حوادث الفتنة بين علي رضي الله عنه ومعاوية
يقول التيجاني (( وعندما نسأل بعض علمائنا عن حرب معاوية لعلي وقد بايعه المهاجرون والأنصار، تلك الحرب الطاحنة التي سبّبت انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة وانصدع الإسلام ولم يلتئم حتى اليوم، فإنهم يجيبون كالعادة وبكل سهولة قائلين:أن علياً ومعاوية صحابيان جليلان اجتهدا فعلي اجتهد وأصاب فله أجران أما معاوية اجتهد وأخطأ فله أجر واحد. وليس من حقّنا نحن أن نحكم لهم أو عليهم وقد قال الله تعالى { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عمّا كانوا يعملون }، هكذا وللأسف تكون إجاباتنا وهي كما ترى سفسطة لا يقول بها عقل ولا دين ولا يقرّ بها شرع، اللهم أبرأ إليك من خطل الآراء وزلل الأهواء وأعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربّ أن يحضرون، كيف يحكم العقل السليم باجتهاد معاوية ويعطيه أجراً على حربه إمام المسلمين وقتله المؤمنين الأبرياء وارتكابه الجرائم والآثام التي لا يحصي عددها إلا الله وقد اشتهر عند المؤرخين بقتله معارضيه وتصفيتهم بطريقته المشهورة وهو إطعامهم عسلاً مسموماً وكان يقول ( إن لله جنوداً من عسل )، كيف يحكم هؤلاء باجتهاده ويعطوه أجراً وقد كان إمام الفئة الباغية ففي الحديث المشهور الذي أخرجه كل المحدثين والذي جاء فيه ( ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ) وقد قتله معاوية وأصحابه .... والسؤال يعود دائماً ويتكرر ويلح: ترى أي الفريقين على الحق وأيهما على الباطل؟ فأما أن يكون علي وشيعته ظالمين وعلى غير الحق. وأمّا أن يكون معاوية وأتباعه ظالمين وعلى غير الحق، وقد أوضح رسول الله (ص) كل شيء، وفي كلا الحالين فإن عدالة الصحابة كلهم من غير استثناء أمر مستحيل، لا ينسجم مع المنطق السليم ))،
فأقول:
- 1 لقد قلت أن معاوية لم يقاتل علي إلا في أمر عثمان وقد رأى أنه ولي دم عثمان وهو أحد أقربائه واستند إلى النصوص النبوية التي تبين وتظهر أن عثمان يقتل مظلوماً ويصف الخارجين عليه بالمنافقين إشارة إلى ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا عثمان! إن ولاّك الله هذا الأمر يوماً، فأَرادكَ المنافقون أن تخْلع قميصك الذي قمَّصَكَ الله، فلا تخلعه ) يقول ذلك ثلاث مرات ))، وقد شهد كعب بن مرة أمام جيش معاوية بذلك فقال (( لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت أي ما قمت بالقتال بجانب معاوية للقصاص من قتلة عثمان وذكر الفتن فقرّ بها فمر رجل مقنع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا ؟ قال: نعم ))، وأيضاً عن عبد الله بن شقيق بن مرة قال )) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيج على الأرض فتن كصياصي البقر فمر رجل متقنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وأصحابه يومئذ على الحق فقمت إليه فكشفت قناعه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو هذا؟ قال هو هذا، قال: فإذا بعثمان بن عفان ))، وقد رأى معاوية وأنصاره أنهم على الحق بناء على ذلك، وأنهم على الهدى وخصوصاً عندما نعلم أن المنافقين الثائرين على عثمان كانوا في جيش علي فاعتبروهم على ضلال فاستحلّوا قتالهم متأولين.
- 2 إضافة إلى أن أنصار معاوية يقولون لا يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا ولا يظلمنا ونحن إذا بايعنا علياً ظلمنا عسكره كما ظلم عثمان وعلي عاجز عن العدل علينا وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علينا ويقولون أيضاً أن جيش علي فيه قتلة عثمان وهم ظلمة يريدون الاعتداء علينا كما اعتدوا على عثمان فنحن نقاتلهم دفعاً لصيالهم علينا وعلى ذلك فقتالهم جائز ولم نبدأهم بالقتال ولكنهم بدأونا بالقتال.
