الكاتب : إبراهيم الاهوازي ..
خطة خامنئي لإقامة إمبراطورية جديدة
على نمط الشيعي وزرع الطائفية في العالم العربي؟!!!
هناك كثير من الآراء وتقارير تكشف عن وجود مخطط إيراني متكامل لاستغلال حرب إطاحة صدام حسين وإزاحة حكم البعث والسنة لتعزيز نفوذ إيران وهيمنتها في العراق وتكريس موقعها في قيادة شيعة العالم والدفاع عنهم حتى إن احد التقارير المتداولة تحدث عن خطة إيرانية سرية يجري تنفيذها بصمت لاختراق الدول ذات التواجد الشيعي والعمل على بناء إمبراطورية جديدة تمتد من باكستان إلى البنان وفي معلومات هذا التقرير إن مشروع استعادة الهيمنة والنفوذ الإيراني عبر الشيعة في العالم العربي اقر منذ ما قبل الغزو الأميركي للعراق في اجتماع استراتيجي وسري جدا لمجلس الأمن القومي برئاسة خامنئي. وتضيف هذه المصادر إن كل معارك الكر والفر والمفاوضات السرية والعلنية بين الأميركيين والإيرانيين وأساليب الإرهاب والترهيب والترغيب التي يمارسها الطرفان هي جزء من المخطط التنفيذي لإستراتيجية التوسع الإيراني في العراق والخليج وعلى امتداد العالم العربي.
في موازاة ذلك , إن النظام الإيراني اعد ونفذ خطة اختراق لعدة دول عربية وإسلامية تعتبر نسخة طبق الأصل عن خطة تصدير الثورة. وفي بعض التقارير تقول إن سفارات إيرانية كثيرة منها سفارات لبنان والكويت والبحرين والعراق قد جرى تفعيلها مؤخرا بسلسلة تعيينات ومناقلات , ولوحظ إن معظم الدبلوماسيين الجدد هم من ضباط الحرس الثوري وضباط الاستخبارات التابعيين لخامنئي بمن فيهم المشرفين على المحقات الثقافية التي تميزت بنشاط مكثف لايتوقع مع الظروف الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة.
وفي أيام الأخيرة توقف المراقبون الذين كانوا يرصدون نشاطات وزير الخارجية الايراني السابق على اكبر ولايتي بصفته مستشار خامنئي للشؤون الخارجية ويعتبرونه وزير الخارجية الفعلي, توقفوا عند تطور أخر حصل في مكتب خامنئي عندما تم تعيين الرئيس السابق للإذاعة والتلفزيون على لاريجاني ممثلا شخصيا لخامنئي في مجلس الأمن القومي وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
واعتبر هؤلاء هذه الترقية لصديق خامنئي مؤشرا إضافيا على خطة تفعيل المجلس الأعلى للثورة الثقافية والذي يتولى ما يمكن وصفه تفعيل تصدير الثورة والاتصال بالحركات والتنظيمات الخارجية.
وفي الإطار نفسه لاحظت بعض التقارير تزايد الوفود الإيرانية الدينية والاقتصادية,لعدد من الدول الخليجية ذات الأقلية الشيعية وبشكل خاص ارتفاع نسبة رجال الأعمال والسياح الإيرانيين الذين يقصدون دولا مثل الكويت والبحرين والعراق ويسعون لاستفزاز فيها وبعضهم يطلب جنسيتها.
ولفت تقرير امني وأوربي وضع على خلفية تظاهرة البحرين إن تحركات المعارضة الشيعية البحرينية وتزايد الدعوات للتظاهر والنزول إلى الشارع وتبدو مثيرة الشبهات, وخصوصا في مرحلة تبدى فيها السلطات البحرينية استعدادا كبيرا للحوار وانفتاحا على المطالب والإصلاحات. وأشار التقرير إلى التناقض الصارخ بين انفتاح السلطة ولجوء المتظاهرين في كل مرة إلى إثارة أعمال شغب اعتبر إن أهدافها مثيرة للشبهات وتبدو معدة للاستفزاز وزعزعة الاستقرار وتمهيد الأجواء لاضطرابات اخطر وأكثر دموية. ولوحظ إن هذا التقرير ربط في شكل جلي بين المستجدات على الساحة العراقية وتحديدا الحسابات الإيرانية لما بعد العراق والظهور المفاجئ لمطالب وتحركات شيعية ذات أبعاد مذهبية لم تكن معروفة سابقا لا في الكويت ولا في البحرين. واعتبر إن هذه التحركات تبدو معدة لتتجاوز أبعادها المحلية وتدخل في إطار إستراتيجية إيرانية على مستوى شيعة المنطقة تهدف إلى استقطابهم لحساب فرض نفوذها وهيمنتها وتعزيز أوراقها في مواجهة الاحتلال الأميركي الذي يطوقها من أفغانستان والعراق أكثر من الدفاع الفعلي عن مصالحهم وحقوقهم.
ما يحصل في العراق بخلفياته وأبعاده تأكيدا لحسابات إيرانية بحتة. فلم تكد الأجهزة المتابعة تنتهي من رصد مصدر كلمة السر للتظاهرات المفاجئة في لبنان والبحرين وباكستان التي كانت في تاريخ 21 مايو الماضي ,وتنسبها لضباط الحرس الثوري في السفارات الإيرانية في هذه الدول حتى طرحت تساؤلا مريبا أخر حول توقيت الحسابات الإيرانية للتهديد بتفجير مقاومة شيعيه عالمية قبل ساعات من التوصل إلى الهدنة وحل لقضية الصدر والعتبات المقدسة,فبين ظهر الجمعة تاريخ المظاهرات وصباح السبت كانت مدينة كربلاء قد أخليت من جيش المهدي واستعادت هدوءها في مقدمة واضحة للإعلان عن صفقة تسوية مع الأميركيين تنفذ العتبات المقدسة وتوحي لمقتدى الصدر بان إيران التي سبق إن باعته هي التي نجحت في إنقاذه أخيرا من الاعتقال أو القتل أو الإلغاء النهائي لحساب جماعات شيعية أخرى وذلك بعد ما تغيرت الحسابات الإيرانية في المعادلة العراقية والجديدة واضطرت طهران إلى التهديد بالورقة الشيعية الإقليمية وحزب الله لاستعادة أوراقها التفاوضية على خلفية دورها ونفوذها في العراق ما بعد 30 يونيو حزيران.
إن إيران تريد إن تحكم العراق, دون وجود قوات إيرانية تحتله , وبالتالي دون خسائر تقع فيها نتيجة المقاومة.
ولكن إيران وجدت فجأة إن مشروع إستراتيجية الإمبراطورية من باكستان إلى لبنان بات مهددا في شقه العراقي علما إنها بنت هذه الإستراتيجية حسب قناعة بتوافق مشروعا هذا مع مشروع المحافظين الجدد وصقور البيت الأبيض و البنتاغون الذين بنوى خطة تدمير العروبة في العراق على أساس جعله مستقبلا خط فصل وتقسيم ليس فقط على مستوى العراق , بل على مستوى الدول العربية والمنطقة الإسلامية.
__________________________________
[email protected]
شبكة البصرة - الاثنين 6 ذي الحجة 1425 / 17 كانون الثاني 2005