لم تدهشني تلك الصورة التذكارية لذلك الجندي الامريكي الذي يقف معتزاً بنفسه وقد وضع ببسطاره الوسخ على منبر الأئمة في إحدى المساجد؟ حتى طريقة وضعه لبسطاره الوسخ على درجة المنبر، لم تكن عفوية؟ بالله عليك يا سمير عبيد! إذا لم تُفقئ أعينهم صورة طفلة عراقية مقيدة المعصمين؟ فكيف لك بأن تَفقئها بصورة ذلك النذل.
كتبت. . .
عندما حاولت دولنا العربية في عام 1967 القيام بحرب مفاجئة للنيل من الدولة العبرية، محاولةً استرجاع ما احتل، لم تخسر حجما سياسيا وحسب. بل خسرت ثقلاً عسكرياً هاماً في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط باعتبارها جزء لا يتجزأ من الدولة (العربية والإسلامية)، بعيداً عن التطرق إلى من سكن تلك المنطقة قبل 5000 عام. بعد ذلك قامت حرب أخرى مصممين على استرجاع ما اغتصب منا، مرددين شعار: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة!. خرجنا من تلك الحرب وللمرة الثانية مهزومين منكسرين وشبح الدولة العبرية التي فرضت نفسها و( بالقوة) يخيم على أمتنا العربية حتى أصبحت هزيمة جيوشنا واقعاً رغم انفنا. ترعرعنا على أناشيد المقاومة وعدم النسيان، حتى أصبحت تلك خبزنا اليومي وهدفنا هو: تحرير كل شبر من أرضنا المغتصبة. حاولت أنظمتنا العربية بعد تلك النكسة التزام طرق (سلمية) لحل النزاع العربي الصهيوني واسترجاع ما استطاعت استرجاعه حسب المفاهيم الشرعية والدولية التي هي بحد ذاتها (منحازة للدولة العبرية).! وبهذا بدأ الشعب الفلسطيني خاصة والعربي عامة بدفع فاتورة مقتل 5 ملايين يهودي في أوروبا.؟ حكومات الغرب وشعوبها لم تجد في جيوبها سوى كلمات التأسف والاعتذار لم حدث لليهود. أما بالنسبة لوجودهم في أوروبا فلم يكن مشجعاً، وكان الحل الأفضل هو تهجيرهم إلى فلسطين. والبدء بإقامة الدولة اليهودية الحديثة ذات البنية التحتية الصلبة والتي ستبقى شوكة في حلوقنا لا نستطيع بلعها أو بصاقها. خمسون عاما مضت على قيام الدولة العبرية،
الدولة العبرية أخذت بالتوسع وبدأت من شمال العراق، وما يثير القلق هو توسع خارطتهم وامتداد حدودهم السياسية.؟ فلم تعد حدود دولتهم تمتد حتى بلاد الرافدين، بل اجتازت حدودنا؟ فنراهم اليوم في قطر والكويت والهند وتركيا والأردن وشمال العراق. والقاسم المشترك بين سياسات هذه الدول أو الرحل هو الخيانة أو حقدهم الأبدي على العرب والإسلام. حتى معاهدات السلام والهدن العالقة التي وقعت ما بين الأنظمة العربية والدولة العبرية لم تكن سوى قنبلة مؤقتة؟
اليوم أعيد ما قالوه وما سنقوله وما سيقولونه، بأن العراق ليس للبيع ولا للإيجار، ولا شعبه سيقبل بالاستبداد. شعب العراق حلم بالحرية ولم يكن يحلم بمجلس وعمامات تنقل إليه حريته على ظهر دبابات وطائرات لتقتله من أجل أنابيب النفط ومن أجل تغير خارطته.
نشوء منظمات فلسطينية مسلحة لم يكن سوى رداً على احتلال فلسطين، وانعدام الحل السياسي والسلمي لإنصاف قضيتهم، زاد في توهج وإصرار (المقاومة). "لم يكن ليحدث ذلك لولا وجود (المقاومة المسلحة) التي انتفضت بجميع طوائفها ومذاهبها ومعتقداتها السياسية والفكرية والاجتماعية".
ماهو دور القادة الشيعة في عراق اليوم؟ عراق قوس قزح والفسيفساء، عراق الطوائف والقوميات والمذاهب. ذاك العراق الذي تغنوا به على مر السنين؟
ما هو دورهم ونظرتهم لما يحدث الآن في عراق الاحتلال؟ لقد سمعنا الكثير وقرأنا الأكثر، ولم نرى هناك من مخرجاً لهم! سوى من سيؤم بالمسلمين في صلاة الجمعة! "ولا فرق إن كان سنياً أو شيعياً".؟ أو حتى مسيحياً لإظهار الرغبة بالتعايش السلمي بين جميع الديانات السماوية في العراق. نزاعات سياسية وفكرية بين قم الإيرانية والنجف الشريف، نزاعات شيعية – شيعية، من سيكون الرئيس!؟ إلى أن أصبح مصطلح شيعي- عربي، شيعي- إيراني ليس بسر لعدم التحدث به؟ مصاهرتهم للاحتلال، الدعاء للاحتلال، التغني بما عمله الاحتلال، فتاوى لعدم الوقوف بوجه الاحتلال...
ولكن يبقى سؤال للقادة والأئمة الشيعة : ألم يحن الوقت لرفع راية الجهاد والنداء بتحرير العراق؟ ألم يحن الوقت للقادة الشيعة بأخذ موقف وعدم الوقوف وقفة الشامت لما يتعرض له العراق وشعب العراق من مؤامرة، وقتل وانتهاك لحرمتهم وممتلكاتهم على يد الاحتلال الأنغلو- امريكي الصهيوني؟. (إلا إذا كانوا سيحملون (شعب العراق) مسئولية ما فعله النظام المخلوع)!!! السؤال الآن؟ لماذا كل ذلك الضجيج في الرمادي والانبار (تجمعات المسلمين السنة) "حسب قولهم"؟ هل لهم وحدهم حق المقاومة والدفاع عن العراق وتحريره؟ ولا نستبعد أن العراق يمر بمرحلة تطهير عرقي للمسلمين السنة على يد قوات الاحتلال وعملائه! لإبعاد الشبهات عن فتاوى شيعية-عربية/إيرانية قد أخذت مسبقاً لجمح نار المقاومة.
السكوت عن القتل وانتهاك الحرمات واعتقال الآلآف من العراقيين في كل جزء من العراق، لا يدل إلا على الرضوخ والعمل مع قوات الاحتلال الامريكية. السكوت عن خلع مدينة كركوك، وطمر هويتها القومية وقتل وترحيل أهلها هو عمالة وإثم لن يمر بدون حساب.
من منهم عارض ما تقوم به القوات الكردية من قتل للمواطنين في كركوك والموصل؟ من منهم عارض المد الصهيوني في بلاد الرافدين؟ السجون اكتظت بالنزلاء والقتلى ومن ظن أن تلك هي بداية لدمقرطة العراق، فقد زاد من نيران المقاومة التي لن ترحمه لا اليوم ولا غداً.
توني بلير يرى المسلمين كجرثومة تهدد العالم؟ هذا الرجل الذي ينتمي إلى كنيسة متطرفة كسيده الامريكي؟ ربما قد نسي تاريخ الإمبراطورية البريطانية الأسود التي ينتمي إليها؟ لنذكره بأن الرجل الأسود ما زال يعيش كابوس العنصرية في أفريقيا، أن أمتنا قسمت وانتزعت أجزاء منها في عهدهم المخجل. يزور العراق كمحتل ويصفنا بجرثومة تهدد العالم؟
ربما نسي جثة بهاء موسى ذلك العراقي الذي أستشهد من كيل الركلات على يد قواته الحقيرة.
لم يبقى لي سوى أن أقول للقادة الشيعة إذا بقي منهم أحداً؟ لن تتحرروا من الماضي إلا إذا تحررتم من واقعكم، ولن يكون العراق عراق بدون دجلة والفرات، ولا جنة بسفك دماء المسلمين على أيدي جيوش الاحتلال. حرب الصهاينة والانغلو – امريكيين، هي حرب ضد العراق والعرب والمسلمين تحت غطاء الإرهاب الذي أوهموا العالم به؟ لتفتيتنا وسرقتنا وتقسيمنا وتفريقنا وقتلنا.
ولكن لن نتخلى عن العراق وعروبتنا بسب حكام- رجعيين- عرب، شربوا الخمرة على قبورنا ويبيعون دمائنا لتاجر البندقية ويقامرون بحياتنا ويسلبون حريتنا. لن ولن نترك العراق يموت، لن ولن نتركه لبنات آوى. الدائرة أصبحت كاملة وستلتف على أولئك من خان وطنه. فلا تحزنوا! التاريخ سيذكركم؟، بالله وبالعراق سيذكركم كما ذكر لنا أبن العلقمي. تغنوا وارقصوا واحتفلوا بذبح العراق؟ شموا رائحة الدم والدولار فالاحتلال زائل لا محال ولن يبقى سوى العراق.
الحمد لله شعبنا في العراق لم يعد يحتاج لفتاوى العلماء. ولا حتى للطنطاوي؟ فالدفاع عن تربة لا تحتاج لتلك الأشياء، فالمقاومة حق لنا وتطهير أرضنا من المحتلين والخونة والعملاء حق علينا.
اترك ذلك للشرفاء من المسلمين وأصحاب المذاهب الأخرى، من تغنوا بتلك اللوحة الجميلة التي بدأت أحجارها تتساقط!؟.