آخر تحديث للموقع :

الأحد 8 ذو القعدة 1444هـ الموافق:28 مايو 2023م 12:05:51 بتوقيت مكة

جديد الموقع

مؤدب ..
الكاتب : مؤدب ..

منة المنان في إبطال ترفض القرآن

مقدمة :-

الحمد لله  وحده  والصلاة  على من لا نبي بعده على آله وصحبه  ومن تبعه بإحسان إلي يوم الدين
وبعد :-
بين آونة وأخرى يخرج لنا من" الرافضة" من يريد أن يشكك المسلمين بمعتقدهم  ودستورهم ومنهجهم الحقيقي الواضح  " القرآن " فمن طريقة التحريف والإجماع عليه إلي طريقة أخرى بذكر الناسخ والمنسوخ ليشتتوا أذهان المسلمين  ويُشككوهم بهذا الدستور العظيم  , إلي القراءات وإظهار الشواذ منها لكي يقولوا للمسلمين واليهود والنصارى أن هذا القرآن فيه تبديل وتغيير وتحريف , إلي القول ( هل البسملة ) آية من القرآن أم لا ..
ويخرج هذه الأيام من يريد التشويش على المسلمين بطريقة –  أسف يوم أن أسميها طريقة " غبية " –  وهي أن ينسبوا  القرآن الكريم  ( للترفض ) من طريق اسم  ( التشيع )  وحيثُ أن البلاء إذا عم فهو يأكل الأخضر واليابس  وحيثُ أن من عادة "الرافضة" التطور في الدين في كل آونة وأخرى رأيتُ أنهُ من واجبي التصدي لهذه الفرية  وهي ( ترفض القرآن )  حتى لا يتطور من ( تشيعه  إلي  ترفضه –  بزعمهم –  )  لأننا لو سكتنا جميعاً على أن  طرق القرآن شيعية  على  حد زعمهم  فإنه لا يمنع أن يأتِ الرافضة بعد زمن  ويطوروا هذا  الأمر  من تشيع إلي  ترفض ..
 
فجعلت هذا المقال وأسميته  ( منة المنان في إبطال " ترفض القرآن " )  وجعلته على خمسة مباحث  مع  مقدمة  وخاتمة  وهو على  النحو التالي :-
المبحث الأول :-
( لا يوجد عند الرافضة قرآن ظاهر أو قرآن سليم  من التغيير ) وفيه فصلان
*الفصل الأول – تواتر العلم المنقول من "الرافضة" على أن عند علي  – رضي الله عنه –  قرآن آخر مخبأ عند إمام الرافضة الثاني عشر (المزعوم) ليس هو قرآن المسلمين اليوم
 
*الفصل الثاني – أجمع الرافضة على أن هذا  القرآن الموجود اليوم والمروي من طريق "السلمي" – – رحمه الله –   ليس بتمامه وأنه معرض للتحريف
 
المبحث الثاني :-
( الرافضة يسرقون أسماء غيرهم مثل اسم الإسلام حتى يكونوا مسلمين ومرة يسرقوا اسم " التشيع " حتى يكونوا شيعة  ومرة يسرقوا النسبة إلي مكان ما  حتى ينتموا إلي مذهب ) وفيه ثلاثة فصول.
 
·       الفصل الأول – الفرق بين الرافضة و الشيعة
·       الفصل الثاني – لا  دليل على رافضية  " السلمي "
·       الفضل الثالث – ليس كل أهل الكوفة روافض
 
المبحث الثالث :-
( القرآن عنايته من قِــبل الصحابة أولاً ثم من طرق أهل السنة ثانيا والقرآن له أسانيد والأسانيد من صفات أهل السنة ليس من صفات الروافض ) وفيه فصلان
·       الفصل الأول –  طرق القرآن كثير.
·       الفصل الثاني – حفص وعاصم من أهل السنة.
 
 
المبحث الرابع :- (السلمي أبو عبد الرحمن لا يحتاج إلي إثبات سماعه من الأربعة ) وفيه فصلان
·        الفصل الأول – السلمي سمع عثمان  – رضي الله عنه – 
·       الفصل الثاني – السلمي سمع الأربعة  – رضي الله عنهم – 
 
 
المبحث الخامس :-  ( علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –   سني ليس برافضي ) وفيه فصلان
·   الفصل الأول - لو سلمنا أن هذا القرآن من طريق علي – رضي الله عنه –    آحاد فهذا فخر لنا  أهل السنة لأن  علي تبرأ من الروافض
·       الفصل الثاني – لمَ لا نجد الأئمة في أسانيد القرآن  ؟؟
 
 
المبحث السادس :- ( إهمال الرافضة للقرآن )
 
ثم جعلت الخاتمة .
 
هذا وأسال الله تعالي القبول في القصد  والصلاح في النية  والتيسر  وأن يجعل ذلك في موازين الحسنات  ورحم الله من نقله  أو كتبه  أو طبعه  أو اقتبس منه  أو نشره
 
وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مؤدب  ..
[email protected]
رحم الله من أهدى إليّ عيوبي
 
 
 
 
 
 
 
المبحث الأول :-
( لا يوجد عند الرافضة قرآن ظاهر أو قرآن سليم  من التغيير )
 وفيه فصلان
·       الفصل الأول – تواتر العلم المنقول من الرافضة على أن عند علي – رضي الله عنه –   قرآن آخر مخبأ عند إمام الرافضة الثاني عشر المزعوم ليس هو قرآن المسلمين اليوم .
يزعم "  الرافضة " وفي أمهات كتبهم أن عندهم قرآن أخر ليس هذا القرآن المروي من طريق "السلمي" عن علي – رضي الله عنه –    وأن هذا القرآن الذي عند علي – رضي الله عنه –  لم يظهر وأنه العمدة وأن القرآن المروي من طريق حفص عن عاصم  ليس هو القرآن الحق وأنه محرف وأن الصحابة قاموا بتحريفه .
وهذه بعض رواياتهم  في ذلك ..
قال الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية في المجلد الثاني ص 360 /361/362
قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   ، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام. وفي ذلك القرآن(يقصد القرآن الذي عند المهدي) زيادات كثيرة وهو خال من التحريف ، وذلك أن عثمان قد كان من كتاب الوحي لمصلحة رآها – صلى الله عليه وآله وسلم –   وهي أن لا يكذبوه في أمر القرآن بأن يقولوا إنه مفترى أو إنه لم ينزل به الروح الأمين كما قاله أسلافهم ، بل قالوه أيضا وكذلك جعل معاوية من الكتاب قبل موته بستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضا وعثمان وأضرابه ما كانوا يحضرون إلا في المسجد مع جماعة الناس فما يكتبون إلا ما نزل به جبرائيل عليه السلام. أما الذي كان يأتي به داخل بيته – صلى الله عليه وآله وسلم –   فلم يكن يكتبه إلا أمير المؤمنين عليه السلام لأن له المحرمية دخولا[ أقول أنا مؤدب : قاتل اللهُ الجهل وهل يحق لعلي – رضي الله عنه –   أن يدخل على زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ليس لهنّ بمحرم ]  وخروجا فكان ينفرد بكتابة مثل هذا وهذا القرآن الموجود الآن في أيدي الناس هو خط عثمان ، وسموه الإمام وأحرقوا ما سواه أو أخفوه ، وبعثوا به زمن تخلفه إلى الأقطار والأمصار ومن ثم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية
وقد أرسل عمر بن الخطاب زمن تخلفه إلى علي عليه السلام بأن يبعث له القرآن الأصلي الذي هو ألفه وكان عليه السلام يعلم أنه طلبه لأجل أن يحرقه كقرآن ابن مسعود أو يخفيه عنده حتى يقول الناس : إن القرآن هو هذا الكتاب الذي كتبه عثمان لا غير فلم يبعث به إليه وهو الآن موجود عند مولانا المهدي عليه السلام مع الكتب السماوية ومواريث الأنبياء ولما جلس أمير المؤمنين عليه السلام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا [ أقول أنا مؤدب : وهذه العبارة لوحدها تكفي  لإبطال أن عند الرافضة قرآن برواية "السلمي " – – رحمه الله –عن علي  – رضي الله عنه  –  فهل من عاقل؟؟ ] لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى ، وكما لم يقدر على إجراء المتعتين متعة الحج ومتعة النساء. وقد بقي القرآن الذي كتبه عثمان حتى وقع الى أيدي القراء فتصرفوا فيه بالمد والإدغام والتقاء الساكنين مثل ما تصرف فيه عثمان وأصحابه وقد تصرفوا في بعض الآيات تصرفا نفرت الطباع منه وحكم العقل بأنه ما نزل هكذا . انتهى
 
أقول  أنا مؤدب :
هذا تصريح من عالم من أكبر علمائهم أن هذا القرآن ليس هو القرآن الموجود اليوم بين المسلمين ويؤيد ذلك  ما يلي :-
 يقول  الجزائري  في ص 336  ما نصه :
فإن قلت كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير؟؟
 قلت قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرى ويعمل بأحكامه .انتهى
 
فهل بعد هذا يحق " للرافضة" أن يدَعوا  أن القرآن الذي رواه "السلمي" – – رحمه الله –  من طريق الأربعة – رضي الله عنهم –  قرآناً لهم  أو لهم به صلة ؟؟
 
يقول الطبرسي في الإحتجاج المجلد الأول ص 155  في ما يرويه عن أبي ذر الغفاري ظلماً وإفتراءً عليه – رضي الله عنه –    أنه قال :
لما توفي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   جمع علي عليه السلام القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم .انتهى
 
فكيف بعد هذا يقول الرافضة أن القرآن الموجود اليوم من رواية حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن عن أربعة من الصحابة – رضي الله عنهم –  ( قرآناً  لهم )  مع العلم أن ليس في سند هذا القرآن ولا رافضي واحد ( كما سيأتي في  المبحث الثاني )
 
ويذكر إمامهم المفيد أيضا أن علي – رضي الله عنه –   جمع قرآناً ليس هو هذا القرآن الذي بين أيدينا اليوم فيقول في المسائل السرورية ص 78-81 :
حينما سؤل ما قولك في القرآن. أهو ما بين الدفتين الذي في أيدي الناس أم هل ضاع مما انزل الله على نبيه – صلى الله عليه وآله وسلم –   منه شيء أم لا؟ وهل هو ما جمعه أمير المؤمنين ( ع ) أما ما جمعه عثمان على ما يذكره المخالفون.
فأجاب :
إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام لم يضع منه شيء وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك منها : قصوره عن معرفة بعضه. ومنها : ما شك فيه ومنها ما عمد بنفسه ومنها : ما تعمد إخراجه. وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في حقه ولذلك قال جعفر بن محمد الصادق : أما والله لو قريء القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا ، إلى أن قال : غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد أمروا بقراءة مابين الدفتين وأن لا نتعداه بلا زيادة ولانقصان منه إلى أن يقوم القائم (ع) فيقرىء الناس القرآن على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام ونهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر وإنما جاء بالآحاد ، و قد يغلط الواحد فيما ينقله ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه مع أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك فمنعونا (ع) من قراءة القرآن بخلاف ما يثبت بين الدفتين . أنتهى
 
فحال الرافضة في هذا المجال مشهور لكل ذي عقل وعلم ولا يخفى إلا على صاحب هوى ومن يُعمي قلبه عن الحق  ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فكيف بعد هذا وما سيأتي يقول  الرافضة: أن هذا القرآن اليوم الموجود هو قرآنهم ؟؟
 
زد على ذلك ما ذكره أبو الحسن العاملي قال في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36 وقد قامت دار الهادي - بيروت - في طباعة تفسير البرهان لكنها حذفت مقدمة أبو الحسن العاملي لأنه صرح بالتحريف
لكن هيات هيات .. فإن من اعتدى على كتاب اللهِ تعالي يفضحه الله ولو في قعر داره .. فقال هذا العاملي  ما نصه :
اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها ، أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول – صلى الله عليه وآله وسلم –   شيء من التغييرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات ، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ، ما جمعه علي عليه السلام وحفظه الى أن وصل الى ابنه الحسن عليه السلام ، وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام ، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه .. انتهى
 
فهذا صريح في أن " للرافضة" قرآن أخر ليس هو القرآن الموجود اليوم  .. سبحانك هذا بهتان عظيم ..
 
ويرد العاملي  على من قال أن القرآن الموجود اليوم هو كما انزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول في ص 49 وما بعدها :
أن القرآن مجموعاً في عهد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   على ما هو عليه الآن غير ثابت بل غير صحيح وكيف كان مجموعاً وإنما كان ينزل نجوماً وكان لا يتم إلا بتمام عمره ولقد شاع وذاع وطرق الأسماع في جميع الأصقاع أن علياً عليه السلام قعد بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   في بيته أياماً مشتغلاً بجمع القرآن أنتهى
 
ثم إن الرافضة يقولون أنه ما حفظ القرآن غير الأئمة ومن قال من غيرهم أنه حفظ القرآن فهو كذاب  فهذا محمد بن يعقوب الكليني يقول  : عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام
 ( أصول الكافي كتاب الحجة ج 1 ص 284)
 
أقول أنا مؤدب :
هذا كلام صريح على أن "السلمي" لم يحفظ القرآن وإن قال السلمي – عند "الرافضة "طبعاً – أنه حفظ القرآن  فهو كذاب .. فكيف بعد  هذا يُقال  أن عند الرافضة قرآن ؟؟ فإن جاز " لسلمي " – رحمه الله  – أن يحفظ القرآن فما  الذي يمنع الصحابة أن يحفظوه  – رضي الله عنهم –  ؟؟
 
ويقول  أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار  : في بصائر الدرجات  ص 213
عن أبي جعفر الصادق انه قال : " ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب ، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب و الأئمة من بعده . انتهى
 
ويؤيد ذلك  الحاج كريم الكرماني الملقب " بمرشد الأنام " قال :  في إرشاد العوام" ص 221 جـ3
أن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن ، فيقول أيها المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل .. انتهى
فها هو  يصرح أن الإمام الثاني عشر – المزعوم – إذا خرج للناس سيظهر قرآن حقيقي ليس هذا القرآن الذي  هو من رواية  السلمي –– رحمه الله –  عن الأربعة – رضي الله عنهم –   .. فيا عجب .. !!
 
والكلام عن  أن عند الرافضة قرآن آخر  يطول ولعلي أختم بهذه العبارة  للكاشاني  حيث قال في هداية الطالبين 368 :
إن عثمان أمر زيد بن ثابت الذي كان من أصدقائه هو وعدواً لعلي ، أن يجمع القرآن ويحذف منه مناقب آل البيت وذم أعدائهم ، والقرآن الموجود حالياً في أيدى الناس والمعروف بمصحف عثمان هو نفس القرآن الذي جمعه بأمر عثمان .. انتهى
 
أقول : وإن كان الكلام في  هذه العبارة عن  التحريف إلا أن فيها همسة لأن القرآن الذي عند علي – رضي الله عنه –    فيه أسماء  آل البيت  مما يُبين ويُوضح   لكل عاقل أن القرآن الذي رواه "السلمي" ليس هو القرآن الذي عند الرافضة ..
 
ويقودنا هذا الكلام  الآثم  لسؤالين بسيطين ..
الأول –
هل فعلاً  وحقاً  آل البيت عندهم  هذه الخرافات ؟؟
 
نقول أن أهل البيت –  صلى الله عليهم وسلم –   ليس فيهم من هذا الكفر والزندقة شيء فإنهم – رضي الله عنهم –  بلاهم الله بالكذابين عليهم من العلماء الصفويين  .
يقول أبو عبد الله  وهو من أئمة الرافضة ,  نقله عنه صاحب  معرفة الرجال للكشي  71
وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم
 
الصادق قال: إن المغيرة بن سعيد دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبينا محمد، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   //الكشي: (195)
وقال أيضاً: إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس// الكشي: (257)
وعن يونس بن عبدالرحمن قال: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، ووجدت أصحاب أبي عبدالله متوافرين، فسمعت منهم، وأخذت كتبهم، وعرضتها من بعد على أبي الحسن فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أصحاب أبي عبدالله، قال: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبدالله، لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب، يدسون من هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبدالله، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن // الكشي: (195)
 
فمثل هذه الأخبار تُبين كذب هؤلاء العلماء الصفويين على  آل البيت  , بل إن هؤلاء الصفويون فيهم من الحقد على  الإسلام وآل البيت ما الله به عليم  ..
حتى  ولو  تسموا بعلماء التشيع  فإن هذا كذب  [ وسنبين الفرق بين الشيعة والرافضة ]  والحقد يبدأ من سردهم " الحقد" على  أهل البيت من زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وتعظيم آل البيت حتى  يـــُزلوهم  منازل الإلوهية  وهذا كله  أهل البيت براء منه  كما دلت عليه النصوص .
 
 والثاني –
لماذا يقرأ الرافضة هذا القرآن الموجود اليوم ؟؟
 
يجب على هذا التساؤل العالم الرافضي الجزائري  حيث يقول في كتابه  الأنوار النعمانية
فإن قلت كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع مالحقه من التغيير ، قلت قد روي في الآخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرى ويعمل بأحكامه
 
 ( هذا جواب العالم الجزائري لكل سني أو شيعي أو رافضي  يسأل لماذا يقرأ الشيعة أو الرافضة القرآن مع انه محرف ( 2/363
 
وهذه رسالة واضحة صارخة لكل رافضي  أو شيعي على وجه الأرض لكي  يتأمل أن مثل هؤلاء العلماء المحسوبين على التشيع  أنهم نقمة على التشيع الحقيقي الجميل بل هؤلاء صفويون أقرب إلهم منهم إلي التشيع الذي  يُقدر آل البيت  ويحترمهم  ويأمر بما أمر به آل البيت – رضي الله عنهم –  حيث أمروا أبتاعهم  بالانقياد لهذا القرآن والعمل به  والتقيد بأحكامه  وقراءة هذا القرآن وحفظه  والنظر فيه  ..
أليس ( علي بن أبي طالب ) – رضي الله عنه –    من سادة أهل البيت – رضي الله عنهم  وهو – رضي الله عنها – حد القراء الأربعة الذين أخذ المسلمون " عامة " عنهم القرآن  غضا طرياً كما نزل  , فكيف يأمر هذا العالم "  الرافضي الصفوي " الجزائري قومه  بأن يمروا  على هذا القرآن  مرور الكرام  وأن يقرؤوا  هذا القرآن لمجرد أن يأتي من يعلمهم غيره ؟؟
هل يقول ذلك مسلم ؟؟
لا أظن ذلك ولا يظن ذلك  شيعي أو حتى رافضي له عقل .
 
 
 
 
 
 
 
 
·   الفصل الثاني – أجمع الرافضة على أن هذا  القرآن الموجود اليوم والمروي من طريق السلمي ليس بتمامه وأنه معرض للتحريف
 
 
بعد أن بيننا في الفصل الأول أن عند الرافضة قرآن أخر ليس هذا القرآن الموجود اليوم عند المسلمين .. نُــبين  طريق أخر من إثباتات أن الرافضة أيضا ليس لهم علاقة بهذا القرآن المروي من طريق "السلمي "  عن الأربعة – رضي الله عنهم –   بأنهم –أي الرافضة –   قد أجمعوا على  تحريف القرآن ..
وقضية التحريف  للقرآن قضية خاصة بالروافض إذ لا يوجد أي فرقة من فرق الإسلام  أو فرقة تنتسب إلي الإسلام  تناقش  أو تُجادل أو حتى  تتعرض لهذا الدستور بشيء من القول فيه لأنهم يؤمنون بقوله تعالي :
(فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ َّلا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ )  (الواقعة : 78 )
وبقوله تعالي :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر : 9 )
إلا "الرافضة"  فإنهم شذوا عن فرق الإسلام والمسلمين في هذه الفرية وقالوا هذا " الكفر " وجعلوه من أصول دينهم  بل قال بعض علمائهم  من نفى التحريف فعليه أن ينفي الإمامة أصلا  لأن التحريف سكن في قلوبهم  ولا يستطيع الرافضة أن يُـــثبتوا أصل دينهم "الإمامة" إلا بالقول بالتحريف ..
وللتحريف قصة  طويلة  [ لعل الله أن يُيسر أن  نكتب لها  مبحث إن شاء الله ]  ولكني سأذكر بعض أطراف هذه القصة ..
قال الرافضة  أن الإمامة أصل من أصول الدين :
قال لهم أتباعهم لمَ لم يذكر اللهُ –  تعالي –   الإمامة في القرآن مع أنها أصل ؟؟
ولمَ ذكر الله  في القرآن  النملة والقرد والنحلة  والبقرة  وإبليس والإرث والحقوق  وذكر زيد  وذكر التيمم والغسل والوضوء وذكر الأنبياء بأسمائهم  والنبي محمد –  صلى الله عليهم وعلي نبينا محمد أجمعين –  وذكر أشياء كثيرة في القرآن  من قواعد الحلال  وقواعد الحرام  ومن الطيبات والخبائث  وغيرها .. ولم يذكر أسماء الأئمة .. بل لم يذكر اسم "علي" على الأقل ؟؟
فوجد علماء الرافضة الصفويين  .. أن  الحل في ذلك حتى يصدق الناس قولهم  القول بالتحريف  وبالفعل قام  هؤلاء  القوم  الحاقدين على الإسلام وعلى آل البيت بالقول بالتحريف من أجل أن  يكسبوا الكثير من الأمور منها على سبيل المثال
-         التشكيك بالقرآن
-         الطعن بالصحابة – رضي الله عنهم – 
-         الحقد على آل البيت
-         التشكيك بالإسلام  لأن النقيصة والتحريف بدستوره يعني التشكيك بالإسلام ذاته
-   كسب قلوب الأتباع لهم بأن أسماء الأئمة قد ذكرت في القرآن  ولكن الصحابة قد حذفوها من الأصل الموجود عن الإمام الموهوم  عند  الرافضة .
 
فكان هذا الحل الآثم عندهم  حتى يتخلصوا من هذا المأزق الكبير الذي وقعوا فيه  .. وبعد فترة من الزمن  جاء قوم " شيعة"  وليسوا " رافضة"  وبدأ هؤلاء يتساءلون  كيف يكون " الثقل الأكبر " محرف   إذاً  لا نثق في الثقل الأصغر ..
فوجد القوم أن هذه مصيبة  أخرى  إذ لا يُشكل عليهم القرآن  المهم عندهم " الترفض "  لا يصح عندهم أن يُمس بأذى  .. ولذلك  سنجد أن القوم  " يُكفرون " من شك  حتى شك  في ولاية أحد هؤلاء الأئمة  حتى ولو كان هذا الإمام – المزعوم – فإنه يُعرض  للكفر  ,  والقرآن من يقول عنه أنه محرف ليس  عليه لا خوف ولا شيء  بل " مجتهد "  وهذا  هو  الذي يُبين  أن هؤلاء القوم  وجدوا من أجل أن يهدموا الإسلام لا أن يخدموا الإسلام .. وأكبر هدم لهذا الإسلام يكون بهدم هذا القرآن .. وقالوا عنه محرف .. فلما  أتباعهم  سألوهم  عن التحريف والوثوق بالثقل الأكبر والأصغر .. نفى أربعة من المتقدمين هذه الفرية " طبعا  نفيهم لها  تقية " لأسباب كثيرة لا نريد ذكرها  .. ولا يوجد غيرهم  من علماء " الرافضة" كلهم   ..
 
فإن كان هذا القرآن هو قرآن الرافضة  وأقصد بالقرآن الذي رواه السلمي  عن الأربعة  – رضي الله عنهم –    .. فلمَ قال كل علماء الرافضة بتحريفه ؟؟
 
ولو أردتُ أن اذكر كل من قال بالتحريف  لطال المقام  بنا .. إذا عددهم أكثر من أن يُحصى وقد نشأ السلف على ما قاله الخلف .. ( منهم )
 
ولكنني أحببت أن أذكر هنا " بعضاً " من مَن  نقل التواتر والإجماع  على التحريف ..
ولا عليك أمر أيها القارئ الحظ  هنا  قولي ( الإجماع  والتواتر )  فليس فقط   كلمة (  تحريف ) فإن هذه الكلمة  عند الرافضة  من المسلمات .. ولعلي أذكر أيضا على ذلك زيادة  وهي  أقوال من قال عنه علمائهم أنه يقول بالتحريف  فإن في هذا إنصاف للقوم  أن يقول علمائهم عن علمائهم ذلك ..
ولو أردنا أن نستعرض كل اسم قال بالتحريف لاحتاج ذلك إلي مجلد  .. فنكتفي بمن قال بالتواتر والإجماع  ومن قال عنه علماء آخرين أنه قال بالتحريف
أما  من قال بالتواتر والإجماع من القوم عن  بالتحريف  فإليك نماذج منها .
قال السيد نعمت الله الجزائري:
إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً والتصديق بها . انتهى
 "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ص31
 
ولقد صرح بذلك البحراني في مقدمة تفسيره بقوله:
اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم –  شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه
 
أقول :
هذا نقل صريح و واضح من القوم أن القرآن الموجود اليوم " متواتر " على أنه محرف فكيف يزعم الرافضة  أن  القرآن  رافضي وأن سنده رافضي  ؟؟
فإما أن هذا القرآن  جمعه الرافضة  فيكون  "  محرف "
أو يتبرؤوا منه  ويكون ليس لهم به علاقة   وهذا هو الحق .
 
ولم يقف هذا التواتر عند  الرافضة فقط  بل قال نعمت الله الجزائري :
رداً على من يقول بعدم التحريف في القرآن:
"إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحّتها والتصديق بها. نعم! قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي، وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو هذا القرآن المنزّل لا غير، ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل. ومن هنا ضبط شيخنا الطبرسي آيات القرآن وأجزاءه، فروى عن النبي أن جميع سور القرآن مائة وأربعة عشر سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وستة وثلاثون آية، وجميع حروف القرآن ثلاث مائة ألف حرف وواحد وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفاً.
والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة، منها سد باب الطعن عليهم بأنه ذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف له. وسيأتي الجواب عن هذا"
 الأنوار النعمانية" لنعمت الله الجزائري ج2 ص357
 
قال خاتمة محدثي القوم الملا باقر المجلسي في مرآة العقول في شرح باب "إن القرآن كله لم يجمعه إلا الأئمة عليهم السلام" ما لفظه:
"لا يخفى أن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر، فإن قيل أنه يوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك، وتجويزهم (أي الأئمة) عملنا بهذا القرآن ثبت بالآحاد فيكون القرآن بمنزلة خبر واحد في العمل، قلنا ليس كذلك إذ تقريرهم على قراءة هذا القرآن والعمل به متواتر معلوم إذا لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحداً من أئمتنا أعطاه قرآناً أو علمه قراءة وهذا ظاهر لمن تتبع الأخبار، ولعمري كيف يجترئون على التكلفات الركيكة في تلك الأخبار مثل ما قيل في هذا الخبر أن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية أو كانت التجزئة بالآيات أكثر وفي خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير"
 نقلاً عن "فصل الخطاب" ص353
 
فهذا أحد أعلامهم الكبار ومن محدثيهم الأجلاء  يقول أن الأخبار في هذا الباب متواترة وقطعية  وأن الطعن في هذه الأخبار يعني الطعن في  " الإمامة "
فليت شعري  .. هل هذا القرآن الذي يزعم الرافضة  " أنه مروي من طريق "السلمي" – – رحمه الله –   عن الأربعة – رضي الله عنهم –  "  ويدعي الروافض أن هذا القرآن  " رافضي  "  ؟؟ سبحانك يا رب ..
 
السيد محمد الكهنوي حيث قال رداً على المرتضى:
"أما ادعاء عدم التحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس فهو محل النظر، بل هو ظاهر الفساد. لأن الروايات التي بلغت إلى حد التواتر التي تدل على أن علي بن أبي طالب هو الذي اشتغل بالقرآن بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  تبقى عوضاً ولغواً محضاً. مع أنه ورد في الروايات عن المعصومين أنه مخزون مودع عند صاحب العصر عليه السلام"
 "ضربت حيدري" للسيد محمد اللكهنوي ج2 ص78
 
وقد لخص لنا العالم الرافضي الزنديق  النوري الطبرسي  من قالوا بالتحريف  فهذا قوله :
عدهم  في كتابه (فصل الخطاب) واحداً بعد واحد تحت عنوان "المقدمة الثالث في ذكر أقوال علمائنا رضوان الله عليهم أجمعين في تغيير القرآن وعدمه" فيقول:
فاعلم أن لهم في ذلك أقوالاً مشهورها اثنان.
الأول وقوع التغيير والنقصان فيه وهو مذهب
1-         الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي شيخ الكليني في تفسيره صرح بذلك في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بأن لا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته
2-         ومذهب تلميذه ثقة الإسلام الكليني – رحمه الله –   على ما نسبه إليه جماعة لنقله الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب الحجة خصوصاً في باب النكث والنتف من التنزيل وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها
3-         واستظهر المحقق السيد محسن الكاظمي في شرح الوافية مذهبه في الباب الذي عقده في وسماه "باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام" فإن الظاهر من طريقته أنه إنما يعقد الباب لما يرتضيه
4-                         وبه صرح أيضاً العلامة المجلسي في مرآة العقول،
5-          وبهذا يعلم مذهب الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار في كتاب البصائر من الباب الذي له أيضاً فيه وعنوانه هكذا "باب في الأئمة عليهم السلام أن عندهم لجميع القرآن الذي أنزل على رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  " وهو أصرح في الدلالة مما في الكافي ومن باب "أن الأئمة عليهم السلام محدثون"
6-         وهذا المذهب صريح الثقة محمد بن إبراهيم النعمان تلميذ الكليني صاحب كتاب الغيبة المشهور في تفسيره الصغير الذي اقتصر فيه على ذكر أنواع الآيات وأقسامها وهو بمنزلة الشرح لمقدمة تفسير علي إبراهيم،
7-         وصريح الثقة الجليل سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه كما في المجلد التاسع عشر من البحار، فإنه عقد فيه باباً ترجمته باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله عز وجل مما رواه مشائخنا رحمة الله عليهم من العلماء من آل محمد عليهم السلام" ثم ساق مرسلاً أخباراً كثيرة تأتي في الدليل الثاني عشر فلاحظ،
8-          وصرح السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب بدع المحدثة وقد نقلنا سابقاً عنه ما ذكره فيه في هذا المعنى، وذكر أيضاً في جملة بدع عثمان ما لفظه "وقد أجمع أهل النقل والآثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله، وإنه ذهب من القرآن ما ليس هو في أيدي الناس،
9-                          وهو أيضاً ظاهر أجلة المفسرين وأئمتهم الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي،
10-                    والشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي،
11-        والثقة النقد محمد بن العباس الماهيار فقد ملئوا تفاسيرهم عن الأخبار الصريحة في هذا المعنى كما يأتي ذكرها، بل روى الأول في أول كتابه أخباراً عامة صريحة فيه، فنسبة هذا القول إليهم كنسبته إلى علي بن إبراهيم، بل صرح بنسبته إلى العياشي جماعة كثيرة،
12-        وممن صرح بهذا القول ونصره الشيخ الأعظم محمد بن محمد بن النعمان المفيد فقال في المسائل السرورية على ما نقله العلامة المجلسي في مرآة العقول،
13-        والمحدث البحراني في الدرر النجفية ما لفظه "إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء آخر من كلام البشر وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله تعالى قرآناً عند المستحفظ للشريعة، المستودع للأحكام لم يضيع منه شيء وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك.
منها قصوره عن معرفة بعضه.
منها ما شك فيه.
ومنها ما تعمد إخراجه، وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخر، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في موضعه ولذا قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: أما والله لو قرء القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا وقال عليهم السلام: نزل القرآن أربعة أرباع، ربع فينا وربع في أعدائنا، وربع قصص وأمثال، وربع قضايا وأحكام، ولنا أهل البيت فضائل القرآن" ثم قال: غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد أمروا بقراءة ما بين الدفتين وأن لا نتعداه إلى زيادة فيه ولا إلى نقصان منه إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيقرأ الناس على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام وإنما نهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر وإنما جاء بها الأخبار والواحد قد يغلطه فيما ينقله ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك فمنعونا من قراءة القرآن بخلاف ما أثبت بين الدفتين" انتهى وقال في موضع من كتاب المقالات: واتفقوا أي الإمامية على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي –صلى الله عليه وآله وسلم –  وقال في موضع آخر: فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم ير فرقاً فيما ذكرناه
 
14-وعد النجاشي من كتبه "كتاب البيان في تأليف القرآن" والظاهر أنه مقصور على إثبات هذا المطلب والله العالم، ويأتي إن شاء الله ما رواه في إرشاده من الأخبار الصريحة في وقوع التغيير فيه، نعم مال في موضع من الكتاب المذكور بعد ما صرح بورود الأخبار المستفيضة باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان وأنه ليس أن يدعي عدم النقصان فيه حجة يعتمد عليها إلى تأويل تلك الأخبار، وإن المراد منها أنه حذف من مصحف أمير المؤمنين عليه السلام ما كان من التأويل والتفسير، وهذا مناف لبعض وجوه النقص التي ذكرها في المسائل السرورية، ثم إنه – رحمه الله –   نسب بعد ذلك القول بالنقصان من نفس الآيات حقيقة بل زيادة كلمة أو كلمتين مما لا يبلغ حد الإعجاز إلى بني نوبخت رحمهم الله وجماعة من متكلمي عصابة الشيعة، وأعيانهم مذكورون في كتب الرجال، وقد التزم في هذه الكتب بنقل أقوالهم.
15- منهم شيخ المتكلمين ومتقدم النوبختيين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الكتب الكثيرة التي منها كتاب التنبيه في الإمامة قد ينقل عنه صاحب صراط المستقيم
 
16-  وابن أخته الشيخ المتكلم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى صاحب التصانيف الجيدة منها كتاب الفرق والديانات وعندنا منه نسخة،
17- والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب الياقوت الذي شرحه العلامة ووصفه في أوله بقوله: شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم.
18-ومنهم إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة عجل الله فرجه،
19- ورئيس هذه الطائفة الشيخ الذي ربما قيل بعصمته أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي السفير الثالث بين الشيعة والحجة صلوات الله عليه،
20-  وممن يظهر منه القول بالتحريف العالم الفاضل المتكلم حاجب بن الليث بن السراج كذا وصفه في رياض العلماء، وهو الذي سأل عن المفيد المسائل المعروفة قال في بعض كلماته ورأينا الناس بعد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم –  اختلفوا اختلافاً عظيماً في فروع الدين وبعض أصوله حتى لم يتفقوا على شيء منه وحرفوا الكتاب وجمع كل واحد منهم مصحفاً زعم أنه الحق إلى آخر ما تقدم،
21-  وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ الثقة الجليل الأقدم فضل بن شاذان في مواضع من كتاب الإيضاح.
22- وممن ذهب إليه من القدماء الشيخ الجليل محمد بن الحسن الشيباني صاحب تفسير "نهج البيان عن كشف معاني القرآن" في مقدماته ويظهر من تراجم الرواة أيضاً شيوع هذا المذهب حتى أفرد له بالتصنيف جماعة.
23-فمنهم الشيخ الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن المشتمل على كتب كثيرة،
24- وعد الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي من كتبه "كتاب التحريف".
25- ومنهم والده الثقة محمد بن خالد عد النجاشي من كتبه "كتاب التنزيل والتغيير".
26-ومنهم الشيخ الثقة الذي لم يعثر له على زلة في الحديث كما ذكروا علي بن الحسن بن فضال، عد من كتبه "كتاب التنزيل من القرآن والتحريف".
27-ومنهم محمد بن الحسن الصيرني، في الفهرست له "كتاب التحريف والتبديل.
28- ومنهم أحمد بن محمد بن سيار، عد الشيخ والنجاشي من كتبه "كتاب القرآن" وقد نقل عنه ابن ماهيار الثقة في تفسيره كثيراً
29- وكذا الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد في مختصر البصائر وسماه "التنزيل والتحريف"
30-ونقل عنه الأستاذ الأكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة وعندنا منه نسخة.
31-ومنهم الثقة الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان الماهيار المعروف بابن الحجام صاحب التفسير المعروف المقصور على ذكر ما نزل في أهل البيت عليهم السلام ذكروا أنه لم يصنف في أصحابنا مثله، وأنه ألف ورقة، وفي الفهرست له "كتاب قراءة أمير المؤمنين عليه السلام" وكتاب "قراءة أهل البيت عليهم السلام" وقد أكثر من نقل أخبار التحريف في كتابه كما يأتي:
32-ومنهم أبو طاهر عبد الواحد بن عمر القمي. ذكر ابن شهر آشوب في معالم العلماء أن له كتاباً "في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام وحروفه" والحرف في الأخبار وكلمات القدماء يطلق على الكلمة كقول الباقر والصادق عليهما السلام في تبديل كلمة آل محمد بآل عمران حرف مكان حرف، وعلى الآية كقول بعض الصحابة في سورة أنى أحفظ منها حرفاً أو حرفين يا أيها الذين آمنوا إلى آخر الآية ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام والله ما حرف نزل على محمد – صلى عليه وآله وسلم –  إلا وأنا أعرف فيمن نزل وفي أي موضع نزل، وعلى الحروف الهجائية وهي كثيرة، وعلى الأعم من الأول والأخير كقول أبي جعفر عليه السلام ولم يزد فيه أي في القرآن إلا حروف أخطأت به الكتاب، وله إطلاقات آخر لا ربط لها بالمقام.
33-ومنهم صاحب كتاب تفسير القرآن وتأويله وتنزيله وناسخه ومنسوخاً محكمه ومتشابهه وزيادات حروفه وفضائله وثوابه روايات الثقات عن الصادقين من آل رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين، كذا في سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاؤس ره.
34-ومنهم صاحب كتاب ذكر السيد في الكتاب المذكور أنه مكتوب فيه مقرأ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد وزيد ابني علي بن الحسين وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر صلوات الله عليهم ونقل عنهم حديثاً يأتي في سورة آل عمران.
35-ومنهم صاحب كتاب الرد على أهل التبديل ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه كما في البحار ونقل عنه بعض الأخبار الدالة على أن مراده من أهل التبديل هو العامة وغرضه من الرد هو الطعن عليهم به لأن السبب فيه إعراض أسلافهم عن حافظه وواعيه"
 
فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ص26 إلى ص31
 
ويقول أيضا بعد أن ذكر كثيراً من الأسماء القائلة بالتحريف :
" ومن جميع ما ذكرنا ونقلنا  بتتبعي القاصر يمكن دعوى الشهرة العظيمة بين المتقدمين وانحصار  المخالف فيهم بأشخاص معينين "
 
أقول :
فالمشهور عندهم  " التحريف "  والمخالف  من يقول  " بعدم التحريف " مع أن قول من قال بعدم التحريف ليس إلا  [ تقية ]
 
فهل هذا قرآن علي – رضي الله عنه –    الذي  رواه عنه  " السلمي أبو عبد الرحمن " الذي يحاول الرافضة اليوم  أن يجعلوه من طريقهم ؟؟
 
إن شهرة  أن  هذا القرآن الذي بين أيدينا اليوم  عند الرافضة أنه  محرف لا يحتاج إلي كثرة نقل بل قال كثير من علمائهم المعاصرين ذلك  ولا أعلم عالم رافضي  إلا قال بالتحريف أو رضي به  بعكس أهل السنة الذين " كفروا " من أنقص حرفاً واحداً من القرآن  ,أو  قال بالقرآن  ذلك ..
وهذا ما يعجز عنه الرافضة  - أعني أن يأتوا بعالم  معتبر وبمرجعية دينية حقيقة تقول " بتكفير " من يقول بالتحريف -  مع العلم أنهم يكفرون كل من يشك بإمام من أئمتهم  حتى ولو كان ذلك الإمام  الموهوم المزعوم فإنه  " يكفر عندهم " لا يقبل الله منه صرفا ولا عملاً  ولو عبد الله سبعين سنة بين الحجر والمقام  لكبه اللهُ على  وجهه في النار  .. 
ولكن من يقول بالتحريف يكون  مجتهد عند القوم  .. بل قال النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب  (  أن بعض  آيات القرآن  سخيفة )  وسأذكر ذلك وأعلق عليه قريباً إن شاء الله  تعالي فهل  هذا القرآن المجمع  على تحريفه المتواتر عند الرافضة  تبديله وتغييره  هل هو قرآن علي - رضي الله عنه -  هو قرآن  أخر  ؟؟
 
ويخطر بالبال سؤال ..
ما الذي  يستفيد من القول بالتحريف ؟؟ هل هم الرافضة ؟؟ أم غيرهم من المسلمين ؟؟
ولعل الجواب هو  " الرافضة " لأنهم ألزموا أنفسهم بأشياء لم يلزمهم الله بها ومثال ذلك "الإمامة" وحتى يستدلوا عليها من القرآن قالوا بالتحريف .. بعكس أهل الإسلام فكل عقائدهم  موجودة في القرآن .. الإيمان  و الإسلام  والصلاة  والزكاة  والصيام  والحج   وغيرها  ..
ونُشير هُنا إلي أن كل فريضة ذكرت بقرآنٍ  رواه ( أبو عبد الرحمن السلمي – – رحمه الله –   عن الأربعة – رضي الله عنهم –   )  بعكس  دين الروافض وقرآنهم ,  فإنه لا يوجد  بقرآنهم  " الغائب " ما يدل على سلامته  من الزيادة  .. ولا بهذا القرآن الذي بين يدينا  ما يدل على  ما يقولون .
 
فكيف يكون القرآن رافضي  السند  ؟؟  حشاه  أن يكون في سنده  قوم يكذبون ويتخذون هذا الكذب  ديناً  حاشاه  .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المبحث الثاني :-
( الرافضة يسرقون أسماء غيرهم مثل اسم الإسلام حتى يكونوا مسلمين ومرة يسرقوا اسم " التشيع " حتى يكونوا شيعة  ومرة يسرقوا النسبة البلاد  حتى ينتموا إلي مذهب ما )
 وفيه ثلاث فصول.
 
الفصل الأول – الفرق بين الرافضة و الشيعة
 
خصصتُ هذا الفصل لأهميته  ولأن الكثيرَ الكثير من المسلمين ومع الأسف يطلقون اسم " شيعي " على  " الرافضي "  ويعكسون الأمر فيطلقون   اسم  " رافضي " على شيعي .
بل لا أبالغ إن قلتُ أن  من طلاب العلم  وحتى الكبار منهم  من لا يفرق بين هذين الاسمين  مع الأسف ..
ويُعذر  كثير منهم  لأسباب ليس هُنا مكان سردها  ولعل من أهمها  أن الرافضة الإمامية اليوم يعرفون بالشيعة .. فإن قال قائل  " شيعة "  تبادر إلي الذهن الرافضة الإمامية  .. وهذا يُعذر به الكثير ..
ولكن يجب التفريقُ بين  الفريقين .. والفصلُ  بين  الأمرين  والتوضيح بين الاسمين ..
 
قال الإمام  الذهبي- – رحمه الله –   -  : في ترجمة الحاكم النيسابوري : أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر ، وأما أمر الشيخين فمعظِّمٌ لهما بكل حال   فهو شيعي لا رافضي .. " انتهى
فنلاحظ هُنا أن الإمام الذهبي – – رحمه الله –يُفرق بين  " شيعي "  و  " رافضي "  وهذا هو الصحيح  لأن بينهما  كما بين السماء والأرض .. كما سياتي .
قال ابن حجر- – رحمه الله –   - في الفتح
والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه، ويطلق عليه رافضي، وإلا فشيعي فإن أضاف إلى ذلك السب، أو التصريح بالبغض فغال في الرفض. وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو "انتهى
 
فهذه درجات محسوبة عند أهل العلم  تنزل شيئاً فشيئاً ..  بعكس كثيراً من الناس اليوم وهم يطلقون الاسم الشيعي على الرافضي   أو الغالي  أو الإمامي  ..!
 
فالشيعة// من حيث مدلولها اللغوي تعني : القوم و الصحب والأتباع والأعوان
فالرفض// معناه في اللغة الترك و التخلي عن الشيء
إذا وضعنا التعريفين  بجوار بعضهما البعض تبين الفرق الكبير بين ( شيعي ) و ( رافضي ) فالفرق بينهما كما بين السماء والأرض فهما متضادان ( فهذا ) معنا الصحبة ويأتي منه الحب والإخلاص والانقياد والطاعة والمعاونة والمودة  .. بينما نجد تعريف ( رافضي ) يأتي بمعنى النَفرة والابتعاد والتضاد  والكره  وعدم السمع والطاعة  والكراهية .
 
فلا يصح أن نطلق كلمة ( شيعي ) على  رافضي .. كما يريد من " يتمنى " أن يُرفض القرآن الكريم ويجعله  رافضي باسم  " التشيع " فهذا لا يكون أبداً إلا إذا أُرجع اللبن الضرع وسبح الضبُ في البحر .
 
ولذلك نقل ابن خلدون قوله (اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب و الأتباع و يطلق في عرف الفقهاء و المتكلمين من الخلف السلف على أتباع علىَ و بنيه – رضي الله عنهم –  )
فهنا  إتباع  .. وحتى لو قال قائل أن فلان يتبع  " علي – رضي الله عنه –   " فإن هذا مفخرة له ليست منقصة  لأنه – رضي الله عنه –   صحابي جليل وزوج " البتول " – رضي الله عنها –  سيدة نساء العالمين  وأبو السبطين الحسنين – رضي الله عنهما –  " ورابع الخلفاء الراشدين " وهو – رضي الله عنه –   أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ومات –  صلى الله عليه وآله وسلم –  وهو عنه راض .. فإتباعه ومحبته من الإيمان .. وقد قال –  صلى الله عليه وآله وسلم –  في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وابن حبان وصححه الألباني في تخريج كتاب السنة قال –  صلى الله عليه وآله وسلم – : (ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ، وإياكم من محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة )
ومما لا شك فيه أن " علي " – رضي الله عنه –   من الخلفاء المأمور بإتباعهم .
ولكن لا يعني أن يُتبع " علي " – رضي الله عنه –    أن يُعادى  غيره من الصحابة – رضي الله عنهم –  أجمعين  لأننا إذا نظرنا إلي معنى  " الرفض " نجد أنه  من يشتم ويسب أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما –.. ويقع في أعراض أمهات المؤمنين ويقذفهنّ بالزنا والفاحشة .. فإن كان ممن يسب ويشتم  فهو " رافضي " وإن وقع في اللعن  والتعرض للأعراض  وغير ذلك .. فهذا غالٍ في الرفض والعياذ باللهِ ..
وهو الموجود اليوم  [ أعني  الغلو في الرفض ]  وهو المنتشر .. حتى صار مصاحباً لكلمة " شيعي " فإن قال قائل  " شيعي  أو شيعة " فالمقصود بها على الأرجح " رافضة"  لندرة التشيع اليوم إلا من أعداد قليلة  جداً  ,  بل إن الرفض اليوم  لا يقوم إلا على سب ولعن " الشيخين " – رضي الله عنهما –  ..  وتطور الحال بهم  حتى وصول أتباعهم إلي مسبة الطاهرات المطهرات من أمهات المؤمنين .. يتهمونهنّ  مرة بالفاحشة ومرة بالخروج وإلي غير ذلك من الفروق التي بين" شيعي "  و  " رافضي "
فالشيعي ليس عنده من  هذه الأفكار من شيء  بعكس الرافضي المسمي اليوم " شيعي " وهو ليس كذلك فإنه وإن أطلق عليه لفظ  " شيعي " إلا  أن ذلك لا يُغير من الأمر من شيء .
 
بل لا إشكال عند أهل العلم  في " الشيعي "  وكل الإشكال مع  " الرافضي  الباطني " الذي له عقائد  [  سنبين شيئاً منها في الفصل القادم " لا دليل على رافضية  السلمي " إن شاء الله تعالي ] فلهم عقائد تختص بهم دون المسلمين أجمع  بل هي أقرب إلي " دين اليهودية " بل قال بعض من عرف الرافضة بأنهم  ( بذرة  يهودية بأيدي نصرانية بأرض مجوسية ) , وقال بعضهم ( يضعون الحديث  ويتخذونه دينا ) وصدق من عرفهم بالتعريف الأول .
فبذرتهم " عبد الله بن سبأ " اليهودي
وعلمائهم  كثيرٌ منهم أصلهم نصراني  وبعضهم يهودي الأصل .. وقال سيد من أسيادهم  وهو عباس الخوئي : ( أنه قد يأتي يهودي  أو نصراني فيلبس العمامة ويضع  " لحية " فيكون سيد ثم غضب وقال  " لا يوجد تنظيم  " ) أو كلاماً  نحو هذا .
  فهو دين  يكون به  من  هب ودب سيد  ولو  نظرنا مثلا  إلي " الخميني " فأصله  هندي  وضعوا له  عمامة وقالوا  أنه من نسل " فاطمة " – رضي الله عنها –  فعلماء الرافضة يغلب عليهم التنصر  وعقائدهم يغلب عليها اليهودية .. وبأرض مجوسية  وبالفعل  تقوم دول الرفض الباطني في إيران  أرض فارس المجوس  التي  زعزع أركانها الفاروق  - رضي الله عنه –   ..
وأما وضعهم الحديث وأخذهم إياه  دينا فهذا  لا يخفى على  أقل الناس علما فضلا عن  أهل الحديث  من أمثال  العلماء الذين لهم مؤلفاتهم في هذا المجال ..
إذا تبين هذا ..
فإن تعلق الرافضة بالأسماء ظاهر البطلان .. فلو سموا أنفسهم " شيعة " فإنهم ليسوا كشيعة الأمس فشيعة الأمس مسلمين  وشيعة اليوم رافضة إلا ما  ندر
وقد كانوا إذا عدوا قليل  *** فصاروا اليوم أقل من القليلِ
 
 
 
 
الفصل الثاني – لا  دليل على رافضية  " السلمي "
 
وبعد أن بينا في الفصل السابق بعضاً من الفروق  بين " الشيعة " و " الرافضة " وأن الفرق بينهما كما بين الثراء و الثرياء  و كما الفرق بين الجمرة  والتمرة  , ننظر هل كان " السلمي أبو عبد الرحمن " – رحمه الله –    " رافضي "  كما يزعم هؤلاء الرافض وأنهم منه وأنه منهم ويدل على ذلك العقائد فهل عقائد الرجل من عقائدهم فإن كان مثلهم فهم منهم
لأن القرين بالمقارن يقتدي
 وعقائد القوم التي شذوا بها عن المسلمين كثيرة وبعضها مستقبح طبعاً  تنفرُ منه النفس البشرية الصحيحة ولكن هو عندهم مستساغ ,
 
-        فمثلا الإمامة
-    . عند الرافضة أنه من لم يؤمن بالأئمة  الاثنا عشر  فإنه لا يدخل الجنة بل من جحد منهم واحداً كان كمن جحد النبوة  قال ابن بابويه القمي : " اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعد عليهم السلام أنه بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء عليهم السلام , وفيمن أقر بأمير المؤمنين  وأنكر واحداً من بعده الأئمة عليهم السلام أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم "
-          اعتقادات الصدوق نقلا عن مقدمة البرهان ص 19
 
فهنا يتضح للقارئ الفرق بين " الشيعي "  والرافضي .. وسؤالنا  لمن أراد أن يُرفض القرآن هل "السلمي"  - رحمه الله –   تعالي –  يؤمن بالأئمة الإثنا عشر ؟؟
قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
فهذا القارئ " السلمي " – – رحمه الله –  إما أنه عند الرافضة " كافر  جاحد "  وإلا  "رافضي ( فأن كان كفاراً – في نظرهم – كيف يكون بعد ذلك من خاصتهم  وينتمي إليهم  وإن كان " رافضي " فعليهم الإثبات ) .
وقال الطوسي  " دفع الإمامة كفر كما  أن دفع النبوة كفر , لأن الجهل بهما على حد واحد "  تلخيص الشافي المجلد 4 ص 131
فهل " السلمي " عندهم  يؤمن بهؤلاء الأئمة ؟؟
سبحانك يا رب .
-        الرجعة
-   ومن عقائد القوم "الرجعة" وهي أنهم يعتقدون رجوع الأموات قبل البعث [ ومع أن هذه الفكرة يهودية ]  إلا أن لهم فيها  تأييد بل قال بعض علمائهم أن الإمامية مجمعون على ذلك  ..!  فعندهم أن  إمامهم يرجع إلي الدنيا وينتقم من أعداءه  ويُرجع  معه بعض الأموات  من أمثال أبي بكر وعمر –  - رضي الله عنهما -  ويصلبهما  ويرجع  عائشة – - رضي الله عنها - –  ويقيم عليها الحد –  حاشاها  و- رضي الله عنها - – وهذه الأفكار  لا تقبلها الفطر السليمة فضلا عن العقول المؤمنة المسلمة  .. فيا عجب .. !! هل " السلمي " يؤمن بالرجعة ؟؟  وهل يؤمن بإحياء الأموات قبل يوم النشور ؟؟  ولماذا يُسمى يوم القيامة يوم النشور إذا كان  سيُنشر قوم قبله في الحياة  ؟؟ فهل يستطيع الرافضة  إثبات " ترفض السلمي "  وأنه يؤمن بمثل هذه  الأفكار المقيتة ؟  فأن لم يستطيعوا – ولن يستطيعوا – فإن  القول بترفض القرآن وسنده  ليس إلا :-
مجرد  دعاوى لم يقيموا عليها الرافضة بينات  فهم في الواقع  أدعياءُ .
-        البداء :-
-   ومن عقائد الرافضة  " البَداء " وهو الظهور بعد الخفاء . " فالرافضة " تجيز البداء لله تعالي  " وهو أن يظهر للهِ أمر بعد أن كان خافياً عليه " تعالي الله عما يقولون علوا كبيراً  وقالوا في ذلك (  ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل )  ولا يحتاج هذا الموضوع إلي إطالة فقد  ملأ القوم  كتبهم ورواياتهم  بمثل هذا الكفر – عياذا باللهِ من ذلك – وسؤالنا الذي يخطر على البال .. هل يؤمن  " السلمي " بهذه الأفكار وهل يؤمن بأن الله تعالي يظهر له بعد الجهل علم  ؟؟ سبحان الله  .. 
 
أقول : قد خالف الرافضة  كثيراً من المسلمين في عقائدهم  ولو أردنا أن نسرد كل عقائد القوم لطال المقام  ..  وأحيل في ذلك  إلي  كتاب  شيخنا "  الدكتور  ناصر القفاري  - حفظه الله تعالي – المسمى  [ أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ] فهو كتاب قيم من ثلاث  مجلدات  " ففيه يفضح القوم  بمراجع من أصول كتبهم  وعمدتها   ..  ولكن لعلي هنا أن اذكر بعض أقوال الرافضة المخجلة  .. فمثال ذلك
-   قولهم  إتيان النساء من الأدبار .. !!  فهذا أمر مستقبح  حتى عند " الحيوان " فلا يوجد " حيوان " يفعل هذا الفعل  ومع ذلك الرافضة  يُحلون ذلك كما في الكليني بسنده إلي صفوان  بن يحيى يقول : " قلت للرضا عليه السلام إن رجلاً من مواليك أمراني أن أسألك  عن مسألة هالك , واستحى منك أن يسألك  , قال : وما هي  ؟ قلتُ : الرجل يأتي امرأته في دبرها ! قال : ذلك له , قلتُ فأنت تفعل ؟ قال : إنا لا نفعل ذلك "  الفروع من الكافي المجلد 5  ص 540
-         فهل " السلمي " يؤمن بهذه القاذورات ؟؟
-     قال العلامة ابن القيم – رحمه الله –   تعالى : " وأما الدبر فلم يبح قط على لسان نبي من الأنبياء  ,  ومن نسب إلي بعض السلف إباحة وطء الزوجة في دبرها , فقد غلط عليه  "  زاد المعاد  المجلد الرابع ص 257 .
-    فهل كان  " السلمي " من الرافضة الذين يقولون بجواز  وطء الزوجة من الدبر ؟؟ . والنقل عن القوم في هذا ليس فقط  من طريق الكليني  محدث القوم  وإمامهم  في الحديث والثقة المعروف بل  غيره قال ذلك  كثير .
-    الطبرسي ذكر ذلك في  مجمع البيان المجلد الثاني ص 321 .  والطوسي يقول ذلك في الصافي المجلد الأول ص 232 وصاحب البرهان يقول ذلك ويحله كما أحله   الطبرسي  والكليني والطوسي يقول ذلك في البرهان المجلد الثاني ص 214 . فهل بعد  ذلك يأتي رافضي ليقول لنا  أن الإمام  " أبو عبد الرحمن السلمي "  - رحمه الله –  القارئ  يقول ويؤمن بهذا الخبث والرجس ؟؟
-   ومن عقائد الرافضة التي لا يؤمن بها  " السلمي "  – رحمه الله –    [ نكاح المتعة ] وهو عندهم من أعظم القربات إلي الله حتى إنهم  جعلوا من تمتع  أربع  مرات كان بمنزلة ( رسول الله –  صلى الله عليه وآله وسلم – ) سبحان الله ..!  ومن تمتع ثلاث كان بمنزلة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه –  .. !  ومن تمتع مرتين كان بمنزلة الحسن – – رضي الله عنه –  .. !  ومن تمتع   مرة  كان بمنزلة  الحسين  - رضي الله عنه –.. ! هذه منازل هؤلاء الشمس والقمر  النجوم عندهم  يصل إليها الرافضي  بمجرد  " متعة أو أربع متاع  " فيا عجب ؟؟  وهل يستطيع الرافضة أن يقولوا لنا  " كم  مرة تزوج السلمي – رحمه الله –    متعة "  ؟؟
-   إذا كان لا يستطيع الرافضة أن يُثبتوا  ذلك  فلمَ  يأخذون السلمي القارئ  إلي صفهم وهو منهم ومن عقائدهم براء ؟؟
 
يتبين مما سبق أن " السلمي " ليس كما يدعي "  الرافضة" أنه منهم  .
وعلى  فرض " تشيع " السلمي  – رحمه الله –   تعالي فإن هذا لا يُخل بدينه ولا يدل ذلك على انتسابه" للرافضة"  فإن تشيع السلمي سيكون مثل تشيع علماء أهل السنة الذين (  يحبون الصحابة ولم يخسروا آل البيت )
فمثلاً ..
-الإمام النسائي  " صاحب السنن " إمام من أجل أئمة أهل السنة  وفيه تشيع  وهذا الإمام يأخذ منه أهل السنة  دينهم مثله مثل علماء الحديث و غيرهم , فإن تشيع هذا الإمام ليس مثل تشيع "الرافضة" اليوم  من سب  وشتم  ولعن  وطعن بالأعراض  وقذف للأمهات المؤمنين – رضي الله عنهنّ –  أجمعين  وتكفير للصحابة  - - رضي الله عنهم -–   وتكفير للمسلمين أجمعين ..!  هذا ما لا يؤمن به النسائي أبداً ولا يقوله  .. وكذلك  " السلمي " – رحمه الله –   تعالي لا يؤمن بهذه الأمور فإن كان شيعي  فلا ضير .
- الإمام الحاكم فيه تشيع  .. وقد سبق  قول  الإمام  الذهبي- – رحمه الله –   -  : في ترجمة الحاكم النيسابوري : أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر ، وأما أمر الشيخين فمعظِّمٌ لهما بكل حال ، فهو شيعي لا رافضي . ..
 
فهم يفرقون بين الشيعي والرافضي  والإمام الحاكم – رحمه الله –    ما قال أحد من أهل العلم عنه أنه رافضي لا يُقبل منه  العلم  ..!  وكذلك السلمي يوم أن يكون شيعي لا يمنع أن يكون بمنزلة بمثل منزلة  هذا الإمام  .
وحتى الإمام الصنعاني عبد الرزاق  " شيعي " لا رافضي  ..
 وكذلك شريك القاضي  شيعي لا رافضي  ..
قال أبو عمر الكشي : قال يحي بن عبد الحميد الحمّاني في كتابه الذي ألفه لإثبات إمامة أمير المؤمنين - – رضي الله عنه –   - : قلت لشريك : إن أقواماً يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف الحديث.. !!
قال : أخبرك القصة ، كان جعفر بن محمد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون : حدثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ، ليستأكلوا الناس بذلك ، ويأخذوا منهم الدراهم ، وكانوا يأتون بكل منكر ، فسمعت العوام بذلك فمنهم من هلك ومنهم من أنكر "
رجال الكشي ص 208 - 209 ، بحار الأنوار 20 / 302 – 303
وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة ، فإنهم يضعون الحديث وتخذونه ديناً
ولا يخفى  أن شريكاً بن عبد الله ، قاضي الكوفة من قبل علي (– رضي الله عنه –  ). أحد أعظم و أعدل القضاة في التاريخ الإسلامي ومع ذلك يقول ذلك عن " الرافضة " وهو شيعي ..
 قال- حبيبي- شيخ الإسلام ابن تيمية – – رحمه الله –   رحمة واسعة  وأسكنه فسيح جناته وأنزله الفردوس الأعلى – : " ولهذا كانت الشيعة المتقدمون، الذين صحبوا علياً، أو كانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الآوائل والأواخر "
وروى اللالكائي عن إبراهيم بن أعين قال: قلت لشريك:
 ( أرأيت من قال: لا أفضل أحداً، قال: هذا أحمق أليس قد فُضِّل أبوبكر وعمر؟). شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1369، وأورده الذهبي في السير 8/205
ومع ذلك هو شيعي .. ليس برافضي ..
وعن سليمان بن أبي شيخ قال: لقي عبد الله بن مصعب الزبيري شريكاً فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر؟ فقال شريك: (والله ما أنتقص الزبير، فكيف أنال من أبي بكر وعمر!  )
وعن حفص بن غياث قال: سمعت شريكاً يقول: ( قُبض النبي  - صلى الله عليه وآله وسلم –، واستخار المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحداً أفضل منه كانوا قد غَشُّونا، ثم استخلف أبوبكر عمر، فقام بما قام به من الحق والعدل؛ فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة فاجتمعوا على عثمان، فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غَشُّونا  ) أورده الذهبي في السير 8/209.
قال علي بن خشرم: ( فأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا على عبد الله بن إدريس، فقال ابن إدريس: أنت سمعت هذا من حفص؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي أنطق بهذا لسانه، فو الله إنه لشيعي، وإن كان شريكاً لشيعي) نفس المصدر ..
قال الذهبي معقباً: ( قلت: هذا التشيع الذي لا محذور فيه -إن شاء الله-  إلا من قبيل الكلام فيمن حارب علياً - – رضي الله عنه –   - من الصحابة، فإنه قبيح يؤدب فاعله...)  نفس المصدر .
 
قلتُ أنا مؤدب :
نعم هذا التشيع  الصحيح  النقي  ليس " التشيع اليوم " الذي هو في الحقيقة  " رفض " وليس تشيع ,  بغض وليس حب   .. فلو أن  " السلمي " شيعي فو على مثل هذا التشيع المحمود الموقر ليس  كما يزعم "الرافضة"  أنه منهم اليوم  وهم يقصدون  تشيعهم الذي هو في الحقيقة " رفض "
 
عن سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق [ الصنعاني  الشيعي ] يقول: (ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر -فرحمهما الله-، ورحم الله عثمان وعلياً، من لم يحبهم فما هو بمؤمن أوثق عملي حبي إياهـــم) أورده الذهبي في السير 9/574.
وعن عبد الرزاق أيضاً أنه قال: ( أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، كفي بي إزراء أن أخالف علياً )  نفس المصدر ..
قال ابن حجر [ يُعرف عبد الرزاق ] :« حافظ ، مصنف، شهير، عمي في آخر عمره، وكان يتشيع ». تقريب التهذيب ص354
وروى اللالكائي عن أبي السائب عتبة بن عبدالله الهمداني قال: ( كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان... وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح، من الفاحشة. فقال : يا غلام اضرب عنقه فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله هذا رجل طعن على النبي  - صلى الله عليه وآله وسلم –  ، قال الله  عز وجل :
(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور : 26 )
 فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي – – صلى الله عليه وآله وسلم –   خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه. فضربوا عنقه وأنا حاضر ) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1269
فهل الرافضة الذين يقعون بعرض عائشة اليوم يسمون أنفسهم " شيعة "  وهل علماء الرافضة بل كبار مفسريهم والذين أقسموا  على الفاحشة  هل هؤلاء  " شيعة "  وهل يُصدق عاقل أن تشيع هؤلاء  مثل   تشيع " السلمي "  .. !!
وهل "  السلمي " – رحمه الله –   تعالي  يفضل  علي – رضي الله عنه –   على الشيخين ؟؟ وهو يسمعه يقول :   على منبر الكوفة: ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر -– رضي الله عنه –  مــا-) رواه الإمام  أحمد في المسند وصححه الألباني  في ظلال الجنة .
 
نقول  ما قال الحسين رضي  الله عنه   حيث قال :
عن عمرو بن الأصم قال: قلت للحسن: إن الشيعة تزعم أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة، قال: (كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة؛ لو علمنا أنه مبعوث، ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله )
 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/148
فهؤلاء الشيعة  وهؤلاء الرافضة  ... وهذا الفرق بين الفريقين  والبون بين الطائفتين .. فهذا السلمي  - رحمه الله –  الراوي القارئ على الأربعة – – - رضي الله عنهم -–  برئ من عقائد الرافضة ومن  الانتماء إلي شيء من أفكارهم  .. فتبين ..
 
والرافضة ينسبون إلي أنفسهم  البلاد كذاباً   ..
فمثلاً  ينبسون إلي الإمامين   " حفص و عاصم " أنهما رافضيين  لمجرد  وجودهما في الكوفة  . فيا عجب .. !
وإن الإنسان ليتعجب من  حال "الرافضة" ..  وسأبين في القادم  إن شاء  الله أنه ليس كل أهل الكوفة روافض  ..
ولكن يجب أن يعلم أن الرافضة  .. وحسب كثرة قراءتي  عنهم  ومعتقدهم  ينتسبون إلي البلاد أكثر من انتسابهم للدين  ..  ولا أدل على ذلك من  احتقارهم لبقاع الأرض إلا مواطن  الرفض  من مثل  " قم  "  والنجف "  وإيران  "  وكربلاء   وغيرها  ..
فهذه يعطونها قداسة كبيرة  بل قال بعضهم أن بعض هذه البلاد أفضل من المدينة  ومكة .. 
وجعلوها  حرماً  أيضا بل جعلوا معها غيرها حراماً  من مثل " قم " فهي كذلك حرماً  , فصاحب الوافي مثلا  يُبوب باب ويقول : ( باب فضل الكوفة ومساجدها) ويضع تحت هذا الباب هذه الرواية " المقيتة " ويقول : "إنّ الكوفة حرم الله وحرم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   حرم أمير المؤمنين، وإنّ الصّلاة فيها بألف صلاة والدّرهم بألف درهم" !!
فيا عجباً .. !!
هل يُوجد عند المسلمين والإسلام أن الكوفة  " حرم " لله – سبحانه – ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟
فهم ينتمون إلي " البلاد " في نظري أكثر من انتماءهم  إلي الدين  ..
وأما صاحب بحار الأنوار  .. فكعادته بالكذب والافتراء  يزيد في الحرم فيقول في مجلده  المائة واثنين  : عن جعفر قال : " إنّ لله حرمًا هو مكّة، ولرسوله حرمًا وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرمًا وهو الكوفة، ولنا حرمًا وهو قم ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمّى فاطمة، من زارها وجبت له الجنّة "
 .. فهُنا   نلاحظ  تعظيمهم  للقبور وتحبيب زيارتها  وجعل المدن التي فيها بعض الأموات من آل البيت من أمثال " فاطمة بنت موسى بن جعفر (إمامهم السّابع) فيجعلون ذالك حرماً
ويقول صاحب البحار أيضا في مجلده المائة و واحد  ..
عن علي بن الحسين قال : "اتّخذ الله أرض كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرمًا بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة، وأفضل منزل ومسكن يسكن فيه أولياءه في الجنّة"
فنحن  نجد هُنا  أنهم " يعظمون  "  كربلاء  .. ! 
فهل تعظيمهم لها من باب  " الدين  " ؟؟
وهل  السلمي – رحمه الله –   تعالي يعتقد هذه الاعتقادات الفاسدة ؟؟
 
والكلام عن انتمى هؤلاء " الحمقى " للبلاد "  يطول  ولعلي أختم  بهذه الروايات التي تُبين أن هؤلاء القوم " ليسوا بمسلمين " بل هم كفرة بثياب الإسلام  وهذا ما تدل عليه هذه الروايات :-
 
عن جعفر قال : " إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه.
فأوحى الله إليها كما يفترون أن كفي وقرّي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقرِّي واستقري وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلاً مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم"
كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار: 101/109.
فهل يقول هذا مسلم ؟؟
"إن أهل مدينة قم يحاسبون في حفرهم ويحشون من حفرهم إلى الجنة"
بحار الأنور: 60/218، عباس القمي/ الكنى والألقاب: 3/71.
فكيف  يكون هذا ؟؟
بالله عليكم يا مسلمين هل تُمس الكعبة ؟؟ هل يُتخطى على الحرم الآمن من قطع الأشجار وسلامة الأطيار ويُعتدي  عليه من هؤلاء المسمين أنفسهم مسلمين  .. و والله ما هم كذلك وهم يمسون أغلى بقعة على  وجه الأرض  مكة  حرم الله ؟؟
{ وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (القصص : 57 )
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} (العنكبوت : 67 )
عن أبي الحسن الرضا قال: "إنّ للجنّة ثمانية أبواب، ولأهل قم واحد منها فطوبى لهم ثم طوبى" بحار الأنوار: 60/215، سفينة البحار: 1/446
 
وبعد أن بينا  أن الرافضة  ينتمون إلي البلاد أكثر من انتمائهم إلي الدين ..
 
فإن كثيراً من  الروافض يدخلون باسم الدين " الإسلام " من أجل هدم هذا الدين .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
·      الفضل الثالث – ليس كل أهل الكوفة روافض
وبعد أن بينا  الفرق  بين " شيعي " ورافضي  
وبعد أن بينا أن " الرافضة " ينتمون إلي  البلاد  أكثر من انتمائهم إلي الدين .. نُبين في هذا الفصل أمر في غاية الأهمية  وهو [ أن ليس كل من انتمى إلي تلك البلاد يكون فيه عقائد أهلها ] ومثال ذلك  " حفص وعاصم " رحمهما الله .. قال عنهم الرافضة  أنهم  " شيعة " بمعنى روافض  لأنهما كوفيين .. وهذا جهل ..
فإن أهل الكوفة ليس كلهم  في ذلك الوقت شيعة .. وهم اليوم ليسوا كلهم  " رافضة " بل في ذلك الوقت  لا يعظم  أمر التشيع في الكوفة  فإن الإسلام  دخل الكوفة والقرآن قبل أن يسكنها علي – رضي الله عنه –   ...
والرافضة من حماقتهم  وقلة عقولهم  يجعلون  "حفصاً وعاصماً " من الرافضة فقط لأنهما كوفيين  ..
والمتأمل إلي علم الرجال يجد الكثير الكثير من أهل الكوفة  ليسوا على ما يشتهي الرافضة  ولو أردنا  أن نسرد على ذلك أمثله لطال المقام  ولكن على سبيل المثال ..
1-     إِبْرَاهِيْـمُ بنُ جَرِيْرٍ بنِ عَبْدِ اللّه البَجَلِـي الكُوفِـي.روى عن: أبـيه جرير بن عبد الله، وقيس بن أبـي حازم وابن أخيه أبي زُرْعَة بن عَمرو بن جرير
2-     إبْراهِيْمُ بن سُوَيْد النَّخَعِي الكوفِي الأَعْوَر
3-     إِبْرَاهِيْم بنُ عَاْمِرَ بنِ مَسْعُوْدٍ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبٍ بنِ حُذَافَةَ بنِ جُمَـح القُرَشِي الـجُمَـحِي الكُوْفِـي
4-     إِبْرَاهِيْـمُ بنُ أَبِـي الْعَبَّـاس، ويُقَالُ: ابنُ العَبَّاس السَّامِرِي، أَبُو إِسْحَاْقَ الْكُوفـي، نَزِيْـلُ بَغْدَاْد، أَصْلُهُ مِنْ الأَبنَاء
5-     إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُثْمَانُ بنِ خُوَاسَتِـي العَبْسِي، مَوْلاَهُمْ، أَبُو شَيْبَةَ بْن أَبِـي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ الكُوفِـي
6-     إِبْرَاهِيْـمُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الـجُعْفِـي مَوَلاَهُم الكُوفِـي.
7-     إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بنِ خَارجَةَ بنِ حِصْنٍ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ بنِ عَمْروٍ بنِ جُؤْيَةَ بنِ لَؤْذَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَدِي بنِ فَزَاْرَةَ بنِ ذُبْـيَانَ بنِ بُغَيْضٍ بنِ رَيْثٍ بنِ غَطَفَـاْنَ بن سَعْدٍ بنِ قَيْسٍ غَيْلاَنَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ بنِ مَعَد بنِ عَدْنَان، أَبُو إِسْحَاق الفَزَاْرِي الكُوْفِـي. نَزَلَ الشام وسكنَ المِصِّيْصَةَ. وهو ابنُ عَمِّ مَرْوانَ بنَ مُعاوِيَةَ الفَزَاْرِيُّ
8-     إِبْرَاهِيْـمُ بنُ مُـحَمَّدٍ بنِ حَاطِب القُرَشِي الجُمَحِي الكُوْفِـي، والدُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بنِ إِبْرَاهِيْـمَ، وقُدَامَةَ بنِ إِبْرَاهِيْـم
9-     إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُـحَمَّدٍ بنِ خَازِم السَّعْدِي مَوْلاَهُمْ، أَبُو إِسْحَاقَ بنِ أَبِـي مُعَاوِيَة الضَّرِيْر الكُوْفِـي قال أبو زرعة  لا بأس به صدوق صاحب سنة .
10-   ِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ الـمُنْتَشِرِ بنِ الأَجْدَع الهَمْدَانِي الكُوْفِـي، ابنُ ابْنِ أَخِيْ مَسْرُوقٍ بنِ الأَجْدَعِ
فهؤلاء مثلا  .. عشرة ..  كوفيون  ..  كل أسماءهم  إبراهيم  ..  فهل كل هؤلاء الأعلام  من " الرافضة "  ؟؟  
 
وجعل الرافضة كل من كان كوفي " رافضي " هذه تحتاج إلي  إثبات  وهذا الإثبات ما لا يستطيع  عليه الرافضة  ..
 
بل ستجد الرافضة  في ( حيص  بيص ) يوم أن يجدوا في التاريخ الإسلامي من العلماء الكبار من المحدثين الفضلاء  من  الكوفة  ..
 
ولعلي أضرب لذلك مثال /
 
1-إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بنِ خَارجَةَ بنِ حِصْنٍ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ بنِ عَمْروٍ بنِ جُؤْيَةَ بنِ لَؤْذَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَدِي بنِ فَزَاْرَةَ بنِ ذُبْـيَانَ بنِ بُغَيْضٍ بنِ رَيْثٍ بنِ غَطَفَـاْنَ بن سَعْدٍ بنِ قَيْسٍ غَيْلاَنَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ بنِ مَعَد بنِ عَدْنَان، أَبُو إِسْحَاق الفَزَاْرِي الكُوْفِـي. نَزَلَ الشام وسكنَ المِصِّيْصَةَ. وهو ابنُ عَمِّ مَرْوانَ بنَ مُعاوِيَةَ الفَزَاْرِيُّ
 قالَ عثمان بن سعيد الدَّارِمي عن يحيىٰ بن مَعين: ثِقَةٌ ثِقَة.
وقالَ أبو حاتـم: الثِّقةُ الـمأمونُ إِلامامُ.
وقالَ النَّسائي: ثِقَة مأمونٌ، أحد الأَئمَّة.
وقالَ أحمد بن عبد الله العِجْلـي: كان ثقة رجلاً صالـحاً صاحب سُنَّةٍ وهو الذي أدّب أهل الثَّغْرِ،
 
2-أَحْمَدُ بنُ إِشْكَاب الحَضْرَمِي، أَبُو عَبْدِ اللّهِ الصَفَّار الكُوْفِي، نَزِيْـلُ مِصْر
يعقوب بن شَيْبَة السَّدُوسي، قال: كوفي ثِقَة.
وقال أبو زُرْعَة: صاحبُ حديث، أدركتُهُ ولم أكتب عنه.
وقال أبو حاتم: ثُقةٌ، مأمونٌ، صدوق، كتبتُ عنه بمصرَ.
وقال عباس الدُّوري: كتب عنه يَحيى بنُ مَعِين كثيرا.
قال البُخاري: آخر ما لقـيته بـمصر سنة سبع عشرة ومئتـين
 
3-أَحْمَدُ بنُ حُمَيْد الطُّرَيْثِيثِي، أَبُو الْحَسَنَ الْكُوفِي، خَتَنُ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ مُوْسَى، ويُعرف بِدَارْ أُمِّ سَلَـمَةَ.
وكان من حُفّـاظ الكوفة
أبو حاتم الرازي، قال: كان ثقة رضىً.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح العِجْلِي: ثقة
 
4-أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ يُونُسَ بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ قَيْس التَّمِيْمِي اليَرْبُوعِي، أَبُو عَبْدِ اللّهِ الْكُوفِي. وقد يُنْسَبُ إلـى جدِّه، وهو والدُ أبي حَصِينٍ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يُونُس. ويُقَالُ: إِنَّهُ مَوْلَى الفُضَيْـلِ بنِ عِيَاض
روى عنه : البُخَاريُّ، ومُسْلِـم،
قالَ الفضل بن زياد القَطّان: سمعتُ أحمد بن حنبل، وقال له رَجلٌ عمن تَرى أن نكتب الـحديث؟ فقال: اخرج إلـى أحمد بن يونس، فانه شيخُ الإسلام.
وقال أبو حاتِم: كان ثقة مُتقناً، آخر من رَوَى عن سفـيان الثوريِّ.
وقال النّسائي: ثِقة.
قال البُخاري: ماتَ بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومئتين زاد غيره: ليلة الجمعة لخمس بقين من الشهر وهو ابن أربع وتسعين سنة.
وروى له الباقون.
 
5-إِسْحَاْقُ بنُ مُوْسَىٰ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُوْسَىٰ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ يَزِيْد الأَنْصَاْرِي الـخَطْمِي، أَبُو مُوْسَىٰ الـمَدَنِـي، ثُمَّ الكُوْفِي، وجَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ يَزِيْدَ لَهُ صُحْبَة
قال عبد الرحمن بن أبـي حاتِـم: كانَ أبـي يُطنِبُ القول فـي صدقِه وإتقانه.
وقالَ النَّسائي: أصله كوفـي، وكانَ بـالعسكر، ثِقَة.
وقالَ الـخطيب: مدينيُّ الأَصلِ، كوفيُّ الدَّارِ، وردَ بغدادَ، وحدَّث بها بسُامراء، وكان ثِقَة
 
ولو أردنا أن  نسرد الكثير لطال بنا المقام .. ولكن  إذا  نظرنا في هؤلاء الخمسة نجدُ أن هؤلاء من أهل الكوفة وسكنوا الكوفة  وغيرهم كثير  .. ومع ذلك هم من أهل السنة ..
 
بمعنى  أخر : ( ليس كل من يطلق عليه  كوفي ) يكون  من الروافض . ..  فهذا ( حفص ) – رحمه الله –    وهذا  ( عاصم ) – رحمه الله –    من  أهل الكوفة  ولكن  ليسوا  من الرافضة  .
 
 
 
 
المبحث الثالث :-
( القرآن عنايته من قِبل الصحابة أولاً ثم من طرق أهل السنة ثانيا والقرآن له أسانيد والأسانيد من صفات أهل السنة ليس من صفات الروافض )
وفيه فصلان
·       الفصل الأول –  طرق القرآن كثير
 
قبل البدء بهذا الفصل لا بد من القول أن الرافضة  ليس عندهم طريق للقرآن الكريم وكل طريق من طرق القرآن فهو من طريق أهل السنة  وقد تبرأ " علماء الرافضة " من هؤلاء القراء الذين أتعبوا أنفسهم في تعلم القرآن وتعليمه  سنون طويلة .. فقال عالمهم  الحسيني ..
..  أبو القاسم علي بم موسى الحسني الحسيني الذي قال عنه الحر العاملي [ حاله في العلم  والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر  ..
 أمل الأمل .. 2/205-207 ]
 قال ذلك وهو يرد على أبي علي الجبائي  قال :
فيقال له كل ما ذكرته من طعن  وقدح على من يذكر أن القرآن وقع فيه تبديل وتغيير  فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان [ وأقول أما مؤدب: – رضي الله عنه –   رغم أنفك وأنف كل رافضي على وجه البسيطة ], لأن المسلمين أطبقوا  أنه جمع  الناس  على هذا المصحف الشريف وحرف وأحرق ما عداه من المصاحف , فلولا اعتراف عثمان [ وأقول أنا مؤدب : – رضي الله عنه –   ]  بأنه وقع تبديل وتغيير ومن الصحابة ما كان هناك مصحف محرق وكانت تكون متساوية .
ويقال : أنت مقر بهؤلاء  القراء السبعة الذين يختلفون في حروف وإعراب وغير ذلك من القرآن ولولا اختلافهم  ما كانوا سبعة بل كانوا يكونوا قارئا واحدا وهؤلاء السبعة منكم  وليسوا من رجال  من ذكرت  أنهم من الرافضة .
ويقال أيضا : إن القراء العشرة أيضا من رجالكم وهم قد اختلفوا في حروف  ومواضع  كثيرة من القرآن وكلهم عندكم على الصواب  فمن  ترى  ادعى اختلاف القرآن وتغييره  أنتم وسلفكم لا الرافضة )
 سعد السعود لابن طاوس ص  144 -145 
وقال نعمت الله الجزائري  .. أحد علمائهم الكبار :
"إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً "
فهو يقول :  أن هذه القراءات غير صحيحة وعلى فرض صحتها فإننا يجب علينا –أي الرافضة – أن نطرح الأخبار المستفيضة  المتواترة الدالة على التحريف .. الخ ما قال .
 
فيتبين من كلام علماء  الرافضة عدم  إيمانهم بالقراءات الموجودة اليوم ..
 
أقول : القرآن كلام الله –تعالي- المنزل  من عنده منه بدأ وإليه يعود
 {وإنَّه لتنزيلُ ربِّ العالمين . نَزَلَ به الرُّوحُ الأمين . على قلبك لتكون من المُنذرين . بلسانٍ عربيٍ مُّبين }
 
نزل القرآن على نبينا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وبدأ يُعلم الناس هذا القرآن الذي هو دستور الأمة .. وبدأ الصحابة – – - رضي الله عنهم -–  بحفظ القرآن  وحفظ ما ينزل على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – حتى اشتهر عنهم – – - رضي الله عنهم -– ذلك فصار فيهم حفظة كثير للقرآن وفيهم جامعون له كثير أيضا  ويكفي أن نعلم  أن الذين قتلوا يوم بئر معونة نحو السبعين  والذين قتلوا يوم اليمامة نحوهم وعقول الصحابة – – - رضي الله عنهم -–  صافية ليست مثل حال عقولنا اليوم وأذهاننا فالحفظ عندهم يسير سهل وقد كانوا يحفظون القرآن بسهولة ويسر  ويتفاوتون في ذلك  فهم ليسوا بدرجة واحدة في الحفظ وقوة الحفظ  والإتقان والفصاحة ...
وقد حرص الصحابة  - - رضي الله عنهم -– على حفظ القرآن لأنهم يحفظون قول  النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في الحديث الصحيح  من طريق عثمان – رضي الله عنه –   قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
 
ومثال ذلك أن أحد الصحابيات تحفظ  سورة  ( ق )  فقط بسماعها من النبي –  صلى الله عليه وآله وسلم –  ..  وهذا الحديث صحيح  واسمها (أم هشام بنت الحارث بن النعمان) - رضي الله عنها - ..
وقد سبق القول أنه قتل يوم  بئر معونة نحو سبعين من  حفاظ القرآن من الصحابة – – - رضي الله عنهم -– وهذا الحديث  صحيح رواه البخاري ومسلم  ونصه أن قال :
عَنْ أَنَسِ – – رضي الله عنه –  قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ – صلي الله عليه وآله وسلم –  فَقَالُوا: أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْماءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وآله وسلم –  إِلَيْهِمْ فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ
وأما أهل اليمامة , قتل في وقعة اليمامة كثير من القراء، ويدل على ذلك قول عُمَرَ – رضي لله عنه –   : إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْموَاطِنِ . وهذا في الصحيح
يدل ذلك على  أنه حفظ القرآن الكريم من الصحابة جمع كبير يصعب حصره،
 
ولكن قد عرف من قراء الصحابة كثيرون، منهم الخلفاء الأربعة،-– رضي الله عنه –  م- وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، ومعاذ ابن جبل، وأبو زيد الأنصاري، وسالْم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الأنصاري، وعبادة بن الصامت، ومُجَمِّع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد، وأُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارثِ الأَنْصَارِيِّ، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب بن أبي السائب الْمخزومي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة - رضي الله عنهم -أجميعن ..
 
يجب التنبيه هُنا  إلي  الصحابية الجليلة  أم ورقة - رضي الله عنها - فهي قد جمعت القرآن والذي يظهر أن كثيرا من الصحابيات تحفظ القرآن  ولكن من اشتهرت وعرفت بذلك من بينهنّ " ورقة - رضي الله عنها - "
 
وقد خصص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعض الصحابة – - رضي الله عنهم -بالقرآن وورد في ذلك أحاديث صحيحة  من أمثلة ذلك قوله عليه الصلاة والسلام :
 
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أنه ذَكَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فقالَ: لاَ أَزَالُ أُحبُّهُ ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى عليه وآله وسلم –  يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالْم، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
قلتُ أما مؤدب : لعل قوله خذوا  أنه –صلى الله عليه وآله وسلم – يعلم أنهم يعيشون بعده بزمن
 
وعن شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ –  صلى الله عليه وآله وسلم – يبِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً.
قلتُ أنا مؤدب : وهذا الذي حفظه من في رسول الله بالعدد وإلا قال – صلى الله عليه وآله وسلم : (من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدولا شك أنه من قراء الصحابة  -– - رضي الله عنهم --  كما سيأتي ..
وعن قَتَادَة قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ –صلى الله عليه وآله وسلم – ي ؟ قَالَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ. وفي رواية أَبُو الدَّرْدَاءِ مكان أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
قلتُ أنا مؤدب : هذا الذي يعلمه أنس  - رضي الله عنه –  وحضره في ذلك الوقت من السؤال . أو لعله أجاب السائل بمن هم قريب منه .  وإلا حفاظ القرآن وجُماعه كثير .. وهل يُنسى الأربعة ؟؟
 
وعَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَكَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وآله وسلم –  قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا، وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ، وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا .
 
وقد أخذ الناس " غالبا" القرآن عن  ثمانية  من الصحابة : – - رضي الله عنهم -وهم  ..
1 - عثمان بن عفان.
2 - علي بن أبي طالب.
3 - أبي بن كعب.
4 - عبد الله بن مسعود.
5 - زيد بن ثابت.
6 - أبو موسى الأشعري.
7 - أبو الدرداء
8 - عمر بن الخطاب
 
وبعد هذا كله .. لعلي أذكر هُنا طرق القرآن من الصحابة – - رضي الله عنهم -إلي القراء السبعة  أو غيرهم من القراء  .. وحيث أنني لا أستطيع الحصر لجميع الطرق  [ لأن قصدي فقط أبين للقارئ  أن الطرق للقرآن كثيرة لا تنحصر  بما  يزعم الرافضي أنه من طريق  " السلمي " عن أمير المؤمنين " علي " – رضي الله عنه –    فقط "  وأن الذي روى هذا القرآن حفص عن عاصم ] لذلك سأحاول أن اذكر من قرأ عن من قرأ  .. ليتبين  عظم التواتر في هذا المجال وأن الكثير من الصحابة حفظ القرآن  وأن الكثير من التابعين حفظوه من الصحابة  بل بعض الصحابة حفظ القرآن من الصحابة أنفسهم ..
 
 
1 - قراءة نافع بن عبد الرحمن الْمدني
عن ستة من الصحابة هم: عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة.
 
2 - قراءة عبد الله بن كثير الْمكي:
عن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن السائب
 
3 - قراءة أبي عمرو البصري:
عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وعبد الله بن السائب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة
 
4 - قراءة عبد الله بن عامر الشامي:
عن عثمان بن عفان، وأبي الدرداء.
 
5 - قراءة عاصم بن أبي النجود:
عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب.
 
6 - قراءة حمزة بن حبيب الزيات:
عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، والحسين بن على بن أبي طالب.
 
7 - قراءة علي بن حمزة الكسائي:
عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة، والحسين بن علي بن أبي طالب.
 
8 - قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع:
عن زيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وابن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة.
 
9 - قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي:
عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وعبد الله بن السائب، وأبي هريرة.
 
10 - قراءة خلف بن هشام البزار:
عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، والحسين بن على بن أبي طالب.
ومن أراد التوسع في ذلك  فعليه مثلا  بـ( النشر في القراءات العشر و ومعرفة القراء الكبار شذرات الذهبوسير أعلام النبلاء )
المتأمل إلي هذه الطرق  يجد أنها كثيرة  وهذا الذي نُقل عبر هذه الأزمنة  .. وإلا طرق القرآن كثير ..
فدعوى أن القرآن من  طريق  (  حفص- – رحمه الله –  -  عن عاصم - – رحمه الله –   -  عن السلمي - – رحمه الله –  - عن علي – – رضي الله عنه –  ) دعوى  تحتاج إثبات  وهذا الأمر الذي لا يستطيع عليه  " الرافضة " لأنهم إن حاربونا بالكذب حاربناهم بالتاريخ ..
وحتى هؤلاء القراء  لهم  رواة أيضاً  وهذه أسمائهم
- قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون و ورش .
- قراءة ابن كثير المكي، وأشهر من روى عنه البزي و قنبل .
- قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري و السوسي .
- قراءة ابن عامر الشامي، وأشهر من روى عنه هشام و ابن ذكوان .
- قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص .
- قراءة حمزة الكوفي، وأشهر من روى عنه خلف و خلاد .
- قراءة الكسائي الكوفي، وأشهر من روى عنه أبو الحارث و حفص الدوري .
- قراءة أبي جعفر المدني، وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان و ابن جماز .
- قراءة يعقوب المصري، وأشهر من روى عنه رويس و روح .
- قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي، وأشهر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد الكريم .
وعلى هذا الحال حصر القراءة بشخص معين أمر صعب ..
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن  " النوع العشرون في معرفة حفاظه ورواته " :
فائدة ظفرت بامرأة من الصحابيات جمعت القرآن لم يعدها أحد ممن تكلم في ذلك فأخرج ابن سعد في الطبقات‏:‏ أنبأنا الفضل بن دكين حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال‏:‏ حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وكان رسول الله –  صلى الله عليه وآله وسلم –  يزورها ويسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن أن رسول الله –  صلى الله عليه وآله وسلم –  حين غزا بدراً قالت له‏:‏ أتأذن لي فأخرج معك وأداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي لي شهادة قال‏:‏ إن الله مهد لك شهادة وكان –  صلى الله عليه وآله وسلم –  قد أمرها أن تؤم أهل دارها وكان لها مؤذن فغمها غلام وجارية كانت قد بردتهما فقتلاها في إمارة عمر فقال عمر‏:‏ صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة‏.‏
فصل المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة‏:‏ عثمان وعليّ وأبيّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبوالدرداء وأبوموسى الأشعري كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء قال‏:‏ وقد قرأ على أبي جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن المسيب وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء ابنا يسار ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القاري ة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن أسلم‏.‏
وبمكة‏:‏ عبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعكرمة وابن أبي مليكة‏.‏
وبالكوفة: علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وعمروبن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خيثم وعمروبن ميمون وأبو عبد الرحمن السلمي وزر بن حبش وعبيد بن نضيلة وسعيد بن جبير والنخعي والشعبي‏.‏
وبالبصرة‏:‏ أبو عالية وأبورجاء ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والحسن ابن سيرين وقتادة‏.‏
وبالشام‏:‏ المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء ثم تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم‏.‏
فكان بالمدينة‏:‏ أبو جعفر يزيد بن القعقاع ثم شيبة بن نصاع ثم نافع بن نعيم‏.‏
وبمكة‏:‏ عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن أبي محيسن‏.‏
وبالكوفة‏:‏ يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش ثم حمزة ثم الكسائي‏.‏
وبالبصرة‏:‏ عبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري ثم يعقوب الحضرمي‏.‏
وبالشام‏:‏ عبد الله بن عامر وعطية بن قيس الكلابي وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر ثم يحيى بن الحارث الذماري ثم شريح بن يزيد الحضرمي‏.‏
واشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة‏.‏
نافع‏:‏ وقد أخذ من التابعين منهم أبو جعفر وابن كثير وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي‏.‏
وأبو عمرو‏:‏ وأخذ عن التابعين‏.‏
وابن عامر‏:‏ وأخذ عن أبي الدرداء وأصحاب عثمان‏.‏
وعاصم‏:‏ وأخذ عن التابعين‏.‏
وحمزة‏:‏ أخذ عن عاصم والأعمش والسبيعي ومنصور بن المعتمر وغيره‏.‏
الكسائي‏:‏ وأخذ عن خمزة وأبي بكر بن عياش ثم انتشرت القراءات في الأقطار وتفرقوا أمماً بعد أمم‏.‏
واشتهر من رواة كل طريق من طرق السبعة راويان‏.‏
فعن نافع‏:‏ قالون وورش عنه‏.‏
وعن ابن كثير‏:‏ قنبل والبزي عن أصحابه عنه‏.‏
وعن أبي عمرو: الدوري والسوسي عن اليزيد عنه‏.‏
وعن ابن عامر‏:‏ هشام وابن ذكوان عن أصحابه عنه‏.‏
وعن الكسائي‏:‏ الدوري وابن الحارث‏.‏
ثم اتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق قام جهابذة الأمة وبالغوا في الاجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات وعزوا الوجوه والروايات وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصولها وأركان فصلوها‏.‏
فأول من صنف في القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام ثم أحمد بن جبير الكوفي ثم إسماعي بن إسحاق المالكي صاحب قالون ثم أبو جعفر بن جرير الطبري ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الدجوني ثم أبو بكر مجاهد ثم قام الناس في عصره وبعده بالتأليف في أنواعها جامعاً ومفرداً وموجزاً ومسهباً‏.‏
وأئمة القراءات لا تحصى وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبد الله الذهبي ثم حافظ القراء أبو الخير بن الجزري ..  انتهى
أقول أنا مؤدب : 
إن حال " الرافضة يورثا له  " فهم مع  سرقتهم أسانيد أهل السنة إلا  أنهم  أيضا  جهلة في التاريخ وجهله في الأسانيد  وجعلوا من " حماقتهم " أن للقرآن  طريقا  واحداً  هو طريق " رافضي " – كما يزعمون – ولكن هيهات .. فنحن لكم بالمرصاد  ..
إذا عُلم  هذا  وأن للقرآن حتى وصل إلي من بعد الصحابة طُرقاً  كثيرة  ..
فإن حفص وعاصم من أهل السنة  وليس كما يزعم  هذا الرافضي " بأخذ هذين العلمين للرافضة " ويتبين ذلك في  الفصل التالي ..
 
·       الفصل الثاني – حفص وعاصم من أهل السنة
 
المتأمل إلي حال الرافضة  " يجد  أن  حالهم يرثى لها  والسبب  هو  تعلقهم  بأسانيد أهل السنة ليجعلوها من نصيبهم  .. !!
وهذا يوضح  للأمة الإسلامية  أن هؤلاء الروافض ليسوا  من أهل  ( القرآن  وليسوا من أهل السند  ) بل صرح  كبار علمائهم أن السند هذا من صفات  " العامة – يعني أهل السنة- ويعرينا به "   ,  فليس غريباً بعد هذا أن يسرق الرافضة أسانيد القرآن من أجل أن يجعلوها من نصيبهم  ولكن هيهات , هيهات  .. لأن الرافضة  إن حاربونا  بالكذب  حاربناهم بالتاريخ ..
 
فحفص  وعاصم  .. من أهل السنة  وأعلامهم  ..
ولعلي أذكر هنا  ما قاله  أحد الأخوة  وهو  أبو عبد العزيز سعود الزمانان
حيث قال حفظه الل: ( وهو يرد على شبهة أن حفصا وعاصما شيعيان ):
  أولاً :  القول بأن سند قراءة عاصم كلهم كوفيون شيعة هذا من الهذيان و ليس كلاما موثقاً  . ثانياً : إذا كان سند قراءة عاصم وحفص من الشيعة و على عقيدة الرفض كما يزعمون ، فهم مطالبون بأمرين 
 أولهما : النقل من كتب الجرح والتعديل وتراجم الرجال الخاصة بأهل السنة والجماعة بأن عاصماً أو حفصاً كانا من الرافضة .
 ثانيهما : فإن لم يستطيعوا[ قلتُ أنا مؤدب ولن يستطيعوا ] إثبات ذلك من كتبنا فهم مطالبون أن يثبتوا ذلك من كتبهم وأن يبينوا لنا توثيقهم من كتب الرجال الامامية ،  كرجال الكشي أو رجال الطوسي او غيرها من كتب الرجال عندهم لنرى ان كانوا يعدونهم من رجالهم أم لا .
- ثالثاً : حفص بن سليمان لم يترجم له الكشي ولا النجاشي ولا ابن داود الحلي ولا الخاقاني ولا االبرقي في " رجالهم " ( هذه من أوثق الكتب المعتمدة في الرجال للرافضة ).
- غاية ما في الأمر أن ذكر الطوسي حفص بن سليمان في رجاله (181) في أصحاب الصادق ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره القهبائي في " مجمع الرجال " (2/211) والحائري في " منتهى المقال " (3/92) وجميعهم ينقلون عن الطوسي ولم يذكروا فيه جرحاً أو تعديلاً ولم يذكروا أنه كان من الإمامية .
- وقد ترجم لحفص أحد علمائهم في الجرح والتعديل وهو آية الله التستري في كتابه " قاموس الرجال " ( 3/582) :" ولم يشر فيه إلى تشيع – أي حفص – " ، ... ثم قال : " وقد قلنا إن عنوان رجال الشيخ أعم -  أي رجال الطوسي - "  
قلت[ سعود الزمانان] : أي نفى التستري أن يكون حفص رافضياً من الشيعة الإمامية، وليس كل من ذكره الطوسي في رجاله يكون رافضيا ، بل هو أعم فقد ذكر حتى النواصب في رجاله .
- رابعاً : هل قول الرافضة أن فلاناً من أصحاب الصادق توثيق للرجل أم دليل على إماميته ؟
-       قال [آية] الله التستري أن هذا لا  يعتبر توثيقاً للرجل ، ولا حتى كونه من الشيعة الإمامية .( قاموس الرجال 1/29-34  وكذلك 1/180) .
-       فقد عدّ شيخ الطائفة " أحمد بن الخصيب " في أصحاب الهادي مع أنه ناصبي ( قاموس الرجال للتستري 1/180) .
-       فقد ذكروا جملة من الرواة من أصحاب الأئمة ومع ذلك جهلوهم أو ضعفوهم .
-       شيخ الطائفة وضع عبيد الله بن زياد في أصحاب علي بن أبي طالب ( قاموس الرجال 1/29 ) .
-        هناك فرق بين الرافضي والشيعي[ قلتُ أنا مؤدب : ومن أراد الاستزادة فعليه إن يراجع المبحث الثاني الفصل الأول من هذا الكتاب] ، والشيعي عند المتقدمين هو من فضل علياً على عثمان بن عفان – – رضي الله عنه –  ما - ، والتشيع في ذاته ليس قادحا إنما يكون كذلك إذا صاحبه سب للشيخين أو ارتبط بالغلو في آل البيت وصرف العبادات لغير الله .
-        - ثم ليس كل من صاحب عليا فهو رافضي ، فعلي كان معه كثير من الصحابة و التابعين و العلماء الأفاضل و القول بأن كل من تعلم من علي أو آل البيت أو اتصل بهم هو شيعي هو قول بالباطل .
-       خامساً : فإن لم يستطيعوا[ قلتُ أنا مؤدب :  ولن يستطيعوا ] أن يثبتوا هذا ولا ذاك فهو ادعاء و الإدعاء سهل لكل إنسان وكما قيل  والدعاوى إن لم يقيمواعليها البينات فأبناؤها أدعياء. [ والدعاوى ما لم يقيموا عليها أصحابها بيّناتٍ أصحابها أدعياءُ ]
-        سادساً : محاولة " اختطاف " و " سطو " أسانيد السنة للقرآن ونسبتها لهم محاولة فاشلة من الرافضة تدعو إلى رثاء حالهم و تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الرافضة ليسوا أهل قرآن ، وليسوا أهل إسناد  ، فلا يملكون سنداً واحداً للثقل الأكبر و أنهم عالة على أهل السنة والجماعة في ذلك وعالة على أصحاب رسول الله – – صلى الله عليه وآله وسلم –   -  .
-       سابعاً :   أين أسانيد الرافضة للثقل الأكبر ( القرآن الكريم )  إلى آل البيت المتصلة في الأئمة الاثني عشر ؟هل مراجعكم عندهم أسانيد متصلة إلى آل البيت .
انتم تقولون أن التلقي لا يكون إلا من آل البيت أين أسانيدكم إلى الحسن أين أسانيدكم إلى الحسين و بقية الأئمة متسلسلة في قراء من الامامية الاثني عشرية ؟ .
-        هل يوجد سند عند الشيعة متصل بالقرآن إلى اليوم ينقلونه عن العترة إلى علمائهم ، هل يملكون سنداً متصلاً بقراء ثقات أو حتى غير ثقاتأو حتى غير ثقاتأ يتصل سنده برسول الله من طريق آل البيت .. انتهى [ من موقع المنهج لشيخ عثمان الخميس – حفظه الله –]
ونحن نُكرر على الرافضة أن يأتوا   لنا بترجمة " هذان العلمين أعني حفص وعاصم " من كتبهم ويذكروا فيها أنهما "رافضيان " فإن لم يستطيعوا  ولن يستطيعوا  " فهذا يدل على أن إدعائهم أنهما " رافضيان " من نسج الخيال  أو مما يُصاغ  للتأثير ..
زد على ذلك أن الرافضة يسبون هذين الإمامين سباً فضيعاً  في كتبهم  ومنتدياتهم  ومقالاتهم فهل يُعقل أن يسبوا ويهانوا  وبعد ذلك  كله  يقولون أنهم من " الرافضة "
بل تبرأ منهم أعلامهم وعلمائهم  ومن ذلك مثلاً ..  أبو القاسم علي بم موسى الحسني الحسيني الذي قال عنه الحر العاملي [ حاله في العلم  والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر  .. أمل الأمل .. 2/205-207 ] قال ذلك وهو يرد على أبي علي الجبائي  قال :
فيقال له كل ما ذكرته من طعن  وقدح على من يذكر أن القرآن وقع فيه تبديل وتغيير  فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان , لأن المسلمين أطبقوا  أنه جمع  الناس  على هذا المصحف الشريف وحرف وأحرق ما عداه من المصاحف , فلولا اعتراف عثمان بأنه وقع تبديل وتغيير ومن الصحابة ما كان هناك مصحف محرق وكانت تكون متساوية .
ويقال : أنت مقر بهؤلاء  القراء السبعة الذين يختلفون في حروف وإعراب وغير ذلك من القرآن ولولا اختلافهم  ما كانوا سبعة بل كانوا يكونوا قارئا واحدا وهؤلاء السبعة منكم  وليسوا من رجال  من ذكرت  أنهم من الرافضة .
ويقال أيضا : إن القراء العشرة أيضا من رجالكم وهم قد اختلفوا في حروف  ومواضع  كثيرة من القرآن وكلهم عندكم على الصواب  فمن  ترى  ادعى اختلاف القرآن وتغييره  أنتم وسلفكم لا الرافضة )  [ سعد السعود لابن طاوس ص  144 -145 ]
الجميل انه قال  الرافضة  ولم يقل " شيعة "
هذا عالم  من علماء القوم  يطرد  كل القراء من قائمة " الرافضة " فالحمد لله  من قبل ومن بعد ..
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المبحث الرابع :-
(السلمي أبو عبد الرحمن لا يحتاج إلي إثبات سماعه من الأربعة )
 وفيه فصلان
*الفصل الأول – السلمي سمع عثمان – – رضي الله عنه – 
قال الرافضي :
القران الذي بين ايدينا والمطبوع في المدينة المنورة روي انه ضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان الكوفي لقراءة عاصم ابن أبي النجود الكوفي ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، عن عثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب عليه السلام وزيد بن ثابت وأبي بن كعب   عن النبي صلى الله عليه واله وسلم .
 
ولكن ما كتب من السند تثبت كتب الرجال بعضه وتنفي بعضه الاخر
فابوا عبد الرحمن السلمي لم يثبت انه سمع من عثمان وغيره وثبت سماعه من علي عليه السلام فنبحث هذه القضايا
 
اولا:
سماعه من عثمان فرواية ابي عبد الرحمن السلمي عن عثمان مشكوكة لم تثبت حيث ذكر الرجاليون ان ابا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان فهذا صاحب الطبقات ينقل انه لم يسمع من عثمان وسمع من علي الطبقات الكبرى - محمد بن سعد ج 6 ص 172 : (
واسمه عبد الله بن حبيب روى عن علي وعبد الله وعثمان وقال حجاج بن محمد قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من علي
والرد على هذه الشبهة  من وجوه :-
الوجه الأول :-
أن الرافضة أجهل الناس بالمنقول , وأغبى الخلق بالمعقول , ومذهبهم يجانب الأصول , وهم يتبعون الهوى في حياتهم  فيُحسنون القبيح لهواهم , ويٌقبحون الحسن  لهواهم , ويضعفون الصحيح  ويُصححون الضعيف  لهوى في نفسهم , فقد يُثنون على كتاب من أجل هوى وقد يمقتون كتاب آخر لهوى في نفوسهم  فهم بين الهوى يعيشون  , فلا علم عندهم مُقيد ولا فهم صحيح  ولا معرفة بالأخبار  , وهم  قوم جهلة بالأسانيد , فكتبهم فيها من الروايات ما لا تُميز بالعلم والمعرفة بل بالهوى  وما تميل له النفوس , ولو تأمل العاقل متى ألف أول كتاب لهم في "الرجال" لعلم أن هؤلاء القوم عالة على العلم  وقد حذر أهل العلم من النقل عنهم  تحذيراُ بليغاً , بل ذكرنا في ما سبق أنهم قوم يكذبون حتى على أئمتهم  .. فمن كذب على من يعتقد أنه إمامه فهل بعد ذلك يُرجى أن يصدق مع غيره  .!!
وليس عندهم علم في الجرح والتعديل بل سرقوا ذلك من كتب أهل السنة وقلدوهم . في ذلك .
الحر العاملي يقول: "إن الشيخ الطوسي كثيراً ما يتمسك بأحاديث في طريقها الضعفاء، وربما طرح أحاديث الثقاة وأوّلها لأجلها، وما ذاك لا لأنه ظهر له صحتها، إما لوجودها في الكتب المعتمدة، أو غير ذلك من الوجوه الموجبة لقبولها وترجيحها، فلذلك رجح العمل بها.
لذا فان اعتماد الفقهاء لم يكن على السند وحده، ولم يكونوا يحكمون بصحة حديث إلا بعد القطع بذلك، لان أكثر الأخبار كانت عندهم متواترة، أو في حكم المتواترة لقرائن دلت على ذلك".
العاملي: حسين بن شهاب الدين: هداية الأبرار/85
فهذا  العاملي يقرر أن الأحاديث تؤخذ على سبيل التخريص  . (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ).. لا على سبيل  المعرفة والدراسة للأسانيد ..
قال العاملي : والثقات الأجلاء من أصحاب الإجماع وغيرهم يروون عن الضعفاء والكذابين والمجاهيل حيث يعلمون حالهم , ويشهدون بصحة حديثهم!
هذا قاله في الوسائل ج 30 ص 206
 
ومع جهلهم بالأسانيد هم كذبة " ويتعبدون الله بالكذب " ورحم الله من قال : سبحان من خلق الكذب وجعل تسعة أعشاره للرافضة .. وقد مل كثير من الأئمة منهم كما سبق ذكره وهنا نُذكر بقول  الإمام جعفر :
رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ، ولم يبغضنا إليهم ، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشرا . الكافي ج8 ص 192
وقال أيضاً: إن ممن ينتحل هذا الأمر (أي التشيع ) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه!! الكافي ج 8 ص 212
 وقال كذلك: لو قام قائمنا بدأ بكذاب الشيعة فقتلهم.
 رجال الكشي ص 253.
فهؤلاء الائمة نجد تضايقهم الشديد من هؤلاء الروافض الذين سعوا في الأرض فسادا , فالكذب من دينهم ومن أقرب ما يُتقرب به عندهم إلي الله تعالي وكيف يكون دين  ( تسعة أعشار دينهم منه ؟؟ ) هذا محال , وهم مع جهلهم بالأسانيد ومع كذبهم , فيهم  حمق فهم لا يستندون إلي علم محقق ومقيد ومرتب , بل قد يتجدد  دينهم بحسب الحال والمكان , والمحرم قد يكون محلل ولو كان ذلك في خلاف القرآن  ,, إلي غير ذلك من جهل الرافضة بالأصول والمنقول وخلاف المعقول ,,
 
وقال جعفر أيضا – رحمه الله –   تعالي - :
" إن الناس أولعوا بالكذب علينا، وإني أحدثهم بالحديث فلا يخرج أحدهم من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا" .
 بحار الأنوار ج2 ص 246.
 
فهذا صريح من إمام من أئمتهم أن هؤلاء القوم الرافضة لا يريدون وجه الله تعالي في أي حال من الأحوال بل يريدون الدنيا  ..
وعندي في هذا الزمن أنهم يريدون أن يهدموا الإسلام كما كان علمائهم السابقين من المجوس الذين ينتحلون التشيع من أجل هدم الدين الإسلامي فالموجودين اليوم على هذه الشاكلة والله تعالي اعلم  ,, ومثال ذلك صاحب هذه الشبهة فإنه لا يريد بذلك إلا التشكيك بهذا القرآن الذي ليس لهم به صلة أصلا لذلك بدأ ينفث مثل هذه الشبه لعل أن تُصغي لها أذن أو يستمع لها جاهل ولكن ولله الحمد بدأ الرافضة " يعقلون " ويعلمون أن في الأمر خلل وأن كثيرا مما يقال يحتاج إلي مقال .. وإنه لا يُعقل أن يُخالف القرآن والسنة  وأقوال الأئمة من أجل " قول عالم " لا يُعلم ما يريد في  الحقيقة ..
قال الطوسي: إنّ كثيراً من المصنفين وأصحاب الأصول كانوا ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة !
 راجع الفهرست ص 28
وقد ألف علمائهم قواعد غريبة  " تدل على جهل هؤلاء القوم بالعلم والإسناد" ولعل من أمثلة ذلك ما قاله محمد بن باقر البهبودي محقق كتاب الكافي وأحد علماء الشيعة حيث قال :
ومن الأسف أننا نجد الأحاديث الضعيفة والمكذوبة في روايات الشيعة أكثر من روايات السنة  .. قال ذلك في مقدمة الكافي
 
فهذا عالم من علمائهم يعترف بهذا الخلل الكبير والذي ينسف المذهب الرافضي من على أساسه لأن القول إذا لم يُعلم قائله كيف يُؤخذ به ؟؟
وجابر مثلا  وهو من أشهر  رواة الرافضة  يقول عنه العاملي  : أنه روى عن الباقر سبعين ألف حديث .. مع العلم أن أبا عبد الله  جعفر بن الباقر يقول ما رأيته دخل على أبي إلا مرة واحدة  ويقول ما دخل عليّ قط  .. وهذا مما يُبين أن في  أسانيد الرافضة خلل  وخللٌ كبير جداً مما يدل على  جهلهم بالأسانيد  ونحن يوم أن نذكر من مثل هذه الأمثلة  لنبين للقارئ أن من كان جاهلا بالطب لا يتكلم بالطب  , ومن كان جاهلاً بالحرب لا يُعطي قيادة الجيش , ومن كان جاهلاً بالطهي لا يأمر بأن يُنضج الطعام , وكسير القدم لا يُطلب منه مسابقة الفرس , والعقيم لا يُطلب منه الخلف , والأعمى لا يُطلب منه أن يُنقط المصحف , والجاهل بالأسانيد لا يتكلم  عنها  و عن رواتها , فهذا من الجهل  ومن التعدي على العلم والعلماء والتاريخ  حتى  ,  ولم يقف جهل الرافضة بالأسانيد عند هذا الحد بل  وجد بعض العقلاء من الرافضة  تضارباً  وتضاداً في الروايات , والسبب – والله أعلم – أن هذه عقوبة من الله تعالي عليهم لأنهم  تكلموا بغير فنهم  وكذبوا على الله وعلى رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم –  وعلى آل البيت  - – - رضي الله عنهم -– فكانت هذه عقوبة عليهم  حتى قال الفيض الكاشاني : تراهم يختلفون-يقصد الرافضة- في المسألة الواحدة على عشرين قولا أو ثلاثين قولا أو أزيد!! بل لو شئت أقول: لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها.
 وهذا قاله في الوافي-المقدمة ص9
فالحمد لله هذا  من أعلم علمائهم يعترف بهذا البلاء وبهذا العار الذي هو التضاد والاختلاف والله تعالي قال:
 (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) (النساء : 82 )
ولو كان هذه الروايات مسندة إلي الأئمة رحمهم الله لم يكن كل هذا الاختلاف بين رواياتهم ولكن هي من أمثال روايات جابر السابق  الذكر وهو  جابر بن يزيد الجعفي .. وغيره كثير من رواتهم ومن علمائهم  ... فبُعد الرافضة عن الأسانيد  جعلهم يكونون في مثل  هذا التخبط والتساقط  حتى مل " الرافضة " أنفسهم من هذه التضارب في المسائل والتضاد في الأقوال ..
الطوسي يقول :(وهو من أكبر علماء الرافضة على الإطلاق):
 إنه لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ، ولا يسلم جديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه .
 وهذا قاله في تهذيب الأحكام في المقدمة
وهم مع ذلك يزعمون أنهم ينقلون عن الأئمة فلمَ هذا التناقض والتضاد ؟؟
إلا لأن القوم جهلة بالأسانيد ومن جهل بالإسناد يحسن به أن لا يتحدث بالإسناد .. وفاقد الشيء لا يُعطيه ..
وقد قال كثيرٌ من علماء الرافضة هذا التضاد  وتضايقوا من هذا التناقض الذي بدأ يُعيرهم به العامة – أهل السنة – وصاروا يتحاشون هذا التناقض والتضاد  .. فلم يجدوا حلاً لهذه المصيبة العظيمة فقالوا  ( إذا أتى قول إمام  ويخالفه قول إمام  فإن قول أحدهم " تقية " وبهذا الأمر يظنوا أنفسهم قد نجوا من هذا العار )  .. ولكن وقعوا في مأزق أخر ألا  وهو ( كيف نستطيع أن نحكم على هذه المسألة بالتقية ) إذ لا يوجد لها مقاييس ولا قوانين مما جعل الرافضة في تناقص كبير وصدق الله تعالي:
 (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) (النساء : 82 )
فكل هذه الأمور بجهلهم  بالإسناد ..
 
قال الحر العاملي: الحديث الصحيح هو ما رواه العدل الإمامي الضابط في جميع الطبقات . ثم قال : وهذا يستلزم ضعف كل الأحاديث عند التحقيق!! لأنّ العلماء لم  ينصصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادراً !! وإنما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة قطعا!! ثم قال : كيف وهم مصرحون بخلافها ( أي العدالة ) حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه!!!
فهذا  العاملي أحد أعلم علماء الرافضة وهو صاحب كتاب الوسائل  يعترف أن  الرافضة ليس عندهم  أي علم في السند ولا الرجال ولا العلم بأحوال السابقين ولم ينص أحد منهم على العدالة إلا نادراً .. فيا عجب .. كيف  بعد  مثل هذا يأتي إلينا رافضي من مثل هذا الرافضي ويقول وبكل حماقة  ( السلمي لم يسمع من عثمان –– رضي الله عنه –   - ؟؟ فيا عجب )
 
وإذا علمنا أن أقدم كتاب عند الشيعة هو كتاب رجال الكشي وهذا الكشي مات في القرن الرابع ولا أحد يعلم سنة وفاته بالضبط. وليس في هذا الكتاب ما يغني ! وكله أو جله أخبار متضاربة في التوثيق والتجريح ! تراجمه 520 فقط ! ثم يأتي بعده كتاب رجال النجاشي وهو مختصر جدا . ثم يأتي بعده كتاب الفهرست للطوسي وهو عبارة عن ذكر أسماء المصنفين ليس فيه جرح أو تعديل إلا نادراً. هذه كتب الرجال المتقدمة عندهم .
فكيف يتجرأ هذا الرافضي  ويتكلم عن  " السلمي " هل هو قرأ على عثمان –– رضي الله عنهما – لم يقرأ ؟؟
 
وسبحان الله  حتى وضع الأسانيد عند الرافضة مضحك  .. فهذا الحر العاملي يقول : لمجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانية [ يقول ذلك عن الأسانيد ] كذلك لبيان السبب الذي من أجله يذكرون الأسانيد ، وأيضا لدفع تعيير العامة -أهل السنة – يعيرون الشيعة بعدم وجود العنعنة
الوسائل ج 30 ص 258.
فهذه حقيقة القوم في علم الإسناد والرجال وهذا حال  القوم وهم يتحدثون عن تاريخ القرآن وهو برئ منهم وهم  براء  منه  .. فسبحان الله  ما أعلم الرافضة بمن روى هذا القرآن إذا كان هذا القرآن لا يخصهم  .. وما أعلم الرافضة بإسناد القرآن  إذا كان علمائهم بل أئمة علمائهم يشهدون على أنفسهم بجلهم بالسند  .. وما أعلم الرافضة بالرجال إذا كان كبار علمائهم يذكرون أن لا علم رجال عندهم  ..
 
وقد قال كثيرٌ من العلماء في " الرافضة " أقوالاً  لعل المتأمل فيها يعلم حقيقة أن الرافضة ليسوا إلا  مجرد عالة على العلم والمجتمع والعلماء والكتب وهم قوم يعيشون في الظلام لا يعرفون معروفا ولا يُنكروا منكراً  ولا يصححوا صحيحاً ولا يُضعفوا ضعيفاً  ..
قال حبيبي –شيخ الإسلام – – رحمه الله –   تعالي في كتابه الصارم المسلول :
قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –  : قال رسول الله عليه الصلاة و السلام ((  يَظْهَرُ فِي أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ )) هكذا رواه عبد الرحمن بن أحمد في مسند أبيه.
قال علي أبن أبي طالب: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (( يا علي! ألا أدلك على عمل إن عملته كنت من أهل الجنة -و إنك من أهل الجنة-؟ سيكون بعدنا قوم لهم نبز [نبز أي لقب] يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون))، قال علي: سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة، آية ذلك أنهم يسبون أبا بكر و عمر – رضي الله عنه –  م.
عن أنس قال: قال رسول الله عليه الصلاة و السلام ((  إن الله اختارني و اختار لي أصحابي فجعلهم أنصاري و جعلهم أصهاري و انه سيجئ في آخر الزمان قوم يبغضونهم، ألا فلا توا كلوهم و لا  تشاربهم ألا فلا تناكحهم، ألا فلا تصلون معهم و لا تصلون عليهم، عليهم حلت اللعنة)). انتهى
فسبحان الله كم تذمر منهم ذو عقل , وكم مل منهم ذو دين , وكم تمنى فراقهم ذو لب .
 
وكما سبق قد حذر من الأخذ منهم وحذر منهم كثيرٌ من العلماء .. قال الشافعي: (لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!)
جاء في الصارم المسلول؛ (و قال مالك – رضي الله عنه –  ، إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في الصحابة حتى يقال؛ رجل سوء، ولو كان رجلا صالحاً لكان أصحابه صالحين) انتهى .
ولعل هذا الرافضي الذي  ينفث مثل هذه الشبهة – أعني بالشبهة أن السلمي لم يسمع من عثمان- ليس إلا يريد بذلك ذالك .. فكأنه يريد أن يقدح بالقرآن بطريق أخر  وهذا الذي يظهر لأنه ليس له من المصالح في نفث هذه السموم إلا من هذا الطريق  إذ لا يحتاج " علي – رضي الله عنه –   " إلي مدح في أنه  إمام من أئمة القراء – رضي الله عنه –   بل هو أحد الأربعة الذين قرأ عليهم الصحابة والتابعين – - رضي الله عنهم -أجمعين  ..
 
