إن العلاقة المتميزة بين الروافض واليهود متجذرة في التاريخ، وكانت أضر ما يكون على المسلمين، ويكفي أن أشد الفتن التي حدثت في صدر الإسلام كانت بتعاون يهودي رافضي؛ فقد قاد عبد الله بن سبأ اليهودي فرقته الضالة من السبئية، وهم من غلاة الروافض في إحداث الفتنة العظيمة في القرن الأول بعد مقتل عمر رضي الله عنه (1).
كما كانت الدولة الإيرانية من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان اليهودي عام 1948م، وكانت العلاقات المتميزة العلنية مستمرة حتى قيام الثورة الإيرانية الخمينية، فانتقلت من العلنية إلى السرية، وأصبح من المعتاد أن نسمع أن العدوالأول لإيران هوالدولة الصهيونية، كما أن الحال مع دولة يهود كذلك، باعتبار إيران المعارض القوي لعملية السلام، والداعم الرئيس لحزب الله اللبناني وجماعة الجهاد في فلسطين، ودخلت الأسلحة النووية والخوف منها عاملاً مشتركاً بين الدولتين. وباعتبار الكيان اليهودي مزروعاً في المنطقة بدعم من الغرب، وبقاؤه مرتهن بما يصله من مدد غربي ـ فهوجزء من الثقافة الغربية وامتداد لها ـ فسوف نمر مروراً سريعاً على العلاقات الإيرانية اليهودية، لإلقاء بعض الضوء على ماهية هذه العلاقة:
1 - صرح ديفيد ليفي - الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة نتن ياهوثم استقال - صرح قائلاً: إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام إن إيران هي العدو(2).
وفي مقالة (إيران فقط .. تستطيع) قال الصحفي اليهودي، أوري شمحوني: إن إيران دولة عظمى إقليمياً ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث، وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل، إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا، بل من الدول العربية المجاورة، فإسرائيل لم تكن أبداً، ولن تكون عدواً استراتيجياً لإيران!! (3).
2 - أعلن إيتان بن تسور، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية عدم وجود خصومة بين البلدين - أي إسرائيل وإيران - فتنتفي دوافع العداء بينهما على المستويين الرسمي والشعبي (4).
3 - في اليوم الأخير من الحلقة النقاشية عن الخليج والغرب التي نظمها مركز مؤتمرات ويلتون بارك، تحدث السفير الإسرائيلي المتقاعد هانان باريمون - الذي يعمل حالياً مستشاراً لرئيس بلاده عايزرا وايزمان - فقال: إيران دولة إقليمية مهمة ليس لنا معها أومع شعبها أي خلاف أوعداء لكن طهران تحركها أيديولوجية الثورة، وتتبنى عمليات إرهابية ضد إسرائيل، وصلت إلى حد المشاركة في تدبير عملية تفجير السفارة الإسرائيلية والمركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، وكذلك في جنوب لبنان. وقال إنه لا يوجد أي توجه عدائي إسرائيلي نحوإيران، لكن عليها أن تعمل للتكيف مع ظروف النظام العالمي الجديد (5).
4 - أصدر رئيس الحكومة بنيامين نتن ياهوأمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أوتجاري أوحتى زراعي بين إسرائيل وإيران، وقد جاء هذا الأمر، لكي يمنع محامي الدفاع في قضية رجل الأعمال اليهودي ناحوم منبار المتهم بتصدير مواد كيماوية إلى إيران من كشف معلومات خطيرة تلحق الضرر بأمن اسرائيل وعلاقاتها الخارجية. وكانت المحكمة المركزية في تل أبيب، قد أدانت منبار، بتهمة تزويد إيران بـ 50 طناً من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل وغيره من الأسلحة الكمياوية. وكان أمنون زخروني المحامي قد شكا بالأساس من حرمانه من طرح قضية العلاقات الاسرائيلية - الإيرانية الشاملة، فهويريد أن يثبت أن منبار ليس الوحيد الذي يقوم بممارسة تجارة السلاح مع إيران، وأن هناك شبكة علاقات واسعة لاسرائيل، رسمياً وشعبياً، مع إيران (6).
5 ـ قالت صحيفة "هآرتس" اليهودية إن شركة تابعة لموشيه ريچف الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الإسرائيلي باعت إيران في الفترة ما بين 1992م و1994م مواد ومعدات وخبرات فنية لإنتاج غاز الخردل وغاز سارين السامين، وقالت الصحيفة إن هناك ترابطاً كبيراً بينه وبين "منبار" وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه) والاستخبارات الألمانية والنمسوية وسلطات هونج كونج كانت تتابع نشاط ريچف وشركته خاصة اتصالاته مع الدكتور ماجد عباس بور رئيس برنامج الصواريخ والأسلحة الكيماوية التابع لوزارة الدفاع الإيرانية (7).
6 - كتبت صحيفة هآرتس أن ريتشارد توملينسون، وهوعميل سابق لجهاز الاستخبارات البريطاني، أكد في كتاب له أن جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية (موساد) ساعد إيران على شراء عتاد كيماوي في وقت كان يقود حملة استخباراتية دولية لإحباط خطط إيران، لكن في الوقت ذاته عمل موساد سراً ووحده من دون علم الأطراف الأخرى وبالتعاون مع الإيرانيين، لعقد صفقة تهدف إلى مساعدة الإيرانيين في جهودهم لإنشاء مصنع للأسلحة الكيماوية في مقابل إطلاق الطيار الاسرائيلي رون أراد الذي قبض عليه في لبنان بعد سقوط طائرته (8).
وكان لهذا الإعلان الجديد عن الرغبة في التواصل بين الروافض ويهود بعض الأهداف اليهودية، منها:
الهدف الأول: يسعى نتن ياهوإلى تحقيق تطويق العرب بما دعي في الخمسينات بحلف الأطراف الذي يضم تركيا وإيران وأثيوبيا، أي دول تتسم علاقاتها بعدد من الأطراف العربية بالتوتر، هذا المشروع جدير بكسب تأييد الإيرانيين والأتراك.
الهدف الثاني: الذي يسعى الإسرائيليون إلى تحسين علاقتهم ببلد قريب يملك ثروات طبيعية كبري وسوقاً مهمة للصادرات الإسرائيلية، فضلاً عن أنه يشكل نقطة عبور مهمة أيضاً لدول آسيا الوسطى التي يسعى الإسرائيليون إلى دخول أسواقها. من العوامل التي يحسبها الإسرائيليون أيضاً عند النظر في سياستهم الإيرانية هوعامل العلاقات الوطيدة التي قامت بين البلدين لمدة ثلاثة عقود من الزمن تقريباً، أي بين عام 1948 و1979، خلال تلك الفترة تمكنت إسرائيل من بناء صلات وثيقة مع المؤسسات الأمنية الإيرانية خصوصاً السافاك الذي تولى خبراء إسرائيليون تدريبه. وما يلفت النظر هنا أيضاً أن هؤلاء يخططون لدخول السوق الإيرانية بمساعدة شركاء عرب بعدما ساعدهم هؤلاء الشركاء على دخول بعض الأسواق العربية. إن هذه الدعوات الأخيرة تشكل امتداداً لموقف ليكودي، بل بالأحرى لموقف صقوري إسرائيلي لم يتبدل منذ الثمانينات، ومنذ أن استعر الصراع بين طهران وبغداد ففي تلك الفترة ظهر في السياسة الإسرائيلية ما دعاه الباحث والمؤرخ الإسرائيلي بنيموريس باللوبي الإيراني الذي دعا الغرب إلى مساندة إيران، وتزعم رئيس الحكومة السابق إسحق رابين هذا اللوبي، الذي ضم صقور الإسرائيليين مثل أرييل شارون وبعض الضباط الكبار. وكان إسحق شامير رئيس الحكومة الليكودي آنذاك من المتعاطفين مع هذا الاتجاه، ومن الذين دأبوا على توجيه النصح إلى واشنطن بالتعاون مع إيران.
هذه المواقف تصلح اليوم، في نظر نتن ياهو، لكي تُوظف كمؤشر على نيات حكومة ليكود الطيبة تجاه إيران، وكدليل ملموس على استعدادها للسير على طريق تجديد التعاون مع طهران إلى أبعد مدى يقبل به زعماؤها (9).
وهكذا فالمسألة لا تحتاج إلى كثير من الإيضاح لبيان مدى تجذر العلاقة وتميزها بين الدولتين. أما إن جئنا للحديث عن الهرطقة الإعلامية والقضايا الخلافية المثارة، فهي لا تعدوكونها تغطيات وأستار لما يجري خلف الكواليس. فمثلاً: هذا التخوف اليهودي من المفاعل النووي الإيراني، فلماذا لا تقوم بضربه مثلما ضربت المفاعل النووي العراقي وينتهي الأمر؟ يقول الصحفي اليهودي "يوسي مليمان": في كل الأحوال، فإن من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعل النووي الإيراني لأن الآثار السياسية والاستراتيجية المترتبة عليه ستكون كبيرة جداً، بالإضافة إلى ذلك، فإن عدداً كبيراً من الخبراء يشكون بأن إيران ـ وبالرغم من حملاتها الكلامية ـ تعتبر إسرائيل عدواً لها، ويقول مسؤول استخبارات إسرائيلي: إن الشيء الأكثر احتمالاً هوأن الرؤوس الحربية النووية لدى إيران ستؤرق بال دول عربية (10).
وأما عن عملية السلام والمعارضة الإيرانية لها، فلم يُسجل لإيران موقف مشرف لمعارضة حقيقية واضحة لعملية السلام، اللهم إلا هذا السُباب المعتاد لياسر عرفات واتهامه بالعمالة والخيانة وإضاعة الأمانة، فلم تقم إيران بعرقلة مبادرات السلام الأمريكية في المنطقة، مروراً باتفاقات أوسلووحتى واي بلانتيشن، حيث حافظت على موقفها المعلن الرافض والمعادي لهذه الاتفاقات، ولكنها لم تقم بعمل أوضغط لعرقلتها، كما أنها لعبت دوراً إيجابياً بارزاً في تهدئة الموقف في جنوب لبنان بعد عملية عناقيد الغضب وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر في مفاوضات تشكيل لجنة تفاهم نيسان (أبريل) وتوسيعها.
وفي المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في طهران كان الخطاب الهجومي الذي ألقاه الزعيم الروحي علي خامنئي ضد الوجود الصهيوني الإجرامي وضد عملية السلام المخزية، لم يخرج عن اللغة المتداولة في إيران، ولكنه لم يوجه أي كلمة إدانة ضد من لهم علاقات مع إسرائيل، كان يجلس أمامه ولي عهد الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية ووزير خارجية مصر ورئيس وزراء المغرب، ولكنه لم يشعر أحد منهم بأنه يسمع توبيخاً، فقد دعا خامنئي إلى توحيد الصفوف أي سلوك سياسة موحدة ضد "العدوالذي نخشاه أقل مما نخشى أنفسنا"، ولكنه لم يصدر عنه أي مطلب بقطع العلاقات مع دولة إسرائيل أوتدميرها (11).
أما النقطة الأخيرة في تلك المهاترات الإعلامية، وهي الدعم الإيراني للمقاومة في جنوب لبنان فقصته طويلة، وسنكتفي بموجز لبيان اللعبة السياسية في ذلك. تعاون الشيعة مع العدوالصهيوني في جنوب لبنان حقيقة ثابتة وليس أسطورة اخترعها خصوم الرافضة. لقد تحدثت الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعالمية عن هذا التعاون ولمسه المسلمون والنصارى في الجنوب لمس اليد، واعترف به الطرفان: الشيعي واليهودي، اعترف به اليهود عبر أجهزة إعلامهم، واعترف به الشيعة من خلال تبادل الاتهامات فيما بينهم.
وقد نشرت مجلة (الأيكونومست) البريطانية في عددها الصادر في نهاية الشهر السابع من عام 1982م أن 2000 مقاتل من عناصر أمل الشيعية انضمت إلى قوات مليشيا سعد حداد، وتوقعت المجلة أن ينضم عدد أكبر منهم إلى (الحرس الوطني) الذي ترعاه إسرائيل في جنوب لبنان. وقالت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في 1/ 7/1982م أن القوات الصهيونية، التي احتلت البلدة سمحت لمنظمة أمل بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها، وبحمل جميع ما لديها من أسلحة. صحيفة (الجروزاليم بوست) في عددها الصادر بتاريخ 23/ 5/1985م قالت إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل. إن إسرائيل ترددت حتى الآن في تسليم أمل مهمة الحفاظ على الأمن والقانون على الحدود بين فلسطين ولبنان، وإن الوقت حان لأن تعهد إسرائيل إلى أمل بهذه المهمة.
كما يجيبنا على هذا السؤال رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية - اهود باراك، زعيم حزب العمال المعارض - يقول: "إنه على ثقة تامة من أن أمل ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإسرائيلية". وفي المقابلة التي أجرتها مجلة الأسبوع العربي في عددها 24/ 10/1983م مع حيدر الدايخ أحد قادة حركة أمل في الجنوب يثني على إسرائيل فيقول: .. كنا نحمل السلاح قبل دخول إسرائيل إلى الجنوب، ومع ذلك فإنها فتحت لنا يدها وأحبت أن تساعدنا، فقامت باقتلاع الإرهاب الفلسطيني من الجنوب وغيره ولن نستطيع أن نرد لها الجميل ولن نطلب منها أي شيء لكي لا نكون عبئاً عليها (12).