- 3 وعلى ذلك فالنصوص الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تفيد أن ترك القتال كان خيراً للطائفتين فلم يكن واجباً ولا مستحباً وأن علياً مع أنه أولى بالحق وأقرب إليه من معاوية ولو ترك القتال لكان فيه خيراً عظيماً وكفاً للدماء التي أسيلت ولهذا كان عمران بن حصين رضي الله عنه ينهى عن بيع السلاح فيه ويقول: لا يباع السلاح في الفتنة وهذا قول سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وابن عمر وأسامة بن زيد وأكثر من كان بقي من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اعتزلوا الفتنة ولم يشاركوا في القتال لذلك قال الكثيرمن أئمة أهل السنة (( لا يشترط قتال الطائفة الباغية فإن الله لم يأمر بقتالها ابتداءً، بل أمر إذا اقتتلت طائفتان أن يصلح بينهما ثم إن بغت إحداهما على الأخرى قوتلت التي تبغي )) فادعاء التيجاني أن معاوية هو الذي أمر بقتال علي كذب فاضح.
- 4 ولو فرضنا أن الذين قاتلوا علياً عصاة وليسوا مجتهدين متأولين فلا يكون ذلك قادحاً في إيمانهم واستحقاقهم لدخول الجنان فالله سبحانه وتعالى يقول { وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما بالعدل فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسِطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون } ( الحجرات 9 10)، فوصفهم بالإيمان وجعلهم إخوة رغم قتالهم وبغي بعضهم على بعض فكيف إذا بغى بعضهم على بعض متأولاً أنه على الحق فهل يمنع أن يكون مجتهداً سواءٌ أخطأ أو أصاب؟! لهذا فأهل السنة يترحمون على الفريقين كما يقول الله تعالى { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم }
- 5 الأحاديث الثابتة تبين أن كِلا الطائفتين دعوتهما واحدة وتسعيان للحق الذي تعتقدان وتبرئهما من قصد الهوى واتباع البطلان فقد أخرج البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة ))، وهذا الحديث كما ترى يثبت أنهما أصحاب دعوة واحدة ودين واحد، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق ))، فهذا الحديث يبين أن كلا الطائفتين يطالبان بالحق ويتنازعان عليه أي أنهما يقصدان الحق ويطلبانه ويبين أن الحق هو مع علي لأنه قاتل هذه الطائفة وهي طائفة الخوارج التي قاتلها في النهروان، وقال النووي )) فيه التصريح بأن الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عن الإيمان ولا يفسقون ((
- 6 بالنسبة لبغي معاوية فإما أن يكون فيه متأولاً أن الحق معه، أو يكون متعمداً في بغيه وفي كلا الحالتين فإن معاوية ليس معصوماً من الوقوع في ذلك أو غيره من الذنوب فأهل السنة لا ينزهونه من الوقوع في الذنوب بل يقولون أن الذنوب لها أسباب ترفعها بالاستغفار والتوبة منها أوفي غير ذلك وقد ذكر ابن كثير في البداية عن المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية قال: (( فلما دخلت عليه حسبت أنه قال سلمت عليه فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال قلت: ارفضنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له، فقال: لتكلمني بذات نفسك، قال: فلم أدع شيئاًَ أعيبه عليه إلا أخبرته به، فقال: لا تبرأ من الذنوب، فهل لك من ذنوب تخاف أن تهالك إن لم يغفرها الله لك؟ قال: قلت: نعم، إن لي ذنوباً إن لم يغفرها هلكت بسببها، قال: فما الذي يجعلك أحق بأن ترجوا أنت المغفرة مني، فولله لما إلي من إصلاح الرعايا وإقامة الحدود والاصلاح بين الناس والجهاد في سبيل الله والأمور العظام التي لا يحصيها إلا الله ولا نحصيها أكثر من العيوب والذنوب، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ويعفو عن السيئات، والله على ذلك ما كنت لأخيَّر بين الله وغيره إلا اخترت الله على غيره مما سواه، قال: ففكرت حين قال لي ما قال فعرفت أنه قد خصمني. قال: فكان المسور إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير))، فكيف إذا كان متأولاً؟
- 7 بالنسبة لحديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية )، فإنه من أعظم الدلائل أن الحق مع عليّ، لكن معاوية تأوّل الحديث فعندما هزَّ مقتل عمار، عمرو بن العاص وابنه تملّكتهما الرهبة ففي الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال (( لمّا قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قُتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن عاص فزعاً يُرجِّع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار فقال معاوية: قتل معاوية فماذا؟ قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية، فقال له معاوية: دحضْتَ في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله عليٌ وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال: سيوفنا ))، فخرج الناس يقولون: إنما قتل عماراً من جاء به، فأرجع الثقة لجيشه، والذي جعل معاوية يأول الحديث هذا التأويل أنه لم يكن يتصور أن قتلة عثمان أهل حق في ضوء الأحاديث التي تثبت أن عثمان يقتل مظلوماً، وأن قتلته هم الظالمون، فلا شك أن الفئة الباغية هي التي في جيش عليّ، ولكن الحق الذي يقال أن هذه التأويلات باطلة قطعاً وأن الحق مع عليّ، ولكن فئة معاوية معذورون في اجتهادهم لأنهم أرادوا الحق ولكنهم لم يصيبوه، وهذا هو الذي جعل عمرو بن العاص يقترح رفع المصاحف لايقاف الحرب لأنه كان في قلبه شيء من هذا الحديث.
- 8 وإذا أصرَّ التيجاني على جعل معاوية ظالماً فسيجيبه الناصبة بأن علياً ظالماً أيضاً لأنه قاتل المسلمين لا لشيء بل لإمارته، وهو الذي بدأهم بالقتال وسفك الدماء دون فائدة تجنى للمسلمين، ثم تراجع وصالح معاوية، فلن يستطيع التيجاني وشيعته الاجابةعلى ذلك، ولو احتج بحديث عمار فسيردّ عليه بأن الله لم يشترط البدء في قتال الطائفة الباغية إلا إذا ابتدأت هي بالقتال ولكن علياً هو الذي بدأهم بالقتال فما هو جواب التيجاني؟ وقد ضربت صفحاً عن حجج الخوارج والمعتزلة التي تقدح في علي، المهم أن نعلم أن كل حجة يأتي بها التيجاني على معاوية سيقابل بمثلها من جانب الطوائف الأخرى ولكن أهل السنة يترضون عن الطائفتين ولا يفسقون أحدهما ويقولون أن الحق مع علي رضي الله عنه ويردون على جميع حجج الطوائف التي تقدح في علي أو معاوية لأن مذهبهم مستقيم بخلاف مذهب الرافضة والحمد لله.
9 - من المسلم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله علياً ولكن الثابت أن الحسن بن علي وهو من الإئمة المعصومين عندهم فكل ما يصدر عنه فهو حق والحسن قد صالح معاوية وبايعه على الخلافة فهل صالح الحسن ( المعصوم ) كافر وسلّم له بالخلافة؟! أم أصلح بين فئتين مسلمتين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين ))، أرجو من التيجاني الإجابة؟!
- 10 أما ادعاؤه أن معاوية ارتكب جرائم لا تحصى وقد اشتهر عند المؤرخين بقتله معارضيه وتصفيتهم بطريقته المشهورة وهو إطعامهم عسلاً مسموماً وكان يقول (إن لله جنوداً من عسل )!! فهذا القول فيه من الجهل والكذب ما لايخفى على عاقل وأنا أريد من التيجاني إرشادنا إلى هؤلاء المؤرخين حتى يتسنى لنا التثبت من هذا الادعاء المكشوف وإلا فالكلام سهل جداً.
- 11 الغريب أن يعترض التيجاني على أبي بكر قتاله لمانعي الزكاة مع أن ذلك باتفاق الأمة، بينما تراه يقف مع عليّ في قتاله لمعاوية والذي اختلف فيه مع الصحابة ولم يأتي بنتائجه المرجوة وتسبب بقتل الألوف من المسلمين ولعل السبب هو إنصافه المزعوم وعقلانيته المذمومة!
- 12 أستطيع الإجابة على سؤال التيجاني الذي يتكرر ويلح بالقول أن فريق عليّ على الحق وأما معاوية فليس بظالم ولا داع إلى باطل، ولكنه طالب للحق ولم يصبْهُ وهو مأجور على اجتهاده فليس أحدهما ظالم أو فاسق، والوقع بالذنب لا يقدح بعدالة المذنب وفي كل الأحوال فإن عدالة الصحابة كلهم من غير استثناء أمر مسلّم بالكتاب والسنة والإجماع، وينسجم مع المنطق السليم ولكنه لا ينسجم بالطبع مع المنطق السقيم الذي يتمتع به التيجاني!
وأخيراً إذا لم يقتنع التيجاني بذلك فسأضطر لكي استقي من مصادر هداته الاثني عشرية ما يثبت أن علي ومعاوية على حق ومأجورين على اجتهادهما فقد ذكر الكليني في كتابه( الروضة من الكافي ) الذي يمثل أصول وفروع مذهب الاثني عشرية عن محمد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون،
وهذا علي بن أبي طالب يقرر أن عثمان وشيعته هم أهل إسلام وإيمان ولكن القضية اجتهادية كل يرى نفسه على الحق في مسألة عثمان فيذكر الشريف الرضي في كتابكم ) نهج البلاغة ) عن علي أنه قال (( وكان بدء أمرنا أن إلتقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )).
بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما
امير الؤمنين علي بن ابي طالب يبن لجميع الامصار ان السبب في قتاله ليس على استزادة الايمان
نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 3 - ص 114
ومن كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقتص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين:
((وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء))
عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا (عليه السلام) كان يقول لاهل حربه " يقصد أهل صفين والجمل ": إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على التكفير لنا ولكنا رأينا أنا على حق ورأوا أنهم على حق. رواه الحميري رحمه الله في الحديث: " 297 و32 " من كتاب قرب الاسناد، ص 45 طبعة 1 (من مصادر الشيعة)
هل يوجد فيما سبق أي لعن أوسب أوتكفير لمعاوية رضي الله عنه ... ؟ أم أنها دلالة واضحة على إيمان وإسلام معاوية رضي الله عنه وأرضاه .. ؟
إن معاويه رضي الله عنه قد انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضى الله عنه، واجتمعت عليه الكلمة ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي .. ؟، بل إن الحكمة وحسن السياسة تقتضتى الإمتناع عن ذلك , لما فيه من تهدئة النفوس , وتسكين الأمور , ومثل هذا لا يخفى على مثل معاوية رضي الله عنه؛ الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير ..
إنه من المعلوم فيما صح من علوم التاريخ؛ أنه قد كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي رضوان الله عليهم أجمعين؛ من الألفة والتقارب ما هومشهور في كتب التاريخ والسير [الانتصار للصحب والآل ص ـ376.].
ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا عليه فأجازهما بمائتي ألف وقال لهما: " ما أجاز بهما أحد قبلي " , فقال له الحسين: " ولم تعط أحداً أفضل منا "
[البداية والنهاية (8 ـ 139)].
ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: " مرحباً وأهلاً يا بن بنت رسول الله " , فأمر له بثلاثمئة ألف ..
[المصدر نفسه (8 ـ 14)].
وهذا مما يقطع دابر كذب ما يدعُّى في حق معاوية من حمله الناس على سب علي , إذ كيف يحصل هذا مع مابينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة والإحتفاء والتكريم، وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة , وتتجلى الحقيقة ..
[الانتصار للصحب والآل ص ـ377].
كما أن ذلك المجتمع في عمومه مقيد بأحكام الشرع حريص على تنفيذها , ولذلك كانوا أبعد الناس عن الطعن واللعن والقول الفاحش البذيء , فعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولابالفاحش ولا البذيء) ..
[صحيح ابن حبان رقم 47 صححه الألباني رثم 32].
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب أموات المشركين؛ فكيف بمن يسب أولياء الله المصلحين , فعن عائشه رضي الله عنها مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد افضوا إلى ماقدموا»
[البخاري رثم 6516].
لم يثبت ان معاوية رضي الله عنه سب علي اوامر بسبه بل الذي ورد في نهج البلاغه وهومن كتب الشيعة المعتبره ان علي رضي الله عنه اثنى على معاويه بن ابي سفيان اسمعوا ياشيعة:- قال (وكان بدء أمرنا أنّا تلاقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد وديننا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا شيئاً إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان).
