أعمال العباد
إن الشيعة الاثنى عشرية يقولون: إن أفعال العباد غير مخلوقة لله .. وقد روي عن أبي الحسن الثالث عليه السلام أنه سئل عن أفعال العباد: هل هي مخلوقة؟
فقال عليه السلام: لوكان خالقاً لها لما تبرأ منها وقد قال سبحانه وتعالى: إن الله بريء من المشركين ورسوله، ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم، وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم" [(شرح اعتقادات الصدوق) للمفيد، الملحق بكتاب (أوائل المقالات) ص187، 188].
وقد قال الحر العاملي في كتابه تحت باب: (إن الله سبحانه خالق كل شيء إلا أفعال العباد):
أقول:
"مذهب الإمامية والمعتزلة أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" [الفصول المهمة في أصول الأئمة ص81].
ولكن شيخهم المفيد كره إطلاق لفظ خالق على أحد من العباد حيث قال تحت عنوان (إ الخلق يفعلون ويحدثون ويخترعون ويصنعون ويكتسبون ولا أطلق عليهم القول بأنهم يخلقون ولا لهم خالقون) " [أوائل المقالات ص64].
وهذا مخالف لصريح القرآن حيث ذكر فيه:
{والله خلقكم وما تعملون} [سورة الصافات الآية 96].
و{ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو. .} [سورة غافر الآية62].
و{ .. وخلق كل شيء فقدره تقديراً} [سورة الفرقان الآية2].
و{ذلكم الله ربكم لا إله إلا هوخالق كل شيء فاعبدوه .. } [سورة الأنعام الآية102].
وأيضاً { .. قل الله خالق كل شيء وهوالواحد القهار} [سورة الرعد الآية16].
وأيضاً {الله خالق كل شيء وهوعلى كل شيء وكيل} [سورة الزمر الآية62].
وغير ذلك من الآيات الكثيرة.
ومعروف أن أفعال العباد داخلة في "كل شيء".
وقد أقر بذلك الباقر حيث قال:
"إن الله خلومن خلقه، وخلقه خلومنه، وكل ما وقع عليه اسم شيء ما خلا الله فهومخلوق، والله خالق كل شيء" [الفصول المهمة ص81].
وأما "نفي نسبة أفعال العباد إلى الله لأن فيها قبيحاً لا يصح أن ينسب إليه" فليس إلا لغواً محضاً؛ لأن الخالق المتعالي خلق كل شيء ثم أخبر الإنسان عن الحسن والقبيح وأمرهم بإتيان الأول واجتناب الثاني وخيرهم في ذلك، وأنار لهم السبل، وأرسل لهم الرسل لبيان الخير والشر، والحق والباطل، والحسن والقبيح، وأعطى لهم عقولاً ليتفكروا بها ويعقلوا، وقلوباً ليتدبروا بها ويتبصروا، قال جل وعلا: {وهديناه النجدين} [سورة البلد الآية10].
و{قل هذه سبيل أدعوإلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .. } [سورة يوسف الآية108].
و{وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [سورة الأنعام الآية 153].
وقال:
{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [سورة الزلزلة الآية 7، 8].
وقال:
{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى} [سورة النجم الآي 39، 40، 41].
أي أن الإنسان ليس مجبوراً محضاً، ولا مختاراً مطلقاً، بل هوبين الجبر والاختيار. إن الله خلق الإنسان، وإن الله يعلم ما سيعمل في حياته ويفعل في مستقبله فخلق أفعاله على علمه ذاك، ويسر له السبل بعد تفويضه الاختيار أن يعمل هذا أوذاك، وبعد إرشاده أن هذا حسن وذاك قبيح، قال سبحانه وتعالى:
{فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى} [سورة الليل الآية 5 - 11].
ولم يجبرهم على هذا أوذاك. قال تعالى:
{ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً .. } [سورة يونس الآية99].
وقال:
{ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة .. } [سورة هود الآية118].
ومعنى هذا كله أن الله خلق أفعال العباد حسب علمه الذي أحاط بكل شيء.
{. . وكان الله بكل شيء محيطاً}.
و{وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً} [سورة الطلاق الآية 12].
و{. . والله بكل شيء عليم} [سورة النساء الآية 176، وسورة البقرة الآية 282، وسورة النور الآية 35، وسورة الحجرات الآية 16، سورة التغابن الآية 11].
و{إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} [سورة آل عمران الآية 5].
