الكاتب : فاروق عمر الشمري ..
الخطة الخمسينية السرية لآيات قم وانعكاستها على واقع مملكة البحرين
فاروق الشمري
خطبة الكتاب
إن الخطر الإيراني الصفوي لم يعد خافيا أم مجرد تخمين، وإنما أصبح واقعا ملموسا ومشاهداً في أكثر من قطر عربي.. وغير عربي، وإن كان المستهدف من هذه البروتوكولات الصفوية هو الشعب العربي في كل أقطاره ودوله، ثم الشعوب الإسلامية على وجه العموم.
فإن هذه الخطة الخبيثة تتحدث وبكل صراحة..بل وبكل وقاحة عن جيران إيران من الدول العربية من مثل: العراق، ودول الخليج العربية، وبقية الدول العربية، إضافة إلى الدول الإسلامية مثل: باكستان وأفغانستان.
ولينظر كل عاقل ما يحدث – اليوم – في العراق بعد الاحتلال الأمريكي والصفوي من قتلٍ بعد تعذيب وحشي بشع، أو من تهجير وإقصاء، واستهداف لكل مقومات الحياة البشرية والمادية.
وقد يخدع بعض العرب.. وبعض المسلمين بأسماء وعمائم يبدو عليها أنها عراقية الأصل، ولكنها في واقع الأمر إيرانية قلبا وقالباً، وأولها مايسمى بالمرجعية (آية الله علي السيستاني) الذي لا يجري مقابلة شخصية علنية بسبب عدم إتقانه للغة العربية.
ومن المهم أن نسلط بعض الضوء على نشاط الصفوية الجديدة في بعض الأقطار العربية والإسلامية، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
أولاً: العراق: يعتبر العراق ذات خصوصية عند إيران الصفوية، فهو مهد التشيع الأول وفيه مقدسات الرافضة ومراقد أئمتهم. وهو البوابة الشرقية للوطن العربي، وعلى أرضه انكسرت شوكة الأكاسرة والفرس المجوس وأطفئت نارهم المقدسة. ولهذا تعتبره إيران امتدادا طبيعيا لسعيها المذهبي الصفوي – قديمه وحديثه-.
واليوم تستبيح الجيوش الصفوية الإيرانية والموالين لها أرض العراق .. عراق الخير.. وعراق الخلافة الإسلامية لمدة خمسمائة سنة.
ثانياً: دول الخليج العربية: الخليج ودوله العربية لها خصوصية في الخطة الإيرانية الصفوية، فهي تتحدث بصراحة عن السكان الأصليين والتي تطلق عليهم الخطة بـ (البدو) مالكي الأراضي، كما تتحدث الخطة بصورة واضحة عن (الوهابية) وما تمثله من سد قوي ضد مكر الرافضة وخططهم ومؤامراتهم الصفوية.
ولهذا تركز البروتوكولات الصفوية على مسألة استغلال شيعة الخليج العربي في تنفيذ بنود هذه الخطة في كل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والواقع المعاش يصدق هذا التوجه ويثبته.
ثالثاً: لبنان: استطاعت إيران اختراق لبنان منذ زمان بعيد، ولكنها ومنذ ثمانينيات القرن الماضي استطاعت تثبيت أقدامها على أرض لبنان العربي من خلال حزبها الرافضي – حزب الله اللبناني – والذي أغتر به عدد كبير من أبناء العروبة والإسلام لتصديه في الظاهر للقوات الإسرائيلية على أرض لبنان، من دون النظر إلى عقائد هذا الحزب الدينية وإلى ممارساته العملية ضد أهل السنة وقراهم ومدنهم في الجنوب اللبناني والتي تتصف بالمذهبية والطائفية.
رابعاً: جمهورية مصر العربية: تحاول الخطة الإيرانية الصفوية إيجاد موضع قدم في جمهورية مصر العربية من خلال الفئات المصرية التي تشيعت واعتنقت المذهب الرافضي بسبب الجهل.. وإغراء المال الإيراني. ونذكر هنا مثالاً واحداً على ما نقوله، وهو المدعو (حسن شحاتة) المصري الذي تم شراءه بالمال الإيراني الصفوي، فأصبح بوقاً لشتم وسب صحابة النبي رضوان الله عليهم وشتم أم المؤمنين الصدّيقة ابنة الصدّيق (عائشة) رضوان الله عليها. بل..ذهب بعض المتشيعين من المصريين إلى رفع دعاوي قضائية في المحاكم المصرية لإرجاع (الأزهر الشريف) للرافضة.
خامساً: سوريا: تقوم إيران بدور خطير في تشييع هذا القطر العربي العزيز من خلال تعمير ما يسمى بالمراقد المقدسة مثل حى السيدة زينب، ومرقد السيدة رقية.. وغيرهما، ومن خلال دفع الرواتب المالية والعطايا والهدايا للأسر السورية السنية الفقيرة، حيث تحصل كل أسرة على ما مقداره خمسة آلاف دولار إذا تشيعت. وقد تم افتتاح عدد من الحوزات العلمية الرافضية في هذا القطر العربي العزيز والذي أغلب أهله وسكانه من أهل السنة والجماعة.
سادسا: اليمن: حيث انتشر دعاة الصفوية الجدد في المناطق والقرى اليمنية الفقيرة، بل تم تشكيل ودعم ما يسمى بجيش الحوثيين لإسقاط الدولة اليمنية واستبدالها بدولة الرافضة المدعومة من إيران الصفوية.
سابعا: المغرب العربي: لقد تغلغلت الصفوية في أكثر من قطر مغاربي، ففي تونس الخضراء بلد القيروان وجامعها المشهور فسح المجال لدعاة الصفوية الجدد لينشروا فكرهم وعقائدهم وفق نظرية ( تلويث المنابع ) نكاية بالتوجه الإسلامي الصحيح.
وفي ليبيا قام فلول الشيعة العراقيون بإنشاء جمعية للمذهب الإسماعيلي الفاطمي، بل وصل الأمر إلى قيام الزعيم والعقيد الليبي بالدعوة إلى إحياء الدولة الفاطمية البائدة. أما في بقية الدول المغاربية الأخرى فإن لإيران الصفوية دعاة ينتشرون بين جماهير تلك الدول.
ثامنا: السودان وأفريقيا: تم جذب واستقطاب عشرات الألوف من أبناء السودان وأفريقيا عموما وإرسالهم إلى (قم) الإيرانية للدراسة في الحوزات العلمية، ليعودوا بعدها دعاة للمذهب الرافضي.
وقد أغلقت الحكومة السودانية المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم وفي غيرها بعد اكتشافها للخطط الإيرانية الصفوية، فقد كانت هذه المراكز الثقافية تنشر الكتب المليئة بسب وشتم الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
تاسعا: جنوب شرق آسيا: لقد وصل نشاط إيران الصفوية إلى نشر مذهبها في الفلبين وتايلند، وماليزيا، واندونيسيا، وخاصة بين المسلمين الفقراء والذين يجهلون المذهب الرافضي.
وتم جلب أعداد من شباب هذه الدول إلى إيران للدراسة في حوزاتها وجامعاتها ليتسنى لإيران تشييع الشعوب المسلمة في هذه الدول.
وهذا الكتاب ترجمة صادقة ودقيقة لبروتوكولات آيات قم وخططهم السرية. و قد قام الدكتور (عبدالرحيم البلوشي) بترجمة هذه الخطة ونقلها من الفارسية إلى اللغة العربية ليطلع عليها أبناء العروبة والإسلام وليأخذوا حذرهم من خطط ومؤامرات الصفوية الجديدة.
وقد قمنا باستعراض هذه الخطة وبنودها العديدة في القسم الأول من هذه الكتاب، ثم قمنا بتطبيق بنود ومرئيات وتصورات هذه الخطة الخبيثة وتجلياتها وانعكاساتها على الواقع البحريني في مملكة البحرين، وكيف نجح الصفويون الجدد في تطبيق هذه الخطة التآمرية بحذافيرها في غفلة من حكام البلد...وغفلة من أهل السنة والجماعة فيها؟!
حتى أصبحت مملكة البحرين _ وبامتياز _ مثالا صادقا وصارخا لهذه الخطط الصفوية الشيطانية والمطبقة على أرض الواقع. وما لم يتنبه أهل السنة والجماعة في البحرين وفي بقية دول الخليج العربية لهذا الأمر الخطير فإن مصيرهم ومصير ذرا ريهم لن يكون بأفضل من مصير أهل السنة والجماعة في عراق الخير بعد احتلاله...
والله من وراء القصد.
مقدمة المترجم [1]
الخطة السرية لآيات الشيعة في إيران
نشرت رابطة أهل السنة في إيران- مكتب لندن- هذه الرسالة السرية للغاية الموجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية. ومتن الرسالة على درجة من الوضوح بحيث لا أرى حاجة إلى التعليقات المفصلة، ولذا اكتفيت ببعض التعليقات الضرورية. وهذه الخطة (البروتوكول) موجهة إلى المناطق السنية في إيران، من جهة، وموجهة إلى دول الجوار من جهة أخرى لا سيما وأن إيران بعد فترة من المقاطعة الغربية لها رأت أن ذلك ليس في مصلحتها، وسياسات تصدير الثورة لم تعد ذات جدوى بل ضررها عليها أكبر؛ فنشأ الاتجاه الأقل تطرفاً والداعي إلى الحوار والتهدئة والذي نشأ منه بروز (تيار خاتمي) وبخاصة بعد تولي إيران رئاسة (المؤتمر الإسلامي) بعد مؤتمر طهران فهل سيعدِّلُ القومُ من رسالتهم؟ لا نظن ذلك؛ وهذه الرسالة تؤكد ذلك وحدها، وهذا ما أعلناه ونحذر منه إخواننا في كل مكان.
والله المستعان.
الخطة السرية
نص الرسالة : ((إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب ([2]) سوف تهاجمنا وتنتصر علينا)).
وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثني عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن – وبناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين- نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ([3]) ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات.
لكن نظراً للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية –كما اصطُلحَ على تسميتها- لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.
ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسية تشمل خمس مراحل، ومدّة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً ؛ لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية ([4]) أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب ([5]) ؛ لأن هؤلاء (الوهابيين وأهل السنّة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه ([6]) والأئمة المعصومين، حتى إنهم يعدون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستوراً للبلد أمراً مخالفاً للشرع والعـرف ([7]) ، وهـم بـذلـك قــد شقـــوا الإســلام إلـى فرعــين متضـاديــن([8]).
بناء على هذا: يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنيّة داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا و (الحسينيات) ([9]) ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة، ويجب على الدولة والدوائر الحكومية أن تجعل هؤلاء المستوطنين وتحت حمايتها بشكل مباشر ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنّة ([10]) – والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة- خلافاً لرأي كثير من أهل النظر، ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وإن الأموال التي ستنفق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد.
طرق تثبيت أركان الدولة : نحن نعلم أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة:
الأول : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة.
الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين.
الثالث : الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال.
إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونُشَتِّت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحاً باهراً وملفتاً للنظر؛ لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة.
وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80% من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى؛ ولذا فهم يدافعون عمن يملك القوة.
ولاعتلاء أي سطح فإنه لابد من صعود الدرجة الأولى إليه.
وجيراننا من أهل السنة والوهابية هم : تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وعدد من الإمارات في الحاشية الجنوبية ومدخل (الخليج الفارسي)! التي تبدو دولاً متحدة في الظاهر إلا أنها في الحقيقة مختلفة.
ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى سواء في الماضي أو الحاضر كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط إمكانيات الحياة...
فئات شعوب المنطقة:وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات:
الفئة الأولى : هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين.
الفئة الثانية : هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفوي، واستمرت في عهد نادر شاه افشار وكريم خان وملوك القاجار وأسرة البهلوي، وحدثت هجرات متفرقة منذ بداية الثورة الإسلامية ([11]) .
والفئة الثالثة : هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية.
أما التجارة وشركات الاستيراد والتصدير والبناء فيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين الأصليين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط.
أما الفساد الاجتماعي والثقافي والأعمال المخالفة للإسلام فهي واضحة للعيان، ومعظم المواطنين في هذه البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور!
وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا وخاصة في اليابان وإنجلترا والسويد وسويسرا خوفاً من الخراب المستقبلي لبلادهم.
إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم.
أسلوب تنفيذ الخطة المُعدة:
ولإجراء هذه الخطة الخمسينية علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقاتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين ([12]) ؛ ذلك أن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد.
وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول؛ ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.
لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكثير من تلك الدول ودوائرها لم يكن وليد خطة يوم واحد أو يومين، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلاً عن وزير أو وكيل أو حاكم ([13]) ، حتى إن الفرق الوهابية والشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية كانت تعتبرنا من المرتدين، وقد قام أتباع هذه المذاهب بالقتل العام للشيعة مراراً وتكراراً، صحيح أننا لم نكن في تلك الأيام، لكن أجدادنا قد كانوا، وحياتنا اليوم ثمرة لأفكارهم وآرائهم ومساعيهم وربما لن نكون نحن أنفسنا في المستقبل لكن ثورتنا ومذهبنا باقيان. ولا يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس، بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس،ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمئة عام مقبل فضلاً عن خمسين سنة؛فنحن ورثة ملايين الشهداء الذين قُتلوا بيد الشياطين المتأسلمين (السنة) وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا ، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يُسمى مسلماً بـ (عليّ وأهل بيت رسول الله) ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف بالتشيُّع كوارثٍ أصيل للإسلام ([14]) .
مراحل مهمة في طريقنا:
ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى ([15]) في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا –العملاء- المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:
1- شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان.
2- العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية.
3- هناك في بعض الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري ([16]) هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلنا أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذي باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أُخرجت من أيديهم.
ثانياً : يجب حث الناس (الشيعة) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية –وبكل تواضع- وبناء المساجد والحسينيات؛ لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلاً على اعتبار أنها وثائق رسمية.
ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في السلك العسكري.
وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب –بطريقة سرية وغير مباشرة- استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم ([17]) وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة ([18]) وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً.
ثالثاً: وفي هذه المرحلة حيث ترسَّخت صداقة عملائنا بأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء ودأب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل.
وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفُرقة وكَدَر بين أهل الدين والحكام فإنه يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد وخاصة في المواسم المذهبية، ويُبرزوا التشيع كمذهب لا خطرَ منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل.
وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار. ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل الربح الآمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وعندما نجعل الآخرين أحراراً في جميع الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادهم سوف ترحب بمواطنينا وتمنحهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار.
رابعاً: وفي المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات،والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة؛ وفي وسط هذه المعمعة فإن عملاءنا ومهاجرينا سَيُعتبرون وحدهم حُماةَ السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية ويضيقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقعَ كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِي بالمخلصين لدى الحكام على أنهم خونة؛ وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم أو استبدالهم بعناصرنا. ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان:
أولاً : عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل.
ثانياً : إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكم، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم.
خامساً : وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على : الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها.
وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد؛ ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس؛ وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخَدَمة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية على بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء.
وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا –الشيعية- هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم- فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود. أ.هـ
هذه رسالة سرية واحدة وفقنا الله –تعالى- لنشرها؛ وهناك كتب ورسائل وبحوث مهمة جداً ألفها كبار آياتهم ومراجعهم ودعاتهم تنطوي على كيدٍ كبير بأهل السنة.
اغتيالات علماء السنة بعد مجيء خاتمي * :
اغتيال علماء السنة وتوقيفهم المتتالي والعشوائي مستمر في إيران حتى بعد مجيء خاتمي؛ وقد بدأت أمواج الاضطهاد تتسرب من مدن أهل السنة إلى قراهم، وفي الأسبوعين الأخيرين اقتيد الشيخ نظام الدين روانبد ابن الشيخ عبد الله –رحمه الله- العالم والشاعر الشهير في بلوشستان الإيرانية إلى السجن، وكان الشيخ نظام الدين بصدد بناء مسجد، وكان يدير مدرسة صغيرة، ولم يعرف مصيره حتى الآن، علماً أن بناء مسجد أو مدرسة دينية للسنة في إيران يعتبر من الجرائم التي لا تغتفر. كما اغتيل في الأسبوع الماضي الشيخ يار محمد كهرازهي إمام جمعية أهل السنة في مدينة خاش الذي كان يدير مدرسة دينية أيضاً، وجميع الشواهد تدل على أن المخابرات الإيرانية هي التي اغتالته؛ لأنها اغتالت قبل سنتين ونصف تقريباً مدير المدرسة نفسه: الشيخ عبد الستار –رحمه الله- إمام الجمعة والعالم الشهير لأهل السنة في مدينة خاش البلوشية؛ وذلك ضمن حملتها المسعورة بقيادة مرشد الثورة خامنئي لإخلاء إيران من علماء السنة؛ ليتسنى لهم تشييع البلد كلياً بعد ذلك كما كتبوا ذلك في مخططاتهم الخمسينية السرية.
وأما الخليفة الشيخ وهو يار محمد –رحمه الله- فقد كان يخضع لاستجواب المخابرات الإيرانية كغيره من مشايخ السنة، وطلب منه فصل الطلاب من غير أبناء المنطقة –ليقطعوا أدنى صلة بين السنة في إيران حيث يعيشون في أطراف إيران الأربعة- وحيث رفض الشيخ ذلك ألقي القبض على الطلاب وتم إعادتهم –بعد السجن والتعذيب- إلى بلادهم، وكان للشيخ يار محمد موقف مشهود في الدفاع عن هؤلاء الطلاب.
هذا في بلوشستان الواقعة في جنوب شرقي إيران، أما بالنسبة للتركمان السنّة الساكنين في شمالي إيران فقد وصلنا الخبر التالي:
هاجمت عناصر المخابرات الإيرانية في الساعة الثانية والنصف ليلاً (من شهر آب) 1997م منزل الشيخ آخوند ولي محمد ارزانش الذي هرب من إيران ولجأ إلى تركمانستان (أسوة بمئات من طلبة العلم من السنة الإيرانيين الذين هربوا إلى البلاد المجاورة)؛ وعندما لم يجدوه في المنزل أوسعوا ابنه ضرباً، ثم استولوا على بعض الصور والمستندات والوثائق المتعلقة بالتركمان، وغادروا البيت بعدما هددوا أهله بالموت إذا هم أخبروا الشرطة، وهذه الحادثة كانت هي الثانية من نوعها؛ إذ إنه في شهر نيسان إبريل 1997م هجم شخص مجهول (من مجاهيل إمام الزمان لديهم وهي كناية عن المخابرات) مسلح بسكين على منزل الشيخ ولي محمد ليقتله ونجا الشيخ بعدما أصيب بجروح خطيرة، وكل هذه الأعمال والقرائن المتعلقة بها تدل على ضلوع المخابرات الإيرانية في مثل هذه الأعمال التي بدأت بأمر من الخامنئي بالتصفية الجسدية والاغتيال والإعدام ودس السم والقتل بالطرق المتعددة لعلماء السنة في الداخل والخارج.
ونحن نناشد المسلمين النصرة، ونناشد الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية لتقصِّي الأمور وإدانة التعصب الطائفي لعل هذا يردعهم عن الاستمرار في هذه الممارسات، فيتوقفوا عن قتل العلماء الأبرار وهدم المساجد والمدارس، ويتركوا أهل السنة يعيشوا في إيران موطن آبائهم وأجدادهم كغيرهم من الأقليات، علماً أنهم ثاني أكبر نسبة في إيران؛ إذ أن عددهم يصل على ثلث البلد أي من 15 إلى 20 مليون نسمة.
نسأل الله أن يوفق إخواننا أهل السنة لمعرفة هذه المخططات الشيطانية وأن يرد –سبحانه- كيد من يريد بالمسلمين شراً إلى نحورهم.
والله من وراء القصد...
البحرين في ظلال الخطة التآمرية لآيات قم
(فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور، والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وإنهم لا يقعدون عمّا يمكّنهم من الفتن والشرور، وإيقاع الفساد بين الأمة... ونحن قد علمنا بالمعاينة والتواتر أن الفتن والشرور العظيمة التي لا تشابهها فتن، إنما تخرج عنهم)...
شيخ الإسلام ابن تيمية، منهاج السنة، ج3/243
بعد الاطلاع على هذه الخطة التآمرية (الصفوية)، نستطيع القول: إن هناك شواهد عديدة وكثيرة نراها مطبقة على أرض الواقع في مملكة البحرين، في أبعادها المختلفة: (السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والسكانية..الخ) حتى أضحت مملكة البحرين انعكاساً –ممتازاً- لهذه الخطة الشيطانية التي يصنعها آيات قم في إيران، وينفذها عملاؤهم في مملكة البحرين ودول الخليج العربية، من خلال استغلال أبناء الطائفة الشيعية المتواجدين في هذه الدول العربية والذين تغلغلوا في مفاصل هذه الدولة أو تلك، وخاصة في مملكة البحرين حيث الكثافة الشيعية المعتبرة، والصلات العميقة والبعيدة في عمق الزمن منذ نشوء الدولة الصفوية في القرن الرابع عشر الميلادي وحتى يومنا هذا...
ومن المهم أن نقول : إن هذه الخطة الإيرانية الخمسينية لآيات قم قد سبقها خطط عديدة مارسها ونفذها الرافضة في جزيرة البحرين، ومنذ عقد الستينيات من القرن الماضي. وإنما جاءت هذه الخطة الخمسينية مكملة لما سبقها من خطط تم تنفيذها على أرض الواقع في مملكة البحرين.
وأخيراً وليس آخراً وبعد سقوط (العراق) على يد المحتل الأمريكي في التاسع من إبريل /نيسان 2003م. ووصول الرافضة العراقيين والإيرانيين إلى سدة الحكم في بغداد على صهوة الدبابات الأمريكية، ودخول العراق في حرب أهلية طائفية حقيقية. تم في النصف الأول من عام 2006م، عقد مؤتمر موسع لكل المراجع الدينية الشيعية وللمنظمات والأحزاب الرافضية وللحوزات العلمية في شتى دول العالم، تحت عنوان كبير هو: (شيعة علي هم الغالبون)[19]، وتحت رعاية مرشد الثورة والجمهورية الإيرانية (آية الله علي خامنئي) من أجل توحيد الجهود وتنسيق الأعمال وتفعيل الخطط الشيعية الرافضية في العالم، وفي الوطن العربي خاصة. وقد خرج (المتآمرون) بتوصية إنشاء (منظمة المؤتمر الشيعي العالمي)، ومقرها مدينة قم الإيرانية، وأحد أهم مقررات المؤتمر وتوصياته:
((استنساخ التجربة العراقية وتعميمها على بقية الدول العربية والإسلامية، ونخص بالذكر هنا: (المملكة العربية السعودية، الأردن، اليمن، لبنان، البحرين، الكويت، مصر، الإمارات، الهند، الباكستان، أفغانستان)) وتتفرع عن هذا المؤتمر لجان متابعة، ولجان تنسيق ولجان مالية، ولجان عسكرية...الخ.
ومن أسفٍ أن نجد أن عموم الدول العربية والإسلامية تعيش في حالة غفلة وشبه غيبوبة عن هذه الخطط الشيطانية التآمرية التي تضعها وتصدرها هذه الدولة الرافضية (المارقة) وينفذها عملاؤها في المنطقة العربية والإسلامية، بل نجد زعماء كثيرين في هذه المنطقة من حكام ومثقفين وعلماء ومفكرين يدعون إلى التحاور مع هذه الدولة المارقة. والأدهى أن يرضى زعماء سنة معتبرون بالمشاركة في مؤتمرات تسمى مؤتمرات التقريب بين السنة والشيعة، وكأن تجربة أربعة عشر قرناً من الحوارات واللقاءات والندوات لم تعلمهم شيئاً وإلى ماذا أفضت بعد كل هذه السنين، فما زال الرافضة متمسكين بمعتقداتهم القديمة في سب الصحابة الكرام، وعصمة الأئمة، وتكفير المخالف لهم في المذهب، بل والدعوة إلى استباحة دماء وأموال وأعراض أهل السنة والجماعة، وزعمهم الباطل بتحريف الكتاب العزيز.
وقد يقول قائل : بأن هذه المعتقدات قد عفى عليها الزمن وأن الرافضة اليوم غير رافضة الأمس. ونقول لهؤلاء الطيبين يبدو أنكم لم تقرؤوا ولم تطلعوا على الكتب والدراسات والأدبيات التي تصدرها إيران (الثورة)، وإيران (الدولة) منذ وصول الخميني إلى عرش الطاووس وإحيائه نظرية ولاية الفقيه. فها هو يقول ويكتب في كتابه (كشف الأسرار) ص 114، (أولئك الصحابة الذين لم يكن يهمهم إلا الدنيا والحصول على الحكم دون الإسلام والقرآن، والذين اتخذوا القرآن مجرد ذريعة لتحقيق نواياهم الفاسدة، قد سهل عليهم إخراج تلك الآيات من كتاب الله، والتي تَدلُّ على خلافة علي عليه السلام وعلى إمامة الأئمة، وكذلك تحريف الكتاب السماوي، وإقصاء القرآن عن أنظار أهل الدنيا على وجه دائم، بحيث يبقى هذا العار في حق القرآن والمسلمين إلى يوم الدين. إن تهمة التحريف التي يُوجهونها إلى اليهود والنصارى إنما هي ثابتة عليهم)..
فماذا يقول هؤلاء الطيبون من أهل السنة والجماعة من الذين يدعون إلى مؤتمرات التقريب بين السنة والشيعة وهم يقرؤون مثل هذا الادعاء في حق صحابة رسول الله رضي الله عنهم، وحق القرآن الكريم من قائد هذه الثورة ومرشدها الأول؟!
