شبح الازمة في العراق واعدام صدام يخيمان على الكويت، والحكومة تطلب تقديم الشعور الوطني على الشعور المذهبي
الكويت عدداً من الإجراءات الأمنية عشية الاستعداد لاستقبال ذكرى يوم عاشوراء، التي تمثل ذكرى مقتل الحسين بن علي قبل نحو 1400 عام، وهي المناسبة التي يحييها المسلمون الشيعة بطقوس لا تخلو من عنف في بعض الأحيان.
وشملت تلك الاستعدادات إعلان حالة استنفار بين أفراد القوات الخاصة ومكافحة الشغب، حيث تم الإعلان عن حجز كافة عناصر هذه القوى الأسبوع المقبل، فيما عقد مسؤولون أمنيون عدداً من الاجتماعات مع ممثلي الحسينيات التي تشهد إقامة طقوس الاحتفال بهذه المناسبة، وطلب من ممثلي الحسينيات حثّ أتباعهم المحتفلين على ضبط النفس وعدم الخروج إلى الشارع والابتعاد عن مظاهر "العنف" أثناء التعبير عن مشاعرهم.
وعانت الكويت خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بينما كانت الحرب العراقية الإيرانية مستعرة، من حالات إخلال بالأمن أثناء مناسبة عاشوراء، حيث عمد الكويتيون الشيعة، الذين ينحدر معظمهم من أصول إيرانية إلى استغلال المناسبة للخروج بمظاهرات معارضة للحكومة الكويتية التي كانت تدعم الجانب العراقي في الحرب.
وتشير إحصاءات إلى أن الكويتيين الذين ينتمون إلى المذهب الجعفري يشكلون نحو 12 في المائة من مجمل الكويتيين الذين بلغ تعدادهم أخيرا نحو مليون مواطن. ويخشى المسؤولون الكويتيون من أن تؤثر العلاقة بين إيران ودول المنطقة على احتفالات عاشوراء لهذا العام، حيث شهدت العلاقة تراجعا على المستويين الرسمي والشعبي، خصوصا بعد إعدام صدام حسين، وما قيل عن تورط إيراني في هذا الإعدام. ويخشى أن تحاول إيران استغلال هذه المناسبة للتعبير عن استيائها من التحول في المزاج الشعبي العربي تجاهها.
ومنعت السلطات الكويتية الأسبوع الماضي، ندوة كانت الحركة الإسلامية تنوي تنظيمها تحت عنوان "واقع أهل السنة في العراق"، الأمر الذي أثار استياء بين الكويتيين السنة. وطالبت القيادة الكويتية من مواطنيها بأن يتم تقديم الشعور الوطني على الشعور المذهبي "في مثل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة" في إشارة إلى اشتعال الملف الطائفي، الذي اندلع في العراق ويخشى أن يؤثر على مجمل دول الجوار العراقي. (قدس برس)
_________________________
المصدر: ميدل ايست اونلاين