رسالة شكر و تقدير كتبها سماحة آية الله العظمى الشيخ يعسوب الدين الرستكاري إلى خامنئي من زنزانته في سجن إيفين بطهران بعد مرور تسعمائة و خمسين يوما من السجن و التعذيب الشديد الجسدي و النفسي و التعرض لهتك الحرمة بسبب حكم ما أنزل الله به من سلطان، المنافي لجميع القيم الإنسانية و المقررات الدولية، و بجرم بيانه لحقائق دين الإسلام المبين:
بسم الله قاصم الجبارين
قال الله العزيز القهار: { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون- و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون- و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } . (سورة المائدة 44 و 45 و 47)
و قال: "إن الحكم إلا لله يقص الحق و هو خير الفاصلين". (سورة الأنعام- الآية 75)
و قال حكاية عن شعيب عليه السلام: { وسع ربنا كل شئ علما، على الله توكلنا ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين } . (سورة الأعراف- الآية 89).
أما بعد:
رأيت من الضروري أن أكتب لك رسالة مفتوحة تبقى ذكرى باقية و وثيقة تاريخية تبين بإجمال الماهية الباطنة و الإنجازات الظاهرة لحكومتك، و ذلك بمثابة تقدير و شكر بعد أوامرك المكررة إلى الشيخ علي رازيني رئيس محكمة رجال الدين الخاصة (كابوس الرعب)، أوامرك المبنية على أشد العقوبات ضدي بجرم (حسب قول السيد أكبري كبير محققي وزارة المخابرات في قم في اليوم الثاني من إعتقالي: بيان حقائق الدين و نفوذ الكلام على الرأي العام بسبب عدم تبعيتك للحكومة التي طرحتها في الرسالة المفتوحة من سجن إيفين إلى سلطات النظام بتاريخ (14/9/1385 [13 ذي القعدة 1427] )، و من خلاله أعبر مدى درجات تقديري و شكري لجنابك.
إن الشيخ رازيني و بناءا على أمر جنابك الأكيد و الشديد، و بعد مرور سبعمائة و ستة و سبعون يوما من إعتقالي و حبسي في السجن المؤقت القسم الخاص الرجال الدين في سجن إفين بطهران و تحت أشد الظروف و التعذيب المستمر و المتواصل الروحي و مؤخرا الجسدي، و منع الإتصال الهاتفي حتى مع أفراد عائلتي لفترة (590) يوما، إقتادوني يوم السبت (20/3/1385 = الثالث عشر من جمادي الأولى 1427 ه .ق) المصادف ليوم إستشهاد حضرة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها أفضل صلوات الله، إقتادوني من داخل سجنك، و بواسطة رجال هتاكين و عنيفين من باب "الناس على دين ملوكهم"، و بإهانة شديدة لأبعد الحدود و بتكبيل اليدين و من دون الزي الروحاني و بنعال دون جوراب، و ذلك لأخذ البيعة الإجبارية مع جنابك (كمثل إقتياد مولاي حضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام بربط الحبل على عنقه إلى المسجد للبيعة مع الخليفة الغاصب) و أتوا بي إلى محكمتك عند الحاكم المنصوب من قبلك، و كانت فترة المحكمة إنتهت بالضبط خلال أقل من خمسة دقائق ثم تم طردي بإجبار بأمره و بواسطة مأموريه من هذه المحكمة.
بمجرد دخولي الإجباري إلى هذه المحكمة، قال الشيخ علي رازيني: "عليك أن تتعهد أن تعمل وفق متطلباتنا".
قلت: " أنا عاهدت عهدا لله الواحد و بحوله و قوته و توفيقه جل و علا أعمل وفقا لأوامره حيث يقول: "و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه". (سورة آل عمران-الآية 187)، و لا أريد أن أكون من ناكثي العهد لأبتلى بالعذاب الله تعالى الأبدي و أتعرض للعن الله القهار و لعن جميع اللاعنين حيث يقول: "فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون، لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا و يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب و لهم عذاب أليم". (سورة آل عمران- الآية 187-188)
و يقول: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون". (سورة البقرة- الآية 159) و لا عهد آخر عندي.
فقال الشيخ رازيني: أنت خالفت قول الله "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول". (سورة النساء- الآية148) و أهنت العلماء.
قلت: لماذا لا تقرأ كل الآية الكريمة حيث تقول: "إلا من ظُلِم"، أنت تستشكل علي أم على الله الحكيم؟ هل ترى نمرود إبراهيم و ترى فرعون موسى؟ و بناءا على إفتراضك بأنني أهنت العلماء الصادقين، ألم تقولوا: إن إسلامكم الذي عرضتوه للناس خلال (27) عاما هو الإسلام المحمدي الأصيل، و أن حكومتكم هذه التي تريدون أن تصدروها إلى رحاب الأرض هي الحكومة العلوية العادلة، هل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خلال عشرة أعوام من حكمه حبس و عذب و أسقط أحد من الحياة بمجرد إهانة أحد له صلى الله عليه و آله و سلم؟ و هل أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام خلال خمسة أعوام من حكمه سجن أحد من أشد معارضيه و أعدائه و مهينيه؟ و هل حرمه و حرم أفراد عائلته من أبسط الحقوق الإنسانية التي مارستموها أنتم خلال فترة (27) عاما مع معارضيكم؟
هل أنت تستشكل علي أنا العبد الحقير لله المتعال أم تستشكل عل الله سبحانه الذي قسَّم علماء الدين في قرآنه الكريم إلى فئتين مختلفتين حيث قال: إن فئة من العلماء، طالبون للدين و هم الذين في سبيل الدفاع عنه يفدون أنفسهم له، و لديهم أعلى المنازل بعد منازل الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، و هم تالي تلو العصمة مثل حضرة أبا الفضل عليه السلام و حول هذه الفئة من علماء الدين قال: "إنما يخشى الله من عباده العلماء". (سورة الفاطر- الآية 28)
و فئة من العلماء، يعبدون أهوائهم، و طالبون للدنيا و بياعون للدين الذين وصفهم بالكلب و الحمار فقال: "و اتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث". (سورة الأعراف، الآية 176)، و "كمثل الحمار يحمل أسفارا". (سورة الجمعة –الآية 5)
إن الله القهار قد عبَّر عن هذا القسم من علماء الدين بالظالمين و الضالين و المضلين للأفراد و المجتمعات الإنسانية و لعنهم: "ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله و يبغونها عوجا". (سورة الهود- الآية 17- 18)
ألم يمارس الظلم بحقي بجرم الدفاع عن كيان الإسلام و بيان حقائق الدين و إعانة المظلومين و خصم الظالمين طيلة (27) عاما بعد إنتصار ثورتكم المنكوبة، حيث اعتقلتموني أربع مرات و حبستموني بما يقارب ال (9) أعوام تحت أشد الظروف في الزنزانات الإنفرادية المرعبة و تحت التعذيب، و حتى أصدر أمر قتلي مرتين من خلال تطميع و وعد تخفيف العقوبة للسجناء القتلة و الأشرار في السجن، و إعتقال و حبس أبنائي و بعض أقاربي من دون أدنى جرم "إلا بغضا لي" و الهجوم الوحشي لرجال و نساء وزارة المخابرات على منزلي و مكتبي و مكتبتي في ظلمات آخر الليل، و نهب مؤلفاتي التي كتبتها طيلة حوالي نصف قرن بمشقة كبيرة، و نهب الأموال و الكتب و الممتلكات الشخصية و... التي كتبتها في الرسالة المفتوحة إلى سلطات النظام بشكل مجمل؟
إنكم ترتكبون أسوأ الظلم في تاريخ البشرية بإسم الدين، و الأسوأ من ذلك لا تتحملون أدنى صوت و أقل نفس يتنفسه المظلوم؟ إنكم بواسطة غصن شجرة الإسلام صنعتم فأسا و بإسم الإسلام تقطعون جذورها، و تستصرخون بالعدالة، و تريدون بكل قواكم الراكبة و الراجلة أن تصدروا عدالتكم هذه إلى كل رحاب الأرض؟!
يا أيها السيد الشيخ علي رازيني! بالحتم اليقيني لا أنا و لا أنت بعد أربعين عاما لسنا على قيد الحياة، توجد يوم قيامة و الحاكم بيننا هو الله الواحد.
و في هذه الأثناء الشيخ رازيني و من دون أن يرد على الأسئلة إتصل بالهاتف، فدخل رجل الأمن بسرعة إلى المحكمة، فقال رازيني له: خذه ( مشيرا إلي) !
بعد توقف قصير في خارج المحكمة، إقتادني أربعة من الرجال العنيفين لمحكمة رجال الدين الخاصة، جرّوني بهتك حرمة و إهانة و اقتادوني إلى السيارة مكبل اليدين، و مع شرطي الأمن و أعادوني إلى السجن المؤقت القسم الخاص لرجال الدين.
و في المرة الثانية بتاريخ (11/4/1385 [ 6 جمادي الثاني 1427] ) أخذوني مكبل اليدين و من دون الزي الروحاني و بالإجبار و الإهانة إقتادوني إلى المحكمة الخاصة لرجال الدين، من أجل إبلاغ الحكم الصادر بغير ما أنزل الله و اللاإنساني و المنافي للمقررات الدولية، و موضوع الجرم كان حسب عادة النظام منذ الإنتصار المشين للثورة و إلى الآن الذي إتهم به أكبر مراجع التقليد و الآيات العظام و العلماء الحقيقين لدين الإسلام المبين و المفكرين الأحرار و... هي الإتهامات الكاذبة "العمل ضد الأمن القومي، و إهانة العلماء و نشر الأكاذيب و..."، و أصدروا حكم السجن لعام إضافة إلى حساب (798) يوم من الإعتقال المؤقت الذي أصبح من حيث المجموع ثلاثة أعوام و شهرين و أبلغوها لي، فنفيت شفويا تلك الإتهامات الكاذبة و الحكم المتناسب له، ولكن السيد قاسم ورزدار، المبلغ للحكم، منعني من كتابة النفي على ورقة الحكم حيث سحبها من يدي بعد أن كتبت الآية (187) من سورة آل عمران.
و بعد ثلاثة أشهر من إبلاغ هذا الحكم، عند حوالي الساعة 11 لصباح الأحد (16/7/1385 [14 رمضان 1427]) دخل الشيخ جعفر قدياني المدعي العام لمحكمة رجال الدين الخاصة مع عشرة من مرافقيه دخلوا الغرفة رقم (2) للسجن المؤقت من القسم الخاص في سجن إيفين حيث كنت محبوس فيه، بعد جلوسهم جميعا في الغرفة الصغيرة (مكانا ضيقا) قال الشيخ قادياني لمرافقيه: إنني لست مسؤولا عن ملف الشيخ رستكار، لقد أرسلوه من محكمة قم الخاصة إلى طهران و هو متهم بالوهابية، و في طهران أصدر الحكم بحقه (دون ذكر فترة الحكم)، و نحن سنعيدك إلى قم.
فقلت لمهران يوسفيان رئيس قسم التحقيقات و العمليات للنيابة العامة لمحكمة رجال الدين في طهران الذي كان بين المرافقين، و كان جالس في الغرفة رقم (2) عند أجزاء من كتاب تفسير البصائر الكبير، قلت له أعطني الجزء (44)، و حينما أخذته قلت: إن هذا الجزء (44) طبع و نشر عام 1358 [1400ه .ق]، و فتحت الصفحة 480 الذي كان فيه عنوان "الفرقة الوهابية"، قرأت و شرحته له، ثم قلت للشيخ قدياني و مرافقيه: "هل كاتب هذا الكتاب وهابي؟!" فخرجوا مطئطي الرأس من الغرفة.
حقا إن التاريخ يتكرر دائما، حينما كان أنبياء الله و خلفاءهم حقا و تابعيهم صدقا كانوا يدعون الجميع إلى صراط الله و الإبتعاد عن السبل الأخرى من أجل الوحدة بين الأمم "و إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون". (سورة الأنعام- الآية 153)، و من أجل تنمية المواهب و البصائر و المعرفة لدى الأفراد، و إصلاح المجتمعات البشرية، كانت السلطات اللئيمة و القادة الجبابرة كفراعنة الزمن يتهموهم بتهمة بث التفرقات بين الأمم، و يصفوهم بالمفسدين في المجتمع. "إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد". (سورة غافر- الآية 26).
و مع أنهم كانوا بأنفسهم مبدأ الفتنة و الفساد و التفرقة بين الأفراد و المجتمع كانوا من جهة يعرفون أنفسهم بهداة المجتمع و يحركون الناس عليهم، و من جهة أخرى كانوا يدعون رسل الله و خلفائهم حقا و أتباعهم صدقا يدعوهم إلى الكفر و عبادة الأصنام و الشهوات و البطن و الشهرة و المشاركة في جرائمهم، و في حالة العصيان عن مطالباتهم الشيطانية، كانوا يهددوهم بالسجن و القتل و النفي و الحرق و الحرمان من الحياة الإنسانية و الرجم و ... : "قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين- قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين". (سورة الشعراء 29- 116). "و قال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين". (سورة إبراهيم- الآية 13). "لئن لم تنتهوا لنرجمنكم و ليمسنكم منا عذاب أليم". (سورة يس- الآية 18).
نعم، إن رافع راية الحرية و التحرر حضرة أبي عبدالله الحسين عليه السلام الذي قام لإصلاح دين جده صلى الله عليه و آله و سلم، حكم عليه بالقتل بتهمة الخروج عن دين جده.
إنني و في الجزء الأول من تفسير البصائر الكبير، ص 197-198 الذي طبع و نشر أواخر عام (56 [1398 ه .ق] ) و قبل إنتصار الثورة المملوءة بالنكبات، و في الجزء الستون ص 1038 لهذا التفسير الذي طبع و نشر عام 1371 [1413 ه .ق] )، و في جميع كتبي الفارسية و العربية، دعوت جميع الأديان و المذاهب و الشعوب المختلفة في العالم، دعوتهم إلى الله الواحد، و إلى الرسول الخاتم محمد المصطفى و أهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، و إلى آخر كتاب سماوي (القرآن المجيد)، و إلى الوحدة و الأخوَّة الإيمانية، و وفقا للقرآن المجيد إلى سبيل الحق الإلهي الواحد: "و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه"، و حذرتهم عن التفرقة و الإختلاف: "و لا تتبعوا السبل...". (الأنعام- الآية 153).
يقول السيد خامنئي: لدينا أدلة كثيرة على أنه (رستكار) يتقاضى الأموال من الأعداء و الأجانب، و يطبع كتب تؤدي إلى التفرقة و الخلافات، ولكن حتى الآن لم يدلي بأصغر دليل على إثبات إدعائه الكاذب فحسب (رغم إمتلاكهم الآلاف من الرسائل من الداخل و الخارج و المراقبة و الإنصات على الهاتف و سائر المعلومات العامة و الخاصة الأخرى عن طريق الجواسيس)، بل إن الشيخ محسني إيجه إي وزير المخابرات حاليا، بعد مضي أكثر من عامين من الإعتقال و الحبس في السجن، قال في مقابلته الخاصة التي بثت من التلفزيون بعد الساعة (11) مساء الأحد 30/11/1384 [20 محرم الحرام 1427]، و في رده المعد سلفا على سؤال المذيع قال: ليس لدينا أي دليل على إرتباطه (رستكار) مع أي حزب أو فئة سواء في الداخل أو الخارج.
نعم، إذا كان والعياذ بالله تعالى قد خرج سيد الأحرار حضرة أبي عبدالله الحسين عليه السلام بجرم قيامه من أجل إصلاح دين الإسلام المبين خرج عن دين جده و حكم بالقتل، فإن كاتب التفسير البصائر الكبير أيضا بجرم بيان حقائق دين الإسلام المبين و النضال ضد لاعبي الدين، و الدفاع عن كيان ولاية أهل بيت الرسالة صلوات الله عليهم أجمعين، و خصمه للظالمين، قد خرج عن الدين و سيستحق القتل.
بعد مرور حوالي أربعين يوما آخر، و عند الساعة الثامنة صباحا من يوم الأربعاء (24/8/1385 [23 شوال 1427])، جاء رئيس القسم الخاص لرجال الدين، و روستا رجل أمن المحكمة و دخلا إلى الغرفة (2) من المحبس المؤقت الذي كنت محبوسا فيه، و جرّوا عبائتي و أجبروني بالذهاب إلى المحكمة (كابوس الرعب) الخاصة، و بعد حوالي ساعتين من الوقوف المحقِّر و المهين في صالة المحكمة، في الساعة الحادية عشرة أخذوني عند الشيخ قدياني المدعي العام الخاص، و سخائي منفِّذ أحكام المحكمة الخاصة كان حاضرا. الشيخ قدياني أعطاني نسخة من الحكم الذي أبلغه لي السيد قاسم ورزدار، المبلِّغ لأحكام المحكمة الخاصة، في تاريخ (11/4/1385 [6 جمادي الثاني 1427] )، و قال: أنا من قبل المحكمة الخاصة في قم نيابة أبلغك بهذا الحكم، و محكوميتك هي اربعة أعوام و ثلاثة أشهر من الحبس في السجن، ثم أعطاني ورقة الحكم، و حينما نظرت إلى السطرين الأولين قلت: إن هذه نفس نسخة ذلك الحكم الذي أبلغني السيد ورزدار قبل أربعة أشهر بتاريخ (11/4/1385 [6 جمادي الثاني 1427] )، و أنا من خلال كتابة الآية (187) من سورة آل عمران المباركة أردت أن أنفي الإتهامات الكاذبة و الحكم المتناسب لها و أن أدافع عن نفسي، لكن ورزدار سحبها من يدي، و في ذاك الحكم كانت المحكومية ثلاثة أعوام و شهرين، و أردت أن أراه لكن قدياني أخذه من يدي و لم يسمح لي حتى بقراءته.
فقال سخائي: أنا منفذ أحكام المحكمة الخاصة و سأنفذ حكم الأربعة أعوام و الثلاثة أشهر، و إذا كان الحكم هو القتل و الإعدام، سأنفذه أيضا.
قلت: أولا: إن الإتهامات الكاذبة و الحكم بغير ما أنزل الله في هذا الحكم، هي نفس تهمة "خرج الحسين عن دين جده" و الحكم بقتل الإمام عليه السلام بواسطة شريح القاضي المطيع ليزيد بن معاوية لعنة الله عليهم، و الله القهار قد صرح بحكم الحاكم و القاضي (و بالتبع حكم المبلغ و المنفذ) في القرآن المبين و هو الكفر و الظلم و الفسق: "و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" (سورة المائدة- الآية44-45 و 47).
و ثانيا: هل أنت تخيف السمكة من الماء؟ إن حياتي قد تشبكت بالإستشهاد في سبيل الله الواحد، و لم أخف أو أرتعب من ذلك فحسب "ومن يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا يخاف ظلما و لا هظما" (سورة طه- الآية 112)، بل إن الشهادة عهد بيني و بين الله المنان و هي أمنيتي القديمة و من أجل نيلها أعد الأيام: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم – و بشِّر المؤمنين" (سورة التوبة- الآيتين 111- 112).
و ثالثا: كما يتبين من رغبتك و حماسك و هيجانك في إجراء أحكام بغير ما أنزل الله، واضح لو قيل لك: آتينا برأس حضرة الإمام الحسين عليه السلام! فستأتي برأس الإمام عليه السلام و رؤوس العشرات من شيعته الصادقين.
ثم قلت للشيخ قدياني: أنتم بواسطة إنتصار الثورة المنكوبة، فقدتم أنفسكم كثيرا!
السيد الخميني الذي منذ عام 41 [1962] حتى قبل إنتصار الثورة كان يقول: أنا أقبل أيادي مراجع التقليد و العلماء و الفضلاء و الطلبة و الكسبة، و إذا أهانني أو سبني أحد لا يحق لأي أحد أن يتعرض له، هل هذا كان تقبيل الأيدي حيث بعد الإنتصار قطعها جميعا بأشكال مختلفة، و لم يستطع و لم تستطيعوا أن تتحملوا أحدا يقول لكم أحد إن فوق حواجبكم أسود أو أبيض، و إذا قال أو يقول ذلك أكبر مرجع تقليد و شخصية علمية ذو تقوى و إيمان و... ، لابد أن يقضى عليه. إن الحكومة و الرئاسة تتطلب سعة الصدر و التي للأسف هي ليست عندكم حتى بمقداره الأدنى، من هنا فإنكم لا تتحملون أحدا، و حتى الله سبحانه أيضا لا تتحملوه، ذلك لأنكم قلتم مرارا: "إن ولي الفقيه يستطيع أن يعطل التوحيد و يحل أي حرام، و يحرم أي حلال، و أن حضرة ولي العصر عليه السلام أيضا يجب أن يفدي نفسه للجمهورية الإسلامية".
كمثل ما قال فرعون المستبد المطلق للنبي موسى عليه السلام: "و لئن إتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين" (سورة الشعراء- الآية 29).
إن فرعون لم يدعي هذه الولاية المطلقة التي إدعاها حتى على كليم الله موسى، لم يدعيها بعد ولادته من بطن أمه، أو قبل وصوله إلى الرئاسة و الإمارة، بل قالها بعد وصوله إلى السلطة.
لقد كتب حضرة مولى المتقين أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام في رسالته إلى قُثم بن عباس، والي مكة المبعوث من قبل الإمام عليه السلام: "و لا تكن عند النعماء بطرا و لا عند البأساء فشلا". (نهج البلاغة- الرسالة رقم 33)
يا شيخ قادياني! منذ البداية هذه هي المرة الرابعة من إعتقالي و حبسي حتى الآن و قد مضى على ذلك تسعمائة و واحد و ثلاثون يوما، و قد طرحتم إتهامات كاذبة مختلفة و متناقضة (و التي هي دأب نظامكم منذ البداية و حتى الآن و سيكون إلى نهايته حيث تنسبوها لمعارضيكم و منتقديكم)، و الآن أصدرتم و أبلغتموه لي ثلاث مرات و في فترة قصيرة أقل من خمسة أشهر أحكام مختلفة، و إلى درجة أنتم مضطربين و متحيرين و تائهين بحيث لا تعرفون ماذا تفعلون. و لابد أن يكون ذلك! أيها السيد قدياني!، سأدعوا دعاءا قرآنيا، إن أردت فقل آمين، "ربنا! إفتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين". (سورة الأعراف- الآية 89)، فقال: آمين.
في هذه الأثناء قال قدياني لي: إذهب مع السيد سخائي إلى غرفة إجراء الحكم لكي يبلغ حكمك و ينفذه، فذهبت مع سخائي إلى مكتبه، فقرأ حكما آخر كان فيه محكوميتي بأربعة أعوام و ثلاثة شهور بالسجن، فقلت: إن هذا الحكم غير ذلك الذي كان بيد قدياني الذي اُبلغ إلي مرتين، فقال سخائي: هذا هو حكمك. قلت: إذن أعطينياه لكي أدافع و أوقع! فلم يعطني و قال: نحن ننفذ هذا الحكم بحقك، نحن مأمورين و معذورين.
قلت: كم كان جيدا لو كنت تقول: أنكم مأجورين، و بالقطع إنك تقول ذلك مع نفسك أو عند الآخرين، إذا كنت مأمورا و معذورا أو مأجورا، إذن لماذا أعدمتم هويدا و نصيري [رئيس وزراء الشاه و رئيس السافاك] و العشرات من أفراد البلاط و المجلس و قادة الجيش و ... و حتى كم عدد من رجال الدين الذين دعوا للشاه مرات معدودة فقط، و عدد من السافاكيين الذين استوليتم عليهم؟ ألم يكونوا هم أيضا مأمورون و معذورون أو مأجورون؟ و حتى الكثير من أقرباءهم و أفراد أسرتهم الذين لم يكونوا مأمورين، أعدمتموهم و قضيتم عليهم و شردتموهم، و الآن يوجد حوالي خمسة ملايين لاجئ و مشرد إيراني في مختلف بلدان العالم، من هم؟
بناءا على قولك إن النمروديين و الفراعنة و اليزيديين في مختلف الأزمنة كانوا مأمورون و معذورون أو مأجورون، و في القيامة سيكونوا في صدر جلساء الجنة، و أن خلق دوزخ و العياذ بالله تعالى سيكون باطلا و خاليا عن السكنة.
أيها السيد المأمور المعذور و المأجور!، يقول الله تعالى: "تلك الأيام نداولها بين الناس" (سورة آل عمران- الآية 14).
و حضرة أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: "و اعلم أن الدهر يومان: يوم لك و يوم عليك" (نهج البلاغة- رسائل الإمام الرقم 72)
إن هذه المدوالة و المداورة كانت لفهم السابقين، و بالقطع ستكون لكم أيضا، اليوم يوم علوِّكم و صعودكم، و غدا بحول و قوة و قهر و غضب الله سيكون يوم هبوطكم و وضعكم، و سوف لا يقبل منكم أبدا عذر كونكم مأمورين، كما لم تقبلوا أنتم أيضا عذر من سبقكم.
يقول الله القهار: "أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم، متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون". (سورة يونس- الآية 23).
لا يوجد أي قوم أو شعب مستثنيا من هذه السنة الإلهية القطعية لكي تكونوا أنتم، و النسب الدنيوي ليس مطروحا في يوم القيامة لينفعكم، ذلك لأنه منقطع كليا، يقول الله تعالى: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون". (سورة المؤمنون- الآية 101).
الإبن الدنيوي للنبي نوح عليه السلام لا يعتبر الإبن الأخروي له، العم الدنيوي لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كأبولهب سوف لا يكون العم الأخروي له صلى الله عليه و آله و سلم، لقد وردت روايات متعددة عن أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السلام بأننا لا نفتخر أبدا من حيث الولادة و النسب بحضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام، بل نفتخر بولايته، من هنا فإن أبولهب مع إنتسابه لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يصبح "تبت يدا ..."، و سلمان الفارسي رضوان الله تعالى عليه بولايته أصبح "سلمان منا أهل البيت"، و يوم القيامة السيادة بالولاية لا بالولادة، و لا تكون بالعمامة السوداء التي كانت من بدعة هارون العباسي، و إلا فإن هارون العباسي المبدع لابد أن يكون جليس صدر الجنة.
و بناءا على هذا أيها السيد سخائي! لا تفرح بعذرك أنك مأمور، و لا بنسبة السيادة و العمامة السوداء التي لا مفعول لها أبدا في القيامة، إن معيار السعادة و السيادة و النجاة هو الإيمان و التقوى و ولاية أهل بيت الرسالة عليهم السلام و الصدق.
و قلت: السيد قدياني مع إسكندري وكيل النيابة العامة للمحكمة الخاصة و حسين مهرنوش، مساعد عمليات المحكمة الخاصة، جاءوا عند الساعة 11 صباح الإثنين (1/12/1384 [21 محرم الحرام 1427] )، إلى الغرفة رقم(2) للسجن المؤقت في القسم الخاص لسجن إيفين، و قال السيد قدياني: ملفك مرتبط بقم.
و أنا قلت: إذن لماذا سجنتموني (22) شهرا هنا و بهذه الظروف و لم تقيموا دعوى و وضعتموني في السجن المؤقت؟ في حين أن حسب الدستور لا يمكن أن يعتقل أحد من دون تفهيم موضوع الإتهام، و حسب قوانين السجن، لا يمكن أن يوضع شخص أكثر من شهر واحد في السجن!، أي مفكر مطلع على ماهية هذه الحكومة يشكك في: ان الدستور و القوانين و مصوبات المجلس و أمثال ذلك هي ملعبة سياسية لكي لا تقول المجتمعات الدولية و مفكري العالم: إن إيران لا تملك القانون و المقررات و المجلس و ... .
و قلت للسيد قدياني: أنتم تملكون كل شئ، لكنكم لا تملكون شئ واحد فقط، و هو الصدق، و إن الحجر الأساس لحكومتكم قد بناه معمار فاقد الصدق، و عليه سترتفع حتى الثريا معوجة و بلا صدق.
و بعد ساعة من الوقوف المهين في صالة المحكمة الخاصة، قادني سخائي و يوسفيان إلى السجن، و بالإهانة و الهتك و مصادرة كتاب تفسير البصائر الكبير و الكتب الشخصية الأخرى و حتى القرآن المجيد و المفاتيح و مقادير من الوسائل الشخصية، نقلوني من الغرفة رقم(2) من اسجن المؤقت و ذلك بالدفع بعد تسعمائة و واحد و ثلاثون يوما من الحبس فيه، نقلوني إلى القسم الخاص لرجال الدين في سجن إيفين.
أيها السيد خامنئي! هل هذا هو الإسلام المحمدي الأصيل! هل هذه هي حكومتك العلوية العادلة؟ هل تريد أن تصدر هكذا إسلاما و هكذا حكومة إلى رحاب الأرض و تبني هوى قيادة العالم في رأسك؟
يقول حضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام: إن سلبت حبة شعير من فم نملة في إقليم حكومتي ظلما، فإن إبن أبي طالب مسؤول عن ذلك. و تأسف لإنتزاع خلخال من إمرأة كافرة و...
إذا كانت حكومتك إسلامية فلابد أن تكون أسوتك حكومة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" (سورة الأحزاب- الآية 21)، و حكومة حضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام هي في إطار حكومة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، هذان العظيمان صلوات الله عليهما هل قاما بحبس و سجن و نفي و حرمان أبسط الحقوق الإنسانية و نهب و مصادرة و ... و كم كان عدد من معارضيهم الأشداء و حتى للذين قاموا بإهانتهم عليهم السلام تعرضوا لذلك؟!
و إذا لم يكن إسلاميا ففي أسوأ شكله حسب رأيك لابد أن يكون الكيان الصهيوني الذي توجه دائما على سطح العالم شتائمك و لعناتك عليهم، و برأيك لابد أن يمحى من الوجود، مع ذلك إن أقوالك و تصرفاتك و أعمالك الخشنة و العنيفة جدا مع الشعب الذي سلطك عليه لم تقبل المقارنة مع الكيان الصهيوني في مواجهته مع شعب غير شعبه، ذلك لأنك إن كنت بدل الكيان الصهيوني لم تبقي أحد من شعبك! و لهذه المكتوبة توجد أدلة واضحة و بينة كثيرة و منها صحيفتك الحكومية "إيران" بعددها (3375) الصادر يوم الإثنين 3 بهمن 1384 [22 ذي الحجة 1426] ص 5 تحت عنوان ( الكيان الصهيوني: يمكن للبرغوثي أن يجري مقابلة تلفزيونية في السجن) كتبت: "حسب تقرير وكالة الأنباء الفارسية نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية أعلن المتحدث بإسم المسؤول عن سجون إسرائيل: إن وزارة الدفاع الإسرائيلية تسمح إستثناءا لمروان برغوثي (زعيم قائمة حركة فتح) أن يجري مقابلة صحيفة على أعتاب إجراء الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية. و من المقرر أن تجرى هذه المقابلة قبل إجراء الإنتخابات مع شبكتي (العربية) و (الجزيرة) التلفزيونيتين".
يا سيد خامنئي: أقسمك بذاك الشخص الذي تحبه أو تحبه أكثر من الجميع! منذ بداية إنتصار الثورة و إلى الآن حيث كنت تحمل مسؤوليات ثقيلة، في البداية كنت في المقام الثالث، ثم أصبحت في المقام الثاني، و الآن لديك مسؤولية المقام الأعلى على هذا النظام، إلى كم شخص منحت هذه الفرصة من مختلف معارضيك في السجون؟
أنا لا أتحدث عن الستين جزء من تفسير البصائر الكبير (تفسير القرآن المنقطع النظير في العالم)، و جزئين من الرسالة العملية و العشرات من الكتب في العلوم و الفنون الإسلامية المطبوعة و غير المطبوعة التي نهبتها، و من حيث العمر في السبعين من عمري، لقد سجنتني بعد هذا الإعتقال الرابع حوالي تسعمائة و أربعين يوما في السجن المؤقت المختص لرجال الدين في سجن إيفين و بجانب أشخاص يسمون برجال الدين ولكن معظمهم لم يكونوا طلبة و لا رجال دين، بل هم أشرار و أراذل و أوباش و ... من الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة مع جرائم غير قابلة للذكر، و في أشد الظروف و التعذيب النفسي الدائم و أخيرا الجسدي، و من بدأ الإعتقال و حتى مرور (590) يوم، لم تسمح لي و لا مرة واحدة بالإتصال الهاتفي مع أقرب أفراد عائلتي، في حين أن القاتل و الزاني و اللواط و المرتد و الشرور و السارق و... بمجرد دخولهم إلى هذا السجن المؤقت الخاص لرجال الدين في سجن إيفين كانوا يستطيعون الإتصال الهاتفي مع أفراد عائلتهم وحتى مع الآخرين دون أي منع!
هل هذا هو الإسلام المحمدي الأصيل؟ و هل هذه هي حكومتك العلوية العادلة؟؟؟
أية إساءة رأيت من دين الإسلام المبين لكي تقوم هكذا بتقطيع جذر الإسلام بصراخ وا إسلاماه؟ ألا تستطيع أن تخرج ساعة واحدة من هاوية "الملك عقيم" المدللة و مستنقع "حب الشئ يعمي و يصم" و أن تسمع صوت أهل العالم و حتى المسلمين منهم الذين يقولون إن كان هذا هو الإسلام فلسنا أهله؟ و أن تنقذ نفسك و الكثير من المخدوعين من تلك الهاوية و ذلك المستنقع؟ ف إلى متى يمكن أن نبقى أنا و أنت أحياء؟
أنت جعلت من سجني أبوغريب و غوانتانامو ملعبة سياسية و وسيلة لتحميق أناس غير مطلعين عما يجري خلف الستار، و تغطية على المظالم و اللاعدالة و الجرائم الواسعة على جميع الشعب الإيراني، و لا تنظر و لا تعرف ما هو أسوأ بكثير من أبوغريب و أقبح من غوانتانامو بوسعة بلدة إيران؟ إذا كنت لا تعرف فليويل لك! و إذا كنت تعرف فمئات الويلات لك! حيث تظهر البعوضة فيلا و الفيل بعوضة و الجبل شعيرة و الشعيرة جبلا! لا ترى شعيرة عينك ولكنك ترى قعر خال شعر الآخرين أعمق من خندق (مارياناس) أعمق خندق بحري في المحيط الهادئ، و ترى خال الشعر أكبر و أطوال من جبال هيملايا؟!
أو كمثل العنز الغافل عن عورته المكشوفة دائما، ولكنه حين قفز الغنم من النهر و إنكشاف عورته في ذاك الحين يصرخ رأيت، رأيت!!!
إن المسؤول عن أبوغريب و غوانتاناموا شخص غير مسلم، أنت الذي ترفع شعار الإسلام المحمدي الأصيل و حكومة العدالة العلوية و قيادة العالم الإسلامي لماذا؟؟؟
أنت الذي كنت بصدد إسقاط النظام السابق و كنت تبني هوى الإمارة في رأسك، هل كان نظام الشاه يعاملك بهذه الصورة، كما عاملتني و تعامل مراجع التقليد العظام و العلماء الصادقين و المفكرين الأحرار؟، في حين إنني "والله و تالله و بالله" لم أسمح لنفسي لا في النظام السابق و في نظامك أن أتخيل بالإمارة و لن أتخيل، و هدفي لم يكن سوى بيان حقائق الدين، و إستبصار الناس و معرفتهم للدين، و إعانة المظلومين و خصم الظالمين و إصلاح المجتمع، يبدو أنك قد حصلت على سند الملكية الأبدية لنظامك في الدنيا من الله سبحانه و لا تتصور أبدا أي فناء لنفسك؟
لماذا؟ و لماذا؟ و مئات لماذا؟؟ و بقول مولى المتقين أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام: "أين الفراعنة و أبناء الفراعنة". (نهج البلاغة- الخطبة 181- فيض).
إذا كانت الضغوط و القمع و السجون و النفي و الإسارة و الإعدامات و الخدع و الألاعيب و الحيل عند أي حاكم يدل على قوته و عدالته و ليس على إنحطاطه و جنايته، فلماذا لا تدل الضغوط و الخدع التي كان يمارسها أمثال نمرود و الفراعنة و قارون و الشداد و هامان و الغاصبين للخلافة و بنو أمية و السائرين على نهجهم و الحجاج و منصور الدوانيقي و هارون الرشيد و المتوكل العباسي و الآلاف من أمثالهم ضد رسل الله و خلفائهم حقا صلوات الله عليهم أجمعين و ضد العلماء الصادقين و المفكرين الناطقين بالحق، لا تدل على قوة و عدالة أولئك الظالمين في تاريخ البشري، الذين كانوا يرون أنفسهم الحق و يعتبرون أقبح جرائمهم عدالة؟؟؟
يا سيد خامنئي!، حسب أدلة الإجتهاد الأربعة عند (الشيعة) لا يوجد قانون "الحكم لمن غلب" الذي يعتبر عين الإستبداد المطلق، بحيث كلما يقوله المجتهد الجامع للشرائط يكون عين الحق، فكيف بما يقوله الحاكم أن الحق تابع لرأي الحاكم، و ليس القائد تابع للحق، ذلك لأن طبع كل حاكم بلا إستثناء هو العصيان عن أوامر الله، إلا إذا كانت لديه إحدى هذه الأمور الأربعة: العصمة، و الفطرة، و الديانة، و الرؤى الأصولية لأفراد المجتمع التي تقضي عليه.
و يقول حضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام في تكذيب هذا القانون: "قالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه و في الحق أن تتركه (إن تمنعه فاصبر مغموما أو مت متأسفا)". (نهج البلاغة- الخطبة 171 و 208- فيض).
يا سيد خامنئي! فكر قليلا في قضية ذوالشهادتين و أمر درع حضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام، أو إذا وجدت على فرض المحال في هذا الزمن العصيب الذي يقمع فيه أصحاب الحق بإسم الحق، إذا وجدت شخص حر يقول الحق، فليقصصه عليك.
حقا إذا كانت المظاهرات و الإعتصامات المتوالية و الطويلة و الواسعة التي تمت في فرنسا هذا العام (1385 [2006] ) من دون أي قمع و بوصول الشعب إلى مطالباته، إذا كانت تحصل في إيران، كم كانت حصيلة القتلى و المجروحين و المعلولين و المعتقلين و المحبوسين و المعدمين و المفقدوين؟ و ألم تقمع و تقطع أصوات الجميع خلال أقل من يومين إلى الأبد و ...؟ و الذي كانت نماذجه الحي الجامعي في خوزستان و محافظة سيستان و بلوشستان و تبريز و كردستان و عدد من المحافظات الأخرى طيلة الأعوام الأخيرة؟
لقد ختم الشاه سلطتنه و تركها بعبارة واحدة: "حينما لا يريدني الشعب الإيراني بسبب تحريكات الأجانب، فإنني سأرحل"، ولكنك تقول: إذا قال يوما جميع الشعب الإيراني، ما عدا كم عدد منا، قالوا: نحن لا نريدكم، ستقول: فليمت الشعب الإيراني كله، و نحن العدد المعدود نكون أحياء، ذلك لأننا إن لم نكن، فعلى الدنيا أن لاتكون، و إذا كان الأمر دائر بين بقاء عدد معلوم منكم و بين بقاء الشعب الإيراني كله، بل و حتى كل أناس العالم، ستقول: فلنبقى نحن العدة المعدودة، و ليمت كل الشعب الإيراني و كل الناس في العالم! هل إذا كانت لديك قوة السلطات الكبيرة حاليا في العالم، ألم تظهر بحرا من دماء الأبرياء؟؟؟
يا سيد خامنئي! من الذي يستطيع من دون أن يكون مطيعا لك، أن يتنفس في هذه البلدة المنهوبة و المنكوبة ليصل إلى أبسط حقوقه، و لا تقطع أنفاسه بعد عدة أيام و لا يسقط عن الوجود؟
هل هذا هو الإسلام المحمدي الأصيل؟ و هذه حكومتك العلوية العادلة؟ و هذه الحرية التي منحت في دين الإسلام المبين من أجل نمو و إزدهار مواهب الأفراد و إستبصارهم و معرفتهم و التعرف الأصولي للمجتمع في القضايا العقائدية و الإقتصادية و الأخلاقية و التربوية و السياسية و الإجتماعية و العالمية للإسلام؟؟؟ أحاديث الحق كثيرة ولكن أين الأذن الصاغية!
و الآن أرى من الضروري أن أشير إشارة قصيرة جدا إلى بعض إنجازاتكم طيلة ال (27) عاما، و ذلك حسب الإحصائيات المنتشرة من قبل المسؤولين المعنيين بالأمر و المذكورة في وسائل الإعلام و الصحف الحكومية الواسعة الإنتشار ليكون درسا ذو عبرة و إرشاد بجد للشعب الإيراني و لنا للناس في العالم:
1- أكثر من 120 مليون ملف سنويا في إيران:
قال السيد شاهرودي رئيس السلطة القضائية في تاريخ خرداد 1383 [ربيع الأول 1415] ): "لدينا سنويا ستة ملايين ملف جديد في الجهاز القضائي و الذي يعتبر أمر غير مسبوق في العالم"، أي إن الشعب الإيراني أكثر الشعوب إجراما في العالم، و أن أكثر الجرائم تجرى في إيران.
و كتبت صحيفة إطلاعات بعددها 23739 الصادر يوم السبت 8 مهر 1385 [6 رمضان 1427] : قال قربان علي دري نجف آبادي المدعى العام في البلاد في حفل توديع و معارفة المدعي العام في قم: في العام الماضي تمت متابعة ثلاثة ملايين و 180 ألف ملف في المحاكم النيابية، و هذا المقدار يتضمن 50 بالمائة من الملفات الداخلة".
أي إن عدد الملفات الداخلية في عام (1384) في المحاكم النيابية للبلد فحسب هي ستة ملايين و 360 ألف ملف. و هذا الرقم هو ما عدا الملفات الداخلة في مجالس حل الخلافات و ملفات المحكمة الخاصة و محاكم القوات المسلحة للحرس و الجيش و الشرطة.
و كتبت صحيفة شرق بعددها (783) الصادر يوم الأربعاء 24 خرداد 1385 [17 جمادي الأولى 1427] ص 2 نقل عن السيد كريمي راد وزير العدلية و المتحدث باسم السلطة القضائية نقل الإحصائيات الدقيقة المنتهية متابعتها في عام (1384) حيث قال: "إن مجموع الملفات التي تمت متابعتها في المحاكم (ما عدا الملفات التي تمت متابعتها في محكمة رجال الدين الخاصة و القوات المسلحة للحرس و الجيش و الشرطة) كانت سبعة ملايين و أربعمائة و سبعين ألف و ستمائة و خمسة و ستون ملفا و الذي يكون مجموع هذين الإثنين (665/470/11) ملف".
و إذا تمت إضافة ملفات المحكمة الخاصة و القوات المسلحة عليها، سيكون أكثر من (12) مليون ملف، هل مع هذا العدد من الملفات السنوية في بلد ذو سبعين مليون نفوس، هل سيبقى أحدا دون ملف؟ و هل سيبقى لأحد أعصاب هادئة و أمن و ... ؟؟؟؟، من هنا فإن كل نفوس إيران سيكونوا في جميع أبعاد حياتهم غير هادئين و مضطربين و الكئيبين و عصبيين و ...، وإرتباط الأسر تتلاشى و يوميا تزداد الجرائم و الجنايات و حوادث السير و الأمراض المختلفة و ... .
و كتبت صحيفة إطلاعات بعددها (23726) الصادر يوم الخميس 23 شهريور 1385 [20 شعبان 1427] ص 13: " قال آية الله شاهرودي في خطابه خلال إفتتاح المؤتمر السنوي الثاني للإدعاء العام في البلد: إن متابعة 8 ملايين ملف في عام واحد مع بلد ذو سبعين مليون نفوس، شئ كبير جدا.
طبعا هذا الرقم هو ما عدا رقم ما يزيد على ستة ملايين ملف في مجالس حل الخلافات و المحكمة الخاصة و القوات العسكرية، أي إن إيران سنويا لديها أربعة عشر مليون ملف. للحصول على الإحصائيات المتزايدة للملفات السنوية في إيران، راجع صحيفة مأوى التابعة للجهاز القضائي، السنة الرابعة- العدد 535- الأحد أرديبهشت 1385 [ربيع الأرول 1427]، ص 8. أي إن أعلى رقم جرائم العالم هي في إيران منذ زمن أنوشيروان (الذي هو برأيك غير عادل)، لأعوام حسب نقل التواريخ المتعددة، لم يكن لديهم أي ملف، لماذا؟ ألا يعني أن المنبع هو الملوث؟ بنفسك إقرأ الحديث المفصل عن هذا المختصر. "و الناس على دين ملوكهم".
هل تريد أن تصدر جرائمك و جناياتك إلى العالم، و تبلي كافة الناس الساكنين على رحاب الأرض بتبعاتها؟؟؟؟!
2- دخول و خروج أكثر من ستمائة ألف سجين سنويا و تزايد الجرائم في إيران:
كتبت صحيفة حمايت التابعة لمنظمة رعاية السجون- العدد (907) الأربعاء 11 مرداد 1385 [7 رجب 1427]، ص 5 عن ستمائة ألف سجين يدخلون و يخرجون سنويا في السجون.
و كتبت هذه الصحيفة بعددها (972) الإثنين الأول من آبان 1385 [29 رمضان 1427] الصفحة الأولى:" كتب آية الله شاهرودي في رسالة إلى اللجان القضائية و المحاكم العامة في البلد: للأسف لقد تزايد عدد الذين يدخلون السجن بنسبة ثمانية بالمائة حسب الإحصائيات المزبورة، ".
و نقلت صحيفة إيران – بعددها (3426) الأحد 28 إسفند 1384 [18 صفر 1427] ص 13 عن الأسباب التي تؤدي إلى إرتكاب الجرائم و تزايدها في المجتمع عن لسان الدكتور حميديان المدير العام المنسق لأمور المحافظات في السلطة القضائية، و هو حقا جدير بالمطالعة و ضروري القراءة على كل إيراني. و كتبت صحيفة شرق بعددها (780) الأحد 21 خرداد 1385 [14 جمادي الأولى 1427] ص 5 عن الوضع المخزي لسجون إيران في عام 1384 [1426] بالتفصيل، و يستلزم على أي إنسان مفكر مطالعته.
للإطلاع على تزايد الجرائم و الجنايات التي تستصرخ في إيران راجع صحيفة حمايت –التابعة لمنظمة السجون- العدد 25990- آبان 1385 [شوال 1427] ص 14، و صحيفة إيران العدد 3485- الثلاثاء 9 آبان 1385 [8 شوال 1427] ص 13. و حول عدد الجرائم و الجنيات المختلفة في إيران لفترة سبعة أشهر راجع صحيفة إطلاعات الحكومية- العدد (23768) الثلاثاء 16 آبان 1385 [15 شوال 1427]، ص 13، و صحيفة قدس –العدد (5423) الإثنين 22 آبان 1385 [21 شوال 1427]، ص 9. و حول آثار السجن السيئة على عوائل السجناء و المجتمع راجع صحيفة حمايت- العدد (789) السبت، 10 تير 1385 ص 8.
و كتبت صحيفة إيران- العدد (3426)، الأحد 28 إسفند 1384 [18 صفر 1427]، ص 13: "قال الدكتور حميديان المدير العام للتنسيق بين أمور المحافظات في السلطة القضائية: إن السجن لا يستطيع أن يحل المفاسد الإجتماعية".
يا سيد خامنئي: كم كان السجن في عهد الشاه مؤثر فيك؟
و كتبت صحيفة حمايت – العدد 892، الأحد 25 تير 1385 [19 جمادي الثاني 1427]، ص 5 و 8:
"يوجد 166 ألف سجين محبوس في إيران"، و "السجن ليس بنَّاءا أبدا، بل هو مخرِّب للأفكار و للعوائل و المجتمع"، فمن المسؤول عن ذلك في إيران؟
هل هذا هو الإسلام المحمدي الأصيل؟ و هل هذه هي حكومتك العلوية العادلة؟؟؟؟ التي من خلال تصديرها تريد أن تحبس جميع الناس في العالم، و تخرب الأفكار و تسوق العوائل و المجتمعات البشرية إلى الفناء و تفسد الحرث و النسل؟
هل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خلال عشرة أعوام من حكمه مع كل أولئك الأعداء و المعارضين و المشركين و الكفار و ... من جهة، و المنافقين (الكفرة من ذوي القناع) من الداخل من جهة، هل كان لديه سجن و سجين من الخارج؟
و هل حضرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام خلال خمسة أعوام من حكمه مع كل أولئك الأعداء و... من الخارج و كذلك من الداخل، هل كان لديه سجن و سجين؟
إن عمربن الخطاب كان أول شخص أسس السجن في الإسلام في زمن خلافته حيث اشترى بيت صفوان الأمين في مكة بأربعة عشر ألف دينار و حوله إلى سجن و أسجن أفرادا فيه، و استمر ذلك في زمن عثمان، و حضرة مولى المتقين الإمام علي عليه السلام قام بتخريبه في بداية خلافته.
إن السجن هو منطق الظالمين كأمثال نمرود و الفراعنة و الشداد و قارون و عمر و معاوية و يزيد و منصور الدوانيقي و هارون العباسي و ... .
هل تريد من خلال إنتهاج نهج هؤلاء الظالمين، أن تصدر هذا المرض الفكري و الفساد في العوائل و المجتمع الإيراني المنهوب و المبتلى بالآفات و... أن تصدره إلى العالم؟؟؟
3- أكثر من 15 مليون مريض نفسي في إيران:
كتبت صحيفة إيران- العدد (3470) السبت 23 أرديبهشت 1385 [14 ربيع الثاني 1427]، ص 4:
"قال عبدالرضا كردي أستاذ في جامعة طهران: حسب الإعلان الرسمي و تقرير إدارة الصحة النفسية في وزارة الصحة: يوجد حاليا 15 مليون مريض مبتلى بالأزمات النفسية، و يجب أن لا نكون لا مبالين على هذه الإحصائية.
و كتبت صحيفة همشهري- العدد (4089) الأربعاء 29 شهريور 1385 [26 شعبان 1427]، ص 12:
"حسب إحصائية أطباء النفس في جامعة طهران، إن ربع نفوس إيران مبتلين بأمراض نفسية".
و كتبت صحيفة إطلاعات العدد(23755) الخميس 27 مهر 1385[ 25 رمضان 1427]:
"قال الدكتور خدائي رئيس مركز رازي للطب النفساني: إن (20 إلى 25) بالمائة من أفراد المجتمع مبتلين بأزمات نفسية"، لماذا؟ و ما هو منشأه؟ و كيف يمكن علاجه علاجا أساسيا؟ هل تريد من خلال تصدير ثورتك، أن تبلي جميع الناس في العالم بالمرض النفسي لكي تؤسس الحكومة العالمية على المرضى النفسيين؟؟؟
4- أكثر من أربعة عشر مليون فقير في إيران:
ذكرت صحيفة حمايت – العدد 967- الثلاثاء 25 مهر 1385 [23 رمضان 1427]، ص 15، إحصائية عبارة عن ستة ملايين ساكن في حواشي المدينة، و تسعة ملايين شخص يتقاضون الإعانة، و عشرة ملايين شخص تحت خط الفقر، و أربعة ملايين شخص لا يتلقون أي دعم.
و كتبت صحيفة همشهري- العدد 4087- الإثنين 27 شهريور 1384، ص 4: "الذين لا يمتلكون البيوت، يجب أن يحلمون بالبيت في النوم".
و كتبت صحيفة إيران -العدد 3426- الأحد 28 إسفند 1384 [18 صفر 1427]: "إعتبر الدكتور حميديان المدير العام المنسق لأمور المحافظات في السلطة القضائية، إعتبر الفقر من إحدى المفاسد الواسعة في المجتمع".
و كتبت صحيفة همشهري –العدد 3995- السبت 6 خرداد 1385 [28 ربيع الثاني 1427]، ص 2: "قال علي شمخاني وزير الدفاع السابق في حاشية مؤتمر التضامن القومي في مركز التحقيقات الإستراتيجية لمصلحة النظام: الجهود السابقة و الناشئة عن أربعة عوامل و هي: الفقر و التمييز و التحقير و التحريك في الحال الحاضر أدت بالمناطق الحدودية و الأمنية إلى درجة لا تحتاج لأي تحريك، و الشرخ الحاصل يؤدي للتحريك بأي شئ".
"تجهيز الجيش إلى محافظة سيستان و بلوشستان لقمع الجوعى بإسم الأشرار حسب قول عبدالمحمد رئوفي نجاد محافظ كرمان"، راجع صحيفة إيران- العدد (3475) الخميس 28 أرديبهشت 1385 [19 ربيع الثاني 1427]، ص 3.
و كتبت نفس الصحيفة –العدد 3478- الأحد 31 أرديبهشت 1385 [22 ربيع الثاني 1427]: "قال عبدالمحمد رئوفي نجاد محافظ كرمان: إن 60% من أسباب مشكلة الأمن تعود إلى المشاكل المعيشية و الثقافية و الفقر في هذه المحافظة".
بعهدة من حل كل هذه المشاكل و المئات من المشاكل الأخرى في أنحاء نقاط إيران الرحيبة؟
5- أكثر من ستة ملايين شاب عاطل عن العمل في إيران:
كتبت صحيفة إيران –العدد 3426- الأحد 28 إسفند 1384، ص 13: "إعتبر الدكتور حميديان المدير العام للتنسيق بين المحافظات في السلطة القضائية إن إحدى أسباب المفاسد الشاملة في المجتمع هو وجود أكثر من ستة ملايين شاب عاطل عن العمل في إيران".
و كتبت صحيفة حمايت- العدد (856) الثلاثاء 9 خرداد 1385 [2 جمادي الأولى 1427]: "أعلن العقيد علي أصغر جعفري مساعد الدائرة الجنائية ل "ناجا" عن وقوع (5/6) فقرة قتل في البلد، في حين إن مقدار وقوع القتل في البلدان الغربية هو بنسبة 30 لمائة ألف نفر من النفوس، و هذا المقدار يصل إلى (5/3) فقرة قتل في مائة ألف نفر.
و أبدى عن قلقه عن وقوع القتل العائلي و قال: إن من مجموع الجرائم الواقعة في العام الماضي، واجهنا ب (26) بالمائة من القتل العائلي. و قال: إن 40 بالمائة من القتل الواقع لديها جذور ثقافية. و وقوع القتل العائلي هو بمقدار الضعف نسب بما يجري في البلدان الغربية، البطالة إلى جانب التضخم الإقتصادي و فشل الإنتاج الداخلي، و زيادة الإستيراد..."، هل تريد من خلال تصدير الثورة أن توسع البطالة و القتل العائلي و... في العالم؟!
6- أكثر من أربعة ملايين مدمن بالمخدرات في إيران و التكلفة اليومية لذلك:
كتبت صحيفة حمايت –التابعة لمنظمة رعاية السجون- العدد 862، السبت 20 خرداد 1385 [13 جمادي الأول 1327]، ص 15:
"إتخاذ ثلاثة قرارات لفترة 27 عاما في مجلس تشخيص مصلحة النظام في أمر مكافحة المخدرات، لم يؤدي إلى تحسين الوضع فحسب، بل أدى إلى الأسوأ و زاد من ذلك، و يوجد أكثر من أربعة ملايين مدمن في إيران".
لماذا لم يستيعطوا أن يجدوا حل؟؟؟ يجب على المفكرين الأحرار و غير المدمنين و... من خلال رؤية عميقة أن يفكروا في رفع هذه البلية التي تقضي على الإنسانية و تحرق البيوت و العوائل.
و كتبت صحيفة شرق –العدد(794)- الثلاثاء 6 تير 1385 [ الأول من جمادي الأول 1427]، ص 27: "إن الإحصائية الرسمية عن عدد المدمنين في إيران إتجهت نحو التصاعد بعد إنتصار الثورة و إلى الآن"
لماذا؟ هل الذي يأكل الرطب يستطيع أن يمنع أحد من أكله؟؟؟
و كتبت صحيفة إيران- العدد 3426- الأحد 28 إسفند 1384 [18 صفر 1427]، ص 13: "قال الدكتور حميديان المدير العام للتنسيق في أمور المحافظات للسلطة القضائية: سنويا يزداد ثلاثمائة ألف شاب على جمع المدمنين في البلد".
و كتبت صحيفة حمايت- العدد 857- الأربعاء 10 خرداد 1385 [3 جمادي الأولى 1427]: قال آية الله هاشمي شاهرودي: إن المخدرات و المدمين في إيران بإتجاه التزايد".
و كتبت نفس الصحيفة –العدد 874- السبت 3 تير 1385 [27 جمادي الأولى 1427]: قال الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات، فداء حسين مالكي، صباح أمس في خطابه قبل خطبتي صلاة الجمعة في طهران: إن إيران تملك العدد الأكبر للمدمنين". و كتبت في صفحتي 1 و 3 :" أكبر عدد المدمنين في العالم هو في إيران"، و كتبت نفس الصحيفة –العدد 929- الأربعاء 8 شهريور 1385 [5 شعبان 1427]، ص 3 و 14: "كل ساعتين يموت مدمن واحد في البلد".
و كتبت نفس الصحيفة- العدد858- الخميس 11 خرداد 1385 [4 جمادي الأولى 1427]: "آية الله هاشمي شاهرودي خلال لقائه مع مسؤولي دائرة الصحة محذرا: إن مشكلة الإدمان لا تنحل بالإعتقال و الحبس، إن المدمن يلوث جو السجن أيضا.
و كتبت صحيفة إطلاعات –العدد23722- الأحد 19 شهريور 1385 [16 شعبان 1427]: "سنويا يصرف مليار دولار لمكافحة المخدرات".
و كتبت صحيفة همشهري –العدد4034- السبت 24 تير 1385 [18 جمادي الثانية 1427]، الصفحة الأولى: "سنويا يصرف 7/11 مليار دولار لصرف المخدرات في إيران".
و كتبت صحيفة إطلاعات- العدد 23778- الأحد 28 آبان 1385 [27 شوال 1427]، ص 13: "يوميا يصرف 12 مليار تومان لصرف المخدرات في إيران.
و كتبت صحيفة همشهري- العدد 3988- الخميس 28 أرديبهشت 1385 [19 ربيع الثاني 1427]: "إن خطورة المخدرات ليست أقل خطورة من الطاقة النووية".
و كتبت صحيفة إطلاعات- العدد 23725- الأربعاء 22 شهريور 1385 [19 شعبان 1427]، ص 9: "إن ضرر المخدرات لإيران و للشعب ليست أقل ضررا من الحرب".
و كتبت صحيفة همشهري –العدد 4133- الأربعاء 24 آبان 1385 [23 شوال 1427]، ص 6: "تم كشف ثلاثمائة طنا من المخدرات لفترة تسعة أشهر في إيران".
هذه المكتوبات القصيرة جدا حول الإدمان و المدمنين و المخدرات و أثره الإنساني و الإعتقادي و الإقتصادي و الأخلاقي و الفردي و الإجتماعي و ... المدمر يدل على ماذا؟؟؟
جميع المتخصصين في موضوع الإدمان و المدمنين و المخدرات، يتفقون إن أول أثر تتركه المخدرات في الإنسان هو: سلب الإرادة و الغيرة و العقيدة منه، ثم يفرض على المجتمع ميتا متحركا مدمرا للحياة الإنسانية في مختلف الأبعاد. هل تريد بتصدير الثورة أن تفرض على العالم هذا الإنسان؟؟؟!!
7- خمسة ملايين مشرد و لاجئ و هروب (5/92%) من النخب العلمية الإيرانية في العالم:
حسب الإحصائيات المنشورة من قبل المسؤولين المعنيين، يوجد حوالي خمسة ملايين لاجئ و مشرد إيراني في مختلف بلدان العالم، و 5/92 بالمائة من الأدمغة المفكرة و النخب العلمية هربت من البلد، و أكثر من مليون فتاة و فتى من الحدث و الشباب و رجال و نساء يهربون من المحيط العائلي و من بيوتهم، و هذا في حين ان بعد إنتصار الثورة الناكبة و إلى الآن نرى أن لاعبي السياسة من ذوي المكر و الحيلة و من أجل تحميق الناس و التغطية على تدمير إيران في الأبعاد المختلفة، يذرفون دموع التماسيح بإستمرار على المشردين الفلسطينيين!
لا يمكن أن نذكر الوثائق هنا ولكن نكتفي بذكر بعضها إجمالا:
كتبت صحيفة إطلاعات –العدد 23762- الثلاثاء 9 آبان 1385 [8 شوال 1427]، ص 10: "إيران تمتلك المرتبة الأولى في العالم لهروب النخب العلمية".
و كتبت صحيفة إيران –العدد 3444- الإثنين 28 فروردين 1385 [18 ربيع الأول 1427]، ص 16: " حسب تقرر منظمة الصحة العالمية: يهرب سنويا أكثر من مليون شاب حدث (بأعمار من 13 حتى 19) من بيوتهم و 71% منهم فتيات، و 26% منهم أولاد. كما أن حسب الإحصائية التي اعلنت قبل فترة من قبل المدير العام للتخطيط و البرمجة في الأمور التأمينية و الإمدادية لوزارة الرفاه و التأمين الإجتماعي: لقد إزدادت في إيران ظاهرة الهروب من المنزل إزديادا متصاعدا... "
ما هي علل و أسباب هروب الأطفال و الشباب في سن الحدث، فتيات و أولاد و نساء من البيوت و من إيران إلى البلدان الأخرى؟ لماذا نرى أن الشباب الذين تربوا في عهد النظام السابق قاموا بثورة و ذهبوا إلى الجبهات و استشهدوا و... ، ولكن الشباب المتربين في هذا النظام يهربون من البيوت و البلد أو يفسدون الحرث و النسل في البلد و يدمنون و ...؟؟؟
للحصول على إجابة قصيرة راجع صحيفة حمايت – التابعة لمنظمة رعاية السجون- العدد 936- الخميس 16 شهريور 1385 [13 شعبان 1427]، ص 6، و صحيفة إطلاعات –العدد 23692- الأربعاء 11 مرداد 1385 [7 رجب 1427]، ص 2 و3 و18. !
كتبت صحيفة شرق –العدد 785- السبت 27 خرداد 1385 [20 جمادي الأولى 1427]: "توضع إيران من حيث التصنيف في تهريب الإنسان إلى بلدان العالم، توضع في المرتبة الثالثة، و التي تهرِّب النساء و الفتيات للفحشاء و الفساد إلى باكستان و تركيا و أوروبا، و حاليا توجد أكثر من 300 آلاف فتاة هاربة. و يوميا تباع 54 فتاة و إمرأة إيرانية بين أعمار 16 إلى 25 في شوارع كراتشي (باكستان)، أما عدد النساء اللاتي يعشن تحت خط الفقر في إيران أكثر من ثمانية مليون إمرأة".
هل تريد من خلال هذه الأرقام و الإحصائيات للمحرمات و تدني الواجبات، تريد أن تصبح قدوة الحكومة الإسلامية في العالم؟ و تصدر جمهوريتك الإسلامية إلى رحاب الأرض؟ هل كان و يكون القصد من تصدير الثورة هو إرسال النساء و الفتيات و الشباب الحدث للفحشاء و الفساد و... إلى بلدان العالم؟؟؟
8- التزايد المذهل لأرقام الطلاق و إنفصام العلاقات في الحياة الإنسانية في إيران:
كتبت صحيفة همشهري –العدد 3992- الثلاثاء 2 خرداد 1385 [24 ربيع الثاني]، ص 6 حول تزايد الطلاق خلال 20 عام الأخيرة في طهران، و تحت عنوان (تحطم الرقم القياسي للطلاق في طهران): "قال إبراهيم رضواني المدير العام للأمور الإجتماعية لمحافظة طهران مشيرا إلى أن في العام الماضي تضرر حوالي مليون شخص في محافظة طهران، بشكل مباشر أو غير مباشر، من واقعة الطلاق: مع هذه الظروف سنويا يتضرر (5/1) بالمائة من نفوس البلد في محافظة طهران من هذا الأمر. و أشار إلى أن آثار التخريب النفسي الناشئ عن الطلاق أشد تخريبا من الزلزال و قال: في عام 1384 [1426] وقع 118 ألف و 552 واقعة زواج، و 22 ألف و 493 واقعة طلاق في محافظة طهران، بحيث أن في العام الماضي تم تسجيل حوالي 85 حالة طلاق يوميا في محافظة طهران...".
و كتبت صحيفة إيران –العدد 3444- الإثنين 28 فروردين 1385 [18 ربيع الأول 1427]، ص 16: "حسب الإحصائية التي أعلنت قبل فترة من قبل المدير العام للتخطيط و البرمجة للأمور التأمينية و الإمدادية في وزارة الرفاه و التأمين الإجتماعي: "تحكي عن تزايد نمو أرقام الطلاق بالنسبة للزواج".
و كتبت صحيفة حمايت –العدد 873- الأول من تير 1385 [25 جمادي الأولى 1427]، ص 3: قال: "قال المساعد القضائي لوزارة العدل في محافظة مركزي: "أرقام الطلاق في المجتمع مثيرة للقلق".
راجع أرقام الطلاق في محافظة مركزي و طهران و إيران في نفس الصحيفة- التابعة لمنظمة رعاية السجون لبلاد إيران الرحبة- العدد 912- الأربعاء 18 مرداد 1385 [14 رجب 1427]، ص 15، و العدد 954، السبت 8 مهر [6 رمضان]، ص 15 و العدد 946، الأربعاء 29 شهريور 1385 [26 شعبان 1427]، ص 15، و العدد 969، الخميس 27 مهر 1385 [26 رمضان 1427]، ص 9.
أما سائر المفاسد الإعتقادية و الإقتصادية و الأخلاقية و الإنسانية و الفردية و الإجتماعية و المشاكل و الأزمات الواسعة الإنتشار في الأبعاد المختلفة و التي لا يمكن ذكرها مع الوثائق و الدلائل التي يقدمها بأنفسهم المسؤولين المعنيين، لا يمكن ذكرها في رسالة واحدة مهما تكن طويلة، بل تتطلب عدة مجلدات من الكتب.
هنا يطرح هذا السؤال عند كل إنسان لديه أدنى فكر و تأمل، فمابالك بالمفكرين الأحرار الذين هم يجيبوا على ذلك ، مع أن الجواب يكون بين و بين أنفسهم، و السؤال هو: ما هي علل و أسباب هذا الإنفصام في العلاقات في الحياة الإنسانية في بلد إسلامي و بعد إنتصار الثورة و إلى الآن؟ و من المسؤول عن ذلك؟
مما لا ترديد فيه إن إنجازات 27 عاما من بعد إنتصار ثورتكم المشينة تتلخص في عبارة واحدة: "النمو المتنامي للمحرمات، و التدني غير المعدود للواجبات".
إلى متى يمكن من الدفن الرؤس تحت التراب و تجاهل كل هذه الجنايات و الجرائم و المظالم و تضييع الحقوق و اللاملائمات و المفاسد الأخلاقية و الإعتقادية و الإقتصادية و المشاكل الفردية و الإجتماعية و ... ؟!
(إن ذنب الصمت على الذنوب الواسعة الإنتشار لهي أثقل بكثير من الذنوب الكبيرة)، ذلك لأن الصمت من جهة يعطي مشروعية إرتكاب الذنب للمرتكب، و من جهة أخرى يؤدي إلى التجرأ و المزيد من إرتكاب الذنوب الأشد ثقلا عند المذنب، و ثالثا: يعطي الفعلية للذين يحملون أرضية إرتكاب الذنب، و رابعا: ينهض النائمون أيضا، و يحيي أرضية إرتكاب الذنب فيهم، و سائر الآثار القبيحة لصمت الذين لابد أن يذكروا حقائق دين الإسلام المبين للأفراد و للعالم وفقا للعهد الإلهي: "و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه" (سورة آل عمران- الآية 187)
يا سيد خامنئي! إن القلب المريض وكثير الدق وغير سليم في جسم، يؤدي إلى عدم التنظيم و التباين و الألم و الإضطراب و إضطراب الروح و الإضطراب في جميع أعضاء الجسم، كما أن ينبوع العين الملوث بالوحل يؤدي إلى تلويث جميع الأنهار و المجاري المنشعبة منها، إن سلطان و قائد و أمير وحاكم أي بلد و المسؤول عن معاش و إقتصاد و عدالة و أمن أي مجتمع بمثابة القلب، و إن كان مريضا و غير سليم و غير متعادل و غير مطلع، فإنه سيؤدي إلى الإضطراب و عدم الأمن و ... عند أفراد المجتمع، و بدل قطع الأعضاء لابد من إستبداله بقلب سليم، كما أن بدل تصفية الماء الملوث بالوحول، لابد من تصفية ونقاوة ينبوع العين، إن هذا القلب السليم يستطيع أن يصفي الدم و يوصله إلى جميع عروق الجسم بالمقدار المطلوب، إذا كان القلب مريضا و عاجزا و غير متعادلا، فإنه لا يستطيع أن يوصل الدم بالمقدار المطلوب إلى عروق الجسم، و في النتيجة تتعرض جميع أعضاء الجسم للفلج بسبب الإحتقان، إحداها من قلة الدم، و الأخرى من كثرته و... .
لماذا أصبح الشعب الإيراني و جميع الناس في العالم كركاب سفينة مبتلية وسط أمواج الطوفان البحري طيلة 27 عاما بعد إنتصار الثورة و إلى الآن أصبحوا في إضطراب و إحتقان و رعب؟ لأن ملاح السفينة ليس مطلع عن الملاحة، و غير متعادل و عاجز و غير موزون.
هل لازلت تشك بأنك من خلال إنجاز ال 27 عام أثبتت صدق و حقيقة مقولة ذاك المفكر الحر الذي قال "الإسلام في البلدان الغربية و الأوروبية، و المسلمين في إيران" ؟!
إختم الرسالة بكلام الله المتعال: "و إذ قالت أمة منهم لِمَ تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا، قالوا معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون". (سورة الأعراف –الآية 164).
يا سيد خامنئي!، والله و تالله و بالله! يوم القيامة لا تنفع النسبة و السيادة من دون تقوى، ذلك لأنه: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون". (سورة المؤمنون)، و إلا فإن إبن نوح و أبولهب و المئات من أمثالهم لابد أن يكونوا في صدارة الجنة.
إنني لا أزال لم أكن مأيوسا من جنابك أن تفكر ساعات مع نفسك و من دون إستشارة المتملقين ذو الألف نقاب، و أن تعود إلى ذاتك، و من أجل إسعاد نفسك، تحطم نفسك لتعتبر محطِّم الأصنام، ذلك لأن من حطَّم نفسه، سيعتبر محطِّم الأصنام، ولكن كل محطِّم صنم مثل خالد بن وليد، لا يكون محطِّم نفسه، و أن تترك هذه الإنتصابات (الإنتخابات الكاذبة)، و أن تطلب بإصرار من مراجع التقليد الصادقين غير التابعين لهذا النظام، و المجامع الدولية، و المفكرين الأحرار في العالم و إيران أن يقوموا بالإشراف، و من خلال إشرافهم التام و حفظ النظم و الأمن، يختار الشعب الإيراني المنهوب طيلة 27 عاما المملوءة بالنكبات، و بحرية تامة، يختار حكومته المطلوبة لقلوبهم المظلومة، و أن تنقذ الشعب الإيراني أيضا من نار الفتنة الواسعة المحرقة للعالم.
والسلام على من اتبع الهدى.
الرابع عشر من ذي القعدة 1427 للهجرة القمرية = 14/9/1385 في اليوم التسعمائة و الخمسون من الإعتقال و السجن في سجن إيفين بطهران.
يعسوب الدين رستكار الجويباري.
صور المرجع السجين الرستكاري إلى جانب المرجع الروحاني في تشييع المرجع الشهيد السيد محمد الروحاني