قال الدكتور عبد السلام الكبيسي الناطق باسم علماء السنة المسلمين في العراق أن المرجع الشيعي الشاب مقتدى الصدر, المتهم بتسهيل اغتيال عبد المجيد الخوئي, اتخذ مواقف "مشككة" من السنة, واتهم الكبيسي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية التيار المتشدد في إيران بقيادة مرشد الجمهورية علي خامنئي بالتدخل في الشؤون العراقية عبر تحريض مقتدى الصدر ضد السنة.
وقال الكبيسي: "حافظنا على الحد الأدنى من التنسيق مع مقتدى الصدر لكنه تغير بعد ذهابه منذ نحو أربعين يوماً إلى إيران واجتماعه بخامنئي".
وتابع الكبيسي: "إيران دخلت على الخط ويسوؤها أن يلتقي الشيعة مع السنة" وأشار إلى أن الطائفة السنية في إيران تشكل 30% من مجموع السكان وليس لها إلا مسجد واحد في طهران أقيم في فندق".
وأضاف أن صدام لاحق الحوزة ليس لأنها شيعية, وإنما لأنها تتمتع بقوة, ولها ثقل وارتباطات خارجية, لأن معظم قادتها عاشوا في إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية ولم يكن نظام صدام يسمح بوجود مرجعية سنية قوية يمكن أن تقف بوجهه.
وقال إن هيئة علماء الدين –التي شكلت بعد أيام قلائل من سقوط نظام صدام- تمثل المرجعية السنّيّة, ولم تبرز لكي تغلب طائفة على طائفة وأن يكون لنا مرجعية سنيّة مقابل المرجعية الشيعية, إنما لكي نضبط أفراد السنة فلا يستفزهم بعض الشيعة.
وأدرج الكبيسي سكوت العلماء عن وضع الشيعة يدهم على عدد من الجوامع السنّيّة في إطار التهدئة. وقال: قررنا عدم الرد على استيلاء الشيعة على 18 مسجداً في العراق, 12 منها في بغداد, وكذلك استولوا على جامع وحيد لنا في النجف هو جامع الحمزة, وجامع وحيد في كربلاء هو جامع الحسن بن علي. وأضاف الكبيسي قائلاً: "إن إخلاء النجف وكربلاء من الوجود السنّي ظاهرة خطيرة تشبه التطهير العرقي, وتعني بلقنة العراق, وقد طلبنا من أنصارنا السكون. لسنا على عجلة, لا نستعيدها الآن, إنما نستعيدها بعد شهر أو بعد سنة.
وانتقد الكبيسي بشدة مجلس الحكم الانتقالي الذي تم تشكيله على أساس طائفي وعرقي, وشكّل حكومة على مثاله, وقال: "إن ديكتاتورية أحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري رئيسي المجلس في دورتيه لشهري آب وأيلول, جعلتنا ننسى ديكتاتورية صدام حسين.
________________________
الدستور 3/9/2003