يوم أمس، 24 ديسمبر 2004، تم الإعلان عن إسقاط التهم الموجهة للقيادة العراقية ورئيسها حول استعمال الأسلحة الكيماوية في (حلبجة) كما أسقطت تهمة المقابر الجماعية في الجنوب، وجاء في إعلان لجنة إسناد الدفاع عن القيادة العراقية الأسباب القانونية والسياسية على إنه زمن الثابت وبموجب تقارير الإدارة الأمريكية، وهي لا تستطيع أن تنكر ذلك، بأن التحاليل للجثث في الشمال العراقي تُبَيّن بأن المواد الكيماوية المستعملة لم يكن يملكها الجيش العراقي...
وبهذه المناسبة عندما اتصل السفير الإيراني في باريس بعضو هيئة الدفاع حاتم شاهين وطلب منه اعتبار أن مجاهدي خلق هم الذين استعملوا المواد الكيماوية، من أجل توريط منظمة مجاهدي خلق، مقابل مبلغ من المال، تم رفض ذلك جملة وتفصيلاً لأنه يُضعِف القضية والإقرار بأن منظمة مجاهدي خلق هي التي استعملت ذلك فيه توريط للقيادة العراقية، ويخالف التقارير الصادرة عن الإدارة الأمريكية... أما بالنسبة للمقابر الجماعية، وهي أيضاً مسؤولية إيرانية عندما دخل الجنوب العراقي أكثر من مليون إيراني وعاثوا في الأرض فساداً بقتل المدنيين والحزبيين وبشكل طائفي أيضاً فكان القتل على الهوية، إلا أنه وبعد تحرير الجنوب دفن رفاقنا وأبناء أمتنا بالمقابر الجماعية ولكن لدينا البينة على من قام بهذه المجازر. ولمن لا يعرفون الكثير عما حدث في الجنوب العراقي في عام 1991، قبل انتهاء العدوان الأمريكي على العراق... ولمن تمكنت الطائفية أن تتغلب على عواطفهم الوطنية والقومية، نذكر هنا تفاصيل ما تم التعتيم عليه بواسطة الإعلام الغربي والعربي لإنجاح الاستراتيجية الإعلامية الأمريكية في شيطنة القيادة والسياسة العراقية تمهيداً للقضاء عليها واحتلال العراق ... فاسمعوا هذه الحقائق: ذلك الغوغاء الذي يسميه الصفويون (الانتفاضة المباركة) في جنوب العراق، قامت به الآلاف المؤلفة من الذين تسللوا إلى جنوب العراق من إيران أثناء الغارات والحرب الأمريكية على العراق وقصفه بالقنابل والصواريخ الأمريكية من البر والبحر والجو، وتلك الغارات التي كانت تدك العراق من الشمال إلى الجنوب لمدة اثنين وأربعين يوما وليلة... وفي تلك الليالي المظلمة قتلوا الآلاف من أبناء العراق، في عملية شبيهة بما قام به الشاه عباس الصفوي (خامس الخلفاء الصفويين)، إذ كان القتل على الهوية وحسب قوائم الأسماء التي جاءوا بها معهم «وعاثوا في الأرض فساداً بقتل المدنيين والحزبيين وبشكل طائفي ...«. أما الهدف من هذه العملية، حسب اعترافات ضباطهم في الأسر فيما بعد، كان السيطرة على العراق وإقامة الجمهورية الإسلامية العراقية التابعة لولاية الفقيه في إيران... وانكشفت تلك الحركة لأبناء الجنوب، فلجأ الشيعة منهم إلى القيادة العراقية طلباً للنجدة، لهول ما رأوا... حرقوا المدارس ودمروا كل مؤسسات الدولة، وقضوا على جميع صوامع الحبوب ومستودعات الأغذية ومخازن الأدوية التي كانت مخزّنة لسد حاجة أبناء المنطقة في تلك الفترة السوداء من تاريخ العراق الحديث، مع بدء الحصار الاقتصادي الجائر والعدوان الأمريكي الوحشي... بل حولوا مرقد الإمام الحسين رضي الله عنه إلى مركز لإعدام الألوف من الوطنيين العراقيين من أبناء السنة ولم يستثنوا منهم رجال الدين الشيعة القوميين والوطنيين، فالقتل كان على الهوية السياسية... وفي البصرة ومناطق أخرى كان يتم إعدام الرجال أمام أبنائهم وذبح الأزواج أمام زوجاتهم على عتبات دورهم وفي أحيائهم. في تلك المعارك الغادرة، ألقت القيادة العراقية القبض على 76 من قيادات الغوغاء، وثبت فيما بعد إنهم كانوا شخصيات إيرانية من رجال الدين والحرس الثوري، والاستخبارات الإيرانية... وفي منتصف التسعينيات، وفي اتفاق سري، عرضت القيادة الإيرانية إطلاق سراح كل الأسرى العراقيين لديها (منذ حرب الخليج الأولى) مقابل إفراج القيادة العراقية عن الأسرى الإيرانيين الـ 76، الذين كانت مهمتهم الأساسية السيطرة على العراق وإعلان إقامة الجمهورية الإسلامية العراقية... ولأن ما يدعى بالانتفاضة ما هي إلا كذبة كبيرة حصلت نتيجة الفتنة الطائفية والأهداف التوسعية، نرى ان العالم، خارج دائرة النفوذ الأمريكي، لم يبال أو يهتم بكذبة المقابر الجماعية في العراق مثل ما كان الاهتمام بالمقابر الجماعية في يوغسلافيا التي كانت نتيجة التطهير العرقي هناك . وفي الجانب الآخر، إن المراقب السياسي قادر اليوم أن يكشف إشارات الغزل المتبادلة في اتجاه تلطيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن، إذ إن المصالح الوطنية الإيرانية في إطار دورها الإقليمي تتطلب التحسين في العلاقات مع القطب الدولي الأوحد في هذا النظام العالمي الأحادي القطبية، انطلاقا من عدم قدرتها على فرض إيقاعها في المنطقة وتوسيع نفوذها في جوارها من دون موافقة واشنطن. كما يمكن قراءة الاتفاق غير المقدس بين القيادة الدينية التابعة لإيران في العراق مع الشيطان الأكبر لإجراء انتخابات شكلية تأمل أن يكون لها ثمن مجزٍ فيها مقابل عدم مقاومة الاحتلال... في الوقت الذي أصبحت أوراق المقابر الجماعية وحلبجة والمفاعل النووي ورقة بيد واشنطن لابتزاز هذه القيادة الدينية، عند انحرافها عن الخط المرسوم لها بواسطة البنتاجون. فتابعوا معنا المزيد من هذه الحقائق...
____________________
المصدر: شبكة البصرة
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video