آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 29 شعبان 1444هـ الموافق:22 مارس 2023م 11:03:14 بتوقيت مكة

جديد الموقع

مقتدى الصدر يعلن تأسيس جمهورية زفتي على الطريقة الصدّامية ..
الكاتب : د. أحمد راسم النفيس

أحمد راسم النفيس كاتب مصري متشيع, وهو أحد الذين يرفعون لواء الشيعة في مصر الآن, وصاحب مقال أسبوعي في صحيفة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية, وفي هذا المقال يتحدث عن حكومة الظل التي أعلن مقتدى الصدر رغبته في تشكيلها في العراق بموازاة مجلس الحكم الانتقالي.

وفي هذا المقال يستهزي النفيس بحكومة الظل هذه ومغامرات أخرى لمقتدى مثل تشكيله لجيش المهدي, ويهاجمه لمحاولته الاستيلاء على بعض الأماكن التي يقدسها الشيعة والسعي للاستيلاء على الهبات والنذور لتمويل حكومته, ومحاولته تهميش التيارات الأخرى.

ومع اعتراف النفيس بما تتسبب به تصرفات مقتدى من التوتر والأذى إلا أنه سرعان ما يتهم الأمريكان بذلك في محاولة إبعاد الشيعة وتيار مقتدى عن هذه التهمة.

لقد قال المتشيع النفيس جزءاً من الحقيقة بكشفه عن جزء مما يمارسه مقتدى تجاه أبناء طائفته, لكن الذي يحجم عنه النفيس وأمثاله هو بيان ما يقترفه مقتدى وأنصاره تجاه المسلمين من السنة, حيث قام في وقت سابق بالاستيلاء على دائرة الأوقاف السنيّة في البصرة, والاستيلاء على عدد من مساجد السنة وادّعى أنها كانت بالأصل مساجد شيعية وقام نظام صدام بتحويلها إلى مساجد سنيّة.

وهذا هو جزء من الصراع الشيعي الشيعي, ولذلك هو لا يكشف عن الحقيقة كاملة بل يوضح أين يختلف الفريقين, فريق الصدر وفريق السيستاني. ........................المحرر.

  مقتدى الصدر حكومة في فنجان! فجأة أعلن عن تشكيل حكومة دون تشاور بين أطياف الشأن العراقي, ومن باب أولى دول الجوار, ومن دون تشاور مع قوى الاحتلال الأمريكي... لذا فهي تشكل بحق رمزاً للاستقلال والتحرر الوطني لم يسبقه من الناحية التاريخية إلا جمهورية زفتى التي أسسها الزفتاويون إبان ثورة 1919!!!

قبل هذا أعلن هذا السيد عن تأسيس ما أسماه (جيش المهدي) لطرد الاحتلال الأمريكي وأمسكنا عن التعليق لأننا نؤيد طرد الاحتلال الأمريكي أما أن يكون جيش السيد مقتدى هو جيش المهدي المنتظر فهو ما يحتاج إلى أدلة وبراهين لا نعتقد بتوافرها لديه أو لدى غيره.

المهم هو أن التيار الصدري الذي التف حول آية الله "الشهيد" السيد محمد صادق الصدر والد مقتدى والذي أعلن نفسه حوزة ناطقة في مقابل اتهامه للآخرين بأنه الحوزة الصامتة هو تيار موجود على الساحة العراقية وله وجود بالغ الأهمية إلا أن القبول بكل ادعاءاته عن صمت الآخرين وعدم اهتمامهم بقضايا المسلمين واكتنازهم لأموال المسلمين وتبديدها هنا وهناك هي من الأمور التي لا يمكن التسليم بها من دون قيد ولا شرط خاصة وأن مرجعية آية الله السيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العالم المتهمة من قبل هؤلاء بالصمت والتقاعس تختلف في أجهزتها وأدواتها عن مرجعية سلفه السيد أبو القاسم الخوئي ولا يمكن تحميلها المسئولية عما حدث في المرحلة السابقة ناهيك عما ارتكبه صدام حسين في حق الجميع من الصامتين والناطقين أو حتى الحالمين ناهيك عن الدور الذي تقوم به هذه المرجعية في الوقت الراهن من إمداد للشعب العراقي بما يحتاجه من غذاء وكساء وكتاب والتعاون مع الخيرين من أهل العراق.

ورداً على الاتهام الموجه لآية الله السيستاني بلزومه الصمت إزاء التطورات المتلاحقة في الساحة العراقية أجاب وكيله قائلاً: (إن سماحة السيد وعلى الرغم من اهتمامه البالغ ومتابعته المستمرة للشأن العراقي إلا أنه قد دأب على عدم التدخل في تفاصيل العمل السياسي وفسح المجال لمن ينيبهم الشعب العراقي من السياسيين لممارسة هذه المهمة ويكتفي سماحته بإبداء النصح والإرشاد لمن يزوره ويلتقي به من أعضاء مجلس الحكم والوزراء وزعماء الأحزاب وغيرهم).

قتدى الصدر يعلن عن تغيير عاصمة العراق!!

