وأخيراً نطقها صاحب الزمان عنان وأفصح بأنه ليس من الممكن إجراء إنتخابات حرة في العراق في الوقت الحاضر ولم يقصد أن الإحتلال كان هو العائق الرئيسي لأن الإحتلال باق إن لم يطرد وإنما العائق هو الوضع ألأمني والإجتماعي والإمكانيات اللوجستيكية الحركية والمادية والتخطيط المضبوط لهذا المشروع الضخم. وأوضح عنان بإمكانية القيام بإنتخابات ترضي جميع الأطراف المعنية في تاريخ ما بعد موعد تسليم السلطة السياسية للعراقيين وحسب الخطة الأمريكية. بهذه الدوبلوماسية أبطل عنان مفعول إقتراح الأنتخابات على الطريقة السيستانية وفي نفس الوقت رمى كرة اللعبة السياسية في ملعب السيستاني الذي أخذ يستنجد بالحصول على ضمانات دولية لإجراء الإنتخابات. هذا كان آخر نفس أو جرعة للسيستاني في عملية التخدير الكبرى لشيعة العراق. ولكنه هدد وكما فعل سابقا موضحا أن الشعب العراقي (ويقصد الشيعة فقط) الذين أولوه الثقة يعرفون ما سيفعلون إن لم تتم الإنتخابات. أعتقد أن له علم اليقين أن تهديداته مجرد هواء فارغ ذا رائحة كريهه لأن الأمريكان لايحترمون أي ضمانات أو إتفاقيات دولية ولو إحترموا الرأي العام العالمي والأمم المتحدة لما سقطت بغداد الرشيدة. في الوقت الذي يقوم فيه بعملية تخديرية لشيعة العراقية بخططه وأفعاله البعيدة عن التعاليم الإسلامية في الجهاد نرى أمريكا وحلفائها الغربيون يحاولون تشديد قبضتهم على العراق من خلال مشاركة حلف الناتو في عملية إدامة الإحتلال.
من الواضح أن المواقف المخزية للشيعة في عدم التعرض المسلح للإحتلال ومحاربة أهل السنة في وسط وجنوب العراق سببها الأول والأخير كان وسيكون رجال الدين الشيعة المتواطئين مع سياسة الإحتلال والمارقين بقضايا دنيوية بعيدة كل البعد عن واجبهم الديني. بغض النظر عن عددهم في العراق وبصراحة أن معظم الشيعة العراقيين يتميزون بالبلادة الثقافية الوطنية والقومية والجهل والإيمان الأعمى بإرشادات رجال الدين ومن ضمنها الخزعبلات اللادينية الملصوقة عنوتا بتعاليم المذهب الشيعي الرشيدة وبغض النظر عن تعليمهم الدراسية. الأحزاب الشيعية العميلة يقودها رجال دين معظمهم ذو رواسب وجذور فارسية لاتمت بصلة للوطن العراقي أو القومية العربية ولهذا السبب ليس من الصعوبة عليهم خيانة العراق وشعبه وتوثيق عرى المد الفارسي الحاقدة على أرض الرافدين. مع الأسف أن كثيراً من شيعة العراق ومثقفيها ساهموا بصورة مباشرة في تحطيم العراق من خلال عملهم اللا أخلاقي كجواسيس وسماسرة لإيران والأمبرياليه والصهيونية العالمية منذ أواخر السبعينات وقبلها وخلال وبعد الحرب مع إيران وإمتدادا خلال حرب الكويت والإحتلال الأمريكي الصهيوني والفارسي للعراق. ناهيك عن تعاملهم القذر مع الأحزاب الكردية العميلة التي كانت وماتزال لها صلات إستراتيجية مع الحركة الصهيونية العالمية والبهائية التي تعمل على تحطيم كل ما يمت بالعروبة والإسلام بصلة.
السؤال الواضح الذي يطرح نفسه وكما كررناه سابقاً هو من هم العراقيون الذين سيتسلمون زمام القوة السياسية في العراق في الأول من تموز/يوليو من هذا العام؟!!!!!!
هل هم الشيعة المتلهفة لتذوق طعم الحكم أم الشلة العميلة المتمثلة بأعضاء مجلس صباغي الأحذية؟!!!
أخيرا وليس آخرا وكما ذكرت في مقالاتي السابقة أن على السيستاني وما شاكله حث الجماهير الشيعية للعب دورهم التاريخي في غسل عار الإحتلال من خلال دعوتهم للعمل المسلح مع باقي الأطياف العراقية المخلصة التي تشكل العمود الفقري للجهاد والتحرير. إن اللعب بالعواطف وتخدير شيم البسطاء من الناس بصورة لا ترضى الله ورسوله لاتؤدي إلا لتقيض الأسس المكونة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية وهذا ما لا يرتضيه حتى الوضيع منا.
________________________
20/2/2004
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video