الكاتب : أصغر علي إمام السلفي ..
البهرة ( الإسماعيلية )
أصغر علي إمام مهدي السلفي
التعريف:
الإسماعيلية فرقة باطنية، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فرقها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر، وحقيقتها تخالف العقائد الإسلامية الصحيحة، وقد مالت إلى الغلو الشديد لدرجة أن الشيعة الإثنى عشرية يكفرونها!!!.
أبرز الشخصيات:
أولاً: الإسماعيلية القرامطية:
كان ظهورهم في البحرين والشام بعد أن شقوا عصا الطاعة على الإمام الإسماعيلي نفسه ونهبوا أمواله ومتاعه فهرب من سلمية في سوريا إلى بلاد ما وراء النهر خوفاً من بطشهم.
ومن شخصياتهم:
- عبدالله بن ميمون القداح: ظهر في جنوبي فارس سنة 260هـ.
- الفرج بن عثمان القاشاني (ذكرويه): ظهر في العراق وأخذ يدعو للإمام المستور.
- حمدان قرمط بن الأشعث (278هـ): جهر بالدعوة قرب الكوفة.
- أحمد بن القاسم: الذي بطش بقوافل التجار والحجاج.
- الحسن بن بهرام (أبو سعيد الجنابي): ظهر في البحرين ويعتبر مؤسس دولة القرامطة.
- ابنه سليمان بن الحسن بن بهرام (أبو طاهر): حكم ثلاثين سنة، وفي عهده حدث التوسع والسيطرة وقد هاجم الكعبة المشرفة سنة 319هـ وسرق الحجر الأسود وأبقاه عنده لأكثر من عشرين سنة.
- الحسن الأعصم بن سليمان: استولى على دمشق سنة 360هـ.
ثانياً: الإسماعيلية الفاطمية:
وهي الحركة الإسماعيلية الأصلية وقد مرت بعدة أدوار:
- دور الستر: من موت إسماعيل سنة 143هـ إلى ظهور عبيد الله المهدي، وقد اختلف في أسماء أئمة هذه الفترة بسبب السرية التي انتهجوها.
- بداية الظهور: بدأ الظهور بالحسن بن حوشب الذي أسس دولة الإسماعيلية في اليمن سنة 266هـ وامتد نشاطه إلى شمال أفريقيا واكتسب شيوخ كتامة، يلي ذلك ظهور رفيقه علي بن فضل الذي ادعى النبوة وأعفى أنصاره من الصوم والصلاة.
- دور الظهور: يبدأ بظهور عبيد الله المهدي الذي كان مقيماً في سلمية بسوريا ثم هرب إلى شمال أفريقيا وأعتمد على أنصاره هناك من الكتاميين.
قتل عبيدالله داعيته أبا عبدالله الشيعي الصنعاني وأخاه أبا العباس لشكهما في شخصيته وأنه غير الذي رأياه في سلمية.
أسس عبيدالله أول دولة إسماعيلية فاطمية في المهدية بإفريقية (تونس) واستولى على رقادة سنة 297هـ وتتابع بعده الفاطميون وهم.
- المنصور بالله (أبو طاهر إسماعيل).
- المعز لدين الله (أبو تميم معد): وفي عهده فتحت مصر سنة 361هـ وانتقل إليها المعز في رمضان سنة 362هـ.
- العزيز بالله (أبو منصور نزار).
- الحاكم بأمر الله (أبو علي المنصور).
- الظاهر (أبو الحسن علي).
- المستنصر بالله (أبو تميم).
وبوفاته انقسمت الإسماعيلية الفاطمية إلى نزارية شرقية ومستعلية غربية والسبب في هذا الانقسام أن الإمام المستنصر قد نص على أن يليه ابنه نزار لأنه الابن الأكبر، لكن الوزير الأفضل بن بدر الجمالي نحى نزاراً وأعلن إمامة المستعلي وهو الابن الأصغر كما أنه في نفس الوقت ابن أخت الوزير، وقام بإلقاء القبض على نزار ووضعه في سجن وسدَّ عليه الجدران حتى مات.
استمرت الإسماعيلة الفاطمية المستعلية تحكم مصر والحجاز واليمن بمساعدة الصليحيين والأئمة هم:
- المستعلي (أبو القاسم أحمد).
- الظافر (أبو المنصور إسماعيل).
- الفائز (أبو القاسم عيسى).
- العاضد (أبو محمد عبدالله): من 555هـ حتى زوال دولتهم على يدي صلاح الدين الأيوبي.
ثالثاً: الإسماعيلية الحشاشون:
وهم إسماعيلية نزارية انتشروا بالشام، وبلاد فارس والشرق، ومن أبرز شخصياتهم:
- الحسن بن الصباح: وهو فارسي الأصل وكان يدين بالولاء للإمام المستنصر قام بالدعوة في بلاد فارس للإمام المستور ثم استولى على قلعة الموت وأسس الدولة الإسماعيلية النزارية الشرقية – وهم الذين عرفوا بالحشاشين لإفراطهم في تدخين الحشيش، وقد أرسل بعض رجاله إلى مصر لقتل الإمام الآخر بن المستعلي فقتلوه مع ولديه عام 525هـ، وتوفي الحسن بن الصباح عام 1135م.
- كيابزرك آميد.
- محمد كيابزرك آميد.
- الحسن الثاني بن محمد.
- محمد الثاني بن الحسن.
- الحسن الثالث بن محمد الثاني.
- ركن الدين خورشاه: من سنة 1255هـ إلى أن انتهت دولتهم وسقطت قلاعهم أمام جيش هولاكو المغولي الذي قتل ركن الدين فتفرقوا في البلاد وما يزال لهم اتباع إلى الآن.
رابعاً: إسماعيلية الشام
وهم إسماعيلية نزارية، لقد أبقوا خلال هذه الفترة الطويلة عقيدتهم يجاهرون بها في قلاعهم وحصونهم غير أنهم ظلوا طائفة دينية ليست لهم دولة بالرغم من الدرو الخطير الذي قاموا به ولا يزالون إلى الآن في منطقة سلمية بالذات وفي مناطق القدموس ومصياف وبانياس والخوابي والكهف.
خامساً: الإسماعيلية البهرة
وهم إسماعيلية مستعلية، يعترفون بالإمام المستعلي ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب ولذا يسمون بالطيبية، وهم إسماعيلية الهند واليمن، تركوا السياسة وعملوا بالتجارة فوصلوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة، والبهرة لفظ هندي قديم بمعنى التاجر.
الإمام الطيب دخل الستر سنة 525هـ والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يعرف عنهم شيئاً، حتى إن أسمائهم غير معروفة، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفونهم.
انقسمت البهرة إلى فرقتين:
- البهرة الداوودية: نسبة إلى قطب شاه داود: وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري وداعيتهم يقيم في بومباي.
- البهرة السليمانية: نسبة إلى سليمان بن حسن وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم.
سادساً: الإسماعيلية الأغاخانية
ظهرت هذه الفرقة في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وترجع عقيدتهم إلى الإسماعيلية النزارية، ومن شخصياتهم:
- حسن علي شاه: وهو الأغاخان الأول: الذي استعمله الإنجليز لقيادة ثورة تكون ذريعة لتدخلهم فدعا إلى الإسماعيلية النزارية، ونفي إلى أفغانستان منها إلى بومباي وقد خلع عليه الإنجليز لقب آغاخان، مات سنة 1881م.
- أغا علي شاه وهو الأغاخان الثاني.
- يليه ابنه محمد الحسيني: وهو الآغاخان الثالث: وكان يفضل الإقامة في أوروبا وقد رتع في ملاذ الدنيا وحينما مات أوصى بالخلافة من بعده لحفيده كريم مخالفاً بذلك القواعد الإسماعيلية في تولية الابن الأكبر.
- كريم: وهو الآغاخان الرابع وما يزال حتى الآن، وقد درس في إحدى الجامعات الأمريكية.
سابعاً: الإسماعيلية الواقفة
وهي فرقة إسماعيلية وقفت عند إمام محمد بن إسماعيل وهو أول الأئمة المستورين وقالت برجعته بعد غيبته.
عقائدهم
أهم العقائد:
- ضرورة وجود إمام معصوم منصوص عليه من نسل محمد بن إسماعيل على أن يكون الابن الأكبر وقد حدث خروج على هذه القاعدة عدة مرات.
- العصمة لديهم ليست في عدم ارتكاب المعاصي والأخطاء بل إنهم يؤولون المعاصي والأخطاء بما يناسب معتقداتهم.
- من مات ولم يعرف إمام زمانه ولم يكن في عنقه بيعة له مات ميتة جاهلية.
- يضفون على الإمام صفات ترفعه إلى ما يشبه الإله، ويخصونه بعلم الباطن ويدفعون له خُمس ما يكسبون.
- يؤمنون بالتقية والسرية ويطبقونها في الفترات التي تشتد عليهم فيها الأحداث.
- الإمام هو محور الدعوة الإسماعيلية، ومحور العقيدة يدور حول شخصيته.
- الأرض لا تخلو من إمام ظاهر مكشوف أو باطن مستور فإن كان الإمام ظاهراً جاز أن يكون حجته مستوراً، وإن كان الإمام مستوراً فلا بد أن يكون حجته ودعاته ظاهرين.
- يقولون بالتناسخ، والإمام عندهم وارث الأنبياء جميعاً ووارث كل من سبقه من الأئمة.
- ينكرون صفات الله تعالى أو يكادون لأن الله – في نظرهم – فوق متناول العقل، فهو لا موجود ولا غير موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، ولا يقولون بالإثبات المطلق ولا بالنفي المطلق فهو إله المتقابلين وخالق المتخاصمين والحاكم بين المتضادين، ليس بالقديم وليس بالمحدث فالقديم أمره وكلمته والحديث خلقه وفطرته.
من عقائد البهرة:
- لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين.
- ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة.
- باطنهم شيء آخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب الآمر.
- يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين لكنهم يقولون: إن الكعبة هي رمز على الإمام.
- كان شعار الحشاشين (لا حقيقة في الوجود وكل مباح) ووسيلتهم الاغتيال المنظم والامتناع بسلسلة من القلاع الحصينة.
- يقول الإمام الغزالي عنهم: (المنقول عنهم الإباحة المطلقة ورفع الحجاب واستباحة المحظورات، وإنكار الشرائع، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب إليهم).
- يعتقدون أن الله لم يخلق العالم خلقاً مباشراً بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية ويسمونه الحجاب، وقد حل العقل الكلي في إنسان هو النبي وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه فمحمد هو الناطق وعلي هو الأساس الذي يفسر.
الجذور العقائدية:
- لقد نشأ مذهبهم في العراق، ثم فروا إلى فارس وخراسان وما وراء النهر كالهند والتركستان فخالط مذهبهم آراء من عقائد الفرس القديمة والأفكار الهندية، وقام فيهم ذوو أهواء في انحرافهم بما انتحلوا من نحل.
- اتصلوا ببراهمة الهند والفلاسفة الإشراقيين والبوذيين وبقايا ما كان عند الكلدانيين والفرس من عقائد وأفكار حول الروحانيات والكواكب والنجوم واختلفوا في مقدار الأخذ من هذه الخرافات وقد ساعدتهم سريتهم على مزيد من الإنحراف.
- بعضهم اعتنق مذهب مزدك وزرادشت في الإباحية والشيوعية كالقرامطة مثلاً.
- ليست عقائدهم مستمدة من الكتاب والسنة فقد داخلتهم فلسفات وعقائد كثيرة أثرت فيهم وجعلتهم خارجين عن الإسلام.
أماكن الانتشار:
- لقد اختلفت الأرض التي سيطر عليها الإسماعيليون مداً وجزراً بحسب تقلبات الظروف والأحوال خلال فترة طويلة من الزمن، وقد غطى نفوذهم العالم الإسلامي ولكن بتشكيلات متنوعة تختلف باختلاف الأزمان والأوقات:
- فالقرامطة سيطروا على الجزيرة وبلاد الشام والعراق وما وراء النهر.
- والفاطميون أسسوا دولة امتدت من المحيط الأطلسي وشمال أفريقيا، وامتلكوا مصر والشام، وقد اعتنق مذهبهم أهل العراق وخُطب لهم على منابر بغداد سنة 540هـ ولكن دولتهم زالت على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
- والآغاخانية يسكنون نيروبي ودار السلام وزنجبار ومدغشقر والكنغو البلجيكي والهند وباكستان وسوريا ومركز القيادة في مدينة كراتشي بباكستان.
- والبهرة استوطنوا اليمن والهند والسواحل القريبة المجاورة لهذين البلدين.
- وإسماعيلية الشام امتلكوا قلاعاً وحصوناً في طول البلاد وعرضها وما تزال لهم بقايا في مناطق سلمية والخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف.
- والحشاشون انتشروا في إيران واستولوا على قلعة آلموت جنوب بحر قزوين واتسع سلطانهم واستقلوا بإقليم كبير وسط الدولة العباسية السُنية، كما امتلكوا القلاع والحصون ووصلوا بانياس وحلب والموصل، وولي أحدهم قضاء دمشق أيام الصليبيين وقد اندحروا أمام هولاكو المغولي.
- المكارمة وهم الآن مستقرون في مدينة نجران في جنوب الجزيرة العربية.
جحافل البهرة الزاحفة إلى دبي، أنموذج الحمى الشعوبية في منطقتنا
مفكرة الإسلام: لم يكن يدور في خلدي وأنا أعد موضوعاً عن البهرة أنني سأفتح بابً كنا جميعاً – أهل السنة – نظن أنه مغلق بإحكام، فقد دأبت المراجع القديمة والحديثة عند تناول طائفة البهرة وغيرها من الطوائف الباطنية الضالة على الحديث عن سريتهم وعن تقيتهم ولكن المفاجأة التي لم تكن على بالنا أن القوم – وخصوصاً البهرة – انتقلوا إلى مرحلة جديدة من العمل الشيطاني وهي مرحلة في معظمها علنية، وقد نبهت رابطة أهل السنة في إيران/ مكتب لندن منذ مدة للأمر عن طريق نشر رسالة موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية تحتوي هذه الرسالة على خطة عمل مفصلة في نشر الثورة وتصديرها ولكن بأسلوب جديد دون حرب أو إراقة دماء.
ومن الواضح أن هذه الخطة قام على إعدادها مجموعة من الخبراء في عدة مجالات ولذا يظهر عليها الصبغة الاجتماعية والسياسية والتاريخية والاقتصادية.
وتقسم الخطة مناطق العالم إلى دول نشاط الشيعة فيها سهل مثل تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان والبحرين.
ودول أخرى نشاط الشيعة فيها صعب مثل دول الخليج – باستثناء البحرين – والأردن ومصر وغيرها.
وتتحدث الخطة عن مراحل منها:
مرحلة التأسيس ورعاية الجذور وذلك بالقيام بالخطوات التالية:
1- إيجاد السكن والعمل لأبناء المذهب المهاجرين في هذه الدول.
2- إنشاء العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال والمسؤولين الإداريين في الدولة.
المرحلة الثانية وهي العمل من خلال القانون القائم وعدم محاولة تجاوزه ومحاولة الحصول على إذن للأنشطة وتعتبر فيما بعد وثائق رسمية ومحاولة التسرب إلى الأجهزة الأمنية والحكومية والسعي للحصول على الجنسية للمهاجرين الشيعة وهذا يكون في النصف الأول، أما في النصف الثاني فيركز على الوقيعة بين علماء السنة والدولة من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات باسمهم! ووقوع أعمال مريبة! وإثارة الاضطرابات بسبب ذلك، ثم تحريض الدولة عليهم.
وبغض النظر عن مدى مصداقية الرسالة أو صحتها فإن الواقع يأتي كأنه ترجمة حية لها وسأقصر الحديث على طائفة البهرة على سبيل المثال لا الحصر، وذلك تجنباً للإطالة من جهة وفتحاً للباب أمام من يجد في نفسه القدرة أو الإمكانات لدعم ذلك بالأدلة الموثقة.
كانت المفاجأة الكبرى لي مفتاحها صورة، صورة صغيرة جداً على أحد محركات البحث على شبكة الانترنت، لاحظها أحد الغيورين من أهل السنة في الإمارات، وقادتنا الصورة إلى بيت العنكبوت لنفاجأ بموقع رسمي للبهرة على الانترنت – بل مواقع – موشح بالعبارة الشركية "يا حسين" وعنوان الموقع لمن لا يصدق هو http:/ / www.mumineen.org [لاحظ org هذه التي تشير إلى أن الموقع رسمي]، لم تكن المفاجأة في الموقع بحد ذاته، وإنما في مكاتب البهرة في العلام الموثقة بأرقام هواتف وفاكسات، وأرشيف الصور والفيديو والمزارات وغيرها، لقد وصل القوم إلى أماكن كثيرة كنا نظنهم بمنأى عنها بما في ذلك مكة والمدينة ودول الخليج بالكامل ومصر وسوريا ولبنان ومعظم دول قارة إفريقيا حتى استراليا وكندا وأمريكا وغيرها لم تكن بعيدة عن نفوذهم [راجع الرابط http:/ / jamaats.mumineen.org لتوثيق أماكن في العالم].
كما أن الصور المنشورة على الموقع مضحكة ومبكية معاً تظهر زعيم القوم يستقبل استقبال الملوك ورؤساء الدول بل إن بعض المسؤولين الكبار جداً في بعض دول الخليج ظهروا يرتدون زي البهرة! [والصور موجودة بالموقع في رابط أخبار الموضح http:/ / akhbar.mumineen.org/ ].
من أين ينفق البهرة على أنشطتهم؟
اشتهرت البهرة بالتجارة الاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، وتعد من أكثر الطوائف الإسماعيلية ثراءً، وتولى الدكتور/ محمد برهان الدين [92 سنة] رئاسة الطائفة خلفاً لوالده الدكتور/ طاهر سيف الدين [تـ 1385هـ - 1960م).
ويعد محمد برهان الدين من كبار أثرياء الهند، إذ يقدر دخله في السنة بنحو 220 مليون دولار، ويفرض على أفراد طائفته إتاوات ضخمة [خمسة الأموال] من خلالها استطاع شراء وإنشاء أكثر من عشرين مصنعاً كبيراً في الهند وباكستان وغيرهما، وله فنادق ضخمة مثل فندق [أمبيسدر أتيل] وفندق [سند زهاوس]، اشترى مشروع المياه الغازية [كوكا كولا] – في بومباي.
يطلق محمد برهان الدين على نفسه اسم [السلطان] وعلى أبنائه اسم [الشاه زاده]، أي: الأمراء، وعلى بناته [الشاه زادي]، أي: الأميرات، ويسمى مبعوثه الهندي الذي ينوب عنه في إدارة شؤون أتباعه في الأقطار الأخرى بالأمير.
يؤكد محمد برهان الدين عند زيارته للدول الإسلامية على ضرورة مقابلة رئيس الدولة وكبار الحكومة، وقد كان الاستعمار البريطاني يستقبل والده بواحد وعشرين طلقة مدفع كما يستقبل الملوك والرؤساء، كما يصر الداعي على أن تصحبه المواكب الضخمة وسيارات الرئاسة في البلد المضيف والموسيقى العسكرية التي تعزف بالنشيد البهري الخاص.
العودة إلى مصر:
هناك إشارات تاريخية تؤكد أن كثيراً من الشيعة الذين كانوا في مصر إبان عهد الدولة الفاطمية الضالة الذين فروا من وجه صلاح الدين اتجهوا إلى الهند وأقاموا فيها. ولم يتخل القوم أبداً عن حلم العودة إلى مصر.
والظاهر أن البهرة بدأوا في مخطط العودة إلى مصر في أواخر السبعينات في عهد السادات الذي وافق على وجودهم، بل وافتتح ترميم مسجد الحاكم بأمر الله معهم عام 1980.
ثم ازداد نشاطهم المحمود في فترة الثمانينات..
وقد اتجه البهرة فور وصولهم إلى مصر إلى القاهرة الفاطمية وأقاموا فيها وبدأوا رحلة البحث عن مراقد وآثار الفاطميين والعمل على بعثها وتجديدها..
وكان من أشهر الآثار الفاطمية التي قام البهرة بتجديدها في مصر مسجد الحاكم بأمر الله المسمى بالجامع الأنور الملاصق لسور القاهرة من الجهة الشمالية بجوار بوابة الفتوح وهو من أضخم مساجد القاهرة وقد استخدمه صلاح الدين ومن بعده ملوك الأيوبيين بعد أن تم إغلاق الجامع الأزهر..
ولا تقتصر مهمة البهرة في مصر على آثار الفاطميين وحدهم بل امتدت لتشمل مراقد آل البيت في مصر. فقاموا بتجديد مرقد السيدة زينب بالقاهرة ومقصورتها كما جددوا مقصورة رأس الحسني المزعومة. وجددوا قبر مالك الأشتر الذي دفن إلى جواره مؤخراً شقيق شيخ البهرة..
ووهبوا لمشهد الحسين والسيدة زينب ضرائح الذهب والفضة. وأهدى الأزهر سلطانهم الدكتوراه الفخرية! ويقيم البهرة شعائرهم علناً في مسجد الحاكم بأمر الله.
وهم لم يكتفوا بمجرد الإقامة في مصر وبجوار القاهرة القديمة بل اتجهوا إلى إقامة المشروعات التجارية وبعضهم اشتروا بيوتاً ومحلات تجارية في الشارع القديم الذي يشق قلب القاهرة القديمة والمسمى بشارع المعز لدين الله الفاطمي..
وبعد ترميم ضريح السيدة زينب وبعض المساجد الأثرية أصبحت مراكز لهم تقدم الخدمات للفقراء والأيتام في هذه الأحياء القديمة من القاهرة وهي الأحياء الفقيرة ومع هذه الخدمات تقدم الدعوة الشيعية.
وقد نشرت إحدى الصحف في مصر تحقيقاً صحفياً حول البهرة تضمن لقاء مع خادم مسجد الحاكم بأمر الله الذي عاصر البهرة منذ وصولهم وجاء في اللقاء "البهرة موجودون منذ أن عملت في المسجد وهم هنود وباكستانيون وجنسيات أخرى ولهم سلطان يأتي إلى القاهرة مرة أو مرتين وأحياناً ثلاثة كل عام ويدعي محمد برهان الدين ومن أول يوم جاءوا فيه ولهم منهج معين وكانوا يشترون المنازل أول سنوات قدومهم حول المسجد بالجمالية بأضعاف ثمنها مما ادفع العديد من السكان لبيعها".
"ويضيف علي الجيار – بائع متجول – إن هؤلاء القوم خطر فقد أصبحوا مصدر قوة في المنطقة والكل يعمل لهم حساباً حتى ونحن لا نعلم لغتهم وكلامهم".
البهرة في الخليج:
تسلل البهرة إلى دول الخليج لدرجة أن أصبح لهم مكاتب رسمية في الإمارات السبع التي تشكل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد اختاروا دبي لتكون رأس حربة لهم لأسباب كبيرة لعل أهمها طابع المدينة التجاري المنفتح – ومعظم البهرة من التجار – كذلك لا يمكن إغفال سيطرة الصوفية على الأوقاف في دبي وهو أمر معلوم للجميع.
كما أن التركيبة السكانية في الإمارات وضعف اللغة العربية والمعلومات الدينية الصحيحة لدى معظم الوافدين وخصوصاً من الجنسيات الآسيوية يجعل من البلد نقطة انطلاق مثالية للترويج لمذهبهم بين هؤلاء.
بين جلد أهل الباطل وتخاذل أهل الحق:
لا يمكن من خلال تقرير واحد مهما طال أن يحيط بكل شيء، ولكن اللافت للنظر هو جلد هؤلاء القوم واستماتتهم في نشر عقيدتهم الباطلة وتسخيرهم كل الإمكانات المالية للترويج لبدعتهم، فها هو زعيم البهرة على سبيل المثال يحمل سنوات عمره التي جاوزت الثانية والتعسين على ظهره ويطوف العالم بلا كلل نشرا لباطله وها هم قد أصبحوا ملء السمع والبصر كما يقال، فماذا فعل أهل السنة في مقابل ذلك؟ وأين أموال أثريائنا التي تتوجه غالباً إلى وجهات إن لم تكن خاطئة فهي في غير موضعها؟ وماذا فعلنا لإنقاذ هؤلاء الجهلة من عوام المسلمين الذين يتساقطون كالفراش في نار هؤلاء المبتدعة، يجب أن نفرق بين هؤلاء من حيث رتبتهم فأئمة الضلالة لديهم يعاملون بما يستحقون ولكن عوامهم واجبنا تجاههم التبيين والإعذار إلى الله.
