كتب الدكتور رياض رشيد ناجي,موضوعا هاما ,وحساسا جدا, قد يثير جدلا في الاوساط الدينيه,اذ تناول موضوع المرجعيه الشيعيه في العراق, واكد على ضرورة عروبتها,وبعد ان فصل في بعض ما تناوله,حيث لم ينطلق من وجة نظر قوميه,او احتقان سياسي, اوموقف عدائي,او وجة نظر عابره,كما يكتب البعض في تقزيم المرجعيه ,ونعتها بالفارسيه, وسيطرتها على الاموال,وما الى ذلك من اطروحات لاتحمل الا نشر الكراهيه,والاستفزازالتي تبعث على المواقف المضاده, واثارة الجدل,ونحن اذا كنا حريصين حقا على رؤية المذهب الجعفري معافى, مما هو فيه, يجب ان تتضافر الجهود,وتتلاقح الافكار من اجل وضع دراسة علميه تتنوع كوادرها, لوضع اسس لاتخرجنا من حلال الى حرام, ولاتوقعنا في حرج الشبهات, بعيدا عن التمسك بالاهداف, والغايات التي تقوم على تحقيق المصالح الشخصيه الضيقه,او المكاسب الحزبيه,واذا ما توفرت النوايا الحسنه, يمكن ان نشاطر الدكتور الاحساس,ونقول المرجعيه الشيعيه لماذا يجب ان تكون عربيه في العراق, اعتقد ان مشكلة عدم عروبة المرجعيه في العراق ساهمت الى حد كبير في اضعاف شيعة العراق سياسيا,كما اشار الدكتور في ثنايا طرحه القيم, مادامت توفر الغطاء لبعض الاحزاب,والحركات التي تلوذ تحت جناحها لتنطلق بشرعية الممارسه السياسيه حيث اضافة شبهة الفارسيه الى الشيعه العرب في العراق,وقد تحولت الى سلاح بيد جميع الحكام الذين تعاقبوا على عرش العراق,واذا ما سبرنا تاريخ المرجعيه العربيه, نجدها قد لعبت دورا فاعلا, ومؤثرا في بعض مراحل التاريخ, يوم كان طابع الصراع دينيا, اكثر منه سياسيا,حيث كانت المرجعيه الشيعيه في العراق بعد الغيبه الكبرى,برزت معالمها على يد الشيخ المفيد ابن المعلم البغدادي, وهو شيخ الطائفه,حيث شهدت العامه به قبل الخاصه,قال: علماء العامه, هو شيخ مشايخ الاماميه , ورئيس الكلام والفقه والجدل,وكان يناظر اهل كل عقيده,وفي وفاته يقول اراح الله منه اهل السنه ويقول: ابن الندين في الفهرست في عصرنا انتهت رئاسة متكلمي الشيعه اليه, وقد تتلمذ على يديه الشيخ الطوسي رحمه الله,وانا اسجل تحفضي على كلمة شيخ الطائفه للطوسي ,لان شيخ الطائفه هو الشيخ المفيد الذي كان استاذا للشيخ الطوسي وللرضي والمرتضى,وبعد ان انتهت المرجعيه للشيخ الطوسي التي تزامنت مع مرجعية استاذه السيد المرتضى, وساد الاضطراب السياسي باحتلال بغداد, انتقل الشيخ الى النجف الاشرف, والتاريخ يثبت ان الحوزه في النجف,كانت قبل ان ينتقل الشيخ اليها, ولكن لم تكن متطوره بمناهجها,كما في عهد الشيخ الطوسي,وبعد رحيله رحمة الله كاد ان يغلق باب الاجتهاد,لولا تصدي محمد ابن ادريس الحلي العجلي, الذي اسس مدرسة الحله, وبقيت الحوزه عربيه عراقيه, تخرج منها حماة المذهب, كالعلامه الحلي, والمحقق الحلي,وابن فهد الحلي, وابن نما, وال طاووس,وغيرهم من استاذة العلوم الذين اغنوا المكتبه الاسلاميه, في الفقه والاصول والفلسفه, وعلم الكلام,والحديث,وبعد ان برزت تيارات فكريه داخل الصف الشيعي,كالاخباريه بزعامة الشيخ الاستربادي والشيخ البحراني صاحب الحدائق, والشيخيه التي عصبت براس الشيخ احمد الاحسائي, الذي بقي المذهب يعاني فترة طويله من جدلية النقاش,والانقسامات التي تحولت الى مدارس, همشت الرؤيه الاستراتيجيه عند المرجعيه العربيه, بالاخص بعد صدور فتوى بتكفير الشيخ الاحسائي, الذي اتهم بالشيخيه على اثر زيارته لايران, ولانريد الدخول بتفاصيل اسبابها, وبعد النزاع الناشيء بين المشروطه والمستبده الذي انعكس على الشارع العراقي بين مؤيد لهذا الراي ورافض لذاك, ايام الشيخ الاخند صاحب الكفايه, والسيد اليزدي صاحب العروه, ونشطت بعض التيارات الايرانيه القوميه التي فكرت بذكاء ان السيطره على القرار المرجعي الشيعي يحفظ هيبة الحكومة الشيعيه , ويثبت مركزيتها كراع لمصالح الشيعه في العالم الاسلامي ,سواء كانت هذه الحكومه طابعها المركب علماني اسلامي كما في العهد الصفوي الذي دخل في نزاعات مع الخلافه العثمانيه,ام علماني كما في عهد الشاه,ام اسلامي كما في عهد الجمهوريه الاسلاميه, ففي كل العهود الغرم على شيعة العراق, والغنم لشيعة ايران,وبعد كل التجارب المريره, والمصائب الكبيره التي اصابت شيعة العراق, تتحمل جزء من المسؤليه النخب الثقافيه الشيعيه العراقيه, التي بقيت بعيدة كل البعد عن هذه المؤسسه الهامه,حيث لم تتغلل بين اوسا طها كما يفعل التاجر, والعسكري, والمثقف الايراني, الذي تجده حاضرا مليئا بالتفاصيل, عن اهم شؤن الحوزه,و من اهم اسباب هبوط المستوى العلمي الحوزوي عند الطلاب العراقيين, هي المشكله الماليه, فيضطر الى ممارسة مهنة الخطابه, وهو المسمى بالروزخون, ليسد رمق العيش, واما ان يذهب وكيلا للمرجع المعاصر في احدى المدن العراقيه بحيث لايسمح له المجال بمواصلة الدرس, واذاما برز في الاوساط العلميه شخص ما سرعان ما تجده صريعا في ساحة التسقيط , لايستيقض منها الا في قبره, وبذلك قد فسح المجال بوجه الايراني المهاجر, وتركه بلامنافس,اذ تجد, الطالب الايراني في النجف منصرف في صعود الى البحث, والدرس, والتدريس لانه مكفول المؤنه, لان الايراني ادرك بعمق اهمية السيطره على المرجعيه, فبات يؤسس لبناء المستقبل, في الحوزه, مثلا لو جئت الى اسماء المدارس في النجف الاشرف, مدرسة اليزدي الكبرى , والصغرى, مدرسة الاخند الكبرى, مدرسة البروجردي, وقليل من المدارس العربيه مثل مدرسة البغدادي, والمدرسه اللبنانيه, فلايستطيع طالب العلم المكث فيهما لاسباب معروفه عند طلاب العلم,انا اقول باستطاعة التاجر ,و الطبيب, والمهندس,العراقي ان يبنون جيلا عراقيا حوزويا قادرا على تحمل مسؤلية المرجعيه الدينيه,ولدينا من الشباب النابغ مالا يتوفر عند غيرنا,وهذا لايعتبر مشروعا قوميا, اوحزبا سياسيا, وانما تنافس في ميادين المعرفه,ولانبقى فقط نبحث عن السلبيات, وننظر.