[5]- الذهبي: ميزان الاعتدال، 2/ 255.
موقف عائشة من مقتل عثمان رضي الله عنهما؟
الشبهة:
قد أوردَ الشيعة شبهةً أن عائشة رضي الله عنها كانت تُنادي بقتل عثمان.
فقد روى ابنُ أبي الحديد في شرحه لنَهج البلاغة أنَّها قالت: "اقتلوا نعثلاً؛ فقد كفَر" (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (4/ 458
ونعثل: رجلٌ يهودي كان يعيش بالمدينة، وقيل: نعثل معناه الشيخ الأحمق، وهو رجلٌ من أهل مصر كان يُشبِه عثمانَ (لسان العرب 11/ 670)
الجواب:
أولاً: أنَّ هذا القول كذبٌ، ويَكفي أنه من رواية سيف بن عمر، قال يحيى بن معين وابن أبي حاتم: ضعيفُ الحديث، وقال النَّسائي: كذَّاب، وقال ابن حبَّان: يَروي الموضوعاتِ عن الأثباتِ، وقالوا: إنه كان يضعُ الحديث، وقال الدارقطنيُّ: متروك الحديث، يشبه حديثُه حديث الواقدي، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن عدي: عامةُ حديثه منكر (انظر "ميزان الاعتدال" (2/ 255)، و"المغني في الضعفاء" (1/ 392)، و"تهذيب التهذيب" (4/ 296)، و"الجرح والتعديل" (4/ 278)
والروايات الأخرى التي يدَّعيها الشيعة، ويَنسبون إليها هذا القول، رواياتٌ باطلة أيضًا.
ففيها نصرُ بن مُزاحم: قال العقيليُّ: كان يَذهب إلى التشيُّع، وفي حديثِه اضطرابٌ وخطأٌ كثير، وقال الذهبي: رافضيٌّ جلَد، ترَكوه، وقال أبو خيثمة: كذَّاب، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، متروكٌ، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال الجوزجانيُّ: كان نصرٌ زائغًا، عن الحقِّ مائلاً، وقال صالحُ بن محمد: نصرُ بن مُزاحِمٍ يروي عن الضعفاء أحاديثَ مناكير، وقال الحافظ محمد بن الحسين: نصرُ بن مزاحم غالٍ في مذهبه (انظر: "الضعفاء" للعقيلي (4/ 300)، و"ميزان الاعتدال" (4/ 253)، "تاريخ بغداد" (13/ 283)
ثانيًا: لا يُعرف أنَّ عائشة رضي الله عنها كان تسمِّي عثمان "نعثلاً"، وأما الذي سمَّاه بهذا جبَلة بن عمرو الساعديُّ كما ذكر ذلك الطبريُّ في تاريخه (تاريخ الطبري" (4/ 365)، وبقيَت هذه الكلمةُ مع الذين تآمروا عليه حتى قتَلوه رضي الله عنه، وقد كانت عائشةُ رضي الله عنها في هذه الأوقات بمكةَ تؤدي مناسك الحج؛ مما يدل على كذب هذه الرواية عنها.
ثالثًا: موقف أم المؤمنين واضحٌ أشدَّ الوضوح.
فمعلومٌ أن عائشة رضي الله عنها أولُ من أنكر قتلَ عثمانَ كما ذكرَت مرويَّاتها رضي الله عنها.
وقد بيَّن ذلك أيضًا بجلاءٍ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في رده على ابن المطهر.
وأمَّا ما ذكَره أن القصة مذكورةٌ في كتب أهل السنة، فإنهم إنما يَذكرون الكتب التي لا تهتمُّ بجَرح ولا تعديل، وإنَّما شأنها سياقُ الروايات بالأسانيد أو بدونها؛ فمثلاً: ذُكرت القصَّة في "الكامل" لابن الأثير، ولم يَذكر لها إسنادًا، وذُكرت في "تاريخ الطبري" بإسناد فيه ثلاثةُ مجاهيلَ، ويقول في آخِر الإسناد: عمَّن أدرك مِن أهل العلم، فهذا مجهولُ العين أيضًا فكيف يدَّعي الشيعةُ أن هذا موجودٌ عند أهل السنة.
رابعًا: بل إنَّها رضي الله عنها حزِنَت على قلته أشدَّ الحزن.
(1) عن أبي خالد الوالبيِّ أن عائشة رضي الله عنها قالت: "استَنابوه حتى ترَكوه كالثوب الرَّخيص ثم قتَلوه" (رواه خليفةُ بن خياط في "تاريخه" (ص 175)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (495)، وإسناده حسن لغيره)
(2) عن عونِ بن عبد الله قالت عائشةُ رضي الله عنها: "غضبتُ لكم من السوط، ولا أغضب لعثمانَ من السيف، استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالقلب المصفى قتلتموه " (رواه خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص 175)، وعنه ابن عساكر (494)، ورجاله ثقاتٌ غير أنه مرسَل (منقطعٌ بين عونِ بن عبيد الله وعائشة)، لكنه يتقوَّى بالإسناد السابق كما تقدم.)
(3) عن محمدِ بن سيرين قال: قالت عائشةُ رضي الله عنها: "مُصتم الرجل مَوص الإناء، ثم قتلتُموه" (رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 82 - 83)، وخليفة في "تاريخه" (ص 176)، وابن عساكر (495))
(4) وعن عبد الله بن شفيق، عن عائشة قالت: "مُصتُموه مَوص الإناء، ثم قتَلتموه"؛ يعني عثمان (رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 28)، وإسناده حسن)
(5) عن مسروق، عن عائشةَ قالت حين قُتل عثمان: "ترَكتموه كالثوب النقيِّ من الدنس، ثم قربتموه تذبحونه كما يُذبح الشاة"! فقال لها مسروقٌ: هذا عملك، أنت كتبتِ إلى الناس تأمُرينهم بالخروج إليه، قالت عائشة: "لا، والذي آمن به المؤمنون، وكفَر به الكافرون، ما كتبتُ إليهم بسوداءَ في بيضاء حتى جلستُ مجلسي هذا".
قال الأعمش: فكانوا يرَون أنه كُتب على لسانها (رواه ابن سعد (3/ 82)، وخليفة في "تاريخه" (176)، وابن عساكر (496)، والإسناد صحيح)
وعنها أنه كانت تقولُ - أي: في مقتل عثمان -: "ليتَني كنت نسيًا منسيًّا، فأما الذي كان مِن شأن عثمان، فوالله ما أحببتُ أن يُنتهك من عثمان أمرٌ قط إلا انتُهك منِّي مثله، حتى لو أحببتُ قتله قُتلت" (مصنف عبد الرزاق (11/ 447)، والمتمنين لابن أبي الدنيا (1/ 69)، وفضائل الصحابة لأحمد (750)
ورَوى ابنُ أبي شيبة عن طَلقِ بن حسَّان قال: قلتُ لعائشة: فيم قُتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قُتل مظلومًا، لعَن الله مَن قتله (رواه الطبراني في الكبير (1/ 88)، وفي "مجابي الدعوة" لابن أبي الدنيا (54)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 116): رجاله رجال الصحيح، غير طلق، وهو ثقة.)
وعن سالم بن أبي الجعدِ قال: كنَّا مع أبي حنيفةَ في الشِّعب فسَمع رجلاً ينتقِص من عثمانَ وعندَه ابنُ عباس، فقال: يا ابن عباس، هل سمعتَ أمير المؤمنين عشيَّة سمع الضجَّة من قبيل المربد، فبعَث فلانَ بن فلان، فقال: اذهب فانظُر ما هذا الصَّوت؟ فجاء فقال: هذه عائشة تَلعن قتَلة عثمان والناسُ يؤمِّنون، قال عليٌّ: وأنا ألعن قتَلة عثمانَ في السهل والجبل" (رواه سعد بن منصور (2942)، وأحمد في فضائل الصحابة 732)
خامسًا: نَقول للشيعة: ومتى كان يهمُّكم أمر عثمان حتى تعُدُّوا الطعنَ فيه منقصةً؟ ومتى كنتُم تَغضبون لعثمان؟ فعائشة وعثمان عندكم سواءُ تكفِّرونهما وتَلعنونهما، فما معنى كلامكم إلا الجدالُ العقيم؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: "إنَّ هذا المنقولَ عن عائشةَ في القدح في عثمان، إن كان صحيحًا، فإما أن يكون صوابًا، وإما أن يكون خطأً، فإن كان صوابًا لم يُذكَر في مساوئ عائشة، وإن كان خطأً لم يُذكر في مساوئ عثمان، والجمع بين نقص عائشة وعثمان باطل قطعًا" (منهاج السنة 4/ 335)
سادسًا: قال ابن تيميَّة: "هب أنَّ واحدًا من الصحابة - عائشةَ رضي الله عنها أو غيرَها - قال مثلَ ذلك الكلام على وجه الغضبِ؛ لإنكاره بعضَ ما يُنكَر، فليس قوله حجة، ولا يقدح ذلك في إيمان القائل، ولا المقول له، بل قد يكون كلاهما وليًّا لله تعالى من أهل الجنة، ويظنُّ أحدهما جواز قتل الآخر، بل يظنُّ كفره، وهو مخطئٌ في هذا الظن" (المصدر السابق 4/ 330)
سابعا: إن عائشة رضي الله عنها هي أحد رواة الحديث عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم الذي قال في شأنِ عثمان: ((ألا أستَحي من رجل تستحي منه الملائكة) (مسلم (2401)، وأحمد (6/ 167)
فهذا هو موقفها الثابت عنها في حق ذي النورين رضي الله عنهما.
ادعاء الشيعة أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس على قتل عثمان رضي الله عنه
ادعى الشيعة أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس على قتل عثمان رضي الله عنه، ولعنته، وسمته نعثلاً، وادعت أنه غيرّ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تُخرج للناس قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نعليه وتقول لهم: هذا قميص رسول الله -أو هذان نعلا رسول الله- لم يبل -أو لم يبليا- وقد أبلى عثمان سنته، اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً -أو لعن الله نعثلا- وكانت تقول: إن عثمان جيفة على الصراط غداً وادعوْا أنه لما قتل فرحت بقتله، فلما سمعت بمبايعة علي بعده أظهرت الجزع على عثمان، وادعت أنه قتل مظلوماً، وخرجت تطالب بدمه، وقد عضّد الشيعة زعمهم هذا بكثير من القصص الكاذبة والأشعار الموضوعة[196].
وقد ادعى الشيعة أن العداوة بدأت بين عائشة وعثمان رضي الله عنهما بعد امتناع عثمان عن إعطاء عائشة ما كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يعطيانها لما جاءته تسأله ذلك، فلما منعها العطية سألته ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى عليها، واحتج بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يورث.
فغضبت عليه وصارت كلما خرج إلى الصلاة تأخذ قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم على قصبة وترفعه عليها وتقول إن عثمان قد خالف صاحب هذا القميص وترك سنته.. إلخ[197].
ويدعي الشيعة كذلك أن عائشة رضي الله عنها استمرت على عداوتها لـعثمان رضي الله عنه وتمني موته إلى أن قتل، فقد روى الحميري بسنده إلى أبي جعفر الباقر أنه قال: لما حصر الناس عثمان جاء مروان بن الحكم إلى عائشة وقد تجهزت للحج؛ فقال: يا أم المؤمنين! إن عثمان قد حصره الناس فلو تركت الحج وأصلحت أمره كان الناس يسمعون منك؛ فقالت: قد أوجبت الحج وشددت غرائري؛ فولى مروان وهو يقول:
حرق قيس علي البلاد حتى إذا اضطرمت أجذما
فسمعته عائشة؛ فقالت: لعلك تظن أني في شك من صاحبك؟ فوالله لوددت أنك وهو في غرارتين من غرائري مخيط عليكما تغطان في البحر حتى تموتا[198].
ثم ذهبت إلى الحج، فلما قتل عثمان وجاء الناعي إلى مكة فنعاه بكى لقتله قوم من أهل ظنه، فأمرت منادياً ينادي: ما بكاؤكم على نعثل؟ أراد أن يطفئ نور الله فأطفأه الله تعالى، وأن يضيع سنة رسوله فقتله! ثم أرجفت بـمكة أن طلحة قد بويع له فركبت مبادرة بغلتها، وتوجهت نحو المدينة وهي مسرورة، وهي لا تشك أن طلحة هو صاحب الأمر، وكانت تقول: بعداً لنعثل وسحقاً، إيه ذا الإصبع، إيه أبا شبل، إيه ابن عم، لله أبوك أما إنهم وجدوا طلحة لها كفئاً، لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع، حثّوا الإبل ودعدعوها[199] حتى انتهت إلى سرف[200] فاستقبلها عبد بن أبي سلمة؛ فقالت له: ما عندك من الخبر؟ قال: قتل عثمان. قالت: فمن ذا ولوه؟ قال: بايعوا علياً ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله؛ فقالت: والله لوددت أن هذه تطبق على هذه إن تمت لصاحبك، فقال لها عبد بن أبي سلمة: ولم؟ فوالله ما على هذه الغبراء نسمة أكرم منه على الله، فلماذا تكرهين قوله؟ فقالت: إنا عبنا على عثمان في أمور سميناها له ولمناه عليها، فتاب منها واستغفر الله فقبل منه المسلمون، ولم يجدوا من ذلك بداً، فوثب عليه صاحبك فقتله، والله لإصبع من أصابع عثمان خير منه، وقد مضى كما يمضي الرخيص، ثم رجعت إلى مكة تنعي عثمان وتقول هذه المقالة للناس[201] -وفي رواية- قال لها عبد بن أبي سلمة: أول من طمّع الناس فيه أنت فقلت: اقتلوا نعثلاً فقد كفر، قالت: قلته وقاله الناس. فقال لها:
منك البداء ومنك الغير ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله وقاتله عندنا من أمر[202]
ونسب الشيعة أيضاً إلى عمار بن ياسر رضي الله عنهما قوله عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه[203].
مناقشة هذه الأقوال:
إن دعوى الشيعة أن عائشة رضي الله عنها كانت تحرض الناس على قتل عثمان وتقول لهم: اقتلوا نعثلاً.. إلخ دعوى كاذبة تفتقر إلى دليل، والأدلة التي استدلوا بها أدلة غير صحيحة يوجد في النقل الصحيح الثابت ما يكذبها؛ فالمنقول عنها رضي الله عنها أنها أنكرت قتله وبرئت إلى الله ممن قتله، بل وطلبت من علي رضي الله عنه أن يقتل قتلته -باعتراف الشيعة -[204]-، ولو فرض جدلاً صحة هذا الزعم فإنه لا مطعن فيه بـعائشة ولا عثمان رضي الله عنهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن هذا المنقول عن عائشة من القدح في عثمان إن كان صحيحاً فإما أن يكون صواباً أو خطأ، فإن كان صواباً لم يذكر في مساوئ عائشة، وإن كان خطأً لم يذكر في مساوئ عثمان، والجمع بين نقص عائشة وعثمان باطل قطعاً، وأيضاً فـعائشة ظهر منها من التألم لقتل عثمان والذم لقتلته وطلب الانتقام منهم ما يقتضي الندم على ما ينافي ذلك، كما ظهر منها الندم على مسيرها إلى الجمل؛ فإن كان ندمها على ذلك يدل على فضيلة علي واعترافها له بالحق، فكذلك هذا يدل على فضيلة عثمان واعترافها له بالحق، وإلا فلا[205].
وكانت رضي الله عنها من أعرف الناس بفضائل عثمان ومناقبه، وقد انفردت برواية عدة أحاديث في فضائله، فكيف يقال إنها كانت من المحرضين على قتله؟ بل لقد ثبت عنها أنها قالت لما سمعت بعض الناس ينالون منه: لعن الله من لعنه، لعن الله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وإن الوحي ينزل عليه -ولقد زوجه ابنتيه إحداهما بعد الأخرى- وإنه ليقول: اكتب عُثيْم.
قالت: ما كان الله لينزل عبداً من نبيه بتلك المنزلة إلا عبداً كريماً عليه[206].
أما دعواهم أنها فرحت بقتل عثمان، فلما بلغها خبر مبايعة علي أظهرت الجزع عليه وخرجت تطالب بدمه فدعوى كاذبة أيضاً ليس لها ما يدل على ثبوتها، وقد نقل عن بعض الشيعة خلاف هذا؛ فقد ذكر المفيد أن الأحنف بن قيس قدم على عائشة وهي في مكة -وكان عثمان محاصراً- فقال لها: إني لأحسب هذا الرجل مقتولاً، فمن تأمريني أن أبايع؟ فقالت: بايع علياً[207].
وحين بلغها مقتل عثمان قالت: إن الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا إن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإرب، واستعمال من حدثت سنه، وقد استعمل أسنانهم قبله، ومواضع من مواضع الحمى حماها لهم، وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها، فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحاً لهم، فلما لم يجدوا حجة ولا عذراً فلجّوا وبادوا بالعدوان، ونبا فعلهم عن قولهم، فسفكوا الدم الحرام، واستحلوا البلد الحرام وأخذوا المال الحرام، واستحلوا الشهر الحرام، والله لإصبع عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم، والله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنباً لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه؛ إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء[208].
وهذا الكلام يدل على تقدير أم المؤمنين لـعثمان، وبراءتها من كل ما نسب إليها من تُهم تألِيب الناس عليه.
عبدالقادر صوفي ..
[196] راجع المصادر الآتية: قرب الإسناد للحميري ص:14، والإيضاح للفضل بن شاذان ص:37، 143، وتاريخ اليعقوبي 2/175، والاختصاص للمفيد ص:116، والأمالي له ص:125-126، والجمل له ص:73، 75-77، 195، 228-229، والشافي للمرتضى ص:266-267، وكشف المحجة لابن طاوس ص:45، 75، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/458، 20/17، ومنهاج الكرامة للحلي ص:112، والصراط المستقيم للبياضي 3/119، 164، 239، وكشف الغمة للإربلي 1/238-239، 479، ونفحات اللاهوت للكركي ق6/أ، 62/أ، 73/أ-ب، 79/ب وقرة العيون للكاشاني ص:427، وعلم اليقين له 2/704-705، وإحقاق الحق للتستري ص:305، 306، 310، الدرجات الرفيعة للشيرازي ص:16-17، وحق اليقين لشبر 1/193-194، 219، والفصول المهمة للموسوي ص:126، والمراجعات له ص:268، وفي ظلال التشيع لهاشم الحسيني ص:72، 79، وسيرة الأئمة الإثني عشر له 1/410، 421، 422، 437-438، 539-340، وتاريخ الشيعة للمظفر ص:25، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني 3/81، وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري 1/151، 168-170.
[197] الأمالي للمفيد ص:125-126، والجمل له ص:75-77. وانظر: الأغاني للأصفهاني 4/178،/ وكشف الغمة للإربلي 1/479، والصراط المستقيم للبياضي 2/283، والكشكول لحيدر الآملي ص:133، ونفحات اللاهوت للكركي ق73/ب.
[198] قرب الإسناد للحميري ص:14. وانظر: الشافي للمرتضى ص:266-267، وقد زعم أنه نقله من كتاب الدار للواقدي، والواقدي متروك لا تقبل روايته، انظر: تاريخ بغداد للخطيب 3/3، وتهذيب التهذيب لابن حجر 9/363 - وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري ص:157-158.
[199] نقلها مرتضى العسكري في كتابه: أحاديث أم المؤمنين عائشة 1/167-168، وعزاها إلى أبي مخنف في كتابه الجمل، وقد تقدم أن أبا مخنف رافضي تالف، لا يوثق به، تركه أبو حاتم وغيره.
[200] موضع على ستة أميال من مكة، من طريق مر الظهران. انظر: المناسك للحربي ص:465-467، ومعجم البلدان للحموي 3/212، ومراصد الاطلاع للبغدادي 2/708.
[201] الجمل للمفيد ص:228-229، وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري 1/155-158.
[202] الصراط المستقيم للبياضي 3/164، وأحاديث أم المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري 1/169-170. ورغم كون هذه القصة مكذوبة إلا أنه قد نقلها بعض مؤرخي أهل السنة في كتبهم، منهم: ابن سعد في طبقاته 4/188، وابن جرير في تاريخه 5/172، وابن الأثير في تاريخه 3/206، وابن أعثم في تاريخه ص:155، ط. بومباي. ولكن كما قيل: من أسند فقد أحال؛ فقد وجد بعد تتبع السند أن آفته نصر بن مزاحم المنقري وهو رافضي جلد تركوه،قال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك. وقال أبو خيثمة: كان كذاباً. وقال العجلي: كان رفضياً غالياً، ليس بثقة ولا مأمون. ومن كان كذلك فلا يجوز الاستدلال بروايته وخبره. ميزان الاعتدال للذهبي 4/253-254، ولسان الميزان لابن حجر 6/157.
[203] الجمل للمفيد ص 195.
[204] الجمل للمفيد ص:87، والصراط المستقيم للبياضي 3/119.
[205] منهاج السنة النبوية لابن تيمية 4/335.
[206] مسند الإمام أحمد 1/275.
[207] الجمل للمفيد ص:73.
[208] تاريخ الطبري 5/165.