(1)ينبغي التنبه إلى أن الشيعة المراد الحديث عنهم هنا هم الرافضة أو الاثنا عشرية أو الإمامية أو الجعفرية فكل هذه المصطلحات ألفاظ لمسمى واحد وطائفة واحدة وهم الآن يسكنون إيران وجنوب العراق وجنوب لبنان والبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية وفي بعض النواحي من الهند والباكستان. فهؤلاء-عافانا الله منهم- هم المقصودون بهذا البحث ولا ينصرف مصطلح الشيعة في هذه الأزمان إلا إليهم. أما الإسماعيلية أو النصيرية أو الدروز فهذه الفرق وإن كانت نشأت وتفرعت من الرافضة أصلاً وتتفق معها في كثير من عقائدها فلا يشملها الآن مصطلح الشيعة بل هي فرق مستقلة بحالها وهي خارجة عن نطاق هذا البحث وهكذا الشأن في الزيدية القاطنين في اليمن فكن على ذِكْرٍ من ذلك.
(1) وفي الحديث الآخر عندهم قال أبو عبد الله: (إذا قام القائم قرأ كتاب الله على حدِّه، وأخرج المصحف الذي كتبه علي. وقال أبو عبد الله: أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزله على محمد وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً) وفي الرواية المكذوبة الأُخرى سئل: (فهل وقت لإظهاره معلوم؟ فقال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه)الاحتجاج للطبرسي ص77 ولنا أن نتساءل لِمَ لَمْ يُخرج علي هذا القرآن المزعوم في مدة خلافته لو كان موجوداً؟ إنها لا تعمى الأبصار وهل القائم الذي لن يقوم أبداً أشجع من علي وأولى حتى يُخرج هذا القرآن؟ ثم يُقال هنا: ما الفائدة من حفظ الله للقرآن عند القائم الذي لا يُعرف متى يقوم ويخرج؟ وكأن القرآن أنزله الله سبحانه لِيُحْفَظَ بعد خروج المهدي لا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل يترك الله البشر هكذا دون كتاب يُعتمد عليه كما يدّعي الشيعة حتى يقوم القائم الذي لن يقوم أبداً؟
(1) وهو أيضًا شأن متعصبة المذاهب الذين يقولون لمن يأخذ بالحديث الصحيح ويترك قول أحد الأئمة إذا أخطأ في مسألة ما مجتهداً بأنه يطعن في الإمام لمّا لم يوافق المتعصبةَ في أن الإمام محفوظ معصوم لا يخطىء أبداً وأنه لا يخفى عليه شيء من الأحاديث في الأرض ولا في السماء وأن رحمة الله في فهم الدين وفقهه قُصرت عليه وأنه لا يُترك من قوله شيء البتة فإذا أحل شيئاً فهو الحلال وإذا حرّمه فهو الحرام وأنه الإمام الأعظم أو الشيخ الأكبر ونحو ذلك من الغلو. وكذلك هو شأن ودأب عبدة قبور من يُظن أنهم أولياء إذا أنكر عليهم الموحد ونبّههم إلى تحريم رفع القبر أصلاً فضلاً عن تغطيته بالستائر والفتنة به والعكوف عليه والطواف به دعك من الذبح له والتوسل به ثم طلب الحاجات= =منه فإذا أنكر عليهم الموحد ونبّههم إلى أن هذا الميت لا يملك لنفسه -فضلاً عن غيره- نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً وأن المُتعيِّن على المسلم أن يتوجّه بدعائه - لأنه عبادة - إلى الله وحده وأن هذا التوحيد هو ميزة دين الإسلام فإذا ما قال الدّاعي المهتدي ذلك رماه الغلاة من القبوريين بأنه يسب الأولياء ولا يعرف لهم قدراً ونسي أولئك المفتونون بالقبور أنهم في فعلهم هذا إنما يسبون الله سبحانه وتعالى ولا يقدرونه حق قدره ولا يرجون له وقاراً ويسيئون به الظن لأنهم يشركون به وربما قالوا عن هذا الشرك المرتكَب تبركاً تسميةً له بغير اسمه كمن يشرب الخمر ويسميها مشروبات روحية وكمن يسمي العاهرات والمغنيات والراقصات والممثلات فنّانات وكمن يسمي المخبر القتّات مندوباً وهلّم جراً.
(1) انظر مفاتيح الجنان للقمي ص (144) ليته سماه مفاتيح النيران.
(1) الولاء لآل البيت (يعني الأئمة الاثني عشر فقط) والبراءة من أعدائهم من أساسيات دين الشيعة. وأعداء آل البيت عندهم هم جميع الصحابة ومن ورائهم كافة المسلمين في مختلف العصور، يقول عالمهم الخونساري في كتابه روضات الجنات ص 579 (الفرقة الإمامية مجمعون على أن النجاة لا تكون إلا بولاية أهل البيت إلى الإمام الثاني عشر والبراءة من أعدائهم).
(1) ولا يعني هذا عدم تأثر الشيعة بالديانات المجاورة الأخرى فالناظر في دين الشيعة يجد آثار البوذية والمانوية والبرهمية واضحة المعالم لاسيما أن الشيعة قالوا بالتناسخ والحلول وكذلك غلوهم في علي والأئمة يتفق مع غلو النصارى في المسيح مع مشابهتهم في كثير من البدع كتعليق صور شيوخهم كالخميني وغيره في المساجد فعْل النصارى في كنائسهم وكذلك يصور الشيعة علياً والأئمة كما يتخيلون وينشرون تلك الصور بين عوامهم تماماً كما يفعل النصارى الذين يكثرون من نشر صور موهومة للمسيح والقديسين (وهذا في الواقع ما يفعله بعض شيوخ الطرق الصوفية عندما يوزعون صورهم على أتباعهم ليعبدوهم من دون الله فيما يسمونه الرابطة وربما عُلِّقت الصورة في القبلة وتمثّلها المريد فإذا ما قال هذا المسكين إياك نعبد وإياك نستعين انصرفت نيته إلى الشيخ لاسيما مع خلو القلب من سوى الشيخ ولاحول ولا قوة إلا بالله) وكذلك شابه الشيعة النصارى في كثرة الأعياد ويستخدم الشيعة هذه الأعياد المبتدعة الكثيرة لإقامة الحفلات وإلقاء المحاضرات لنشر التشيع في مختلف البلدان.
(1) ويسمونه يوم الفرحة ويصادف اليوم التاسع من ربيع الأول وهو عندهم أول يوم في إمامة المهدي المنتظر(المعدوم) وبداية ما يسمونه الغيبة الصغرى.
(2) يقول المستشرق الإنكليزي الذي سكن إيران مدة طويلة ودرس تاريخها دراسة وافية كما ينقل إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والسنة صـ47 يقول هذا المستشرق: (من أهم أسباب عداوة أهل إيران للخليفة الراشد الثاني عمر، هو أنه فتح العجم وكسر شوكته, غير أنهم (أهل إيران) أعطوا لعدائهم صبغة دينية، وليس هذا من الحقيقة بشيء). تاريخ أدبيات إيران للدكتور براون ص217/1وقال: (ليس عداوة إيران وأهلها لعمر بن الخطاب بأنه غصب حقوق عليّ وفاطمة بل لأنه فتح إيران وقضى على الأسرة الساسانية، ثم يذكر أبياتاً فارسية لشاعر إيراني ما نصها في اللغة الفارسية:
بشكست عمر بشت هزبران اجم را
برياد فناداد ركك رريشة را
اين عربده برغصب خلافت زعلي ينست=
=با آل عمر كنيه قديم است عجم را
يعني أنّ عمر كسر ظهور أسود العرين المفترسة، واستأصل جذور آل جمشيد (ملك من أعاظم ملوك فارس). ليس الجدال على أنه غصب الخلافة من علي، بل إنّ المسألة قديمة يوم فتح إيران) 49/4 ويقول: (إن أهل إيران وجدوا في أولاد علي بن الحسين تسلية وطمأنينة بما كانوا يعرفون أن أم علي بن الحسين هي ابنة ملكهم يزدجرد فرأوا في أولادها حقوق الملك قد اجتمعت مع حقوق الدين، فمن هنا نشأ بينهم علاقة سياسية، ولأجل أنهم كانوا يقدسون ملكهم لاعتقادهم أنهم ما وجدوا الملك إلاّ من السماء ومن الله فازدادوا في التمسك بهم) 1/215.
(1) هكذا تردد في كثير من الكتب وأقنع الشيعةُ أنفسَهم بهذا وإلا فإن هذه النسبة مشكوكٌ فيها ففي مظاهر الدس الرافضي للبنداري ص41 نقلاً عن كذبة فارسية للعلوهجي: (إن ما نسبه العجم إلى كون علي بن الحسين هو ابن شهربانو أكذوبةٌ دسَّها العجم في العديد من الكتب وقد أثبت البحث العلمي بطلانها).
(1) استحلال المحارم هذا ذو جذور فارسية صبغها الإيرانيون الشيعة بصبغة دينية فمزدك الذي ظهر في بلاد فارس أواخر القرن الخامس الميلادي دعا إلى اشراكية الأموال والنساء فأعدمه كسرى أنوشروان ومن آراء المزدكية أن بذل الزوجة= =من باب المواساة والأثرة، وفرج الأمة في العارية كحكم الخدمة والبنت والأخت حلال وقد بقيت هذه الأفكار في الفرس وكان العرب يعرفون ذلك منهم قال الشاعر يعير قوماً تزوجوا امرأة أبيهم بعد موته على عادة بعض العرب:
والفارسية فيكم غير منكرة
|
|
وكلكم لأبيه ضيزنٌ سلفُ
|
(1) واعلم أن الخلاف مع المسلمين (أهل السنة) أصل من أصول دين الرافضة, بل مبنى دينهم كله على المخالفة, في الأصول والفروع. حتى إنهم لا يعيدون مع المسلمين في الأضحى مع اتفاق المسلمين في جميع أصقاع الدنيا على هذا العيد تبعاً للحجيج في مكة فتجدهم في إيران والعراق يعيدون بعد المسلمين بيوم دائماً. وجل عباداتهم -أو كلها- فاسد, مع ما يكتنفها من شرك بالأئمة وبطلان شروطها, فعلى سبيل المثال: لا يغسلون أقدامهم في الوضوء الذي هو شرط الدخول في الصلاة, بل يمسحون عليها وحسب, هذا في حين ينكرون المسح على الخفين مع أنه متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم, ويوجبون صيام يوم الشك حرصاً على مخالفة المسلمين. وإذا ما وافق بعضُهم المسلمين –أحياناً- فللتقية, لا جرم أنهم بلاء على المسلمين.ومن أحاديثهم المُكرِّسة للخلاف -المصَدَّقة عندهم- المكذوبة بلا شك على إمامهم الرضا أنه قال لأحد شيعته:(إيت فقيه البلد- السني- فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه,فإن الحق فيه). وقد روى الحر العاملي في وسائل الشيعة عن إمامهم جعفر قوله: (خذ بما فيه خلاف العامة-أي أهل السنة- ما أنتم والله على شيء مما هم فيه, ولا هم على شيء مما أنتم فيه, فخالفوهم. والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة). وقد قدّمنا أنهم يسعون لهدم الكعبة وتحويل القبلة إلى كربلاء. فليت شعري أي شيء يبقى للتفاهم معهم والتقارب بينهم وبين المسلمين!! وقد قال نعمة الله بل نقمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية بل الظلمات الجهنمية 2/278:(إنا لا نجتمع مع أهل السنة على إله ولانبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه= =وخليفته من بعده أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي, بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا, ولا ذلك النبي نبينا).
(1) والمشكلة في التقية (يعني كتم عقائدهم الفاسدة)أنها لا ترتبط بحال الإكراه أو الخوف بل في كافة الظروف. ولقد حرص مصممو المذهب على أن تكون التقية مرتبطة بالدين ارتباطاً لا انفصام له فالتخلي عنها تخلي عن الدين لاسيما أنها عندهم تسعة أعشاره ولهذا لا يتركون التقية حتى في ظل دولتهم وحكم فقهائهم الآن في إيران وهم آمن ما يكونون بل جعلوا للتقية غاية هي في= =نفسها مستحيلة ألا وهي قيام مهديهم وخروجه من السرداب وهذا يعني في الواقع عدم ترك التقية أبداً لأن كل من له مسكة عقل يعلم أنه لا أحد في السرداب أصلاً ولهذا لا يُرجى تركهم للتقية الذي هي النفاق بعينه إلا أن تقطّع قلوبهم أو يتخلوا عن هذا الدين الباطل من أساسه. يروون عن إمامهم جعفر كما في صفحة 95 من جامع الأخبار للشعيري أنه قال: "من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا". ويقول شيخهم الصدوق(وهو كذوب) في كتاب الاعتقادات صفحة104: "واعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنـزلة من ترك الصلاة...والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة". أما الخميني فيقول في كتابه الرسائل(2/201): "تجب التقية وكتمان السر لو كان مأموناً وغير خائف على نفسه".
(1) أهم الكتب المعتمدة عندهم أربعة ويسمونها الصحاح الأربعة وهي: الكافي للكليني الهالك سنة328هـ وكتاب من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي المُلَقّب عندهم بالصدوق وهو كذوب الهالك سنة381هـ وكتابا تهذيب الأحكام والاستبصار كلاهما للطوسي الهالك سنة460هـ وثَمَّ كتب أخرى هامة مثل رجال الكشي وتنقيح المقال للمامقاني والأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري نسبة إلى قرية الجزائر قرب البصرة وبحار الأنوار للمجلسي وغيرها وينبغي معرفة أن علماء الشيعة قد ألّفوا كتباً للتعريف بالشيعة وعقائدها موجهة لأهل السنة مستخدمين فيها التقية إلى أبعد حد ولهذا حرصوا على ألّا تضم كثيراً مما يُعاب عليهم وإن كانت لا تخلوا والحمد الله من الضلال والانحراف مثل كتاب أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء وكتاب عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر وغيرها ولعل أهم كتاب يعتمدونه لدعوتهم في أوساط السنة كتاب المراجعات لعبد الحسين الموسوي.
(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3/360): (وأما الرافضي فلا يعاشر أحداً إلا استعمل النفاق معه فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد يحمله على ذلك الكذب والخيانة وغش الناس وإرادة السوء بهم فهو لا يألوهم خبالاً ولا= =يترك شراً يقدر عليه إلا فعله بهم وهو ممقوت عند من لا يعرفه ,وإن لم يعرف أنه رافضي تظهر على وجهه سيما النفاق وفي لحن القول).
(1) كما ثبت في مسند أحمد (2 /231) بسند صحيح عن أبي هريرة قال: (جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينـزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خُلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك، قال: (أفملكاً نبياً يجعلك، أو عبداً رسولاً؟) قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال: بل عبداً رسولاً). ولهذا قال عبد الله بن عمر للحسين بن علي لمّا همّ بالخروج إلى العراق لقتال بني أمية وتسلم الأمر: (لا تفعل فإنك لن تنجح في مسعاك لأن النبي صلى الله عليه وسلم خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة وأنت ابنه).
(1) قد ذكر غير واحد من المؤرخين أنّ زيد بن علي بن الحسين لمّا خرج على هشام بن عبد الملك أراده الشيعة على التبرؤ من الشيخين(أبي بكر وعمر) لينصروه فأبى وقال: هما وزيرا جدي رسول الله لا أتبرأ منهما فرفضوه فسموا - لأجل ذلك - رافضة.
(1)ولْيعلم الذي يسعى مسعى الشيعة الخاسر أو يُمَكِّن لهم أو يعينهم ولو بكلمة أو يُهوِّن الخلاف معهم فيخدع بسطاء المسلمين إنما هو خائن لله ولرسوله ولأمته وهو في الواقع يعمل على هدم الدين من حيث يقصد أو لا يقصد ولْيعلمْ أن الدنيا زائلة عما قريب وأن التاريخ سيذكره بالقبيح مع ما يدخره الله له-إن شاء-من العذاب، وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب".