آخر تحديث للموقع :

السبت 3 رمضان 1444هـ الموافق:25 مارس 2023م 01:03:46 بتوقيت مكة

جديد الموقع

لا تنسبوهم بعد اليوم للاسلام.. فقد كان إعدام صدام مهرجاناً أمريكياً صهيونياً فارسياً مشتركاً ..
الكاتب : هارون محمد

مهما قيل ونشر وأذيع عن إعدام الرئيس الراحل صدام حسين في يوم محرم ومقدس عند العراقيين والعرب والمسلمين، فإن الحقيقة تبرز ساطعة لا لبس فيها ولا غموض، وتتمثل في ان إعدام صدام هدية بوش الصغير الي الصهاينة والايرانيين، الذين لم يستبشروا بالجريمة الشنيعة حسب، بل ان التناغم في بيانات الجانبين وتصريحات المسؤولين في الدولتين، وصلت الي حد التطابق في المفردات، وأقرأوا نص بيان الناطق باسم حكومة العدو الصهيوني وتصريح هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام الايراني كما يسمي.

ولا تصدقوا ثرثرة زلماي خليل زاد بانه طالب بتأجيل تنفيذ الحكم لمدة إسبوعين، وان جواد او نوري المالكي اصر واختار التوقيت بنفسه، فهذه نكتة سمجة لا تضحك واكذوبة لن تنطلي علي احد، لأن المالكي هو مجرد مستخدم لدي قوات الاحتلال بدرجة (رئيس حكومة)، لا يحل ولا يربط، وهو نفسه اعترف علناً بانه رئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة ولكنه لا يستطيع تحريك وحدة عسكرية عراقية من هذا الشارع الي ذاك، ثم ان صدام حسين كان معتقلاً لدي القوات الامريكية التي لو ارادت عدم تسليمه الي زمرة المالكي وربيعي وطباطبائي لما تمكن واحد من هؤلاء ان يمسه بشعرة، فإعدام صدام قرار امريكي اتخذ في مزرعة بوش بتكساس خلال خلوته مع مساعديه في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، ونفذه عملاء مزدوجون للسي اي ايه والموساد واطلاعات، يوصفون بانهم عراقيون ولكن سجلهم اسود في معاداة العراق منذ سنوات طويلة، ولاحظوا ان اربعة من المسؤولين الخمسة الذين حضروا المهرجان الخياني لاعدام صدام من الايرانيين، اثنان من المسفرين رسمياً واثنان هربا من العراق قبل تسفيرهما، والخامس هو منقذ الفرعون، والمعلومات عنه تقول ان عشيرته آل فتلة قد تبرأت منه منذ ظهوره علي شاشات التلفزة مساعداً للعميل جعفر الموسوي في محاكمات الدجيل..

بل ان شقيقه الكبير المحامي عاد الفرعون وهو شخصية وطنية وقومية مرموقة أقسم بان لا يبقي في بلد يعيش فيه هذا الأخ الضال والعار، فجمع إسرته واولاده وهاجر الي خارج العراق، ولا يعرف أحد أين يقيم ويعيش.. فتصوروا؟! لقد حقق بوش باعدام صدام حلم الصهاينة الذين لم ينسوا للرئيس العربي الوحيد الذي ضربهم في عقر ديارهم التي اغتصبوها من اصحابها الشرعيين بتسعة وثلاثين صاروخاً عراقياً من صنع وانتاج المبدعين العراقيين ومجاهدي التصنيع العسكري، ولا تستغربوا تلك المعلومة التي خرجت من قاعة الاعدام وتقول ان حبل المشنقة الذي التف حول عنق صدام كان بطول 39 قدماً، ولا ننسي هنا ان احد المشرفين علي عملية الاعدام معروف بعمالته لـ( السي اي ايه والموساد) وهو لا ينكر ذلك، وزياراته الي تل ابيب مؤشرة في جواز سفره الاجنبي طبعاً، وليس العراقي الذي منح له في تموز (يوليو) 2003 مع شلة مجلس الحكم الانتقالي المنقرض الذي لا يستخدمه علي الاطلاق حتي في سفراته الي الدول العربية، ولأنه غبي او كنوع من الاستفزاز، فانه زار عاصمة عربية قبل اربعة شهور بجواز سفره الاجنبي، وعليه تأشيرة اسرائيلية في الدخول الي مطار اللد، وقامت دائرة الاقامة في مطار تلك العاصمة، بتصوير جواز سفره وعليه التأشيرة الاسرائيلية للذكري، وعسي ان تنفع الذكري في يوم من الايام.

