الرد على الشطري
أقول لك مقدمة أولية ثم أعود على الكلام لإحتمالاتك الثلاث. بما أنك تحب التكرار فسنكرره لك لأنه فاتتك أمور مهمة جدا جدا أخشى أنك تجاهلت ذكرها تعمدا
أن تعترف يا شطري من خلال مواضيعنا السابقة في معني الأسير أن هناك تعاريف لغوية وإصطلاحية شرعية مقصودها يختلف في الإستعمال كما في تعريف الصلاة لغويا مثلا والفرق بينها وبين معناها إصطلاحيا.
هنا لا بد من توضيح أمر مهم ألا وهو أن البعض يضن أن الدعاء شيء والعبادة شيء آخر لا تغطي الدعاء ففي قوله تعالى (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فمن عبادهم لهم هنا أنهم يدعونهم. فالدعاء من الأشياء التي تندرج تحت العبادة
قال تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) أي يعبدونهم في هذا الدعاء وبسبب هذا الدعاء ذمهم الله وكفرهم
وقال تعالى (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا) أي يعبدون من دونه
وقال تعالى (وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ) أي يعبدون ربهم
وقال تعالى (وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ) أي يعبدون من دون الله
وقال تعالى (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَل) أي يعبدون من دون الله
وغيره كثير في كتاب الله فأنتم يا شيعة تدعون أهل القبور وتتقربون إلى الله عن طريقهم وهذا عين ما كان يفعله المشركين الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الفرق بينكم وبينهم؟!؟!؟! ألم يقل الله عزوجل (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وقال الله عزوجل أيضا ( وما أنت بمسمع من في القبور)
والآن نعود لكلامك. أما قولك التذلل والخضوع والطاعة ليست على وجه الاطلاق عبادة فأن التذلل والخضوع للأب وللأستاذ وللمؤمن ليست عبادة ، فالخضوع والتذلل والطاعة لايكون عبادة إلا إذا دخل فيه عنصر قلبي خاص يميزه عن مشابهاته
فأقول لك بالطبع فإن إحترام الأب ليس شركا وهذا أمر معلوم وكذلك الدعاء العرفي بين الناس ليس شركا كقول أحد الناس لآخر ( يا زيد إحضر لي ماء) فمثل هذه الأمور معلومة عند أبسط الناس فهما ولا إشكال عليه لأن الأمر القلبي هو الأهم ولكن لنري هذا المقياس الذي إستخدمته يا شطري هل يصلح في شروطك القلبية الثلاثة؟!؟! سنرى
أنت قلت إلا إذا دخل فيه عنصر قلبي خاص يميزه عن مشابهاته ، وهذا العنصر هو عبارة عن أحد أمور ثلاية :
1 ـ الاعتقاد بألوهية المعبود .
2 ـ الاعتقاد بربوبيته .
3 ـ الاعتقاد باستقلاله بالفعل .
فأقول لك أولا النقطة الثالثة هي نفسها الثانية فلا أدري لماذا تكررها؟!؟! لأن كل ما تراه وما لا تراه هو من فعل الله وخلقه وكذلك كون الله ربا هذا يعني أنه هو الخالق لأن الخالق يعني الذي يربي عباده ويوصل إليهم الرزق ووووو إلخ
فكأنك تقول أن مشركي العرب كانوا يعتقدون بقلوبهم أن آلهتهم خلقت وإستقلت في إيجاد موجود من العدم على وجه الإستقلال؟!؟!؟! ألم أذكر لك هذه الآية ولكنك تجاهلت إحتجاجي بها؟!!؟!(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ 61 اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 62 وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُون)
إذن هم لا يعتقدون أن آلهتهم خالقة شيئا لا على وجه الإستقلال عن الله ولا مع الله وهذا بشهادة الله ثم بإعتراف الكفار المشركين كذلك. إذن المشركين لا يعتقدون في قبور صالحيهم الذين يتقربون لله عن طريقهم أنه قادرين على خلق شيئا أبدا وأنت يا شيعة كذلك لا تعتقدون أن سكان القبور من الأئمة قادرين على خلق شيء أبدا. نستنتج من هذا أن الله عزوجل لم يكفرهم لذلك في تلك الآية وإنما لشيء آخر فما هو يا شيعة لكي تفرقون بينكم وبينهم؟!؟!؟!؟
أما قولك لأعتقادهم الألوهية في آلهتهم فأقول لك هذا صحيح ولكن لماذا سماها الله آلهتهم ؟!؟!؟! ما هي الأعمال التي عملها المشركون معهم ومن خلالها سماها الله آلهة لهم وحكم عليهم بالشرك بنائا على أفعالهم التي أوصلتهم للكفر من خلال أعمالهم؟!؟!؟!؟!
هم مثلا إذا كانوا مرضى يذهبون لقبور صالحيهم ويسألونهم بأسمائهم ويطلبون منهم أن يسألوا الله أن يشفيهم من مرضهم ويذبحون للآت والعزي ومناة التي هي تمثل صالحي المشركين فتستجيب آلهتهم وتدعو الله بزعم الكفار أنها تسأل الله أن يشفيهم.
وأنتم يا شيعة تذهبون لقبر الحسين مثلا وتسألون الحسين بدعاء تضنونه رضي الله عنه يسمعكم وتطلبون منه أن يسألأ الله أن يشفيكم أو يغفر لكم أو أو أو إلخ وتذبحون للحسين وتقولون بإسم الله وللحسين نعوذ بالله من هذا التلبيس الشيطاني.
فقولوا لي يا شيعة ما هو الفرق بالضبط بينكم وبين مشركي العرب في من خلال عملكم مقارنة بالمشركين كما في قوله تعالى (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا) نعبدهم أي يدعونهم ويذبحون لهم وووو لأن كل هذه الأعمال تعتبر عبادة لها كما هو في القرآن كثير ومنه ما ذكرناه في بداية المقدمة. فما هو الفرق بينكم وبينهم لأنكم أنتم تعملون نفس عملهم مع قبور الأئمة فهل كفرهم الله لأنه لا توجد ريشة على رؤوسهم أما أنتم فتوجد؟!؟!؟!؟!؟!
أما قولك في الآية الكريمة (( تالله أن كنا في ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين )) ، وهذا الاستقلال بالفعل لايقول به أحد من المسلمين للأنبياء والأولياء والصالحين ، ومن قال لك بأن المسلمين يقولون بأن الأنبياء والأولياء يخلقون بالاستقال ويفعلون بالأستقلال ، هذه النقطة الفيصل بين الحق والباطل وبين الشرك والتوحيد ، فالشرك هو ان تجعل مع الله آلهة فاعلين بالاستقلال
فأقول لك وكذلك هذا الإستقلال لا يقول به المشركين أيظا فما لك لا تفهم وقد أجبتك بقوله تعالى(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ 61 اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 62 وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُون)
إذن هم لا يعتقدون أن آلهتهم خالقة شيئا لا على وجه الإستقلال عن الله ولا مع الله وهذا بشهادة الله ثم بإعتراف الكفار المشركين كذلك. إذن فهذا ((ليس)) هوالفرق بين الحق والباطل وبين الشرك والتوحيد لأن أهل الشرك لم يقولوا به أصلا.
أما قوله تعالى (( تالله أن كنا في ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين )) فليس معناه أنهم يسوون آلهتهم في القدرة على الخلق مع قدرة الله على الخلق أبدا وهم لم يقولوا بذلك أبدا بشهادة الرب سبحانه وتعالى وفي هذا دليل على أن التسوية ليست على الإطلاق أبدا وإنما هم سووا بينه وبين آلهتم في أن أشركوا مع الله في الدعاء وأصبحوا يدعون الله مع آلهتهم ويذبحون لله ولآلهتهم معه الله ولذلك قال الله تعالى(وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُون)َ أي أنهم سووا غير الله معه في العبادة التي لا تجوز إلى لله وحده لأنه الإله الحق وتلك آلهة باطلة.
أما قولك إما أن يكون للأنبياء والأولياء مقام ووجاهة عند الله تبارك وتعالى والله يجري على أيديهم الكرامات ويستجيب الدعاء بجاههم فهذا من التوحيد وليس من الكفر والشرك
فأقول لك سبحان الله وهل لو قال لك مشركي العرب نفس هذا الكلام ستقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم ظلمهم عندما حاربهم؟!؟!؟ هل لو قال مشركي العرب إن لقبور إبراهيم وإسماعيل والصالحين وممن جاء بعدهم كاللات والعزي ومناة هم لهم جاه عند الله ومقام ووجاهة عند الله تبارك وتعالى والله يجري على أيديهم الكرامات ويستجيب الدعاء بجاههم فهذا من التوحيد وليس من الكفر والشرك ونحن لم ندعهم وهم في قبورهم إلأ ليشفعوا لنا عند الله ونتقرب لله من طريقم ولكن إعترض علي عملنا هذا محمد وصحبه؟!؟!؟!
إما أن تقرهم على عملهم وتزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم مخطيء فرق كلمة العرب بمثل إنكاراته عليهم وإما أن تقول لنا ما هو الفرق بين عملكم وبين عملهم؟!؟!؟!؟
ثم إعلم أن جاه الرسول صلى الله عليه وسلم ينفعه هو ولا ينفع من خالف أمره أبدا فلا تتعلق بأمل أن للرسول جاه وكأن الله أنزل لك مرسوم الغفران بمجرد أن علمت أن للرسول جاها عند الله فنحن جميعا نعلم ذلك ولكن هذا له وليس للذين خالفوا أمره. ألم ترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن ينفع بجاهه عمه أبي لهب؟؟!؟؟!؟! وكذلك إبراهيم عليه السلام لا يستطيع أن ينفع بجاهه أباه الكافر ولا نوح كذلك مع إبه الكافر ولذلك قال الله تعالى ( ولا يشفعون إلا لمن إرتضى) أي الشفاعة لا تنال الذين سخط الله عليهم لأن عكس الرضى هو السخط. وكذلك قال تعالى ( وكم من ملك في السماء لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يشفع كما في حال يوم القيامة إلا بعد أن يأذن الله له. فهو صلى الله عليه وسلم يبقى ساجدا تحت العرش ثم بعد ذلك يأذن الله له بالشفاعة. وهذه الشفاعة لا ينالها إلا أهل لا إله إلأ الله أما غيرهم فلا.
وليس أهل لا إله إلا الله هم الذين يقولون بلسانهم هذه الكلمة وهم يخالفون شروطها فهؤلاء هم كاذبون في مقولتهم بتلك الكلمة لأن بعضهم يظن أن لا إله إلا الله معناه إي لم يخلق الخلق إلى الله وحده وليس الأصنام مثلا هي التي خلقت شيئا. وهذا جهل عظيم لأن الكفار كذلك كما بينا سابقا يعتقدون نفس هذا الكلام.
فلتلك الكلمة شروطا لا تنفع بدونها كما أن للمفتاح أسنانا لا يفتح الباب إلا بها. ولي معني تلك الكلمة أي أنه لا يوجد إله إلا الله وحده فهذا الكلام غير صحيح لأنه توجد آلهة كثيرة غير الله ولكنها باطلة. خلاحة ذلك أن معنى لا إله إلا الله أي (لا معبود بحق إلا الله) وكل عمل يندرج تحت العبادة مثل الدعاء والذبح والحج والصلاة والإستغاثة وووو كل هذه الأعمال أن أعطيتها أحدا غير الله فأنت أبطلت شروط لا إلى إلا الله وكنت كاذبا بتلك الكلمة لأن العبادة ليست كلمة خيالية مجردة عن الأفعال المقرونة بها الدالة عليها في الواقع. فالدعاء مرتبط بعمل قلب بين الله وعباده فلا يجوز أن تجعل بينك وبين الله وسائط لا يسمعون دعائك كحال الموتى وطلبك منهم في أن يقربوك إلى الله وتذبح لهم. كل هذا مبطل للا إله إلا الله.
------------------
أقيموا دولة الإسلام في صدوركم تقم لكم في أرضكم
|