بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد خير الخلق و المرسلين. أما بعد:
أقدم هذا الموضوع راجي من الله أن يكون موضوع فيه الفائده للجميع.
أولانبدأ بيوم السقيفه الذي يراه أتباع أبن سبأ بأن يوم المصائب فهوا لم يخرج من الكتاب والسنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن أغلب الأشيآء في مقتل عمر وعثما ن وعلي رضي الله عنهم أجمعين وأخبرنا بموقعة الجمل وبخروج عائشة رضي الله عنها وغيره كثير ولا يعقل أنه لايخبرنا بأن با بكر خليفه وهذه الأحاديث تبين لنا بأن ابابكر هوا الخليفه .
أولا عن جبير بن مطعم قال (اتت أمرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه فقالت : إن جئت فلم أجدك كأنها تقول الموت ,قال : أن لم تجديني فأتي أبا بكر )) رواه البخاري 2/197 ورواه مسلم4/186.
وعن حذيفه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله ععنهما)رواه أحمد5/385 الترمذي5/609 وأبن ماجه1/37.
وعن أنس رضي الله عنه قال بعثني بنوا المصطلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن أسأله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فقال (إلى أبي بكر)رواه الحاكم المستدرك 3/77
وعن عائشه رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضة الذي مات فيه ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فأني أخاف أن يتمنى متني ويقول قائل : أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر. رواه مسلم 4/1857وأحمد6/ 106
وطبعا لا ننسى أن ابا بكر كان يصلي في المسلمين في مرضه الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه كان رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار.
هذا بعض ماورد في الأحاديث ولاشك ان الشيعه لايؤمنون فيها .
ولاكن أن كانوا يؤمنوا في القرآن فالقرآن الكريم واضح وهذا بعض الآيات القرآنيه التي تؤيد خلافة الصحابة رضي الله عنهم .
قول الله تعالى في حق الماهجرين والأنصار((أولئلك هم الصادقون)) الحشر 8
وحسبك أن الذين بايعوا ابا بكر هم المهاجرين والأنصارممن زكاهم الله وشهد لهم بالصدق.
وأيضا أدعوا الجميع لقرآة هذه الآيه وأن يحكموا طبعاً الشيعه يقولون بأن الصحابه أرتدوا ونقول لهم أقرأو هذه الآيه يقول الله عز وجل(ياأيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكفرين يجهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشآء والله واسع عليم.)
ومعلوم أن الرده صارت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يحارب المرتدين ويجاهدهم الا أبا بكروهذا وعد من الله وفعلا لم يخشى في الله لومة لائم بل الغريب في كتب الشيعه أنهم يجعلون من على رضي الله عنه أنه كان ذليلا وأنه ربط وضرب والآيه الكريمه واضحه وضوح الشمس بأن حال المرتدين هوا الذله ولاكن الشيعه لاهم لهم بل المهم هوا نقض الخلافه ولوا على حساب علي رضي الله عنه وأهل البيت .
وايضا وعد الله في قوله تعالى (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم) النور 55
فحسبك بوعد الله لهم بل ياأخي الكريم ومن حكمة الله أن التاريخ الأسلامي لم يرى فتوحات كالذي صارت في عهد الصحابه والحكمة هنا بأن الفتوحات توقفت في عهد علي رضي الله عنه فلم يفتح أي بلد بسب حصول الفتنة . فهل نقول بأن علي رضي الله عنه من غير المؤمنين لا بل لايقول فيه رضي الله عنه أو في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أي شئ سيئ الا كافر (ليغيظ بهم الكفار)
فهل يعترض هؤلاء على وعد الله لهم بأستخلافهم وبالتمكين لهذا الدين في الارض ؟
وأخيراً يقول الله عز وجل في صفة الذين آمنوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم
((محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشدآء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله وضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل كزرع أخرج شطأة فآزرة فأستغلظ فاستوى على سوقة يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )) سورة الفتح 29
فالآية صريحه بأن الذين آمنوا معه صلى الله عليه وسلم رحمآء بينهم وأشدآء على الكفار ثم يذكر عز وجل في آخر الايه ليغيظ بهم الكفار ولو تلاحظ ياأخي الكريم بأن لايوجد أحد يغيظهم ما وصل له الصحابه رضي الله عنهم الا الرافضة والاية صريحة في كفرهم وكفر من يكرههم .
ثم لو كان الصحابه مغتصبون لعلي رضي الله عنه فهل يعقل أنه رضي الله عنه ممن شهد له الكفار بالشجاعه وخافوه وممن كان من فرسان المسلمين المعدودين أن يبايع الخلفآء الذين من قبله ولماذا يسمي أولاده بأسمائهم ثم لماذا يزوج أبنتة الكبرى لعمر رضي الله عنه وخاصة ان الزواج حصل بعد نزول الأحكام ونزول القرآن بمنع تزويج غير المسلمين, بل الغريب في الشيعة أن يقولون بأن ذلك فرجاً غصبناه .
ولاكن ياأبى الله الا أن يكشف الحقيقة حينما قال(رحمآء بينهم)
بل هل يعقل أن الله يكرم نبيه الكريم بدفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم عنده أن كانوا مرتدين !!
ونقول لاشك أن الله يهدي إلى الحق أقواماً ويضل أقواماً.
========================================
أما الحديث الذي يرويه الشيعه بأنه صلى الله عليه وسلم أمرنا بتمسك بأهل البيت
فهوا حديث ضعيف وأحب أن أسوق لكم هذا الحديث:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. رواه أحمد
أما الحديث الصحيح فهوا ماروا البخاري و مسلم:
عن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ ا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَعَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهبَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَ عَبَّاسٍ قَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَو هذا الحديث يدل على دخول أمهات المؤمنين في أهل البيت الذين استوصى رسول الله بهم خيراً.
بل نسأل الشيعه من هم العترة هل هوا زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه الذي رفضكم أو جعفر بن علي أخو الحسن العسكري وهوا الذي تلقبونه بجعفر الكاذب. لأنه سخر من مهديكم وأنكر وجوده . أو الحسن المثنى بن الحسن السبط وأبنه عبدالله المحض ومحمد الملقب بالنفس الزكيه وهؤلاء تزعمون أنهم كفار مرتدون لأنهم لعنوكم وفضحوا أسراركم .
أم الأسماعليون الذين يكفرونكم أم هم الزيديه الذين تكفرونهم أم هم الدروز أو القرامطة .و كل فرقة تلعن الآخرى وترى أنها على حق وجميعهم يتبعون العترة ؟!!
بل أنهم تفرقوا الى أكثر من ستين فرقة وكل فرقه ترى أنها على حق وكل فرقة تلعن أختها .
والله عز وجل يقول (أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ) الأنعام 159
أما بالنسبة للولاية المزعومه فأن القرآن ينقضها :
يقول تعالى {و من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً} وقوله تعالى {و من يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك الفوز العظيم}
2- قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر}
فلو كانت الأمامه ركنا من أركان الدين لاشك ان الله سوف يبينه لنا ولاكن الله يبين لنا بأن الطاعه له ثم للرسول صلى الله عليه وسلم وأولي الأمر ثم يبين بأنا لو تنا زعنا في شئ أن رده الا الله والرسول ولوكان الامامه كما يقول الشيعه لبينها الله لنا ولأمرنا بالرجوع الى الأمام.
ويقول الله (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) 32 آل عمران
وايضا (يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله أن كنتم مؤمنيين) الأنفال 1
ويقول جل شأن (وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا أن الله مع الصابرين) 46 الأنفال
ويقو جلا وعلا (وأقيموا الصلوة وأتو الزكوة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) 56 النور
وايضا (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولاتبطلوا أعملكم) 33 محمد
والآيات أكثر من هذه وكلها تأمرنا بطاعة الله ورسولة الكريم ولوكانت ألامامه واجبة و طاعة الأمام واجبة لاشك أن الله بينها لنا وخاصة أن الله لم يفرط في الكتاب من شئ.
وهذه من أحدأسبابهم للقول بتحريف القرآن وأضافة سورة الولايه المزعومه.
ولو كان أولي الأمر معصومون ومبلغون عن الله كما تذكر النظرية الإمامية لجعل الله الرد إليهم ، لكن الله عز وجل أبى إلا أن يكشف لنا كل شئ ويجعل الحقيقه واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .
بل أقرأ هذه الآيه في صفة أهل جهنم حينما لم يطيعوا الله والرسول صلى الله عليه وسلم.
يقول عز وجل (يوم تقلب وجوهم في النار ويقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول * وقالوا ربنا أطعنا سادتنا وكبرآءنا فأضلونا السبيلا) الأحزاب
فالله يخبرنا عنهم بأنهم لم يطيعوا الله والرسول ولوكان الأمام كما يعتقد هؤلاء بأن الأمامه ركن من أركان الدين ومن كذب بها اصبح خالدأ مخلدأ في النار لوجب ذكرها.
بل يقول الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الآسلام ديناً) المادة 3
فالآية واضحه بكمال الدين وتمام النعمة .
أذاً الله يأمرنا بطاعتة ومن ثم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بيبين لنا بكمال وتمام الدين فما الحاجة الى الأمامه ؟
بل أن الله عز وجل بين لنا بأن الأنسان أن لم يعرف فيرجع لأهل الذكر من العلمآء فيقول عز وجل (فسئلوا أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون)النحل
هذا في حالة عدم العلم فقط.
أيضاً تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة بمحض أراد تة أذا كانت الأمامه واجب من الله عز وجل كما يقولون أليس فعل الحسن رضي الله كقول الله عز وجل(وآتل عليهم نبأ الذي أتينه آيتنا فأنسلخ منها فأتبعة الشيطان وكان من الغاوين) 175 الأعراف
ولاكن لاشك أنهم كما قال الله تعالى (رحمآء بينهم)
هذا وأسأل الله الهدايه لي ولجميع المسلمين .
الأدلة على صحة خلافة أبوبكر الصديق من القرآن الكريم و كتب الشيعة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا ما يسره الله عز و جل من أدلة من القرآن و كتب الرافضة فقط على صحة خلافة الرجل الصالح أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أولاً : الأدلة من القرآن
1- قوله تعالي (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)
هذه الآية الكريمة لهى أوضح دليل و أصدق برهان علي صحة خلافة أبو بكر رضي الله عنه وكذلك إيمانه ليس هو وحده بل أيضاً عمر و عثمان رضي الله عنهما فقد كتب الله الاستخلاف و التمكين فى الأرض لهم بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم و لا يستطيع من يملك مُسكة عقل أن ينكر ذلك و يدعي أن الله لم يكتب التمكين و الاستخلاف لهؤلاء الثلاثة رضوان الله عيهم و على جميع الأصحاب , وهذه الآية يُلحق بها جميع أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقد كتب الله لهم التمكين فى الأرض و يسر الله لهم العبادة له بلا خوف و بأمان ما بعده أمان.
وهناك أدلة من القرآن كثيرة أستدل بها علماء أهل السنة علي صحة خلافة أبو بكر رضي الله عنه و لكنى اكتفيت بهذه الآية لأنها أوضح الآيات
ثانياً : الأدلة من كتب الرافضة على صحة خلافة أبو بكر رضي الله عنه
1- فى تفسير القمى على بن إبراهيم قبحه الله فى سبب نزول قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1) " أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية ، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها ، فقال كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبداً وأنا أفضي إليك سراً فان أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالت نعم ما هو ؟ فقال إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك ...الخ " تفسير القمى
2-قول أبو الحسن على بن أبى طالب " و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها , إنه لصاحب الغار و ثاني أثنين , و إنا لنعرف له سنه , و لقد أمره رسول الله بالصلاة و هو حي " شرح النهج لابن أبى الحديد 1/332
3- و يقول أيضاً كما جاء فى النهج " جاء أبو سفيان إلى على (ع) فقال : وليتم على هذا الأمر أذل بيت فى قريش , أما و الله لئن شئت لأملأنها على أبى فصيل خيلاً و رجلاً , فقال على (ع) : طالما غششت الإسلام و أهله , فما ضررتهم شيئاً , لا حاجة لنا إلى خيلك و رجلك , لولا أنا رأينا أبابكر لها أهلا لما تركناه " شرح النهج لابن أبى الحديد 1/130
4- لما طعن ابن ملجم قبحه الله أمير المؤمنين رضي الله عنه قيل له " ألا توصى ؟ قال : ما أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأوصى و لكن قال : ( أي الرسول ) إن أراد الله خيراً فيجمعهم على خيرهم بعد نبيهم " تلخيص الشافي للطوسي 2/372 , و الشافي لعلم الهدى المرتضى ص 171 وقد جمعهم الله على أبا بكر الصديق رضي الله عنه
5- جاء رجلاً إلى أمير المؤمنين (ع) فقال : سمعتك تقول فى الخطبة آنفاً : اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين , فمن هما ؟ قال : حبيباى , و عماك أبوبكر و عمر , إماما الهدى , و شيخا الإسلام , ورجلا قريش , و المقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و آله , من أقتدي بهما عصم , و من أتبع آثارهما هدى إلى صراط مستقيم " تلخيص الشافي 2/428
6- و فى رسالة بعثها أبو الحسن رضي الله عنه إلى معاوية رضي الله عنه يقول فيها " و ذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيدهم به فكانوا فى منازلهم عنده على قدر فضائلهم فى الإسلام كما زعمت و أنصحهم لله و لرسوله الخليفة الصديق و خليفة الخليفة الفاروق , و لعمري أن مكانهما فى الإسلام شديد يرحمهما الله و جزاهم الله بأحسن ما عملا " شرح النهج لابن ميثم ص 488
7- و كان الحسن يُجل أبابكر وعمر رضي الله عنهما حتى أنه أشترط على معاوية فى صلحه معه أن يسير بسيرتهما فمن ضمن شروط معاهدة الصلح " إنه يعمل و يحكم فى الناس بكتاب و سنة رسول الله و سيرة الخلفاء الراشدين " منتهى الآمال للعباس القمى ج2/212 ط إيران
8- و عن الإمام الخامس محمد بن على بن الحسين الباقر " عن عروة بن عبدالله قال : سالت أبا جعفر محمد بن على (ع) عن حلية السيف ؟ فقال : لا بأس به , قد حلى أبوبكر الصديق سيفه , قال : قلت : و تقول الصديق ؟ فوثب وثبة , و استقبل القبلة , فقال : نعم الصديق , فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً فى الدنيا و الآخرة " كشف الغمة للاربلى 2/147
9- و عن الباقر (ع) قال " و لست بمنكر فضل أبى بكر , ولست بمنكر فضل عمر , و لكن أبابكر أفضل من عمر "الاحتجاج للطبرسى تحت عنوان – احتجاج أبى جعفر بن على الثاني فى الأنواع الشتى من العلوم الدينية –
10- و جاء عن الإمام السادس جعفر الصادق (ع) انه سئل عن أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ففي الخبر " ان رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) , فقال : يا ابن رسول الله ! ما تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ فقال (ع) : إمامان عادلان قاسطان , كانا على الحق , وماتا عليه , فعليهما رحمة الله يوم القيامة " إحقاق الحق للشوشترى 1/16
11- و عن زيد بن على أخو الباقر و عم الصادق " ان ناساً من رؤساء الكوفة و أشرافهم الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده , و قالوا له : رحمك الله , ماذا تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ قال : ما أقول فيهما إلا خيراً كما أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيرا , ما ظلمانا و لا أحد غيرنا , و عملا بكتاب الله و سنة رسوله " ناسخ التواريخ للمرزا تقي الدين خان تحت عنوان – أحوال الإمام زين العابدين –
12- و عن سلمان الفارسي الذي تسميه الرافضة سلمان المحمدي أنه قال " ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كان يقول فى صحابته : ما سبقكم أبو بكر بصوم و لا صلاة , و لكن بشيء وقرّ فى قلبه " مجالس المؤمنين للشوشترى ص89
13- فى نهج البلاغة من قول أبو الحسن رضي الله عنه " إنه قد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار , و لا للغائب أن يرد , و إنما الشورى للمهاجرين و الأنصار , فإن اجتمعوا على رجل و سموه إماماً كان ذلك لله رضي , فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه , فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين , و ولاه الله ما تولى " نهج البلاغة
14- بيعة على لأبي بكر رضي الله عنهما لهى دليل ساطع على صحة خلافة و إمامة أبو بكر فالبيعة لا تجوز لكافر
وصلى الله و بارك على محمد و آله و صحبه و سلم
متفرقات في صحة خلافة أبي بكر الصديق
السر في خروج الخلافة عن آل البيت إلى أبي بكر ؟
قال ابن القيم رحمه الله : السر في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان أن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون : أنه ملك ورث ملكه أهل بيته فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة
وتأمل قول هرقل لأبي سفيان هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ، فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه فصان الله منصبه الرفيع من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته ، وهذا هو السر والله أعلم في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك جميعاً )
لم اختار الله أبا بكر على علي (رضي الله عنهم)
لقد كان ادعاء محبة آل البيت والتشيع لهم هو الباب الذي ولجت منه العديد من الفرق بين صفوف المسلمين . لذلك تجد أن الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة ، ولجت من هذا الباب ، وكلا من تلك الفرق تزعم أنها تتشيع لآل البيت ، وأنهم يهتدون بهديهم ، ولكن لو نظرنا إلى عقيدة كل فرقة ، ولوجدنا أنها تختلف عن الأخرى تماماً ، بل كلاً منا يكفر الآخر. فمثلاً : هناك الإثني عشرية و الإسماعيلية و الزيدية و الكيسانية و كثير غيرهم. كل هذه الفرق تدعي التشيع ونصرة آل البيت ، كل من هذه الفرق تدعي التشيع واتباع آل البيت ، لكن تجد أن كل فرقة لها عقيدة تختلف تماماً عن الأخرى ، ولو كان الاختلاف فقهياً لقلنا الأمر طبيعي ، لكن المصيبة أن الاختلاف في أسس العقيدة . و ليس هذا فحسب، بل كل فرقة لديها نظام الإمامة الخاص بها، فلو كان هناك من نص على الأئمة لما اختلفت الشيعة تلك الاختلافات الشديدة على تحديد أئمتهم.
وهنا نسأل الشيعة جميعاً : ما هي الفرقة التي على حق في اتباع آل البيت ؟ ولماذا تفرقوا وقد كانوا من منبت واحد ؟ ولماذا صار لكل منها عقيدة تختلف عن الأخرى ؟
الأمر الآخر : يسأل سائل و يقول ، أليس علي رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس هو زوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يكون هو الخليفة بعد رسول الله ؟
فأقول :
1- أن أبو بكر وعمر أفضل منه ، فقد جاءت أحاديث كثيرة تبين فضلهم لا يتسع المقام لذكرها . تحدثنا عن بعضها و تحدث الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه عن بعضها أيضاً.
2- الأمر الآخر ، أن في انتقال الخلافة إلى غير آل البيت ، كان بعلم الله ، ولا شك أن الله لا يشأ شيئاً إلا لحكمة أرادها سبحانه . ولعل السر أو الحكمة ، هو حماية الرسالة النبوية. يقول ابن القيم رحمه الله :
( السر في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان أن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون : أنه ملك ورث ملكه أهل بيته فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة وتأمل قول هرقل لأبي سفيان هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ، فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه فصان الله منصبه الرفيع من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته ، وهذا هو السر والله أعلم في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك جميعاً ) .
أقول : ولعل ذلك أيضاً الحكمة من موت أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ، فتأمل رعاك الله ، وإني أسال لو كان أحد أبناء النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعده ، فماذا سيكون حال الشيعة ؟!
و أما قول الرافضة الإمامية أن هناك نص على تولية علي رضي الله عنه فلم يصح ذلك أبداً. و عندما أراد المسلمون الموالون لعلي أن يُبايعوه على الإمامة - إنظروا ماذا قال لهم : (( دعوني والتمسوا غيري فأن أكون لكم وزيراً ، خير لكم من أكون لكم أميراً )) - كتاب نهج البلاغة ج 1/ ص 181 : 182. شرح العلامة الشيعي الشريف المرتضى، طبعة بيروت.
قولوا لي أيها الإمامية بالله عليكم : أهذا قول من تكون له الولاية بالنص؟ إن قلتم نعم كذبتم بهذا الكلام - وغيره من الأدلة القادمة:
وقال علي رضي الله عنه أيضاً : (( والله ما كان لي في الولاية رغبة ولا في الإمارة إربة ، و لكنكم دعوتموني إليها. و حملتموني عليها )) - نهج البلاغة ج 1/ ص 322.
و الله ليس بعد ذلك الكلام إلا الضلال!
من يؤمّر بعدك ؟
1- روى الإمام أحمد بسند صحيح ([210]) عن الإمام على رضي الله عنه أنه قال : " قيل : يا رسول الله : من يؤمر بعدك ؟ قال : إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناً زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة ، وإن تؤمروا عمر تجدوه قوياً أميناً لا يخاف في الله لومة لائم ، وإن تؤمروا عليّاً ، ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم " .
وهذا الحديث الشريف يدل على أن الإمامة بالاختيار لا بالتعيين ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يعين أحداً ، وإنما جعل هذا للمسلمين ، وذكر ثلاثة يصلحون لخلافته ([211]).
الاستخلاف
2- روى الشيخان بسندهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " قيل لعمر : ألا تستخلف ؟ قال : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منى ؛ أبو بكر ، وإن أترك فقد ترك من هو خير منى ، رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأثنوا عليه فقال : راغب راهب ، وددت أنى نجوت منها كفافاً لا لي ولا على ، لا أتحملها حياً وميتاً " ([212]) .
وفى رواية أخرى لمسلم بسند آخر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : " دخلت على حفصة فقالت : أعلمت أن أباك غير مستخلف ؟ قال : فقلت : ما كان ليفعل . قالت : إنه فاعل . قال : فحلفت أنى أكلمه في ذلك ، فسكت حتى غدوت ولم أكلمه ، قال : فكنت كأنما أحمل بيمينى جبلاً حتى رجعت ، فدخلت عليه ، فسألنى عن حال الناس وأنا أخبره ، قال : ثم قلت : إنى سمعت الناس يقولون فآليت أن أقولها لك ، زعموا أنك غير مستخلف ، وإنه لو كان لك راعى إبل أو راعى غنم ثم جاءك وتركها رأيت أن قد ضيع ، فرعاية الناس أشد . قال : فوافقه قولى فوضع رأسه ساعة ثم رفعه إلىّ فقال : إن الله عز وجل يحفظ دينه ، وإنى لئن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف . قال : فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً ، وأنه غير مستخلف" ([213]).
وروى أحمد بسند صحيح عن الإمام على رضي الله عنه أنه قال : " لتخضبن هذه من هذا ، فما ينتظر بى الأشقى ؟ قالوا : ياأمير المؤمنين ، فأخبرنا به نبير عترته ! قال : إذن تالله تقتلون بى غير قاتلى ، قالوا : فاستخلف علينا ، قال : لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : فما تقول لربك إذا أتيته ؟ قال : اللهم تركتنى فيهم ما بدا لك ، ثم قبضتنى إليك وأنت فيهم ، فإن شئت أصلحتهم ، وإن شئت أفسدتهم " .
وفى رواية بسند آخر أن الإمام قال : " والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه ، قال الناس : فأعلمنا من هو ؟ والله لنبيرن عترته ! قال: أنشدكم بالله أن يقتل غير قاتلى ، قالوا : إن كنت قد علمت ذلك استخلف إذن . قال لا ، ولكن أكلكم إلى ما وكلكم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ([214]).
فهذه الروايات تدل على أن عمر وعلياً رضي الله عنهما لم يستخلفا أحداً تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهى تشترك مع الرواية الأولى في الدلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعين أحد لخلافته .
ويؤيد هذا أيضاً ما أخرجه أحمد بسند صحيح عن قيس بن عباد قال : " كنا مع على فكان إذا شهد مشهداً أو أشرف على أكمة أو هبط وادياً قال : سبحان الله ! صدق الله ورسوله ، فقلت لرجل من بنى يشكر : انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله صدق الله ورسوله ، قال : فانطلقنا إليه : فقلنا : يأأمير المؤمنين ، رأيناك إذا شهدت مشهداً ، أو هبطت وادياً ، أو أشرفت على أكمة ، قلت : صدق الله ورسوله ، فهل عهد رسول الله إليك شيئاً في ذلك ؟ قال : فأعرض عنا ، وألححنا عليه ، فلما رأي ذلك قال : والله ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عهداً إلا شيئاً عهده إلى الناس ، ولكن الناس وقعوا على عثمان فقتلوه ، فكان غيرى فيه أسوأ حالاً وفعلاً منى ، ثم إنى رأيت أنى أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه ، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا ([215]).
وكذلك يؤيد ما سبق ما رواه الشيخان وأحمد بأسانيد صحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ولم يوص ، وقد روى هذا عن ابن عباس ، وعبد الله بن أبى أوفى ، والسيدة عائشة ([216]) .
يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر
3- روى البخاري بسنده عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلوات الله عليه قال : " لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبى بكر وابنه فأعهد ، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ، ثم قلت : يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون " ([217]) .
وروى مسلم عنها أيضاً أنها قالت : " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعى لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً ، فإنى أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ([218]) .
وأخرج أحمد في مسنده هذا الحديث الشريف بسند صحيح كسند مسلم ، وبسندين آخرين ([219]).
وهذا الحديث الشريف يدل على أن الخلافة لو كانت بالنص لكانت لأبى بكر الصديق ، فهو الأولى بها ، وتم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد أبى الله سبحانه والمؤمنون إلا أبا بكر .
وأرى أن الرسول صلوات الله عليه قد مهد لخلافة الصديق بعدة أمور ، منها : جعله أمير الحج في العام التاسع ، ولما أرسل أبا الحسن بسورة براءة لم يرسله أميراً ، بل جعله تحت إمرة الصديق .
ومنها خطبته صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ، فقد أخرج البخاري بسنده عن أبى سعيد الخدري قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ماعند الله . فبكى أبو بكر رضي الله عنه ، فقلت في نفسى : ما يُبكى هذا الشيخ ، إن يكن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ماعنده فاختار ما عند الله ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد ، وكان أبو بكر أعلمنا .
قال : يا أبا بكر لا تبك ، إن أمنّ الناس على في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتى لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبى بكر " .
وأخرج البخاري أيضاً بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة ، فقعد على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنه ليس من الناس أحد أمن على في نفسه وماله من أبى بكر بن أبى قحافة ، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل ، سدوا عنى كل خوخة في هذا المسـجد غير خوخة أبى كر " ([220]).
وروى الخطبة كلُُّ من أحمد والترمذى بسند صحيح ([221]).
ومما مهد كذلك لخلافة الصديق أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يؤم المسلمين في الصلاة عندما اشتد المرض ولم يستطع صلى الله عليه وسلم أن يؤمهم ، واستمر المسلمون مأمومين خلف أبى بكر إلى أن انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .
وروى أحمد في مسنده بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود ، وروى النسائي عنه أيضاً ([222]) قال : " لما ُقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : يا معشر الأنصار ، ألستهم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس ؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالت الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر " . فإمامة الصلاة إذن مما مهد للإمامة الكبرى ([223]).
ومما مهد لهذه الإمامة كذلك ما رواه الشيخان بأسانيدهما عن جبير بن مطعم قال : أتت النبيصلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شئ فأمرها أن ترجع إليه ، قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تريد الموت ، قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر ([224]).