كيف استولت الزمرة الخمينية على السلطة؟ وما هي الاسباب التي ادت الى تلك الخدعة الكبرى في تاريخ ايران؟ الجواب على هذا السؤال يحتاج الى مراجعة التاريخ لقرن مضى ولا سيما تلك الفصول التي تتعلق بنضال الشعب الإيراني بقيادة زعمائه الدينيين مبتدأ بثورة الشيرازي الكبيرة السلمية ضد الانجليز في عام 1891م حتى آخر ثورة شهدتها ايران بقيادة زعمائه الدينين والتي انتهت الى سقوط الملكية واعلان الجمهورية. ان التاريخ يحدثنا بكل وضوح ان الزعماء الروحيون في تاريخ النضال الشعبي كانوا يقودون حركات التحرر بإخلاص القائد الفذ وعندما كانت الثورة تنجح في مقاصدها كان الزعماء الروحيون يعودون الى واجباتهم الروحية ولم يطلبوا لأنفسهم جزاءا ولا شكورا. قاد الشيرازي الكبير الثورة السلمية ضد الانجليز والملك المستبد ناصر الدين ولما رضخ الملك لأمر الإمام والغى معاهدة التبغ التي ابرمها مع الانجليز أبرق له الشيرازي يدعوله بالتوفيق ويطلب منه ان يكون قدوة لكل الحاكمين. وبعد هذه الحادثة بـ15 سنة ثار الشعب الايراني بقيادة زعيم عظيم من زعمائه الروحيين هوالآخوند (الشيخ) محمد كاظم الخراساني ضد الملك المستبد محمد علي شاه الذي الغى الدستور وحل مجلس الامة ليستبد بالامور، وخاض ذلك الزعيم الروحي غمار تلك الثورة الشعبية التي قدمت من التضحيات الكثير لينال الشعب حريته، وأخيرا عزم الأخوندة محمد كاظم الخراساني الملك من وظائفه وخلعه من عرشه واضطر الملك المعزول اللجوء الى سفارة الروس القيصرية في طهران، وثبت الأخوندة محمد كاظم رحمه الله ابن الملك المخلوع احمد شاه ملكا على ايران ولم يطالب لنفسه جزاءا ولا شكورا. كان باستطاعة الخراساني ان ينصب نفسه واليا وآمرا بأمر الله على العباد والبلاد كما فعل الخميني لكنه ارتفع عن هذا المر بل انصرف الى واجباته الروحية من جديد. وفي عام 1950
شهدت ايران ثورة عارمة ضد الانجليز قادها
الإمام الكاشاني والدكتور مصدق رحمة الله عليهما وأصبح الإمام الكاشاني هوالحاكم المطلق في البلاد وكان باستطاعته تنصيب نفسه رئيسا للجمهورية وواليا للأمر ولكنه لم يفعل ذلك بل جلس في داره القرفصاء وعندما انتخب رئيسا رئيسا للمجلس النيابي ارتفع عن حضور جلساته وهكذا زهد في الرئاسة والحكم حتى أن احاط الامريكان بمصدق فسجن مصدق ولقي الكاشاني من الهوان الكثير. إذا لم يخطر ببال الشعب الايراني ان زعيما من زعمائه الروحيين يناضل من اجل الاستيلاء على الحكم والسلطة لاسيما اذا كان ذلك الزعيم يؤكد اكثر من مرة بانه لا يطمع بالحكم، بل لا يخطر في باله. كما ان الشعب الايراني لم يفكر قد ان زعيما دينيا مثل الخميني يكذب بهذه الفضاحة أمام العالم وعندما يصل الى مأربه يجعل الوعود كلها تحت قدميه، وهناك شئ آخر لابد من الاشارة اليه وهوان الخميني لم يكن هوالزعيم الديني الوحيد في ميدان النضال، بل كان هناك آخرون لهم دور قيادي كبير في نجاح الثورة، وبد نجاح الثورة عادوا الى بيوتهم لا يتعاملون مع الخميني بل هم معه على طرفي نقيض، وهم غير راضين عما وصلت اليه الزعامة الدينية من انحدار وسوط وذل وهوان. ان الامام سيد كاظم الشريعتمداري والإمام القمي والإمام الزنجاني والإمام الطالقاني رحمة الله عليهم، كان لكل منهم دور عظيم وهام في نجاح الثورة وهؤلاء الأمة الأربعة عارضوا استيلاء الخميني وزمرته على الحكم بالنار والحديد واعتبروا الدستور مزورا والانتخابات مزيفة واعلنوا ان كل ما يبنى على الفاسد فاسد أيضا. إذاً فإن ما يقال من استيلاء رجال الدين على السلطة في ايران بصورة عامة إنما هوفي واقعه وحقيقته لا يطابق الواقع وحقيقة الامر، بل هناك طبقة خاصة من بين رجال الدين استطاعت ان تستولي على الحكم وتحتكر السلطة لنفسها والصراع بين الحاكمين من اهل العمائم والمحكومين من الطبقة نفسها على اشده في ايران، أما تفصيل تلك المؤامرة الشنيعة
على الحرية والشعب باسم الاسلام والدين فهوكما يلي: لا اعتقد ان الخميني وحده هوالذي وضع خطة احتكار السلطة، بل ان زمرته لعبت دورا هاما في وضع الخطط المناسبة في الموقع المناسب مع الاخذ بعين الاعتبار سذاجة الشعب الايراني وإيمانه بالثورة ومكاسبها وتأثير المواعيد الكاذبة والخطب الرنانة في نفسية هذا الشعب المغلوب على أمره. لم يظهر الخميني في الأيام الأولى بعد نجاح الثورة ما كان يظمره في قلبه من جعل نفسه وليا على العباد والبلاد، بل عين المهندس بازركان رئيسا للوزراء واطلق يده في تعيين وزراءه ما عدا يزدي وجمران وصادق طباطبائي وعاد الى قم يستقبل جماهير الشعب كمرشد للثورة يلقي فيهم الخطب اليومية كما اجتمع على بابه رهط من الناس ولكن في الوقت نفسه استولت زمرته على اربعة من اهم المرافق الحيوية في البلاد: 1. الحرس الثوري، الذي تم تشكيله منذ الايام الاولى من نجاح الثورة.2. اللجان الثورية التي شكلت في المساجد وعلى رأس كل واحد منها رجل من رجال الدين المحسوبين على الخميني.3. المحاكم الثورية التي بدأت بتصفية المعارضين ورجال العهد الملكي فورا.4. الاذاعة والتلفزيون. وفي الاسبوع الاول من العهد الجديد حكمت محكمة الثورة على خمسة من رجال العهدالقديم بما فيهم الجنرال نصيري رئيس السافاك -المخابرات في عهد الشاه- واعدموا فور صدور الحكم على سطح المدرسة التي كان يسكنها الخميني في طهران، وأجريت المحاكمة بصورة سريعة وسرية مما ادهش العالم وذلك ان تلك الشخصيات بما فيهم نصيري كانوا من اهم ركائز العهد القديم وكان يمكن الحصول منهم على معلومات قيمة عن اسرار الدولة التي ولت الأدبار، وأعلن بارزركاك ان لا علم له بهذه المحاكمات وبالاعدامات وانه لا يرضى إلا بمحاكمات عادلة وفق اصول متبعةفي كل انحاء العلم، ولكن نداء بازركان لم يلق اذنا صاغية واستمرت المحاكمة في محاكمتها وظهر للشعب ان الخميني هووراء هذه المحاكمات وهو
الذي يعين القضاة بأمره الخاص، وهكذا ظهرت قوة تنفيذية جديدة تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد ولا سلطان للدولة عليها. أما حرس الثورة واللجان الثورية فكان كل منهما دولة في دولة لا تقل شأنا وخطورة على المحاكم الثورية، لقد كان باستطاعة أي منها ان ترسل رجالها الى رئيس الدولة في أي وقت تشاء لتقبض عليه وتجره الى حيثما تريد وتشاء. وبذلك ظهرت في البلاد ثلاثة قوى تنفيذية أضعفها الدولة التي كانت تعتمد على الجيش والشرطة الذي دمر أحدهما تدميرا كاملا والثاني اصبح تحت حكم اللجان الثورية، وهكذا استولت زمرة خميني على السلطة منذ الايام الأولى من نجاح الثورة ولكن صورة غير مباشرة.
