ثم قال الأراكي: " لا يوجد أي اضطهاد للسنة في إيران وهم يعيشون في راحة لا مثيل لها في بلدان المنطقة ، بل الحركة الثقافية في المناطق السنية لا تقارن بما كانت عليه في عهد الشاه".
إيقاظ: لو وجد هذا الاضطهاد هل لهذا الذي أرسله خامنئي ليبحث له المقلدون وينظم أمورهم ويروج مرجعيته في الخارج بعد ما فشل في الداخل، وهل لديه من الشجاعة والجرأة ما يكفيه ليبوح بذلك ، بل لقد أغلقت صحيفة وكان من اتهاماتها نشر بعض ما نشر في الخارج من أوضع السنة في الداخل، ثم نقول: أحقاً لا يوجد اضطهاد للسنة في إيران.
هب أن كذبك راج على مستمعي قناة A.N.N الحريصة على نشر أكاذيب أمثالكم بقدر ما هي حريصة على منع ما نقول إلا ما أفلت منها! أقول من قتل عشرات من علماء السنة وقطعهم إرباً إرباً! من سجن الشيخ مفتي زادة قرابة عشر سنوات ولولاه لم يتمكن الخميني من السيطرة على المناطق الكردية ! ومن قتل الأستاذ بهمن شكوري من طواش. ود. علي مظفريان من شيراز والشيخ عبد الملك من زاهدان الذي اغتيل على يد المخابرات الإيرانية في باكستان بعد هجرته من إيران. ود. أحمد ضياء ميرين البلوشي من بلوشستان ود. عبد العزيز الكاظمي الخراساني الذي قتلته الاستخبارات في زاهدان بطريقة وحشية – وملا محمد ربيعي الكردي في باختران والشيخ فرساد وغيرهم وغيرهم الكثير؟ أليس كل هذا اضطهادا للسنة؟ أم أنه عدل علوي فارسي؟ علماً أن السنة لم يرفعوا سلاحاً في وجه النظام ،بل إن كثيراً ممن قتلتهم الواواك كانوا من المنتمين للنظام لكنهم كانوا ذوي نفوذ بين أتباعهم، وكانوا يخدمون دينهم بحق وصدق، والشيخ العلامة محمد صالح ضيائي في بندر عباس أوضح مثال على ذلك حيث لم يبق من جسده إلا أشلاء حتى لم يتمكن غسله مما يدل على وحشية هذا النظام الطائفي…
وأما قوله: إن الحركة الثقافية في المناطق السنية بعد الثورة أفضل مما كانت عليه في عهد الشاه فهذه أيضاً فرية كبيرة، إن معظم المساجد والمدارس الدينية التي بنيت للسنة قد بنيت في عهد الشاه ولكن ليس بتشجيع منه بدليل أن رئيس السافاك في عهد الشاه قال لمولوي عبد العزيز لماذا تقومون ببناء مساجد كثيرة علما أنهم لم يكونوا يمانعون من بناء المساجد في المناطق السنية للسنة خلافا لما هو الآن حيث أصبح بناء المساجد أو المدارس الدينية ذنبا لا يغتفر. قال رضواني رئيس السافاك في بلوشستان: من ضمن خططنا أنه لن يوجد متدينون كثيرون في المستقبل فما جدوى بناء المساجد بهذه الكثرة؟ وحدث ما حدث بعد ذلك، وسقط نظام الشاه، وبقيت المساحد، وحدثت فوضى عارمة بعد الثورة واستطاع كثير من أهل السنة بناء مساجد ومدارس لهم في هذه الفترة وما بعدها لأن النظام كان مفقودا أولا وضعيفاً جدا بعد ذلك ولم يكن يجاهر بالعداء للسنة، بل كان يتقبلهم بكثير من الحيلة والتقية والنفاق إلى أن اشتد عود الثورة فمنعت كل شيء ، والسبب الآخر الرئيسي للقفزة الثقافية في المناطق السنية وجود نظام مذهبي طائفي في رأس السلطة، وهذا بطبيعة الحال يعيد السنة إلى مذهبهم كردة فعل وخصوصاً عندما يرون ظلم النظام لهم وهذا رد فعل طبيعي جداً ، خاصة عند فشل هذا المذهب الحاكم وسذاجة أطروحاته وتفاهة معتقداته.
وأما قول أراكي في جوابه علي مداخلتي عن هدم المساجد،: " لم يهدم مسجد للسنة إلا مسجد واحد أقيم على خلاف القانون فقط" ومن قبل قال نجاح محمد علي مندوب A.N.N الشيعي في إيران الذي واجهته في نفس القناة بأنه يتعاون مع الاستخبارات الإيرانية وأيد كلامي – بقدر من الله تعالى- مسيحي إيراني من هولندا الذي كان يشتغل في الجيش وقوطع فوراً ، قال هذا العميل بأن نصف المسجد هدم فقط ،وأما مندوب المرشد فقد كمله وقال: المسجد الذي بني خلاف القانون، علماً أن وجود هذا المسجد سابق لوجود القانون الإيراني والثورة ، مسجد شيخ فيض الذي بني قبل قرنين من الزمان تقريباً وهدم عن بكرة أبيه وجعل في مكانه حديقة لأنه يجاور بيت والد خامنئي، ومن قبل قال ذنب آخر هو آية الله طبسي سادن قبر الرضا يجب أن لا يكون هناك وجود سني بقطر 100 كيلو متر من قبر الإمام الرضا (ع). علماً أن في نفس المدينة منعت بناء مساجد للسنة حصلت على تراخيص ، كمسجد ( 4 آبان) وأرغم الواقف للعدول عن وقفه ومصادرة المسجد وأمواله ، كا المسجد المزعوم في طهران وسوف يأتي ذكره.
ادعى الأراكي:" لا يوجد في إيران من هو فوق القانون" ويقصد بذلك ولي الفقيه وبعد ذلك الولاية المطلقة التي قررها المجلس هي تحت القانون! ناسياً بذلك قول إمامه خميني لما عنف خامنئي حينما كان رئيساً للجمهورية حيث قال: إن قصد الإمام من الولاية هو أنها داخل الشرع وليس خارجة عنه فعنفه خميني وقال معنى ذلك أنك لم تفهم بعد معنى الولاية ، وبعد ذلك قال يزدي وآخرون أن بإمكان الإمام إذا رأى من مصلحة النظام أن يعطل الصلاة والحج وبل توحيد الله تعالى فلم يرد عليهم خميني وسكت.
وكنت قد تدخلت من قبل في البرنامج وذكرت هدم المساجد وأوضاع السنة في إيران، وذكرت فشل تجربة الثورة الإيرانية وسوء أعمالها، واستدللت بالآية الكريمة بأن الأنظمة التي لا تحكم بالشريعة وتنكرها أنظمة كافرة بنص القرآن { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون … الظالمون … الفاسقون) وهذا لا شك بحاجة إلى التفصيل ولكن لا خلاف بين علماء المسلمين في حكمها ، كما نقل ذلك ابن كثير وابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهم…