يرفض الاستثمار الطائفي للكتاب
الإبراهيم: كتاب الحراك الشيعي تحرى الموضوعية
أكد الكاتب د. بدر الإبراهيم أن كتاب «الحراك الشيعي في السعودية» ليس فقط رصداً تاريخياً للوضع الشيعي بين عامي ١٩٧٩ و٢٠١١، وإنما بحث علمي يتحرى الموضوعية ويقدم رؤية وخلاصات تستند إلى نظرية تسييس المذهب ومذهبة السياسة التي اعتمدها الكتاب وبنى عليها تصوره.
جاء ذلك في ندوة ألقاها الإبراهيم في ملتقى تواصل بالرياض على هامش معرض الكتاب هناك، وقال إن الكتاب الذي اشترك في تأليفه مع الكاتب محمد الصادق يعتبر «مذهبة السياسة» من قبل الدولة باتخاذها الهوية الوهابية السلفية أصل المشكلة الطائفية، حيث إن هذه الهوية ملأت الذاكرة الجماعية بالجراح وهي هوية طاردة ومنفرة للمكونات الأخرى.
وذكر الإبراهيم أن الدولة لم تتمكن من إيجاد هوية جامعة لأنها اختارت هوية ضيقة تقدم رواية تاريخية يختلف الناس عليها وينزعجون منها، ولأنها لم تستوعب المواطنين في مؤسسات حديثة، وبقيت الحالة الأبوية الريعية مسيطرة وتم تقديمها كبديل للمواطنة التعاقدية.
وشرح الإبراهيم فكرة «تسييس المذهب» وتحدث عن كونها ردة فعل لمذهبة السياسة من قبل الدولة وإيجاد فضاء يسمح بتسييس الهويات الفرعية المذهبية والمناطقية والقبلية، وأن تسييس المذهب حصل بالتقاط سمة المظلومية الخاصة في الهوية الشيعية المرتبطة بالمظلومية التاريخية لأهل البيت
والعمل على إعادة برمجة الذاكرة الجماعية للناس في هذا الإطار، وهو ما قاد بحسب الإبراهيم إلى استمرار الأزمة الطائفية وإنتاج ما اعتبره طائفية خشنة وأخرى ناعمة تقوم على تسييس الانتماء المذهبي وتعريف الذات مذهبياً في المجال العام.
ووضح الإبراهيم أن الحل يكمن في إيجاد كتلة وطنية، وأن التبرير لتسييس المذهب بعدم وجود خيار بديل غير دقيق بالنظر إلى التجربة التاريخية للحركات القومية واليسارية في الخمسينات والستينات، وأن المشكلة لا تقتصر على الحالة الشيعية، حيث إن الحالة السنية تزيد من المشكلة لكونها تسيس المذهب أيضاً وتعاني من قصور في مخاطبة الشيعة ودمجهم وطنياً، وقد فصّل الكتاب في هذا الأمر.
وقدم مؤلف الكتاب مجموعة من الملاحظات حول جمع المعلومات والسرد التاريخي في الكتاب، حيث أكد أنه والصادق جمعا المعلومات من أدبيات الحركات الشيعية وكتبها ومن الفاعلين الرئيسيين في هذه الحركات الذين صنعوا الأحداث أو عايشوها، وأنه احترم رغبة من طلبوا عدم ذكر أسمائهم وراعى حساسيتهم.
وفي ختام الندوة شدد الإبراهيم على أن الكتاب ليس حالة عدائية مع أي طرف داخل الوسط الشيعي، وأنه سرد تاريخي ينشد الموضوعية، وأن الكتاب ليس «نشر غسيل» ولكنه تشريح تاريخي نحتاجه للخروج من الأزمة الطائفية.
وأكد أن الكتاب يحاول الخروج من ثنائية الدفاع/الهجوم التي يعتمدها كثيرون في مقاربة الشأن الشيعي السعودي، وأن الاستثمار الطائفي للكتاب مرفوض ومفضوح لأن الكتاب في جوهره ينقد أصلاً المعسكرات الطائفية ويرفضها ويدعو للخروج من الأجواء الطائفية تماماً، ودعا الكاتب من يعترض على رواية الكتاب التاريخية أن يقدم روايته للتاريخ ويثري النقاش في الموضوع.
يذكر أن كتاب «الحراك الشيعي في السعودية» كان ثاني الكتب مبيعاً في معرض الرياض الدولي للكتاب حيث بيع منه ما يقارب ٣٧٢٨ نسخة.
حسن جميعان - شبكة راصد الإخبارية
24 / 3 / 2013م - 9:29 م.