الكاتب : د. رائد الأدهمي
شعرت باستغراب شديد عندما اخبرني احد الاصدقاء منذ زمن بعيد يعود الى بداية الحرب العراقية الايرانية بان من يرتدي العمامة السوداء من الشيعة انما هو يعني ان صاحب هذه العمامة ينتسب الى آل بيت رسول الله (ص) اي بكل بساطة انه عربي وانما لسبب جغرافي نسى اللغة العربية وتعلم لغة مجتمعه : وهذا مذهل لاننا نشاهد الاف العمائم السوداء عبر تلفزيونات الجمهورية الاسلامية وخاصة بعد عودة الخميني وهو مرتديا العمامة السوداء من باريس الى طهران ولحد هذا اليوم يقوم اقوى شخص بايران بلبس هذه العمامة السوداء وهو خامنئي وكذلك رئيس الجمهورية خاتمي. وهنا يقفز الى الرأس سؤال مهم : هل حقا هذه العمائم السوداء تنتمنى الى العروبة وآل البيت ام لا؟ كذلك يقفز سؤالى اخر الى الذهن لماذا لا يقوم العرب بايران بعمل لوبي مؤثر للغاية داخل الجمهورية الاسلامية؟
فلنعد الى السؤال الاول : لو ان هذه العمائم حقا عربية وتنتمى الى آ ل البيت فامامها طريقان : اما نصرة العروبة واللغة العربية داخل ايران ومنحها الموقع المناسب لها كونها لغة القرآن الكريم ولغة اهل الجنة وهذا هو منطق اسلامي وعقلاني ونصرة لآل البيت انفسهم والدين الاسلامي على الخصوص, او ان هذه العمائم تتنكر للغة العربية والعروبة وهذا إما ان هذه العمائم السوداء تكذب وتختفي وراء العمائم لاغراض بنفسها او انهم حقا عرب لكنهم خونة اللغة العربية وآل البيت والاسلام ا يضا, فليس من المعقول ان يقوم عربي بفرض اللغة الفارسية على اخواننا العرب بايران عنوة بل وتفضيل الفارسية على العربية وجعل اللغة الفارسية اللغة الوحيدة الرسمية بالدولة.
ولو ان هذه العمائم عربية حقا ومؤمنة بالاسلام ولغتة القرآ نية لكان على اخواننا بالاحواز المغتصبة واجب قوي وهو التأ ثير الهائل على صانعي القرار بطهران وقم نصرة مثلا للعراقيين والفلسطينين وكل مستضعفي العرب والاسلام, لكننا على العكس نرى ان الاحوازيين مهمشين ومنقسمين احيانا وهذا يعني انهم اما ضعفاء جدا ولا قيادة لديهم بل انهم سذج او انهم يعرفون ان هذه العمائم غريبة عن الاسلام وآل البيت وانما تختفي وراء خرق سوداء لتنفيذ اغراض بانفسهم.
كما ان على الحكومات العربية ان تنظر بعين واحدة الى هذه العمائم وتحاول ان تبني استراتيجية واحدة للدفاع ان العرب والمسلمين ولكن يبدو ان الحكومات العربية تعرف طبع هذه العمائم ولا تصدق انهم من آل البيت ابدا والا لكان هنالك تقارب وا ضح ولكان لحق ايران ان تشترك بطريقة او باخرى بجلسات الجامعة العربية او لكان لها الحق ان يكون لها مندوبا بهذه المنظومة السياسية العربية الهزيلة, بل لو ان خامنئي وخاتمي كانوا حقا عربا لكان للدول العربية لوبي هائل داخل ايران ولكانت سياية ايران لا تصب الا بمصلحة العرب فهل هذا ما يحدث منذ الحرب مع العراق ام اننا نشاهد ونسمع ونرى كيف تتدخل ايران بالعراق مثلا الان وكيف اغرقت جنوب العراق بالمخدرات والعاهرات وكيف تبنت سياسة طائفية تجاه اهل السنة بالعراق بل ارسلت الكثير من القتلة للعراق لاشعال حرب طائفية كبيرة هنالك ستكون ايران رابحة جدا منها. وكلنا يتذكر تدخلات ايران بدول الخليج العربي منذ وصول الخميني الى سدة الحكم.
لو كانوا حقا عربا لما رفضت هذه العمائم السوداء المتنفذة بطهران وقم ان تسمية الخليج العربي بل ترفض وتعاند وتكابر بان الخليج فارسي , ومع ان الخميني اقترح في بداية مشواره ان يكون الخيلج تحت اسم الخليج الاسلامي الا انه لم ينفذه مطلقا ولم يأخذ بهذه التسمية احدا من بعده.
كما ان على الشيعة العرب خاصة دورا مهما بفضح هذه العمائم وفرز من هو عربي صحيح عن من يرتدي هذه العمائم زورا وبهتانا, وهذا النداء موجه الى الاحوازيين انفسهم وكذلك الشيعة العرب بالعراق, وهذا النداء ليس شوفينيا بل عادلا لنعرف مع من نتعامل , بل علينا ان نحذر من المظاهر الخادعة.
ومع ذلك وحمدا لله فان الرفسنجاني يرتدي عمامة بيضاء فهو اذن يقع تحت دائرة شك اقل ممن يرتدي عمامة سوداء تكذب على آل البيت والاسلام كله.
وبالله التوفيق
____________________________
شبكة البصرة
الاحد 4 محرم 1426 / 13 شباط 2005