ويقول ضابط المخابرات في وحدة الاتصال مع لبنان في الفترة من 1990 - 1992م تامير برشد: إن العلاقات بين إسرائيل والسكان الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية ولذلك فقد قامت إسرائيل في الماضي برعاية العناصر المعتدلة في الطائفة الشيعية وقلصت تأثير العناصر المتطرفة وخلقت نوع من التفاهم مع حركة أمل والتي تمثل الطائفة الشيعية في واقع الأمر، ويجب أن نعمل بجميع الوسائل الممكنة من أجل تأييد حركة أمل ودعم القوى التي تقع عبر المنطقة الأمنية وذلك بالتنسيق مع الشيعة داخل المنطقة الأمنية ويجب فعل ذلك حتى لوكان حليفنا المخلص الجنرال أنطون لحد لا يرغب في ذلك لأن مثل هذا النشاط يمس مكانته أويضر بها. ونحن نتحمل مسئولية كبيرة تجاه أنفسنا ومستقبلنا (13).
فلم ولن يجد اليهود أفضل من الروافض لحماية دولتهم من الأخطار التي تأتيهم من لبنان، من غير الشيعة، وقد يقول قائل: قد يكون جزء من هذا قبل إخراج الفلسطينيين من بيروت، ونقول: وهل كانت العداوة ليهود محصورة في الفلسطينيين فقط؟ أليس من باب الأولى لدولة يهود أن تصنع حزاماً شيعياً لحمايتها، إضافة إلى الحزام الأخضر، وجيش لبنان الجنوبي، يمنع من يفكر فيما كان يفكر فيه الفلسطينيون أوغير تفكيرهم بما يضر مصالح يهود؟. وقد يثور تساؤل آخر عن التقاتل المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، ونقول أن لكل مرحلة ما يناسبها وأن كل فريق يريد أن تكون في يده أوراق يضغط بها ويحاول الكسب، فالبرغم من التعاون بين الروافض واليهود، إلا أن كل منهم لا يأمن جانب الآخر، ويعلم أهدافه وأطماعه وأن تعاونه لهدف محدد، ولذلك كان لا بد من وجود أوراق قوية في يد كل طرف للضغط بها، والتفاوض عليها، فلا يمنع تعارض المصالح بين الطرفين، أوتصعيد القتال بين الطرفين، أن التعاون منهج أصيل قائم. ونختم هنا بتصريح للسفير الأمريكي في بيروت أثناء الزيارة التي قام بها في 14/ 8/19هـ - 3/ 12/98م وعلى مدار ثلاثة أيام إلى مدن صور وصيدا والنبطية بجنوب لبنان، وهي الزيارة الثالثة له إلى منطقة الجنوب خلال عشرة أيام، قال ديفيد ساترفيلد: إن بلاده تميز بين المقاومة وبين الارهاب وهي لا تعتبر المقاومة اللبنانية في الجنوب إرهاباً ولكنها تحرص على استتباب الأمن والطمأنينة للجميع، وعلى الشعوب أن تصنع السلام، ونبه إلى أن مهمة الولايات المتحدة هي مساعدة هذه الشعوب ولا سيما شعوب منطقة الشرق الأوسط على صنع السلام في منطقتهم. واعتبر أن السلام لا يعني ربحاً لفريق وخسارة لفريق آخر وأنه يعني أن الفريقين سيربحان بتحقق تعاونهما (14).
فأمريكا لا تعتبر حركة المقاومة الشيعية إرهابية، أما إن كانت سُنية كحماس وغيرها من الجماعات الجهادية، فإنها لن تخرج من القائمة السوداء للإرهاب، حتى يخرجوا عن دينهم.
الهوامش:
(1) انظر: د. سليمان العودة، عبدالله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام، دار طيبة ط /3/ 1412هـ.
(2) تسفي برئيل، جريدة هآرتس اليهودية، 1/ 6/97م.
(3) صحيفة معاريف اليهودية، 23/ 9/97م.
(4) رضا لاري، إسرائيل تغازل إيران، جريدة الشرق الأوسط، 2/ 9/18هـ - 31/ 12/97م.
(5) جريدة الأنباء، العدد (8076) 19/ 7/19هـ - 8/ 11/98م.
(6) جريدة الشرق الأوسط، العدد (7359) 4/ 10/19هـ ـ 21/ 1/99م.
(7) جريدة الشرق الأوسط، العدد (7170) 22/ 3/19هـ - 16/ 7/98م
(8) جريدة الحياة، العدد (13070) 3/ 9/19هـ - 21/ 12/98م.
(9) انظر: رغيد الصلح، محاولات إسرائيلية جديدة لتحسين العلاقات مع إيران، الحياة، العدد (12662) - 30/ 10/97م.
(10) جريدة الأنباء، العدد: (7931) 16/ 6/98م عن لوس أنجلوس تايمز.
(11) تسفي برال، صوت إيران الآخر، جريدة هآرتس اليهودية، 14/ 12/97م.
(12) راجع: عبد الله الغريب، أمل والمخيمات الفلسطينية، ص: 160 - 167.
(13) صحيفة معاريف اليهودية، 8/ 9/97م.
(14) مجلة المشاهد السياسي، العدد (144) 13/ 12/1998م.
