آخر تحديث للموقع :

الأحد 26 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:10 ديسمبر 2023م 10:12:27 بتوقيت مكة

جديد الموقع

وثيقة النجف والمقاومة ..
الكاتب : د. محسن خليل

جاءت وثيقة النجف في بنودها الخمسة محاولة لتغيير المعادلة التي تحكم المواجهة بين الطرفين وإحداث انقلاب في قوي السلطة والنفوذ بين القوي الوطنية والمقاومة للاحتلال من جهة وبين سلطة الاحتلال والحكومة الانتقالية من جهة أخري . فللوهلة الاولي بدا وكأن السيد السيستاني والمرجعية قد انتزعتالمبادرة وتحكمت في مسرح المواجهة وتداعياتها ووضعت الاطراف المعنية أمام حالة اضطرار للقبول بالمبادرة التي رعتها ..وقد حصل هذا الاضطرار فعلا لإدراك الطرفين أن رفض المبادرة يضع الطرف الرافض في موقف المعزول شعبيا والمنتحر سياسيا.

الحكومة وسلطة الاحتلال روجت مقولة إن وثيقة النجف تعد انتصارا لها وهزيمة للتيار الصدري ، والمرجعية أعتقدت أنها الفائز الاكبر لأنها كرست زعامتها للشارع الشيعي وأثبتت أنها لاعب حيوي في الساحة السياسية رغم حرصها علي عدم الولوج الي هذا الميدان . ولكن الحقيقة تؤكد أن وثيقة النجف كانت انتصارا هائلا للسيد مقتدي والتيار الوطني المقاوم للاحتلال، وليقل الاخرون ما يريدون فالوثيقة:
1­ اسقطت مطلب قوات الاحتلال وحكومتها الانتقالية الخاص بحل جيش المهدي وتسليم أسلحته . وكان هذا مطلبا مشتركا في كل المبادرات التي طرحت لحل الازمة بما في ذلك مبادرة المؤتمر الوطني العراقي وقد أكد هذا الموقف عبدالهادي الدراجي ممثل الصدر في بغداد بقوله: (إن وثيقة النجف لا تنصرف بنودها الي حل جيش المهدي أو نزع سلاحه ولهذا فإننا لم ولن نحل جيش المهدي) (الحياة 29/8/2004).
2­ أسقطت مطلب الاحتلال وحكومته القاضي باعتقال مقتدي والتحقيق معه ، وإحالة أنصاره للتحقيق معهم ومحاسبتهم علي تهم مزعومة ضدهم ، وأجبرت الوثيقة شخصيات مثل رئيس الوزراء ووزيري دفاعه وداخليته علي أن يبلعوا تهديداتهم التي أعلنوا فيها بأن علي مقتدي إما الاستسلام أو القتل.
3­ أسقطت مطلب الاحتلال باحتواء التيار الصدري من خلال الاصرار علي مشاركته في (العملية السياسية)، وبقي مقتدي خارج عملية (الترويض) وقد اكد الدراجي (أن أنصار الصدر لن يشاركوا في أي عملية سياسية في البلاد ما دام الاحتلال موجودا) (الحياة 29/8/2004) .
4­ أسقطت ذريعة بعض أحزاب سلطة الاحتلال، وفندت تصريح إياد علاوي ( 28/8) الذي زعم فيه أن اجتماعا موسعا للمرجعيات في منزل السيستاني قد أجمع علي معارضة الخيار المسلح ضد الوجود الامريكي حتي استنفاد كل الحلول السلمية لإنهائه). فالوثيقة لم تشر الي مثل هذا الاجماع ولم تلمح اليه ، ونفاه الناطق باسم آية الله بشيرالنجفي أحد المراجع الثلاثة الذين اجتمع معهم السيستاني حيث قال: (لن نسكت لكننا سنظل ضمن الحلول السلمية وفي حال استنفادها سيكون هناك أمر آخر.. لا نعلم ماذا ستختار المرجعية في وقتها : الخيار العسكري أو أي خيار آخر).
5­ لا تسري أحكامها علي المدن الاخري وهذا ما أكده أبو زهراء الناصري عضو لجنة المفاوضات في مكتب الصدر (الحياة 29/8/2004).
المهم في هذه الخطة، ان جيش المهدي حاز علي أعلي شعبية لدي الشعب العراقي ورغم التضحيات الكبيرة التي قدمها، أثبت جدارته كحركة وطنية وحسم وجوده علي الارض كقوة شعبية لا تستطيع سلطة الاحتلال ولا الحكومة الانتقالية تجاهله أو تصفيته . في حالة واحدة يخسر مقتدي كل شيء، تلك هي إذا استدرج ليكون كأحزاب الاحتلال جزءا من أقنعة الاحتلال أيا كانت تسمية هذا القناع أو تبريراته.

الاسبوع

______________________________________

شبكة البصرة

الجمعة 3 شعبان 1425 / 17 أيلول 2004

عدد مرات القراءة:
2195
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :