مثلما هناك حق للأمة الكردية (كعرق) أن تحلم، وتدافع عن اختياراتها المعقولة، والتي نتفق معها إلى مرحلة الفيدرالية الإدارية، ونختلف معها في الفيدرالية العرقية، والانفصال، والوحدة الاختيارية مع المركز، لأن بعكس ذلك سيكون خط أحمر ينذر بالشر والخطر.
فمن حق الطائفة الشيعية( كمذهب) أن تحلم بحقوق سياسية معقولة كونها عانت كثير من الظلم والتحجيم والنسيان، وصولا للقتل والموت في عهد صدام حسين، حيث كان الشيعي متهم كونه من (النجف أو كربلاء) وأن كان أسمه عبد الزهرة، عبد الحسين، عبد الكاظم فهذا مرفوض من أي جامعات حساسة أو وظائف حساسة!!.
أن المطالبة بحقوق الشيعة هو مطلب مشروع أخلاقي وقانوني، ولا يعترض عليه الأخ السنّي والمسيحي واليزيدي والصابئ، كما لا نعتقد سيعترض عليه الكردي والتركماني، لأن الشيعة هم الأكثرية بين صفوف الشعب العراقي( ولا خلاف على ذلك!)، ونسبتهم تصل إلى أكثر من 63% من نسبة السكان أجمع، كذلك الشيعة لهم اليد الطولى في تأسيس الدولة العراقية، أي تم طرد الإنجليز بالدماء الشيعية في ثورة العشرين 1920، ولا ننكر مشاركة الآخرين ولكن كان للشيعة الدور الأكبر والمشرّف في ذلك، وهي ليس منّه على الطوائف الأخرى، كون الشيعة كانوا ولازالوا يؤمنون بعراق موحد، ونحن ننتقد أي سياسي شيعي في الوقت الراهن يعزف على نغمة الانفصال أو التجزئة أو الكونفدرالية أو الفيدرالية، ومن يريد أن يقسّم ويوزع عليه أما يقسّم بممتلكاته أو يعود إلى مكان لجوءه السابق، ولا يكون مصدر فتنه بين العراقيين، ولا نقبل أن يجلب العار على الشيعة.
أن حقوق الشيعة ليس بالانفصال أو التوزيع الجغرافي تارة إلى (5 أقاليم) وتارة أخرى إلى (9 أقاليم) وليس حقوقهم بالطائفية لأنهم الأكثرية..فمن أين جاءوا بهذه المشكلة هم وغيرهم؟..وهل مشكلتنا مع النظام (البائد) على التوزيع الجغرافي، أم على الحكم الفردي الديكتاتوري وسياسة التمييز والقتل بحق الشيعة وغيرهم؟.. لماذا الهروب من معالجة المشكلة الأصلية إلى مشاكل جانبية؟.. العراق والعراقيين في غنى المشاكل التي تولدت بعد سقوط النظام في التاسع من نيسان/ أبريل 2003.
نحن نعتقد ونكاد نجزم أن من تبوأ للتحدث باسم السواد الأعظم الشيعي هم لا يمثلون طموحات الشيعة مطلقاً، وليس لديهم إستراتيجية سياسية موحدة للدفاع عن المستقبل السياسي الشيعي، لأنهم خلطوا بين الطموحات الوطنية والشيعية من جهة، وبين الطموحات الشخصية والحزبية من جهة أخرى، فضاع الهدف الأكبر وهو حقوق الشيعة في المستقبل السياسي والوطني، وبالتالي أصبحوا عبء كبير على الكاهل الشيعي!!.
لذا المجتمع الشيعي مطالب وفوراً،،، لخلق أرضية سياسية غير الأرضية التي تحميها الدبابات الأميركية، كي يكون الطرح منطقي وعقلاني ويخلوا من التعالي الطائفي، والطموحات القيادية المعتمدة على الشخصنه!..وبصورة أوضح لابد من فرز قيادة سياسية شيعية جديدة،،، تتفهم لحقوق الشيعة الوطنية والسياسية والتي تتحقق تحت خيمة العراق، وليس بالتقسيم ولا بالطائفية ولا بالولاء إلى لدولة ما أو جهة ما، ولا من خلال وضع الحزب والحركة فوق الوطن والشيعة!.
السواد الأعظم الشيعي لا يعرف الآن من يتكلم باسم الشيعة!!،،، لأن المشهد معتم وغير واضح،،، وليس هناك شفافية، ولا حتى انفتاح على الطيف الشيعي نفسه،، وبالتالي أي اتفاق سيكون قنبلة موقوتة تنفجر بأي لحظة بوجه الجميع، وستحرق الأخضر واليابس، لأن هذه الاتفاقيات تكون من وراء الظهر الشيعي!.
والأطراف المقابلة سواء كانت ( كردية أو سنيّة) محقة عندما تتفرج على الوضع الشيعي، لأنها تريد أن تطرح النقاط ويحدث التفاوض، والمصافحة والاتفاق على مستقبل جميع الفئات وهذا من الضرورات الملحة جدا..لذا على الأحزاب والحركات والمنظمات الشيعية جميعا أن تعلن الانطلاق ببرنامج المصالحة والاتفاق فيما بينها أولا.... كي يتم نسيان الخلافات، وردم الفجوات، وتوحيد الكلمة،، تحت بنود معينة يتفق عليها الجميع، ويتم انتخاب قيادة شيعية موحدة من الأحزاب الممثلة في مجلس الحكم + التي خارج هذه المظلة كي يتم الانفتاح على الأخوة الأكراد والسنّة والطوائف الأخرى، ومن ثم الانفتاح على الطائفة الشيعية نفسها، ومن ثم يتم تثبيت الحقوق الشيعية التي تضمن الكرامة والحقوق لجميع الأطياف الشيعية، ولجميع الأجيال الشيعية..ولا أعتقد هناك شيعي عراقي واحد يقبل أن ينال زيادة على حقه أو ينال شيئاً على حساب أخيه السنّي أو المسيحي أو الكردي أو التركماني أو أي فرد عراقي آخر.
وفي هذه المناسبة نطالب الكتّاب والصحفيين والمثقفين ورؤساء تحرير الصحف والمجلات،، أن يكون هناك ضغط على التيارات الشيعية كي تتصالح فيما بينها، ومن ثم تحميل أي طرف لا يسمع إلا نفسه المسؤولية الكاملة لما يلحق بحق الوطن والشيعة والطوائف الأخرى هذا من جهة، ومن جهة أخرى الضغط على الطرف الكردي والسنّي التحلي بالشفافية وجعل العراق الموحد الهدف الأسمى، والاعتراف بمظلومية الشيعة، وبحقوق الشيعة دون تقزيم أو تجريح!.
فلا خيرا بنا بلا وطن موحد..
ولا خير بنا أن أسسنا لفتيل طائفي أو عرقي يحرق أجيالنا وأبنائنا من بعدنا.
.فكل الخير بنا أن نسينا خلافاتنا من أجل مستقبل أجيالنا العراقية.. والله ولي التوفيق.
لا تخف يا عراق فأنت عصي على كل مشرط وكل سكين تريد تقطيع أوصالك.
ولا تخافي يا نخلتنا على حبيبك العراق.
________________________
كاتب عراقي
[email protected] m
موقع فيصل نور
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video