و{ .. وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون} [سورة الأنعام الآية 80].
و{ .. وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء} [سورة إبراهيم الآية 38].
وأما عقاب العبد وثوابه، فلا يكون إلا على اكتساب العبد ذلك الفعل والعمل به بعد اختياره على كسب ذلك أوتركه، فإن كان شراً فشر، وإن كان خيراً فخير. لا دخل فيه لقدرة العباد على خلق الأفعال أوعلى عدم الخلق، وهذا ما صرح الله عز وجل في كتابه بقوله:
{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوعن كثير} [سورة الشورى الآية 30].
وقوله عز وجل:
{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} [سورة الروم الآية 41].
وقوله تبارك وتعالى:
{. . وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} [سورة النحل الآية 118].
فالثواب والعقاب على الاكتساب لا على الخلق وعدم الخلق، وهذه المسألة قد تاهت فيها عقول الشيعة الإمامية فلم يفهموها، لا في ضوء الكتاب ولا السنة - وهم يعتقدون فيهما ما يعتقدون - ولا في ضوء روايات أئمتهم المعصومين حسب زعمهم، كما روى الكليني وغيره عن أبي بصير أنه قال:
"كنت بين يدي أبي عبد الله عليه السلام جالساً فسأله سائل، فقال: جعلت فداك يا ابن رسول الله من أين لحق الشقاء بأهل المعصية حتى حكم لهم بالعذاب على عملهم في علمه؟
فقال أبوعبد الله: أيها السائل علم الله عز وجل لا يقوم له أحد من خلقه بحقه، فلما حكم بذلك وهب لأهل محبته القوة على طاعته ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله، ووهب لأهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهم ومنعهم إطاعة القبول منهم، فوافقوا ما سبق لهم في علمه تعالى ولم يقدروا أن يأتوا حالاً تنجيهم من عذابه، لأن علمه أولى بحقيقة التصديق، وهومعنى شاء ما شاء وهوسره" [الأصول من الكافي باب السعادة والشفاء، ج1 ص152 ط طهران].
وأيضاً ما رواه الكليني عن أبي عبد الله جعفر بن الباقر أنه قال:
لا جبر ولا تفويض ولكنه أمر بين أمرين" [الأصول من الكافي ج1 ص155].
ومثل ذلك روي عن علي بن موسى الرضا - الإمام الثامن لدى الشيعة - وقد رواه يزيد بن عمير أنه قال:
دخلت على علي بن موسى الرضا وقلت له:
يا ابن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: لا جبر ولا تفويض ولكنه أمر بين أمرين، فما معناه؟
فقال: وجود السبل إلى إتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه.
فقلت: فهل لله عز وجل مشيئة وإرادة في ذلك؟
فقال: أما الطاعة فإرادة الله وميشئته فيها الأمر بها والرضا لها والمعاونة عليها، وإرادته ومشيئته في المعاصي النهي عنها والسخط لهما والخذلان عليها.
قلت: فلله عز وجل فيها القضاء؟
قال: نعم ما من فعل يفعله العباد من خير وشر إلا وفيه قضاء" [الفصول المهمة في معرفة أصول الأئمة ص74].
ومثل ذلك روي أيضاً عن جعفر أنه سئل عن الجبر والقدر؟
فقال: لا جبر ولا قدر، ولكن منزلة بينهما" [الفصول المهمة في معرفة أصول الأئمة ص72].
وروى حريز عن جعفر بن محمد أنه قال:
الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الله أجبر العبد على المعاصي فهذا قد ظلم الله في حكمه فهوكافر، ورجل يزعم أن الله فوض الأمور إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهوكافر، ورجل يقول: إن الله كلف العباد بما يطيقون، ولم يكلفهم بما لا يطيقون، فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ" [الفصول المهمة للحر العاملي ص71، 72].
فحاصل الكلام: أن العبد ليس بمجبور محض ولا بمختار مطلق، لا كما يزعمه الشيعة:
"أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" [الفصول المهمة للحر العاملي ص81].
لأن العقاب والثواب لا يكون على خلق الأفعال، بل على كسب الأفعال.
وأما قولهم: إن نسبة أفعال العباد إلى الله بأنها مخلوقة له، وفيها قبيح لا تصح" فقول مخالف روايات أئمتهم أيضاً حيث أن أئمتهم قالوا كما ذكر محدثوهم أن الله خلق الشر كما خلق الخير، والشر قبيح بلا شك، فكيف ينسبونه - وهم المعصومون حسب زعمهم - إلى الله؟ وهذه هي رواياتهم:
يروي الكليني عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:
"إن الله كتب في كتبه: إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير والشر، فطوبى لمن أجريت على يده الخير، وويل لمن أجريت على يده الشر" [الأصول من الكافي للكليني ج1 ص154].
ومثل ذلك رواه عن معاوية عن أبي عبد الله أنه كان يقول:
مما أوحى الله تعالى على موسى وأنزل عليه التوراة: أني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الخير، وأجريته على يد من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يد من أريد، وويل لمن أجريت على يده الشر" [الكافي للكليني ج1 ص154].
ومثل ذلك ذكر القمي في تفسيره عنه أنه قال:
قال الله عز وجل: أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخير والشر" [الكافي للكليني ج1 ص154].
فهل من مجيب: الشر قبيح أم لا؟
فكيف نسبه أئمتهم المعصومون - حسب زعمهم - إلى الله عز وجل؟
وهم رووا أيضاً في كتبهم عن جعفر بن محمد الباقر أنه نسب خلق الشقاوة إلى الله أيضاً ولا شك في قبحها كما رواه الكليني عن منصور بن حازم أنه قال:
قال أبوعبد الله عليه السلام: إن الله خلق السعادة والشقاوة قبل أن يخلق الخلق" [الكافي للكليني ج1 ص154].
ثم وما معنى قول الدكتور عبد الواحد وافي:
"يذهب الشيعة الجعفرية إلى أن العبد يحدث أعماله ولكن بقدرة أودعها الله فيه" [بين الشيعة وأهل السنة ص57].
فمن يكون الموجود الحقيقي إذاً؟ هل الذي أوجد قدرة الفعل في خلقه أم الذي خلقت فيه هذه القدرة على ذلك الفعل؟
لأن العبد محروم من قدرة الإيجاد والإبداع، وقدرة الفعل والاكتساب، وما دام الله هوالمبدع وهوالخالق فيه هذه القدرة فلا تنسب ثمرته ونتيجته إلا إليه، ولا دخل للإنسان فيه.
فليتدبر الشيعة في جوابه.
وأما كون الرب خالقاً لأفعال العباد فهل يقال إنه فعل ما هوقبيح منه وظلم أم لا؟ فيجيب على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على ابن المطهر الحلي بقوله:
فأهل السنة المثبتون للقدرة يقولون: ليس هوبذلك ظالماً ولا فاعلاً قبيحاً، والقدرية يقولون: لوكان خالقاً لأفعال العباد كان ظالماً فاعلاً لما هوقبيح منه، وأما كون الفعل قبيحاً من فاعله فلا يقتضي أن يكون قبيحاً من خالقه، كما أن كونه أكلاً وشرباً لفاعله لا يقتضي أن يكون كذلك لخالقه لأن الخالق خلقه في غيره ولم يقم بذاته، فالمتصف به من قام به الفعل لا من خلقه في غيره كما أنه إذا خلق لغيره لوناً وريحاً وحركة وقدرة كان ذلك الغير هوالمتصف بذلك اللون والريح والحركة والقدرة والعلم، فهوالمتحرك بتلك الحركة، والمتلون بذلك اللون، والعالم بذلك العلم، والقادر بتلك القدرة، فكذلك إذا خلق في غيره كلاماً أوصلاة أوصياماً أوطوافاً لأن ذلك الغير هوالمتكلم بذلك الكلام وهوالمصلي وهوالصائم وهوالطائف ولكن من قال: إن الفعل هوالمفعول يقول: إن أفعال العباد هي فعل الله، فإن قال: وهوأيضاً فعل لهم لزمه أن يكون الفعل والحد لفاعلين كما يحكى عن أبي إسحاق الأسفرائيني.
وإن لم يقل: هي فعل لهم لزمه أن تكون أفعال العباد فعلاً لله لا لعباده كما يقوله الأشعري ومن وافقه من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم الذين يقولون: إن الخلق هوالمخلوق، وإن أفعال العباد خلق الله، فتكون هي لله وهي مفعول لله كما أنها خلقه وهي مخلوقة، وهذا الذي ينكره جمهور العقلاء ويقولون: إن مكابرة للحس ومخالفة للشرع والعقل.
وأما جمهور أهل السنة فيقولون: إن فعل العبد فعل له حقيقة ولكنه مخلوق لله ومفعول لله، لا يقولون: هونفس فعل الله، ويفرقون بين الخلق والمخلوق والفعل والمفعول [منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية ج1 ص213، 214].
وبعد بيان هذا كله نلقي نظرة عابرة على أخطاء الدكتور وافي في هذا الفصل القصير أيضاً كما عهدناها في جميع الفصول والأبواب، وعلى محاولاته تبرئة الشيعة من كثير من الانحرافات والزيغ والضلال، وتصويبهم في آرائهم ومعتقداتهم، فيقول:
إن الشيعة الجعفرية يتفقون في بعض نواحي هذه العقيدة مع المعتزلة والقدرية ولكنهم يتقون انحراف المعتزلة بعدم موافقتهم لهم على القول بأن العباد خالقون لأعمالهم، وهوالقول الذي انحرف به المعتزلة عن الاعتقاد السليم" [بين الشيعة وأهل السنة ص59].
ومن المؤسف حقاً أن الشيخ لا يعلم وهوفي هذه المنزلة من العلم وتلك المرحلة من العمر، وبهذه الجرأة في الإقدام على الكتابة لتبرئة الشيعة ما لزمهم من العار والشنار، والقول بالباطل: إن الشيعة اتقوا انحراف المعتزلة بأن العباد خالقون لأعمالهم ذلك القول الذي انحرف به المعتزلة عن الاعتقاد السليم، بل وقعوا في عين ذلك الانحراف كما نقلنا عن الحر العاملي صاحب موسوعة حديثية شيعية كبرى (وسائل الشيعة) حيث يقول:
مذهب الإمامية هوعين مذهب المعتزلة في أفعال العباد، وهذا هونص عبارته في كتابه (الفصول المهمة في معرفة أصول الأئمة) تحت الباب السابع والأربعين:
إن الله خالق كل شيء إلا أفعال العباد: أقول: مذهب الإمامية والمعتزلة أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" [الفصول المهمة ص80، 81].
وقد أقر بذلك شيخ الشيعة المفيد في كتابه (أوائل المقالات) تحت باب: القول في العدل والخلق، بعد نفي خلق الأفعال عن الله تعالى:
وعلى هذا القول جمهور أهل الإمامة، وبه تواترت الآثار عن آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإليه يذهب المعتزلة بأسرها إلا ضراراً منها وأتباعهم وخالف فيه جمهور العامة (أي أهل السنة) وبقايا من عددناهم [أوائل المقالات في المذاهب والمختارات ص63، 64].
ونقل هذه العقيدة عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية والشاه عبد العزيز الدهلوي في (التحفة الاثنى عشرية) وغيرهم من علماء أهل السنة والجماعة الذين كتبوا في الرد على الشيعة.
وهذه هي العقيدة المنقولة المتوارثة عن الشيعة قديماً وحديثاً، وقد تجاهلها الدكتور وافي.
وأما تبرئة الدكتور وافي الشيعة وتقريره بأنهم لا يسمون غير الله خالقاً قد انفرد بالخلق والتكوين فليست إلا تبرئة قائمة على حسن الظن وعدم المعرفة بكلام القوم لأن الشيعة ينسبون الخلق إلى غير الله كما مر سابقاً في أفعال العباد، وأيضاً وقد رووه عن فتح بن يزيد الجرجاني أنه قال:
قلت لأبي الحسن عليه السلام: هل غير الخالق الجليل خالق؟
قال: إن الله تبارك وتعالى يقول:
{. . فتبارك الله أحسن الخالقين}.
إن في العباد خالقين وغير خالقين، منهم عيسى عليه السلام خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله. والسامري خلق لهم عجلاً جسداً له خوار" [الفصول المهمة ص81].
وهناك روايات أخرى عن أبي جعفر وغيره تدل على أن الخلق ينسب إلى الملك:
"هوالذي خلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء".
وكذلك ما رواه الكليني أن ملكين خلاقين يخلقان بإذن الله من ذكر وأنثى وشقي وسعيد" [الكافي للكليني ج1 ص152].
وغير ذلك من الروايات.
ولا أدري مع ذلك كيف أباح الدكتور لنفسه أن يدعي هذا الادعاء؟ وأن يلقن الشيعة ويلقي في أفواههم ما لا يقولونه أنفسهم؟.