بسم الله الرحمن الرحيم
ماذكرته يامحب البخاري وهولت به ، وفتحت له هذا الموضوع .. يدل على أنك : ظالم ، أو غير مطلع على الاختلاف في مصادركم قبل البخاري وبعده في أن المعوذتين هل هما من القرآن أم زائدتان ؟!!
المسألة ياهذا مطروحة عندكم ، والبخاري يعلم بذلك ، وقد تعمد أن يروي رواية التشكيك في المعوذتين فقط ! ويترك الروايات التي تثبت أنهما من القرآن ، وقد ترك أحاديث صحيحة على شرطه روى منها الحاكم !!
فأين أنت ؟!!!
وإن كابرت ، فإن ابن خزيمة أستاذ البخاري ، وقد درس عنده صحيحه !! فانظر ماذا قال ابن خزيمة في صحيحه : 1- 266 :
باب قراءة المعوذتين في الصلاة ضد قول من زعم أن المعوذتين ليستا من القرآن .أخبرنا ....وأورد الرواية التي تركها البخاري !!!
ثم انظر ماقاله ابن نجيم المصري في البحر الرائق
: 2 - 68 :
وما وقع في السنن وغيرها من زيادة المعوذتين أنكرها الامام أحمد وابن معين ، ولم يخترها أكثر أهل العلم ، كما ذكره الترمذي . كذا في شرح منية المصلي . انتهى .
فما هي السنن التي تقول بزيادة المعوذتين إلا رواية البخاري التي رواها غيره أيضا ، ولكن الفرق أن غيره روى معها مايثبت أنهما من القرآن ، بينما هو اقتصر على رواية التشكيك !!
ولماذا يحتاج إمامك أحمد أن ينكر القول بزيادتهما إن لم يكن له وجود ! يامحب السنة ؟!!
وأين هو هذا القول إن لم يكن مارواه البخاري يامحب البخاري ؟!!
ثم انظر الفتوى التي نقلها ابن نجيم المصري في اختلاف فقهائكم في كفر من سخر بآيات المعوذتين !
قال في البحر الرائق : 5 صفحة 205 :
ويكفر إذا أنكر آية من القرآن أو سخر بآية منه إلا المعوذتين ففي إنكارهما اختلاف والصحيح كفره ، وقيل لا ، وقيل إن كان عاميا يكفر وإن كان عالما لا . انتهى .
فمن هؤلاء الذين قالوا ( لا يكفر من سخر بآياتهما ) لانهما لم يثبت أنهما من القرآن !وهل هم من الشيعة ؟!!
ثم انظر الى أن قراءة المعوذتين في الصلاة كانت أمرا
مستنكرا ، ,ان أول من جهر بقراءتهما عبيدالله بن زياد بعد نحو أربعين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وآله !!
قال ابن أبي شيبة في المصنف : 7 - 216 :
عن مغيرة عن إبراهيم قال أول من جهر بالمعوذتين في الصلاة عبيد الله بن زياد . انتهى .
فهل تؤرخ هذه الاولية لابن زياد لولا أنه خالف العرف المسيطر ؟!!
ومن أين جاء هذا العرف إلا من القول بزيادتهما أو التشكيك فيهما ؟!!
ثم انظر الى ابن حبان وغيره من الذي وافقوا البخاري ، فجوزوا أن يضم الى قراءة المعوذتين سورة أخرى ، لانهما مشكوك في قرآنيتهما !!
قال ابن حبان في صحيحه : 6 -201 :
ذكر الإباحة للمرء أن يضم قراءة المعوذتين إلى قراءة قل هو الله أحد في وتره الذي ذكرناه ...
ثم انظر الى مصيبة الرازي صاحب المحصول إذ يقول في
: 4 - 480 :
أنكر ابن مسعود كون المعوذتين من القرآن فكأنه ما شاهد قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم لهما ولم يهتدء صلى إلى ما فيهما من فصاحة المعجزة أو لم يصدق جماعة الأمة في كونهما من القرآن فإن كانت تلك الجماعة ليست حجة عليه فأولى أن لا تكون حجة
علينا فنحن معذورون في أن لا نقبل قولهم .
جواب : ............. الى آخره !!
وأخيرا ، فهذه عبارة فتح الباري التي نقلتها على طريقتك ، متهما الشيعة بالتدليس !!! فاحذر أن تقع فيما تتهمنا فيه :
- قال في فتح الباري : 8 -570 :
قوله سألت أبي بن كعب قلت أبا المنذر .
هي كنية أبي بن كعب وله كنية أخرى أبوالطفيل قوله يقول كذا وكذا هكذا وقع هذا اللفظ مبهما وكان بعض الرواة أبهمه استعظاما له وأظن ذلك من سفيان فإن الاسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الابهام .
وكنت أظن أولا أن الذي أبهمه البخاري لانني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان ولفظه قلت
لابي إن أخاك يحكها من المصحف وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه وقد أخرجه أحمد أيضا وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ أن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ أن عبد الله يقول في المعوذتين وهذا أيضا فيه إبهام وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الاعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من
مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله .
قال الاعمش وقد حدثنا عاصم عن زر عن أبي بن
كعب فذكر نحو حديث قتيبة الذي في الباب الماضي وقد أخرجه البزار وفي آخره يقول إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما .
قال البزار ولم يتابع بن مسعود على ذلك أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قراهما في الصلاة قلت هو في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر وزاد فيه بن حبان من وجه آخر عن عقبة بن عامر فإن استطعت أن لا تفوتك قراءتهما في صلاة فافعل وأخرج أحمد من طريق أبي العلاء بن الشخير عن رجل من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه المعوذتين وقال له إذا أنت صليت فأقرأ بهما وإسناده صحيح .
ولسعيد بن منصور من حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ فيهما بالمعوذتين .
وقد تأول القاضي أبوبكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن بن مسعود
فقال لم ينكر بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا الا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الاذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا .
وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور .
وقال غير القاضي لم يكن اختلاف بن مسعود مع غيره في قرآنيهما وإنما كان في صفة من صفاتهما انتهى .
وغاية ما في هذا أنه أبهم ما بينه القاضي ومن تأمل سياق الطرق التي أوردتها للحديث استبعد هذا الجمع .
وأما قول النووي في شرح المهذب أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن وأن من جحد منهما شيئا كفر ، وما نقل عن بن مسعود باطل ليس بصحيح ففيه نظر .
وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم فقال في أوائل المحلي ما نقل عن بن مسعود من إنكار قرآنيه المعوذتين فهو كذب باطل .
وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره الاغلب على الظن أن هذا النقل عن بن مسعود كذب باطل والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل والاجماع الذي نقله أم أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش وإن أراد استقراره فهو مقبول .
وقد قال بن الصباغ في الكلام على مانعي الزكاة وإنما قاتلهم أبوبكر على منع الزكاة ولم يقل إنهم كفروا بذلك وإنما لم يكفروا لان الاجماع لم يكن استقر قال ونحن الآن نكفر من جحدها !
قال وكذلك ما نقل عن بن مسعود في المعوذتين يعني أنه لم يثبت عنده القطع بذلك ثم حصل الاتفاق بعد ذلك .
وقد استشكل هذا الموضع الفخر الرازي فقال إن قلنا إن كونهما من القرآن كان متواترا في عصر بن مسعود لزم تكفير من أنكرهما وأن قلنا إن كونهما من القرآن كان لم يتواتر في عصر بن مسعود لزم أن
بعض القرآن لم يتواتر قال وهذه عقدة صعبة وأجيب باحتمال أنه كان متواترا في عصر بن مسعود لكن لم يتواتر عند بن مسعود فانحلت العقدة بعون الله تعالى .
قوله سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قيل لي قفقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فنحن نقول الخ هو أبي بن كعب
ووقع عند الطبراني في الاوسط أن بن مسعود أيضا
قال مثل ذلك .
لكن المشهور أنه من قول أبي بن كعب فلعله انقلب على راوية وليس في جواب أبي تصريح بالمراد إلا أن في الاجماع على كونهما من القرآن غنية عن تكلف الاسانيد بأخبار الآحاد والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب . انتهى .
|