مدونة إيلاف كتبهـا : خالد الأحوازي - بتــاريخ : 3/3/2013 يشعر الشارع الإيراني منذ فترة بالإحباط نتيجة لما أسفر عنه صراع التيارات المختلفة على السلطة في إيران. حيث لا تفصل الإيرانيين عن إنتخاباتهم الرئاسية القادمة سوى أشهراً قليلة وقد بدأ التناطح على السلطة منذ الآن. فقد استضاف التلفزيون الإيراني قبل أيام نجاد على شاشته - التي يتحكّم عن بعد بصورتها بلارقيب شخص ولي الفقيه فيختار خامنئي من يترأس هيئة الإذاعة والتلفزيون طبقاً للدستور الإيراني الذي يمنح المرشد صلاحيات لا يمكن محاسبته عليها حتى القانون نفسه – بالعودة لهذه الإستضافة التي لم تكتمل بسبب الرقابة الصارمة المفروضة على القنوات الإيرانية حتى ضد المسؤولين في هذا البلد. فقد تمّ تقطيع حديث نجاد وطال مقصّ الرقابة نجاد نفسه لأول مرة بسبب تطرّقه لمواضيع محظورة تمسّ المصلحة العليا للنظام كما تعتبرخروجاً عن المسموح بثه في التلفزيون الإيراني. وهي التطرّق للمحرمات من بينها الحديث عن الخلاف بين المسؤولين وأجنحة النظام الإيراني. والكل يعرف أنّ النزاع الدائر بين نجاد وأسرة أشقاء لاريجاني التي تسيطر على سلطتين هي التشريعية وسلطة القضاء. لقد شاهد العالم بأسره كيف تعامل النظام الإيراني مع المحتجين على انتخاب نجاد لولاية ثانية في عام 2009 حيث استخدم النظام جميع الوسائل لتفريق المتظاهرين وأودع الصحفيين والناشطين السياسيين السجون بسبب تطرقهم لموضوع التزوير الذي شاب الإنتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز نجاد. فقد اعتبر ولايزال النظام الإيراني يعتبر جميع انتخاباته التي أجراها قبل أكثر من ثلاثة عقود بأنها انتخابات نزيهة لا يضاهي نزاهتها انتخابات في العالم بأسره. و استمر الحديث عن الإدلاء المكثّف للإيرانيين بأصواتهم لنجاد قبل احتدام الصراع بين نجاد وخامنئي على قضية عزل وزير المخابرات . والذي سار المرشد كعادته في حرمان الرؤساء الإيرانيين ومن بينهم نجاد من اختيار وزراءهم في حقائب سيادية مثل "المخابرات و الخارجية والداخلية " ، الذين يختارهم المرشد رغماً عن الرئيس. لكن اليوم وبعد أن شاهد النظام الإيراني نجاد وهو يتحدى المرشد علناً في قضايا حساسة مثل تطرّقه للإنتخابات القادمة بدعم مسؤول مكتبه "مشائي" المعروف بنهجه المعادي لأتباع المرشد فقد بدأ ينقلب السحر على الساحر وبات النظام يبدي سخطه على نجاد بصورة علنية وفي مقدمة الساخطين هو التلفزيون الإيراني الذي يعتبر الناطق الرسمي باسم المرشد. وبدا هذا السخط للعيان بحرمان نجاد من استخدام الشاشة لمخاطبة أنصاره. ويعرف الإيرانيون أنّ كل من أراد أن يفوز بالرئاسة في إيران ما عليه إلا أن يكسب ودّ القائمين على التلفزيون وإرضاءهم وهو يعني إرضاء خامنئي نفسه . فإنّ من يحضى بذلك يعني أنّ حظوظه قد تتضاعف بصورة تلقائية. من هنا بات يتعامل النظام الإيراني ومؤسساته الإعلامية مع نجاد بهذا الشكل بسبب تحدّيه لقرارات المرشد . وإن ّ عملية عزله من قضايا مصيرية مثل الملف النووي سوف تزداد أكثر في الأشهر القادمة . فما قامت به مؤسسات الدولة يصبّ في إطارتشويه السمعة لحرمانه من القاعدة الجماهيرية التي قدّمته على بقية منافسيه لضمان عدم تأثيره على الإنتخابات القادمة. إنّ هذه الأمور تضع علامة استفهام كبيرة على الديمقراطية التي يروّج لها النظام الإيراني . وإنّ مايحدث كشف النقاب عن حقيقة كانت غير معروفة للكثير من المتابعين للشأن الإيراني وهي أنّ التصدّعات التي تحدث داخل هيكلة النظام الإيراني بدأت تتسع وإنّ قادة السلطة والثروة في البلاد أصبحوا أكثر شراسة لنيل أهدافهم الشخصية أو الفئوية.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video