إن تسطيح القضية إن بالمواجهة السافرة التي لا تفرق بين عالم وجاهل أو بالاطمئنان إلى خطاب التقية المضاد من الفصائل الباطنية المخدر لبعض علماء ووجهاء السنة لا يصحح عقيدة ولا ينشر حقا، ولقد آن الأوان لأهل السنة أن يدركوا أن معركتهم معركة وجود.. وجود لعقيدتهم ومذهبهم في المقام الأول وما لم نتحرك بسرعة لإصلاح الرتق الذي يتسع بفعل جلد أهل الباطل المتناغمة أدوارهم قد نفاجأ بتحول أهل السنة إلى أقليات في دول كثيرة كانوا يصولون فيها ويجولون.
فتاوى العلماء عن فرقة البهرة
الحكم الشرعي في فتاة شيعية يمنعها المأذون من عقد القران.
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة المكرمة الآنسة ف.ح.ع. وفقها الله لما فيه رضاه ويسر أمرها وأصلح شأنها آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد وصلني كتابك المتضمن الإفادة أنك فتاة تبلغين الثالثة والعشرين من العمر وأنك على مذهب الشيعة أتباع داود بهراوان ممثل مرجع الطائفة المذكورة المقيم في كينيا وأنه يمنع مأذون مدينة ممباساً من عقد قرانك ورغبتك في بيان الحكم الشرعي في ذلك.
والجواب: لا ريب أن الواجب على المسؤولين في جميع الطوائف المنتسبة للإسلام أن يلتزموا حكم الإسلام في جميع الأمور وأن يحذروا ما يخالف ذلك وقد علم من الشريعة الإسلامية أن الواجب على الأولياء تزويج مولياتهم إذا خطبهن الأكفاء لقول الله سبحانه: ﴿وأنْكِحوا الأيامَى منْكُم والصالحينَ مِنْ عِبادِكُمْ وإمائِكُمْ إنْ يكونوا فُقراء يُغنِهِمُ الله مِنْ فَضْلِهِ والله واسِعٌ﴾.
ولما روي عن النبي r أنه قال: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» خرجه الإمام الترمذي وغيره.
وبناء على ذلك فإذا زوجك الأقرب من أوليائك على أحد أكفائك فليس لممثل طائفة البهرة اعتراض عليك ويكون النكاح بذلك صحيحاً إذا توافرت شروطه وينبغي أن يكون ذلك بواسطة المحكمة الشرعية في ممباساً حتى لا يتأتى لممثل طائفة البهرة اعتراض على النكاح، وإذا صدر النكاح على الوجه المذكور فإن أولادك يكونون أولاداً شرعيين ليس لطائفة البهرة ولا غيرهم حق في إنكار ذلك. وإذا امتنع أقاربك من تزويجك على الكفء إرضاء لممثل طائفة البهرة فإن ولايتهم تبطل بذلك ويكون للقاضي الشرعي إجراء عقد القران لك على من خطبك من الأكفاء، لقول النبي r: «السلطان ولي من لا ولي له».
والقاضي هو نائب السلطان فيقوم مقامه في ذلك والولي العاضل، حكمه حكم المعدوم. هذا ونصيحتي لك ولأمثالك ترك الانتساب لمذهب البهرة أو غيره من مذاهب الشيعة لكونها مذاهب مخالفة للطريقة المحمدية الإسلامية من وجوه كثيرة فالواجب تركها والانتقال عنها إلى مذهب أهل السنة والجماعة السائرين على مقتضى الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة من أصحاب الرسول r وأتباعهم بإحسان، وأسأل الله أن يهدي هذه الطائفة وغيرها من الطوائف المنحرفة عن طريق الصواب، وأن يأخذ بأيديهم إلى طريق الحق، وأن يوفقنا وإياك وسائر المسلمين لما فيه النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فتاوى اللجنة الدائمة في طائفة البهرة لله
فتوى رقم 2289
بسم الله الرحمن الرحيم
س1: كبيرُ علماءِ بوهرة يصرُ على أنهُ يجبُ على أتباعهِ أن يقدموا له سجدةً كلما يزورونهُ. فهل وجد هذا العملُ في زمنِ رسولِ الله r أو الخلفاء الراشدين، وحديثاً نُشرت صورةٌ لرجلٍ بوهري يسجد لكبيرِ علماء بوهرة في جريدة – من – الباكستانية المعروفة الصادرة في 6/ 10/ 1977م ولاطلاعكم عليها نرفقُ لكم تلك الصورة؟
جـ1: السجودُ نوعٌ من أنواعِ العبادةِ التي أمر الله بها لنفسهِ خاصةً، وقربة من القربِ التي يجب أن يتوجه العبدُ بها إلى الله وحده، لعموم قولهِ تعالى: ﴿ولقدْ بَعَثْنا في كلِّ أُمّةٍ رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوتَ﴾ [النحل: 36]، وقولهُ: ﴿وما أرْسلْنا من قبلِكَ مِنْ رسولٍ إلاّ نوحي إليهِ أنّهُ لا إله إلاّ أنا فاعبدون﴾ [الأنبياء: 25]، ولقوله تعالى: ﴿ومِنْ آياتِهِ اللّيلُ والنّهارُ والشمسُ والقمرُ لا تسجُدوا للشمسِ ولا للقَمَرِ واسجُدوا لله الذي خَلَقَهُنَّ إنْ كُنتمْ إيّاهُ تَعبدون﴾ [فصلت: 37]، فنهى سبحانهُ عباده عن السجودِ للشمسِ والقمر، لكونهما آيتين مخلوقتين لله فـلا يستحقان السجود ولا غيره من أنواعِ العبادات.
وأمر تعالى بإفراده بالسجود لكونهِ خالقاً لهما ولغيرهما من سائرِ الموجودات، فلا يصحُ أن يُسجدَ لغيرهِ تعالى من المخلوقات عامة، ولقوله تعالى: ﴿أفَمِنْ هذا الحديثِ تَعجبون، وتضحكونَ ولا تبْكون، وأنتمْ سامدون، فاسجدوا لله واعبدوا﴾ [النجم: 59- 62] فأمر بالسجود له تعالى وحدهُ، ثم عم فأمر عباده أن يتوجهوا إليه وحدهُ بسائرِ أنواعِ العبادةِ دون سواه من المخلوقات، فإذا كان حالُ البوهرةِ كما ذُكر في السؤالِ فسجودهم لكبيرهم عبادةٌ وتأليهٌ له، واتخاذ له شريكاً مع الله أو إلهاً من دون الله. وأمره إياهم بذلك أو رضاه به يجعلهُ طاغوتاً يدعو إلى عبادةِ نفسه فكلا الفريقين التابع والمتبوع كافرٌ باللهِ خارجٌ بذلك عن ملةِ الإسلامِ والعياذُ بالله.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة (2/ 272 – 273)
فتاوى اللجنة الدائمة في طائفة البهرة لله
س2: جميعُ النساءِ يقبلن يدهُ ورجلهُ فهل يجوزُ في الإسلامِ لرجلٍ غيرِ محرمٍ للنساءِ أن يلمسن أيدي كبيرِ العلماءِ، وهذا العملُ ليس خاصاً بكبيرِ العلماءِ بل هو لكلِ فردٍ من أفرادِ أسرتهِ؟
جـ2: أولاً: ما ذُكر من تقبيلِ نساءِ البوهرةِ يد كبيرهم ورجلهِ وتقبيلهن يد كل فردٍ من أسرتهِ ورجلهِ لا يجوزُ ولم يُعرف ذلك مع النبي r ولا مع أحدٍ من الخلفاءِ الراشدين، وذلك لما فيه من الغلو في تعظيمِ المخلوقِ، وهو ذريعةٌ إلى الشركِ.
ثانياً: لا يجوزُ للرجلِ أن يصافحَ امرأةً أجنبيةً منهُ ولا أن يمسَ جسدها، لما في ذلك من الفتنةِ ولأنهُ ذريعةٌ إلى ما هو شرٌ منه من الزنا ووسائلِه، وقد ثبت عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنها قالت: «كان رسولُ الله r يمتحن من هاجرن إليه من المؤمنات بهذه الآية بقولِ اللهِ: ﴿يا أيها النبيُّ إذا جاءكَ المؤمناتُ يبايِعنك﴾ إلى قوله: ﴿غفور رحيم﴾ [الممتحنة: 12] قال عروةُ: قالت عائشةُ: «فمن أقر بهذا الشرطِ من المؤمنات قال لها رسولُ الله r: «قد بايعتك كلاماً، ولا والله ما مست يدهُ يدَ امرأةٍ قط في المبايعةِ، ما يبايعهن إلا بقوله: «قد بايعتك على ذلك» فإذا كان رسول الله r لم يبايع النساء مصافحةً بل يبايعهن كلاماً فقط مع وجود المقتضى للمصافحةِ ومع عصمتهِ وأمن الفتنة بالنسبةِ له فغيرهُ من أمته أولى بأنه يجتنب مصافحة النساء الأجنبيات منه بل يحرمُ عليهِ ذلك فضلاً عن تقبيل يدهِ ورجلهِ وأيدي أفردِ أسرتهِ وأرجلهم وقد صح عن النبي r أنه قال: «إني لا أصافحُ النساءِ» وقد قال الله عز وجل: ﴿لقدْ كانَ لكمْ في رسولِ الله أُسوةٌ حسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21].
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة (2/ 273 – 274)
المبحث الأول
موقف العلماء اليمنيين من القبورية الإسماعيلية
وجودهم المشكورة في مواجهتها
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: موقف العلماء اليمنيين من الإسماعيلية
لم يجمع علماء اليمن ومثقفوه وحكامه على ذم شيء من البدع الطارئة كإجماعهم على كفر وروق الطائفة الإسماعيلية الباطنية؛ مما حلمهم على التصريح بكفرها ونشر قبائحها، ومحاربتها بشتى الوسائل من القتال إلى الردود العلمية، ومما يوضح ذلك عبارات المؤرخين وثورات الفقهاء ومقاومة الأئمة والملوك لها حتى أزالوها، وقضوا على دولتها وكيانها، وإن كان مقتهم والتصريح بالتفكير في حق علي بن الفضل وصاحبه منصور اليمن أشهر وأظهر من مقت الصليحي، وما ذاك إلا لأن الصليحي كان أدهى من سابقيه ومستفيداً من أخطائهما، فتجنب إظهار الكثير مما أظهر الأولان من العقائد والأفعال الممقوتة، وكان بالرعية أرأف وألطف، وبذلك كسب شيئاً من التعاطف لشخصيته لا لنحلته، وكذلك الملكة الحرة والمعروفة عند العامة بـ "الملكة أروى" كانت ذات شخصية عظيمة وحنكة سياسية كبيرة، ثم كونها امرأة ظهرت بتلك القوة وذلك الدهاء في ذلك العصر، كل ذلك خفف من حدة المقت نحو الصلحيين كشخصيات.
أما مبادئهم وعقائدهم فكانت موضع اتفاق من سائر اليمنيين كلهم بمقتها وبذمها، حتى لقد نحتوا من اسم هذه الطائفة عبارة مختصرة فقالوا "السمعلة"، وجعلوها شعاراً للذم، والطعن فيمن تطلق عليه.
وهذه بعض عبارات المؤرخين يصفون دخول هذه النحلة إلى اليمن على يد علي ابن الفضل وصاحبه، ومن أوائل المؤرخين الذين أبدوا الموقف اليمني من هذه الطائفة العلامة ابن سمرة صاحب طبقات فقهاء اليمن، فقد قال: ("فصل" ثم لحق باليمن كله في آخر المائة الثالثة وأكثر المائة الرابعة فتنتان عظيمتان:
فتنة القرامطة: وقد عمت العراق والشام والحجاز، وإن اختلفت تأثيرها في البلدان فملك المخلاف اليمني علي بن الفضل – لعنه الله – وأظهر فيه ما هو منسوب إليه ومشهور عنه على منبر جامع الجند بقوله:
خذي الدف يا هذه والعبي وغني هزاريكِ ثم اطربي
فذكر القصيدة، ثم قال: (والشعر طويل، وكله تحليل محرمات الشرع والاستهانة به، فقتل أهل اليمن قتلاً ذريعاً قبل هذا، وملك الحصون والأموال العظيمة)([1]).
وبعد أن ساق الجندي تاريخ ابن الفضل ومنصور اليمن قال: (قال ابن جرير([2]): وكان عنوان كتاب ابن الفضل إلى أسعد: من باسط الأرض وداحيها ومزلزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده أسعد ابن أبي يعفر، وكفى بهذا الكلام دليلاً على كفره، فنسأل الله العصمة)([3]).
وقال الخزرجي في العسجد المسبوك بعد أن ذكر طرفاً من أخبار منصور وعلي ابن الفضل: (فلما صار علي بن الفضل في صنعاء أظهر مذهبه الخبيث ودينه المشؤوم، وارتكب محظورات الشرع، وادعى النبوة، وكان المؤذن يؤذن في مجلسه أشهد أن علي بن الفضل رسول الله، وأباح لأصحابه شرب الخمر ونكاح البنات وسائر المحرمات)([4])، وقد نقل ابن الديبع كلام الخزرجي بنصه دون أن يعزوه إليه، وهو إقرار له([5]).
وقال الأكوع في تعليقه على قرة العيون: (القرامطة فرقة من الباطنية، واحدها قِرْمِطي بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم بعدها طاء مهملة وياء النسبة، والقرمطة تقارب الشيء بعضه من بعض، يقال "خط مقرمط" إذا كان متقارب الحروف و"مشي مقرمط" أي متقارب الخطو، سمي به أبو سعيد الأشعب؛ لأنه كان قصيراً دميماً مجتمع الخلق أسمر كريهاً؛ فلذلك سمي قرمطياً. فنسبت إليه القرامطة لأتباعه، قال الإمام نشوان([6]): والقرمطة عند أهل اليمن عبارة عن الزندقة، وصاحبها عندهم قرمطي، وجمعه قرامط، وقرامطة.
قلت: وهي منظمة سرية خطيرة، تكونت من جماعة فارسية من المجوس، اندست بين المسلمين متظاهرين بالدين والورع، وهدفها تقويض دعائم الإسلام وإعادة السيادة الفارسية، ثم اتخذت التشيع لها شعاراً لما أعجزتها الحيل. وكان منشؤها بفارس ولها خلايا بكل مكان، ثم امتدت جذورها إلى العراق وكرَ التشيع، وأصبح مركزاً هاماً لبث دعوتهم في ظل البكاء والعويل على ما نال أهل البيت من التشريد والتنكيل، وألفوا قلوباً حانية على هذا المبدأ الذي استهوى بريقه ضعفة النفوس والسذج من الناس، واعتنقه البعض عن طيب خاطر وسماحة نفس بدون مناقشات للغايات والأهداف، والبعض اعتنقه طمعاً في الوصول إلى المناصب والجاه والمال، واستفحل أمر هذه العصابة، وعمَّ خطرها، وتطاير شررها، وقُوضت ممالك، وكانت فتنة صماء، جرّت على الإسلام والمسلمين ويلات وحروب لا ينادي وليدها، ونال منها اليمن شرارة انطفأت بعد حين([7]).
ويقول نشوان بن سعيد، وهو من علماء ومؤرخي الزيدية: (وسار علي بن الفضل الخنفري إلى أرض يافع، فاشتدت وطأته باليمن، واستولى على أكثر مخاليفه، وأعلن بالكفر، وأحل جميع المحرمات، وخرب المساجد، وكان يدّعي أنه نبي)، ثم ذكر بعض تلك الأبيات، ثم قال: (وابن الفضل أول من سنّ القرمطة في اليمن، والقرمطة عند أهل اليمن عبارة عن الزندقة، وصاحبها عندهم قرمطي، فجمعه قرامطة)([8]).
زعيمُ البهرةِ محمدُ برهان الدين
زعيمُ فرقةِ الإسماعيليةِ البهرةِ ملاجي محمد برهان الدين هو الزعيمُ الثاني والخمسون، وقد استلم زمامَ ألزعامةِ بعد وفاةِ الزعيم الحادي والخمسين طاهر سيف الدين، وهذا الزعيمُ يعدُ من أغنياءِ العالمِ بما يحلبهُ من أتباعهِ.
فكيف يجني محمد برهان الدين الملايين منهم؟؟؟
مصادر الدخلِ عند داعي البهرةِ محمد برهان الدين:
يقولُ أحد الحصين صاحب الكتاب الآنف (1/ 375): "مصادرُ دخل داعي البهرةِ الدكتور محمد برهان الدين الذي أصبح الداعي رقم (52) في سلسلة الدعاة الإسماعيلية الطيبية يبلغ دخلهُ السنوي (120) مليون روبية في السنة. وكلُ فردٍ من أفراد عائلتهِ يتقاضى (8000) روبية شهرياً. وتتكون عائلتهُ من (188) فرداً غير السيارات والمساكنِ الحديثةِ المكيفةِ.
ولكن كيف يحصلُ على هذه المبالغِ الطائلةِ وما هي مصادرُ دخلهِ؟
يقولُ عبدُالله الراشد: "تسنُ الحكومةُ البُهريةِ ضرائب إجبارية على أفراد الطائفة في حين أنها تدعي أنها تطوعية وقد اشترى عدةَ فنادق من هذه الضرائبِ التي يفرضها على أفراد طائفتهِ، واشترى أيضاً مشروع المياه الغازيةِ – الكوكا كولا – في بمومباي.
وبجانبِ ذلك فإنه عندما تقومُ العائلةُ المالكةُ بإنجازِ مشروعٍ أو أي عمل فالتبرعاتُ تصبحُ واجبةً على أفراد الطائفة، فعندما اشترت العائلةُ الحاكمةُ فندق – سندز هاوس – في بومباي فرض الداعي على كل فردٍ من أتباعه صغيراً كان أم كبيراً أن يدفعَ 10 روبيات لتغطيةِ النفقات.
ويتاجرُ مع أفرادِ عائلتهِ بالذهبِ الذي يهربونهُ من أفريقيا وسيلان حيثُ استطاعوا تهريب ملايين المجوهرات والأحجار الكريمة.
وعندما ينمو الطفلُ ويكبرُ يفرضُ على أهلهِ أن يذهبوا به إلى أحدِ أتباعهِ ممن يحملون لقب شيخ ليعمل له تعويذةً – حجاب – ويعلمهُ كلمةَ الشهادتين مقابل ضريبة معلومة.
والذي يريدُ أن يحوزَ رضى الداعي عليه أن يدفعَ الكثير حتى كلمة "بسم الله الرحمن الرحيم" من الداعي تكلفهم ما بين 500 – 50000 روبية كل حسب طاقته. كل ألف روبية تساوي حوالي 35 ديناراً كويتياً.
ومكتبُ ضريبةِ الدخلِ التابعِ للداعي متيقظٌ ويعرفُ بالضبطِ مكسب كل فردٍ طيلة أيامِ السنة حتى يستطيع جمع الضرائب منهم بدقة. ويجبُ على كل فردٍ من أفرادِ الطائفةِ أن يشتري تذكرةً خاصةً بصلاة العيدِ يصدرها مكتبُ الداعي وتختلفُ قيمتها في الصف الأولِ عن قيمتها في الصف الأخير، فالتذكرةُ في الصفِ الأولِ خلف الملاجي الدكتور محمد برهان الدين تكلفُهُ 1000 روبية، و800 روبية في الصف الثاني، و600 روبية في الصف الثالث. وكلما ابتعد عن الملاجي كلما خف الحمل على جيبه، وفي الصف الأخير يتراوح ثمن التذكرةِ ما بين 5 بيزات إلى 100 روبية، وجثةُ الميتِ منهم لا تدفن إلا بعد أن يدفع أقاربُ الميتِ ضريبةً مقابل ذلك لمكتب الداعي، وبعدها يصدرُ الداعي صكَ غفرانٍ يسمى روكو شيتي لذلك الميتِ ويدفنُ معه في القبرِ!!!
وهذه الصكوكُ ثلاثة أنواع:
فأقاربُ ألمتوفى الذين يدفعون أكثر من خمسين ألف روبية يحصلون على صك غفران أو شقة من الدرجة الأولى في الجنة، أما من يدفع أقل من خمسين ألف روبية فيحصل على صك غفران أو شقة من الدرجة الثانية، والذين يدفعون أقل من ألف روبية يأخذون صك غفران أو شقة من الدرجة الثالثة.
ولقب "الشيخ" يشترى بمبلغ 52 ألف روبية، أما لقبُ "الملا" فيشترى بعشرة آلاف روبية فقط.
ومن الأمور الغريبة أن كل مولودٍ يولدُ على ذويه أن يحملوه للداعي أو نائبه كي يباركهُ ويسميه، بمعنى أن أي فردٍ من أفرادِ الطائفة لا يملكُ أن يتسمى بما يشاء من الأسماء بل الداعي هو الذي يختارُ له الاسم لا والديه، وبالطبع لا بد من الدفعِ في مثل هذه الحالة.
ومن العجيب أنه باع كثيراً من المساجد التي ارتفعت أثمانُ الأرضِ بجوارها حتى المقابر لم تسلم من أذى الداعي فقد باع مقبرةً كبيرةً في بلدةِ "برهان يو" بأغلى الأثمان بعد أن قسمها إلى قسائم.
ولكن أين تذهبُ كل هذه الأموال؟
إنه يدخرُ قسماً منها في البنوك السويسرية. وينفق الآخر في بناء قبورِ أعوانهَ المقربين وقبورِ آل البيت، في حين أن الأحياءَ من أبناءِ طائفته بحاجةٍ ماسةٍ للمساعدة ا.هـ.
ولزعيم البهرةِ مراكزٌ في دولِ الخليج وفي كل دولةٍ ممثلٌ بهري يمثلُ الداعي محمد برهان الدين، ويجعلُ في كل بدلٍ يعيش فيها جماعةُ البهرةِ رجلٌ من رجالِ الدين بشرط أن يكونَ متخرجاً من الجامعة "السيفية"، ويطلقون عليه "عامل" ليقوم بجمع "الخمس" من كل فردٍ من أفراد طائفتهم، ولو تأخر الدفعُ فإنه يُطردُ من الطائفة، ويفرضُ عليه الحرمان.
القسوةُ في التعامل مع أتباع الطائفة:
زعيمُ البهرةِ محمد برهان الدين يعاملُ أفرادَ طائفته كما يعاملُ السيد عبيدهُ، قال أحمد الحصين في كتاب "ماذا تعرف عن: .... "(1/ 366):" فما أن يبلغ أي فرد من أفرادِ الطائفة الرابعة عشرة من عمرهِ حتى يصبح خادماً طيعاً للداعي... ومع أن الحياة الاجتماعية والاقتصاديةَ قد تطورت وتغيرت في كثير من البلدان خلال المئة عام المنصرمة... إلا أن الداعي ما زال يمارسُ عملية ابتزاز بشعة لأفراد طائفته". ا.هـ.
وقد حصلت قصةٌ تبين مدى القسوة البالغة التي يعامل بها هذا الزعيم أتباعه.
قال الحصين في الكتابِ الآنف (1/ 367): "ففي تاريخ 11/ 10/ 1977م توفيت سيدة عمرها 65 عاماً تدعى "سوجرابي" في مدينة جمناجر بولاية جوجارت، ولم يسمح لأقاربها بدفنها، لأن زوجها أكبر علي سليمان جي مكاتي والبالغ من العمر 73 عاماً قد شارك في مؤتمر للمصلحين قبل خمسة وعشرين عاماً، مع أنه قدم الكثير من الاعتذارات إلا أن شبح "البارات" لا يزال يطارد باقي أفراد عائلته.
وبعد تدخل عضوتي البرلمان المركزي في دلهي في الأمر وافق الداعي محمد برهان الدين على دفن الجثة بعد تفنها على ألا يحضر الجنازة كل من زوجها وأولادها، أو أي فرد من أقارب المتوفاة، وعلى أن تدفن دون أن تقام عليها صلاة الجنازة، وأن تدفن من غير كفن، ولم يستطع أي فرد أن يحتجَ أو يعارضَ أو يجادلَ في هذا الشأن" .ا.هـ.
ومن زندقته أنه يرغمُ أتباعهُ على السجودِ له، جاء في نشرةٍ بلغةِ الأردو تسمى "غلامانة روش" والصادرة بتاريخ 6/ 10/ 1977م: "ومما يؤيدُ إصراره على سجود طائفته له، بالإضافة إلى الصورةِ المرفقةِ بالمقال تلك المرثية التي رثى بها والدهُ طاهر سيف الدين حيث قال:
سجدت له دأباً وأسجدُ دائما لدى قبرهِ مستمتعاً للرغائبِ
لدى قبرهِ أسجدُ ثم بلغ إلى أبي سلام ابن في زرئه أي ناصب
وكذلك يفرضُ على النساءِ أن يقبلن يديه ورجليه لدى مقابلته. ويعتبرُ نفسه أنه المالكُ المطلقُ لكل ممتلكاتِ طائفته الماديةِ والمعنوية، وكلُ خارجٍ على إرادتهِ أو مناهض لأفكاره وشعائرهِ فإنه يفرضُ عليه مقاطعةً جماعية. وأي واحدٍ من البهرةِ يخرجُ عن عقيدتهم يقتلُ، ففي سنة 986هـ قُتل على يدهم جمالُ الدين محمدُ طاهر الصديقي الهندي الفتني حين تاب إلى اللهِ ورجع عن عقائدهم الشيطانية.
تراب الزعيم بركة.. والصلاة لها طقوسها الخاصة
مستعمرة البهرة في قلب القاهرة
تحقيق – سامي كمال الدين – الأهرام
يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا لكم نوراً مبيناً هل هناك علاقة بين هذه الآية المعلقة في إطار جميل في سوبر ماركت بجوار جامع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يملكه رجل باكستاني ينتمي إلى طائفة البهرة، ويتحدث اللغة العربية، وبين محمد برهان الدين المسؤول عن البهرة في العالم الذي قال لي رجل يعمل أمام المسجد إنه لم أتي إلى مصر يحمل على خشب، وإن لامس طرف ثوبه الأرض فإن البهرة يجمعون هذا التراب ويلقونه على أجسادهم تبركاً به.
البهرة ينتمون إلى دول عدة كالهند وباكستان وإيران، وجاءوا إلى القاهرة عام 1979 بهدف ترميم بعض المساجد الفاطمية، وقد وافق الرئيس الراحل أنور السادات على وجودهم، بل افتتح ترميم مسجد الحاكم بأمر بالله معهم عام 1980 ويدعي البهرة أنهم أحفاد الفاطميين وأن هدفهم البحث عن رفاة أجدادهم، وكلمة بهرة أطلقت عليهم نتيجة العلاقات التجارية التي تربط الهنود والشيعة بمصر واليمن وهم ينتمون إلى طائفة الإسماعيلية التي تنتسب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق وتعتبر الإمامة من نسله، ولا يعترفون بالإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق، وهو الإمام الصادق عند الشيعة الإمامية.
والشيعة الإسماعيلية قسمان: المتستعلة وهم البهرة، والنزارية وهم الأغاخانية.. وأحد هذا الانقسام المستنصر بالله الفاطمي عام 487هـ.
القصة غريبة طبعاً ولا تستعجبها بل تعالى معنا لنرى الحكاية التي قالت لنا إن الخليفة المستنصر كان له عدة أولاد منهم نزار ومحمد وعبدالله وإسماعيل وحيدرة وأحمد، وكما هي العادة فقد كان وزير المستنصر بدر الجمالي – الذي هدم أبواب القاهرة – يسير أمور الدولة التي نقلها إلى ولده الأفضل من بعده، وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، والغريب أن الأفضل وأباه بدر كانا ينتميان إلى مذهب يختلف عن مذهب الدولة الفاطمية وهو الإمامية.
الموضوع شائك وغريب، والدخول في تفاصيله متعب، ففور دخولك إلى جامع المعز سوف تجد نوعين من الأسراب، سرب محلق في السماء يطير بحرية وانطلاق، وهو الحمام الآمن في المسجد، وسرب من البهرة كلما تحركت في المسجد وجدتم يعيشون آمنين في شقق ملتصقة بالمسجد وأبوابها تفتح على صحنه، ستجدهم في حالهم يمارسون طقوسهم دون السماح لأحد بالتدخل فيها، لذا فإنهم يخشون الصحافة ويرفضون الحديث مع أحد، ولا يتزاوجون إلا من بعضهم البعض، فالرجل لا يتزوج إلا من البهرة، وهي كذلك، حتى ملبسهم يختلف عن الملابس العادية.
التقيت بأحدهم – صاحب مكتبة – وألقيت عليه السلام، فرفض أن يرد علي، ولما رحت أقترب منه أمام ورشة حدادة، أشار بيده إلى رجل يدعى حسن السبكي صاحب الورشة، فقلت له: يبدو أن الرجل يجهل العربية، فأجاب ببساطة وتلقائية: إنهم يخشون إقامة علاقات مع أحد، وأضاف السبكي: علاقات البهرة بالناس طيبة، وأبناؤهم يدرسون في الأزهر، ويقومون بترميم كل المساجد الفاطمية في مصر، ويهتمون بها ويسهمون في إدارتها.
يردد الناس أشياء غريبة عن البهرة وأفكارهم التي تصل إلى حد الخرافات منها أن هذه البئر الموجودة بوسط المسجد بئر مقدسة وأن الماء الذي يخرج منها مقدس تكفي جرعة واحدة منه لشفاء جميع الأمراض، وقد استخدمت هذه الخرافات بطريقة سلبية حين روجوا أن البهرة سيغتالون السادات أثناء افتتاح المسجد وأن البئر ليس بها ماء مقدس، لكن أسلحة وقنابل ومتفجرات، ووسط ترتيبات أمنية عالية افتتح السادات المسجد دون حدوث أي مشكلة، والبهرة يفرشون المسجد في كل يوم خميس من كل أسبوع مثل يوم الجمعة عند الناس.. بل إن هناك من سارع بالقول بأن البهرة لا يقرأون القرآن ولا يعتبرنه دستورهم، وهذا قول خاطئ بالفعل.
ونساءهم يقفن وراءهم يولون بشكل غريب وما داموا ينتمون إلى الفرق الإسماعيلية فهم بطبيعة الأمر يؤمنون بأن الرسالة والخلافة حق لعلي بن أبي طالب، بل تأليف سور من القرآن يدعون فيها فضل علي بن أبي طالب، وبالتالي يحولون صلواتهم إلى مآتم للبكاء علي علي والغلو الشديد في تقديسه.
أما يوم عاشوراء يوم الصوم والبهجة للمسلمين فيحوله البهرة إلى سواد حيث يرتدون الحداد الأسود، ويضربون صدورهم ويجرحون أنفسهم تعبيراً عن الأسى لمقتل الإمام الحسين، بل يستنكرون رمي الجمرات في الحج.
في المسجد رفض العديد منهم الحديث إلى الصحافة، أما العامل المشرف على المسجد فقال: ما الذي تريدونه من البهرة؟ إنهم أناس طيبون، ولا يفعلون شيئاً يغضب الله.
عامل آخر في المسجد يدعى محمود علي قال: منهم من يسكن في المسجد، ومنهم من يسكن خارجه، وبخلاف السائد عنهم فإنهم يصلون في أي مسجد، وبعد الآذان العادي، ويتحدثون اللغة العربية.
منازل البهرة ثلاثة أدوار داخل المسجد، دور أرضي به أربع دورات مياه عادية، أما الشقق فهي منظمة ومرتبة ترتيباً جيداً.
شيخ من البهرة داخل جامع الأنوار.
خرجت من جامع المعز لدين الله الفاطمي الذي يرجه إنشاؤه إلى عام 380 هـ، حيث بدأ الخليفة العزيز بالله في بنائه وأتمه الخليفة الحاكم بأمر الله عام 403هـ، وأعطيت ظهري لبوابة الفتوح، وسألت التجار الذين يبيعون ويشترون أمام المسجد، فقال لي أحدهم: طقوسهم غريبة وصلاتهم أغرب منهم، يضربون صدورهم بقبضات أيديهم ولا نعرف السر في ذلك، ثم إنهم لا يصلون معنا، بل يصلون لحالهم، أما عن علاقاتهم بالناس فلا دخل لهم بأحد.
أما أحمد محمد علي، ورمضان محمد محمود، وفرج محمود، وسيد حسين، وهم يعملون في تجارة البصل أمام المسجد، فقد أجمعوا على أن البهرة يتعاملون ببساطة وتلقائية في البيع والشراء، وطبيعتهم في الكلام صعبة، وقال أحمد: في صلاتهم يقبلون أرض القبلة وهم ساجدون، ويقبلون الجدران، كما أن صلاتهم سريعة جداً، ولا نعرف كم فرضاً يصلون، ويمارسون طقوساً غريبة في صلاة الفجر، ودائماً يذهبون إلى الحسين والسيدة زينب، وهناك شخص كبير في السن يأتي في مولد كبير يحملونه ويقبلونه في كل جسمه، وإذا لامس جزء من جسده أو ثوبه الأرض فإنهم يلمون التراب ويضعونه على أجسادهم، ويقولون إنها البركة.
كما أن هناك مكاناً دائرياً وسط المسجد يتوضؤون منه ويقولون إنه ماء طاهر ومقدس، لأن جدهم مدفون أسفله، والماء يأتي من مجرى عميق، ويتوضؤون وضوءاً تاماً منه. وهو في الشتاء مياه ساخنة، وفي الصيف باردة عن طريق التحكم الكهربائي.
ويقول رمضان محمد: إذا ذهبنا مع البهرة لحمل حاجياتهم أو الاهتمام بشؤونهم المنزلية، فإنهم يراضوننا بفلوس كثيرة، ولهم فنادق كبيرة ومشروعات عديدة، ومنهم من يملك بيوتاً في الضاهر، وهناك الشيخ نجم وبابا عبده، ويعملان في مصنع للفطائر والكيك، ونحن نتعامل معهم على أنه سائحون.
الرجل الذي وجدت عنده الآية الكريمة يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا لكم نوراً مبيناً، قال: إنه درس الكيمياء ولا يعلم عن أمور الدين إلا أبسطها، وغير مسموح أن يتحدث في أمور الدين مع أحد، وقال: لكنك لو حضرت بعد شهر فسوف أحضر لك معلومات عن الطائفة من الهند.
وعندما سألته عن سر كلمة غير مسموح تركني وعاد صامتاً إلى أعماله وكأنه لا يسمعني.
الشيء اللافت للنظر عند بوابتي الفتوح والنصر في باب الشعرية، أن الناس يتعاملون مع البهرة بسماحة غريبة، رغم أنهم يعرفون طقوسهم ولا نعرف هل هو مبدأ البحث عن لقمة العيش، أم أن الشعب المصري – وهذا الأقرب للحقيقة – شعب يتعامل مع كل الديانات والطوائف ويتقبلها!
بسم الله الرحمن الرحيم
البهرة (الإسماعيلية المستعلبة)
(تكتب بالأردبة كلمة بوهرة التي معناها "التاجر" هكذا "بوهرة")
فرقة من الشيعة الإسماعيلية الفاطمية، وقد أطلق عليهم اسم البهرة تمييز الهم عن الإسماعيلية النزارية الآغاخانية. فبعد انقسام الإسماعيلية الفاطمية إلى مستعملية: وهم المؤيدون لإمامة أبي القاسم أحمد بن المستنصر بالله، ونزارية: وهم المؤيدون لإمامة نزار أخيه الأكبر والمستحق للإمام (انظر: الآغاخانية في كتاب الفرق المعاصرة إعداد ندوة الشباب، بالرياض)، صارت القاهرة مركزاً للمتسعلية، بينما صارت شمال إيران قاعدة للمزارية، وبعد وفاة المستعلى سنة 295هـ تولى بعده ابنه الآمر بأحكام الله الذي بقي في الإمامة نحو ثلاثين سنة وقتله النزارية سنة 523هـ وقيل: إن الآمر دخل كهف الستر والغيبة فتسلم الإمامة من بعده أربعة وكلاء هم على التوالي: الحافظ لدين الله ابن الآمر، والظافر بأمر الله ابن الحافظ، والفائز بنصر الله ابن الظافر والعاضد لدين الله الذي كان آخر أئمة الفاطمية واستمرت تحت اسم البهرة (وهي كلمة هندية معناها التاجر). وكانت هذه الفرقة قد انتقلت إلى اليمن بعد اغتيال الأمر ابن المستعلى بأيدي النزارية، وكانوا يقومون بالتجارة بين اليمن والهند، فقاموا ببث الدعوة بين الهندوس وخاصة في جنوبي بومباي حيث انتقلت الدعوة إلى هناك، لكنها انقسمت إلى فرقتين: البهرة السليمانية، والبهرية الداوودية، ولهم الآن في الهند ما يزيد على مائة مسجد أفخمها مسجد بومباي المعروف بغرة المساجد، ولهم تكايا منظمة في جميع البلاد التي يقصدونها إما للحج وإما للزيارة. وقد أطلقوا على مشرفيهم الدينيين في مختلف بلاد العالم وحيثما كان لهم أتباع اسم العامل.
وهم يسوقون الإمامة في ولد إسماعيل بن جعفر الصادق حتى ينتهوا إلى شخص يقولون: إنه المهدي المنتظر وأنه غائب، أما الذي يطلقون عليه اسم سلطان البهرة فيبدو أنه من قبيل النائب عن الإمام الغائب.
البوهرة في الهند: بوهرة فرقة من الروافض الباطنية يعتقدون كاعتقاد الشيعة الباطنية الإسماعيلية.
مراكزهم في العالم: يتمركزون في أفريقيا الجنوبية أصولهم من ولاية غجرات، وبريطانيا وفي بعض مدن الهند ومن أهم هذه المدن ممبالي حيث يوجدون بالكثرة كما يوجد لهم هناك معابد كثيرة ونشاطات رهيبة وتجارات قوية كما يتواجدون بالكثرة في ولاية غجرات في مدينة أحمد آباد عاصمة الولاية بالذات، وكذلك لهم محلات تجارية كثيرة في هذه المدينة وبعض مدن الولاية وهم المسيطرون على كثير من بلدان الأوربا والأفريقية، وميدنة لكناؤوبتنه عاصمة ولاية بيهار وغيرها.
نفوذهم السياسي: ولهم علاقات قوية مع أغلب الأحزاب السياسية خاصة بالحزب الحاكم في الولايات والمركز لأنهم يستفيدون من هذه العلاقات في التجارة والطقوس الدينية وإقامة المراكز الدينية والتجارية كما لهم رجال كبار في الدولة في عديد من الميادين الحكومية والتعليمية وغيرها مثل رئيس المجلس الأعلى للقضاء في المحكمة العليا (جيف جستس الأحمدي).
القائد الأعلى لبوهرة: د/ سيدنا برهان الدين فهم لهم يسمون القائد إلا مع سيدنا ويعتقدون فيه اعتقادات عجيبة وينتقلون لأوامره في صغير وكبير وهذه الفرقة تغلو في قائدها وتعتقد فيه اعتقادات فاسدة وتعظمه تعظيماً ما أنزل الله به من سلطان وقد تسجد له في بعض الطقوس الدينية لها.
ولهم أعياد يجتمع فيها الرجال والنساء معاً، وكذلك في المعابد في أوقات العبادة ولهم معابد كثيرة وفخمة في المدن المذكورة.
وهم لا يعملون عملاً إلا بأمر قائدهم ولا يعصونه في حال من الأحوال.
يساعدون أفراد جماعتهم في شؤون التعليم والتدريس والزواج والبيع والشراء وهم متحدون فيما بينهم حتى يتظاهرون بقوتهم الموحدة سياسياً وعالياً وفعلاً هم متفقون ومتحدون فيما بينهم أشد من السيخ المعروفين التماسك فيما بينهم والتجارة فهم يشبهون أيضاً مع السيخ في التعامل حيث أن فرداً من عامتهم وخواصهم لا يستطيع أن يتسول في حال من الأحوال، فإن لهم نظام مالي قوي للنوازل والإغاثة والدعوة ودعم المراكز والأفراد والجماعات حسب مخططاتهم وسياساتهم الدعوية والسياسية.
الملحوظة: هذه نبذة مختصرة عن البوهرة وإن شاء الله نوافيكم بالمعلومات الكافية.
أخوكم في الله
أصغر علي إمام مهدي السلفي
([1]) طبقات فقهاء اليمن ص (75 – 76).
([2]) ابن جرير هو: إسحاق بن يحيى بن جرير الطبري الصنعاني، توفي سنة (450 هـ) صاحب تاريخ صنعاء، وقد قال الأكوع في تعليقه على السوك (1/ 210): أنه لم يعثر على هذه الرسالة فيما لديه من تاريخ ابن جرير، وأنا كذلك لم أعثر عليها في النسخة المطبوعة غير أن ابن جرير كان لا يذكر ابن الفضل إلا وقال (لعنه الله).
([3]) السلوك (1/ 210).
([4]) العسجد ص (39).
([5]) قرة العيون ص (142).
([6]) نشوان بن سعيد الحميري، توفي سنة (573هـ). انظر: الأعلام (8/ 20)، ومقدمة الحور العين لنشوان الحميري ص (16 – 25) تحقيق كمال مصطفى طبع دار آزال بيروت، والمكتبة اليمنية صنعاء الطبعة الثانية (1985م) والسلوك (1/ 992).
([7]) قرة العيون تعليقاً ص (122 – 123).
([8]) الحور العين ص (253- 254).