والرافضي هذا يأتي بشهادة على الإمام " السلمي "  مع العلم أن الرافضة لا يُشهدون كما قال ذلك الإمام البخاري : ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم
 
قال لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –    وأسكنه فسيح جناته : ( وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب )
فهم كذبة  وجهلة بالأسانيد  .. ومع ذلك يأتون من أجل أن يُقيموا الرجال ؟؟ عجبا!!
 ومن حماقتهم  ما نُقل عن شريك القاضي قال محمد بن سعيد الأصبهاني : ( سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة ، فإنهم يضعون الحديث وتخذونه ديناً )
فمن جهل هؤلاء القوم   ومن حمقهم يضعون الحديث والرواية عن الأئمة فتكون لهم ديناً فسبحان الله كيف سيعلم القوم  أن هذه رواية تُنسب إلي الإمام  ,, وهذه الرواية لا تنسب إلي الإمام إذا كانوا قومٌ جهلة بالأسانيد  والرواية وعلم الرجال ؟؟
حتى إن الإمام علي – رضي الله عنه –   لا يُصدق قول هؤلاء الحمقى  وقد درج الأئمة على هذا المنوال من أولهم إلي أخرهم بل هم سبب بلاء الأئمة – رحمهم الله – ورضي الله عن الصحابة منهم  .. فهذا علي يقول في خطبة له  ولعل فيها كفاية .. يقول :
(( أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم! ما عزت دعوة من دعاكم و لا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يُوهى الصُّمَّ الصُّلاب  و فعلكم يطمع فيكم عدوكم، فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم و تثاقلتم و قلتم كيت و كيت أعاليل بأضاليل. سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول، فإذا جاء القتال قلتم حِيْدِي حَيَادِ (كلمة يقولها الهارب!). لا يمنع الضيم الذليل، و لا يدرك الحق إلا بالجد والصدق، فأي دار بعد داركم تمنعون؟ و مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور و الله من غررتموه! و من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل. أصبحت و الله لا أصدق قولكم و لا أطمع في نصركم و لا أوعد العدو بكم! فرق الله بيني و بينكم، و أعقبني بكم من هو خير لي منكم، و أعقبكم مني من هو شر لكم مني! أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا:
ذلاً شاملاً، و سيفاً قاطعاً، و أثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة، فـتـبـكـي لذلك أعينكم و يدخل الفقر بيوتكم، و ستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني و هرقتم دماءكم دوني، فلا يبعد الله إلا من ظلم. و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا و إياك كما قال الأعشى:
عَلِقتُها عرَضَاً و عَلِقَت رجُلاً                                                                                  غيري و عَلِق أخرى غيرها الرجُلُ
و أنت أيها الرجل علقنا بحبك و علقت أنت بأهل الشام و علق أهل الشام بمعاوية.))
 نهج البلاغة ص (94 ـ 96).
قال الحسن بن علي – رضي الله عنه –   واصفاً شيعته الأفذاذ! بعد أن طعنوه (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي  و انتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي  وأومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي))!؟
الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص (290)
فهل من يفعل هذا بمن يدعون حبه يكونون  أمنا بعد ذلك على غيره من الكتب والنقل من مثل ( هذا الرافضي ) الذي ينقل عن السلمي وعن حفص وعن عاصم وعن أمير المؤمنين  " عثمان "– رضي الله عنه –   ؟؟
 
وأما الباقـر خـامس الأئمـة الاثـني عشر يصف شيعـته بقولـه (( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق )) !!
 رجال الكشي ص (179)
 
ولعلنا لا ننسى كلام " شريك " – رحمه الله –    حيث قال : احمل العلم عن من رأيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا " مع العلم أن شريكاً هذا  " شيعي "  وقد قال حماد بن سلمه: حدثني شيخ لهم يعني الرافضة، قال: كنـا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلناه حديثا
 
فلا غرابة في ذلك فهم يعيشون حياتهم بلا أسانيد  .. فكيف يُميزون بين التمرة والجمرة ؟؟ فلا كل سوداء  تمرة ولا كل بيضاء شحمة  ..
 
وقال مسيح بن الجهم الأسلمي التابعي : كان رجل منا في الأهواء مدة ثم صار إلى الجماعة. وقال لنا: أنشدكم الله أن تسمعوا من أحد من أصحاب الأهواء، فانا والله كنا نروي لكم الباطل ونحتسب الخير في إضلالكم
 
وقال زهير بن معاوية: حدثنا محرز أبو رجاء وكان يرى القـدر فتاب منه، فقال: لا ترووا عن أحد من أهل القدر شيئا، فو الله لقد كنا نضع الأحاديث ندخل بها الناس في القدر، نحتسب بها فالحكم لله
 
فمن هنا يتبين  لنا أن مثل هذا الرافضي يوم أن يتحدث بهذا الفن فإنه من الجهل فإن هذا الفن لا يليق" بالرافضة" فهم  في هذا المجال مخذولين  , وفي هذا المضمار مهزومين  , وفي هذا الفن معاقين .. وقال الذهبي عنهم: "بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله حاشا وكلا، فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم، هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية، وطائفة ممن حارب عليا ; وتعرض لسبهم. والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي  يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضال مُفْتر .. انتهى
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 78 )
(فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (آل عمران : 94 )
(انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً) (النساء : 50 )
( وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) (المائدة : 103 )
(قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) (يونس : 69 )
(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل : 105 )
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) (النحل : 116 )
وصدق الله  تعالي  إذ قال  وهو أصدق القائلين :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (المجادلة : 14 )
 
 
فأئمة السلف والخلف يوم أن يُحذروا من الرافضة من تصديقهم والأخذ عنهم لأنهم يعلمون أنهم قوم لا " أمانة عندهم " ولا " خشية من الله " ولا  " حياء من الله ولا من خلقه " ولا " يخجلون من الكذب والتهريج " ويضعون البدع ويُصدقونها  ويؤمنون بها  ولا  يمنع أن يخترعوا بعد ذلك لها دليلاً من أقوال  " المعصومين " فالرواية بلا قيد  والقول بلا خطام ولا زمام  .. فالحق ما وافق الهوى فهو الحق  . والباطل ما لم يُوافق الهوى فهو الباطل ..  فلا حول ولا قوة إلا بالله ما أصبر الأرض عليهم  وما أعظم  بلائهم على الإسلام وعلى  كُتب الإسلام وأعظمها هذا القرآن  وإسناد هذا القرآن الذي بدؤوا  يشككون المسلمين به  ..  ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ) (البقرة : 204 /205 )
 
قال أشهب: سئل مالك عن الرافضة؟ فقال لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون.
وقال حرملة سمعت الشافعي يقول: لم أر اشهد بالزور من الرافضة
 
فهذا الذي ينقل هذه الشبهة  هل يريد بها وجه الله ؟؟
لا  أظن ذلك – وأترك السرائر إلي خلقها – ولكن من  العنوان يتضح الجواب .. ومن الأثر يدل المسير  والبعرة تدل على البعير .. فهذا عندما  نقل هذه الشبه  .. يتضح  من نفثات سمه أنه لا يرد إلا التشكيك والتعريض لهذا القرآن  الذي أقر علمائهم أنهم ليس لهم به أي صلة .. فهو وأمثاله من مَن يُحذر أهل العلم من تصديقهم والنقل عنهم  .. وقد رأيتُ ذلك جلياً في نقلهم  وعزوهم  .. فمثلا  إذا قال الرافضي قال ذلك في "الدر" مثلا .. أو في تفسير ابن كثير  , تجد أن صاحب الدور مثلا أو صاحب التفسير قال بعد مقولة الرافضي  ( هذا باطل  أو هذا ضعيف أو  هذا مما لا يصح أو  هذا من قول الرافضة ) ..الخ
ومع ذلك الرافضي ينقل هذه النقولات  إلي القارئ  ليوهم أن هذا هو الحق الذي لا محيص عنه  وسنرى إن شاء الله  هذا الرافضي وهو ينقل مثل هذه النقولات  .. تجده يترك أقولاً ويأخذ ما يشتهي ويترك ما لا يشتهي ...
وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول:" يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون "  فمثل هذا الرافضي يجب الحذر منه فإنه كما قال أهل العلم من قوم يكذبون  بل قالوا هم عن دينهم أن " تسعة أعشاره  التقية " يعني الكذب .. لأننا لا نعلم قول الإمام  هل قال ذلك " تقية " أم لم يقل ذلك تقية .. والذي يُقرر  أن قول هذا الإمام تقية  أو لا, لا يستطيع أن يقول ذلك جازما بدليل واصح بل يقول ذلك مجرد هوى في النفس وميلان إلي هوى ..
 
والمقصود من هذا كله  أن الرافضة لا يؤتمنون على علم ولا على نقل .. ونقل هذا الرافضي لا يؤتمن لأنه ينقل ما تشتهيه  نفسه  ويترك ما لا يوافق مشربه ..  كما سيأتي ..
 
 
 
الوجه الثاني :-
أن الرافضة يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض .. فهم يأخذون ما يشتهون من القول ويتركون الذي لا يوافق هواهم  .. ومثال ذلك لو استدل الرافضة على عدم وجوب الصلاة بقوله تعالي (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ) (الماعون : 4 ) فنقول لهم صدقتهم هذه آية .. ولكن لمَ لا تُكملوا ؟؟
فهذا هو إيمانهم – أي الرافضة – ببعض الكتاب وكفرهم بالأخر  .. فهذا الرافضي ينقل ما ذكره صاحب الطبقات مثلا وما يوافق هواه وما تشتهيه نفسه ولا يذكر القسم الأخر الذي لا يُعجبه لذلك هو يأخذ قول ويترك آخر  ويقول  هكذا قال أهل السنة  .. وهذا من أكبر الجهل ومن عدم الأمانة العلمية أن يُفعل ذلك  ..
 
 
 
 
الوجه الثالث :-
أن يٌقال : كُتب أهل السنة إما هي لكَ وعليك  أو لا لك  ولا عليك .. فليس من العدل أن تكون هذه الكتب لك  في وقت ثم تتبرأ منها في وقت أخر .. وإلا هي لا لك ولا عليك  وتترك الكتب ولا  تخرج  من هذه الكتب ما تظن أنه يوافق هواك ثم  تطرح الأخر ..
فإن قال الرافضي  :
أنا لا اذكر ما في هذه الكتب من أجل أنها حجة عليّ  بل لألزم الخصم بها .
قلنا له : تُلزم الخصم بما صح وبما يؤمن به أهل هذه الكتب لا تُلزمه بما تشتهي نفسك وتقول هذه بضاعتكم .. فلو قال قائل : لن أصلي لأن الله تعالي قال (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ) (الماعون : 4 ) ما أطعناه في ذلك لأن الله تعالي قال بعدها (الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون : 5 )فكيف تُلزم أهل السنة بشيء دون شيء  .. فذكرك للسلمي أنه لم يسمع من عثمان  - – رضي الله عنه –  - يجب أن تذكر معه من قال أنه سمع وهم أكثر [ كما سيأتي ]
ويقال أيضا : الجهل بهذه الكتب وأقوال علماءها  لا يشفع لك أن تتحدث عنها إلا بعلم
 
الوجه الرابع :-
أن  الرافضة لا يعلمون الممدوح ولا المذموم . فالممدوح عندهم من مدحه هواهم  ومن مدحه لهم علمائهم  وحتى لو أن القرآن مدح  الصحابة  - - رضي الله عنهم -–  فهذا عندهم غير مقبول  أبداً ولو كان القائل ذلك هو الله تعالي  كقوله تعالي : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح : 18 )
قال جابر بن عبد الله – رضي الله عنه –  ما: كنا ألفا وأربعمائة صحيح البخاري
 
قال ابن تيمية – رحمه الله –   تعالى: ((والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -ومن – رضي الله عنه –   لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك))
 
فمثل هذه الآية فيها مدح للصحابة – - رضي الله عنهم -وتزكيتهم  والرضا من الله عنهم  ولكن للرافضة قول أخر يعارض قول الله سبحانه  .. ويعارض قول أهل العلم أيضا بل  يعارض قول أئمتهم صراحة .. فسبحان الله  ... الرافضة من يتبعون  ؟؟
 
قال تعالي :
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29 )
قال الله تعالي  وهو يثنى على الصحابة من  أول الآية إلي أخرها كل هذا المديح والثني  ومع ذلك قال الرافضة  هذا ليس بصحيح  ... قلنا لهم لمَ ؟
قالوا  ألم تروا قوله تعالي  {  منهم }  فإنه  هُنا خصص  ..
فيا عجب .. وسبحان الله  الرافضة  الممدوح عندهم من مدحته أهوائهم ولو كان القائل هو الله  .. يا رافضة  أخبروني  عن قوله تعالي :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ) (الحج : 30 )
هل ( من ) هُنا للتخصيص ؟؟  وهل  في بعض  الأوثان  ليس بنجس ؟؟
قال تعالي في الثناء والمدح والتخصيص  للصحابة :
(لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (سورة الحشر: 8 - 10).
ولكن أي ممدوح  يُمدح عند الرافضة ؟؟
وأي مذموم يُذم عند الرافضة ؟؟
 
ويوم أن نقول ذلك لنبين  أن " الرافضي " الذي أتى بهذه الشبهة وهي قوله ( السلمي لم يسمع من عثمان ) أن  عثمان عنده غير ممدوحوكما قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٍ   ** كما أن عين السخط تُبدي المساويَ
  ولو كان  عثمان – رضي الله عنه –   من الصحابة الذين ذكرهم الله تعالي أنهم من المهاجرين الذين – - رضي الله عنهم - ومن الذين ذكرهم –  صلى الله عليه وآله وسلم – ي أنه من أهل الجنة .. وقد قال الله تعالي  :
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ – - رضي الله عنهم -وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة : 100 )
فهل في الوجود أنصع  وألمع من هذه الآية الصريحة جداً بهذا الرضا عن المهاجرين والأنصار – - رضي الله عنهم - .. ومدحهم  .. والثني  عليهم  ؟؟
قال ابن تيمية – – رحمه الله –   رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته – : (فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان. ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان)
 
(لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : 117 )
فهذا كلام الله عنهم  وهذا  مدحه لهم  .. فهل الرافضة يمدحون من مدحه الله ؟؟
وهل الرافضة يقدرون من قدره الله  ؟؟
ومن لا يهتم بما قاله الله تعالي وبما قال النبي –  صلى الله عليه وآله  وسلم –  .. فهل نرجو منه أن يمدح  ممدوحاً أو أن يذم  مذموماً ؟؟
 
وقد مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه  فقال لعمر :
(( وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) صحيح البخاري
ولكن الرافضة  لا يُعجبهم ذلك  ولا يعجبهم الثني من الرسول –  صلى الله عليه وآله وسلم –  على هؤلاء الأطهار من المهاجرين والأنصار ..
عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  قال: ((النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يُوعَدُون،وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون)) (صحيح مسلم:
 
ف– - رضي الله عنهم -ما  أعظمهم  وما أجلهم – - رضي الله عنهم -أجمعين  ... ولكن هل يُفيق الرافضة من غفلتهم  وهل يستيقظوا من  سباتهم  ؟؟  وهل يمدحوا من مدحه الله تعالي  بعيدا عن الهوى والتعصب .. وهل هذا الرافضي الذي ينقل من مثل هذه النقولات  من كتاب  الطبقات والاعتدال يريد بذلك الثني والمدح للصحابة  ؟؟
 
هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، يقول عنه الشعبي : (( لما قتل طلحة ورآه علي مقتولا ، جعل يمسح التراب عن وجهه ، ويقول : عزيز علي أبا محمد أن أراك مجدولا تحت نجوم السماء . . ثم قال : إلى الله أشكو عجزي وبجري .- أي همومي وأحزاني -وبكى عليه هو وأصحابه ، وقال : يا ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة )) .
 ( أسد الغابة لابن الأثير 3 / 88 - 89 )
وهذا الزبير بن العوام – رضي الله عنه –   - وهو ممن شارك في القتال بجانب أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -يقول : (( إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها )) ، فقال مولاه : أتسميها فتنة وتقاتل فيها ؟! قال : (( ويحك ، إنا نبصر ولا نبصر ، ما كان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه ، غير هذا الأمر ، فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر )) .
( فتح الباري 12 / 67 )
وهذا معاوية – رضي الله عنه –   ، لما جاءه نعي علي بن أبي طالب ، جلس وهو يقول : (( إنا لله وإنا إليه راجعون ، وجعل يبكي . فقالت امرأته : أنت بالأمس تقاتله ، واليوم تبكيه ؟! . فقال : ويحك ، إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه وفضله وسوابقه وخيره )) . وفي رواية (( ويحك ، أنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم )) .
 ( البداية والنهاية 8 / 15 - 133 )
 
فلا نرضى بعد هذا بقول الرافضي في  مدحه وقدحه لأنه لا يسير على  ذلك بطريق معلوم ولا بخط مرسوم بل يسير به خبط عشواء  بلا قيود  ولا قانون  .. وهو أقرب إلي قول الله تعالي:
(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف : 22 )
(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) (الزخرف : 23 )
 
الوجه الخامس :-
يقول الرافضي .. في شبهته ..
ولكن ما كتب من السند تثبت كتب الرجال بعضه وتنفي بعضه الآخر
فأبوا عبد الرحمن السلمي لم يثبت انه سمع من عثمان وغيره وثبت سماعه من علي عليه السلام فنبحث هذه القضايا
فنقول :
هل أنتَ تتحدث عن إثبات ذاك في  " إثباتات الرافضة " ؟؟ أم في إثباتات أهل السنة ؟؟
 
إن قال : في إثباتات الرافضة قلنا له الرد على ذلك من وجوه
الأول : أن الرافضة باعتراف سادتهم في العلم والفهم  ليس عندهم طريقة صحيحة مقيدة في إثبات  الروايات .. حتى إنهم قالوا يثبُت الخبر إذا استحسنه القلب  ..!!
وقالوا : يثبت الخبر  متى ما خالف أهل السنة فهو الرشاد  ..!!
فهل بمثل هذه الإثباتات .. تريد أن تثبت قولك ؟؟
 
الثاني : أن إثباتات أهل  الرفض لا تصح عندنا وليست علينا  حجة كما هم يقولون أن لا حجة عليهم في ما ثبت عندنا لذلك لا إثبات يفيد هُنا ..
 
الثالث : على فرض أن ثبت ذلك من طرق أهل الرفض فإنه قد يكون من باب التقية ولا نجد دراسة معينة تُبين بها الرافضة ما يكون هذا حق من ما يكون تقية وهذا علمائهم يقررون بعد موت أئمتكم بمئات السنين أن أقولهم مرة  تقية  ومرة أخرى غير ذلك بل علمائكم الذين قالوا بعدم التحريف " تقية " قالوا ذلك ثم جاء من بعدهم علماء وقررا أن هذا القول منهم صدر  تقية فإذا كان هذا قولهم في كتاب الله من التضارب والتضاد فكيف يكون بعد ذلك أثبات ؟
 
الرابع : أن إثباتاتكم ليست من المنقول  .. بل هي على ما تهوى النفوس .. ولذلك لا تستطيعوا أن تثبتوا في تراجم علمائكم  ل" السلمي  وحفص وعاصم  "
 
هذا إن قال نُثبتُ ذلك في  علم الرافضة ..
 
وأما إن قال نثُبتُ ذلك في أقوال أهل السنة  وعلمهم .. فنقول :
أولاً .. يَحسنُ بك أن تذكر أقوال أهل السنة  وليس فقط قول من أقوال أهل السنة  ومن حماقة هذا الرافضي أنه يقول :  نقل في الطبقات  .. مثلا .. ويعمي عينه عن ما ذكره صاحب الطبقات ويأتي إلي ما رواه عن  حجاج  بن محمد  ويقول :  هذا قول أهل السنة وهذا الذي يثبت به الخبر .. مع العلم أن صاحب الطبقات قال  (  روى عن علي وعبد الله وعثمان وقال حجاج بن محمد ..الخ .. )
فهذا قول صاحب الطبقات .. قال روى عن عثمان  .. لمَ  أغمضت عينك عن هذا وذهبت لقول  حجاج بن محمد عن " شعبة " ؟؟ هل هذا  من الأمانة في العلم ؟؟
فهذا قول من أقوال أهل السنة وهو لم يتابع .. ولكن هل ذكرت في كتب أهل العلم كلها من قال بالسماع ؟؟  [  كما سيأتي  إن شاء الله ]
 
ثانيا .. كيف أثبت ذلك ؟؟
هل هو بقول عالم  من علماء المسلمين ؟؟ وقال هذا العالم  " لم يثبت " أم بدراسة منك مستفيضة ؟؟
فإن كان بقول عالم وقال " لم يثبت "  وتقول قال ذلك شعبة والراوي  حجاج .. فإن من قال قرأ على " عثمان " غيره كثير بل تفرد شعبة بهذا القول .. فهل بهذه الطريقة يثبت ؟؟
وإن  كان بدراسة منك فأرنا دراستك  وأرنا قول الإمام الذهبي الذي قال ( قول شعبة ليس بشيء )  وسيأتي  قريبا  إن شاء الله ذلك ؟؟
 
ثالثاً .. الإثبات والجرح والتعديل من خصائص أهل السنة يصعب على الرافضة بكل علمائهم وآياتهم  ومراجعهم  أن يكونوا كأصغر طالب علم من أهل السنة في هذا المجال .. فكيف تقتحم هذا المجال وأنتَ به جاهلُ ؟؟
 
قال الرافضي : فرواية ابي عبد الرحمن السلمي عن عثمان مشكوكة لم تثبت حيث ذكر الرجاليون ان ابا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان
 
يقال أولاً ..
هل تقصد بقول الرجاليون  هنا  ( رأيهم )  أو تقصد به نقلهم ؟؟
فإن كنتَ تقصد رأيهم فقد أخطأت النقل  وجانبت الصواب .. بل قول كل من ذكرت يخالف قولك فهذا فصاحب الطبقات ذكر سماع  " السلمي " من عثمان – – رضي الله عنه –.. وابن حبان الذي ذكرته هو أيضا يقول  روى عن عثمان  .. وصاحب الحرج ذكر ذلك أيضا وهذا كله موجود في شبهتك  . ولكن ما أتى الرافضة بشبهة ولا دليل إلا صار عليهم .. هذا رأي الرجال ..
وأما نقلهم .. فأنهم من باب الأمانة العلمية ينقلون ما لهم وما عليهم وهذا الذي نقوله ليس بقولهم بل منقولهم  وفرق كبير بين من قال ومن نقل ولذلك يقال لصاحب الشعر ( هذا من قولكَ أم من منقولك )  فإن كان من قوله أعطي عليه" مال" وإن كان من منقوله فإنه لا يعطى .. وكذلك ابن سعد  وابن حبان والرازي  عندما نقلوا ذلك عن  حجاج عن شعبة ليس من مقولهم بل من منقولهم   فهل تخبرنا كيف أصبح هذا من قول الرجاليون ؟؟
 
ثانيا..
قولك الرجاليون .. تضخيم للأمر  وتريد أن تبين أن الأمر محسوم  وأن القضية منتهية  وأن أصحاب الجرح  قد قالوا في هذه المسألة ما قالتَهُ  وهذا من التدليس الذي لا يفتر عنه الروافض  ..
 
ثالثا ..
أنه لا يوجد غير "شعبة"   قال ذلك  وقول "شعبة " – رحمه الله –   ليس بحجة على كل المسلمين فإنه بشر ليس بمعصوم قد يكون نسي أو أخطأ   أو هذا حد علمه  وما  وصله غيره ... الخ فكيف تقول  الرجاليون ؟؟
 
رابعاً ..
قال الرافضي ( مشكوكة ) ثم أردفها بقوله  ( لم تثبت )
فالشك عكس اليقين  " وعدم  الثبوت " قطع  .. فهو  متضارب القول في هذا .. فإن كانت  شك فأنه لا يأتي معها " قطع " وهو  عدم الإثبات  أو  الإثبات .. وإن كانت " لم تثبت قطع " فإن الشك في هذا الموضع لا يصح ..  وهذا من جهل هذا الرافض ويُريد بذلك أن يُبينَ ما تميل له نفسه بكثرة  الألفاظ  وتعبيرات مخلة بالفهم  .. ولا غرابة ..
وإن كانت  شك .. فلمَ  " قَطَعَ  "  في أخر شبهته هذه ؟؟ حيث قال .. ونتيجة البحث .. عدم ثبوت قراءة السلمي من عثمان  .. ! فيا عجب ..
وإن كانت لم " تثبت " فما عسى أن يصنع بأقوال الأئمة الذين هو ذكرهم  من مثل ( ابن حبان  و ابن سعد  والرازي ) ومن لم يذكرهم من مثل ( الذهبي و بن كثير  وغيرهم  كثير )  ماذا عسى أن يصنع بهذه الأقوال ؟؟ هل سيرميها بالبحر لأنها لم  توافق  هواه  ؟؟
 
قال الرافضي :  فهذا صاحب الطبقات ينقل  أنه لم يسمع من عثمان وسمع من علي ..
يقال أولاً  .. يُنقل قول صاحب الطبقات ً فهذا ما قاله ابن سعد ..
أبو عبد الرحمن السلمي واسمه عبد الله بن حبيب روى عن علي وعبد الله وعثمان وقال حجاج بن محمد قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من علي قال أخبرنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان قال قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال فقال أبو عبد الرحمن فذاك أجلسني هذا المجلس أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبان العطار عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي قال أخبرنا عفان قال شعبة حدثت عن منصور عن تميم بن سلمة أن أبا عبد الرحمن كان إمام المسجد فكان يحمل في الطين في اليوم المطير قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال إنا أخذنا هذا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به وإنه سيرث القرآن بعدنا قوم ليشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم بل لا يجاوز ها هنا ووضع يده على الحلق ...الخ ..
فهنا يتبين .. ما يلي ..أن صاحب الطبقات يذكر أن " السلمي " – رحمه الله –    سمع من " عثمان – رضي الله عنه –   " ومن علي – رضي الله عنه –    .. ومن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – 
ثم ذكر قول " شعبة " وأنه لم يسمع من عثمان – رضي الله عنه –   ..
ثم ذكر حديث " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وهذا جاء من طريق أبي عبد الرحمن السلمي – رحمه الله –   تعالي عن " عثمان بن عفان – رضي الله عنه –   .. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فكيف يزعم الرافضي أن صاحب الطبقات قال ذلك ..
ويقال ثانيا .. يجدر بالقارئ أن يتأمل هذا الذي نقله صاحب الطبقات .. حيث قال : (حدثنا عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال إنا أخذنا هذا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به وإنه سيرث القرآن بعدنا قوم ليشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم بل لا يجاوز ها هنا ووضع يده على الحلق  ) ...
فهو هنا يقرر  - السلمي – أنه أخذ القرآن عن  " قوم "  وقال أخبرونا ..
فبهذا يتبين من الطبقات نفسها  أن السلمي أخذ القرآن  عن جمع وهم قوم ويستحيل أن يكون القوم " رجل واحد " إلا  إذا كان هذا في مذهب الرافضة فهذا شيء آخر ..
قال الرافضي : كذلك ينقل صاحب الجرح والتعديل .. ثم بعد ذلك  قال : هو ما ينقله أيضا ابن حبان في الثقات عن شعبة ويضم إلى عثمان عبد الله بن مسعود أيضا ..
فقال : الثقات - ابن حبان ج 5 ص 9
أبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب عداده في أهل الكوفة يروى عن عثمان وعلى وابن مسعود روى عنه الكوفيون مات سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على العراق وقد قيل سنة اثنتين وسبعين وزعم شعبة أن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان ولا عبد الله وسمع عليا
والرد على هذا من وجوه :
الأول :  أن الذي جاء في الجرح ليس هوَ هو نفسه في الثقات .. وهذا من التدليس .. فإن الذي في الجرح قول  " شعبة " وهم  وكما سبق ينقلون من باب الأمانة العلمية .. بينما  نجد في "الثقات " قال  (  أبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب عداده في أهل الكوفة يروى عن عثمان وعلى وابن مسعود ) فهذا الذي قال  صاحب " الثقات "
ويقال ثانيا : أن صاحب الثقات قال : ( وزعم شعبة )  وهذا قول شعبة سيأتي إن شاء الله .. ولكن الذي يهم هو قول صاحب الثقات " وزعم  شعبة "  وهذا يدل على أنه مستنكر هذا القول  من شعبة  ..
ثالثا : صاحب الثقات يؤكد  سماع " السلمي "  من عثمان – رضي الله عنه –    ومن علي وبن ابن مسعود – رضي الله عنه –  ما  ومن ثم نقل قول شعبة  والناقل للشيء لا يلزم أن يكون نقله ما يؤمن به فأنه ينقل من باب الأمانة العليمة وما قيل ..
قال الرافضي : ومثله الرازي ي الجرح والتعديل  .. ثم ذكر المصدر  .. وهو  ج 1 ص 131  
أقول : سبحان الله  هؤلاء الحمقى حمقى  .. ويتعجب الإنسان من نصرتهم لشبههم ويظنون أن أهل السنة حمقى مثلهم لذلك هم يحاولوا أن يهولوا الموضوع ..
وقد يتعجب متعجب  ويقول  لمَ قلتَ ذالك هداك الله  .. فأقول :
لأن الرافضي ذكر الجرح والتعديل .. المصدر ج 1 ص 131    وهو نفس المصدر  ثم ذكر الثقات  .. ثم  رجع لنفس المصدر  وقال  و مثله  .. ليوهم  أن هناك  مصدر  جديد  .. ولعلي أذكر لكم  ما جاء في  ج 1 ص 131    وحتى يتبين  كيف يريد هؤلاء الحمقى نصرة  شبههم .. فهذا ما ذكره  الرازي  .. نصا ..
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا أحمد يعني بن حنبل نا حجاج يعني بن محمد الأعور قال قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن يعني السلمي من عثمان ولكن سمع من علي حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري قال حدثني يحيى بن معين نا حجاج بن محمد عن شعبة قال لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي 
فأنت ترى  أن الروايتين في نفس  الكتاب  والصفحة  ولا يفصل بينهما  سطر .. ومع ذلك " الرافضي "  أتى بقول  ابن حبان  بين الروايتين  ليوهم  أن هناك من قال ذلك كثير ..
ويقال أيضا ,,  مدار كل هذه البلبلة  " قول شعبة "  .. والرافضي يظن أنه عثر على صيد سمين .. فسبحان من جعلهم  أغبى الناس بالمعقول  وأجهل الناس بالمنقول .
قال الرافضي : ثانيا:
سماعه من زيد بن ثابت وابي بن كعب
ذكرت الكتب الرجالية من روى عنهم ابو عبد الرحمن السلمي فذكرت مجموعة صحت روايته عنهم ومجموعة اختلف في روايته عنهم من مثبت ومن ناف كعثمان وابن مسعود ولم يدع روايته عن زيد بن ثابت وابي بن كعب
والرد عليه من وجوه : الأول : يقال لهذا الرافضي اخرج لنا الرجال الذين قالوا أن " السلمي "  لم يقرأ علي عثمان – رضي الله عنه –   وبن مسعود – رضي الله عنه –   .. فإن كان قصدك " شعبة " وتقول أن هذا الفرد كتب رجالية  فعلى عقلك السلام .. وعلى عقول الرافضة السلام  ..
الثاني : أنك تتحدث عن ( عثمان وعلى  وأبي و زيد وابن مسعود – - رضي الله عنهم -أجمعين ) وأنت بكلامك هذا تتحدث وكأنك تتحدث عن مجموعة كبيرة  من الناس ,, بحيث يتبين للقارئ أن الذين نفيتهم  الأربعة – – - رضي الله عنهم -–  والذين أقررته هو " علي " رضي الله عن الجميع .. فقولك  مجموعة اختلف في روايته  ...الخ  إنما هو قصدك  أن تخرج " علي " – رضي الله عنه –   من بين هؤلاء الخمسة – - رضي الله عنهم -وهذا يدل على جهل  كبير عندك  وحمق .
الثالث : أن الرافضي يريد أن يُبين للقارئ أن " علي " – رضي الله عنه –   هو الصحابي الجليل الوحيد الذي سمع منه السلمي ولم يختلف فيه اثنان  .. وما علم أن من أهل العلم من نفى سماع  " السلمي " من " علي " – رضي الله عنه –     .. ومع أنه أخطأ إلا أنه ذكر كما ذكر عن عثمان – رضي الله عنه –  ما  ...  في جامع التحصيل .. [ 347 ] عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي قال شعبة لم يسمع من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه سمع من علي وقال أبو حاتم لا تثبت روايته عن علي – رضي الله عنه –   فقيل له سمع من عثمان فقال روى عنه لا يذكر سماعا 
أقول : لو كان مجرد أن يذكر أحد العلماء رأيه نأخذ به  ونترك الآخرين .. فهل سيأخذ هذا الرافضي قول  " أبو حاتم  "   .. مع معارضتنا لقول  أبي حاتم  ورفضنا رأيه إلا أننا نسأل هذا الرافضي هل هذه الطريقة التي تسير عليها وهل هذا يكفي لقولنا أن  " السلمي" – رحمه الله –   لم يسمع من علي ؟؟ – رضي الله عنه –   .. هذا ليس بعدل  فإن من قال أن السلمي روى وسمع علي – رضي الله عنه –   كثير .. وكذلك   من قال لم يسمع " السلمي " عثمانَ شعبة  .. بينما الذين قالوا أنه سمعه وروى عنه  كثير .. فهل من العدل أن نترك هذا الكثير ونتقيد  بقول " شعبة "  ؟؟ إن طبقنا هذا القول على  ( عثمان – رضي الله عنه –    فهل ستطبق ذلك على عليّ – رضي الله عنه –   ؟؟ ) ونقول وحتى لو طبق( هذا الرافضي )  ذلك على علي – رضي الله عنه –   فإننا لا نقبل ذلك منه  لأننا نعلم أن الرافضة قوم كذبة يكرهون آل البيت ويبغضونهم ويدَّعون أنهم يوالونهم ولكنهم في الحقيقة يعادونهم في الداخل وقد ذكر ذالك  الأئمة عليهم السلام وقال علي – رضي الله عنه –   ما قال في خطبة التي لا تخفى عليهم  وقال ذلك  الحسن والحسين – رضي الله عنه –  ما  .. بل لا يوجد إمام موجود من الأئمة  إلا وتذمر منهم  لأنهم قوم لا يعقلون وإذا عقلوا يؤولون  وإذا أولوا يُخطئون  . . فعلى فرض أن الرافضي رضي أن يُقبل هذا الكلام على علي – رضي الله عنه –   فإنا لا نقبل  ذلك على أبا الحسن – رضي الله عنه –   الذي قال له –  صلى الله عليه وآله وسلم – " أما ترضى أن تكون مني بنزلة هارون من موسى ؟؟ غير أن لا نبي بعدي "  وهذا في الصحيح وقال –  صلى الله عليه وآله وسلم عنه – : " من كنتُ مولاه فعلي مولاه " وقال  : " لأعطين الراية غداً رجلاً يحبُهُ اللهُ ورسوله ويحب الله  ورسوله "  فأعطاها علي – رضي الله عنه –   .. كل هذه الأحاديث في الصحيح .. وهذا الرافضي  يريد أن يقبل المسلمون هذه الفرية علي الصحابي , فإنها إن قلبت على صحابي تُقبل على الأخر ,, وهذا الذي يُفسر لنا قول الرافضة في أصحاب النبي –  صلى الله عليه وآله وسلم –  قالوا عنهم ( قوم سوء  " ليقال  عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  " رجل سوء ولو كان صالحاً لمَ  صحب رجال سوء ) وهذا ما تقوله قلوبهم ولو لم تقل به ألسنتهم  والصحابة  - - رضي الله عنهم -–  لهم حرمتهم جميعاً فكما أن لأبي الحسن – رضي الله عنه –   حرمة فكذلك لأمير المؤمنين عثمان حرمة  وحرمة هذا ليست بأولى من هذا فكلاهما من أهل السبق في الإسلام وكل له فضله ومنزلته  وقد مدح الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم –  عثمان – – رضي الله عنه –  كما مدح علي  - رضي الله عنه –  فقال في حق عثمان كما في الصحيح " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة "  وقال –  صلى الله عليه وآله وسلم –  عنه  " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم "( قال ذلك بعد أن جهز عثمان – رضي الله عنه –   جيش العسرة على قلة من الصحابة وفقر وضيق ) وقد زوجه الرسول –  صلى الله عليه وآله وسلم –  بنتاه .. كما زوج علي – – رضي الله عنه –  بنته ,, فالفضل لأهل الفضل والذب عن علي وعن عثمان واجب على  المسلم الذي يرجو الله والدار الآخرة  ومن يتق الله يجعل  له مخرجاً  ومن يؤمن بالنبي –  صلى الله عليه وآله وسلم –  يلزمه أن يؤمن أنه لا يصاحب إلا طيبين من أهل الفضل والصدق من أمثال الصديق – – رضي الله عنه –  ومن أمثال عمر الفاروق – – رضي الله عنه –  ومن أمثال عثمان ذو النورين – – رضي الله عنه –  ومن أمثال علي أول فدائي في الإسلام – – رضي الله عنه –  ,, وغيرهم كثير ..وقد قال – صلى الله عليه وآله وسلم – في الحديث  الصحيح قال (‏لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل ‏ ‏أحد ‏ ‏ذهبا ما أدرك ‏ ‏مد ‏ ‏أحدهم ولا نصيفه  )  والمقصود .. أن الذب عن علي – رضي الله عنه –   أن لا  نأخذ بفول ( أبي حاتم ) عليه  ,, كذالك لا يؤخذ قول  " شعبة " على عثمان  .. وهكذا .. ويحسن بالمسلم الذي ينتسب إلي الإسلام أن يُحسن الظن بهؤلاء الصحابة الكرام  .. رضي  الله عنه  .. فإن لهم سابقة وفضل وقد ذهبوا إلي ما علموا ونحن قادمون على ما علمنا  ... ولا يخدم أن  نفتري على الصحابة – - رضي الله عنهم - لا يخدم إلا من كان في قلبه مرض من الرافضة والنصارى من أهل الكتاب واليهود  ..  فرضي الله عن عثمان  ورضي الله عن علي  ورضي الله عن من ترضى عليهم ولعن الله من مسهم بسوء أو مس أعراضهم من الرافضة والخوارج  { قل هل نُنبئكم بالأخسرين أعملاً  ؟؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً }
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف :103/ 104 )
الرابع  أن يقال  : الاختلاف في الشيء لا يدل على نكران الشيء ومثال ذلك " أم الموهوم المهدي الإمام الثاني عشر " الذي لم يخلق بعد  ... ولكن في كتب الرافضة يوجد من يقول اسم أمه كذا  .. ومن يقول نرجس ومن يقول  ومن يقول .. الخ  .. حتى عُد له  ما يقرب لأمه   ثمان أسماء  فإذا كان هذا يدل على  عدم الثبوت .. فإن لا يثبت للمهدي – بقياسات  الرافضة طبعا- لا يثب  (أم) للمهدي وإذا لم يثبت له (أم) لا يثبت هو  ,,
وكذلك اختلافهم في هل سمع  " السلمي "  من الأربعة أم لم يسمع ,, مع العلم أن المدار كله يدور حول " شعبة "  وهذا من حماقة هذا الرافضي  الجاهل  بالنقل .. فإنه يجعل من روى مثل من نقل مثل من قال ,, وكل هذا من جهل الرافضة بمصطلحات  الأقوال في الرجال والحديث ..
قال الرافضي : - الجرح والتعديل - الرازي ج 5 ص 37 :
164( - عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمى القارئ روى عن عثمان وعلى وابن مسعود ، روى عن عمر ، مرسل ، روى عنه سعد بن عبيدة وابو اسحاق الهمداني وابراهيم النخعي ومسلم البطين وابو حصين والسدى وعاصم بن بهدلة وعطاء بن السائب سمعت ابي يقول ذلك
يقال أولاً . . الرافضي قال قبل هذه الشبهة  سماعه من زيد وأبي .. لم تثبت .. ثم ذكر هذه الشبهة من الجرح  وهو يستشهد بها على عدم ثبوت سماعه من زيد وأبي – - رضي الله عنهما -  ووجه الاستدلال عند الرافضي أنه" لو كان سمع من زيد ومن أبي – - رضي الله عنهما -  لذكرهم صاحب الجرح " ويدل هذا على الجهل والحمق من هذا الرافضي ... فهو يذكر سماع " عثمان  وعلي وابن مسعود – - رضي الله عنهم -" ويقول . فلو ذكر زيد وأبي – - رضي الله عنهما -  لصار قد سمع منهم .. وهو في السابق ينافح ويقاتل من أجل أن يثبت أن " السلمي " لم يسمع من عثمان  - رضي الله عنه –  وهو هنا يذكرُ سماعه مستشهدا بذلك بسماعه من الثلاثة ,, عثمان وعلي وابن مسعود  - - رضي الله عنهم -– .. و الحمد لله  ما آتى الرافضة بحجة إلا صارت عليهم  وما أتوا بدليل إلا صار عليهم لا لهم  ومثال ذلك استدلال هذا الرافضي بالجرح من كتاب الرازي  هذا فإنه يُثبتُ سماع  عثمان  وابن مسعود –  - رضي الله عنهما - وهو  ما لا يريده الرافضي  ,, ولكن  في حال إثبات أنه لم يسمع من زيد ولا من أبي – - رضي الله عنهما -  فإنه لا يمنع هذا الرافضي الأحمق الاستدلال به  .. وسبحان من خلق الغباء وأعطى شطره للسبئية  وقسم باقيه على الخلائق ..
ثانيا  يقال : أن صاحب الجرح لم يذكر سامعه من الاثنين  أبي وزيد – - رضي الله عنهما -  في ما ذكره الرافضي هذا ولكن كثيراً من الكتب ذكرت السماع  [ فإن قال الرافضي يكفي كتاب  أو قائل يقول ذلك ] قلنا له هناك كُتب قالت ذلك غير الجرح  .. فهي حجة عليك .. فإن قال  : لا تحاجوني بما في كُتبكم قلنا له  لمَ أنت  تدخل في كتب أهل الإسلام وتتحدث عنها وتقرر ما ليس فيها بحق ؟؟
قال الرافضي : - معرفة الثقات - العجلي ج 2 ص 413 :
( 2196 ) أبو عبد الرحمن السلمي المقرئ الأعمى  كوفى من أصحاب عبد الله ثقة وكان يقرئ في زمان عثمان إلى زمان الحجاج وقرأ على عثمان بن عفان وعرض على على بن أبي طالب
يقال أولاً .. هذا دليل من الرافضي على أن السلمي – رحمه الله –   قد  قرأ على " عثمان " – رضي الله عنه –   .. فلمَ الرافضي لا يؤمن بهذا القول الذي هو الآن يأتي به مستشهداً على عدم سماع الاثنين الصحابيين الجليين  أبي و زيد – رضي الله عنه –  ما  .. وهذا من الجهل المفرط الذي يكنه قلب هذا الرافضي وعقله  وكيف لا يكون من  الجاهلين  وهو يستدل بما ينقض استدلاله ؟؟ فهو يستدل بكل  مقالته بأن عثمان لم يقرأ عليه  السلمي .. وهو هنا يثبُ ذلك  من نقله  .. فسبحان الله  كم للجهل عند هؤلاء القوم من نصيب ..
ثانيا  .. الرافضي ينقلُ أن " السلمي " – رحمه الله –    قرأ على  عثمان  ثم عرض على علي – رضي الله عنه –  ما  ... ومن المعلوم أن من قرأ ليس كمن  عرض .. ومع أننا لا نتفق مع هذا القول إلا أننا نقول : أن الرافضي ينقل  ما لا يعقل  ويهرف بما لا يعرف  ..
قال الرافضي : مع ان القراءة الموجودة في المصحف تختلف عن قراءة زيد بن ثابت وابي بن كعب فلا بد ان تكون قراءة غير قراءتهما والقدر المتيقن هو قراءة علي عليه السلام فاما انه لم يقرا عليهما او قرا عليهما واخذ منهما القراءة الموافقة لقراءة علي وترك ما يخالف قراءته واذا كان قد اخذ من عثمان فقد يكون الامر كذلك
اي انه اخذ من عثمان ما يوافق قراءة علي عليه السلام وترك الباقي
ويؤيد هذا الكلام ما روي في قراءته على عثمان عند من يؤمن بانه قرا عليه حيث قال بعضهم بانه بعد قراءته على عثمان عرض ما قراه على علي عليه السلام ليصحح له القراءة فكانت القراءة النهائية هي قراءة علي عليه السلام
 
والرد على هذا من وجوه . الوجه الأول , يقال : الكلام بلا بينة  سهل والكل يستطيع عليه ولا أحد من الناس يُعجزه هذا الشيء حيث أن الكلام  لا يُمنع  بالصمت  وإنما يُمنع بالحجج والبراهين  ولذلك  طلب الله البراهين  ممن ادعى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة : 111 )
 فقال الله لهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .. ومثال ذلك قول الرافضي هذا أن القراءة الموجودة تختلف عن قراءة زيد وأبي  فإن هذا من الكلام بلا برهان والله تعالي قال
(وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة : 111 )
فطلب الله منهم البرهان على قولهم هذا وهذا القول مثل قول الرافضي فإننا يوم أن نطالبه بالبرهان  فإنه يسكون وبالاً عليه لسببين . ..
السبب الأول : أنه هل قرأ قراءة زيد  وأبي  ؟ فإن كان قد قرأها وصحت عنده فإنه يبطل كل كلامه السابق  حيث أنه يسدل على أن القرآن ليس له طريق إلا رافضي .. وبهذا القول إن أقر به  فإنه يطبل كل كلامه – مع أنه باطل – وهو مع ذلك مطالب بالإسناد لهذا الذي يقول فإن أتى به مسنداً  صحيحاً  كان أقوى للحجة عليه وأشد للتنقيص في كلامه  .
والسبب الثاني : أن يقول: لم أعلم قراءة زيد ولا أبي  ولم  تصل إلينا أصلا لأن القراءة الموجودة هي قراءة  علي  وحده  فيقال هُنا : كيف حكمت على أن قراءة القرآن اليوم تخالف قراءة زيد  وأبي .. وهل تقارن الأشياء بما خفي ؟ وكيف تقارن على قراءة لا وجود لها ؟؟
ولذلك يضعف الرافضة عندما يُطالبون بالدليل .. فقال تعالي
(أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (النمل : 64 )
فلو أن هذا الرافضي صادق  بما يدعيه لأخرج صدقه وبرهانه ولكنه لا يستطيع ذلك لأن الصادق  عنده بينه ودليل وبرهان على صدقه  والصدق الذي لا يخالجه الشك هو ذاك الصدق المعلوم بالكتاب والكراس والنقل الحق والصدق  .. وليس القول من باب الهوى والتعطف على ما تشتهي الأنفس  .. فهو أقرب في كلامه إلي الإدعاء  منه إلي البرهان والصدق .. ولو كان الكلام فقط من باب الكلام  على العواهن  استطاع  أن يقول مثل هذا القول غيره على علي – رضي الله عنه –   فيقال مثلا ( هذه القراءة من رواية  أبي  وهي مخالفة لرواية علي – رضي الله عنه –   لأن علي كان مشتغلاً بالحروب  وغير ذلك من الكلام  .. ) فلو صدّق أحد هذه الشبهة فلا يستطيع الرافضي أن يقول لمَ  تقول هذا الكلام بلا براهين وحجج وأقوال علماء .. ولذلك الرافضي يجعل لكلامه وحجته مقدمة فاسدة .. ثم بعد ذلك يقرر عليها  وهذا مثله كثير في كلام الرافضة ومن تأمل كلام الرافضة وحججهم  يجد أنه لا بد لهم من " مقدمة  فاسدة " بل تأملتُ كل حجج الرافضة  تقريبا  فلا أعلم  حجة من حججهم ولا برهان من براهينهم إلا له  حجة باطلة  .. والحجة التي ذكرها الرافضي وهي أن هذا القرآن مخالف  لقراءة  زيد وأبي –  - رضي الله عنهما -  جعل له مقدمه فاسدة وهي أنه يقرن القراءة بقراءتهما  وهو لم يقرأ قراءتهما , والحجة الصادقة الناصعة لا يمكن أن تكون باطلة  والباطل أعظمه الكذب والافتراء وهل أعظم كذباً وافتراءً من قول الرافضي بلا حجة ولا برهان  (  القراءة  تخالف  قراءة زيد وأبي ) وهذا مما يجعل الإنسان يتأمل في قمة جهل هؤلاء القوم وافتراءهم  حتى قال الرافضي بعد ذلك ( والقدر المتيقن  ..)  وهذا من أعظم الجهل والافتراء على القرآن وعلى الصحابة وعلى التاريخ بل هو افتراء على القارئ المسكين الذي قد يُصدق قول هذا الرافضي الذي يظن أن هذا برهان  وهو في الحقيقة من أقبح  الكذب  . لأنه يعتمد في ذلك القول على قول واحد من الناس فإن كان قول هذا الواحد  ( هو القدر المتيقن ) عنده  فإن كثير خالفوه فهذا يعني أن الذين خالفوه ( يقينهم أعظم وأشد وأقوى   ) فإن كان يعتمد قول  الواحد من الرواة " برهان ويقين " لا شك فيه فهذا يعني أن قول الواحد إن خالف قوله يكون كذلك برهاناً  عليه  وبهذا يكون براهين الذين يخالفون هذا الرافضي أكثر وكتبهم تشهد بهذا  .. فيكون قول هؤلاء برهان  وقول هؤلاء برهان  وبرهان هذا يُناقض برهان هذا  ومن المعلوم لذي كل عقل أن البراهين أكبر من أن تتناقص وتتعارض وكل ما يأتي به الله تعالي لا تناقض وفيه ولا تضاد ولذلك كل الذي من عند الله برهان فقال تعالي
 ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا ً) (النساء : 82 )
لأنه برهان ناصع بين ولا يوجد به تناقض لأن البرهان لا يناقضه برهان  , والبراهين تتعاضد لا  تتحاسد .. وهذا الرافضي وغيره يعجزون أن يأتوا بما يؤيد هذه الشبهة والسبب يعود إلي أنهم لا يسيرون على بينه وفي وضح النهار بل يعيشون على الهوى وما تلمي لهم نفوسهم المريضة  فهو  أراد من الرافضة أن يصدقوا أن " السلمي " لم يسمع من أبي ولا من زيد –  - رضي الله عنهما - بطريق أن يثبت سماع عثمان وعبد الله وعلي رضي الله عن الجميع .. فوقع  بما لا يريد حيث لم يعلم وهذا الذي نقول به أن البراهين لا تتناقض بل تتعاضد  وهو ليس عنده شيء من كل هذا الكلام  وهو كلام مكرر ولو جمع لوجد أنه لا يتعدى  خمسة أسطر وكلها  طرق  منقولة قد عزاها أصحابها إلي طريق ونقطة واحدة  وهي  " قول شعبة " وهذا القول عند الرافضي برهان قد قطع به على أن" السلمي"  - رحمه الله –  لم يسمع من الأربعة .. ولم يأتي بشيء يُبين به ما يُثبت ذلك إلا قول " شعبة " – رحمه الله –    فإن قال أن قول شعبة  : برهان لا محيص عنه  .. قلنا له  وقول  الآحاد  برهان . . فإن اكتفى  بقول  واحد من الذين قالوا بأن  " السلمي " سمع من عثمان  .. وإلا أتينا له ببرهان أخر وهكذا  حتى يصير عندنا  عشرات البراهين .. ولا أظن عاقل يأخذ ببرهان واحد بقياسات الرافضة  ويترك كل هذه البراهين  ... فتبين من أن قول الرافضي ( القدر المتيقن ) ليس إلا من ما يصاغ  للتهويل  ويُعد  للإصغاء  وإلا هو يقوم على  لا شيء .. ولو قال قائل : أن علي – رضي الله عنه –    يقينا لم يسمع منه  السلمي  بدليل قول أبي حاتم  ثم قال ( والقدر المتيقن ) أن هذا هو الحق وأن سماعه لا يصح  .. صار هذا من  جنس هذا  وإبطال ذاك يلزم منه إبطال هذا  وتصديق ذاك يلزم منه تصديق  ذا  .. فهؤلاء القوم  ليس عندهم من اليقين ما يسيرون عليه بقصد  اليقين ذاته ولا ما يستمرون عليه بما يُعد للدراسة والفن في أحد الفنون  وإنما هو على سبيل الهوى الذي لا يتعدى أن يكون مثل بيت  العنكبوت  ولو قال هذا الرافضي ( القدر المتيقن ) فإنه لا يُفيده ذاك بشيء إلا بالبرهان والبرهان يصعب على الرافضة الوصول إليه ولو استطاعوا  لفعلوا ولو استطاع أن يأتي بقراءة " زيد " – رضي الله عنه –   أو بقراءة " أبي " – رضي الله عنه –   لكان حسناً  ولكن  من كان غريق كيف يُرجى منه إنقاذ الغريق ؟؟
الوجه الثاني : أن القراءة الموجودة اليوم والتي تطبع في مطابع الملك فهد – حفظه الله – والتي يُشرف عليها كبار الحفاظ  والتي توزع إلي جميع أنحاء المعمورة والتي يُطبع فيها سنوي ما يزيد على السبعة ملايين  نسخة من القرآن  , هذه الطبعة موافقة لقراءة حفص عن عاصم عن السلمي عن الأربعة .. ففي صفحة ( أ ) من المصحف بعد ص 604  قال : تعريف بهذا المصحف  كُتب هذا المصحف وضُبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان  بن المغيرة الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُلمي عن ( عثمان بن عفان  وعليّ بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب ) عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –    ..
وأُخِذَ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفَّان – رضي الله عنه –   إلى البصرة والكوفة والشام ومكة، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المنتسخة منها. وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف.
هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها.
وأُخِذَت طريقةُ ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التَّنَسِيّ مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، بدلا من علامات الأندلسيّين والمغاربة .. انتهى
فهذا  المصحف الذي يقول عن الرافضي مخالف  لقراءة زيد وأبي .. إنما هو من نسج الخيال فإن هذا المصحف طبع منه الملايين  وقرأه ألف الملايين  .. وحفظه المئات من الملايين  .. وبعد ذلك كله يأتي رافضي ليقول  هذا القرآن مخالف لقراءة زيد  وأبي .. ! هذا أمر عجيب .. بل قالوا في آخر البيان ..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي يوم الثلاثاء ١٩ / ٨ / ١٤٠٣ هـ صدر الأمر الملكي الكريم ذو الرقم ١٥٤٠/ ٨ من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله باختيار مصحف تجري طباعته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي أنشأه لهذا الغرض النبيل، وبعد أن تم اختيار المصحف وتمت مراجعته صدر الأمر الملكي الكريم بتسميته (مصحف المدينة النبوية) تيمنًا باسم هذه البقعة المباركة التي هي مهبط الوحي ومُهاجَر النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم –  .
وقد تم تكوين لجنة مراجعة المصحف برياسة فضيلة عميد كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والأستاذ المشارك فيها الشيخ عبد العزيز بن عبد الفتاح قارئ، وعضوية كلٍّ من أصحاب الفضيلة: الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي الإمام بالمسجد النبوي والأستاذ المساعد بقسم الفقه بالجامعة- نائبًا لرئيس اللجنة-، والشيخ عامر بن السيد عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ عبد العظيم بن علي الشناوي رئيس قسم اللغويات بالجامعة، والشيخ محمود بن سيبويه البدوي، والشيخ عبد الفتاح بن السيد عجمي المرصفي، والشيخ محمود بن عبد الخالق جادو، والشيخ عبد الرافع بن رضوان بن علي، والشيخ عبد الرزاق بن علي بن إبراهيم موسى، والشيخ عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر. وهم من علماء القراءات بكلية القرآن والدراسات الإسلامية، والشيخ عبد العزيز بن محمد بن عثمان الأستاذ المساعد بقسم التفسير بالجامعة، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البعادي رئيس قسم شؤون المصاحف برياسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والشيخ رشاد بن مرسي طلبه، والشيخ فرغل بن سيد فرج.. مراقبي المصاحف بالقسم.
وقد قامت اللجنة بمراجعة هذا المصحف الشريف على أمهات كتب القراءات، والرسم، والضبط، والفواصل، والوقف، والتفسير.
وقد صدر تأييد (الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد) ذو الرقم ٧٩ / ٥/ س المؤرخ في ٣ رمضان ١٤٠٥هـ الذي تضمن دراسة الجهة المختصة بها لهذا المصحف وتأكد لدينا أنه سليم الرسم والضبط والإخراج.
والله ولي التوفيق                       ثم  وضعوا  خاتم الجنة  ...
فهل كل هؤلاء العلماء بالقرآن وكل هذه الجهود يغفلون عن أمر مهم  جداً مثل ما قال الرافضي وقول الرافضي ليس إلا من ( الدعاوى  )
والدعاوى ما لم يُقيموا عليها أصحابها بينت أصحابها أدعياءُ ..
الوجه الثالث  أن يقال : أن هذا المصحف الموجود اليوم أخذ حتى  عدد آياته وعدد وقفاته وأجزاءه  وأحزابه   ومكيه من مدنيه  من أمهات الكتب وبعد جهد مضني  ومتعب .. فكيف يغفلون عن  أمر أساس في القرآن مثل (  أن قراءة  أبي وزيد – رضي الله عنه –  ما ) تُخالف هذا المصحف الموجود اليوم .. فقالوا  : واتُّبِعَتْ في عد آياته طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمِيِّ عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –   على حسب ما ورد في كتاب "ناظمة الزُّهر" للإمام الشاطبيّ، وغيرها من الكتب المدوّنة في علم الفواصل، وآي القرءان على طريقتهم 6236 آية.
وأُخِذَ بيانُ أوائل أجزائه الثلاثين وأحزابه الستين وأرباعها من كتاب "غيث النفع" للعلامة السفاقُسيِّ و"ناظمة الزهر" للإمام الشاطبيِّ وشرحها. و "تحقيق البيان" للشيخ محمد المتولي، و"إرشاد القراء والكاتبين"، لأبي عيد رضوان المخلِّلاتي.
وأُخِذَ بيان مكّيّه ومدنيّه في الجدول الملحق بآخر المصحف، من "كتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي" و"كتب القراءات والتفسير" على خلاف في بعضها.
وأُخِذَ بيان وقوفه وعلاماتها مما قررته اللجنة في جلساتها التي عقدتها لتحديد هذه الوقوف على حسب ما اقتضته المعاني التي ظهرت لها مسترشدة في ذلك بأقوال الأئمة من المفسرين وعلماء الوقف والابتداء.
وأُخِذَ بيان السجدات ومواضعها من كتب الفقه والحديث على خلاف في خمس منها لم نشر إليه في هامش المصحف وهي السجدة الثانية بسورة الحج والسجدات الواردة في السور الآتية: ص والنجم والانشقاق والعلق.
وأُخِذَ بيانُ مواضع السكتات عند حفص من "الشاطبية" وشراحها وتعرف كيفيتها بالتلقي من أفواه المشايخ .. انتهى
فسبحان الله  .. كل هذا الجهد  ويأتي بعد ذلك رافضي لا يُعرف أصله ولا فصله ويكتب أن هذا قرآن يُخالف  قراءة  زيد وأبي .. !
الوجه الرابع : أن الرافضي قال: فاما انه لم يقرا عليهما او قرا عليهما واخذ منهما القراءة الموافقة لقراءة علي وترك ما يخالف قراءته
 فهذا الرافضي متذبذب وهو لم يثبت على قول فمرة يقول أن السلمي  لم يقرأ  على  أبي وزيد  .. ومرة أخرى يقول قرأ ولكن ترك قراءتهما والوصول إلي أمر مهم  وهو  أن  السلمي  لم يُحصل من  غير علي  – رضي الله عنه –   .. ومساكين أهل الأهواء  حالهم  كلهم كذالك  تضطرب عندهم الأقوال وتختلف لأن الهوى يهوي بصاحبه إلي مثل ما  هوى بصاحب هذه الشبهة من هذا الذي يقوله  .. حتى صار تساءل هذا التساؤل ويقول  : فإما أنهما قرأا أو لم يقرأا .. !  مع العلم أنه يقرر  في أخر مقالته أنهم لم يقرؤوا  .. فصبرا على  الحمقى  صبراً ..
الوجه الخامس : أن الرافضي قال : واذا كان قد اخذ من عثمان فقد يكون الامر كذلك
أي انه اخذ من عثمان ما يوافق قراءة علي عليه السلام وترك الباقي .. فهي مثل نظيرتها الأولي  .. وهو يعيش على الأماني والظنون لا علي الحقيقة و المكنون مما قرأ أهل العلم وما يدرسون  ..
 
الوجه السادس : قال الرافضي المحترق ويؤيد هذا الكلام ما روي في قراءته على عثمان عند من يؤمن بأنه  قرأ عليه  .. فيقال :  يندر من أهل العلم من يُترجم  للسلمي  بل  لا أعرف من ترجم للسلمي إلا وذكر أنه " يؤمن " أنه قرأ على عثمان  – رضي الله عنه –    بل لا أعرف من أنكر هذه المسألة إلا هذا الرافضي .. فالكل يؤمنون بهذه التي يريد  أن يصف معه غيره فيها ..  ولكن الناس ليسوا  حمقى ليتركوا التاريخ والتراجم من أجل  أن يُصدقوا مثل هذا الرافضي الذي لا عنده لا علم  بالمنقول ولا ذكاء بالعقول ..
الوجه السابع : قول الرافضي : حيث قال بعضهم بانه بعد قراءته على عثمان عرض ما قراه على علي عليه السلام ليصحح له القراءة فكانت القراءة النهائية هي قراءة علي عليه السلام ..
ويا ليت الرافضي  يذكر هؤلاء البعض الذين يقول عنهم  كل ما في الأمر أنه ذكر  وراية واحدة وهو يهول الأمر إن رأى أنه من صالحه  .. ولم يعلم هذا الرافضي أن من العلماء من قال ( عرض على عثمان  .. وبعضهم قال عرض على عليّ  وبعضهم قال عرض على أبي .. ) وهكذا  .. وسنذكر بحول الله وقوته كل هذه الأمور بالتفصيل حتى  يتبين  أن هذا الرافضي  يتكلم بلا علم والكلام بلا علم من التي نهى الله عنها في كتابه العزيز الذي " يؤمن هذا الرافضي وكما يؤمن كل علماءه  أن هذا القرآن  محرف " قال تعالي  بعد أن ذكر الكبائر  :
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (الأعراف : 33 )
 فحذر من القول بلا علم .. وهل  أعظم افترى  من أن يتحدث عن سند القرآن وهو لا  يعلم عنه شيء ؟؟
الوجه الثامن : أن الرافضي رجع إلي معرفة الثقات  وذكر ما ذكره سابقاً  وكأنه وجد شيء والغريق يتعلق بالقشة  وهذا حال هذا الرافضي في كل شبهته  يقرر ما ينفيه  وينفي ما يقرره  وهكذا  ومن تأمل نقل هذا الرافضي  يجد أنه يأتي بما يريد أن ينفيه .. فهو يريد أن ينفي أن السلمي قرأ على عثمان  .. فينسى حاله  ويأتي بما يثبت أنه قرأ  على عثمان – رضي الله عنه –    ومثال ذالك ما ذكره  هنا في  نقله من  " معرفة الثقات "  فإنه يقرر سماع عثمان بل ويقرر أن السلمي  - رحمه الله –   من أصحاب عبد الله   – رضي الله عنه –    ... فهكذا حال هذا الرافضي   يتخبط في  ظلام الهوى والجهل  والحقد والغل على هؤلاء الأعلام الأطهار كل هذا باسم حب آل البيت – - رضي الله عنهم -أجمعين .. ولكن خلف الأكمة ما خلفها  ...
قال الرافضي : ثالثا:
ابو عبد الرحمن يقول انه اخذ القراءة من علي
- الطبقات الكبرى - محمد بن سعد ج 6 ص 172 :
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبان العطار عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي
والرد على هذا  أن يقال :  قول القائل  أخذت من فلان  لا يدل على الحصر .. فأنه قد يكون أخذ عن مائة  غيره  .. وهو يوم أن يقول  أخذت ذلك  يقصد من قوله هذا إخبار الأخذ لا حصر المأخوذ منه , وجالب الزكاة يوم أن يقول  أخذت من خالد  الزكاة  لا يعني ذاك أنه لم يأخذ من سلمان وكذلك يوم أن يقول الرجل قاتلنا  مع النبي –  صلى الله عليه وآله وسلم –  لا يعني هذا  أن لم يقاتل مع أبي بكر ولا مع عمر – - رضي الله عنهما -  , والرجل يقول  بتُ  مع  زوجتي  فلانة  هذا لا يعني أنه لم يبت  مع الأخرى  .. وهكذا كثير فقول السلمي – رحمه الله –    قرأ على علي – – رضي الله عنه –  من هذا القبيل  فإن السلمي – – رحمه الله –  قرأ على علي  - رضي الله عنه –و قرأ على عثمان كذلك وروى لعثمان – – رضي الله عنه –  في الكتب الستة ولعل حديثه في  البخاري جلل وعلم وهو قوله عن عثمان  - رضي الله عنه –  عن النبي –  صلى الله عليه وآله وسلم – " خيركم من تعلم القرآن وعلمه
قال الرافضي : رابعا:
ونص أبو عبد الرحمن على أن أقرا الناس هو علي بن أبي طالب
ولا يعقل أن يراه أقرا الناس ثم يعتمد غير قراءته
يقال  أولاً : أبو عبد الرحمن يوم أن قال ذلك  لا يدل على أن لا يوجد أقرأ من علي – – رضي الله عنه –  فإن قوله ذلك قد يكون من الأحياء الذين يراهم .. وقد يكون  من باب من حظر ذهنه حينها  مع ما  نقول به من أن علي – – رضي الله عنه –  من أقرا الصحابة للقرآن ..
ثانيا  : ورد في  أحاديث كثيرة قول من هو أعظم من أبو عبد الرحمن السلمي  – رحمه الله –    وهو رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  بمدح  بعض الصحابة في فنهم  في القراءة .. وهذا كثير يصعب حصره  .. ومن ذلك قول النبي –  صلى الله عليه وآله وسلم – " من سره أن يقرأ القرآن  رطبا كما أنزل فليقرأ على قراءة  ابن أم عبد "  .. و مثال ذلك كثير .. فنحن نقول أيضا أن كان يحدثنا بالعقل ,, لا يُعقل أن يقول النبي –  صلى الله عليه وآله وسلم –  ذلك ويعلم به " السلمي " ثم بعد ذلك يذهب إلي غيره ؟؟
ثالثا  : أنه لا يوجد  خلاف كبير بين قراءة هذا  وقراءة  هذا فقراءتهم  متقاربة في ما بينهم والأخذ منهم  جميعاً أخذ عن النبي –  صلى الله  عليه وآله وسلم –
قال الرافضي : - المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج 1 ص 390 :
( 21 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن أنه قال : ما رأيت رجلا أقرأ من علي
إنه قرأ بنا في صلاة الفجر بالانبياء قال : إذا بلغ رأس السبعين ترك منها آية فقرأ بعدها ثم ذكر فرجع فقرأها ثم رجع إلى مكانه الذي كان قرأ لما يتتعتع
 
والرد على هذا من  وجوه  الأول :  أن ما يُذكر في المصنف حجة لك  وحجة عليك .. وإلا لا هو حجة لك ولا عليك  .. والإنتقائية هذه من صفات أهل الأهواء  الذين يعيشون في سبات  ..
الوجه الثاني  :في ما ذكرته يدل  على أن علي رضي الله عن   ينسى مثله مثل البشر  وهذا الذي لا يقبله الرافضة ولا يؤمنون به  .. فإنه قال (  ترك آية )  ثم بعد ذلك رجع لها  ,, فأين العصمة التي  يجعلها الرافضة  من أساس  دينهم  ,, وكم نقول  :  لا يأتي الرافضة بدليل إلا صار عليهم  ..هذا الأول ..
والثاني : أن يقال هذا كلام السلمي  - رحمه الله –  وما وصل إليه في وقته ذاك . وإلا فإن هناك  من هو أقرأ من علي  - رضي الله عنه –  ..
الوجه الثالث  : أن الرافضي ينقل من المصنف .. ولعل القارئ يقرأ معي من ما ينقل منه الرافضي  وهو " المصنف " فالرافضة ليس عندهم منهجية صحيحة في أخذ الاستدلال فهم ينتقون ما يشتهون ويدعون ما لا يشتهون  ,, وهذا بعض الآثار التي جاءت في  " المصنف " هل  سيؤمن بها الرافضي ..
في (  أول من جمع القرآن  ) ثلاث روايات ..
حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : قال علي : يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين .
حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون عن محمد قال : لما استخلف أبو بكر قعد علي في بيته فقيل لأبي بكر فأرسل إليه : أكرهت خلافتي , قال : لا , لم أكره خلافتك , ولكن كان القرآن يزاد فيه , فلما قبض رسول الله –  صلى الله عليه وآله  وسلم – جعلت على أن لا أرتدي إلا إلى الصلاة حتى أجمعه للناس , فقال أبو بكر : نعم ما رأيت
حدثنا قبيصة قال حدثنا ابن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عن صعصعة قال : أول من جمع بين اللوحين وورث الكلالة أبو بكر
 
أقول : الرواية الأولي  تدل على أن أبا بكر وعلي – رضي الله عنه –  ما ليس بينهما ما يزعم الروافض من ما تسطره كتبهم ويملأ بُيوتهم  وعقولهم من التباغض والكراهية كما يزعمون  ... بل ويترحم  " علي " – رضي الله عنه –   على "أبي بكر " – رضي الله عنه –    ..
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) (الفتح : 29 )
.. وتدل على أن علي –  رض الله عنه –  يُخبر عن أمر جميل  ويعلنه للناس  ويُعلن أنه أول من جمع القرآن , ليس كما يزعم الرافضة من أجل أن يُخبأه عند الإمام الهارب المزعوم ... بل من أجل أن يجمعه للناس  .. فاعلم الفرق ..
والرواية الثانية :  تدل على أن علي – رضي الله عنه –   لم يكره  خلافة أبي بكر  - رضي الله عنه –  .. وتدل على أن علي – رضي الله عنه –   جمع القرآن وأن أبا بكر قال له أنعم بذاك  ..
والرواية الثلاثة : تدل على أن أول من جمع القرآن  أبا بكر  - رضي الله عنه –  ..
فهل يؤمن الرافضي  بما في " المصنف " ؟؟
 
قال في المصنف ..  (  ممن يؤخذ القرآن )
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله –  صلى الله عليه وآله وسلم – : خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة
حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن  عبد الله قال : قرأت على رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  فقال لي : أحسنت
حدثنا ابن نمير قال حدثنا الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال خطبنا عمر فقال : علي أقضانا وأبي أقرؤنا , وإنا لنترك أشياء مما يقرأ أبي وإن أبيا يقول سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   ولا أترك قول رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   شيء وقد نزل بعد أبي كتاب
 
الرواية الأولي : تدل على  أن الأربعة ليس فيهم علي رضي الله عن .. فهل يقبل الرافضي ما في المصنف ويُبعد علي من بين قائمة القراء من أجل رواية في المصنف ؟؟
الرواية الثانية : مدح النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لعبد الله بقوله أحسنت  ..
الرواية الثالثة : تدل على أن  " أبي " – رضي الله عنه –    هو أقرأ الصحابة – رضي الله عنهم –  أجمعين بشهادة  عمر – رضي الله عنه –    ..
 
ويوم أن أتي بمثل هذه الروايات لأنظر هل الرافضي  يؤمن بما في المنصف ؟؟ أم أنه فقط ينتقي من المصنف ما طالب له  ويترك ما لا يوافق مشربه ؟؟
 
حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة عن جابر قال : ما رأيت أحدا كان أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله ولا أعلم بالله من عمر
 
أقول : ماذا سيقول الرافضي وهو يقرأ هذا في المصنف ؟؟ هل سيؤمن به كما  آمن بما في المصنف من قبل  ؟؟  فهذا  جابر – رضي الله عنه –   يشهد بذلك  على عمر – رضي الله عنه –   كما شهد  السلمي على علي – رضي الله عنه –   فهنا شهادة صحابي ليس تابعي ..  وكلاهما في " المصنف "  .. فهل يا ترى  نرى  الرافضي  وهو  يؤمن بما في المصنف ؟؟
 
أقول الرواية التي أتى بها الرافضي ويفتخر بها ومن  المصنف  تقول  : أن علي – رضي الله عنه –    ترك آية ثم عاد إليها  ومن سورة  الأنبياء  وهي   جزء  من جزء من القرآن  ..  وهذه رواية من  المصنف  نفسها  وهي تذكر عن  رجل  قرأ سورة  تزيد على الجزأين  ولم يخطئ فيها ولا بحرف  ..  حدثنا حسين بن علي عن ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال : كنت أتخذ الناس بالحفظ للقرآن حتى صليت خلف مسلمة بن مخلد , فافتتح البقرة فما أخطأ فيها واوا ولا ألفا
فيقال للرافضي ,,  هل يدل هذا الخبر من  " المصنف " على  أن  مسلمة بن  مخلد  أعرف من علي رضي  الله عنه  لأن علي ترك  آية  ومسلمة  لم  يترك ولو  حرف الواو  ؟  مع أن مسلمة يقرأ البقرة  .. وعلي – رضي الله عنه –   يقرأ  الأنبياء ؟؟  هذا لا يقال  ولا يؤمن به  ..  ولكن قياسات الرافضة  مضحكة  .. ونحن   نأتي له بمثل ما يأتي به  ..  ننظر هل يؤمن بما يأتي به  أم يريدُ منا الإيمان بهذا الشيء  وهو  لا يؤمن به  ؟؟
َفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة : 85 )
قال في " المصنف "  وهو  حديث سابق الذكر حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمرو قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –: ( من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد)
 
فهذه الرواية  تدل على أن القرآن  كما أنزل من خصائص  عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –    .. فهل الرافضي يؤمن بما في المصنف ؟؟
وهل هناك أعظم من هذا المديح  ومن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  لأحد أصحابه أن يكون من خصائصه أنه يستطيع  أن يقرأ القرآن غضاً  كما نزل ؟؟  وبقياسات هذا  " الرافضي " أقول مثل قوله  .. هل يُعقل أن " السلمي " يعلم قول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  عن هذا الصحابي , ثم يذهب يأخذ القرآن من  غيره ؟؟  
قد يكون كثيراً مما ذكرته من باب  أن أقلد الرافضي في استدلالاته  وكما يرى القارئ  لو كان  استدلال  العلم  كمثل هذا الاستدلال الذي أتى به الرافضي  فإن الكل يستطيع أن يأتي بأدلة من مثل هذه الأدلة  والكل يأتي بالكتب والمراجع  وهلم  جرة   وبعد ذلك يضيع كثيرا من الحق بسبب  مثل هذه الخزعبلات  ولا يستطيع الرافضي أن يثبت أمام كل ما ينقله صاحب  " المصنف " مثلا  وكما ذكرتُ  قبل في  (  ما سبق في الوجه الثالث من المبحث الرابع في الفصل الأول منه )  وذكرنا أن الرافضة إما أن تكون كتب أهل السنة لهم وعليهم أو لا تكون لهم ولا عليهم  .. وإلا كيف يُطالب المسلمين أن يكون عليهم ما لا يكون على الرافضة ويكون للرافضة من كتب المسلمين مالا يكون للمسلمين . هذا أولاً ..
 
ويقال ثانيا  .. الرافضي  يقول للعالم  يجب عليكم الإيمان بعبارة (  ما رأيتُ رجلاً أقرا من علي ) والتي قالها السلمي عن علي – رضي الله عنه –   في " المصنف "  ويريد من القارئ والعالم أن  " يكفر " بعبارة السلمي  ( إذا بلغ رأس السبعين  ترك منها  آية فقرأ بعدها ثم ذكر فرجع فقرأها ) فهو لا يريد من الرافضي ولا الشيعي ولا السني أن يؤمن بهذه العبارة لأنها تذكر أن علي – رضي الله عنه –    نسي  فترك آية  ثم تذكر فرجع  .. وهذه العبارة  تهدم  العصمة من أساسها  ثم إذا هدمت العصمة هدم الدين الرافضي من أساسه وهذا مالا يريده الرافضي ..
 
ولعلنا نسرد بعض ما في المصنف للنظر للرافضي هل يؤمنُ بما في " المصنف " ؟؟
قال في المصنف  : حدثنا ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال : مات أبو بكر وعمر وعلي ولم يجمعوا القرآن
 
فهذا دليل واضح جلي  من كتاب المصنف " على أن علي – رضي الله عنه –   " لم يجمع القرآن .. !
قد يقول رافضي :
نحن لا نؤمن بهذا المصنف .. فنقول له  ولمَ  آمنت به حينما  رأيت أن  في المصنف ما يوافق هواك ؟؟
 
قال  في " المصنف " في يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله
قال : حدثنا أبو بكر قال : نا أبو خالد عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعملهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجلُ الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه)
 
أقول : لا خلاف بين السنة والرافضة والشيعة على أن الذي أم القوم يوم مرض النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – هو أبو بكر الصديق .. – رضي الله عنه –    .. فكيف يأمر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   بأمر يخالفه  أمر ,, يحث يأمر أن يؤم القوم أقرؤهم ثم لا يجعل الذي هو أقرؤهم يؤمهم ؟؟  في قياسات الرافضة ؟؟
ويؤيد ذلك ما جاء في " المصنف أيضا "  حدثنا وكيع عن الربيع عن ابن سيرين قال يؤم القوم أقرؤهم . حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال : يؤم القوم أفقههم
 
فهل سيؤمن الرافضي  بما في المصنف ؟؟
 
ولو أردنا سرد كل ما جاء في المصنف لطال " المقام "  ولكن هذه أمثلة بسيطة على أن الرافضة لا يؤمنون بكل ما جاء في الكتب فهم يقتربون من الانتقائية  .. فيأخذون ما يوافق هواهم ويتركون مالا يرونه يروق لهم  .. وهذا من الجهل والتلاعب  ..
 
أقول ثم ذكر الرافضي  روايتين من كتاب شيعي وهو  ( شواهد التنزيل )  للحاكم الحسكاني  وقال فيهما  .. ( أن السلمي قال :  ما رأيتُ أقرأ من علي  )  وهذا الكلام قد سبق الرد عليه ويقال للرافضي   هناك من هو أفضل من " السلمي " وقد شهد لأفضل من علي – رضي الله عنه –   بأن يؤم الصحابة من المهاجرين والأنصار .. فهل تؤمنون  بما في تلك الأخبار ؟؟
 
قال الرافضي :
خامسا:
يؤيد ما ذكرناه أن أبا عبد الرحمن السلمي كوفي وقد قرأ القران على علي في الكوفة أيام خلافته ونقلت عنه هذه القراءة بعد ذلك إلى زمن الحجاج فتكون هذه القراءة هي القراءة التي أخذها عن علي عليه السلام
والرد على هذا من وجوه :
الأول : أن الكلام  على عواهنه سهل .. والرافضي هُنا يتكلم  على أن " السلمي " كوفي وحيث أن  السلمي  كوفي فهو قد قرأ على علي – رضي الله عنه –   لأن علي أيام خلافته ذهب إلي الكوفة .. ويستطيع أن يقول قائل .. السلمي خرج من الكوفة للقراءة  ولم يكن فيها إلا بعد وفاة  " علي – رضي الله عنه –   " فالقول بلا علم من أسهل الأمور والقول بلا مصادر لا يعجز صغار السن حتى .. فهذا القول مردود عقلاً ..
الثاني : أن يقال هب أن علي – رضي الله عنه –   يوم أن كان في الكوفة كان " السلمي – رحمه الله –   " بها لم يقابل علي – رضي الله عنه –   لأن علي كان مشغولاً بالحروب .. والقتال .. فليس عنده ذاك الوقت  حتى  يقرأ عليه  السلمي .. فهذا قول أعقل من قول الرافضي .. إذا كان الكلام مجرد أقوال بلا  عزو ولا مصادر ..
الثالث : أن يقال  أن هذا قياس فاسد  .. فإن كان قصد الرافضي أن بعد عثمان وبن مسعود – رضي الله عنهما –  قد عرض على علي – رضي الله عنه –   لأنه توفي قبله فيقال : توفي من الصحابة بعد علي – رضي الله عنه –   كثير .. فعرض عليهم القرآن  مثل ما عرض على علي – رضي الله عنه –   فهذه بمثل هذه  .. فإن رددت الأولي رددنا عليك الثانية  وإن قبلت الأولي فاقبل الثانية ..
الرابع : أن هذا الكلام  باطل  لأن القرآن الذي قرأ به  علي – رضي الله عنه –   في خلافة عثمان – رضي الله عنه –    هو نفس القرآن الذي قرأ به يوم خلافته .. ولم يذكر أهل السر ولا التاريخ أن علي – رضي الله عنه –   أتى بقرآن أخر  ولا قرأ بقرآن  غير الذي قرأ به  عثمان – رضي الله عنه –   كل  زمن خلافته  اثنا عشر سنة  .. وخلافة علي  أربع سنين وأشهر  .. فكلام الرافضي ليس له أساس من الصحة بل هو يريد أن يُبين للقارئ  أن هناك  خلاف واختلاف بين القرآن الذي مع الصحابي الفلاني وبين الصحابي الفلاني لكي يعطي الغير مسلمين من الرافضة واليهود  والنصارى  فكرة عن أن المصاحف بينها بون واختلاف وتضاد  .. وهذا   ما لا يستطيع عليه  هذا الرافضي الحاقد  لأن الدين يؤخذ بالإسناد  والإسناد عند الرافضي  مقطوع  .. بل ممنوع .. فهو يتحدث  هكذا  مثل القصص  أو مثل الروايات .
الخامس .. أن السلمي  أقرأ الناس  في " خلافة عثمان – رضي الله عنه –   " ولم يُذكر عنه أنه حدث أنه قال أن قراءتي  حينها  مغايرة لقراءتي في زمن علي – رضي الله عنه –   .
السادس .. أن السلمي حدث عنه من غير أهل  الكوفة وقرأ عليه من غير أهلها .. فإما أنه ذهب إليهم أو أنهم أتوا إليه فإن كان الأول فكما يجوز أن يذهب ويُحدث عنه الناس وينقلوا عنه فكذلك هو قرأ على  الصحابة القرآن .. وإن كان الثاني .. فكما جاز أن يخرج إليه الناس يجوز عليه أن يخرج إلي المدن والأمصار ,,
السابع .. أن السلمي قرأ القرآن على خمسة  من الصحابة – رضي الله عنهم –    .. فإما أن هذه القراءات  كلها  متباينة في ما بينها  أو متعاضدة  ومتماثلة .. فإن كانت متباينة .. فلم ينقل السلمي –– رحمه الله –  هذا التباين للناس .. فكيف عرفه الرافضي ؟؟
ون كانت متماثلة وهي كذلك  .. فحجة الرافضي  لا تصح ..
الثامن .. أن هذا القرآن ورد من طريق عثمان – رضي الله عنه –    من غير أن يمر بالسلمي .. ومع ذلك لم يختلف هذا القرآن عن  رواية السلمي هذه  .. فمثال ذلك  جاء  من طريق .. أبو الأسود الدئلي  روى عن عثمان  قال في غاية النهاية : وكذلك الدئلي وروى الأعمش عن يحيى بن وثّاب عن زر عن عثمان قال ذلك صاحب 
[ غاية النهاية في طبقات القراء ] 
.. وقال أيضا .. لا يمتنع أن يكون عثمان أقرأ المغيرة وحده لرغبة المغيرة في ذلك إليه أو أراد عثمان أن يخصه، وقال أبو عبد الله بل يجوز أن يكون قرأ على عثمان جماعة القرآن لكنهم ما انتصبوا للإقراء وقد كان يقرأ القرآن في ركعة وهذا يدل على صبره على كثرة التلاوة فما المانع من أن يعرض عليه القرآن غير واحد في المدة اليسيرة ..
نفس المصدر
فإذا كان كذلك فإن قول " الرافضي " هذا من باب الهوى ليس من باب العلم والكراس ونسأل الله العافية   هؤلاء الرافضة " يضعون الحديث ويتخذونه  دينا "  فهم يضعون البدعة ثم بعد ذلك ينسفون النقل كل النقل  ويأتوا لأجل أن يقرروا هذه البدعة بالنظر والعقل .. فهل هكذا  تورد الإبل ؟؟
التاسع أن يقال : أن زيد – رضي الله عنه –    توفي  سنة  خمس وخمسين من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ..  وقال بعضهم ست وخمسين  ومن قائل  سنة خمس وأربعين  من الهجرة  .. المقصود أن زيد – رضي الله عنه –   توفي بعد علي – رضي الله عنه –    .. فما الذي يمنع أن يكون عرض على زيد بعد وفاة  علي – رضي الله عنه –   فيكون هذا القرآن من رواية زيد  ..  إذا كان فقط الكتابة  أقاويل ؟؟
 
قال الرافضي :
ونتيجة البحث  ...الخ
فأقول : لا يوجد أصلا بحث .. كل ما وجد هي بعض  ما نقله الرافضي من مما تشتهي نفسه ويميل له قلبه  ... وكلها تدور  حول   رواية  ( شعبة  ) ولو كان  هذا بحثاً علمياً لقال ما له وما عليه ليس فقط أن يأتي بما يشتهي ويسرد ذلك  ثم يقول هذا هو البحث ..
 
قال الرافضي :
1- عدم ثبوت قراءة أبي عبد الرحمن السلمي على غير علي عليه السلام [ للاختلاف في روايته  وقراءته على غيره ]  ..
والجواب على هذا من وجوه  ...
الوجه الأول : أن الرافضي  يقول كلاماً  لا يفهم  وهو ما بين المعكوفين  فهو كلام  لا أدري كيف  قاله الرافضي وكيف سيفهمه  غيره  وقد يكون هو قال مالا يعلمه حتى هو  ..
الوجه الثاني : أن الرافضي  .. أثبت أن غير علي لم يقرأ عليه السلمي  .. وننظر إلي ما أتى به من  نقول  وكم عددها  .. إحدى عشر رواية غير  مكررة  .. وعشر  مكررة  .. والثلاث الروايات الأخيرة ليس لها علاقة بالتعيين  .. فالباقي من كل هذه الروايات  سبع .. ولعلنا ننظر إليها  .. الأولي تثبت  روايته عن عثمان وابن مسعود والثانية  والرابعة  في كتاب الجرح والتعديل وهما لا تثبتنا ذلك  وهو كلام شعبة  ولكن في الرواية الخامسة يقول صاحب الجرح والتعديل  تثبت سماعه من عثمان وابن مسعود  والرواية الثالثة رواية الثقات كذلك تثبت روايته عن عثمان وابن مسعود  والرواية السادسة تثبت سماعه من عثمان  والرواية السابعة تثبت قراءته على عثمان وتثبت انه من أصحاب  ابن مسعود  .. فهذه الروايات السبع السالفة الذكر .. وأما الثامنة .. فهي تفيد النقل عن علي والنقل عنه – رضي الله عنه –   وعن الصحابة أجمعين لا تنفي  عدم سماعه من غيره  ..
فبالعقل  السليم .. نجد  أن كل هذه الروايات تُثبت سماعه من غير علي – رضي الله عنه –    .. والتي تقول لا تثبت  اثنتان  .. وهما  في الجرح  وصاحب الجرح ينقل سماع السلمي من عثمان وأنه من أصحاب " عبد الله " بمعنى أخر  .. كل ما جاء به الرافضي  صارت عليه لا له  ..
الوجه الثالث :  أن الاختلاف  لا يدل على النفي .. فمثلا الموهوم  الإمام الثاني عشر عند الرافضة في أمه كذا قول  حتى اسم الأم لا يُعرف .. فإن كان اختلاف الروايات في السلمي يدل على عدم الثبوت  فكذلك  اختلاف الاسم  عن أم المهدي  تثبت عدم الثبوت  فإن جاز على الموهوم  أن الاختلاف لا يضر  فكذلك الاختلاف في السلمي لا يضر ..
الوجه الرابع  : أن يقال :  لا يوجد أي اختلاف  في ثبوت  أن السلمي قرأ  على عثمان والذي قال ذلك " شعبة " وقول  شعبة ليس  في كفة  وكل العلماء في كفة  .. وهذا محال ..
 
قال الرافضي :
2- ثبوت قراءته عن علي وهي المجمع عليها والنصوص عليها في كتب الرجال .
والرد علي هذا من  طرق ..
الأول .. أن كتب الرجال ما قالت بالإجماع  والرافضي يقول ذلك من الحمق الذي يخيم على عقله  بل كتب الرجال ذكرت أن عثمان وعلي وأبي وزيد وابن مسعود – رضي الله عنهم –   كلهم قد سمع منهم  " السلمي "
الثاني .. أن  الإجماع يُنقل عن  العلماء  ولو طالبنا الرافضي بأن يذكر لنا  أين هذا الإجماع لقال  " هاه  هاه   لا أدري "  لأن  الرافضي يتحدث بلا  علم  ويقول بلا قيد  ولا يستطيع هذا الرافضي ولا كل أسلافه  أن يذكروا لنا  أين ذكر هذا الإجماع  .. بل لو أن هناك إجماع لما منع هذا الرافضي ذكره هنا 
الثالث .. أن كتب الرجال ذكرت أن عثمان سمع منه السلمي  .. بل لا أعلم كتاباً ذكر ترجمة للسلمي إلا وذكر أنه سمع  من عثمان  .. فإن كان هذا إجماع في حق علي – رضي الله عنه –   أن الكتب ذكرت سماعه فهذا مثيله  إجماع  . . فإن كان لا  بطل قول الرافضي ( المجمع عليه )
الرابع .. أن الرافضي يقول ( المجمع عليها ) مع العلم أن من أهل العلم من ذكر أن " علي – رضي الله عنه –    " لم يسمع منه  السلمي .. ولو كنا لا نوافقه على ذلك إلا أننا  نذكره من باب أن الرافضي يتحدث  عن الإجماع  وهو من أجهل الناس بالإجماع  .. ومِن مَن ذكر أنه لم يسمع من علي – رضي الله عنه –    ( أبو حاتم  ) قال ذلك في  جامع التحصيل ..
فإن قال الرافضي هذا قول عالم واحد لا يُعتد به قيل .. له  وكذلك قول " شعبة " قول و احد لا يُعتد به   ..  فإن قبل  قول أبي حاتم  بطل قوله  ( الإجماع  ) 
الخامس .. قوله ( كتب الرجال )  ونقول  يندر أن تُذكر ترجمة  السلمي في كتب الرجال إلا  ويُذكرون سامعه من الصحابة  ..  فهذا صاحب الطبقات يذكر ذلك  وصاحب الثقات  يذكر ذلك أيضا وصاحب الجرح والتعديل يذكر ذاك أيضا ومعرفة الثقات يذكر ذاك  أيضا .. بل سأذكر لكم في الفصل القادم من قال ذلك من أهل العلم لكي ينظر القارئ إلي أن هذا لرافضي من أجهل الناس بالعلم والنقل , بل الحقد هو من يُسير قلمه ليس العلم ..
 
قال الرافضي :
3- على فرض قراءته على غير علي فقد عرض على علي أخر المطاف فكانت القراءة النهائية موافقة  لقراءة علي عليه  السلام  ..
والرد  على هذا نقول :
أولاً أيها الرافضي ... أثبت اختلاف  قراءة الصحابة  بسند صحيح  كاختلاف قراءة زيد عن علي وأبي عن عثمان وهكذا  .. فإن لم تستطع  - ولن  تستطع – فعلم  أن الكلام بجهل  حمق
وثانيا .. أنك قررت أن آخر من قرأ عليه السلمي في آخر المطاف علي – رضي الله عنه –   .. فيقال هل قولك هذا لأن علي أخر الصحابة موتاً ؟؟ أم   لأن علي – رضي الله عنه –   خليفة ؟؟
فإن كان قولك هذا لأن علي مات  متأخراً  فيقال : زيد ثبت أنه مات بعد علي  فلقائل أن يقول مثل قولك هذا :  فتكون هذه القراءة هي قراءة زيد لأن زيد آخر من مات من القراء ومات بعد علي وعثمان  – رضي الله عنهم –  أجمعين .. فلا تستطيع أن ترد قوله لأنك أتيت بمثل قوله سابقاً ..
وإن كان قولك هذا لأن علي – رضي الله عنه –   أخذ الخلافة .. فإن عثمان أخذ الخلافة قبله  ومدة خلافة عثمان أكثر من خلافة علي  وخلافة عثمان  لا يوجد فيها  جهاد في  مكان الخلافة  وهي المدينة فالجهاد  خارج الجزيرة العربية  حتى وصل البحار والمحيطات  .. بعكس خلافة علي – رضي الله عنه –   فإنه رضي  الله عنه ابتلاه الله بحروب كثيرة بينه وبين الصحابة – رضي الله عنهم –  وبينه وبين الخوارج  مما جعله كثي العمل والانشغال  .. فيكون سماع السلمي من عثمان اقرب من سماعه من علي رضي الله عن  الجميع  ..
وثالثا .. أن الرافضي يتحدث عن موافقة قراءة  ومخالفة قراءة  وهو لا يستطيع أن يأتي بالقراءات  حتى يقرأ بها الناس وينظروا إلي صحة قوله  .. فكيف يكون الحكم على  غائب ؟؟
 
قال الرافضي :  فهذا المصحف مصحف إمامنا علي عليه السلام رواه عنه شيعته وخواصه من أهل الكوفة  ..
فيقال للرافضي .. هذا المصحف هو مصحف المسلمين الغير محرف  الذي رواه عن رسول الله أصحابة البررة الأطهار  من المهاجرين والأنصار والذين قتل منهم يوم  بئر معونة ما يقرب السبعين  .. وقتل منهم يوم اليمامة ما يزيد على مثل هذا العدد  .. وليسوا مرتدين ولا كفار كما تقول "الرافضة" بل هم مسلمين بالله  مؤمنين برسول الله موقنين بلقاء الله  تعالي ... ثم رواه عنهم جمع من التابعين الذين لا يؤمنون بما يؤمنوا به هؤلاء الرافضة  .. مما سبق ذكره في المباحث الأولي من هذا الكتاب ..
ويقال أيضا .. على رسلك يا رافضي .. فهذا القرآن رواه غير الكوفيين عن السلمي ورواه غير السلمي عن عثمان  .
ويقال أيضا .. إن من جمع المصحف أولاً أبا بكر – رضي الله عنه –    ومن ثم جمعه عثمان وهو على هذا الجمع  حتى يومنا هذا ..
ويقال أيضا ..عندكم أيها الرافضة  قرآن  آخر لعلي – رضي الله عنه –   مختلف عن هذا القرآن يقول كل علمائكم به  .. فكيف  يكون عند علي  اثنين  ... ؟؟
وأما قول الرافضي .. رواه عنه شيعته  .. فحب علي – رضي الله عنه –   من الإيمان وبغضه من النفاق  وبلا شك  .. ولكن لا يعني أن شيعته هم هؤلاء الرافضة  هذا ليس بصحيح .. فالسلمي – رحمه الله –    كما روى عن علي روى عن عثمان وروى عن أبي وروى عن زيد  وابن مسعود – رضي الله عنهم –     ..
ويقال أيضا  : قال الإمام الذهبي في كتابه القراء الكبار في ترجمة زيد – رضي الله عنه –   قال (قال حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال لم أخالف عليا في شيء من قراءته إلا في التابوت كان زيد يقرؤها بالهاء وعلي بالتاء ) فهذا يثبت أن لا خلاف  بينهم إلا بحرف واحد وهو لا يُغير من المعنى شيء وقول الرافضي أن المصاحف تتغاير بلا دليل سهل بسيط .. ولكن لو طالبناه بالدليل لهرب وله ..
 
قال الرافضي : فأين مصحف عثمان ومن رواه عنه ..
فيقال هل تريد ذاك من كتب الرافضة  أم من كتب السنة ؟؟
فإن قال من كتب الرافضة قيل له  لمَ لم تذكر لنا  رواياتكم من كتبكم على أن علي – رضي الله عنه –   روى عنه السلمي هذا القرآن  ولمَ لم تذكر لنا  من كتبكم أن حفصاً وعاصماً من الشيعة ؟؟ من كبتكم  ؟؟
فإن قال لا بل  من كتب السنة .. قيل له  .. كتب  أهل السنة  تعج  بمن روى عن عثمان – رضي الله عنه –    ..  وهذا ما  سأتناوله  في الفصل القادم  وهو بعنوان [ السلمي سمع من الأربعة-– رضي الله عنهم –  - ]
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الفصل الثاني – السلمي سمع الأربعة  – رضي الله عنهم –
تبين مما سبق قول  أن " الرافضي " يستدل  بما هو دليلٌ عليه .. فهو يريد أن يُثبت أن " السلمي " – رحمه الله –   لم يسمع من  عثمان – رضي الله عنه –   وينقل من الكتب من مثل الطبقات ومن مثل الجرح وغيرها مما أتي  به " الرافضي "  وكل هذه المنقولات التي أتي بها  كلها تدل على أن " السلمي " –– رحمه الله –قد سمع عثمان – رضي الله عنه –    وابن مسعود – رضي الله عنه –ولكن وكما قلنا من قبل .. الرافضي يريد منا أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض ..
والمتأمل إلي شبهة الرافضي يجدُ أنها تدور حول " قول شعبة – رحمه الله –   تعالي – والتي قال فيها  أن ( السلمي ) لم يسمع من عثمان –– رضي الله عنه – "
 
فنقول وبالله التوفيق :
أن "شعبة " –– رحمه الله –   تعالي – إمام كبير  ولكنه ليس بمعصوم .. وقوله هذا  رده العلماء وعلى رأس من رده  الإمام " الذهبي " – رحمه الله –   تعالي .. والأئمة من أهل العلم أكثرهم ترجم للسلمي –– رحمه الله –   تعالي – وقالوا في ترجمته أنه سمع الأربعة .. فيكون قول " شعبة " – رحمه الله –   ليس إلا خطأ منه  لأنه  ليس بمعصوم – رحمه الله –   تعالي ..
 
ولو أردنا أن نسرد كل من قال بأن " السلمي " – رحمه الله –    سمع من الأربعة  .. لطال المقام .. ويحتاج هذا إلي بحث كثير .. وطويل .. ولكن لعل  في ما  وقع في يدي من أقوال [ سأذكرها إن شاء الله تعالي ] فيه الغنية  والكفاية  .. لأن المقصود من هذا الطرح بينان  " جهل الرافضي في النقل " وأنه يهرف بما لا يعرف  وهذا  ديدنه وديدن كل علماء الرافضة فهم في جهلهم حتى في أبسط المسائل  .. ونجدهم في مسائلهم العقائدية  يختلفون اختلافا  مشين ..
 
فمن ما ذكر هذا الرافضي .. مثلا  .. قال الرافضي .. الطبقات الكبرى .. ( فصاحب الطبقات يذكر أن السلمي  - – رحمه الله –   تعالي – سمع من عثمان – رضي الله عنه –   ,, ثم ذكر كتاب الجرح والتعديل وذكر الصفحة رقم  131 من الجزء الأول .. فصاحب الجرح في الجزء الخامس ص 37 يذكر أن السلمي سمع عثمان – رضي الله عنه –   وسمع عبد الله – رضي الله عنه –   بل قال وهو من أصحاب عبد الله  .. وكذلك قال صاحب " الطبقات "  .. ثم ذكر الرافضي " الثقات " وصاحب الثقات ذكر أن السلمي  – رحمه الله  –  سمع عثمان وابن مسعود – رضي الله عنهما –  , ثم ذكر الرافضي" معرفة الثقات"  ..وصاحب " معرفة  الثقات " العجلي – رحمه الله –   ذكر أن السلمي – رحمه الله –  سمع من عثمان – رضي الله عنه –   ..
فهذه المصادر التي أتي بها الرافضي .. كلها  تُثبت أن ( السلمي ) –– رحمه الله –قد سمع ( عثمان  وبن مسعود – رضي الله عنهما –  )  .. فلمَ  جهل الرافضي يصل إلي هذا اجهل ؟؟
 
ثم جاء الرافضي برواية عجيبة في المصنف .. وهي تثبت  أن  " علي " – رضي الله عنه –   ليس بمعصوم  .. [ وهو كذلك ]  ويستدل بها على أنه – رضي الله عنه –   أقرا الصحابة .. وكأن حال الرافضي يقول :
(( المهم أن نثبت شبهتنا  أن علي –عليه السلام – أقرا الصحابة  حتى ولو كان ذلك عن طريق هدم العصمة من الأساس  المهم  أن نثبت شبهتنا ))
وحال الرافضي مثل  من له قميص .. ليس له  غيره .. ويريد الخروج من منزله معه زوجته فإن ستر نفسه عرى   زوجته  وإن ستر زوجته  عرى نفسه  .. فقال الناس له أنت عاري  الجسد  .. فقال الحل أن أخرج  متستر ولو أن زوجتي لم  تتعرى   ..  وما علم أن تعري زوجته عارٌ عليه قبلها  .. وهذا حال الرافضي .. [ المسكين ]  يهدم العصمة بذكر نسيان علي وترك ما ترك من القرآن ثم  رجوعه إلي ما ترك مرة أخرى  .. ويريد  من الناس الإيمان بقولة السلمي أخر الرواية أن أقرا  من رآه السلمي هو علي – رضي الله عنه –   ولو كان ذلك على حساب العصمة المزعومة  ..
ولو عدنا إلي  قول" شعبة" – رحمه الله –  لوجدنا  الآتي ..
قال الإمام الجزري :
في غاية النهاية في طبقات القراء  .. تحت ترجمة  ( السلمي ) – رحمه الله –   تعالي
قال .. كلاما  .... ثم قال: وقول حجاج عن شعبة إن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان ليس بشيء فإنه ثبت لقيه لعثمان وكان ثقة كبير القدر وحديثه مخرج في الكتب الستة
 
أقول أنا مؤدب : هذا قول يخالف قول شعبة  .. – رحمه الله –    .. ولعل شعبة وهم أو أخطأ .. كما قال بخطئه  الإمام الذهبي كما سيأتي  .. لأن السلمي  – رحمه الله –  ثبت أن روى عن عثمان وقد خرج له ذلك في الكتب الستة .. فكيف يكون قول شعبة ؟؟
 
قال في " القراء الكبار " في ترجمة  السلمي .. قال كلاماً ثم قال (  ... وقال حجاج بن محمد قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان لم يتابع شعبة على هذا ... ثم قال ... قلت[ أي الإمام الذهبي ] وقول حجاج عن شعبة إن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان بن عفان – رضي الله عنه –   ليس بشيء فإنه ثبت لقيه لعثمان وكان ثقة كبير القدر وحديثه مخرج في الكتب الستة ...الخ )
 
قلتُ أنا مؤدب : هذا قول أبي عبد الله الذهبي  يقول : أن قول " شعبة " ليس بشيء  .. وهذا هو الصحيح لأن أهل العلم أكثرهم  نص على سماع السلمي من عثمان – رضي الله عنه –    وهذا الذي أخطأ به  " شعبة " – رحمه الله –    وهو الذي جعل منه " الرافضي " مدخل لشبهته العقيمة والتي تسير على  هوى في نفسه ليس من باب نقل العلم ..
 
أقول أنا مؤدب :  قول شعبة – رحمه الله –    له  قصة – والله أعلم – وهي ما حصل بين شعبة والثوري  ولعلي أنقل ما ذكره صاحب  هدي الساري في مقدمة فتح الباري فقد قال كلاماً مناسباً  ذكره هنا  ..
قال :
من فضائل القرآن الحديث السابع والسبعون قال الدارقطني فيما نقلت من خطه أخرجه البخاري حديث الثوري عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأخرجه أيضا من حديث شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان وقال فيه وأقرأ أبو عبد الرحمن في امرأة عثمان حتى كان الحجاج قال الدارقطني فقد اختلف شعبة والثوري في إسناده فأدخل شعبة بين علقمة وبين أبي عبد الرحمن سعد بن عبيدة وقد تابع شعبة على زيادته من لا يحتج به وتابع الثوري جماعة ثقات قلت قد قدمنا أن مثل هذا يخرجه البخاري على الاحتمال لأن رواية الثوري عند جماعة من الحفاظ هي المحفوظة وشعبة زاد رجلا فأمكن أن يكون علقمة سمعه من سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن ثم لقي أبا عبد الرحمن فسمعه منه قال الدارقطني وقال حجاج بن محمد عن شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان شيئا قال وقد أخرج البخاري حديث من طريق أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن عن عثمان قلت الحديث الذي أشار إليه ذكره البخاري في كتاب الوقف تعليقا وهو مناشدة عثمان للصحابة عند حصاره في ذكر حفر بئر رومة وغير ذلك من مناقبه والحديث عند البخاري من طرق غير هذا موصولة فلهذا لم أفرده بالذكر لأنه إنما أورده اعتبارا وأخرج أبو عوانة  في صحيحه حديث أبي عبد الرحمن السلمي في القرآن من طريق حجاج عن شعبة وقال في أثره قال شعبة ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان ثم أخرج أبو عوانة حديث الثوري ومتابعة عمرو بن قيس الملائي ومحمد بن أبان وغيرهما له على إسقاط سعد بن عبيدة والحديث مخرج في الكتب الأربعة من السنن من هذا الوجه فرواه أبو داود من حديث شعبة فقط ورواه النسائي والترمذي وابن ماجة من حديث شعبة وسفيان معا ونقل الترمذي عن علي بن عبد الله  بن المديني ترجيح حديث سفيان على حديث شعبة وأما كون أبي عبد الرحمن لم يسمع من عثمان فيما زعم شعبة فقد أثبت غيره سماعه منه وقال البخاري في التاريخ الكبير سمع من عثمان والله أعلم
 
قلتُ أنا مؤدب : فشعبة  ليس قوله  إلا  ( زعم  ) كما قال ذلك ابن حجر – رحمه الله –   تعالي .. فهل " الرافضي" أميناً في  بحثه ؟؟
فإن كان علم مثل هذه الأقوال وتركها  فهذا يدل على أنه ليس بأمين .. خائن للعلم .. فكيف يؤخذ قول " خائن " ؟؟
وإن كان  لم يعلم  ولم يبحث عن مثل هذه الأقوال  .. فإنه  " جاهل " فكيف يؤخذ  القول من جاهل  ؟؟
 
قال في جامع التحصل [ 347 ] عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي قال شعبة لم يسمع من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه سمع من علي وقال أبو حاتم لا تثبت روايته عن علي – رضي الله عنه –   فقيل له سمع من عثمان فقال روى عنه لا يذكر سماعا وقال بن معين لم يسمع من عمر – رضي الله عنه –   وقال أحمد بن حنبل في قول شعبة لم يسمع من بن مسعود شيئا أراه وهما قلت أخرج له البخاري حديثين عن عثمان خيركم من تعلم القرآن وعلمه والآخر أن عثمان أشرف عليهم وهو محصور وقد علم أنه لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء وأخرج النسائي روايته عن عمر – رضي الله عنه –   وقد ثبت في صحيح البخاري أنه جلس للإقراء في خلافة عثمان – رضي الله عنه –   وروى حسين الجعفي عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد قال تعلم أبو عبد الرحمن القرآن من عثمان وعرض على علي – رضي الله عنهما –  وقال عاصم بن أبي النجود وهو ممن قرأ على أبي عبد الرحمن أنه قرأ على علي – رضي الله عنه –   وقال أبو عمرو الداني أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت – رضي الله عنهم –  وكل هذا مما يعارض الأقوال المتقدمة والله أعلم
 
فهنا يُبين  الإمام  أحمد أن قول شعبة  لم يسمع من ابن مسعود  " وهما "  و يُبين غيره أن قول "شعبة " إنما هو خطأ لأن البخاري روى للسلمي عن عثمان  .. قال أيضا  .. في ترجمة ( أبو إسحاق .. في ترجمة رقم  [ 576 ] قال كلاماً ثم قال  .. قلت [ أي أبو سعيد ] أخرج البخاري من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان – رضي الله عنه –   حديث لا يحل دم امرئ مسلم وذلك مما يدل على سماعه منه  ..
 
فهنا  يشعر القارئ أن  قول شعبة قد رده العلماء  وعلى رأسهم الذهبي ..
 
ولعلنا  نذكر  بعض التراجم والتي  تدل على أن السلمي سمع من عثمان – رضي الله عنه –   ... وسمع من الأربعة كلهم – رضي الله عنهم –    .. وهذا ما حصلتُ عليه مع قلة علمي ونُدرة بحثي .. ولكن لعل في البعض كفاية  ..
 
في (  معرفة الثقات  للعجلي )
[ 2196 ] أبو عبد الرحمن السلمي المقرىء الأعمى كوفى من أصحاب عبد الله ثقة وكان يقرىء في زمان عثمان إلى زمان الحجاج وقرأ على عثمان بن عفان وعرض على على بن أبي طالب
 
قال في تذكرة الحفاظ  الإمام الذهبي .. – رحمه الله –   ..
[ 3 ] أمير المؤمنين عثمان بن عفان  رضي  الله تعالى عنه أبو عمرو الأموي ذو النورين ومن تستحي منه الملائكة ومن جمع الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف ومن افتتح نوابه إقليم خراسان وإقليم المغرب وكان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله وممن شهد له رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   بالجنة وزوجه بابنتيه رقية وأم كلثوم رضي الله تعالى عنهم أجمعين من نظر في تحريه وقت أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته وقد أفردت سيرته في مصنف عداد في السابقين الأولين وفي العشرة المشهود لهم بالجنة وفي الخلفاء الراشدين وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وروى جملة كثيرة من العلم روى عنه بنوه عمرو وأبان وسعيد ومولاه حمران وأنس بن مالك وأبو أمامة بن سهل والأحنف بن قيس وسعيد بن المسيب وأبو وائل وطارق بن شهاب وأبو عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس ومالك بن أوس بن الحدثان وخلق سواهم وعداده في البدريين لأن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   أمره أن يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   وضرب له بسهمه وأجره هاجت رؤوس الفتنة والشر وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة وقاتلوه قاتلهم الله فصبر وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين يديه وزوجته نائلة عنده وتسور عليه أربعة أنفس وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة وعاش بضعا وثمانين سنة كان من أقران النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   وأبي بكر الصديق وكان أكبر من علي بثمان وعشرين سنة أو أكثر وكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والإتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام فقبح الله الرافضة قال هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته رضى الله تعالى عنه
 
أقول أنا مؤدب : ذكر سماع أبي عبد الرحمن – – رحمه الله –من عثمان هنا  والأخذ  منه ..
وقال في ترجمة أبا موسى الأشعري  – رضي الله عنه –   ..
 ع أبو موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب هاجر إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   فقدم مع جعفر زمن فتح خيبر واستعمله النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   مع معاذ على اليمن ثم ولي لعمر الكوفة والبصرة وكان عالما عاملا صالحا تاليا لكتاب الله إليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن روى علما طيبا مباركا وأقرأ القرآن حدث عنه طارق بن شهاب وابن المسيب والأسود وأبو وائل وأبو عبد الرحمن السلمي وربعي بن بن حراش وأبو عثمان النهدي وخلق اقرأ أهل البصرة وافقههم شعبة وغيره عن سماك بن حرب سمعت عياضا الأشعري يقول لما نزلت فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   هم قومك يا أبا موسى وأومى إليه صححه الحاكم وإنما يرويه عياض عن أبي موسى وفي الصحيحين عن أبي بردة عن أبيه أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما وعن بريدة أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   تسمع لقراءة أبي موسى فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود وقال البختري سألنا عليا عن أبي موسى قال صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه قال أبو إسحاق سمعت الأسود يقول لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى وقال الشعبي كان العلم يؤخذ عن ستة عمر وعلي وأبي وابن مسعود وزيد وأبي موسى وقال أيضا قضاة الأمة أربعة عمر وعلي وزيد وأبو موسى رضى الله تعالى عنهم وقال صفوان بن سليم لم يكن يفتي في زمن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   غير عمر وعلي ومعاذ وأبي موسى وقال النهدي ما سمعت طنبورا ولا صنجا ولا مزمارا أحسن من صوت أبي موسى كان يصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة وكان أبو موسى عابدا صواما قواما كبير القدر مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح رضى الله تعالى عنه .
قلتُ  أنا مؤدب : ثبت أن حدث عن أبي موسى – رضي الله عنه –   فما الذي يمنع أن يكون أخذ منه القرآن ؟؟
قال في ترجمة  زيد بن ثابت  – رضي الله عنه –   ..
[ 15 ] ع زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد وأبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المقرىء الفرضي كاتب وحى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قتل أبوه يوم بعاث حرب كان بين الأوس والخزرج قبل الهجرة فقدم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   وزيد صبي ذكى نجيب عمره إحدى عشرة سنة فاسلم وأمره النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   ان يتعلم خط اليهود فجود الكتابة وكتب الوحي وحفظ القرآن واتقنه واحكم الفرائض وشهد الخندق وما بعدها وانتدبه الصديق لجمع القرآن فتتبعه وتعب على جمعه ثم عينه عثمان لكتابة المصحف وثوقا بحفظه ودينه وامانته وحسن كتابته قرأ عليه القرآن جماعة منهم بن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وحدث عنه ابنه خارجة وأنس بن مالك وابن عمر ومروان وعبيد بن السباق وعطاء بن يسار وبشر بن سعيد وحجر المدرى و طاووس وعروة وخلق سواهم وكان عمر رضى الله تعالى عنه يستخلفه على المدينة إذا حج ومناقبه كثيرة مات في قول الواقدي عن رجاله وقول يحيى بن بكير وخليفة وابن نمير سنة خمس وأربعين وقيل مات سنة أربع وخمسين وقيل سنة خمس وخمسين جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد عن مكحول ان عبادة بن الصامت دعا نبطيا ليمسك دابته عند بيت المقدس فأبى فضربه فشجه فاستعدى عليه عمر فقال ما هذا قال امرته يمسك دابتى فأبى وانا رجل في حدة فضربته فقال اجلس للقصاص فقال زيد بن ثابت أتقيد عبدك من أخيك فترك القود وارضى بالدية وروى خارجة بن زيد عن أبيه قال اتى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة فقرأت على رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   فأعجبه ذلك وقال يا زيد تعلم لي كتابة يهود فانى ما آمنهم على كتابي قال فحذقته في نصف شهر قال أنس جمع القرآن على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   أربعة من الأنصار أبي وزيد بن ثابت ومعاذ وأبو زيد رضى الله تعالى عنهم وفي حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس مرفوعا افرض امتى زيد بن ثابت وروى عاصم الأحول عن الشعبي قال غلب زيد الناس على اثنتين الفرائض والقرآن وروى مطرف عن الشعبي عن مسروق قال كان أصحاب الفتوى من الصحابة عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبي وأبو موسى وعن سليمان بن يسار قال ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا في الفتوى والفرائض والقراءة وروى حجاج بن أرطأة عن نافع ان عمرا استعمل زيدا على القضاء وفرض له رزقا قال أحمد العجلي الناس على قراءة زيد وفرض زيد وعن بن عباس قال زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم وكان يأخذ له بالركاب قال يحيى بن سعيد الأنصاري لما مات زيد قال أبو هريرة مات حبر الأمة ولعل الله ان يجعل في بن عباس منه خلفا وقال علي بن رباح كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال آلله كان هذا فإن قال نعم أفتى والا سكت
 
قلتُ أنا مؤدب : ثبت في هذا الخبر أن الإمام السلمي – – رحمه الله –   تعالي – قرأ على يد زيد – رضي الله عنه –    ...  مع جمع من التابعين ..
 
قال في الترجمة الأربعين وثلاث .. [ 43 ] ع أبو عبد الرحمن السلمي مقرئ الكوفة وعالمها عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفى قرأ على عثمان وعلي وابن مسعود وسمع منهم ومن عمر وتصدر للإقراء في خلافة عثمان إلى أن مات في سنة ثلاث وسبعين أو بعدها في إمرة بشر بن مروان على العراق قرأ عليه عاصم وحدث عنه إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وعلقمة بن مرثد وعطاء بن السائب وإسماعيل بن عبد الرحمن السدى وكان ثقة رفيع المحل – رحمه الله –   تعالي
 
قلتُ أنا مؤدب :
أثبت الذهبي –– رحمه الله –في هذه الترجمة  أن "السلمي " – رحمه الله –   تعالي .. مقرئ الكوفة على الإطلاق .. وأن من قرأ  عليه " السلمي "  هم  عثمان – رضي الله عنه –    وعلي – رضي الله عنه –    وابن مسعود – رضي الله عنه –    ..
 
قال في (  معرفة القراء الكبار ) للذهبي .. – رحمه الله –    ..
عثمان بن عفان ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو عمرو وأبو عبد الله القرشي الأموي ذو النورين – رضي الله عنه –   أحد السابقين الأولين وأحد من جمع القرآن على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   قرأ عليه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ويقال قرأ عليه ابن عامر وليس بشيء إنما قرأ على المغيرة عنه وحدث عنه بنوه أبان وعمرو وسعيد وحمران بن أبان وابن عباس وعبدالله بن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك – رضي الله عنهم –  أجمعين والسائب بن يزيد وأبو أمامة بن سهل وأبو عبد الرحمن السلمي والأحنف بن قيس وطارق بن شهاب وخلق كثير تزوج بابنة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   رقية – رضي الله عنها –  فولدت له عبد الله وبه كان يكنى ثم كني بابنه عمرو فلما توفيت رقية ليالي بدر زوجه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   بأختها أم كلثوم – رضي الله عنها –   وكان معتدل الطول حسن الوجه كبير اللحية أسمر بعيد ما بين المنكبين يخضب بالصفرة قال السائب رأيته فما رأيت شيخا أجمل منه قلت سقت أخباره في تاريخ الإسلام قتل شهيدا في داره مظلوما قاتل الله قاتله في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وله اثنتان وثمانون سنة على الصحيح – رضي الله عنه – 
 
وقال ..
2- علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي – رضي الله عنه –   أحد السابقين الأولين لم يسبقه إلى الإسلام إلا خديجة – رضي الله عنها –  واختلف فيه وفي أبي بكر – رضي الله عنهما –  أيهما أسلم أول ولكن إسلام الصديق كان أنفع للإسلام وأكمل لأن عليا – رضي الله عنهما –  أسلم وله ثمان سنين وقيل تسع سنين وقيل ابن عشر سنين وقيل ابن اثنتي عشرة سنة وقيل ابن ثلاث عشرة وقيل ابن خمس عشرة قال ابن عيينة عن جعفر الصادق عن أبيه إن عليا قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة قال المؤلف هذا يطابق أنه أسلم وله ثمان سنين لأن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  بعث فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وعلى قول من يقول أقام بمكة ثلاث عشر سنة كما قال الشاعر
ثوى في قريش بضع عشرة حجة
 فيكون علي أسلم وله خمس سنين أو نحوها وروى عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبن الحنفية قال قتل أبي وله ثلاث وستون سنة وكذا قال أبو إسحاق السبيعي وأبو بكر بن عياش وجماعة ورواه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن أبن عمر وهو رواية أخرى عن أبي جعفر الباقر وقال الهيثم بن عدي وأبو بكر بن البرقي عاش سبعا وخمسين سنة ومناقب علي – رضي الله عنه –   يضيق المكان عنها وقد أفردت سيرته في كتاب سميته فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب أجمع المسلمون على أنه قتل شهيدا يوم قتل وما على وجه الأرض بدري أفضل منه ضربه ابن ملجم المرادي صبيحة سابع عشرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة وكان قد جمع القرآن بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   وقال الشعبي لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم قال ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكان قد قرأ على علي – رضي الله عنه –   فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر وكان زر قد قرأ على ابن مسعود فقلت لعاصم لقد استوثقت قلت هذا يرد على الشعبي قوله وقال علي بن رباح جمع القرآن في حياة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   أربعة علي وعثمان وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وقال حماد بن زيد أخبرنا أيوب عن ابن سيرين قال مات أبو بكر – رضي الله عنه –   ولم يختم القرآن وقال ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قبض أبو بكر وعمر وعلي – رضي الله عنهم –  ولم يجمعوا القرآن وقال يحيى بن آدم قلت لأبي بكر بن عياش تقولون إن عليا – رضي الله عنه –   لم يقرأ القرآن قال أبطل من قال هذا وروى عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي وقال ابن سيرين يزعمون أن عليا كتب القرآن على تنزيله فلو أصبت ذلك الكتاب لكان فيه علم
 
وقال في ترجمة أبي بن كعب  – رضي الله عنه – 
أبي بن كعب ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصاري – رضي الله عنه –   أقرأ الأمة عرض القرآن على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   أخذ عنه القراءة ابن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب  وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي...الخ
 
قلتُ أنا مؤدب :
أثبت ذاك أن السلمي .. – رحمه الله –   .. قد أخذ القراءة عن أبي  - رضي الله عنه –وهذا ما يثبته الإمام الذهبي – رحمه الله –   في  كتابه  هذا  ..  فلله الحمد  من قبل ومن بعد ..
 
قال في ترجمة  ( ابن مسعود – رضي الله عنه –   )
عبدالله بن مسعود ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عبد الرحمن الهذلي المكي حليف بني زهرة – رضي الله عنه –   كان من السابقين الأولين ومن مهاجرة الحبشة شهد بدرا و احتز رأس أبي جهل فأتى به النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   كان أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   وأقرأه وكان يقول حفظت من في رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   سبعين سورة قرأ عليه علقمة ومسروق والأسود وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة وتفقه به خلق كثير وكانوا لا يفضلون عليه أحدا في العلم ..الخ
 
قلتُ أنا مؤدب : أثبت الإمام  الذهبي سماع  " عبد الله – – رحمه الله –من  عبد الله – – رضي الله عنه –  "  وهذا من فضل الله  وكم سأقول :  أذا حاربنا الرافضة بالكذب حاربناهم بالتاريخ .. فهذه الكتب لا تجعل لأي شبهة من شبههم إلا دحرتها  .. فالحمد لله رب العالمين ..
 
