الكاتب : أبو المعالي فائق أحمد ..
قتلوك يا آخر الشرفاء
قتلوك يا أبا الشهداء ، اغتالوك يا أبا عدى
ذهبت إلى صلاة العيد الغير سعيد ، ولم أجد ما أعبر به عن الحزن الذى أصاب كل عربى أو مسلم حر ، ذهبت إلى صلاة العيد وأنا فى حيرة من أمرى هل أهنئ الناس بيوم العيد أم أعزى نفسى وأعزيهم فى استشهاد قائد الأمة الشهيد ( صدام حسين ) وحتى أخرج من حيرتى قررت أن أصلى صلاة العيد فى المصلى المخصص لها بعد أن كتبت لافتة مكتوب عليها ( أمريكا أهانتكم فى عيدكم بقتل الرئيس صدام ) بدلا من لافتة كنت قد أعددتها للتهنئة بعيد الأضحى ، وقررت بعد الصلاة أن لا أهنئ أحدا بالعيد ولا أقبل التهانى من أحد فالمصاب جلل ، وسأمكث فى بيتى فترة العيد الغير سعيد ، وجلست أسأل نفسى لماذا تم إغتيال الرئيس صدام فى هذا التوقيت .. فى صلاة الفجر ، وفى يوم العيد ، وليس أى عيد بل هو العيد الأكبر العيد الذى يسبقه وقفة الملايين من المسلمين على عرفات الله ، هل أرادت أمريكا برئيسها المجرم الإرهابى جورج بوش أن يقول للمسلمين ( طز فى دينكم وإسلامكم ) هل تظنون أن وقفتكم هذه ستردعنا عن أن ننفذ ما نريد ، ها أنا جورج بوش أأمر بقتل صدام حسين هل من يمنعنى ، هل من يجرؤ من العرب والمسلمين من أن يقول لى إياك أن تقتل الرئيس صدام ، إن توقيت إغتيال الشهيد ( أبو عدى ) لم يكن صدفة أو اعتباطا بل حمل رسالة كبرى إلى العالمين العربى والإسلامى مفادها أن أمريكا إذا أرادت فعلت ، والغريب فى الأمر أن العصابة العميلة المسماة بالحكومة العراقية صدقت نفسها بأنها هى التى تقرر وهى التى تنفذ وما هم إلا مجموعة من حسالة البشر جاءوا لا والله بل ليسوا من البشر بل هى كلاب مسعورة تربت على مزابل أمريكا جاءوا لينهشوا فى لحوم القادة العظام ، جاءوا لينهشوا فى لحوم الأسود وهى مكبلة ، فليضحكوا قليلا هؤلاء الأوباش ، بينما كانت الأخبار تتوالى عن إعدام القائد الشهيد صدام حسين .. كانت أصوات خطباء صلاة العيد فى المساجد والساحات تتعالى بضرورة النحر بعد الصلاة ، بينما كانت أمريكا تنحر كبرياء الأمة فى شخص المناضل صدام حسين ، ولكن لم نسمع أن خطيبا احتج ورفض أن يقول للناس كلاما طالما سمعناه ولو أنه اعتذر عن الخطبة وعن الصلاة احتجاجا لكان خيرا لنا وله ، فى يوم الجمعة .. يوم وقفة عرفات .. يوم الحج الأكبر .. يوم التلبية .. رأيت الملايين من أبناء أمة محمد وهم يقولون : لبيك اللهم لبيك وسألت نفسى هل هؤلاء الناس صادقون فى هذه التلبية إذا كان الأمر كذلك فكيف لمجرم مثل بوش يتحدى تلك الملايين ويقتل رجلا أراد أن لا يكون عبدا مطيعا لأمريكا ولم يحرك لهم ساكنا ، تبّا لأمة لا تشعل الأرض تحت أقدام عدوها وهم يرون بأم أعينهم أن لا قداسة ولا حرمة لدم عربى مسلم حر ، أنا أسأل أى مواطن حر شريف فى أى دولة عربية أو إسلامية من المحيط إلى الخليج ومن الشرق إلى الغرب هل لو كان رئيسكم ديكتاتوريا وكل رؤساء العرب والمسلمين كذلك هل تقبلون أن يحدث له ما حدث للرئيس الشهيد صدام حسين والله إن قبلتم بهذا فأنتم الخائنون ، هل يقبل معارض محترم أن يفعل كما فعل الجلبى أو الحكيم فى العراق أو أن يقوم بدور الآبق العميل عبد الحليم خدام ، أو أن يطالب بلا حياء ويحرض على قتل زعيم مثل الدكتور بشار الأسد كما فعل جنبلاط إذا كانت المعارضة على هذا النهج تسير فلعنة الله على كل معارض يحتمى بأعداء الأمة أنا أفهم أن رجلا يغادر وطنه لأن حكومته ضيقت عليه ، لكن هل هذا سببا يجعله يرتمى فى أحضان العدو ، هذا لا يعنى اننى أرحب بالديكتاتورية بل أطالب الذين يريدون الحرية أن ينتزعوها انتزاعا ، وليس الفتى من يقول كان أبى *** إنما الفتىمن يقول ها أنا ذا .
وليس الحر من يقول إن أمريكا تحررنى *** بل الحر من يسعى جاهدا لتحرير نفسه ، ونحن لم نحزن على إعدام البطل صدام ، لأن صدام نفسه لم يكن يهمه أمر نفسه بل كان يهمه أمر الوطن .. أمر الأمة ودفع ثمن ذلك من ماله وولده وأهله ، فها هو يقدم أبناءه وحفيده شهداء من أجل الوطن ، وعندما وصله خبر استشهاد ابنيه ( عدى وقصى ) كان رده ( عافية ) وها هو الآ ن قد دفع ثمن صموده وقد نال شهادة كل الأحرار يتمنونها ، لقد تمنّاها شيخ المجاهدين ( أحمد ياسين ) وقد نالها وهو خارج من صلاة الفجر ، فحزننا ليس على صدام حسين بل حزننا على شعوبنا التى أصابتها بلادة حكامها ، وحزننا أيضا على حكامنا الذين صاروا يعبدون أمريكا من دون الله ، لقد أعدموا الشهيد صدام وظنّوا هؤلاء الأوغاد أن هذا سيجعل الأحرار ينسون صدام ، وهل نسى الأحرار الزعيم الليبى عمر المختار ، إن صدام حسين قد تم حفره فى قلب كل عربى حر ، وستكون حياته أطول من حياة هؤلاء الذين لم يستطيعوا أن يظهروا وهم يستمتعون بتنفيذ حكم الإغتيال ، لأنهم يعلمون أن المقاومة فى العراق العظيم لن تجعل المحتل وأعوانه يهنأ أو يفلتوا من العقاب .
___________________________
أبوالمعالى فائق أحمد
عضو اللجنة التنفيذية بحزب العمل
مصر
هاتف / 0020103067092
E-mail:[email protected]