للمرة الثانية في مدة ثلاثة أشهر نرى إدارة الشر الأمريكية مستعدة للتباحث حول كيفية إدارة وحكم عراق المستقبل. للمرة الثانية أيضاً وفي نفس هذه المدة القصيرة من عمر الأحتلال نرى الحاكم المدني الفعلي للعراق الأمريكي بول بريمر يشد رحاله بسرعة البرق للتباحث مع مرؤوسيه في إدارة الشر الأمريكية حول كيفية نقل السلطة الى العراقيين في وقت مناسب قبل حلول معركة الأنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر من العام الحالي. الغرض من هذه التحركات هو محاولة أمريكا زج الأمم المتحدة بعد أن رفضتها سابقاً في مشكلة مستقبل العراق السياسي وإستخدامها كوسيط بين قوة الأحتلال والساسة العراقيين المتلفهين لأستلام هذه المسؤولية. لهذا الغرض سيقوم بول بريمر وبعض من زبانيته العملاء الأعضاء في مجلس صبغ الأحذية الأنتقالي يوم الأثنين القادم بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في نيويورك. السبب الرئيسي الحاد لسفر بريمر الى واشنطن ونيويورك والأجتماع ببوش وعنان هو التطورات الأخيرة التي حصلت في العراق بعد التصريحات الأخيرة للسيستاني وإصراره على قيام إنتخابات عامة شاملة تمهد للعراقيين السبل القانونية لأنتخاب حكومة شرعية ممثلة لهم والمؤهلة لأستلام دفة الحكم والسلطة السياسية الممثلة للأغلبية الشعبية الدستورية في المجتمع العراقي. بهذه التصريحات يحاول السيستاني مسخ وإبطال مفعول الأتفاق الذي حصل في أواسط نوفمبر الماضي بين مجلس العملاء وسيدهم بريمر والذي يخول تشكيل حكومة إنتقالية معينة من قبل مجالس غير منتخبة بصورة شرعية معينة من قبل أجهزة الأحتلال في المحافظات الثمانية عشر العراقية المحتلة. الغاية من ذلك الأتفاق المسخ هو تسليم السلطة السياسية لحكومة عميلة مكونة من عملاء لوكالات المخابرات الغربية والصهيونية لأستمرار وإدامة الأحتلال وسرقة أموال وخيرات العراقيين وجعلهم أذلاء طوال الدهر لتحقيق الحلم اليهودي الصهيوني الغادر والذي يتمثل بثأرهم لأيام بابل التاريخية الخالدة.
تصريحات وإصرار السيستاني على قيام إنتخابات عامة في العراق قبل نقل السلطة الى العراقيين وضع أمريكا في موقف حرج في رفض هذه الأنتخابات خصوصاً بعد فشلها في برهنة أسباب إعتدائها على العراق وإحتلاله ومن ثم حورت إدعاءاتها السابقة وإدعت من جديد أنها جاءت الى العراق لتحرير الشعب العراقي من الحكم الديكتاتوري ونشر الديموقراطية في ربوعه. للتخلص من مأزقها في رفض فكرة رفض الأنتخابات العامة لجأت أمريكا وأعوانها العملاء الى الأمم المتحدة للحصول على غطاء وصيغة أممية لتمرير غايتها التآمرية المبتذلة كما عملت سابقا في تجويع وقتل الأبرياء من شعبنا المظلوم.
بالرغم من أن فكرة السيستاني في إجراء إنتخابات عامة جيدة جداً وتستدعي كل التشجيع والدعم وفي الوقت الذي فيه نستنكر كل الحلول المفروضة على العراقيين من قبل المحتل الغاشم هناك كثيراً من التحفظات والتساؤلات حول آلية ومصداقية نتائج هذه الأنتخابات والتي تدعوا الى القيام بدراسات مهمة ونوعية لوضع النقاط على الحروف قبل الشروع بهذه المشروع المهم وذلك لأيجاد السبل العلمية لتخطي كل الصعاب والأجحافات الأجتماعية والسياسية والأقتصادية التي قد تنتج عنه. بما أن الوضع الأجتماعي والأمني والسياسي والأقتصادي في العراق تحت وطأت الأحتلال طارئ وغير سليم فإن نتائج أي إنتخابات تجرى تحت هذه الظروف ستكون غير سليمة أو ممثلة للغاية الأساسية والنهائية المراد تحقيقها ألا وهو تخليص العراق من براثن الأحتلال وتحرير الأنسان العراقي وبناء مجتمع ملئه العدالة الأنسانية والرخاء لجميع الأطياف المكونة للمجتمع العراقي الأصيل. بما أن العراق أصبح بلداً مستباحاً بعد الأحتلال ومزقت فيه وحرقت كافة السجلات المدنية التي تعرف بمن هو عراقي ودخول أفواج كبيرة من الايرانيين من فرس وأكراد جدد ..الخ وكثرت أعمال التزوير أصبح من العسيير القيام بإنتخابات حرة يمكن فيها تشخيص هوية المشتركين وأعدادهم حتى إذا إستعملت البطاقات التموينية لأن كثيراً من الجشعين العراقيين زوروا هذه البطاقات في عهد النظام السابق. إضافة الى ذالك أن القيام بأي إنتخابات حرة وديموقراطية يحتاج الى توعية وتعبئة جماهيرية لجماهير ذا وعي وفهم سياسي لمضامين الديموقراطية والأنتخابات الديموقراطية. هذه العناصر المهمة مع كل الأسف وبصراحة مفقودة في المجتمع العراقي المنقسم على نفسه عشائريا ودينياً طائفيا وقومياً لذا فإن فرص القيام بإنتخابات حرة وديموقراطية في الوقت الحاضر في العراق ستكون معدومة أو شبه معدومة للأسباب التي ذكرت أعلاه.
بناءاً على ما ذكر أعلاه:
كان الأجدر بألسيستاني وما شاكله ومن خلال موقعهم الديني الدعوة لثورة ومقاومة مسلحة ضد الأحتلال الذي دنس أرض المسلمين وإستباح أعراضهم وذلك لدحره وطرده من وطننا المدنس والقضاء على كل العملاء والى الأبد.
كان الأجدر بالسيستاني وما شاكله إستباحة دم البيشمركة الكردية وفيلق بدر القذر وقاداتهم العميلة التي جلبت العار والشنار والدمار على شعبنا ووطننا.
كان الأجدر بألسيستاني وما شاكله جمع شمل المسلمين وإصدار فتوة فيها يعاقب كل من يقتل أهل السنة دون سبب ويمثل بأجسادهم ويسلب مالهم ويسبي أعراضهم.
كان الأجدر بألسيستاني عدم التعاون وإجراء المقابلات مع أعضاء مجلس العملاء وأن يتخذ موقف مميز يستنكر فيه أعمال الزمرة الحاكمة في طهران التي تآمرت ومازالت تتآمر على سلامة العراق ووحدة أراضيه من خلال إعترافها بمجلس العملاء والتعاون من قوى الأحتلال في العلن والخفاء.
كان الأجدر بألسيستاني ...................الخ
إن الحل اللآني الوحيد لمشكلة العراق هو الكفاح المسلح المستمر والمتمثل بأعمال المقاومة العراقية الباسلة فقط. الصيغة الحقيقية التي ترسم مستقبل العراق الديموقراطي المبني على اسس صحيحة وصلبة ستأخذ صورتها الحقيقية والناصعة بعد تحرير العراق والقضاء على جميع العملاء وأعوانهم وغسل عار الأحتلال بدمهم وليس تحت ظل الأحتلال والغدر والخنوع.
عاش العراق حراً والى الأبد
عاشت المقاومة الباسلة والشريفة
المجد والخلود لشهداء التحرير
وليخسئ الخاسئون
____________________________
17/1/2004