الثورة الشيعية الإيرانية وزيف النجاح الذي حققته.
بقلم: محمد العلي - الكويت
لقد نجحت الثورة الشيعية الإيرانية-التي قادها (الأمام الخميني!) - في تشويه صورة (الفكر الإسلامي الأصولي)، ونجحت في تمكين الشيطنة-الصهيونية والأمريكية-من رقاب ومقدرات المسلمين، كما قدمت للعالم نموذجاً سيئاً للإسلام، فأصبحت الأصولية في أذهان معظم الناس تعني الانتقام والتخريب والإرهاب والدمار والعودة إلى عهود الغاب والهمجية والبدائية والتخلف، وهي لم تكن في يوم من الأيام كذلك، ولن تكون، فالأصولية تعني إتباع الأصل والحق الذي جاء به محمد-صلى الله عليه وسلم-، وتعني الأخذ من المنبع الأصيل وهما (الكتاب والسنة)، كما تعني فهم وفقه حقيقة وطبيعة الحركة العامة للناس والأشياء على أصولها، وهذا الفهم والفقه سيأتي كنتيجة للأخذ من المنبع الصافي الأصيل.
فالثورة (الإسلامية الشيعية الأثنى عشرية) فشلت في تحقيق (الأمن الإسلامي) فشل ذريع، وهذا الفشل يوضح لنا أن قائد الثورة ومفجرها ومن سمي "بروح الله وأية الله!!! " الإمام المزعوم (الخميني) لم يكن إمام ولا آية ولم يكن عالماً وفقيهاً أصولي كما لم يكن يحوي روح من الله.
فمن سينظر إلى القضية بعاطفته الدينية فإنه لن يصل إلى الحقيقة، ومن سيفكر بها بعقلية مشجع النادي المتعصب لفريق ناديه لن يعقلها، وإن كانت المسألة "هذا ما وجدنا عليه آبائنا" فهي مشكلة أزلية منعت من كان قبلنا من إتباع الحق، وإن كانت القضية التنازل والتخلي عن العقل وتعطيله وتحييده بقول (ضعها برأس عالماً وأخرج سالماً!!!) فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فمن أجل الوصول إلى حقيقة، أوعلى الأقل للوقوف على أعتابها، علينا النظر إلى الأمور بموضوعية وبتجرد من الأهواء والعاطفة الخادعة للب والمعتمة للفؤاد، وأنا أعتقد بضرورة توضيح الصورة قدر الإمكان وهذا واجب المؤمن تجاه الآخرين، وإن كانت تلك الصورة ستُرفض عند البعض في الوقت الراهن فعليهم تحويلها ووضعها في مخزن "التدبر والفحص والتحليل والتأمل والمراجعة"، ونرجوعدم حذفها وإلقائها، إن لم توضع في مخزن "حق اليقين"، فمخزن "حق اليقين الفكري" هوالذي يوضع به كل شيء لمسه الإنسان ورآه بعينه وذاق مذاقه وأستطعم طعمه، وأحد هذين الاختيارين هوالذي يجب أن يأخذ به من قبل الإنسان الذي أكرمه الله بالعقل، وخاصة في هذا الزمن الذي اختلطت به الأمور وامتزجت به المواقف وتكاثرت به الفتن وجعلت المسلم المعاصر يقف حائراً أمامها، بل جعلت البعض يرتد عن دينه بسبب تكاثرها وتقاطرها، فإلغاء العقل وتأجيره للآخرين أوتركه لهم للاغتصاب والنهب دون مقاومة هومن صفات الهمج والرعاع والغوغاء المستسلمين استسلاما كامل لكل ما يقدم لهم من أفكار وتصورات، مثل أتباع المتأله والمنكوب بعقله سيئ الذكر صدام حسين، وكذلك مثل العلمانيين من المسلمين الذين وقعوا صرعى الفتن وظنوا أنها تقدم وحضارة، ولم يتصوروا أنها تخلف وانحدار، فإلغاء العقل وتعطيله وتأجيره للغير ليس من صفات المؤمنين.
فالثورة الإيرانية، وبلا ريب، كانت ثورة تقودها الشيطنة، فمنذ بداية اندلاع الثورة اتضحت طبيعة الروح التي كانت تقود الثورة الإسلامية المزعومة، فهي كانت روح خبيثة شيطانية ولم تكن روح طيبة ربانية، وهي كانت روح انتقامية تخريبية تأمريه، ولم تكن روح تسامحيه إصلاحية تنموية، فهي استغلت المقهورين وساقت المعبأين للانتقام، واستثمرت مشاعر المظلومين وأصحاب المآسي ووجهتم إلى الجهة الخاطئة. كما شردت معظم المسؤولين السابقين والمعارضين وعائلاتهم ولم تحاول احتوائهم بعد توضيح الصورة الحقيقية وبيانها لهم، فمن المؤكد أن الإمام المزعوم لم يكن يفقه حقيقة الصورة وطبيعتها ولم تكن له القدرة على فهمها وبيانها للآخرين، لأنه لم يكن عالماً وفقيهاً أصولي، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولم تأت الثورة لتأمين الناس "فكرياً ونفسياً وروحياً ومادياً"، بل أتت لتدميرهم وتشريدهم وتدمير منجزاتهم المادية والانحدار بها، كما أتت ((لتحيير!!!)) الناس ومنع أرواحهم من السمووالارتقاء، ولقد استغلت واستثمرت تلك الروح الشيطانية الخبيثة (العاطفة الدينية الجياشة) - وهي من سمات وصفات أتباع المذهب الشيعي وخاصة الأخوة الإيرانيين- وحرصت على بقاء صيوان العزاء الحسيني مفتوح لإثراء تلك العاطفة الجياشة واستثمارها وتوجيهها (لمصلحة النظام الخميني الأصولي!!!).
وبعد تلك السنين لا يجد الشعب الإيراني أمامه إلا مجموعة من المعممين-تخرج من قم وحوزاتها "العلمية! "- لتشكل كائنات بشرية طفيلية سريعة التوالد والانتشار-كجرذان الحقل-،تقتات على مآسي الشعب وتصادر حقوقه وحرياته وتتطاول على مقدراته وتوزعها على المقربين، وتجعل بقية أفراد الشعب حطام بشري تسوقه وتتقاذفه رياح التغريب والشيطنة لتحيله إلى أمة محطمة تهيم على وجهها في ممرات الحياة ومسالكها وتضيع بين دهاليزها وأنفاقها المظلمة، كما جعلتهم يتصارعون مع أنفسهم وغيرهم وشياطين الظلام من أجل توفير لقمة العيش للبقاء ولوفي الدرك الأسفل، وهذا من أبرز سمات ونتائج النظم الجاهلية الفوضوية التي تقودها وترعاها الشيطنة، وهي الانحدار والعودة لعصور الغاب والهمجية والبدائية والتخلف، والتي يجاهد المؤمنون من أجل دفع شرورها ولإخراج الناس منها.
ومن بعض نتائج الثورة الإيرانية التي أصبحت واضحة لكل من يتعايش مع الوضع الراهن في إيران ولكل متأمل ومراقب منصف، هي:
1 - البطالة
2 - الحرمان من الزواج
3 - الارتداد عن الدين
4 - التشرد في دول العالم
5 - تدهور الحالة الاقتصادية
6 - حرمان فئات الشعب من إثبات الذات
7 - تحديد النسل الإجباري
8 - استعداء الدول المسالمة مثل الإمارات وغيرها من الدول
9 - تدهور الحالة التعليمية وانتشار الجهل
10 - اندثار القيم الإسلامية
11 - مصادرة الحريات
12دفع الجيش الإيراني والمتطوعين إلى الاستمرار في القتال في الحرب "الإيرانية العراقية" علماً بأن المعتوه المتأله صدام هوالذي قد بدأ الحرب، ولكنه طلب وقف القتال، فلم يستجاب لطلبه من قبل الأمام الأصولي المزعوم!!!، إلا بعد أن استهلكت الحرب أرواح أرضت غرور الشياطين وخلفت ورائها المآسي والبؤس والشقاء، فالصراع كان صراع بين طواغيت
13 - وأهمها، وهوالذي كان متوقع، وكالعادة،-الدعوة للانتقال من غي إلى غي جديد تختلف إنارته وبهرجته وشعاراته بعد فشل "المشروع الأصولي الشيعي الخميني"- وتلك الدعوة أتت بعد ظهور طبقة مما يسمون مثقفين وإصلاحيين! بقيادة السيد /خاتمي- أصلحه الله وختم به الشر وأقبره- استشعرت الشرور وتطالب بالعودة إلى (الفوضوية والبدائية الصريحة) (العلمانية)، ولوبالزي والشعار الإسلامي، باسم التقدمية والإصلاح، ونحن قد نجد لهم عذر في ذلك، فذلك مبلغهم من العلم، فإن (الأصوليين) المُعْتَمد عليهم بالإصلاح وعلى رأسهم الإمام المزعوم وبطانته وخلفائه لم يحققوا وعودهم للشعب الإيراني.
لقد أخبرني أحد الإيرانيين وهومن عرب إيران ومن أحد ضحايا المذهب الشيعي والثورة الخمينية، بحرص السلطة الحالية على جمع الأشرطة المسجل عليها وعود الإمام المزعوم -للشعب الإيراني- بالرفاهية والتقدم وتحسين الأوضاع المعيشية، ومما قال أيضاً إن بعض الإيرانيين يترحمون على أيام الشاه!!!، عدى التصريحات التي صرح بها المسئول السابق السيد/بني صدر، والتي أوضح فيها عمالة الإمام الأصولي! المزعوم لأمريكا وعلاقته مع اليهود المغتصبين الطارئين في فلسطين، كما بين أن احتلال السفارة الأمريكية كان لأسباب سياسية أستنفع من نتائجها الطرفين، وهذا قيض من فيض، فأهل مكة أدرى بشعابها.
كما إننا نعجب من تلك العقلية الخرافية الأصولية التي تمنع لبس ربطة العنق مع اللباس الغربي، وتقوم بربط عنق الشعب وخنقه وتكبيله بالنظم والمناهج والقيم والتصورات الغربية المتخلفة الفوضوية، مثل الديمقراطية ونظام التعليم للأولاد والبنات وقانون تحديد النسل!!! وغيرها من المناهج والنظم والقوانين والتصورات والمفاهيم والقيم الفاسدة، وهذا من أكبر الأدلة بأن الأمام المزعوم ومن خَلَفه والبطانة لا شأن لهم بالأصولية الحقة لا من قريب ولا من بعيد، فهم لا يفقهون حقيقة وطبيعة الحركة العامة للناس والأشياء وطبيعة حاجاتها المختلفة، كما هم لا يفقهون قوانين الخلق في"النشأة والحياة والمصير" والتي هي من أولويات وضروريات العلم والفقه للقائمين على إدارة شئون الخلق وتسيير الحياة السياسية العامة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تلوث المصدر الذي يستمدون منه علمهم وفقههم وتصوراتهم وقيمهم، كما يدل على فساد وانحراف العقيدة والمنهج، وهذا الفساد والانحراف أدى إلى انعدام في الرؤية وضياع في المسيرة والعودة إلى عهود الغاب والبدائية والهمجية والتخلف، حسب الأصول المرعية للأحوال والأصولية الشيطانية.
وبالرغم من حصول الثورة- الإسلامية الأصولية الخمينية المزعومة- على تأييد عدد لا يستهان به من المخلصين من أصحاب النوايا الطيبة، وبالرغم من تمكنها، وبالرغم من توفر الأسباب لها، لم تستطع تقديم شيء يذكر، ولوكانت أصولية حقه لما استطاعت الشيطنة الصهيونية والأمريكية الصمود أمامها كل هذه المدة، ولما جرأت على الإفساد في الأرض، ولقضت عليها ونحرتها حسب الأصول، ولاستدلت واهتدت إلى مكان نحرها، ولعرفت أصول وطريقة تعليقها وسلخها، ولوكانت أصولية حقه لأصبحت تلك الجاهلية المتأله الحديثة أطلال وهشيماً تذروه الرياح، ولأصبحت أحاديث وقصص وروايات يتندر بها العجائز فيما بينهم، ويروونها لأبنائهم في ليالي السمر. قال تعالى:"مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) " (الحج).
لا للتقريب ولا للتغريب ونعم للتقرب من الحق.
إن الأصوات الصادرة من بعض أفراد أهل السنة والجماعة والتي تنادي بالتقريب بين معتقد (أهل السنة والجماعة) وبين المعتقد (الباطني الرافضي) والمسمى (بالمذهب الشيعي) هي وبلا شك معظمها أصوات مخلصة، تود الخير والوحدة للأمة الإسلامية، ومنها قد تأثر بالمعاملة الطيبة المخلصة من بعض العوام من أتباع (المذهب الباطني) وخاصة المتمردين منهم والمتجاهلين لفتاوى علمائهم المحرضة على أهل السنة والجماعة والمرفقة بتوصية استخدام التقية تجاههم، أي يأمرونهم بانتهاج نهج مخادع باطني تأمري!!!، وهذا النهج من المستحيل أن يكون نهجا ومنهجاً لمؤمن موحد مكلف بحمل رسالة ربانية، فطيبة وحسن المعاملة وصدقها من بعضهم حقيقة من الصعب تجاهلها، خاصة عند من تعايش معهم وجاورهم وخالطهم ووقف على جميع أحوالهم في السراء والضراء ولمس حسن وطيبة المعاملة والجيرة عند بعضهم، فهم بلا شك كبقية الخلق منهم الطيب ومنهم الفاسد الرديء.
ونحن نعتقد أن الدعوة إلى التقريب بين الفرقتين دعوة باطلة، ولا يجب ربطها بحسن الخلق العرفي وبالعواطف والأماني، فالقضية قضية عقيدة ومنهج رباني لا يتغير ولا يتبدل بتغير السنين والأزمنة، ولا يتغير بتغير أحوال الناس وأهوائها، فهومنهج يسع الناس جميعا، وهومنهج صالح لكل زمان ومكان، وهودين ومنهج له قيمه ونظمه ومناهجه وآلياته الأصيلة التي لا ينهض ولا يتحرك إلا بها، فأي نظم ومناهج وآليات مبتكره ومبتدعة لا تستطيع النهوض به وتحريكه أبداً ولوأتفق جميع الخلق -أنسهم وجنهم- على ذلك، وهي المشكلة التي تعاني منها إيران والمملكة السعودية والسودان- بصفتها دول تطبق الشريعة الإسلامية- فجميعهم يستخدمون نظم ومناهج وآليات مبتكرة مبتدعة لا يمت معظمها- لنظم ومناهج وآليات الدين الإسلامي-بأي صلة، مثل (نظام التعليم للأولاد والبنات ونظام العمل والمنهج السياسي والنظام المالي ونظام التعيين في المناصب ... إلخ) فلذلك هم يسيرون إلى الانحدار ولكن بسرعات متفاوتة وبأشكال مختلفة، فالقضية يجب أن تفهم على أساس أن هناك آليات ونظم ومناهج وقوانين وسنن يجب إتباعها والعمل بها، فالقضية ليست فوضى (ومزاج وهوى) كما يظنها البعض، وكثرة التكرار والتصريح بإتباع منهج السنة والجماعة أوالسير على خطى أئمة أهل البيت لا يعني أن الأمر صحيح، فالصحيح هوما ظهر على أرض الواقع ولمسه الناس وذاقوا واستطعموا صحته وتأثروا بها وظهرت على أحوالهم "الفكرية والنفسية والروحية والمادية"، لذا فيجب أن تكون الدعوة إلى التقرب من الحق وإتباعه دون مزايدات، فالحق ساطع وصريح يعبر عن نفسه بوضوح، ولا يراه إلا الباحث عن الحقيقة المتجرد من الهوى المضلل والأماني المريضة والآمال الخادعة.
وبعض الأخوة من أتباع المدارس التقليدية لأهل السنة والجماعة مثل (السلفية الوهابية)، وخاصة من أولئك الذين لم يخالطوا (الشيعة) يعتقدون بضرورة مناصبتهم العداء والعمل على حرمانهم من الحقوق التي كفلها الإسلام سواء كانت في الترقية الوظيفية أوالجيرة وغيرها، ويعتبرون ذلك من أساس المعتقد وكمال الإيمان، وهذا التصور والمعتقد أتى نتيجة لاعتقادهم بضرورة الأخذ ببعض الفتاوى القديمة التي أصدرها علماء وفقهاء أهل السنة والجماعة، والتي كانت في وقتها فتاوى صحيحة، حيث إنها كانت تعالج أحداث سياسية وعسكرية ودينية واجتماعية، وقف فيها كل (الرافضة والمتسمين الأن باسم الشيعة) ودون استثناء موقف العداء لأهل السنة والجماعة والأمة الإسلامية، ونحن نعتقد أن تلك الفتاوى القديمة لا تناسب الأوضاع الحالية وذلك بسبب تغير الظروف والأحداث والمواقف مع مرور الزمن وتغير الحالة العامة (السياسية والعسكرية والدينية والفكرية والاجتماعية)، حيث أصبح المتآمرين على الأمة الإسلامية من قيادات الشيعة أوالرافضة يختبئون وراء العوام الغافلين، كما يختبأ بعض علماء وقيادات أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق الأخرى والحكام و(العلمانيين) المتآمرين خلف العوام الغافلين، فالمسلم المعاصر يجد نفسه أمام شبكة عريضة معقدة ومتشابكة من المعتقدات والأفكار والتصورات والتوجهات، فتعدد الجبهات وتشعبها واختلاف طبيعتها جعلت المسلم الباحث عن الحقيقة في حيرة من أمره، يخاصم ويحارب من ويصالح من؟!.
فنحن نعتقد أن صورة وطبيعة العلاقة التي يجب أن تكون بين (السنة والشيعة) في الوقت الراهن هي علاقة (عدل وإحسان)، فالله سبحانه وتعالى هوالمطلع على السرائر والنوايا، فعلاقة العدل والإحسان يجب التعامل بها خاصة مع العوام (المحيرين!!!) في دائرة- متينة مغلقة- من الأوهام والتصورات الخاطئة والقصص والأساطير والروايات الخرافية المغلفة بالعاطفة، والمدعمة بشبكة عريضة متشابكة ومعقدة من الفتاوى المضللة، والمطعمة والمدعمة بأسماء أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم-وهم من كل ذلك براء-، وهذا التطعيم والتدعيم وضعه المدلسون منذ القدم ليسهل الأمر للأفكار الخاطئة والأساطير والتصورات الفاسدة التسلل إلى القلب والعقل من أجل تحقيق نوع من الأسر النفسي والإرهاب الفكري الذي يسهل عملية الاغتصاب والنهب الفكري والسلب الروحي، والذي عادة ما يكون كمقدمة للنهب والسلب المادي، فهم ضحايا المكر الوعر الخبيث وضحايا الحرمان الفكري كغيرهم من بعض المسلمين، مثل بعض أتباع المدارس التقليدية لأهل السنة والجماعة، أو(العلمانيين) من المسلمين، فهم يعيشون بغيبوبة وسكرة فكرية تامة، وذلك بسبب الوقوع بالفتن وإتباع الشبهات مع ((اختلاف النسب واختلاف طبيعة تلك الفتن والشبهات واختلاف مسافة القرب منها وعمق الإرتكاس بها))، وكذلك بسبب الاغتصاب الفكري والسلب الروحي الذي مورس وهولا زال يمارس على معظم المسلمين وبأيادي مختلفة وبطرق متنوعة، بل حالهم-أي الشيعة- وخاصة المتعصبين للمذهب وحسب ما أعتقد أدهى وأمر، فهم وضعوا كل ما يملكون من عقل بأيدي سادتهم ولم يبقوا لأنفسهم شيء منه إلا النزر اليسير ليعينهم على بعض شؤونهم الحياتية والمعاشية، فهم ألغوا شيىء أسمه التدبر والتفكير في شؤون العقيدة والدين، وشطبوا من أجنده عقولهم خانة التأمل والتحليل والمراجعة، وأعرضوا عن قراءة آيات الله في الأنفس والآفاق، فهم يأثمون وبلا شك على ذلك، فتلك الدائرة الشيطانية
الماكرة المتينة الوعرة وضعهم بها عتاة وأئمة المدلسين، ورعاها سادتهم وعلمائهم لأنهم لا يعلمون ولا يفقهون شيئاً، وبعضهم لا يعلمون بأنهم لا يعلمون، فهم يعيشون بجهل تام، وتلك بحد ذاتها تعتبر من أهم العثرات التي تمنع من الوصول إلى الحق ورؤية الحقائق، فإذا كان ما يسمون علماء وفقهاء لا يعلمون بأنهم لا يعلمون، فكيف بالعوام الذين أسلموا زمام عقولهم ووضعوها بأيد علمائهم- المعاقين عقلياً والمدمرين فكرياً- ليمارسوا عليها أسوأ وأدهى الممارسات، مثلهم مثل بعض علماء أهل السنة والجماعة وغيرهم من أتباع مناهج ونظم السلاطين والحكام، فأهل السنة والجماعة (من بعض أتباع المدارس التقليدية المصادرة والموظفة من قبل بعض الحكام مثل السلفية والوهابية*) والشيعة مختلفون في العقائد مجتمعون بالنتائج مع اختلاف نسبها وطبيعتها، والمتمثلة بالإعاقة العقلية وانعدام الرؤية السوية، فيجب معالجة النتيجة بعد معرفة السبب!!!، ومن أراد الدليل والوقوف على المزيد من الحقائق لمعرفة الأسباب، عليه كبح جماح هواه للتأمل ولقراءة الصفحات الروحية والمادية للواقع اليقيني بتجرد وبهدوء وروية وتدبر فهي أبلغ دليل، ونعني بالواقع اليقيني هو(البعد المادي والروحي مجتمعين) أوهو(الواقع المادي الملموس والروحي المنظور من خلال الخبر الصادق-الكتاب والسنة- والمتمثل على أرض الواقع والذي لا يراه إلا المؤمنين الذين تجنبوا الفتن والشبهات) وهوواقع يقيني (لا يراه من انفصل فكرياً وعقلياً وروحياً عن الخبر الصادق-الكتاب والسنة-، ولا يراه من يعاني من حالة الانشقاق الفكري*، فبسبب هذا الانفصال والانشقاق أصبح يعيش بعقل برزخي يرى الأمور بعين واحدة وهي عيني رأسه فيسميها واقع وهوفي حقيقة الأمر وهم كبير مجسد على أرض الواقع)، والواقع اليقيني هوالواقع الصحيح الحق الذي لا يتجاهله من المسلمين إلا مكابر أبى إلا أن يعيش بالوهم الكبير والسير وراء السراب والجري
وراء الفتن والوقوع بالشبهات ولوبالزي والشعار الإسلامي، والواقع اليقيني هوالواقع الذي لا يراه المعاقين عقلياً والمدمرين فكرياً من العلمانيين الذين استمدوا تصوراتهم وقيمهم وأفكارهم من المنابع الفاسدة للجاهلية الغربية.
إذن يجب أن تكون الدعوة إلى استخدام العقل وتنشيط الفكر، فالقضية لا تحتاج إلى حوار وجدل عقيم فمن سبقونا لم يتركوا شيء، إن المسألة تحتاج إلى حوار صادق مع النفس، وتحتاج للمراجعة والبحث والتأمل والتدبر وطلب التوفيق والهدى من الله.
ونحن ندعوا أنفسنا والمسلمين إلى الحرص على عدم تصعيد الخلاف فمسألة العقائد مسألة مبينة وواضحة ومحسومة في كتب علماء أهل السنة والجماعة، والعقل الواعي السليم الذي لم يدخل بالغيبوبة الفكرية ولم تطاله السكرة التي نتجت عن الوقوع بالفتن وإتباع الشبهات سيستدل عليها بسهولة ويسر، فلا يجب أن تأخذ المسائل بعصبية وتشنج، وتصعيد الخلاف هومبتغى أعداء الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- خاصة في ظل الظروف الراهنة، وهم أوجدوا هذا الخلاف لتعيش الأمة في فرقة وتشتت دائم تام، يمزق بعضها بعض، ويتربص بعضها ببعض، ويجتهد بعضها على بعض، وينحر بعضها بعض، والشياطين وأعوانهم يرعون جميع الأطراف المتناحرة رعاية متواصلة، فيجب أن يوجه الجهد نحوهم. أي نحوالصهاينة اليهود والنصارى المتآمرين، والعلمانيين من المسلمين المصرين على إتباع الباطل والدفاع عن أهله، وكذلك نحوالقوميين والاشتراكيين -كحزب البعث- وكل المنادين بالعودة إلى عصور الغاب والبدائية والهمجية والتخلف، فيجب على المسلم أن لا يجعل من نفسه أداة تنفذ مخطط أعداء الأمة الإسلامية.
ونحن نعتقد بأن مسألة التقريب مع الشيعة مسألة مستحيلة بسبب فساد معتقدهم وانحراف مسلكهم، فدولتهم-المتهالكة والآيلة للسقوط- في إيران تشهد على ذلك، فهي مسألة لا تحتاج إلى جدال "فالنقل الصحيح والعقل السليم" يدلان عليها، ((أي أمامنا تجربة وعلينا المشاهدة والاستنتاج لنستدل على نجاحها وصحتها أوفشلها)) ومن أراد تعطيل العقل وتأجيره للغير وتركه للنهب والاغتصاب والاعتماد على النقل الفاسد الذي بين يديه ويتعامى عن النتائج التي يشاهدها بعيني رأسه فهوحر مخير في ذلك، وهوبلا شك يعاني مشكلة ما بعقله المعطل من قبل الهوى والأماني الفارغة المريضة، فحسابه وجزائه على الله، والعاقبة للمتقين، كما إنني أعتقد، والله أعلم، لقد أقيمت الحجة عليهم-عدا الحجج الأخرى- بقيام الدولة (الباطنية) التي ظهرت نتائجها السيئة جلية وواضحة للعيان لا يتجاهلها إلا مكابر أبى إلا أن يعيش بالوهم الكبير والجري وراء السراب.
فيجب إعادة تأسيس دولتهم وتدعيمها بالمعتقد وبالمنهج الصحيح الأصيل، ونحن لا نتمنى لهم الدمار والانهيار بل نتمنى لهم العزة والرقي ولا يكون ذلك إلا بالمنهج الصحيح، كما إننا نأمل باندثار وانحسار كل القيم والمعتقدات الباطلة الفاسدة التي أدت إلى هذا الضعف والانهيار، كما نعتقد أنه من الواجب علينا بيان فساد معتقدهم وسوء مسلكهم وتنبيههم إلى خطورته وأثره على"النفس والدين العقل والعرض والمال"وخطورته على قيم الجنس البشري برمته، وهذا من العدل والإحسان، وهذا واجب علينا نؤديه تجاههم لأننا نعتقد بأن هناك الكثير من الخير بهم يجب أن يصب ويوجه إلى الجهة الصحيحة لتنتفع به الأمة الإسلامية قاطبة، وكذلك بالنسبة لأهل السنة والجماعة نجد من واجبنا بيان خطورة التساهل والتهاون وارتخاء القبضة عن الحق الذي بأيديهم، فالتراخي كذلك يؤدي إلى ذهاب العقل وفساد التصورات وانحراف المسير، والأمة الإسلامية لا تنهض ولا ترتقي إلا بجناحيها القويين وهما كتاب الله وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم-،ونحن ندعوللتعايش ببوتقة العدل والإحسان مع الشيعة وغيرهم من المسلمين ((مع الحرص على بيان المعتقدات والأعمال الفاسدة المضرة"بالنفس والدين والعقل والعرض والمال"))، للتمهيد وللانتقال بإذن الله وبتوفيقه إلى بوتقة علاقة الأخوة الإيمانية لتنصهر بها الأمة الإسلامية وتصبح متحدة الكلمة متحدة التصور والرؤية متحدة المشاعر متحدة الراية لأنها تعبد رب واحد وبيدها كتاب واحد وتتبع نبي واحد وهوخاتم النبيين والرسل-صلى الله عليه وسلم-.
وكذلك نحن ندعوللتقرب من الحق والبحث عن الحقيقة وسط هذا الركام من الأفكار والتصورات والمفاهيم والقيم الفاسدة، ونحن لا ندعولذلك من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية أواللحمة القومية كما يقال، فهي دعاوى الغافلين المغيبين عن الوعي، كما هي دعاوى الغوغاء والهمج والرعاع والمستفيدين من الفوضى والتفكك والاختلاف والانهيار، بل ندعولذلك من أجل الوحدة الإسلامية والتي لا تكون إلا بإتباع الحق ونصرته لكسب رضى الله جل شأنه، والله هوالحق.
فالتقريب دعوة علماء الحكام والسلاطين، وهي دعوة قديمة مُجددة، فعلماء الحكام والسلاطين لا يعنيهم وقوف الناس على الحقائق اليقينية ورؤيتها، ولا يعنيهم حفظ حقوق الناس وصيانتها والمتمثلة بحق حفظ "النفس والدين والعقل والعرض والمال"، بل بعضهم يحرص على بقاء الناس بلا عقل وبلا قيم مثل ما هوحاصل الأن، فذلك سيسهل المهمة على العاملين في تشغيل النظم والمناهج الغربية الفوضوية، وكذلك سيسهل الأمر على الناشطين بتسويق عقائد الشياطين، فعلماء الحكام والسلاطين همهم إرضاء السلطان وتثبيت حكمه ولوعلى حساب سوء الحالة الإيمانية للرعية، فما يرضي الله جل شأنه لن يرضي السلطان الذي يدير أمور الخلق بآلية ومناهج الشيطنة ونظمها، هذا والله الموفق والعاقبة للمتقين.
*آليات العمل في الكويت والمملكة: تدار (بتروس) ونظم ومناهج "الشيطنة" مع اختلافات بسيطة في شكل آلية العمل، والجماعات الدينية (السلفية أوالوهابية وجماعة الإخوان المسلمين (والشيعة-خاصة في الكويت)) يشكلون (تروس) وسط تلك الآلية، وتسهيل العمل لهم وإمدادهم من القبل الحكومات مادياً ودعمهم معنوياً يعتبر كالتزييت الذي يساعد (التروس) على الدوران داخل (المكائن) لتسهيل الحركة العامة "للشيطنة"، وهوكذلك يعتبر إمداد بالطاقة من مصدر ومنبع ملوث التصور والنية ومُختلف الهدف يسمم أفكارهم ويغيبهم عن الوعي، ويشتت جهدهم ويحد من حركتهم، ويصيبهم (بالوهن)، ويجعل بأسهم بينهم شديد، (فالمسألة مسألة قوانين وسنن يجب أن تدرس وتفهم جيداً)، فهم ومع الأسف الشديد أصبحوا جزء لا يتجزأ من آليات العمل ويمدون ومن دون وعي منهم آليات ونظم ومناهج "الشيطنة" بالحياة والقوة والحركة لتطحن قيم المجتمع وتجرشها ولتَدرِس أنفس وأرواح الناس وتؤذيها، مثل التربية والتعليم والإعلام والبنوك ... إلخ، وهذا العمل يعتبر عمل غير صحيح وغير صالح ولن يكون مصلح، وهولا يرضي الله سبحانه وتعالى، وصاحبة يأثم عليه أثم كبير مهما كانت الحجج والمبررات، هذا في حالة إحساسه واستشعاره بالنتائج والتعامي عنها من أجل (مصالح خاصة أوعامة محدودة) تضر المجتمع المسلم، فإن كانت الناس تخدع فإن الله سبحانه وتعالى لا يخدع، وأما إذا كان في غفلة من أمره فعليه الانتباه لخطورة الأمر إذا كان من المصلحين، فالحركة مع آليات ونظم ومناهج (الكفر والشيطنة) يعتبر شذوذ عن الفكر الإسلامي الأصولي، وهوتنافر بين الفكر الإسلامي الأصولي والحركة الإسلامية الأصولية، فيجب أن تتوافق الحركة مع الفكر ليتم القضاء على المكر-الذي عاث بالأرض فساداً- حسب الأصول الشرعية للأوامر الربانية.
* حالة الانشقاق فكري هي: انفكاك التكامل بين الوحي الصحيح-الكتاب والسنة-من ناحية والعقل الصحيح والحواس السليمة من ناحية أخرى، وهي الحالة التي يعيشها من وقع في الفتن وأتبع الشبهات، ولِبسْ الزي الإسلامي مع قصور في التصور أومع تنافر الفكر والحركة لا ينجي من تلك الحالة.
"إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإصْلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) " (هود).
ونسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويرد لهم وعيهم ويلم شملهم ويحفظ بلادهم ويصون أعراضهم ويحقن دمائهم، ويرد كيد الأعداء إلى نحورهم ويشل حركتهم ويبطل مكرهم ويفل حدهم ويعطل آلتهم، اللهم آمين، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.
الثورة الماركسية للخميني قتلت محمد وموسى الصدر
مشاركات القراء
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أنّ العنوان غريب على أذهان الكثيرين لكنها الحقيقة التي لابد من معرفتها.
وحتى نصل إلى هذه الحقيقة لابد لنا من تعلم بعض القواعد في فهم حركة التشيع السياسية التي من عرفها يمكن له فهم ما جرى وتوقع ما سيجرى.
القاعدة الأولى: الشيعة ليسوا كتلة واحدة بل هم كتل متباينة على مستويات متعددة وهذا تطبيق قوله تعالى (تحسبهم جميعا وقلبوهم شتى)
فهم إخبارية وأصولية في المذهب
ومحافظين وإصلاحيين في السياسة
وعرب وفرس وترك في القومية
وفى الحكم ولاية الفقيه أوشورى الفقهاء أوضدهما!
وفى التغير ثورية ماركسية أوديمقراطية ليبرالية
ويمكن إيجاد فوارق أخرى بالتأمل والبحث، والمهم هوإيضاح تفرقهم وعدم التعامل معهم على انهم كتلة موحدة.
القاعدة الثانية: هذه الاختلافات قد تتقاطع أوتتوازى أحيانا، فقد يكون الشخص أصولي، فارسي، يؤمن بشورى الفقهاء، ديمقراطي معادٍ للشيوعية مثل الشيرازي
وآخر اصولى فارسي يؤمن بولاية الفقهاء ثوري متعاون مع الشيوعيين مثل الخميني
فهما أصوليان فارسيان لكن منهج الحكم والتغير متعارضان وقد يكون السبب التنافس الشخصي أوالبيئة المختلفة (الشيرازي / العراق، الشيوعية قوية وحاكمة الخميني / إيران، الرأسمالية قوية وحاكمة)
لكن العداء قوى بين الشخصين والمنهجين وحادثة وفاة الشيرازي واعتداء الايرانين على جثمانه مثال على ذلك.
القاعدة الثالثة: هناك صراع قوى وحقيقي بين هذه الأجنحة المختلفة كما سبق في مثال وفاة الشيرازي وهذا تطبيق قوله تعالى (بأسهم بينهم شديد) وهذا أمر مشاهد ومعلوم قديما وحديثا لكن غير مستفاد منه في حركة أهل السنة في جهاد الروافض.
القاعدة الرابعة: البداية اليهودية للتشيع أمر معروف والتشابه بين التشيع واليهودية في الأفكار والأعمال قد الفت فيه الكتب (منها بذل المجهود فى إثبات تشابهه الرافضة لليهود لعبد الله الجميلى) لكن هذه اليهودية ليست شرطا في كل شيعي فقد يكون الشيعي ولوكان مرجع كبير مغفل كبير!
وقد يكون مدرك إبعاد المشروع اليهودي / الشيعي وهؤلاء غالبا من ليس لهم
اصل واضح (كما يقول الموسوي عن الخميني في الثورة البائسة ص 148) اومن يأتى بتطوير في المذهب كالخميني أيضا!!
القاعدة الخامسة: من طبيعة الأمة اليهودية أنها تنجب دوما مذاهب وأفكار جديدة تلائم الوضع المعاصر ومن هذه المذاهب الجديدة الشيوعية ونسبتها لليهودية ليس موضع جدال، ويبقى البحث عن العلاقة التي سوف تكون بين الأبناء وفهمها حتى لا نقع ضحية الجهل والسطحية.
