بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على النقاش التاريخي:
1 –
الكاتب يدعي أن سجن الإمام الهادي والعسكري في سامراء لم يثبت والإقامة الجبرية تحت رقابة السلطة العباسية حكاية منسوجة.
2 –
الكاتب يقول أن الاختلاف في تاريخ النبي والأئمة الباقين لا يهم لأنه هو رآهم، وهل رأى النبوة كيف تنزل على النبي (ص) أم صدقها بالأدلة القطعية النقلية وإذا كان يقرّ بإمامة الأئمة الباقين ونبوة النبي (ص) فكيف لا يصدق بأقوالهم.
3 –
الكاتب يدعو إلى تركيز البحث حول الدليل التاريخي بينما يطعن في التراث التاريخي والنقلي بأنه من اختلاق الطائفة الإمامية لأنها مغالية وغلاة باطنيين لأنهم يقولون بأن مقام الإمامة هي الحجية التي تعدل القرآن في حديث الثقلين، ولا يفتأ الكاتب يجترّ الدور السابق من الحوار ولعله يؤمن بالأطوار الدورية، هذا في حين هو يطالب بالتاريخ ويقحم البحث الفلسفي فيناقض نفسه كالعادة في أقل من أسطر.
4 –
الكاتب يحكم عل روايات المسلمين من أهل السنة في صحاحهم وكتبهم وروايات الشيعة في كتبهم حول المهدي بأنها من نسيج.
5 –
الكاتب يعيد كراراً إشكاله باحتجاج الشيعة بروايات أهل السنة حول المهدي، بأنهم لا يوثقون بهم فكيف يصححون رواياتهم حول المهدي؟، ونعيد كراراً ولا أدري إن كان الكاتب نفذ ما عنده وأخذ يكرر ما تكرر نقده من دون جوابه للنقود بل مجرد تكرار المنقود من دون زيادة أم ماذا ؟.
والجواب: أن رواية أهل السنة بشارة النبي (ص) بظهور المهدي لا يحتمل فيها الوضع إذ ليست هي تصبّ في إنكار لحقيقة الإمام بل العكس فكيف يحتمل فيها الكذب، ثم لا أدري أن الكاتب يتبع أهل السنة أم أهل الشيعة أم شق ثالث؟، وقد حكم على سورة الكهف والخضر في مقالاته بأنها مقولة باطنية وغلو!!
6 –
الكاتب عندما يواجه بالحقيقة التاريخية من سجن الدولة العباسية للإمام العسكري يقول لابد من التأكد من الظروف المحيطة بوفاة الإمام العسكري، وأن الدولة العباسية سياستها ليّنة مع الشيعة كما في مقالة أخرى له، وكأن يقول لليل أنه نهار، وللنهار أنه ليل، ثم يقول لماذا؟!
مع كل ما ذكرنا من حقائق تاريخية يذعن بها السني والشيعي والمسيحي والمستشرق والعالم بأسره حول بني العباس والبيت العلوي!!
يقول الكاتب لم تخوضوا في التاريخ، فتارة يقول لابد من التأكد، وأخرى يقول بني العباس علاقتهم طيبة مع العسكري، وثالثة يقول فرضية فلسفية هي الدليل التاريخي، ورابعة يقول الدليل الاعتباري دليل فلسفي عقلي، وقد أوضحنا له أن الدليل الاعتباري يغاير الدليل العقلي، وخامسة يقول لا أستدل بالروايات بل بالدليل التاريخي!! ثم يشكل على الروايات التاريخية باختلاق ووضع الطائفة الإمامية لأنهم يعتقدون بالإمامة وهي غلو فيخرج من التاريخ إلى النقل والبحث الكلامي، ولا أراه إلا وهو يدور حول نفسه بدوامة كما ذكر ذلك الكثير ممن حاوروه!!.
7 –
ولعل الكاتب يرى أن حكاية لقاء موسى بالخضر في سورة الكهف أسطورة وضعها الغلاة الباطنيين في القرآن، وأن قيام الخضر بدوره في أداء الوظائف الإلهية أسطورة، وأن بقاء الخضر إلى يوم القيامة عند المسلمين خرافة وأن من رأى الخضر أسطورة وأن بقاء الياس أسطورة، وأن رفع الله تعالى عيسى إلى السماء أسطورة وأن رفع إدريس إلى السماء، ورفعناه مكاناً علياً، أسطورة، فالمشكلة عند الكاتب تكمن في تصديق القرآن لأنه يقول بجعل خليفة الله في الأرض قالوا تجعل فيها...
فالمشكلة تكمن عند الكاتب في تصديق قوله تعالى {إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي...} والمشكلة عنده تكمن في تصديق قوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة}.
والمشكلة عنده تكمن في تصديق قول النبي المتواتر ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) كيف نصدق النبي ببقاء شخص العترة كحجة في الأرض حتى القيامة؟، فهلا أعلنت استحالة تصديق القرآن واستحالة تصديق النبي (ص)، وقوله (الأئمة من قريش اثنا عشر) وقوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وقوله {قل لا اسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} و {قل لا اسئلكم عليه أجراً إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً} فقربى النبي (ص) وعترته هم السبيل لكن المشكلة تكمن عنده في تصديق القرآن والنبي (ص) في كون علياً إماماً وأبناءه أئمة، والمشكلة تكمن عنده في تصديق بقاء نوح ألف عام والخضر مستتراً، وفي بقاء إمام حجة من عترة النبي.
فالمشكلة كل المشكلة عند الكاتب تكمن في تصديق ذلك!!.
ثم إنه لا زال متردداً هل كان حقاً يوجد ضغطاً سياسياً وخوض وإرهاب على الإمام العسكري ولا أدري لعله يحتمل أن العلاقة وطيدة بين الإمام العسكري والدولة العباسية فذهب وسكن في سامراء معهم.
وهل أن النهار هو الليل حقيقة، فلابد من التأكد، ولماذا لا يكون مدعى أن النهار ليس بليل كاذب !؟، ثم لم يقبل قول النافي لذلك دون القائل بوحدة الليل والنهار.
مع العلم بأني ذكرت أسماء بعض كمثل قصصي لتقريب المعنى في مقابل المثال القصصي الذي ذكره هو لتقريب المعنى الذي أراده، ثم يستشكل بأنك لم تستدل وتصدق بالقصة التي ذكرتها كمثال لتقريب المعنى، وهو يناقض نفسه في كلامه السابق أن الأمثال لا تناقش.
وهو يترك الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية القطعية التي ذكرناها له ويتشبث بنقد الأسلوب القصصي الذي جريت معه في التعبد به مشاكله لما يحبّ من الأسلوب القصصي البعيد من العبائر المنهجية العلمية، فأخذ يحتج لم تتبع الأسلوب القصصي ولا تتكلم في الأسلوب المنهجي العلمي، ولا أدري هل هو يستطيع فهم الاصطلاحات العلمية مع تكراره بان الدليل الاعتباري هو الدليل الفلسفي وأن الدليل الاجتهادي الظني هو الدليل البرهاني العقلي وفي أيّ قاموس علمي يوجد ذلك، ويطالب بالبحث العلمي وهو يشكل في كتابه حول المهدي ( لقد ذكر مراراً أن محمد بن زياد مهمل في رجال الشيعة لا توثيق له ) مع أن محمد بن زياد هو ابن أبي عمير أكبر فقهاء الرواة الإمامية ولا يحتاج معرفة ذلك إلى أدنى جهد علمي في علم الرجال فهل هذا هو المنهج العلمي وأنا متيقن أنك سوف تدور وتجتر ما سبق فهلمّ.
------------------
البحراني
|