صانعي وخامنئي يتناطحان !
بعدما أقدم خامنئي في نطاق محاربته للحريات إلى إبراز مخالفته لما يسمى بـ "النظارة الاستصوابية" وهي حق مطلق لمجلس الخبراء الذين يعينهم خامنئي في رفض النائب دون إبداء أسباب رفضه ، ومنعه من طرح استقبال القنوات الفضائية المقيد بشروط كما اختاره وزير الإرشاد وبعد هجوم جبهته على الطلاب في الجامعات والصحف المستقلة وبعد بروز دور القائد! في سلسلة عمليات القتل والاغتيالات الأخيرة للشخصيات السياسية البارزة والكتاب والمثقفين وخاصة علماء السنة الذين بهم افتتحت سلسلة الاغتيالات منذ فترة غير يسيرة ، وبعد سفر خاتمي إلى "قم" واستغلال الشعب ورجال الدين في "قم" لهذه الفرصة في إظهار معارضتهم الحادة لخامنئي ، بدأ من جديد البحث في النظرية المبتدعة التي قام عليها النظام الإيراني ومع أنها مصطلح ما أنزل الله بها من سلطان، فقد بدأ أهل البدع منذ ابتدعوها يفسرها كلٌ منهم على حسب هواه ، وبدأ آية الله صانعي من أكابر الطائفة الذي كان من أعمدة النظام والنظرية لفترة قريبة بدأ يفسرها بقوله بأنها محدودة بالأمور المنصوص عليها ، أما في ما وراء ذلك فالولاية لجمهور الشعب ، علماً أن "خميني" لما كان في فرنسا كان يردد نفس التهريج ولكنه عندما وصل إلى السلطة تنكر لكل ذلك من أقواله ، وعدَّ صانعي الهجوم على بيت المنتظري الذي كان من أصحاب النظرية قبل أن تتقوض دعائمها – اعتبره حرباً لله- ولذا فقد قام بضعة أوباش مما يسمى "حزب الله " بإفساد درسه! وقال بعدما ذكر قصة عن جعفر الصادق – رضي الله عنه- (إذا كنا قد هاجمنا منزل أحد يقصد منتظري لنسيء إلى سمعته ونتهمه ونقوم بتفتيش العقائد ، أليس هذا من أدلة محاربة الله عز وجل؟قطعاً إنها حربٌ مع الله).
إيقاظ: ألم يكن هذا كله حرباً لله عندما قام النظام منذ بداية الثورة بمصادرة أموال الشعب والبيوت وإثارة النعرات الطائفية وتقسيم المجتمع الإيراني إلى فئات شتى – كالشيوعيين- فلماذا كان هذا البطل صامتاً؟ بل إنني عندما وجهت هذا السؤال عن هدم مساجد السنة لآية الله "القمي" المعارض للنظام منذ بداية الثورة التقيت به في المدينة المنورة فكان الرجل لا يخفي تأييده لهدم مساجد السنة صراحةً في "مشـهد" ، بل إن سلطان مشهد آية الله "طبسي" كان يقول يجب أن لا يتواجد بقطر مائة كيلومتر من قبر إمام الرضا ( وهو في قلب مدينة مشهد) شخص واحد من أهل السنة… أين كان صانعي وأمثاله الذين بدأت النظرية الغالية الخرافية تأكلهم هم أنفسهم ، بل لقد كانوا يؤيدون كل هذا وما زالوا ما دام الأمر يختص بغير الشيعة ، وبناءً على رأي صانعي إن الولاية المطلقة للفقيه باطلة وليس لخامنئي حق التدخل في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ومهمته فقط هي المراقبة والإشراف لأن سلب الولاية في الأمور من الناس وحصرها في يد شخص واحد هو الاستبداد المطلق بعينه ، وصانعي فهم مؤخراً أن هذه الولاية لا يمكن تنفيذها إلا بالجبر والقهر وولاية القهر حربٌ مع الله ، وفي المقابل رفع خامنئي وأزلامه سيف الخميني والاحتجاج بقوله وفعله أمامه وأمام غيره.
جواب خامنئي لصانعي
قال خامنئي في خطبة صلاة الجمعة -التي لا يرون فرضيتها لغياب مهديهم- في 4/5/99 دون أن يذكر اسم صانعي: (إن ولاية الفقيه هي من مسلمات فقه الشيعة وأما بعض الذين يقولون أن الإمام الخميني هو الذي ابتكرها وبقية العلماء لم يعتقدوا بها فهذا دليلٌ على عدم معرفتهم ومن له خبرة بكلمات الفقهاء يعلم أن ولاية الفقيه من المسائل الواضحة لفقه الشيعة وما قام به الإمام هو أنه استطاع أن يدون هذه الفكرة نظراً للأفاق الجديدة للعالم اليوم وبينها بشكل محكم واستدلال عميق، وجعلها أمراً مقبولاً ومفهوماً لكل ذي رأي)
إيقــاظ: لو كانت النظرية من مسلمات فقه الشيعة لقال بها أوائلهم وعملوا بها أو حتى أشاروا إليها بالاسم والرسم ، فضلاً عن التناقضات في كلام الخامنئي أن الإمام استطاع أن يجعلها أمراً مقبولاً ، فلماذا بعد عشرين عاماً من الثورة يأتي راعي النظرية آية الله منتظري ليردها ويقول: كنا نقصد مجرد الرقابة والإشراف فقط ، وكما أشرنا في العدد الماضي أن رابط (CIA) بآية الله كاشاني أي د. آية هو الذي كان يلح مع جماعته على تدوين هذه النظرية ، هذا فضلاً عن الكذب الواضح في كلام القائد! بدليل 1- بعدما بدأ خميني يدرس ولاية الفقيه كان الخوئي وهو من أكابرهم يدرس نقد ولاية الفقيه في النجف نفسها وهذا دليل على عدم قبولها لدى جميع أصحاب الرأي منهم! إنما قبلها الأوباش والجهلة من أصحاب الهراوات الذين يهاجمون المكتبات والجامعات ومراكز العلم باستغلال من أصحاب المصالح وطامعي السلطة.
2- من مراجع الطائفة الثمانية في عصر الخميني (خوئي ، خونساري ، شريعة مداري ، غلبايغاني ، نجفي المرعشي ، القمي ، الشيرازي) لم يقبل أي واحد منهم بنظرية ولاية الفقيه وهؤلاء من أكابر الطائفة في العصر الحاضر وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عقم العقيدة الشيعية وفقهها خلافاً لما يطبلون ويزمرون خداعاً للسذج من الناس.
3- لما سأل أبو الحسن بني صدر في النجف خميني "أنتم تريدون من الشعب الإيراني الثورة على الشاه ليخلفه في مكانه رجلاً فقيهاً ، وهذا الفقيه لم يستطع أن ينظم أمور النجف مركز الشيعة طيلة ألف عام" أجابه: بأني طرقت أبواب النظرية كي تقوم أنت ومُطهري بإتمامها ، وهذا دليل آخر على عدم فهم المثقفين من الشيعة لمخططات أكابر الطائفة وخبثهم،وقد أعلن بني صدر أسفه على هذا الندم علناً في كتابه(الخيانة للأمل) بالفارسية وكشف من أسرار الخميني هي غائبة عن الإعلام الدولي كلياً ، ووجهت هذا السؤال لفيلسوف إيران المزعج لرجال الطائفة د. عبد الكريم سروش في 18/6/99 في جامعة ويست مينستر في لندن بأن الجو العقدي الإيراني يدور في حلقة مفرغة وأنتم معشر المثقفين الشيعة ودارسيها طبختم طبخة استغلها الآيات الذين تخالفونهم الآن وهذا تكرار لنفس التجربة الخاطئة التي قام بها شريعتي ، لماذا لا تقومون بالإصلاح العقائدي للمذهب بدل الإستعارة من ترهات فلاسفة الشرق والغرب؟ كما قام بهذا الإصلاح أحمد كسروي وآية الله شريعت سنغلجي وآية الله البرقعي والأستاذ الطباطبائي وموسى الموسوي وأمثالهم ، وذهلت لما لم يستطع الجواب أكثرمن قوله : إن هذا رأي من الآراء وذكرني هذا بقول شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في منهاج السنة: " إن من أسباب خروج الملاحدة والزنادقة والفلاسفة المتحيرين – وهذا هو بيت القصيد مع الفيلسوف الإيراني – ظنهم أن الإسلام هو ما عليه فرق أهل البدعة ورأوا أن ذلك فاسدٌ في العقل فكفروا في الدين أصلاً". والأعجب من هذا هو خداع الخميني لبني صدروأمثاله، وقد اعترف بهذا مرات، وهذا دليل جرأته وصدقه وقام بتأليف كتاب " إرشادات في الحكم الإسلامي وأصوله" وقد تم طبع هذا الكتاب والشعب الإيراني كان يعتبر أن خميني موافق على جميع ما فيه بل من نظرياته وطبع باسمه حسب قول بني صدر في جريدته، ولم يستطع الخميني أن يفصح عن الحقيقة أنه لا يمت إلى الكتاب بصلة بسبب الإقبال الشعبي على الكتاب. 4- أما خميني فقد كان يعلن أمام العالم أثناء وجوده في باريس "أن الولاية لجمهور الشعب" كما كان يلقنه بني صدر ومسودة الدستور الإيراني كتبت على أساس أن الولاية لجمهور الشعب، وأكدها مراجع الطائفة، ومنهم الخميني نفسه، وإذا كانت نظرية ولاية الفقيه التي استحلوا بها دماء الشعب وأمواله وجعلوه كاليتيم القاصر فلماذا قال الخميني أمام العالم قاطبة : إن الولاية لجمهور الشعب؟ هل فهمتم معنى التَّقِيـة الشيعية يا دعاة الوحدة؟ ولذا لا نلوم آية الله الأردبيلي المدعي العام في وقته لما قال لعلماء السنة إننا كنا ضعافاً في وقت كتابة الدستور وعملنا بالتقية ولسنا مضطرين الآن أن نعامل السنة كما في الدستور!!.
هذيان قائد الإرهاب آية الله جنتي
جنتي هذا هو عضو مجلس الخبراء لصيانة الدستور الذي يعين أعضاؤه من قبل خامنئي ليعينوا القائد!! أو يراقبوه! وهو من ألد أعداء السنة ممن لهم باع طويل كآية الله التسخيري الآنف الذكر صديق الشيخ القرضاوي في عمليات القتل والاغتيالات والإرهاب في الداخل والخارج كما هو معروف ممن له أدنى خبرة في الأمور الإيرانية ، قال جنتي: " إن المملكة بدون الولاية كالقشر بلا مخ وهي رمز الوحدة واتحاد المسلمين، وسبب اقتتال الأفغان فيما بينهم هوعدم وجود ولاية الفقيه ، فالقائد هو حارس الوحدة في المجتمع الإسلامي".
إيقـاظ: أولا، عندما يقول المسلمين فهو كشيخه الخميني يقصد الشيعة فحسب وإلا لما قام ابن جنتي محافظ مشهد بهدم مسجد السنة فيها بأمر من السلطة، ولما اعتبروا مساجدنا مساجد ضرار ، كما أن قوله إن البلد بدون ولي الفقيه كالقشر بلا مخ فهذا من جملة هذيانه ، لأن المسلمين طيلة أكثر من ألف عام وحتى الشيعة لم يكونوا يسمعون باسم ولاية الفقيه ، وإنما على الحاكم في الإسلام أياً كان أن يطبق الشريعة الإسلامية أي هناك ولاية للفقه والشرع وليس لفلان وعلان " وليس لكم من دون الله من ولي" بحيث أنك إذا خالفته في منطقه وفهمه السقيم المخالف لكتاب الله وسنة رسوله فجزاؤك القتل.
ثانيا: سبب اقتتال الإخوة الأفغان فيما بينهم فهو وإن كان هناك أسباب داخلية كثيرة ولا ريب إلا أن مؤامرات الدول ذات الشعوب المسلمة فضلاً عن تدخلات أمريكا لا تخفى على أحد، كما ذكرنا من قبل فإن الخميني أوصى حزب الوحدة الشيعي الذي صنعته إيران في مقابل الأحزاب الأفغانية المجاهدة في بيشاور بأن جهادكم يبدأ بعد خروج الروس ، وولايتي وزير الخارجية وقتئذ قال علناً في مؤتمر أفغانستان في طهران في عام 93 : " إننا لن نسمح لوجود دولة وهابية في أفغانستان" وهاهم اليوم يرقصون مع الذين كانوا يسمونهم بالوهابية بالأمس، ثم بمجرد أن شموا رائحة الإسلام والسيطرة النسبية لجماعة واحدة من الأفغان – طالبان – قام الجيش الإيراني بمناورة على حدود أفغانستان لم ير التاريخ الإيراني مثيلاً لهذا الحقد الطائفي الأسود ، كما أن الحدود الأفغانية – البلوشية – وخراسان – كرمان ملغمة وقتل مئات البلوش إلى الآن من الرعاة والمساكين عبر هذه الألغام في قراهم وأريافهم ، وحتى أن أمريكا أعلنت علناً إننا لن نسمح للحزب الإسلامي أن يحكم أفغانستان ورأس حكمتيار الذي لم يجد ملجأ آمناً يؤويه وهو في إيران الآن كان مطلوباً في إيران عدا عن مقتل عدد من كبار القادة الميدانيين الأفغان على يد الحرس الثوري الإيراني طيلة الجهاد ، كما أن شاحنات الأسلحة الإيرانية وطائراتها إلى الآن ترسل لأحمد شاه مسعود والشيعة هناك لأن من مصلحة إيرن وبقية الدول أن لا تكون هناك دولة إسلامية في أفغانستان سواء قادها المجاهدون أو الطالبان ، وأما الغرب فيكفيه أنه استطاع الإساءة إلى الرأي العام الإسلامي في مجيء إسلام مزيف بعدما جربت هذه الشعوب العلمانيات والقوميات والبعثيات والديمقراطيات والشيوعيات … المزيفة فجاء دور الإسلام المزيف ليقدموه على أنه هو الإسلام الحق وإسلام آل البيت وينفروا الناس من دينهم ، ولذا قال بني صدر أثناء وجوده في سلطة الرئاسة: " إننا أسأنا إلى الإسلام بالقدر الذي لو عمل الغرب مئات السنين لم يستطع أن يقوم به في إيران بما قمنا نحن" في توجيهه النقد إلى الملالي.
الاتجاهات المتعددة في داخل إيران.
نشرت أسبوعية " الهوية" في 6/6/99 وهي مجلة مستقلة مقالاً بعنوان " مالم يُقَلْ في الثورة ، أسلوب حلٍ للبنية السياسية المستقبلية لإيران" النقاط الرئيسية فيه كما يلي قائلة إن المجتمع الإيراني يوجد فيه أربعة خطوط: 1- الولاية المطلقة للفقيه أو حكومة الفرد المطلقة ، وهم الذين يريدون استمرار النظام وتشديد الاستبداد. 2- الخط العلماني اللاديني الذي يؤمن بفصل الدين عن السياسة (إيقاظ: أشرنا في العدد الماضي كيف أن الخمينية بسوء تطبيقها للإسلام ومعتقدها الفاسد أدت إلى بروز العلمانية من جديد حتى بين أنصار الثورة). 3- النظرية المتعلقة بالإصلاحيين الأحرار وهذه النظرية لا تقبل بفصل الدين عن السياسة إجباراً كما يقول العلمانيون.4- الإصلاحيون المقيدون – غير الأحرار- ومن أصحاب هذه النظرية منتظري وهم الذين يريدون من الفقيه الإشراف فقط. ( إيقاظ: دون التدخل والتنفيذ اللذين هما من صلاحية الرئيس بصفته رئيساً للقوة التنفيذية) وتستنتج نشرة الهوية أن عمر النظرية الأولى والاستبداد قد انتهى وأصحاب النظريات الثلاث الأخرى سيصنعون من خلال منافسة ديمقراطية مستقبل إيران السياسي).
انتحار عنصر أمني إيراني في السجن
انتحر سعيد إمامي –من أصل يهودي-النائب السابق لوزير الواواك حجة الإسلام فلاحيان! كما ادعى المدعي العام في طهران في 20/6/99 ونشر الإعلام العالمي النبأ ومنها إذاعة لندن وقال: إنه انتحر داخل حمام السجن بتناول بعض مواد التنظيف – مزيل للشعر- كما ادعت محكمة الثورة! وهو واحد من 26 شخصاً ألقى القبض عليهم المتهمين بالاغتيالات السرية لعدد كبير من السياسيين والكتاب ، علماً أننا تنبأنا سابقاً في الإيقاظ أن النظام ربما سيلجأ إلى خداعٍ كهذا لتمويه الملف للاغتيالات وإنهائها ، علماً أن هذا الملف من أهم الملفات في فضيحة النظام في الداخل كما كان ملف محكمة ميكونوس الألمانية التي أدانت رؤساء نظام لأول مرة في التاريخ في الاغتيالات … وهذا الملف أهم من ذاك بسبب حجمه وحجم العمليات الوحشية التي قام بها رؤساء النظام ، ولذا اضطر وزير الواواك-اطلاعات – للإستقالة ، وقد تسبب هذا الملف الوحشي في تصدع النظام من الداخل … لكن ما هو غائب عن الأذهان أن ملف ميكونوس بدأ بقتل أكراد السنة ثم الاغتيالات في الداخل أيضا اشتدت بقتل مشايخ السنة، في الأعوام الأخيرة وعلماءهم ودعاتهم ولم يتفوه أحدٌ بذلك لا الإعلام الإيراني المعارض الموالي للغرب ولا الإعلام العالمي - اللهم إلا نادراً – على سبيل الخبر فقط ، وربما إحدى الأسباب فضلاً عن لادينية هذه المعارضة التي لا تهمها قضايا السُّنة ، لأن إذاعة لندن الفارسية التي توجه الرأي العام في إيران يرأسها ابن أحد الآيات الذي كان من ساواك الشاه وقد كان هذا المدير للبرامج الفارسية في إذاعة لندن من حجج الإسلام سابقاً ، فأنى له أن ينشر أي خبر عن السنة في إيران والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يتكلم الخاتمي عن مآسي مواطنيه السُّنة ؟ لأن الحريات والانفتاح في إيران تخص شعب الله المختار أصحاب المذهب الحق الفرس الشيعة ، أما السُّنة المساكين وهم من غير الفرس فهم خارج الدائرة أصلاً تماماً كالحريات والقانون والإنسانية التي يتوجه بها النظام الإسرائيلي الغاصب فهي لا تشمل المسلمين الفلسطينيين بل هي خاصة بشعب الله المختار اليهود حسب زعمهم ، أما الآخرون في منطق الطائفتين ليسوا أكثر من حشرات يجب إبادتهم، لكن في إيران يجب العمل بطريقة ذكية مقبولة لدى الرأي العام العالمي يناسب القرن العشرين ، والمصفقون لهم في الخارج من المسلمين نوعان: بعض الحكام الجبناء وبعض الدعاة المضلين والأولون لا يهمهم أمر السنة أو الشيعة بل أمر الإسلام كله عندهم على مهب الريح وما يهمهم فقط هوحكمهم ومتعلقاته، وأما الدعاة المصفقون لهم على درجةٍ كبيرة من الجهل بالواقع الإيراني وبعقيدة القوم حيث أبناء المذهب الشيعي بدأوا يتحولون عنه فيما بدأ هؤلاء يروجون له وهم في الحقيقة أسرى أوهامهم وتصوراتهم وأهوائهم الوحدوية وما في رؤوسهم من الآراء بغض النظر عن مخططات القوم ومعتقداتهم الخبيثة وإلى الله المشتكى!.
إظهارات رموز الاستبداد والتعصب
رفسنجاني: لما كان رئيساً كان يظهر للعالم بأنه هو الوجه المعتدل للنظام وانخدع من يسمون أنفسهم بالحركات المعتدلة ولما قاربت مدة ولايته على الانتهاء قال ابن سلول إيران : إن الدولة الإسلامية لن تقوم إلا بالتقوى وقتل أعداء آل البيت " أي السُّنة في مفهوم القوم المعوج". كتبت جريدة السلام 27/5/99 نقلاً عن رفسنجاني الذي قال في مناسباتٍ عدة : لم أكن أعلم أن الأمور ستصير إلى ما صارت إليه بل كنت أظن أنه بعد رئاستنا أيضا أن النظام سيستقر ولن يكون بحاجة إلى إدارتنا، وأعطينا الفرصة للشباب ولكننا لم نكن نفكر بأنه يحدث ما حدث.
إيقاظ: يريد أن يقول أنا إيران وإيران أنا كما يهتف أنصاررجوي، وابن سلول إيران هذا نسي أو تناسى أن المصائب الموجودة والديون المتراكمة والاغتيالات والإعدامات والفساد الإداري والخنق والاستبداد كلها نتاج عهده الميمون وما سبقه،وهذا يفسر لماذا نشر مذكراته الآن بعنوان " اجتياز الأزمة" ، لقد أراد ان ينحي خاتمي ، علماً أن الخلاف معه في عهده ونقد الناس له كان يسمى خلافاً مع الله ورسوله والإسلام ، ولما وصل خاتمي إلى الرئاسة ورث ثلاثين مليار دولار ديونا على إيران، مع أن البلد حتى في أثناء الحرب لم تكن مدينة ويرجع الفضل في ذلك إلى مافيا رفسنجاني وزملائه ، زد على هذه الديون ألوف المشاريع التي كان يتبجح بها قائد البناء! التي كان قد افتتحها ويحتاج إتمامها إلى مخصصات تفوق مواردها المأمولة.
آية الله مصباح يزدي : وهو فيلسوف النظام الذي يلوي فلسفته في خدمة الاغتيالات في النظام وله دروسه في التلفاز ، أيد هذا المتفلسف في 6/6/99 الإرهاب واستعمال القوى في جلسة سؤال وجواب في جامعة أبو علي (ابن سينا).
حميد رضا ترقي: هو رئيس تحرير صحيفة "شُـما" الناطقة بلسان الجمعية المؤتلفة ونائب في مجلس الملالي الذي يشبه مجلس جُـحا يقول: " أبناء 15 خرداد (وهو إشارة لاعتراض خميني في عهد الشاه) لن يسمحوا بالتخفيف أو إزالة أثر الإسلام الخالص المحمدي " أي التشيع والرفض" كما فهمه الإمام الفقيد في غمرة الانفتاح والتنوير للقادمين الجدد الذين ليس لهم جذور في الحوزة وإذا كان في وقته نجح شهداء 26 خرداد في تلبية نداء مرشدهم وأطلقوا النار على صدر الخائنين الذين باعوا إيران لأمريكا كمنصور – رئيس وزراء الشاه – هناك اليوم شباب غيورون وكثير من أصحاب الإيثار يقدرون أن يمزقوا صدور المتآمرين الذين يريدون تغيير أقدس نظام في العالم".
إيقاظ: هذا الخطاب كله موجه للذين يريدون أن يغيروا الجناح الحاكم إلى جناج أكثر اعتدالاً منه يحجم الخيانة والفساد وإراقة الدماء ، وهذا النظام الأقدس قال عنه إمامهم الخميني بأنه نجح في تحقيق مالم ينجح به النبي نفسه، فعلاً لأنه أصدر 150 ألف حكم إعدام لم يعف عن واحد منهم ودمر البلاد والعباد والنبي – صلى الله عليه وسلم- لم يقتل في جميع حروبه أكثر من أربعمائة شخص فيما أعلم.
نجابت : هو نائب يميني في مجلس جُـحا ، قال في 9/5/99 : سنوجه ضربة قوية إلى الحركات المتآمرة – يقصد الإصلاحيين – تدخلهم في الإغماء لأعوام مديدة. إيقاظ: ولسنا ندري لماذا يبحث المدعي العام في المحكمة العسكرية عن أسباب عمليات القتل والاغتيالات وهؤلاء يصرحون ويعترفون علناً ، أليس حقاً حاميها حراميها؟.
آية الله خـزعلي:و يشبه المجانين العتاة في الهذيان ومن زعماء الحجتية يقول: إن حذف قانون "الاستصواب" (أي القانون الذي يخولهم برد صلاحية المترشح سواء بعد انتخابه أو قبله) من مجلس صيانة الدستور سيدخل إلى المجلس مخالفي الإمام وأعداء الثورة ونهضة الحرية وأنصار الملكية وهذا الأمر خطيرٌ على مستقبل الثورة الإسلامية !! وذهب هذا المخبل إلى مدينته ليلقي محاضرةً فلم يحضر أحد للاستماع إليه فاضطر إلى العودة وهومن كبار المنافحين عن ولاية! الفقيه
مسرحية الانتحار
تعرضنا سابقا لذكر هذا الخبر ومقتل عشيقة وزير الاستخبارات ثم ادعائه الجنون، وقبل ذلك أعلن جنود إمام الزمان –الاستخبارات- أن قاتل د. سامي المشهور حاول الانتحار بأنه تناول كمية من مزيل الشعر في الحمام كهذه المرة تماماً ، علماً بأن هذا الخائن قد نجا من الموت وشُفِي بعد تلقي العلاج لكن نبأ موته أعلن بعد أن التقى به أحد عناصر الواواك كما هو مفصل في الإعلام الإيراني في الداخل والخارج ، وهذا يدل على أن مافيا القتل والاغتيال سواء في الحرس أو الواواك لم تزل تمسك بزمام الخيوط ، ولن نستغرب إذا سمعنا غداً أن وزيري الاستخبارات السابقين – ري شهري و فلاحيان – أو غيرهما قد انتحرا بتناول مزيل الشعر أو أن سيارته قد تدهورت، كما استطعنا من قبل التنبؤ بهذا الحادث تماماً في الأعداد السابقة من إيقاظ ، ونحن نعلم علم اليقين أن دم المظلومين لا يمكن أن يذهب هدراً لأن الله تعالى يُمهِل ولا يُهْمِل.
انتحر أحد العناصر الأصلية ، فمن هو المجرم الأصلي؟
تكلم رئيس المحكمة العسكرية عن ملف عمليات القتل والاغتيالات الأخيرة بعد إفشاء المعارضة لبعض الأسرار في الخارج بيومين ، وذكر أربعة من الأسماء وادعى أن أحد المتهمين الأربعة من الواواك الذي كان له الدور الأصلي انتحر في حمام السجن بشربه مادة مزيل الشعر! وفي اليوم التالي جعلت الجرائد الثلاث التي تتكلم بلسان جبهة الاستبداد والاغتيالات ( رسالت و كيهان و جمهوري إسلامي) في مقالاتها السعيد إمامي عنصراً اصلياً ، وأما صحف جناح خاتمي فقد كان لها رد فعلها الخاص بها ، ولذا اضطر حجة الإسلام يونسي وزير الواواك أن يقول بأن ملف الاغتيالات لن يغلق بانتحار سيد إمامي ، لكنه كان واحداً من الذين كان لهم دورٌ أساسيٌ فيها ، وادعى بأن سعيد إمامي انتحر لأنه كان عميلاً لقوة أجنبية ! وهدد الصحف بأنها لو اتبعت سيرها الحالي فإنه سيواجهها قانونياً!.
الأخبار المغلوطة من وزير الواواك
أولاً: اقرؤوا الأخبار المضللة التي قدمها حجة الإسلام والمسلمين! "نيازي" رئيس المحكمة العسكرية لوكالة الأنباء الإيرانية –إيرنا- ثم ردود فعل الصحف جبهة خاتمي.
كتبت إيرنا في 20/6/99 نقلاً عن نيازي "إن الأعمدة الأصلية لعمليات القتل بناءً على التحقيقات والدراسات هم كما يلي: مصطفى كاظمي ، مهرداد عاليخاني ، خسروبراتي ، سعيد إمامي ( المنتحر) ، وبعض الموقوفون هم من العناصر الأمنية وبعضهم لهم أعمالٌ حرة ، وعلى الرغم من المراقبة الخاصة من سعيد إمامي أحد الأعمدة المحورية والأصلية في سلسلة عمليات القتل والاغتيالات فقد انتحر يوم السبت في الحمام بشربه مزيل الشعر! ونُقِلَ على الفور إلى المستشفى ، لكن مساعي الأطباء لم تنجح في إنقاذه ، وبناءً على الوثائق الموجودة واعترافات سعيد إمامي ( إيقاظ: ولا يعرف إلى الآن اسمه الصحيح ويقال له سعيد إسلامي أيضاً!) لم يكن أمامه طريق للنجاة ، ولو كان ذهب إلى المحكمة كان حكمه الإعدام ، وكان دافع مدبري هذه الاغتيالات أن يواجهوا النظام في الداخل وأمام الرأي العام بالمشكلات ويواجهوا المسؤولين الكبار في النظام والدولة بهذه المعضلات. ( إيقاظ: انظر الذئب لما يتظلم ويكاد المريب أن يقول خذوني)."
"وهوية المتهمين في هذا الملف وبعض عناصر الأمن جعلت دراسة الملف معقدة جداً ، لكننا استطعنا أن نتقدم بنجاح إلى الآن… وألقي القبض على 73 متهماً في هذا الملف وبعد التحقيقات اللازمة! أُفرج عن بعضهم بأخذ الضمانات ( إيقاظ: من هؤلاء وزيرا الاستخبارات السابقين) وهناك 33 متهماً كشهود ومطلعين ، وألقي القبض على ثلاثة آخرين ضمن التحقيقات".
وقال نيازي في لقائة في 22/6/99 : إن أعمدة القتل كانوا يريدون أن يظهروا أن الحرس الثوري قد ارتكب عمليات القتل وأن أفراده قتلوا فروهر وزوجته بالسكاكين وخطفوا مختاري وبوينده ( إيقاظ: ولم يذكر عشرات من علماء السُّنة ومثقفيهم) وخنقوهما بالحبال ، وأرادوا أن يظهروا القضية معقدة وأنها لا يمكن أن تكون من تنفيذ بعض المجرمين! وادعى مرة أخرى بأن سعيد إمامي انتحر لأنه كان عميلاً أجنبياً ، ( إيقاظ: ماذا يفعل العميل الأجنبي في نيابة الوزير الذي يعين من قبل ولي أمر المسلمين؟! ولكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ، يمكن إظهار أكاذيب رئيس المحكمة العسكرية نيازي بعد مقارنتها بمقابلاتها السابقة ، وكفتنا صحيفة "انقلاب إسلامي رقم 466 " في ذلك.
1- قال من قبل إنه لم يكن أحد نائبي وزير الواواك شريكاً في القتل ، والآن يقول: سعيد إمامي انتحر ، علماً بأنه كان نائباً أمنياً لوزير الواواك لمدة 8 سنوات ، وبعد تنحية فلاحيان كان في هذا الموقع مدةً في عهد دري نجف آبادي ثم أصبح مستشاراً للوزير.
2- في هذه المرة يذكر دوافع الجناة وقد ادعى من قبل بأنه لم يفهم بعد دوافع منفذي الجرائم.
3- يقول: تابعنا 73 متهماً وهناك 3 آخرون من جديد قد تغلبنا على تعقيد الملف وتكشفت الدوافع أيضاً ، فلماذا إذاً لا يعرِّف المتهمين للشعب الإيراني ولعائلة المجني عليهم الذين قدموا شكاوى وهم من أجهل الناس بأخبار قتلة ذويهم؟ ولماذا لا يسمح لعائلات المجني عليهم أن يعرفوا من الذين قتلوا آباءهم وإخوانهم ولماذا أقدموا على ذلك؟! أليس وراء الأكمة ما وراءها؟!.
4- يقول: انتحر الإمامي بشرب مزيل الشعر فهذا طبياً غير صحيح ، لأن تناول مزيل الشعر كما يقول الأطباء يسبب حروقاً حادةً للمعدة وتقيوءاً شديداً بعد ذلك.
5- قال في يوم الأحد 20/6/99 : إنه انتحر الأمس ليلاً أي في 19/6/99 ، أما بناءً على قول الطبيب الشرعي فقد حدث الانتحار في الأربعاء 16/6/99 وليس السبت.
6- قال نيازي من قبل: إنه لا توجد يدٌ خارجية في عمليات القتل ، وفي 22/6/99 ادعى فجأةً إنه كشف تدخلاً أجنبياً وأعتبر هذا التدخل هو سبب الانتحار!
7- ذكر أكبر غنجي في جريدة " صبح امروز" 21/6/99 بأنه كان بنفسه في سجن إوين ولا يمكن لسجين فيه الانتحار إطلاقاً في حمام السجن وخاصة بمزيل الشعر ، لأنه وقت كل سجين للحمام 5 دقائق ولا يمكن في هذه المدة الانتحار بمزيل الشعر! ( يا شيخ هذا مزيل حجج الإسلام وليس مزيل الشعر!) ، ويكذب غنجي في جريدة "خرداد" 22/6/99 ادعاءات الوزير الأخرى بقوله: أما حركة المجتمع المدني في طهران فلا تعتبر سعيد إمامي عاملاً أصلياً لعمليات القتل في شهر 12 الماضي لدلائل عدة، لأن سعيد إسلامي ( إمامي!) خلافاً لرأي الخبراء! كان نائباً أمنياً للوزير لكن في عهد الجنايات المحفلية ( إيقاظ: كناية عن سلسلة عمليات القتل التي نسبت إلى محافل في الواواك لتغطى بها الرؤوس الكبار) كان مستشاراً للوزير ، ولا يستطيع مستشار أن يصدر أوامر القتل! وفي البنية الإدارية ليس لمستشارٍ قوة تنفيذية ولا يوجد مدير ينفذ أوامر المستشار! ربما أمكن إيجاد ربط بين عمليات القتل المريبة السابقة وسعيد إمامي – المنتحر- لكن هل يمكن أن نعد سعيد إمامي هو المدبر والمنفذ لهذه الجنايات في ديسمبر الماضي؟ هل سعيد إمامي أحد العناصر الرئيسة في الجنايات المحفلية؟ هل كان هو العنصر الرئيسي؟ في رأي حركة السلم الإيراني فإن الملف لم يزل مفتوحاً حتى يعرف العنصر الرئيسي وأن التحركات الطائشة والمضطربة للمحافل لا تحل المشكلة.
تساءلت " نشاط" في 22/6/99 أسئلة بشكل ساخر لكنها جدية كل الجد:
1- لماذا طال ملف الاغتيالات الأخيرة…؟ لأن الحمام كان معطلاً.. وسعيد إمامي لم يكن يرغب بدخول الحمام!
2- من كان له يد في ملف هذه العمليات؟ العاملون كان لهم يد وكان لهم اسم ، الآمرون كان لهم يد ولم يكن لهم اسم، والمحركون كان لهم اسم ولم تكن لهم يد.
3- من كانت العناصر الأصلية؟ الطائشون وعوامل الصهيونية والاستكبار!.
4- متى تبين ارتباط العوامل بالأجانب… بعد الانتحار… بعد الانتحار من الحمام وبداية الانتحار .
5- لماذا تعقد ملف الاغتيالات الأخيرة..؟ لأنه استفاد من الحبل الطويل… كما كان يلزم أن يكون أكثر تعقيداً.
6- من أي طريقة يمكن الانتحار في الحمام؟ القفز من فوق الأكتاف (دوش).
"جمهوري إسلامي" هي من الجرائد التي تخصصت في صناعة الكذب وهي من جبهة خامنئي وهو مالكها ، وقال عنها قطب زاده المُعدم: إنه بعد الثورة الدستورية لم توجد في إيران جريدة أكذب منها ، حتى هذه الجريدة تململت من أكاذيب وزير الواواك وكتبت في 23/6/99: " إن المعلومات التي أبداها رئيس المحاكم العسكرية ثم الوزير المحترم للإطلاعات – واواك- هي مع الأسف في المجموع لم تساعد على توضيح القضية بل زادت في الإبهامات إبهاماً وأثارت أسئلة أخرى … ".
المعطيات الجديدة حول انتحار العنصر الأمني
أما عن خلفية سعيد إمامي المنتحر فقد انتشرت المعلومات التالية:- بعد انتخاب خاتمي يراجعون خامنئي ويسألون عن تكليف مندوب الرئاسية في لجنة العمـليات الخاصة ( وهي اللجنة التي ترأس عمليات الاضطهاد والاغتيالات الحكومية)، يقول خامنئي بمشاركة دري نجف آبادي في اللجنة ، لكن نظراً لمشاركته في حكومة خاتمي يقرر أن يخلفه فلاحيان ، إذن فلاحيان الوزير الأسبق للواواك كان ينفذ ما يريده عبر بورمحمدي وسعيد إمامي هذا.
ب- كان سعيد إمامي لمدة 8 سنوات نائباً لفلاحيان وكان ينفذ الأوامر العليا للقتل والاغتيالات والجنايات باتفاق بورمحمدي.
ج- كان سيد مصطفي كاظمي –الموقوف-و صادق –المُفرج عنه- كانا تحت إمرة سعيد إمامي.
د- إن سعيد إمامي من القريبين لهاشمي رفسنجاني .
هـ - حسين عاليخاني فرد المتهم الثاني من الأربعة المعلن عنهم من قبل نيازي كان شريكاً تجارياً لابن رفسنجاني .
و- إن خاتمي بُعَيْدَ انتخابه أمر بتنحية سعيد إمامي لكنه بقي مدة في عمله ثم أصبح مستشاراً لوزير الواواك وقتئذ.
ز- إن سعيد إمامي أخبر أبو القاسم مصباحي من عناصر الواواك بأنهم يريدون قتله عبر صدام الحافلة وقد هرب وشهد في محكمة ميكونوس الشهيرة التي أدانت رؤساء النظام الإيراني في التاريخ.
ح – كان سعيد إمامي مستودعاً كبيراً للمعلومات السرية للجرائم والجنايات لعدد من الشخصيات الرئيسية في عمليات القتل والاغتيالات ، وكان قد عرف ولذا يجب أن يقتل ، وهذه الشخصيات كما يقول الرئيس الإيراني الأسبق د. أبو الحسن بني صدر في "انقلاب إسلامي" رقم 466:
1- خامنئي ورفسنجاني. 2- الذين كانوا يدرسون الاغتيالات والجنايات من الناحية الشرعية! ثم يقترحونها على القائد مثل آية الله يزدي وآية الله جنتي!! 3- والعناصر الرئيسة في لجنة العمليات الخاصة مثل محمدي ري شهري ، فلاحيان ، حجازي.
4- والذين شاركوا ومازالوا في تنظيم عمليات القتل والاغتيالات ، مثل بورمحمدي وخزائي – مدير مكتب وزير الواواك- ومحسن رضائي قائد الحرس السابق ورحيم صفوي وذو القدر وعبد اللهي ومصطفى كاظمي وصادق…. وغيرهم من وحوش الحرس والأمن من جنود إمامهم الغائب.
هل البعثي النصيري يدفع ديونه لإخوانه الشيعة؟!
ينفق النظام الإيراني ملايين الدولارات لتمويل عملائه من القتلة والموالين له في العالم العربي ، في لبنان والبحرين والعراق وسوريا لشراء الذمم وتنفيذ الاغتيالات وبث الإرهاب في العالم عبر تصفية كل معترض على مرجعهم في طهران ، ولكن بالنسبة للنظام البعثي النصيري في سوريا فالنفقات بالمليارات منذ بداية الثورة لشراء ذمته تجاه إخوانه العرب! ومعلومٌ لكل ناظرٍ محايد أن هذه العلاقة بين البلدين قد كلفت الشعب الإيراني المغلوب على أمره كثيراً من الناحية المادية وملايين الأطنان من البترول المجاني أو زهيد الثمن ، ثم لا ننسى إرسال الألوف من حجاج القبور أسبوعياً إلى سوريا حيث جعلوا هذه القبور أصناماً تعبد من دون الله كما أنها تدر الأموال للآيات المخادعين والنظام السوري على حد سواء ، هذا فضلاً عن الرشاوي الظاهرة والباطنة على المستوى الحكومي والشعبي من الجمهورية الإسلامية إلى الاشتراكية البعثية! وقد طرحت هذه القضية مرات ومرات في المجلس الاقتصادي في إيران ، وآخر المعلومات تقول كما ينقلها د. نوري زاده في "كيهان لندن" رقم 761: إن ديون إيران على سوريا أكثر من 2 مليار دولار –466 مليون دولار من عهد الشاه والباقي من عهد الخميني- ، وبعد زيارة خاتمي اتفق الطرفان على إنهاء ملف الديون ، ووقع على مايلي: - أن تحسب ديون سوريا على أساس سعر الدولار 28 ليرة سورية! ( والدولار في الواقع يعادل 50 ليرة) كما أن غرامة تأخير الديون من عهد الشاه منذ 1976 تصل إلى 200 مليون دولار ، فإن سوريا تعفى من تأدية غرامة التأخير هذه لأن الأخ/ حافظ الأسد مسلم ولا يجوز أخذ الربا منه!! وبعد ذلك تم تخفيض جميع الديون من 2 مليار إلى 502 مليون دولار ، وحتى هذا المبلغ تم حساب سعر الدولار 11 ليرة سورية ، وستبدأ سوريا من شهر تموز المقبل بدفع ديونها لإيران لكن ليس على أساس النقد عاجلاً بل على مدى عشر سنوات في عشرة أقساط وبالليرة السورية وللبنك المركزي السوري! ويصرف كمستندات كما يلي:-
1- إنشاء بناء جديد للسفارة الإيرانية في دمشق بالرغم من أنها ما تزال جديدة وبنيت قبل عدة أعوام في أوتوستراد المزه في دمشق بعدما كانت في حي المهاجرين ، وبناء بيت للسفير الإيراني "حسين شيخ الإسلام" .
2- بناء مستشفى وحوزة دينية وصيانة القبور التي كلفت النظام القبوري في القرن العشرين الملايين كمقام السيدة زينب ( المفترى عليها) ومقام السيدة رقية التي يتاجر بها النظام الإيراني ، علماً أن الحوزة الدينية –المدرسة الدينية- أصبحت مقراً للطلاب الشيعة والمخدوعين والمضللين بهم من بعض المنتسبين من أبناءالسُّنة ، هذا بعدما رأى كثير من هؤلاء المخدوعين إيران ونبذوا التشيع ، فبنوا حوزات في الشام كي لا يطلع هؤلاء المراهقون على أوضاع إيران عن كثب ويتم تضليلهم وغسيل أدمغتهم في الشام ، والمندوب السابق لخميني آية الله أحمد فهري بنى من قبل مستشفى عن طريق الخمس الذي أداه شيعة الكويت والبحرين ثم باعها لشيعة العراق وجعل المال في حسابه الشخصي إلى أن وقع الخلاف بينه وبين خامنئي فلحقوه في مستشفى في لندن وعين مندوباً آخر وهو يوسف طباطبائي بدأ هو الآخر ببناء مستشفى جديد ، وهذا هو زهد القوم الذي يتظاهرون به وإني رأيت بيت مندوب الأول في دمشق وفعلاً كان زاهداً فيه أما الملايين التي تنقل من جيب إلى آخر فحدث ولا حرج!.
3- تقديم خدمات للطائرات والمروحيات الإيرانية التي تنقل حجاج القبور الخرافيين والحرس الثوري والمعدات من إيران إلى كل من دمشق ولبنان.
4- تقديم منح للطلاب الإيرانيين في الحوزات والجامعات السورية.
5- المساهمة في دعم قطاع الصناعة والزراعة وبناء مصنع للإسمنت في حماة ومصنع للحبوب في حمص ، هكذا تكون تأدية الديون بالطريقة الاشتراكية النصيرية للرافضية السبئية ، فهل يتفكر الببغاوات من أبناء جلدتنا كيف يتعاونون مع إخوانهم كما يفعل أعدؤهم فيما بينهم؟! وأما النظام النصيري فقد طلب من خاتمي أثناء وجوده في دمشق أن يساعد سوريا في إلجام ما يسمى بحزب الله اللبناني ، وسوف تنكشف الأحداث عن مدى موافقة حزب الله على إبرام الصلح مع إسرائيل ، علماً أنه لا يوجد في أدبيات هذه الحركة – كما صرحت في قناة الجزيرة في مداخلتي لها دون أن أسمع إشارة إلى نقدي له- أي كلامٍ عن تحرير القدس وفلسطين ، والعجب من أمور القدر في تاريخ القوم أنه كلما قويت شوكة اليهود والنصارى في العالم قويت شوكةالشيعة وأصبحت لهم دولة، والدولة الصفوية والنظام الشيعي الإيراني وحزب الله اللبناني خير شاهد على ذلك في التاريخ القديم والحديث ، كما نعلم جيداً أن الشيعة في تاريخهم لم يفتحوا شبراً من أراضي الكفار إنما كانت حربهم دائماً وأبداً على المسلمين.
إيران وتزوير العملة البحرينية
كشفت جريدة لو موند الفرنسية خطة خطيرة من الدوائر الأمنية الإيرانية في عام 97 تهدف إلى تدمير الاقتصاد البحريني حيث تم تزوير أكثر من مليار دينار بحريني وكان عدد فئة 20 دينار المزور أكثر من تعداده الحقيقي المطروح في السوق ، كما أن مستشاري النيجر وتشاد كانا شريكان في عمليات التزوير هذه وعدد من الموظفين في بيت المال البحريني شاركوا أيضا في هذه العملية التي تشبه قصة بوليسية ، ونشرتها بالتفصيل جريدة لو موند وفشلت الخطة عندا ألقي القبض على مستشار الرئيس النيجري في مطار دبي ، ونشرت الخبر أيضاً "كيهان لندن" رقم 763 .
السيل يُغرِق الجميع
حذر رئيس المجلس الإيراني ناطق نوري المحافظ بمناسبة يوم انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي في عام 1981 من اختلاف الجناحين المتشدد والإصلاحي فقال :إن القوى القريبة منالنظام تعمل ضد بعضها بسبب اختلاف ميولها في المناقشات الحزبية ، ويغتنم المستغلون الفرصة في هذه المعمعة ويتكلمون من فوق منبر الجامعة "وقد نسي نوري أنه قد أساء استغلال السلطة منذ أن وصل إليها – ثم يقول: لا معنى اليوم لليسار واليمين في داخل النظام فقد تغيرت المعادلات ويجب أن نقول إنها القوى القريبة والبعيدة ، ثم حذر أن تصبح إيران لبنان أخرى ، ( إيقاظ: وكأنها لم تصبح كذلك بعد ولِما يحذروا إذاً من أن السيل سوف يجرف الجميع.
منتجع ولي أمر المسلمين!
الكل كان يعلم أن أحمد ابن الخميني كان له قصر في سويسرا كما تذكر "كيهان لندن وانقلاب إسلامي…" وكان يستجم فيه أسابيع كما كان يستريح في قصر سعد آباد الملكي قريباً من طهران ومحل الصيد الشاهنشاهي ، وكتبت "كيهان" : إن سيد علي خامنئي الذي اشتهر منذ القدم بإدمانه على الحشيش كان يختبأ بين حين وآخر في قصور ( دشت ناز: الوادي المدلل) بين مدينتي ساري – نكا ، وكان هذا الوادي من أملاك عبد الرضا بهلوي شقيق الشاه الذي صنعه كمنتجع نموذجي وبدأ ولي الفقيه الذي لم يدرس فقها- كما يقول صهره علي طهراني- يستجم فيه دون أن يكون له أدنى تعب في بنائه.
دفع الغرامات المالية لأصحاب المصانع المصادرة
يسعى النظام بعد عشرين عاماً في نطاق مساعيه في جلب رؤوس الأموال دفع الغرامات لأصحاب المصنائع الذين صودرت مصانعهم في بداية الثورة إلا 50 عائلة وعائلة البهلوي فلا يشملها هذا الطرح وخصص لهذا الأمر 385 مليار ريال إيراني.
( إيقاظ: ما لا يستطيع النظام قوله إن هذه المصادرات كلها كانت جائرة وغير شرعية وكانت انتقاماً وتشفياً نتيجة للفوضى وعدم سيادة القانون ، وبعدما أصبح رفسنجاني وخامنئي وعائلتهما مكان عائلة الشاه وملئوا جيوبهم بدأ خاتمي بإصلاح الوضع وهذه الذي ذكرهم بها مندوب أهل السُّنة في مجلس خبراء الدستورفي بداية الثورة مولوي عبد العزيز رحمه الله قائلاً لخامنئي :
( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) إبراهيم:45 .
لماذا أعلن النظام الشيعي عن تجسس اليهود الإيرانيين الآن؟!
بدأت القصة كما يلي: ألقي القبض في شهر مارس على 13 يهوديا من سكان شيراز في عهد وزير الواواك السابق دري نجف آبادي ومعظمهم كانوا من مدرسي الديانة اليهودية في المدارس اليهودية والقرائن كلها تدل أن النظام الشيعي كالنظام اليهودي في إسرائيل كان بحاجة إلى ذريعة كهذه ، لأن سلوك جناح خامنئي في دولة إمام الزمان ونظراءه في دولة بني صهيون لا يدع مكاناً للشك أن هؤلاء اليهود الموقوفين أصبحوا ضحية للحاجة السياسية للمتعصبين المتشددين في كل من إيران واسرائيل ، كما أن خامنئي بحاجة إلى ذريعة كتجسس اليهود فكذلك شارون وعصابته المجرمة بحاجة إليها تماماً، وانتُقِدَ شارون في اسرائيل لماذا لم يستغل هذا الأمر كما ينبغي وفي دولة الشيعة تذرع نظراء شارون بهذا التجسس المختلق ، والعجب أن الواواك اعترف بارتكابه سلسلة كبيرة من عمليات القتل والاغتيال وادعوا بأنهم ألقوا القبض على مدبري هذه الجرائم ومنفذيها ولم يعلنوا إلى يومنا هذا بعد 5 أشهر أسماء أحدٍ من الـ 73 إلا أربعة وذلك بعد إعلان بني صدر بيومين! ولم يعطوا آية معلومة عن المنظمة وعن الذين كانوا في فهرس القتلى الذي تسرب إلى الخارج ونشر وكانوا في عداد الذين يجب أن يُغتالوا ، ولم يعلنوا شيئاً عن الهدف الذي نفذت لأجله الاغتيالات ، كما لم يتطرق الإعلام الإيراني بشقيه المعارض والموافق في الداخل والخارج إلى ذكر أسماء علماء وشباب ودعاة ووجهاء وزعماء من أهل السنة الذين قُتلوا في ظل نظام ولاية الفقيه وبسيف جنوده المجهولين! ولكن بمجرد إلقاء القبض على اليهود 13 ( علماً بأن هذا العدد يعتبر نحساً في الثقافة الإيرانية الدينية الخُرافية!!) أعلنوا قبل محاكمتهم بأنهم جواسيس وحكمهم إعدام بل يستحقون أكثر من الإعدام ، وأما القرائن كما يلي:-
1- إذا كان هؤلاء جواسيس فعلاً –ولا يستغرب من بني اليهود وغيرهم من الأقليات المرتدة التي كانت تحكم إيران سابقاً أن تقوم بالتجسس- وقد كانت فرصةً ذهبية لجبهة خامنئي – شركاء شارون في التعصب الطائفي- أن ينصب عمليات القتل إلى إسرائيل وأمريكا كما ادعى محسن رضائي قائد الحرس السابق ، وأن يعيدوا دري نجف آبادي الذي أُزيح من وزارة الواواك إليها مرة أخرى كما هو المفضل لديهم ، وأن يمسكوا زمام المبادرة ويجهزوا على جبهة خاتمي.
2- و لما ألقي القبض عليهم قبل عدة أشهر قيل لهم بأن تهمتهم هي تهريب العملات والأشياء الأثرية كعادة عبيد الأموال منذ القدم ، ولم يستطيعوا وقتئذ استغلالهم سياسياً ولعبوا بهم كورقة سياسية رابحة .
3- ومنذ إعلان القبض عليهم يطالعنا الإعلام الإيراني يوميا بتصريحات جديدة عنهم تناقض ما سبق والتناقض دليل البطلان ، فعلى سبيل المثال كتبت "رسالت": إن الجواسيس لم يكونوا محدودين لمنظمة جاسوسية خاصة بعينها ويمكن أن يكونوا بطريقة معقدة بالمنظمات الجاسوسية الغربية ، خاصة أمريكا وإسرائيل ، وعندما نقارن هذه المبهمات والدعاوى المهملة بأقوال الآخرين من قادة جبهة خامنئي ، يظهر لنا بوضوح على أنه رغم الضغوط والتعذيب كعادة السجون في تطبيق العدل العلوي لم يقدروا على انتزاع ما يريدون من الاعترافات من إخوانهم اليهود ، كما أن عملاء النظام أيضاً مع خبرتهم الشديدة بالكذب لم يستطيعوا أن يختلقوا دليلاً مقبولاً ، وأما (الارتباطات المعقدة) كما يقول به الرضائي ونيازي فهي تحكي تماماً نسيج الخيال والأوهام من جنود إمامهم الموهوم، وإذا كانت أقوالهما صحيحة فإن الارتباطات المعقدة كان يمكن أن تنكشف من خلال علاقاتهم المعقدة بالخارج وبالدوائر المخابراتية كما يدعون ، فلما لم يتبين شيءٌ من هذا فإن ذلك يدل على أنه محضُ افتراءٍ لأن النظام في هذه الظروف كان بحاجةٍ إلى لعبةٍ كهذه ، كما دأب منذ بداية الثورة على صناعة هذه المسرحيات وتلفيقها للمعارضين من المسلمين ومن غيرهم عملاً بقول باني المذهب في طوره الأخير المجلسي حيث يقول في كتابه بحار الأنوار : افتروا على أعدائكم وابهتوهم وشهروا بهم… فإذا كانوا يفترون يومياً على المسلمين بل على بني طائفتهم من الشيعة فهل يتورعون عن فعل ذلك مع اليهود إذا لزمهم ذلك؟.
4- وأما إعلان التوقيف لهؤلاء فقد كان مقترناً تماماً بضغط صحف جناح خاتمي "صبح امروز ، خرداد ، نشاط ، هويات" وتركيزها على سلسلة العمليات الأخيرة للقتل والاغتيالات… ولما كان يزدي المدعي العام يضخم عملية توقيف اليهود وحكم عليهم بالإعدام وأكبر من الإعدام قبل المحاكمة كان زملاؤهم اليهود في إسرائيل أمثال نتن ياهو وشارون يفقدون شعبيتهم مثلهم تماما في ضجيج الانتخابات ، وكانت صربيا قد استسلمت في أوروبا وينعقد في نفس الوقت مؤتمر رؤساء الدول الثماني كما تم طرح قضية منع أسلحة الدمار الشامل ، وبما أن جبهة خامنئي استولت على السلطة بالخداع ونصب المكائد فهي لم تستطع أن ترى الفرصة السانحة للاصلاحيين من جبهة خاتمي في تتبع الملفات لعمليات القتل لتخرجها من السكوت والإهمال ، وكانت هذه الجبهة أيضاً تظهر العلاقات غير المباشرة بين المتشددين في كل من دولة بني صهيون ودولة الإمام الموهوم.
5- وأما في إيران فيعلم الكل أن أحد الأهداف من إلقاء القبض على اليهود هو تبديل سياسة السلم لخاتمي إلى سياسة الحرب للجناح المتشدد الفاشل وجعل أوروبا تأخذ موقفاً شبيهاً بما اتخذ عقب احتجاز الرهائن الأمريكان ، وكان يزدي بحاجة ماسة أن يثير ردود فعل أوروبا وأمريكا خاصة أنهم أعلنوا أن شاباً بعمر الـ16 كان من بين الجواسيس! وحكمه أكثر من الإعدام! وفي هذا الوقت الذي كان الناتو يحارب صربيا المسيحية لصالح كوسوفا المسلمة! كان ابن سلول الثاني في إيران آية الله يزدي يأمل أن تستطيع حكومة اسرائيل برئاسة نتن ياهو بإثارة الرأي العام الغربي بسهولة ، وتضطر الدول الغربية إلى اتخاذ مواقف متشددة، ومن طرفٍ آخر أوعزت الدوائر الأمنية الإيرانية لصنيعتها حزب الله اللبناني بإطلاق عدد من صواريخ كاتيوشا على شمال إسرائيل… ولو أمكنهم استدراج الغرب إلى اتخاذ مواقف متشددة ارتجالية لأصبحت الدنيا جنة لجبهة خامنئي ولكن إعلان بني صدر أثر في تفويت هذه الفرصة عليهم!
6- قال آية الله جنتي وهو إلى المجانين أقرب في 18/6/99 : " إن الذين يظنون أن هناك نية مقايضة على قضية الجواسيس مخطئون ، لأن حكم الجاسوس هو الإعدام". إلى ماذا يشير جنتي عضو مجلس الخبراء في صيانة الدستور؟ الجواب في داخل البلد: إن النظام أُنذِرَكما أُنْذِرَت ألمانيا من جهة المعارضة الإيرانية خاصة في إعلان بني صدر الآنف الذكر عن إفراج العميل الإيراني "دارابي" ولذا بدأ جنتي بالهذيان لأن وجود هوفر التاجر الألماني المسجون في إيران بسبب علاقته بامرأة إيرانية جعلها الواواك في طريقه! – على طريقة شيعية بحتة- كأن وجود هوفر لم يكن كافياً ولذا أراد إضافة هؤلاء اليهود لكي يسلموهم إلى ألمانيا في مقابل عميلهم "دارابي" وكي يرضوا نتن ياهو وشارون في إسرائيل في مقابل إفراجهم عن اليهود هؤلاء ولكن هذه المعادلة فسدت أيضاً وانكشفت الأمور عبر الإعلام.
إيقاظ: نذكر أن النظام الولائي عمد إلى حبك معادلات كهذه في قصة محكمة ميكونوس وللضغط على المحكمة اقترح على ألمانيا معاملة رون آراد الطيار الإسرائيلي المفقود للتأثير على رأي المحكمة ، لكن مسعى رفسنجاني وشميث باور لم يكلل بالنجاح ، ونشرت بعض الصحف العربية أيضا بأن الهدف من إلقاء القبض على اليهود هو مبادلتهم مع "دارابي" كما أن الوسيط الألماني "موليمان" سافر في هذا الوقت إلى إيران! وأُجَلَتْ محكمة هوفر في طهران بذريعة عدم حضور المترجمين لمدة 7 أسابيع!! كما أن ألمانيا فجأةً وقضاءً وقدراً وافقت على تأجيل تسديد مليار دولار من ديونها المستحَقة على إيران!! هل يمكن أن نصدق أن كل هذا لا دخل له للمصالحة والمقايضة لقضية العميل الإيراني القاتل المسجون في ألمانيا "دارابي" والتاجر الألماني هوفر.
7- وأما في المقابل فقد طرحت صحف جبهة خاتمي الأسئلة التالية: -
أ- على افتراض أن المقبوض عليهم من اليهود وغيراليهود جواسيس ، فلمنكانوا يتجسسون وبمن كانوا يرتبطون في الداخل وممن كانوا يستقون المعلومات وينقلونها إلى الموساد؟ وعبر من كانوا يعملون بنشاطاتهم التخريبية؟ وعبر من وبأي طريقة كانوا يتابعون عملياتهم النفسية ( كما ادعي) بقصد إيجاد البلبلة في المجتمع – وهذا اتهامٌ يقصد به الإصلاحيين). هل يمكن لشبكة أن يكون لها كل هذه النشاطات الواسعة ثم لا ينكشف واحد منها للشعب وللصحف والإعلام في البلد؟ ولماذا لم يستطع الواواك بعد عدة أشهر أن يظهر عملاً واحداً أو معلومة واحدة أرسلت إلى الموساد؟! ويقدم ذلك دليلاً للشعب على صحة ادعاءته.
ب- وإذا كان الواواك لا يستطيع أن يثبت وينسب عملاً تجسسياً واحداً لهؤلاء فمن أين يعرف أن هؤلاء جواسيس؟.
إيقاظ: ليِبُـَيِّضَ وجه إخوانهم،و كتب صادق زيبا كلام في "نشاط" 22/6/99 مقالاً مفصلاً تسأل:لماذا أعلن رئيس القوة القضائية قبل المحاكمة بأن هؤلاء جواسيس وهددهم بالإعدام وبما هو أكثر من الإعدام؟ .
إيقاظ: ما يجعلنا أن لا نأبه بافتراءات زعماء الخيانة والفساد من الآيات هو أن هذا دأبهم منذ مجيئهم إلى الحكم كما أن الأصل للجميع في الإسلام هو البراءة حتى يثبت الجرم خلافاً لما هو معمولٌ به في الدول البوليسية ويذكرنا هذا في قصة أخرى حدثت في "شيراز " أيضاً لما ألقي القبض على أشهر طبيب لجراحة القلب د. علي مظفريان وكان قد نبذ التشيع في عهد الشاه ثم أقام صلاة الجمعة في "شيراز" بمساعدة أهل السنة واشتروا بيتاً سموه مسجد الحسنين، وألقي القبض عليه من قبل نفس المخابرات لما رأوا كثرة عدد المصلين في المسجد واتهم بأنه جاسوس للأمريكان والوهابية واتهامات خبيثة أخرى جادت بها قريحة القوم ثم أُعدِمَ – رحمه الله- وحُوِلَ المسجد إلى محل لبيع الأفلام وأشرطة الفيديو. فإذا كان هذا هو حالهم مع أهل الإسلام الذين يدَّعون ليل نهار الوحدة الإسلامية معهم فماذا يتوقع أن يكون مسلكهم مع اليهود؟ وإن كانت العلاقات الشيعية اليهودية أفضل من العلاقات الشيعية السنية عملاً بدليل وجود 20 ديراً يهودية في طهران عدا المستشفيات ومدارس لليهود وعدم وجود سوبرماركت لسني واحد فضلاً عن المسجد والمستشفى والمقبرة…..؟
فهل لدعاة الوحدة عقلٌ في الرؤوس أم غيرة في النفوس؟! أم هم أُسارى أوهامهم القديمة ومصالحهم الحزبية.. وقال النبي – صلى الله عليه وسلم- : " لعن الله قوماً ضاع الحقًّ بينهم" أو كما قال –عليه الصلاة والسلام-.
اعترافات زعماء التعصب
جنرال ذو القدر: هو من قادة الحرس ورؤوس منظمة الاغتيالات يقول: يجب أن نكون يقظين ولا نسمح للأعداء – يقصد الجناح المخالف له من الشيعة من أنصار خاتمي وغيره- الذين يهدفون إلى الوصول لمراكز النظام لوضع القوانين، وأن لا نسمح لهم بالنفوذ إلى هذه المراكز ليفسدوا ثمار الثورة وحكم الإسلام.
شفيعي : هو نائب وزير الاستخبارات قال في 15/6/99 : إننا لن نسمح لأفراد أن يستغلوا الفاصل بين الأجنحة القريبة لأننا سنندم بعد ذلك وإذا لم نراع قاعدة اللعبة ربما نجح آخرون لا نرضى بهم جميعاً.
فلاحيان: وزير المخابرات الأسبق المستشار الحالي للقائد وعضو مجلس الخبراء ، يقول في 1/6/99: إن بعض الأقلام تتحرك بالضبط خلافاً لنهج الإمام… عندما يرون أن القائد يأخذ موقفاً تجاه إضعاف مجلس صيانة الدستور ، هم يريدون في الواقع إضعاف جميع المؤسسات التي بناها الإمام ويتهمون قوى حزب الله بالهروات والتشدد والتسلط.
إيقاظ: ها هو الرجل الذي مارس الفساد والمنكرات والجنس وتسبب في كثير من الفضائح كوزير للاستخبارات يتظلم اليوم ثم يشهر سيف الإمام ويعلن الحرب باسمه.
عودة إلى مذكرات رفسنجاني
لنعد كما وعدنا إلى مذكرات رفسنجاني التي تكشف –دون إرادة منه-كثيرا من الأسرار و الفضائح حاول تغطيتها بالكذب أو التمويه، إن التوافق السري مع الأمريكان و تأثيره على سلوك الآيات الزاحفين إلى السلطة كان من نتاج قصة الرهائن الأمريكان في إيران ،وقد أصبح هذا الأمر حديثا اليوم ، لأن البنود السرية لتلك الاتفاقات الخيانية قد انتشرت، وكان الآيات الزاحفون إلى السلطة وقتئذ يحاولون إيجاد أي جهة خارجية تدعم وجودهم مما حدا بهم إلى المشاركة بقوة في أخطبوط الفساد العالمي، والمتتبعون لأخبار إيران وقتئذ ربما يعرفون دور الاخوة الأربعة (هندي جاه) الذين قدموا في عهد الشاه إلى إيران و استطاعوا جمع ثروات خيالية ثم استقروا بعد الثورة في بريطانيا وأمريكا،وكانوا شركاء لأسرة البهلوي البائد خاصة لأشرف البهلوي أخت الشاه ،وكان لهم ارتباط وثيق مع بوش و تاتشر ، ولما اكتشفت فضيحة إيران غيت انكشف معها للعيان ارتباط رفسنجاني و شراكته في شركة هندي جاه ، وحاولت حكومة ريغان-بوش أن لا تظهر الارتباط بين إيران غيت و فضيحة أكتوبر سور برايز أو الاتفاق السري لتحرير الرهائن ،ولكنهم حاولوا عبثا فقد أظهرت الدراسات واحدة تلو أخرى أن إيران غيت كانت استمرارا لأكتوبر سوربرايز،ويكتب رفسنجاني ما يلي:
أسرار إطالة الحرب
(جاء محمد زاده ليلا و اقترح التعاون مع الشركة العالمية لهندي "هندي جاه"وأعطاني فيلم عمر المختار الليبي لأشاهده) ،إن هذا الحادث وقع بعد أربعة أشهر ونصف فقط من تنحية بني صدر عن الرياسة حيث اقترح محمد زاده أحد الأدوات الفاعلة إلى أنشط العناصر في التنحية هاشمي رفسنجاني التعاون مع "هندي جاه " و نشر رفسنجاني في كتاب "الاجتياز من الأزمة "رسالة كتبها في 25بهمن 80م إلى الخميني و هو يوضح في رسالته هذه للخميني في عام 81 م أن الرئيس هو الذي يريد إطالة الحرب، لكنه هنا يذكر احتمالا آخر و هو أن قادة الحرب ربما لعلل سياسية يريدون إطالة أمدها و هذا الاحتمال مكلف ، وربما بني صدر إضعافا للدولة و آخرون موافقة لنوايا أمريكا يريدون إطالة أمدها، إيقاظ: بناء على هذه الرسالة فقد كان رفسنجاني يدرك جيدا أن إطالة أمد الحرب هو تنفيذ لما يريده الأمريكان، وقد كان هو بنفسه منفذا بارعا لهذه الإرادة ، لأن استمرار الحرب و تخصيص 400 مليار تومان-العملة الإيرانية-أي 57 مليار دولار بقيمة الصرف آنذاك للنفقات العسكرية و دون اطلاع رئيس الجمهورية وقتئذ كما يقول في جريدته انقلاب إسلامي رقم 465 بالرغم من كونه القائد العام للقوات المسلحة يحتم هذا السؤال: إذا لم يكن هناك اتفاق سري مع أمريكا فمن أين لإيران شراء هذه الكميات الكبيرة من الأسلحة في الوقت الذي كان محظورا فيه دوليا بيع الأسلحة للدولتين المتحاربتين؟! ويجب العلم للتاريخ أن أربعة من وزراء الخارجية من دول عدم الانحياز توسطوا لإنهاء الحرب وكانوا بصدد أن يأتوا بموافقة العراق في 16 /6/81 و تنتهي الحرب، لكن رجائي رئيس الوزراء الذي كان دمية بيد الملالي كان قد عين مديرا لوزارة الخارجية وعبر هذا المدير المطيع طلب من الهيئة عدم العودة لإيران لأنه كان من المقرر تغيير الجو السياسي الداخلي في إيران!و نظرا لاستمرار الحرب يكون جواب السؤال أن هناك بعض الدول الغربية التي كانت تريد استمرار الحرب لكونها كانت تخدم مصالحها لابد أنها وعدت الملالي ببيعهم الأسلحة ،واليوم انتهت التجربة العملية المرة ، ونعلم أن السعودية تبرعت قبل انتهاء الحرب بمدة طويلة بتعويض الخسائر و إعمار المدن التي دمرتها الحرب ثم لم يقبل الخميني ليشرب كأس السم
–كما قال- ولايجني سوى الدمار للبلدين و الشعبين المسلمين و بعد ذلك نعلم أن الحرب كلفت ألف مليار دولار و جعلت اقتصاد البلد نهبة لمافيات رفسنجاني وغيره و40% من الاقتصاد كدعم الحكومي و الثروات التي أتت بها الريح ذهبت إلى جيوب تلك المافيات، وهكذا نستطيع أن نفهم لماذا أراد الآيات الشياطين أن يطول أمد الحرب و عرقلوا المساعي الهادفة إلى إنهائها.
البحث عن معابر للارتباط بالخارج
من الوضوح بمكان أن الذين كان لهم ارتباط سري مع حكومة ريغان-بوش كانوا بحاجة إلى الوزارة الخارجية تعينهم على هذا التنسيق،و لذا فقد أدرجوا مادة في المجلس-خلافا للدستور-تسمح لرئيس الوزراء وهو رجائي آنذاك تسمح له بتعيين مدير للوزارات إذا رفض رئيس الجمهورية الوزير المرشح ولم يوافق عليه ،والقانون لم يكن قد تمت المصادقة عليه عندما عين رجائي مديرا للخارجية، فوجه الرئيس إليه تهمة تجاوز الصلاحيات وطالب بمحاكمته ، وتطوع الآيات و بعض رجال الطائفة من السلطة بتلفيق التهم لأنصار الرئيس وكان السبب الرئيس لذلك حاجتهم الملحة للاستيلاء على وزارة الخارجية، بدليل أنهم لم يتكلموا عن هذه التهم بعد ذلك، وأهملت نهائيا!وتبين زيفها في وقتها ، وأما من حيث المشهد الخارجي للمسرحية فقد تم الترتيب لتنحية الرئيس ، والاتفاق السري مع حكومة ريغان –بوش الذي قد تم،فيقول رفسنجاني إشارة دون أن يوضح "إن أحمد خميني كان يسعى أن يرضي بني صدر بالتعاون معنا"و لكن بني صدر يقول في انقلاب اسلامي رقم 465 "إن أحمد خميني كان يسعى وللمرة الأخيرة في 16/6/81 أمام والده حيث طلب من بني صدر نيابة عن أبيه أن يتعاون مع الآخرين- من أنصار الاستبداد الذين تعاونوا سرا مع أمريكا-فأجابه بني صدر :إني لم أكن أعلم أن السيد(خميني) نفسه وافق على هذا التعاون السري و الفاضح" كما كتب رفسنجاني أن سفير روسيا التقي به في ليلة تنحية الرئيس، وبناء على ما جاء في مذكراته فإن حزب تودة الشيوعي و حلفاءه كانوا يتعاونون معه بالكامل، و إذا كان تعاون حزب تودة الشيوعي الخبيث لإسقاط مصدق في 1953 لم يكن واضحا كما ينبغي فهنا في 1981 كان تعاون حزب تودة على درجة كبيرة من الوضوح ،وكان د.كيا نوري رئيس الحزب يفتخر بأنه كان أستاذا للحزب الجمهوري الإسلامي- حزب الآيات-،ويبدو من مذكرات رفسنجاني بأنه حصل على موافقة روسيا على تنفيذ التنحية،
خفايا زحف الآيات إلى السلطة
كان هناك أمران في بداية الثورة قبل أن يستحكم الآيات في سلطتهم، كانا موضع خلاف من حيث السياسة الداخلية بين أنصار الحرية و أنصار الاستبداد،1-حرية الصحف و البيان والتجمعات 2-حرية إنشاء الأحزاب السياسية ،يقول رفسنجاني في مذكراته "بأنه رجا الخميني أن يطلب من الرئيس اتخاذ موقف ضد الفئات المحاربة لكنه أجاب بأن بني صدر سوف لن يقبل هذا وسيضطرب الجو السياسي"،لكن ما لم يكتبه هو أن مجاهدي خلق كتبوا إلى الرئيس وقتئذ و أعلنوا استعدادهم لتسليم الأسلحة ، لكنهم طلبوا ضمانا قانونيا للنشاط السياسي القانوني و برغم إلحاح بني صدر إلا أن الخميني لم يوافق على إعطاء هذه الضمانات كما لم يوافق على تأمين المنظمات الكردية و الأحزاب الإسلامية السنية ، لأن رفسنجاني لو كتب هذا لكان اعترافا منه بإمكانية الحل السياسي لهذه المشاكل التي دمرت إيران فيما بعد بسبب شهوة السلطة لدى الخميني وأتباعه ،و لو أن القانون طبق لاستطاع الشعب الذي قام بالثورة أن يتمتع بحريته و لما كانت هناك حاجة إلى القهر و الإرهاب و إلى تشغيل عربة الإعدامات و الاغتيالات في الداخل والخارج، و إلى الحرب مع العراق خلال ثمان سنوات ،ولما افتقر البلد و ذهبت ثرواته هدرا ، ولكانت تجربة الثورة في إيران تجربة موفقة نموذجية يمكن الاقتداء بها ، و لكان بالتأكيد لم يكن النظام نظام أصحاب اللطميات والهراوات و النوائح والقبور، ويذرف رفسنجاني دموع التماسيح أسفا للاغتيالات في مذكراته في 30 خرداد، فضلا عن هذه الحقيقة الواقعة فإن سبب الاغتيالات الرئيسي في المجتمع الإيراني هو الاعدامات و الاغتيالات، لكن الملفت للنظر أن القضاء! و الدوائر الأمنية التي تتابع كل شئ لم تقم إلى يومنا هذا بالتحقيق والتتبع في هذه العمليات خاصة أن رفسنجاني خرج قبل دقائق من انفجار الحزب الجمهوري..وتم السكوت عن ذلك تماما ،ويتهم رفسنجاني نقلا عن الحرس مجاهدي خلق بالقيام بالتفجيرات، لكن لما تقرر تنحية منتظري من ولاية العهد قال رفسنجاني إن جماعة هاشمي صهر منتظري هي التي قامت بتفجير مقر الحزب الجمهوري .
ذئب في جلد الضأن
ذهب رفسنجاني إلى قم –كما في مذكراته-ليحشد تأييد المراجع على تنحية بني صدر، ولكن واحدا منهم لم يعلن موافقته ،بل أرسل آية الله شريعت مداري رسالة إلى بني صدر قائلاً له: عليكم بالصمود ونحن سندافع عنكم. وآية الله الغلبايغاني أخبره بقصة الخميني وقال له: أنت لا تعرف الحاج روح الله – الخميني- فإنه لو أمر بقتل أربعين ألفاً في يوم واحد وتم قتل نصفهم قبل الظهر ثم ظهر أنهم قتلوا بلا ذنب فإنك لن تجد لديه أدنى أثر للندم أو عدم الارتياح!! وأما آية الله المرعشي فقد أرسل لبني صدر رسالة أخبره فيها بأنه أنذر خميني بمخاطر هذه التنحية بأنها ستكون بمثابة مصادرة الأمن والثقة من الشعب، كما أنذره آية الله شيرازي، وأما آية الله لاهوتي بعد لقائه برفسنجاني،فقد أرسل رسالة لبني صدر ينصحه أن ابتعد بالسرعة الممكنة عن هؤلاء الجناة، إنهم أخذوا الموافقة لقتلك وقال بأنه عرف حقيقة الخميني متأخراً جداً ، وهذا الرجل لا يمكن أن يترككم حياً لأنكم توقظون مريديه الجهلة وهذا أمر لا يمكن أن يغفره لكم !.
نظرة إلى الاضطرابات الطلابية الأخيرة وتحليلها
إن الهتافات التي رددها الطلاب هي خير ما يعكس أسباب هذه المظاهرات، وبما أن هذه الهتافات لم تنشر كما ينبغي إلا في بعض الجرائد العربية مما ذكره مسؤول الرابطة في قناتي الجزيرة و ANN العربيتين فسنوردها ثم نحللها ، وترجمتها بالعربية ما يلي:-
( الموت للاستبداد) يقصد به ولي الفقيه،( حرية العقيدة دائماً دائماً )
( إما الموت وإما الحرية) ، هذه الهتافات ترددت في يوم السبت 10/7/99 ، والهتافات التالية كانت لأول مرة: ( علي فلاحيان هو رأس الجناة) فلاحيان هذا هو رئيس الاستخبارات الأسبق ، ( يا قائد القوات المسلحة أنت مسؤول أنت مسؤول) إشارة إلى خامنئي ، ( أنصار يقترف الجنايات والقائد يحميه) يقصد به أنصار حزب الله وهو اسم وهمي لأوباش النظام والقتلة والجناة ( حتى استجواب القائد يستمر الاعتصام).
وقد ترددت هذه الهتافات في اجتماع طلابي كبير بين 15 إلى 20 ألف ، هذا بعدما أعلن تاج زاده نائب وزير الداخلية في جوابه للطلاب: إن لطفيان وقائد قوى الانتظامية أصدر أوامره إلى ما يسمى بأنصار حزب الله بمهاجمة السكن الجامعي للطلاب ، وعندما سئل: من أصدر الأوامر إلى لطفيان؟ لم يجد جواباً وقال: هو نفسه! .
ومن رجال الطائفة ذكرت في الهتافات الأسماء التالية: ( جنَّتي ، فلاحيان ، حسينيان ، محمدي يزدي رازيني ، نيازي) ، وكانت الهتافات بالنسبة لفلاحيان وجنتي أشد من غيرهما وحتى أن هتافاً تردد(جنتي يجب أن يُعدم) ووفقاً لترديد الطلبة لهذه الشعارات فإنهم يعتبرون هؤلاء المذكورين هم الذين ينظمون عمليات القتل وممارسة الاضطهاد ثم يقوم خامنئي بالمصادقة عليها كخطوة نهائية.
وفي مسيرة مساء السبت وعندما وصل المتظاهرون إلى ميدان ولي عصر في قلب طهران كان العدد أكثر من أربعين ألفاً وكان الناس يلتحقون بهم على طول المسيرة ، وترددت الشعارات التالية: ( الموت للديكتاتور) ، ( قُم يا إيراني إن طالبك قد قُتِل) ، ( أقول تحت التعذيب وفي كل لحظة إما الموت وإما الحرية) ، ( لا نبغي حكومة العنف ولا نريد الملالي المرتزقة) (لا حرية للفكر بوجود الديكتاتور) ، ( جواب 20 عاماً من السكوت ، الخيانة والجناية ) ، ( استحيي يا خامنئي واترك الحكم وتنحى) ، والهتافات التالية رفعت لأول مرة أيضاً : (سيد علي يابينوشيه لكن إيران لن تكون تشيلي) ، ( الجناية والخيانة تحت عباءة القائد) ، ( قتلة فروهر تحت عباءة القائد) .
وهذه الهتافات تبين ما يلي:-
ردد الطلبة هتافاتهم تلك بناءً على بيان وزير الداخلية ونائبه تعني أن حكومة خاتمي لا سلطة لها وبناءً على معرفة الناس إن لجنة العمليات الخاصة والتي هي في الواقع منظمة الاغتيالات والعنف والاضطهاد هي الحكومة الحقيقية ، تقوم بتنفيذ خططها تحت إشراف القائد! ولذا ليست عمليات القتل مسلسلة إنما جنايات هذه المنظمة هي في الواقع سلسلة من أعمال رجال الطائفة المستبدين وقد بدأت كما يلي:
سلسلة جنايات اللجنة الخاصة بقيادة خامنئي
1- اضطهاد المناطق السنية من كردستان وبلوشستان وخراسان وتركمان صحراء وطوالش… ثم تصفية علماء السًّنة وهدم مساجدهم ومدارسهم الدينية ، بعد ذلك سيطرة خامنئي على الحوزات الشيعية نفسها التي طالما تبجحوا كذباً وزوراً بأنها مستقلة عن الحكومات.
2- عمليات القتل والاغتيالات للكتاب والمفكرين ، إلا أنها عندما بدأت للسنة ورموزهم لم نسمع كلاماً عنها من أحد ولكن عندما وصل الخنجر إلى أبناء الفرس صار الأمر شيئاً آخر.
3- تهديد الصحف وتحديدها والهجوم على الجامعة مما لم يسبق له مثيل في تاريخ إيران ، ومع هذا يكذب رجال الطائفة على شعبهم فيقولون لهم بأن المسلمين عندما دخلوا إيران أحرقوا المكتبات… ولست أدري كيف يأخذ مفكرو القوم ومؤرخوهم دينهم عن أمثال هؤلاء ممن يعارضونهم الذين هم صنعوا آراء مذهبهم.
4- افتعال الأزمات الخارجية كالحكم على هوفر " التاجر الألماني بالإعدام" لتتم مقايضته بعميلهم المسجون في ألمانيا في قضية محكمة ميكونوس ، مهاجمة حافلة السياح الأمريكان وإلقاء القبض على 13 يهودي وبث الدعايات المتعلقة باليهود لإثارة الغرب واتهامهم بالتجسس رغم وجود حدثٍ صغيرٍ بينهم عمره 16 عاماً وحشد القوات ضد طالبان حتى وصلوا إلى دق طبول الحرب ، وتأزم الوضع مع العراق.
والهتافات التي نقلناها آنفاً توضح أن الحركة الطلابية والجامعات والشعب يدركون جيداً الهدف العام لمنظمة الاغتيالات "أي لجنة العمليات الخاصة التي يرأسها خامنئي ورفسنجاني" وهو كسر حدة الأمواج التي قامت وتطالب بالحرية ولذا كان من بين الهتافات
انتهت عشرون عاماً من السكوت وبدأ قيام الشعب
الأحد 11/7/99: اجتمع عدد أكبر من اليوم السابق أمام الجامعة للاعتراض على بيان " مجلس الأمن الوطني" مع إشارة وزير الداخلية ونائبه واستقالة وزير التعليم العالي الجريئة ، وتصريحه بأنه لم يستطع منع هجوم القوات النظامية في حالة كهذه ، فإن نسب الهجوم إلى شخص واحد وتسميته بالتجاوز الشخصي هو كذب محض ، خاصة أن القوات الانتظامية " الشرطة" صرحت بأنها كانت تنفذ أوامر عليا تلقتها، وعندما يعجز مجلس الأمن الوطني بعد ساعات على وقوع الحوادث من ذكر اسم المسؤول عن هذا الهجوم فإن مجلس الأمن الوطني لا يستطيع بعد ساعات أن يذكر اسم المقام – غير المسئول!!-
يصدق قول طلاب الجامعة بأن مهاجمة الجامعة وسكن الطلبة كان بأمر من القائد – وهو قائد هذه القوات- وعندما يكون المسؤول عن هجوم بهذا الحجم شخصا مجهولا الهوية فمعنى هذا أن الولاية المطلقة للفقيه ليست سوى مكر وتزوير وخداع وقد كشف الشعب هذا الخداع بعد مرور عقدين من الزمن.
وقد كان من أهداف الهجوم خلق التوتر والاضطراب وممارسة سياسة القوة على المجتمع وسيطرة الإرهاب بدل الحوار …ثم جعل الطلبة في المجتمع الوطني تجمعاً منزوياً … ولذا اختار الطلبة أفضل الطرق وذلك بتعميم الحركة بين الشعب وعدم اللجوء إلى العنف ولذلك فقد بث ولي الفقيه أزلا مه بين الطلبة ليقوموا بالتحريض وممارسة الشغب وتنتهي الاضطرابات باسم الطلبة ، تماماً كما فعلوا من قبل وعلى سبيل المثال أثناء هجومهم على المسجد المكي لأهل السنة في زاهدان كنا نفاجأ بأشخاص يقومون بتحطيم واجهات المحلات وإثارة الشغب وإذا بجهاز اللاسلكي يسقط من جيب أحدهم بقدر من الله ليعلم الجميع أنهم يفتعلون الذرائع ليمارسوا بطشهم وهذا هو المتوقع من أحفاد ابن سبأ ولذا يحق لشيخ الإسلام ابن تيمية أن يقول: ( فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام فإنه يحدث معظم ذلك من قبل الرافضة وتجدهم أعظم الناس فتناً وشراً وأنهم لا يقعدون عن ما يمكنهم من الفتن والشرور وإيقاع الفساد بين الأمة)
وهو تماماً حدث مع الطلبة يومي الاثنين والثلاثاء 12،13/7/99 ، واما الشعب الإيراني فإنه يدرك جيداً كما رأى بأمِّ عينه بأن قوات ولي الفقيه هي التي هاجمت بالمروحيات والكلاشينكوف والخراطيم والهراوات والغازات المسيلة للدموع… وخربت طهران ، وليس الطلبة العُزَّل ثم أعلن النظام أن عدد القتلى كان شخصين فقط ، علماً بأنه قد نُشِرَ اسم 16 طالباً مازالوا في أعداد المفقودين منهم من قتل ومنهم من خُطف ولم يُرَ لهم أثرٌ بعد ،
وأما أعجب ما فعله طوفان الحقد الطائفي في ذلك الهجوم فهو أنهم عندما هاجموا مهاجع الطلبة كما قال غلشيري في لقائه مع إذاعة لندن الفارسية أنهم كانوا يسألون الطلاب هل أنت سُني أم شيعي، وعندما عثروا على طلاب أفراد السًّنة أحرقوا غرفتهم بما فيها.