قال في الترجمة الخامسة عشر  من كتابه  .. ما نصه :
15- أبو عبدا لرحمن السلمي مقرىء الكوفة عبد الله بن حبيب بن ربيعة ولأبيه صحبة وولد هو في حياة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   وقرأ القرآن وجوده وبرع في حفظه وعرض على عثمان وعلي وابن مسعود – رضي الله عنهم –  وغيرهم وحدث عن عمر وعثمان – رضي الله عنهما –  قال أبو عمرو الداني أخذ القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب – رضي الله عنهم –  وأخذ عنه القراءة عرضا عاصم بن أبي النجود ويحيى بن وثاب وعطاء بن السائب وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى ومحمد بن أيوب أبو عون الثقفي والشعبي وإسماعيل بن أبي خالد وعرض عليه الحسن والحسين – رضي الله عنهما –  قال حسين بن علي الجعفي عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد أن أبا عبدالرحمن السلمي تعلم القرآن من عثمان بن عفان وعرض على علي – رضي الله عنهما –  وقال أبو إسحاق السبيعي إن أبا عبد الرحمن كان يقرىء الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة وقال شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة إن أبا عبدالرحمن أقرأ في خلافة عثمان – رضي الله عنه –   إلى أن توفي في إمرة الحجاج وقال زهير عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن قال والدي علمني القرآن فإن أبي كان من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   قد شهد معه وقال حجاج بن محمد قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان لم يتابع شعبة على هذا وروى أبان بن يزيد عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي منصور بن المعتمر عن تميم بن سلمة أن أبا عبد الرحمن كان إمام المسجد وكان يحمل في الطين في اليوم المطير وقال عطاء بن السائب فيما حدث به حماد بن زيد وغيره إن أبا عبد الرحمن السلمي قال إنا أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به وإنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوزوا تراقيهم بل لا يجاوز ها هنا ووضع يده على حلقه وروى عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء عن أبيه عن أبي عبد الرحمن أنه جاء وفي الدار جلال وجزر وقالوا بعث بها عمرو بن حريث لأنك علمت ابنه القرآن قال رد إنا لا نأخذ على كتاب الله أجرا وقال عاصم بن بهدلة كنا نأتي أبا عبد الرحمن ونحن أغيلمة يفاع فيقول لا تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص وروى سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان – رضي الله عنه –   أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قال خيركم من علم القرآن أو تعلمه قال أبو عبد الرحمن فذلك الذي أقعدني هذا المقعد وقال إسماعيل بن أبي خالد كان أبو عبد الرحمن السلمي يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات وقالوا أبو حصين كنا نذهب بأبي عبد الرحمن من مجلسه وكان أعمى وقال عطاء بن السائب كنت أقرأ على أبي عبدالرحمن وهو يمشي وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم أن أبا عبد الرحمن قرأ على علي – رضي الله عنه –   وعن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال خرج علينا علي – رضي الله عنه –   وأنا أقرىء وقال أبو جناب الكلبي حدثني أبو عون الثقفي قال كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وكان الحسن بن علي – رضي الله عنهما –  يقرأ عليه وقال عبد الواحد بن أبي هاشم حدثنا محمد بن عبيد الله المقرىء حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن حدثنا أبي حدثنا حفص بن عمر عن عاصم بن بهدلة و عطاء بن السائب ومحمد بن أبي أيوب الثقفي وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى أنهم قرؤوا على أبي عبد الرحمن وذكروا أنه أخبرهم أنه قرأ على عثمان – رضي الله عنه –   عامة القرآن وكان يسأله عن القرآن وكان ولي الأمر فشق عليه وكان يسأله عن القرآن فيقول إنك تشغلني عن أمر الناس فعليك بزيد بن ثابت فإنه يجلس للناس ويتفرغ لهم ولست أخالفه في شيء من القرآن قال وكنت ألقى عليا – رضي الله عنه –   فأسأله فيخبرني ويقول عليك بزيد بن ثابت فأقبلت على زيد فقرأت عليه القرآن ثلاث عشرة سنة وعن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال حدثني الذين كانوا يقرئوننا عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب – رضي الله عنهم –  أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   كان يقرئهم العشرة فلا يجاوزنها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا وقال أحمد بن أبي خيثمة حدثنا يحيى بن السري حدثنا وكيع عن عطاء بن السائب قال كان رجل يقرأ على أبي عبد الرحمن فأهدى له قوسا فردها وقال ألا كان هذا قبل القراءة وقال عطاء بن السائب دخلنا على أبي عبد الرحمن نعوده فذهب بعضهم يرجيه فقال أنا أرجو ربي فقد صمت له ثمانين رمضانا قلت وقول حجاج عن شعبة إن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان بن عفان – رضي الله عنه –   ليس بشيء فإنه ثبت لقيه لعثمان وكان ثقة كبير القدر وحديثه مخرج في الكتب الستة توفي في سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين وقيل في إمرة بشر على العراق وقيل في أوائل ولاية الحجاج والله أعلم وقد روى عنه إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وعلقمة بن مرثد وعطاء بن السائب وإسماعيل السدي وغيرهم وأما قول ابن قانع مات سنة خمس ومئة فغلط فاحش 0
 
قلتُ أنا مؤدب : أثبت الذهبي – رحمه الله –   أن الإمام " السلمي " – – رحمه الله –قد قرأ على الأربعة – رضي  الله عنهم  أجمعين – وقرأ على " السلمي " – رحمه الله –    .. كلاً من الحسن بن علي – رضي الله عنه –    والحسين  بن علي – رضي الله عنه –    ..
فلمَ  يقرأ  " المعصوم " في نظر الرافضة  .. على رجل ليس بمعصوم ؟؟
فإن قال الرافضي :
ما تنقل منه  لا يساوي عندنا شيء  وهو ليس بحجة علينا  .. قلنا له  : هذا الذي أنقل منه هو نفسه الذي نقل منه الرافضي أن " شعبة " قال ذاك القول ..
فهل ستأخذ القولين  .. أم  ستطرح القولين  ..
والرافضي لا يستطيع  أخذ الأمرين  ولا طرح الاثنين .. وكل ما عند الرافضي  هو أنه يؤمن ببعض ويكفر ببعض الكتاب وهو يريد من كل الناس أن يؤمنوا ببعض الكتاب مثله ويكفرون ببعض  وقد قال الله تعالي :
 أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة : 85 )
 
قال في ( غاية النهاية في طبقات القراء ) للإمام  الجزري– رحمه الله –
في ترجمة  ( أبي بن كعب  – رضي الله عنه –   )
126-"ع" أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو ابن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصاري المدني سيد القراء بالاستحقاق وأقرأ هذه الأمة على الإطلاق، قرأ على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   القرآن العظيم، وقرأ عليه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   بعض القرآن للإرشاد والتعليم، وأخبرنا أحمد بن محمد بن خضر قراءة عليه أخبرنا أحمد بن أبي طالب أنبأنا عبد اللطيف ابن القبيطي أنا أبو بكر بن المقرب أخربنا الأستاذ أبو طاهر أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ثنا عمر بن شاهير الواعظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى القصباني ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن شاهين الواعظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى القصباني ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة ثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق المدني ثنا عبيد بن ميمون التبان قال قال هارون بن المسيب قراءة من تقرأ قلت قراءة نافع بن أبي نعيم قال فعلى من قرأ نافع قلت أخبرنا نافع أنه قرأ على الأعرج وإن الأعرج قال قرأت علي أبي هريرة وأن أبا هريرة قال قرأت على أبي بن كعب قال وقال أبي عرض علي النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   القرآن وقال أمرني جبريل أن أقرأ عليك القرآن وقد بسطت ترجمته في الطبقات الكبرى وذكرت ما قيل في ذلك وما قلت من المناسبة فليطالع هناك، وبينت طرق حديث أقرؤكم أبي بن كعب وأحسنها ما رواه حماد بن سلمة عن عاصم الأحول بن أبي قلابة أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   قال أقرؤكم أبي بن كعب فإنه مع كونه مرسلاً صحيح الأسناد، قرأ عليه القرآن من الصحابة ابن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب ومن التابعين عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله ابن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية الرياحي، اختلف في موته اختلافاً كثيراً فقيل سنة تسع عشرة وقيل سنة عشرين وقيل سنة ثلاث وعشرين وقيل سنة ثلاثين وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة ثلاث وثلاثين وقيل قبل مقتل عثمان بجمعة أو بشهر وعندي أن هذا أشبه بالصواب لما ذكرته في الطبقات الكبرى وذلك أن الإمام أحمد روى عن رواية الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه في قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام : 65 ) قال هن أربع وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   بخمس وعشرين سنة فالبسوا شيعاً وذاق بعضهم بأس بعض ورواه الثوري عن الربيع به وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الصحيح أنه توفي زمن عثمان قلت حديثه المتقدم يدل على أنه توفي بعد عثمان والله أعلم.
 
قلت أنا مؤدب :
أثبت الإمام الجزري – – رحمه الله –ثبوت قراءة  " السلمي " – – رحمه الله –على ( أبي ) –– رضي الله عنه –فلله  الحمدُ والمنة  على ذلك  ..
 
قال في  ترجمة – سيد ولد أهل الجنة – – رضي الله عنه –   الحسين بن علي –
1071-"غا" الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم – رضي الله عنهما –  أبو عبد الله سبط النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   وسيد شباب أهل الجنة، عرض على أبيه وعلى  أبي عبد الرحمن السلمي، عرض عليه  ابنه علي، توفي شهيداً بكر بلا ي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين
قلتُ أنا مؤدب :
إن كان علم الحسين  – رضي الله عنه –    عند  الرافضة وراثة وأنه حافظ للقرآن من ولادته فلمَ قرأ علي " السلمي " – رحمه الله –   تعالي  ؟؟
 
قال في  ترجمة زيد – رضي الله – عنه
1254-زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو خارجة وأبو سعيد الأنصاري الخزرجي المقري الفرضي – رضي الله عنه –   كاتب النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأمينه على الوحي وأحد الذين جمعوا القرآن على عهده – صلى الله عليه وآله وسلم –   من الأنصار وهو الذي كتبه في المصحف لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه –   ثم لعثمان حين جهزها إلى الأمصار وكان أسن من أنس بسنة، عرض القرآن على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  ، وقرأه عليه من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن التابعين أبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية الرياحي قيل وأبو جعفر، توفي سنة خمس وأربعين وقيل سنة ثمان وأربعين وابعد من قال سنة خمس وخمسين أو سنة ست وخمسين بل مات عن ست وخمسين سنة والله أعلم
 
قلتُ أنا مؤدب :
أثبت الإمام الجزري – رحمه الله –  قراءة السلمي  على يد  " زيد "  – رضي الله عنه –  فلله الحمد والمنة على ذلك  وهذه  هي المصادر والكتب فأين مصادر الرافضي وكتبه ؟؟
الكلام  إنشاء سهل بسيط  .. ولكن أين الكلام ذو الصدق والتقييد ؟؟
(تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة : 111 )
(وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 42 )
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة : 146 )
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) (المائدة : 77 )
 (وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (القصص : 75 )
 
قال في ترجمة عاصم –  احد القراء السبعة – – رحمه الله –بعد   كلام طويل ..
وقال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة على زر، وقال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر ابن حبيش عن ابن مسعود
 
قلتُ أنا مؤدب : هذا يُثبتُ  تعدد طرق القرآن .. ورواياته  من عدة  أشخاص عن  عدة من الصحابة للصحابة أو من التابعين عن الصحابة  .. – رضي الله عنهم –  ..
 
قال  الإمام الجزري – – رحمه الله –في  ترجمة  ( السلمي ) – رحمه الله –    ..
1690-ع" عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الضرير مقرى الكوفة، ولد في حياة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   ولأبيه صحبة إليه انتهت القراءة تجويداً وضبطاً، أخذ القراءة عرضاً عن  عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود و زيد بن ثابت و أبي بن كعب رض الله عنهم، أخذ القراءة عنه عرضاً  عاصم وعطاء بن السائب وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى ومحمد بن أبي أيوب وأبو عون محمج بن عبيد الله الثقفي وعامر الشعبي وإسماعيل بن أبي خالد والحسن والحسين – رضي الله عنهما –  ، أخبرني محمد بن أبي بكر المكي عن أبي عمرو المالكي عن إبراهيم بن وثيق عن ابن زرقون عن الخولاني عن أبي عمرو الحافظ ثنا محمد بن أحمد ثنا ابن مجاهد حدثني إبراهيم بن أحمد الوكيعي عن أبيه قال: قال ابن مجاهد أول من أقرأ الناس بالكوفة بالقراءة المجمع عليها أبو عبد الرحمن السلمي، حدثني حسين الجعفي عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد أن أبا عبد الرحمن السلمي تعلم القرآن من عثمان – رضي الله عنه –   وعرض على عليّ – رضي الله عنه –  ، وقال السبيعي كان أبو عبد الرحمن يقرى الناء في المسجد الأعظم أربعين سنة، وروى حماد بن زيد وغيره عن عطاء بن السائب ابن أبا عبد الرحمن السلمي قال أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الآخر حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به وأنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم بل لا يجاوز ههنا ووضع يده على حلقه، وعن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرى وكان يبدأ بأهل السوق وقال كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن وهو يمشي وعنه قال كان رجل يقرأ على أبي عبد الرحمن فأهدى له فرساً فردها وقال ألا كان هذا قبل القراءة وقال قبل موته أنا أرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضاناً، قلت وهو الراوي عن عثمان عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   خيركم من تعلم القرآن وعلمه وكان يقول هذا الذي أقعدني هذا المقعد، ولا زال يقرى الناس من زمن عثمان إلى أن توفي سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين قال أبو عبد الله الحافظ وأما قول ابن قانع مات سنة خمس ومائة فغلط فاحش، وقول حجاج عن شعبة إن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان ليس بشيء فإنه ثبت لقيه لعثمان وكان ثقة كبير القدر وحديثه مخرج في الكتب الستة.
 
قلتُ أنا مؤدب :
في هذه الترجمة يُثبتُ  أن السلمي – – رحمه الله –قد أخذ القرآن  عن ( عثمان و علي و زيد و أبي و ابن مسعود  – رضي الله عنهم –  أجمعين )  ..
وقد أخذ القراءة عنه كثير ومن بينهم  الحسنين – رضي الله عنهما – فلم هؤلاء القوم الرافضة يعظمون بعض البشر حتى يصل بهم  تعظيمهم إلي الغلو ؟؟
(رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ) (التوبة : 87 )
(فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) (النساء : 78 )
والجميل أن السلمي قال : (  قال أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الآخر حتى يعلموا ما فيهن )  ونحن نعلم أن الرافضة يقولون أن " علي " – رضي الله عنه –   قد قرأ القرآن الكريم مع التوراة والإنجيل  وكل الكتب يوم ولد  .. مع العلم أنه – رضي الله عنه – يوم ولد لم يُرسل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بعد  .. ! ..  ولكن  الذي أريد قوله هُنا أن الرافضة  أخرجوا علي – رضي الله عنه –   من رواية السلمي هذه لأن السلمي أخبر أن هؤلاء القوم فيهم ((صفة)) وهي أنهم يتعلمون العشر الآيات وعلي عندهم قد تعلم القرآن قبل  النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ولم يتعلم شيء فعلمه  إلهام  .. ( زعموا )
 
قال في ترجمة – عبد الله بن مسعود " – رضي الله عنه –   " –
1856-"ع" عبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي المكي أحد السابقين و البدريين والعلماء الكبار من الصحابة، أسلم قبل عمر، عرض القرآن على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  ، عرض عليه الأسود وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن حنضلة وعلقمة وعبيدة السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق، وهو أحد من أفشى القرآن من في رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   رواه الإمام أحمد ن يزيد أنا المسعودي عن القاسم به، وكان يقول حفظت من في رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   بضعة وسبعين سورة، وكان  خفيف اللحم لطيف القد أ؛مش الساقين حسن البزة طيب الرائحة موصوفا بالذكاء والفطنة وكان يخدم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   ويلزمه ويحمل نعله ويتولى فراشه و وساده وسواكه وطهوره وكان – صلى الله عليه وآله وسلم –   يطلعه على أسراره ونجواه وكانوا لا يفضلون عليه أحداً في العلم، وروى عبيدة السمعاني عن ابن مسعود أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   بشره بالجنة، وسمعه – صلى الله عليه وآله وسلم –   يدعو فقال سل تعطه، وقال لرجلُ عبد الله في الميزان أثقل من أحد، وقال حذيفة ما أعلم أحداً أقرب سمتا ولا هدياً ودلا برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   من ابن أم عبد، هو الذي احتز رأس أبي جهل وأتى به النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   وقال – صلى الله عليه وآله وسلم –   تمسكوا بعهد ابن أم عبد، وكان مع ذلك هو الإمام في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله مع حسن الصوت حتى قال – صلى الله عليه وآله وسلم –   من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد، وروى قرة بن أبي خالد عن النزال بن عمار وهو ثقة عن أبي عثمان النهدي قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بقول هو الله أحد ولوددت أنه قرأ بسورة البقرة من حسن صوته وترتيله، وروى أبو إسحاق عن علقمة قال بت مع عبد الله في داره فقالم ثم قام فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته ويسمع من حولهن وقال ابن مسعود كنا نتعلم ما أنزل الله في هذه العشر من العمل وقال والذي لا إله غيره لو أعلم أحداً بكتاب الله مني تبلغنيه الأبل لرحلت إليه، وروى مسلم عن ابي مسعود والله لا أعلم أحداً تركه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   أعلم بكتاب الله من هذا وأشار إلى ابن مسعود، وروى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال لقد علم أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   أني أقرؤهم لكتاب الله، وروينا عنه أنه كان يقرأ القرآن في غير رمضان في الجمعة وفي رمضان في ثلاث، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن ابن مسعود كان إذا اجتمع إخوانه نشروا المصحف فقرءوا وفسر لهم، وعن مسروق قال كان عبد الله يقرئنا فوجدتهم متقارنين فاقرءوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف وقال أبو موسى مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة، قلت وإليه تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف والاعمش، وفد من الكوفة إلى المدينة فمات بها آخر سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وله بضع وستون سنة ولما جاء نعيه إلى أبي الدرداء قال ما ترك بعده مثله
 
قلتُ أنا مؤدب : أثبت أن السلمي – – رحمه الله –أخذ القراءة من ابن مسعود – رضي الله عنه    وجدير بالذكر هنا  أن نذكر كثرة من قرأ  على ابن مسعود – رضي الله عنه –   فقد ذكرهم فقال (عرض عليه الأسود وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن حنضلة وعلقمة وعبيدة السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق ) فنحن نلحظ  كثرتهم لا كما يوهم الرافضي أن القرآن له طريق واحد من طريق السلمي – رحمه الله –   من طريق علي – رضي الله عنه –    . .!
 
قال في ترجمة  " ذو النورين "  الصحابي الجليل  عثمان – رضي الله عنه –
2040-عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الله وأبو عمرو القرشي الاموي أمير المؤمنين ذو النورين أحد السابقين الأولين وأحد من جمع القرآن حفظاً على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   وعرض عليه، عرض عليه القرآن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وأبو عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وأبو الأسود الدؤلي ويقال وعبد الله بن عامر فيما ذكره الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث، تروج بابنة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  رقية فولدت له عبد الله وبه كان يكنى ثم كني بابنه عمرو فلما توفيت رقية ليالي بدر زوجه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   باختها أم كلثوم، وكان معتدل الطول كثير اللحية حسن الوجه أسمر بعيد ما بين المنكبين يخضب بالصفرة قال السائب رأيته فما رأيت شيئاً أجمل منه، وكان أصغر من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   بست سنين، قتل شهيداً مظلوماً في داره يوم الأربعاء وقيل يوم الجمعة بعد العصر وكان صائماً ثامن عشر الحجة سنة خمس وثلاثين وله اثنتان وثمانون سنة على الصحيح قاتل الله من قتله ودفن ليلة السبت بالبقيع وصلى عليه جبير بن مطعم قال لم يشك في هلال رمضان حتى قتل عثمان رضي الله تعالى عنه
 
قلتُ أنا مؤدب : أثبت  ذلك سماع " السلمي " – رحمه الله –   تعالي من عثمان – رضي الله عنه – وليت  الرافضي  يثبت لنا من كُتبنا أو من كتبهم ما يخالف ذلك , غير  .. أنه تمسك بقول  " شعبة "  وصار يصرخ ويأتي بالمصادر على هذا القول  .. ليوهم الجميع أن هناك طرق تتعدد وأن هناك كُتب تتحدث .. فهل كُتب الرافضي التي نقل  منها مثل  نقلنا هذا ؟؟ وهذه بعض أسماء من قرأ على عثمان – رضي الله عنه – التي ذكرت في هذه الترجمة لعل القارئ يتأملها ليعلم أن القرآن الكريم  ليس طريقا واحداً  كما يريد ذلك إثباته الرافضي  بالإنشاء والأقواويل والدعاوى ..  عرض علي عثمان - رضي الله عنها -لقرآن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وأبو عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وأبو الأسود الدؤلي  وعبد الله بن عامر فهذه الأسماء التي ذكرها بعض الرجال .
 
قال في ترجمة – من لا يوجد على وجه الأرض – مثله يوم قتله  .. علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –    ..
2172-علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الإمام أبو الحسن الهاشمي أمير المؤمنين وأحد السابقين الأولين، فضائله أكبر من أن تحصى ومناقبه أعظم من أن تستقصى، روينا عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال ما رأيت ابن أنثى أقرأ لكتاب الله تعالى من علي وقال أيضاً ما رأيت أقرأ من على عرض القرآن على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  ، وهو من الذين حفظوه أجمع بلا شك عندنا وقد أبعد الشعبي في قوله إنه لم يحفظه، قال يحيى بن آدم قلت لابي بكر بن عياش يقولون إن عليا – رضي الله عنه –   لم يقرأ القرآن فقال أبطل من قال هذا عرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو الأسود الدؤلي وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأجمع المسلمون على أنه قتل شهيداً يوم قتل وما على وجه الأرض أفضل منه ضربه عبد الرحمن بن ملجم صبيحة سابع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة وهو ابن ثمان وخمسين سنة فيما قاله ابنه الحسين – رضي الله عنه –   فعلى هذا يكون أسلم وهو ابن ثمان سنين وقال محمد بن الحنفية قتل أبي وله ثلاث وستون سنة وكذا قال الشعبي وابن عياش وجماعة وقيل ابن سبع وخمسين سنة – رضي الله عنه – 
 
قلتُ أنا مؤدب : أثبت أن " السلمي " – رحمه الله –   قرأ على "علي" – رضي الله عنه –    والجميل هنا أن نذكر أن  غير " السلمي " قرأ على " علي " – رضي الله عنه –    .. فقال " ( عرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو الأسود الدؤلي وعبد الرحمن بن أبي ليلى، )  فهذا دليل على تعدد طرق القرآن ليس كما يريد الرافضي أن يوهم أن طرق القرآن  واحد ..
وجدير بالذكر أن نذكر هنا ما قاله الشعبي .. وهو  خطأ  .. ولكن من باب ذكر المثل بالمثل عند الرافضي .. قال الشعبي  .. (وقد أبعد الشعبي في قوله إنه لم يحفظه، قال يحيى بن آدم قلت لابي بكر بن عياش يقولون إن عليا – رضي الله عنه –   لم يقرأ القرآن فقال أبطل من قال هذا )  ..
 
فهل يحق لنا أن نأخذ قول الشعبي .. ؟؟
ونقول علي – رضي الله عنه –   لم يحفظ القرآن  ؟؟
وهل يحق لنا  أن نأخذ قول " شعبة "  ؟؟
ونقول أن السلمي لم يسمع  عثمان  ؟؟
أمر الرافضة  عجيب ..  حقا ..
وجميل هنا أن نذكر ترجمة لأحد القراء  .. ومن تأمل هذه الترجمة  سيجد في ثناياها  مقصود من مقاصدنا في سرد مثل هذه التراجم  .. ولكم  ترجمة من ؟؟ إنه المغيرة بن أبي شهاب ..
3547-المغيرة بن أبي شهاب عبد الله بن عمرو بن المغيرة بن ربيعة بن عمرو بن مخزوم أبو هاشم المخزومي الشامي، أخذ القراءة عرضاً عن عثمان بن عفان، أخذ القراءة عنه عرضاً عبد الله بن عامر، وقال الحافظ الذهبي وأحسبه كان يقرئ بدمشق في دولة معاوية ولا يكاد يعرف إلا من قراءة ابن عامر عليه، قلت قد ذكره الإمام أبو القاسم بن سلام في كتاب القراءات فقال المغيرة بن شهاب صاحب عثمان بن عفان في القراءة كذا قال ابن شهاب فوهم والصواب ابن أبي شهاب، ولم يذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق بترجمة كما التزمه فهو وارد عليه بل ذكره في ترجمة يزيد بن مالك فأسند عن يزيد بن مالك قال كنا جلوساً عند عبد الله بن عامر في جماعة من حفّاظ القرآن فذكر المغيرة بن أبي شهاب المخزومي فنيل منه أو قال فغضّ منه فقال عبد الله بن عامر عند ذلك أنا قرأت على المغيرة وكان ممن قرأ على عثمان، وأما قول ابن جرير الطبري زعم بعضهم أن ابن عامر قرأ على المغيرة عن عثمان وهذا غير معروف لأنا لا نعلم أحداً ادعى أنه قرأ على عثمان ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه غيره وفي عدم مدعى ذلك دليل واضح على قول من أضاف قراءة ابن عامر إلى المغيرة والذي حكى ذلك رجل مجهول لا يعرف بالنقل ولا بالقرآن يقال له عراك بن خالد ذكره عنه هشام بن عمار ولا نعلم أحداً روى عنه غير هشام، قلت فانظر إلى هذا القول الساقط من مثل هذا الإمام الكبير لا جرم كان الأمام الشاطبي محذر من قول ابن جرير هذا، قال السخاوي وهذا قول ظاهر السقوط فقوله لا نعلم أحداً قرأ على عثمان فغير صحيح فإن أبا عبد الرحمن السلمي قرأ عليه وروى أنه علمه القرآن وقرأ أيضاً على عثمان أبو الأسود الدئلي وروى الأعمش عن يحيى بن وثّاب عن زر عن عثمان ثم لا يمتنع أن يكون عثمان أقرأ المغيرة وحده لرغبة المغيرة في ذلك إليه أو أراد عثمان أن يخصه، وقال أبو عبد الله بل يجوز أن يكون قرأ على عثمان جماعة القرآن لكنهم ما انتصبوا للإقراء وقد كان يقرأ القرآن في ركعة وهذا يدل على صبره على كثرة التلاوة فما المانع من أن يعرض عليه القرآن غير واحد في المدة اليسيرة، وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضاً وسمع منه جماعة وقال الدارقطني لا بأس به قلت وقد روى عن عراك عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية، قال القاضي أسعد بن الحسين اليزدي والأستاذ أبو عبد الله القصّاع مات المغيرة سنة إحدى وتسعين وله تسعون سنة
 
قلت أنا مؤدب : لا أريد التعليق .. فقط يحتاج القارئ " المنصف " أن يقرأ بهدوء وعقل وسيجد أن كل ما يقوله " الرافضي " ليست إلا  مجرد  أقاويل.
 
قال أبن حبان في الثقات  في ترجمة  " السلمي " رحمة الله عليه ..
[ 3575 ] أبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب عداده في أهل الكوفة يروى عن عثمان وعلى وابن مسعود روى عنه الكوفيون مات سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على العراق وقد قيل سنة اثنتين وسبعين وزعم شعبة أن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان ولا عبد الله وسمع عليا
 
قلتُ أنا مؤدب : حتى ابن حبان يشهد أنه روى عن عثمان و علي وابن مسعود – رضي الله عنهم –    وأقول : (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران : 119 ).. الرافضة .. فأنتم لا تُحبون لا علي – رضي الله عنه –   ولا عثمان – رضي الله عنه –   ولا  تقدرون القرآن  ..
 
قال الإمام أحمد في ( العلل ومعرفة الرجال )  ما نصه  ..
[ 4506 ] سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال هو عاصم بن أبي النجود وكان رجلا صالحا وبهدله هو أبو النجود وكان رجلا ناسكا قرأ على زر وقرأ زر على علي وقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن على عبد الله وكان قارئا للقرآن وأهل الكوفة يختارون قراءة عاصم قال أبي وأنا أختار قراءة عاصم
 
قلتُ أنا مؤدب : هذا يدل على أن  " السلمي " قرأ على ابن مسعود – رضي الله عنه –   .. ويدل على أن علي – رضي الله عنه –   قرأ عليه غير أبي عبد الرحمن وهو زر  – رحمه الله –  وهذا مما يؤيد قولنا أن للقرآن طرق كثير  ولكن الرافضة  " حمقى " ..
 
قال " ابن حجر " في مقدمة فتح الباري ..
من فضائل القرآن الحديث السابع والسبعون قال الدارقطني فيما نقلت من خطه أخرجه البخاري حديث الثوري عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأخرجه أيضا من حديث شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان وقال فيه وأقرأ أبو عبد الرحمن في امرأة عثمان حتى كان الحجاج قال الدارقطني فقد اختلف شعبة والثوري في إسناده فأدخل شعبة بين علقمة وبين أبي عبد الرحمن سعد بن عبيدة وقد تابع شعبة على زيادته من لا يحتج به وتابع الثوري جماعة ثقات قلت قد قدمنا أن مثل هذا يخرجه البخاري على الاحتمال لأن رواية الثوري عند جماعة من الحفاظ هي المحفوظة وشعبة زاد رجلا فأمكن أن يكون علقمة سمعه من سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن ثم لقي أبا عبد الرحمن فسمعه منه قال الدارقطني وقال حجاج بن محمد عن شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان شيئا قال وقد أخرج البخاري حديث من طريق أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن عن عثمان قلت الحديث الذي أشار إليه ذكره البخاري في كتاب الوقف تعليقا وهو مناشدة عثمان للصحابة عند حصاره في ذكر حفر بئر رومة وغير ذلك من مناقبه والحديث عند البخاري من طرق غير هذا موصولة فلهذا لم أفرده بالذكر لأنه إنما أورده اعتبارا وأخرج أبو عوانة في صحيحه حديث أبي عبد الرحمن السلمي في القرآن من طريق حجاج عن شعبة وقال في أثره قال شعبة ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان ثم أخرج أبو عوانة حديث الثوري ومتابعة عمرو بن قيس الملائي ومحمد بن أبان وغيرهما له على إسقاط سعد بن عبيدة والحديث مخرج في الكتب الأربعة من السنن من هذا الوجه فرواه أبو داود من حديث شعبة فقط ورواه النسائي والترمذي وابن ماجة من حديث شعبة وسفيان معا ونقل الترمذي عن علي بن عبد الله بن المديني ترجيح حديث سفيان على حديث شعبة وأما كون أبي عبد الرحمن لم يسمع من عثمان فيما زعم شعبة فقد أثبت غيره سماعه منه وقال البخاري في التاريخ الكبير سمع من عثمان والله أعلم
 
قلتُ  أنا مؤدب :
ثبت رواية  " السلمي " – رحمه الله –     عن عثمان عند البخاري .. والبخاري  قوي جداً ولا يحتاج إلي تعليق .. وصدق الله تعالي يوم أن قال :
(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ) (الأنعام : 116 )
(فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (القصص : 50 )
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) (النجم : 23 )
(وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (النجم : 28 )
 
قال في  سير أعلام النبلاء الإمام الذهبي  – رحمه الله – 
عبد الله بن مسعود   ... ثم قال  .. وروى عنه القراءة أبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن نضيلة وطائفة .. الخ  ..
وقال أيضا .. شريك عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله قال كنا إذا تعلمنا من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   عشر آيات لم نتعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيها يعني من العلم  ..الخ
 
قلتُ أنا مؤدب :
هذا يُفسر لنا قول  " السلمي " عندما قال تعلمنا من قوم  .. ولعل هؤلاء القوم الذين قصدهم من بين ابن  مسعود – رضي الله عنه –    .. فإنه  هنا في " السير " صرح باسمه  .. والله أعلم  ..
وقد صرح بأسمائهم في موضع أخر وقد ذكر ذلك الذهبي في سير  أعلام النبلاء  .. وروى عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال حدثني الذين كانوا يقرئوننا عثمان وابن مسعود وأبي أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   كان يقرئهم العشر فذكر الحديث  ..الخ
 
ذكر في ترجمة  زيد - رضي الله عنها -ن السلمي – رحمه الله –   قد تلا عليه القرآن ..
 
قال في ترجمة .. عبد الله بن حبيب  .. – رحمه الله –    ..
97 أبو عبد الرحمن السلمي   مقرئ الكوفة الإمام العلم عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي من أولاد الصحابة مولده في حياة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قرأ القرآن وجوده ومهر فيه وعرض على عثمان فيما بلغنا وعلى علي وابن مسعود  وحدث عن عمر وعثمان وطائفة  قال أبو عمرو الداني أخذ القراء عرضا عن عثمان وعلي وزيد وأبي وابن مسعود  أخذ عنه القرآن عاصم بن أبي النجود ويحيى بن وثاب وعطاء بن السائب وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن أبي أيوب والشعبي وإسماعيل بن أبي خالد وعرض عليه الحسن والحسين – رضي الله عنهما –    وحدث عنه عاصم وأبو إسحاق وعلقمة بن مرثد وعطاء بن السائب وعدد كثير  روى حسين الجعفي عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد أن أبا عبد الرحمن السلمي تعلم القرآن من عثمان وعرض على علي " محمد ليس بحجة"  قال أبو إسحاق كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة  وقال سعد بن عبيدة أقرأ أبو عبد الرحمن في خلافة عثمان وإلى أن توفي في زمن الحجاج قال شعبة لم يسمع من عثمان كذا قال شعبة ولم يتابع  وروى أبان العطار عن عاصم بن بهدلة عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي  وروى منصور عن تميم بن سلمة أن أبا عبد الرحمن كان إمام المسجد وكان يحمل في اليوم المطير  حماد بن زيد عن عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن قال أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم  عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء عن أبيه عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه جاء وفي الدار جلال وجزر فقالوا بعث بها عمر بن حريث لأنك علمت ابنه القرآن فقال رد إنا لا نأخذ على كتاب الله أجرا  وروى أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبد الرحمن قال والدي علمني القرآن وكان من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   قد غزا مع  وروى سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان بن عفان أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –   قال  خيركم من تعلم القرآن وعلمه  قال أبو عبد الرحمن فذلك الذي أقعدني هذا المقعد  قال إسماعيل بن أبي خالد كان أبو عبد الرحمن السلمي يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات  قال أبو حصين عثمان بن عاصم كنا نذهب بأبي عبد الرحمن من مجلسه وكان أعمى  أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ على علي  وعن أبي عبد الرحمن قال خرج علينا علي – رضي الله عنه –   وأنا أقرئ  وروى أبو جناب الكلبي قال حدثنا أبو عون الثقفي قال كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن وكان الحسن بن علي – رضي الله عنهما –  يقرأ عليه  قال عبد الواحد بن أبي هاشم حدثنا محمدبن عبيد الله المقرىء حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا أبي حدثنا حفص أبو عمر عن عاصم بن بهدلة وعطاء بن السائب ومحمد بن أبي أيوب وعبد الله بن عيسى أنهم قرؤوا على أبي عبد الرحمن السلمي وذكروا أنه أخبرهم أنه قرأ على عثمان عامة القرآن وكان يسأله عن القرآن فيقول إنك تشغلني عن أمر الناس فعليك بزيد بن ثابت فإنه يجلس للناس ويتفرغ لهم ولست  أخالفه في شيء من القرآن وكنت ألقى عليا فأسأله فيخبرني ويقول عليك بزيد فأقبلت على زيد فقرأت عليه القرآن ثلاث عشرة مرة " قلت [ أي الذهبي ] ليس إسنادها بالقائم"  وروى عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال حدثني الذين كانوا يقرئوننا عثمان وابن مسعود وأبي أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   كان يقرئهم العشر فذكر الحديث  أحمد بن أبي خيثمة حدثنا يحيى بن السري حدثنا وكيع عن عطاء ابن السائب قال كان رجل يقرأ على أبي عبد الرحمن فأهدى له قوسا فردها وقال ألا كان هذا قبل القراءة  كذا عندي وكيع عن عطاء ولم يلحقه  وعن عطاء بن السائب قال دخلنا على أبي عبد الرحمن نعوده فذهب بعضهم يرجيه فقال أنا أرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضانا  قلت[ أي الذهبي ]  ما أعتقد صام ذلك كله وقد كان ثبتا في القراءة وفي الحديث حديثه مخرج في الكتب الستة  يقال توفي سنة أربع وسبعين وقيل مات في إمرة بشر بن مروان على العراق وقيل مات سنة ثلاث وسبعين وقيل مات قبل سنة ثمانين وقيل مات في أوائل ولاية الحجاج على العراق وغلط ابن قانع حيث قال في وفاته إنها سنة خمس ومئة   .. انتهى .
 
قلتُ أنا مؤدب :
ثبت في نقل الذهبي – رحمه الله –  وفي قوله أن الخمسة – رضي الله عنهم –  كلهم سمع لهم " السلمي " – رحمه الله –    ..
ومن تأمل هذه الترجمة يجد فيها الكثير ..
ولكن مع التأمل نحتاج " عقل "
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف : 179 )
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج : 46 )
(كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الروم : 59 )
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الأعراف : 169 )
(وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) (يس : 62 )
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (البقرة : 170 )
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) (البقرة : 171 )
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) (الأنفال : 22 )
(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) (يونس : 100 )
فسبحان الله لم الرافضة عن العقل يُبعدون ؟؟ وعن الذكاء يهربون ؟؟ وفي العلم يرغبون ؟؟
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج : 46 )
 
قال في جامع التحصل  في أحكام المراسيل : العلائي ..
[ 347 ] عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي قال شعبة لم يسمع من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه سمع من علي وقال أبو حاتم لا تثبت روايته عن علي – رضي الله عنه –   فقيل له سمع من عثمان فقال روى عنه لا يذكر سماعا وقال بن معين لم يسمع من عمر – رضي الله عنه –   وقال أحمد بن حنبل في قول شعبة لم يسمع من بن مسعود شيئا أراه وهما قلت أخرج له البخاري حديثين عن عثمان خيركم من تعلم القرآن وعلمه والآخر أن عثمان أشرف عليهم وهو محصور وقد علم أنه لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء وأخرج النسائي روايته عن عمر – رضي الله عنه –   وقد ثبت في صحيح البخاري أنه جلس للإقراء في خلافة عثمان – رضي الله عنه –   وروى حسين الجعفي عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد قال تعلم أبو عبد الرحمن القرآن من عثمان وعرض على علي – رضي الله عنهما –  وقال عاصم بن أبي النجود وهو ممن قرأ على أبي عبد الرحمن أنه قرأ على علي – رضي الله عنه –   وقال أبو عمرو الداني أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت – رضي الله عنهم –  وكل هذا مما يعارض الأقوال المتقدمة والله أعلم
 
البداية والنهاية .. لابن كثير قال " في ترجمة السلمي "
أبو عبد الرحمن السلمي: مقرىء أهل الكوفة بلا مدافعة واسمه عبد الله بن حبيب، قرأ القرآن على عثمان بن عفان وابن مسعود، وسمع من جماعة من الصحابة وغيرهم، وأقرأ الناس القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، قرأ عليه عاصم بن أبي النجود وخلق غيره، توفي بالكوفة.
 
