ثارت قضية كتاب (لله.. ثم للتاريخ) الذي اعترض علماء الطائفة الشيعية في الكويت مؤخراً على تداوله، باعتباره كتاباً مشبوهاً يثير الفتنة الطائفية البغيضة، ويمزق وحدة صف الأمة الإسلامية، أثارت اهتماماً واسعاً لدى أوساط الرأي العام.
وتجاوباً مع سلسلة الشجب والتنديد التي أطلقها علماء الشيعة.
بادرت وزارة الإعلام الكويتية إلى إصدار قرار بمنع بيع وتداول كتاب (لله.. ثم للتاريخ) حيث صرح مدير إدارة الصحافة والمطبوعات الكويتية عبد الله الحماد أن الوزارة سبق وأن سحبت هذا الكتاب في 30 نيسان أبريل الماضي من جناح مكتبة الشاطئ في معرض الكتاب الإسلامي الذي نظمته جمعية الإصلاح الاجتماعي، وتم عرضه على لجنة الكتب في الوزارة في 2 أيار/مايو، فاعتمدت في اليوم نفسه منعه بموجب المحضر رقم 7-2001 مؤكداً مواصلة البحث عمّا تبقى من نسخ الكتاب لدى بعض المكتبات والجمعيات، والتي ستحال إلى النيابة والقضاء.
القيادات العلمائية الشيعية من جانبها تحركت لتطويق القضية واطلاع الرأي العام على الأغراض المشبوهة التي تقف وراء ترويج هذا الكتاب السيئ الصيت، وذلك عبر خطب الجمعة في عدد من مساجد الشيعة.
إمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) العلامة السيد محمد باقر المهري في تصريحات له للصحافة الكويتية قال: إن هذا الكتاب يمزق وحدة الصف ويثير الفتنة في صفوف المسلمين، مؤكداً أن لا صحة لفتوى نسبت إلى المرجع الديني السيد حسين بحر العلوم، الذي توفي في النجف الأشرف بالعراق مؤخراً (في ظروف غامضة) بشأن هذا الكتاب وشأن مؤلفه المزعوم حسين الموسوي، الذي يروج له على أنه أحد علماء الشيعة في النجف.
وأضاف المهري أن لا وجود لعالم دين بهذا الاسم، لا في الحوزة العلمية ولا في النجف بأجمعها، وأنه اسم وهمي.
من جانبه كشف الشيخ محمد البصيري الممثل والوكيل الشرعي للمرجع الراحل السيد حسين بحر العلوم (قدس سره)، أن مؤلف كتاب (لله.. ثم للتاريخ) هو رجل دين زائف يعمل لحساب مخابرات النظام الحاكم في العراق، ويرتدي ثياب رجل دين وينتحل اسم حسين الموسوي، ويقيم في بغداد ويشرف على أحد مساجدها ويؤم المصلين.
وأضاف البصيري في اختصار إنه رجل ضال، وتم توزيع كتابه في العراق قبل عامين، وهو يركز على تشويه حقائق الشيعة وإثارة الفتنة بين المراجع الشيعة فضلاً عن تطرقه إلى موضوع الخلافة بين السنة والشيعة.
وأكد الشيخ البصيري أن المرجع السيد بحر العلوم رفض ما جاء في الكتاب ودعا إلى عدم الأخذ به، وأوضح أن نسخاً من الكتاب تم نقلها إلى خارج العراق مثل بعض بلدان الخليج ولبنان وسورية بتشجيع من جهاز المخابرات العراقية.
وسبق أن تزامن إصدار الكتاب المذكور مع حملة معادية شعواء شنتها صحف نظام بغداد منها جريدة الثورة، ومجلة الشباب التي يشرف عليها عدي نجل صدام حسين ضد الشيعة، ونشرت على صفحاتهما أجزاءً من هذا الكتاب.