الرعب المدمر
1) اغتصاب الحرس الثوري الفتيات المجاهدات قبل اعدامهن
2) اربعين الف سجين سياسي
3) 300 الف قتيل ضحايا الحرب و60 الف قتيل ضحايا الحروب الاهلية
4) اضطهاد الامام الشر يعتمداري واعدام قطب زادة
5) غرفة الاغتيالات
6) اعتقال صهر الخميني في المانيا بسبب تهريب المخدرات
7) قصة مريم
8) الحجتية تنسف الخمينة
9) حاميها حراميها
10) التعذيب البشع في سجون الخميني
11) التاريخ يعيد نفسه
12) الخميني يرفض نداء علماء الاسلام
13) الخميني يقول : لاتلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة
14) المراهقون في جبهات الحرب مع العراق
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27))
الرعب المدمر
لقد مضى على تأليف الثورة البائسة عام ونصف عام وبسبب المرض الذي الزمني الفراش لمدة ثلاثة اشهر ومن ثم اسفار متلاحقة لم استطع تقديم الكتاب إلى المطبعة وها هو الكتاب يأخذ طريقه إلى النور بأذن الله وارادته .
ان الشهور الثمانية عشر التي مرت على الثورة البائسة وهو بعد لم يقدم للنشر كانت شهور الاحداث الجسام في ايران فقد وصلت النكبات المتلاحقات إلى القمة وازداد عدد الضحايا بصورة مرعبة والتدمير الشامل للبلاد بلغ مبلغا عظيما لا يكاد يتصوره المرء . فكان لابد من تصحيح الارقام التي ذكرناها في الكتاب سواء تلك التي كانت تتعلق بالضحايا البشرية او الخسائر المادية . وهكذا تلك الاهوال الجسام التي مرت على الشعب الايراني المسكين في غضون هذه الفترة . لقد تم تصحيح الارقام في متن الكتاب عند مراجعتنا لتصحيحه ولكن رأينا من الافضل اضافة فصل خاص في آخر الكتاب يشمل كل الاحداث المرعبة والمدمرة التي حلت بايران في الفترة التي اشرنا اليها ولذلك جاء اسم الفصل بالرعب المدمر .
(1)
اغتصاب الحرس الثوري الفتيات المجاهدات قبل اعدامهن
لقد بلغ التوحش وتدمير الاخلاق اوجه في الجمهورية التي اسسها الخميني ولدى حرسه فلم يحدث حتى في العصور المظلمة والقرون الوسطى ما يحدث الان في سجون ايران وحتى المغول والتتار وما عرف عنهم من وحشية وتدمير ورعب وارهاب لم يرتكبوا ما يرتكبه حرس الامام بالنسبة لشعب ايران .
ان هذه الزمرة المتوحشة تغتصب الفتيات المنتميات إلى ( حزب مجاهدي خلق ) قبل تنفيذ حكم الاعدام بهن . وها انا اشهد الله ورسوله بانني سمعت بهاتي اذني من شخصية دينية مرموقة · احتفظ باسمه خوفا على حياته انه قال لي والدموع تسيل من عينيه ( ان هذا الامر الرهيب والخطب الفادح يحدث في سجون ايران والخميني يعلم بما يحدث وهو صامت لا ينبس بكلمة لان الذي يهدر دماء المسلمين والمسلمات لن يأبى من هدر اعراضهم ) وقد تواترت الانباء عن ابنة احد الاطباء المعروفين والتي عثرت امها بين مخلفاتها التي حملت اليها بعد اعدامها هذه العبارة التي كتبتها على قميصها بالمداد ( يا ابتاه ان حرس الثورة تجاوزوا على شرفي سبع مرات وها انا اساق إلى الموت بلا ذنب او جرم ) .
والوقاحة الاشد والانكى هي ان حرسا ثوريا يذهب إلى ام الضحية وابيها ويقدم لهما مبلغا زهيدا يعادل عشرة دولارات ويقول لهما متبجحا ساخرا شامتا هذا مهر ابنتكم التي اعدمت وانا تزوجتها زواجا موقتا قبل الاعدام حتى لاتدخل الجنة لاننا سمعنا من كبرائنا ان الباكر لاتدخل النار فكان لابد من ازاحة هذه العقبة لدخول ابنتكم النار .
وقد حدث مرارا وتكرارا ان هذه الوحوش الكاسرة اعتدوا على اعراض المسلمات واغتصبوا الفتيات امام امهاتهن واقربائهن . ان القصة الحزينة التير يرددها الشعب الايراني في كل مناسبة هي قصة تلك الفتاة التي اعتدى اربعة حراس الثورة الاسلامية على شرفها وبحضور امها وذلك عندما داهموا بيتها لالقاء القبض على ابيها فلم يعثروا عليه وقد كانت وطأة الحادث المرعب شديد على الفتاة بحيث فقدت اتزانها واصيبت بالجنون فحملت على مغادرة ايران للعلاج ولكن العلاج لم يجد نفعا واخيرا انتحرت الفتاة بأن القت بنفسها من بناية شاهقة لكي تنسى جحيم الامام الخميني . وقد حدثني قاض الشرع في مدينة يزد الايرانية انه عندما حكم بالاعدام على احد افراد الحرس الثوري لانه داهم بيتا للسرقة واعتدى على شرف زوجة صاحب البيت خرج حراس الثورة يشيعون زميلهم المعدوم وهم يرددون بصوت واحد ( ايها الاخ الشهيد اننا سنسير على دربك ) وبعد يومين عزل الخميني قاض الشرع لانه اعدم حاميا من حماة الاسلام على حد تعبيره .
(2)
اربعون الف اعدام سياسي
لقد تجاوز عدد الذين اعدمتهم المحاكم الثورية حتى كتابة هذه السطور اربعين الف شاب وشابة وشيخ وشيخة ثلاثون الف منهم فقط من حزب مجاهدي خلق كما ان بين هذه الضحايا بضعة الاف من الفتيات والفتيان الذين لم يبلغوا سن الرشد ولكن الجلادون لم يرحموا الصغار كما لم يرحموا الكبار .
(3)
300 الف قتيل ضحايا الحرب و 60 الف قتيل ضحايا الحروب الاهلية
لقد تجاوز عدد ضحايا الحرب الدائرة رحاها بين ايران والعراق منذ اربع سنوات ثلاثمائة الف قتيل ونصف مليون معوق كما ان ضحايا الحروب الاهلية الدائرة رحاها في كردستان وغيرها تجاوزت الستين الفا واذا اضفنا إلى هذه الاعداد الاربعين الف شخصا الذين اعدمتهم المحاكم الثورية فيكون مجموع الاشخاص الذين لاقوا حتفهم في ايران منذ استيلاء الخميني على السلطة اربعمائة الف قتيل أي بمعدل ثلاثمائة قتيل في كل يوم وقد بدا واضحا وجليا وبعد ان رفض الخميني الصلح مع العراق اكثر من مرة ان ثلاثمائة قتيل في كل يوم لاتروى عطش الامام في اراقة الدماء فهو يطلب المزيد ثم المزيد .
(4)
اضطهاد الامام الشريعتمداري واعدام صادق قطب زادة
لقد كان الامام الشريعتمداري مضطهدا منذ سنتين ولكن هذا الاضطهاد بلغ اوجه وبلغ مرحلة لم تحدث لها نظير حتى الان في تاريخ المرجعية الاسلامية في ايران وفي غير ايران . فقد اتخذ الخميني مؤامرة قطب زادة الفاشلة ذريعة للبطش بالامام الشريعتمداري وازاحته تماما من الطريق . فقد اتهم الشريعتمداري بالاشتراك في المؤامرة تلك وقد بلغت الوقااحة والخسة بالجلادين المعروفين الشيخ صادق الخلخالي واللاجوردي ان ذهبا إلى دار الامام وطلبا منه ان يعترف بالاشتراك في المؤامرة وتمويله لها وعندما نهرهما الشريعتمداري بشدة صفع اللاجوردي الامام البالغ من العمر ثمانين عاما ثم قال له سنغتصب عرضك امام عينيك اذا لم تقل ما نمليه عليك وهكذا ارغم الامام ان يقول ما اثلج صدر الخميني واذاعت التلفزة والراديو اعترافات الامام حسب ادعائها ولم يقنع الخميني بكل هذا بل امر بوضع الشريعتمداري تحت الحراسة المشددة في بيته لايزور ولايزار وعندما طلب الامام الشريعتمداري السماح له بالسفر إلى خارج ايران للعلاج من مرض السرطان رفض الخميني ذلك قائلا فليعالج داخل ايران .
اما قطب زادة فقد اعدمه الخميني ولم يرع فيه السنوات العشرين التي افناها في خدمته وقد ابنه الرئيس ابو الحسن بني صدر بقوله "هنيئا له فقد لاقى حتفه على يد اشقى اهل زمانه " حقا لقد صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم " من اعان ظالما سلطه الله عليه . "
(5)
غرفة الاغتيالات
لقد اسست غرفة الاغتيالات في دائرة ساواما التي حلت محل السافاك القديم . ويشرف على اعمال هذه الغرفة احمد الخميني ابن الامام الخميني والشيخ صادق الخلخالي واللاجوردي المعروفين ومهمة هذه الغرفة اغتيال المناوئين السياسيين للنظام في خارج ايران . ولهذه الدائرة ميزانية خاصة لا علاقة لها بميزانية الدولة بل تتصل مباشرة بميزانية الخميني الخاصة حتى تبقى اسرارها واعمالها سرية لايعرف بها احد الا الله والاشخاص الثلاثة المشرفين عليها .
رحم الله قائل هذا البيت
افضل من افضلهم صخرة
لاتظلم الناس ولاتكذب
(6)
اعتقال صهر الخميني في المانيا بسبب تهريب المخدرات
لقد شاء الله ان يفضح هذا النظام الفاجر الذي اعدم اكثر من الف واربعمائة شخصا حتى الان بتهمة الاتجار بالمخدرات امام الاجيال الحاضرة والقادمة . فقد اعتقلت في اذار هذا العام (1983) الشرطة الالمانية في دوسلدرف صادق الطباطبائي وهو صهر الخميني واقرب المقربين اليه ومرشحه لرئاسة الدولة وهو يحمل في حقيبته اليدوية كيلوغراما وستمائة غرام من الافيوان . ولم يخجل النظام الحاكم في ايران من هذه الفضيحة بل بذل قصارى الجهد للافراج عنه وهدد النظام الايراني الحكومة الالمانية بقطع العلاقات السياسية معها اذ لم يفرج عن السجين الجبيب واخيرا رضخت الحكومة الالمانية إلى طلب ايران وافرجت عن الطباطبائي حيث طار إلى طهران واستقبله الخميني مباركا له الخلاص من سجن الالمان وفي صباح اليوم التالي اعلنت الحكومة الايرانية في نشرات اخبارها هذا النبأ . " لقد تم تنفيذ حكم الاعدام بحق احد عشر متهما بتهريب المخدرات في فجر هذا اليوم " .
(7)
قصة مريم
انها القصة التي ترددها الالسن في كل مكان من ايران ومريم هي ابنة مصطفى ابن الخميني الذي وافاه الاجل في النجف (العراق) وعمرها لم يتجاوز السادسة عشر لقد جاءت الحفيدة إلى جدها وقالت له ماذا يكون الجواب يا جداه اذا قال مجتهد ورع عادل بأنك لست مسلما بسبب الاعمال التي ارتكبتها وتقليدك حرام في هذه الحالة وهنا سألها الجد بمكر ودهاء من الذي يقول هذا الكلام يا ابنتاه ؟ فأجابت الفتاة ببرائة الفتاة الساذجة المراهقة انه جدي لامي الامام الشيخ الحائري . فاكفهر وجهه الجد العجوز وقاله لها ناهرا اياها اخرجي من عندي ولاتعودي إلى داري ابدا . ولم يسمح الجد منذ ذلك اليوم ان تدخل عليه حفيدته اما الشيخ الحائري فهو الشيخ مرتضى اليزدي الرجل الذي يستسقى الغمام بوجهه ولا يختلف اثنان في علمه وورعه واجتهاده وتقواه وليس الامام الحائري هو الوحيد بين علماء الاسلام في ايران والذي قال في الخميني ما كدر صفو حياته بل هناك اعلام اخرون قالوا في الخميني المقالة نفسها ولكنهم لم يعلنوا ذلك خوفا من بطش الرجل بهم ولقد قال احد هؤلاء انه لايخشى من الخميني على نفسه ولكنه يخشى على عرضه فالامام الشريعتمداري خير نموذج لكل من اراد النيل من الخميني .
(8)
الحجتية تنسف الخمينية
الحجتيون قوة دينية تسير في شريان الشعب الايراني ومن الصعب القضاء عليها مهما حاول الخميني . وليست الحجتية ظاهرة جديدة في ايران ولكنها ظهرت على مسرح الأحداث بعد ان ملأ الخميني البلاد فسادا وشرا ونكرا باسم الدين وتحت غطاء ولاية الفقيه .
وتطلق على هذه الجماعة (الحجتية) تبركا باسم الحجة محمد ابن الحسن المهدي وهو الامام الثاني عشر للامامية في كل مكان . وعلماء الامامية قاطبة يعتقدون ان ولي امر المسلمين الذي يحق له ان يتصرف في شؤون الامة انما هو الامام المهدي الذي سيظهر بارادة الله ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت جورا وظلما وليس لاحد غيره ان يتصدر هذا المنصب ولذلك فان ولاية الفقيه التي اتى بها الخميني انما هي بدعة وضلال . وقبل ايام قليلة خطب الامام الطباطبائي القمي في جمع حاشد بمشهد الرضا عليه السلام واعلن هذا الرأي بجرأة وندد بولاية الفقيه وندد باستمرار الحرب مع العراق وقال ان الدماء التي تراق في ساحات القتال كلها برقبة الخميني وهو المسؤول عنها امام الله كما ان رفض الصلح الذي اقترحه العراق اكثر من مرة انما هو خروج على دستور الاسلام .
وقد اراد الخمينيون ان يبطشوا بالامام الطباطبائي بعد هذا الموقف الشجاع ولكنهم لم يستطيعوا لما يتمتع به من شعبية عظيمة في البلاد ثم ان الامام الطباطبائي كان زميلا وندا للخميني في نضاله ضد الشاه وسجن معه في زنزانة واحدة اربعين يوما وبعد ذلك حمل الخميني على مغادرة ايران ليسرح ويمرح في ارض الله الواسعة قرابة خمسة عشر عاما اما الامام الطباطبائي فقد قضى كل هذه الفترة في سجن الشاه او قيد الاقامة الجبرية في مناطق نائية من ايران ولذلك لم يكن من السهل اخماد صوت الامام الطباطبائي القمي كما اخمدوا صوت الآخرين من الشخصيات الدينية الكبيرة .
(9)
حاميها حراميها
لقد وصل الاستهتار في سلب اموال الشعب وممتلكاته في ظل النظام الحاكم إلى مرحلة خطيرة لابد من تسجيلها للتاريخ . فاللجان الثورية والمحاكم الثورية ليستا الوحيدتان في سرقة اموال الشعب وممتلكاته.
ويبدو واضحا وجليا ان تلك الطبقة التي كانت تمد يدها إلى هذا وذاك بالامس القريب لملء بطنها لم تقنع بمئات الملايين التي سرقتها من اموال الشعب باسم حماية المستضعفين بل ابتكرت اسلوبا بشعا آخر لسرقة اموال الامة .
فالقابضون على السلاح في ايران يرسلون المسلحين في اناء الليل إلى دور الاغنياء ليسرقوا النفيس والغال منها واذا ذهب احدهم إلى السلطة يشكو مما حل به اصابه من الاذى والشر ما جعله يردد قائلا رضينا من نوالك بالرحيل .
واما قصة العمولات التي يقبضها احمد الخميني وصهره صادق الطباطبائي من الشركات الاجنبية التي يستوردون منها الاسلحة والاغذية والحاجات الاخرى فانها تفوق الخيال .
ان الضالعين بشؤون ايران الداخلية يعتقدون ان الاموال التي سرقها احمد الخميني وبطانته وصهره في اربعة اعوام من عمر الزمان يفوق ما استولى عليه الشاه واسرته في ثلاثين عاما من حكمه باضعاف مضاعفة .
(10)
التعذيب البشع في سجون الخميني ابشع من سجون السافاك
ان انين السجناء السياسيين تحت التعذيب في سجون الامام الخميني يسمع الصم وينطق البكم . ان الاعمال الوحشية والربرية التي ترتكب بحق السجناء تفوق كثيرا على ما كانت تحدث في سجون السافاك بل حتى في سجون بوكاسا في افريقيا الوسطى . ان حديث الناس في مجالسهم ونواديهم تدور غالبا على اولئك الذين اصابتهم لوثة عقلية بسبب التعذيب الذي تعرضوا له على يد الحرس الثوري وقد اصبح شفائهم متعذرا لهول العذاب الذي لاقوة من حراس الاسلام على حد تعبير الامام الخميني .
ان قلع الاظافر وحرق الجسد بالسيجار والجلد حتى الاغماء وهكذا التجويع والتعطيش امر رائج في سجون الخميني ولكن الابشع والانكى هو تعذيب الاطفال الرضع امام امهاتهن لاخذ الاعتراف منهن اما ما يلاقيه افراد حزب مجاهدي الخلق على يد هذه الوحوش الكاسرة فقد تفوق الخيال .
ان الشرط الاول والاخير لمن اراد من افراد هذا الحزب ان يظهر الندم وينجي نفسه من الاعدام هو ان يعرف اثنان من افراد حزبه للسلطة وان يطلق النار بنفسه على واحد من افراد الحزب عندما يحكم عليه بالاعدام . واخيرا افتى الخميني بتوقيعه على سحب دم المحكومين بالاعدام في محاكمه الثورية حتى يستفاد منه جرحى الحرب مع العراق . انه امر لم يحدث حتى في سجون هيتلر بالمانيا ولا في سجون ستالين في روسيا .
(11)
التاريخ يعيد نفسه
ارى من الضرورة بمكان ان اسرد هنا حديثا دار بيني وبين الخميني عندما كان لاجئا في العراق دخلت عليه في غرفته في النجف الاشرف فرأيته مهموما مغموما حزينا كئيبا فسالته عن سبب حزنه وهمومه فاجابين انه يلاقي من ايادي الشاه الامرين وان انصار هذا الاخير بين رجال الدين الايرانيين ولا سيما انصار الامام الحكيم اقوياء يشلون كلما يريد القيام به واضاف ان امله في ازاحة الشاه اصبح ضعيفا لان الشعب الايراني بدا وكانه مل من القيام بعمل حاد ضده ولاسيما المرجعية العامة المتمثلة بالامام الحكيم تساند الشاه وتؤيده وهذا سند عظيم للنظام الايراني . قلت له ليست العبرة بما تسمعه وتراه هنا بقوة الشاه الظاهرية فانها قوة السيف التي اذا التقي باقوى منه انهار وسقط ان مايحدث الان في داخل ايران يحكي بوضوح ان النظام منهار معنويا وقد وصلت الحالة بالشاه الذي كان الشعب يحبه ويحترمه ويجله انه يتسكع من هذا وذاك كلاما في مدحه ومآثره ان الشاه الذي كان يخاطبه الامام البروجردي العظيم بالشاه نشاه وخلد الله ملكه وصل إلى مرحلة من الضياع بحيث يأبى اصغر رجال الدين منزلة ان يجيب على تحيته وانا واثق تماما ان أي نظام يسقط معنويا لابد وان يسقط عمليا ايضا ولكن الامر بحاجة إلى بعض الوقت .
فكر الخميني مليا ثم قال لي ان ما تقوله صحيح تماما ولكن من المؤسف ان اكثر الناس لايدركون مغزى هذا الواقع اني اخشى ان يدب اليأس إلى نفوس الناس .
قلت له لاتخشى ولا تحزن فلا يسقط حق ورائه مطالب .
كان هذا الحوار في عام 1971
وبعد اثنتي عشرة سنة من ذلك اليوم يعيد التاريخ نفسه واذا بالخميني الذي حل محل الشاه بعد اللتيا والتي وكان في بداية ايامه مظهرا من مظاهر الوحدة الوطنية وحب الشعب والتفاني في سبيله يصبح مظهرا من مظاهر القسوة والتوحش والفرقة وسفك الدماء . ويصل حقد الشعب عليه وعلى نظامه واركانه إلى مرحلة لم يحدث لها مثله نظير في تاريخ ايران حديثا وقديما . فاذا به سجين الشعب في جحره بقصبة جماران واركان نظامه بين مقتول ومعوق على يد الشعب الثائر وما بقى منهم لائذون في جحورهم من غضب الشعب واذا ساروا في الشوارع ساروا بسيارات الاسعاف لتمويه هوياتهم .
وفي خلال اربعة اعوام فقط من عمر هذا النظام استطاع ابطال من ابناء الشعب البررة الصامدين ان يرسلوا إلى الدرك الاسفل من النار اكثر من مائة وخميسن رأسا من رؤوسهم الكبيرة والماكرة .
ولم يحدث قط في تاريخ اية امة من الامم في حاضرها وغابرها ان تصل ضحايا اركان النظام الحاكم على يد الشعب إلى هذه الضخامة . انه ايذان بانهيار النظام الذي سقط معنويا وسينهار بكامله في يوم قريب لا مناص منه .
(12)
الخميني يرفض نداء علماء الاسلام
لقد اجتمع في بغداد اربعمائة عالما من علماء الاسلام في منتصف شهر نيسان من هذا العام (1983) وكانوا يمثلون اثنين واربعين بلدا فكان اضخم مؤتمر اسلامي عام يعقد في بغداد . وقد وجه المؤتمرون إلى الخميني نداء يطلبون منه ان يستقبل الوفد الذي انتخبه المؤتمر من كبار علماء الاسلام ليبحثوا معه سبل الاصلاح بين البلدين المسلمين .
وقد كان المؤتمرون من علماء الاسلام متفائلين بنتائج جهودهم الخيرة وذلك لان الرئيس العراقي صدام حسين الذي حضر جلسة من جلسات المؤتمر خاطب العلماء المسلمين بهذه العبارات التي نسجلها هنا وبنصها للتاريخ .
" لقد علمت بانكم قررتم ان ترسلوا دعوة إلى ايران وحسنا فعلتم "
" فالواجب الشرعي عندما تتهيأ الظروف يقتضي ان يستمع المسلمون "
" إلى الطرفين لكي يعرفوا الحق واين الحقيقة ونحن من جانبنا ليس"
" لدينا تعصب تجاه اية فكرة منطقية واسلامية وانسانية ، ونحن نعتبر "
" قراركم هذا يحتوي على كل المعاني التي اشرنا اليها .. ورغم اننا في "
" حالة حرب وقد يكون خلافا للمقاييس الدولية ولكناه ليست "
" نقيضة لمقاييسنا الاسلامية والعربية عندما نقول باننا نوافق "
" ونستضيف حتى الخميني نفسه في ان يحضر إلى هذا المكان مثلما"
" سبق لهذا الشعب ولهذه الارض ان استضفته 14 عام اذ ربما في"
" استضافته مرة اخرى ما يذكره بالاستضافة الاولى وما يفتح امام "
" الجميع فرص الخير والسلام والمحبة واكثر من هذا وايضا ربما خلافا "
" للمقاييس المتعارف عليها في العرف الدولي ومسئولية الدول والحكام "
" في الدول اقول مسبقا باننا نوافق على كل قرار تتخذونه في هذا "
" المؤتمر ، ومن الان نعطي الموافقة من اعلى سلطة في الدولة مع الاعتذار "
" لشعب العراق ولفقهاء القانون الدولي والعاملين في السياسة "
" والقوانين اذ ربما ينتقدون صدام حسين ويقولون كيف يجوز لرئيس"
" دولة ان يعطي قرارا مسبقا بالموافقة على امر لايقره ولا يراه ولا"
" يعرفه .. فاقول تعليقا على هذا بأن هذه الصفوة الخيرة التي جاءت"
" من كل بطاح الارض من المسلمين اذا ما اجتمعوا عل رأي فهو "
" الرأي الصواب وحتى لو كان لنا رأي آخر فلا نعتقد بأن رأينا هو "
" اصوب من رأي هذه الجماعة . واذا كل واحد منا اعتبر اجتهاده بانه "
" بديل عن الكل فليس بمقدور أي منا ان يلتقي ويتفاعل مع "
" الاخرين ولنا من تاريخ المسلمين ومن علاقات زعمائها ومفكريهم"
" وقادتهم الاوائل بما في ذلك العلاقة بين قادة المسلمين وبين الرسول "
" الكريم (r) ما يجعلنا نهتدي إلى الطريق الصحيح " .
لقد زعم كثير من اعضاء المؤتمر الاسلامي ان هذا التسامح الكبير في خطاب الرئيس العراقي سيعطي للخميني فرصة ذهبية لقبول الصلح وايقاف النزيف الدموي الذي لايرضى به الله ولا رسوله ولكن الامر المؤسف المحزن هو ان رد الخميني جاء مخيبا للآمال ورفض استقبال قادة المسلمين وفوت على نظامه وعلى نفسه خير الدنيا والاخرة ولم يقنع الخميني برفض نداء الصلح الذي وجهه اليه علماء المسلمين باسم الاسلام ومصلحة المسلمين بل اخذ يشتم ويسب العلماء الذين حضروا بغداد استجابة لنداء القرآن الكريم والواجب الديني وعبر عن المؤتمر بمؤتمر الشياطين .
لقد وجهت إلى الخميني خطابا عبر الاثير بعد ان سمعت مقالته في علماء الاسلام ختمته بهذه العبارة " واما قولك ان مؤتمر علماء المسلمين "1" كان مؤتمر الشياطين فاقول لك وكل اناء بالذي فيه ينضح " .
(13)
الخميني يقول : ( لاتلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة )
جمع الخميني خطباء المساجد واجهزة اعلام نظامه واركان حكومته وخطب فيهم قائلا : " ان مايحدث في لبنان ولا سيما بعد احتلال اسرائيل لتلك البلاد انما هي مؤامرة لصرف انظاركم إلى تلك المنطقة المنكوبة والتقليل من شأن الحرب مع العراق . ان الحرب الكبيرة هي الحرب مع العراق واما الحرب مع اسرائيل فانها الحرب الصغيرة فلذلك لاتلهيكم الحرب الكبيرة عن الصغيرة " . هكذا ساند الخميني بيغن في احتلاله للبنان وهذا هو المنطلق الذي ينطلق الخميني منه لحفظ مصالح الاسلام والمسلمين والامة العربية .
اما السبب الذي حدا بالخميني ان يخطب هذا الخطاب هو ان احداث لبنان بعد الاحتلال الاسرائيلي لها احدث رد فعل عنيف في ايران ولدى الشعب الايراني الذي بدأ يتسائل لماذا رفض الخميني اقتراح وقف اطلاق النار الذي اقترحه العراق في تلك الايام كي يكرس جهوده لمساعدة اللبنانيين في محنتهم كما انه ظهر شعور عام لدى الايرانيين بمساعدة لبنان . وجاءت تصريحات كبار المسؤولين في الدولة دليلا على اهتمام اركان النظام بما يحدث في لبنان . والخميني على عادته المألوفة ينتظر حتى يقول كل كلمته ثم يدلي برأيه ليحسم الموقف نهائيا وهكذا فعل في احداث لبنان فحسم الموقف في صالح اسرائيل . وبعد ذلك الخطاب لم يسمع احد من المسئولين اية كلمة بالنسبة للبنان ولا الصحف اشارت اليها باهتمام ولا سمح للشعب الايراني ان يبدي شعورا نحو المحنة الكبيرة التي كانت تمر بالشعب اللبناني والمقاومة الفلسطينية . وهنا لابد من تقديم الشكر الجزيل إلى الامام الخميني وذلك باسم بيغن وشارون ومن ورائهما الكسندر هيغ وزير الخارجية الامريكية المعزول والذي خطط لهذا الاحتلال .
(14)
المراهقون في جبهات الحرب مع العراق
قبل انهيار المانيا بشهور قليلة امر ادولف هيتلر بارسال الشباب المراهقين إلى جبهات القتال حتى يسد الفراغ الذي احدثه ضخامة الضحايا بين جنوده . وامر الخميني ان يسد الفراغ الموجود بين جنوده بالشباب الذين لم يبلغوا الحلم ولكن اضاف الخميني مهمة اخرى إلى مهمة المراهقين الذين يساقون إلى جبهات القتال وهي القيام باعمال انتحارية انها السير على الالغام وتفجيرها . ويبدو واضحا ان هذه المهمة التي تناط بالاغنام في اماكن اخرى من العالم لتفجير الالغام تناط في ايران الخميني وفي نظام الجمهورية الاسلامية بالشباب المراهقين السذج الذين تلتقطهم اجهزة الامام من ساحات الابتدائية والثانوية او من الشوارع ليلقوا حتفهم في المناطق الملغومة .
وهكذا نرى بوضوح ان قيمة الانسان في الفلسفة الخمينية ارخص بكثير من قيمة الحيوان . حقا ان مايحدث اليوم في ايران يجسد لنا مأساة الانتحار الاجتماعي الذي حدث في غويانا قبل خمسة اعوام ولكن بصورة اكبر واكبر ولايستبعد ابدا ان يكون القس جونس هو الذي الهم الامام الخميني ان يسير على طريقته في الطرف الاخر من الكرة الارضية ولكن بفارق واحد الا وهو ان القس قد انتحر بعد ان اباد التسعمائة شخصا الذين كانوا من مريديه وتابعيه ولكن الامام الخميني لم ينتحر بل ينتظر بفارغ الصبر ان يرى ابادة الامة الايرانية عن بكرة ابيها ليتنفس بعد ذلك الصعداء ويشكر الله على ذلك ويحمده لانه ادخل إلى الجنة امة وشعبا على حد زعمه .
لقد كان اعتراض الآباء والامهات شديدا وعنيفا حيث خرجوا في تظاهرة .
يرددون " اذا كانت هذه شهادة ومن ورائها الجنة فلماذا لم يرسل الخميني ابنه احمد او احد افراد عائلته إلى الجنة " ولكن الحرس الثوري اباد المتظاهرين باسلوبه العنيف واصدر الخميني فتوى يقول فيها " ان الاطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد يستطيعون الذهاب إلى جبهات الحرب مع العراق بدون موافقة ابائهم وامهاتهم " وهكذا افتى الخميني بما يتناقض ودستور الاسلام ونصوصه الواضحة . انها بدعة واضحة في الدين وخروج على اجماع الامة الاسلامية وفقائها .
قائل هذا البيت :
صلى وصام لامر كان يطلبه *** لما قضى الامر ما صلى ولا صاما
· هذه الشخصية الدينية هو الامام المجاهد الكبير السيد رضا الزتجاني الذي التقينا به هنا عندما كان في سفر للعلاج وقد وافته المنية عندما كان هذا الكتاب تحت الطبع . فلذلك رأينا الأفصاح عن اسمه .
"1" لقد حضرت هذا المؤتمر على رأس وفد من المجلس الاسلامي في غرب امريكا .
دولة داخل الدولة ((بحث في جذور تشكيل الهيئات المتوازية في الإدارة الإيرانية))
أكرم ديدارى
مختارات إيرانية – العدد 40 - نوفمبر 2003
تمهيد:
هذه الفقرات المطولة بقلم كاتب إيراني, يلقي الضوء على ظاهرة سياسية إيرانية بارزة تتعلق بالازدواجية في السلطة, وتهميش الحكومات التي برزت من بداية الثورة, وكان الهدف منها في البداية إقصاء أي حكم يخالف حكم رجال الدين.
والهدف منها الآن هو التعايش مع المجتمع الدولي والانفتاح على دور الجوار من خلال حكومة معلنة تخاطب الآخرين بما يحبون, مع وجود سلطة أخرى أقوى منها تمارس سياسات مغايرة لما هو معلق! للوصول إلى مصالحهم الذاتية على حساب الآخرين!! ........الراصد.
المسئولون والسياسيون في إيران قلقون من أن تصير حكومة الظل التي تسمى في المحافل الرسمية بالمؤسسات المتوازية أوسع نفوذاً وأضخم من الناحية الهيكلية من مؤسسات الحكم الأساسية والرسمية.
ومن بين السياسيين ورجال الدولة في إيران لا يوجد الشخص المستعد لأن يحدد تلك المؤسسات المتوازية وينهض للخوض في شئونها ويعتبر الجميع أن تدخل المؤسسات المتوازية يضع عقبات عدة أمام تحقيق الأهداف الإصلاحية لحكومة خاتمي.
وقد تحدث الرئيس خاتمي عن جهود تبذل للقضاء على ظاهرة الدولة داخل الدولة أو حكومة الظل، لكنه هو أيضاً تحاشى ذكر الأجهزة والمؤسسات التي تعمل بشكل متوازٍ مع المؤسسات الرسمية بالدولة على حد زعمه.
وعلى الرغم من هذا فإن هناك إجماعاً بين السياسيين الإيرانيين حول أسلوب عمل تلك المؤسسات المتوازية الذي يضع إعاقة وإفشال برامج حكومة خاتمي هدفاً رئيسياً له.
تعود بداية نشاط المؤسسات المتوازية إلى المرحلة التي تلت فتح ملف سلسلة الاغتيالات واكتشاف التشكيل المسئول عنها داخل وزارة الاستخبارات الإيرانية، هؤلاء الأشخاص المسئولون عن تنفيذ الاغتيالات متقاربون من الناحية الفكرية مع تيار المؤسسات المتوازية، ورأوا أن المجال صار ضيقاً لمواصلة نشاطاتهم الخاصة داخل وزارة الاستخبارات، فعمدوا منذ العام الماضي إلى اعتقال النشطين السياسيين, ونشطوا بشكل علني في المحافل السياسية وعلى الصعيد العام لدرجة أنهم ضغطوا على نواب مجلس الشورى الإسلامي لكي يقدموا طلب إحاطة لعلي يونسي وزير الاستخبارات أمام لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لبحث موضوع السعى لسلب سلطة وزارة الاستخبارات ومحاولة إقصائها من الساحة، تم هذا على نحو أوضح، أن النهج الذي أدى إلى وقوع سلسلة الاغتيالات قد انتقل إلى أماكن أخرى من أجهزة الدولة على حد قول محسن ميردامادي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي.
ويعتقد السياسيون أن المؤسسات المتوازية أو حكومة الظل لها أذرع طلابية وصحفية تعبر عن نفسها بشكل أوضح وتحدث أثراً أكبر على المجتمع من المؤسسات الرسمية، لدرجة أن الحديث المتداول في الساحة يدور حول أن تدخل الأذرع الطلابية للمؤسسات المتوازية هو الذي أجبر مصطفى معين وزير العلوم والتقنية على الاستقالة.
يعتقد الناقد السياسي علي رضا رجائي أن هيكل النظام السياسي في إيران مثل كثير من الدول النامية يتكون من مؤسسات عدة تسعى كل واحدة منها إلى تحجيم مجال عمل الأخرى، وهذا الهيكل ظهر كنتيجة لتنوع البنية المحيطة في المجتمع. إن التنوع الواسع وتعقد التركيبة الطبقية في المجتمع الإيراني حّول هيكل السلطة من الناحية العملية إلى أقسام متشعبة تضم وحدات مستقلة عن بعضها البعض. في مثل هذا الوضع تتعدد مراكز السلطة وتسمى بحكومة الظل في مقابل بنية السلطة الرسمية للدولة.
إن حكومة الظل تتوازى مع الحكومة الرسمية وتضم مجموعة من مراكز السلطة غير الرسمية لكنها ذات سلطة واسعة تقف الحكومتان في مواجهة بعضهما في محاولة للتحجيم المتبادل.
من الطبيعي أن يؤدي تشكيل حكومة الظل بجوار الحكومة الرسمية إلى فشل برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق نوع من عدم الرضا العام.
إن تشكيل حكومة الظل في إيران ليس قاصراً على مرحلة خاتمي فقط، فقد كانت موجودة إلى جوار حكومة مهدى بازرجان وحكومة مير حسين موسوى وحتى حكومة هاشمى رفسنجانى، وقد واجهت هذه الحكومات تحديات صعبة من جراء تشكيل حكومات الظل، لكن في حكومة خاتمي برزت هذه القضية على نحو أوضح، والحقيقة أنه على مدار جميع سنوات ما بعد الثورة الإسلامية كانت هناك حكومة ظل إلى جوار الحكومة الرسمية.
الأهواز وبوادر انتفاضة
د. عايد المناع
ما حدث يومي الجمعة والسبت الماضيين وربما ما قبل ذلك بأيام في مناطق خوزستان جنوب غرب إيران أو ما يعرف بـ "عربستان" أي أرض العرب ليس الحدث الدامي الأول ما بين قوات الأمن الإيرانية وجماهير عربية، فهذه المنطقة شهدت محاولات سابقة قامت بها حركات أهوازية مناوئة للحكم الإيراني في الأهواز لكن هذه الحركات جوبهت بقمع عنيف من قبل قوات الأمن الإيرانية والذي يبدو أنه ـ القمع ـ لم يختلف في عهد الجمهورية الإسلامية عنه في عهد الحكم الشاهنشاهي. وإذا كانت أسباب المواجهات التي تشتد حينا وتهدأ بل وتختفي أحيانا هي أسباب متكررة ومن أهمها محو الهوية العربية في المناطق العربية من خلال فرض التعليم باللغة الفارسية وتحريم التحدث رسميا باللغة العربية وتشجيع السكان العرب على مغادرة مناطقهم العربية والاستقرار في مناطق أخرى وتشجيع غير العرب وخاصة الفرس للاستقرار في المناطق العربية، وفرض إدارات حكم فارسية على المحافظات والمناطق العربية كافة، بل حتى أن سياسة التطهير العرقي التي قيل أنها كانت أهم أسباب انتفاضة عرب الأهواز في الأيام الماضية والتي نفى الإيرانيون ورودها برسالة منسوبة للرئيس محمد خاتمي، هذا التطهير كان من أسباب مواجهات سابقة قبل قيام الحكومة الإسلامية الإيرانية في أوائل عام 1979 ويبدو أنها لا تزال مستمرة، هذه باعتقادنا الأسباب المبررة للمواجهات لكنها ليست السبب الحقيقي الذي نعتقد أنه لا يقل عن حصول العرب على حكم ذاتي مماثل لما يتمتع به أكراد العراق قانونيا.
وفي ظل هذا النوع من الحكم فإن عرب الأهواز يطمحون أن يديروا شؤونهم الداخلية بأنفسهم وأن يعلموا أبناءهم اللغة العربية وأن يتعلموا بهذه اللغة دون أن تفرض عليهم اللغة الفارسية قسرا. ليس هذا فحسب بل أنهم يريدون أن تتجه نسبة كبيرة من عائدات النفط التي تحتويها حقول بلادهم إلى مشاريع التنمية لمناطق الأهواز التي تعاني من الفقر والبطالة وتفشي الأمية وتردي الخدمات وسوء البنية التحتية.
مطالبة الأهوازيين بالحكم الذاتي هي الحد الأدنى فإذا لم تتحقق بعد ثمانين عاما من الضم الإيراني فلن يكون مستغرباً أن تتحول التظاهرات المطالبة بحقوق وطنية ضمن الدولة الإيرانية إلى انتفاضة قومية تطالب بقيام وطن قومي حر ومستقل. والأهوازيون يعرفون أن هذا حلم يصعب تحقيقه إذ إن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية سارت على خطى الشاه وأسلافه ولم تتنازل عن أي بقعة احتلها الأباطرة.. وإذا كانت الأهواز قد تم احتلالها وضمها عام 1925 فإن جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى التي احتلها الشاه عام 1971 لا تزال الجمهورية الإسلامية تصر على رفض حتى التحكيم الدولي لوضع حد للنزاع حولها، وإذا كان الأهوازيون قد أحبطوا خطط صدام حسين لجرهم إلى جانبه في أثناء حربه مع إيران وإذا كانوا قاتلوا دفاعا عن الجمهورية الإسلامية فإنهم لا شك يعلمون أن أقصى طموحاتهم هو الحصول على حكم ذاتي ضمن الجمهورية الإسلامية، لكن هذا إن لم يحصل وليس هناك ما يشير إلى إمكانية حدوثه فإنه حتما سيشجع القوميين الأهوازيين على تحسين الأجواء من خلال تحريض الجماهير المغبونة على رفع مطالبها الحياتية والوطنية.
ومن خلال الفعل ورد الفعل فإن الانتفاضات السلمية قد تتحول إلى صراعات مسلحة في ظل الأجواء الدولية الحالية التي نعتقد أن نشطاء الحركات الأهوازية يفهمونها جيداً ويجيدون الاستفادة منها فإن إيران لن تكون طليقة اليد كما كانت في سالف الأزمان. فالأهواز المنتفضة هي الآن جارة لصيقة للولايات المتحدة التي تتمركز جيوشها في العراق وفي أفغانستان وأماكن أخرى قريبة وبالتالي فإن الدعم الأمريكي للأهوازيين أمر محتمل، بل إن ما نخشاه هو أن تكون انتفاضة الأهواز مبررا تبحث عنه الإدارة الأمريكية لإزالة العوائق المادية ما بين وجودها في العراق ووجودها في أفغانستان.
نتمنى أن تتحرك القيادة الإيرانية لحل مشاكل شعوبها بوسائل سلمية وحضارية وليس بالوسائل القسرية العدوانية وأن تدرك هذه القيادة أن جاريها السابقين في العراق وأفغانستان لم يصمدا طويلا أمام التدخل العسكري الأمريكي.
الوطن الكويتية
21/4/2005
مواجهات الأهواز.. لماذا الآن؟
سمير زكي البسيوني باحث في العلوم السياسية
مختارات إيرانية العدد 58 – مايو 2005
في الوقت الذي تحاول فيه إيران حشد تأييد المجتمع الدولي بخصوص الملف النووي الإيراني بعد تصاعد حدة التهديدات الأمريكية بشن ضربة عسكرية على إيران، وفي الوقت الذي تستعد فيه إيران لخوض اختبار صعب يتمثل في انتخابات رئاسة الجمهورية التاسعة في يونيو القادم، جاءت الأحداث الأخيرة بين قوات الأمن الإيرانية ومئات المتظاهرين العرب في منطقة الأهواز جنوب إيران، لتلقي بمزيد من التعقيد والأعباء ليس فقط على الحكومة الإصلاحية وهي في أواخر أيامها وإنما على كافة أركان نظام الجمهورية الإسلامية.
تبلغ مساحة مدينة الأهواز، وهي عاصمة إقليم خوزستان وسادس مدن إيران الكبرى، 375 ألف كيلومتر، وتحدها العراق من جهة الغرب والخليج العربي من جهة الجنوب الغربي فيما تحيطها من جهات الشمال والشرق والجنوب الشرقي جبال زاجروس التي يعتبرها الأهوازيون أنها خلقت على الدوام فاصلاً جغرافياً يقوي من دعوتهم بأنه لا جامع يربطهم بالثقافة والهوية الإيرانية، ويشكل عرب الأهواز أكثر من 3 ملايين نسمة أي نحو 5 % من سكان إيران.
وتقطن الأغلبية العربية في مدينة الأهواز أحياء شعبية فقيرة ومكتظة بالسكان، ومن أهم هذه الأحياء: الملاشية ورفيش وكوت عبد الله وسيد خلف والدغاغلة، وتحاصر هذه الأغلبية القسم المرفه الراقي الذي تسكنه أقلية غير عربية، وتوصف هذه الأحياء دائماً بأنها تمثل حزام الفقر العربي الاكثري الذي يطوق الوسط الراقي الأقلي لغير العرب.
وكان إقليم خوزستان يسمى قديماً إمارة المحمرة، حتى هاجمها رضا شاه عام 1925 وهو العام الذي يطلق عليه الأهوازيون عام الاغتصاب، حيث قام رضا شاه بالقبض على حاكم الإمارة الشيخ خزعل وقتله في السجن، وأطلقت إيران على الإمارة اسم خوزستان، وتخضع المنطقة عادة لإجراءات أمنية مشددة ولا تسمح السلطات بوقوع أي اضطرابات فيها، نظراً إلى أنها العصب الاقتصادي لإيران، وذلك بعد ظهور البترول في منطقة عبدان والذي يمثل نحو 90% من بترول إيران.
لم تغير الثورة الإسلامية ـ بالرغم من مدها الثوري ضد سياسات الأسرة البهلوية ـ كثيراً في حياة العرب الأهواز غير أن الفترة التي تلت انتخاب محمد خاتمي رئيساً للجمهورية فتحت الأجواء كي تصل بعض الإصلاحات إلى سكان المنطقة، حيث أصدرت الحكومة في عام 1998،وهو العام الثاني في فترة خاتمي الأولى، قراراً برفع ميزانية إعادة الإعمار وتأسيس المنشآت والمصانع الصغيرة والمتوسطة في خوزستان لتأمين فرص العمل لأكثر من مائة ألف من أبناء العرب الإيرانيين.
ورغم الأحداث الأخيرة فإن العرب الأهوازيين شكلوا دعامة للحرس الثوري الإيراني، وتصدوا للقوات العراقية التي اجتاحت مناطقهم، وسيطرت على منطقة عبدان أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية، وهناك عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني ينحدرون من منطقة الأهواز، كما أن وزير الدفاع الإيراني الحالي علي شمخاني من العرب، وفي الحقيقة لم تنشأ معارضة الأهواز بسبب بعض السياسات الحكومية فقط وإنما يرجع السبب أيضاً للطبيعة الوعرة التي تفصل الأهواز عن بقية المناطق الإيرانية التي جعلت من العسير ربطها بالمدن الرئيسية في إيران.
وقد طالب حزب التضامن الديمقراطي كثيراً باستقلال إقليم خوزستان، وعندما تقدمت إيران في نهاية عام 2003 للجامعة العربية للحصول على مقعد مراقب اعترض الحزب على ذلك، حيث طالب بمنح المقعد للإقليم بدلا من إيران، وقد وصف هذا الاعتراض بأنه محاولة من جانب الحزب للحصول على مكاسب من السلطات الإيرانية، ولكن رفض طلب الحزب لأن ميثاق الدول العربية لا يسمح للأحزاب بالانضمام كعضو أو مراقب فميثاق الجامعة بين دول وليس بين أحزاب.
تداعيات مواجهات الأهواز
بدأت أحداث الأزمة بين أهالي مدينة الأهواز بإقليم خوزستان وقوات الأمن عندما تم الإعلان عن رسالة وصفت بأنها مزورة منسوبة إلى محمد خاتمي وكانت الرسالة عبارة عن توصيات منسوبة إلى المجلس الأعلى الإيراني للأمن القومي، موجهة إلى الدكتور (أبطحي) مساعد رئيس الجمهورية ومدير منظمة التخطيط والميزانية، وتدعو إلى ترحيل عرب خوزستان وإسكان الفرس في مدن وقرى المحافظة واطلاق أسماء فارسية على المدن والقرى العربية، وذلك من خلال تهجير سكان أتراك من أذربيجان الإيرانية إلى الأهواز، والسعي لتهجير المثقفين وخريجي الجامعات والموظفين والطلاب والمعلمين العسكريين العرب الأهوزايين إلى مناطق أخرى كأصفهان وطهران وتبريز، وهذا كله بهدف جعل عدد العرب وهم السكان الأصليون في الإقليم نحو ثلث سكانها وذلك قياسا بالمهجرين من الفرس.
وقد أدى نشر الرسالة إلى اندلاع أعمال عنف عرقية ونزول العرب إلى شوارع مدينة الأهواز وقاموا بأعمال عنف وشغب، حيث قاموا بإحراق ثلاثة من مقرات حرس الخميني في مدينة الأهواز ،وامتدت الاحتجاجات لتشمل مدنا أخرى بما فيها الخفاجية والحميدية، حيث أحرق المتظاهرون محكمة "البسيتين" ومخفر كولدستان ومخفر ملاشية، وقد ترتب على ذلك قيام قوات الأمن الإيرانية بفرض الأحكام العرفية على الإقليم ،حيث استقرت المئات من وحدات الباسيج وقوات مكافحة الشغب والشرطة في المرافق والميادين العامة وأمام المباني الحكومية والبنوك التي تعرضت للنهب والتدمير من جانب سكان الإقليم.
ورغم تصريحات أبطحي التي نفى فيها أن يكون له علاقة بهذه الرسالة، وتصريحات رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي التي كانت تهدف كلها على تهدئة الأوضاع إلا أن الأوضاع قد تفاقمت لدرجة وقوع عدد من القتلى والجرحى، اختلفت المصادر الحكومية وغير الحكومية في تقديرها حيث تضاربت الأنباء حول حصيلة ضحايا المواجهات وسط صمت إيراني رسمي عن تأكيد أو نفي الأرقام، فوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أشارت إلى اضطرابات محدودة من دون ذكر ضحايا.
وفي المقابل قال الناطق باسم مركز معلومات ثورة الأهواز في لندن منصور أبو شاكر الأهوازي أن "قوات الأمن الإيرانية تستخدم الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع ضد عرب الأهواز الذين يقاتلون بالحجارة، وأن ما حدث في الحميدية كان معركة حقيقية استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة" وأضاف أن محصلة القتلى وصل إلى 30 شخصا، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن أحد قواد الأمن حسن أسد مسجدي قوله أن 137 شخصاً اعتقلوا خلال المواجهات.
وقام الرئيس خاتمي بتكليف وزير الاستخبارات على يونسي بالكشف عن الجهة التي قامت بتزوير الرسالة، بعد أن علم رئيس الجمهورية بأن أحد التنظيمات اليمينية ربما كانت وراء إعداد الرسالة لإثارة المواطنين العرب ضد مرشح الإصلاحيين الدكتور مصطفى معين في الانتخابات الرئاسية عشية سفره إلى خوزستان في جولة انتخابية.
وقد فرضت الحكومة الإيرانية حظراً إعلامياً على ما يدور من أحداث في الإقليم، ومن أمثلة هذا الحظر قيامها بإغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية لاتهامها بالمبالغة في تقدير عدد الخسائر في الأرواح وبانتقاد قوات الشرطة الإيرانية لاستخدامها العنف ضد المتظاهرين العرب. وكانت قناة الجزيرة مهددة بإغلاق مكتبها في إيران في يناير الماضي لعرضها ما وصفته إيران بتقرير تسجيلي يبعث على الانفصال، ويبرز ما يتعرض له العرب من تمييز داخل المجتمع الإيراني.
مواجهات الأهواز.. لصالح من؟
فرضت أحداث إقليم خوزستان الأخيرة تساؤلات مهمة، وكشفت في الوقت ذاته عن دلالات عدة، وقد نبعت هذه التساؤلات من عدة اعتبارات أهمها الوضع الحرج الذي تمر به إيران في الوقت الحالي سواء كان داخليا أم خارجيا، حيث الصراع المحتدم بين المحافظين والإصلاحيين على الفوز بمقعد رئاسة الجمهورية خاصة أن الإصلاحيين يعولون على هذا المنصب كثيراً للإبقاء على توازن المعادلة السياسية بينهم وبين المحافظين وذلك بعد الخسارة في انتخابات المجالس المحلية وانتخابات مجلس الشورى الإسلامي السابعة في فبراير 2004 بالإضافة إلى التحديات الخارجية التي تواجه إيران وعلى رأسها المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية القوية في تصعيد الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن تمهيداً إلى الاتهامات الأوروبية والأمريكية لإيران بعدم احترام حقوق الإنسان والأقليات، ويمكن تناول أهم دلالات الأزمة على النحو التالي:
أولاً: تصب الأحداث الأخيرة بين الأهواز والحكومة الإيرانية لصالح بعض الأطراف الخارجية يأتي على رأسها الولايات المتحدة، حيث توجه الولايات المتحدة اتهامات دائمة لنظام طهران بانتهاكات لحقوق الإنسان والأقليات، وتضع احترام حقوق الإنسان والأقليات شرطاً أساسيا ضمن شروطها لتطبيع العلاقات مع إيران.
ولهذا فقد تؤدي هذه الأحداث إلى إعطاء مزيد من المصداقية للاتهامات الأمريكية، حيث يمكنها حشد مزيد من التأييد الدولي ضد إيران بخصوص ملف حقوق الإنسان مما قد يساعدها في التفوق على إيران في الملف الأهم والأخطر وهو الملف النووي الإيراني الذي ترغب الولايات المتحدة في تصعيده إلى مجلس الأمن. وعلى الجانب الآخر تقلل هذه الأحداث وما تبعها من تطورات من مصداقية النظام الإيراني بالنسبة لموضوع حقوق الإنسان والأقليات ويزيد من الضغوط الأوروبية على إيران في هذا الشأن.
ثانياً: على الرغم من تأكيد العديد من الأصوات الإيرانية أن الأحداث الأخيرة وما تبعها من انفلات أمني تعد شاناً داخلياً إلا أن احتمال وجود أيدي أمريكية في هذا الأمر ما تزال قائمة، ومما يدعم ويقوي هذا الاحتمال أن الولايات المتحدة في مواجهتها مع إيران تدرك صعوبة، أو بمعنى أدق، ارتفاع تكلفة المواجهة العسكرية مع إيران خاصة في ظل عدم انتهائها بعد من ترتيب الأوضاع في العراق واستمرار المقاومة العراقية، ولهذا جاءت مواجهات الأهواز الأخيرة لتؤكد أن الولايات المتحدة بدأت في تبني استراتيجية جديدة في التعامل مع إيران تعتمد على تفجير ثورة الأقليات من الداخل. ( لماذا استحل شيعة العراق التحالف مع الشيطان الأكبر لإزالة البعث العراقي و لا يجوز لعرب إيران الشيعة نفس التحالف لإزالة نظام الآيات ؟؟ الراصد )
ولهذا يتبادر إلى الذهن سؤال هاماً مفاده: هل خدع النظام الإيراني؟ جدوى هذا السؤال ترجع إلى أن إيران كانت تركز على مخطط غزو عسكري أمريكي أو إسرائيلي أو الاثنين معاً عبر الجو أو البحر أو الحدود مع العراق ولكنها فوجئت بثورة من الداخل يقوم بها الأهواز. ويبدو أن واشنطن وفق هذا الاحتمال قررت نقل المعركة إلى قلب الأراضي الإيرانية، والاعتماد على خيار التغيير من الداخل وهو ما يعرف باستراتيجية الثورة الشعبية أو ما عرف بثورة الألوان التي ظهرت في جورجيا واوكرانيا وقيرغيزستان.
وتقوم الخطة الأمريكية لتغيير النظام الإيراني على تعزيز المعارضة الداخلية ومساندتها حيث تقوم الولايات المتحدة بإعداد سيناريوهات تعبئة الرأي العام الإيراني في الداخل والاعتماد على الطلاب والشباب، وتقوم الولايات المتحدة بتفعيل المؤسسات التي تعنى بتقديم المساعدات المالية. ففي الوقت الذي كان فيه اللوبي المؤيد للمعارضة الإيرانية في مجلس النواب والشيوخ يعمل على إعداد (قانون تحرير إيران) كان الكونجرس يقرر صرف ميزانية إضافية لدعم المعارضة الإيرانية بمبلغ ثلاثة ملايين دولار.
ما يقوي هذا الاحتمال أيضاً محاولات واشنطن لعقد مؤتمر إيراني وطني على طريقة المؤتمر الوطني العراقي الذي جمعت فيه كل أطياف المعارضة العراقية في التسعينيات بقيادة أحمد الجلبي، وبالطبع تحاول الولايات المتحدة جمع قوى المعارضة الإيرانية في الخارج وإيجاد وسائل لاتصال هذه القوى مع المعارضة في الداخل لتأليب الرأي العام.
ويرى البعض أن واشنطن بدأت في استخدام أسلوب التدخل في إيران وذلك كوسيلة لوضع حد للتدخل الإيراني في الخارج،فقد كشف تقرير لـ "سي آي ايه" أن إيران تستخدم في مواجهتها ضد الأمريكيين في المنطقة سلاح إثارة الخلافات المذهبية والعرقية، وهي التي تلعب دوراً في تحريك هذه الصراعات في العراق، وتهدد بنقلها لدول أخرى مثل البحرين والكويت ولبنان، وإثارة انتفاضة الإمامة في اليمن، ولهذا قررت الولايات المتحدة استخدام السلاح ذاته في إيران.
ثمة عاملين هامين يمكن أن يكونا في صالح الولايات المتحدة عند استخدام هذا السلاح، أي إثارة الصراعات الداخلية، أولهما: الاستراتيجية الخاطئة التي تتعامل بها إيران مع الأقليات، وثانيهما: الأوضاع الصعبة التي يعاني منها معظم الأقليات الإيرانية.
فالنسبة للأسلوب الخاطئ في تعامل إيران مع ملف الأقليات فهي لا تتبع أسلوباً عمليا يقوم على محاولة البحث في الأسباب الحقيقية وراء مشكلات الأقليات ومحاولة حلها، ولكنها تعتمد على إلقاء التهم على أطراف أخرى داخلية وخارجية. فعند وقوع اضطرابات تبدأ إيران في توجيه الاتهامات إما لأعداء الثورة أو ما تصفهم "بعملاء الاستكبار والجهات الخارجية والمنافقين" أما بخصوص أوضاع الأقليات الإيرانية فتكمن الصعوبة هنا أن الأمر لا يخص أقلية بعينها ولكن تواجه معظم الأقليات الإيرانية نفس الصعوبات والمشكلات.
والولايات المتحدة تدرك أن نقطة الضعف الأساسية في نظام الملالي هي الأقليات التي تعاني كلها مما تعتبره تمييزا فارسياً عنصرياً أو مذهبياً تجاهها سواء كانت من الأكراد أم العرب أم التركمان أم البلوش أم الآذريين.
ومن ثم فالأحداث الأخيرة في خوزستان يمكن أن تكون نقطة انطلاق للولايات المتحدة في خطتها الرامية للإطاحة بنظام الملالي في إيران، وتكمن أهمية منطقة خوزستان في متاخمتها للعراق حيث يمكن للولايات المتحدة في حالة اتخاذ قرار بغزو إيران أن تبدأ باحتلال منطقة خوزستان وتستغل بذلك العلاقات السيئة التي تربط الأهواز بالحكومة الإيرانية وتستفيد في نفس الوقت بالموارد النفطية الكبيرة التي تحويها المنطقة.
ثالثاً: مثلما توجد أطراف خارجية يمكن أن تستفيد من هذه الأحداث هناك أيضاً أطراف داخلية قد تحقق بعض المكاسب من ذلك حيث تصب هذه الأحداث في المقام الأول في صالح جبهة المحافظين في الانتخابات الرئاسية القادمة، فالمواطنون العرب الإيرانيون يمكن اعتبارهم من الموالين للإصلاحيين، فقد صوتوا لخاتمي في جولتي الانتخابات الرئاسية الماضيتين كما أدلوا بأصواتهم لصالح المرشحين الإصلاحيين في الانتخابات البرلمانية للدورة السادسة لمجلس الشورى الإسلامي، بينما امتنعوا عن التصويت في الانتخابات الأخيرة لمجلس الشورى الإسلامي نتيجة لرفض أهلية المرشحين الإصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور، وكان من المتوقع دعمهم لمرشح جبهة المشاركة الإصلاحية مصطفى معين.
ولهذا فرغم أن الرسالة المنسوبة إلى أبطحي كان مضمونها متعارضا مع السياسة التي أظهرتها حكومة خاتمي حيال الأقليات العرقية والدينية في إيران إلا أن الأحداث الأخيرة من الممكن أن تغير من توجهات العرب الإيرانيين في الانتخابات القادمة لصالح جبهة المحافظين.
رابعاً: تبين هذه الأحداث الإلحاح الذي يفرضه ملف حقوق الإنسان على الحكومة القادمة في إيران، فعلى الرغم من السياسة المعتدلة نسبياً لحكومة خاتمي مع قضايا حقوق الإنسان والأقليات إلا أن هذه الأحداث في هذا التوقيت سوف تفرض ضغوطاً متزايدة على الرئيس القادم أياً كان توجهه في إيجاد آلية مناسبة للتعامل مع ملف الأقليات، ولهذا فعلى الرغم من أن هناك احتمالا كبيراً أن تكون الرسالة سبب الأزمة مزورة بالفعل إلا أن حجم المواجهات ورد الفعل العنيف من جانب العرب الأهواز يكشف عن حقيقة هامة وهي أن إيران تعاني بالفعل من مشكلة الأقليات.
صحيح أنه لا تخلو دولة من مشكلات لدى الأقليات الموجودة عندها إلا أن وضع إيران الحرج وفي ظل الترقب الأمريكي والأوروبي لها يضفي على موضوع تعامل إيران مع ملف الأقليات أهمية كبيرة، وتكمن صعوبة مشكلة الأقليات الإيرانية ليس فقط في أسلوب تعامل الحكومة معها وإنما في طبيعة التركيبة السكانية لإيران.
فعلى سبيل المثال إذا أرادت إيران أن تقدم بعض الامتيازات للأهواز فإنها لا يمكنها أن تزيد أو تتمارى في تقديم الامتيازات حتى تصل إلى حصول الإقليم على الاستقلال، فنصف عدد السكان في إيران ينحدر من عدة عرقيات مختلفة مثل الأكراد والأذربيجانيين والأرمن، وبالتالي فإن فتح الباب أمام حصول إقليم خوزستان على الاستقلال يفتح الباب أمام بقية القوميات الأخرى للمطالبة بنفس الأمر.
خامساً: ثمة نقطة هامة ظهرت من خلال الأحداث الأخيرة وهي أن المد القومي بين القوميات غير الفارسية يتسع ويتطور يوماً بعد يوم حيث مهدت الظروف الناجمة عن انفتاح الأجواء السياسية خلال الفترة الماضية في إيران الأرضية المناسبة للشعوب الإيرانية غير الفارسية كي تبحث عن هويتها، وبدأت تشعر هذه القوميات بالحاجة إلى العودة للذات ولذلك بدأت هذه القوميات غير الفارسية تزيد من اهتمامها بالمسرح والكتاب العربي وإنشاء الفرق الموسيقية والمسرحية في طهران وإقامة الاحتفالات والمهرجانات الثقافية والأمسيات الأدبية والشعرية وذلك انطلاقاً من الاعتزاز بالهوية والقومية العربية.
وهكذا تبين الأحداث الأخيرة في إقليم خوزستان أن ملف حقوق الإنسان والديمقراطية والمواطنة المتساوية عند كل الأعراق والطوائف الإيرانية سوف يزداد سخونة في ظل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية التي تواجهها إيران في الوقت الحالي، ومن ثم يتعين على إيران العمل على مواجهة كافة التطورات.
فعلى المستوى الداخلي يجب على الحكومة القادمة أن تستجيب بقدر الإمكان لمطالب الاقليات الإيرانية من عرب وكرد وأرمن وغيرهم حيث تعد تلك الاقليات قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت مسببة أزمات عدة لأسس الاستقرار الداخلي في إيران.
وعلى المستوى الإقليمي يجب أن تحسن إيران من علاقاتها المتوترة مع الدول المجاورة، حيث تحاول الولايات المتحدة إقناع دول المنطقة أن هناك خطراً كبيراً سيصبح واقعاً في حالة امتلاك إيران للسلاح النووي.
ودولياً سوف يفيد تناول إيران لملف حقوق الإنسان والأقليات بشكل أكثر حكمة وإيجابية في تحسين صورتها أمام العالم الخارجي، ويسد الطريق على الولايات المتحدة في محاولتها تصوير النظام الإيراني بأنه نظام غير ديمقراطي داخلياً وأنه سيمثل بامتلاكه قدرات نووية خطراً ليس فقط على دول المنطقة وإنما على العالم أجمع.
ويبقى في النهاية السؤال المهم، هل ستتمكن إيران من تجاوز الأزمة الراهنة مع العرب الأهواز أو بمعنى آخر التعامل بشكل أكثر حكمة مع ملف الأقليات وذلك للتفرغ لمواجهتين أكثر صعوبة سوف تحددان بصورة كبيرة مستقبل نظام الجمهورية الإسلامية وهما المواجهة الخارجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بخصوص الملف النووي، والداخلية والخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية التاسعة؟
إضطهاد الأهواز في إيران
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد
إستضافت غرفة السرداب في البالتوك يوم السبت 10/4/1425هـ مجموعة من أهالي ومفكري منطقة أو إقليم الأحواز ( الأهواز ) في إيران والذي كان يسميه الفرس ( عربستان ) وعلى رأس المتحدثين الأستاذ صباح الموسوي .. وقد تحدث طويلا عن ما يعانيه أهالي هذه المنطقة - رغم كون الغالبية العظمى من سكانها من الشيعة الإمامية - من إضطهاد على يد الفرس قديما وحديثا منذ أن أحتلت في العشرينات من القرن الماضي الميلادي مرورا بعهد الملالي الفرس الرافضة والذين أذاقوا أهل هذه المنطقة سوء العذاب والهوان رغم تشابه المعتقد ..
فقط لكونهم عرب وهم فرس ويقولون بعد ذلك أنهم أسسوا دولة إسلامية !!!
أترككم مع نقاط سجلتها أثناء حديث الأستاذ الموسوي مركزا على ما حدث لهم في عصر الملالي ليعلم الشيعة العرب قبل السنة أن الفرس ولائهم للقومية وليس للدين فلا يراهنوا بإخراج أنفسهم من النعيم الذين يعيشون والله فيه إلى ذل عبودية دائمة للفرس حتى لو كانوا شيعة مثلهم ..
فمما ورد في كلام الأستاذ الموسوي :
¨ مذبحة المحمرة في الأحواز في إيران ذهب ضحيتها أكثر من 500 عربي شيعي 30وقعت في أيار من عام 1979 م .
¨ بعد تولي الخميني الحكم بستة أشهر فقط . وذلك لأنهم ذهبوا إليه في طهران بعد توليه الحكم وأشتكوا له إستمرار الظلم عليهم رغم قيام الثورة الإسلامية !!
فوعدهم خيرا ورجعوا إلى المحمرة ولكنهم وجدوا بدل الوعود الدبابات وأرتال الجيش وهذه المجزرة التي كان كثير منهم نساء وشيوخ وأطفال ..
فليعيش ولي الفقيه ..
¨ سجنوا بعد ذلك الشيخ المرجع الشيعي العربي الخاقاني ووضعوه بعد إهانته في الأقامة الجبرية إلى أن مات .
رغم أن هذا المرجع العربي كان له دور بارز في وصول الخميني لسدة الحكم ولكن هذا هو جزاء سنمار ..
¨ منع العرب من فتح مدارس باللغة العربية
¨ منع التسمية العربية للأندية الرياضية وغيرها في الأحواز
¨ ممنوع التسمية بالأسماء العربية فيما عدا أسماء الشيعة مثل جعفر وحسين وعلي ...
أما خالد وطلال وووو فبعيد عنك ..
¨ منع العرب من التحدث باللغة العربية ولبس الزي العربي في العمل والأماكن الرسمية !!.
¨ تقليص نسبة العرب في الدوائر الحكومية في الأحواز نفسها وإحلال فرس بدلا عنهم .
¨ نسبة البطالة في الأحواز بين العرب 70% .. كثير منهم أصحاب شهادات .
¨ محاربة العادات والتقاليد الأجتماعية العربية في الزواجات ونحوها .. ويؤخذ عليهم التعهد بعدم تكرار هذه التقاليد !! حتى العرضة الشعبية !!
¨ الدستور الإيراني أعترف باليهود والنصارى والمجوس والصابئة ولم يعترف بالسنة ولا يوجد للسنة مسجد واحد في طهران ولا حتى في الأحواز ... مدينة الاحواز فيها مليون نسمه ولايوجد فيها مسجد واحد للسنه..
هذا غيض من فيض أرجو أن يكون فيه البلغة والكفاية وقد تركت الكثير خشية الإطالة ..
وليعلم العرب من الشيعة المتشدقين بولاية الفقيه وإتخاذ الفرس مراجع لهم أن هذا هو مصيرهم إن وضعوا أيديهم في يد ملالي الفرس ..
وليس حديثنا هو دعوة للقومية .. لا والله .. ولكن تنبيه للغافل ليعلم الجميع ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا ) نعم دين بشري غير سماوي يفعل فيه من يعتقد فيهم الإمانة والنزاهة هذه الأفعال فكيف بمن دونهم .. لماذا!!؟؟
لأنه دين بشري قومي عنصري .. ولسنا نحن دعاة القومية ..
وليعلم الكل شيعة قبل السنة أنه في العالم العربي - ليس في إيران - لا يوجد مرجع عربي واحد بل كلهم إيرانيون فرس ما عدا محمد حسين فضل الله في لبنان وهو من المغضوب عليهم بسبب مواقفه الصريحة
وليسأل من يسال كيف إذا هو حال إخواننا أهل السنة هناك إذا كان هذا هو حال الشيعة العرب هناك ..
إلى الله المشتكى ..
------------------------------------
للرجوع إلى مقالات االسيد صباح الموسوي الذي يفضح التعصب الفارسي ضد العرب والشيعه تجدونها على هذا الرابط
قصة المجزرة في الأحواز (إيران) يوم الأربعاء السوداء
موقع الهواز العرب
توفـيق إلهي
محمد كاظم انبار لويى * رسالت (الرسالة) 5/9/2004
أعلن حجة الإسلام والمسلمين حسين بوشهري مدير الحوزة العلمية في قم أن طلاب 70 دولة يدرسون في قم، وأن حوالي 50 ألف طالب منشغلون الآن بدراسة العلوم الدينية في قم، وأن هناك 300 مدرسة علمية في كل أنحاء إيران و300 مركز بحثي علمي قائمة في قم على دراسة القضايا الدينية والمذهبية.
وفي الواقع يعمل المجتهدون المسلمون الآن في طهران، ومشهد، وقم وسائر محافظات إيران على حماية الدين، في ظاهرة لا نبالغ إذا قلنا أنه لم يحدث مثلها أبداً في تاريخ إيران، كما لم يحدث اهتمام بعلوم أهل البيت بمثل هذا المقدار وهذا المستوى.
ويجب على الأفراد ذوي النوايا السيئة أن يدركوا أن ازدهار الحوزات العلمية إنما يمثل إحدى نتائج الثورة الإسلامية، ويجب عليهم أن يعلموا أيضاً أن ازدهار هذه الحوزات إنما هو راجع إلى الشعب الإيراني وذلك من خلال المساعدات المالية التي يقدمها للحوزات العلمية، ومن خلال دفعه للضرائب، صحيح توجد مخصصات مالية ـ في ميزانية الدولة ـ من اجل مساعدة المراكز العلمية المهتمة بشئون الدين، لكن رغم ذلك فإن إجمالي هذه المساعدات يعد ضئيلا جداً مقارنة بما هو مطلوب. اللافت للانتباه أن ميزانية مؤسسة الشئون الدينية في تركيا ـ التي تعد دولة علمانية ـ تبلغ على أقل تقدير ضعف الميزانية السنوية التي تخصصها حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من اجل ترويج ونشر الدين تقدمها إلى عدد من المؤسسات الدينية.
وتخصص الدول الإسلامية مثل إندونيسيا، وماليزيا والسعودية ميزانيات ضخمة لنشر الدين وترويج المذهب يتم وضعها تحت تصرف المنظمات والمؤسسات المكلفة بأمر الدين وهذه الأرقام تفوق كثيراُ المبالغ المخصصة لنشر الدين في ميزانية الجمهورية الإسلامية.
وفي إسرائيل تعادل ميزانية وزارة الشئون الدينية 1/20 من إجمالي الميزانية العامة للدولة مما يجعلها أكبر ميزانية من نوعها على مستوى العالم كله.
ولهذا كله يمكن القول إن النجاحات الكمية والكيفية الخاصة بالحوزة العلمية في قم ونشر علوم أهل البيت إنما تعد بلاشك بمثابة "توفيق إلهي" غير مسبوق في تاريخ إيران على مدار 150 عاما الماضية. فمنذ ذلك التاريخ وحتى الآن شهدت إيران ظهور العديد من الحكومات العلمانية والمعادية للدين، وكانت الفترة التي شهدت ظهور أكثر الحكومات تشدداً هي فترة حكم رضا خان وابنه محمد رضا التي ذهبت إلى "ذمة التاريخ" مع نجاح الثورة الإيرانية. إن المقاومة الضاربة التي أبداها العلماء في العصر البهلوي، هي التي أفرزت لنا ما نراه الآن من ثمار وازدهار ورقي للحوزات العلمية.
في هذا السياق يطرح السؤال التالي نفسه:
لماذا تتقلص المخصصات المالية للحوزات العلمية في الميزانية السنوية وذلك مقارنة بما تفعله الحكومات الإسلامية الأخرى؟
خلال السنوات الأخيرة قام بعض الصحفيين بإهانة الدين والمقدسات الإلهية بلغ الأمر درجة أن عدداً كبيراً من هؤلاء صارت لهم ملفات جنائية وقضائية أمام المحاكم القضائية.
لكن للأسف الشديد تقدم مساعدات مالية كبيرة لهذه الجماعة في قوالب مختلفة ومتعددة من جانب الحكومة، منها على سبيل المثال، ما ترصده في ميزانية السينما، والصحافة، والمسرح، والموسيقى و ... إلى غير ذلك. ومؤخراً قامت الحكومة بتخصيص مبلغ مليار ريال كمساعدات مالية يتم تقديمها للأشخاص الذين صاروا بلا عمل نتيجة لفصلهم بسبب حبسهم في قضايا إهانة المقدسات الدينية ومخالفة القوانين الصحفية. لقد تم وضع هذا المبلغ تحت تصرف اللجنة النقابية الصحفية التي لا تتوقف أبداً عن مهاجمة النظام وانتهاج سياسات عدائية ضده.
والسؤال التالي موجه إلى نواب مجلس الشورى:
إذا لم تحققوا نجاحاً فيما يخص توفير الميزانيات الخاصة بنشر وترويج الدين والمذاهب فهل يمكنكم التوقف عن تقديم المساعدة لمعارضي الدين والذين يهينون المقدسات والقيم الإلهية؟. إن كنتم تعانون من مشكلات خاصة بالمطلب الأول فمن المؤكد أنه لا توجد مشكلات في تحقيق المطلب الثاني.
______________________________
نقلا عن مختارات ايرانية
عدد 52 نوفمبر 2004
إيران: قتلى في مواجهات بين متظاهرين والحرس الثوري
جريدة الشرق الأوسط – 2/12/2003
جاءت الأنباء التي تحدثت عن قسوة رجال الأمن الإيرانيين في قمع المظاهرات التي اندلعت في منطقة بلوشستنان السنيّة في إيران مؤخراً لتثير مجدداً وضع أهل السنة في إيران, وما يعانونه من ظلم وتهميش على أيدي الحكام الشيعة.
البلوش في إيران هم سنة من جهة وعرب من جهة أخرى, ولعلّ هذا ما يضاعف من مأساتهم في هذه الجمهورية, عندما يجتمع التشيع الحاقد على أهل السنة والفارسية الحاقدة على العنصر العربي.
طهران-لندن:
أعلن جعفر كمبوضيا النائب الاصلاحي عن مدينة زهدان الإيرانية أن مواجهات عنيفة جرت أول من أمس بين متظاهرين إيرانيين من الأقلية البلوشية وقوات الحرس الثوري في منطقة ساراوان التي تقع في محافظة سيستان – بوشستان على مقربة من الحدود مع باكستان مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ايسنا) عن كمبوضيا قوله أن المواجهات تفاقمت عندما قامت قوات الحرس الثوري بإطلاق النار عشوائياً على المتظاهرين. وأضاف كمبوضيا "أطلقت الشرطة النار وقتلت سائق سيارة رفض التوقف". وتابع المسؤول الإيراني "للأسف ورغم النصائح التي قدمتها السلطات المحلية إلى قوات الأمن بتجنب القسوة في إعادة الأمن, تدخل عدد من عناصر الأمن وأوقع إطلاق النار أربعة قتلى", موضحاً أنه لم يصب أي عنصر من قوى الأمن. ولم يوضح كمبوضيا ما إذا المتظاهرون قد أطلقوا هتافات مناهضة للسلطة خلال التظاهرة. غير أن مصادر أخرى ذكرت نقلاً عن شهود عيان أن الحرس الثوري الإيراني تصدى أول من أمس إلى مظاهرة في منطقة تسكنها الأقلية البلوشية, مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً من الأقلية البلوشية بينهم طفل في العاشرة من عمره, وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح, وتبع ذلك إعلان حالة الإحكام العرفية في المنطقة. وذكر الشهود أن الاحتجاجات تأججت بسرعة كبيرة عندما وقع ضحايا مدنيون. فقام المتظاهرون بإحراق البنوك والمكاتب الحكومية والمحلات. وقال ملال ميردورا أحد شهود العيان أن المتظاهرين الذين قد عددهم بعدة آلاف تجمعوا تدريجياً مع ورود أنباء عن سقوط ضحايا من البلوشيين وحاولوا ضرب رجال الحرس الثوري ففتح رجال الحرس الثوري النار عليهم. ووصف ميردورا الأمر بـ "ثورة", حيث أحرق المتظاهرون شعارات الجمهورية الإسلامية والمكاتب الحكومية وقاموا بضرب رئيس الإدارة المحلية ورئيس الشرطة. وأضاف ان السلطات أمرت المستشفى في المنطقة بعدم معالجة الجرحى. وادّعى أن قوات الأمن قامت بإطلاق النار على المصابين والجرحى في المستشفى, وأنه تم اعتقال 300 شخص. وذكر أن السلطات حاوت قطع الاتصالات الهاتفية بين المنطقة والعالم الخارجي, إلا أنه تمكن من الاتصال ببعض وسائل الإعلام عبر التليفون الجوال والانترنت. ويذكر أن الأقلية البلوشية تشكل 2% من مجموع سكان إيران.
هؤلاء قدوة الشيعة
نقلت كيهان لندن رقم 756خبر إلقاء القبض على مستشار ولي الفقيه ووزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان بعد يوم واحد من رجوعه من الحج! بأمر من وزير الاستخبارات (واواك) الجديد علي يونسي علما أن فلاحيان قد دعي إلى بعض الاستجوابات لتوضيح بعض الأمور المرتبطة بالاغتيالات الشهيرة الأخيرة وارتباطه بسعيد إسلامي الذي كان في القيادات العليا لواواك، لكن الملفت للنظر أن توقيفه هذه المرة لمدة ثلاثة أيام ثم الإفراج عنه بشروط وبكفالة ري شهري الوزير الأسبق للواواك، هو قبل أن يكون مرتبطا باغتيال الشخصيات السياسية والكتاب المشهورين كداريوش فرو هر وزوجته ومختاري وشريف دواني وبوينده كان يتمحور حول قتل فلاحيان لعشيقته الجميلة فاطمة قائم مقامي، ذكرنا ذلك في إيقاظ سابقا، التي كانت مضيفة طيران وبناء على اعترافات عدد من مسئولي الواواك المرموقين فإن فلاحيان له اليد الطولى في قتل عشيقته! وبناءا على ما تنقله كيهان من مصادرها المطلعة فإن فلاحيان عندما كان وزيرا للواواك في عام 94 تعرف على مضيفة طيران في سفر له إلى مدينة مشهد واستطاع بعد ذلك أن يقيم علاقة معها حتى أن كثيرا من الجهات العليا في الواواك كانوا يتصورون أنها الزوجة الثانية له لأنها كانت ترافقه في أكثر أسفاره حتى في سفره إلى ألمانيا حيث رتب فيها من قبل اغتيال المعارضين الأكراد وترتب على ذلك محاكمة ميكونوس، وبمرور الأيام أصبحت فاطمة موضعا لأسرار فلاحيان واستطاعت أن تتعرف على بعض الأمور المستورة، ولكن ما هو سبب سقوطها من عين مستشار ولي الفقيه حتى ابتعد عنها واستغلها في أمور أخرى، السبب هو إنه علم بارتباط عشيقته المتزوجة بطيار في خطوط آسمان وهذا الطيار الذي عذب بعد إلقاء القبض عليه هو اليوم شاهد مهم في ملف الاغتيالات لأن فاطمة أطلعته على عدد من هذه الاغتيالات وربما استغلال فلاحيان لعشيقته السابقة كان لاستخدامها في صيد عدد من الضحايا، -وفي مذهب الروافض كل شيء جائز إلا الجائز- ومن هؤلاء غفار حسيني الذي التجأ إلى زميله الطيار العشيق الجديد لفاطمة، على كل حال كان فلاحيان القريب من خميني وخامنئي قد استغل فاطمة قائم مقامي للوصول إلى أهدافه المشؤومة كوزير للواواك فعلى سبيل المثال قام بتسجيل فيلم يجمع بين فاطمة وأستاذ جامعي شهير كان له شعبية كبيرة بين الطلبة وهما في وضعية غير لائقة وبأمر من فلاحيان أرسلت نسخة من هذا الفيلم المستهجن إلى زوجة الكاتب المذكور مما أدى إلى انهيار أسرة الرجل، ولما علم فلاحيان عبر أصدقائه في الواواك -خاصة من سعيد إسلامي- إن فاطمة طلبت الطلاق من زوجها وتريد السفر مع عشيقها الطيار إلى كندا أصدر أمرا لسعيد إسلامي بقتلها، علما أن فاطمة تقليدا لأسلوب فلاحيان نفسه أرسلت رسالة إلى زوجة فلاحيان وإلى عدد من مراجع الشيعة تسأل عن إمراة متزوجة ووزير الاستخبارات السابق وتعني نفسها، وبناء على اعترافات سعيد إسلامي التي وافق عليها المتهمون الموقوفون الآخرون من مد يري الواواك فقد أقدم على قتل فاطمة، وتظاهر سيعد بالجنون لما تقابل مع فلاحيان في محاولة لإعاقة التحقيقات لينجو من آثارها! وتقول كيهان إن يونسي وزير الاستخبارات الجديد ذهب شخصيا إلى خامنئي وطلب منه الإذن لاستجواب مستشاره! وبعد الموافقة أصدر أمرا لتوقيفه،
وأما عن تورط ذوي المناصب العالية في دولة إمام الزمان كما تنقل كيهان في علاقات جنسية مع نساء متزوجات وفتيات شابات فليست بجديدة وقصة ارتباط حجة الإسلام موسوي تبريزي المدعي العام السابق بامرأة تسمى طلا التي كانت على علاقة مع مسئولي النظام السابق أيضا اكتشفت عبر جماعة مهدي هاشمي صهر منتظري الذي أعدم وقد أصدر الخميني أمرا بالسكوت عنه وقصة حجة الإسلام هادي غفاري مع زوجة ضابط في الجيش وقصة وزير الإرشاد الأسبق مع عدد من العشيقات مشهورة والقائمة طويلة علما أن خاتمي يصر على وجوب محاكمة فلاحيان.
إيقاظ: وما المانع في ذلك لدى القوم وإذا كانت المتعة مما يدعى إليه علنا وترفع به الدرجات من حسين إلى النبي –العياذ بالله-وتتبناها أجهزة النظام فهذه تعتبر صغيرة بالنسبة لما هو أخفى وإلا فكيف يظهر إمام زمانهم! ألا قبح الله من اختلق هذا المذهب ونسبه إلى آل البيت المكرمين ليشوه اسمهم ويفسد المسلمين. وأما بالنسبة لسفر فلاحيان إلى الحج فيخبرنا الصحفي الإيراني المستقل المقيم في منفاه الاختياري لندن دكتور نوري زاده بأنه بعد عودته قد علق مهمته الاستشارية كما أنه سافر للحج باسم مستعار وهذا معمول به في إيران لأصحاب المناصب العليا، وأبلغ الآن بأنه لا يستطيع الخروج من طهران، وما أشبه اليوم بالأمس لما كان الشاه يفدي وزراء الساواك -وهو اسم قديم للواواك- بنفسه ويقول نوري زاده إن خامنئي قال : أسرعوا بالأمر وأتوا بثلاثة أو أربعة أمام الناس للإعدام وانسوا كل شيء بعد ذلك لكن خاتمي كما قلنا يصر على إكمال سير التحقيقات وإخبار الناس بالجناة الحقيقيين.
هتافات من يدعون حب آل البيت
بعد عشرون عاما من الثورة : الخمينية تقود للهتاف على رمز الفارسي القديم
وصل النظام (الذي ادعى الخميني غلوا و زورا بأنه نجح فيما لم ينجح به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لأن المنافقين –يقصد الأصحاب رضي الله عنهم-لم يتركوه )، وصل الأمر إلى مرحلة خطيرة من رد الفعل الشعبي و الطلابي حيث نظم الطلاب -كما تنقل أسبوعية نيمروز الفارسية الصادرة من لندن رقم 537–مظاهرات صاخبة في يوم 23 من مايو-يوم انتخاب الخاتمي رئيسا-في جامعة طهران ، وهاجمتهم قوات الأمن التابعة لولاية الفقيه كالعادة !مما تسبب في جرح العشرات و إراقة دمائهم ، وألقوا القبض على عدد من الطلبة المتظاهرين ،ولكن الملفت للنظر :"أنه لأول مرة منذ سقوط الشاه ترفع شعارات المجوسية التي تمثل القومية الإيرانية القديمة قبل الإسلام "،وهذا دليل على أن المذهب الحاكم الذي يدعي أنه "أحق المذاهب و أصحها!!" فشل في كل شئ بسبب معتقداته الخرافية والغالية حيث كان رد فعل معتنقيه المعاكس هو العودة إلى ما قبل الثورة حيث كانت الثقافة الغربية المطعمة بالثقافة المجوسية هي الحاكمة ، ألا يدل هذا على صدق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (إن من أسباب خروج الملاحدة والزنادقة والفلاسفة المتحيرين ظنهم أن الإسلام هو ما عليه فرق أهل البدعة،ورأوا أن ذلك فاسد في العقل فكفروا بالدين أصلا،وقد دخل منهم على الدين من الفساد مالا يحصيه إلا رب العباد والنصيرية والإسماعيلية والباطنية –بل الشيخيةوالكشفية والبابية والعلمانية –من بابهم دخلوا، والكفار والمرتدة و التتار و الصليبيون بطريقهم وصلوا،فاستولوا على بلاد الإسلام و سفكوا الدم الحرام)، ولنعد إلى كلامنا حيث طبل إعلام المعارضة الإيرانية في الخارج ومعظمه متشبع بروح العلمانية والمجوسية ، وقد قال مهاجري نجاد –وكيل الاتحاد الوطني للطلاب –في خطابه في مظاهرات جامعة طهران، إن عمر الحضارة الإيرانية يمتد إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة، والذين يريدون أن يتجاهلوا تاريخنا ويختصروه بألف و أربعمائة عام إنما يسعون إلى سحق هويتنا وإنهاء وجودنا! وتحديده 1400 عام بالرغم من أن كلام كوروش منقذ البشرية العظيم!!مكتوب على أبواب الأمم المتحدة حيث سوى بين البشرية ! ولما وصل مهاجري نجاد إلى هنا قاطعه الجمهور بالهتافات قائلين: السلام على كوروش باني تاريخ إيران…-و ألف شجاع الدين شفا كتابا حاول فيه جاهدا أن يمحو الشخصية الإسلامية من إيران ويركز ويبرز الشخصية المجوسية القديمة وينشر الكتاب متزامنا في كل من كيهان و نيمروز الفارسيتين في لندن
إيقاظ: هذه هي نتيجة دولة الآيات الذين يعدون الناس بمهديهم الموهوم ،المنقذ الكبير للبشرية وكرد فعل فها هم الناس يهتفون لكوروش، ومسكين هذا الذي يفهم الإسلام من خلال ما يسمى بالتشيع، من أين لهم أن يقولوا إن الآيات المتاجرين بالدين-حسب تعبير البرقعي-أعادوهم إلى 1400 عام، بل كل هذا الفكر الطائفي و الديني الذي يسيطر على إيران و مواليها باسم التشيع لآل البيت المكرمين هو ترهات ابن سبأ و تشيع الكافي و المجلسي و الجزائري و أمثالهم من الذين حرفوا الكلم عن مواضعه، هو بعيد كل البعد عن الإسلام "الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم"-قبل 1400 عاما،لكنه التطرف و الغلو و الأمية الدينية ،وعندما يئسوا من هذا المذهب ورأوا أن جعبته حقا فارغة بدل من أن يبحثوا في مصدري الإسلام الصحيح –الكتاب و السنة-عادوا مرة أخرى لرموز المجوس ، نكرر مرة أخرى أن الإسلام الخرافي الذي قدمه الآيات بالهراوات هو السبب في بعد الناس عنه وتفرقهم عن الحق وبحثهم عن بديل آخر يملأ كيانهم لأن تجار الدين يواجهون الفكر بالهراوات والاغتيالات أو الخرافات التي لا يقبلها عقل بل يزدريها الفكر السليم .
بعد عشرون عاما من الثورة، يظل الحقد الفارسي
وصل النظام (الذي ادعى الخميني غلوا و زورا بأنه نجح فيما لم ينجح به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لأن المنافقين –يقصد الأصحاب رضي الله عنهم-لم يتركوه )، وصل الأمر إلى مرحلة خطيرة من رد الفعل الشعبي و الطلابي حيث نظم الطلاب -كما تنقل أسبوعية نيمروز الفارسية الصادرة من لندن رقم 537–مظاهرات صاخبة في يوم 23 من مايو-يوم انتخاب الخاتمي رئيسا-في جامعة طهران ، وهاجمتهم قوات الأمن التابعة لولاية الفقيه كالعادة !مما تسبب في جرح العشرات و إراقة دمائهم ، وألقوا القبض على عدد من الطلبة المتظاهرين ،ولكن الملفت للنظر :"أنه لأول مرة منذ سقوط الشاه ترفع شعارات المجوسية التي تمثل القومية الإيرانية القديمة قبل الإسلام "،وهذا دليل على أن المذهب الحاكم الذي يدعي أنه "أحق المذاهب و أصحها!!" فشل في كل شئ بسبب معتقداته الخرافية والغالية حيث كان رد فعل معتنقيه المعاكس هو العودة إلى ما قبل الثورة حيث كانت الثقافة الغربية المطعمة بالثقافة المجوسية هي الحاكمة ، ألا يدل هذا على صدق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (إن من أسباب خروج الملاحدة والزنادقة والفلاسفة المتحيرين ظنهم أن الإسلام هو ما عليه فرق أهل البدعة،ورأوا أن ذلك فاسد في العقل فكفروا بالدين أصلا،وقد دخل منهم على الدين من الفساد مالا يحصيه إلا رب العباد والنصيرية والإسماعيلية والباطنية –بل الشيخيةوالكشفية والبابية والعلمانية –من بابهم دخلوا، والكفار والمرتدة و التتار و الصليبيون بطريقهم وصلوا،فاستولوا على بلاد الإسلام و سفكوا الدم الحرام).
و لنعد إلى كلامنا حيث طبل إعلام المعارضة الإيرانية في الخارج ومعظمه متشبع بروح العلمانية والمجوسية ، وقد قال مهاجري نجاد –وكيل الاتحاد الوطني للطلاب– في خطابه في مظاهرات جامعة طهران، إن عمر الحضارة الإيرانية يمتد إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة، والذين يريدون أن يتجاهلوا تاريخنا ويختصروه بألف و أربعمائة عام إنما يسعون إلى سحق هويتنا وإنهاء وجودنا! وتحديده 1400 عام بالرغم من أن كلام كوروش منقذ البشرية العظيم!!مكتوب على أبواب الأمم المتحدة حيث سوى بين البشرية ! ولما وصل مهاجري نجاد إلى هنا قاطعه الجمهور بالهتافات قائلين: السلام على كوروش باني تاريخ إيران…-و ألف شجاع الدين شفا كتابا حاول فيه جاهدا أن يمحو الشخصية الإسلامية من إيران ويركز ويبرز الشخصية المجوسية القديمة وينشر الكتاب متزامنا في كل من كيهان و نيمروز الفارسيتين في لندن
هذه هي نتيجة دولة الآيات الذين يعدون الناس بمهديهم الموهوم ،المنقذ الكبير للبشرية وكرد فعل فها هم الناس يهتفون لكوروش، ومسكين هذا الذي يفهم الإسلام من خلال ما يسمى بالتشيع، من أين لهم أن يقولوا إن الآيات المتاجرين بالدين-حسب تعبير البرقعي-أعادوهم إلى 1400 عام، بل كل هذا الفكر الطائفي و الديني الذي يسيطر على إيران و مواليها باسم التشيع لآل البيت المكرمين هو ترهات ابن سبأ و تشيع الكافي و المجلسي و الجزائري و أمثالهم من الذين حرفوا الكلم عن مواضعه، هو بعيد كل البعد عن الإسلام "الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم"-قبل 1400 عاما،لكنه التطرف و الغلو و الأمية الدينية ،وعندما يئسوا من هذا المذهب ورأوا أن جعبته حقا فارغة بدل من أن يبحثوا في مصدري الإسلام الصحيح –الكتاب و السنة-عادوا مرة أخرى لرموز المجوس ، نكرر مرة أخرى أن الإسلام الخرافي الذي قدمه الآيات بالهراوات هو السبب في بعد الناس عنه وتفرقهم عن الحق وبحثهم عن بديل آخر يملأ كيانهم لأن تجار الدين يواجهون الفكر بالهراوات والاغتيالات أو الخرافات التي لا يقبلها عقل بل يزدريها الفكر السليم .
شاهد فيلم احتفال عيد النار لشيعة ايران والعودة للمجوسية
شاهد فيلم الاحتفال بعيد النار لشيعة ايران
يحتفل الإيرانيون بمهرجان النار
ترجمة آلية موقع المسبار
مهرجان النار يعود إلى الأوقات قبل الإسلامي
كان هناك صاخبة وفي إحتفالات شارع الأماكن المنفلتة في إيران لتأشير المهرجان السنوي للنار، طقوس سنوي الذي يعود إلى الأوقات قبل الإسلامي
قالت أجهزة الإعلام الحكومية على الأقل 15 شخص كانوا قد جرحوا في طهران لوحده كما قفز ناس فوق مشاعل وأعفى الألعاب النارية للإحتفال بتشاهار شانبي سوري، مهرجان الذي يؤشّر نهاية السنة الفارسية.
المهرجان، المعروف بمهرجان النار، له اصوله في الدين الزرادشتي القديم، ورجال دين مسلمين حاولوا إعاقته.
الزرادشتيون يجلبون العروض إلى الملوك في بيرسيبوليس
يقول مراسل طهران البي بي سي بعض الشبّان يعفون متفجرات محليّة الصنع خطرة، مقابل الألعاب النارية العادية، يستعمل المهرجان كفرصة لتنفيس إحباطهم في القيود على الحريات الإجتماعية. وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة الأنباء الفرنسية، قال 40 شخص إعتقلوا في طهران في الإشتباكات مع الشرطة.
التنقية
يحدث الطقوس السنوي على الثّلاثاء الأخير قبل السنة الجديدة الفارسية أو نوروز، في 21 مارس/آذار.
المشاعل العامّة تضيئ على الشوارع والناس يقفزون فوقهم لـ"تنقية" أنفسهم ويبعدون الأرواح الشرّيرة قبل السنة للمجيء.
منذ الثورة الإسلامية، بقى رجال الدين معارضين إلى المهرجان الشعبي، الذي يرى كمؤمن بالخرافات ومعاداة إسلامي. لكن الطقوس القديم نجا من العديد من الأجيال والحكومات.
بنى الزرادشتيون معابد نار لمحاربة الشرّ
قبل أن جاء الإسلام إلى إيران في القرن السابع، الدين الرئيسي كان زرادشتية، سمّى على اسم مؤسسه زورواستر (في اليوناني) أو زاراثيسترا (الاسم الفارسي القديم). يجادل بعض العلماء بأنّه كان الدين التوحيدي الأول في العالم.
معابد نار
حمل الزرادشتيون سبعة أشياء لكي تكون مقدّسة بضمن ذلك العناصر الأربعة التي منها النار إعتبرت لكي تكون مقدّسة.
معبد النار القديم في إصفهان
إنّ المهرجان المعاصر للنار متجذّر الطائفة الزرادشتية تركّز على المعركة ضدّ الشرّ والرمز الرئيسي في هذه المعركة كانت نار العنصر المقدّسة.
أماكن العبادة الأكثر أهمية كانت معابد نار، خراب الذي منه متفرّق عبر الذي الآن إيران بالإضافة إلى أجزاء العراق، الهند وعلى طول البحر الأسود.
المهرجان القديم لنوروز بقى كمهرجان السنة الجديدة الرئيسي في إيران حتى يومنا هذا.
مراقبة البي بي سي، مقرّها في كافيرشام في جنوب إنجلترا، يختار ويترجم معلوماتا من الراديو، تلفزيون، صحافة، وكالات أنباء والإنترنت من 150 بلد في أكثر من 70 لغة.
صور بيرسيبوليس معابد النار والجزء أعادا إنتاج بالرخصة الرحيمة لتوماس روكفورد من جامعة جامعة أنجليا المتعدّدة تقنيات في كامبردج.
فتّش أخبار البي بي سي على الإنترنت
================
تحالف الطلبة الايرانيين يصدر بيان يحث على الاحتفال بعيد النار المجوسي
ترجمة آلية موقع المسبار
التحالف الدولي من الطلاب الإيرانيين
مهرجان نار إيران
الثّلاثاء الماضي في الثاني العشر لوطنيي مارس/آذار الإيرانيين ملأ شوارع إيران، إحتفال ببنيران النار أحد أكثر التقاليد السلالية ترجع لآلاف السنوات.
ولو أنّ كان هناك إحتفال كثير يستمرّ به، شعب إيران مركّزة على مهرجان النار الصحيح، حدّد للحدث ليلة الثّلاثاء القادمة.
إنّ مهرجان نار إيران أحد أكثر العطل العزيزة في التأريخ الإيراني. ليس هناك تواريخ بديلة إلى هذا الإحتفال. هذا الإحتفال سوف لن يعرض فخر الشعب الإيراني فقط لثقافتهم وتراثهم، علاوة على بإنّه سيعرض مواجهة الشعب الإيراني أيضا نحو الجمهورية الإسلامية.
لـ23 سنة التي الجمهورية الإسلامية أرادت تحطيم الثقافة والتراث الإيراني. لـ23 سنة التي إستعملت الجمهورية الإسلامية طرق التعذيب اللا إنساني ونصّبت ألما مؤلما على ناس أمتنا. لـ23 سنة التي حاولت الجمهورية الإسلامية بالقوة أن تستبدل ثقافتنا التي ترجع لآلاف السنوات. في الواقع الجمهورية الإسلامية خونة صحيحين إيران. باعوا تأريخنا وتراثنا.
التحالف الدولي من الطلاب الإيرانيين يدعو الوطنيين الإيرانيين للمشاركة في مهرجان النار القادم لإيران.
البيان
شاكر
التجربة الحقيقية لدولة الشيعة في ايران
وعدم اقتناع الايرانيون بالدين الشيعي لو نظرت الي الحياة السياسية في ايران ستجد مثلا في ايران التيارات القومية الفارسية في تصاعد ومن المعروف هذه التيارات التي تلاقي شعبية بين جماهير الشعب الايراني في ازدياد من المعروف ان التيارات القومية الفارسية تنظر الي الاسلام الي انه دين ليس دين الفرس انما دين الفرس هو المجوسية ويتضح تزايد هذه التيارات وتاثيرها على فوز التيار الذي يقوده خاتمي ضد المحافظين الذين بدؤ يشعرون ان قوة تمسكهم بالسلطة بدأت تضعف وما يؤكد ذالك العودة للاحتفال باعياد النيروز بقوة وبداية التغيرات الاجتماعية لدي الشعب الايراني هو الاقبال على الاحتفال باعياد النار وكذلك عودة انتشار الاسماء الفارسية الاصل بدل الاسماء الاسلامية في تسمية المواليد
وكذلك يمكن ملاحظة هذا التغيير لمن سافر الي ايران ولاحظ علامة نفور الشعب من الشعارات الدينية التي كانت ترفعها الحكومة بل وصل الامر الي حتى من السخرية منها وتمثل ذلك في اغلاق العديد من الصحف لانها تهاجم الدين الاسلامي وكذلك محاكمة مؤلفين مسرحيات تستهزء بالدين و بالمهدي
نمو هذه الظواهر في ازدياد و لايمكن اخفاء ها علما ان الديانة المجوسية لازالت قائمة وتمثل هوية المجتمع الايراني الحقيقية وتزايد شعبية كذلك مجاهدي خلق واتباع الشاه لهم حضور وقد ازداد الان وكذلك يمكن مشاهدة التفلت الاخلاقي في المجتمع الايراني الذي اصبح الاسلام بالنسبه له دين غريب ولا يمثل الهوية الفارسية اما الديانة التاريخية الممثلة للهوية الفارسية الحقيقة هو المجوسية وكما ذكرنا بدأت بوادر استعادة الهوية الفارسية بالاحتفال بالاعياد الفارسية الخاصة بالنيروز واعياد النار بالانتشار لذلك لا يستبعد ان يلعب الاطفال مستقبلا بالعمامات بالشوارع ليحرقونها بعد ذلك باعياد النار
وبمناسبة رجوع الايرانيين تدريجيا الي التقاليد والمعتقدات الفارسية القديمة المجوسية نجد ان العرق كما يقال دساس فهذا مواطن كويتي شيعي من اصل ايراني يعتنق المسيحية يتم محاكمته بالكويت لاعتناقه المسيحية
فهذا دلالة على ان الدين الشيعي بما يحويه من اساطير وخزعبلات سهل العقل الشيعي لتقبل الخرافات والاكاذيب فنذكر قصة الشجرة التي تقطر دم وقالوا انها تمثل دم الحسين في حين ان هناك نفس الادعاءات لاصنام تمثل المسيح ومريم العذراء تقطر دم وتسكب الدموع هكذا تشابهة قلوب الشيعة مع المسيحية لربما هذا سهل للمواطن الكويتي ان يعتنق المسيحية ويقف يدافع في المحكمة عن حريته باعتناق المسيحية المقال مترجم بطريقة آليه من موقع المسبار
المتحول المسيحي الكويتي تحت المحاكمة لإيمانه
مدينة الكويت (سي دبليو إن) - رجل مسيحي كويتي حوكم الأربعاء على التهم التي إرتكب إرتدادا بالتحوّل من الإسلام إلى المسيحية.
حسين قامبار علي، 45، يقاضى في محكمة الكويت العائلية من قبل ثلاثة محامين خاصّين يطلبون لتعريته حقوقه المدنية، يتضمّن حقّه إلى زواج مسلم، رعاية أطفاله، ويمين إلى الميراث. زواج علي تحطّم السنة الماضية بسبب تحويله، وكان غير قادر على إبقاء شغل.
"نؤمن بالمسيحية، لكنّنا سوف لن نسمح للسّيد قامبار لإيذاء مشاعر المسلمين، "محمد الجادي، أحد المدّعوين الثلاثة، أخبر المحكمة. "أثار مشاعر المسلمين، يخبر الصحف عن تحويله ويحرّف صورة الإسلام."
في الإسلام أيّ مسلم عاقل الذي يترك دينه، ويستمرّ بالقيام بذلك بعد أن سمح لفرصة بالندم، يفقد مجموعة من الحقوق. الإسلام لن يزوّد أي عقوبة لأيّ مسلم الذي تقتل المتحول على أساس إرتداده. قال جادي البدلة لم تستهدف التأثير على حقوق علي الأخرى مثل اليمين لسفر أو عمل وبالتأكيد لم تستهدف طلب موته.
"نحن لا نريده قتل. هذه حالة القانون ولهذا لجأنا إلى محكمة. كان عندها هو في البلاد الأخرى، هو كان يمكن أن يقتل من قبل شخص ما. لكن هذه الكويت مسلمة معتدلة، "جادي قال.
موقع المقال بالانجليزي
الكذب يتبخر والحقيقة تظل فالقوميون الفرس تيارهم في تصاعد مستمر ضد دين الشيعة وهذه يعكسه التنازع السياسي بين التيارات المحافظه وباقي التيارات المختلفة واكثرها شعبية تيار القوميون الفرس
====
الشيعة يعتنقون المسيحية
موقع عن الشيعة الايرانيين الذين اعتنقوا المسيحية
الشيعة يفرون من دينهم ويضع بعض المغفلين الشيعة موقع عن من اصبحوا شيعة من السنة فعلا الذين اختشوا ماتوا
وهنا قصة احد الشيعة الايرانيين الذي اصبح مسيحيا وقسيسا
دين الشيعة بما يحويه من الضلال يؤهل الشيعي ان يعتنق اي دين لان الخرافات والاكاذيب في دينه تجعله يتقبل اساطير وخرافات الاديان الاخرى ولا ننس ان البهائية خرجت من ايران من تحت مذهب الشيعة
ترجمة الية من موقع المسبار
القسّ مهدي دباج الذي كان ولد إلى عائلة مسلمة أصبحت قبل 45 سنة مسيحية. في ديسمبر/كانون الأول 21, 1993 محكمة إسلامية في مدينة الساري أدانته للموت. الإتهام كان مستند على تهمة الإرتداد، وبمعنى آخر: . ذلك القسّ دباج ترك إسلاما وإعتنق مسيحية. عندما أخبار حكم إعدام القسّ دباج وصل إلى بقيّة العالم، ردّ الفعل كان أحد عدم التصديق تلى بالصلاة والعمل. أحد الأشخاص الذين عملوا بجدّ لقلب جملة القسّ دباج كان الأسقف هيك هوفسيبيان محر. الأسقف هيك، قسّ أرمني، إشترك في أخبار حكم إعدام القسّ دباج بالإضافة إلى الإنتهاكات الأخرى من الحرية الدينية للمسيحيين في إيران بالعالم. بسبب ردّ فعل العالم، القسّ دباج أطلق سراح في يناير/كانون الثاني 16, 1994.
خمسة شهور بعد الإطلاق من السجن، القسّ مهدي دبادج إختطف بشكل غامض وعانى من الإستشهاد في يونيو/حزيران، 1994.
المقال بالانجليزي مع صورة القسيس مهدي الايراني وتفاصيل اخرى
شاكر
تقرير الكنيسة الايرانية
الشيعة يتشككون من دينهم ويعتنقوا المسيحية
وستجد في تقرير الكنيسة الايرانية بما يقدر بخمسة وعشرين الف ايراني شيعي اعتنق المسيحية
وعرضت لشخصيتين من الشيعة احدهم في رد 145 الذين اصبحوا قساوسة وليس مجرد اعتناق المسيحية بل ولانهم ايضا تعرضوا للمحاكمة اضافة الي المواطن الكويتي الشيعيي من اصل ايراني واعتناقه المسيحية
واعود
الي تقرير الكنيسة الايرانية الذي يقدراعداد الايرانيين الشيعة الذين اعتنقوا المسيحية بخمسة وعشرين الف ايراني المسيحية
ترجمة آالية من موقع المسبار
التقريرالسنوي للكنيسة الايرانية
يشير الي نمو اعداد المؤمنين بالكنيسة الايرانية الي 55000 نصفهم من المسلمين الايرانيين حوالي 25000ايراني مسلم اعتنق المسيحية
خلاصة تقرير آي سي آي السنوي
آي سي آي 1999 خلاصة تقرير
· مكّنت هداياك وصلاواتك آي سي آي للمساعدة / دعم حوالي 100 لاجىء عائلة إيرانية وأفغانية حول العالم أثناء 1999. بعض هذه العوائل ووفقت على الولايات المتّحدة، كندا وبلدان أخرى.
· أثناء 1999 واصلنا وزاراتنا أيضا حصّة discipleship المؤتمرات، ينشر مجلة موجديه، نشر ويوزّع أدب مسيحي، يساعد إيرانيا / لاجئين أفغان وواصل وزارات أخرى.
· نخمّن بأنّ الكنيسة الإيرانية نمت عالميا من 52,000 إلى 55,000 مؤمن أثناء 1999. يعيش نصف هؤلاء المؤمنين خارج إيران. المؤمنين الـ55,000، حوالي 50-55 % مسيحيي متحول مسلمين. نحن نثني على اللورد بسبب عمل روح القدس والوزارة المخلصة من خدمه في توفير هذه الحياة.
آي سي آي 1998 خلاصة تقرير
مكّنت هداياك وصلاواتك آي سي آي للمساعدة / دعم حوالي 100 لاجىء عائلة إيرانية وأفغانية حول العالم أثناء 1998. بعض هذه العوائل ووفقت على الولايات المتّحدة، كندا وأستراليا.
أثناء 1998 واصلنا إستشارتنا أيضا، مؤتمرات، مجلة موجديه، أدب مسيحي، ووزارات أخرى في الحماسة.
نخمّن بأنّ الكنيسة الإيرانية نمت عالميا من 48,000 إلى 52,000 مؤمن أثناء 1998. يعيش نصف هؤلاء المؤمنين خارج إيران. المؤمنين الـ52,000، حوالي 50-55 % مسيحيي متحول مسلمين. نحن نثني على اللورد بسبب عمل روح القدس والوزارة المخلصة من خدمه في توفير هذه الحياة.
تقرير الشتات الفارسي
===========================
هنا قصة قسيس شيعي ايراني
القسّ محمد باقير يسيفي،
معروف عاطفيا بقطيعه ك"رافانباكش" (مانح روح)، ذبح يوم السبت سبتمبر/أيلول 28, 1996.
القسّ محمد باجهير يسيفي، معروف عاطفيا بقطيعه ك"رافانباكش" (مانح روح)، ذبح يوم السبت سبتمبر/أيلول 28, 1996. ترك القسّ يسيفي منزله في الساري في 6 لقضاء الوقت في الصلاة، لكنّه ما عاد. أشعرت السلطات الإيرانية العائلة في وقت لاحق من ذلك المساء بأنّ جسمه كان قد وجد الشنق من شجرة في غابة قريبة.
القسّ بعمر 35 سنة تحوّل من الإسلام في عمر 24. بعد حضور مدرسة التوراة، دخل إلى الوزارة الدائمية وأصبح قسّ جمعية الله يبارك في الساري، غورجان، وشاهر في محافظة مازانداران.
القسّ يسيفي ينجى منه من قبل زوجته، أختار، الذي أيضا من خلفية إسلامية، إبنه بعمر 7 سنوات ستيفن، وبنته بعمر 9 سنوات رامسينا. هو أيضا ربّى أولاد الإثنان من القسّ مهدي دباج بينما هو كان في السجن لـ9 سنوات، لأن رفض أيضا أن ينكر إيمانه في السيد المسيح ويعود إلى الإسلام. ثلاثة شهور بعد مهدي دباج خرج من السجن في يونيو/حزيران 1994، مهدي إختطف ووجد ميت لاحقا.
القسّ يسيفي الزعيم المسيحي الخامس في السنوات الأخيرة بأنه كان قد ضحّى في إيران. بالأضافة إلى مهدي دباج، قتل أيضا في 1994 كانت القسّ تاتيوس ميكايليان والقسّ هيك هوفسيبيان محر. في 1990، القسّ حسين سودماند ضحّى. إنّ إضطهاد المسيحيين الإنجيليين في إيران إنتشار عريض. المتحوّلون إلى المسيحية يستهدفون خصوصا ويعتقلون ويعذّبون بسبب إخلاصهم إلى السيد المسيح.
===============
الشهداء الإيرانيون لزعماء الكنيسة
يدفع المسيحي الإيراني الآخر السعر النهائي
"آخرون عذّبوا ورفضوا أن يصدروا، لكي هم قد يكسبون إحياء أفضل. . . هم رجموا؛ هم نشروا في إثنان؛ هم ميتوا بالسيف. . . العالم ما كان مستحقّهم." -- هيبروس 11: 37-38.
الجمعيات الإيرانية لقسّ الله محمد باغير يسيفي وجد ميت في غابة قرب مدينة بيته من الساري، عاصمة المحافظة الإيرانية الشمالية الغربية مازانداران. ترك محمد يسيفي منزله في السّاعة السّادسة في الصباح يوم السبت سبتمبر/أيلول ثامن وعشرون للصلاة وما عاد. في وقت لاحق من ذلك المساء عائلته إتّصلت بها بالإدارات المحليّة التي قالت جسمه كان قد إكتشف الشنق من شجرة. ولو أنّ السلطات تقول بأنّهم يتحرّون موت يسيفي، هناك يمكن أن تكون أيّ شكّ بالكاد بإنّه ضحّى لأنه كان زعيم مسيحي من خلفية إسلامية. محمد يسيفي كان قسّ جمعيات الله يبارك في مازانداران، وكان مؤخرا مسؤولة عن رؤية الكنيسة تنمو في الحجم في مدينة غورجان. محمد يسيفي أيضا ربّى أولاد إثنان من القسّ مهدي دباج بينما هو كان في السجن لـ9 سنوات لأن رفض إنكار إيمانه في السيد المسيح.
القسّ بعمر ستّون سنة دباج أطلق سراح بعد حملة دولية، لكن قتل بعد ثلاثة أشهر في الظروف المماثلة. جسم يسيفي يتوقع أن يكون أصدر بالسلطات اليوم وجنازة مسيحية مخطّطة لأكتوبر/تشرين الأول السّبت الخامس.
محمد باغير يسيفي بعمر أربعة وثلاثون سنة، كان ولد في عائلة مسلمة، لكن أصبح مسيحيا كشابّ. هو كان مسيحي ملتزم جدا، داعية وقسّ موهوب. أصبح معروفا كرافانباخش الذي في الوسائل الفارسية "مانح روح." أولئك الذين عرفوا بأنّ ه ضرب خصوصا بلطافته وإذلاله. أحبّ موسيقى وكتب العديد من أغاني مازانداراني أصلي المسيحية.
يترك محمد باغير يسيفي وراء زوجته، أختار، الذي أيضا مسيحي ملتزم من خلفية إسلامية، وطفلين، بنت رامسينا بعمر 9 وإبن، ستيفن بعمر 7. أصبح أختار مسيحيا تحت وزارة القسّ حسين سودماند الذي ضحّى في 1990. العائلة الحزينة ستريّح بصلاوات المسيحيين حول العالم بينما هذه الأخبار الحزينة تصلهم.
طبقا لمسلمي القانون الإسلاميين الصارمين الذي يغيّر دينهم يجب أن يقتل. محمد باغير يسيفي الزعيم المسيحي السابع الّذي سيقتل في إيران منذ ثورة 1979. في بداية الثورة، الكنيسة الأنجليكانية، الذي كوّن من المتحوّلين بشكل رئيسي من الإسلام هوجم. القسّ ساياه الذي الكاهن في شيراز قطع حنجرته، وباهرام ديغاني تافتي، إبن الأسقف الأنجليكاني، رمى. عداوة إسلامية مؤخرا أكثر إلى المسيحية ركّزت على جمعيات الله كنائس كمسلمون يصبحون المسيحيين في كنائسهم. في 1990 ديسمبر/كانون الأول القسّ سودماند، زعيم الكنيسة في مشهد، نفّذ بالشنق في سجن في مشهد وبعد ذلك في 1994 يناير/كانون الثّاني الأسقف هيك هوفسيبيان محر وفي يوليو/تموز، نفس سنة، القسّ مهدي دباج قتل. أيضا في تلك السنة، الزعيم بعمر إثنان وستّون سنة من كنيسة المشيخي، القسّ تاتيوس ميكليان، قتل بعد سيطرة موقع الأسقف هوفسيبيان كرئيس مجلس الوزراء البروتستانتي.
ولو أنّ يحزن في الوقت الحاضر زعماء الكنيسة في إيران يصمّمون على مواصلة عمل وعظ الإنجيل. يعتقدون كلمات زعيم الكنيسة الأول العظيم بالكامل، ترتوليان، "بأنّ دمّ الشهداء بذرة الكنيسة" ويتوقّع الكنيسة أن ينمو.
مع سكان أكثر من 65 مليون وتأثير على معظم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، تمثّل إيران تحديا عظيما إلى الكنيسة العالمية. ولو أنّ صغير وحيّ في الخطر الثابت من الإضطهاد، الكنيسة في إيران كانت شاهدا مخلصا. منذ إيرانيي ثورة 1979 الإسلاميون أصبحوا متجاوبين إلى الإنجيل والكثير أصبحوا المسيحيين.
إستشهاد محمد باغير يسيفي يردّد صدى نداءا مقدونيا إلى المسيحيين حول العالم لمشاركة المسيحيين الإيرانيين في إعلان إنجيل السيد المسيح بكل الوسائل الممكنة إلى العالم الناطق بالفارسية.
========
مواطن كويتي شيعي من اصل ايراني يعتنق المسيحية
يتم محاكمته بالكويت لاعتناقه المسيحية
فهذا دلالة على ان الدين الشيعي بما يحويه من اساطير وخزعبلات
سهل العقل الشيعي لتقبل الخرافات والاكاذيب فنذكر قصة الشجرة التي تقطر دم وقالوا انها تمثل دم الحسين
في حين ان هناك نفس الادعاءات لاصنام تمثل المسيح ومريم العذراء تقطر دم وتسكب الدموع
هكذا تشابهة قلوب الشيعة مع المسيحية
لربما هذا سهل للمواطن الكويتي ان يعتنق المسيحية ويقف يدافع في المحكمة عن حريته باعتناق المسيحية
المقال مترجم بطريقة آليه من موقع المسبار
المتحول المسيحي الكويتي تحت المحاكمة لإيمانه
مدينة الكويت (سي دبليو إن) - رجل مسيحي كويتي حوكم الأربعاء على التهم التي إرتكب إرتدادا بالتحوّل من الإسلام إلى المسيحية.
حسين قامبار علي، 45، يقاضى في محكمة الكويت العائلية من قبل ثلاثة محامين خاصّين يطلبون لتعريته حقوقه المدنية، يتضمّن حقّه إلى زواج مسلم، رعاية أطفاله، ويمين إلى الميراث. زواج علي تحطّم السنة الماضية بسبب تحويله، وكان غير قادر على إبقاء شغل.
"نؤمن بالمسيحية، لكنّنا سوف لن نسمح للسّيد قامبار لإيذاء مشاعر المسلمين، "محمد الجادي، أحد المدّعوين الثلاثة، أخبر المحكمة. "أثار مشاعر المسلمين، يخبر الصحف عن تحويله ويحرّف صورة الإسلام."
في الإسلام أيّ مسلم عاقل الذي يترك دينه، ويستمرّ بالقيام بذلك بعد أن سمح لفرصة بالندم، يفقد مجموعة من الحقوق. الإسلام لن يزوّد أي عقوبة لأيّ مسلم الذي تقتل المتحول على أساس إرتداده. قال جادي البدلة لم تستهدف التأثير على حقوق علي الأخرى مثل اليمين لسفر أو عمل وبالتأكيد لم تستهدف طلب موته.
"نحن لا نريده قتل. هذه حالة القانون ولهذا لجأنا إلى محكمة. كان عندها هو في البلاد الأخرى، هو كان يمكن أن يقتل من قبل شخص ما. لكن هذه الكويت مسلمة معتدلة، "جادي قال.
موقع المقال بالانجليزي
شاكر
اخي المسلم هناك اناس يدعون انهم مسلمون سنضع بعض معتقداتهم هل هي من الاسلام ام هي كفر
يدعي احد علمائهم
الخميني انه له الولاية المطلقة لالغاء الصلاة والزكاة الحج والصيام وباقي العبادات
وفي كتب علمائهم يذكرون بان القرآن محرف
والشهادة الثالثة القول في الاذان اشهد ان عليا ولي الله هذه البدعة التي لم تكن موجودة في عهد رسول الله صلى اله عليه وآله وصحبه اجمعين
والكذب والتقية
والرجعة الاعتقاد ان الائمة سيرجعون لينتقموا من الصحابة
والبداء هو (الانتقاص من علم وحكمة وقدرة الله سبحانه )
ولطم الوجوه وضرب السلاسل وتعذيب النفس
والنذر لغير الله
والاستعانة بغير الله
وسب الصحابة
اكل التربة والتبرك بها
الايمان بان خرقة خضراء تنفع وتضر
والاعتقاد بان جبرائيل كان ينزل على فاطمة الزهراء رضي الله عنها
ويختمها
الخميني بان له الولاية المطلقة لالغاء الصلاة والزكاة الحج والصيام وباقي العبادات
هل بقى من الاسلام شيء
يؤمنون ان الامام يعلم الغيب
وان الامام علي يحي الموتى
واذكر من بين ممارساتهم الشركية
ممارسة طقوس شركية عندهم حيث
قادهم الشيطان الي ابتداع طريقة
يظنون انها تحل مشاكلهم
من خلال النذر للامام علي والاستغاثة به لتحل مشاكلهم
بدل ان ينذروا لله ويستغيثوا به
ينذرون لعلي ابن ابي طالب كرم الله وجهه
يسمونه نذر
لحلال المشاكل
( نذر شركي وبه دعاء يستغيثون به بعلي ابن ابي طالب كرم الله وجه بدل النذر لله سبحانه والاستغاثة به )
هكذا اناس مصيرهم الخسران في الدنيا والاخرة
لان اكبر ذنب هو الشرك بالله
قال تعالى ( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار) المائدة 72
قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله) البقرة165
قال تعالى حاكيا عن الذين يجعلون وسائط بينهم وبين الله ويقولون عن الاولياء بانهم شفعائهم
في قولهم (هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) يونس 18
لكنهم يوم القيامة لن يجدوا شفعائهم الذين دعوهم
قال تعالى (وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم ) الانعام 94
(قل لله الشفاعة جميعا)الزمر 44
قال تعالى ( انك لا تسمع الموتى) النمل ( وما انت بمسمع من في القبور) فاطر
قال تعالى (اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله )التوبة 31
قال تعالى ( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) يوسف 106
قال تعالى (وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ) الانعام 59
قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) غافر 60
قال تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله)النمل 65
قال تعالى ( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار) المائدة 72
الأسرة الصفوية ونشر التشيع في إيران
جمشيد معظمى صحيفة (الاختيار الإيرانية) 8/4/2004
هذا مقال إيراني شيعي يشرح حقيقة استيلاء الشيعة على إيران بعد أن كانت سنية وما هي الممارسات التي قاموا بها لتحويل السنة إلى شيعة في إيران وأن ذلك كان بالقوة والقمع ولا يخلو المقال من بعض الأخطاء مثل عدد السنة في إيران في بداية القرن الثامن هجري.
ويتضح من المقال النزعة التوسعية عند الدول الشيعية......................الراصد.
يعرف الشيعة بأنهم مؤيدو وتابعوا الإمام علي وأولاده. ولقد حاول الشيعة على مدى عدة قرون أن يجعلوا المذهب الشيعي مذهباً رسمياً داخل الدول الإسلامية، ولكنهم لم يستطيعوا القيام بذلك نظراً للبداية الضعيفة لهم بدءاً من معركة كربلاء وعدم قدرتهم على نصرة الإمام الحسين، ومروراً بالدولة الأموية التي مارست ضغوطا شديدة على الشيعة لدرجة أن أتباع الإمام الحسين بن علي لم يتمكنوا صراحة من النهوض بأداء الدعوة أو ممارسة أي أنشطة سياسية، وانتهاء بالدولة العباسية التي مارست هي الأخرى ضغوطاً كبيرة على الشيعة ومنعتهم من ممارسة مذهبهم بحرية.
وعلى الرغم من ذلك ظهرت مجموعة من الأسر والتي حاولت نشر وترويج الأفكار الشيعية مثل آ ل بوية في إيران، العلويين في طبرستان، الفاطميين في مصر والإسماعيليين في إيران إلا أنها لم تتمكن من إضفاء الصفة الرسمية على المذهب الشيعي ليكون مذهباً رسمياً.
ومع بداية الهجمات المغولية على العالم الإسلامي ونجاحها في القضاء على الدولة العباسية أخذ الشيعة يتمتعون بحرية نسبية حيث سعى الشيعة إلى تشكيل حكومة شيعية في إيران تكون منطلقاً لنشر المذهب الشيعي في دول الجوار. وخلال القرنين السابع والثامن الهجري انتشر المذهب الشيعي في إيران وجميع المناطق الواقعة بين شمال سوريا والأناضول وحتى شمال العراق ، وبدأت أفكاره تتبلور تدريجياً ولكنه في الوقت نفسه ظل بعيداً تماماً عن أجهزة ومؤسسات الحكم والخلافة. بعد القرن الثامن الهجري دخل كثير من مؤيدي المذهب الشيعي ضمن أتباع أسرة الشيخ صفي الدين الأردبيلى (مؤسس الأسرة الصفوية).
ولقد انتشر المذهب الشيعي خلال تلك الفترة بصورة كبيرة، وهو ما استوجب بالضرورة ظهور أشخاص معارضين لهذا المذهب من الناحية الفكرية والعقائدية والسياسية.
يأتى على رأس هؤلاء الأشخاص ابن تيمية الذى كان معارضاً للفلسفة والتصوف والتشيع ايضاً، حيث كانت له حركة واسعة في هذا الصدد. وعلى الرغم من أن تأثير ابن تيمية كان محدوداً بسبب توجهاته التي جاء بها إلا أنه ترك تأثيرا عميقاً في الأجيال التالية.
في القرن التاسع الهجرى استولى العثمانيون على السلطة في جزء من بلاد العالم الإسلامي. ومثلت المشكلة الرئيسية التي واجهتهم آنذاك في الفرق الصوفية التي كانت تعمل بهمة عالية من اجل تشكيل وتكوين حركة سياسية خاصة بها. وفي أواخر القرن التاسع الهجري كان من أهم الأحداث الخاصة بالتصوف هو ذلك الحدث المرتبط بأسرة الشيخ صفي الدين الأردبيلى حيث غلبت عليها النزعة إلى الحرب ونهضت ــ بمساعدة أتباعها وأشياعها ــ للاستيلاء على السلطة، وهو ما جعلها تدخل في صراعات وصدامات مع الأقوام المتفرقة آنذاك.
وبعد وفاة الشيخ صفي، تولى أمر هذه الأسرة كل من: خواجه على، الشيخ مفيد والشيخ حيدر. وقد قتل الأخيران – مفيد وحيدر – في الحرب مع الشروانشاهيين وبعد ذلك تمكن اسماعيل بن الشيخ حيدر من الوصول إلى السلطة بمساعدة أتباعه الذين توجوه ملكاً رسمياً في تبريز.
بعد أن تمكن الشاه اسماعيل من الوصول إلى السلطة، أعلن أن المذهب الشيعي الإثنى عشرى هو المذهب الرسمي في إيران، وقد حذره أتباعه من معارضة السنة لوجود ملك شيعي، الأمر الذي جعله يتجه لاستخدام القمع ضد المعارضين من السنة الذين كان بتراوح عددهم بين 200 ألف 300 ألف مسلم سني.
ولذلك هاجر الكثير من علماء أهل السنة في عصر الشاه إسماعيل الصفوى من المناطق المركزية الإيرانية إلى ما وراء النهر، وكذلك ناحية نهر جيجون.
بعد الشاه اسماعيل وجه الملوك الصفويون من بعده الدعوة لرجال الدين والعلماء الشيعة الذين كانوا يعيشون في جبل عامل في لبنان للإقامة في الدولة الصفوية، وإقامة نظام إداري حديث.
من جملة الأنشطة والممارسات الأخرى التي حدثت في إيران على يد الحكومة الصفوية بهدف ترويج ونشر المذهب الشيعي نذكر ما يلي:
ــ إقامة صلاة الجمعة وفقاً للمذهب الشيعي.
ــ إسناد المناصب الرئيسية إلى علماء الشيعة مثل منصب شيخ الإسلام.
ــ حماية ورعاية الحوزات العلمية الشيعية التي تقوم على تربية وتنشئة الطلاب، ورعاية العلماء ذوى الاستعداد الخاص في هذا الصدد.
وفي عصر الشاه عباس الكبير (أعظم ملوك الأسرة الصفوية) حظيت مراقد الأئمة باهتمام خاص بهدف ترميمها، وفي هذا الصدد يذكر ترميم حرم الإمام على بن موسى الرضا، وتوسعة حرم فاطمة المعصومة, كما كان الشاه عباس الكبير يحمي ويدعم مستشاريه من علماء ورجال الدين الشيعة الذين كان يختارهم وكانت الحنكة السياسية وكذلك التسامح والتساهل من جانب الشاه عباس الكبير تجاه جميع المذاهب بل وحتى الأديان الأخرى مثل المسيحية، اليهودية والزرادشتية.. سبباً في تهيئة المناخ الملائم للانتشار والنمو الطبيعي للمذهب الشيعي.
وقد تميزت الدولة في ذلك الوقت بوجود نظام سياسي موحد، وتوفير الرفاهية للشعب وزيادة نمو الأفكار الفلسفية، وارتفاع معدل المعرفة، وقد كان كل ما سبق دليلاً على انتشار المذهب الشيعي في إيران
وعلى الرغم من أن إيران عاصرت ظروفاً صعبة مثل التعرض للهجمات المغولية ومظاهر الخراب والتدمير التي ارتكبها التيموريون فإن وجود علماء مثل الشيخ بهائي، وميرداماد، وملا صدر الشيرازي كان له دور هام في بسط ونشر الفكر ولمذهب الشيعي في إيران.
نقلاً عن مختارات إيرانية – العدد 47 يونيو 2004
مصر وإيران: من التوتر إلى التوتر.. إلى متى؟ !!
د. محمد السعيد إدريس مختارات إيرانية العدد 53 – ديسمبر 2004
القاعدة هي التوتر في العلاقات بين مصر وإيران،على الأقل ابتداء من منتصف القرن الماضي، باستثناء سنوات معدودة أعقبت التحولات التي حدثت في السياسية الخارجية المصرية نحو الولايات المتحدة عقب حرب أكتوبر 1973، تبعها تحسن وتطور في العلاقات المصرية ـ الإيرانية، هذا التحسن كانت له نتائجه على صعيد تطور العلاقات المصرية ـ الإيرانية. وبتوقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، التي أعقبت سقوط نظام الشاه في إيران وقيام نظام الجمهورية الإسلامية، عاد التوتر وبعنف إلى هذه العلاقات بعد أن أصدر الإمام الخميني قراره بقطع العلاقات مع مصر، بناء على طلب مباشر من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عقابا لمصر على توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.
أتصور أن لغزا بهذا المستوى يستلزم البحث والتفكير بدلا من الركون إلى قدرية المآل المأساوي للعلاقات بين بلدين إسلاميين شقيقين تجمعهما روابط ووشائج قوية يجب عدم التفريط فيها.
أتصور أيضا أن الأوان قد آن لنسأل: لماذا بقيت العلاقات المصرية ـ الإيرانية مقطوعة ومتوترة طيلة تلك السنوات؟
فمصر هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي ليست لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران، ولكي يستقيم منطق الكلام يجب أن نقول أيضا أن إيران تكاد تكون هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي وربما في العالم التي ليست لها علاقات دبلوماسية كاملة مع مصر. كيف يمكن أن يستقيم هذا الحال الأعوج وإلى متى؟ هل ما بين إيران ومصر من الصراع وتناقض المصالح والعداء يتساوى مع ما بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل؟
فالدول تتقارب وتتعاون، وربما تتحالف إما بدافع من وجود منافع ومصالح مشتركة، وإما بدافع من درء المخاطر ومواجهة الأخطار. وقد يحدث التعاون بدافع من تعظيم المنافع والمصالح ودرء ومواجهة الأخطار معا. وهنا نسأل: ألا توجد منافع ومصالح مشتركة بين مصر وإيران تغريهما بتطوير وتحسين العلاقات لدرجة التعاون والتنسيق، ولا نقول التحالف؟ وألا توجد أخطار وتهديدات مشتركة تواجه مصر وإيران تحفزهما للتعاون المشترك لمواجهة هذه الأخطار؟
من الصعب على أي باحث منصف أن يقطع بنفي وجود أي مصالح مشتركة بين مصر وإيران، ومن المستحيل على أي باحث محايد أن يقطع بنفي عدم وجود تهديدات وأخطار مشتركة تواجه مصر وإيران، لكن القضية ليست بهذه البساطة، فالمنافع والأخطار ليست في الدوافع والحوافز للنهوض بعلاقات دولتين أو عدد من الدول إلى مستوى التنسيق والتعاون، هناك عوامل أخرى جانبية لا تقل أهمية، منها مثلا مدى التوافق والانسجام بين النظم السياسية والأيديولوجيات الحاكمة، فالتوافق والتجانس بين النظم السياسية والأيديولوجيات يشجع على انتهاج سياسات خارجية متقاربة، ومنها أيضا التحالفات والارتباطات الخاصة بكل دولة من الدول فهذه التحالفات قد تضع قيودا على الدول للتقارب رغم تجانس أنظمتها السياسية، ورغم وجود منافع وأخطار مشتركة.
توجد إذن حزمة من العوامل تدفع دولا بعينها إلى التعاون والتنسيق وتوجد أيضا حزمة من العوامل تمنع مثل هذا التعاون والتنسيق، وأحسب أن الأوان قد آن لنسأل مجددا: ما الذي يمنع مصر وإيران من وضع نهاية لتوتر العلاقات فيما بينهما؟
السؤال ليس جديدا علينا، وربما نكون في مركز الأهرام للدراسات لسياسية والاستراتيجية قد طرحناه على أنفسنا مبكراً ضمن مجمل اهتمامات المركز بالمصالح الاستراتيجية المصرية، والفكر الاستراتيجي المصري، لكننا طرحناه بقوة منذ أن تأسست وحدة الدراسات الخليجية التي تعاملت مع نظام إقليمي خليجي يتكون من ثلاثة كتل رئيسية هي: إيران والعراق ومجلس التعاون الخليجي، ومنذ أن تقرر إصدار مجلة مختارات إيرانية كمجلة شهرية صدر عددها الأول في أغسطس 2000، واستهدفت خلق وتطوير ثقافة علمية عربية بالمجتمع والدولة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنذ أن تم التوقيع على بروتوكول التعاون الأكاديمي بين مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومعهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية عام 2000، وهو البروتوكول الذي أرسى قاعدة عقد ندوة سنوية لمناقشة تطوير العلاقات المصرية ـ الإيرانية تعقد بالتبادل بين القاهرة وطهران، وقد عقدت الندوة الرابعة في القاهرة منذ أيام قليلة (27ـ 28 نوفمبر2004) تحت عنوان: التحديات الإقليمية للاحتلال الأمريكي للعراق.
رغم ذلك هناك دوافع أخرى مستحدثة لتجديد طرح السؤال أبرزها تطورين متناقضين أولهما كان عليه أن يشجع على تطوير العلاقات والآخر أساء إليها بدرجة كبيرة وربما يكون قد انتكس بها لحدود يصعب تصورها.
التطور الأول الإيجابي تمثل في مشاركة إيران بوفد على مستوى عال في مؤتمر شرم الشيخ حيث ترأس الوفد الإيراني الدكتور كمال خرازي وزير الخارجية، كما تمثل في مشاركة مصر، بعد أسابيع قليلة، في اجتماع وزراء داخلية دول الجوار للعراق الذي عقد في العاصمة الإيرانية،وترأس الوفد المصري السيد حبيب العادلي وزير الداخلية في زيارة هي الأولى من نوعها منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1980.
في مؤتمر شرم الشيخ تبين بوضوح أهمية الدور الإيراني في إنجاح المؤتمر، كما تبين وجود تنسيق مصري ـ إيراني ضمن مجموعة الدول المجاورة للعراق، وكان توقيع مصر وإيران على البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ مؤشراً على وجود توافق مصري ـ إيراني على بنود هذا البيان. وتأكد التطور في العلاقات عندما تعمد المسئولون المصريون في هذا المؤتمر ترتيب جلوس وزير الخارجية الإيراني بجوار وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في حفل عشاء بدعوة من وزير الخارجية المصري السيد أحمد أبوالغيط وبالطبع لم يتم ذلك دون علم الوزيرين. وفي اجتماع وزراء داخلية دول الجوار للعراق الذي عقد في طهران، تم التوافق أيضاً على دور تقوم به هذه الدول في دعم الأمن والاستقرار في العراق، ومن بين هذه الدول مصر وإيران بالطبع.
وبرز، من مجمل تفاعلات هذين التطورين، أن ثمة فكراً يتخلق في المنطقة، وأن هناك تطوراً نحو جعل صيغة الدول المجاورة للعراق وأجندة اجتماعات هذه الدول بداية تأسيسية لمنظومة علاقات إقليمية جديدة، ربما تتطور أجندتها، وربما تتسع عضويتها، لكنها يمكن أن تكون بداية لصياغة نظام إقليمي أو نواة لنظام إقليمي في المنطقة في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تأسيس مثل هذا النظام.
مشاركة مصر وإيران في مجمل هذه الجهود اعتبر خطوة مهمة في مسار تطوير العلاقات المصرية ـ الإيرانية خصوصاً وأنه توافق مع هذا كله معلومات تحدثت عن قيام إيران بتسليم مصطفى حمزة المتهم بتدبير المحاولة الفاشلة التي استهدفت الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، لكن حميد رضا أصفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بادر بنفي هذه المعلومات، مؤكداً عدم وجود مصطفى حمزة على الأراضي الإيرانية في أي وقت من الأوقات.
التطور الثاني والسلبي، هو إعلان النائب العام المصري أن القاهرة ستحاكم دبلوماسياً إيرانياً ومواطناً مصرياً قبض عليه في اتهامات بالتجسس وتنظيم هجوم على موقع للبتروكيماويات في مدينة ينبع السعودية في مايو 2003، والإعداد لاغتيالات وتفجيرات تستهدف قطع العلاقات بين القاهرة والرياض.
النائب العام المصري كشف أن الدبلوماسي الإيراني هو ضابط في مخابرات الحرس الثوري الإيراني واسمه محمد رضا دوست. الإعلان عن هذه القضية الاستخباراتية أربك كل توقعات تحسين العلاقات المصرية ـ الإيرانية، واحتمال عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين في وقت قريب خصوصاً بعد تصريحات حميد رضا آصفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التي وصف فيها الاتهامات المصرية للدبلوماسي الإيراني بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وزاد على ذلك بالقول بأن "هذا السيناريو أعد بتأثير من أعداء إيران"، وأن "الاتهامات الموجهة لدوست تأتي في إطار مؤامرة على دول في الشرق الأوسط بما يتمشى مع سياسيات إسرائيل العدائية في المنطقة".
هذه التصريحات متسرعة من ناحية لأن لا أحد يملك تأكيد أو نفي الاتهامات إلا القضاء المصري، وهي من ناحية ثانية تكرار مرفوض لتفسيرات إيرانية ترى أن تعثر تطوير العلاقات المصرية ـ الإيرانية يرجع لضغوط أمريكية.
مثل هذه التفسيرات تتجاوز حدود اللياقة في اتهام القرار السياسي المصري بالتبعية للولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد من تأزم العلاقات.
هذه التطورات الإيجابية والسلبية باتت تفرض ضرورة البحث الجاد في أسباب استمرار حالة التوتر الدائمة في العلاقات المصرية ـ الإيرانية، خصوصاً مع وجود قناعة لدى الطرفين بوجود منافع ومصالح متبادلة تشجع على تطوير هذه العلاقات، ووجود مخاطر وتهديدات تحفز أيضا من الإسراع في هذا التطوير وبالذات المستقبل الغامض للعراق في ظل الاحتلال الأمريكي، والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وجدية مطالبة مصر وإيران بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
تدرك مصر وإيران أن المستقبل المأمون للعراق يفرض تعاوناً مصرياً إيرانياً، وأن صياغة نظام أمن إقليمي جديد لا يمكن أن يتم دون تفاهم مصري إيراني، وأن الأوضاع الأمنية في الخليج وبالذات النظام الأمني الجديد في ظل الاحتلال الأميركي للعراق سوف تكون على حساب الجميع وبالذات مصر وإيران ودول الخليج العربية.
والبداية المنطقية هي ضرورة الإسراع بتشكيل لجان مشتركة للحوار بين البلدين لبحث كافة القضايا دون انتظار للعودة الكاملة للعلاقات الدبلوماسية ،لجان أمنية مشتركة ولجان سياسية واقتصادية وثقافية مشتركة، مناقشات وحوارات هذه اللجان سوف تبني جسوراً من الثقة المتبادلة،وسوف تضع حدوداً لسوء الظن الذي يبقى التوتر دائماً في العلاقات بين البدلين ويمنح الفرصة لتأويل الأحداث على شاكلة الربط بين كشف أجهزة الأمن المصرية لقضية التخابر تلك والإفراج المصري عن الجاسوس عزام عزام، الذي أتصور أنه أساء كثيراً للعلاقات بين البلدين.
الثورة الإيرانية بعد 25 عاماً... تحولات الدولة والمجتمع
سامح راشد
السياسة العربية – العدد 157 يوليو 2004
يمر هذا العام خمسة وعشرون عاماً على قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979ويسعى هذا المقال إلى النظر بتأمل إلى التحولات والتغيرات التي شهدتها إيران خلال هذه الفترة, ومحاولة تحديد مدى اقتراب هذه التحولات أو ابتعادها بالثورة الإسلامية عن مسارها الذي بدأته قبل ربع قرن, دون انزلاق في سرد حصري لما جرى في إيران منذ قيام الثورة ودون اقتصار على سمات وخصائص ثابتة في المجتمع الإيراني.
إن الغاية الرئيسية المرجوة من هذه السطور ليست مجرد الوقوف على الأسباب المباشرة للتحولات الإيرانية, وإنما بالأحرى التعرف على عوامل وخلفيات قد لا تبدو ظاهرة للعيان, لكنها قائمة وفاعلة. فالهدف ليس مجرد رصد التحولات وإنما النظر لما وراءها.
هل حقاً إيران نموذج فريد من نوعه؟
شأن أي دولة, هناك عدد من المحددات والعوامل الحاكمة تؤثر في توجيه دقة الأمور في إيران. ومن الطبيعي أن تشترك إيران في بعضها مع كثير من بلدان العالم لكنها تحتفظ بخصوصية في البعض الآخر, ومن تلك المحددات والعوامل طبيعة النظام السياسي الإيراني, الذي يمزج بين العقيدة والسياسة, حيث تلعب القيم الدينية والتعاليم الفقهية دوراً رئيسياً في تحديد التوجهات والسياسات نتيجة التداخل بين رجال الفقه والسياسة, أو بمعنى أدق اختفاء الحدود الفاصلة بينهما, فالمدارس الفقهية (الحوزات) هي المورد الأكبر للساسة ورجال الحكم انطلاقاً من إعمال مبدأ ولاية الفقيه كجوهر لنظام الحكم.
ولابد من الإشارة إلى أن تلك الخصوصية لا ترتبط بالمبدأ في حد ذاته وإنما في كيفية تطبيقه وما يعكسه عند الممارسة السياسية العملية من تعاليم وأفكار دينية وروحية. فالدولة الإسلامية على وجه العموم لا تفرق بين الدين والسياسة وتجعل التعاليم الدينية هي الموجه والمحرك للممارسات السياسية, كما تمثل معيار تقييمها, والأمر ذاته ينطبق على حالات أخرى غير دينية فتركيا على سبيل المثال تتخذ من العلمانية عقيدة لها وتمثل المحرك والمقياس لتوجهات الدولة. وما يتفق وتعاليم الإسلام وفق المذهب المتبع في إيران, يحظى بموافقة رجال الفقه وبالتالي تكسبه الشرعية الدينية. ومن ثم السياسية تماماً كما هو مصير كل ما لا يتفق ومبادئ العلمانية حسبما يؤمن بها رجال الجيش والحكم في تركيا ففقدان الروح "العلمانية" يؤدي بالضرورة إلى غياب الشرعية السياسية. المغزى هنا أن السياسة الخارجية الإيرانية لا تختلف عن غيرها من الدول في المنطلقات والأسس لكنها تختلف في مضامين هذه المنطلقات وتفصيلات تلك الأسس.
وعلى هذا الأساس ليس صحيحاً أن ما يطلق عليه النموذج الإيراني هو حالة فريدة من نوعها في العالم وأن طهران تقدم للعالم مثالاً ناجحاً وحيداً للدولة الإسلامية, فحقيقة الأمر أن الدولة الإيرانية القائمة حالياً ليست إلا أحد أشكال نظم الحكم المتعارف عليها في أدبيات علم السياسة والمعروف بالدولة الدينية (الثيوقراطية) حيث القيمة العليا للمبادئ والتعاليم الدينية, وبالتالي فإن الغلبة في موازين القوى لمن هم أقرب إلى تلك التعاليم وأدرى بها وهم علماء الدين ورجال الفقه.
لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد فارق حقيقي بين الحالة الإيرانية وغيرها, فهناك بالطبع فوارق واضحة فالتأكيد على أن طهران ليست حالة فريدة أو غير مسبوقة ينسحب على الأساس الذي تقوم عليه تركيبة النظام السياسي وليس على مضمون ومفردات هذا النظام, وهنا يأتي التميز الإيراني بمعنى أن الاختلاف يأتي من تفاصيل مبدأ حكم رجال الدين وهي مترتبة بالضرورة على أحكام المذهب الشيعي الإثنى عشري الذي تتبعه إيران حالياً وإعلاء مكانة الولي الفقيه على غيرها من ركائز الحكم.
التغير في المواطن والمجتمع:
نجمت موجة التغير التي تجتاح طهران عن تطورات تراكمت في مسارين يبدوان في الظاهر متعارضين, الأول: أن هذه التحولات نتيجة غير مباشرة للوضع الذي ساد عقب قيام الثورة قبل خمسة وعشرين عاماً أي نتيجة التراكم التدريجي في أساليب إدارة الحكم وترسيخ أنماط معينة من ممارسة السلطة على مدى ربع قرن, وجوهر هذه الأنماط إخضاع جميع أوجه الحياة في الدولة والمجتمع لمقتضيات مرحلة تثبيت الثورة والقضاء على أعدائها, وأدت هذه العوامل إلى إيجاد مجتمع تواق إلى الحرية في حالة ترقب دائم للمستقبل يعاني من معضلات هيكلية في معظم مناحي الحياة اليومية, تشمل البطالة وانخفاض مستوى الدخل وتقلص القاعدة الاقتصادية بصفة عامة, أي بإيجاز حالة من الجمود والتكلس في شرايين الدولة وأوردة المجتمع.
المسار الثاني هو النقلة الهائلة التي تجتاح العالم في مجال الاتصالات, مما يحد تماماً من قدرة أي نظام حاكم على حرمان مواطنيه من متابعة ما يجري في العالم أو العكس, مما من شأنه أن يجعل النظرة للأوضاع في المجتمعات الأخرى دائماً نظرة مقارنة بما يؤدي بدوره إلى اختراق أنماط الثقافة والفكر الخارجية للنسيج الاجتماعي, خاصة إذا صوحبت هذه العملية بتغير في تركيبة المجتمع وتكوينه وهو ما ينطبق تماماً على المجتمع الإيراني. فقد شهد تغيرات هيكلية أبرزها التغير في التركيبة السكانية خاصة بالنسبة للعمر والجنس فنتيجة سنوات الحرب الطويلة مع العراق وتجنيد أعداد ضخمة من الرجال والشباب, خرجت نسبة كبيرة منهم من نسيج المجتمع بالقتل أو الأسر أو الاختفاء في الحرب, مما أدى إلى اختلال التوازن بين الجنسين حيث تزايدت نسبة النساء بين أفراد الشعب عما كانت عليه قبل الحرب, مما يفسر بدوره بعض أسباب صعود دور المرأة في السنوات التالية للحرب.
وكذلك بالنسبة للشرائح العمرية حيث يمثل الشباب دون سن الخامسة والعشرين الغالبية العظمى من عدد السكان وتلك الغالبية لا تعرف شيئاً عن مرحلة ما قبل الثورة ولا عن مراحلها الأولى الأشد ثورية وعنفواناً إلا ما تقدمه الملفات الوثائقية وما يدرس في مراحل التعليم كجزء من التاريخ, وهو ما انعكس بشكل واضح على التوجهات السياسية لهم.
لقد ساعد كل ذلك على تغير اتجاهات الرأي العام الإيراني بالابتعاد عن الانغلاق الجامد على أفكار ومفاهيم لا تلائم العصر, ومن الواضح أن هذا التقابل بين مدخلات الحياة السياسية والاجتماعية ساعد على تفاعلها وإفرازها للنتيجة ذاتها, فالتناقض الواضح بين حالة الانغلاق ومراوحة المكان والانفتاح الكبير الذي يجتاح العالم إعلامياً ومعلوماتياً, ساعد على اندفاع الإيرانيين للخروج من القوالب المفروضة عليهم والسعي حثيثاً إلى اللحاق ببقية الشعوب.
تغير الساسة والسياسة:
لم يتوقف تنازع السلطة بين الإصلاحيين والمحافظين منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران قبل ربع قرن. لكن القوى والتيارات السياسية التي وجدت وقت قيام الثورة لم تكن مصنفة وموزعة بالشكل القائم حالياً, فباستثناء بعض القوى اليسارية التي تضاءل وجودها تدريجياً ظلت خريطة القوى السياسية على مدى يقترب من عقد ونصف عقد من عمر الثورة موزعة بين موقفين واضحين بينهما مسافة شاسعة: إما مع الثورة تماماً أو من أعدائها إطلاقاً وكان أصحاب الموقف المؤيد للثورة هم الأغلبية عدداً وعدة, لذا كانت المحصلة العامة أن الاختلاف والتباين في الآراء والتصورات حول كيفية تحقيق أهداف تلك الثورة ونشر مبادئها محدوداً وكانت الرؤى المخالفة تنطوي تحت عباءة الثورة, إما بالتخلي عنها أو بتصفية أصحابها دون السماح بخروجها إلى النور.
وشأن أي ثورة, شهدت الثورة الإسلامية في إيران خلافات داخلية وصراعات داخل القوى التي قامت بها فمعروف أن العداء لنظام الشاه استقطب مختلف القوى والتيارات من شيوعية إلى إسلامية إلى ليبرالية. وبعد أن نجحت الثورة وسقط النظام انعكست الاختلافات بين رؤى وتوجهات تلك القوى على خريطة الحكم والحياة السياسية, فراح التيار الإسلامي بقيادة الإمام الخميني يقصي القوى الأخرى تدريجياً ليس بإبعادها عن السلطة وحسب بل بمحاولة استئصالها من الحياة السياسية وحرمانها من شرعية الوجود الرسمي (مثال ذلك حركة حرية إيران).
في الوقت ذاته, دبت خلافات داخل النخبة الحاكمة الإسلامية نفسها وتنوعت هذه الخلافات بدءاً من كيفية التعامل من القوى والتيارات الأخرى التي شاركت أو –على الأقل- أيدت الثورة وامتدت إلى شئون الحكم حتى وصل الأمر إلى الاختلاف حول مسائل جوهرية مثل مبدأ ولاية الفقيه الذي لم يكن مقرراً العمل به وظل محل سجال داخلي على مستوى قيادات الثورة, حتى حسم الخميني الأمر لصالح تفعيله واتخاذه منطلقاً لروح النظام السياسي للجمهورية الإسلامية.
أي أن اختلاف المشهد الحالي في إيران ليس في مبدأ وجود تباينات أو اختلافات بين رؤى وأفكار, وإنما في طبيعة تلك الأفكار من جهة وكيفية التعاطي من قبل جميع الأطراف مع ذلك التباين بعبارة أخرى التنازع السياسي قائم منذ بداية الثورة, والتحول طرأ على قضايا ذلك الصراع وكيفية إدارته مع التسليم بأن التحول في هذين الجانبين انعكس بالطبع على اشتداد حدة الصراع واتساع الفجوة بين أطرافه بدرجة كبيرة تدفع إلى الظن أحياناً بأنه جديد أو أن السنوات السابقة لم تشهد سوى توافق وانسجام بين رموز النظام والطبقة الحاكمة والمجتمع, لكن هذا غير صحيح.
ما حدث طوال العقد الأول من عمر الثورة أن الحرب مع العراق استغرقت جل قدرات وتركيز الدولة الإسلامية الوليدة وظل صوت المعركة أعلى مما عداه, حتى تواكبت وفاة الخميني وتولي علي أكبر هاشمي رافسنجاني رئاسة الجمهورية مع انتهاء الحرب ثم حرب الخليج الثانية في قتال تاريخي ترك بصمات قوية على أداء النظام الإيراني داخلياً وخارجياً.
فقد عادت إيران داخلياً إلى مرحلة بناء الدولة وإحياء قدراتها التي استنزفتها الحرب, فأصبح التركيز على الاقتصاد أكثر من السياسة (وهو ما يتوافق أيضاً مع طبيعة رفسنجاني وخلفيته الشخصية المهنية). وخارجياً انكفأت إيران تماماً على السعي نحو تحقيق مصالحها الاستراتيجية العليا كدولة محوطة ببيئة إقليمية متحركة وقلقة وبيئة عالمية غير متوازنة ليتكرس التراجع عن تطلعات النفوذ الإقليمي وليصل مبدأ تصدير الثورة الإسلامية إلى حالة من التجمد بعد أن كان قد انحسر تماماً نتيجة الانشغال لسنوات طويلة في الحرب مع العراق.
ومن المفارقات أن هاشمي رفسنجاني –الذي يعد في حقيقة الأمر أول من دشن مرحلة الإصلاحات في إيران- لم تتح له الفرصة ليحصد نتائجها بل ولا ليكملها, فالسنوات الثماني التي قضاها في رئاسة الجمهورية (1989-1997) لم تكن كافية بالطبع لتغيير تراكمات وتطورات مفصلية تلاحقت على إيران, ثورة ثم حرب مع العراق ثم انتهاء الحرب الباردة وسقوط القطب السوفييتي وانقلاب الأوضاع عالمياً ثم حرب الخليج الثانية وانقلاب الأوضاع إقليمياً.
لذا, جاءت انتخابات الرئاسة عام 1997 في ظروف مهيأة تماماً لقيادة جديدة لمرحلة جديدة فبعد أن لعبت الاعتبارات السياسية داخلياً وخارجياً دورها وكانت لها الغلبة لما يقرب من عقدين من عمر الجمهورية الإسلامية كان الوقت قد حان لتلعب الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية دورها هي الأخرى, فتقدم الشعب الإيراني أخيراً لينهي في صناديق الاقتراع مرحلة من الصمت والتشبع ويرفع في الوقت ذاته الغطاء عن تململ وضيق تراكما لديه طوال هذه السنوات.
كان الشعب الإيراني ينتظر ظهور محمد خاتمي, وتوافقاً مع الحس الديني لدى الإيرانيين بدا خاتمي كأنه "الإمام الغائب" المنتظر, وساعد على إكتسابه تلك الشعبية وفوزه في سباق الرئاسة الصعب سماته الشخصية وخلفيته الثقافية والفكرية المتميزة مقارنة بمنافسين عتاة لكن تقليديين.
وكان خاتمي على قدر من الذكاء دفعه إلى تبني خطاب سياسي موجه للشعب أولاً وأخيراً, متضمناً رسالة جديدة هي أن الاحتكام ينبغي أن يكون لمرجعية جديدة هي الشعب, وفوجئ أنصار التمسك بمبادئ الثورة وتطبيقها حرفياً (المحافظون) بأن رهان خاتمي على رجل الشارع الإيراني كان في محله وأن اللجوء إلى المواطن العادي حمل خاتمي إلى مقعد الرئاسة وتجاهل رجال الدين ورجال البازار وغيرهم من أصحاب النفوذ والسطوة تقليدياً.
من هنا, كانت محاولات المحافظين كبج جماح هذا الاتجاه فجاءت الحملة المستمرة على الصحافة والصحفيين وإحكام السيطرة على وسائل الاتصال الأخرى خاصة الإذاعة والتلفزيون إلى غير ذلك من محاولات قطع أو تقييد الاتجاه المتنامي إلى تعريف وتوعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام.
وفي الفترة الماضية كانت الخلافات تتأجج والصراعات تنكشف أمام قضايا أو مواقف تواجه الدولة والمجتمع وتختلف التيارات المتصارعة حول أسس ووسائل تلك المواجهة وأمثلة ذلك عديدة منها تكرار أزمة الاحتجاجات الطلابية (1999 و 2003) وعمليات الاغتيال لمفكرين ومثقفين والخلاف حول الوضع الاقتصادي وكيفية الخروج من حالته المتردية وقضايا أخرى خارجية مثل العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والعلاقة مع العراق (قبل الاحتلال) والموقف من تداعيات تفجيرات سبتمبر والحرب على الإرهاب, ثم أخيراً الموقف من احتلال العراق.
في جميع هذه القضايا, وضح الاختلاف والتباين في التقييم والرؤية للموقف المطلوب اتخاذه, لكن ظل الخلاف محصوراً في نطاق قضايا وموضوعات تستجد على الساحة السياسية إلى أن بدأت عوامل التحول في المجتمع تتفاعل وتؤتي مخرجاتها لتؤثر جذرياً على ما يفرزه المجتمع من أفكار وقوى وقنوات للتفاعل الداخلي, فكان من الطبيعي أن تسفر مساعي كل من التيارين المتصارعين لتوظيف الوسائل المتاحة له عن نجاح التيار القادر على الاستجابة لهذه التفاعلات وضخ دماء جديدة في قنوات التواصل مع المجتمع وهو ما تجسد في نجاح الإصلاحيين في تحقيق شعبية ومساندة جماهيرية تتزايد باستمرار من خلال الصحف والمطبوعات... الوسيلة الإعلامية المتاحة أمامهم.
من هنا بدأت تزداد أهمية الصحافة كوسيلة للتعبير وبلورة اتجاهات المجتمع وردود فعله على الواقع بشتى جوانبه وكانت الصحف القناة الأوسع والأقرب لكثرتها واتساعها لتشمل كافة التيارات والأفكار وكذلك لكونها القناة الأقل إحكاماً في السيطرة عليها من قبل النظام.
ووجه الخطورة التي استشعرها قادة الرموز القدامى من الصحافة أن قدرتهم على المنافسة فيها أقل كثيراً ممن يعتبرونهم "أعداء الثورة" حيث لا قيود ولا رادع وهامش الحركة والكتابة مفتوح إلى حد كبير, الأمر الذي انعكس على رد الفعل من قبل هؤلاء المحافظين تجاه دخول الصحافة كوسيلة لإدارة الصراع. فبدلاً من استخدام الوسيلة ذاتها كان اختيارهم هو محاولة تدمير هذه الوسيلة وقطع قناة الاتصال بين القلة أصحاب الأفكار الجديدة والشعب وكانت البداية بتوجيه انتقادات ضمنية ثم علنية لبعض الصحف ثم محاولات رفع غطاء الشرعية عنها باتهامها والقائمين عليها بالعداء للثورة ومحاولة هدمها والعمالة للأعداء الخارجيين.
ومع إخفاق هذه السياسة المحافظة في تحقيق أغراضها نتيجة عدم القدرة على التحكم في أعداد وتوجهات الصحف والمطبوعات, انتقل المحافظون إلى خطوة أبعد وهي التقييد القانوني لهذا الانفتاح, وتمثل ذلك في ممارسات تشريعية تحد من هذا التدفق في حرية الصحافة والإعلام استناداً إلى سيطرة شبه كاملة على مؤسستين من أهم المؤسسات في تركيبة النظام السياسي الإيراني هما: مجلس الشورى الخامس (1996-2000) والمؤسسة العدلية (القضاء).
وعلى هذا الأساس, وضح أن الاتجاه العام في المجتمع يسير لصالح فكر التغيير والإحلال, والدليل الأوضح على ذلك أنه بعد ثلاث سنوات من حكم خاتمي ورغم العقبات التي واجهته بدءاً بانتقادات حادة تتهمه بعدم وجود برنامج واضح لديه في بعض المجالات كالموضع الاقتصادي وانتهاء بعدم قدرته على تحقيق ما أعلنه من إصلاحات فإن الشعب الإيراني اختار أصحاب هذا الفكر التغييري في الانتخابات التشريعية لمجلس الشورى السادس (2000-2004) ليدخل للمرة الأولى في مؤسسات الدولة الرئيسة أغلبية جديدة تنتمي لهذا الفكر.
حرب المؤسسات:
لكن التطورات كشفت عن تغير جوهري في مسار الأحداث, فبعد أن كانت المواجهات تحدث حول القضايا والموضوعات محل الخلاف ثم انتقلت إلى وسائل وأدوات إدارة هذا الخلاف, راحت تنتقل إلى الأجهزة والمؤسسات وتزامنت هذه النقلة مع هيمنة التيار الإصلاحي على مجلس الشورى السادس ثم إعادة انتخاب محمد خاتمي لفترة رئاسة ثانية في مايو 2001, فمن ناحية سارع الإصلاحيون إلى محاولة الاستفادة من سيطرتهم على مجلس الشورى السادس وتقنين وتشريع أفكارهم وسياساتهم. ومن ناحية أخرى كان تراجع نسبة التأييد التي حصل عليها خاتمي في انتخابات 2001 مقارنة بانتخابات 1997 بمثابة جرس إنذار له وللإصلاحيين بضرورة تسريع وتيرة الإصلاح وتطبيق الأفكار التي حمل الشعب خاتمي إلى مقعد الرئاسة ليحققها.
وبعد أن كان رموز التيار المحافظ يعتمدون على أغلبيتهم في مجلس الشورى –إضافة إلى سيطرتهم على مؤسسات أخرى سيادية- في تكييل الضربات للإصلاحيين اختل التوازن بالسيطرة شبه الكاملة لهؤلاء الإصلاحيين "أعداء الثورة" على مجلس الشورى السادس ليس هذا وحسب بل مضى الإصلاحيون سريعاً إلى رفع القيود التشريعية التي كان يفرضها عليهم المحافظون من خلال المجلس السابق, مما اضطر مرشد الثورة على خامنئي للتدخل واستخدام صلاحياته الدستورية التي تجب جميع السلطات الأخرى للحد من تبعات هذا الخلل في التوازن بين المؤسسات.
وبعد أن ظل هؤلاء "المحافظون" مترددين في استخدام سيطرتهم على المؤسسات الرئيسة في النظام لم يجدوا بدا من ذلك فقد ظل خاتمي ورفاقه يعانون من تسلط الحرس الثوري والقبضة الحديدية لرجال الشرطة والاستخبارات طوال العامين الأولين له في السلطة (97-99), فضلاً عن تبنيه منهج تحسس الخطى وكانت نتيجة ذلك أن صداماً قوياً لم يقع بينه وبين أركان النظام ومؤسساته الرئيسة خلال هذه الفترة.
وبمجرد اتجاهه إلى إدخال تغيير يوحي بنزعة إصلاحية تمس قناعات ومصالح رجال الحرس القديم ورموز الثورة التقليديين, سرعان ما واجه حملات عنيفة متعددة الأشكال والدرجات واعتمدت هذه الحملات إلى حد كبير على امتلاك المحافظين سلطة الأمر والنهي في أجهزة الحكم الحيوية, ونظرة سريعة على صلاحيات واختصاصات المؤسسات التالية تؤكد ذلك بسهولة: مؤسسة المرشد, مجلس الخبراء, مجلس تشخيص مصلحة النظام, مجلس صيانة الدستور, القضاء, مجلس الأمن القومي, الاستخبارات, الإذاعة والتلفاز.
وبعد أن كان التركيز خلال فترة الرئاسة الأولى لخاتمي عليه كشخص وكقيادة جديدة بفكر جديد, وضح مع توليه الرئاسة لفترة ثانية أن الصراع أكبر من شخص خاتمي ومن منصبه كرئيس, حيث انقسمت ساحة الصراع بين جبهتين تضم الأولى الرئيس والحكومة ومجلس الشورى "السادس" والمجالس البلدية والسواد الأعظم من الآلة الإعلامية. وعلى الجبهة الثانية تقف المؤسسات المشار إليها وهي الأقوى في النظام والأشد سطوة في ساحة العمل العام, وقد دخلت أكثر من مؤسسة وهيئة حلبة الصراع الداخلي مثال ذلك هئية الإذاعة والتلفاز التي وقفت في حملة انتخابات الرئاسة عام 2001 موقفاً اعتبره أنصار خاتمي متحيزاً ضده فبادر مجلس الشورى السادس عقب الانتخابات إلى مناقشة مشروع قانون يجيز له التحقيق في أنشطة الإذاعة والتلفاز خاصة الأمور المالية لهذه المؤسسة في محاولة لاختراق هذه المؤسسة الخاضعة كاملة تقريباً لسيطرة المحافظين فضلاً عن أنها رسمياً تتبع المرشد مباشرة. المغزى هنا أن مؤسسة الإذاعة والتلفاز دخلت الصراع أولاً كطرف فيه ثم كموضوع له ثانياً, ومعروف أن تلك المؤسسة شبه منفصلة عن وزارة الثقافة والإرشاد التي تميل نسبياً إلى جانب الإصلاحيين.
ولم يكن هذا التحرك الإصلاحي الأول من نوعه, إذ كان مجلس الشورى فور انتخابه عام 2000 قد حاول إدخال تعديلات على قانون الصحافة تخفف بموجبها القيود القانونية والتنفيذية المفروضة عليها ثم حاول عشية انتخابات الرئاسة تمرير قانون يزيد صلاحيات رئيس الجمهورية وهي المحاولة التي تكررت بعد ذلك عامي 2002 ثم 2003, غير أن المحافظين استخدموا سيطرتهم على مؤسسات أقوى من مجلس الشورى وأعلى سلطة لإجهاض هذه المحاولات في مهدها.
وكان التغير في وسائل وأدوات الصراع قد طال أيضاً المؤسسة القضائية, فنتيجة الشعبية المتزايدة لتيار التجديد والإصلاح أصبحت القيود القانونية الوسيلة الأقرب والأنجح بيد المحافظين لضرب هذه التوجهات الجديدة وليست ملاحقة الصحف والصحفيين وسجن العشرات منهم سوى مثال نموذجي على مهارة المحافظين في توظيف المؤسسة القضائية وفقاً لمقتضيات الصراع.
ورغم أن كلا من الرئيس الحالي للسلطة القضائية علي جنتي –ومن قبله محمود شهرودي- أقل تشدداً وميلاً للمحافظين من سلفه محمد يزدي لكن سلوك بقية أعضاء تلك المؤسسة والأجهزة الفرعية التابعة لها يكشف عن تحيز واضح لهذا التيار.
وهناك مؤسسات أخرى لا تزال تحت سيطرة المحافظين معرضة في أي وقت للنزول –طوعاً أو كرهاً- إلى حلبة الصراع والانخراط في حرب المؤسسات هذه منها على سبيل المثال لا الحصر مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه حالياً الرئيس السابق هاشمي رافسنجاني (المختص بالفصل في النزاعات بين مؤسسات وأجهزة الدولة) وهو بطبيعته مختص بتحديد أين تكون "مصلحة النظام" عندما يحدث تعارض أو تنازع بين سلطات وأجهزة الدولة الرئيسية: الحكومة والبرلمان مثلاً أو البرلمان والسلطة القضائية. وبالتالي فإن هذه المؤسسة ستدخل حتماً إلى دائرة المواجهة آجلاً أو عاجلاً بل إنها الجهة التي كان يفترض أن تنزلق سريعاً في الخلافات بين مختلف التيارات والقوى السياسية في أجهزة ومؤسسات الدولة, لكن وجود رافسنجاني على رأسها برغبته في عدم الانحياز الكامل إلى أحد التيارين والحصول قدر الإمكان على تأييد كليهما كان سبباً جوهرياً في تأجيل انجراف تلك المؤسسة سريعاً إلى مواجهة مع هذه السلطة أو تلك. وهو ما وضح خلال أزمة الترشيحات لانتخابات مجلس الشورى السابع التي أجريت في العشرين من فبراير 2004, فرغم احتدام الأزمة وتعقدها بدرجة هددت استقرار النظام إلا أن مجلس تشخيص مصلحة النظام لم يتدخل فيها بشكل قوي وأثر النأي عن الأزمة وتداعياتها.
لكن من الصعوبة بمكان أن تستمر هذه الحيادية, لا من قبل المجلس ولا من جانب رافسنجاني شخصياً. ليس هذا وحسب فهناك مؤسسات وأجهزة حيوية تقف حتى الآن بعيداً عن دائرة الصراع (أو على الأقل الوجه المعلن منه) منها: مجلس الأمن القومي, ووزارة الخارجية, ووزارة الاستخبارات, والجيش.
وليس من المتصور بحال أن تستمر هذه المؤسسات خارج الساحة, فإن لم تجد نفسها في وقت ما مضطرة للتدخل أو اتخاذ موقف, فإن أطراف الصراع وربما المؤسسات الأخرى ذاتها قد تدفعها دفعاً إلى تحديد مواقف أو تأييد طرف دون آخر.
إن مغزى التحولات الأخيرة يتجاوز حدود تصارع الأفكار أو القوى السياسية أو حتى مناورات وتحركات للحد من نفوذ وقوة هذا الطرف أو ذاك, فالأمر يتعلق الآن بهيكل النظام والتوازن القائم بين أجهزته ومؤسساته وهو ما أكدته عودة المحافظين إلى الهيمنة على مجلس الشورى إثر الانتخابات الأخيرة, فإضافة إلى ما لهذه "الردة" من دلالات لجهة تراجع شعبية خاتمي والإصلاحيين تظل الدلالة الأهم وهي أن ميزان القوى بين مؤسسات وأجهزة الجمهورية الإسلامية هو المحك والمؤشر على حال النظام والدولة.
دلالة أخرى مهمة حملتها التطورات الأخيرة تتعلق بدور المرشد وموقعه من النظام, فباعتبار منصب المرشد من المؤسسات العليا في النظام أو بالأحرى هو المؤسسة الأعلى فوق جميع أجهزة النظام الأخرى, فإن خطوة تدخله في مسار الصراع قد فتحت الباب أمام الحديث عن حدود صلاحيات وسلطات هذا المنصب, مما يعني أن (مؤسسة) المرشد ستصبح طرفاً مباشراً في الصراع. وما يدعو هنا للانتباه والترقب أن أحد أهم أركان الدولة الإيرانية –وهو منصب المرشد الذي يجسد مبدأ الولي الفقيه- بدأ ينغمس في مقتضيات تنازع السلطة بين بقية المؤسسات, الأمر الذي يعني بالضرورة انتقاص قدر من القدسية والحصانة التي يتمتع بها هذا المبدأ. وفضلاً عن أن خامنئي سيكون أول المتضررين من هذا الانتقاص, فإن نتيجة أخرى ستترتب على ذلك هي التشكيك في مواقفه وتدخلاته المستقبلية ولابد من الإشارة عند هذه النقطة إلى أن حدود صلاحيات "الولي الفقيه" ليست محددة بشكل قاطع مانع, أي أن الحدود والفواصل بين دوره الديني والسياسي اختلفت في الفقه الشيعي من مرحلة إلى أخرى وليست ثابتة. وبالتالي فإن وضعها الحالي يظل في التحليل الأخير معرضاً للتغير.
مستقبل مفتوح:
اعتبر كثير من المراقبين نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة وتراجع حجم التأييد الشعبي للإصلاحيين فيها مؤشر على انحسار التيار الإصلاحي ذاته وعلى انتهاء دور الرئيس محمد خاتمي, خاصة أن عاماً واحداً يتبقى من فترة رئاسته الثانية والأخيرة وستجري انتخابات رئاسية جديدة العام القادم.
ولهذه الرؤية وجاهتها, فهذه الانتخابات مثلت جزئياً استفتاء على شخص خاتمي كما عكست موقف الشعب الإيراني (الهيئة الناخبة تحديداً) من عجزه بعد سبع سنوات عن تنفيذ أفكاره. وقد قدم خاتمي للإيرانيين ما يشبه صك الغفران عندما اعترف بأن الجزء الأعظم من وعوده الانتخابية عام 1997 لم يتحقق.
مستقبل التوجه الإصلاحي لا يتوقف كلية على ارتباط هذا التوجه بخاتمي, حيث توجد عوامل واعتبارات وأطراف أخرى تلعب دوراً جوهرياً في توجيه دفة الصراع السياسي في إيران, ومن أبرز هذه العوامل والاعتبارات موقع الرئيس في النظام السياسي فبغض النظر عن فوز خاتمي أو غيره في الانتخابات فإن حدود الصلاحيات والسلطات المخولة له تحد كثيراً من قدرته على إحداث التغيير أو إيقافه إن أراد. وبالتالي فالاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم لا يعني بالضرورة محطة مفصلية أو نقطة تحول جديدة في مسار نظام الجمهورية الإيرانية أو مستقبل الثورة الإسلامية, فرئيس الجمهورية في هيكل النظام السياسي الإيراني أقرب ما يكون إلى منصب رئيس الوزراء في النظم الرئاسية مع صلاحيات أوسع قليلاً فوفقاً للدستور الإيراني تعلو سلطة المرشد جميع السلطات المخولة لأركان ومؤسسات النظام الأخرى, ويشمل هذا المجالين التشريعي والتنفيذي ثم بعد ذلك تأتي مؤسسات أخرى تفوق سلطاتها أيضاً رئيس الجمهورية مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام (يرأسه هاشمي رافسنجاني رئيس الجمهورية السابق) ومجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء.
وبغض النظر عن خصوصية عمل ومجال اهتمام كل من هذه المؤسسات, فإن صلاحيات رئيس الجمهورية تأتي في مرتبة تالية لكل منها في مجالها وباستثناء مجلس الخبراء الذي يتولى اختيار المرشد ومراقبة عمله – وهي مهمة بعيدة عن نطاق عمل رئيس الجمهورية- فإن أيا من المؤسسات الأخريات تستطيع إلغاء ووقف سياسات وقرارات رئيس الجمهورية أو مجلس الشورى أو على الأقل عرقلتها وإحالة الأمر إلى المرشد ليفصل فيه نحن إذن أمام منظومة سياسية متكاملة بغض النظر عن خصوصيتها أو التوزيع النسبي للقوى والسلطات فيها. إن موقع رئيس الجمهورية فيها ليس على رأسها. إذ يأتي ترتيبه في هرم القوة ثالثاً أو رابعاً.
والنتيجة الطبيعية المترتبة على هذا التوزيع النسبي للقوة أن يظل انعكاس الانتخابات الرئاسية ونتائجها –أيا كانت- منحصراً في إطار هذا التوزيع. بمعنى أنه حتى لو كان الفائز في الانتخابات القادمة على غرار النموذج الخاتمي فإن هذا لا يعني بحال أن المرحلة القادمة ستشهد طفرة أو قفزة نوعية في مسيرة التغيير مع ثبات العوامل والاعتبارات الأخرى أي لمجرد أن الرئيس القادم من أنصار التجديد والإصلاح.
والعكس, لا يعني فوز أي ممن قد يحسبون على تيار المحافظين انتهاء النزعة الإصلاحية الغالبة على المناخ السياسي في إيران حالياً أو حتى أن يستطيع هذا الرئيس وقف عجلة تغير بدأت ولو ببطء, ذلك أن مؤسسات وهيئات أخرى تشارك بدور رئيسي في صنع واتخاذ القرار ومباركته, وبدور رئيسي أيضاً في وأد قرار آخر أو رفع الشرعية عنه.
عامل آخر مرتبط بتحديد مستقبل سياسة الإصلاح والتجديد هو موقع خاتمي وثقله داخل هذا التيار ذاته, وهنا تساؤل يفرض ذاته. هل خاتمي وهذا التيار كل لا يتجزأ أي مجرد وجهين للعملة ذاتها لا يصلح هذا إلا بذاك؟ والعكس –وبعبارة أكثر وضوحاً ومباشرة- هل خاتمي مجرد إفراز لتصاعد الرغبة في التجديد لدى صفوف الإيرانيين أم أن هذه الرغبة ولدت على يديه؟ ولم يكن هذا التيار ليتواجد ويزدهر بالشكل القائم دون وجود شخص كخاتمي.
تحضرنا هنا المقارنة بين خاتمي وجورباتشوف صاحب "الجلاسنوست" و"البريسترويكا" في الاتحاد السوفيتي السابق, فقد رأى البعض أن الاتحاد السوفيتي كان في سبيله إلى التفكك والانهيار من الداخل, سواء كان ذلك على يد جورباتشوف أو غيره وفي هذا التوقيت أو قريباً منه سابقاً أو لاحقاً, في حين ظل الطرح المقابل وجيهاً وذا مبررات قوية ومفاده أنه لولا وجود شخصية تملك مفاتيح التغيير لم يكن باب التغيير ليفتح يوماً.
والحالة الإيرانية ليست بعيدة بحال عن هذه المناظرة, لكن أهمية استحضار مثال الاتحاد السوفيتي (روسيا حالياً) تظهر من الفارق الزمني بين الحالتين فقد شهدنا في النموذج السوفيتي ما لا يزال خافياً علينا بالنسبة لطهران فقد ذهب جورباتشوف وجاء يلتسن واستمر التحول بل تسارع حتى إن جورباتشوف نفسه تعرض للاتهام بأنه يعرقل الإصلاحات ويكبل عجلة التغيير وكأن البركان الذي رفع هو الغطاء عنه انفجر في وجهه أيضاً. ومع التسليم بوجود فوارق واختلافات بين النموذجين, فإن أمراً واقعاً لا يمكن إنكاره هو أن تبلور الدعوة إلى التغير في الحالتين تزامن تماماً مع بروز شخصية قيادية ارتبطت بها تلك الدعوة.
ونذكر القارئ هنا بمشروع "تجاوز خاتمي" الذي ما زالت اصداؤه تتردد في أوساط الإصلاحيين وهو فكرة تبناها بعض المغالين في التوجه الإصلاحي مفادها أن خاتمي ليس مدافعاً عن هذا التوجه بما يكفي وأنه لم يعد الشخص المناسب لقيادة هذا التيار.
إن مغزى الوضع الحالي في إيران بعد ربع قرن من الثورة يتجاوز حدود تصارع الأفكار أو القوى السياسية أو حتى مناورات وتحركات للحد من نفوذ وقوة هذا الطرف أو ذاك, فالأمر يتعلق الآن بهيكل النظام التوازن القائم بين أجهزته ومؤسساته, لا بأشخاصه أو رموزه.
وبعد... قضت الثورة الإيرانية سنوات تسعى للامتداد خارج حدودها ثم اضطرت للانكفاء على نفسها والعمل على تحسين أوضاعها, فإن حصاد ربع القرن الذي مر عليها حتى الآن يشير إلى أن الإخفاق في تصدير الثورة لم يكن فقط للانشغال في حرب خارجية, وأن استمرار التعثر في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ليس وليد ضغوط خارجية أو عزلة دولية انتهت عملياً منذ سنوات, فالواضح الآن أنه في مقابل نجاحات عديدة لا تزال مشكلات وعثرات الثورة الإسلامية في إيران قائمة بفعل عوامل واعتبارات ذاتية بالأساس, وأن على قادة النظام, الخروج من نفق الصراعات الداخلية والخلافات حول تفصيلات وسياسات تبدو جزئية وربما لا تمس جوهر أو ثوابت النظام, وإلا فالمخاطر والأزمات التي هددت استقرار النظام في السنوات الماضية قابلة للتكرار بصورة أقوى كما وكيفا.