والعلاقة المفترضة بين التشيع والشيوعية لا تعنى الإلحاد - وان كان التشيع في الحقيقة مذهب ملحد لا يؤمن بالرب بل ببشر يقومون بدور الرب - بل المقصود هوالتعاون لتحقيق الأهداف اليهودية من خلال أشكال متعددة فاليهودية ترى أنهم أبناء الرب والكل خدم لهم ولهم حكم العالم والتصرف به.
والتشيع هومناصرة آل البيت - زعموا - حتى يحكموا العالم ويظهروا عندها القرآن الحقيقي أوالوحي الغائب وعندها سيحكمون بشريعة داود ويقتلون العرب وقريش!!!
والشيوعية هي أن يحكم الشعب! نفسه من خلال الحزب والحزب تحكمه اللجنة المركزية واللجنة كلها أواغلبها يهود لأنه لا فوارق دينية بين الشعب!
وهكذا تتحقق الأهداف ولا يهم من الذي وصل إليها أولا ً.
ولا يعنى هذا ان كل شيعي يفهم هذه العلاقة ويعمل من خلالها بل هناك الكثير من الشيعة يحارب الشيوعية لعدم الفهم للاصول اليهودية للتشيع، وهذا يقع عند السنة ان يحارب بعضهم امور هى اسباب تمكينهم مثل فقه الواقع اوالتنظيم والعمل الجماعى وغير ذلك فهذا هوالشذوذ الذى يؤكد القاعدة.
بعد عرض هذه القواعد افصل فى مقصد البحث وهوالثورية الماركسية عند الخمينى وكيف انها كانت السبب فى قتل زعيمين بارزين فى الشيعة هما محمد الصدر وموسى الصدر لانهما يحاربان الشيوعيه ويملكان (تنظيمين) يمكن ان يعيقا الخطة الخمينية (تصدير الثورة).
أولا ً: الادلة على ثورية الخمينى الماركسية الشيوعية
1 - الدكتور موسى الموسوى شيعى ايرانى معاصر للخمينى بل على علاقة جيدة معه وكان من المشاركين فى صنع الاحداث كتب كتابه الثورة البائسة ليبين حقيقة هذه الثورة فذكر تعاون الخمينى مع حزب توده الشيوعى ص 31 وانهم الذين احتلوا السفارة الاميركية ص 103 وذكر شيوعية الثورة الخمينية صراحة ص 171 وبين الممارسات الثورية الشيوعية من القتل الدموى وانتهاك الاعراض فى المحاكمات الثورية ص136 وحكم عليه ص174 فقال: (لا اجد صعوبة فى رمي الخمينى بالشيوعية مع ما عليه من الطيلسان والعمة والرداء)
2 - نص الدستور الاسلامى! للجمهورية الايرانية على اصول شيوعية منها
التأ ميم فى المادة 108 فى الطبعة الاولى والان اصبحت مادة 44 وتنص على تأميم الصناعات الكبرى والصناعات الام والتجارة الخارجية والمناجم الكبيرة والعمل المصرفى والتأمين والطاقة والسدود ......
كانت المادة 117 تنص على ثورية الدولة ثم رفعت منه وكان خامنئى قد صرح لمجلة الوطن العربى عدد 109 بمناسبة مرور عام ونصف على الثورة عن اهداف الثورة فقال (اول اهداف حزبنا هوبث التوعية الاسلامية السياسية والتربية الثورية بين صفوف الشعب الايرانى)
3 - التعاون المطلق مع الشيوعيون بكل الوانهم قبل الثورة واثنائها وبعدها
وهذا ذكره كل من تعرض للثورة الايرانية فسامى ذبيان فى كتابه ايران والخمينى ص 17 عدد اسماء التنظيمات اليسارية التى دعمت الخمينى
ةيقول ص 9 عن المفاهيم التى تحملها الثورة انها (يسارية ماركسية الى يسارية عروبية الى دينية تقدمية) وانظر وجاء دور المجوس ص285 مع التحفظ على توجيه المؤلف للموضوع والحقائق التى تخالف ما ذهب اليه.
ثم لما اصبح وجود الشيوعيون فى الصورة مزعج جرى ابعادهم مع استمرار المخطط ولذلك لم يعترض الروس على الابعاد ولم ينقطع التعاون بينهم.
4 - الباحث الفرنسى اوليفه روا فى كتابه تجربة الاسلام السياسى يقول عن التشيع المعاصر وتحولاته انه (يتحول فى القرن العشرين الى اداة للإستيلاء على السلطة وعندئذ إنبثقت على هوامش المذهب تركيبة توفيقية بين السلفية التقليدية والايديولوجية المتمركسة)
5 - التعاون والتنسيق مع الروس واتباعهم لهذه الثورة قائم من قبل ان تقوم الثورة نفسها فقد تولت ليبيا وكوريا الدعم المالى والتقنى لتهيئة الكوادر على ارض لبنان وبلغ الدعم 100مليون! (ايران مستودع البارود، ادور سابليهص17 وجاء دور المجوس ص274
وبعد قيام الثورة قدم الروس الدعم الاقتصادى لها بتوقيع برتوكول لتنشيط الاقتصاد شمل قطاع الطاقة والكهرباء والسدود والاسلحة والخبراء الفنيين فى عام 82 (مجلة الحوادث عدد 1321) وهذا فى الوقت الذى كان العالم الاسلامى يقاطع روسيا على غزوه لافغانستان كان الشيوعيون يدعمون الشيعة فى ايران!!!
ودعم الروس الايرانيين بالاسلحة فى حربهم مع العراق واجريت محادثات لعقد معاهدة دفاع مشترك عام 87 (الراى الاردنية 21/ 11/87)
وهذا الدعم الروسى لايران لايزال قائم على اعلى المستويات وهوالمفاعلات النووية!
6 - ان الدول الصديقة لايران والتى تدعم ايران هى الصين كوريا روسيا وكلها شيوعية.
7 - اما الخمينى وصدام فقد كا نت العلاقة بينهما جيدة فى الوقت الذى كانت علاقة شيعة العراق به سيئة حيث ان قدوم الخمينى للعراق كان عام 65 وغادرها عام 78 بينما الشيعة العراقين (الصدر) قد تصادموا مع البعث بعد استيلائهم على السلطة عام 63 وهذا يذكره الموسوى فى الثورة البائسة ومن الغريب ان الخمينى مع بقائه فى العراق 13 عاما كان ضعيف الصلة بالصدر!!! مقال الفكر الجديد ص16
هذه ادلة كافية لمعرفة التوجه اليسارى للثورة الايرانية وهذا التوجه يراد به تبنى النظرية اليسارية فى العمل السياسى وهى (نظرية العنف الثورى)
وذلك ان الشيعة تؤمن مثل اليهود بالانتظار حتى جاء هرتزل الصهيونى بالعمل من اجل صهيون وكارل ماركس الشيوعى بنبذ الاديان ودمج اليهود مع الاخرين حتى يتمكنوا من السيطرة عليهم والخمينى عند الشيعة بعدم انتظار المهدى الذى قد يتاخر الاف السنيين واخترع ولاية الفقيه لمزيد من التوسع انظر حقيقة المقاومة ص23
ثانيا: قصة قتل الخمينى لمحمد الصدر
كنت قد سمعت هذه القصة من استاذى محمود عبد الرؤف القاسم لكن لم اهتم بها حتى وجد ت الشيعة يذكرونها وينادون بدراستها واستخلاص الدروس منها
وسوف اعتمد على دراسة مطولة عن محمد الصدر بعنوان (الامام الشهيد محمد باقر الصدر مراجعة لما كتب عنه باللغة الانجليزية بقلم د. عبد الرحيم حسن) نشرت فى مجلة الفكر الجديد القريبة من حزب الدعوة العراقى عدد 6 وحصلت عليها من الانترنت.
