يسعد موقع محيط ان يستضيف المحلل السياسي العراقي عبد الكريم العلوجي ليجيب علي اسئلة الساده زوار موقع "محيط"حول مقتل السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق وتاثير ذلك علي الاوضاع داخل العراق الآن ومستقبل
محيط : من سعد مسلم ـ فلسطين : أرغب أن توضح للقراء الهدف من قتل الحكيم؟ أ.عبد الكريم : هناك عدد من الأهداف للتخلص من السيد محمد باقر الحكيم الأول : غياب شخصية مؤثرة فى المجتمع الشيعى وله حضور بين جميع الأوساط السياسية والدينية والإجتماعية . الثانى : نشر الفوضى فى العراق ومحاولة نشر الشائعات والدسائس فى كل الإتجاهات لتحريض الشعب ضد بعضه . الثالث : توقع حرب شيعية شيعية للخلافات الفقهية أوالصراع علي النفوذ بين المراجع الشيعية مما يؤدى إلى تقسيم المجتمع الشيعى إلى طوائف متصارعة متقاتلة . الرابع : إفحام السنة ، واشعال حرب طائفية شيعية سنية . الخامس : كل هذا يصب لصالح المحتل الأمريكى من أجل اشغال المواطنين فى بعضهم مما يدعم موقفه فى استمرار بقاء قوات الإحتلال فى العراق بذريعة حفظ الأمن وغيرها . ولكن كل ذلك لم يحقق للذين ارتكبوا هذه الجريمة أى هدف من أهدافهم ، لأن الشعب العراقى يعرف الهدف من جراء هذه الجريمة التى لا يمكن أن يقوم بها أى عراقى مهما يكن خلافه مع السيد باقر الحكيم بهذه الطريقة البشعة ، لذلك كانت وحدة الشيعة والسنة وكافة طوائف الشعب العراقى أروع مثال في كشف الهدف من جراء هذه الجريمة . نرجو أن يعلم الجميع أن العراق يرفض محاولات الوقيعة بين طوائفه لأنه بكل قومياته ودياناته موحد فى هدفه ومحب لوطنه ولقادته ولشعبه ، لذا ليس من السهولة أن يقتنع بمثل هذه الإشاعات ، وكان رد علماء الشيعة والسنة هو الذى كشف المؤامرة القذرة التى راح ضحيتها السيد محمد باقر الحكيم و 84 إنسانا بريئا و 120 جريحا خرجوا من صلاة الجمعة ليعودوا إلى عائلاتهم ولكنهم للأسف لم يعودوا ورحمهم الله ورحم الجميع . محيط : من محمد العبادلة ـ فلسطين : يحلو للكثيرين من حولنا تصوير العلاقة بين السنة والشيعة أنها علاقة إخاء وإرتباط في العراق والحقيقة ان الأمور بعد سقوط بغداد ساءت كثيراً خاصة مع أهل السنة في الجنوب ولا أدري لماذا ندفن رؤوسنا في التراب؟ فالاستغاثات من ابناء السنة في النجف وكربلاء والبصرة وصلت أعلى مدى من الاضطهاد وبالامس القريب احرق الشيعة شيخا في البصرة امام المارة في الشوارع بعد التنكيل الشديد فما تعليق سيادتكم ؟ أ.عبد الكريم : أرجو أن تعلم أن العلاقة بين الشيعة والسنة هى علاقة قوية ووطنية وأسرية ، لأن المجتمع العراقى مجتمع مترابط مع بعضه منذ تأسيسه ، ولن يحدث أى خلاف بينهم ، هذا شئ ، والشئ الآخر الذى أرجو أن تعلمه وجميع الإخوان هو أن بعد سقوط النظام العراقى ، وانهيار الدولة العراقية عمت الفوضى والسرقة والنهب وحرق المؤسسات وهذا سلوك غريب على المجتمع العراقى ، لم يحدث على مر التاريخ أن قام العراقيون بهذه الأفعال ضد وطنهم وبهذه الصورة البشعة ، وهذا مما أثر فى نفسية المواطن العراقى حيث كان الذهول والحيرة ـ وقد كشفت بعض العناصر انها قامت بها بتشجيع من قوات الإحتلال ، فهذه العناصر دخلت مع قوات الإحتلال وكان لها دور فى القيام بذلك التخريب والحرق والسرقة . نعم حدثت بعض التصرفات غير المسئولة من قبل بعض العناصر التى كانت مقيمة خارج العراق وعادت بعد سقوط بغداد ، ولكن الجميع استنكرها وأولهم المراجع الشيعية والسنية لأن الشيعة والسنة أبناء وطن واحد وارتفعت شعارات فى العراق ( لا شيعية ولا سنية .. وحدة وحدة إسلامية ) كذلك المظاهرات المشتركة التى خرجت من الكاظمية الشيعية إلى الأعظمية السنية ، وأم أمام الشيعة الصلاة للجميع للسنة والشيعة ، ولم يحدث أى تجاوز بعد ذلك سوى بعض التصرفات التى لا تؤثر على الشريحة العراقية الموحدة . أرجو من جميع الإخوة أن لا ينظروا إلى هذه الأمور التى لا تخدم الشعب العراقى فالكثيرون راهنوا على الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة ولكن الحمد لله خرج العراق سليما منها . أما بخصوص الاستغاثات من أبناء السنة فى النجف وكربلاء والبصرة، فقد حدثت تجاوزات من بعض العناصر التى ذكرنا فى السابق انها جاءت بعد سقوط بغداد من أجل نشر الفوضى والفرقة بين أبناء الشعب العراقى ، والحمد لله تلاشت هذه الأحداث وعاد كل شئ إلى وضعه الطبيعى ، أما التنكيل والقتل ، فهذا حدث لبعض عناصر حزب البعث الذين أساءوا للمواطنين وكان الإنتقام بصورة بشعة وحدث ما حدث ، وليست كما ذكرت إساءة للسنة .. فقتل الحكيم جريمة بحق الوطن والرموز بغض النظر عن الخلاف معه سياسيا ، ولكن هذا الخلاف لايصل الي حد الاغتيال وقتل العشرات من الأبرياء وأمام مرقد الإمام على ، لذلك كان الإهتمام بتشييع الحكيم أول ا ?هل هناك حلم لدي الشيعة لاقامة دولة لهم .. ليس هناك حلم لدولة شيعية عراقية فى الجنوب ، هذا مشروع استعمارى يراد به تقسيم العراق ، يريدون اليوم إعادته بعد الإحتلال الأمريكى ، وخاصة بعد تشكيل الحكم الإنتقالى على أسس طائفية وعرقية ـ وأول من رفض هذا المجلس هم المراجع الدينية الشيعية وأعلن الجميع أن هذا المجلس مرفوض وعميل لقوات الاحتلال ويكرس الطائفية والعرقية ، كذلك علماء السنة والقوى القومية والوطنية رفضوا تشكيل المجلس على أساس طائفى وعرقى . نعم إيران لها مصالح فى العراق ، فإيران دولة شيعية ولها ارتباط بشيعة العراق ، وعلماء إيران درسوا فى مدارس النجف وكربلاء ، وهناك امتداد طبيعى بين العراق وإيران , وهناك تيار يدعم ويؤيد إيران ولكنه تيار ليس مؤثر ، لأن العراقيون متمسكون بوطنهم ولن يسمحوا بالتدخل فى شئونهم. أرجوا أن أكون وضحت الصورة وشكرا لك . محيط : من رونالدو ـ السودان : الا تعتقد معي ان امريكا ضالعة في اغتيال باقر الحكيم لأنه كان يحاول اخراجهم فهابه الامريكان وقرروا ان يتخلصوا منه لتخلو الساحة الا منهم وأنصحكم كعراقيين ان تعيشوا الامر الواقع فانتم من صنع صدام عندما سكتم عن افعاله والان جئتم تتحدثون عن بطشه اين كنتم قبل دخول الامريكان لماذا لم تنادوا العرب لماذا لم تقولوا له كفي سفكا للدماء؟. أ.عبد الكريم : يجب أن نوضح نقطة هامة، فهناك محاولة لبث الإنشقاق بين الشيعة والشيعة وخاصة بعد بروز بعض الخلافات كذلك محاولة إقحام السنة بالشيعة من أجل تقسيم الشعب العراقى وجره لحرب أهلية الجميع فيها خاسر. هناك عدة اتهامات منتشرة بين الأوساط العراقية حول مقتل السيد الحكيم ، الإتهام الأول لجماعة صدام حسين وبقايا حزب البعث ، والثانى يتهم جهات أجنبية بالوقوف وراء هذا العمل الإجرامى ، والثالث أن أمريكا لها مصلحة فى مقتل الحكيم ، لأنه بدأ يشعر أن الإحتلال خدع الجميع بنقض تعهداته للمجموعات العراقية التى تعاونت معه ضد النظام ، جاء للتحرير كما قال ، ثم أصبح محتلا بموجب القرار 1483 ، لذا بدأ الحكيم يعيد قراءته للأحداث من جديد وخاصة بعد الإستفزازات الأمريكية للعراقيين فى النجف وكربلاء والكوفة هذه الأماكن المقدسة لدى الشيعة العراقيين والعالم . لذا فان غيابه عن الساحة قد يخفف الضغوط على قوات الإحتلال ، بالرغم أنه طالب بالمقاومة السلمية ضد الأمريكيين وهناك اكثر من قرضاي فى العراق مستعد أن يخون وطنه وأرضه لمصالحه الخاصة . ونحن لا نعتبر العرب مسئولون عما جرى فى العراق ولكن للأسف هناك بعض العناصر تحاول بث الفرقة بين العراقيين والعرب ، وسبق أن تعرض العراق إلى هذه النقمة عام 1959 تحت سيطرة الشيوعيين على السلطة بواسطة عبد الكريم قاسم ، ولكن عاد العراق إلى وطنه العربى من جديد ، وهذه هى نفس الأصوات السابقة تعود للعراق من جديد . الشعب العراقى تعرض للقتل الجماعى ولن يسكت، فإذا كان قد سكت عن نظام صدام حسين ، فلماذا هذه المقابر الجماعية التي تضم عشرات الألوف من الضحايا، والإعدامات والمعتقلات ، الشعب العراقى لم يسكت ولكن الإعلام هو الذى سكت عن هذه الجرائم فالعراق جزء من الأمة العربية وهو عربى المنشأ. ننتقل الى نقطة ثانية حول اتهام العراقيين بأنهم الذين صنعوا صدام؟ كيف نكون نحن الذين صنعنا صدام ، صدام جاء علينا بمؤامرات وقتل أقرب رفاقه من القيادة القطرية لحزب البعث بل أنه اعدم 54 شخصا فى يوم واحد من أقرب العناصر إليه. وللأسف فأنا كلاجئ سياسى هربت من العراق منذ عام 1969 ، ولكن كل مشاعرى كانت مع الوطن والأهل ولم أنس الوطن ، وأنا الآن معارض أيضا ضد قوات الإحتلال والعملاء الذين جاءوا بهذا الإحتلال ، وكل كتاباتى ومقابلاتى ضد هذا الإحتلال وضد مجلس الحكم الإنتقالى لتنفيذ المخططات الأمريكية فى العراق ، وسوف استمر بذلك حتى يتحرر العراق وأعود إلى الوطن لأخدم فى الموقع الذى أعمل به . محيط : من محمد فضل على ادمنتون ـ سودانى مقيم بكندا ما هو الشكل الذي تسير عليه العلاقة بين الشيعة والسنة في العراق وأين كان العرب من المقابر الجماعية والسلخانات التي كان يقيمها النظام السابق وما هو موقفكم وموقف باقي الفصائل العراقية من اغتيال الشيخ باقر الحكيم؟ أ.عبد الكريم : الأخ محمد فضل على الحقيقة أن أسئلتك هامة وسوف أرد عليها ولكن أرجوا المعذرة ان اختصرت الردود ، لأن كل سؤال يحتاج إلى صفحات كثيرة ولكنى أحاول أن أجيب عليها بوضوح . أولا: عن علاقة السنة بالشيعة الحقيقة يا عزيزى هذا سؤال يتردد كثيرا فى هذه الأيام وخاصة منذ سقوط النظام العراقى ، عن كيفية العلاقة فى الماضى والحاضر والمستقبل ، أرجوا أن تعلم أن العلاقة بين الشيعة والسنة علاقة مبنية على رباط الدين الإسلامى ، وأن اختلفت فى الاتجاهات الفقهية ولكن العناصر الأساسية فى الإسلام لا خلاف عليها ، والعلاقات بينهم من أمتن العلاقات لأنها مبنية على الرابطة الإنسانية والعلاقات العائلية والعشائرية لأن العشيرة الواحدة منقسمة بين الشيعة والسنة ، لذا كانت هذه العلاقة هى من أهم مقومات استمرارية هذه العلاقة والحفاظ على الوحدة القومية والدينية فيما بينهم . وحدث شرخ أثناء حكم صدام حسين من اضطهاد للشيعة ولكن صدام حسين لا يعرف شيعة أو سنة ، بل الولاء، فما حدث للسنة حدث للشيعة ولكن الشيعة تحملوا الكثير من الظلم والقتل واستبداد بحكم الدور الشيعى فى الحياة السياسية العراقية من خلال المراجع الكبرى فى النجف التى هى من أهم المراكز الدينية فى العالم والمرجعية للمذهب الشيعى ، وبعد سقوط بغداد ، اختلفت الكثير من المواقف وانقسم الرأى العام إلى عدة أقسام ، ولكن هنالك آراء كثيرة كانت قد حسمت موقفها ضد الاحتلال وخاصة من جانب الكثير من المراجع الشيعية ولكن موقف السيد محمد باقر الحكيم بحكم علاقاته بالمعارضة العراقية المتعاونة مع أمريكا وهو يعتبر من مجموعة الستة للمعارضة التى انشئتها أمريكا ، أخذ موقف يخالف الكثير وهو موقف سياسى وخاصة حول المقاومة العراقية التى انتقدها واتهمها بالعمالة لصدام حسين ، وأعلن أن معارضته عبارة عن مقاومة سلمية وهذا ما حسب عليه ولكن رغم ذلك كانت المقاومة عنيفة ضد قوات الاحتلال وخاصة فى مناطق الجنوب . وأكرر أن المقاومة العراقية أخذت دورا هاما فى ضرباتها ضد القوات الأمريكية واعتقد أنك تتابع الأخبار عن الخسائر اليومية ، فهناك شريحة تدعم استمرار الإحتلال ولكنها ليست مؤثرة فى الشعب العراقى وهذه المجموعة هى التى تحكم الرأى من خلال الاحتلال وهى مرفوضة من الشعب العراقى وأرجو أن تطمئن أن المقاومة عراقية وطنية إسلامية وقومية وليس كما بنى موقفها أنها من بقايا صدام حسين أو فدائى صدام حسين ، فصدام ونظامه سقطوا يوم 9 نيسان / ولو كان صدام حسين فى هذه القوة لقاوم قوات الإحتلال ولم يستسلم . ثانيا:- حول أين كان العرب من المقابر الجماعية والانتفاضة الشعبية ، وحقيقة فليس من الانصاف ان يتحمل العرب ذنب هذه المقابر ولابد أن نفرق بين الشعب العربى الذى وقف ويقف مع الشعب العراقى وبين الأنظمة العربية ، فكان هناك سكوت من هذه الأنظمة على هذه الجرائم البشعة والاعتقالات والإعدامات والقتل الجماعى ، ليس للشعب العربى معرفة بها ، ولكن الكثير من الأنظمة تعلم بها كذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها تعلم بوجود هذه الجرائم ، ولكن المصالح الدولية والاقتصادية هى التى تحدد تلك العلاقات بين الدول ، والكثير من الدول يجرى فيها ما كان يجرى فى العراق أيام صدام حسين ، ولكن المصالح تتطلب السكوت عليها ، ولكن عندما تنتهى هذه المصالح سوف تجدها وسوف يتباكون على الإنسان والأرض والوطن والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وغيرها . وبعد هزيمة العراق فى حرب الخليج الثانية عام 1991 وانسحاب الجيش العراقى من الكويت والفوضى التى زامنت انسحابه حدثت انتفاضه فى جنوب العراق وكانت انتفاضة دموية حيث جرى ماجرى فيها من تجاوزات ، وكانت انتفاضة غير منظمة وتفتقر الى القيادة المنظمة ، والذين قاموا بها اناس جاءوا من أجل الانتقام وما حدث يوم سقوط بغداد حدث فى الجنوب ، وعمت الفوضى كل الجنوب العراقى وكذلك الشمال بتحريض قوات التحالف. وخوفا من سيطرة الجماهير على هذه المحافظات الجنوبية وتدخل إيران فى الجنوب العراقى ، والخوف من قيام دولة شيعية حتى وان لم يكتب لها النجاح ، لأن هذه الحالة مرفوضة إقليميا حدثت تدخلات دولية والطلب إلى قوات التحالف بأن تقوم بقايا حكومة العراق فى بغداد وبالسيطرة وقمع الانتفاضة بالقوة وسمحت قوات التحالف للطيران العراقى بضرب المدن الجنوبية العراقية بالطائرات والصواريخ والدبابات ، وبدأت مجازر حقيقية ذهب الآلاف من المواطنين العراقيين وهكذا حدثت المجازر برعاية قوات التحالف الدولى بقيادة شوار زكوف القائد العام للقوات حيث سمح للطيران والجيش العراقى بالقضاء على الانتفاضة . ان المسئولية القانونية تقع على عاتق القوات الأمريكية وقائد التحالف الذى سمح للجيش العراقى بقمع الانتفاضة بكل هذا العنف وأباد وهدم الكثير من البيوت وقتل الآلاف من العراقيين . وبسقوط العراق ، سقطت معه المنظومة العربية الاقليمية وسقط الأمن القومى العربى ، وسقطت الاستراتيجية العربية والتوازن العربى ، وبسقوط بغداد فقدت الأمة العربية قوة عسكرية وبشرية ومادية هامة مما كشف العالم العربى على حقيقته المخزية ، انه فاقد لكل شئ وبفقد العراق سقطت الشرعية العربية. ثالثا : اغتيال الحكيم ـ اتفاق المراجع الشيعية والامريكان سبق وأن ذكرت نحن نرفض اسلوب الاغتيال ، وخاصة اغتيال السيد محمد باقر الحكيم , فهذا مما يتناقض مع الشريعة الاسلامية ، لأنها ترفض القتل ، والذى حدث هو جريمة ليس بحق الحكيم بل بحق الشعب العراقى ، لأنه لم يقتل وحده بل قتل معه 84 بريء وأكثر من 120 جريح بالإضافة إلى تدمير واجهة مرقد الإمام على . نعم كان هناك اتفاق بين السيد الحكيم مع القوات الأمريكية من أجل سقوط النظام وتم التعاون معهم ، والحكيم يعلم نوايا الأمريكان ولكن فى بعض الأحيان من أجل المصلحة تتفق مع الشيطان ، وبعد ذلك تتصارع معه ، وهو يعلم أن العلاقة بين أمريكا والصهيونية علاقة استراتيجية ومصالح متبادلة بين الطرفين والحرب على العراق تصب لصالح الصهيونية وإسرائيل للتخلص من نظام يهدد المصالح الأمريكية والصهيونية بغض النظر عن خلافتنا مع نظام صدام حسين . وليس هناك اتفاق مكتوب بين الشيعة وأمريكا وهناك جماعات سياسية ودينية منفردة عملت مع أمريكا من أجل سقوط النظام وهذه الجماعات موجودة الآن فى مجلس الحكم الانتقالى ومجلس الوزراء المعين من قبل حاكم العراق المدنى بول بريمر ولكن المراجع الدينية الكبرى لا توجد بها أى علاقة مع أمريكا بل وقعت وأصدرت بيانات وليس فتاوى ضد الوجود الأمريكى واحتلاله للعراق وممارساته اللاإنسانية ضد الشعب العراقى . وكما ذكرت أن الحكيم له علاقة مع أمريكا من خلال المعارضة العراقية التى يعتبر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية جزء منها وعين أخيه السيد عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم الانتقالى من قبل الحاكم الأمريكى للعراق يعنى أن هناك علاقة معه ومع أمريكا ، فهناك عداء ثأرى بين الحكيم وصدام حسين والبعث ولذلك هو يعمل من ضمن القوى العراقية المتعاونة مع قوات الاحتلال ، نعم هناك تعاون استخباراتى بين جميع الأحزاب والقوى السياسية مع المباحث الفيدرالية وخاصة مجموعات سياسية مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة والحزب الإسلامى والوفاق والمؤتمر الوطنى العراقى وحزب الاتحاد الوطنى الكردستانى والحزب الوطنى الكردستانى وقال أفراد منهم بانهم يقدمون المعلومات للمباحث الفيدرالية والاستخبارات الأمريكية فى العراق . محيط : من خالد الدليمى ـ الدنمارك : لماذا الاعلام العربى يخفى النزاع بين الحوزة الدينية فى قم والحوزة الدينية فى النجف ؟ أ.عبد الكريم : لأنه لا يوجد نزاع كما يتصور الكثيرون فهو خلاف فى التوجه للحوزة على الأحداث الجارية فى العراق بعد الاحتلال ، وهناك وجهات نظر مختلفة وكما يطلق عليها الآن هى الحوزة العامة والحوزة الناطقة والحوزة الصامتة هى التى لم تقرر كيفية التعامل مع قوات الاحتلال ، هل المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال ؟ أم مقاومة سلمية كما نادى بها السيد محمد باقر الحكيم ؟ بينما الحوزة الناطقة تريد مقاومة الاحتلال ولكنها غير قادرة على اصدار فتوى حول شرعية المقاومة ، وكما تعلم أن المذهب الشيعى له مرجعية واحدة هو السيد على السستانى ـ لذلك صور أن هناك خلاف أو نزاع ، ويوجد تنافس بين المرجعيات وهذا حق طبيعى ولكن هذا التنافس لا يتعدى خارج إطار الحوزة العلمية ولم يتسرب للجماهير ، وجماهير الشيعة ملتزمة بالمرجعية ، ولكن بروز تيار السيد مقتدى الصدر بقوة على الساحة الشيعية أربك الكثير من المرجعيات ولكن مقتدى الصدر ملتزم بالمرجعية وأن انتقدوها بسبب المواجهة مع النظام السابق ومع قوات الاحتلال ولكن تبقى القضية الهامة هى وحدة الحوزة العلمية فى النجف وان اختلف معها الكثير من مجموعات كثيرة من الشعب العراقى حول موقفها من الاحتلال ولكن لنا ثقة كبيرة أما هذه المرحلة فسوف يتحدد الموقف عن قريب بعد الممارسات الاستفزازية التى تقوم بها القوات الأمريكية تجاه المواطنين من اهانات واعتقالات ودهم ونسف كل ذلك سوف يحرك المشاعر الوطنية والقومية عند المرجعية الشيعية ، نحن نقر أن هناك خلافات بين المرجعيات الشيعية بين قم والنجف حول استمرار مرجعية قم للشيعة بينما يطالب المرجعيات الشيعة العراقية التى هجرت العراق إلى قم للضغوط التى مارسها النظام عليهم ولكن كانت مرحلة ما بعد 1980 كانت أعنف من أى سابقة لتصفية المراجع والأساتذة والطلاب ، وخاصة مرحلة الحرب العراقية الإيرانية التى استفحل عداء النظام للشيعة ، أصيبت الحوزة العلمية فى النجف بقرار نزع الجنسية وترحيل العراقيين من أصول إيرانية ، علما أن هؤلاء شكلوا عصبا أساسيا داخل الحوزة النجفية ولم يسبق أن شكلوا نافذة للنفوذ الإيرانى فيها ، فقد أثرت هذه الحملة على عدد من المدرسين فى الحوزة وترافق ذلك مع اغتيال المرجعين ـ وفى مرحلة لاحقة توفى أحد زعماء الحوزة الدينية السيد أبو الأعلى السيزاورى فى ظروف غامضة ، وفى قم اليوم أكثر من خمسين ألف طالب يوزعون على عشرات المدارس الدينية ، العدد الأكبر منهم إيرانيون ثم يأتى من بعدهم الأفغان ثم الباكستانيون ثم العراقيون واللبنانيون والخليجيون ، ولا يشكل الطلاب العرب فى مدينة قم الإيرانية ثقلا كبيرا فهم أقلية وسط أكثرية من الشيعة الأسيويين ، أما المراجع والأساتذة المجتهدون والمدرسون فهؤلاء ربما شكلوا ركيزة فى الحوزة الدينية الإيرانية ، خصوصا أن عددا من هؤلاء هم إيرانيون الأصل ولكنهم نجفيون النشأة والتعليم وهؤلاء الأخيرون يعطون دروسهم باللغة العربية ما يعنى أن عدد طلابهم أقل من عدد طلاب المراجع الذين يعتمدون اللغة الفارسية . مثلا فالسيد كاظم الحائرى ، لا يتجاوز عدد طلابه فى الدرس الواحد أربعين طالبا ، فى حين يبلغ عدد طلاب الشيخ جواد النبريزى فى المادة نفسها " أصول الفقه " الألف وخمسمائة طالب ، ويشكو طلاب الحوزة الدينية العراقيون فى قم من سعى الدولة الإيرانية وعدد من المراجع إلى تثبيت دور قم على حساب النجف . ويتحدث طلاب فى قم عن اللحظات التى رافقت سقوط النظام فى العراق ، وتحفز عدد كبير من الأساتذة والطلاب العراقيين والإيرانيين للإنتقال إلى النجف فور سقوطه ، وهناك عراقيل يشير إليها الكثيرون وضعت فى وجه العودة ، هذه العراقيل لم تشمل الطلاب وإنما شملت "الأساتذة " وتحديدا المراجع الذين ربما شكلت عودتهم إلى النجف استئنافا لعمل وتقاليد مرجعية لا تناسب الحوزه الإيرانية التى فصلت على قياس "ولاية الفقيه" وهذا لا يعنى أن قم ستشهد ضمورا سريعا فى دورها المرجعى فور استقامة الأوضاع الأمنية فى النجف ، فالمدينة الإيرانية كانت عاصمة رديفة للحوزة الشيعية فى النجف ، منذ قرون وتعزز دورها فى العقدين الماضيين ـ وعليه فإن النجف هى المرجعية التى تجمع كل المرجعيات الدينية ، حتى الإيرانيون يعتبرون أن الذى لا يذهب إلى النجف لا تكتمل مرجعيته ، ولكن قم أخذت وهجا فى السنوات السابقة عندما ابتعدت النجف عن الضوء . فإن هناك توقعات بعودة سريعة لدور النجف فور استتباب الأمن فيها وإلى أن الكثير من القادة الدينيين فى قم وغيرها يتهيأون للعودة إلى النجف من أمثال السيد مرتضى العسكرى والسيد كاظم الحائرى والسيد هادى المدرسى وبعض العلماء من سادة آل الشيرازى الكربلائيين الذين باشروا أصلا بالعودة من خلال نقل حوزتهم من دمشق إلى كربلاء ، ويرجح أن تستبدل إيران مقاومتها لهذه العودة بمحاولات الإنخراط فيها من خلال عدد من المراجع والمدرسين العائدين الذين قد تدعم إيران نفوذهم خصوصا فى مدينة كربلاء التى تضم الكثير من العائلات الدينية العراقية التى تعود بأصولها إلى إيران . محيط : من محمد قاسم الجثام ـ جده ـ المملكة العربية السعودية : السؤال الاول: ماذا تريد امريكا من العراق ؟ السؤال الثاني: كيف تتوقع مستقبل العراق الحبيب لقلب كل عربي ؟ السؤال الثالث: ما هو المخرج برأيك من هذه المحنة ؟ أ.عبد الكريم : امريكا تريد السيطرة على ثروة العراق القومية وهو النفط وموقعه الاستراتيجى فى المنطقة لموقعه بين آسيا وأوروبا وبالنسبة لمستقبل العراق فهو بيد أبنائه الذين يدافعون عنه وبعروبته فى قلب كل عربى ، وسوف يعود العراق بعد زوال الاحتلال إلى صدارته على الساحة العربية وبناء قوته العسكرية وتصنيعه بيد أبناءه المؤمنين بالعروبة والإسلام ، ونحن لدينا ثقة كبيرة بأبناء الوطن القادرون على طرد قوات الاحتلال الغازية ، العراق عربي وسوف يبقى عربيا وسوف نقاتل من أجل عروبتنا ، أما الخروج من هذه المحنة فتكون بالحرص علي وحدة الشعب العراقى ووحدة أرضه وبناء حريته وتطبيق العدالة الاجتماعية ، فنحن الآن تحت الاحتلال الأمريكى وهذه محنة حقيقية وقد مرت شعوب كثيرة بمثل هذه المحنة ، ولكن إرادة الشعوب قادرة على المقاومة والفداء والتضحية من أجل الخروج من هذه المحنة وأنت تشاهد الآن ماذا يجرى فى العراق من مقاومة عراقية باسلة كبدت قوات الاحتلال الكثير من الخسائر ، وهو الآن فى المستنقع العراقى أو الرمال العراقية المتحركة ، انها محنة للشعب العراقى ولكن تصميمه على المقاومة سوف يحقق النصر بإذن الله و العراقيون يعلمون أن أمريكا لها مشروع فى احتلال العراق لكنهم لن يسمحوا لها أن تنفذ هذا المشروع فى تكريس الاحتلال من خلال بناء قواعد عسكرية فى العراق وحددت هذه القواعد فى أربعة فى الشمال والجنوب والغرب والوسط ، ولكن لن يسمح المواطن العراقى بذلك حتى لو جاءت حكومة عميلة تساند الاحتلال ، لأن العراق له سوابق مع القواعد البريطانية فى البصرة لذا من الصعوبة أن ينجح المخطط الأمريكى فى العراق والشعب العراقى قادر على افشال هذه المخططات وغيرها حتى لو جاءت بواسطة العملاء العراقيين الذين جاءت بهم على دباباتها بما يسمى بمجلس الحكم الانتقالى الذى رفضه الشعب العراقى بكل فئاته وخاصة من رجال الدين والمراجع الشيعية والسنه وكل قوى السياسة فى العراق عدا هذه المجموعة العميلة التى ساندت قوات الاحتلال. محيط : من عبد الله محمد عبد الله عثمان ـ السودان : هل من المتوقع ان يكون للمخابرات الامريكيه (سى اى ايه) دورفى عمليه اغتيال( الشيخ الحكيم) ويمكن ارجاع ذلك للاسباب الاتيه:- 1 ـ تورط القوات الامريكيه بعد الدخول للعراق وعدم قدرتها على خلق جو ديموقراطى معافى بين كافه الجماعات فى العراق 2 ـ ارادت المخابرات من ذلك بذر الفتنه بين الطوائف والاحزاب حتى تتمكن من استلام زمام الامور بصوره شرعيه ؟ أ.عبد الكريم : الأخ عبد الله اتفق معك فى كل هذه الاحتمالات وهذا مشروع استعمارى قديم يطبق فى كل مرافق الاحتلال ونشاهد ما يجرى فى فلسطين من محاولات شق الصف الفلسطينى بواسطة بعض المتعاونين مع قوات الاحتلال ، وكذلك العملاء الذين جندتهم إسرائيل للإبلاغ عن العناصر النشطة فى الشعب الفلسطينى وما تلاحظه من الاغتيالات المنظمة هى دليل على ذلك . وقوات الاحتلال الأمريكى فى العراق ، بعد أن فشلت فى زرع الفتنة الطائفية فى العراق ، وبعد أن شعرت أن الشعب العراقى موحد الهدف ويعرف ويكشف هذا المخطط فى هذه الفتنة العراقية وخاصة بين الشيعة والسنة ، ولكن فشلت هذه الفتنة وخرج الشعب العراقى بكل فئاته يرفض الطائفيه والعرقية ، لذا ليس من المستبعد أن تكون هناك أصابع أجنبية فى الحادث ولن يستبعد أحد أن تكون المخابرات الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الصهيونية دور في تدبير هذه الجريمة ضد السيد محمد باقر الحكيم لأن هذه الجريمة غريبة عن المجتمع العراقى ولم يعرف عنها شيئا ، وهذا مما أفشل المخطط فى زرع الفتنة الطائفية .بين الأديان السماوية لقد فشلت أمريكا فى السيطرة على العراق ، وما جاءت به من نشر الديمقراطية فى العراق تتخذه أكذوبه أمريكية تشبه أكذوبة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل ، الذى ثبت أنه غير موجود كما ذكر تقرير هانز بلكس أخيرا ، أن العراق كان صادقا بعدم وجود أسلحة دمار شامل لديه وأنه تخلص منها فعلا . الديمقراطية يا عزيزى لا تستورد من الخارج وهى ليست سلعة تباع فى محلات الملابس أو السوبر ماركت ، الديمقراطية تنبع من الشعب والشعب هو الذى ينتزعها من حكامه أولا ومن الممارسة الجماهيرية فى بناء مجتمع يتعامل به الجميع بالعدالة فى حرية التعبير وغيرها ، لذا أقول أن الكذبة الأمريكية حول الديمقراطية كذبه استعمارية ، وأبشرك الحمد لله أن الشعب العراقى حريص على وحدة أرضه وطوائفه المختلفة فنحن عراقيون أولا وأخيرا ، ونحن جزء من الأمة العربية وديننا الإسلام الذى نعتز به مع حرية الأديان الأخرى والطوائف بحرية ممارسة نشاطهم الدينى والثقافى داخل المجتمع العراقى الواحد . ادع معى أن يحفظ الله شعب العراق ويجنبه الفتنة التى تغذيها عناصر استعمارية مشبوهة ويعود العراق إلى الأمة العربية والإسلامية من جديد ليأخذ دوره الرائد فى المنطقة العربية والإسلامية . ولك شكرى وتحياتى . محيط : من محمد محمود غزلان ـ مصر : قضية اغتيال الاخ باقر الحكيم واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج فطنة او فراسة لتعلم الايدى الحقيقية المرتكبة لهذا الحادث الغاشم ولكن سؤالى هو عن دور الحوزة الدينية فى المقاومة وعدم مشاركة ابناء المذهب الشيعي حتى الان فى مواجهة الاحتلال رغم انهم يمثلون نصف الشعب العراقى وفى تخيلى لو تبنت الحوزة خيار المقاومة كما هو الحال فى لبنان وايران سابقا لتضاعفت خسائر العدو ولتغير الوضع سريعا ولا اعتقد ان الحوزة كانت ستخسر اكثر مما خسرت بعد اغتيال الحكيم على يد الاحتلال الانجلو أمريكى ؟ أ.عبد الكريم : الأخ محمد غزلان ـ مصر : للحوزة العلمية النجفية دور هام فى العراق والمعروف عنها أن الحوزة النجفية كانت تشارك بقوة فى السياسات العامة ، كما حدث فى ثورة العشرين وفى مناسبات كثيرة أخرى خلال الحكم الملكى وحتى الستينيات عندما حرم السيد محسن الحكيم المرجع الأعلى للشيعة فى العراق والذي حرم التعامل مع الشيوعيين ، ثم حرم المشاركة فى حزب البعث ثم حرم مقاتلة الأكراد ، أما الآن وبعد العزلة الطويلة ، فلابد من الانتظار قليلا لمعرفة ما آل اليه التحالف القديم مع العشائر ، ومدى انتشار المشايخ فى المدن والأرياف ، وطبائع علاقتهم بالمرجعية ويبدو الآن أن عامة المدن وفلاحى الأرياف هم أشد أنصار المرجعية حماسه وليس العشائر وكانت المظاهرات والخطب المطالبه بضرورة حضور الحوزة فى مستقبل العراق ، شددت أيضا على رفض الاحتلال "الأمريكى" والوصاية الإيرانية وإذا أدت التطورات إلى زيادة التوتر ضد الأمريكيين قد تتطور الأحداث والممارسات الأمريكية إلى دخول المرجعية فى الصراع مع الولايات المتحدة لأن الممارسات الأمريكية تجاوزت الخطوط الحمراء للمجتمع العراقى الذى يعرف عنه المحافظة على القيم العشائرية التى تجاوزتها القوات الأمريكية فى حالة دخول البيوت فى الليل وطريقة تفتيشها وإهانة الرجال وتفتيش النساء وتفجير البيوت وغيرها حرك فى نفوس هؤلاء نوعا من الدفاع عن العرض والكرامة ، لذا وجدنا أن هناك بعض العمليات للمقاومة حدثت فى المناطق الشعبية مثل البصرة والنجف وكربلاء والناصرية وغيرها ولكن للآن لم تأخذ قوة تنظيمية مستمرة بسبب الظروف الفقهية حيث أن المذهب الشيعى يلتزم بالمرجعيات وهى التى تقرر ذلك وطالما أن المرجعية الشيعية لم تقرر أو تصدر فتوى بذلك لذا فهناك بعض اللغط بين الشيعة أنفسهم بل أن هناك بعض المرجعيات الدينية طالبت بالمقاومة مثل الإمام الخالصى الذى قال فى فتواه " الاحتلال يقتضى مشروعه المقاومة وغزو بلاد المسلمين بفرض عينية الجهاد بإجماع الفقهاء كما قال أن التعاون مع المحتل خيانة ، والخيانة لا تقبل تبريرا تحت أية ذريعة " . هناك طريقة أو كيفية الافتاء بالجهاد عند الشيعة تقول " المقاومة لا تنحصر فى الجهاد " وهناك طرق أخرى تتخذ قبل قرار الجهاد ، أى تستعمل المقاومة السلمية أولا ثم أن الجهاد بيد الحاكم الشرعى أو المرجع لدى الشيعة عندما يرى أن الشيعة قادرون على مواجهة هذا الاحتلال يجوز الافتاء بالجهاد ، والجهاد دفاعى وهجومى ، وإذا أعلن الجهاد حاليا سيؤدى إلى ضرر لعدم التكافؤ بين الطرفين ، وربما يؤدى الإعلان عن الجهاد إلى الأذى ، والمعروف فى داخل العراق هناك أكثر من مرجعية ، لذلك نجد أن هذه المرجعيات قد تختلف فى الرؤيا حول فتوى الجهاد ومن الممكن أن تتحدث عن المقاومة وتدعمها ولكن لا يكفى أن تصدر فتوى من المرجع الشيعى الأعلى السيد على السستانى أو من بعض المرجعيات التى لها مؤيدين فى العراق والعالم وهم أربعة وهم : 1- السيد على السستانى ، المرجع الأعلى للشيعة . 2- الشيخ بشير النجفى . 3- الشيخ محمد فاضى . 4- السيد محمد سعيد الحكيم . هذه المرجعيات هى التى يمكن أن تصدر فتوى بالجهاد ومن هؤلاء الثلاث فى حالة صدور فتوى بالجهاد لا تعبر عن الشيعة جميعهم ، بل من مؤيدى هذا المرجع ، ولكن إذا أصدر السيد السستانى فتوى فهى ملزمة من جميع أبناء الشيعة فى العراق والعالم العربى والإسلامى . وأرجوا أن تعلم أن هنالك تحولات كثيرة برزت على الساحة الشيعية من خلال العمليات المقاومة العراقية فى الكثير من المحافظات والمدن ، وهذا مما يتنافى فى الفكر الشيعى للمقاومة ، حيث بدأت الكثير من الجماعات السياسية والاجتماعية والدينية تنظر إلى الاحتلال نظرة أخرى غير النظرة التى ذكرت ، إن هذه القوات جاءت لتحرير العراق والقضاء على نظام صدام حسين ، ولكن مع الأيام كشف العراقيون الهدف الحقيقى من خلال الممارسات للقوات الأمريكية والبريطانية المخلة مع صدور القرار 1483 الذى اضاف الشرعية لهذه القوات بالإحتلال للعراق . لذلك فالأيام القادمة سوف تبرز هذه المقاومة العراقية آسف إذا قلت لك شيعية لأن المقاومة هى المقاومة ضد الاحتلال ولا يوجد عراقى يرتضى بالاحتلال سوى بعض العناصر التى جاءت مع قوات الاحتلال والتى هى الآن تقوم بدور الطابور الخامس فى العراق . وهذه القوى رفضها الشعب العراقى وحتى المرجعيات الشيعية والسنية والقوى القومية والوطنية واعتقد أنك متابع للشأن العراقى بالرفض لمجلس الحكم الانتقالى المعين من قبل الحاكم المدنى الأمريكى الذى هو السلطة الشرعية والقانونية فى البلاد وبيديه كل السلطة التنفيذية والتشريعية والمالية وأن هؤلاء ينفذون ما يملى عليهم وأن قراراتهم لا تلزم الحاكم المدنى وله الحق باستعمال الفيتو على أى قرار لا يرغب به الحاكم الأمريكى . لذلك أرجو من الجميع أن يطمئن ليس هناك شيعى أو سنى أو كردى أو تركمانى وغيرها ، هم متواجدون نعم ولكن عراقيون محافظون على العراق أرضا وشعبا ولا نبالى بالأصوات النكره التى تنطلق من هنا وهناك ـ والعراق للعراقيين والعرب بكل طبقات وفئات ومذاهب الشعب العراقى وأرجو أن أكون وفيت بالسؤال مع شكرى واعتذازى .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video