إيران والتقارب العربي
إنه لمن المخزي حقيقة، انقلاب الولاءات بهذه الصورة الفجة القبيحة، بحجة أنه من السياسة أن لا عداوة مطلقة دائمة، ولا صداقة مطلقة دائمة، وكفى بهذه القاعدة شراً، تصادمها مع أصول ومبادئ الولاء والبراء التي أرساها الشرع الحكيم، من أن الولاية الدائمة لأهل الإسلام الصحيح، وأن العداوة والبراءة من المشركين والكفار وأهل البدع. وإنه لمن العجب ذلك الاستخفاف بعقول الشعوب، بمن فيها من علماء ومفكرين وإعلاميين وتجار وعامة، استخفاف يقلب الصديق عدواً والعدوصديقاً، بل وفرض هذا التحول السياسي عليهم وجعله بمنزلة الإلزام والوجوب، فأي ضحك على هذه الشعوب، حين لا تسمع عشرات السنين إلا قاموس العداوة والبغضاء والكراهية تجاه الدولة الإيرانية، فإذا الناس تتفاعل وتتشكل مفاهيمها، وأفكارها وكتاباتها وأحاديثها مع هذا القاموس الرسمي. ثم فجأة يُطوى هذا القاموس ويُفرض على الناس أن تطوي معه كل ما تشكل في نفوسها وأفكارها وحتى أحاديث الهمس بينها، ويجبرون على التحول الجذري والقصري إلى القاموس المضاد من الود والمحبة والتعايش الأخوي وبدء صفحة جديدة ونسيان الماضي.
ومنذ أعوام قليلة كانت اللهجة في غاية الحدة وهوما يظهر من هذا النموذج. يقول د. عثمان الرواف، في مقالة بعنوان: كيف نقرأ التوجهات الإيرانية في الخليج: 1 - بعض القيادات السياسية الإيرانية المتطرفة لم تزل تتمسك بمبدأ تصدير الثورة وتدعوبشكل علني إلى مواجهة وتحدي دول مجلس التعاون تمهيداً لإقامة أنظمة إسلامية ثورية متطرفة فيها. 2 - وفئة أكبر من القيادات الإيرانية - كما ذكرنا سابقاً - تُحمّل دول مجلس التعاون مسئولية الهزائم التي ألحقها العراق بإيران خلال حرب الخليج الأولى. 3 - ومجموعة من القيادات الإيرانية بما فيها بعض القيادات الرسمية غير المتطرفة تُحمّل دول مجلس التعاون أيضاً مسئولية وجود القوات الأمريكية في الخليج وترى في وجود هذه القوات تهديداً مباشراً للمصالح الإيرانية وتحجيماً لدور إيران العسكري في الخليج. 4 - كما أن بعض هذه القيادات تعتبر دول مجلس التعاون مسئولة - بسبب سياساتها البترولية ـ عن مشاكل إيران الاقتصادية الحالية. 5 - وبعض القيادات الإيرانية، وبالرغم من الثوب الديني الذي تلبسه والخطاب الإسلامي الذي تتبناه تحمل شيئاً من العداء لدول مجلس التعاون مدفوعة بالاعتبارات القومية الفارسية التي كانت مسئولة في السابق عن توتر علاقات إيران الشاه بدول المجلس بين الفترة والأخرى. 6 - وأخيراً فإن بعض القيادات الإيرانية - ذات الأفق المذهبي الضيق - تحمل توجهات غير ودية أوتوجهات معادية لدول مجلس التعاون بسبب الخلاف المذهبي القديم وتعتقد هذه القيادات - مخطئة - أن بإمكانها الاعتماد على تعاطف الشيعة من أبناء دول مجلس التعاون معها. وإذا تأملنا في الأسباب الستة المستعرضة للعداء الإيراني المحتمل والظاهر أحياناً نحودول مجلس التعاون، وجدنا أن ثلاثة منها ترتبط بتوجهات أيديولوجية أومذهبية أوقومية تنبع من القيادات السياسية الإيرانية نفسها، والأسباب الثلاثة الأخرى - والخاصة بدعم دول المجلس
للعراق ووجود القوات الأمريكية في الخليج، وبالمشاكل الاقتصادية الإيرانية - فإنها ترتبط باعتبارات تُحمّل إيران مسئوليتها لدول المجلس (1). أما إن حاولنا أن نجري مقارنة بين هذا الكلام وبين كلام اليوم، فإن الواقع سيخجل من هذه المقارنة. وقد نوافق على هذا التحول، لوكان القاموس الأول مخالفاً لأسس الشرع الحكيم، وقواعد الدين ومفاهيمه الصحيحة، نوافق لكي نعود إلى صوابنا في تصحيح مفهوم الولاء والبراء، ونوافق على ذلك إن كان الطرف الآخر يمارس مع شعبه هذا التحول الإجباري لرده لطريق الحق، وهذا ما لم يحدث، ولن يحدث مع الروافض أبداً. لقد انقلبت إيران بين عشية وضحاها من مهددة لأمن المنطقة بأطماعها الفارسية التوسعية، ومحاولاتها زعزعة استقرار المنطقة، والعمل على قلب أنظمة حكمها، وتصدير الثورة، انقلبت إلى الجارة الكبرى، والقوة التي يجب أن يكون لها دور في ترتيب أمن المنطقة، ولا بد من طوي صفحة الماضي، بكل ما فيها من قواميس اللعائن وبنوك الأموال التي ضخت للعراق لإيقاف أطماعها. وحسبوا أن إيران تتسامح وتصفومثلما هي الأخلاق العربية الكريمة!! لقد جاء التحول في العلاقات العربية الإيرانية سريعاً وجذرياً بشكل يدعوإلى القلق والخوف، من سرعة تنفيذ ما جاء في خططهم الخبيثة. إن الموقف العربي الجديد مع إيران جاء مفاجئاً وسريعاً، ومتزامناً كذلك مع التقارب الأمريكي والغربي الإيراني، فهل كانت هناك نصائح وتوجيهات بالإسراع العربي إلى إيران، من غير تأن ولا نظر في العواقب كما هي العادة في القرارات المصيرية، التي لا يدفع ثمنها إلا الشعوب، يجئ التقارب العربي مع إيران بدون معرفة الأهداف ولا الدوافع إن قارنّا بينه وبين أهداف الغرب ويهود، فواعجباً من أمة ضحكت من جهلها الأمم. فمع مطلع العام 1997م، وقبل انتخابات الرئاسة الإيرانية، أفصحت إيران عن سياسة جديدة تجاه دول الخليج. وفي زيارته للسعودية في مارس 1997، أشار علي أكبر
ولايتي، وزير الخارجبة الإيراني السابق، إلى أن فصلاً جديداً في علاقات حسن الجوار والود مع المملكة العربية السعودية قد بدأ، مؤكداً أن إيران لا تسعى إلى الصراع والهيمنة، داعياً إلى إقامة هيكل أمني خليجي يقوم على أساس التعاون بين إيران ودول الخليج العربية. وفي نوفمبر من العام نفسه بعد تولي خاتمي الرئاسة، قام كمال خرازي بزيارة لدول الخليج، أعاد فيها طرح فكرة إقامة منظومة أمنية مشتركة، تضم إيران ودول الخليج، كما دعا علي شمخاني وزير الدفاع الإيراني، إلى إقامة هيكل أمني خليجي، وإلى تبادل وجهات النظر في شأن القضايا العسكرية والدفاعية والأمنية بين دول المنطقة، مؤكداً أن الاستراتيجية الإيرانية تضع السعودية على رأس الدول الخليجية التي تسعى الجمهورية الإسلامية إلي أن توثق علاقتها معها وتصل بها إلى مرحلة من التعاون الشامل. كما كانت هناك العديد من الزيارات لمصر وفتح صفحة جديدة معها، طوت مصر بها الاتهامات القديمة من أن إيران وراء محاولة اغتيال رئيسها في أديس أبابا، والدعم المستمر للإسلاميين فيها، وفي لقائه مع الوفد الصحفي الإيراني الذي ضم رؤساء تحرير سبع صحف إيرانية، قال وزير الخارجية المصري عمروموسى: إن إيران دولة كبيرة ومهمة ومحترمة، ولها مكانها في هذه الخريطة، فهي جزء مهم من الشرق الأوسط، وإن العلاقات معها سوف تستأنف في وقت أقصر مما يتصوره المتشائمون!! (1) وكانت زيارات أخرى لدول أخرى، وفي المقابل لم نرَ أي تحول حقيقي من الجانب الإيراني، أوتقديم تنازلات أواعتذارات عما بدر منها في الفترة السابقة، ولنأخذ أمثلة على ذلك: أ ـ المناورات العسكرية: قبل أيام من قمة مجلس التعاون الخليجي التاسعة عشر والتي عقدت في الإمارات، بعث الإيرانيون برسالة مهمة تستعرض فيها قوتها بمناورات عسكرية ضخمة براً وبحراً وجواً، وشارك فيها ما يزيد على نصف مليون رجل، وجرت على مقربة من حدود مجلس التعاون، وبرغم إعلان
إيران أنها تبعث برسالة تحية وسلام إلى دول المجلس بمناسبة القمة، إلا أن الرسالة كانت واضحة، حيث فضل الإيرانيون إرسالها عبر ست طلقات مدفعية في بداية مناوراتها (2) أي طلقة تحية لكل دولة!! ب- البحرين: وهي الدولة الصغيرة التي زُرع الشيعة فيها لتشكيل الأغلبية السكانية. وفي غمرة الحديث عن التقارب الإيراني مع العرب ألقت السلطات البحرينية القبض على مجموعة يقودها لبناني شيعي، يدعى مهدي شحاده قام بتدريب عناصر شيعية بحرينية في جنوب لبنان على أيدي حزب الله للقيام بأعمال تخريبية في البحرين، وقد أرسل الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، برسالة إلى رئيس الوزراء اللبناني، تتضمن بيانات مفصلة عن النشاط المعادي للبحرين الذي يمارس انطلاقاً من جنوب لبنان (1). ثم كان هناك حوار مع الشيخ خليفة يقول فيه: لا شك أن تطبيع العلاقات مع إيران يساعد كثيراً على أن تصبح المنطقة خالية من بؤر التوتر والقلق ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة (2). ج - الجزر الإماراتية: أيضاً وفي غمرة الحديث والسعي الحثيث للتواصل والتقارب مع إيران، وبعد انتهاء القمة الخليجية الأخيرة لعام 1419هـ - 1998م كان لإيران موقف واضح من قضية الجزر. ففي السنوات الأخيرة عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون دوراته خلال ديسمبر الذي يتميز بأجواء باردة نسبياً في منطقة الخليج، وحرصت البيانات الختامية على تأكيد أحقية الإمارات في جزرها الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبوموسى)، وحرص قادة المجلس على تجديد دعواتهم للطرف الثاني لجهة حل الموضوع سلمياً، إلا أن إيران لا تترك هذه المناسبة إلا لتصعيد لهجتها لجهة أحقيتها في الجزر الثلاث، واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي والسيادة الإيرانية. الموقف الإيراني الجديد القديم يدخل بتصريحاته عقب كل قمة أمر الجزر في نفق مظلم سيظل يفرز تداعياته التي تحول دون انطلاقة مأمولة لتفعيل
التعاون على ضفتي الخليج. وإن كان قادة التعاون في دعوتهم للحل السلمي لم يشترطوا إلا أن يكون وفق قواعد ومبادئ القانون الدولي!! بما في ذلك إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية، فإن إيران في المقابل تمارس سياسة الأمر الواقع بالقوة، وتعمل دون ملل في إقامة منشآت إيرانية بهدف تغيير التركيبة السكانية في الجزر الثلاث. الموقف الإيراني الذي تتصاعد حدته متزامناً مع القمم الخليجية أوتعليقاً على بياناتها الختامية لم يترك أي مساحة للتحرك، ولم يترك مجالاً لتفعيل أوتشاور حول وجهة نظر الطرف الآخر، فقد سعت الإمارات إلى منظمة الشرعية الدولية وتحاورت مع كوفي أنان، وكرر الشيخ زايد غير مرة تأكيده للمساعي السلمية، إلا أن إيران باتت ترفض حتى الوساطة، وترفض وجودها، مقتصرة رؤيتها السلمية على مفاوضات ثنائية لا يتدخل فيها أحد، وهوما دعا الخطاب الإعلامي الإماراتي ليسأل: عن أي مفاوضات تكرس احتلالها للجزيرة، أم مفاوضات تؤكد استمرار تغيير التركيبة السكانية لفرض أمر واقع مستقبلاً؟.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية صرح للوكالة الإيرانية الرسمية معبراً عن طبيعة التوجهات الإيرانية الرامية لتعقيد المشكلة وليس حلها، فقال إنه يأمل في أن تقبل الإمارات عرض إيران لإجراء محادثات دون شروط مسبقة. وحين عرض أنان والذي قيل إنه اتصل هاتفياً من أبوظبي بالعاصمة الإيرانية في التوسط باعتباره أميناً عاماً لمنظمة دولية، تتمتع فيها إيران والامارات بالعضوية، رفضت إيران وجددت رفضها لأي وساطة دولية حتى وإن كانت من قبل الأمين العام والذي لجأت إليه مراراً في أزماتها مع الجار العراقي وناشدته غير مرة التدخل والمنظمة بشأن الممارسات العراقية. الموقف الإيراني على هذا النحوحَدَا بوزير الخارجية الإماراتي راشد عبد الله النعيمي ليؤكد تعليقاً على التصريحات الإيرانية أن الإمارات عاجزة عن فهم موقف إيران وقال إننا فوجئنا بصدور بيان إيراني يتحدث عن تفاوض حول مسائل عالقة (1). ومع كل هذا التعنت الإيراني مع دولة عضوفي مجلس التعاون الخليجي لا تبالي بقية الدول، وتواصل المسارعة وعقد اللجان المشتركة لتوثيق التقارب. وقد أحسن الكاتب الإماراتي حيث ذكر قومه وقال:
يذكرنا جيراننا الإيرانيون بقصة الصياد الذي اغرورقت عيناه بالدمع وهويذبح عصفوراً بعد اصطياده. كان عصفوران على غصن شجرة يراقبان المشهد. فقال الأول للثاني: انظر إلى دموع الصياد، إنه حزين على أخينا العصفور الجريح! أجاب الثاني: لا تنظر إلى عينيه .. انظر إلى ما تفعل يداه. وهكذا هؤلاء الجيران. يريدون من دول وشعوب المنطقة أن تحكم على سياساتهم من أقوالهم لا مما تفعله أيديهم أويزخر به واقعهم من معطيات، هي التي توجه في النهاية القرارات والسياسات. لذلك يستطيع جيراننا الإيرانيون أن يهتفوا صباح مساء بأنهم لا يشكلون مصدر تهديد للأمن في الخليج، وأن ينشئوا من أجل ترويج هذه "المعلومة" الخطب السياسية والدينية وافتتاحيات الصحف، وأن يعقدوا حتى مؤتمرات ترتدي مسوح الدراسات والبحوث، علماً أن دول وشعوب المنطقة تتمنى فعلاً أن لا تشكل إيران مصدر تهديد للأمن في الخليج، وتريد فعلاً أن تصدق ذلك، لكن الأمنيات شيء وواقع الأشياء الإيرانية شيء آخر. يعتد جيراننا الإيرانيون في نفي حديث الخطر على أمن الخليج بالتحول الثوري الذي شهدته إيران قبل عشرين عاماً، ويطرحون عشرات الفروق بين نظام الجمهورية الإسلامية والنظام الشاهنشاهي "المقبور" كما يحبون وصفه. لا شك أن التحول الذي شهدته إيران ضخم، وأن فروقاً عدة وعلى أصعدة عدة حدثت مع ولادة الجمهورية الإسلامية. لكن لا تغير البشر ولا تغير النظم يغير حقائق الجغرافيا ـ السياسية، ولا الموروثات التاريخية ولا العقائد السائدة! وأي دارس لتصورات إيران لمنطقة الخليج في عهدي الإمبراطورية والجمهورية ـ ويمكن الرجوع إلى ما قبل ذلك ـ يكتشف بسهولة أنه لا تغير في هذه التصورات؛ وأنها ذات طبيعة استراتيجية حاكمة، وأن ما يتغير فقط هوأدوات تحقيق التصور ووسائل إنجازه. والتصور الإيراني لمنطقة الخليج هوباختصار أن "الخليج فارسي، وتختص إيران بالدور الرئيسي في تأمينه وأمنه". وفي إيران قناعة
متجذرة بفكرة "القوامة الإيرانية على الخليج وضرورة الهيمنة على نظمه وهياكله الأمنية". وهذه القناعة قديمة انتجتها خبرة إيران التاريخية وغذتها عناصر التوازن الإستراتيجي في إقليم الخليج، والطبيعة الأيديولوجية للنظام التي انتقلت من المحتوى القومي (الفارسي) ـ العلماني في عهد أسرة بهلوي إلى المحتوى الديني ـ القومي (الفارسي) في عهد الجمهورية الإسلامية (1).
إن إيران تصر على إبقاء الجزر بيدها لتكون التكأة التي تعتمد عليها في تصعيد أي توتر تريده في المنطقة بعد ذلك، فإن حُلت قضية الجزر وسُلمت للإمارات، يصبح أي تصعيد جديد لا مسوغ له، وما دامت في يدها أوراق تضغط بها على المنطقة، فلماذا تتخلى عنها؟ إذن، فعن أي تقارب يتحدثون وإلى ماذا يسارعون، والقوم على مبادئهم ثابتون وفي غمرة الدعوات للتقارب لم يتنازلوا، بينما يقدم قومنا كل يوم ماء وجوههم وكرامتهم ودماء شعوبهم وأموالهم بلا وعي ولا فهم، وكأني بالقوم يساقون إلى المذبحة، ويحسبون أنهم سيسلمون. (1) مجلة اليمامة السعودية، العدد (1394) 6/ 10/1417هـ. (1) مجلة الأهرام العربي، العدد: (88) 10/ 8/19هـ ـ 28/ 11/98م. (2) مجلة الأهرام العربي، العدد: (90) 25/ 8/19هـ ـ 12/ 12/98م. (1) انظر: جريدة الحياة، العدد (13051) 8/ 8/19هـ - 27/ 11/98م. (2) مجلة الوسط، العدد (353). (1) جريدة الأنباء، العدد (8109) 22/ 8/19هـ - 11/ 2/98م. (1) علي يوسف السعيد، جريدة الخليج الإماراتية، العدد: (7177) 25/ 9/19هـ ـ 12/ 1/99م.