قلتُ أنا مؤدب : هذا ابن كثير يقول عن " السلمي " أنه سمع  عثمان – رضي الله عنه –    وبن مسعود – رضي الله عنه –   .. فهل قرأ " الرافضي " ذلك ؟؟
ولعل في ذلك غنية لمن كان له قلب ولم يتبع الهوى ومن يريد الحق فالحق بين واضح من أراد سلوكه والله تعالي قد ذكر أن الحق أحق أن يُتبع
 (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (يونس : 35 ) 
ويحسن بنا أن نُبين في أخر هذا الفصل .. أن  السلمي أبا عبد الرحمن المقرئ – رحمه الله –   ليس هو السلمي  العالم الصوفي..  فبينهم مسافة كبيرة  وسنين طويلة  .. مع تشابه الأسم  .. والله – تعالى – أعلم .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المبحث الخامس :-
 ( علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –   سني ليس برافضي )
 وفيه فصلان
·      الفصل الأول - لو سلمنا أن هذا القرآن من طريق علي – رضي الله عنه – آحاد فهذا فخر لنا  أهل السنة لأن  علي تبرأ من الروافض
الرافضة ليس لهم هدف محدد لو تأمل الإنسان حياتهم العلمية  أو العملية .. ولذلك نجد أن الرافضة  عندهم " تناقض " وتضارب في الأقوال والأعمال ,, ولو أن الرافضة أخذوا دينهم من ما صح عن  علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –  لكانوا على نور وهدى لأنه – رضي الله عنه –   سيأخذ دينه من معلمه – صلى الله عليه وآله وسلم – وهم في الحقيقة لا يتبعون لا نبي ولا علي ولا  أئمة بل هم يتبعون أقوام يُزينون لهم القبيح فيجعلونه لهم حسنا  ويقبحون لهم الحسن فيجعلونه قبيحا  ويصححون لهم الضعيف ويُضعفون لهم الصحيح وهم خلفهم سائرون   وصدق الله تعالي يوم أن قال (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) (الأحزاب : 66-67 )
وقد قعّد لهم هؤلاء العلماء " اللصوص " قواعد غير صحيحة .. ومثال ذلك قولهم أن ما قله " جعفر " هو ما قاله الحسين .. وما قال الحسن هو ما قال علي  وما قال علي هو نفسه ما قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وهذه القاعدة جعلوها لأنهم لا يقدرون على الكذب على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –  بالسند ,,  فلا يستطيع الرافضي أن يقول مثلا " قال جابر  أو عكرمة أو سعد أو عمر أو سعيد أو أبو موسى أو سلمان  أو خالد  أو حفصة  أو سُمية  أو غيرهم وغيرهنّ من الصحابيات .. " لأن من نقل هذه الأقوال هم أهل السنة وأهل السنة عندهم أقوال كل علمائهم  وأئمتهم  مدونة محفوظة  ومعروفة بالكتب والرجال .. ولا يستطيعوا  أيضاً الكذب على علي – رضي الله عنه –    فيقولوا مثلا  قال " عمرو أو قال أبي عبد الرحمن  أو قال عمار  ... الخ  " من التابعين  .. لأن رجال علي وأقوال علي – رضي الله عنه –    حفظها أهل السنة – رضي الله عنه –   ... ولذلك إذا أراد الرافضي الكذب على علي – رضي الله عنه –   يحتاج إلي الكذب على كُتب أهل السنة وهذا الذي يُعجز الرافضة .. فقعدوا هذه القاعدة الفاسدة  وهي ( ما يقوله  جعفر  هو ما يقوله الأئمة من قبله  بل ما يقوله العسكري  هو ما يقولوه الأئمة من قبله  ) وهذه القاعدة ليست إلا مجرد خروج من مأزق المطالبة بالسند والصحة وإلا كيف يعرف جعفر قول علي – رضي الله عنه –   ؟؟
فإن كان قولهم واحد لا فرق .. فلم تعدد الأئمة ؟؟
وإن كان قول أولهم  مثل قول آخرهم  .. فلم لم يروي الرافضة عن العسكريين مثلاً أو الإمام الموهوم المزعوم ؟؟
كل  هذه الحيل  تنطلي على ضعاف العلم وصغار العقول .. ولذلك " علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –   " سني لماذا ؟؟ 
لأن أهل السنة هم من روى ما صح عنه – رضي الله عنه –    ولو كان الرافضة يقولون أنه منهم فلمَ لم يرووا عنه أقواله وأفعاله  .. وذلك أصح كتاب عند القوم والذي يجمع لهم أحاديثهم  والذي يقول عنه الإمام الثاني عشر – زعموا – أنه كاف لشيعتهم ... ليس فيه  روايات عن علي بن أبي طالب إلا ما ندر مقارنة بغيره من الأئمة  لماذا ؟؟
أليس الرافضة يقولون أنهم يوالون علي – رضي الله عنه –   أين روايات علي ؟؟
ولعلي أنقل لكم  ما سطرته  أنامل أحد الفضلاء وهو ( أبو عبد الله الحربي ) – حفظه الله – وجدتُ ذلك في موقع  ( المنهج )  ..
حول أين تراث أهل البيت ..
 ومقارنة  جميلة  وحقائق علمية .. قد أجاد فيها – حفظه الله – وتدل حروفه على أن الرافضة ليسوا إلا
مدعين وصلاً لليلي .. وليلي منهم براء  ..
وفي قوله كفاية  عن كثرة الكلام .. قال :
فإن حب آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   هو جزء من الإيمان فلا يحبهم إلا مؤمن ولا يكرههم إلا مناف
ومعلوم أن الحبل الأول من آل بيت رسول الله كعلي وفاطمة والحسن والحسين – رضي الله عنهم –  مبشرون بالجنة فهم جزء من أهل السنة والجماعة إن لم يكونوا هم أركان السنة هم وباقي الصحابة .
وكل هذا لم يشفع لمن يدعي التعالم أن يوجه بسهامه إلى أهل السنة ، بأنهم ظلموا آل البيت ولم يحفظوا تراثهم ، وغيرها من:
الشنشنة المعروفة من أخزم
 وليس عبد الحسين الموسوي صاحب المراجعات والنص والاجتهاد بعيد عن هذا.
فكان لزاماً على أهل السنة رفع هذه التهمة مع براءة ساحتهم طبعاً، لكن كما يقال:
رفعت عنه كل معيبة ، وأمنته من كل رهيبة
لنرى الآن كيف يأخذ أهل السنة تراثهم من آل البيت رضوان الله عليهم
لقد أعتمد سلف الأمة في تقرير كثير من مسائل العقيدة على أقوال آل البيت كقول جعفر الصادق ( كلام الله ليس بمخلوق منه بدأ وإليه يعود ) ذكره اللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة والآجري في كتابه الشريعة وكذا ابن بطه وعند ابن أبي عاصم في كتابه السنة وذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية
 كما اعتمد أهل السنة على روايات آل البيت بشكل كبير فروايات علي بن أبي طالب في البخاري مع المكرر (98) وغير المكرر (34) ورواياته – رضي الله عنه –   في صحيح مسلم (38) حديثا
 وعندما نعمل عملية حسابية يسيرة نرى أن الناتج هو =72 رواية في أصح الكتب عند أهل السنة بينما أحاديث علي – رضي الله عنه –   المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أصح كتب الشيعة [ قلتُ أنا مؤدب: بل الرافضة] وهو الكافي =66
فهل يقول لنا قائل من هو المكثر من المقل!!
 
هذا بغض النظر عن صحة الروايات في كتاب الكافي وأكثرها كذب على علي – رضي الله عنه –   عند وضع أسانيدها على طاولة البحث العلمي
 
 
 
بل وروايات علي – رضي الله عنه –   في كتب السنة أكثر من روايات أبي بكر – رضي الله عنه –   !!
 
بل هي أكثر من روايات عمر – رضي الله عنه –   !!
 
بل روايات علي – رضي الله عنه –   المنقولة في كتب السنة أكثر من روايات عثمان – رضي الله عنه –  !!
 
بل لا أخفيكم حديثاً إن قلت أن روايات علي – رضي الله عنه –   أكثر من مرويات أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم –  مجتمعين!!!
 
فأي إنصاف بعد هذا؟
 
وهل يصح أن نقول أن أهل السنة أعداء لأبي بكر وعمر وعثمان؟
 
[ قلتُ أنا مؤدب : هذا ما نريد إثباته  من كلامنا وعنواننا أن علي – رضي الله عنه –   من أهل السنة ولا ينتسب إلي الرافضة وكيف ينتسب  إليهم وهم لا يعرفون له روايات ؟؟ ]
 
وأما فاطمة – رضي الله عنها –  فلها حديث واحد في البخاري برقم (4462)
 
بينما ليس لها ولا حديث واحد مرفوع في كل الكافي وهو عندي 9 مجلدات!!
 
أفلا يصح لنا أن نقول أن صاحب الكافي " الكليني " ناصبي لأنه جفا فاطمة الزهراء – رضي الله عنها –  .
[ قلتُ أنا مؤدب : فاطمة  سيدة نساء العلمين .. ومع ذلك – رضي الله عنها –  لا يوجد لها ولا رواية في أصح كتب القوم ؟؟ هل هذا من  تقديرها ؟؟ والسبب يعود والله أعلم أن الرافضة يعيشون على الكذب وحتى كتاب الكافي يعيش على الكذب ولذلك هو لا يستطيع أن يرفع ويسند إلي فاطمة – رضي الله عنها – من دون أن يكذب وإذا كذب بآن كذبه لذلك جعل الكافي كتابه خاوياً من  روايات الزهراء – رضي الله عنها –  منعاً للحرج ]
 
وأما الحسين – رضي الله عنه –   فله حديثان عن أبيه علي – رضي الله عنه –   عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   في كتاب الجمعة برقم (1127) وكتاب فرض الخمس برقم (3091) من صحيح البخاري ومثله في صحيح مسلم ..
 
أي أربعة
 
بينما في الكافي رواية واحدة وكذا عن الحسن – رضي الله عنه – 
 
فهل يصح بعد هذا أن نقول: أن صاحب الكافي وهو اصح كتاب عند الشيعة[ قلتُ أنا مؤدب: بل الرافضة ] قد جفا سيدا شباب أهل الجنة؟
[ قلتُ أنا مؤدب : نعم قد جفاه ولم يعتبر به ولا بعلمه ]
 
نأتِ الآن إلي الإمام محمد الباقر رحمة الله عليه ذاك الإمام الكبير الفذ المحدث الكبير.
 
فروايته في الكتب التسعة (240) رواية
 
وتعالوا معي نقارن بين مرويات محمد الباقر – رحمه الله –   ورضي عنه وبين روايات من؟؟
 
روايات أفضل رجل بعد الأنبياء والرسل عند أهل السنة إنها مرويات أبي بكر الصديق – رضي الله عنه –  
 
 
لتعلموا والله إنصاف أهل السنة ولكن الحق عزيز والإنصاف صعب، فما لهؤلاء الناس لا يعلمون وعن الحقيقية يحيدون!!!
 
 
مرويات محمد الباقر – رحمه الله –   في صحيح مسلم (19) رواية
 
بينما مرويات الصديق – رضي الله عنه –   (9)
 
فأي أنصاف بعد هذا!!
 
بل إن مرويات الباقر – رحمه الله –   وجمعنا به في جنات النعيم في سنن النسائي فقط(56)
 
بينما مرويات الصديق – رضي الله عنه –   (22)
 
فهل يصح لمنصف أن يرمي أهل السنة بالجفاء لتراث آل البيت!!
 
نأتِ الآن إلى مرويات ذاك الإمام الفذ جعفر الصادق – رحمه الله –   ورضي عنه
 
فهي في الكتب التسعة(143)
 
بل قد صُنف في سرد مروياته وجمعها رسالة دكتوراه في معقل ( الوهابية) كما يحلوا لعلماء الحوزات نبذهم به السعودية، فهل هؤلاء يحبون جعفرا أم لا!!
 
ولنا أن نتصور تلك المقولة الذهبية التي تشع إنصافاً وحباً لآل البيت – رضي الله عنهم –  حينما قال المحدث ابن كثير( سني) أن أصح الأسانيد هي جعفر عن محمد عن علي عن الحسين عن علي رضي الله عن هذه السلسة الذهبية.
 
انظر كتابه الباعث الحثيث غير مأمور.
 
 
وقد أخرج أصحاب الكتب السنة المعتمدة عند أهل السنة ( مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ) للإمام جعفر الصادق عدا البخاري فقد أخرج له حديثان في الأدب المفرد
 
ولمتنطع أن يقول لماذا لم يخرج البخاري لجعفر الصادق في صحيحه ؟
 
فنقول : ولماذا لم يخرج البخاري لأبي حنيفة والشافعي وأحمد ابن حنبل والإمام مسلم وغيرهم من الكبار هل هو تنقص لهم أم هي شروط أراد تطبيقها في صحيحه!
 
معشر السادة النبلاء
 
 
لقد كتب أهل الحديث ( أهل السنة )كتباً في فضائل ومرويات آل البيت ككتاب فضائل علي أو الخصائص الكبرى للنسائي وفضائل فاطمة للسيوطي بل في البخاري أبواب كثيرة في فضل آل البيت وكذا في مسلم وغيره من كتب السنة وقد اجتمع عندي العشرات من الكتب التي تتحدث عن فضل آل البيت وعلو مكانهم عند المسلمين ، وكتابها سنة.
 
فأين الجفاء الذي يتغنى على وتره الموسوي والتيجاني والقزويني والكوراني وغيرهم ممن طمست شهاوات الدنيا بصيرتهم
 
ولعلي أن أنصح بأفضل ما كتب عن علي – رضي الله عنه –   عند أهل السنة وهو كتاب د. علي الصلابي موسوعة علي – رضي الله عنه –   في (900) ورقة وله كتاب الخليفة الخامس الحسن – رضي الله عنه –   ولم يؤلف في الحسن كتاب مثله ، لا عند السنة ولا الشيعة. [ قلتُ أنا مؤدب : ولا الرافضة أيضا]
 
 
وتحت الطبع كتاب الحسين – رضي الله عنه –   للدكتور علي الصلابي وفقه الله
 
 
وكذا الإمام محمد أبو زهر كتب عن الإمام جعفر الصادق – رضي الله عنه –   ..
 
بل إن ذلك الشيخ المظلوم الذي ما فتئ ينافح ويدافع عن آل البيت رضوان الله عليه ويجاهد بما يملكه من مال ووقت وجهد في الذب عنهم ونشر تراثهم ، ولم يربأ بنفسه أن يخوض هذه الغمار الصعبة حباً لهؤلاء النبلاء الشرفاء العظماء رضي عنهم رب الأرض والسماء ( عثمان الخميس) ألف كتاباً أخذ منه الوقت الطويل والجهد الكبير في استقراء وتتبع مرويات سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين – رضي الله عنه –   في كتب السنة واستخراجها وجمعها.
 
 
ثم بعد ذلك يقولون عنه ناصبي وعدو لآل البيت !!!
 
كل هذا من أجل أنه قال يا شيعة العالم استيقضوا كما أطلقها مدوية السيد موسى الموسوي وآية الله البرقعي وغيرهم.
 
 
وأما في الفقه فالأصل المعتمد في حج أهل الإسلام حديث جابر – رضي الله عنه –   الذي يفصل حجة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –   وهي مروي من طريق جعفر الصادق ..
 
أي أن أهل السنة في كل سنة يتعبدون لله في حجهم على رواية يرويها الإمام جعفر الصادق عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
كيف لا وهو حفيد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من جهة أبيه وحفيد الصديق – رضي الله عنه –   من جهة أمه
 
حتى قال الإمام جعفر الصادق ولدني أبو بكر مرتين
 
ويقصد بالولادة الأولى أنه حفيد لأبي بكر من جهة الأم
 
ويقصد بالولادة الثانية ولادة العلم الذي أخذه عن القاسم بن محمد حفيد الصديق رضي الله عن الجميع
 
وقد شحنت كتب الفقه بآراء العترة الطاهرة وارجع إن شئت إلى نيل الأوطار للإمام الشوكاني بدأ من كتاب الطهارة ومروراً بكتاب الصلاة والصوم والزكاة والحج والبدع والجنابات والعتق وأمهات الأولاد والقضاء على اعتبار أن آل البيت هم جزء من علماء السنة وفقهائها ، وكذا في المغني لابن قدامة وأخيرا كتاب شيخنا الحبيب العبيكان غاية المرام
 
ويعتمد أهل السنة كثيراً على فتاوى الإمام زيد بن علي – رضي الله عنه –   الذي جفاه وأخرجه الشيعة [ قلتُ أنا مؤدب: بل الرافضة ]  من أل البيت دون وجه حق.
 
وأما في التفسير فقد شحنت كتب التفسير عند أهل السنة بأقوال جعفر الصادق – رضي الله عنه –   كما في تفسير ابن كثير في سورة الصافات عند قوله
 (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (الصافات : 140 )
وفي تفسير القرطبي في سورة آله عمران عند قوله
 (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران : 6 )
 وعند قوله
 (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (آل عمران : 195 )
 وقوله
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران : 191 )
وفي المائدة وفي الأعراف وفي سورة إبراهيم وفي سورة النحل على ما هو مفصل في الجدول المرفق بالجزء والصفحة .
 
انظر الجدول .
جدول يبن بعض روايات الإمام جعفر الصادق في كتب التفسير عند أهل السنة .
التفسيـــــر الســــــورة
الجــــــزء رقـــم الصفحـــة الطبعــــة
 
--------- ----------- --------- ---------------- -------
تفسير ابن كثير سورة الصافات آية 139 الجزء السابع صفحة رقم 34 طبعة دار إحياء التراث العربي
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 18 الجزء الرابع صفحة رقم 40 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 96 الجزء الرابع صفحة رقم 137 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 190 الجزء الرابع صفحة رقم 309 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة المائدة آية 27 الجزء السادس صفحة رقم 133 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الأعراف آية 199 الجزء السابع صفحة رقم 344 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة إبراهيم آية 6 الجزء التاسع صفحة رقم 342 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة النحل آية 97 الجزء العاشر صفحة رقم 174 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة ( ن ) والقلم آية 1 الجزء الثامن عشر صفحة رقم 223 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة ( ن ) والقلم آية 51 الجزء الثامن عشر صفحة رقم 254 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة ( يس ) آية 1 الجزء الخامس عشر صفحة رقم 3 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي مقدمة المؤلف الجزء الأول صفحة رقم 1 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الفاتحة آية 1 الجزء الأول صفحة رقم 108 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الرحمن آية 31 الجزء السابع عشر صفحة رقم 110 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الجن آية 1 الجزء التاسع عشر صفحة رقم 1 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 159 الجزء الرابع صفحة رقم 148 دار الكتب العلمية
 
 
وفوق هذا كله كان أهل السنة من أحرص الناس على تراث آل البيت كما كانوا يحرصون على تراث رأس آل البيت صلوات ربي وسلامه عليه
 
فقد كان أهل السنة يتحرزون ويحذرون من كثرة الكذب على جعفر الصادق كما ذكر عن أحد أتباع الإمام جعفر قال كان الإمام جعفر رجلاً صالحاً وكان يأتيه الخلق من كل مكان فيسمعون منه الكلمة ويزيدون عليها تسعاً وتسعين كلمة .. ( وهذا مروي وموثق في كتب الشيعة ) [ قلتُ أنا مؤدب :بل الرافضة ]
 
وهذا الواقع في كتب الشيعة[ قلتُ أنا مؤدب : بل الرافضة ] من مرويات يعجز المسلم عن تصديقها والإمام جعفر بريء منها
 
 
فمن أجلِ علو شأن و مكانة آل البيت عند أهل السنة دققوا في كل رواية عنهم .. كيف لا!! وهم البدور الزاهرة والأنجم الساطعة ، والجبال الشامخة.
 
– رضي الله عنهم –  وأرضاهم وحشرنا في زمرتهم الطاهرة
 
والحمد لله رب العالمين  .. انتهى كلامه –  حفظه الله – 
أقول : تبين للقارئ  أن علي – رضي الله عنه –   بري من الرافضة والرافضة براء منه وهو – رضي الله عنه –   قد قام بتحريق مؤسس  دينهم  " السبئية " وقد منعه بعض الصحابة – رضي الله عنهم –  أجمعين  وهذا كله مما يُبين أن  الأئمة ليس بينهم وبين هؤلاء الروافض أي صلة  وكما بينا سابقاً أن الأئمة يتذمرون منهم  ويدعون عليهم وقد  دعا عليهم  علي – رضي الله عنه –   بالذل والفقر – والله تعالي أعلم – أن هذا الذل والصغار قد أصابهم من دعوة  ذالك الإمام الصالح إمام أهل السنة أبا الحسن – رضي الله عنه –   وأرضاه  .. إذا تبين هذا  ..
فإننا أهل السنة ولو تبين لنا أن هذا القرآن جاء من طريق "  واحد  من طريق  علي – رضي الله عنه –   " فإن هذا  نفتخر به لأن علي من أهل السنة وأكبر دليل على ذلك رواية أهل السنة عنه ونقلهم عنه  أكثر مما نقله عنه الرافضة في كتبهم .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
·      الفصل الثاني – لمَ لا نجد الأئمة في أسانيد القرآن  ؟؟
للعاقل اللبيب  .. أن يسأل ..
أين الأئمة عن سند القرآن ؟؟
نجد السلمي وزر وعاصم وابن كثير وغيرهم كثير ولا نجد (  الأئمة ) في سند القرآن ؟؟
لِمَ الرافضة يجعلون الأئمة يحملون الثقل  الأصغر ويتركون الثقل الأكبر .. ؟؟ بل إننا قرأنا سابقاً  كثيرا  أن الحسن والحسين – رضي الله عنهما –  تعلما القرآن من " السلمي " – رحمه الله –   تعالي   . فلمَ  هذا القرآن الذي هو أساس الإسلام لا يوجد في سنده الأئمة  إلا علي – رضي الله عنه – وهو من طريق أهل السنة؟؟
اترك الإجابة  للعاقل من الرافضة .. وكلامي للعاقل وحده  .. 
 
 
المبحث السادس :-
 ( إهمال الرافضة للقرآن )
البعض يعتقد أن الرافضة لهم مثل ما للمسلمين وعليهم مثل ما على المسلمين .. حتى إن أكثر الناس إذا صار خلاف بين سني ورافضي  يقول : ( هؤلاء مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ونبينا واحد وقبلتنا واحدة وقرآننا واحد  ..الخ )  ..
وحيث أنني لا  أريد الإطالة لبيان أن  الرافضة " قِبلتهم " تختلف عن قبلة المسلمين  .. وأن هناك بقاع عندهم أفضل من " مكة المكرمة " .. وأنتم تسمعون قولهم  ( النجف الأشرف ) .. ( قم المقدسة  ) إلي غير ذلك من  كلمات التبجيل والتعالي التي يطلقونها على الأماكن [ كما سبق  ]  .. فكما أنهم لهم قبلة غير قبلتنا فكذلك لهم قرآن غير قرآننا  ولو راجعنا المبحث الأول لوجدنا  أن هذا يدل على أن هذا القرآن الذي بين أيدينا ليس عندهم بشيء  .. ويدل على ذلك  عدم  إهتمام الرافضة بالقرآن  .. وعلى سبيل المثال ..
الواقدي :-

قال فيه الحسن الشيعي :

ومحمد بن عمر الواقدي ، قال ابن النديم : كان يتشيع ، حسن المذهب ، يلزم التقية ، وهو الذي روى أن علياً عليه السلام كان من معجزات النبي (ص) كالعصا لموسى (ص) وإحياء الموتى لعيسى بن مريم عليه السلام وغير ذلك من الأخبار . عالماً بالمغازي والسير والفتوح والأخبار خلف 600 قمطر كتباً كل حمل رجلين وقبل ذلك بيع له كتب بألفي دينار ، وكان له غلامان مملوكان يكتبان الليل والنهار له التاريخ الكبير ، المغازي ، المبعث ، أخبار مكة ، فتوح الشام ، فتوح العراق ، الجمل ، مقتل الحسين عليه السلام ، السيرة ، إلى غير ذلك من الكتب الكثيرة في السير والتاريخ-
 أعيان الشيعة القسم الأول الجزء الأول ص 128

وذكره القمي :

أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد المدني : كان إماماً عالماً ، له التصانيف والمغازي وفتوح الأمصار ، وله كتاب الردة وغير ذلك ، كان من أقدم مؤرخي الإسلام . وكتاب مغازيه له مقدمة وشروح باللغة الإنجليزية يروى عنه كتابه محمد بن سعد وجماعة من الأعيان ... وكان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن ، ثم روى عن المأمون أنه قال للواقدي : أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس قال : فامتنع ، قال : لا بد من ذلك ، فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها ، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني ، فإذا حفظ النصف الثاني نسى الأول فاتعب المأمون وتعس ، فقال لعلي بن صالح : يا علي احفظه أنت ، فذكر أنه مثل المأمون لم يقدر على أن يحفظه ، فقال المأمون : اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت ، وروى عن غسان قال : صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ : إن هذا لفي الصحف الأولى صحف " عيسى  وموسى "..كان يتشيع حسن المذهب يلزم التقية ، وهو الذي روى أن علياً (ع) كان من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعصا لموسى وإحياء الموتى لعيسى بن مريم (ع) وغير ذلك من الأخبار /
الكنى والألقاب ج 3 ص 230 ، 231 ، 232
فيا الله ... رحماك  .. إمام وعالم وحافظ ومؤرخ عند الرافضة ومع ذلك لا يعلم القرآن ؟؟ ولا يحفظ  سورة بسيطة قصيرة من المفصل ؟؟ فكيف يكون  هذا عندهم إمام وعالم وبحر ؟؟
ولم يقف الرافضة عند الواقدي  فقط .. بل هناك أعظم من ذلك  .
ولعلي أذكرُ لك هذا البحث الجميل الذي  وجدتُه في موقع " البرهان " بارك الله في القائمين عليه  خير الجزاء .. وهو بقلم الأستاذ منصور بن بدر الشملاني  ..
قال :
لن أكون متجنياً على الحقائق العلمية ، ولن تجعلني الطائفية أظلم الطائفة الأخرى ، ويكفي من الإنصاف ، أن أنقل كل ما اتهم به خصمي من كتبهم ورجالاتهم المعتمدين والكبار ، ليس ذلك لغرض التشفي أو الاحتقار ، بل لغرض تبصير العمى ، وتنبيه الغافلين ، وليشاهدوا بأنفسهم هذا المذهب الذي يزعم أنه يقدس الثقلين كيف ، أنه يهدر قيمتهما جميعا !!!
انظروا بأنفسكم لما يقوله كبار علماء الشيعة الجعفرية :
·   يقول الدكتور ( جعفر الباقري ) وهو أستاذ في طهران وفي كتابه ( ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية ) ... يقول :
( من الدعائم الأساسية التي لم تلق الاهتمام المنسجم مع حجمها وأهميتها في الحوزة العلمية هو القرآن الكريم ، وما يتعلق به من علوم ومعارف وحقائق وأسرار فهو يمثل الثقل الأكبر والمنبع الرئيسي للكيان الإسلامي بشكل عام .
ولكن الملاحظ هو عدم التوجه المطلوب لعلوم هذا الكتاب الشريف ، وعدم منحه المقام المناسب في ضمن الاهتمامات العلمية القائمة في الحوزة العلمية ، بل وإنه لم يدخل في ضمن المناهج التي يعتمدها طالب العلوم الدينية طيلة مدة دراسته العلمية ، ولا يختبر في أي مرحلة من مراحل سيه العلمي بالقليل منها ولا بالكثير.
فيمكن بهذا لطالب العلوم الدينية في هذا الكيان أن يرتقي في مراتب العلم ، ويصل إلى أقصى غاياته وهو ( درجة الاجتهاد ) من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن وأسراره أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء .
هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك و الإنكار)
المرجع / ( ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية ) ص 109
·         ويقول آية الله الخامنئي المرشد الديني للجمهورية الإسلامية الشيعية :
( مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة !!! لماذا هكذا ؟؟؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن)
[ نفس المرجع / ص 110]
·         ويقول آية الله محمد حسين فضل الله :
( فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجا دراسيا للقرآن )
[ نفس المرجع / ص 111]
·         ويقول آية الله الخامنئي :
( إن الانزواء عن القرآن الذي حصل في الحوزات العلمية وعدم استئناسنا به ، أدى إلى إيجاد مشكلات كثيرة في الحاضر ، وسيؤدي إلى إيجاد مشكلات في المستقبل ... وإن هذا البعد عن القرآن يؤدي إلى وقوعنا في قصر النظر)
[ نفس الرجع / ص 110]
ومما تقدم نقول مستفهمين :
كيف تكون هناك جامعات دينية شرعية شيعية متخصصة تخرج الآيات العظام دون أن تدرسهم القرآن ولو على مستوى التلاوة !!!!
كيف يدرس الطالب من بدايته وحتى يحصل على لقب (آية) وهو لم يتعلم القرآن ولو على مستوى التلاوة !!!
هذا خلل عظيم قد أصاب الثقل الأكبر !
وقد يقول الشيعي متعجبا ورافضا لكلام هؤلاء العلماء والقادة - متسائلا :
كيف لا تهتم الشيعة بالقرآن وهناك مفسرين كبار كالشيخ الطبطبائي ؟
ومن حق الشيعي أن يتساءل ومن حقنا أن نجيب سؤاله ولكن الجواب سيكون من علماءه أنفسهم فهذا الدكتور جعفر الباقري يقول :
( وأما العلماء الذين برزوا في مجال التفسير من هذا الكيان (أي الحوزات) وعلى رأسهم العلامة محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان فقد اعتمدوا على قدراتهم ومواهبهم الخاصة وابتعدوا بأنفسهم عن المناهج العلمية المألوفة في الحوزة العلمية وتفرغوا إلى الاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه والاشتغال بأمر التفسير)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - جعفر الباقري ص 111]
وقد يتساءل الشيعي عن هذا الواقع المر في الجامعات والحوزات الدينية الشيعية !
فيقول :
ما هو السبب الحقيقي وراء الإعراض عن القرآن ؟
ونحن نقول له :
أفضل من يجيبك على سؤلك ذلك هو سماحة آية الله العظمى الشيخ الخامنئي !
·         يقول آية الله الخامنئي :
( إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناس من تفسيره على أنه جاهل ولا وزن له علميا لذا يضطر إلى ترك درسه إلا تعتبرون ذلك فاجعة ؟!)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 112]
فهل تتصور أن الحوزات العلمية تتهم محب القرآن بأنه جاهل !
·         ويقول الدكتور الباقري :
( وكان ربما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص ( أي في القرآن وعلومه) الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط) ص 112
أقول :[ الكلام للأستاذ ]
إذا كان القرآن ليس من الأصول فما هي الأصول !!!!
وقد تتعجب أيها الشيعي الحبيب عندما لا تجد ذلك الاهتمام وتسأل إلى أي حد كان تقصير علمائنا في حق الثقل الأكبر ؟
·         ويقول الدكتور الباقري مجيبا على سؤالك :
( ويصل الطلب إلى أقصى غاياته وهو الاجتهاد من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن وأسراره أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء إلا ما يتعلق باستنباط الأحكام الشريعة منه خلال التعرض لآيات الأحكام ودراستها من زوايا الفقهية وفي حدود العقلية و الأصولية الخاصة) [ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110]
وأما ما تراه من الآيات القرآنية والتي تدرس بين ثنايا الكتب فيبين لك آية الله الخامنئي السبب .
·         يقول آية الله خامنئي :
(قد ترد في الفقه بعض الآيات القرآنية ولكن لا تدرس ولا تبحث بشكل مستفيض كما يجري في الروايات)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110]
وقد يقول أحد الشيعة محاولا التهرب من هذه الحقيقة المرة :
أن كلام هؤلاء العلماء ليس حقيقيا بل هم نصح وتوجيه وما يكون نصح لا يعني أن يكون حقيقي !
·         ولكن الدكتور الباقري يرد عليه فيقول :
( هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والإنكار)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110]
·         ويقول الشهيد العلامة مرتضى مطهري :
( عجبا ، أن الجيل القديم نفسه قد هجر القرآن وتركه ، ثم يعتب على الجيل الجديد لعدم معرفته بالقرآن ، إننا نحن الذين هجرنا القرآن ، وننتظر من الجيل الجديد أن يلتصق به ، ولسوف أثبت لكم كيف أن القرآن مهجور بيننا .
إذا كان شخص ما عليما بالقرآن ، أي إذا كان قد تدبر في القرآن كثيرا ، ودرس التفسير درسا عميقا ، فكم تراه يكون محترما بيننا ؟
لا شيء .
أما إذا كان هذا الشخص قد قرأ " كفاية " الملا كاظم الخراساني فإنه يكون محترما وذا شخصية مرموقة . وهكذا ترون أن القرآن مهجور بيننا . وإن إعراضنا عن هذا القرآن هو السبب في ما نحن فيه من بلاء وتعاسة ، إننا أيضا من الذين تشملهم شكوى النبي (ص) إلى ربه : [(وَقَالَ الرَّسُولُ ]يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان : 30 )
قبل شهر تشرف أحد رجالنا الفضلاء بزيارة العتبات المقدسة ، وعند رجوعه قال : إنه تشرف بزيارة آية الخوئي حفظه الله ، وسأله : لماذا تركت درس التفسير الذي كنت تدرسه في السابق ؟ فأجاب : أن هناك موانع ومشكلات في تدريس التفسير !
يقول ، فقلت له : إن العلامة الطباطبائي مستمر في دروسه التفسيرية في قم .
فقال : إن الطباطبائي يضحي بنفسه . أي أن الطباطبائي قد ضحى بشخصيته الاجتماعية . وقد صح ذلك .
إنه لعجيب أن يقضى امرؤ عمره في أهم جانب ديني ، كتفسير القرآن ثم يكون عرضه للكثير من المصاعب والمشاكل ، في رزقه ، في حياته ، في شخصيته ، في احترامه ، وفي كل شيء آخر . لكنه لو صرف عمره في تأليف كتاب مثل الكفاية لنا[ل] كل شيء ، تكون النتيجة أن هناك آلافا من الذين يغرفون الكفاية معرفة مضاعفة ، أي أنهم يعرفون الكفاية والرد عليه ، ورد الرد عليه ، والرد على الرد عليه ، ولكن لا نجد شخصين اثنين يعرفان القرآن معرفة صحيحة ، عندما تسأل أحدا عن تفسير آية قرآنية ، يقول لك : يجب الرجوع إلى التفاسير ) !!
[ إحياء الفكر الديني - 52]
وقد تعجب كثيرا إذا عرفت أن هذا الإهمال ساق الشيعة إلى تناسي القرآن وما يناله من هجمة يهودية وصليبية !
·         يقول الشيخ (محمد جواد مغنية) في بيان حقيقة هذا التناسي والإهمال .... فيقول :
( وقد حرفت إسرائيل بعض الآيات مثل : [(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ] وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران : 85 ).
فأصبحت : ومن يبتغي غير الإسلام دينا يقبل منه . وقد اهتز الأزهر لهذا النبأ ، ووقف موقفا حازما ومشرفا ، فأرسل الوفود إلى الأقطار الأسيوية والأفريقية ، وجمع النسخ المحرفة واحرقها .
ثم طبع المجلس الإسلامي الأعلى في القاهرة أكثر من أربعة ملايين نسخة من المصحف ... ووزعها بالمجان . أما النجف وكربلاء وقم  و خرسان فلم تبدر من أحدهما أية بادرة ، حتى كأن شيء لم يكن ، أو كأن الأمر لا يعنيها ... وصح فيه قول القائل :
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ...... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
المرجع :
[ كتاب من هنا وهناك - ضمن مجوعة المقالات / للشيخ الشيعي المعروف : محمد جواد مغنية . ص 213 ]
وكيف لا تهتم الشيعة بالثقل الأكبر ؟؟
بل قد تتعجب أكثر ويصيبك الذهول بل والوجوم والصدمة حينما تعلم أن عدم اهتمام الشيعة بالقرآن وصل إلى حد جعل بعضهم يتعدى عليه ، فهذا أحد كبار علماء الفقه والحديث الشيعة يتعدى على القرآن بشكل لا يقبل ولا يبرر أبدا !
فهذا كتاب (الكشكول) للشيخ المحدث الفقيه العابد الزاهد / يوسف البحراني .
وهذا الكتاب يعتبر كتاب أدب وأخلاق حميدة ألفه الشيخ يوسف لطلبة العلم ...كي يؤنسهم ويحثهم على الفضائل الحميدة .
·         يقول الشيخ يوسف البحراني في مقدمة كتابه الكشكول :
(فرأيت أن اصنع كتابا متضمنا لطرائف الحكم والأشعار مشتملا على نوادر القصص والآثار قد حاز جملة من الأحاديث المعصومية والمسائل العلمية والنكات الغريبة والطرائف العجيبة يروح الخاطر عند الملال ويشحذ الذهن عند الكلال جليس يأمن الناس شره يذكر أنواع المكارم والنهى ويأمر بالإحسان والبر والتقى وينهى عن الطغيان والشر والأذى)
الكشكول ( ج 1 / ص 4)
·         ويقول ناشر الكتاب وهو مؤسسة دار الوفاء ودار النعمان ..عن هذا الكتاب العظيم :
( هو كتاب رائع يجمع بين الفقه والحديث والأدب والشعر والتاريخ وغير ذلك ؛ وجدير بأهل العلم والمعرفة أن ينهلوا من المنهل العذب)
هذه نبذة تعريفية عن كتاب ( الكشكول ) للشيخ : يوسف البحراني.
فهذا الكتاب الأخلاقي الذي هو عبارة عن أحاديث معصومية وعلمية ونوادر تحث على الفضيلة - قد تطاول صاحبه على القرآن مالا يتطاول عليه كبار الملحدين !!
·         يقول الشيخ يوسف البحراني في كتابه ( الكشكول ) :
( في الأثر أن أبا نواس مر على باب مكتب فرأى صبيا حسنا فقال :[ ف]تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [(المؤمنون : 14 )]
فقال الصبي : (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ)
فقال أبونواس :  نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ
فقال الصبي الأمرد : لن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ.
فقال أبو نواس : [ف]اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَاناً سُوًى
فقال الصبي :مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى.
فصبر أبو نواس إلى يوم الجمعة فلما أتى وجد الصبي يلعب مع الغلمان .
فقال أبو نواس : وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
فمشى الصبي مع أبو نواس إلى مخدع خفي !!!
فاستحى أبو نواس أن يقول للصبي نم ؟؟؟
فقال أبو نواس ) إن الذين)يذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ.
فقام الصبي وحل سراويله وقال : ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا.
فركب أبو نواس على الصبي . فأوجعه !!!!!!!!!!
فقال الصبي : إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً.
وكان قريبا منهم شيخ يسمع كلام الصبي وأبو نواس ويرى ما يفعلون. فقال يخاطب أبو نواس :
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ.
فقال الصبي : لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا
المرجع : [ الكشكول / ج 3 - ص 83 ]
[أقول أنا مؤدب :
مع ما في هذه القصة  من " كفر " وزندقة  إلا أن الرافضة لا يعرفون القرآن فأنت ترى جهلهم بالآيات فمرة يتركون حرف ومرة يزيدون حرف ومرة يزيدون كلمة وغير ذلك .. ولا أريد تعديل كل آية  حتى يرى القارئ الجهل العظيم الذي يعمي الرافضة .]
 
كيف استساغ الشيخ الشيعي البحراني الذي يعد من أكابر علماء الإمامية ، كيف يستسيغ التهكم الجنسي بحق الثقل الأكبر ، وهو يدعي حب الثقل الأصغر .
وختامـــــــا :
إلى كل شيعي ... دع عنك التعصب والمكابرة وتأمل في واقعك فأنت رهين عقلك وفكرك ، فهل آن لك أن تحطم تلك الأغلال وتهدم الأصنام ؟ انتهى
 
ومن الجميل أن نذكر هنا  أن عند الرافضة " طفل معجزة " هذا الطفل صار معجزة  لسبب واحد  وهو  أنه حفظ القرآن الكريم وهو صغير ..!!
بينما  نجد أن أهل السنة عندهم  حفظ القرآن للصغار أمر طبيعي بل أمر معتاد عليه  .. ولكن  الطفل المعجزة رأى رؤيا في المنام  ..
أن الطفل المعجزة مختفي هذه الأيام ، ولم يعد يخرج على التلفاز كما هو الحال كل يوم في إيران ، فهل تعرفون ماذا حدث للطفل المعجزة ؟ إنه معتقل في سجن سريّ بأمر من آية الله العظمى علي خامنئي ! هل تعرفون ما هو السبب ؟
يقول والده في اتصال خاص : إن ابنه الذي حفظ القرآن والذي أصبحت قناة إيران تفتخر به ، شاهد في منامه النبي الأعظم (ص) يقول له : يا ولدي أهجر هؤلاء الفجرة الكفرة ، حكام إيران ، يا بني إنهم على ضلالة ودينهم ومذهبهم ليس مذهبي وليس ديني وأنا بريء منهم ، فقام الطفل البريء وصعد المنبر وأخبر بالرؤيا التي شاهدها وما قال له الرسول ص ، فضج الناس ، ووصل الخبر إلى مرشد الثورة الذي بدوره أمر باعتقال الطفل وإخفاءه
 
فهذا هو حال الرافضة  وهذا حالهم مع القرآن  وهذا حال القرآن معهم  وينطبق عليهم قوله  تعالي
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان : 30 )
 
 
الخاتمة :-
أخيرا  أقول  :
قد تبين لكل ذي لب  وعقل أن الرافضة ليسوا هم أهل القرآن وخاصته وأن الرافضة القدماء منهم لم يجعلوا الفرصة للرافضة المعاصرين لكي يحترموا هذا القرآن وأن هذا القرآن والذي يطبع اليوم في ( مطابع المدينة المنورة ) إنما هو قرآن بسند وروايات  أهل السنة  .. وأن الرافضة ليس لهم من هذا القرآن إلا الذم والقذف .. وأن تعلقهم بأسانيد أهل السنة إنما هو من " إفلاسهم " وفقرهم ومسكنتهم للعلم وحملة العلم  ..
 
يا رافضة .. هذا برهاننا  .. قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
وقبل الوداع ..
رحم الله من قرأ هذا الكتاب .. ورحم الله من نشره  .. ورحم الله من أعان على نشره  .. ورحم الله من وضعه في شبكته أو منتداه  أو موقعه .. ورحم الله  من اقتبس منه ونقل  ورحم الله من أعان على  نشره  ورحم الله من طبعه  ونشره  ومن طبعه وباعه  فالمجال مسموح للصغير والكبير والذكر والأنثى  , ولا أريد من الجميع إلا  ( الدعاء )  ..
 
وأخر دعوانا ..
الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله علي نبينا  محمد وعلى آله وصحبه  ..
  
كتبه  مؤدب .
[email protected]
رحم الله من أهدى إليّ عيوبي

عدد مرات القراءة:
6613
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :