كشفت مصادر في مدينة النجف ان المراجع الأربعة الذين يشكلون أركان الحوزة الشيعية في العراق قد اصبحوا جميعهم خارج الأراضي العراقية. في نفس الوقت اعلن مصدر في مكتب الشهيد الصدر في مدينة العمارة ان احد افواج الجيش العراقي الجديد انضم الى جيش المهدي في مدينة العمارة. وقال إبراهيم بحر العلوم: إن آخر المراجع الذين غادروا مدينة النجف الاشرف هو الشيخ إسحاق الفياض وقد سبقه ثلاثة من المراجع الأربعة الذين تتشكل منهم الحوزة الدينية في النجف إلى مغادرة العراق. وأوضح بحر العلوم ان آية الله بشير النجفي قد غادر إلى إيران فيما ذهب السيد محمد سعيد الحكيم الى ألمانيا أما السيد السيستاني فانه راقد منذ بضعة أيام في أحد مستشفيات لندن بسبب مشكلات في القلب.
ولم تحدد الجهة التي قصدها إسحاق الفياض لكنه خرج من النجف بسبب احتدام المعارك فيها وتعرض منزله لقصف بالصواريخ. وجاءت مغادرة المراجع الأربعة لمدينة النجف متزامنة مع اشتداد المعارك بين جيش المهدي وقوات الاحتلال الأمر الذي فتح باب الاجتهادات والتكهنات على مصراعيه حول أسباب وحيثيات مغادرتهم للنجف، لكن الاحترازات الأمنية تبقى من بين اهم الأسباب التي دفعت بعض رجال المرجعية الى مغادرة النجف وخاصة الشيخ اسحاق الفياض. وربما تكون هي المرة الأولى التي تخلو فيها الحوزة الدينية في النجف من جميع مراجعها الكبار غير أن أحدا في الحوزة لم يفسر خروج المراجع الأربعة من النجف والمرجع الوحيد الذي يعرف شيعة العراق أسباب خروجه هو السيد السيستاني. والمعروف ان السيد السيستاني والشيخ اسحاق الفياض قد تصدرا المرجعية بعد وفاة آية الله الخوئي عام 1992 وآية الله السبزواري عام 1994 وهما ابرز رموز المرجعية في العراق. وقال الشيخ علي الأسدي مسؤول مكتب الصدر في العمارة في اتصال هاتفي مع (أخبار الخليج) إن الفوج 606 بقيادة المقدم حكمت عبد الحليم أعلن انضمامه إلى جيش المهدي، وجاء آمر الفوج مع أفراد قوته وجميع المعدات والأسلحة التي بحوزتهم ليعلنوا انضمامهم إلى جيش المهدي والتخندق معه في المعارك التي يخوضها ضد قوات الاحتلال وقوات الحكومة العراقية. واشاد الشيخ الاسدي بما وصفه بالموقف البطولي لآمر الفوج ومنتسبيه وروحهم الوطنية العالية وولائهم للسيد مقتدى الصدر ورفضهم للاحتلال وللحكومة العراقية المؤقتة التي تحولت إلى أداة لقمع أبناء الشعب العراقي وتدمير المدن الشيعية المقدسة والتطاول على رموز المسلمين ومقدساتهم من خلال قصفهم لمدينة النجف وإلحاقهم أضراراً بالمرقد الحيدري الشريف. على صعيد متصل أعلن مجلس محافظة العمارة انفصاله عن الحكومة المركزية وانضمامه الى الحوزة الدينية . وقال المجلس في بيان وقعه علي حمود رئيس المجلس (إننا نعلن انضمامنا إلى الحوزة الشريفة وانفصالنا عن الحكومة المركزية في بغداد وعدم انصياعنا الى أية أوامر أو تعليمات تصدر عن حكومة إياد علاوي). من جهة أخرى أعلن موظفو مديرية الجرائم الخطيرة في مدينة العمارة (اللجنة الأمنية سابقا) استقالتهم من وظائفهم إذا لم يتوقف الهجوم الأمريكي على مدينة النجف الاشرف. وقال أعضاء اللجنة في بيان أصدروه ووزعوه في المدينة انهم سوف يستقيلون جميعهم من وظائفهم إذا لم يتوقف إطلاق النار في مدينة النجف واذا لم توقف قوات الاحتلال زحفها باتجاه قلب المدينة التي تعد من بين اقدس المدن عند الشيعة بوجه أخص.
_____________________________
اخبار الخليج 13/8/2004
شبكة البصرة
السبت 28 جماد الثاني 1425 / 14 آب 2004
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video