(نهج البلاغة3/ 114)
ثم لنفرض ان معاوية امر بسب علي اقول نفرض كيف سيتنازل الامام الحسن رضي الله عنه بالخلافه لمن يسب ابيه وكيف يسكت هوواخيه الحسين وباقي اخوتهما لسب ابيهما هل ذكروا ان معاوية كان يسب الامام علي!!! اترك الجواب لعقول الشيعة؟
ثم هل الروايات الواردة في بعض كتب السنة والتي تذكر ان معاوية امر بسب علي رضي الله عنهما صحيحة السند؟
وبالنسبة لفضائل ال البيت في كتب الشيعة اتحدى ثم اتحدى ثم اتحدى اي شيعي يحضر لي فضيله واحده لفاطمة الزهراء ام الحسن والحسين من كتاب الكافي وهواصح كتاب عند الشيعة الا تعلم ياشيعي انه لايوجد رواية واحده في فضل فاطمة رضي الله عنها في الكافي؟!!! ابحث وانت الحكم
اقصد حديث روته فاطمة بنت محمد رضي الله عنها، عليها مستحيل تجد حديث رواه الكليني صاحب الكافي عن فاطمة الزهراء وحدث به عنها؟
أما قتلة الحسين الذين تضربون انفسكم كل سنة بسببه وتطالبون بالثأر .. فانظروا من قتله (من كتبكم انتم) ...
(أحد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته. وهومن قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن. وكان رجلا شجاعا شارك في معركة صفين إلى جانب أمير المؤمنين عليه السلام. ثم سكن الكوفة ودأب على رواية الحديث).
المصدر/ سفينة البحار (سفينة البحار 1: 714)
-----------------------------------------
زحر بن قيس هذا شهد مع علي (ع) الجمل وصفين كما شهد صفين معه شبعث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن الضبابي ثم حاربوا الحسين عليه السلام يوم كربلاء فكانت لهم خاتمة سوء نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
المصدر/ في رحاب ائمة اهل البيت (ع) ج 1 ص 9
السيد محسن الامين الحسيني العاملي
---------------------------------
اما الشيخ المفيد يقول في الارشاد
(وكان من المكاتبين حبيب بن مظهر، ومسلم بن عوسجة، وسليمان بن صرد، ورفاعة بن شداد، والمسيب بن نجبة، وشبث بن ربعي، وحجار ابن أبجر، ويزيد بن الحرث بن رويم، وعزرة بن قيس، وعمروبن الحجاج، ومحمد ابن عمير وأمثالهم من الوجوه).
المصدر \ راجع الإرشاد: 2/ 36 - 37
ثم حدثت خيانة الشيعه المجرمين الذين بايعوا الحسين ثم قتلوه ومن نفس المصدر أيضاً ..
(وأصبح عمر بن سعد فعبأ أصحابه، وقد بلغوا إلى ذلك اليوم ثلاثين ألفا، فجعل الميمنة لعمر وبن الحجاج، والميسرة لشمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس، وعلى الرجالة شبث بن ربعي، وأعطى مولاه دريدا الراية).
المصدر \ الإرشاد: 2/ 95.
لكن يأبي الله الا ويفضح الحسين قتلته المجرمين بأسمائهم حيث ناداهم وقال: فنادى: يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة؟! فقال له قيس بن الأشعث: نحن لا ندري ما تقول ..
الحسين ((المعصوم)) قال لمن معه قبل المواجهه بقليل في المعركة خذلنا شيعتنا؟
كيف تقولون انهم سنه؟
هل المعصوم كان فاقد العصمة عندما قال ذلك الكلام؟ واصبح يلخبط بين اتباعه وبين اعدائه؟
اراكم تتجازون جميع النقولات من كتبكم وتقولون لا ببساطه اصبحوا سنه!!
بالرغم من بيعتهم وكتاباتهم ((للمعصوم)) فلوكانوا سنه واعداء للمعصوم فهل كان يقدم اليهم؟
وخذوا هذه ايضا
قال السيد محسن الامين: (بايَعَ الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، وقتلوه)
أعيان الشيعة / القسم الأول ص 34
لاحظوا السيد محسن الامين يقول وبيعته في أعناقهم، وقتلوه هل هؤلاء سنة؟
وهذا ايضا ادانة من ((المعصوم)) المغدور المخذول من قبل من كان يدعي انه من شيعته
قال الامام الحسين علية السلام في دعائة على شيعتة:
((اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً , واجعلهم طرائق قدداً , ولا تُرض الولاة عنهم أبدأ , إنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا))
الارشادالمفيد (ص 241).