كان من الطبيعي بعد أن أعلن مقتدى الصدر عن تأسيس جمهوريته أنه يقرر جعل النجف عاصمة للعراق "بعد موافقة الشعب"!! على قراراته التاريخية تيمناً بالطريقة الصدامية وأن يسعى لوضع يده (الشريفة) على كل الأماكن الشيعية المقدسة باعتباره (ولي أمر المسلمين؟؟) ولا أدري من أين أتته الجرأة على اتخاذ كل هذه القرارات والعمل على تنفيذها ثم تقدم خطوة أخرى لوضع اليد على حرم أبي عبد الله الحسين فكانت تلك المواجهات المسلحة بين أنصاره ومن وصفتهم وسائل الإعلام بأتباع المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني الذي قالت "القبس" الكويتية أنه كان قد رفض استقبال الصدر في النجف.

أسفرت الاشتباكات عن طرد مجموعات الصدر من الأماكن التي احتلتها وأهمها المجلس البلدي وصحن الإمام الحسين, فيما ذكرت "القبس" أن قوات التحالف ستصدر مذكرة توقيف بحق السيد الصدر بتهمة اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي.

وندد مجلس الحكم بمواجهات كربلاء وأكد أن للمحافظ والشرطة حق استخدام سلطة القانون "فلا قوة فوق القانون في عراقنا الجديد".

واتهم السكان مقتدى الصدر بأنه حرض رجاله للسيطرة على الضريحين من أجل الاستيلاء على الهبات الضخمة التي تجمع في هذين المقامين لتمويل ميليشيا جيش المهدي الذي أعلن ولادته وتمويل حكومة الظل التي أعلن عنها الأسبوع الماضي.

وقال سائق شاحنة من كربلاء أن رجال مقتدى الصدر كانوا يريدون السيطرة على الهبات والنذور الضخمة لتمويل إنشاء جيش المهدي وإقامة حكومته.

وشاركه عراقي آخر الرأي نفسه قائلاً بحدة أكثر إن رعاع مقتدى يريدون السيطرة على هبات المؤمنين للتسلح.

أما السيد مقتدى الصدر فقد أصدر بياناً نفى فيه الاتهامات الموجهة إليه وإلى ميليشياته بشن تلك الهجمات واصفاً الأمر كله بأنه (حصار وهجوم متعمد على مكتب السيد "الشهيد" محمد صادق الصدر في كربلاء بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي مما اقتضى الرد دفاعاً عن النفس) بينما دعا آية الله السيستاني في بيانه عن الأحداث (الأقلية لاحترام رأي الأكثرية) كما دعا (الأكثرية لعدم فرض رأيها على الأقلية بالقوة) كما عزى هذه الأحداث (لوجود العديد من الأسلحة في يد بعض العناصر غير المنضبطة) كما دعا أعضاء مجلس الحكم العراقي والوزراء (لسحب تلك الأسلحة غير المرخصة وتعزيز قوى الأمن العراقية ودعمها بالعناصر الكفؤة والمعدات اللازمة وأنحى باللائمة على قوى الاحتلال التي تحول بين العراقيين والقيام بتلك المهمات مما أدى إلى وصول الأحوال إلى تلك النقطة المؤسفة), كما أكد سماحته على أنه ليس طرفاً في صراع مسلح أو غير مسلح مع أي جهة كانت وأنه قد اتخذ من الإجراءات وكلف الوسطاء لنزع فتيل تلك الفتنة.

من ناحية أخرى فقد أعلن السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (ألا أحد يريد أن تقع أمثال هذه الحوادث كما انه لا يوجد أي قرار بالقتال أو استعمال السلاح كما أكد في عبارة ذات مغزى (لن تستطيع أية جهة زرع الفتن بين أبناء الشعب العراقي مهما كانت).

ورفض أسلوب المواجهة بين أبناء الشعب العراقي مشيراً إلى أن مجلس الحكم في العراق يسعى من خلال العمل السياسي والدبلوماسي! ومن خلال الحوار إلى تثبيت الأمن داخل العراق دون تدخل أية جهة أخرى).

إذا فربما كانت هناك بعض الجهات التي تسعى لاستثمار المناخ الفوضوي السائد في العراق والذي تسعى الولايات المتحدة لإبقائه هكذا من خلال الحيلولة بين القوى العراقية الفاعلة والقادرة على بسط الأمن وتحقيق الاستقرار والقيام بهذه المهمة الحيوية والتي ربما كانت سبباً في التعجيل بإنهاء الوجود الأمريكي في العراق وسحب ذرائعه التي يقدمها من أجل الاستمرار والبقاء وربما كان تصرفات هذا السيد واحدة من تلك الأسباب والذرائع من خلال تصريحاته الكثيرة غير المدروسة والتي يحاول من خلالها تجاوز كل القوى السياسية الفاعلة والحية صاحبة الخبرة والتجربة الطويلة في العمل السياسي داخل وخارج العراق واختزالها في إطار ما أسماه بتيار الحوزة الناطقة.

_________________________

القاهرة 4/11/2003

عدد مرات القراءة:
2386
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :