكان هذا الحوار أثناء نزول السيد القمي الشيعي -من دعاة التقريب- ضيفاً على الإخوان في المركز العام.

([593]) حقيقة الشيعة: ص45.

([594]) حقيقة الشيعة: ص45-46. وأرى -والله أعلم- أن القول بأن الشيخ حسن البنا رحمه الله كان يجهل بحقيقة مخالفات الشيعة بعيداً عن الصواب وهو من هو، وليس في كلام التلمساني رحمه الله أن الشيخ لم يطلع على حقيقة الشيعة ولم يقرأ عنهم، ولكن فيه أنه نهى أتباعه عن الخوض في ذلك والانشغال به، وجعل همهم التقريب بين المذهبين تمشياً مع سياسة الإخوان في الدعوة وتجميع طوائف المسلمين على اختلاف مشاربهم.

([595]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة ومؤسفة: ص22، 23 نقلاً عن عمر التلمساني رحمه الله.

([596]) المصدر السابق: ص23 نقلاً عن الأستاذ عبد المتعال الجبري.

([597]) السنة والشيعة ضجة مفتعلة: ص22 نقلاً عن الأستاذ سالم البهنساوي.

([598]) السنة والشيعة ضجة مفتعلة: ص22 نقلاً عن الأستاذ سالم البهنساوي.

([599]) المصدر السابق: ص41.

([600]) المصدر السابق: ص41.

([601]) نقلاً من كتاب حقيقة الشيعة: ص37، 38 والشيعة والسنة ضجة مفتعلة ومؤسفة ص31.

([602]) نقلاً من كتاب حقيقة الشيعة: ص38، 39.

([603]) نقلاً من كتاب حقيقة الشيعة: ص38.

([604]) حقيقة الشيعة: ص40 بتصرف يسير.

([605]) نقلاً من حقيقة الشيعة: ص43، 44.

([606]) نقلاً من حقيقة الشيعة: ص44.

([607]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص29، 30 نقلاً عن الغزالي.

([608]) المصدر السابق: ص28، 29 نقلاً عن الغزالي.

([609]) المصدر السابق: ص33 نقلاً عن الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه (إسلام بلا مذهب): ص183.

([610]) المصدر السابق: ص34 نقلاً عن الأستاذ أنور الجندي.

([611]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([612]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([613]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([614]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([615]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([616]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([617]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([618]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([619]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([620]) المصدر السابق: ص49، 50.

([621]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص24، 25.

([622]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص54 نقلاً عن مجلة الدعوة –القاهرة- عدد 39 أغسطس 1979م.

([623]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: ص55.

([624]) الشيعة والسنة ضجعة مفتعلة: 55- 56.

([625]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص72.

([626]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص72.

([627]) الشيعة والسنة ضجة مفتعلة: ص72.

([628]) الخطوط العريضة: ص6، 7.

([629]) الخطوط العريضة هامش ص7 في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي انتقل مهدي الحسيني القزويني إلى الحلة بالعراق فنشر المذهب الشيعي فيها وحول عشرات الألوف إلى شيعة وقد أنشأ الشيعة (جمعية أهل البيت) بالمعادي في القاهرة لنشر المذهب الشيعي وتلقين النشء عقائدهم بدعوى حب أهل البيت والتعرض للكلام عن محنتهم مع تقديم الخدمات الاجتماعية للتبشير بذلك وإقامة الحفلات الدينية في المناسبات الشيعية وإلقاء الندوات وإصدار النشرات الدورية، وبمثل هذه الطريقة انتشر التشيع في صفوف أهل السنة في إندونسيا وسنغافورة ونيجيريا وأوغندا وغيرها.

([630]) الخطوط العريضة هامش ص7 في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي انتقل مهدي الحسيني القزويني إلى الحلة بالعراق فنشر المذهب الشيعي فيها وحول عشرات الألوف إلى شيعة، وقد أنشأ الشيعة (جمعية أهل البيت) بالمعادي في القاهرة لنشر المذهب الشيعي وتلقين النشء عقائدهم بدعوى حب أهل البيت والتعرض للكلام عن محنتهم مع تقديم الخدمات الاجتماعية للتبشير بذلك وإقامة الحفلات الدينية في المناسبات الشيعية وإلقاء الندوات وإصدار النشرات الدورية وبمثل هذه الطريقة انتشر التشيع في صفوف أهل السنة في إندونسيا وسنغافورة ونيجيريا وأوغندا وغيرها.

([631])