آخر تحديث للموقع :

الأثنين 7 ربيع الأول 1446هـ الموافق:9 سبتمبر 2024م 10:09:23 بتوقيت مكة
   مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   افتتاح مرقد الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ..   ضريح أبو عريانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   آيات جديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

أن الصحابة أجمعوا على قتل عثمان رضي الله عنهم أجمعين ..

القول بأن الصحابة أجمعوا على قتل عثمان رضي الله عنهم أجمعين

    قالوا: أن قتلة عثمان بالدرجة الأولى هم الصحابة أنفسهم وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد. وأن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثته في مقابر المسلمين فدفن في «حش كوكب بدون غسل ولا كفن..ألخ.

الجواب:
§    الصحابة رضي الله عنهم لم يشاركوا في قتل عثمان، ولم يرضوا بذلك أصلاً، بل على العكس من ذلك فإنهم مانعوا عنه ووقفوا بجانبه ولكنه رضي الله عنه خشي الفتنة فمنعهم من الدفاع عنه، ولأنه كان يعلم أنه سيقتل مظلوماً كما أعلمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ذكر الفتنة فقال: يقتل فيها هذا مظلوماً يعني: عثمان رضي الله عنه. وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري في جزء منه... ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة ثم قال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه، فإذا عثمان بن عفان[1]

وقد شارك خيار الصحابة في الدفاع عن عثمان وأعلنوا غضبهم لقتله، فهذا علي يرفع يديه يدعو على القتلة فعن عبد الرحمن بن ليلى قال: «رأيت علياً رافعاً حضينه يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان. وعن عميرة بن سعد قال: «كنا مع علي على شاطئ الفرات، فمرت سفينة مرفوع شراعها، فقال علي: يقول الله عزوجل: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ) [الرحمن : 24] والذي أنشأها في بحر من بحاره ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله[2]وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه «أن علياًّ أرسل إلى عثمان: إنَّ معي خمسمائة ذراع، فأذن لي فأمنعك من القوم، فإنك تحدث شيئاً يستحلّ به دمك. قال أي عثمان: جزيت خيراً، ما أحب أن يهراق دم في سببي[3]

وحتى أولاد علي وأولاد الصحابة شاركوا في الدفاع عن عثمان فعن محمد بن سيرين قال: «انطلق الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان كلهم شاكي السلاح حتى دخلوا الدار، فقال عثمان: اعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم[4]وعن كنانة مولى صفية قال: «شهدت مقتل عثمان، فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم، محمولين، كانوا يدرأون عن عثمان رضي الله عنه: الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن حكم[5]

وعن سلمة بن عبد الرحمن «أن أبا قتادة الأنصاري ورجلاً آخر معه من الأنصار دخلا على عثمان وهو محصور فاستأذن في الحج فأذن لهما ثم قالا: مع من تكون إن ظهر هؤلاء القوم؟ قال: عليكم بالجماعة. قالا: أرأيت إن أصابك هؤلاء القوم وكانت الجماعة فيهم. قال: الزموا الجماعة حيث كانت. قال: فخرجنا من عنده فلما بلغنا باب الدار لقينا الحسن بن علي داخلاً، فرجعنا على أثر الحسن لننظر ما يريد، فلما دخل الحسن عليه قال: يا أمير المؤمنين إنا طوع يدك، فمرني بما شئت. فقال له عثمان: يا ابن أخي ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره فلا حاجة لي في هراقة الدماء[6]

وعن عبد الله بن الزبير قال: «قلت لعثمان يوم الدار: اخرج فقاتلهم، فإن معك من قد نصر الله بأقل منه، والله قتالهم لحلال، قال: فأبى[7]وفي رواية أخرى لابن الزبير: «لقد أحل الله لك قتالهم، فقال عثمان: لا والله لا أقاتلهم أبداً[8]وقد لبس ابن عمر درعه مرتين يوم الدار وتقلد سيفه حتى عزم عليه عثمان أن يخرج مخافة أن يقتل[9]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قلت لعثمان: اليوم طاب الضرب معك، قال: اعزم عليك لتخرجن[10]وعن ابن سيرين قال: «جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب، قالوا: إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين، قال: أما قتال فلا[11]

وعن قيس بن أبي حازم -ثقة- قال: سمعت سعيد بن زيد يقول: «والله لو أن أحداً انقضّ فيما فعلتم في ابن عفان كان محقوقاً أن ينقضّ[12]

وعن خالد بن الربيع العبسي قال: «سمعنا بوجع حذيفة، فركب إليه أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه في نفر أنا فيهم إلى المدائن، قال: ثم ذكر قتل عثمان، فقال: اللهم إني لم أشهد، ولم أقتل، ولم أرض[13]

وعن جندب بن عبد الله -له صحبة- أنه لقي حذيفة فذكر له أمير المؤمنين عثمان فقال: «أما أنهم سيقتلونه! قال: قلت فأين هو؟ قال: في الجنة، قلت: فأين قاتلوه؟ قال: في النار[14]

وعن أبي بكرة قال: «لأن أخرّ من السماء إلى الأرض أحبَّ إليَّ من أن أشرَك في قتل عثمان

[15]وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: «إن قتل عثمان رضي الله عنه لو كان هدًى احتلبت به الأمة لبناً، ولكنه كان ضلالاً فاحتلبت به دماً[16]

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «ما سرّني أني رميت عثمان بسهم أصاب أم أخطأ وأن لي مثل أحد ذهباً[17]

وروى ريطة مولاة أسامة بن زيد قالت: «بعثني أسامة إلى عثمان يقول: فإن أحببت نقبنا لك الدار وخرجت حتى تلحق بمأمنك يقاتل من أطاعك من عصاك[18]

وعن حارثة بن النعمان قال لعثمان وهو محصور: «إن شئت أن نقاتل دونك[19]

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: «لا تقتلوا عثمان فإنكم إن فعلتم لم تصلُّوا جميعاً أبداً[20].

وقال سمرة بن الجندب: إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان، وأنهم شرطوا شرطة، وإنهم لن يسدّوا ثلمتهم إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها ولم تعد فيهم[21]

وعن ابن عمر قال: «لقيت ابن عباس وكان خليفة عثمان على موسم الحج عام قتل فأخبرته بقتله، فعظّم أمره وقال: والله إنه لمن الذين يأمرون بالقسط، فتمَنّيتُ أن أكون قتلت يومئذ[22]

وبعد هذا السرد لموقف الصحابة العظيم من مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه نعلم جيداً أنهم لم يشاركوا ولم يرضوا بقتل هذا الصحابي الجليل. ومن طرق الإمامية يقول المسعودي الشيعي في كتابه مروج الذهب:... فلما بلغ علياً أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبد الله، وبعث طلحة ابنه محمداً، وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بمن ذكرنا، فصدّوهم عن الدار[23].

§    
الإدعاء بأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مقدمة قتلة عثمان رضي الله عنهلا يصح، فهذه الرواية مدارُها على نصر بن مزاحم قال فيه العقيلي: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير[24]وقال الذهبي: رافضي جلد، تركوه. وقال أبو خيثمة: كان كذاباً، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف[25]وقال الجوزجاني: كان نصر زائغاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه[26]

وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها. فالروايات الصحيحة الثابتة تظهر أن عائشة تألمت لمقتل عثمان ودعت على قاتليه، فعن مسروق -تابعي ثقة- قال: قالت عائشة: «تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش، قال مسروق: فقلت: هذا عملك كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه، فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها[27]

وأخرج أحمد في فضائله عن عائشة أنها كانت تقول أي في مقتل عثمان: «ليتني كنت نسياً منسياً، فأما الذي كان من شأن عثمان فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط إلا انتهك مني مثله حتى لو أحببت قتله قتلت[28]

وروى ابن شبة عن طلق بن حُشَّان قال: قلت لعائشة: «فيم قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قتل مظلوماً، لعن الله قتلته[29]

وأخرج أحمد في الفضائل عن سالم بن أبي الجعد قال: «كنا مع ابن حنيفة في الشِّعب فسمع رجلاً ينتقص وعنده ابن عباس، فقال: يا بن عباس! هل سمعت أمير المؤمنين عشية سمع الضجة من قبل المربد فبعث فلان بن فلان فقال: اذهب فانظر ما هذا الصوت؟ فجاء فقال: هذه عائشة تلعن قتلة عثمان والناس يؤمِّنون. فقال عليّ: وأنا ألعن قتلة عثمان في السهل والجبل، اللهم العن قتلة عثمان، اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل، ثم أقبل ابن الحنيفة عليه وعلينا فقال: أما فيَّ وفي ابن عباس شاهدا عدل؟ قلنا؟ بلى! قال: قد كان هذا[30]

والمعلوم عند جميع المؤرخين أن عائشة خرجت تطالب بدم عثمان فكيف يوفق بين موقفها هذا وقولها: «اقتلوا نعثلاً فقد كفر؟!. أما أن محمد بن أبي بكر فقد توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتم من عمره أربعة أشهر، فهل يعد هذا من مشاهير الصحابة كما زعموا؟.

أما أن طلحة والزبير فالروايات الصحيحة الثابتة تبين أنهما تألّما لقتل عثمان غاية الألم بل وحاولا الدفاع عنه فعن أبي حبيبة قال: بعثني الزبير إلى عثمان وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي، وعنده الحسن بن عليّ، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، فقلت: بعثني إليك الزبير بن العوام وهو يقرئك السلام ويقول لك: إني على طاعتي لم أبدّل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، فإنّ بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به. فلما سمع الرسالة قال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام ثم قل له: إن يدخل الدار لا يكن إلا رجلاً من القوم، ومكانك أحبّ إليّ، وعسى الله أن يدفع بك عنّي، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: بلى، قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: تكون بعدي فتن وأمور، فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: إلى الأمين وحزبه، وأشار إلى عثمان بن عفان. فقام الناس فقالوا: قد أمكننا البصائر، فأذن لنا في الجهاد؟ فقال عثمان: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل[31]ولا يختلف اثنان في أن طلحة والزبير كانا من أوائل المطالبين بدم عثمان، والاقتصاص من قاتليه، ولم يخرجا، إلا لهذا السبب.

§    
والقول بأن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثّته في مقابر المسلمين، فدفن في «حش كوكب وهي أرض يهودية بدون غسل ولا كفن!؟ فالجواب: أن حش كوكب ليست أرض يهودية، ولم تكن كذلك إطلاقاً، لأن حش بمعنى البستان، وقد اشتراه عثمان من كوكب -وهو رجل من الأنصار- وعندما توفي دفن في بستانه الذي اشتراه من ماله، فأي شيء في ذلك؟ و اليهود لم يكونوا موجودين في المدينة فقد أجلاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنها، ثم أجلاهم عمر من الجزيرة كلها. ثم أعلم أن أكثر الصحابة لم يكونوا بالمدينة فقد كان مقتل عثمان رضي الله عنه في موسم الحج فكانوا بمكة وبعضهم في اليمن والشام والكوفة والبصرة وخراسان وفي جيوش الفتح، وأهل المدينة بعض المسلمين.
--------------------
صحيح البخاري برقم 3695.
تاريخ المدينة 2/ 276.
تاريخ دمشق ص43.
تاريخ خليفة الخياط ص174.
الاستيعاب 3/ 164.
الفضائل لأحمد 1/ 464، 465 رقم 753.
مصنف ابن أبي شيبة 1/ 681، 682.
طبقات ابن سعد 3/ 7.
تاريخ دمشق 39/ 393.
تاريخ خليفة الخياط ص38.
11 
مصنف ابن أبي شيبة 3782، السنة للخلال 2/ 333.
12 
أخرجه البخاري برقم 3867.
13 
تاريخ دمشق 39/ 479.
14 
تاريخ دمشق 39/ 382.
15 
البداية والنهاية 7/ 194.
16 
تاريخ المدينة 4/ 1245.
17 
مصنف ابن أبي شيبة 3258، معجم الطبراني الكبير 9/ 169 8838، تاريخ دمشق 3/ 355.
18 
تاريخ المدينة 3/ 1211.
19 
التاريخ الصغير 1/ 76/ ، تاريخ دمشق 39/ 397.
فضائل الصحابة 1/ 474.
21 
تاريخ دمشق 39/ 483.
22 
المصدر السابق 39/ 219.
23 
مروج الذهب 2/ 344، 345.
24 
ضعفاء العقيلي 4/ 3.
25 
ميزان الاعتدال 4/ 253.
26 
تاريخ بغداد 13/ 282.
27 
مصنف ابن أبي شيبة 3251، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 82، البداية والنهاية 7/ 195.
28 
فضائل الصحابة 1/ 462.
29 
تاريخ المدينة 2/ 265 و2/ 279.
فضائل الصحابة 1/ 455.
31 
فضائل الصحابة 1/ 511، تاريخ دمشق 39/ 373.


طعن الشيعة في صدق إسلام عثمان رضي الله عنه وزعمهم نفاقه وكفره وأن الصحابة تولوا قتله

يزعم الشيعة الإثنا عشرية أن عثمان رضي الله عنه كان منافقاً يظهر الإسلام ويبطن الكفر.

قال نعمة الله الجزائري: [عثمان كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق][844].

وقال الكركي عن عثمان وطلحة بن عبيد الله: [إن عثمان وطلحة كانا ممن ينافق في الإسلام، ولا يرى للرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة، فهما مستحقان للعن][845].

وصرح الكركي في موضع آخر أن عثمان رضي الله عنه كان كافراً، وأكّد أن من لم يجد في قلبه عداوة لـ عثمان، ولم يستحل عرضه، ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله، كافر بما أنزل الله[846].

ولاعتقاد الشيعة كفر عثمان رضي الله عنه نجدهم يدعون عليه باللعنة في أدعيتهم[847]، ويوجبون البراءة منه؛ قال الكاشاني والحر العاملي: [البراءة واجبة ممّن نفى الأخيار وشردهم[848]، وآوى الطريد اللعين[849]، وجعل الأموال دولة بين الأغنياء، واستعمل السفهاء... إلخ][850].

ويقصدون بذلك التبرؤ من عثمان رضي الله عنه؛ لأنه الذي فعل كل هذه الأشياء- على حد زعمهم-.

ويعتقد الشيعة أن الدليل على كفر عثمان رضي الله عنه هو إجماع الصحابة على قتله؛ قال الكركي: [ومن أدل دليل على كفر عثمان واستحقاقه القتل -ولو لم يكن إلا هذا لكفى في الدلالة- وهو أن عثمان لو لم يكن كافراً لما جاز للصحابة أن يتفقوا على قتله؛ فإنهم كانوا بين قاتل وخاذل...][851].

وقول الكركي هذا لم يخالف به طائفته، بل كل الشيعة يعتقدون أن الصحابة كفّروا عثمان، واجتمعوا على قتله وكانوا له بين قاتل وخاذل[852].

وهذه نبذة يسيرة من أقوال علمائهم في ذلك:
قال النوبختي في معرض كلامه على الصحابة: [ولم يزل هؤلاء جميعاً على أمر واحد، حتى نقموا على عثمان بن عفان أموراً أحدثها، وصاروا بين خاذل وقاتل، إلا خاصة أهل بيته، وقليلاً غيرهم، حتى قتل][853].

 وقال المرتضى: إن إطباق الصحابة وأهل المدينة إلا من كان في الدار مع عثمان على خلافه، وأنهم كانوا بين مجاهد ومقاتل مبارز، وبين خاذل متقاعد؛ معلوم ضرورة لكل من سمع الأخبار[854].

وقال الطوسي: [عثمان حمل أهل الجاهلية والمؤلفة قلوبهم على رقاب الناس... وضرب بعض الصحابة، ونفى بعضهم، وحرم بعضهم، فافترق الصحابة في أمره على خاذل وقاتل][855].

وقال البياضي: وقد أجمع الصحابة على قتل عثمان، والإجماع حجة بالحديث المقبول بلا نكران[856]، وقال في موضع آخر: وقد أجمع من الصحابة خلق على قتل عثمان، فإن كان صواباً كفاه خزياً، وإن كان خطأ كان الاقتداء بهم اعتداء لا اهتداء[857].

وقال في موضع ثالث: [اجتمع خمسة وعشرون ألفاً لقتل عثمان[858]، ولم يكن اسم عثمان إلا الكافر حتى ولي معاوية][859].

وتساءل الكركي هل يجوز أن يتولى الخلافة- مثل ثور بني أمية[860] الذي حملهم على أعناق المسلمين، وآثرهم بالفيء والغنائم على كبراء الأنصار والمهاجرين، مربّي أعداء الرسول، والمنتقم من ذرية البتول، والمقتول بسيوف قتل بها المشركون في بدر وأحد وغيرهما من مواقف الحروب[861].

وقال الكاشاني وعبد الله شبر وإبراهيم الزنجاني: [اتفق الصحابة على إباحة دم خليفتهم عثمان، وكانوا له بين قاتل وخاذل][862].

وقال التستري: [الصحابة تبرؤوا منه، وتركوه ثلاثة أيام لم يدفنوه][863].

وهذه الأقوال غيض من فيض مما في كتب القوم الذين أجمعوا على أن الصحابة هم الذين تولوا قتل عثمان -كما تقدم-.

المناقشة:
لقد كان لسياسة عثمان رضي الله عنه المتميزة بالصفح والحلم دوراً في إطماع بعض ذوي الأهواء فيه.

وقد حركت أيدي عبد الله بن سبأ اليهودي وأتباعه بالفتنة، وحبكت خيوط المؤامرة في الخفاء، فـ ابن سبأ يهودي من أهل صنعاء، وأمه سوداء، تظاهر بالإسلام في زمن عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بـ الحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمداً يرجع، وقد قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص:85]، فمحمد أحق بالرجوع من عيسى، قال: فقبل ذلك عنه، ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها، ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء، ثم قال بعد ذلك: فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووثب على وصي رسول الله، وتناول أمر الأمة، ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، ابدأوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر، فبث دعاته وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعو في السر إلى ما عليه رأيهم...[864].

وهذه الأمور التي جاءت في رواية الطبري مسلمة عند الشيعة الإثني عشرية ؛ فإنهم قد رووا أن ابن سبأ هو أول من قال بالرجعة والوصية، وأول من طعن في الصحابة[865].

وقد طوف ابن سبأ في أمصار المسلمين يبث سمومه علّها تجد مريض قلب أو صاحب هوى فيقبلها، وقد تقبلها أهل الفساد وأصحاب الأهواء؛ قال ابن عساكر عنه: وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمة ويدخل بينهم الشر[866].

وقد أخذ يؤلب الناس على عثمان رضي الله عنه[867]، فكان له أتباع في كل من البصرة والكوفة ومصر ؛ ففي البصرة كان حكيم بن جبلة[868]، وقد روى الطبري أنه كان رجلاً لصاً، يفسد في الأرض، فشكاه أهل الذمة وأهل القبلة إلى عثمان فكتب إلى عبد الله بن عامر أن احبسه... فحبسه في البصرة فكان لا يستطيع أن يخرج منها، وقد ذَكر أن ابن سبأ نزل عليه في بيته، وبقى عنده أياماً إلى أن أخرجه والي البصرة عبد الله بن عامر[869]، وقد انضم إلى حكيم هذا من هو على شاكلته ممن هم من أهل الخلاف والتأليب وممالأة الأعداء[870].

وفي الكوفة كان الأشتر النخعي[871]، أحد المؤلبين على عثمان، وكان يجتمع مع عشرة من أهل الكوفة على عيب عثمان والطعن فيه، والطعن على ولاته، فأمر عثمان سعيد بن العاص واليه على الكوفة أن يسيرهم إلى معاوية في الشام[872].

وفي مصر تولى كبر التأليب على عثمان: محمد بن أبي حذيفة، وهو يتيم ربي في حجر عثمان، ثم لما تولى عثمان الخلافة سأله ابن أبي حذيفة هذا الولاية، فأجابه عثمان: أن لست هناك. فما احتملها، وطلب منه الإذن بالخروج، فأذن له بالذهاب حيث شاء وجهّزه من عنده، فلما وقع في مصر كان فيمن تغيّر عليه أن منعه الولاية][873]وصار في مصر من أشد الناس تأليباً على عثمان، حتى إنه أفسد الناس على عثمان رضي الله عنه[874].

وعندما استقر ابن سبأ في مصر كان ابن أبي حذيفة هذا من أكبر أعوانه في بث سموم الفتنة[875].

ولم يقتصر نشاط ابن سبأ على الدعوة في مصر إلى خلع عثمان، بل أخذ يكاتب أتباعه في البصرة والكوفة يحضهم على إشعال نار الفتنة وتأجيجها[876] وتواعدوا جميعاً على إتيان المدينة، ولما وصلوها أحاطوا بها مظهرين الأمر بالمعروف، وقد اتصلوا بكبار الصحابة أمثال علي وطلحة والزبير، وأظهروا لهم أنهم يستعفون من عثمان بعض عماله، ويطلبون منهم السماح للناس بالدخول، فكلهم أبى عليهم ذلك وقالوا: بيض ما يفرخن[877].

ولما رأوا فشل مخططهم غيروا الأسلوب، فاتفق نفر من أهل مصر فأتوا علياً، ونفر من أهل البصرة فأتوا طلحة، ونفر من أهل الكوفة فأتوا الزبير، وكلموهم، وعرضوا عليهم، ولكنهم ردوهم على أعقابهم وهم يقولون: لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فارجعوا لا صحبكم الله[878].

ولقد تظاهر هؤلاء الغوغاء بالرجوع، ولكنهم عادوا مخترعين قضية الكتاب الذي زعموا أن عثمان أرسله إلى واليه على مصر وقد تقدم أنه من اختلاقهم.

وقد وجدوا الكتاب مبرراً لدخول المدينة على حين غفلة من أهلها، ومن ثم إحاطتهم ببيت الخليفة عثمان رضي الله عنه، وإحكامهم الحصار، حتى أن طرقات المدينة ضاقت بهم، وبلغ الزحام شدته في موضع الحصار، حتى لو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل[879].

ولما علم الصحابة بذلك تسابقوا -وفي مقدمتهم علي وطلحة والزبير - للدفاع عن عثمان، وسأله الأنصار أن يسمح لهم بالدفاع عنه كي يكونوا أنصار الله مرتين، ولكنه رضي الله عنه استقبلهم وأقسم عليهم أن يكفوا أيديهم فيسكنوا، وقال لهم: لا حاجة لي في ذلك[880].

ولكنهم رغم عزمه عليهم أن يكفوا أيديهم ويضعوا أسلحتهم ويرجعوا إلى بيوتهم، أبقوا عنده أبناءهم كي يحرسوا باب داره ولا يمكنوا أحداً من الغوغاء من الاقتراب منه[881].

ولكن الغوغاء تسوروا الدار على الخليفة الشهيد دون علم الصحابة الذين كانوا على الباب، وقتلوه وهو يقرأ القرآن. ولم يكن بين المشاركين في قتله أحد من الصحابة مطلقاً، وما زعمه الشيعة من أن الصحابة هم الذين قتلوه من البهتان المبين؛ فإنه لم يكن بين قتله عثمان صحابي واحد.

ولقد سئل الحسن البصري رحمه الله: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجاً من أهل مصر[882].

وقالت عائشة رضي الله عنها: هم خليط بين غوغاء الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة[883]، وبنحو قولها قال الزبير بن العوام رضي الله عنه. وقال ابن سعد: حثالة الناس، ومتفقون على الشر[884].

وقال النووي: همج ورعاع من غوغاء القبائل وسفلة الأطراف والأراذل[885]، وقال الحافظ الذهبي عن قتلة عثمان: رؤوس شر وأهل جفاء[886]وقال ابن العماد الحنبلي: أراذل من أوباش القبائل[887]، ولم يذكر أحد أن قتلة عثمان هم الصحابة إلا الشيعة.
و الشيعة يزعمون أن الصحابة أجمعوا على قتله، وعلي بن أبي طالب من الصحابة، فهل كان من الذين شاركوا في قتله؟

والجواب: إن الشيعة قد تناقضوا في الإجابة على هذا السؤال تناقضاً كبيراً، وافترقوا في ذلك على أقوال:
القول الأول: ذكروا فيه أن علياً كان من المحرضين على قتل عثمان، وأنه كان يذمه ويلعنه[888]، ويقول للناس معرضاً به: أكذب الناس تقتله أهل المدينة يقدمهم عمار ومحمد بن أبي بكر،ثم يترك ثلاثة أيام بلياليهن لا يدفن[889].

ويزعم هؤلاء أن عثمان لما بلغه ما يقول علي عنه جاء إلى العباس وطلب منه أن يكف علياً عن الكلام في عرضه والوقيعة فيه[890].

والمحرض يعد قاتلاً كما نقلو ذلك عن علي في قوله عن عثمان: لو أمرت به لكنت قاتلاً[891]، أي: لو أمرت بقتله كنت قاتلاً له.

ويزعم المرتضى أن علياً لم يكن كارهاً لما كان يجري على عثمان من قبل الغوغاء، فيقول: لو كان أمير المؤمنين ع وطلحة والزبير وفلان وفلان كارهين لما جرى، لما وقع شيء منه، وكانوا يمنعون من جميعه باليد واللسان والسيف[892]. وقد أكّد في موضع آخر أن علياً كان مساعداً للغوغاء على خلع عثمان[893]، وتبعه على ذلك الكركي[894].

والقول الثاني: ذكروا فيه أن علياً لم يحرض على قتل عثمان، وأن عثمان قتل دون مشورة منه[895]، وزعم هؤلاء أن علياً ساءه ما فعله عثمان من كف يده ونهيه الناس عن نصرته، لأنه بذلك قد ألقى بيديه إلى التهلكة[896].

والقول الثالث: ذكروا فيه أن علياً كان يدفع الغوغاء عن عثمان، وأنه كان ينهاهم عن إيصال الأذى إليه، إلى أن قتلوه.

ولكن أصحاب هذا القول زعموا أنه بفعله هذا أراد أن يحول بين الغوغاء وبين قتل عثمان، مع اعتقاده أنهم محقون في مطالبته أن يعزل نفسه، فلم يكن في ذلك ناصراً ولا خاذلاً[897].

وقد برروا إرسال ولديه الحسن والحسين لحراسة عثمان بهذا المبرر السابق[898].

وعقيدة أهل السنة والجماعة في موقف علي من قتل عثمان هي عقيدتهم في موقف الصحابة من قتله؛ فإنهم يعتقدون أن الصحابة لم يظنوا أن الأمر سيبلغ قتل الخليفة، وقد مانعوا عنه أشد الممانعة، ودافعوا عنه، ولكنه رضي الله عنه عزم عليهم أن يضعوا أسلحتهم ويرجعوا إلى بيوتهم، فامتثلوا أمره، وفي الوقت نفسه قدموا أولادهم لحراسته[899]، ولـ أهل السنة أدلة كثيرة على هذا المعتقد أسوق منها:
-ما رواه أحمد بسنده عن أبي حبيبة[900] قال: بعثني الزبير إلى عثمان وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف وهو على فراش ذي ظهر، وعنده الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، فقلت: بعثني إليك الزبير وهو يقرئك السلام، ويقول: إني على طاعتك لم أبدل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك فكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، وإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي ثم يمضوا لما آمرهم به... وقد استأذنه الناس أن يجاهدوا الغوغاء، ولكنه قال لهم: عزمت على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل[901].

فهذه الرواية أفادت أن بعض الصحابة كانوا معه في الدار يدافعون عنه، وبعضهم الآخر خارج الدار يعرض عليه النصرة، ولكنه رضي الله عنه علم أن الغوغاء لا يريدون إلا قتله فآثر أن يقتل وحده، ولا تهراق في سبيله محجمة دم.

-ومنها: ما أخرجه أحمد أيضاً بسنده عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: «إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالاً ثلاثاً اختر إحداهن؛ إما تخرج فتقاتلهم، فإن معك عدداً وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن تخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بـ مكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بـ الشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية.

فقال عثمان أما أن أخرج فأقاتل، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد رجل من قريش بـ مكة يكون عليه نصف عذاب العالم، فلن أكون إياه، وأما أن ألحق بـ الشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية: فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم[902].

وهذه الرواية توضح أيضاً أن الصحابة الذين كانوا في المدينة كانوا مستعدين لقتال أولئك الغوغاء إذا ما أمرهم خليفتهم بذلك، ولكنه رضي الله عنه عزم عليهم أن لا يفعلوا حتى لا يخلف رسول الله في أمته بسفك دمائهم كما ذكر ذلك، ولقد لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين، وفي كل مرة يطلب منه عثمان ألا يفعل[903]، وحمل أبو هريرة السيف يريد أن يقاتل بين يدي عثمان، فقال له: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا طرحت سيفك، وقال له: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً وإياي معهم؟ فقال: لا. فقال عثمان: والله لئن قتلت رجلاً واحداً لكأنما قتلت الناس جميعاً[904].

ولما قال له الحسن بن علي رضي الله عنهما: يا أمير المؤمنين أنا طوع يدك، فمرني بما شئت، قال له عثمان: يا ابن أخي ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره، فلا حاجة لي في هراقة الدم[905].

وجاءه عبد الله بن سلام رضي الله عنه يعرض عليه أن يقاتل بين يديه، فأبى، فاستأذنه أن يعظ الغوغاء فأذن له، فخرج إليهم، وقال: الله الله في هذا الرجل أن تقلتوه، فوالله لئن قتلتموه لتطردن جيرانكم الملائكة، ولتسلن سيف الله المغمود عنكم، فلا يغمد عنكم إلى يوم القيامة[906].

ولم يكن الصحابة يعلمون أن الأمر سيصل بالغوغاء إلى قتل عثمان، فلما سمعوا بمقتله بهتوا، وتبرؤوا من قتلة ولعنوهم.

فهذا علي رضي الله عنه يخبر عما أصابه حين بلغه مقتل عثمان رضي الله عنه فيقول: «اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي، وجاؤوني للبيعة فقلت: أني لأستحي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تستحي ممن تستحيي منه الملائكة... اللهم خذ مني لـ عثمان حتى ترضى[907].

ولما بلغه أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تلعن قتلة عثمان، رفع يديه حتى بلغ بهما وجهه، وقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل والجبل قالها مرتين أو ثلاثاً[908].

والأخبار المروية عنه في لعن قتلة عثمان والتبرؤ منهم كثيرة، ولا يتسع المجال لذكرها.

وكذا الحال بالنسبة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فإنها تبرأت من قتلته[909] ولعنتهم[910]، ولعنت من لعن عثمان[911].

وكذا حذيفة بن اليمان[912]، وعبد الله بن العباس[913]، وعبد الله بن عمر[914]، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام[915]، وغيرهم من كبار الصحابة كلهم أثنوا على عثمان وترحموا عليه، ولعنوا قتلته.
فـ علي لم يشارك في قتل عثمان، ولا أمر، ولا رضى، بل إنه يعتقد أن عثمان قتل مظلوماً، وكذلك باقي الصحابة.

ولقد خالف الشيعة علي بن أبي طالب في معتقده هذا، فزعموا أن الاعتقاد بأن عثمان قتل مظلوماً موافق لمعتقد إبليس، وأن من يعتقد أن عثمان قتل مظلوماً فهو من شيعة الدجال؛ فقد روى الشيعة أن منادياً من السماء ينادي عند خروج القائم: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب، فيؤمن أهل الأرض جميعاً للصوت الأول، ثم ينادي بعده إبليس اللعين: ألا إن الحق في عثمان وشيعته فإنه قتل مظلوماً، فاطلبوا بدمه، فيرتد كثير من الناس بسبب هذا الصوت، ويقولون عن الصوت الأول: إنه من سحر الشيعة[916].

وأسند المفيد إلى أبي جعفر الباقر قوله: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان، والباكي على أهل النهروان، إن من لقي الله مؤمناً بأن عثمان قتل مظلوماً لقي الله عز وجل ساخطاً عليه، ولا يموت حتى يدرك الدجال، فقال رجل: يا أمير المؤمنين! فإن مات قبل ذلك؟ قال: فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه[917].

ولا شك في أن هذا القول الذي نسبوه إلى علي من الكذب عليه، وخاصة لوجود ما يعارضه من الأخبار الصحيحة عنه رضي الله عنه، والتي ذكر فيها ترحمه على عثمان رضي الله عنه، ولعن قتلته، وقد تقدمت.
وأيضاً لمعارضته لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إخباره عن عثمان رضي الله عنه أنه: «يقتل مظلوماً[918].

ومن أمره للصحابة أن يتبعوه عند عروض الفتنة[919] ومن إخباره عنه أنه وأصحابه يكونون على الحق عند هياج الفتن[920]، ومن إخباره عنه بأنه يقتل شهيداً[921].

فدلت هذه الأخبار بمجموعها على أن عثمان رضي الله عنه كان على الحق، وأن الذين قتلوه كانوا على الباطل، وأن الصحابة لما كفّوا أيديهم حين طلب منهم عثمان ذلك أطاعوا واتبعوا من أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه وطاعته عند وقوع الفتنة، وأنهم رضي الله عنهم -وفي مقدمتهم علي - بريئون من دم عثمان، لم يشاركوا في قتله، ولم يخذلوه، ولم يكونوا يعلمون أن الأمر سيصل بالغوغاء إلى قتله.
أما عن حال أولئك الغوغاء الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه: فإنهم كانوا منافقين؛ كما وصفهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهى عثمان أن يستجيب لمطلبهم بعزل نفسه، فقال له: «يا عثمان ! إن الله عسى أن يلبسك قميصاً، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني[922].

ولم يكونوا يريدون بما عملوا وجه الله ولا الدار الآخرة، وإنما كانوا منفذين لرغبات ابن سبأ في تمزيق شمل المسلمين وإفساد دينهم، وكانوا يطلبون الدنيا، ويدل على ذلك:
- انتهابهم لبيت مال المسلمين، وانتهابهم لما في بيت عثمان بعد قتلهم له رضي الله عنه، حتى إنهم تناولوا ما على النساء[923].

-وما فعلوه مع زوج عثمان رضي الله عنها: فإنهم انتهبوا حليها، وأخذوا ملاءتها، وغمزوا بالسيف أوراكها، وقال قائلهم: إنها لكبيرة العجيزة، ويح أمك من عجيزة ما أتمك، ما أعظم عجيزتها فقالت: فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا[924].

فليس الصحابة هم الذين قتلوه كما زعم الشيعة، وإنما قتله حثالة الناس الذي ألّبهم ابن سبأ اليهودي وأعوانه عليه.

ولم يكن عثمان رضي الله عنه كافراً ولا منافقاً، ويكفي دليلاً على ذلك تزويج الرسول صلى الله عليه وسلم له بابنتيه الواحدة تلو الأخرى[925] وتبشيره بالجنة، والإخبار عنه بأنه يموت شهيداً رضي الله عنه وأرضاه.


 [844] الأنوار النعمانية للجزائري 1/ 81.
[845] 
نفحات اللاهوت للكركي ق:37/ ب.
[846] 
نفحات اللاهوت للكركي ق:57/ أ.
[847] 
راجع: المصباح للكفعمي ص:37، ومفاتيح الجنان لعباس القمي ص:212.
[848] 
يريدون نفي عثمان لأبي ذر إلى الربذة.
[849] 
يريدون أيواء عثمان للحكم بن أبي العاص.
[850] 
علم اليقين للكاشاني 2/ 768، والفصول المهمة للحر العاملي ص:170.
[851] 
نفحات اللاهوت للكركي ق61/ ب-62/ أ.
[852] 
راجع المصادر الشيعية التالية: الإيضاح للفضل بن شاذان ص:67، وفرق الشيعة للنوبختي ص:25، والخصال للصدوق 2/ 374-376، والجمل للمفيد ص:69-70، والشافي للمرتضى ص:264، 267، والأمالي للطوسي 2/ 337-338، وكشف المراد للحلي ص:407، ومنهاج الكرامة له ص:112، 141، والطرائف لابن طاوس ص:497-498، وسعد السعود له ص:170، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 303، والصراط المستقيم للبياضي 1/ 149-150، 2/ 21، 107، 3/ 31، 33، 36 ونفحات اللاهوت للكركي ق:2/ ب، 6/ أ، 17/ أ، 57/ أ، 62/ أ، 73/ ب، وقرة العيون للكاشاني ص:426-427، وإحقاق الحق للتستري ص:255-256، 258، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص:269، وحق اليقين لشبّر 1/ 219، وعقائد الإمامية للزنجاني 3/ 53-54، والفصول المهمة للموسوي ص:126، والشيعة في الميزان لمغنية ص:21، وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري ص:126-127.
[853] 
فرق الشيعة للنوبختي ص:25.
[854] 
الشافي للمرتضى ص:267.
[855] 
الأمالي للطوسي 2/ 337-338.
[856] 
الصراط المستقيم للبياضي 2/ 107.
[857] 
الصراط المستقيم للبياضي 2/ 21.
[858] 
الصراط المستقيم للبياضي 3/ 36.
[859] 
نفس المصدر 3/ 36.
[860] 
يقصدون به عثمان رضي الله عنه.
[861] 
نفحات اللاهوت للكركي ق:2/ ب.
[862] 
قرة العيون للكاشاني ص:426-427، وحق اليقين لشبّر 1/ 219، وعقائد الإمامية للزنجاني 3/ 53-54.
[863] 
إحقاق الحق للتستري ص:258.
[864] 
تاريخ الطبري 5/ 98-99.
[865] 
راجع: فرق الشيعة للنوبختي ص:44، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص:108، وتنقيح المقال للمامقاني 2/ 184.
[866] 
تاريخ دمشق لابن عساكر ق:123/ ب.
[867] 
الخطط للمقريزي 2/ 357، وحسن المحاضرة للسيوطي 2/ 165.
[868] 
وهو أحد الذين تولوا قتل عثمان رضي الله عنه.
[869] 
تاريخ الطبري 5/ 90.
[870] 
البداية والنهاية لابن كثير 7/ 182.
[871] 
وهو أحد قتلة عثمان أيضاً.
[872] 
تاريخ الطبري 5/ 61، 85-90، والكامل لابن الأثير 3/ 138، والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 181، وتاريخ الإسلام للذهبي 2/ 122.
[873] 
راجع: تاريخ الطبري 5/ 70-71، والكامل لابن الأثير 3/ 181 وأسد الغابة له 5/ 87.
[874] 
تاريخ الطبري 5/ 70-71، والكامل لابن الأثير 3/ 181 وأسد الغابة له 5/ 87.
[875] 
تاريخ الطبري 5/ 70-71، والكامل لابن الأثير 3/ 181 وأسد الغابة له 5/ 87.
[876] 
تاريخ الطبري 5/ 98.
[877] 
تاريخ الطبري 5/ 104.
[878] 
تاريخ الطبري 5/ 104-105.
[879] 
البداية والنهاية لابن كثير 7/ 195.
[880] 
طبقات خليفة بن خياط ص:173، والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 193.
[881] 
الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر ص:59-60، 68، 70، وتاريخ الطبري 5/ 104، 126، 128، والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 193.
[882] 
طبقات خليفة بن خياط ص:176.
[883] 
الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/ 207.
[884] 
طبقات ابن سعد 3/ 71.
[885] 
شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 148-149.
[886] 
دول الإسلام للحافظ الذهبي 1/ 12.
[887] 
شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 1/ 40.
[888] 
السقيفة لسليم بن قيس ص:126، 194.
[889] 
الكشكول لحيدر الآملي ص:200.
[890] 
الأمالي للطوسي 2/ 322.
[891] 
نهج البلاغة للشريف الرضي ص:73، وعلم اليقين للكاشاني 2/ 718.
[892] 
الشافي للمرتضى ص:214.
[893] 
الشافي للمرتضى ص:267.
[894] 
نفحات اللاهوت للكركي ق:62/ أ.
[895] 
سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني 1/ 442.
[896] 
السقيفة لسليم بن قيس ص:129، والأمـالي للمفيد ص:145-148، والصراط المستقيم للبياضي 3/ 94.
[897] 
إكمال الدين للصدوق ص:509، ومعاني الأخبار له ص:108-109، والجمل للمفيد ص:68، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 256، والكشكول لحيدر الآملي ص:175-176.
[898] 
الشافي للمرتضى ص:267، ونفحات اللاهوت للكركي ق:62/ أ.
[899] 
البداية والنهاية لابن كثير 7/ 216.
[900] 
صحابي. الإصابة لابن حجر 4/ 14.
[901] 
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 511-512 وقال محقق الكتاب: إسناده صحيح- وأخرجه أحمد في المسند 2/ 345.
[902] 
أخرجه أحمد في المسند 1/ 67، وفي فضائل الصحابة 1/ 485، وذكر محقق الكتاب أن الحديث مروي بأسانيد يقوي بعضها بعضاً.
[903] 
وذكر محقق كتاب الفضائل أن إسناده صحيح. انظر فضائل الصحابة لأحمد 1/ 469، وطبقات خليفة بن خياط ص:173.
[904] 
سنن سعيد بن منصور 2/ 334-335، والاستيعاب لابن عبد البر 3/ 79.
[905] 
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 465 بإسناد صحيح وفي المسند 1/ 61، 65، وابن سعد في طبقات الصحابة 3/ 67، وابن شبّة في تاريخ المدينة 2/ 358.
[906] 
جامع الترمذي 5/ 671، ك. المناقب، باب مناقب ابن سلام، وفضائل الصحابة لأحمد 1/ 477، وتاريخ الطبري 5/ 130.
[907] 
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 452، وابن سعد في الطبقات 3/ 82، والحاكم في المستدرك 3/ 95، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
[908] 
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 455، وقال محقق الكتاب: إسناده صحيح، وسعيد بن منصور في سننه 2/ 336.
[909] 
فضائل الصحابة لأحمد 1/ 463.
[910] 
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 455، وقال محقق الكتاب: إسناده صحيح، وسعيد بن منصور في سننه 2/ 336.
[911] 
مسند أحمد 6/ 250، 261، وفضائل الصحابة له 1/ 498-500.
[912] 
فضائل الصحابة لأحمد 1/ 493، وطبقات ابن سعد 3/ 83.
[913] 
راجع: فضائل الصحابة لأحمد 1/ 461، وطبقات ابن سعد 3/ 80، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 40 وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 97، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الكبير رجال الصحيح.
[914] 
فضائل الصحابة لأحمد 1/ 461.
[915] 
الرياض النضرة للمحب الطبري 2/ 57.
[916] 
راجع: الغيبة للنعماني ص:174-175، والغيبة للطوسي ص:274، والبرهان للبحراني 4/ 259، وإلزام الناصب للحائري 1/ 802/ 146، والرجعة للأحسائي ص:83-84.
[917] 
الاختصاص للمفيد ص:301 وانظر: مختصر بصائر الدرجات للحلي ص:20، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي 283-284، والرجعة لأحمد الأحسائي ص:76.
[918] 
أخرجه الترمذي وحسّنه 5/ 630، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان، وأحمد في مسنده 2/ 115، وفي فضائل الصحابة 1/ 451، 491-492، وقال محققه: إسناده حسن.
[919] 
المسند لأحمد 2/ 345، 4/ 109، 5/ 33، وفضائل الصحابة له 1/ 448-451، وقال محققه عن الأسانيد كلها بأنها صحيحة، والمستدرك للحاكم 3/ 99 4/ 433، وصححه ووافقه الذهبي.
[920] 
كقوله عليه السلام لما أخبر عن الفتن: هذا -وأشار إلى عثمان- يومئذ على الحق، هذا يومئذ على الهدى، هذا وأصحابه يومئذ على الحق. راجع: جامع الترمذي 5/ 628، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وسنن ابن ماجة 1/ 41، المقدمة، باب من فضائل عثمان، ومسند أحمد 4/ 235، 236، 242، 243، وفضائل الصحابة له 1/ 449-450، 505، 508، والمستدرك للحاكم وصححه 4/ 433.
[921] 
صحيح البخاري 5/ 78، ك. فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان، ومسند أحمد 3/ 112، وفضائل الصحابة له 1/ 502.
[922] 
أخرجه الترمذي وحسّنه 5/ 628، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان، وابن ماجة في سننه 1/ 41، المقدمة، من فضائل عثمان، وأحمد في مسنده بأسانيد صحيحة 6/ 75، 86، 114، 149، وفي فضائل الصحابة 1/ 453، 500، 501، وابن سعد في طبقاته 3/ 66، والحاكم في مستدركه 3/ 99.
[923] 
تاريخ الطبري 5/ 131-132.
[924] 
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 473، وقال محققه: إسناده صحيح، وابن سعد في الطبقات 3/ 66، وابن جرير الطبري في التاريخ 5/ 130-131، وابن شبّة في تاريخ المدينة 2/ 371.
[925] 
انظر من ص:913 إلى ص:921 لمعرفة موقف الشيعة الإثني عشرية من هذا الزواج.

عدد مرات القراءة:
12697
إرسال لصديق طباعة
الأحد 18 رجب 1437هـ الموافق:24 أبريل 2016م 02:04:17 بتوقيت مكة
محمد 
حقيقة لم اجد اضعف من الوهابية في ردودهم .. فلا ادري هل اثبات الشيء ينفي ما عداه في عرف الوهابية ؟؟

فهل لان عائشة لعنت قتلة عثمان فهذا دليل على ان طلحة والزبير لم يشاركا في قتله .. كيف وقد ثبت اصلا ان عائشة ممن حرضت على قتله .. ولو فرضنا صحة انكار الحسن البصري ان يكون هناك من الصحابة ممن شارك في قتل عثمان فنقول رجع عن رأيه بالحديث الصحيح والقاعدة تقول من له علم مقدم على من ليس له علم ..

وحديث الحاكم في المستدرك صحيح وكل رجاله ثقات حسب موازينكم ..........

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، قَالَا: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو مُوسَى يَعْنِي إِسْرَائِيلَ بْنَ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: " جَاءَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ: مَا جَاءَكُمْ؟ قَالُوا: نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ قَالَ الْحَسَنُ: أَيَا سُبْحَانَ اللَّهِ، أَفَمَا كَانَ لِلْقَوْمِ عُقُولٌ فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا قَتَلَ عُثْمَانَ غَيْرُكُمْ؟ قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَا كَانَ لِلْقَوْمِ عُقُولٌ فَيَقُولُونَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّا وَاللَّهِ مَا ضَمَنَّاكَ "المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 128)


وهذه ترجمة رجال السند
عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذَ بنِ سَختويه بنِ نَصْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ * العَدْل، الثِّقَة الحَافِظُ، الإِمَامُ شَيْخ نَيْسَابُوْر، ... سير أعلام النبلاء (15/ 398)


بِشْرُ بنُ مُوْسَى بنِ صَالِح بنِ شَيْخِ بنِ عَمِيْرَةَ الأَسَدِيُّ *الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ، البَغْدَادِيُّ.... سير اعلام النبلاء للذهبي

الاسم : عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد بن زهير القرشى الأسدى الحميدى ، المكى ، أبو بكر
الطبقة : 10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 219 هـ و قيل بعدها بـ مكة
روى له : خ م د ت س فق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه في التفسير )
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ فقيه
رتبته عند الذهبي : أحد الأعلام
الاسم : سفيان بن عيينة بن أبى عمران : ميمون الهلالى ، أبو محمد الكوفى ، المكى ، مولى محمد بن مزاحم ( أخى الضحاك بن مزاحم )
المولد : 107 هـ
الطبقة : 8 : من الوسطى من أتباع التابعين
الوفاة : 198 هـ بـ مكة
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة و كان ربما دلس لكن عن الثقات ، و كان أثبت الناس فى عمرو بن دينار
رتبته عند الذهبي : أحد الأعلام ، ثقة ثبت حافظ إمام



الاسم : إسرائيل بن موسى ، أبو موسى البصرى ( نزل الهند )
الطبقة : 6 : من الذين عاصروا صغارالتابعين
روى له : ( البخاري - أبو داو
 
اسمك :  
نص التعليق :