وحقق بوش أمنية الفرس الصفويين الذين هزمهم جيش العراق بقيادة صدام واجبر كبيرهم علي تجرع السم في حادثة مشهور حصلت في منتصف العام 1988، فالملالي الذين دحرهم العراقيون علي مدي ثمانية أعوام متصلة، قدم لهم الرئيس الامريكي هدية لم يتمكنوا من الحصول عليها، رغم انهم زجوا بجيوشهم وقوات حرسهم وحشد جواسيسهم وكثرة إعتداءاتهم التي تكسرت علي تخوم العراق الشرقية بهمة النشامي وصمود الرجال الابطال وبسالة الجيش الذي يحتفل العراقيون والعرب اليوم بذكري ميلاده الميمون وعيده السادس والثمانين.

وصحيح ان بوش والاسرائيليين والفرس والصفويين الجدد في العراق سعدوا باعدام صدام واعتبروه عيداً لهم كما جاء علي ألسنتهم.. ولكن وقفة صدام الشامخة، وإبتسامته المشرقة، ومشيته الواثقة.. ومئة كيلو غرام تكبل قدميه وهو مقيد اليدين، وصوته الرصين مستعيناً بالله ومردداً الشهادتين أفسدت سعادة الحاقدين، وبددت فرحة العملاء ونشوة المتآمرين. هل سمعتم عبارته العميقة في معناها ومضمونها التي قالها مستهزئا بحفنة السفلة الجبناء الذين أرادوا التطاول عليه (هيه.. هاي المرجلة) هذه العبارة تختصر خسة عملاء واشنطن وطهران وتل ابيب، فقد كان بمقدوره ان يشتمهم ويرد عليهم بطريقتهم، ولكنه رحمه الله كان في حياته اسمي وارفع منهم ومن اسيادهم..

ظل وبينه وبين الموت لحظة أكبر منهم.. يا لروعته وفخر شهادته، فإنه بوقفته الشماء، وهو يواجه القتلة والمجرمين قد مسح كل الذنوب والآثام التي علقت به أو رميت عليه، وواضح ان الله جل وعلا أحبه وزرع في نفسه القوة والسكينة، وأكسبه وقاراً وفخراً في تلك الدقائق السريعة وهو واثق الخطوة يمشي ملكاً نحو الموت الذي يهز الجبال.. وصدام لم يهتز، ولأول مرة في التأريخ يكون المشـــنوق مكشوف الوجه، بينما الجلادون أخفوا وجوههم فزعاً وجزعاً، وهذه حالة غير مسبوقة وعلامة مسجلة باسم صدام حسين.

أما حديث ربيعي الي (سي ان ان) بان رقصة (جوبي) جرت عقب اعدام صدام، دبك خلالها الراقصون حول جثمانه الطاهر، فانه بهذا التصرف أكد طبيعة هذه الزمر والجماعات غير الاسلامية، فالمسلم الحقيقي شيعيا او سنيا لا يرقص علي جثة ميت، ويبدو ان صاحب دكانة (اعلان الشيعة) استوحي تقاليد أجداده المجوس عبدة النار، وأحب ان يعيدها ويطـــبقها في بغداد العروبة والاسلام، فيا بؤس هؤلاء الصفقاء.

صدام حسين شهيد بكل معايير الشهادة ما دام بوش الاستعماري والصهيوني من قرر اعدامه، وما دام الصفويون الفرس من نفذ القرار، نقول ذلك ليس تقربا اليه وهو في دار الخلود، ونحن الذين لم نتفق معه ولم نرضخ له وهو في أقوي حالاته، وكان بمقدورنا ان نقلد ارباب (التقية) ونمسح الاكتاف طمعا في منصب أوتجارة أومصلحة، ولكننا عارضناه بشرف كما عارضنا من قبله الرئيس الاسبق عبد الرحمن عارف وهو قومي وواحد منا، اختلفنا معه في الرؤية والخطاب والمنهج، لذلك ما دمنا قد عارضناه في حياته وسلطته، لا بد ان نشيعه بما يليق به في مماته، خصـــوصا وان قتلته هم أعداؤنا وسيبقون أعداء لنا، حتي تحين المواجهة معهم، وهي قادمة بلا شك، عاجلا ام آجلا.

____________________________

05/01/2007

عدد مرات القراءة:
2333
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :