اعتدنا من حكام إيران ملالي طهران وقم توجيه أنظار الشعوب الإيرانية إلى خارج الحدود كلما تفاقمت المشاكل التي تحاصر النظام في الداخل، الآن يواجه نظام الملالي مشاكل شتى أخطرها الصراع بين أركان النظام أنفسهم، فالذين يدينون بالولاء والطاعة لولي الفقيه علي خامئني والذين ينفذون ما يصدر إليهم من تعليمات من مكتب ما يسمى بمرشد الثورة ومستشاريه.
أما الفئة الأخرى من نفس النظام والتي تنتهج نفس أيدلوجيات الحكم من حيث فرض الاستبداد والتسلط والحكم المعتمد على التخلف الغيبي وهم الذين يقودهم رئيس الجمهورية أحمدي نجاد الذي وإن لم يجرؤ على مهاجمة ولي الفقيه شخصياً، إلا أنه يهاجم ويصطدم بشدة مع رموزه الذين يعرف كل من في إيران وخارجها أنهم ممثلون لعلي خامنئي كرئيس مجلس الشورى علي لارجاني وشقيقه رئيس مجلس القضاء الأعلى وأصحاب العمائم الذين فرضوا حتى على أحمدي نجاد نفسه كوزير المخابرات. نتيجة هذا الصراع الشرس الذي انشغل فيها أركان الحكم فانحدر الوضع في إيران في كل مناحي الحياة وإدارة الحكم، فتدمرت العلاقات السياسية مع الخارج وعزلت إيران إلا من بعض أنظمة من نفس شاكلتها ودمر الوضع الاقتصادي حيث أصبح المواطن الإيراني يعاني ولا يكفي حاجاته حتى أن كثيراً من الأسر الإيرانية لا تجد حاجتها في اللحوم والدجاج التي أخذت تكتفي بوجبة واحدة في الأسبوع إن وجدت في بلد يعد ثالث بلد مصدر للبترول ويجني من أموال التصدير المليارات، هذه الأوضاع البالغة السوء انعكست على الداخل وبدأت بوادر الثورة والتمرد تظهر على السطح حيث يتوقع العديد من متابعي الوضع في إيران أن تهب ثورة شعبية تقتلع نظام الملالي الحاكم، ولمواجهة هذا المصير وكما اعتدنا من النظام أخذت الأجهزة والمكاتب المرتبطة بمرشد الثورة تسير مظاهرات وتجمهرات أمام السفارات العربية وخاصة سفارات دول الخليج العربي، ورصد في هذا السياق التجمهر أمام سفارة المملكة العربية السعودية وقيام سلطات إيران بتغير اسم الشارع الذي تقع عليه السفارة إلى مسمى (شارع شهداء البحرين). محاولات نظام الملالي تحويل أنظار الشعوب الإيرانية إلى خارج البلاد لقطع الطريق على الثورة الإيرانية القادمة التي تشير كل الدلائل إلى قرب اندلاعها بعد أن توفرت كل المقومات التي تدفع الشعوب الإيرانية إلى الثورة ولن ينفع تسيير التظاهرات أمام السفارات وتغيير مسمى الشوارع لقطع الطريق على الثوار، لأن الشعوب التي ترفض الظلم والاستبداد لن ترضخ طويلاً.
جاسر عبد العزيز الجاسر الثلائاء 5 فبراير 2013
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video