وهنا ملاحظة وهى تعدد الكتابات الغربية عن الصدرخصوصا والشيعة عموما وعدمها عند اهل السنة
وهذا فرع من الاستهزاء بالعلوم الانسانية.
من المشهور موقف الصدر المعادى للشيوعية ولذلك كتب اقتصادنا ورد على الماركسية وإصطدم بالبعث والصدر قد اسس حزب الدعوة الشيعى وكان يتبنى العمل السياسى وهنا مسألة هامة جدا ذكرها الباحث الفرنسى اوليفه روا فى كتابه تجربة الاسلام السياسى ص178 (ان الشاه قد دعم الصدرين محمد وموسى فى العراق ولبنان) لمحاربتهما للشيوعية التى تحارب الشاه.
وهذه الامور تشكل خطر على الخمينى وفكره بعكس بقية المراجع الذين ليس لهم تنظيم اوعداء مع الشيوعية ولما عارضوا ولاية الفقيه تمكن الخمينى من محاصرتهم اوسجنهم دون ان يدافع عنهم احد.
وهذا التميز للصدر عن المراجع الاخرين كان سبب قتله بحيلة ذكية وهى دعوة الخمينى علنا للصدر فى الاذاعة الايرانية القسم العربى بالبقاء فى النجف وقلب نظام الحكم؟؟!! ومن يعرف طبيعة الاشياء يعرف ان هذه الرسالة لاتصدر إلا من حاقد يريد الإضرار بمن وجهة له الرسالة.
وعلق د. عبد الرحيم كاتب المقال على هذه الرسالة ص 15 (ما فعله القسم العربى فى اذاعة الجمهورية الاسلامية خلال تلك الشهور العصيبة يستحق ان يصبح موضعا لدراسة مستقلة وتفصيلية خالية من المجاملة بغية الاستفادة من الاخطاء وعدم تكرارها فى تجربة مماثلة) ولاحظ اللغة الدبلوماسية فى الاتهام للخمينى! وكان ص 13 ذكر النتيجة التى وصل اليها صاحب مقال دور محمد الصدر فى النشاط السياسى الشيعى من عام 58/ 80 بقوله: (إنّ الضربة القاضية جاءت من إيران وقد أذاع الامام الراحل السيد الخمينى من ايران رسالة .. توصى الصدر بالبقاء فى الحوزة)
وهذه الرسالة ايضا تعرض لها جودت القزوينى فى مقاله (اشكالية الفقهاء والدولة وبدايات الحركة الاسلامية فى العراق) والذى نشر فى مجلة الفكر الجديد عدد 2 فقال (فوجىء الصدر باذاعة طهران القسم العربى وهى تذيع برقية بعثها اية الله الخمينى تستحثه بعدم مغادرة النجف والتصدى لحفظ الكيان العلمى لهذه المدينة ..... )
وعلق على البرقية بقوله (يستلفت النظر امران:1/ ... يلقبه بلقب لايتناسب مع مقامه العلمى ... 2/ اسقط الخمينى من حسابه ردود الفعل الرسمية العراقية ..... ) ويقول ايضا (ان الصدر لم يكن عازما على مغادرة العراق وكان متألما من العناصر التى سعت الى الخمينى لحثه على كتابة هذه البرقية) ويعزوهذا الكلام لعامر الحلوفى كتابه تاريخ الحركة الاسلامية فى العراق ص 123
وكانت نتيجة البرقية ان قامت المظاهرات تأيداً للصدر ثم القت السلطات العراقية القبض عليه ووضعته فى الاقامة الجبرية حتى زال الحماس له قتلته فى 8/ 4/80
وهكذا استطاع الخمينى ان يزيح احد العقبات من امامه دون ان تتلطخ يديه بدمه.!!
ثالثا: إختطاف الصدر!
موسى الصدر هوحفيد عبد الحسين شرف الدين العاملى وهوايرانى الجنسية لكنه عربي اصلا من لبنان وعاد الى لبنان بناء على طلب من جده ليخلفه فى الطائفة ودعم الشاه هذا التوجه بالمال والجاه!
وموسى ليس من المتدينين اصلا فهوخريج كلية الحقوق والاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة طهران وبعدها درس فى الحوزة سنتين منها على الخمينى
وعند مجيئه الى لبنان منح الجنسية اللبنانية فورا. (وجاء دور المجوس 409/ وحقيقة المقاومة 25)
موقف موسى من الشيوعية كان موقفا عدائيا معلنا وذلك مجلة الحوادث فى عددها 8/ 2/2002 جعلت الموضوع الرئيسى لها (موسى الصدرالامام الساحر الذى افقد اليسار اللبنانى قاعدته شعبيته) ولهذا ارسله الشاه للبنان لمقاومة الشيوعية بين الشيعة التى ذكرنا فى النقطة الاولى انها كانت تتخذ من لبنان مركز تدريب لكوادر الخمينى بدعم ليبى التى ستخطف موسى من طريق الخمينى.
وسبق كلام الباحث الفرنسى عن دعم الشاه للصدرين بهدف ايجاد تيار شيعى معارض للشيوعية والذى يمثله الخمينى الذى ازاح الثلاثة من طريقه (موسى، الشاه، محمد) حسب الترتيب!
وكان موسى يحارب الشيوعية من خلال تدريس كتب محمد باقر اقتصادنا وفلسفتنا فى الحسينيات والتجمعات الشيعية (حقيقة المقاومة 62) وتقول مجلة الحوادث فى العدد المشار اليه عن طبيعة نشاط موسى انه كان يعمل ب (تخطيط مسبق على استعادة الجيل الجديد من الشيعة من حظيرة الاحزاب اليسارية)
والمهم ان موسى صنع للشيعة فى لبنان كيان مستقل ووضعهم على واجهة الاحداث بعد ان كانوا على هامش الاحداث وتبلور لهم تجمع لكنه فى حركته السياسية لن يتقاطع مع اليسارين (الخمينى وسوريا وليبيا) ولذلك كان لابد من ازاحته من الطريق وخاصة ان قطف الثمرة الايرانية قد اوشك ولهذا حين زار موسى ليبيا فى 25/ 8/78 لم يعد؟؟
وعندها لم يسكت الخمينى على هذا فوجه برقية لليبيا!!! ولكن لم يعد موسى للان بعد 24 عام. والغريب ان العلاقات لم تقطع واى حادثة اعتداء شيعية على مصالح ليبيا لم تقع! مع ان القوم لايعجزون عن ذلك لوكان هذا على غير مرادهم. (وجاء دور المجوس 424)
ويبين عبد المنعم شفيق فى حقيقة المقاومة ص74 اسباب خطف الصدر
بان موسى الصدر كان له مشروع كبير هوالوصول الى امانة الطائفة فى العالم (مقابلة علي الجمال لمجلة الشراع 6/ 9/99) كما كان محمد باقر يسعى لحكومة شيعية عالمية (مجلة الفكر الجديد عدد6 مقال عبد الرحيم السابق ص8) وهذا يشكل منافسة خطيرة على الخمينى.
وبهذا يتضح لنا جانب مستور من تاريخ الخمينى والايام كفيلة باظها رمزيد من الوثائق والحقائق ويبقى علينا ان نعرف قواعد الحركة السياسية الشيعية ونتابع تطبيقاتها ونتوقع حركاتها القادمة لنضع العوائق امامها
والله ولي التوفيق