وبغض النظر عن صدق النوايا وسلامة القصد وطيب الهدف وسموِّه من قبل أهل السنة الداعين إلى هذه المؤتمرات. إلا أننا نجد علماء الرافضة الذين يشاركون في هذه الحوارات يتكلمون بلسانين.. ويتحدثون بخطابين، ففي الوقت الذي يدعون فيه إلى روح التسامح... وروح التقريب بين المذاهب، نجدهم في الواقع العملي يمارسون أقوالاً وأفعالاً بعيدة كل البعد عن التسامح وعن التقريب.
فهذا سيدهم وشيخهم وآيتهم (علي السيستاني) عندما يُسأل عن فرقة الإباضية يُجيب: (كل مذهب يخالف المذهب الإمامي الجعفري هو مذهب باطل).
فأين هؤلاء من صدق دعوة التقريب التي يدعون لها صباح ..مساء؟!
واليوم تعيش مملكة البحرين حالة صراع وانقسام طائفي شديد الخطورة، ولكنه صراع مختفٍ تحت سطح المجتمع البحريني وغير ظاهر للعيان، ويبرز بين الحين والآخر وخاصة في مناسبة (عاشوراء) من كل عام.
بل ويبرز هذا الصراع الطائفي في مسألة الوظائف والتعيينات للمناصب العامة في الدولة. وحتى من الذين يتحدثون -دائماً- عن ضرورة نبذ الطائفية والمذهبية، نجد البعض منهم يمارسها بقوة فاعلة على أرض الواقع البحريني.
والصفحات القادمة ما هي إلا تعليقات وتوضيحات على هذه الخطة الخمسينية السريّة لآيات الشيعة في إيران، والتعليق والتوضيح سيكون مقتصراً فقط على الواقع البحريني دون الحديث عن بقية الدول الخليجية العربية الأخرى، إلا ما تمليه الضرورة ومقتضيات الحال المعاصر والمعاش.
فما جاء في هذه الخطة التآمرية الصفوية من : أهداف، وغايات، ووسائل، وطرق، إنما ينطبق تمام الانطباق على واقع مملكة البحرين.
ونجد شواهد عديدة وكثيرة في تنفيذ(بنود) هذه الخطة التآمرية على الواقع البحريني.. واقعاً مشاهداً وملموساً، وليست تكهنات وظنوناً وتخرصات. إنما هو واقع معروف ومحسوس ويعيشه شعب البحرين بكل أطيافه وطوائفه وأجناسه حتى أضحت بحرين اليوم أسيرة لخطط ( الصفوية الجديدة) القادمة من إيران .. ومن (قم) على وجه الخصوص، ويتم الكشف عن بعضها بين الحين والآخر منذ انتصار ثورة الخميني عام 1979م وإلى يومنا هذا...
وعندما نتحدث في هذه الصفحات عن الشيعة، فنحن لا نقصد كل الشيعة في البحرين وفي غيرها من دول الخليج العربية. ففي الشيعة شرائح عريضة وكبيرة ترفض هذه الخطة وترفض النفَس الطائفي، وهي شرائح مخلصة لأوطانها وقيادتها في هذه البلدان.
ولكننا نقصد الطابور الخامس، طابور الصفويين الجدد، الذي يسعى بكل جدّ واجتهاد لإسقاط الأنظمة الحاكمة في دول الخليج وإشعال حرب أهلية على غرار ما يحدث اليوم في (العراق) .. عراق ما بعد صدام.
والخطورة ... كل الخطورة في ولاء هذا الطابور الصفوي المتصاعد للمرجعيات الإيرانية في (قم) والولاء المطلق (لولاية الفقيه)، ولزعماء إيران الجدد والذين يسعون لتصدير ثورتهم (البائسة)كما ذكر ذلك السيد (موسى الموسوي)، صاحب كتاب (الثورة البائسة).
إذن ..نحن لا نتهم كل الشيعة بالتآمر على أوطانهم، ولكن نتهم الصفوية الجديدة الحاقدة التي تريد إشعال الفتنة الطائفية في مملكة البحرين و في دول مجلس التعاون الخليجي.. وفي بقية الدول العربية والإسلامية.
أولاً : ضرورة تصدير الثورة الإيرانية الصفوية
مع بداية انتصار الثورة الشيعية في إيران، تأسست عدة أحزاب في الخارج تابعة للنظام الإيراني، وذلك من أجل توسيع النفوذ الإيراني من خلال الشيعة في مختلف المناطق، وخاصة في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
ففي البحرين تم التوجيه لهادي المدرسي بتكوين: الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين! ومقرّها : طهران.
وأصدرت في بدايتها بياناً تبين فيه أهدافها، وهي على النحو التالي:
1- إسقاط حكم آل خليفة .. ( السُّني).
2- إقامة نظام شيعي موافق للنظام الثوري الخميني في إيران.
3- تحقيق استقلال البلد عن مجلس التعاون الخليجي، وربطه بالجمهورية الإيرانية ([20]) .
وكانت الجبهة تُصدر من إيران عدداً من المجلات المليئة والمشحونة بروح الثورة والتمرد .. من أمثال : "الشعب الثائر" و "الثورة والرسالة" .. و غيرها ([21]) .
وكان ((الصندوق الحسيني الاجتماعي)) أحد قواعد ومنطلقات هذه الجبهة ([22]). وعند نجاح وانتصار ثورة الخميني عام 1979م وإسقاطها لعرش الطاووس.. عرش شاه إيران (محمد رضا بهلوي)، أعلن القادة الجدد في إيران عن ضرورة تصدير الثورة إلى الدول المجاورة، وخاصة العراق، ودول مجلس التعاون الخليجي وخاصة التي فيها كثافة شيعية معتبرة مثل: (مملكة البحرين).
ففي 15/9/1979م دعا إمام صلاة الجمعة في طهران محمد حسين منتظري إلى تصدير ثورتهم إلى الدول المجاورة، وجدير بالذكر أن هذه الدعوة تأتي من الرجل الثاني في النظام، وتلاه آية الله صادق روحاني، ثم توالت التصريحات المؤيدة والنافية، وهذه طريقة القوم في طرح ما يخططون له من قضايا خطيرة، وحسبي هنا أن أرصد أثر هذه الدعوة على دولة البحرين([23]) .
وفي 17/7/1979 نشرت الصحف المحلية الإيرانية مقابلة مع آية الله صادق روحاني طالب فيها بضم البحرين إلى إيران، وأردف يقول: (إن 85 % من شعبه من الشيعة لكن ليس لهم أي دور في الحكومة، وأن (12) زعيماً دينياً فيها قدموا قبل ثلاثة أيام، اقتراحات إلى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين ... وقد كتبت كذلك إلى شيخ البحرين أطالبه بالخضوع للقوانين الإسلامية والتوقف عن اضطهاد شعبه وإلا فإننا سنتابع مطالبنا بالبحرين ) ([24]) .
تصريحات روحاني كانت بمثابة الإعلان عن بداية التحرك الشيعي في البحرين، وقد تبعها حوادث شغب عمت المنامة وغيرها وكان لا بد للسلطة من التدخل واعتقال رؤوس الفتنة وفرض النظام والأمن وكانت الاعتقالات تتبعـها حوادث شغب جديدة وتدخلات إيرانية في الشأن البحريني ففي 30/8 /1979 أذاع راديو طهران نداء من محمد حسين المنتظري رئيس مجلس خبراء الدستوريين يناشد السلطة البحرينية بالمسارعة إلى الإفراج عمن وصفه بممثل الإمام الخميني في البحرين حجة الإسلام سيد هادي المدرسي، والمدرسي لم يكن معتقلاً وإنما كان متوارياً عن الأنظار وهذا الذي دعا المسؤولين في الشارقة إلى الإعلان عن وجوده في بلدهم([25]) .
ومن ذلك اليوم والى يومنا هذا وطابور إيران الخامس في البحرين ينظمون مظاهرات الاحتجاج ويثيرون الشغب والإضرابات التي تسفر في حالات كثيرة عن سفك دماء بريئة أو تُدمر بعض المرافق العامة وتحاول السلطة استرضاءهم ولكن لا شيء يرضيهم اللهم إلا أن تكون البحرين ولاية إيرانية ([26]) .
لقد كان من أولويات الثورة الخمينية بعد انتصارها في إيران تصديرها لبقية دول الخليج العربية وخاصة البحرين والكويت لولاء عموم الشيعة في هاتين الدولتين – الولاء المطلق – لمراجع آيات الله في قم الإيرانية . ففي عام 1981م قامت الجبهة الإسلامية بالتحضير لعملية انقلاب عسكرية فقامت بتهريب الأسلحة إلى البحرين عن طريق البحر، وفي شهر ديسمبر من العام نفسه قامت الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين وبقيادة محمد تقي المدرسي بتنفيذ المحاولة الانقلابية على الحكم في يوم الاستقلال الوطني حيث خططت الجبهة لاغتيال وتصفية القيادة السياسية والعسكرية ورجالات الحكم في البحرين وتم بحمد الله – إجهاض وإفشال هذه العملية وإلقاء القبض على المتآمرين وعددهم (73) متهماً ومن قام بمعاونة أصحابها وهذه المجموعة كانت قادمة من قم الإيرانية إلى البحرين عن طريق إمارة دبي. لهذا .. تم في منتصف الثمانينيات عقد اجتماع لقادة الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين مع المسؤولين في المخابرات الإيرانية وتم الاتفاق على إنشاء الجناح العسكري للجبهة تحت اسم: حزب الله – البحرين([27]).
وأبرز قادة هذا الحزب في الماضي والحاضر – الشيخ علي سلمان – الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية. والشيخ محمد علي محفوظ، وسعيد الشهابي المعارض الشهير والمتواجد في لندن، وحسن مشيمع، أمين حركة حق[28]، ومنصور عبد الأمير الجمري رئيس تحرير صحيفة الوسط، وعبد الوهاب حسين، ووزير العمل الحالي – مجيد العلوي والقاضي بالمحكمة الجعفرية الكبرى – علي العريبي .. وآخرون. ومنذ عام 1994 وحتى عام 1998م، قام هذا الحزب بأعمال إرهابية خطيرة، من قتل وحرق وتخريب، ومن الاعتداء على المتاجر والفنادق والمدارس وشل الحركة الاقتصادية في البلاد والدعوة لإسقاط النظام السني في البحرين.
ونستطيع القول: بأن عموم الجسم الشيعي في البحرين قد تشرب مبادئ الثورة الإيرانية وسياستها في تصدير الثورة الإسلامية الصفوية غير أنهم عجزوا إلى هذا اليوم من تحقيق هذا الهدف – أي – قلب نظام الحكم في البحرين والاستيلاء على السلطة من خلال العنف والقوة والإرهاب . ولكن الخطر الرافضي ( الصفوي ) ما زال قائماً وفاعلاً ومؤثراً في مملكة البحرين . وما لم يتحرك أهل السنة في البحرين بالتصدي لهذا الخطر الصفوي القادم من إيران الفارسية، والخطر الطائفي القادم من العراق ( حالياً ) .. فإن مصيرهم سيكون كمصير إخوتهم من سنة العراق، أو مصير أهل السنة في سورية منذ أن تسلط العلويون النصـيريـة علـى سـدة الحـكـم في الثامـن من شهـر آذار / مارس 1963، وحتى يومنا هذا...
ثانياً : نشر المذهب الرافضي الصفوي
منذ قيام الثورة الخمينية وانتصارها عام 1979م وحتى اليوم تسعى إيران الدولة الرافضية لا إلى تصدير ثورتها فقط، ولكن إلى نشر مذهبها الشيعي الرافضي في الدول العربية والإسلامية من خلال السفارات الإيرانية في الخارج، ومن خلال المراكز الثقافية التابعة لها، وكذلك من خلال المكتبات الشيعية ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية.
ففي مملكة البحرين هناك كثرة كاثرة من المكتبات الرافضية فلا تخلو مدينة أو قرية بحرينية إلا ويوجد بها عدد من المكتبات الرافضية التي تدعو إلى اعتناق المذهب الرافضي، وأبرز هذه المكتبات، مكتبة (فخراوي) في منطقة (الدِّيِة) وأصحابها عجم إيرانيون، ومكتبة (الماحوزي) وأصحابها من (البحارنة)، ومكتبة (العرفان)، ومكتبة (الريف) ومكتبة (أهل البيت) إلى آخره.
وهذه المكتبات تجلب كتبها -أساساً- من إيران ومن لبنان، وخاصة من المكتبات التابعة لحزب الله اللبناني.
بل ... إن مكتبات شبه رسمية كمكتبة ( الأيام ) أصبحت اليوم تروّج لمذهب الرافضة وفكرهم على كل الأصعدة.
ومن عجبٍ.. أن هذه المكتبة - والقائمون على مؤسستها هم من أهل السنة- تقيم في كل عام معرضين.
المعرض الأول: معرض الأيام في شهر رمضان ويكاد أن يكون حكراً على المكتبات الإيرانية، والمكتبات اللبنانية الرافضية، والمكتبات الشيعية السورية.
والمعرض الثاني : هو معرض الكتاب الدولي. ونسبة المكتبات الشيعية المشاركة فيه مرتفعة جداً يصل إلى مايقارب من 95%، مقارنة بالمكتبات السنية.
والسبب أن القائمين على هذين المعرضين هم من رافضة البحرين ممن يعملون في مؤسسة الأيام.
فبالإضافة إلى أن هذه الكتب مليئة بسب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فإنها في الوقت ذاته تروج لمذهب التشيع، بل إن بعض هذه الكتب مليئة بسب وشتم الأسرة الحاكمة في البحرين وتدعو لإسقاطها بالقوة.
ومع ذلك فإن نظام الحكم في البحرين وأهل السنة والجماعة غافلون عن هذه -الأوبئة- التي تدخل بلادهم في كل عام. وعليها فقد تشيّع عدد من أهل السنة في البحرين بسبب هذه الكتب وتلك المعارض ممن تأثروا بالفكر الرافضي، وبسبب الزواج المختلط أيضاً. صحيح أن العدد ما زال محدوداً، ولكنه قابل للزيادة والنمو.
ومنذ الانفتاح السياسي، ومشروع جلالة الملك الإصلاحي حاولت الدولة إرضاء الرافضة من خلال الآتي:
1- السماح ببناء المآتم والحسينيات حتى وصل عددها في سنة 2007م (1122) مأتم وحسينية. وهذا العدد الضخم هو العدد المسجل رسمياً، وإلا فإن العدد الحقيقي غير معروف. مقابل (500) مسجد لأهل السنة والجماعة. وهذه المآتم والحسينيات المتواجدة في البحرين تُعتبر من أعلى النسب على مستوى العالم كله مقارنة بعدد السكان المحدود في مملكة البحرين.
2- السماح لهم بإظهار شعائرهم الدينية وخاصة في شهر محرم، وإظهار عزائهم. مما اضطرهم سابقا إلى شراء بعض الشوارع الرئيسة في مدينة المنامة وبمبالغ باهضة الثمن . ومواكب التمثيل الكربلائي من خلال جهاز التلفزيون الرسمي. حتى أضحى تلفزيون البحرين الرسمي في التاسع والعاشر من محرم ، تلفزيوناً شيعياً ورافضياً صرفاً!!
3- مساعدة الدولة - للرافضة- مادياً ومعنوياً- في شهر محرم، من خلال تقديم المؤن والذبائح والأموال، والسماح بخروج مواكبهم الدينية في شوارع العاصمة (المنامة) وغيرها.
وقد غدا شهر محرم من كل عام موسماً مفتوحاً للدعوة للتشيع وبمباركة الدولة السنية للأسف الشديد.
تقول الخطة الخمسينية لآيات قم : (وبناء على هذا : يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنيّة داخل إيران – طبعاً- (داخل المدن السنيّة في البحرين ودول الخليج العربية) ...، ونزيد من عدد مساجدنا و (الحسينيات) ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السنّة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة (إليها) ص9. وهذا الأمر يحدث في البحرين الآن، كما يحدث في الكويت، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وسوريا.
ومن نافلة القول : بأن الشيعة في البحرين أنشأوا مؤخراً قناة فضائية اسمها (الزهراء) تبث من المدينة الإعلامية في إمارة دبي، وتدعو إلى التشيع.
إضافة إلى قنوات فضائية أخرى خليجية وعربية رافضية، من مثل قناة (المنار) و (الكوثر) و (الأنوار) .. وغيرها.
ثالثاً : السعي لإمتلاك القوة والسلاح
تذكر الخطة التآمرية (الخمسينية) لآيات قم : "إن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب يبنى على أسس ثلاثة : (منها) : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة .
كما أن مؤتمر : (أتباعُ علي هم الغالبون) والذي عُقد في قم الإيرانية، أكد على ضرورة استخدام القوة والسلاح في تغيير الأنظمة العربية والإسلامية، وعليها فقد انبثقت لجان عسكرية عن هذا المؤتمر.
وإذا أردنا أن نطبق هذا الكلام على المشهد البحريني، فإننا نجد الأمور التالية :
1- منذ السبعينيات من القرن المنصرم ورافضة البحرين يقيمون المعسكرات التدريبية في مزارعهم وحسينياتهم على استخدام السلاح بأنواعه المختلفة.
2- فتحت إيران الثورة أراضيها ومعسكراتها لتدريب رافضة البحرين على يد حرس الثورة، وقد تدرب المئات .. بل الآلاف من شيعة البحرين (رجال ونساء) في هذه المعسكرات، وقد كشفت الصحافة البحرينية أخباراً –ونتفاً- من هذه المعلومات الخطيرة.
3- كما أن حزب الله اللبناني قام بتدريب المئات من رافضة البحرين على استخدام السلاح في مناطق الجنوب اللبناني، وفي الضاحية، وفي البقاع، منذ أن تم تشكيل حزب الله البحرين في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.
4- بين الفينة والأخرى تكتشف المخابرات البحرينية مخابئ للأسلحة في مناطق وقرى الشيعة، وفي بعض المآتم والحسينيات، كما كتبت ذلك ولأكثر من مرة الصحفية البحرينيـة ( سميرة رجب ) في صحيفـة أخبار الخليج البحرينية ([29]) .
5- الرافضة في البحرين استخدموا السلاح ضد الدولة أكثر من مرة أثناء أحداث التسعينيات، كما استعملوا (أسطوانات الغاز) في تفجير المحلات والمتاجر والفنادق، وتفخيخ السيارات والناقلات، واستخدام قنابل المولوتوف الحارقة.
6- ومؤخراً، أي في سنة 2006م عانت البحرين من نقص كبير في الرمال .. رمل البناء المجلوب من المملكة العربية السعودية، حيث تم اكتشاف الأسلحة (موضوعة) ومخبأة في أكياس الرمل. بل وصلت خططهم إلى شحن الذبائح الحيوانية وملئها بالأسلحة وجلبها إلى البحرين من مناطق ودول عدة. وخاصة من السعودية وإيران. ويقدر عدد الذين تدربوا في إيران وفي لبنان على يد حزب الله بحوالي 35000 متدرب. ويقدر عدد السلاح المهرب إلى البحرين بحوالي 40000 قطعة سلاح.
7- تم إدخال آلاف القطع من السلاح عن طريق البحر إلى مملكة البحرين، حيث تم إنزالها في القرى الساحلية الشيعية من خلال البواخر والقوارب الإيرانية.
8- وأخطر هذه العمليات محاولتهم الفاشلة لإحداث انقلاب دموي سنة 1981م وتصفية القيادات السياسية والعسكرية ورجالات الدولة في البحرين. حيث تم توجيه الإتهامات لعدد كبير من قيادات وشباب الرافضة بالضلوع في هذه المؤامرة الدنيئة.
9- في النصف الثاني من عام 2006م، وأثناء احتفالات الشيعة بإحدى المناسبات الدينية دعا (عبد الوهاب حسين) أحد قياديهم الخطرين إلى اللجوء لحمل السلاح ضد الدولة.
10- في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك عام 2006م، دعا (حسن مشيمع) الأمين العام لحركة (حق) إلى بدء الكفاح المسلح ضد الدولة وأهل السنة في البحرين.
11- وقد تم تدريب عناصر رافضية بحرينية عديدة وكثيرة على أعمال التجسس وجمع المعلومات وتحليلها في مراكز تدريب خاصة لجهاز المخابرات الإيرانية المسمّى (اطلاعات)، إضافة إلى تدريبهم على يد جهاز الأمن والمخابرات التابع لحزب الله اللبناني.
12- التدريب على الاعتصامات والمظاهرات وشلّ الحياة الاقتصادية من خلال مشاركتهم في اعتصامات حزب الله اللبناني في بيروت المعارض لحكومة فؤاد السنيورة. و قد نشرت الصحف العربية قصة الرافضة البحرينيين الذين شاركوا إخوانهم رافضة لبنان في اعتصامات بيروت الأخيرة لإسقاط حكومة السنيورة. أما في البحرين فقد خرجت أكثر من أربعة آلاف وأربع مئة مظاهرة واعتصام من عام 2002 إلي عام 2005 كما رصدت ذلك وزارة الداخية.
لقد أصبح المجتمع الشيعي في البحرين –اليوم- بهذه الأفعال شبه مجتمع عسكري بمعنى الكلمة. وتدور في مجالس البحرين وديوانياتها حديث عن تهريب أربعين ألف قطعة سلاح تم إدخالها إلى البحرين وتخزينها في مزارع الشيعة وقراهم استعداداً ليوم الحسم والمفاصلة. ونتمنى وندعو الله أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يحفظ الله البحرين وأهلها من كل سوء.
رابعاً : السيطرة على الأراضي في البحرين
ثارت مؤخراً وفي شهر سبتمبر 2006م قضية خطيرة، وهي مسألة سعي الرافضة إلى السيطرة على مناطق السنُّة في البحرين من خلال شراء الأراضي والمنازل والمتاجر والشقق لتشييع هذه المناطق السنُّية العريقة في مختلف مناطق البحرين.
وقد تفجرت هذه القضية حينما اكتشفت الدولة سعي الشيعة العجم وهم من الأصول الإيرانية شراء مناطق وأحياء بأكملها في مدينة (المحرق) من خلال التمويل المالي الذي يقدمه بنك (ميلي إيران) أو كما سُمّي بعد ذلك (بنك المستقبل) الذي أعطى قروضاً ميسّرة للرافضة لشراء هذه المناطق([30]) .
وقد تحركت الدولة بمؤسساتها المختلفة لإيقاف هذه الخطة الخطيرة. لقد كان تحرك الدولة متأخراً جداً، فقد سيطر الرافضة على حي (البنعلي) وهو (حي) أصيل في عروبته وسُنيته. وأصبح اليوم يطلق عليه (فريج) مأتم كريمي لأن العجم الإيرانيين قاموا بشراء شبه كامل لهذا الحي العربي العريق، الذي كان عربياً فأصبح اليوم فارسياً، وكذلك فعلوا مع حي (أبو ماهر) في المحرق. وما حدث وحصل في جزيرة (المحرق)، حدث ما يشابهه في أحياء العاصمة (المنامة) فقد قام الرافضة بشراء البيوت والأراضي في منطقة (الحورة) ومنطقة (القضيبية) ومنطقة (الذواودة) وهي أحياء في أصلها وأساسها سُنية الطابع والتاريخ، ولكن الرافضة ومنذ الثمانينيات خططوا للهيمنة على هذه المناطق وحققوا في ذلك شيئاً كبيراً ومعتبراً حتى أصدرت الحكومة قراراً بمنع بيع وشراء هذه المناطق إلا لأهلها لتبقى محافظة على طبيعتها العربية السُنيّة.
وهذه القرارات الرسمية لم تعجب رافضة البحرين، فشنوا هجوماً كاسحاً عليها مطالبين الحكومة التراجع عن قراراتها هذه.
وأصبحنا نشاهد ونقرأ كل يوم في صحيفة (الوسط) وهي الصحيفة الشيعية المُعبِّرة عن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية (الشيعية)، ونقرأ العديد من المقالات التي تهاجم قرارات الحكومة في هذا الشأن، وتتهم محافظ مدينة المحرق بالطائفية والعنصرية لأنه فعّل هذه القرارات الرسمية التي أصدرها سمو رئيس الوزراء.
وهدف الرافضة الصفوية من هذا الاعتراض تغيير التركيبة السكانية لصالحهم كما فعل ويفعل اليهود في فلسطين الحبيبة ... طهرها الله من دنسهم.
وهذا ما أشارت إليه الخطة السريّة، ص 9، كما أشرنا سابقاً، والتي تقول: "ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكن والعمل والتجارة" والهدف من هذا الترحيل وهذه الهجرة –كما تقول الخطة "..ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنة –والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة –خلافاً لرأي كثير من أهل النظر، ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وأن الأمـوال الـتي ستنفـق في هذا السبيـل لـن تكـون نفقـات دون عائد ص 9.
إذن ... اتضح القصد وبان الهدف وهو تغيير التركيبة السكانية في مناطق السنّة وشحنها وملئها بالعناصر والشرائح الشيعية الرافضية وهذا ما نجده تماماً في الواقع البحريني حيث إن مناطق السنّة تُباع وتشترى وتذهب إلى أيادي الرافضة، وأهل السنة غافلون عن واقعهم الأسيف، ولم تتحرك الدولة إلا عندما استصرخها المخلصون من أهل السنة والجماعة وبالذات المخلصون في محافظة المحرق.
وانظر معي ما يفعلهُ الصفويون في العراق وعلى وجه الخصوص في مدينة بغداد من تهجير قسري لأهل السنة وطردهم من منازلهم ومساجدهم وإحلال الرافضة فيها، والذي يرفض يكون مصيره القتل أو الاعتقال أو التعذيب في سجون وزارة الداخلية التي سيطر عليها جيش المهدي وفيلق بدر وحزب الدعوة. وأهل السنة والجماعة في عراق ما بعد (صدام) معرضون للإبادة والتصفية شبه الكاملة.. وشبه التامة، ففرقُ الموت الشيعية تمسح مناطق السنة بالطول والعرض وتُصفِّيهم جسدياً أو تطردهم من مناطق سكناهم تحت عنوان كبير: ( تنظيف العراق من النواصب). يحدث هذا تحت سمع وبصر القوات الأمريكية والبريطانية والدول المتحالفة معهما دون أن يحركوا ساكناً، وللأسف، هناك صمت عربي وإسلامي رهيب، وكأن سنَّة العراق ليسوا بمسلمين ولا حتى بشراً ممن خلق ربُّ العالمين.
وعندما تحدثت الخطة الخمسينية عن مراحل ووسائل التنفيذ، قالت الآتي : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا –العملاء- المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:
1- شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان.
2- العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية.
3- هناك في بعض الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أُخرجت من أيديهم ص 16، 17.
وهذا ما يُطبق بالفعل على أرض الواقع في مملكة البحرين وفي دولة الإمارات العربية وبالذات في إمارة دُبي، كما ينطبق على دولة الكويت، وهم يسعون –اليوم- بكل جدّ واجتهاد للتغلغل في دولة قطر –حماها الله وبقية الخليج من كيدهم ومكرهم ومخططاتهم-.
والمطلوب من أهل السنة والجماعة في دول الخليج العربية التنبه لخطورة هذا المدّ الصفوي الاستئصالي، والوعي لمخططاته ومؤامراته، والسعي لكشفه وفضحه حتى لا يكونوا لقمة سائغة للصفويين الجدد.
خامساً : السيطرة على الاقتصاد الوطني
عندما زار (موسى الصدر) مملكة البحرين في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات قادماً من لبنان قدم مخططاً تآمرياً من عشرة بنود، إحدى هذه البنود قوله: " إذا أردتم السيطرة على مقدرات الدولة فعليكم الاستحواذ على اقتصادها والقبض على مفاصلها، فإن مَنْ يملك يحكم .. ومَنْ يحكم يملك.
وعليه فالواجب على شيعة البحرين الدخول في عالم التجارة والمال وشراء الأراضي والعقارات والقبض على الصناعات الخفيفة وما يشابهها " ([31]) .
وهذه ما تؤكد عليه الخطة الخمسينية في أكثر من موقع وأكثر من صفحة من صفحاتها. مثلاً تقول الخطة : "ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد ... أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة .." ص17[32]، وفي موقع آخر تحاول الخطة التأكيد على إقامة العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية" ص 16.
فماذا حدث في مملكة البحرين في هذه القضية طوال الثلاثين عاماً الماضية من قِبل الرافضة الصفويين؟، وكيف خططوا للسيطرة على اقتصاد الوطن في هذه الفترة؟
وللإجابة على هذا السؤال نعرض على القارئ الكريم بعض هذه الخطط على شكل نقاط سريعة وعاجلة ومختصرة.
1- من المعروف في مملكة البحرين سيطرة الرافضة على سوق الفاكهة والخضار والمواد التموينية، فغالب التجار في هذا الجانب من السوق هم من الرافضة.
2- كذلك سوق السمك واللحوم والدواجن مقتصرة على الشيعة الصفوية.
3- سوق الدواء والصيدلة سقطت في يد الرافضة، فمعظم الصيادلة والصيدليات في مملكة البحرين –اليوم- هم من الرافضة. خذ على سبيل المثال صيدلية (رويان) ذات الفروع العديدة في مدن وقرى البحرين أصحابها من شيعة العجم الإيرانيين، وكذلك صيدلية (جعفر) ولها فروع كثيرة في البحرين، أصحابها من الرافضة. وهناك العديد من الصيدليات أصحابها من الرافضة، أما الصيدليات التي أصحابها سنة فَيعدُّون على أصابع اليد الواحدة.
نعم لقد أصبح الرافضة يحتكرون سوق الدواء –اليوم- في مملكة البحرين، والمعروف أن الدواء يرتبط بحياة الناس وصحتهم وسلامتهم الجسدية بشكل كبير ومهم، وأهل السنة غافلون عن هذا الأمر أشدّ غفلة.
4- وكذلك سوق العقارات وشراء الأراضي، العديد من أصحابها من الرافضة وحتى في بعض مناطق السنة في المنامة والمحرق افتتح الشيعة لهم مكاتب عقارية.
5- الصناعات الخفيفة (الأثاث، الصناعة الورقية، المشروبات الغازية، الإسمنت والرمل، الأدوات الصحية، ... الخ) ذهبت هذه الصناعات في عمومها إلى الرافضة.
6- محاولة السيطرة على سوق الصرافة والمال والذهب والأعمال الحرة.
ونحن في الواقع والحقيقة علينا أن لا نلوم الشيعة على هذه الأمور، فمن حق كل إنسان وكل مذهب وكل طائفة أن تحافظ على مصالحها وتسعى لخير نفسها، وأن تبذل الجهد والطاقة لتحقيق ما تصبو إليه في هذه الحياة بغضِّ النظر عن دينها ومذهبها وطائفتها، فإن من يخطط ويعمل ويتخذ الأسباب فإن الله يوفقه حتى ولو كان كافراً أو ملحداً.
ولكن السؤال المهم هو: لماذا لا يصنع أهل السنّة في البحرين ما يصنعه رافضتها؟ لماذا لا يخططون ويعملون ويتخذون الأسباب كما يفعل الشيعة؟
إن علينا أن نلوم أنفسنا ... لا أن نلوم غيرنا ... إن سنة الله ماضية فينا وفي غيرنا : ) فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ( [فاطر : 43] .
سادساً : سعيهم لامتلاك العلم والمعرفة
معظم خطط الرافضة ومؤامراتهم في مملكة البحرين وفي دول مجلس التعاون، إنما تقوم على حجر الزاوية الأساس ألا وهو (التعليم). فقبل ثلاثين سنة أو أربعين أو حتى خمسين، لم يكن الرافضة في البحرين يهتمون كثيراً بقضية التعليم، وكان المجتمع الشيعي يعجُّ بالجهلة والأميين، وكان معظمهم يعملون في الوظائف الدُّنيا في المجتمع البحريني.
أما اليوم .. وما أدراك ما اليوم؟، فإن نسبة المتعلمين في المجتمع الشيعي نسبة عالية جداً مقارنة بالمجتمع السُّني.
لقد ذكرت الخطة الخمسينية أهمية (العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين) ص 10، واعتبروا هذا الأمر ركناً من أركان كل دولة والحفاظ عليها، لأنه أحد طرق تثبيت أركان الدولة الثلاثة وهي :
1- القوة التي تملكها السلطة الحاكمة.
2- العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين.
3- الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال.
لقد كان شعار الرافضة في أحداث التسعينيات ذا دلالة خطيرة ومؤثرة وواضحة، حيث رفعوا عنواناً كبيراً هو: (بالعلم والعمل والولد سنحكم البلد). وسوف نترك التعليق على هذا الشعار جانباً لنعلق عليه لاحقاً في مكان آخر من هذه الدراسة.
غير أن الشيعة اهتموا بالتعليم اهتماماً زائداً وعظيماً وسعوا لكسب العلم والمعرفة لأنه ركن أساس من أركان القوة في الدولة المعاصرة.
واليوم نرى الشيعة يتكالبون على التعليم وتزدحم بهم جامعة البحرين، والجامعات الأخرى على كل المستويات (البكالوريوس، والماجستير والدكتوراه)، فبمجرد أن ينهي الطالب الشيعي مرحلة التعليم، إلا تجده ينتقل للمرحلة التي تليها.
لهذا أصبح المجتمع الشيعي في البحرين يزخر بالكفاءات العلمية والمعرفية وعلى شتى التخصصات العملية والمعرفية، لأن هذا المجتمع أدرك أهمية وخطورة التعليم في قلب ميزان القوة لصالح الطائفة الشيعية.
ومن الأمثلة العديدة والكثيرة في هذه المسألة والدالة على صدق ما نقول الأمور التالية:
1- عندما تم تعيين الرافضيّة الحاقدة (صفية دويغر) وهي من رافضة العجم، في قسم البعثات في وزارة التربية والتعليم منذ عام 1969 وإلى 1995م، قامت هذه المرأة الحاقدة على السنَّة بالتآمر –علينا- فطوال خمس وعشرين عاماً، أرسلت هذه –الحاقدة- الآلاف من شباب وشابات الرافضة إلى الجامعات العربية والعالمية وفي كل التخصصات –تقريباً- مع التركيز على التخصصات العلمية والاقتصادية والأنظمة المعلوماتية –أي ما يحتاجه سوق العمل- لقد كانت الحاقدة (صفية دويغر) واعية لأهمية هذا النوع من التخصصات العملية، وغير ناسية -كذلك- أهمية التخصصات الإنسانية كعلوم النفس والتربية واللغة الإنجليزية والتاريخ وعلم الاجتماع.
نعم .. طوال (25) سنة تم إرسال آلاف من طلبة الشيعة للدراسة في الداخل والخارج، وهؤلاء هم الذين يعملون على تحقيق مشروع الرافضة في مملكة البحرين من خلال تغلغلهم في مفاصل الدولة ومؤسساتها العامة والخاصة. ولم يتم عزل هذه الحاقدة إلا عندما قام الشيعة بأعمالهم الإرهابية الخطيرة عام (1995م). هنا تنبه المسؤولون في الدولة لخطئهم في تولية (صفية دويغر) قسم البعثات في وزارة التربية والتعليم، ولكن (بعد خراب البصرة) كما يقولون.
2- وما فعلته (صفية دويغر) في وزارة التربية، فعلهُ (إبراهيم الهاشمي) رئيس جامعة البحرين، وهو –أيضاً- من شيعة العجم الحاقدين. فقد كان هذا الرجل ومن حوله من الرافضة في جامعة البحرين يتلاعبون بالبعثات الدراسية، ففي سنة 1995، كان عدد الطلبة المبعوثين للدراسة في الخارج من قبل جامعة البحرين للدراسات العليا (70) طالباً وطالبة، منهم (5) طلاب من السنة، و (65) من الشيعة ؟!.
وكذلك مافعله الدكتور عبدالجليل العريض في كلية البحرين الجامعية.
3- عندما تولى الرافضي المتعصب (ناجي أحمد مهدي) إدارة معهد البحرين للتدريب، قام بتوظيف (200) شيعي رافضي، مقابل توظيف (5) من السنة. أما الطلبة الدارسون فقد وصل عدد الشيعة في هذا المعهد ما بين (90%) إلى (95%) طالب وطالبة. لقد تم إبعاد السنة (موظفون/وطلبة) عن هذا المعهد العلمي وفق خطة لإقصاء أهل السنة والجماعة، ولم تنفع كل الصيحات والمطالبات التي قام بها أهل السنة والجماعة ولمدة (15) سنة لإبعاد هذا الرافضي عن إدارة المعهد، لم تنفع ولم تجد لها صدى عند المسؤولين في الدولة، الذين حذروا من خطورة هذا الرافضي الحاقد، ولم يتم إبعاده إلا منذ سنوات قليلة مضت.
4- أحد أثرياء الشيعة كان يُرسل سنوياً ومن سنة (1972م) وعلى حسابه الخاص (200) طالب من الرافضة للدراسة في جامعة (بونة) في الهند، وما يزال يُرسل إلى اليوم، وهذا رجل واحد من أثرياء الشيعة وأغنيائهم من الذين تبنوا قضية إرسال الطلبة للدراسة في الخارج.
أما أغنياء أهل السنة فلا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة للأسف الشديد، والسبب أن أثرياء الشيعة يحملون قضية، وأغنياؤنا لا قضية عندهم (أصلاً) .. وعليه فإن قطاعات كثيرة في الدولة أصبحت مليئة ومشحونة بالرافضة من مثل (الطب) و(الهندسة) و (المحاماة) و (الصيدلة) و (الزراعة) و(التعليم) ، والتعليم قضية أخرى مقلقة حقاً، فبعد خمس سنوات من الآن سيكون معظم مدراء المدارس، والمدراء المساعدون هم من الشيعة، بعدما يتقاعد المدراء الحاليون، وسوف تكون نسبة المدرسين الشيعة في سلك التعليم بحدود (97%)، فمعظم الطلبة المتخرجين من كليات التربية هم من الشيعة، (حسبنا الله ونعم الوكيل).
ولهذا تتعطل الدراسة في مدارس التربية في المناسبات الدينية الشيعية –وما أكثر هذه المناسبات- ولا ندري لماذا تسكت الحكومة على هذه الظاهرة؟
جملة القول : إن التعليم قد سقط في قبضة الشيعة الصفويين في مملكة البحرين وسوف يزداد هذا السقوط وهذا الانحدار ما لم تتحرك الدولة لإنقاذ ما تبقى من التعليم.
سابعاً: إشعال الفتنة والتوتر بين العلماء والحكام
تقول الخطة : "إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات –أي الحكومات السنية العربية والإسلامية- بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا ، أو إلى بلاد أخـرى في العـالم، نكون بـلا ريب قد حققنا نجاحاً باهـراً وملفتا ً"" ص 10.
وتقول الخطة : " وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب – بطريقة سرية وغير مباشرة - استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى ، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب ، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على كل القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نُشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون (أي أن الشيعة هم الذين سوف يرتكبون أعمالاً مريبة وفتناً للوقيعة بين الحكام والعلماء واستعداء الحكومـات علـى الديـن و دعاته) ([33]) .
وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً) ص 18 ، 19 .
وهذا الكلام ينم عن نفسه ويُعرب عن هدفه وغايته، فأخطر شيء يواجهه الروافض الصفويون إنما هم علماء السنة الواعون لخطط الصفويين في بلادنا العربية والإسلامية، وخاصة في البحرين والسعودية والكويت والإمارات.
وإذا أسقطنا هذا الكلام على واقع الدول العربية والخليجية، فإننا نجد مصداق هذا الكلام، ومدى خطورة هذه الخطة الصفوية.
فقد تم في مملكة البحرين في عقد الثمانينيات والتسعينيات والنصف الأول من عقد الألفية الثالثة، إبعاد وإقصاء عدد من العلماء والخطباء وطلبة العلم الشرعي عن إلقاء خطبهم ودروسهم ومحاضراتهم في المساجد والجوامع والجمعيات المدنية، عندما تحدثوا عن الفساد الاجتماعي والأخلاقي، أو عن الفساد المالي والإداري.
هؤلاء العلماء والخطباء والمشايخ هم من أهل البلاد الأصليين. أما العلماء الذين هم من خارج البحرين فقد تم طردهم وإقصاؤهم من البلاد، وقد صبّ هذا التصرف غير الموزون من قبل الحكومة في صالح الصفوية الجديدة، وصالح الروافض.
وفي المملكة العربية السعودية تم إبعاد (3) آلاف خطيب وعالم وعزلهم عن إلقاء الدروس والمحاضرات حينما دعا هؤلاء إلى الإصلاح... الإصلاح السياسي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي، كما تم إعادة تأهيل (12) ألف عالم وخطيب، وتم فصل العشرات من المدرسين وأساتذة الجامعات والمحامين ممن طالبوا بالإصلاح.
فقد التقت مصالح الرافضة الصفويين في هذا الشأن مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م وتفجير برجي التجارة الدولية ومبنى البنتاغون، كما سُجن المئات من الإصلاحيين تحت شعار محاربة الإرهاب.
وأما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد قامت السلطات فيها بطرد وسجن عدد من العلماء المسلمين من غير المواطنين، وتم سجن عدد آخر أبرزهم العلامة والشيخ العراقي (أحمد محمد الراشد) الذي مكث في السجن لمدة أربع سنوات دون ذنب اقترفه ولم توجه له تهمة، غير الوشايات الكاذبة التي اخترعها وصنعها الرافضة والأمريكان. والمعروف أن الشيخ (أحمد محمد الراشد) أحد منظري الحركة الإسلامية المعاصرة، وأحد رموزها القياديين وهو على اطلاع واسع بتاريخ الرافضة الصفوية وعلى خططهم الشيطانية.
وما حدث في الإمارات حدث الشيء نفسه في الكويت وإن كان بشكل أقل لوجود برلمان حرّ يُحاسب المسؤولين ويُسائلهم.
لقد كان هدف الخطة الصفوية هذه إيجاد الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد. حيث تقول الخطة : ( .. ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِي بالمخلصين (من علماء السنة) لدى الحكام على أنهم خونة؛ وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم أو استبدالهم بعناصرنا، ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان :
أولاً: أن عناصرنا (الصفوية – طبعاً) سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل .
ثانياً: إن سخط أهل السنة على الحكام سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكم ... ) ص 21.
ويكاد هذا الكلام أن ينطبق تماماً على مملكة البحرين وعلى أوضاعها، وخاصة –الفقرة الثانية- السابقة.
فهناك سخط عام وغضب عام، وهو يتنامى كل يوم ويزداد عند أهل السنة والجماعة من التنازلات العديدة والكثيرة التي تقدمها الدولة في البحرين للتيار الصفوي المتصاعد، (لله الحمد والمنة لم يقم أهل السنة بأي إجراء وعمل مناوئ ضد الحكم كما يرغب حدوثه التيار الصفوي).
غير أن أهل السنة يتساءلون وباستغراب : لماذا يتم العفو وفي كل مرة عمّن يقوم بأعمال إرهابية ضد الدولة ومؤسساتها من قبل الصفويين الجدد؟!
بل .. ولماذا أصدرت الدولة عفوها عن كل الإرهابيين والقتلة الذين عاثوا في البلد فساداً وحرقاً وتخريباً، بل وصل الأمر إلى حد إزهاق الأنفس البريئة؟ حدث ذلك في سنة 1994 وحتى سنة 1998م وما زال يحدث ... ويحدث إلى يومنا هذا.
لقد عفت الدولة عن كل الإرهابيين الذين شاركوا في تلك الأحداث الأمنية الخطيرة ، ولم تكتف بهذا فقط وإنما عوضت الذين تم سجنهم في هذه الفترة بمبالغ تتراوح ما بين (2000) دينار و (5000) دينار، وأعادتهم إلى وظائفهم السابقة.
ولم يتم تعويض تاجر واحد من أهل السنة ممن تم إحراق متاجرهم وممتلكاتهم من قبل هؤلاء الإرهابيين، وتُقدر خسائرهم على أقل تقدير ب (15.224.658) دولاراً، وحتى القتلة الذين أزهقوا الأنفس البريئة –قتلاً وحرقاً- صدرت الأوامر العليا بالعفو عنهم في ملهاة مضحكة ومبكية.
وبعد كل هذه الأحداث الخطيرة، ورغم كل التنازلات التي قدّمتها الحكومة للشيعة الصفويّة، فما زالوا مستمرين في مخططاتهم وتنفيذ أهدافهم الدنيئة.
وصدق المثل العربي القديم : (من أَمِنَ العقوبة أساء الأدب).
وفي المقابل .. لم يحدث صدام أو احتكاك بين علماء السنة في البحرين كما كان يرغب الصفويون، بل إن علماء السنة ومشايخهم هم صمام الأمان لاستقرار الدولة وثباتها واستمرارها، مع وجود الغضب من تصرفات الدولة وسكوتها في أكثر الأحيان عن أعمال الرافضة الإرهابية، فهؤلاء العلماء العقلاء يقومون بدور الضابط والمهدّئ لشرائح عديدة في المجتمع السنّي.
في بعض الأحيان قد يحدث نوع من التوتر بين عالم أو شيخ سُنِّي وبين الدولة قد يُحاسَب هذا العالم أو ذاك .. قد يُمنع من الخطابة والدرس في هذا المسجد أو ذاك ولكن لم يحدث إطلاقاً أي نوع من الصدام، ولم ينجرّ أي عالم سني نحو الصيحات الطائفية المتصاعدة عند الفريق الصفوي.
ثامناً: البحرين الكبرى - الصفوية -
إلى أين يقودنا التيار الصفوي الرافضي المتعصب؟.
وما هي أهدافه وغاياته القريبة والبعيدة؟.
ومن هو وراء هذا النهوض العام للتشيع الصفوي، مقابل التشيع العلوي؟
وما هي مرامي التيارات والجماعات والتنظيمات الرافضية الصفوية من أمثال : حزب الله بفروعه العديدة في لبنان والعراق ودول الخليج العربية، وحزب الدعوة العراقي، والرساليون، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والتيار الصدري، وحركة أمل، خُدَّام الإمام المهدي، جند السماء، حركة أحرار البحرين، الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، حزب الدعوة السعودي، الحوثيون في اليمن، جمعية آل البيت في مصر؟
إن هناك رابطاً وقاسماً مشتركاً وقضية واحدة تجمع هذه التيارات الصفوية (الجديدة) وتستظل بمظلتها في كل هذه الأقطار العربية.
الهدف الأول: تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية لكل هذه الأقطار.
الهدف الثاني: إحداث انقلابات عسكرية ومجتمعية في هذه الدول العربية بعد تصدير الثورة الخمينية إليها.
الهدف الثالث: دعوة هذه المجتمعات السنّية في غالبيتها إلى التشيع، والدخول في مذهب الرافضة الصفوية.
الهدف الرابع: إن المجتمعات السنية التي ترفض الدخول في مذهب الرافضة أو اعتناقه –بعد سيطرة الصفويين- على هذه المجتمعات، ليس أمامها إلا أحد أمرين، إما التصفية الجسدية أوالقتل كما هو حادث اليوم في العراق أو كما حدث في إيران الصفوية، حيث تم قتل و تصفية الملايين في إيران والعراق من أهل السنة والجماعة. والأمر الثاني: طردهم من البلاد وتطهير الأرض منهم، كما يحدث –أيضاً- في العراق بعد سقوطه في قبضة الرافضة.
الهدف الخامس: إقامة الدولة الرافضية الكبرى، وتمهيدها لظهور الإمام المهدي المنتظر –في زعمهم-.
هذه الأهداف الخمسة تعتنقها كل الأحزاب والتيارات والتنظيمات الصفوية والرافضية وتؤمن بها وتسعى لتحقيقها على أرض الواقع.
تقول الخطة الخمسينية السرّية لآيات إيران في هذه المسألة: " وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على : الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها.. وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة.
وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا – الشيعية- هم أهل تلك البلاد و مواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين و أمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم –فإن الهدف هو تصدير الثورة؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي (الرافضي/طبعاً)، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفرة بقوة أكبر ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود) ص 21 ، 22 .
وواضعو هذه الخطة يؤكدون أن خمسين سنة لا تعد عمراً طويلاً : ( فقد احتاج نجاح ثورتنا (ثورة الخميني) خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكثير من تلك الدول (أي الدول التي ينشط فيها الرافضة) ودوائرها لم يكن وليد خطة يوم واحد أو يومين، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلاً عن وزير أو وكيل وزارة أو حاكم ..." ص 14
وعليه .. " .. لا يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس، بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمئة عام مقبل فضلاً عن خمسين سنة؛ فنحن ورثة ملايين الشهداء الذين قُتلوا بيد الشياطين المتأسلمين (السنة) وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقدَ كل مَنْ يُسمى مسلماً بـ (عليّ وأهل بيت رسول الله) ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف بالتشيُّع كوارثٍ أصيل للإسلام) ص 15.
وخلاصة القول : (إن القوم قد أعربوا وصرحوا بأهدافهم ومخططاتهم المستقبلية في المنطقة العربية والإسلامية، وهي (تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية) و (السعي لإحداث انقلابات مجتمعية)، (وصولاً إلى تشييع الدول والأقطار الإسلامية السنّية) و ( التمهيد لإقامة الدولة الرافضية الكبرى)، (الممهدة لظهور مهديهم المزعوم).
ولهذا ظهرت ومنذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي – كتب ودراسات عديدة تحمل عنواناً واحداً هو (المُمَهِّدون للإمام المهدي)؛ فلن يخرج مهديهم المزعوم حتى تُمهد الأرض له من قِبل أتباعه حينها يصدر الأمرُ الإلهي له بالظهور والخروج، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.
وما دام حديثنا في هذه الصفحات مقتصراً على الحديث عن مملكة البحرين وموقعها من الخطة السرّية الخمسينية لآيات إيران.
فإننا نسأل : أين تقع البحرين ضمن هذه الخطة وماذا ينوون ويخططون لها؟
هنا ننقل المقابلة التي أجرتها صحيفة (الوطن) الكويتية يوم الجمعة 22 ديسمبر (كانون الأول) 2006م، مع المدعو (ياسر الحبيب) قائد تنظيم ما يسمّى (بهيئة خُدام المهدي)، والمقيم في بريطانيا، والمحكوم غيابياً بعدة أحكام صادرة في الكويت. يقول هذا –الدعيّ- إن تنظيمه : (ينتشر في البحرين من بين دول أخرى، وأن هذا التنظيم، المحظور في الكويت والإمارات العربية، له مكاتب وفروع تنظيمية في العراق وإيران ولبنان والكويت والبحرين وبريطانيا، موضحاً بأن الكويت هي بلد المنشأ بالنسبة للهيئة.
حيث تؤمن جماعة خدام المهدي بفكرة (البحرين الكبرى)، وتنطلق جهودها الحركية بالعمل على إقامة هذا الإقليم، وفي هذا الصدد يقول ياسر الحبيب : (لا شك أن إعادة مجد البحرين الكبرى، وذات الحكم الشيعي الممتد ليشمل البحرين وساحل الخليج بدءاً من الكويت شمالاً وحتى جنوب عُمان هو بلا شك سيضيف وزناً عظيماً للخارطة الشيعية العالمية، وقد يكون هذا صعباً لكنه ليس مستحيلاً إذا علت الهمة، ولا أقل من تطبيق الربط الثقافي والبرمجة الفكرية والسياسية بين هذه الأوصال الشيعية المقطعة).
ومن نافلة القول أن (ياسر الحبيب) من دعاة الصفوية الإستئصالية المتطرفة وهو لا يخفي نواياه وأهدافه، فقد تحدث في أكثر من محاضرة ودرسٍ إلى تشييع أهل السنة في الخليج العربي والعراق، أو تصفيتهم بقوة السلاح والإرهاب، وهو من السبّابين والشتّامين لصحابة رسول الله –رضوان الله عليهم- وعلى موقعه على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)[34] يدعو بشكل واضح وعلني إلى ذبح أهل السنة في العراق والكويت والبحرين والإمارات، والوهابية في المملكة العربية السعودية –على حسب زعمه- تمهيداً لإقامة وإنشاء دولة الرافضة الكبرى، أو كما يسميّها _بالبحرين الكبرى) ذات البعد العقدي الصفوي المتشدد.
وقد وجد هذا الدعيّ أتباعاً له في مملكة البحرين وفي مقدمتهم حركة (حق) الرافضية بقيادة زعيمها حسن مشيمع وعبد الجليل السنكيس، وهي الحركة التي انشقت عن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، والتي ارتضت لنفسها، المشاركة في انتخابات 2006م، وقد حصلت فعلاً على (17) معقداً في المجلس النيابي البحريني من أصل (40) مقعداً.
ومع هذا .. فقد هاجم حسن مشيمع و عبد الجليل السنكيس وعبد الهادي الخواجة، الانتخابات الأخيرة واتهموا الحكومة بتزييف الانتخابات، مع أن الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية وصفها بالنزيهة والنظيفة، وهي شهادة من رجل مُعتبر في المجتمع الشيعي البحريني.
أما لماذا اعترض (مشيمع) وأتباعه على هذه الانتخابات ودعوا لمقاطعتها وإثارة الشارع الشيعي عليها؟
فإنَّ السبب يرجع إلى أن مشاركة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في هذه الانتخابات ووجودها تحت قبة البرلمان البحريني، إنما يعطي الشرعية لنظام الحكم القائم في البحرين. وهو نظام سُنِّي في الأصل والأساس. وهذا ما لا تؤمن به حركة (حق) ومَنْ يسير على دربها من الصفويين الجُدد.
فهم يدعون ليل نهار لإسقاط الحكم السني في البحرين واستبداله بنظام شيعي صفوي يحكم البحرين.
فأهل السُّنة والجماعة في البحرين، وأسرة آل خليفة الحاكمة، ما هم –في نظرهم- إلا غزاة وطارئين على هذه الجزيرة، جاءوا من قطر وشبه الجزيرة العربية، والأصل في المسألة هو طردهم وإقصاؤهم وليس إعطاء وإضفاء الشرعية القانونية والدستورية عليهم.
وكل محاضرات وندوات ودعوات حركة (حق) في داخل البحرين وفي خارجها، إنما هي محاضرات وندوات تدعو إلى تغيير النظام السُّني الحاكم في البحرين وليس تثبيته والسعي لبقائه واستمراره. وهم –أي الصفويون الجدد- يستغلون كل مناسبة دينية أو وطنية لتأكيد هذه القضية.
ونحن لا نبرئ جمعية الوفاق من هذه المسألة، فمن تحت عباءتها خرجت حركة (حق) ومن ضرعها تغذت وعلى نهجها ومنهاجها مشت وسارت. وحركة (حق) وجمعية الوفاق ما زالتا تتنفسان بالنفس الطائفي البغيض.
وما زالت المرجعية التي يقصدها الفريقان، إنما هي المرجعية الإيرانية الصفوية في قم أو في النجف.
وهذه المرجعية الصفوية الإيرانية تدعو إلى حرب تستمر ثلاثين عاماً، بين السُّنة والشيعة.
فقد تحدث وكتب أكاديميون إيرانيون ومسؤولون إيرانيون سابقون عن حرب الثلاثين عاماً، سوف تنتهي إلى نسخة إسلامية (صفوية) من معاهدة وستفاليا ). في حرب الثلاثين عاماً المقصودة هنا هي الحرب الدينية التي اندلعت في أوروبا بين أعوام 1618و 1648 بين الكاثوليك والبروتستنت وانتهت بتوقيع معاهدة وستفاليا في عام 1648.
المهم هو، ما هي الفكرة من أن يتحدث المثقفون والمسؤولون الإيرانيون عن حرب ثلاثين عاماً شبيهة في المنطقة؟ وهما فيما أظن فكرتان :
الفكرة الأولى : أنهم لا يجدون بأساً من أن تندلع حرب طائفية في المنطقة تمتد إلى أي عدد من السنين.
الفكرة الثانية : أن قناعاتهم هذه تنطوي على افتراض ضمني بأن هذه الحرب تنتهي بتوازن جديد للقوى في المنطقة لصالح إيران والشيعة بالطبع ([35]).
إذن .. حرب طائفية تمتد إلى ثلاثين عاماً يتم في نهايتها سيطرة الشيعة الصفويين على هذه المنطقة وقد بدأ فعلاً تنفيذ هذه الخطة .. خطة الحرب الطائفية ذات الثلاثين عاماً . كانت البداية في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، ودخول القوات الأمريكية وفي معيتهم العملاء الصفويون من مثل (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية) في العراق، وحزب الدعوة العراقي، والتيار الصدري، وحزب الله العراقي.. وغيرها. ولكل حزب ميليشياته وجناحه العسكري الضارب، من مثل (منظمة بدر التابعة لعبد العزيز الحكيم، وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وفرق الموت المتجولة التابعة لوزارة الداخلية الصفوية، التابعة مباشرة لوزير الداخلية (صولاغ) وغير صولاغ، ومن جاء بعده وخلفه في المنصب.
فماذا فعلت هذه المليشيات في عراق الخير.. وماذا فعلت في أهل السنة؟
إن نظرة سريعة وعاجلة تعطينا دلالة صادقة على هذه الحرب الطائفية الصفوية.
1- لقد تم استهداف أكثر من (200) مسجد لأهل السنة، بينها (40) أحرقت بالكامل. [36]
2- تم قتل وتصفية (180) عالماً وإماماً وخطيباً سُنياً.
3- تم قتل وتصفية (300) أستاذ جامعي سني ومن اختصاصات نادرة.
4- كما تم قتل (60) طبيباً، وعشرات آخرين من أصحاب الكفاءات العلمية وكلهم من أهل السنة والجماعة.
5- كما تم طرد (27) ألف أسرة وعائلة سنية من بغداد.
6- كما تم طرد وتشتيت (60) ألف أسرة وعائلة فلسطينية،وذنبهم الوحيد أنهم من أهل السنة والجماعة.
7- تعمد المليشيات إلى قتل كل من يحمل اسم عمر أو كان من مواليد الأنبار .
8- تم إلى –اليوم- قتل (600) ألف من أهل السنة و الجماعة.
و ما حدث في العراق قد يحدث في البحرين و في بقية دول الخليج العربية إذا تسلط عليها هؤلاء الصفويون الحاقدون ، فإن المشهد العراقي قد يتكرر ويُستنسخ في الأقطار العربية الأخرى خاصة الدول التي فيها كثافة رافضية معتبرة ، (كالبحرين) مثلاً.
ومما يدل على أن هذا السيناريو وهذا المشهد بالإمكان أن يُستنسخ و أن يتكرر في هذه المملكة، الأعمالُ الإرهابية الكثيرة التي يقوم بها الصفويون ضد رجال الشرطة و الأمن وضد مؤسسات الدولة، وحتى بعد الانفتاح السياسي، ومشروع جلالة الملك الإصلاحي، والتنازلات الكثيرة التي قدمتها وتقدمها الحكومة لإرضاء الرافضة في مملكة البحرين. و كأننا عدنا إلى المربع الأول في عهد التسعينيات من القرن الماضي حيث قام التيار الصفوي لتخريب البلاد .. وحرق العباد، وإرهاب المجتمع.
ومما يدل –أيضاً- دعوات قادة الشيعة الصفوية في البحرين لحمل السلاح ضد الدولة، من أمثال عبد الوهاب حسين وحسن مشيمع، وعبد الهادي الخواجة وأخطر هذه الدلائل قضية تهريب الأسلحة، والمتفجرات وتخزينها في المآتم والحسينيات والمزارع، انتظاراً واستعداداً لساعة الفصل والحسم والمفاصلة والكفاح المسلح، ضد الدولة والمجتمع السني في البحرين تحت شعار وعنوان (مظلومية آل البيت) وشعار طرد (الاستعمار السني والخليفي في جزيرة البحرين).
لقد أضحت نوايا وأهداف الصفويين الجدد معروفة وواضحة سواء في العراق او البحرين أو الكويت أو الإمارات العربية المتحدة أنهم يقولون أشياء .. ويمارسون أشياء أخرى.
فهل يعي أهل السنة .. وهل تعي الحكومة خطورة المخططات الصفوية؟!
شريعتمداري: البحرين جزء من الأراضي الإيرانية.
نشرت صحيفة القبس الكويتية في يوم 10/7/2007 م ، تصريحاً خطيراً للمدعو (حسين شريعتمداري) – مندوب مرشد الثورة الإيرانية في مؤسسة كيهان الصحافية ومدير صحيفة كيهان، هاجم فيه وبشدة قادة الدول الخليجية. حيث تحدث شريعتمداري عن تابعية البحرين لإيران تاريخاً.
إذ قال في مقاله..وتصريحه ذلك: هناك حساب منفصل للبحرين بين دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، لأن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية وقد إنفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومتا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وان المطلب الأساسي للشعب البحريني حالياً هو إعادة هذه المحافظة – التي تم فصلها عن إيران – إلى الوطن الأم والأصلي أي إيران الإسلامية ومن بديهيات الأمور أنه لا يجب ولا يمكن التخلي عن هذا الحق المطلق لإيران والناس في هذه المحافظة التي تم فصلها!!!
وقد أثار هذا التصريح الخطير موجة غضب واسعة في مملكة البحرين، فخرجت المظاهرات تطالب بسحب السفير البحريني من طهران، وطرد السفير الإيراني من المنامة. ولم يخرج في هذه المظاهرات شيعي واحد، فقد كان كل المتظاهرين من أهل السنة والجماعة. والسبب بسيط وهو قوة وسطوة التيار الصفوي في المجتمع الشيعي في مملكة البحرين، وهذا التيار يؤمن بضرورة قيام جمهورية إسلامية تنضم لإيران – لاحقاً – وتكون تبعاً لها، وهو يخطط لهذا الأمر منذ نجاح ثورة الخميني عام 1979 م.
كما ان السبب الآخر يرجع إلى مسألة وجود (المرجعية) الدينية لعموم شيعة البحرين، في (قم) الإيرانية، والتيار الصفوي إنما يتحرك وفق أوامر هذه المرجعية الفارسية. والدليل على هذا الشئ هو: إن كل المناسبات الدينية والسياسية التي تقام في إيران – أو حتى في لبنان – أي حزب الله اللبناني، يقام شبيهاً لها في مملكة البحرين في نفس اليوم، لأن هذا التيار الصفوي المتعصب إنما هو إنعكاس لرؤى وسياسات الثورة الخمينية في إيران.
يا أهل السنة في البحرين :
لقد قدمنا لكم من الأدلة والبراهين القطعية ما يكفي للقول : أن للصفويين الجدد أطماعاً في البحرين وجميع دول الخليج العربية، ومنذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي، لأن الخليج في نظرهم فارسي، وعندما آل الحكم إلى مراجع وآيات (قم) في إيران في عام 1979م اعتبروا أطماع مَنْ سبقهم من الحكام حقاً لا مِريةَ ولا شك فيه، وأضافوا إليها مصطلحاً جديداً أسموه (تصدير الثورة). أي تصدير ثورتهم الفارسية الصفوية – التي تتدثر بدين ابتدعوا كثيراً من أركانه وأحكامه –إلى العالمين- : العربي والإسلامي، وليس إلى الخليج وحده.
إن إيران شرعت في تنفيذ هذه الأطماع بوضع الخطط والمؤامرات التي تنفذ من خلالها إلى مجتمعات الخليج والدول العربية السنية.
لقد أصبحت دول عربية مهمة (العراق، سوريا ولبنان) تتبع إيران الصفوية الفارسية، وهذا وضع ليس له مثيل في تاريخنا المعاصر، حتى أطلق ملك الأردن عبد الله الثاني الصرخة المدويّة بخطورة (الهلال الشيعي). وهم ماضون في تصدير ثورتهم، وطابورهم الخامس يتحرك بإمكانات قوية وهائلة في كل بلد عربي لهم فيها وجود، ويأملون أن تكون مملكة البحرين الغالية، الدولة العربية الرابعة، بعد كل من العراق وسوريا ولبنان.
يا أهلنا في البحرين:
الصفوية الفارسية موجة عاتية وباغية وستندحر بإذن الله تبارك وتعالى، وسيعود الوجه المشرق لكل من العراق وسوريا ولبنان، وستبقى البحرين لؤلؤة الخليج. ولكن هذه الآمال لن تتحقق إلا إذا كانت ثقتنا بالله قوية، وإيماننا المطلق بأنه جَلَّ وعلا هو الذي سينصرنا عندما نأخذ بأسباب النصر، ونتسلح بالوعي، ونُبصِّر أهلنا وإخواننا بالمخاطر المحدقة بنا وبكيفية مواجهتها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ([37]) .
يا أهل السنة في البحرين :
إن التاريخ سوف يسجل عليكم تخاذلكم وجُبنكم وتفرقكم إن أنتم لم تتحركوا لصد وكشف مخططات الصفوية الفارسية الجديدة وعملائها في المنطقة. وإن أنتم لم تتحركوا بما يمليه عليكم الواجب الشرعي .. والواجب الوطني، فتقوموا بالعمل المناسب الذي يحفظ وجودكم .. ووجود أجيالكم في مملكة البحرين، ويحفظ حقوقكم في مجالات شتى، في (الوظائف والمناصب، في الدراسة والجامعات، في السكن والمنازل، في الخدمات العامة، وفي نشر فكركم وكتبكم –كما يفعل الرافضة- والسماح لكم بالتملك في مناطق الرافضة كما يفعلون معكم في مناطقكم، في المنح والهبات، في العمل والتوظيف .. الخ).
يا أهل السنة في البحرين :
إن مسألة التعليم والدراسة والحصول على أعلى المؤهلات هي من أهم أسباب التمكين للرافضة من مفاصل الدولة والحكومة في مملكة البحرين. وعليها فقد أصبح من المحتم عليكم الإلتفات إلى هذه القضية الخطيرة والمهمة. في سبيل رفعة ونهوض أهل السنة في البحرين وفي دول الخليج العربية الأخرى ولن يكون ذلك إلا بالإهتمام بمسألة التعليم على كل مستوياته . فهي الوسيلة الفعالة للوصول الى المناصب المهمة والمؤثرة. فلا تتركوا هذا الميدان الحيوي للتيار الصفوي ينفرد به ويؤثر على مسيرة الحياة العلمية والعملية في هذه المملكة الصغيرة.
إن التعليم أيها السادة مسألة (حياة أو موت).
يا أهل السنة في البحرين :
إن أجيالكم المسلمة السنية سوف تلعنكم ولن تتسامح معكم إن أنتم قَصَرتم في حِفظَ حقوقهم وحقوق ذراريهم من بعدهم، بالسماح للصفويين بتمرير خططهم التآمرية عليكم وعليهم وعلى مملكة البحرين وأنتم مشغولون في مصالحكم الخاصة والآنية .. ومشغولون بسفاسف الأمور ومُحقَّراتِ الأشياء دون وعي وتنبه لتغلغل الصفويين الحاقدين في مفاصل المملكة وشرايينها .
يا أهل السنة في البحرين :
إن تفرقكم واختلافكم هو سبب ضعفكم وضياع حقوقكم وذهاب ريحكم وقوتكم . إننا ندعوكم للوحدة والائتلاف والمناصرة والمناصحة ( فإنما الدين النصيحة ). و )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ([الحجرات : 10] كما قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز..
ندعوكم إلى توحيد الكلمة والصف ... وندعو جمعياتكم وجماعاتكم إلى التكاتف والتعاون ووضع الخطط والأهداف والوسائل الاستراتيجية للتصدي لهذا هذا الخطر الصفوي الرافضي الداهم الذي لن يفرق بين (إخواني) أو (سلفي) أو (صوفي) أو(تبليغي) أو (حاكم) أو (محكوم)، فالجميع في نظر الصفويين الرافضة (نَواصب) يجبُ تصفيتهم والخلاصُ منهم وتطهير البحرين من دَنَسهم كما يَدَّعون ويزعمون- وهم ماضون في خططهم هذه وما قصة تهريب السلاح والتدرب عليه، والتدرب على اعتصامات في بيروت على يد حزب الله، والدعوة إلى الإضراب والعصيان المدني وشل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ممكلة البحرين إلا دليلاً على المُضيِّ في مخططهم.
يا أهل السنة في البحرين:
إن دعوات الهجرة والهروب من البحرين إلى الدول المجاورة اتقاءً من خطر الرافضة ومَنْ شايعهم، هذه الدعوات الانهزامية، ينبغي عليكم أن تجهضوها من أساسها، ولا يجوز أن تُتداولَ هذه الجرثومة القاتلة في مجالسكم وديوانياتكم. فالبحرين ليست ملكاً للرافضة الصفويين. وليست مزرعة خاصة لهم يعملون فيها ما يشاءون. وإنما هي بلدكم.. ووطنكم، وليس لكم وطن غيره، فلا تستمعوا للمتشائمين .. ولا للمتخاذلين ..ولا للانهزاميين. فالصفوية الجديدة والحاقدة لا تريد إلا هذا حتى يخلو لها الجو وتقيم دولتها الرافضية: (البحرين الكبرى).
لقد بدأنا حديثنا في هذه الصفحات بكلمات شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله، وهي كلمات صدق وحق، وكأنه ينظر بنور الله رب العالمين، وها نحن نختم حديثنا بنفس الكلمات حتى تبقى محفورة في ذاكرتكم ولصيقة بأنفسكم، فتذكَّروها ولا تنسوها، يرحمنا ويرحمكم الله.
(فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقارب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشرور، وإيقاع الفساد بين الأمة ... ونحن قد علمنا بالمعاينة والتواتر أن الفتن والشرور العظيمة التي لا تشابهها فتن، إنما تخرج عنهم) ..
صدق الإمام أبن تيمية .. وكذب الصفويون المبطلون.
والله من وراء القصد....
[1] - قام الشيخ الدكتور (عبدالرحيم البلوشي) بترجمة هذه الخطة السرية ونقلها من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، ونشرتها رابطة أهل السنة في إيران.
[2])) قارن هذا الاعتراف بما يردده بعض الببغاوات بأن إيران دولة إسلامية؛ فيا لها من غفلة!
[3])) أي أن نُشيِّع جميع الدول المجاورة. وفي نهاية الرسالة بيان لهذه العبارة الواضحة.
[4])) وفي العبارة الأصلية : المتسننين.
[5])) ولذا قالت المخابرات الإيرانية للعلامة الشهيد محمد صالح ضيائي قبل أن يمزقوه إرباً إرباً: إن الطلاب الذين أرسلتهم للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أخطر علينا من صواريخ صدام حسين!!
[6])) ولاية الفقيه هي الحكم المزعوم بأنه إلهي لنائب إمام المهدي الذي بإمكانه أن يعطل الصلاة والحج، وبإمكانه أن يعطل توحيد الله كما كان يقول الخميني ويردد ذلك أتباعه ليلاً ونهاراً!!
[7])) وهذا الذي قاله الشيخ عبد العزيز ملا زاده نائب أهل السنة في بلوشستان في مجلس الخبراء لكتابة الدستور قائلاً للخميني: إن الدولة الإسلامية لا يوجد لها مذهب رسمي في دستورها، فلماذا تكرسون الخلاف والاختلاف إلى الأبد بجعلكم للبلد مذهباً رسمياً في الدستور؛ ألا يكفي أن يكون دين الدولة هو الإسلام.. ثم انسحب من المجلس.
[8])) وهذا الكلام للاستهلاك المحلي وإلا فهم يعرفون جيداً أنهم هم الذين فرقوا المسلمين ثم ها هم يطلبون منهم الاعتراف بالإمامة وإعادة حقوق أهل البيت المغصوبة في زعمهم!
[9])) الحسينية هي المكان الذي يجتمعون فيه؛ خاصة في شهر المحرم، لضرب الخدود وشق الثياب في ذكرى استشهاد الحسين –t- مع سب عظماء الإسلام، ونقد تاريخ المسلمين، ويهتمون بهذه الحسينيات أكثر من اهتمامهم بالمساجد. وأما في خارج إيران فأصبحت مراكز تجسس لإيران كما نشرت ذلك بالتفاصيل جريدة ((إنقلاب إسلامي)) لأبي الحسن بني صدر –أول رئيس إيراني بعد الثورة- في العام الماضي وأعلنت عن المراكز الجاسوسية الإيرانية في دول الخليج - خاصة في الإمارات- بالاسم والعنوان والتاريخ وكيف أن المخابرات الإيرانية تجمع الأموال من التجار الإيرانيين في الإمارات دون أن تدخل هذه المبالغ الطائلة إلى البنك المركزي الإيراني ودون أن تعلم الدولة عنها شيئاً؛ لكن هل من قومنا من يقرأ؟!!
[10])) وقد بدئ بكثير من هذه الخطط بالفعل.
[11])) هؤلاء المهاجرون كلهم من السنة طبعاً، هذا من وقت طرح هذه البروتوكولات التآمرية، أما الآن فقد حدثت هجرات كثيرة كما خططوا لها في جميع المناطق السنية في إيران.
[12])) لأن هذا البروتوكول كما أشرنا من قبل كان وقت الحرب ولم يستطيعوا إسقاط صدام حسين؛ فغيروا التكتيك ولكن الخطة مستمرة اتجاه تحسين العلاقات وكما نعلم أن طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي التقى مع الرئيس الإيراني خاتمي على هامش المؤتمر الإسلامي المنعقد في طهران في 11/12/1997م.
[13])) ونرى من عملائهم بوضوح هنا في لندن في الجرائد الفارسية المخالفة للنظام من مشايخهم الذين كانوا من وعاظ الشاه والآن يكتبون في الجرائد الفارسية والعربية ومن الدجل والنفاق باسم الوحدة ما تريده إيران وتطبقه بالفعل ولكن باسم مخالفة النظام الإيراني؛ و لبعضهم جولات في البلاد العربية باسم الوحدة الإسلامية ولكنهم يطبقون بالفعل ما تتكلم عنه هذه البروتوكولات الآياتية؛ ولذا شن أحدهم على رابطة أهل السنة هجمة شعواء لما أعلنت الرابطة أنباء اضطهاد أهل السنة في إيران، وبدأ هذه المشبوه يسب سيدنا عثمان وتاريخ المسلمين، وكانت الافتراءات والاتهامات دون أدنى وازع إنساني أو ديني أو علم أو بحث علمي، ومع كل هذا يعتبر نفسه من أبطال الوحدة الإسلامية!!
[14])) فليسمع هذا جيداً ولْيَعِهِ الببغاوات الذين ينادون بالوحدة معهم.
[15])) لكونهم تجاوزوا الخطة الأولى إلى الخطة أو البروتوكولية الثانية.
[16])) طبقوا بعض هذه الخطط في قرى سوريا وتشيَّع من أبنائها عدد من المسلمين ورأينا منهم من يشتغل في المركز الثقافي الإيراني في ساحة المرجة في دمشق من هؤلاء المتشيعين وأصحاب الأقلام المرتزقة من الدول العربية من العلمانيين والمنافقة وغيرهم الذين يلتقونك هناك.
[17])) وكلاهما ينفع أتباع ابن سبأ هؤلاء؛ لأنها تثير الفتن في كلتا الحالتين، وسيقع الخلاف بين الحكام والعلماء، وهذا الذي يريدونه؛ ومن نسي أعمالهم هذه في التاريخ فعليه بكتيب صغير ومهم وهو: ((بروتوكولات آيات طهران وقم)) للدكتور ناصر القفاري.
[18])) أي أن الشيعة هم الذين سوف يرتكبون أعمالاً مريبة وفتناً للوقيعة بين الحكام والعلماء واستعداء الحكومات على الدين ودعاته.
* رابطة أهل السنة في إيران.
[19] - أنظر ملحق الوثائق.
[20]) ) انظر : على الصادق، ماذا تعرف عن حزب الله ؟ ص 37 – 38.
[21]) ) فلاح المديرس، الحركات والجماعات السياسية في البحرين، ص 99.
[22]) ) علي الصادق، مرجع سابق، ص 38.
[23]) ) محمد سرور زين العابدين، أأيقاظ قومي أم نيام ، ص 7 (تحت الطبع).
[24]) ) المرجع السابق، ص 8 .
[25]) ) المرجع السابق، ص 8 .
[26]) ) المرجع السابق، ص 8 .
[27]) ) علي الصادق، مرجع سابق، ص 39
([28] ) حركة حق حركة غير مرخصة لها من الدولة.
[29]) ) راجع مقالات الأستاذة سميرة رجب عن هذه القضية في صحيفة أخبار الخليج البحرينية في شهر يناير وفبراير ومارس 2007 م
[30]) ) انظر الصحافة البحرينية في هذه القضية في هذه الفترة.
[31]) ) صادق أمين ثابت، جذور التمرد الشيعي في البحرين، ص 25، 1998م.
([32]) - هذا ما حدث فعلاً في مملكة البحرين، حيث تم تجنيس عشرات الآلاف من الرافضة في عقود متتالية (الأربعينيات) والخمسينيات، والستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات من القرن الماضي. وأكثرهم جاء من إيران، والعراق،والقطيف من شرق الجزيرة العربية.
[33]) ) ما بين القوسين هو من تعليق الدكتور عبد الرحيم البلوشي، مترجم هذه الخطة من الفارسية إلى العربية، وليس من صلب الخطة.
([34]) - http://www.alqatrah.org/
[35]) ) السيد زهرة، مقال بعنوان : (هل تريدونها قطيعة)، صحيفة أخبار الخليج البحرينية العدد (10531)، يوم 22 يناير 2007م.
[36] - لقد تم مؤخرا في شهر يونيو 2007م هدم وتدمير مسجد الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه في محافظة البصرة على يد جيش المهدي وعصابات الصفوية الجديدة. كما تم الإعتداء على مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان، ومسجد الإمام عبدالقادر الجيلاني.
[37]) ) محمد سرور زين العابدين،مرجع سابق، ص 24، (بتصرف)