آخر تحديث للموقع :

السبت 10 رمضان 1444هـ الموافق:1 أبريل 2023م 12:04:16 بتوقيت مكة

جديد الموقع

حقيقة البابية والبهائية والقاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن ..
الكاتب : د. سامي عطا حسن ..

حقيقة البابية.... والبهائية.... والقاديانية
وتأويلاتها 
الباطنية لآيات القرآن الكريم

 
مع النص الكامل
لكتابي
البيان والأقدس

 

د. سامي عطا حسن

 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
عندما يكون هناك فراغٌ فكريٌّ في أمةٍ ما، فإن هذه الأمة تكون نهبا للتيارات الوافدة عليها من كل حدب وصوب،  لملء هذا الفراغ  على حساب عقائد الأمة التي يقوم عليها تراثها الفكري والحضاري، والأمة الإسلامية – بفعل عوامل عديدة لا مجال لبسطها في هذا البحث -، عاشت حالة من الفراغ الفكري، سببه الرئيس : الجهل بحقائق الإسلام ، ومبادئه السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، مما مكن لكثير من الفلسفات المادية، والمذاهب الباطنية،والفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية الهدامة، أن تجد لها مكانا في عقول بعض المسلمين، وتفسد عليهم تصوراتهم وما فيه حياتهم، تمهيدا لتسخيرهم في إفساد تصورات  وحياة الآخرين...
وكانت البابية  والبهائية  والقاديانية من أبرز هذه الطوائف الخطيرة التي وجدت لها مكاناًفي ديار المسلمين . وقد أخبرنا الصادق المصدوق الأمين – صلى الله عليه وسلم- أنه :  [ لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله..] [1]
وكان من هؤلاء : علي محمد الشيرازي ( الباب )، وحسين علي المازنداني ( بهاء الله )، والغلام أحمد القادياني، الذين ادعوا المهدية، ثم النبوة، ثم الألوهية والربوبية، وأنهم مظاهر الحقيقة الإلهية التي لم تصل إلى كمالها الأعظم إلا حينما تجسدت فيهم، وأن كل الظهورات الإلهية التي سبقت منذ آدم، مروراً بالأنبياء جميعاً، كانت درجات أدنى، ووصلت إلى كمالها في تجسدها في أشخاصهم..
 وأفكار  هذه الطوائف،  تقوم على أساس من التأويل الفاسد، والتلفيق والتوفيق بين المذاهب والأديان، في محاولة منها للنيل من الإسلام، ومبادئه الصالحة لكل زمان ومكان  بل هي في حقيقتها دعوات ملحدة هدامة، ولم تأت بجديد، إنما نبشت ما قبرته الأيام من ضلالات الإسماعيلية   ،  وغيرهم من الفرق والطوائف الباطنية الغالية،، ومع كثرة الكتابات حول هذه  الطوائف وتشعب الآراء واختلافها  في بيان أصولها وأهدافها، إلا أنني لم أعثر على من أفرد تأويلات هذه الطوائف بالبحث،  فحفزني ذلك على الكتابة في هذا الموضوع لعل ذلك ينبه الغافلين ، أو المتغافلين عنها وعن أمثالها.......
وكنت بادىء بدء، لا أرغب في الخوض في تفاهات، وسخافات، وزيغ، وإلحاد هذه الطوائف، ولكن دعاة هذه الطوائف أصبحوا يدعون إلى مذاهبهم، ويدافعون عنها في الصحف الإليكترونية،  والفضائيات، وألفوا كتباً مَلَؤُوها بالإفكِ والضَّلال،وألح طُلّابي عَلَيَّ أن أكشف شيئا من أستارهم،  فاضطرني ذلك  إلى أن أبسط القول في بيان حقيقتهم  ، وَسَردِ أقوالهم، حتى يكون المسلمون على بَيِّنَةٍ من أمرهم..
فكانت هذه الدراسة   لإلقاء الضوء على نشأة كل من البابية، والبهائية، والقاديانية، وعلى أخطر منهج استخدموه في عرض مبادئهم، واستخدمه أعداء الإسلام في القديم والحديث،  وهو التأويل الباطني، وأوردت نصوصاً كاملة لبعض كتبهم المقدسة، وذكرت شيئاً من شرائعهم، وعقائدهم، وتأويلاتهم كما وردت في كتبهم،  لتنبيه الأذهان ، وتوعية العقول، وترشيد الأفكار، وليجد القارئ أمامه صورةً متكاملة عن نشأة، وشرائع، وعقائد، وتأويلات ، وكتب هذه الطوائف ، ليحكم القارئ عليها بموضوعية، والحكم على الشيئ فرع عن تصوره، كما يقول علماء المنطق. وخطر هذه الطوائف أشد من خطر غيرها، لا لأن لأقوالها  وتأويلاتها، قيمة علمية أو فكرية ، بل لأنها تتخذ من الإسلام ستاراً، لتنفث من خِلاله سمومها .
وما ثَمَّتَ من جديدٍ في البابية، أو البهائية ، أو القاديانية، سوى نسبة الكفر القديم، أو النفايات الباطنية القديمة، إلى شيطانٍ جديد قام يدعو إليها،  وكل امرىء لا يعصمه دين قويم،يستطيع أن يدعي ما يشاء، ولكنه لا يستطيع إقناع إنسان سوي، إلا إذا كانت مع دعواه براهينها .
وحين تناولت  هذا الموضوع بالبحث والدراسة،  كنتُ أعلم أن عشرات من الباحثين قد سبقوني إلى تناول هذا الموضوع، ووقفت عند وجهات نظرهم في أغلب مؤلفاتهم، وأفدت منها، ومع ذلك قويت رغبتي في معاودة النظر في هذه القضية، وكلي ثقة في أن أُقَدِّمَ جديداً... وخلال العرض أسهبتُ في مواضع  لم يوفها الآخرون حقها، ورددتُ على شُبهاتٍ لم يتوقفوا أمامها، وصححت مفاهيم وأفكارا غابت عنهم، أو تجاوزوها..
وإني لأرجو أن أكون قد حققت بعض ما تطلعت إليه حين عاودت الكتابة في موضوع سبقني إليه الكثيرون..وأن تكون  هذه الدراسة مبددة للغبار الذي قد يحجب الرؤية  الصحيحة عن الناشئة، وداحضة  لمزاعم قد تُكَدِّرُ  نصاعة الحق ولو للحظات..
  والله أسأل  أن يجعل هذه الدراسة خالصة لوجهه، ويجعلها في ميزان حسنات كاتبها، يوم لا ينفع مال ولا بنون... والله الهادي سواء السبيل.
  وقد جعلتها في:  تمهيد،ومقدمة،وثلاثة فصول ضمنتها بعض المباحث، والمطالب، وخاتمة، على النحو التالي :
الفصل الأول :وتحدثت فيه عن الجذور التاريخية للبهائية، وذكرت شذرات من شرائعها
وضمنته ثلاثة مباحث :
تحدثت في المبحث الأول  عن نشأة البابية.وذكرت شذرات من شريعة الباب، ثم أوردت نصا كاملا لكتاب البيان : الكتاب المقدس لدى البابيين.
وفي المبحث الثاني : عن نشأة البهائية (وريثة البابية ). وذكرت  شذرات من شريعة البهاء، ثم أوردت نصا كاملا لكتاب الأقدس : الكتاب المقدس لدى البهائيين.  
وفي المبحث الثالث :تحدثت عن نشأة القاديانية، وذكرت شذرات من شرائعها.
وتحدثت في  الفصل الثاني عن : معنى التأويل، وضوابط التأويل الصحيح ، وسمات التأويل الباطني   الفاسد. وضمنته مبحثين على النحو التالي :
بينت في المبحث الأول : معنى التأويل في اللغة، ونصوص الشرع،  وفي الاصطلاح
وفي المبحث الثاني : شروط التأويل الصحيح المقبول، وسمات التأويل الفاسد المردود
وفي الفصل الثالث : ذكرت نماذج لتأويلات البابية، والبهائية، وبينت بطلانها. وضمنته ثلاثة مباحث على النحو التالي :
تحدثت في المبحث الأول : عن تأويلات البابية. وبينت بطلانها. 
وتحدثت في المبحث الثاني عن : تأويلات البهائية، وبينت جذورها الباطنية، وقمت بتفنيدها
وتحدثت في المبحث الثالث عن : تأويلات القاديانية، وبينت جذورها الباطنية، وقمت بتفنيدها.
وبينت في الخاتمة أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج.
تمهيد
من المعروف أن الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط أزلية وقد أدركتها كل قوة راغبة في التوسع الإقليمي والاستعمار سواء أكانت من داخل محيطه أم كانت من خارجه؛فإن من يسيطر على منافذه البرية والبحرية و على أجوائه يتفوق على غيره بميزتين :
إحداهما:أنه يستطيع أن يشل أطماع عدوه ومصالحه ويحصرها في قارة واحدة.
وثانيهما : أنه يستطيع أن يتخذ من هذا الشرق قاعدة له يمد منها أطماعه ومصالحه إلى بعض الجهات الأخرى من خارجه
وقد بدت هذه الأهمية البالغة منذ أن بدأت حركة الاستعمار الأوروبي التي أعقبت أعمال الكشف الجغرافي في أواخر القرن الخامس عشر..وجعلت العالم كله مسرحاً لصراع استعماري عنيف..وعلى وجه الخصوص بعد أن استعمر الإنجليز الهند وبدا لهم ولغيرهم من القوى الكبيرة الأخرى المنافسة لهم:أن هذا الشرق [2] لا يتضمن أقصر الطرق البرية والبحرية الموصلة إليها فحسب،بل إنه يتضمن أيضاً أبواباً كثيرة لتهديدها..
كما بدا لهم ولغيرهم أيضاً: أن القوتين اللتين تسيطران عليه وهما الدولتان الإسلاميتان: تركيا.. وفارس..ضعيفتان،  وأنهما تسيران تدريجياً نحو الهاوية لعوامل كثيرة..
والهند [3] -  كما هو معروف - كانت درة التاج البريطاني، وقد اتجهت إليها أطماع الروس، ولهذا كان من المبادئ الأساسية في السياسة الإنجليزية : العمل بكل وسيلة وبحسب الظروف القائمة على تأمين سلامة المداخل الموصلة إليها..إن لم يكن  بالسيطرة الفعلية عليها فَبِمنع غيرِهم  من  التقدم نحوها.[4]
والمداخل الموصلة إلى الهند كثيرة ومنها مدخلان من المحيط الهندي..أما المداخل الأخرى فمن الشرق الأوسط..وكان أحد مدخلي المحيط الهندي قد سيطر عليه الإنجليز عام 1810م عندما أبعدوا الفرنسيين عن قاعدة  (جزيرة موريس)  واستولوا عليها، كما سيطروا على المدخل الآخر عندما استولوا على قاعدة سنغافورة عام 1819م، أما المداخل الأخرى للهند من جهة الشرق الأوسط فلم يكن من السهل الاستيلاء عليها بصورة مباشرة،حقيقة  أن الدولتين اللتين تسيطران عليهما - وهما تركيا وفارس  - ضعيفتان..،  إلا أن ضعفهما قد ولد عليهما أيضاً أطماع الروس وأطماع الفرنسيين..لذا خشي الإنجليز من وضع أقدامهم في أي جزء من أراضيهما،  لأنه من المحتمل حينذاك أن تسرع كل من هاتين الدولتين إلى وضع أقدامهما في أجزاء أخرى منها..وبذلك يخرج الشرق الأوسط من وضعه الخاص..إلى وضع عام..ويصبح ميداناً لصراع استعماري لا يمكن التنبؤ لمن تكون الغلبة فيه..وفي أحسن الظروف ستكون الهند موضع تهديد ومساومة ولذا اتجهت سياسة الإنجليز في بادئ الأمر إلى اتجاهين:
أحدهما:الاحتفاظ بالوضع الخاص القائم فيه، ومساندة الدولتين الضعيفتين المسيطرتين عليه.
والآخر:تثبيت أقدامهم في بعض جهاته النائية والتي تكون قبضة الأتراك أو الفرس عليها ضعيفة..
وهم في الاتجاه الأول : ساندوا الأتراك ضد الروس وضد الفرنسيين وضد المصريين في عهد محمد علي..كما ساندوا الأفغان ضد الفرس وضد الروس..
وفي الاتجاه الثاني :  استولوا على جزيرة (برم)، وعلى قاعدة (عدن) وكونوا محميات لهم على الساحل الجنوبي للجزيرة العربية  المطل على البحر العربي، كما فرضوا نفوذهم على خان بلوخستان.... وعلى سلطان عمان.. وجميع شيوخ القبائل التي تسكن المناطق الساحلية للخليج العربي  وجزره،  ومن هناك أخذوا يمدون نفوذهم في وادي دجلة والفرات إلى منطقة بغداد،  وفي  وادي نهر كارون  إلى منطقة الأهواز في القسم الجنوبي من بلاد فارس..وقد استمرت هذه السياسة الإنجليزية في طريقها ناجحة  إلى أواخر القرن التاسع عشر،  ثم اضطر الإنجليز إلى إدخال بعض التعديلات التي لا تمس جوهرها الأصلي، وكان ذلك إثر تقدم الزحف الألماني نحو الشرق ووصولهم إلى الأناضول، وتهديده لأطماعهم الاستعمارية، ومصالحهم التي أقاموها في الخليج العربي، وفي جنوب فارس، وفي العراق، وفي مصر-بصفة خاصة-وفي باقي جهات الشرق بصفة عامة [5].
والألمان عندما  جاءوا  إلى الشرق أخافوا الإنجليز على هذه المصالح والأطماع أكثر مما أخافهم الروس أو الفرنسيون عليها، وذلك لأنهم عندما جاءوا إليه كانوا أصدقاء للأتراك الذين تتضمن بلادهم القسم الأكبر من هذا الشرق، كما كانوا أقوى دولة في أوروبا من الناحية العسكرية في البر وفي البحر، وقد بدت فيهم نزعة قوية نحو التوسع الاستعماري ؛ وهم كذلك  كانوا أقوى دولة  فيها من الناحية الصناعية.. وأكثر من غيرهم  حاجة إلى أسواق واسعة يصدرون إليها مصنوعاتهم، و يستوردون منها ما تحتاج إليه مصانعهم من المواد الخام وبالرغم من كل ذلك، لم تكن لهم مستعمرات خاصة أو أسواق.. فقد سبقتهم إلى أسواق العالم المهمة ومستعمراته أمم أخرى منها الكبيرة ومنها الصغيرة، ولهذا تصور الإنجليز أن أطماع الألمان في الشرق الأوسط لن تقف عند حد، وأنهم بتحالفهم مع الأتراك الذي سيؤدي إلى تقويتهم عسكرياً واقتصادياً  ، سوف يقضون على جميع مصالحهم وأطماعهم فيه، كما أنهم قد يتفقون مع الروس، مثلما فعل الفرنسيون من قبل  على غزو الهند ، وطردهم من أملاكهم الأخرى في جنوب آسيا  .
وفي أوائل القرن العشرين  عندما وجد الإنجليز أن مصالحهم وأطماعهم في الشرق الأوسط وفي الهند قد أضحت مهددة من قبل الألمان، أيضاً بجانب  الروس والفرنسيين ،  حولوا اتجاه سياستهم من مساندة الدولتين الضعيفتين اللتين تسيطران على  هذا الشرق..إلى مساومة القوى الثلاث عليها..
فساوموا الفرنسيين عام 1904م على حساب مصر...
وساوموا الروس  سنة 1907م على حساب  فارس وأفغانستان....  
كما ساوموا الألمان سنة 1914م  على حساب الدولة التركية في آسيا..
و عندما قامت الحرب العالمية الأولى وانضمت تر كيا إلى جانب ألمانيا ، أجرى الإنجليز مساومات  جديدة  على أراضيها، وعقدوا لهذا الغرض ست اتفاقيات سرية أرضوا فيها  مصالح حلفائهم الروس والفرنسيين و الإيطاليين و العرب دون أن يمسوا مصالحهم الخاصة وأطماعهم ،  فاحتفظوا لأنفسهم بالخليج العربي والعراق، وضموا إليها شرق الأردن وفلسطين، حتى تكتمل حلقات اتصالاتهم بين مصر والهند عن طريق سهول الشرق الأوسط، كما هي متصلة عن طريق خليج السويس والبحر الأحمر.
أما  في فارس وفي  أفغانستان فقد حرصوا على إبقائهما على الحياد،  وذلك لكي يحتفظوا لأنفسهم بالوضع الخاص القائم  لهم فيهما..بموجب اتفاقيتي  عام 1873م وعام 1907م، اللتين عقدوهما مع الروس [6]....
وهكذا نجح الإنجليز في استغلال تضارب مصالح الدول الأخرى و تنافسها في الإبقاء على دولة الخلافة (الرجل المريض)  حية إلى قيام الحرب العالمية الأولى .  وبالتالي نجحوا في الاحتفاظ بمواصلاتهم إلى الهند سليمة خلال الأراضي التي تسيطر عليها دولة الخلافة ،  وعلى الأخص الأرض التي امتدت إليها أطماع فرنسا  ، كما امتدت إليها أطماع محمد علي  وابنه إبراهيم باشا...
وعندما انتهت الحرب ، ووجد الانجليز أن ميدان الشرق الآوسط قد خلا من كل قوات أخرى إلا قواتهم، تنكروا لجميع الاتفاقيات والموثيق التي عقدوها وأبرموها في أثناء الحرب وقبلها، وامتدت أطماعهم إلى تكوين امبراطورية لهم فيه، وتشغل فراغه فيما بين مصر وبين الهند.. [7]
كما أنهم يريدون  استقرار وضعهم في الهند-درة التاج البريطاني- ، وهذه المناطق يشغلها المسلمون.. وعداوة المسلمين  : تاريخية... جغرافية...  نفسية...، وتلك أصعب العداوات وأعمقها وأعصاها على التوفيق والنسيان......فقد جاء أسلافهم الصليبيون إلى هذه الديار..... واستولوا على بلاد الشام.... وهزموا المسلمين شر هزيمة... وارتكبوا أبشع المجازر..... وكانوا أول من ابتدع إجلاء المسلمين عن ديارهم  - تماما كما يفعل اليهود الغاصبون لفلسطين هذه الأيام -، وساروا على ذلك أيضاً في جميع حروبهم مع المسلمين، وكانوا يظنون أن الأمر قد استتب لهم وأنه لن تقوم للمسلمين قائمة... ولكن المسلمين ظلوا مصممين على إخراجهم من ديارهم.... فدينهم يفرض عليهم  ذلك... وبالرغم من مكوثهم مدة تقارب القرنين من الزمان أقاموا خلالها ممالك وإمارات في بلاد الشام... استطاع المسلمون  في النهاية أن يتغلبوا عليهم ويطردوهم من ديارهم شر طردة... ويُلقوا بآخر جندي صليبي في البحر من على أسوار عكا.
وقد بحثوا عن السر في ذلك فوجدوه في الإسلام ... وأن عقيدته هي منشأ هذه القوة العظيمة في المسلمين.....ولو كان المسلمين قوة سياسية ليس إلا....لهان خطبهم على الاستعمار بجميع أنواعه.... ولكنهم قوة روحية...  تندفع كالسيل إذا اندفعت... وتستقر كالصخر إذا سكنت.. وتفارقها قدرتها على الغلبة والسيادة حيناً...ولكن لا تفارقها قدرتها على الصمود والثبات...
  لذلك لا بد من تفتيت هذه القوة....وهذا ما أجمعت عليه القوى الاستعمارية.
يقول الباحث  (زين نور الدين زين)  ما نصه: ( بعد أن افتتح الأتراك القسطنطينية عام 1453م، وضعت خطط عديدة لتقسيم الإمبراطورية العثمانية وقد جمع (ت-ج-جوارا)   - الدبلوماسي الروماني  - لا أقل من اثنتين وتسعين خطة من هذه الخطط من بينها :  خطط وضعها بابوات مشهورين مثل:البابا ليون العاشر، وكليمنت الثاني...
وأخرى وضعها ملوك وأباطرة...  أمثال:ماكسمليان الأول، ونابليون الأول، وديك ماسيون... ورجال سياسة أمثال:(البروني-وتاليران)...... كما أن رجالاً من أصحاب الخيال الشارد أمثال:ليبتس ،  وراهب دير سان بيير،  اشتركوا في وضع مثل هذه الخطط لاقتسام تركيا التي كانت بمثابة الرأس المدبر للعالم الإسلامي آنذاك ،  ولكن ما دامت تركيا دولة قوية وأعداؤها دولاً ضعيفة ، فإن جميع هذه الخطط الاستعمارية لتقسيمها كانت تبوء بالفشل....
 ثم يقول:قال القيصر الروسي نيقولا أثناء اجتماعه بالسفير البريطاني  (جورج هاميلتون)  في مدينة بطرسبورغ-يومي 9 و10 كانون الثاني 1853م بخصوص التفاهم مع بريطانيا حول تركيا :  إن لدينا رجلاً مريضاً..وفي حالة الخطر الشديد..وإنني أصارحكم القول :  إنه إذا أفلت من أيدينا.... فإن الأمر سينقلب إلى كارثة.. ؟! لا سيما قبل أن نكون قد أخذنا الاحتياطات اللازمة  )[8].
نعم.. لقد  وضعوا خِططاً عديدة –قد نُفَصِّلُ  بعضها  فيما بعد- ، وكان من ضمن هذه الخطط  : إيجاد بعض الحركات المشبوهة في بلاد المسلمين، كحركة الميرزا غلام أحمد القادياني في الهند، والبابية ثم البهائية في بلاد فارس ، وقد كان للإنجليز اليد الطولى في إيجاد القاديانية، كما كان للروس الدور الأكبر في إيجاد البابية، وعلى أنقاضها قامت  البهائية، فاحتضنها الإنجليز ،  ثم احتضن اليهود كل هذه الطوائف فيما بعد.
والسبب الذي جعل الإنجليز يفكرون في إيجاد القاديانية ،  يتلخص في أن الاستعمار البريطاني عندما بدأ يركز احتلاله المستبد في شبه القارة الهندية، والتي استظلت براية الحكم الإسلامي بضعة قرون ،  جوبه بمعارضة عنيفة من حركات الجهاد الإسلامي، ومع أنها كانت متقطعة ولم تنجح في إيقاف المد الاستعماري، وإقامة نظام الإسلام ودولته،  إلا أنها أذكت في قلوب المسلمين قبس الجهاد،  إلى أن انفجر بركان الثورة الكبرى عام 1857م، وكاد المسلمون أن ينجحوا، ولكن الإنجليز استطاعوا أن يقضوا عليها وعلى الثائرين بكل عنف وقسوة، وتمكن المستعمر من تثبيت أقدامه، وأقام نظاماً لحكم البلاد، يعتمد على مئات من الخبراء يؤازرهم جيش صغير، وعلى اصطفاء عناصر تدين لهم بالولاء السياسي والفكري، وجعل المستعمر نصب عينيه هدف القضاء على كل أثارة من حمية الجهاد في قلوب المسلمين، فاستقدموا طوائف المبشرين وملأوا بهم أرجاء الهند، يسرقون عقائد الناس  ، ويزلزلون نفوسهم بالشكوك والريب، وكانت معارك حامية تلظى المسلمون بنارها في المجال الفكري ،  وكان رد المسلمين على ذلك أن أصبحت نغمة الجهاد ضد الإنجليز على كل لسان، وشغل كل عالم، وأصبحت المنشورات تكتب وتوزع، والعلماء من الناس وغيرهم يطوفون المدن والقرى لهذا الغرض.
وهكذا أصبحت عقيدة الجهاد عقبة كأداء في وجه المطامع الاستعمارية في الهند وغيرها من بلدان العالم الإسلامي، ففي النصف الأخير من القرن التاسع عشر كانت معظم البلاد الإسلامية تشتعل فيها جذوة الكفاح والجهاد ضد المحتلين والطامعين، بل أدت إلى انهزام جحافل الإنجليز أمام جهاد الأفغان عام 1878-1879م، وقد رأت بريطانيا ما فعله السيد محمد أحمد المهدي في السودان باسم الجهاد والمهدوية،  الذي طرد الإنجليز بعد مقتل قائدهم غوردن، بل رأوا عقيدة الجهاد هي التي حركت السنوسي في طرابلس الغرب، وجماعة العلماء وابن باديس في الجزائر، والحاج أمين الحسيني،  والشيخ عز الدين القسام في فلسطين، والشيخ محمد شامل الداغستاني في روسيا، والذين تحدوا بكل جرأة وحماس المستعمرين الروس والبريطانيين والفرنسيين.
بل إن السلطان عبد الحميد  كان يهددهم بين الفينة والفينة،  بإعلان الجهاد الإسلامي ضدهم في المناطق الإسلامية التي كانوا يحتلونها، مما جعل صاحب كتاب (تاريخ الهند البريطانية ص 320 ) يقول : "كانت حماسة المسلمين للجهاد تعمل في نفوسهم الأعاجيب إذ كانوا يعتقدون بأنهم إن انتصروا فسيكونون أصحاب الحكم والشأن، وإن قتلوا فسيكونون شهداء.. وكانوا يرددون : "الخير كل الخير في أن نَقتل أو نُقتل ولا خير في التولي" فلا  إذنبد من خطة لإفساد عقيدة الجهاد. جاء في وثيقة بريطانية تحت اسم : (دي ارائيول اف برتش ايمفائران انديا) ما نصه: (أن الإنجليز أرسلت وفداً من المبشرين والمستشرقين في سنة 1869م إلى الهند لدراسة أفضل الوسائل وأنجع الطرق التي يمكن أن تتخذ لتسخير المسلمين، وحملهم على طاعة السلطة البريطانية، فلما رجع الوفد في 1870م قدم تقريرين للحكومة جاء فيهما:
 ( إن أكثر المسلمين في الهند يتبعون زعماءهم الدينيين، فلو وجدنا شخصاً يدعي أنه نبي لاجتمع حوله الناس،ولكن ترغيب شخص كهذا أمر في غاية الصعوبة، فإذا حلت هذه المشكلة فمن الممكن أن ترعى نبوة هذا الشخص بأحسن وجه تحت إشراف الحكومة، والآن ونحن مسيطرون على سائر الهند نحتاج إلى مثل هذا العمل لإثارة الفتن بين الشعب الهندي وجمهور المسلمين، ولإثارة الاضطرابات الداخلية، والمجادلات العنيفة بين المسلمين أنفسهم ) [9].
وكانت روسيا قد فعلت نفس الشيء في فارس... إذ بدأ التدخل الروسي في الهضبة الإيرانية في عهد بطرس الأكبر، وكانت بلاد فارس آنذاك تكابد فتناً  وانقسامات داخلية.. فخرج الأفغان من بلادهم ومدّوا سيطرتهم على الجزء  الشرقي من إيران.. وأغاروا على طهران نفسها وبينما كان
– الشاه الصفوي –يحاول جُهده أن يحتفظ لنفسه بالقسم الشمالي من إيران .. انتهز بطرس الأكبرالفرصة وتدخّل بحجة حماية الشاه الشرعي .. وقاد قواته عبر مضيق (دربنت) واحتل باكو على الساحل الجنوبي الغربي لبحر قزوين.. كما انتهزت الإمبراطورية العثمانية الفرصة كذلك في عهد مراد الرابع   -  وكانت لا تزال قوية –  فـأرسلت قواتها لاقتطاع (تبريز وهمدان وكرمنشاه) في القسم الغربي من إيران..  ولكن أطماع الروس هذه لم تتحقق لهم.. فقد ظهر القائد (نادر شاه) وفي خلال قترة يسيرة قضى على الأسرة الهزيلة الحاكمة.. كما أخمد الفتن الداخلية وقاد القوات الفارسية..  فأبعد  الروس إلى ما وراء القوقاز..  كما أبعد الأتراك وغزاهم في العراق..  وهزم الأفغان وأبعدهم من بلاده..  وعن طريق بلادهم غزا الهند وعاد مُثقلاً بكنوز المغول.. ولكن هذا القائد لم يعش طويلاً.. فقد دبّرت له مؤامرات لقتله وقتل بالفعل..  فدبّت الفتن  في فارس من جديد..  فاحتل الروس ولايتي جورجيا وأذربيجان وبعض أماكن  أخرى مجاورة ًلهما ، وحاولت فارس عبثا ًاسترداد ولاياتها، ولكن الروس فرضوا  عليهم معاهدة(جولستان سنة 1813م) وفيها تنازل الشاه عن كل حقوقه في  جورجيا، وفي آذربيجان  وبعض أماكن أخرى مجاورة لهما،  كما تعهّد أن لا يكون لبلاده أسطول بحري في بحر قزوين، وبهذا  أصبح البحر روسياً.
ثم هزم الشاه مرة ثانية، ففرض عليه الروس معاهدة (تركمان تشاي سنة 1847م) وفيها تنازل عن مقاطعة أرمينيا كما تنازل عن  كثير من الحقوق الأخرى والامتيازات.[10]
  فمطامع الروس في إيران وغيرها بدأت منذ عهد (بطرس الأكبر) ، الذي طمع بعد مقتل (نادر شاه) في وراثة إمبراطوريتة إلا أنه أخفق في ذلك، لكنه لم ينس قبل موته أن يضع  لمن بعده خطة استعمارية ليسيروا  عليها، فقد أوصى خلفاءه أن يتقدموا بحدودهم ما استطاعوا إلى القسطنطينية من جهة، وإلى الهند من جهة أخرى ، وأن يقيموا لهم قواعد برية وبحرية على البحر الأسود ، وأن  يسرعوا  إذا دبّ الانحلال في جسم بلاد فارس بالتوغل فيها حتى يصلوا إلى الخليج العربي، إلى المياه الدافئة.. وأن يحاولوا إ‘ادة التجارة إلى طريقها القديم في الشرق الأوسط، وعليهم بعد ذلك أن يتقدموا إلى الهند مستودع تجارة العالم..[11]
 وكل هذه المناطق موجودة في بلاد إسلامية فلا بد من إ يجاد حركة  كالبابية تنادي بإلغاء الجهاد تماماً كالقاديانية التي أسسها الإنجليز، وقد كشف عن ذلك (كنيازدا الغوركي) المترجم في لسفارة الروسية في إيران عام 1834م في مذكراته التي نشرتها مجلة الشرق السوفيتية، والتي كانت تصدرها وزارة الخارجية الروسية بعد اندحار القيصرية في روسيا واستيلاء الشيوعيين على البلاد. يقول " كينازدا الغوركي  " في مذكراته:" إنه يبحث عن الزائغين في عقيدتهم الإسلامية لضرب المسلمين بهم ضربة تقضي على وحدتهم ، فكان من أسهل الطرق الموصلة إلى ذلك إيجاد الخلافات الدينية ونشرها وتأجيج نارها فيما بينهم، فبعد البحث والتحرّي عثرت على طائفة تخالف  في كثير من العقائد الإسلامية الثابتة عند أكثرهم، منها المعاد والمعراج الجسماني وغير ذلك، فدخلت في حلقة السيد كاظم الرشتي ، وكان كثيراً ما يردد ذكر  المهدي..  ثم يقول:"إني  سألت كاظم الرشتي عن المهدي أين هو؟ فقال:أأنا أدري قد يكون في هذا المجلس" ثم يقول:"فرأيت في المجلس الميرزا علي محمد الشيرازي الذي أصبح زعيم البابية فيما بعد، فتبسّمت وصممت في نفسي على أن أجعله المهدي المزعوم". إلى أن يقول :   لقد أثمرت جهودي، إذ بعد انتقال الباب" علي محمد الشيرازي" من كربلاء إلى مدينة بوشهر، فوجئت بخطاب منه  في مايو سنة 1884م يخبرني ويدعوني إلى نحلته، وأنه نائب صاحب العصر، وباب العلم، فجاوبته بأنني أؤمن بأنك  صاحب الزمان وإمام العصر لا بابه ونائبه، وحمدت الله على أن سعيي لم يضع، وتجارتي لم تبُرْ، إذ بذلت لأجلها الجهد الكبير، وصرفت فيها الوقت الكثير".[12]
  وحتى بعد أن بدأ البابيون يبثون آراءهم وسمومهم واصطدموا بالحكومة  الإيرانية، كان سفيرا روسيا وبريطانيا يوجّهان اللوم دوماً للحكومة الإيرانية على سوء معاملتها للبابيين، بل أرسل قيصر روسيا سفراءه لتحري أحوال الباب وتفحُّص أحوال البابيين عامة [13].
  وقال صاحب كتاب الكواكب الدريّة في مآثر البابية:"إن السفير الروسي صوّر الباب بعد مصرعه، وأرسلها إلى الحكومة الروسية، وكان موجوداً في المكان الذي قتل فيه الباب" [14].
  وقد صرّح تلميذ الباب (حسين علي المازنداني)الذي كوّن طائفة"البهائية" فيما بعد:
 بأنه لم ينجُ من الأغلال والسلاسل إلا بتأييد ونُصرة سفير  الروس، فقال في( سورة الهيكل) ما نصه:
" يا ملك الروس ولما كنتُ أسيراً في السلاسل والأغلال في سجن طهران، نصرني سفيرك" [15].   
وذكر بهائي آخر في كتاب له تحت عنوان  (تعليمات بهاء الله) ما نصه: "لو أن سفيرا روسيا والإنجليز لم يشفعا لبهاء الله، تلميذ الباب، أمام الحكومة الإيرانية، لخلا التاريخ من ذكر ذلك الشخص العظيم" .[16]
فالدور الذي كانت الحكومة القيصرية تقوم به باحتضانها الباب والحركة البابية، قد انكشفت عندما تدخلت عن طريق قنصليتها في طهران تدخلا ًمباشرا ًلإنقاذ صنيعتها الباب من الإعدام، ثم أفسحت  المجال للبابيين وإعطتهم الحرية التامة في روسيا، وفي الأجزاء المحتلة من إيران بالذات، لتقوية أنفسهم تمهيداً للانتقال إلى إيران  وغيرها..
  من كل ما سلف يتبيّن لنا أن الحكومة القيصرية الروسية، اتّخذت من   الميرزا محمد علي الشيرازي(الباب) زعيم الحركة البابية صنيعة لها، وذلك للإخلال بالأمن في إيران التي احتلت أجزاء منها .. وللإخلال بالأمن في البلاد الإسلامية المجاورة التي كانت تطمع فيها.. ولإشغال المسلمين بحروب داخلية فيما بينهم, حتى يخلو لهم الجو لتنفيذ مؤامراتهم  وللتمهيد لاحتلال أراض إسلامية أخرى..  بغية الوصول إلى المياه الدافئة حسب وصية بطرس الأكبر.
وبعد إعدام الباب اختلف اتباعه فيما بينهم فساندت بريطانيا أتباع الميرزا حسين الملقب ببهاء الله على أخيه وأتباع أخيه  فسقط في شباكهم..  وأصبح عبداً طيعا في خدمة أهدافهم..  بعد أن كان أسياده البابيون عبيداً للقيصرية الروسية.. ولم ينس البهائيون للإنجليز هذا الفضل..  فقد قاموا للإنجليز بأعمال سرية في البلاد العربية و الإسلامية.
  يقول أمين سعيد مؤرخ الثورة العربية الكبرى, ما نصه : ( ويعتمد الإنجليز على هؤلاء البهائيين المستعمرين في أعمالهم السرية ببلاد العرب.. ويثقون بهم لنا خبروه من إخلاصهم.. بل كان (علي أصغر)_وهو بهائي من حي الجمالية بمصر-هو الذي تولى نقل الرسائل السرية المتبادلة فيما بين الشريف حسين ومكماهون ) [17].  
والذي دفع المستعمرين لإيجاد هذه الفرق البابية والبهائية والقاديانية, يقينهم التام بأنهم لن يستطيعوا حكم بلد يؤمن أهله بالجهاد..  ويعتبرونه ركنا ًسادساً من أركان الإسلام, ففكروا بصورة جدية في رسم المخططات للقضاء على الروح الوثابة لدى المسلمين،  من خلال رجال ربوهم على أعينهم، وأرضعوهم لبان حبهم ودفعوهم كي يتدرجوا في مزاعم يعلنوا بموجبها إبطال الجهاد ونسخ حكمه،  بالإضافة إلى ما يثيره ظهور أمثال هؤلاء من فتن  ومجادلات عقيمة بين المسلمين أنفسهم، فينشغلوا عن عدوهم، فيتمكن من رقابهم، وقد كان زعماء هذه الفرق عند حسن ظن سادتهم بهم..  فها هو الغلام القادياني يقول في كتابه ترياق القلوب ما نصه: ( لقد قضيت معظم  عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها, وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب  طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة, وقد نشرت معظم هذه الكتب في البلاد العربية: مصر والشام وتركيا, وكان هدفي هو أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة )[18].
  وقال في رسالة أخرى:( لقد ظللت منذ حداثة سني وقد ناهزت الآن على الستين أجاهد بلساني وقلمي، لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، والنصح لها، والعطف عليها، وأُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم،والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة ) [19]. كذلك فعل الباب والبهاء من بعده إذ قال البهاء حسين علي المازنداني زعيم البهائية ما نصه:"البشارة الأولى التي منحت في هذا الظهور الأعظم  لجميع أهل العلم محو حكم الجهاد من الكتاب "[20] .
 ثم تلقف اليهود كلتا الحركتين : القاديانية والبهائية، فقد نشط اليهود  لتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين منذ القرن التاسع عشر تقريباً، فلجأوا إلى  التخطيط العلمي في سبيل تحقيق هذه الفكرة، وكانوا بالفعل يخافون من قوة الإسلام، التي بوسعها دائماً أن تقف سداً منيعاً تجاه مؤامرات ومخططات أعدائه فلذلك أوجدوا هذه الحركات : البابية، والبهائية ، والقاديانية، لتدعوا إلى إبطال ونسخ الجهاد عند المسلمين، وبلبلة عقائدهم، فشجّعوا البهائية واحتضنوا طاغيتها عباس عبد البهاء، ورفعوا منزلته مادياً وأدبياً، وجعلوا مدينة عكا في فلسطين المحتلة كعبة للبهائيين المبثوثين في بقاع شتى، وربطوهم بفلسطين المحتلة روحياً، ووثقوا الصلات بين محافل البهائية التي يسمونها(بيوت العدل)[21] وبين محافل اليهود والماسونية،حتى تخدم إحداهما الأخرى ويتظاهر الجميع على الإسلام والمسلمين،  بل لم يبخل  اليهود على البهائيين بمؤازرتهم المستمرة وسعيهم الدائب لنشر أفكارهم في أنحاء الدنيا فحملوها إلى أمريكا ورسخوها هناك، وجمعوا لها التبرعات لإقامة أكبر معبد لهم في شيكاغو، وكان ( روتشيلد) من أكبر المتبرعين، وتظاهرت يهوديات أمريكيات باعتناق البهائية، وسعين حاجّات إلى مقر النبي الفارسي في  جبل الكرمل، ليلقطن من فيه حكم الهداية الموحى بها إليه من إبليس، ويعملن على نشرها في وطنهن الغربي، وانبث المستشرقون في المحافل الدولية ومؤتمرات الأديان يقدمون أبحاثهم عن هذه الديانة الجديدة، ودارت مطابعهم تنشر (الكتاب الأقدس) كتاب البهائيين المقدس, وسائر نصوص البهائية وتعاليمها, ونشروا معها نحواً من ثمانين كتاباً لمستشرقي اليهود عن الدين البهائي  [22].
وعكف الأحبار على أسفار التوراة يتأوّلون ما فيها من البشائر بالنبي المنتظر, الذي يبعث في القرن التاسع عشر للميلاد المسيحي عليه السلام, وهو العدد المقدس عند البابيين والبهائيين.
 وادّعى بهاء الله (حسين على المازداني) بدوره: أن  الوحي اصطفاه للتنبؤ بتطهير بيت المقدس, وأمره بتبليغ بشرى عودتها إلى  شعب الله المختار , ولما كانت فلسطين وقتئذ داخلة في دولة الخلافة الإسلامية العثمانية ، فقد تقرر القضاء على هذه الدولة بكل ما تمثله دينياً وتاريخياً.
 وادّعى بهاء الله أنه تلقى في كتابه الأقدس سورة الملوك التي وجّهت أقصى الوعيد والنذير لسلطان تركيا, بل أعلن عباس عبد البهاء عن سروره وارتياحه لصدور وعد بلفور فقال في حينه ما نصّه: ( اللهم إن سرادق العدل قد ضربت أطنابها في هذه الأرض المقدسة في مشارقه ومغاربه ونشكرك ونحمدك على هذه السلطة العادلة والدولة القاهرة الباذلة القوية في راحة الرعية وسلامة البرية, اللّهم أيّد  الإمبراطور الأعظم جورج الخامس عاهل إنجلترا بتوفيقاتك الرحمانية, وأدم ظلها  الظليل على هذا الإقليم الجليل, بعونك وصونك وعنايتك إنك أنت المقتدر المتعالي العزيز الكريم) [23]. فتأوّل اليهود مقابل ذاك من حروف القرآن نفسه، ما  يزيد افتتان البهائيين بالعدد تسعة عشر.
  وذهبوا إلى كل آية في التوراة تشيد بمجد يهوه تعني: ظهور مُخلّص العالم في شخص بهاء الله، كما نسبوا جزءاً من الإشارات والتلميحات التي في الأسفار، إلى جبل الكرمل وفسّروا رُؤى سِفر دانيال بأنها تنبئ بقيام الحركة التي أوجدها الباب، وأوّلوا وقت حدوثها، فالثلاثمائة وألفين من السنين وبعد انقضائها يتطهر المعبد(هيكل سليمان) وهي تنتهي تبعاً لتقديراتهم سنة 1844م  وهي السنة التي ظهر فيها الميرزا علي محمد الشيرازي وأوحي إليه- حسب زعمه -  أنه الباب. وادعوا أن عباس عبد البهاء الذي خلف بهاء الله هو المقصود بالإمارة والألقاب الفاخرة العجيبة في الإصحاح التاسع في سفر أشعيا (لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون علامة الرئاسة على كتفه ويدعى اسماً عجيباً مشيراً إليه قديراً رئيس  السلام ) [24] .
بيد أن اليهود لم يكتفوا بالبهائية فلا بد من استقدام القاديانية إلى فلسطين كي تشارك في صُنع الشتات العربي  الإسلامي، وتمهد للوجود اليهودي, فكان  المولوي جلال الدين شمس أول مبشر أوفد من قبل الخليفة الثاني للجماعة  القاديانية إلى بلدان الشرق الأوسط, وفي مدينة حيفا أسس جماعة, وبشّر بدعوة  المهدي زمناً،  حتى تسنى له الاتصال بأهل الكابري ( الكبابير) الواقعة على جبل  الكرمل والمجاورة لحيفا, فقبل معظم سكانها القاديانية بعد أن استهواهم  بالصفراء والبيضاء وأقام مركزاً تبشيرياً عام 1929م وفي السنة التالية بنى  المسجد الموجود حالياً, ثم أضيف إليه (دار التبليغ) وأنشأوا سنة 1934م  المطبعة الأحمدية.وبدأ المركز يصدر مجلة ( البُشرى) وهي المجلة الأحمدية القاديانية الوحيدة في بلدان الشرق الأوسط, والتي لا تزال تصدر في فلسطين المحتلة إلى وقتنا الحاضر.
 
 
الفصل الأول
نشأة البابية.. والبهائية.. والقاديانية.
المبحث الأول :
المطلب الأول :نشأة البابية :
تنتسب البابية  إلى الباب : - علي محمد الشيرازي -، والباب  :  لفظة كثيرةُ التداول في أدبيات الفرق الباطنية، يُطلقونها على بعض أركان دعواتهم، فالباب عندهم : هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يوجد داخل البناء، فهو إذن واسطة للمعرفة.، متخذين من حديثٍ يتردد  على ألسنة المسلمين، يقول  : ( أنا مدينة العلم وعَلِيٌّ با بُها ) [25] سندا لصحة مزاعمهم، ولم تشتهر هذه اللفظة بمثل ما شهرها به علي  محمد الشيرازي، الذي أسمى نفسه الباب، وتبعه أناس تلقبوا فيما بعد بالبابية.
 ولد الباب علي محمد الشيرازي في شيراز، ولما بلغ سن الرشد، أخذ يبحث في الأمور  الاعتقادية ،  ثم زار كربلاء ، واستمع  إلى دروس  كاظم الرشتي، الذي كان  ( يبشر أتباعه ومؤيديه وتلاميذه، باقتراب الأوان من ظهور المهدي،ودنو قيام القائم المنتظر ) [26]. وقد ذكر المؤرخون : ( أن الغلام الشيرازي لازم الرشتي، وتتلمذ عليه سنتين كاملتين.) [27] ، والذي كان يُرَدِّدُ على مسامع  طلابه بأن ميعاد ظهور الموعود قد اقترب، فهيئوا الطريق إليه، وطهروا أنفسكم حتى تروا جماله، ولا يظهر لكم جماله إلا بعد أن أفارق هذا العالم، فعليكم بعد فراقي أن تقوموا على طلبه، ولا تستريحوا لحظة حتى تجدوه. [28]
وخرج الشيرازي من كربلاء إلى بوشهر، وقد اختلفت الروايات في المدة التي أقامها الباب في العراق، فالبابيون يقولون إنها فوق الأربعة ودون الخمسة من الأشهر، وسائر المؤرخين يزعمون أنها تجاوزت أربع سنوات بستة أشهر. [29]
وقال أحد البهائيين : إن الباب عاد من كربلاء والنجف إلى وطنه بعد مكوث ستة أشهر هناك. [30]
وفي بوشهر خطب  الميرزا علي محمد الشيرازي ووعظ، وعقد مجالس الذكر، ثم مضى إلى شيراز،  وما لبث "  الملا حسين البشروئي  " أن لحق به، فلما كانت الليلة الخامسة من جمادى الأولى سنة 1260هـ،الموافق 23/ 3/1844م [31]  أعلن  " الشيرازي "لصاحبه  " البشروئي  "  أنه تلقى الأمر الإلهي بأنه
( الباب )  الموصل للإمام الغائب  المنتظر، وآمن " البشروئي " به، فاستحق لقب " باب الباب "..وتعهد بأن يتصل بالأصحاب من تلاميذ الرشتي، لِيطلعهم سراً على ظهور القائم،  وبعد أن اكتمل  عدد من اجتمع حوله من كبار تلامذة الرشتي  ثمانية عشر شخصاً، أطلق عليهم لقب: أصحاب أو شُهَداء (حي )[32] وأمرهم بالانتشار في إيران والعراق يُبَشِّرون به وبدعوته، وأوصاهم بكتمان اسمه حتى يُظهِرَهُ هو بنفسه، ثم اختفى فترة من الزمن، على غرار اختفاء " بهاء الله " بعد ذلك مدة سنتين، وهذا الاختفاء يدعم الاعتقاد بأن قوة خفية كانت تقف وراء الباب، ثم البهاء، وتحركهماكالدمى من وراء ستار.
ثم بإيعاز من باعثيه  وكبار أتباعه،، تَدَرَّجَ  (  الباب )  من هذه الرتبة إلى القول بأنه  ( المهدي المنتظر )، بعد أن انتحل النسب الشريف إلى البيت النبوي، وأن جسم المهدي قد حل فيه، وأنه يظهر الآن ليملأ  الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظُلماً وجَوراً [33]. وذلك أثناء اختفائه في ( بوشهر ) أيام موسم الحج، الذي زعم فيه كذبا أنه سافر لأداء فريضة الحج،   ومن (  بوشهر ) أرسل رفيقه ( البارفروشي) الملقب بالقدوس  إلى شيراز، ليسبقه إليها، ويُعِدَّ الناس لاستقباله، ثم لما وصل الباب دعاه والي شيراز :  ( الميرزا حسين خان ) إلى مجلس جمع فيع علماء البلدة وفقهاءها، وبالغ في إكرامه، فباح بما عده العلماء والفقهاء كفرا بواحا، وأفتوا بقتله لردته، فضُرِبَ واقتيد إلى السجن لحين أن ينظر في أمره، فتضرع الباب ليعفو الوالي عنه، وأعلن توبته من هذا القول على رؤوس الأشهاد في يوم جمعة قائلا : (  غضبُ الله على كل من يعتبرني وكيلاً عن الإمام، أو الباب، وإن غضب الله على كل من ينسبُ إليَّ إنكار وحدانية الله ، أو أنني أنكر نبوة محمد خاتم النبيين، أو رسالة أي رسول من رسل الله، أو وصاية علي أمثر المؤمنين، أو أي واحد من الأئمة الذين خلفوه...). [34]. فأطلق سراحه، ولكنه سرعان ما عاد لما تاب عنه، فأمرت الحكومة الإيرانية باعتقال الباب  ، وذلك لرُُِجوعِهِ عن وَعدِهِ بالتوبة التي أظهرها أمام الناس. [35]
عندها قام حاكم ولاية ( أصفهان ) [36] بتسهيل خروج  الباب من السجن  في شيراز، وأتى به إلى أصفهان بوساطة بعض البابيين [37]،  وعند وصوله إلى أصفهان استضافه حاكمها، وأبدى له كل التأييد والحماية [38]. مما شجع الباب ( علي محمد الشيرازي )على ادعاء النبوة، فأعلن في أصفهان أنه هو النبي، وأن الله قد أنزل عليه كتابا يسمى  : ( البيان )، وأنه أُشير إليه وإلى الكتاب الذي نزل عليه بقوله سبحانه : ( خلق الإنسان علمه البيان ) [39]. فالإنسان هو : علي محمد الشيرازي، أي : الباب. و ( البيان  ) : هو هذا الكتاب المنزل عليه. ) [40]. وبعد موت حاكم أصفهان الذي كان يحميه، تم اعتقاله في قلعة ( ماه كو )[41]، فعقد أقطاب البابية مؤتمرا في ( بدشت ) [42]، وتداول المجتمعون في أمرين اثنين هما :
 إنقاذ الباب من معتقله،ونسخ الشريعة الإسلامية، وإنشاء دين جديد باسم ( البابية ). ولما اتخذ مؤتمر ( بدشت ) قراره بإنقاذ الباب من سجنه الذي مر على بقائه فيه تسعة أشهر، أمرت الحكومة بنقله إلى ( قلعة جهريق ) [43]، واتخذت التدابير للحيلولة دون اتصال أي شخص به، إلا أن البابية أصبحت خطرا يهدد أمن الدولة الإيرانية، فأجمعت الحكومة على استئصال البابيين، وجيئ بالباب من سجنه إلى تبريز ،   وَ [  أصدر الشاه ناصر الدين أوامره بإعدام الباب مع اثنين من أتباعه، هما : حسن اليزدي، والملا محمد علي، أما اليزدي فقد أطلقواسراحه بعد أن تبرأ من الباب، وأخذ يَسُبه ويلعنه، ويُفحِشُ له في القول، حتى بَصَقَ في وجهه مراراً، وصفعه على قفاه تكراراً، ففكوا قيوده، وأطلقوا سراحه.
ثم أمر الوالي  بالتشهير بالباب وتابعه الملا محمد علي، فطافوا بهما السبل والأسواق، مغلولي العنق واليدين، بسلسلة واحدة من الحديد، حتى انتهوا إلى ميدان يسمى : ( سر باز خانة كوجك )  أي : الثكنة العسكرية الصغيرة، وذهبوا بهما إلى حيث يُضربان بالرصاص، ثم أُطلِقَ الرصاص عليهما، فأصيب كل منهما ببضع وعشرين رصاصة، ثم أوثقوا الجثتين  بالحبال، وطافوا بهما سُحِبا على الوجوه في السُبل والأسواق حتى ميدان ( سر باز خانة بزرك ) أي : ميدان الثكنة الكبرى، ثم طرحوهما في الخندق تجاه البرج الأوسط، فكانتا طعاماً للكلاب.. جزاءً وفاقاً بما اكتسبا من الاثم والعدوان، وافتريا على الله من الزور والبهتان.. ولجَزاءُ الآخرة أدهى وأمَرّ ( إن المجرمين في ضلال وسعر. يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر..)[44]  وكان ذلك في يوم الاثنين 27شعبان سنة 1265هـ، وعلى قول البابيين : يوم الإثنين 28شعبان سنة 1266هـ- الموافق : 9 تموز / يوليو 1850م  ][45]
 وتقول البابية : في ليلة اليوم الثاني من قتل الباب، أي : مساء يوم الثلاثاء استطاعوا إحضار ما تبقى من الجثتين وأخفوهما، حتى طلب عباس أفندي الملقب بـ (غصن الله الأعظم)- نجل البهاء - نقل جثة الباب وتابعه  إلى ثغر ( حيفا )، من ثغور فلسطين المحتلة حيث تَمَّ دفنهما  هناك [46] ، ليصبح المكان فيما بعد قِبلَةً للبابيين، ثم البهائيين، حيث تَمَّ دفن جثة (بهاء الله ) بجوار (الباب ) في  ( بهجة الكرمل  )، على منحدرات جبل الكرمل.[47]
 المطلب الثاني :  
  ألقاب الباب :
يقول أبو الفضائل الجرفادقاني في معنى لقب " الباب " : ( تفَنَّنَ المفسرون لاسم الباب على ما توهموه رجما بالغيب... فبعضهم فسره بباب العلم، وبعضهم بباب السماء، وبعضهم بباب الحقيقة، ولكن المستفاد من كتبه، أنه : هو المبشر بقرب نزول المنقذ المجيد، ودخول العالم في دور جديد، ولهذا اشتهر أتباعه بالبابية، وذاع صيتهم بهذا اللقب في الممالك الإسلامية..) [48]
وقد قال الباب مرة : ( إنه لا يريد بالباب باب الإمام، بل القصد منه باب الله، الذي يدخل منه الطالب ليصل إلى حضرة الخالق ) [49].
وقال مرة أخرى : ( إنه الباب الموصل إلى الإمام الغائب والمهدي المنتظر. ) [50]
وقال مرة : إنه أراد من الباب، باب العلم، كما ورد في الحديث :" أنا مدينة العلم وعلي بابها." [51]  وقال مرة :  ( المراد من الباب، هو: باب علم إلهي.) [52] وقال في بيانه العربي- وهو كتابهم المقدس - : ( إن ذات الحروف السبع – يعني نفسه،
أي :حروف : علي محمد – باب الله لمن في ملكوت السموات والأرض وما بينهما ). [53]
وقال مرة أخرى : ( إنه القائم، أي : الرجل الذي سيقوم من آل الرسول في آخر الزمان.) [54]
ويقول البستاني في دائرة معارفه : ( إنه بناءً على قول مقتداه الشيخ أحمد الأحسائي– زعيم طائفة الشيخية – في أمر المهدي، ادعى ثانية أنه المهدي بعينه، وأن ذلك الجسم اللطيف الروحاني قد ظهر في هذا الجسم الكثيف المادي..) [55]
وبعد ذلك تدرج إلى مقام آخر،  وادعى أنه هو : " الذكر " المقصود في القرآن، [56] وفي قوله تعالى :  ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [57]، فقال : : ( أنا الذكر، وقد حل في جسمي روح علي بن أبي طالب، وأن شمس الحقيقة لا تزال واحدة مع اختلاف الأسماء، باختلاف الأيام، وهذا معنى قوله : أنا صاحب الرجعات بعد الرجعات، وأنا صاحب الكرات والمرات... ) [58]
ومن ألقاب الباب كذلك : ( سيد الذكر، وعبد الذكر، وباب الله، والنقطة الأولى، ومظهر الرب الأعلى، ونقطة البيان ، وغيرها ) [59]
 وقد وصفه " بهاء الله " بأنه  :  حضرة المبشر ( أي : الذي بَشَّرَ ببهاء الله )، وسيد الإمكان، وسلطان الرسل وكتابه أم الكناب، والعالم لما كان وما يكون، ومحبوب العالمين، ونور الله، وحضرة الباب الرب الأعلى.... وغيرها. [60]  ووصفه أبو الفضائل الجرفادقاني بعبارة : " الرب الأعلى ". [61]
ومن ألقاب الباب المألوفة عندهم : " حضرة النقطة "، وقد حاول عباس عبد البهاء إعطاء "  النقطة " معنى غَيبِياً، فيه كثيرٌ من الاعتساف. [62]  
على أن الواضح من بعض القرآئن أن البابيين والبهائيين كانوا يقصدون شيئاً آخر من معنى  " النقطة ". يقول البيروني : ( إن بعض خواص أهل  الهند كان يسمي الله تعالى " النقطة " ) [63]. وفي المذهب الفيثاغوري كانوا يصورون الواحد بالنقطة، والاثنين بالخط، والثلاثة بالمثلث، والأربعة بالمربع. [64]
ويقول الدكتور علي سامي النشار : ( إننا نرى فكرة  النقطة، نقطة الباء، ( نقطة الوجود )  مركز الوجود في التصوف الاسلامي، ونرى شعراء الصوفية يستخدمونها، فيتكلمون عن نقطة الوجود، ونقطة الباء،  فيقولون :
 نقطةَ الباءِ كُن.............إذا شئتَ تسمو.
ثم يضيف النَّشارُ دليلاً على أَثَرِ الفلسفة الهندية، ترجمةُ كتاب : البَدّ.. إلى العربية، وظهور آثاره في بعض فلاسفة الصوفية المتأخرين كابن سبعين، والششتري [65].
ويقول " عبد الرزاق الحسني " :  ( يُبتَنى أساس المذهب البابي على الاعتقاد بوجود إله واحد أزلي نظير ما يعتقد به المسلمون، إلا أن البابيين يستمدون صفات الخالق من أساس العقيدة الباطنية، التي ترى أن لكل شيئ ظاهراً وباطناً، وأن الوجود مظهر من مظاهر الله، وأن الله هو النقطة الحقيقية، وكل ما في الوجود مظهر له..) [66]
  المطلب الثالث  :  
  شذرات من شريعة الباب
إن استعراض بعض النماذج من مقررات الباب وتشريعاته في كتابه  "  البيان  "،يعطي صورة واضحة وكافية عن نوع الشريعة التي أرادت لها القوى الخارجية أن تحل محل السريعة الإسلامية، بقوة السيق، كما يعطي صورةً واضحةً عن النوايا السوداء،  والقيم  الخلقية الروسية والبريطانية التي ساندت شريعة الباب.
لكن لا السيف ولا سواه، كان قادراً على أن يجعل من شريعة الباب شيئاً فاعلاً في بلاد المسلمين، اللهم إلا ذلك الفعل العكسي الذي ألهب مشاعر  الشعب الإيراني فأشعل الثورة تلو الثورة، إلى أن استطاع أن يكنس الكيد والماكرين إلى مزابل التاريخ [67].  
يقول البهائي " جون أسلمنت " : ( ففي إيران لقي المؤمنون الأولون بهذا الظهور أقصى أنواع المقاومة، والاضطهاد، والقسوة، على أيدي أبناء وطنهم، ومرت ستون سنة [68] لم يتجاسر خلالها أحد في إيران بالانتساب علنا إلى الباب أو بهاء الله، وإذا انتسب كان ذلك مخاطرة بأمواله، وبحريته، وحتى بحياته. )[69] ومع أن البهائيين – فيما بعد – غَيَّرُوا  كثيراً من تعليمات الباب، لأثرها السيء في نفوس المسلمين، إلا أن المستشرق اليهودي المجري أثنى على الباب، وعلى شخصيته، وتشريعاته فقال : ( وقد ترعرع الشاب الورع " ميرزا علي محمد الشيرازي " الذي ولد سنة 1820م، في بيئة المذهب الشيخي، وقد شهد له أصحابه بسبب مواهبه الفائقة، وحماسته المتقدة، بأن العناية الإلهية قد اصطفته لغاية سامية، وكانت هذه الشهادة من إخوانه في المذهب، الملتهبين غيرة وحماسة، إيحاءً قويا أثَّرَ في عقل هذا الشاب، الغارق في تأملاته وأفكاره، فاعتقد أخيرا في نفسه أنه يؤدي رسالة سامية فوق مستوى البشر، وأن أداءها هو نتيجة حتمية ملازمة مع التظور التاريخي للإسلام، والتحقق الكامل لرسالته العالمية.....
وقد دعا الباب أتباعه ومريديه إلى بُغضِ ( المُلاَّ ) -  وهو الاسم الذي يطلق على علماء  الدين في إيران وما جاورها – بسبب نفاقهم، وورعهم الكاذب، وتكالبهم على الدنيا، ولم يدخر وسعا في أن يرفع الوحي المحمدي درجة نحو النضج والكمال، ففسر الجزء الأكبر منه تفسيرا مجازياً، ولم يُعنَ  بفرائض الإسلام وشرائط طهارته المرهقة، وأبدل جزءاً منها بغيرها، كما أوَّلَ حساب الآخرة والجنة والنار تأويلاً مخالفاً لما عرفه المسلمون ولم تكن النظريات التي أتى بها هذا الشاب الفارسي، قاصرةً على المسائل الاعتقادية والشرعية، والتي قصد بها مناهضة ( المُلاّ  )، والتخلص من ضيقه وجموده، بل إنه نفذ بتعاليمه إلى الظروف والأحوال الاجتماعية التي   تحيط بإخوانه في الدين وتغلغل فيها، فأتى بنظريات أخلاقية تطابق العقل والذوق السليم..؟!  طالب فيها بالإخاء بين كافة أفراد الجنس البشري، بدلا من إقرار الفوارق التي تفصل بين الطبقات والديانات، ورغب في أن يجعل المرأة على قدم المساواة بالرجل، وذلك بانتشالها من الدرك الأدنى الذي وضعتها فيه تقاليد الحياة العملية باسم الدين والسُّنَة، وقد بدأ بإلغاء الحجاب  الذي فُرِضَ عليها، وإنكار ذلك الأسلوب الهمجي في الزواج ، الذي أصبح  جزءاً من تقاليد المجتمع الإسلامي.... وإذاً فقد ادخل " الباب " في نطاق إصلاحاته الدينية قواعد تُبنى عليها الحياة الاجتماعية، لأنه ليس مصلحا دينياً فحسب، ولإنما هو في نفس الوقت مصلح إجتماعي...!! ) [70]
وأول ما زعمه الباب :  أَنَّ شريعته  نسخت شريعة القرآن،  وأحكامه ،  بقوله : [ كل من كان على شريعة القرآن كان ناجيا إلى ليلة القيامة، ويوم الساعة  أي : ليلة قِيامِهِ بالدعوة، وساعة ظهوره بالأمر  ، في الليلة الخامسة من شهر جمادى الأولى سنة 1260 هـ،  وبناء على ذلك ، يحكم  على كل من يرغب عن إطاعة أوامره، ولم يذعن لأقواله بعد هذا التاريخ، بأنه عاصٍ، فاسق، والذي يخالفه فهو كافر جاحد مهدور الدم  ثم يقول : كما أن محمداً أفضل من عيسى، فبيانه  ( أي كتابه، وهو كتاب البابيين  المقدس ) هو أفضل من القرآن ] [71]  قال في الواحد الأول من البيان العربي : ( إنما البيان حجتنا على كل شيئ، يعجز عن آياته كل العالمين ).
وقال – لعنه الله - : ( إني أفضل من محمد، كما أن قرآني أفضل من قرآن محمد، وإذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن، فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف من حروف قرآني، إن محمداً كان بمقام الألف، وأنا بمقام النقطة...) [72]
ثم شرع لأتباعه شرائع كثيرة، منها : جَعلُهُ الزواجَ  بِرِضى الزوجين فقط، دون وَليّ، أو وكيل، أو شهود، ورتب صيغة العقد هكذا : ( إنني أنا الله رب السموات ورب الأرض، رب كل شيء  رب ما يُرى وما لا يُرى، رب العالمين ).[73].  ونسخ البهاء  هذا الحكم في كتابه الأقدس، فقال ما نصه : [  إنه ( أي : الباب  )  حدد الزواج برضى الطرفين، إنا لما أردنا المحبة والوداد، واتحاد العباد  لذا علقناه بإذن الأبوين بعدهما لئلا تقع الضغينة والبغضاء، ولنا فيه مآرب أخرى، وكذلك كان الأمر مقضيا ][74].
وقد أوجبَ مهراً   لِنساءِ المُدُن خمسة وتسعين مثقالاً من الذهب، ولنساء القُرَى خمسة وتسعين مثقالاً من الفضة..؟ فقال : ( لتقترن الباء بالألف بما قد نزلنا في الكتاب، ثم إياي فاتقون. قل في المدائن خمس وتسعين مثقالا من الذهب، ثم في القرى مثل ذلك في الفضة إلى أن ينتهي تسعة عشر مثقالاً .. إذا وجد الرضى بينهما، ثم عن الانقطاع تنقطعون..؟ ) [75]
وحظر الباب تَحَجُّبَ النساء..ومنع استعمالهن للنقاب – وهذا هو أساس كل دعوات السفور في العالم العربي الإسلامي -.. وحَلَّلَ المُتعَة.. وأباح العقد على اثنتين فقط، وجعل أدنى المهر تسعة عشر مثقالاً، وأعلاه خمسة وتسعين، فإذا زاد على هذا المقدار ولو قيراطاً واحداً بطل النكاح، ويبطل النكاح كذلك إذا لم يكن فيه مهر.. 
 وجعل العصمة بيد الرجل في الطلاق، فقال : (  إذا انحرف الزوج عن زوجته ،  وعزم على طلاقها، يجب عليه أن يجتنبها تسعة عشر شهرا ، فإن تندم في أثناء هذه المدة، ورجع عن عزمه فبها ونعمت ، وإلا كان له أن يطلقها بعد انقضائها، وإذا وقع الطلاق لا يجوز الرجوع إلى الزوجة المطلقة،  إلا بعد مضي تسعة عشر يوما، والطلاق تسعة عشر مرة، وبعد تسعة عشر مرة يحرم عليه الرجوع  إليها مطلقاً طيلة حياته  ) [76].  
والطهارة عند البابية تتم بواسطة : الماء، والهواء، والتراب، والنار، وكتابِهِ (أي البيان )، والشمس،  بشرط أن تُجَفِّفَ الشيء المبلول. [77]
وكيفية التطهير بالبيان هو : أن يتلى ما تيسر من اسم النقطة ( أي : الباب )، مع عبارة (آية ) التطهير ( ( الله أطهر ) [78]  ( 66) مرة  على كل شيء نجس  يراد تطهيره .
والوضوء للصلاة : يشمل غسل الوجه واليدين فقط إلى الكفين،  ويكون بماء مضاف إليه ماء الورد، وفي حالة عدم وجود الماء، يكفي البابي أن يقول خمس مرات :  ( باسم الله  الأمنع الأقدس )   وبذلك يتحقق الوضوء، وتتم الطهارة.   غير أن المؤرخ اللبناني  " فيليب حِتّي " يقول : إن الباب ألغى الوضوء.. [79]
وفرضت البابية  على أتباعها : الصلاة ركعتين في الصباح، وصلاتين أُخريين ، على البابي أن يقوم بهما في حياته، وهما : صلاة الجنازة، وصلاة الوضع.
 وصلاة الوضع : واجبة على الرجل والمرأة اللذان  رُزِقا بمولود ، فبعد نزول الجنين عليهما أن يكبرا خمس تكبيرات.
  وبعد  التكبيرة  الأولى يقولان : ( إنا بكل مؤمنون  ) تسع عشرة مرة.
 وبعد التكبيرة الثانية يقولان :  ( إنا بكل موقنون )، تسع عشرة مرة.
وبعد التكبيرة الثالثة يقولان : ( إنا بكل محييون )، تسع عشرة مرة.
وبعد التكبيرة  الرابعة يقولان : ( إنا بكل مميتون )، تسع عشرة مرة. 
وبعد التكبيرة الخامسة ، يقولان : ( إنا كل بالله راضون )، تسع عشرة مرة.
أما بالنسبة لصلاة الجنازة : فعلى البابي أن يصلي على الميت منهم  صلاة ذات ست تكبيرات، يذكر بعدها دعاء من أدعية الباب ، تسع عشرة مرة.
وبعد التكبيرة الأولى يقول : ( إنا كل بالله عابدون )، تسع عشرة مرة.
وبعد الثانية يقول : ( إنا كل لله ساجدون )، تسع عشرة مرة.
وبعد الثالثة يقول : ( إنا كل لله قانتون )،  تسع عشرة مرة.
وبعد الرابعة يقول : ( إنا كل لله ذاكرون )، تسع عشرة مرة.
وبعد الخامسة يقول : ( إنا كل لله شاكرون )، تسع عشرة مرة.
وبعد السادسة يقول : ( إنا كل لله صابرون )، تسع عشرة مرة.  ولم يقدم الباب – خلاف ما ذكرنا -  أََََيةَ تفاصيل عن كيفية أداءِ الصلاة أو عددها أوهيئاتها ، وأوقاتها ..وكل الصلوات البابية تُصَلّى على انفراد، وجلوساً على المقاعد،  فلا جُمعة، ولا جماعة  إلا في  صلاة الجنازة .
والقبلة تكون دائما في المكان الذي يوجد فيه الباب، فهي متنقلة  بتنقله، وبعد موته تحددت بالمكان الذي دفن فيه. [80]
  أما الزكاة : فيلزم كل بابيّ مَلَكَ النِّصاب ( ويقدر بـ 541  مثقالا من الذهب، أو ما يعادله من الفضة )،  أن يؤدي زكاة أمواله سنويا  إلى الباب في حال حياته، ولمجلس البابية ( المكون من تسعة عشر عضوا )  من بعد هلاكه، ولا يجوز بحالٍ من الأحوال إعطاء الزكوات، أو الصدقات ، لغير البابيين.فإن فُقِدَ فقير في البابيين، فتصرف إلى من بقي على مذهب الشيخ أحمد الاحسائي، ذلك لأن جُلَّ من تَبِعَ الباب كانوا  من أهل هذا المذهب   [81]
وجعل الباب  الصوم في شهر العلاء، ومدته تسعة عشر يوما، وحقيقة الصوم عند البابيين : هو :  (  كف النفس عن كل ما لا يرضاه الباب  الشيرازي ) [82] ،  وَوَقتُ الصوم يبدأ من شروق الشمس إلى غروبها، ويجب الصوم على المكلف، والتكليف عندهم يبدأ من سن البلوغ الذي هو : أحد عشر سنة ، إلى اثنتين وأربعين سنة،  قال الباب :  ( أنتم كل حول شهر العلاء لتصومون، وبعد أن يكمل المرء والمرأة إحدى عشرة سنة،  إلى أن يقول : وبعد ما يبلغ إلى اثنتين وأربعين سنة يعفى عنه..) [83]  
ونسخ الباب الحج إلى بيت الله الحرام،  وفرض الحج شخصياً مرةً واحدةً في العمر  إلى بيته الذي وُلِدَ فيه بمدينة شيراز،  وأسماه بيت الله الحرام، أو بيوت أصحابه الثمانية عشر الذين رمز لهم بـ ( حروف حي )،  وحَرَّمّ الحج نيابة عن الغير، وأعفى النساء من الحج إلى بيته،  إلاّ نساءَ مَسقِطَ رأسه ( شيراز ).[84] 
  وللبابيين تقويمهم الخاص، فقد قسم الباب السنة إلى ( 19) شهراً، والشهر (19) يوما، فيكون مجموع أيا السنة (361) يوماً، وتبقى أيام خمسة يسمونها ( أيام الهاء ) والهاء بحساب الجمل تساوي : خمسة. وفي هذه الأيام يُباحٌ لهم  فيها ارتكاب ما يشاءون من مُنكرات، وهذه الأيام تأتي قبل شهر العلاء، وهو شهر الصوم عندهم، وتبدأ السنة باليوم الحادي والعشرين من شهر آذار الغربي، وهو يوم عيد النيروز،  ويوم عيد الأم [85] كذلك. وشهورهم  هي :
1- شهر البهاء  : ويبدأ من : 21مارس / آذار.  
2- شهر الجلال  : ويبدأ من : 9 إبريل / نيسان.  
 3- شهر الجمال : ويبدأ من : 28 إبريل / نيسان.
4- شهر العظمة : ويبدأ من :17 مايو / مارس.
5- شهر النور   : ويبدأ من : 5 يونيو / حزيران.
6- شهر الرحمة : ويبدأ من : 24 يونيو / حزيران.
7- شهر الكلمات : ويبدأ من :13 يوليو / تموز. 
8- شهر الأسماء : ويبدأ من :أول اغسطس / آب.
9- شهر الكمال : ويبدأ من : 20 أغسطس / آب. 
10- شهر العزة : ويبدأ من :8 سبتمبر / إيلول.
11- شهر المشيئة: ويبدأ من : 27 سبتمبر / أيلول.
  12- شهر العلم: ويبدأ من :  16 أكتوبر / تشرين الأول.
13- شهر القدرة : ويبدأ من : 4 نوفمبر / تشرين الثاني.
  14- شهر القول : ويبدأ من : 23 نوفمبر / تشرين الثاني.
 15- شهر المسائل : ويبدأ من :12 ديسمبر / كانون الأول.
 16- شهر الشرف: ويبدأ من :31 ديسمبر / كانون الأول.
17-شهر السلطان : ويبدأ من : 19 يناير / كانون الثاني.
  18- شهر الملك : ويبدأ من : 7 فيراير / شباط.
 19- شهر العلاء : ويبدأ من : 2 مارس / آذار.
والأيام الزائدة ( أيام الهاء ): من 26 فبراير – شباط ، لغاية : 1 مارس – آذار..
 أما أيام الاسبوع : فهي سبعة، وأسماؤها تخالف أسماء الأيام المعروفة، وهي عندهم كما يلي :

  1. يوم الجلال وهو يوم السبت.

  2. يوم الجمال وهو يوم الأحد.

  3. يوم الكمال وهو يوم الاثنين.

  4. يوم الفضال وهو يوم الثلاثاء.

  5. يوم العدال وهو يوم الأربعاء.

  6. يوم الاستجلال وهو يوم الخميس.

  7. يوم الاستقلال وهو يوم الجمعة. [86]

وقد  نسخ البهاء كل تشريعات  زعيمه  الباب ،  إلا عدد وأسماء  الشهور والأيام، فقد بقيت هي ذاتها عند البهائيين فيما بعد.  
ومع أن الباب قد صَرَّحَ مِراراً أن دينه سيطول أَمَدُهُ أعواماً ، بقدر حروف كلمة( المستغاث ) ، ومقدارها بحساب الجمل  يساوي  ( 2031 ) عاماً، فقال : ( كل من ادعى أمرا قبل سنين " المستغاث  " فهو مُفتَرٍ كَذّاب، اقتلوه حيث ثقفتموه، وإذا ظهر بعد هذه المدة مَن  يُظهِرُهُ الله، وأتى بآيات، وادعى أمراً جديداً،  فلا يُعارَض ولا يُمانَع في قوله، لأن المعارضة والمخالفة في أمر هذا الرجل مما يُحزِنُ الباب ) [87] .
  وأكتفي بهذه الشذرات الموجزة من شريعة الباب، ليقاس على المذكور ما أهملنا ذكره.
المطلب الرابع : 
  كُتُب الباب
تتميز كتابات الباب بأسلوب بدائي ركيك، وبمعانٍ سطحية خاليةٍ من العلم والثقافة، وعباراته أشبه ما تكون بعبارات العَرّافين والمشعوذين والكهان وأحيار أهل الكتاب، تفتقرُ إلى ضابطٍ لغوي، ولا صلة لها بقواعد اللغة، وعندما اعترض على الباب في هذه الأخطاء، وكيف  أنَّ الله أوحى بها، وهي المخالفة لكل قواعد اللغة، أجابَ المُعتَرِضينَ بقوله : ( إن الحروف والكلمات كانت قد عَصَت، واقترفت خطيئة في الزمن الأول، فَعُوقبت على خطيئتها بأن قُيِّدَت بسلاسل الإعراب، وحيث أن بِعثتنا جاءت رحمة للعالمين، فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين، حتى الحروف والكلمات، فقد أُطلِقَت من قَيدها، تذهب إلى حيث تشاء  من وجوه اللَّحن والغلط..)[88]
وقال أيضا : ( إن الله أجلّ من الخضوع إلى هذه القواعد،  التي إن هي إلا صفات بشرية  ، ونقص من نواقص الانسانية..) [89].. وفيما يلي بيان بأبرز كتب الباب :

  1. قيوم الأسماء، وهو تفسبر لسورة يوسف كتبه في شبراز.

  2. تفسير سورة البقرة، كتبه بالعربية في شيراز.

  3. تفسير سورة الكوثر، كتبه بالعربية في شيراز.

  4. تقسير سورة " والغصر " باللغة العربية، كتبه أثناء مقامه في أصفهان.

  5. صحيفة أدعية ياللغة العربية، كتبها في شيراز.

  6. رسالة بين الحرمين، كتبها عام 1261هـ- 1845م، باللغة العربية، وقال إنه كتبها في أثناء سفره إلى مكة ، التي ثبت قطعيا أن الباب لم يحج ولم يصل إلى البلاد المقدسة، لأنه لما رأى اضطراب البحر، وخاف الغرق، لم يركب الباخرة، واختفى في بوشهر، حتى انتهى موسم الحج. ثم رجع منها مدعيا أنه أعلن دعوته بين الركن والمقام بجانب الكعبة المشرفة. [90]

  7. رسالة النبوة الخاصة باللغة الفارسية. وقد كتبها لحاكم أصفهان " منوجهر خان " أيام إقامته عنده.

  8. صحيفة عدلية، وهي باللغة الفارسية أيضا. وموضوعها أصول الدين وفروعه

  9. البيان الفارسي : وقد كتبه أثناء اعتقاله في قلعة  " ماه كو ".

  10. البيان العربي، وقد كتبه في " ماه كو " أيضا، وقد أوردت صورة عنه في هذا الكتاب .

  11. دلائل السبعة في إظهار الظهور الجديد. كتبه باللغة الفارسية أثناء إقامته في " ماه كو ".

  12. كتاب الأسماء : كتاب في تفسير الأسماء.

  13. صحيفة المخزومية.  14-  صحيفة الجعفرية.   15 - زيارة الشاه عبد العظيم.  16 - الشئون الخمسة.

17  - الصحيفة الرضوية.  18- الرسالة الفقهية.  19- الرسالة الذهبية.  20- كتاب الروح. 21- لوح الحروف.  22- رسالة إلى محمد شاه.   23- الخصائل السبعة.  24- رسالة إلى ميرزا أقاسي.
  نماذج من كتابات الباب :
قال في اللوح الأول من كتابه " شئون الحمراء " :
[   إنا قد جعلناك جليلا للجالِلين. وإنا قد جعلناك عظيما عظيمانا للعاظمين.
وإنا قد جعلناك نورا نورانا للناورين.وإنا قد جعلناك رحمانا رحيما للراحمين.
  وإنا قد جعلناك تماما تميما للتامين. وإنا قد جعلناككمالا كميلا للكاملين.] [91] ويستمر على هذا الحال دون أن يُبَيِّن أو يَتَبَيَّن..
ومن أقواله : [ تبارك الله من شمخ مشمخ شميخ. تبارك الله من بذخ مبذخ بذيخ. تبارك الله من بدء مبتدئ بديء. تبارك الله من ظهر مظهر ظهير... ] [92] وهكذا  - يستمر في هذيانه وتقليده لمسيلمة الكذاب - دون حياء أو وجل..
وقال في كتابه " تفسير سورة يوسف " : ( ولا يقولوا كيف يكلم الله من كان في السن خمسة وعشرونا. فورب السماء والأرض إني عبد الله آتاني البينات  من عند بقية الله المنتظر إِمامكم، هذا كتابي قد كان عند الله في أم الكتاب بالحق على الحق مسطوراً، وقد جعلني الله مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والصبر ما دمت فيكم على الأرض حياً. وإن الله قد أنزل له بصورة من عنده، والناس لا يقدرون بحرفه على المثل دون المثل تشبيراً..) [93]
ويقول في كتابه  " تفسير سورة الكوثر " :
( فانظر لطرف البدء إلى ما أردت أرشحناك من آيات الختم إن كنت سكنت في الأرض اللاهوت. وقرأت تلك السورة المباركة في البحر الأحدية وراء قلزم الجبروت، فأيقن كل حروفها حرف واحدة، وكل يغاير ألفاظها ومعانيها ترجع إلى لفظة واحدة، لأن هنالك المقام والفؤاد، ورتبة مشعر التوحيد.... ويقول : وإني لو أردت أن أفصل حرفا من ذلك البحر المواج، الزاخر الأجاج، لنفد المداد، وانكسر الأقلام، لا نفاد لما ألهمني الله في معناه.....ثم يقول : .......  ثم الألف القائمة على كل نفس، التي تعالت واستعالت، ونطقت واستنطقت، ودارت واستدارت، وأضاءت فاستضاءت، وأفادت واستفادت، وأقامت واستقامت، وأقالت واستقالت، وسعرت واستسعرت، وتشهقت واستشهقت، وتصعقت واستصعقت...)[94] إلى آخر هذا الخَبال، والكَلام البَطّال. 
المطلب الخامس :
   كتاب البيان
  الكتاب المقدس..لدى البابيين
يعتبر كتاب (  البيان ) المصدر الرئيس لتعاليم البابية،وهو كتابان : ( البيان العربي )   و( البيان الفارسي ) الذي يعتبر تفسيراً وتفصيلاً للبيان العربي.
فأما البيان الفارسي فقد كتبه الباب في معتقله بقلعة (ماه كو)، أيام مؤتمر( بدشت). ورتبه على تسعة عشر واحداً، في كل واحد تسعة عشر باباً، ولم يكمل منه سوى
الآحاد الثمانية الأولى، وعشرة أبواب من الواحد التاسع..
وأما البيان العربي فقد كتبه في قلعة جهريق بمدينة تبريز، ورتبه على مثال بيانه الفارسي، على ( تسعة عشر واحداً  )، في كل واحد تسعة عشر بابا، ولم يكمل منه سوى أحد عشر بابا. [95] والبهائيون يقولون : إن البيان العربي كُتِبَ في سجن ( ماه كو ) أيضا. [96]
وقد كان عدد أبواب كل من هذين الكتابين في الأصل يساوي عندهم : عدد كل شيء وهو : 19×19 = 361. وخص الواحد الأول في كل من الكتابين بنفسه، والثمانية عشر واحداً الباقية لكبار أصحابه، لكل منهم واحداً.
وقد طُبِعَ ( البيان الفارسي ) مرة بإيران، وبالهند مرة أخرى ، وصادر البابيون جميع نسخه بعد صدوره إلا النادر القليل، أما  ( البيان العربي )  فلم يطبعوهُ  مطلقا، وحاولوا قدر وُسعِهِم وطاقتهم أن لا يبقى له أثر، إلا أن بعض المسلمين في الهند قاموا بطباعته، كما طبعه السيد الحسني بالعراق، بعدما استنسخه من  نسخة خطية. [97]
يقول الباب في وصف كنابه ( البيان ) : ( إن الله يبعث فيكل زمان كتابا وحجة للخلق، وفي سنة 1270هـ من بعثة محمد رسول الله أنزل الكتاب ( البيان ) وجعل حجته ذات الحروف السبعة ( يقصد اسمه : علي محمد..؟) [98]  ويقول  ( بهاء الله ) في كنابه الإيقان  واصفا كتاب (  البيان ) : : ( في عهد عيسى كان الإنجيل، وفي زمن موسى كانت التوراة، وفي عهد محمد رسول الله كان القرآن، وفي هذا العصر : البيان ) [99]  ويقول المستشرق براون  -  وهو من شهود عصر الباب ومُناصريه - في مقدمتة لكتاب الكاشاني : ( نقطة الكاف ) : ( إن البهائيين يسعون بكل قواهم إلى أن يتلفوا جميع الكتب البابية ويمحونها، إذ   تدل على بطلان دعوة الميرزا حسين المازنداني
( بهاء الله ).... وأنما أبقت ( البهائية ) على ( البيان ) ليكون ما فيه من تبشير بالمطهر بعده، حجة لظهور ( البهاء ) وتأييداً لتجدد الرسالة به، فنسخت البهائية منه  ما نسخت، بحق اللاحق فيالتغيير والتبديل، واستخلصت ما فيه من إشارات إلى الظهور التالي، حجة لها وبرهاناً. وإن كان االبابيون يذهبون إلى أن البهائية دست على  ( البيان )  من تلك الإشارات ما لم يكن أصلا فيه، من ربوبية  ( المظهر – البهاء )  بعده، كالذي في الباب الخامس من الواحد السابع، ونصه : ( ثم الخامس : حين ظهور الله  إذا حضر من نفس من ينقطع عنه العمل إلا بما أمر، أن يا عبادي فاتقون ).
وفي الواحد الثامن : ( ثم الخامس من بعد العشر، أنتم عند مدينة باب من يظهره الله تسجدون ) [100].
وكتاب البيان في جملته هو كتاب البابية، والمصدر المعتمد لتعاليم مؤسسها الباب الشيرازي وأحكام شريعنه. والمعتبر في ذلك : البيان العربي، حيث تمت صياغة البابية ديانة جديدة، ناسخة لما قبلها، على ما قرره أقطاب ( مؤتمر بدشت).
وبعد : فهذا هو النص الكامل لكتاب البيان الذي وضعه أو هذى به الباب، ولغة البيان  غامضة مبهمة، مليئة بالهذيان والرموز، ومزج فيه بين العربية المبهمة والفارسية . ليفهمه العرب والفرس – على حد زعمه -، وحاول محاكاة القرآن في أسلوبه  ونظمه،  ولكنه كان كما قال الاستاذ عبد الرحمن الوكيل : [  إن القارئ كتب الباب الشيرازي يشعر شعوراً صادقاً يطابق الحقيقة والواقع،أنه رجل خُولِطَ في عقله، وأن ما في هذه الكتب أمشاجٌ متباينة متناقضة، اختارها غلامٌ يتنازعه فكرٌ مضطرب، وخيالات هاذية، فلا ترى فيها فكرة نابهة، أو عاطفة صادقة، أو تصويراً جميلاً، أو أسلوباً مشرقاً، وإنما ترى جملاً يَنفِرُ  بعضها من بعض، وأشد ما يثير الدهشة والسخرية تلك السجعات التي يختم بها فقراته، فهي حروف مركبة تركيباً لا يوحي بمعنى، ولا يومئ بدلالة ، ولا صلة أبداً لها بما يسبقها من القول،...][101]  بل هو خبطٌ، وخَلطٌ ، وكلامُ مأفونٍ  تستبد به جهالة وضلالة.. ومن دلائل ذلك ما قاله بعد أن وضع سخافاته وهذيانه، - بل سخافات باعثيه  -في هذا الكتاب : ( إني أفضل من محمد.. وقرآني أفضل من قرآن محمد، وإذا قال المحمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن، فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف من حروف قرآني..إن محمداً كان بمقام الألف.. وأنا بمقام النقطة...! ) [102]
و يمكن للقارئ الصبور على قراءته  ، أن يستشف معظم تعاليم البابية  - التي أوردنا بعضها - مما قاله الباب في بيانه، والتي تخالف تعاليم الإسلام نصاً وروحاً .
 

نص كتاب
(البيان)
الكتاب المقدس لدى البابيين


 
الـواحـد الأول

بسم الله الأمـنع الأقـدس
 
إنني أنا الله لا إله إلا أنا وأن ما دوني خلقي قل إن يا خلقي إياي فاعبدون.  قد خلقتك ورزقتك وأمنتك وأحببتك وبعثتك وجعلتك مظهر نفسي لتتلونَّ من عندي آياتي، ولتدعون كل من خلقته إلى ديني هذا صراط عز منيع.  وخلقت كل شيء لك وجعلتك من لدنا سلطاناً على العالمين.  وأذنتَ لمن يدخل في ديني بتوحيدي وأقرنته بذكرك ثم ذكر من قد جعلته حروف الحق بإذني وما قد نزل في البيان من ديني فإن هذا ما يدخل به الرضوان عبادي المخلصين.  وإن الشمس آية من عندي ليشهدن في كل ظهور مثل طلوعها كل عبادئ المؤمنين.  قد خلقتك بك ثم كل شيء بقولك أمراً من لدنا إنا كنا قادرين.  وجعلتك الأول والآخر والظاهر والباطن إنا كُنا عالمين.  وما بعث على دين إلا إياك وما نزل من كتاب إلا عليك وما يبعث على دين إلا إياك وما ينزل من كتاب إلا عليك ذلك تقدير الميهمن المحبوب.  وإنما آياتنا حجتنا على كل شيء يعجز عن آياته كل العالمين.  ذلك كل آياتنا من قبل ومن بعد مثل إنك أنت حينئذٍ كل حجتنا ندخل من نشاء في جنات قدس عظيم.  ذلك ما يبدأ في كل ظهور من الأمر أمراً من لدنا إنا كُنا حاكمين وما نبدأ من دين إلا لما يبدع من بعد وعداً علينا إنا كُنا على كل قاهرين.  وإنا قد جعلنا أبواب ذلك الدين عدد كل شيء مثل عدد الحول لكل يوم باباً ليدخلن كل شيء في جنة الأعلى وليكونن في كل عدد واحد ذكر حرف من حروف الأولى لله رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء رب ما يرى وما لا يرى رب العالمين.  وإنا قد فرضنا في باب الأول ما يرى قد شهد الله على نفسه على أنه لا إله إلا هو رب كل شيء وإن ما دونه خلق له وكل له عابدون.  وإن ذات حروف السبع باب الله لمن في ملكوت السموات والأرض وما بينهما كل بآيات الله من عنده يهتدون.  ثم كل باب ذكر اسم حق من لدنا وذكر أحد من حروف الحي بما رجعوا إلى الحيوة الأولى محمد رسول الله والذين هم شهداء من عند الله ثم أبواب الهدى وخلقوا في النشأة الأخرى بما وعد الله في الفرقان إلى أن يظهر عدد الواحد في الواحد الأول فضلاً من لدنا إنا كُنا فاضلين.  ذلك واحد الأول من الواحد المعدد يذكر في شهر البهاء قد بدئنا ذلك الخلق به ولنعيدن كلاً به وعداً علينا إنا كُنا على كل مقتدرين.  ولقد عددت الأعداد بذلك الواحد إذ بعد هذا لن يحصى، وقبل هذا لم يكمل حروف الواحد في الآية الأولى وهم حضروا بقرب أفئدتهم بين أيدينا ولا يرى فيها إلا الواحد من دون عدد كذلك يبين الله مقادير كل شيء في هذا  الكتاب لعل الناس في أيام ربهم يشكرون.
ثم ختم ( الواحد الأول )  بالفارسية، فقال :
جوهر مجرداين واحد انكه خداومد عز وجل هميشه بودة وهست ودرهرزمان خداوند جل وعز كتاب وحجتي أز براي خلق مقدرفرموده وميفر ما يدور سنة 1270 أز بعثت محمد رسول الله كتاب رابيان وحجت راذات حروف سبع قرار داده وأبواب دين را عدد نوزده واحد قرار داده ودر واحد أول توحيد ذات وصفات وأفعال وعبادات حكيم فرموده ومدل براين باب را من يظهره الله وحروف حي أو قرار داده وقبل أز ظهور أو ذات حروف سبع را قرار داده باحروف أولى كه سبقت در توحيد كرفته وعينه اين واحد همان واحد قرآن است كه دربيان ظاهر خواهد كه ظاهر وباطن وأول وآخر بوده وحجت بعد بعينه حجت قبل لست كه فرقان باشداين است كه 1270 سال كلمات ترقى نموده با أرواح آنها ودرهر ظهوري حكم آخرت بالنسبة بظهور قبل ميكر دجناجه در اين ظهور در مقام تكبير أعظم أز اسم حكيم آخركه ذات حروف سبع بوده ظاهر نشده كه بعدد هشت واحد مرآت الله بر مقعد خود بوده كه أز شدت نار محبت كسيرا قدرت برقوب بهم نرسيده وآيه شمس وحدة در وحدة قضا كشته هركس آيه ء شهد الله أنه لا إله إلا هو العزيز المحبوب له له الأسماء الحسنى يسبح له من في السموات والأرض وما بينهما لا إله إلا هو الميهمن القيوم را تلاوت نمايد وبعد بكويد اللهم صلي على ذات حروف السبع ثم حروف الحي بالعزة والجلال إيمان باين واحد أورده.
 
 
 
 
 
الواحــد الثاني
بسم الله الأمنع الأقـدس
 
أن يا حرف الراء والباء فلتشهدن على أنه لا إله إلا أنا قد نزلت في الباب الأول من الواحد الثاني أن أعرف قدره ربك في الآيات ثم اشهد ذكر اللانهاية في كل شيء ثم عجز الناس عما نزل في البيان فإن به يثبت ما تريد.  ثم في التأني لم يحط بعلم البيان إلا إياك في آخريك ثم أوليك أو من شهد على ما اريد فيه فإن أولئك هم الفائزون.  ثم في الثالث ما اذنت أحداً أن يفسر إلا بما فسرت قل كل الخير يرجع إلى ودون ذلك إلى حرف النفي ذلك علم البيان إن أنتم تعلمون.  ثم الخير يذكر إلى منتهى الذر في علم المتقين ثم دون الخير في منتهى بما تشهد على دون المخلصين.  فلتقرئن آية الأولى أن أنتم تقدرون.  ثم كل ذلك مثل هذا إن أنتم تعلمون.  كل ذلك إسم الأقدس في آخر العدد إن أنتم تشهدون.  ذلك من يظهره الله إن أنتم إذا شاء الله لتوقنون. ثم في الرابع ما فرطنا في الكتاب من شيء إن أنتم بمن يظهره الله تؤمنون.  ثم في الخامس ما نزل الله من حروف إلا وله روح أنتم بعلم البعد تحزنون تم بعلم القرب تفرحون.  أن تقرئن النفى فتفنينَّهم هذا ما يثمر عند الله أن أنتم تدركون.  وأن تتلون الإثبات لنثبتنه بهذا ما يثمر عند الله إن أنتم تقدرون.  وإنما الأول الذان أنتم بإذن تقربون.  كل الأحرف يرجع إليهما إن أنتم تبصرون.  لا تقولوا لا إله إلا الله وأنتم عرش الإثبات لا تثبتون.  هذا أخذ الله عنكم وهذا رضوان الله للمقربين.  ولا من دون ذكر خير في البيان إلا لمن نظره يوم القيامة بآياتي لعلكم إياه تنصرون.  ولا من دون ذكر خير إلا لمن لا  يسجد له لتجعلنَّ من الساجدين.  وأن بمثل ذلك نزلنا القرآن من قبل ولكنكم كنتم عن مرادي محتجبين.  ذلك ما طاف الليل والنهار عليه ثمانية واحد وأنتم به في العبادة تتوحدون، وكنتم عن سره بعدما قضى لمحتجبين.  ذلك ميزان الهدى في البيان أنتم به مؤمنون، إلى حين ما يشرق شمس العُلا ذلك من يظهره الله أن تعملن به المؤمنون.  وأنتم في الرضوان خالدون وإلا أنتم فانيون.  ثم السابع يوم القيامة على ما أنتم تدركون، من أول ما تطلع شمس البهاء إلى أن يغرب خير في كتاب الله عن كل الليل إن أنتم تدركون.  ما خلق الله من شيء إلا ليومئذٍ إذ كل للقاء الله ثم رضائه يعملون.  وفي يوم القيامة يدرك هذا ظاهراً فلتنتظرن فإنا كُنا منتظرين.  ولكنكم لله تعلمون.  ولقد قرب الزوال وأنكم أنتم ذلك اليوم لا تعرفون.  ومن يكن لقائه ذات لقائي لا ترضين له ما لا يرضى نفس لنفس فلتذكرن حرف الآخر ثم حدكم تعلمون.  ثم الثامن قد فرضت الموت على كل شيء عند ظهوري عن دون حبي وما أبدء من أمري فإن ذلك ما ينفعكم ويخرجنكم من النار إلى النور ذلك الأفق الأعلى إن أنتم تدركون.  ذلك موت في الحيوة إن أنتم كلتيهما في الحياة لتدركون.  ثم التاسع أن حرف السين قبر كل من آمن به يوم القيامة كل يبعثون.  قل إنه لحق لا ريب فيه، وأنه بما يقول النقطة يبعث ذلك من تقدير الميهمن القيوم.  ثم العاشر ما سئل العبد عمن يظهر ذلك ما يسئل في القرآن إن أنتم بالحق تجيبون.  ذلك قول الملك من عند الله إن أنتم بآيات الله توقنون.  ذلك آيات من يظهره الله ثم ظل التاسع مثل ظل العاشر تستدلون.  ثم الواحد من بعد العشر أن البعث مثل القبر حق يبعث الله من يشاء عن  أنفس الأحياء من خلقه بما يحكم مظهر نفسه كذلك أنتم يوم القيامة بما ينطق من يظهره الله يبعثون.  ثم الثاني من بعد العشر ذكر الصراط حق وأنتم به لتمرون.  ذلك أمر من يظهره الله إن أنتم يوم الظهور به تعملون.  قل كل من قبل انتظروا يومي فإذا ظهرت بما هم به دينهم يثبت فإذا عند الصراط كلهم واقفون.  ذلك صمتهم في الحق إن أنتم تدركون.  ثم الثالث من بعد العشر ذكر الميزان ذلك من يظهره الله يتقلب الحق معه مثل ما يتقلب الظل مع الشمس فإذا أنتم بالبيان والشهداء لتوزنون.  ثم الرابع من بعد العشر ذكر الحساب بمثل الميزان لحق وكل ما نزل في البيان ذلك ما يحاسب الله الناس وكل شيء أن يا عبادي فاتقون.  ثم الخامس من بعد العاشر أن الكتاب لحق ذلك قول الله من لساني إن أنتم بالحق لتوقنون.  ثم السادس من بعد العشر إن الجنة حب الله ثم رضائه وإن ذلك حق لا عدل له إذا كُنا فيها خالدين.  ما يُنسب إلى في الجنة ذلك ما ينسب إلى من يظهره الله أفلا تدخلون وإنما النار قبل أن يبدل بالنور نار الله ذلك من يظهره الله قبل أن يعرفكم نفسه أنتم في نار الحب تدخلون.  فإنه لحق لاكفوله إن دخلتم فإذا أنتم كل الخير تدركون.  ثم السابع من بعد العاشر ذكر النار لمن أحب ذكر من لم يؤمن بمن يظهره الله ذلك من لا آمن قبل من ينسب إليه ينسب إلى النار أن يا عبادي فاحذرون.  ثم الثامن من بعد العشر الساعة أنتم بما فسر الله في الكلمة أن يشاء الله لتوقنون.  ثم التاسع من بعد العاشر ما نزل الله في البيان حديقة ذات غرة إلى من نظهره لعلكم بآياته تؤمنون.
 
 
الواحــد الثالث
بســم الله الأمنــع الأقــدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا وأن ما دوني لو يهتدى بهداي كمثل مرآت يرى فيه شمس طلعتك ذلك خلقي قل يا خلقي إياي فتقون، وإنما الأول في الواحد الثالث ما أنتم به توقنون.  ما يذكر به أسم شيء ملك لي وما تملكت ذلك ما أملك قل أن يا خلقي في الظهور الآخرة عن ملكي إياي فاملكون.  ثم الثاني ما أنطق به حق يخلق به ما أشاء أن الحق فحق وأن دون حق فدون ذلك.  ذلك ما ينطق إذ كل نفي وإثبات قد كون ثم ظهر بما تنطق قل أن يا عبادي فاتقون.  ثم الثالث إذ يظهرنك يوم القيامة بما أبعثت من قبل ترفع ما نزلت من قبل حين ما نأذن وأنا كُنا صابرين.  ثم الرابع ما ينزل عليك في آخريك أعظم عما نزلنا عليك في أوليك فكن من الشاكرين.  وإن فضل ما نزلنا عليك على ما نزل عليك من قبل كفضل القرآن على الأنجيل ذلك فضل محمد على عيسى قل أن يا عبادي ظهري في أخراي تنتظرون.  ثم الخامس قبور الواحد ترفع إذا تأذن في يوم ظهري إذ بقولي قد رفع من قبل أن يا عبادي إلي فترجعون ثم السادس ما يذكر به إسم من دون الله خلق له ولم يكن بينهما ثالثاً قل إني لحق وأن ما دوني قد خلق بي ثم لي أن يا عبادي ظهوري في أخراي تدركون.  ثم السابع لن يدركني خلقي ليراني وكلما نزلت من ذكر لقائي ذلك أياي آخريك وأوليك قل ذلك أعظم الجنات إن أنتم بعد العرفان تدركون.  قُل ما تنظرن إلى شيء في حبي إلا وأن تدركن ما في ذلك من رضائي أن يا عشاقي إلى من نظهره بالحي تنظرون.  ثم الثامن ما قد خلقنا من كل شيء في البيان أنتم إليه تنظرون.  ثم التاسع ما في البيان قد نزل في الهياكل الواحد أنتم تلك الآية لتقرأون.  شهد الله أنه لا إله إلا هو الرحمن رب الكرسي المنيع.  الله لا إله إلا هو المهيمن القيوم.  الله الذي لا إله إلا هو الملك السلطان القاهر الظاهر الفرد الممتنع له الأسماء الحسنى يسبح له من في السموات والأرض وما بينهما قل سبحان الله عما أنتم تشيرون.  الله لا إله إلا هو الحق العالم القائم القادر له الأسماء الحسنى يسجد له من في السموات والأرض وما بينهما وهو العزيز المحبوب.  ثم العاشر ما فيها في تلك الآية أنتم عدد كل شيء إذا تجدن الروح والريحان تقرأون وإلا أنتم تصمتو ثم تتفكرون.  شهد الله أنه لا إله إلا هو له الخلق والأمر يحيى وتميت ثم يميت ويحيى وأنه هو حي لا يموت في قبضته ملكوت كل شيء يخلق ما يشاء بأمره أنه كان على كل شيء قديراً.  ثم الواحد من بعد العشر ما نزل فيها في الآية الأولى بسم الله الأمنع الأقدس أنتم إلى حروف الواحد تنظرون.  ثم الثاني من بعد العشر ما فيها في النقطة حرف الأول تدركون.  ذلك من يظهره الله حروف الحي([103]) عنده كمرآت عند الشمس بمثل ذلك أنتم في كل الأسماء والصفات تستدلون.  ذلك جوهر البيان يذكر نفسه من عند ربه ما أنتم إياه تدركون.  إنني أنا الله لا إله إلا أنا الظاهر السلطان قل ما دوني خلقي كل إياي يعبدون.  قل الله الله ربي وأنتم أن يأكل شيء لا تشركنَّ بالله ربكم أحداً.  ولا تدعون مع الله ربكم الرحمن شيئاً.  ثم الثالث من بعد العشر لا تسئلن في أولاي ولا في أخراي إلا في كتاب ولتعلمن كل واحد في مسالككم لعلكم تتأدبون.  ثم الرابع من بعد العشر أن تحفظن كلما نزل في البيان كطلعة طرز في ألواح مقطعة لا تكتبن ما يغير طرزه ثم في أعلى الجلد تحفظون.  ومن يكن عنده دون ما ينبغي لعزته يحجب عمله فلا تكونن من المحتجبين.  ثم الخامس من بعد العشر أن تؤمنن بمن نظهرنه يوم القيامة فإنكم أنتم بي وآياتي في كل العوالم كنتم مؤمنين.  وإلا استغفروه ثم كنتم إليه التأئبين.  ثم السادس من بعد العشر لا تعملن إلا بما نزلناه عليك ولا تأمرن إلا به قُل أنه لشمس أن نجعلكم وآثاركم مرآتاً ترون فيها ما أنتم تحبون إذا أنتم بالحق تقابلون.  ثم السابع من بعد العشر لا تكتبن آثاري إلا أحسن خط على ما أنتم عليه لمقتدرون.  وإن يكن عند أحد دون أعظم خط يحبط عمله إلا الصبايا حين ما يتأدبون.  ثم الثامن من بعد العشر من يُنشيء كلماتاً لله قل خذ لنفسك على أجذب خط ثم تهب من تشاء فإن ذلك قسطاس حق مبين.  ثم التاسع من بعد العشر أن يا عبادي فاصرفوا في ملكي فيما نزل على ما أنتم عليه لمقتدرون.  إن تجدن من يكن بهاء خطه الأرض وما عليها فلتأتوه حتى يكتب اسمي المهيمن القيوم.  وكل ما أمرتم على أعلى الخط لم يكن إلا لتسحننَّ بأرواح الحروف ذلك ذرياتكم فلتجمعنَّ بين الحسنين ثم إياي فاشكرون..
 
 
الواحـد الرابــع
بسم الله الأمنع الأقدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا الأعظم قد خلقتكم وجعلت لك مقامين هذا مقامي لن يرى فيه إلا أياي، ومن هذا تنطق عني على إنني أنا الله لا إله إلا رب العالمين.  ومن هذا تُسبحني وتحمدني وتوحدني وتعبدني ولتكونن لي من الساجدين.  هذا واحد الأول من الرابع ثم في الثاني قل ما يرجع إليَّ يرجع إلى الله ربي، وما لا يرجع إليَّ لن يرجع إلى الله ثم الأمر في شؤونه ترجعون.  ثم في الثالث لن أعبد مثل ما تعبدني بالبداء وذلك ذات بدائك في آخريك وأوليك حينما تقلب في بطن أمك لو لم تتقلب ما أيقن ببدائي وأنك واحد ما خلقت لك من كفو ولا عدل ولا شبه ولا قرين ولا مثال كذلك أخلق ما أشاء وإنني أنا القادر العلام ثم في الرابع قد خلقت جوهر كل شيء في هيكل الإنسان وجعلت كل ذات هيكل عبد رق لمن نظرنه قل إني أولى بكم من أنفسكم إليكم أن يا عبيدي إليَّ موليكم تنظرون.  ثم في الخامس كل الدواير آيات رقية لي أن هُنَّ أياي يعبدون.  قل إياكن وإياكم إلى من نظره تنظرون.  ذلك محبوبكم كل بالليل والنهار تريدون.  ثم في السادس أني لا أسئل عما أفعل وكل عن توحيدي ومن نظهره يسألون.  وجعلت من نظهره من بعد مظهر ذلك قل أن تسألنه عما يفعل فكيف أنتم به مؤمنين.  وأنه ليسئلنكم عن كل شيء فلا تكونن إلا بالحق مجيبون([104]).  ثم السابع كل مني بك يبدؤن وكل بك إلي يرجعون.  ثم الثامن كل بآياتك وما نزل من  عندك يخلقون ويرزقون ثم يميتون ويحيون.  ثم التاسع من طلع بملك ذلك مظهر قهري قل فاجعلني اللهم من أقهر القاهرين لتكتبن أسمك وما تعمل لآخريك في رجعي على أحسن ما كنت لعالمين ولتدبرن ليوم الظهور تدبيراً لا يحزن الحق وقد أمرنا أن يعملنَّ بذلك كل المؤمنين ثم الواحد من بعد العشر أن لا تتجاوزون عن حدود البيان فتحزنون ولا تحزن من نفس فإنه الأعظم حد لعلكم من نظهره لا تحزنون.  ومن يتجاوز لن يحكم عليه بالهدى قل أن يا أولوا الهدى بهداي تهتدون.  ثم الثاني من بعد العشر فلتنزلنَّ بقاع الأرض ثم ما فيها في الواحد الأول تصرفون.  ثم الثالث من بعد العشر فلترفعنَّ مقاعد الواحد على ما أنتم عليه لمقتدرون.  ثم الرابع بعد العشر أن يا عبادي أن تسجيرنَّ بتلك البقاع تؤمنون عند الناس وهم عليكم لا يسلطون.  ذلك لتسجيرنَّ يوم القيامة بمن بعث من مرقده لا مثل يومئذٍ لهم تستجيرون. وعليهم تفعلون ما ينفطر السموات والأرض وما بينهما حين ما يسمع فما لكم كيف لا تعلمون.  ثم الخامس من بعد العشر فلا تمنعن حداً إذا استجار بالله ثم بالحروف الحي حين الظهور في الأخرى وقبل ذلك في الأولى تحكمون.  وإن بمثل ذلك إذا أستجار بأحد أحد لو يقتل في سبيله خير عند الله من أن يرده أن يا عبادي فتجيرون.  ثم السادس من بعد العشر أن يا عبادي إلى بيتي تصدون.  ذلك بيت من يظهره الله ذلك بيتي فلا تشترون ما في حوله على قدر ما أنتم تستطيعون أن ترفعون.  ثم السابع من بعد  العشر ما في حول البيت والمسجد لله فلا تبيعون.  ولتجعلنَّ كلكم في حد ملككم ما كل تستطيعون.  أن يعلمون أخباركم ثم الذين يتجرون ما يحبون أن يكتبون([105]).  وأن مسجد الحرام ما يولد من يظهره الله عليه ذلك ما ولدت عليه قل مقعد أحمد ذكرى يدخل فيه أنتم هنالك لتصلون.  ولا تعرجن إلى بيتي ولا المقاعد إلا وأنتم تملكن ما في السبيل ولا تحزنون.  ومن يقدر أن يدخل على أو على البيت فلا يعفى عنه ذلك لتدخلن على من يظهره في البيت لله ربكم ولتخضعن له ثم لتسجدون.  ثم الثامن من بعد العشر أن وقفتم على ما أنتم تحبون من حج بيتي فلتؤتين مظاهر الواحد سرائرهم أربع مثقال من الذهب أن هم على منتهى الحب بكم يسلكون.  وقد عفونا عمن لا يقدر ومن لا يملك ومن يخدم ومن يتبع أو يُبتلى لعلهم يشكرون.  ذلك لتعرفن رب البيت ثم أنتم من باب البيت تدخلون.  ذلك من يعلمكم علم باطن الباطن([106]) للظاهر الظاهر ذلك أولاي في أخراي أن يا عبادي فاعرفون.  ذلك لتعرجن إلى من نظهره أن كان أياه ثم أنتم لبيته تصعدون فكيف أنتم لنفسه لا تصعدون.  حينئذٍ كل إلى بيتي من قبل يصعدون.  وهم عمن جعل البيت بيتاً محتجبون.  ثم التاسع من بعد العشر لولا يحزن النساء لانهيهن عن صعودهن لما يصعبن في السبيل إلا من يكن في أرض البيت فإنهن إذا شئن يدخلن البيت في الليل ثم على سرائرهن عند مظاهر الواحد يستون.  ويذكرن ربهن الذي خلقهن ثم إلى مساكنهن يرجعن وأن يراقبن حب أزواجهن وذرياتهن خير لهن فلا تقربن ما تحزنن فإنكن قد خلقتن لأنفسكن ثم لذرياتكن فلا تختارن الأسفار لتبتلين([107]) ولتشكرن الله بما يعفون والله علام حكيم.  أن يا مظاهر الواحد في الألف والباء لا تسئلن عن نفس فإنها يعرف حكمها ثم بين يدي من جعلكم حفاظ البيت لتسجدون.  وأني لأدخلن البيت وأنتم لا تعرفون فلتحسنن بكل من يدخل بيتي لعلكم إياي تدركون.

الواحـد الخامس
بسم الله الأمنـع الأقدس
أنني أنا الله لا إله إلا أنا الأقدم الأقدم.  قد نزلت في باب الأول من الواحد الخامس أن ترفعن المسجد مقعد ما ولدت عليه على ما أنتم عليه لمقتدرون.  ثم الثاني أنتم بإذني ترفعن مساجد  الحي ثم عدد  المصباح ما أنتم تحبون لتحصون.  ثم الثالث قد جعلنا الحول تسعة عشر شهراً لعلكم في الواحد تسلكون.  ثم الرابع أنتم بأسمائي لتسمون.  وقد جعلناكم بهائي قل أن يا خلقي آياي فاقصدون.  ولتسمين بإسم محمد وعلي وفاطمة ثم الحسنين ثم مهدي وهادي([108]) وقد جعلنا لكل حرف من أسمك أسماً قُل كل لي وإني لله ربي وما من إله إلا الله ذلك سلطان العالمين:  ذلك محبوب العالمين.  ذلك ملاك العالمين.  ذلك مقصود العالمين.  ذلك معبود العالمين.  ذلك مطلوب العالمين.  ذلك إلهكم ومليككم ثم ربكم وملككم ثم سلطانكم وما لككم ثم موصوف العالمين.  ثم الخاسم فلتأخذن من لم يدخل في البيان ما يُنسب إليهم ثم أن آمنوا لتردون إلا في الأرض التي أنتم عليها لا تقدرون.  ثم السادس أن يفتح أرض في البيان يؤخذ عنه ما لم يكن له عدل لمن أمر به ويحفظ نفسه أن لم يتغير عند من يتجر وإلا يتجر عني من بهائه ويأخذ حقه من كل ألف يبيع ويشتري مأة فضلاً من لدنا لمن نظهره بالحق وأنا كُنا حاسبين، ثم يؤخذ بهاء أبهى ويحفظ للحروف الأولى عند المؤتمنين، ويؤخذ الواو للشهداء ثم يزوج به في البيان الذين هم لا يستطيعون.  ثم يتصرف الملك كيف يشاء ثم يؤتي كل ذي حق حقه من جنده وأن زاد من شيء يصرف في المقاعد المرفوعة أو يؤتى كل المؤمنين.  ذلك أقرب في كتاب الله حتى وأن يكن نفساً في أرض يؤتي شيئاً منها فضلاً من الله أنه لهو الفضال الكريم.  ثم السابع كلما يدخل في الدين وما يملك الذين آمنوا من دونهم يطهر حين ما هم يملكون.  فضلاً عليك إذا اتجرت في آخريك ثم العالمين.  قل إذا نسب الشيء إلى من آمن بالبيان يطهر في الحين أن يا عبادي فاشكرون.  ولتشترن ما تحبون من كل أرض لعلكم شيء اللطيف لتملكون.  ثم الثامن فلتقرئن البيان ثم من ذلك البحر لئاليها تأخذون.  ولا تنقص من تسعة عشر آية وأن لم تتعلمن تقولن الله الله ربي ولا أُشرك بالله ربي شيئاً.  أن لم تضرن في يوم رجعي من أحد فإذا كنت في قولك لمن الصادقين.  ولا ينفعك هذا أن لم تسمع ذكر ظهوري ثم تكونن من القاعدين.  ثم التاسع فإذكرني بحروف كل شيء بما تذكرني من أسمى ولو كنت بما يخطر على قلبك من اسم من الملتفتين ثم العاشر قد وهبتك الهياكل والدواير ومننت عليك بذلك قل كل البيان لتكتبون على شأن تستطيعون أن تقرأون.  ثم الواحد من بعد العشر فلتعظمن على المولود خمس مرة قائماً وأنتم بعد كل مرة لتقولون تسعة عشر مرة أنا كل بالله مؤمنون.  ثم أنا كل بالله موقنون.  ثم أنا كل بالله لمبدئون.  ثم أنا كل بالله لمعيدون.  ثم أنا كُنا بالله راضيون.  ثم على الميت ستة مرة ثم تقولن تسعة عشر مرة أنا كُنا لله عابدون.  ثم بعد ما عظمتم الله في الأولى أنا كل ساجدون ثم أنا كل قانتون.  ثم أنا كل لله عاملون.  ثم أنا كل لله حامدون.  ولتدفنن في البلور أو الحجر المصقل لعلكم تسكنون.  ولتجعلن الخاتم في يمينه ينقش عليه آية أمر بها لعلكم تسأنسون.  قل المرء يكتب لله ما في السماوات والأرض وما بينهما والله علام مقتدر منيع. قل المرأة تأمر بما نزل في كتاب عظيم.  ولله ملك السموات والأرض وما بينهما والله علام مقتدر منيع.  ثم الثاني من بعد العشر أنتم بشيء من تربة الأول والآخر مع الموتى تدفنون.  ذلك ما تكتبون إلى الله أن أنتم به موقنون.  ثم الرابع من بعد العشر يطهركم  أسم الله إذا تقرئن الله أطهر ستة وستين مرة ثم النقطة وما يُشرق من عندها من آيات الله أطهر ستة وستين مرة ثم النقطة وما يشرق من عندها من آيات الله ثم كلماته أن أنتم بها موقنون.  ثم من يدخل في الدين ثم ما يبدل كينونيته ثم النار والهواء والماء والتراب ثم الشمس إذا تجفف أن يا عبادي فاشكرون.  ثم الخامس من بعد العشر ماء الحيوان طهر  أنتم به تخلقون فلتلطفن أبدانكم عن ذلك لعلكم تتلذذون. ثم السادس من بعد العشر كل شيء لم يكن له عدل ذلك لمن يظهره الله من كل شيء على عدد الواحد يا عبادي إليه لتبلغون.  وإذا غربت الشمس فلتملكن مني أنفسكم ثم يوم ظهوري لتردون.  ثم السابع من بعد العشر فلتقولنَّ في كل يوم تسعة وتسعين مرة الله أعظم ثم آياي فاتقون.  ثم الثامن من بعد العشر فلتأذنن بالبيع والشراء كل عبادي إذا علموا الرضا بينهم ثم الذي يتجرون.  ما هم بالأجل يريدون ثم الحين ينقصون.  ثم التاسع من بعد العشر ما أنتم تحسبون المثقال تسعة عشر حمص من الذهب والفضة ويجعلن الملك بهاء الأول عشرة ألف حمص من الذهب والفضة ويجعلن الملك بهاء الأول عشرة ألف دينار ثم الثاني ألف دينار وأن يصغر كل واحد فلا يخرج عن حد الحمص وأنتم بدوتهما لا تصرفون في ملككم وليس لمن يصغره من شيء ولا لمن لا يبلغ عنده مقدار كل واحد منهما خمس مأة وأربعين مثقالاً ولم يتم حولاً فضلاً من لدنا لعلكم تشكرون.  ثم بعد ذلك أن وجدتم ملكاً لن يتجاوز عن حد البيان إليه لتبلغون.  من كل مثقاف ذهب خمس مأة دينار ومن كل مثقال فضة خمس دينار لعل يوم ظهوري ينصر دين ربه ولم يضطر أن يأخذ قدر قيراط من دون حق فإذا لك ضعف الخراج لو كنت من المتقين.  ولا يسأل الناس من كتابه لئلا يحزن من نفس إلا وأنهم يعلمون بأنهم لا يعطون لأنهم يحسنون أنفسهم بل قد أمرت أن يحيط كل نفس من حين ما يتولد إلى أن يقبض ما يملك من كل شيء بهائه ليكونن من الشاكرين.  ما قد أذنت لم يكن إلا حق من يظهره الله قد أذنت لعبيده لعلهم يستحيون عنه وهم عليه لا يحكمون.  وإلا ذلك من حقي وحق أسمائي التي لن يرى فيها إلا آياي أن يا خلقي على حروف الأولى تصلون.
 
 
الواحد السادس
بسم الله الأمنع الأقدس
أنني أنا الله لا إله إلا أنا الأغيث الأغيث قد نزلت البيان وجعلتم حجة من لدنا على العالمين.  فيه ما لم يكن له كفو ذلك آيات الله قل كل عنها يعجزون([109]).  فيم ما لم يكن لمن عدل ذلك ما أنتم به تدعون.  فيه ما لم يكن له شبه ذلك ما كُنا فيه لمفسرين.  ذلك الألف بين البائين أنتم بالباب تدركون.  فيه ما لم يكن لم قرين ذلك جوهر العلم والحكمة أنتم به تجيبون فيه ما له يكن لم مثل ذلك ما ينطق به الفارسيون وأنتم ف يالواحد لتنظمون.  ولا تكتبن السور إلا وأنتم في الآيات على عدد المستغاث لا تتجاوزون.  ومن أول العدد إذن لكم أن يا عبادي لتدقون.  واذنت أن يكون مع كل نفس ألف بيت مما يشاء ليتلذذون.  حينما يتلو وكان من المحرزين.  قل أنما البيت ثلاثين حرفاً أن أنتم تعربون لتحسبون على عدد الميم ثم على أحسن الحسن تكتبون وتحفظون.  ذلك واحد الأول أنتم بالله تسكنون.  ثم الثاني أنتم في كل أرضٍ بيت حر تبنيون.  ولتلطفن كل أرضكم وكل شيء على ما أحسن ما أنتم عليه مقتدرون لئلا يشهد عيني على كره أن يا عبادي فاتقون.  ذلك أقرب من كل شيء أن أنتم تعلمون ثم الثالث فلا يسكن في أرض الخمس إلا عبادي المتقين.  ثم الرابع فلتسلمن الله وأنتم تقولون الله أكبر ثم تجيبون الله أعظم ثم المراة الله أبهى ومن يجيب الله أجمل ثم أياي تتقون.  ثم الخامس إنما الماء طهر طاهر مطهر في الكأس حكم البحر تشهدون.  ثم السادس فلتمحون لتقترن الياء بالألف بما قد نزلناه في الكتاب ثم أياي فاتقون.  قل في المدائن خمس وتسعين مثقالاً من الذهب ثم في القرى مثل ذلك في الفضة إلى أن ينتهي إلى تسعة عشر مثقال بما ينزل عدد الواحد إذا وجد الرضا بينهما ثم عن الانقطاع تنقطعون.  ثم بالارتفاع ترتفعون.  وليمهرن كل واحد منهما ثم كل يقولون أنا كل لله راضيون.  ولقد جعل الله كل جواهر الأرض مهر من خلقت لمن نظهره ذلك من فضل الله عليه ليكونن من الشاكرين.  ثم الثامن لا تستدلن إلا بالآيات فإنَّ من لم يستدل بها فلا علم له فلا تذكرن معجزة دونها لعلكم يوم ظهوري في الحين لتؤمنون.  ولتقرئن ذلك ولتجعلنه مد أعينكم يوم ظهوري لا تحتجبون.  ثم التاسع أنتم لباس الحرير ليلة العيش تلبسون. وإن استطعتم دونه لا تلبسونه، وأنتم أسابكم التي بها في سركم لتعيشون من مذهب والفضة تصنعون وإذا ما وجدتم ذلك في شأن لا تحزنون فإنني أنا ربكم لآتيكم في آخريكم إذا أنتم بي وآياتي تؤمنون.  ثم العاشر فلتجعلنَّ في إيديكم عقيق أحمر أنتم عليه لتنقشون .  لتشهدن بذلك على أن من تظهره حق لا ريب فيه وكل يه ثم له يخلقون.  قل الله حق وأن ما دون الله خلق وكل له عابدون.  ثم الواحد من بعد العشر قل أن يا محمد معلمي فلا تضربني قبل أن يمضي علي خمس سنة ولو بطرف عين فإن قلبي رقيق رقيق وبعد ذلك أدبني ولا تخرجني عن حد وقري وإذا أردت ضرباً فلا تتجاوز عن الخمس ولا تضرب على اللحم إلا وأن تحل بينهما ستراً فإن تعديت تحرم عليك زوجك تسعة عشر يوماً وأن تنسى وأن لم يكن لك من قرين فلتنفق بما ضربته تسعة عشر مثقالاً من ذهب أن أردت أن تكون من المؤمنين.  ولا تضرب إلا خفيفاً خفيفاً وليستقرن الصبايا على سرائر أو عرش أو كرسي فإن ذلك لم يحسب من عمرهم ولتأذنن لهم بما هم يفرحون.  ولتعلمنني خط الشكستة فإن ذلك ما يحبه الله وجعله باب نفسه للخطوط لعلكم تكتبون على شأن تذهبن به قلوبكم من سكره ويجعلنكم ماء لن نظهره إذا ينظر إليه أعينكم يجذبكم مثل ما كُنا كاتبين.  ولقد اقرنتك بمن يرث لئلا تحزن عرش ربك في صغره وكل به لا يحزنون.  قل لو شهدت لأقطع عنك ما وهبتك من ملكي أنا يا عبادي فاتقون ثم الثاني من بعد العشر فلا تقرب الطاء والقاف وأن تضطرن فتصبرن حولاً لعلكم بالواحد تنجيون.  وإلا إذن لهما واذناً إذا أراد أن يرجعا تسعة عشر مرة بعد أن يصبر شهراً لعلكم في ظل أبواب دون الحق لا تدخلون.  ثم الثالث من بعد العشر فلا تجعلن أبواب بيت النقطة فوق خمس وتسعين باباً ولا أبواب بيوت الحروف فوق خمسة أن يا عبادي في ذلك كل العلم تستدلون.  ثم الرابع من بعد العشر أنتم يوم الله الأعظم عدد كل شيء تقولون.  شهد الله أنه لا إله إلا هو العزيز المحبوب.  وأن تكونن في روح إلى ذكر القدرة تختمون.  ثم في ليلة من آلاء  الله تسعة عشر عدة بين أيديكم لتحصون.  إلى عدد المستغاث إذن لمن يقدر ولا تخزنن إذا أنتم لا تستطيعون.  فإذا عند الله على العرش كان واحداً قل أياي فاشكرون.  قل ذلك يوم النقطة ثم عدد الحي للحي ثم شهور الحي أنتم في بحر الخلق تصعدون.  ثم الخامس من بعد العشر فلتقو من أنتم كلكم أجمعون.  إذا تسمعن ذكر من يظهره الله باسم القائم فلتراقبن فرق القائم والقيوم ثم في سنة التسع كل خير تدركون.  ثم السادس من بعد العشر فلا تسافرن إلا لله وأنتم تستطيعون إلا عند ظهور الحق فعليكم أن تسافرن إليه فإنكم قد خلقتم لذلك لو أنتم بأرجلكم لتمشون.  وليس عليكم فرضاً إلا زيارة البيت ثم مقعد النقطة إذا استطعتم ثم مقاعد الحي والمساجد أن تستطيعون.  وأن أردتم التجارة فلا تطولن في البر إلا حولين ولا في البحر إلا خمس حول وأن جاوز من أحد فليؤتين قرينة اثني ومئتين من ذهب إن استطاع وإلا من فضة إلا وأن ترفعن قرينكم معكم لعلكم في البيان نفساً لا تحزنون.  ومن يجبر أحداً في س فر ولو قدماً أو يدخل في بيت أحد قبل أن يأذن أو أن يريد أن يخرجه من بيته بغير أذنه أو يطلبه من بيته بغير حق فيحرم عليه زوجته تسعة عشر شهراً أو أن يتجاوز عن أمر الله في ذلك فعلى شهداء البيان أن يأخذ عنه خمس وتسعين مثقالاً من ذهب ومن أراد أن يجبر على أحد فعلى من علم ويقدر ولو كان بعد سنة فرض أن يحضر ويمنعه ومن لم يحضر فيحرَّم عليه زوجته تسعة عشر يوماً ولا تحل عليه إلا وينفق تسعة مثقالاً من ذهب أن يقدر وإلا من فضة ذلك أن لا يظلم نفس في البيان ومن يرفع صوته بغير حق يخرج حد الإنسان أن يا عبادي فاتقون.  ثم السابع من بعد العشر ما يخرج من الحيوان فلا تحذرن إلا وأنتم تحبون أن تلطفون.  ثم الثامن من بعد العشر حرم عليكم في دينكم النظر بعضكم إلى كتاب بعض إلا لمن أذن أو علم أنه يرضى لعلكم لتستحيون ثم تتأدبون.  ثم التاسع من بعد العشر فرض عليكم في دينكم أن تجيبون من يكلمكم بقول يدل على لا أو بلى([110]) ومثل ذلك في كتبكم إذا يكتب أحد كتاباً فرض عليه أن يكتبن جوابه بأثره إذا استطاع، وإلا أثر غيره ومن يرد كتاباً أو يضيعه أو يقدر أن يوصل إلى أحد ولا يوصل لم يكن عند الله من العابدين.
 
 
الواحـد السابع
بسم الله الأمنـع الأقــدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا الأعدل الأعدل قل ولتجدَّدن البيان ثم كل كتبكم إذا قضى عدد اسم الله لمن يقدر وعدد اسم الراء لمن لا يقدر لعلكم شؤون الآخرة تدركون. إذا يكن الثاني خير وإلا الأول خير له وأن لم نجد مثل خطه فلا تغيره وبعدما غير الأصل تنفقون.  أو في الماء العذب تسترون.  ولتطرزن كتبكم من  أول الأبجد إلى ذكر الأبد لعلكم تشكرون.  ذلك واحد الأول ثم أنتم في الثاني لله ربكم تعملون.  ثم كلما تعملون أن تعملن لمن نظهره بالصدق أنتم لله عاملون.  وإلا لو تعملن كل خير أنتم في النار ولم يكن لله ولو أنتم تقصدون.  ثم الثالث دينكم حين ما تستطيعون لتردون.  وأنتم في كل واحد كتاب إثبات لمن نظهره بعضكم إلى بعض تكتبون.  لعلكم يوم ظهوره بما تكتبون لتعملون.  ثم الرابع أنتم كل حول شهراً بإسم الله تخلصون.  لعلكم يوم ظهور الحق إياه لتجيبون.  ولا يخرج عن أفواهكم إلا أسم واحد وأن نسيتم وكلمتم بدونه لا جناح عليكم قل كل لله وعلى الله يدلون.  ثم الخامس حين ظهور الله([111])إذا حضر من نفس ينقطع عنه العمل إلا بما أمر أن يا عبادي فاتقون.  فإنه لو يجعل ما على الأرض نبياً ليكونن أنبياء عند الله ولكن لن يجعل إلا من يشاء والله علام حكيم.  ثم السادس فلا تحملن أسباب الحرب بينكم، ولا تلبسن ما يخاف به الصبايا لعلكم من نظهره بالحق لا تحزنون.  ثم السابع إذا أدركتم ما نظهره أنتم من فضل الله تسألون.  ليمنين عليكم باستوائه على سرائركم فإن ذلك عز ممتنع منيع.  أن يّشرب كأس ماء عندكم أعظم من أن  تشربن كل نفس ماء وجوده بل كل شيء أن يا عبادي تدركون.  ثم الثامن في كل شهر واحداً في واحد من ذكر أسم ربكم الله أعظم تملئون.  على أحسن خط وأن قضى عنكم يقضي ورائكم لعلكم يوم ظهور الله بالواحد الأول تؤمنون ثم لتكثرون.  ثم التاسع من يبعث في ذلك الدين من الملك بيني بيتاً لله على أبواب خمسة ثم تسعين ثم في تلقائه على تسعين لمن نظهره ليشهدن الطين من عنده على أن الملك لله لأن يشهد بما يعمل قدر ما يشهد الطين من عنده أن يا عبادي فاتقون.  ثم العاشر فلتحرزن ذرياتكم بهيكل عز فيه من أسم الله عدد المستغاث لعلكم يوم القيامة لتنجون.  ثم الواحد من بعد العشر أنتم على الكرسي تدرسون وتخطبون أيام العز والحزن ثم آياي فاتقون.  ثم الثاني من بعد العشر أن عملتم لمن نظهره فلا تبطلن أعمالكم بأن تشركن بالله وأنتم لا تعلمون.  ثم الثالث من بعد العشر أن تملكن من نفس تسعة عشر آية بأمره خير لكم من كل فضل إن أنتم قدر آيات الله تعلمون.  ما خلق الله شيئاً أعز من هذا إن أنتم إلى سر الأمر تنظرون.  ثم الرابع من بعد العشر حرم عليكم في دينكم أن تتوبون عند أحد إلا عند من نظهره أو ما إذن ولكنكم تستغفرون الله ربكم السلطان ثم إليه لتتوبون.  ثم الخامس من بعد العشر أنتم عند مدينة باب من يظهره الله تسجدون([112]).  مثل ذلك قد ظهر لعلكم آياي تتقون أن لم تخافون([113]).  ثم السادس من بعد العشر نزل على ملك يوم الظهور أن يكتب ما ينزل من عند النقطة ويعرض للعلماء ليظهر عجزهم على من على الأرض ولا يجعل على أرضه من يؤمن به ومثل ذلك قبل أن يظهر في البيان إلا الذين هم يتجرون في ملكهم قل أن يا عبادي آياي فاتقون.  ثم السابع من بعد العشر فلتقولن في يوم الجمعة تلقاء الشمس تلك الآية لعلكم يوم القيامة بين يدي شمس الحقيقة لتقولون. إنما البهاء من عند الله عليك يا أيتها الشمس الطالعة فاشهدي على ما قد شهد الله على نفسه أنه لا إله إلا هو العزيز المحبوب.  ثم الثامن من بعد العشر من يحبس أحداً يحرم عليه أزواجه.  وأن يقرب كتب عليه تسعة عشر مثقالاً من ذهب كل شهر وأن ينعقد من ماء وجب على الشهداء نفيه ولم يقبل عنه من إيمان أن يا عبادي فاتقون.  ثم التاسع من بعد العشر رفع عنكم الصلوة كلهن إلا من زوال إلى زوال تسعة عشر ركعة واحداً بقيام وقنوت وقعود لعلكم يوم القيامة بين يدي تقومون ثم تسجدون ثم تفتنون وتقعدون.  وكان في أفئدتكم من حروف الواحد آية لله ربكم لعلكم بذلك تنجون ثم إياي فاتقون وله تسجدون.
 
 
الواحد الثامن
بسم الله الأمنع الأقدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا الأظهر أن انظروا في الكتاب إنا كُنا عليه لشاهدون.  إن كل عمل ما نظهرنه لأعظم عند الله من كل ما أنتم لتسبحون.  قل إنه كمثل شمس لن يقترن بالكواكب أن يا عبادي إياه تتقون.  ذلك واحد الأول ثم الثاني قل إنكم أنتم إذا استطعتم تسعة عشر ورقاً من القرطاس الأعلى ثم عدد الواحد من العقيق في الخاتم لأنفسكم إذا استطعتم لتعدون.  قل لا يورث عن الميت إلا أبيه وأمه وذرياته وزوجته وأخيه وأخته ومن علمه بعدما يصرف لنفسه من ماله وذرياته وزوجته وأخيه وأخته ومن علمه بعدما يصرف لنفسه من ماله ما يعز به بعد موته وأنتم إذا سمعتم موت نفس لله تحضرون.  ثم عن مجالسكم لا تقومون.  ثم الثالث أنتم يوم القيامة إذا سمعته حكم كل شيء هالك إلا وجه ذكر اسم ربك ذي السلطنة والاقتدار تحضرن بين يدي الله ثم بين أيدي الحي ثم تستغفرون الله ربكم الرحمن ثم إلى الله تتوبون.  وإن لم تستطيعن فلتسئلن من فضل الله في كتبكم وأن ترون كلمته عفو من الله خير لكم من كل فضل إن أنتم تعلمون.  ثم الرابع كل خير أنتم لتحصون أعلاه لمن نظهره ثم أدناه لمن يؤمن به ثم أوسطه لمن يدل على النقطة أنتم إلى حروف الحق تنظرون.  ثم الخامس أنتم إذا استطعتم ثلث الماس وأربع لعل وست زمردوست ياقوت يوم الظهور إلى حروف الواحد توصلون.  ولتجعلن بهاء كل كبهاء واحد الأول لعلكم بالله توقنون.  ثم السادس أنتم فلتلطفن أبدانكم في كل أربعة يوم عن كل ما أنتم تستطيعون لتلطفون ولتنظرن في المرآت بالليل والنهار لعلكم تشكرون ثم السابع أنتم فلتصلين في العباء وهن في لباسهن ولا جناح عليهن في ظهور شعراتهن وأبدانهن عند أزواجهن حين ما يصلين وأنتم تأخذن شعر وجوهكم ليقوى وتجملن بما تحبّن في أبدانكم لعلكم في أيام الله تشكرون.  قل إنما القبلة من نظهر ه([114]) متى ينقلب تنقلب إلى أن يستقر ثم من قبل مثل من بعد تعلمون.  قل إينما تولوا فثم وجه الله أنتم إلى الله تنظرون، ثم الثامن من يدرك يوم القيامة فليكتب ما يكسب من خير ودونه لعلكم إلى قيامة الأخرى تعلمون.  ثم التاسع من ربي في طائفة حل له النظر والكلام بعضهن إلى بعض وبعضهم إلى بعضهن أن يا عبادي فاتقون ثم لتتقون.  وأن دون ذلك على ما يثمر بينهما قل فوق ثمانية وعشرين كلمة تتقون.  إلا وأنتم لا تستغنون ثم العاشر أنتم بالخلال والمسواك بعد ما تفرغون من رزقكم أفواهكم تلطفون.  ثم لترقدون ثم وجوهكم وأيديكم من حد الكف تغسلون.  أن تريدون أن تصلون.  ثم بمنديل تلطفن وجوهكم وأيديكم وأن في بيت الطهر تحفظن ما يشم كل ريح بمنديل لعلكم دون ما تحبون لا تشهدون.  ولتوضئن على هيكل الواحد بماء طيب مثل ورد لعلكم بين يدي يوم القيامة بماء الورد والعطر تدخلون.  وأن ريحكم لن يغير عملكم وأنتم أن تقرأن البسملة خمس مرات ليكفيكم عن وضوئكم إذا أنتم الماء لا تجدون.  أو يصعب بأمر عليكم لعلكم تشكرون.  قل في كل ظهور يبدل كينونيات النار بالنور وكيف وأعمالكم من عندكم أنتم إلى نقطة الأمر تنظرون.  وقد عفى عنكم ما تشهدن في الرؤيا أو أنتم بأنفسكم عن أنفسكم تستمنيون ولكنكم تعرفن قدر تلك الماء فإنه يكن سبب خلق نفس يعبد الله أنتم في مكمن عز لتحفظون.  لعلكم من ثمرات أنفسكم دين الله تنصرون.  وأنتم إذا وجدتم ذلك الماء باختياركم توضئون.  ثم لتسجدون.  ولتقولن تسعة عشر مرة سبحانك اللهم أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المسبحين.  وأن تغيبن في الماء يقضي عنكم ذلك بعد أن توضيتم ومثل ذلك أن رأسكم وبطنكم وأيديكم وأرجلكم وأنتم في حين العمل تحمدون.  وإنما النساء حين ما يجدون الدم ليس عليهن صلاة ولا صوم إلا وأن يتوضئن ثم يسبحن خمس وتسعين مرة من زوال إلى زوال يقولن سبحان الله ذي الطلعة والجمال وأنتم وهن في الأسفار بعدما تنزلن وتستريحن مكان كل صلاة تسجدنَّ مرة واحدة ثم فيها لتسبحون.  ثم تقعدن على هيكل التوحيد وثمانية عشر مرة تسبحون الله ثم تقومون.  كل ذلك لعلكم في دين الله تشكرون.  ثم الحادي من بعد العشر أنتم تغسلن أمواتكم إذا استطعتم خمس مرات بماء طهر ثم في خمس حرير أو قطن تكفنون.  بعدما تجعلن الخاتم في يده موهبة من الله للأحياء وهم لعلكم بمن نظهره يوم القيامة تؤمنون.  وأن في منتهى الحر بما تحبون لأنفسكم أمواتكم به تغسلون.  بأيدي اتقيائكم في البرد بماء  الحر وبما بينهما بما تحبون لأنفسكم أنتم ماء ورد أو شبه كل بدن الميت أن تستطيعون لتوصلون.  ثم بمنتهى السكون والحب تقلبونه ثم في كل تسعة عشر يوماً وليلة عن قربه أحداً لا تبعدون.  ليتلو آيات الله وأنتم المصباح عنده توقدون.  ثم الثاني من بعد العشر قد شهدت حين الضرب كل الحزن فلا تحزن فإن هنالك كل شيء يسبحني ومن اكتسبوا لو علموا لك وعليك ما اكتسبوا وسيرجعون ثم تستغفرون.  قل من يكن على تلك وعليك ما اكتسبوا وسيرجعون ثم تستغفرون.  قل من يكن على تلك الأرض إلى ما في حولها ستة وستين فرسخاً أن قضى من عمره تسعة وعشرين سنة عليهم أن يحضروا محل الضرب في كل سنة مرة ثم تسعة عشر يوماً هنالك لتخلصون.  وعلى محل الضرب ركعة صلاة ليصلون.  ومن لم يستطع في بيته تسعة عشر يوماً يخلص الله ربه ومن لم يكن في ذلك الحد يعفى عنه بفضلي وأن أحكم من على الأرض من يقدر أن يرد أن يا عبادي تتقون.  ثم الثالث من بعد العشر أنتم على النقطة في أوليها وآخريها خمس وتسعين مرة في صلاتها لتعظمون.  ولتصلين كلكم مرة ولكنكم فرادى تقصدون.  ثم الرابع من بعد العشر أنتم إن تعلمن البيان فمن آياته بالليل والنهار ما تحبون لتقرأون وإلا فلتذكرنّ الله سبعمائة مرة إن أنتم في روح وإلا ما أنتم تتروَّحون.  ثم الخامس من بعد العشر فرض على كل نفس أن يستبقى من نفسه من نفس فلتقرنن بينهما بعدما قضى إحدى عشر سنة ومن يقدر ولا يقترن يحبط عمله وأن يمنع أحدهما الآخر عن الثمرة يختارن إلى أن يظهر ولا يحل الاقتران أن لم يكن في البيان وأن يدخل من أحد يحرم على الآخر ما يملك من عنده إلا وأن يرجع ذلك بعد أن يرفع أمر من نظهره بالحق أو ما قد ظهر بالعدل وقبل ذلك فلتقربن لعلكم بذلك أمر الله ترفعون.  ثم السادس من بعد العشر إن هذا من عدل الله من كل بهاء مأة مثقال من ذهب من كل شيء بهاء عشرين مثقالاً لله إذا قضى عليه حول ولم ينقص([115]) عن أصله تبلغَّنه إلى من نظهره ليؤتين كل واحد من حروف الأول مثقالاً إلا الواحد الأول فإن له مثقالين قبل ما يظهر فيمن ظهر في حيوتهم وأن بعد عروجهم يرجع إلى ذرياتهم أن تكن لهم وإلا ما يقدر من عند الله كل يعملون.  ذلك أن يملك من نفسه وزاد على رزقه وأن يحسب بعد الموت كل ما ملك ثم يأمر بما يعدل كل حول يقبل عنه إلا حين الظهور فإنكم أنتم لا تمهلون.  ثم السابع من بعد العشر إذا بلغ بهاء مثقال الذهب والفضة عند كل نفس عدد الحروف ثم الهائين نزل فيم سدس لله وقد عفى عمن يملك الأعداد لله ليؤتين الفقراء من ربهم ومن يضطر في أمره ومن يستقرض أو يضمن أو يمنع عن كسبه أو ذرياتهم وما وجب عليم أمرهم ثم أولى قرابتهم أن يا أولى الغناء أنتم وكلا ء من عند الله فلتنظرن في ملك الله ثم المساكين من ربهم لتغنون.  ولا يحل السؤال في الأسواق ومن سأل حرم عليه العطاء وأن على كل أن يكسب بأمر ومن لا يقدر أنتم يا مظاهر الغناء مني إليهم لتبلغون.  وقد فرض عليكم العلم بما في دينكم لئلا يضطر نفس بشيء أن يا عبادي فاتقون.  وأن من ذلك عدد لله من كلتيهما لله إذا يكمل في كل حول وفوق ذلك إذا يعدل ذلك يأخذه النقطة في أوليها وآخريها وأنتم ما بينهما إلى تسعة عشر من أولى طاعتهما إذا أمر لتبلغون.  كل واحد عدد الهاء بما يقدر من عنده لأولى قرابته وعليهم من أنفسهم لأنفسهم إن كانوا مؤمنين.  ثم الثامن من بعد العشر أنتم في كل حول شهر العلاء([116]) لتصومون.  وقبل أن يكمل المرأ والمرأة احدى عشرة سنة من حين ما ينعقد نطفته أن يريدون أن حين الزوال ليصومون وبعدما يبلغ إلى اثني وأربعين سنة يعفى عنه وما بينهما من الطلوع إلى الغروب لتصومون([117]).  لعلكم يوم الظهور في أبواب النار لا تدخلون.  وأنتم أن تستطيعن من قبل الطلوع إلى الغروب لتضيفون.  وأن فيه تؤمنون بمن نظهره وأنتم عليه لا تحكمون ولا تأكلون ولا تشربون ولا تقترنون.  ثم بآيات الله تتلذذون.  ولا تغيرن أفواهكم حين ما تقترنون.  ثم التاسع من بعد العشر أنتم تسمعون ذكر النقطة لتصلون عليه ثم على حروف الحي لعلكم يوم الظهور بهم تهتدون.  وإذا يعدِّد الذكر يكفيكم مرة واحدة وأنتم ليلة الجمعة ثم يومها تقولون سبحانك اللهم صل على ذات حروف السبع ثم حروف الحق بالعزة والجلال ذلك لعلكم يوم القيامة بما تقولون لتوقنون.  لا مثل يومئذٍ تصلُّون على محمد ثم حروف الحي وأنتم عن ظهورهم في آخريهم محتجبون.  لولا تصلّون عليهم ولا تحزنوهم ليرضون عنكم ولكنكم لا تسحيون وتكسبون ما تكسبون.  ومن يصل على من نظهره يصلي الله عليه ألف مرة ومثل ذلك أن أنتم على حروف الحي لتصلُّون.
 
الواحد التاسع
بسم الله الأمـنــع الأقــدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا إلا سلط إلا سلط، وأن لي ملك السموات والأرض وما بينهما وما كان لي يرجع إليك في آخرتك وأوليك قل عز كل أرض لمن نظهره أنتم يوم ظهوره إليه لتردون([118]).  ولو كانت بيت أنفسكم فإنكم أن صبرتم يجعل لكم ناراً أن يا عبادي فاتقون.  وأن بيوت الملوك له وأن يصلي أحد فيها فعليه أن يصدق إلى المساكين مثقال فضة إلا وإنتم من شهداء البيان في غروب الشمس تأذنون.  يسكن فيها من يؤذن حينئذٍ أو يؤمئذٍ قل أنتم مجالس العز مكان تسعة عشر نفس تخلون.  لعلكم يوم الظهور عليهم لا تقدمون.  ذلك  إذا وسع وإلا واحداً يكفيكم لعلكم بذلك يوم الظهور لتنجون.  لا مثل يومئذٍ تقومون عند ذكرى وأنتم على تحكمون ولا تستحيون.  ذلك واحد الأول ثم أنتم في الثاني أن يا أولى الطب اتقوا الله أنتم بالآلاء والنعماء التي خلقت تداوون وأنتم المرضى إن يا عبادي لتزورون.  وإن يكن عند أحد خط لم يكن له عدل فليكتب ألف بيت فليوصين به فإنا كُنا إليه لناظرين.  ثم الثالث من كل ملك بيت مرات لنفسه يكتب بين يديه ما يدل على لو يظهر آية ربه ولم ينصرنه لينتقم الله عنه بكل ما يمكن من عنده وإن ينصرنه ليوصلن الله إليه كل خير قل أنك خلقت لذلك ولا بُد أن تمت فابق ذكرك إلى يوم القيامة بين العالمين.  ثم الرابع أنتم في حين روحكم في سركم بذكر الله تتلذذون.  ولكنكم إن تتلذذون بما ينطق من يظهره الله الأعظم عند الله إذ ما أنتم به تتلذذون.  قد علمت في أفئدتكم بآياته من قبل ظهوره بلساني قُل إن يأكل شيء فيه تتقون.  ثم الخامس كتب على كل نفس أن يخدم النقطة تسعة عشر يوماً في ظهورها ويرفع عنكم إذا عفى قُل ذلك خير الأعمال أن تستطيعون أن تدركون.  ثم السادس أنتم قدام طائفة يظهر فيها النقطة لا تقدمون إن هم كانوا مؤمنين.  قل أولئك خير من على الأرض ولو علم الله خيراً منهم في الإيمان ليظهره منهم أنتم إلى أبيه وأمه ومن كان معه ومن آمن به من أولى قرابته من الله تسلمون.  إن أنتم تحسنن بكل نفس لعلكم تدركون.  هذا قبل أن يظهر وبعد ذلك أنتم ستدركون وتعلمون.  عليك أن يا بهاء الله ثم أولى قرابتك ذكر الله وثناء كل شيء في كل حين وقبل حين وبعد حين.  ثم السابع عمن له يكن لي تحذرون ولا تبيعن ولا تشترن ما لا  يحبه ذلك فإنه حرام عليكم ولا تستعملن ذلك أنتم في ذلك الدين عن كل كره تستطيعون لتبعدون.  ثم الثامن بما أنتم الدواء ثم المسكرات وفوقها لا تملكون ولا تبيعون ولا تشترون ولا تستعملون إلا بما أنتم تحبون أن تصنعون.  ثم التاسع أنتم بالجماعة لا تصلون([119]).  ولكنكم تحضرون المساجد وأنتم على الكرسي([120]) بما يحبه الله تذكرون وتوعظون.  إلا في صلوة الميت فإنكم حين الاجتماع تصلون.  ولتجعلن محل عز في بيتكم مسجدكم وأن تحضرن المساجد خير لكم لعلكم يوم ظهور الله في أمر الله لتسرعون.  ثم العاشر أنتم إذا استطعتم كل آثار النقطة  تملكون.  ولو كان جابا فإن الرزق ينزل على من يملكه مثل الغيث قل إن يا عبادي خير التجارة هذا إن أنتم بمن نظهره تؤمنون.  ثم العاشر أنتم أنفسكم لتطهرون.  من دون حرف العليين لعلكم في حقايقها لا تدخلون. ولتدققن أن لا تكونن منهم ومن يقدر أن لا يذكر إلا الخير خير له ولكنكم إلى ما نزل الله تنظرون.
وقد نزل فيه ما نزل إلى حينئذٍ ثم الألف والباء من نفس ثم ما شاء من بعد فيما يعدل عدد كل شيء لو شاء الله لتشهدون.  ثم الحادي من بعد العشر لا تبيعون عناصر الربَّاع ولا تشترون.  ثم الثاني من بعد العشر لا يبطل صلاتكم شعور الحيوان ولا ما لا ينفخ فيه الروح أنتم في دين الله تشكرون.  ثم الثالث من بعد العشر أنتم  أبداً كتاباً لا تحرقون.  ثم الرابع من بعد العشر أنتم كل أسبابكم بعد أن يكمل تسعة عشر سنة أن تستطيعون لتجدَّدون.  ثم الخامس من بعد العشر فلتكتبن ذكر البيان على كل صنايعكم لعلكم في ظهور حقيقته إن تبقون في دينكم بغير حق بين يدي شجرة الأولى تذكرون.  ثم السادس من بعد العشر لا تضربن أحداً أبداً.  ثم السابع من بعد العشر فلتضيفن في تسعة عشر يوماً تسعة عشر نفساً ولو أنتم الواحد لتؤتون.
وإن لا تستطيعن إلى عدد الواحد لتبلغون.  ثم الثامن من بعد العشر أنتم تخرقون لباسكم ولا تضربون على أبدانكم حين ما يميت منكم من أحد أبداً أبداً.  ثم التاسع من بعد العشر أنتم حين تذكُون حوت البحر والنهر لتقولون باسم الله المهيمن القيوم ثم كلما كان عليه الفلس تأكلون.
 
 
الواحد العاشر
بسم الله الأمنع الأقدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا الأكمل.  قد نزلت في الواحد العاشر أن اشهدوا أنه لا إله إلا أنا المهيمن القيوم.  قل الأول فلا تحرزن عن الكلب وغيره أن يمسكم شعر رطب منه إلا وأنتم تحبون أ ن تنظفونه.  قل في الثاني أن الله قد أذن للذين هم آمنوا في البيان من الحروف والحروفات أن ينظرون وهن أن ينظرن إليهن إذا شاؤوا أو يشاء من غير أن يشهدوا أو يشهدن ما لا يحب الله في نظرتهم ونظرتهن والله يريد أن يخلق بينكم وبينهن ما أنتم به في الرضوان تتحاببون.
وأن في الثالث ما أنتم من ملك الله تورثون.  فلتنقسمن بما قد قسمنا بينكم لعلكم أنم بما قد أردنا في أعدادها يوم ظهور الله أنفسكم فيها تدخلون.  لتؤمننَّ بمن يظهره الله ثم بآياته توقنون.  قل أن ذرياتكم تورث من كتاب الطاء أنتم بينهن بالعدل لتنقسمون.  قل ما كتب الله عليهم عدد المقت لعلهم يشكرون.
قل ما كتب الله على أزواجكم من كتاب الحاء على عدد التاء والفاء([121]) أنتم بينهن بالعدل تنقسمون.  قل ما كتب الله في الكتاب من كتاب الزاء لأبيكم عدد التاء والكاف أنتم بما قد كتب الله لكم تحكمون.  قل ما يورث أمهاتكم من كتاب الواو عدد الرفيع في الكتاب أنتم بما قد قدر الله لتقدرون.  وإن ما قد كتب الله لإخوانكم عدد الشين من كتا بالهاء أنتم بما قد كتب الله لتبلغون.  وإن ما قد كتب الله لأخواتكم عدد الراء والميم من كتاب الدال انتم بما قد كتب لهن الله لتعدلون.  وإنما قد كتب الله للذين يعلمونكم علم البيان من كتاب الجيم عدد القاف والفاء بينهم بالعدل لتقدرون.  قل قد قسم الله إرثكم على درجات رباع بعد ثلث بما قد قدر في الحروف تلك الدرجات قبل رباع ثلث ذلك من مخزن العلم في كتاب الله لن يغير ولن يبدل أنتم في هياكلكم تنظرون.
ثم يوم القيامة بما قد تجلى الله لكل الحروف بالعدد الهاء بمن يظهره الله تؤمنون وتوقنون. قل إنما الرابع جوهر الدين في بدئكم وعودكم أن تؤمنون بالله الذي لا إله إلا هو ثم بمن يظهره الله يوم القيامة في عودكم ثم بما ينزل الله عليه من كتاب ثم بمن أظهره الله باسم على قبل محمد([122]) ثم بما نزل الله عليه من البيان حيث كل عنه عاجزون.  إن أدركتم عودكم إلى من يظهره الله فإذا أنتم بدئكم تدركون.  قل إنما بنفسه إلا لمن لا يؤمن بالبيان وما أنتم في الكتاب لتنهون.
فإن ذلك ما أنتم كلفتم به لا يتغير ما هو عليه في نفسه وأنتم عما قد أمركم الله ربكم لتسئلون.  فلتتجنبن عن كل ما أنتم عنه تكرهون. 
قل إنما السادس قد حرم عليكم الأذى ولو كان يضرب يد على كتف أن يا عباد الله تتقون.  وأن حين ما تحبون أن تتحاجون بالدلائل والبرهان على أكمل الحياة لتكتبون دلائلكم ثم على منتهى الأدب لتقولون.  فإنكم تلاقون الله ربكم يوم القيام بما تلاقون من يظهوه الله ومن يكن باباً له للعالمين لعلكم لا تلاقون الله ربكم وتكسبون عملاً تحزن به الله ربكم بما يحزن من يظهره الله وأنتم لا تلتفتون ولا تتذكرون.  قل إنما السابع فلتبلغن إلى من يظهره الله كل نفس منكم بلّـور عطر ممتنع رفيع من عند نقطة البيان ثم بين يدي الله تسجدون بأيديكم لا بأيدي دونكم وأنتم لا تستطيعون.
قل إنما الثامن فلا تسجدن إلا على البلور فيها من ذرات طين الأول والآخر ذكراً من الله في الكتاب لعلكم شيء غير محبوب لا تشهدون.  وأن في التاسع فليملكن من كل نفس من أسباب بلور ممتنع رفيع عدد الوحدات على قدر ما يتمكن وأن يستطيع ولم يملك كتب عليه أن ينفقن تسعة عشر مثقالاً من الذهب حداً في كتاب الله لعلكم تتقون.  وأن في العاشر فلا يصبرن الحروف بعدما تقبض حروفاتهن إلا تسعين يوماً ولا الحروفات بعدما تقبض حروفهن إلا خمس وتسعين يوماً حداً في كتاب الله لعلكم تتقون.  لتشهدن أن الملك لله وكل إليه ليرجعون.  وإن صبروا فوق ما قد كتب الله عليهم أوهن فوق ما قد كتب الله عليهن بعد ما يستطيعن ويقدرن أو يستطيعون ويقدرون عليهم أن ينفقون تسعين مثقالاً من ذهب وعليهن أن ينفقن خمس وتسعين مثقالاً من ذهب أن يستطيعون وإلا يُعفى عنهم وعنهن والله ما أراد لأحد إلا الحب والرضاء لعلكم في رضوان البيان تشكرون.
وأن الحادي والعشر أن الذين ينشئون يكتبون في أوله لا إله إلا الله ثم في آخره لا حجة إلا على قبل محمد لعلكم أنتم تستدلون يوم من يظهره الله بمثل ذلك ثم به تهتدون.  وأن الثاني من بعد العشر ذرياتكم لم يكن عليهن من حدود موتكم قبل أن ينفخ فيهن الروح وبعدما ينفخ أن ينزلن أحياء فأنتم حدود حيوتكم فيهن لتراقبون.  وأن ينزلن أمواتاً يرفع عنكم حدودكم وصلوتكم عليهن ولا تقربوهن آبائهن ولا أمهاتهن لئلا يحزنا إلا وأن لم يكن غيرهما رحمة من الله وفضلاً لعلكم في أيام الله تصبرون.  وأن الثالث من بعد العشر إذن في البيان أن تجعلن أنفسكم واحداً واحداً بأن تختارن لأنفسكم عدد الحي لعلكم يوم القيامة بذلك الشأن على الله ربكم تعرضون.  قل أن النقطة آية شجرة الأولى ثم الحي آيات حي الأول أنتم فلتراقبن أنفسكم في ذلك الشأن لعلكم أنتم يوم القيامة عمن يظهره ثم حي الأول لا تحجبون.  فإن من يظهره الله لو يظهر في مقام النقطة أو الحي فإنه لحق ولا ريب فيه إنا كل به مؤمنون.  وأن حي الأول أن يظهرون في مقام الحي أو النقطة فإنهمن أسماء الأولى إنا كل به مؤمنون.  وإنما الرابع من بعد العشر كتب الله على آبائكم وأمهاتكم أن يرزقانكم من أول خلقكم إلى تسعة عشر سنة تامة وعليكم أن ترزقونهما إلى آخر عمرهما أن لم يكونا من المستطيعين.  وعليهما أن يرزقانكم أن يستطيعان وأنكم أنتم ما كنتم على الأرض لمستطيعين.  ذلك أن يكونن كل على حدود دينهم دينهم وأن يحتجب أحد منهم فأنتم عنه لتعفون.  ومن يحتجب عن حدود الله ذلك فليلزمه في كل حول أن ينفقن تسعة عشر مثقالاً من ذهب في سبيل الله حداً في كتاب الله لعلكم تتقون.
وإنما الخامس من بعد العشر لا تركبن البقر ولا تحملن عليه من شيء إن أنتم بالله وآياته مؤمنون.  ولا تشربن لبن الحمير ولا تحملن عليه ولا حيوان غيره إلا على دون طاقته ما قد كتب الله عليكم لعلكم تتقون.  ولا تركبن الحيوان إلا وأنتم باللجام والركاب لتركبون.  ولا تركبن ما لا تستطيعن أن تحفظن أنفسكم عليه فإن الله قد أنهاكم عن ذلك نهياً عظيماً.  ولا تضربن البيضة على شيء يضع ما فيه قبل أن يطبخ هذا ما قد جعل الله رزق نقطة الأولى في أيام القيامة ومن عنده لعلكم تشكرون.
وإن ما يظهر البيضة من الدم عفى عنكم وأنه لطهر فلا تأكلوه لعلكم شيء مكروه لا تشهدون.  ولا تركبن الفلك إلا وأنتم على قدر رقدكم تملكون.  ولا تجادلن فيه ولا تنازعن وأنتم على منتهى الروح والريحان بعضكم ببعض تسلكون.  كتب على الذين هم أولى الأمر في الفلك أن يقدمون على أنفسهم من فيه من الذين هم فيه راكبون حين ما يضطربن من في الفلك وأنتم حينئذٍ لا تقومون.  ولتجعلن مكان طهركم في مقعد لم يكن على مقعد يخاف من يدخل فيه وأنتم مثل ما يقنعون في الدبور مقاعد أخرى تصنعون.  ولا ترقبن طهركم في الفلك إلا على قدر ما أنتم عليه لتستطيعون.  ورفع عن الذين هم وراء البحر ما قد كتب الله من سفر واجب إن هم سفر البر لا يملكون.
وأذن لهم أن يتخذون لأنفسهم أولياء عنهم ليحجون وليبلغون إليهم ما يصرفون من مكانهم إلا ما هم إليه ليرجعون.  إن هم على ذلك لمستطيعون.  وإلا عفى عنهم وعما كل ما يكسبون.  وإنما السادس من بعد العشر كتب على كل ملك أرض في كل حول مأة وأربعين مثقالاً من ذهب ثم على الوزير الأعظم مأتين وتسعين مثقالاً ثم على الحاكم الأعظم مأة وستين مثقالاً ثم على العالم الأعظم مأتين مثقالاً أن يحزنون لمن يظهره الله ثم بأيديهم حين ظهوره إليه ليبلغون.  إذ ما أحزنوا في تلك القيامة ليبين الحق على من في الأرض كلها ولكن كل في أحكام دينهم ودنياهم بحكمهم يرجعون ويحكمون.  ولكن لا يظهرون في أمر يثبت به دينهم حكماً ليشهد على عجزهم عن آيات ربهم يسبحون أنفسهم بذلك الحكم وبالليل والنهار ليتبعون، وأنفسهم وأعمالهم ليفنون ويحسبون أنهم يحسنون.  أنتم يا أولى البيان يمثلهم لا تحتجبون.  وإنما السابع من بعد العشر أن يا أولى الحكم فلتأمرن من يتبعونكم أن لا يأخذن لباس أحد ولا ما عنده وأن يؤخذ يحرم عليهم وعليكم أزواجكم تسعة عشر يوماً وأن اقترنتم ليلزمنكّم من كتاب الله تسعة عشر مثقالاً من ذهب أن تردون إلى شهداء البيان ليؤتين من أخذ عنه لباسه أو شيء مما عنده لعلكم تتقون.  وتأمرنَّ من يتبعونكم أن لا يعارض أحداً أبداً لعلكم يوم القيامة بأصحاب من يظهره الله لا تتعرضون.
ولتأمرن كل أرض أن ينتظمون بيوتها وأسواقها وأماكنها ويميز كل صنف في مقعده عن الآخر حيث لا يختلط اثنين منهم لا في مكانهما وكل صنف كانوا في مكان واحد على أحسن نظم محبوب.  ولتأمرن أن يكون كل صنف في خان فإن ذلك أقرب للنفع والتقوى إن أنتم تشعرون.  قل إنما الثامن من بعد العشر لا تأمرن أن يؤخذ من أحد قدر شعر أو ينقص بعد ما أكمل الله ظاهره من شيء أمر في كتاب الله لعلكم أحداً لا تحزنون.  ومن يأخذ من جسد أحد من شيء أو يغير لونه قدر شيء أو يغير لباسه أو أراد أن يذلنه قد حرم الله عليه أزواجه تسعة عشر شهراً في كتاب الله وليلزمنه من حدود الله خمس وتسعين واحد من ذهب لعلكم أنتم تتقون.  ولا تأمرون ولا تفعلون ولا ترضيون.  فلا تظلمن على أحد قدر خردل إن أنتم بالله وآياته مؤمنين.  فلتكسبن عملاً لا يخرجنكم من حياتكم فإنكم قبل خلقكم كُنتم عند الله قطرة ماء بعد طين.
ولترجعن إلى كف طين فلتستجبن ولا ترضين لأحد دون ما ترضين لأنفسكم وأنتم بأعلى تدابير حياتكم في أموركم لتدبرون ولا تضيعن خلق أحد بعد ما أكمل الله خلقه لما تريدون من عز أيام معدودة فإن كلتيهما ينقطع عنكم وأنتم من بعد موتكم في النار تدخلون.  تتمنون كأنكم ما خلقتم وما اكتسبتم في حق نفس من حزن وأن تتعقلون في حياتكم تتمنون.  إن أنتم قليلاً ما تشكرون.  قل التاسع من بعد العشر ما أمر الله من أمر ولا نزل من نهي إلا لعز من يظهره الله إذا يعارضكم أمراً أو نهياً عزه أنتم عن الله لتراقبون وعن كلتيهما تنقطعون.
 
الواحد الحادي من بعد العشر
بسم الله الأمنع الأقدس
إنني أنا الله لا إله إلا أنا الأثبت الأثبت.  قد نزلت مقادير كل شيء في عدد الياء من الواحد لعلكم تشكرون.  قل أن في الواحد الحادي من بعد العشر أنتم في الأول تشهدون أن حلفتم بالله ثم بمن يظهره الله وأنكم أنتم بينكم وبين الله صادقون.  لم يكن عليكم من شيء وعلى ما حلفتم له أن يردون إليكم وأن يحتجبون فيلزمنهم تسعة عشر مثقالاً من ذهب حداً في كتاب  الله لعلكم تتقون.  وأن أنتم بينكم وبين الله ربكم أن حلفتم وكنتم دون صادقين فيلز منكم من كتاب الله تسعة عشر مثقالاً من ذهب أن تردون إلى ما لا تحلفون له حداً في كتاب الله لعلكم بغير حق لا تحلفون.  قل الثاني كل ملك يبعث ف البيان أن ينتخبن من سكان مملكته عدد الكاف والهاء من العلماء الذين هم ينبغي أن يكونن مطالع الحروف في كتاب الله لعلهم يوم القيامة بمن يظهره الله يؤمنون ويوقنون.  ودين الله ينصرون وليعرفن هؤلاء كل الخالق من حدود مملكته لعلهم ضعفاء الخلق ينصرون.  ثم عليهم يرحمون.  ثم بينهم وبين الله ربهم عن حدود دينهم لا يحتجبون.  قل الثالث من يستهزء مؤمناً أو مؤمنة ليلزمنه عدد الواحد من ذهب ثم من الفضة ثم من كلمة الاستغفار خمس وتسعين مرة لعلكم تتقون ولا تستهزءون.  ليردون إلى من استهزء أن يقدر وأن لم يقدر يرفع الذهب والفضة وليلزمنه الاستغفار وإن لم يكن ذا لسان واستهزء بإشاراته فليختارن لنفسه من يستغفرن عنه أن يا عبادى الله تتقون.  قل الرابع إنما البيان ومن فيه حي سواء كان من نوره أو من ناره أنتم إلى يوم من يظهره الله بالأحياء فيهما لتقدرون ثم لتنبأون.  ثم لتحتكمون. قل إنما النار من يحتجبن عن حدود ما نزل في البيان والنور من يراقبن حدود الله هذا في نفس البيان لا في الذين ما دخلوا فيه أن يأكل شيء تتقون.  قل الخامس من يدخل في البيان فلا تردوه في دينه وأن رددتم فيلزمنكم تسعة عشر مثقالاً من ذهب أن تبلغون إلى ما رددتموه حداً في كتاب الله لعلكم أنتم أحداً في البيان لا تردون.  وإن شهدتم على أحد ما لا أذن الله له في البيان ذلك قد عصى الله ربه ،  ولم يخرج عن أصل دينه وأن على قدر ما احتجب ليوصلن إليه النار أنتم بكلام حسن جميل هؤلاء لتنبؤن وتذكرون.  قل السادس من ينتظر ظهور من يظهر الله بغير معرفة الله ورضائه في معرفة نفسه ورضائه فأولئك ما استدركوا في البيان من حرف وما كانوا عند الله لمؤمنين.  ولتبلغن كتاب كل شيء إلى كل نفس ولو كان أحداً ممن بقي من بديع الأول ذكراً من عند الله إلى كل العالمين.
ولتستغفرن الله الذي لا إله إلا هو المهيمن القيوم ثم لتتوبن إليه.  قل السابع نهى عنكم في البيان أن لا تملكن فوق عدد الواحد من كتاب وأن تملكتم فليلزمنكم تسعة عشر مثقالاً من ذهب حداً في كتاب الله لعلكم تتقون.  قل الأول نفس البيان ثم الحي ما أنشأ في البيان من علوم يلزمنكم في دينكم مثل النحو والصرف والحروف وأعداد الحروف وما أنتم تنشؤن في دين الله ما على سبل النظم لتنظمون فلا تنشئن إلا جواهر العلم والحكمة وأنتم عن زخارفها تحتجبون.  كل ذلك لأن لا يحضر بين يدي من يظهره الله إلا نفس البيان وما أنشأ في البيان من عدد الحي من الذين هم قد بلغوا إلى ذروة العلم والتقى وهم كانوا في دين الله مخلصين.  قل الثامن فلا تتفرقن بين الحروف إلا وأن تجمعن في أوعية لطيفة أو في منديل لطيف وإنما أنتم به تتحرزون.
غير هذا وأنتم كل الحروف على مقاعد مرفوعة لتضعون.  لتراقبن أرواحهن لعلكم أنتم بأرواحهن ما في العليين تحسنون وعن دونهم تحتجبون.  ولتجمعن أرواح التي تتعلق بها في أنفسكم لعلكم لا تتشعبون بما أنتم تحزنون.  إلا بما أنتم ترضون وتشكرون وكل من يملك من حرف فعليه أن يحفظه في مقام عز محبوب وأن يكن في حجره عباد فعلى كل واحد أن يحفظن ما لهم من كل حرف مكتبو سواء يجعلون في محل واحد أو مقاعد مختلفة أذن لكم لعلكم في أمر لا تصعبون.  قل التاسع فلا تقعد في مقاعد العز إلا في حولها وأن جلستم فيلزمنكم تسعة عشر مثقالاً من ذهب إلا وأنتم تجبرون فعلى من يجبرنكم يلزمن عليه من كتاب الله لعلكم عن حدود آدابكم لا تخرجون.  وأذن لكم في بيوتكم عندما يجلس أهلكم عندكم فأنتم لا تستطيعون في حول الحجرات تجلسون إلا وأنتم في مكان واحد بالحب تقعدون.  وأن في مقاعد الحزن رفع عنكم لعلكم على أدلاء الله تحزنون وأن من ينزل على أحد فعليه أن يعزنه عزاً منيعاً وأن يؤتينه المكان بنفسه والذين هم من حوله وأن يحتجبون فعلى كلهم أجمعين أن يقولون أنا لنستغفرن الله الذي له الأسماء الحسنى عن كل شيء وأنا كل إليه لتائبون.  قل العاشر أذن في البيان أن يكونن كلما نزل فيه عربياً عند الذين يستطيعون أن يفهمون.  وأن يفسرن أحد فارسياً اذن في الكتاب للذين هم كلمات البيان لا يدركون.  ولا تفسرن إلا بالحق ولا تجعلن الفارسي عربياً إلا بالحق ولتملكن كلكم أجمعون بيان عربي محبوب.  وبيان فارسي للذين هم لا يستطيعون ما نزل الله يدركون.  وأن على ما نزل عند الشهداء أنتم كأعينكم تحفظون ثم إلى من يظهره الله لتبلغون.  وأذن لكم أن تجعلن من كتب الواحد ذلك الثلث على ما نزل واحداً ثم كل عربياً ثم كل عجمياً.  ذكراً من الله لعلكم بكل ما نزل الله في الكتاب لتحيطون بظاهره علماً ثم به تعلمون.
ثم الحادي من بعد العشر لا تقدمون على من يظهره الله ولا حي الرسول سواء يظهرون في أعلى الخلق أو أدناهم فهم عند الله تعالون.  ومن يتقدم عليهم فيلزمنه من كتاب الله تسعة عشر مثقالاً من ذهب حداً في كتاب الله لعلكم تتقون.  قل الثاني من بعد العشر أنتم يا لك الخلق أدلاء أمر الله فكاما تشهدون على أحد بأن يريدون من شيء أن يستطيعون فليستجيبون.
فإن الله ليستجيبنهم بما  قد أمركم وحين علمكم بمطلب أحد كتب عليكم أن تقضون.  وإن احتجبتم فلتستغفرن الله ربكم تسعة عشر مرة وأن احتجيتم عن استغفاركم فيلزمنكم تسعة عشر مثقالاً من ذهب حداً في كتاب الله لعلكم تراقبون أنفسكم ويعلمكم كلما يجبن من نفس في دينكم فلتجيبنها وحدود دنياكم فلتقضين لها فضلاً من الله عليهم لعلكم أنفسكم مظاهر ما يجيب الله عباده تظهرون.  قل الثالث من بعد العشر أن يبعث ملكاً في البيان كتب عليه أن يملكن لنفسه ما يجعلنه على رأسه مما يكن عليه خمس وتسعين عدداً مما لم يكن له عدل ولا شبه ولا كفو ولا قريب ولا مثل ولم يخرج عن حدود الهاء ظهورات أسمائه عزاً من الله عليه إلى يوم القيامة يومئذٍ كلما صنع في ذلك في البيان فلتفقدون عند إقدام من يظهره الله ثم بين يدي الله تسجدون.
أن  تفتخرون بذلك أن يا أولى الملك وإلا والله غني عن العالمين.  قل الرابع من بعد العشر فلتجعلن من أول ليلكم إلى آخر نهاركم خمس قسمة عند كل قسمة لتؤذنون فلتبدئن بأول الليل ثم الأول تسعة عشر مرة لا إله إلا  الله ثم عدد الواحد ا لله أغنى لتقولون. ثم الثاني تسعة عشر مرة لا إله إلا الله ثم الله أعلم تقولون.
ثم في الثالث تسعة عشر مرة لا إله إلا الله ثم عدد الواحد الله أحكم تقولون.  ثم في الرابع تسعة عشر مرة لا إله إلا الله ثم عدد الواحد الله املك تقولون.  ثم في الخامس تسعة عشر مرة لا إله إلا الله ثم عدد الواحد الله أسلط تقولون.  وكتب عليكم أن تؤذنون في المكان يسمع من حولكم وإذا انقطع الصوت عن نفس فيلزمنه أن يبلغن إلى ما يؤذن كل يوم وليلة تسعة عشر مثقالاً من القند الأبيض الأعلى لعلكم تراقبون أنفسكم وعن ذكر الله لا تحتجبون.  ومن يكن راقداً لم يكن عليه من شيء وأن يكن دون راقد فليكونن في مكان يسمع الصوت بل على علمكم بما يوصل إلى بيوتكم صوت المؤذن ليكفينكم في كتاب الله وأن كبر على المؤذن فليقولن مرة شهد الله أنه لا إله إلا هو وأن من يظهره الله لحق من عند الله كل بأمر الله من عنده يخلقون.
وأنا كل بما ينزل الله عليه لمؤمنون.  ذلك من فضل الله عليهم في أيام بردهم وحين ما لا يستطيعون أن يطولون.  قل أن الخامس من بعد العشر أن نسيتم أمراً في صلوتكم فلتقضون ما قد قضى عنكم لا كل أعمالكم ومثل ذلك في غير صلوتكم أنتم بإجزاء قبل ذلك ثم بعد ذلك لا تتلفتون.  وبنفس ما قد قضى تنظرون وتقضون كتب على الذين أوتوا البيان أن يحيط علم أنفسهم بما على الأرض من كل ملك وبيته وكتابه وحد ملكه وعد جنده وبهاء ما عنده وما يكن عنده مما لم يكن له من عدل ليوم كل على الله ربهم يعرضون.
قل السادس من بعد العشر فلا تقتلن نفساً ولا تقطعن شيئاً عن نفس أبداً إن أنتم بالله وآياته مؤمنون.  ومن يأمر ذلك أو يفعل أو يقدر أن يمنع ولم يمنع أو يرضى فيلزمنه من كتاب الله أحد عشر ألف مثقال من ذهب بأن يردن إلى من يورث عمن قتل وليحرمن عليه كل قرينة تسعة عشر سنة ودليل في كتاب الله أن كينونته قد خلقت على غير محبة الله ورضائه ويدخل النار بعد موته ولا يغفر الله له أبداً.ولكن أن يتبع تلك الحدود يخفف ما قدر له فلتتقن الله ثم تتقون ومن يقتل أحداً بغير ما أراد فلم يكن عليه من شيء إلا وأن يرضين من نفسه وراث ما قتل وليعتذرن عنهم وليكونن عند الله ربه لمن المستغفرين.  وأنه مثله كمثل قضايا يقع على نفس فلتتقن الله أن يأكل نفس ثم تتقون.وإن الذين قتلوا في أرض الصاد أن آمنوا بالله وآياته أن يأخذوا ديات ما قتلوا عن وارث من قتل بحدود ما قدر من قبل لعلكم في دين الله تتقون ومن بعد لا تقربون.  ثم السابع من بعد العشر ومن يأمر أن يخرج أحداً عن بيته أو مدينته أو قريته أو ملك سلطانه فليحرمن عليه تسعة عشر شهراً أو ليلزمنه تسعة عشر مثقالاً من ذهب أن يردن إليه حداً في كتاب الله لعلكم تتقون.
قل الثامن من بعد العشر من يشرب مسكر يرفع عنه شعوره فليلزمنه من كتاب الله خمس وتسعين مثقالاً من ذهب ولا تشفين مرضاكم بمسكر أبداً إن أنتم بالله وآياته مؤمنون.  قل التاسع من بعد العشر من يكتب حرفاً على من يظهره الله أو بغير ما نزل في البيان قبل ظهوره فيلزمنه من كتاب الله تسعة عشر مثقالاً من ذهب ولا أذن الله أحداً أن يأخذن عنه ذلك ولا أن يسئلن عنه ومن يسألن عنه عن ذلك الحد فيلزمن على نفسه مثل ذلك بما قد سئل بعد ما لا أذن الله له أن يسأل فلتتقن الله أن لا تكتبن حرفاً على من يظهره الله ولا يغير حدود ما نزل الله قبل ظهور الحق ولا تحكمن بعد الظهور مثل قبل الظهر وتحسبون أنكم محسنون.وأن لا تكتب للحق فلا تكتب على الحق من شيء هذا ما وصاكم الله لعلكم تتقون وأن لا  تنصرون من يظهره الله بما تكتبون له فلا تحزنون بما يكتب عليه فلتتقن الله حق التقى لعلكم يوم القيام عند الله لتنجــون...... انتهى نص البيان.
 
المطلب السادس :
  فِرَق البابِيَّة
حل الخلاف بين البابيين على من يتولى زعامة البابية من بعد  هلاك الباب، فتفرق البابيون إلى الفرق التالية  :
الفرقة الأولى : الأزلية :
  وقع نزاع بعد قتل الباب  بين حسين علي ( الذي سمى نفسه :بهاء الله ) وأتباعه،  وبين أخيه ( الذي سماه الباب : صبح أزل ) وأتباعه وهما في بغداد، فطلب علماء كربلاء والنجف من الحكومة إبعادهم عن بغداد  بمن فيهم : الميرزا يحيى، والميرزا حسين علي ، فنقلتهم الحكومة العثمانية إلى استانبول، ومنها إلى أدرنة  ستة 1280هـ. وفي أدرنة أعلن " حسين علي " بأنه هو وريث الباب الشرعي، وأنه هو المقصود بعبارة :( من يُظهِرُهُ الله )، التي وردت في كتابات الباب أو على لسانه.فتعمق الخلاف الشديد بين البابيين، وهنالك افترقوا فرقتين :
فرقة لازمت الميرزا يحيى صبح الأزل.. وسميت بالأزلية. وكان فيها عدد من كبار البابيين، وبقية ( حروف حي)..
وآخرون اتبعوا الميرزا : حسين علي الملقب بـ : بهاء الله، فسُموا بالبهائية.
فجرت المناقشات بين الطرفين، وتطور إلى القتل والقتال، فأجلتهم الحكومة العثمانية من أدرنة سنة 1285هـ.
فأجلت  "  يحيى صبح أزل "  مع عائلته وأتباعه إلى " فماغوستا " بجزيرة قبرص، التي كانت تحت حكم العثمانيين آنذاك، ونفت " حسين علي " الملقب : (  بـ بهاء الله ) مع أهله وأتباعه إلى عكا بفلسطين المحتلة.. [123]
وظل الميرزا يحيى في منفاه بمدينة فماغوستا من جزيرة قبرص، إلى أن هلك في التاسع والعشرين من أبريل سنة 1912م، عن عمر يناهز ( 82) اثنين وثمانين عاما،  ووصى لابنه الميرزا محمد هادي بأن يكون خليفته ووصيه من بعده.
وقد ألف الميرزا يحيى كتبا عديدة، منها:تكملة البيان الفارسي حسب وصية "الباب ". والمستيقظ – وهو أشهرها، ويعتقدون أنه ناسخ للبيان -، وآثار الأزلية، وأحكام البيان، وألواح أزل، ورياض المهتدين ، وصحائف الأزل، وكتاب النور، ومرآة البيان، وكتاب الهياكل  [124].  
يقول المستشرق اليهودي المجري جولد تسيهر : ( وقد التفت الأقلية حول صبح أزل، الذي اتخذمركزه بمدينة فماغوستا بجزيرة قبرص، وكان يرغب في إبقاء البابية على الصورة التي تركها عليها مؤسسها، فأتباعه هم إذن : البابيون المحافظون..) [125]
وقد تفرق الأزليون بعد هلاك " يحيى صبح أزل " وانقطعت الروابط بين أتباعه، بل إن ابنه الكبير ترك االبابية  الأزلية واتبع النصرانية. [126]
الفرقة الثانية :  البهائية، وسأتحدث عنها في المبحث الثاني من هذا الكتاب.
الفرقة الثالثة :  الأسديّون : وهم أتباع " أسد الله التبريزي "، الملقب بـ" الديان ".  
وهو الذي أرسله الباب الشيرازي – أثناء حياته – إلى الميرزا يحيى، فجعله الميرزا يحيى كاتب وَحيِهِ – أي وحي صبح الآزل-، وكان عارفا باللغتين العبرية والسريانية..
ولما رأى جَهلَ " صبح أزل "، وعدم معرفته بالعلوم، ومسايرة الأمور، وعجزه عن إدراك الحقائق، آثر أن يدعو لنفسه، فادعى بأنه هو الذي تنبأ الباب الشيرازي بظهوره حيث قال : " إن من يظهره الله سيظهر قريبا " فناظره الميرزا حسين علي، الملقب بـ " بهاء الله " وطالبه بالرجوع عن دعواه، ولكنه لم يرض، ولم يرجع، فقتله البابيون  – أتباع بهاء الله -، وأغرقوه في شط العرب، بعد أن ربطوا رجليه بحجرٍ ثقيلٍ. [127]
وهناك فرق أخرى صغيرة، لم تترك أي أثر يُذكَر..[128]
وصدق الله العظيم : ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ). [129]
المبحث الثاني  :  
 المطلب الأول: نشأة البهائية :
البهائية  نِحلَةٌ ورثت البابية، لتعبد من دون الله  :  الميرزا حسين علي  المازنداني، الملقب بـ : بهاء  الله.....عرفَ البهاءُ البابية على يد أحد دعاتها في طهران، فوقع في حبائلها،
حتى أصبح من كبار دعاتها.
نشأته :
هو حسين علي النوري المازنداني : ( نسبة إلى قرية نور من قرى مازندان في إيران ) [130]. والده الميرزا عباس بزرك النوري، كان موظفا في وزارة المالية، وأمه ( خانم جاني ) كانت أولى زوجات والده التسعة على قول البغض، والأربعة على قول الآخرين. [131]
ولد في قرية نور، وقيل في طهران، يوم (  12نوفمبر – نشرين الثاني سنة 1817م) الموافق ( 2 محرم 1233هـ) كما هو معتمد عند البهائيين وقيل غير ذلك. [132]
أنجب ( عباس بزرك – والد بهاء الله ) خمسة عشر ولداً ( ذكوراً وإناثاً ) وهم :
1-  الميرزا حسين علي الملقب بـ : بهاء الله. 2 – الميرزا محمد حسن.
3- الميرزا آغا. 4- الميرزا كليم.
5- الميرزا مهدي. 6- الميرزا يحيى نور الملقب بـ : صبح أزل.
7- الميرزا محمد قلي.   8- المرزا تقي برشان.
9- الميرزا ابراهيم.   10- الحاج الميرزا رضا قلي.
11- حسنية.   12- فاطمة.
13- سارة بيكم.    14- بيكم نساء. 15- حاجية.
 ولما بلغ  " بهاء الله "الثانية والعشرين من عمره توفي والده،فأصبح مسئولا عن رعاية  إخوته وأخواته وبقية أسرته. تزوج " بهاء الله " من ثلاث نساء، وكانت أولى زوجاته هي : " نوابه خانم " التي لَقَّبَها " أم الكائنات "، وقد ولدت له ابنه الأكبر  " عباس " الذي كان يثعرَف بـ " عباس عبد البهاء " والملقب بـ "  غصن الله   الأعظم " وولداً آخر هو : الميرزا مهدي، الملقب بـ " غصن الله الأظهر "  وبنتاً اسمها " بهائية خانم " وأبناء آخرين مانوا في طفولتهم.
وزوجته الثانية  ابنة عمه، المدعوة " مهد عليا "  ولدت له  " الميرزا محمد علي " الملقب بـ " الغصن الأكبر" و " الميرزا بديع الله " و " الميرزا " ضياء الله " والبنت " صمدية خانم ". وولداً وبنتاً  ماتا في الطفولة.أما زوجته الثالثة المدعوة" كوهر خانم "ولدت له بنتاً واحدة أسماها "فروغية خانم".  
وهلك " بهاء الله " بعدما أصابته الحمى على قول الحسني، وينقل " عمر عنايت " في كتابه " العقائد " عن أحد أبناء "  بهاء الله " أنه جُنَّ قبل هلاكه،   في الثاني من ذي القعدة سنة 1309هـ الموافق 28أيار سنة 1892م. أو : 29 أيار على قول البعض الآخر، وهو المعتمد عند البهائيين. [133]
اعتناقه البابية :
 لما أعلن الباب دعوته عام 1260هـ الموافق 1844م، دفع حب الظهور  "  بهاء الله حسين علي المازنداني "  إلى الاندماج في صفوف البابيين، وكان عمره إذ ذاك سبعة وعشرين عاماً، وتبعه شقيقه " الميرزا يحيى  صبح أزل "وكان عمره وقتئذ ستة عشر عاماً، فانضم إلى هذه الفئة الباغية، وأظهر من التغالي في حبها، ما دعا الباب إلى العهد إليه بالخلافة من بعده. [134] كما لم يكن " بهاء الله حسين علي " من مجموعة  " حروف حي " في حين ذهب بعض المؤرخين إلى أن " الميرزا يحيى صبح الأزل "  مع حداثة سِنِّهِ كان داخلاً في عِداد هؤلاء. [135]  
ومع ذلك أوغل  " حسين علي " في البابية، وبرز في مؤتمر " بدشت " حيث تمكن من الوصول إلى  " قرة العين "وأعلن تأييده لها حين أعلنت نسخ الشريعة الاسلامية.
 ولما دبر البابيون مكيدة لاغتيال الشاه ناصر الدين، تبين للحكومة الإيرانية أن للبهاء وإخوانه يداً في تدبير هذه المكيدة الفاشلة، فأودعوهم السجن ريثما يصدر الأمر بالقصاص منهم، إلا أن تدخل القنصل الروسي، والسفير الإنجليزي لدى الشاه  حال دون ذلك، فصدر الأمر بنفيهم إلى بغداد.  وقد صرح ( بهاء الله ) بأنه لم ينجُ من الأغلال والسلاسل إلا بجهود قنصل الروس، فقال في سورة الهيكل : ( يا ملك الروس : ولما كنت في السلاسل والأغلال في سجن  طهران  نصرني سفيرك )[136]. وقال البهائي حشمت على أردو : ( لو أن سفيرا الروس والإنجليز لم يشفعا لبهاء الله أمام الحكومة الإيرانية،  لخلا التاريخ من ذكر ذلك الشخص العظيم ) [137]
 وكان وصول البهاء ونفر من أتباعه،  إلى بغداد في اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى عام 1269هـ، ويعرف عند البهائيين بـ (  عام  بعد حين  ).
وكان الباب قد أوصى بخلافته من بعده للميرزا يحيى،  الملقب بـ ( صبح أزل )، وكتب بذلك كتابا  ختمه بخاتمه، وجعل أخاه الميرزا حسين  الذي لقب نفسه بـ ( ببهاء الله )وكيلاً له .وكاد البهاء بدهائه وبمساعدة بعض البابيين  فرض زعامته على من تبقى من البابيين  لولا  حادث ذهب بأمانيه أدراج الرياح، وهو نفي البابيين من بغداد إلى القسطنطينية وغيرها من البلاد، وذلك لأنهم يحتفلون في أول شهر المحرم من كل عام هجري بعيد ميلاد الباب، ففي أول المحرم من عام 1379هـ احتفل البابيون بهذا العيد  فاجتمعوا في حديقة تسمى : ( باغ رضوان )،  أي : جنة الرضوان، في جو مليء بمظاهر الفرح والسرور، فشق ذلك على الشيعة الإثني عشرية الذين يعتبرون هذا اليوم يوم حزن ومأتم، فاعتبروا فعلهم ذلك ازدراء بهم وبمعتقداتهم، ولولا تدخل الحكومة آنذاك، لفتك الشيعة بالبابيين وأفنوهم عن آخرهم، فاستقر الرأي على نفيهم من بغداد إلى القسطنطينية، التي لبثوا فيها أربعة شهور،  ثم صدر الأمر بنفيهم إلى  ( أدرنة ) وتسمى عند البهائيين بـ ( أرض السر )، وفي أدرنة جهر البهاء بالدعوة إلى نفسه، ولفظ أخاه لفظ النواة، فوقع النزاع بين الشقيقين. وانقسم البابيون من أتباعهم إلى فرقتين : فئة انحازت إلى البهاء، وتسمى : (البهائية )، وفئة ظلت على عهدها مع الميرزا يحيى، الملقب بـ (صبح أزل ) فسميت بـ  ( الأزلية )، معتقدة أنه هو خليفة الباب، وأن (البهاء ) ليس له من الأمر شيء  إلا أنه  وكيل الأزل ونائبه، فاحتدم الجدال بين الفريقين  ،  ورأى ( صبح أزل ) أن الأمر سيفلت من يده، فدس السم لأخيه في طعامه، ولكنه نجا من هذه المكيدة، فشرع يراسل البابيين يدعوهم إلى اتباعه، والإيمان به، ويبين لهم أنه هو المنوه عنه في كتب الباب  بـ ( من يظهره الله )، بل هو الذي أرسله كما أرسل مظاهره من قبل، مثل : (زرادشت، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، والباب )، ولما أفضى الأمر إلى الجدال فالقتال بين الوكيل والأصيل، خشيت دولة الخلافة أن تضطرم بـ ( أدرنة ) نيران الفتنة والثورة،  فاتفقت وسفير الشاه على تغيير منفى القوم، والتفريق بين الحزبين والأخوين،  فنفت (البهاء )ومن تبعه إلى مدينة ( عكا ) في فلسطين المحتلة، وسجنتهم في قلعتها [138]، ونفت (صبح أزل) وأتباعه إلى جزيرة قبرص، وسجنتهم في قلعة  ( فاماغوستا)، ثم أطلقت السلطات سراح الأخوين وأتباعهما فيما بعد، على أن لا يغادر أحد  منهم منفاه .ثم ادعى كل منهما أنه رسول مستقل، لا خليفة الباب ولا نائبه، وأن الله تعالى قد بعثه رحمة للعالمين بشريعة جديدة، ناسخة لما بين يديها من الشرائع، وجاء كل منهما بكتاب زعم أنه وحي من الله ؛ لتصديق دعوته ؛ وتكذيب دعوى أخيه ، ولم يلبث أن خفت صوت ( صبح أزل )، وتفرق عنه أشياعه، وقوي بالتالي أمر ( البهاء ) وامتد نفوذه، فكبرت مزاعمه، إذ بعد أن كان يدعي أنه خليفة الباب، أصبح يزعم أنه المهدي، ثم ادعى النبوة، فالرسالة، فالربوبية  والألوهية، واستمر سادراً في غَيِّهِ وضلاله ،  إلى أن هلك في  ثاني ذي القعدة سنة 1309هـ الموافق  لـ  28 / 5 / 1892م، فخلفه ولده الأكبر : الميرزا عباس، الذي تلقب في حياة والده بـ ( غصن الله الأعظم )، وبعد هلاك أبيه بـ (عبد البهاء ) ولم يمض وقت طويل حتى غير عبد البهاء أحكام شريعة أبيه، وادعى النبوة، فالربوبية،  حتى  أن  أخاه : ( الميرزا محمد علي ) أنكر عليه ذلك أشد الإنكار، ورماه بالكفر والمروق  من دين البهاء، فانقسمت البهائية مجددا إلى فريقين : فريق سمي بـ(الناقصين ) ويرأسهم  الميرزا محمد علي، وسمي الفريق الآخر بـ ( المارقين )، ويرأسهم عبد البهاء ( الميرزا عباس )  الذي استطاع الظهور على أخيه، بمساعدة بريطانيا، والحركة الصهيونية،  فأصبح أداة طيعة في أيديهم.[139]
المطلب الثاني :   شذرات من أحكام شريعة البهاء
 يزعم البهاء كسلفه الباب، أن شريعته ناسخة لما سبقها من الشرائع، ولشريعة الباب كذلك، بل أنشأ دينا جديدا هو مزيج عجيب من العقائد السماوية والوضعية، كحل وسط بين الأديان، وكطريقة عملية - كما يدعي - لإشاعة السلام في الأرض، ففي البهائية آيات من القرآن الكريم، ونصوص من التوراة والإنجيل،  واقتباسات من الهندوسية، والكنفوشيوسية، والبوذية، ويؤولون هذه الاقتباسات بما تقتضيه ديانتهم الجديدة ، التي وصفوها بأنها لا تنتمي إلى ديانة معينة بالذات، ولا هي فرقة أو مذهب، وإنما هي دعوة إلهية جديدة، من شأنها أن تختم الدورة السابقة - أي : الرسالة الإسلامية - وأن تعطل شعائرها وعباداتها ، فعقيدتهم تخالف عقيدة المسلمين في الله، والرسول،  والقرآن، والطهارة، والصلاة، والصوم، والحج  وفي كل الأصول والفروع [140] .
 وسأورد شذرات من أحكام شريعة البهاء التي دونها في كتابه ( الأقدس ).
الوضوء عند البهائيين :
فالوضوء عند البهائيين هو : غسل اليدين والوجه قبل كل صلاة ، وإن كان البهائي قد غسل بدنه كله قبل ذلك. قال بهاء الله في كتابه الأقدس : (من لم يجد الماء يذكر خمس مرّات بسم الله الأطهر الأطهر، ثم يشرع في العمل، هذا ما حكم به مولى العالمين..!)،  وإذا كانت يد البهائي مجروحة،  واستعمال الماء يضر به فيمكنه في هذه الحالة الاكتفاء بذكر نص الأقدس السالف الذكر. 
الصلاة عند البهائيين :
  قال " بهاء الله  "في الأقدس  عن الصلاة : (  قد فرض عليكم الصلاة  من أول البلوغ أمرا من لدى الله ربكم، ورب آبائكم الأولين، من كان في نفسه ضعف من المرض أو الهرم، عفا الله عنه فضلا من عنده، إنه لهو الغفور الكريم. ومن لم يجد الماء يذكر خمس مرات  ( بسم الله الأطهر ) ثم يشرع في العمل، هذا ما حكم به  مولى العالمين. وقد عفونا عنكم صلاة  الآيات _ أي : صلاتي الكسوف والخسوف – إذا ظهرت، أن اذكروا الله بالعظمة والاقتدار، إنه هو السميع البصير. وكتب عليكم الصلاة فرادى، قد رفع حكم الجماعة، إلا في صلاة الميت، إنه لهو الآمر الحكيم ) [141]
وسن البلوغ عند البهائيين هو : بلوغ الخامسة عشرة للنساء والرجال على السواء. ويحدد عباس عبد البهاء الصلاة بفوله : ( إن الصلاة هي : مخاطبة الله..!) [142]
ويوضح ذلك  جون أسلمنت بقوله : ( فالذي يحاول عبادة الله من دون التوجه إلى مظهره، كمن هو في سجن مظلم ويحاول بخياله أن يمرح في بهاء  نور الشمس  ) [143].
ويقول أسلمنت : ( لقد فرض بهاء الله صلوات ثلاث يومية، وترك المؤمنين أحراراً في تلاوة أية واحدة من هذه الصلوات الثلاث، ولكنه جعل الصلاة فرضا محتوما، يجب القيام به بالأسلوب الذي وصفه فيها ) [144]
وحين سئل  " عباس عبد البهاء " عن تفاصيل الصلاة التي ذكرها "  بهاء الله "في كتابه الأقدس حيث قال : ( قد فصلنا الصلاة في ورقة أخرى، طوبى لمن عمل بما أُمِرَ به من لدن مالك الرقاب ) أجاب في رسالته إلى " المير  علي أصغر البهائي " بقوله : ( أيها الثابت على العهد، سألتم عن الصلاة وتسع ركعاتها، فإن تلك الصلاة مع بعض كتبه ( أي : كتب بهاء الله..!؟ ) وقعت في أيدي الناقضين للعهد، لاأدري متى يُخرجُ  الله ذلك اليوسف الروحاني من ذلك البئر المظلم، إن في هذا لحزن عظيم  " لعبد البهاء " وخلاصة الكلام : إن جميع أمانات هذا العبد سرقه مركز النقض، وجميع الأحباء في الأرض المقدسة مطلعون على هذا الأمر، تالله إن " عبد البهاء  " يبكي دما من هذه المصيبة العظمى، ويتأجج في قلبه نار الجوى  بين الضلوع والأحشاء، وإن في هذا لحكمة بالغة، فسوف يظهرها الله للأحباء..!) [145]
ولم يفرض "  بهاء الله " صلاة الجماعة إلا في صلاة الميت، إلا أن البهائي " أسلمنت " نقل عن
" عباس عبد البهاء " نصاً يبيح فيه صلاة الجماعة، لكنهن البهائيين عند طباعة كتاب (بهاء الله والعصر الجديد ) طبعة جديدة حذفوا هذا النص، وأكدَّ " أسلمنت " على أن صلاة الجماعة ملغاة في الدين البهائي، وإنما أُجيز الاجتماع للابتهال والمناجاة. [146]
أوقات الصلاة  ، وكيفيتها :
للبهائيين ثلاث صلوات، الكبيرة : ويؤديها البهائي حينما يجد في نفسه قوة ونشاطاً. ويكفي أداؤها مرة واحدة في الليل أو التهار.
والمتوسطة : ويؤديها البهائي في الصباح، ووقتها : من طلوع الفجر إلى الظهر. أو في الظهر، من الزوال إلى مغيب الشمس. أو في المغرب ، من الغروب إلى بما بعد الغروب بساعتين.
والصغرى : ووقتها من الظهر إلى المغرب.
وليس واجبا على البهائي أداء الصلوات الثلاثة، بل يكفي أداء أية واحدة منها. [147]
ويُعفى من أداء الصلاة من كان على سفر، أو كان ضعيفا من المرض أو الهرم، كما تعفى منها الحائض والنفساء، ولا يجب على أيٍّ منهم القضاء. غير أن بعض البيانات البهائية تقول :  ( ولكم ولهن في الأسفار إذا نزلنم واسترحتم في مقام غير آمن آمن، مكان كل صلاة سجدة واحدة، واذكروا فيها : سبحان الله ذي العظمة والإجلال، والموهبة والإفضال،  ولكن إذا كان المكان آمنا، فيجب والحالة هذه أداء الصلاة الاعتيادية.) [148]
وهذه الصلوات يصليها أحدهم بشرط أن يكون فارغ القلب من جميع الشواغل،  وتشمل هذه الصلوات على : قيام  وركوع  وقنوت وقعود  وكلمات يقولونها في تعظيم وتمجيد  وتأليه البهاء .ويبدو أنها ألحقت باشرائع البهائية بعد هلاك البهاء، إذ لا وجود لها في الأقدس أو الإيقان، وغيرهما من كتب البهاء.
 
 
كيفية صلواتهم :
الصّلاة الصّغرى
تُقرأ مرّة كلّ أربع وعشرين ساعة، حين الزّوال
[  أشهد يا إلهي بأنّك خلقتني لعرفانك وعبادتك. أشهد في هذا الحين بعجزي وقوّتك وضعفي واقتدارك وفقري وغنآئك. لا إله إلاّ أنت المهيمن القيّوم .  ] 
الصّلاة الوسطى
تؤدى يومياً في الصّباح والزّوال والمساء
ومن أراد أن يصلّي له أن يغسل يديه وحين الغسل يقول:
[  إلهي قوِّ يدي لتأخذ كتابك باستقامة لا تمنعها جنود العالم ثمّ احفظها عن التّصرّف فيما لم يدخل في ملكها. إنّك أنت المقتدر القدير.]
وفي حين غسل الوجه يقول:
[ أي ربِّ وجّهت وجهي إليك. نوّره بأنوار وجهك ثمّ احفظه عن التّوجّه إلى غيرك.]
  وبعد له أن يقوم متوجّهاً إلى القبلة ويقول:
[شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو. له الأمر والخلق. قد أظهر مشرق الظّهور ومكلّم الطّور الّذي به أنار الأفق الأعلى ونطقت سدرة المنتهى وارتفع النّدآء بين الأرض والسّماء قد أتى المالك المُلك والملكوت والعزّة والجبروت لله مولى الورى ومالك العرش والثّرى.]
ثمّ يركع ويقول:
[سبحانك عن ذكري وذكر دوني ووصفي ووصف من في السّموات والأرضين.]
ثمّ يقوم للقنوت ويقول:
[يا إلهي لا تخيّب من تشبّث بأنامل الرّجآء بأذيال رحمتك وفضلك يا أرحم الرّاحمين.]
ثمّ يقعد ويقول:
[ أشهد بوحدانيّتك وفردانيّتك وبأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت. قد أظهرت أمرك ووفيت بعهدك وفتحت باب فضلك على من في السّموات والأرضين. والصّلاة والسّلام والتّكبير والبهآء على أوليآئك الّذين ما منعتهم شئونات الخلق عن الإقبال إليك وأنفقوا ما عندهم رجآء ما عندك. إنّك أنت الغفور الكريم.]
وإذا شاء المصلّي قراءة:
 [ شهد الله أنّه لا إله إلاَّ هو المهيمن القيّوم ]
بدلاً من الآية الكبيرة فذلك يكفي، وكذلك يكفي في القعود تلاوة:
 [  أشهد بوحدانيّتك وفردانيّتك وبأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت  ].
الصّلاة الكبرى
تؤدى مرّة في كلّ أربع وعشرين ساعة
[  هو المنزل الغفور الرّحيم
للمصلّي أن يقوم مقبلاً إلى الله وإذا قام واستقرّ في مقامه ينظر إلى اليمين والشّمال كمن ينتظر رحمة ربّه الرّحمن الرّحيم. ثمّ يقول:
يا إله الأسمآء وفاطر السّمآء أسئلك بمطالع غيبك العليّ الأبهى بأن تجعل صلوتي ناراً لتحرق حجباتي الّتي منعتني عن مشاهدة جمالك ونوراً يدلّني إلى بحر وصالك.
ثمّ يرفع يديه للقنوت لله تبارك وتعالى ويقول:
يا مقصود العالم ومحبوب الأمم تراني مقبلاً إليك منقطعاً عمّا سواك متمسّكاً بحبلك الّذي بحركته تحرّكت الممكنات. أي ربّ أنا عبدك وابن عبدك. أكون حاضراً قائماً بين أيادي مشيّتك وإرادتك وما أريد إلاّ رضآئك. أسئلك ببحر رحمتك وشمس فضلك بأن تفعل بعبدك ما تحبّ وترضى. وعزّتك المقدّسة عن الذّكر والثّنآء كلّ ما يظهر من عندك هو مقصود قلبي ومحبوب فؤادي. إلهي إلهي لا تنظر إلى آمالي وأعمالي بل إلى إرادتك الّتي أحاطت السّموات والأرض. واسمك الأعظم يا مالك الأمم ما أردت إلاّ ما أردته ولا أحبّ إلاّ ما تحبّ.
ثمّ يسجد ويقول:
سبحانك من أن توصف بوصف ما سواك أو تعرف بعرفان دونك.
ثمّ يقوم ويقول:
أي ربّ فاجعل صلوتي كوثر الحيوان ليبقى به ذاتي بدوام سلطنتك ويذكرك في كلّ عالم من عوالمك.
ثمّ يرفع يديه للقنوت مرّة أخرى ويقول:
يا من في فراقك ذابت القلوب والأكباد وبنار حبّك اشتعل من في البلاد أسئلك باسمك الّذي به سخّرت الآفاق بأن لا تمنعني عما عندك يا مالك الرّقاب. أي ربّ ترى الغريب سرع إلى وطنه الأعلى ظلّ قباب عظمتك وجوار رحمتك والعاصي قصد بحر غفرانك والذّليل بساط عزّك والفقير أفق غنآئك. لك الأمر فيما تشآء. أشهد أنّك أنت المحمود في فعلك والمطاع في حكمك والمختار في أمرك
ثمّ يرفع يديه ويكبّر ثلث مرات ثمّ ينحني للرّكوع لله تبارك وتعالى ويقول:
يا إلهي ترى روحي مهتزّاً في جوارحي وأركاني شوقاً لعبادتك وشغفاً لذكرك وثنآئك ويشهد بما شهد به لسان أمرك في ملكوت بيانك وجبروت علمك. أي ربّ أحبّ أن أسئلك في هذا المقام كلّ ما عندك لإثبات فقري وإعلآء عطآئك وغنآئك وإظهار عجزي وإبراز قدرتك واقتدارك .
ثمّ يقوم ويرفع يديه للقنوت مرّة بعد أخرى ويقول:
لا إله إلاّ أنت العزيز الوهّاب. لا إله إلاّ أنت الحاكم في المبدء والمآب. إلهي إلهي عفوك شجّعني ورحمتك قوّتني وندآئك أيقظني وفضلك أقامني وهداني إليك وإلاّ ما لي وشأني لأقوم لدى باب مدين قربك أو أتوجّه إلى الأنوار المشرقة من أفق سمآء إرادتك. أي ربّ ترى المسكين يقرع باب فضلك والفاني يريد كوثر البقآء من أيادي جودك. لك الأمر في كلّ الأحوال يا مولى الأسمآء ولي التّسليم والرّضآء يا فاطر السّمآء.
ثمّ يرفع يديه ثلث مرّات ويقول:
الله أعظم من كلّ عظيم.
ثمّ يسجد ويقول:
سبحانك من أن تصعد إلى سمآء قربّك أذكار المقرّبين أو أن تصل إلى فنآء بابك طيور أفئدة المخلصين. أشهد أنّك كنت مقدّساً عن الصّفات ومنزّهاً عن الأسمآء لا إله إلاّ أنت العليّ الأبهى.
ثمّ يقعد ويقول:
أشهد بما شهدت الأشياء والملأ الأعلى والجنّة العليا وعن ورآئها لسان العظمة من الأفق الأبهى أنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت والّذي ظهر إنّه هو السّرّ المكنون والرّمز المخزون الّذي به اقترن الكاف بركنه النّون. أشهد أنّه هو المسطور من القلم الأعلى والمذكور في كتب الله ربّ العرش والثّرى.
ثمّ يقوم مستقيماً ويقول:
يا إله الوجود ومالك الغيب والشّهود ترى عبراتي وزفراتي وتسمع ضجيجي وصريخي وحنين فؤادي. وعزّتك اجتراحاتي أبعدتني عن التّقرّب إليك وجريراتي منعتني عن الورود في ساحة قدسك. أي ربّ حبّك أضناني وهجرك أهلكني وبعدك أحرقني. أسئلك بموطئ قدميك في هذا البيدآء وبلبّيك لبّيك أصفيآئك في هذا الفضآء وبنفحات وحيك ونسمات فجر ظهورك بأن تقدّر لي زيارة جمالك والعمل بما في كتابك.
ثمّ يكبّر ثلث مرات ويركع ويقول:
لك الحمد يا إلهي بما أيّدتني على ذكرك وثنآئك وعرّفتني مشرق آياتك وجعلتني خاضعاً لربوبيّتك وخاشعاً لألوهيّتك ومعترفاً بما نطق به لسان عظمتك.
ثمّ يقوم ويقول:
إلهي إلهي عصياني أنقض ظهري وغفلتي أهلكتني. كلّما أتفكّر في سوء عملي وحسن عملك يذوب كبدي ويغلي الدّم في عروقي. وجمالك يا مقصود العالم إنّ الوجه يستحي أن يتوجّه إليك وأيادي الرّجآء تخجل أن ترتفع إلى سمآء كرمك. ترى يا إلهي عبراتي تمنعني عن الذّكر
والثّنآء يا ربّ العرش والثّرى. أسئلك بآيات ملكوتك وأسرار جبروتك بأن تعمل بأوليآئك ما ينبغي لجودك يا مالك الوجود ويليق لفضلك يا سلطان الغيب والشّهود
ثمّ يكبّر ثلث مرّات ويسجد ويقول:
لك الحمد يا إلهنا بما أنزلت لنا ما يقرّبنا إليك ويرزقنا كلّ خير أنزلته في كتبك وزبرك. أي ربّ نسئلك بأن تحفظنا من جنود الظّنون والأوهام. إنّك أنت العزيز العلاّم.
ثمّ يرفع رأسه ويقعد ويقول:  
أشهد يا إلهي بما شهد به أصفيآئك وأعترف بما اعترف به أهل الفردوس الأعلى والجنّة العليا والّذين طافوا عرشك العظيم. الملك والملكوت لك يا إله العالمين. ][149]
قبلة البهائيين :
وحدد البهاء قبلة البهائيين  في ( الأقدس ) بقوله : ( إذا أردتم الصلاة  ولُّوا وجوهكم شطري الأقدس، المقام المقدس -  أي : عكا [150] -  الذي جعله الله مطاف الملأ الأعلى، ومقبل أهل مدائن البقاء، ومصدر الأمر لمن في الأرضين  والسموات..) [151].  أي : حيث دفنت جثة بهاء الله في بهجة الكرمل.
وقال عبد البهاء  ردا على من سأله عن القبلة :  ( أما بخصوص محل التوجه، فإن مقبرته ( أي : مقبرة بهاء الله ) المقدسة بنص قطعي إلهي الذي جعله مطافا للملأ الأعلى..؟!، ( تماما كاالمقبرة التي فيها جيفة غلام أحمد القادياني بالنسبة للقاديانيين ) روحي – أي روح عبد البهاء -  وذاتي وكينونتي لترابه الفداء، والتوجه إلى غير تلك العتبة المقدسة لا يجوز، إياك إياك إلى  غيره، وقبلة هذا العبد، ذلك المقام المقدس، إنه لمسجدي الأقصى..!!، وسدرتي المنتهى، وجنتي العليا، ومقصدي  الأعلى ) [152]
ويصرح البهائي حيدر علي بأن : ( الزوار الذين يزورون العتبة المقدسة، يطوفون حولها،ويقبلونها، ويسجدون فوقها. ) [153]
 

الصوم عند البهائيين :
جعل البهاء الصيام  تسعة عشر يوما  في شهر العلاء، ويكون عيد الفطر عندهم موافقا : لما يسمى بـ ( عيد النيروز )، ويوافق كذلك ما يسميه العالم اليوم :  بـ [ عيد الأم  الموافق ليوم ( 21/ 3  ) من كل عام ميلادي ] [154].
 قال في الأقدس:( ياقلم الأعلى، قل يا ملأ الإنشاء : قد كتبنا عليكم الصيام أياما معدودات، وجعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها . ) [155].
والصوم عند البهائيين واجب على كل فرد، ذكر أو أنثى، أمل الخامسة عشرة من عمره ودخل في السادسة عشرة، شرط أن يكون سليما معافى، ومدة صيام البهائي تسعة عشر يوما، تقع في الشهر الأخير من السنة البهائية الشمسية، وهو شهر العلاء،  وعلى الصائم أن يكف عن الأكل والشرب من طلوع الشمس إلى غروبها. وليس الصيام مفروضا على الأطفال والمرضى، والمسافرين، والشيوخ، والعجزة، زالحوامل، والمرضغات. وحد الشيخوخة عند البهائيي هو : تجاوز السبعين. والأشخاص الذين يعملون بالأشغال الشاقة، يُعفَونَ من الصيام.
والسفر المعفي من الصيام عندهم : السفر تسع ساعات، ولكن إذا توقف المسافر في بلد، وتعين بأنه سوف يبقى هناك لمدة شهر بهائي ( أي تسعة عشر يوما ) فيجب أن يصوم، ولكن إذا قلت المدة عن شهر فليس عليه صوم. وإذا ذهب إلى بلد غير بلده في غضون شهر الصيام  وسيبقى فيه شهرا بهائيا، فيجب أن يفطر ثلاثة أيام، وبعدها يصوم ياقي أيام شهر الصيام، ولكن إذا عاد إلى بلده، فيجب أن يصوم من أول يوم يصل فيه.
ولمن يسافر على قدميه أن يفطر إذا زاد مسيره على ساعتين. وفي اليوم الذي ينوي فيه السفر لا يجوز له الصيام.
وتُعفى النساء حين الحيض من الصوم والصلاة، ولهن أن يتوضأن ويسبحن خمسا وتسعين مرة من الزوال إلى الزوال.
( وعند التكسر والتكاسل لا يجوز الصلاة والصيام، وهذا حكم الله من قبل ومن بعد ) [156]
قال جون أسلمنت :
(إنّ الشّهر التّاسع عشر الّذي يلي أيّام الهاء ( والهاء بحساب الجمل تساوي خمسة ) هو شهر الصّيام.  وخلال الأيّام التّسع عشر يكون الصّيام بالامتناع عن الأكل  والشّرب من الشّروق حتّى الغروب.  وحيث أنّ شهر الصّيام ينتهي بيوم الاعتدال الرّبيعي في آذار (مارس) فإنّ الصّيام يقع دائمًا في نفس الفصل وهو الرّبيع في نصف الكرة الشّمالي والخريف في نصف الكرة الجنوبي، فلا هو بواقع في حرارة الصّيف الشّديدة ولا في برودة الشّتاء القاسية ممّا يجعل الصّيام شاقًّا.  وبالإضافة إلى هذا ففي هذا الفصل تكون الفترة بين الشّروق والغروب متساوية تقريبًا في جميع أنحاء المعمورة أي من السّاعة السّادسة صباحاً حتّى السّاعة السّادسة مساءً.  وليس الصّيام مفروضًا على الأطفال والمرضى والمسافرين والشّيوخ والعجزة والحوامل والمرضعات.
وقد ثبت أنّ مثل هذا الصّيام السّنوي المفروض بموجب الأحكام البهائيّة نافع صحيًّا.  وحيث أنّ حقيقة الصّيام البهائيّ ليست في الإمساك عن الطّعام المادي بل في ذكر الله الّذي هو الطّعام الرّوحانيّ لذا فحقيقة الصّيام البهائيّ لا تقتصر على الامتناع عن الطّعام المادي الّذي يساعد على تطهير الجسد ولكنّه يوجّه النفوس إلى الانقطاع عمّا سوى الله فيقول عبدالبهاء ما ترجمته:-
( الصّيام رمز.  الصّيام يعني الامتناع عن الشّهوات.  الصّيام المادي رمز عن ذلك الامتناع وشيء يذكّر الصّائم به.  بمعنى أنّ الإنسان عندما يمتنع عن الشّهوات الماديّة عليه أنْ يمتنعَ عن الشّهوات النفسيّة والنّزوات، لكنْ مجرّد الامتناع عن الطّعام لا تأثير له على الرّوح بل إنّه مجرّد رمز وشيء يذكر.  وبدون هذا لا أهميّة له.  فالصّيام لهذا الهدف لا يعني الامتناع التّام عن الطّعام.....؟!  
 بل القاعدة الذّهبيّة الخاصّة بالطّعام هي أنْ لا يأكل المرء كثيرًا ولا  يأكل قليلاً.  فالاعتدال ضروريّ.  وهناك في الهند طائفة تمسك عن الطّعام أقصى إمساك وتقلّل طعامها تدريجيًّا إلى أنْ تصلَ بالعيش على لا شيء تقريبًا، وهذا يؤثّر كثيرًا على ذكائها.  ولنْ يكونَ المرء أهلاً لخدمة الله بعقل ضعيف وجسد ضعيف قد أضعفهما الامتناع عن الطّعام فصار لا يستطيع رؤية الأمور رؤية واضحة)  [157].
الحج عند البهائيين :
يقول بهاء الله في كتابه الأقدس : ( قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء، عفا الله عنهن رحمة من عنده إنه لهو المعطي الوهاب ) [158]
والحج  مفروض على الرجال دون النساء، ولهم ثلاث مزارات يقدسونها ويحجون إليها،
 الأول : في شيراز، وهو المكان الذي ولد فيه الباب.
 والثاني : في بغداد، وهو المكان الذي جَهَرَ فيه البهاء بدعوته.
والمكان الثالث : في عكا، حيث  استقر به المقام، ودُفِنَت جيفته  بعد هلاكه. يقول في  ( الأقدس ) : ( وقد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت -  أي مكان إقامته ومدفنه فيما بعد  -  دون النساء، عفا الله عنهن رحمة من عنده، إنه لهو المعطي الوهاب ) [159].  
والحج واجب على من استطاع من الرجال مرة واحدة في العمر، وزيارة هذه الأمكنة مقبولة في أي وقت من أيام السنة. وأي مكان يكون أقرب من الحاج  يحج إليه.
يقول بهاء الله في لوح البهاء : ( فإذا دخلت بغداد فكبر الله حتى تقترب من نهرها، فالبس هناك أفخر الثياب، وتوضأ ثم توجه لزيارة البيت..) [160]
يقول  جون أسلمنت : ( وليس هناك من بين آلاف الزائرين الذين يأتون من جميع بقاع الأرض لزيارة مقام بهاء الله المقدس من تفوته زيارة مقام مبشره الفريد المخلص المحب (الباب ) إجلالا ووفاءً ) [161]
هذا.. مع أن بهاء الله نهى عن زيارة القبور، بقوله في لوح البشارات : ( اليشارة الرابعة عشرة : لا تشدوا الرحال خاصة لزيارة أهل القبور، فإن دفع أولو السعة والقدرة مصاريف ذلك إلى بيت العدل فهو مقبول ومحبوب عند الله نعيما للعاملين. ) [162]
الزكاة عند البهائيين :
 أما حكم الزكاة عندهم : فقد بينه البهاء في ( الأقدس ) فقال : (  والذي يملك  مئة مثقال من الذهب ، فتسعة عشر مثقالا لله فاطر الأرض والسماء ، إياكم يا قوم أن تمنعوا أنفسكم عن هذا الفضل العظيم _ هذه هي الإتاوة التي يتقاضاها الميرزا عباس  وخلفاؤه من بعده من أتباعهم - قد أمرناكم  بهذا بعد إذ كنا أغنياء عنكم وعن كل من في السموات والأرضين.... إلى أن يقول : يا قوم لا تخونوا في حقوق الله ولا تَصَرَّفُوا فيها إلا بعد إذنه ( أي البهاء ) كذلك قضى الأمر في الألواح وفي هذا اللوح المنيع... قد حضرت لدى العرش ( يعني نفسه..!؟) عرائض شتى من الذين آمنوا ( أي البهائيين ) وسألوا فيها الله رب ما يرى وما لا يُرى رب العالمين، لذا نزلنا اللوح بطراز الأمر، لعل الناس بأحكام ربهم يعملون. وكذلك سئلنا من قبل في سنين متواليات، وأمسكنا القلم حكمة من لدنا، إلى أن حضرت كتب من أنفس معدودات في تلك الأيام، لذا أجبناهم بالحق بما تحيى به القلوب   ) [163].    وعلق على هذا مؤلف كتاب  ( مفتاح باب الأبواب ) بقوله : ( يظهر من هذه الأقوال أنه لولا إلحاح المؤمنين به لما كان ينزل هذه الأحكام، وما كان يؤسس دينه ويلزم عباده باتباعه، وهذا شأن بديع من الألوهية الجديدة، يختلف عن شئون الآلهة القديمة.. وعش رجباً ترى عجباً. ) [164]
والمفهوم من خطابه ، أن  الزكاة التي فرضها على أتباعه  تدفع له، وهي ما يقارب خمس ما يملك، ولم تكن الزكاة للفقراء والمساكين، بل لمنفعته الخاصة.
الأعياد  البهائية ومناسبات الذّكرى السّنويّة :
يحتفل البهائيون بالأعياد والمناسبات التالية :
1- عيد الرّضوان (إعلان دعوة بهاءالله من 21 نيسان (أبريل) – 2 أيّار (مايو)
   سنة 1863. ويحتفل به البهائيّون سنويًا مدّة اثني عشر يومًا.
2- عيد النّوروز (رأس السّنة البهائيّة) وذلك عادة في 21 آذار (مارس).
3- عيد بعثة الباب في 23 أيّار (مايو) سنة 1844 (5 جمادي الأولى 1260 هـ) [165].
4- مولد بهاءالله في 12 تشرين الثّاني (نوفمبر) سنة 1817 (2 محرّم 1233 هـ).
5- مولد الباب في 20 تشرين الأوّل (أكتوبر) سنة 1819 (1 محرّم 1235 هـ).
6- صعود بهاءالله في 29 ايّار (مايو) 1892...؟!
7- استشهاد الباب في 9 تمّوز (يوليو) سنة 1850 (28 شعبان  1266 هـ).
8- صعود عبدالبهاء في 28 تشرين الثّاني (نوفمبر) سنة 1921...؟!
9- شهر الصيام 19 يومًا من أوّل العلاء (2 آذار – مارس - ) إلى يوم النوروز.
10- عيد النّوروز الّذي يحتفل به مباشرة بعد ختام الصّيام.
11- أيّام الهاء (من 26 شباط – فبراير –إلى أوّل آذار – مارس –).وهي تسبق
  شهر الصيام ، يؤتى فيها من المنكرات ما لا عين رأت،  ولا أذن سمعت،
  ولا خطر على قلب بشر.. [166]
وحرمت البهائية على أتباعها الجهاد، ولم يوجدها من أوجدها إلا لذلك، وفرضت على أتباعها الدعوة إلى السلام، وعدم اللجوء إلى الحرب والقتال، بأية صورة من الصور.
 
 
المطلب الثالث :
كتاب الأقدس
الكتاب المقدس لدى البهائيين
وقد كتبه البهاء في أخريات أيامه، بعد إلحاح من أتباعه الذين ظنوا أنه إله، ثم رأوا أنهم لا يجدون كتابا يبين لهم فيه هذا الإله كيف يعبد..؟ فأسرع هو وابنه يلفقان من خرافات الباب نفسها، وضلالات  الإسماعيلية  شريعة في كتاب سمياه الأقدس...!! فكان وحده دليلا على أن البهاء فضيحة كافرة.. ثم زعما  أن ما كتباه إنما هو فيض من الوحي الإلهي المقدس..!![167]   [  فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون..] [168] :
لقد ادعى حسين علي المازندراني الألوهية ،  ومن هنا كان حتماً عليه أن يدعي إنزال كتاب مقدس – كما زعم مسيلمة الكذاب - ، فكان أن جاء بكتابه ( الأقدس )  ، وجاء فيه بما يستحي طالب العلم المبتدئ في الطلب من نسبته إلى نفسه، فكان بحق أحط كتاب، حشي بألفاظ وعبارات  تنضح جهلاً، تنفر من معانيه النفوس، وتأنف من سماعه الأسماع، ألفّه ولفّقه المازندراني- كما أسلفنا -، وزعم أنه أفصح وأشرف كتاب منزل على الإطلاق، وفضله على كتب الله المنزلة على  رسله الأخيار، ثم نسخ به جميع الكتب السابقة وفي أولها القرآن الكريم.
ولا تسأل عما فيه من الألفاظ الشنيعة والمعاني الركيكة،  والأخطاء اللغوية والتراكيب الغامضة، قراءته مملة ثقيلة على النفس، وكلما قرأت فيه  ازددت غيظاً وغماً من تبجح مؤلفه واستكباره، فمعظم الكتاب  مدح لنفسه ولبهائه ولجودة قريحته وعمق تفكيره، وإحاطته علماً بما كان وما يكون، وسماعه ضجيج أصوات الذرية في أصلاب آبائهم.
ومخاطبة الملوك والرؤساء وندائهم إلى الأخذ بديانته، ومخاطبة بعض الأراضي أيضاً مثل قوله: يا أهل البهاء، يا معشر العلماء، يا ملاّء الإنشاء، يا عبادي، يا معشر الملوك، قل لي يا ملك البرلين أسمع النداء من هذا الهيكل المبين. يا معشر الأمراء اسمعوا، يا شواطيء نهر الرين، يا معشر الروم، يا أرض الطاء، يا أرض الخاء، يا بحر الأعظم، قل يا قوم، يا ملك النمسا، يا ملوك أمريكا، هذه هي النداءات التي يكررها في كتابه.
وقبل إيراد نص الكتاب أودّ التنبيه إلى تناقض مؤلفه واضطرابه، فهو مرة يأتي بآياته كما يسميها على أنها من الله تعالى لشخصه مباشرة، ومرة يأتي بها على أنه هو الله الذي تكلم به كما اقتضت إرادته، ومرة يأتي بها على أنها من إنشائه هو، ومرة يُظهر فيها العلو والاستكبار إلى أبعد الحدود، ومرة يُظهر نوعاً من التواضع  السمج..  
وهكذا يخرج منه قارئه وهو أشد جهلاً به، حتى في الآيات التي يزعم فيها بيان بعض الأحكام ففيها من التعقيد وركاكة الأسلوب ما لا يكاد يفهم إلا بكلفة ..
 على أن البهاء- وقد تنبأ وتأله- صار يخبر بأشياء كثيرة من المغيبات التي زعم أنها ستقع كما أخبر، فإذا بها تأتي عكس ما أراد وأخبر، وقد أخزاه الله  وأهانه في ما تنبأ به كما أخزى مسيلمة الكذاب  ، ونشير هنا بإيجاز إلى بعض نبوءات المازندراني، ومنها:
1- ما تنبأ به المازندراني من أن البهائية سيكون لها مستقبل مشرق في العراق، فهل صدق في ذلك الزعم الذي ينسب الإخبار به إلى الله.. ؟ مضى على قوله سنوات عديدة ولم يفتخر أهل العراق بها، بل  أصدرت وزارة الداخلية العراقية أمرا حرمت بموجبه نشاط البهائية في العراق، استنادا إلى الفقرة ( 16 ) من المادة الرابعة من قانون السلامة الوطنية رقم ( 4 ) لسنة 1965م، وقد تقرر فيه غلق المحافل البهائية جميعها في العراق ومصادرة محتوياتها.. [169] ومع ذلك ظلت البهائية تمارس نشاطها بسرية ، إلى أن قامت ثورة تموز سنة 1968م، فأصدر مجلس قيادة الثورة مرسوما  المرقم بـ ( 105) لسنة 1970م.. يحرم النشاط البهائي، جاء فيه : [ استنادا لأحكام الفقرة ( ج ) من المادة الخمسين المعدلة من الدستور المؤقت، وبناء على ما عرضه وزير الداخلية، وأقره مجلس قيادة الثورة، صدر القانون الآتي :
المادة الأولى : يحظر على كل شخص تحبيذ أو ترويج البهائية، أو الانتساب لأي محفل أو جهة تعمل على تلقين أو نشر البهائية، أو الدعوة إليها بأي شكل من الأشكال.
المادة الثانية : لا يجوز بيع أو توزيع أو طبع أو حيازة الكنب والنشرات الصادرة في الخارج من الدخول إلى العراق والتداول فيها.
المادة الثالثة : تغلق جميع المحافل البهائية، ومراكزها الموجودة في العراق، ويوقف نشاطها ويمنع كل شخص طبيعي أو حكمي، وأية منظمة أو هيئة أو جهة من القيام بأي نشاط كانت تمارسه المحافل والمراكز المذكورة، ولوزير الداخلية إصدار القرارات اللازمة لتنفيذ ذلك.
المادة الرابعة : تؤول أموال وموجودات المحافل البهائية ومراكزها بعد تصفيتها إلى الجهة أو الجهات التي يصدر بتعيينها قرار من رئيس الجمهورية،بناء على اقتراح من وزير الداخلية، ويسري هذا الحكم على الأموال والموجودات، والعقارات المسجلة بأسماء المحافل والمراكز البهائية، أو بأسماء أخرى التي يثبت أنها مخصصة للأغراض البهائية..
المادة الخامسة : يحتفظ في دوائر الأمن بجميع المستندات والأوراق والسجلات والكتب والموجودات والأموال الأخرى التي لا يجوز تداولها العائدة للمحافل البهائية ومراكزها.
المادة السادسة : يعاقب الخالف لأحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات،  وبالغرامة، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
المادة السابعة :لوزير الداخلية إصدار التعليمات المقتضاة لتسهيل تنفيذ أحكام هذا القانون.
المادة الثامنة : ينفذ هذا القانون من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.
المادة التاسعة : على  الوزراء تنفيذ هذا القانون.
  توقيع رئيس مجلس قيادة الثورة – رئيس الجمهورية
وجاء في الأسباب الموجبة : نظرا لأن البهائية ليست دينا أو مذهبا معترفا به، ولأجل حظر ترويج الفكرة البهائية، أو تحبيذها للآخرين، ولغرض وقف نشاطها، وغلق محافلها، ومراكزها الموجودة في العراق، وكيفية التصرف بأموالها وموجوداتها، فقد شرع هذا القانون..[170]
2-  تنبأ المازندراني بأن طهران ستكون بهائية كلها ويحكمها بهائيون، ويمتد حكمهم من طهران إلى ما ورائها، ويعظم شأن البهائيون بها جداً. وكذب هنا كما كذب في غير ذلك؛ فلم يسمح للبهائيين رفع رؤوسهم أو إظهار ضلالاتهم ؛ بل بقوا فيها في غاية الذل والاحتقار ولم يقم لهم حكم فيها أو كلمة، وطاردتهم الحكومة الحالية كما تطارد اللصوص والمجرمين..  
3 - تنبأ المازندراني بأن دينه سيغلب الأديان كلها ويعتنقه أكثر العالم وسيهيمن هو على جميع الأرض، فماذا كانت النتيجة.. ؟ لقد فضح الله الكاذب؛ فقد مضت سنوات عديدة وتلك الأماني الفارغة لم يتحقق منها شيء رغم ما قام به أعداء الإسلام من اليهود، والصهيونية العالمية، والصليبيون،و الاستعمار الروسي والأمريكي بمساعدته والوقوف إلى جانبه..  ولكن قدرة الله أقوى من ذلك، ففشل هؤلاء فشلاً ذريعاً في تحقيق مطامع هذا المتأله الكاذب، وكانت أحلامه خيالية، وكلامه هذيان فارغ ( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.) [171]
4-  وأغرب شيء وأشنعه في تنبؤات البهائية ما صرح بن ابن المازندراني المسمى عبد البهاء عباس أفندي بوحي من أبيه حينما سئل عن آخر السنوات التي تعم فيها البهائية العالم، وتنتشر في أرجائه وأنحائه؛ أجاب بأنه-وحسب البشارات القديمة التي ذكرها له إلهه المازندراني –أنه سيتم ذلك وبالتحديد أيضاً في 1957م. فماذا كانت النتيجة؟ لقد أظهر الله كذبهم حتى لا يبقى لأحد حجة، فلم تدخل الدول في البهائية، ولم يظهر نور الله البهاء في جميع أقطار الأرض كما زعموا ..  
فطردت البهائية من إيران، وطردت من العراق، وطردت من تركيا، وطردت من مصر وليبيا وسوريا، وقضي عليها في باكستان وأفغانستان، ولم يأبه لها العالم الغربي كما يريدون، وكذلك طردت من أفريقيا، ولم يقر لها قرار إلا في البيئات المنحلة أو الحاقدة على الإسلام ،   وظلت طريدةً لِخُبثها وخُبث مبادئها وولائها للاستعمار في كل مكان، إلى أن استقدمعا  الإنكليز إلى فلسطين، وتلقفتها اليهودية، فأين نبوءة حسين علي البهاء المازندراني وابنه عباس أفندي من أن البهائية ستكتسح جميع الأديان وستعم البلدان في الموعد الذي حدده البهائيون....؟ ولكي يقف  القارئ الكريم على الكذب والبهتان الذي لفقه  المازندراني  في كتابه   ( الأقدس ) نورده كاملاً...  بنصه  وفصه، ولحنه وأخطائه، وكفره وإلحاده   :
  كتاب الأقدس
 
[   بسمه الحاكم على ما كان وما يكون
 
(1) ان اوّل ما كتب الله على العباد عرفان
مشرق وحيه ومطلع امره الّذي كان
مقام نفسه في عالم الامر والخلق من فاز
به قد فاز بكلّ الخير والّذي منع انّه
من اهل الضّلال ولو يأتي بكلّ الاعمالõ
اذا فزتم بهذا المقام الاسنى والافق الاعلى
ينبغي لكلّ نفس ان يتّبع ما امر به من
لدى المقصود لانّهما معاً لا يقبل احدهما
دون الاخر هذا ما حكم به مطلع الالهامõ
(2)  انّ الّذين اوتوا بصائر من الله يرون حدود
الله السّبب الاعظم لنظم العالم وحفظ
الامم والّذي غفل انّه من همج رعاعõ
انّا امرناكم بكسر حدودات النّفس
والهوى لا ما رقم من القلم الاعلى انّه
لروح الحيوان لمن في الامكانõ قد
ماجت بحور الحكمة والبيان بما هاجت
نسمة الرّحمن اغتنموا يا اولي الالبابõ
ان الّذين نكثوا عهد الله في اوامره
ونكصوا على اعقابهم اولئك من اهل
الضّلال لدى الغنيّ المتعالõ  (3)  يا ملأ
الارض اعلموا انّ اوامري سرج عنايتي
بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريّتي كذلك
نزّل الامر من سمآء مشيّة ربّكم مالك
الاديانõ لو يجد احد حلاوة البيان الّذي
ظهر من فم مشيّة الرّحمن لينفق ما عنده ولو
يكون خزآئن الأرض كلّها ليثبت امراً من
اوامره المشرقة من افق العناية والالطافõ
(4)قل من حدودي يمرّ عرف قميصي وبها
تنصب اعلام النّصر على القنن والاتلالõ
قد تكلّم لسان قدرتي في جبروت
عظمتي مخاطباً لبريّتي ان اعملوا حدودي
حبّاً لجمالي طوبى لحبيب وجد عرف
المحبوب من هذه الكلمة الّتي فاحت
منها نفحات الفضل على شأن لا توصف
بالاذكارõ لعمري من شرب رحيق
الانصاف من ايادي الالطاف انّه يطوف
حول اوامري المشرقة من افق الابداعõ
(5)لا تحسبنّ انّا نزّلنا لكم الاحكام بل
فتحنا ختم الرّحيق المختوم باصابع
القدرة والاقتدار يشهد بذلك ما نزّل
من قلم الوحي تفكّروا يا اولي الافكارõ
(6) قد كتب عليكم الصّلوة تسع ركعات
لله منزل الايات حين الزّوال وفي البكور
والاصالõ وعفونا عدّة اخرى امراً في كتاب
الله انّه لهو الامر المقتدر المختارõ واذا اردتم
الصّلوة ولّوا وجوهكم شطري الاقدس المقام
المقدّس الّذي جعله الله مطاف الملأ الاعلى
ومقبل اهل مدآئن البقآء ومصدر الامر لمن في
الارضين والسّمواتõ وعند غروب شمس الحقيقة
والتّبيان المقرّ الّذي قدّرناه لكم انّه لهو العزيز
العلاّمõ(7) كلّ شيء تحقّق بامره المبرم اذا اشرقت
من افق البيان شمس الاحكام لكلّ ان يتّبعوها
ولو بامر تنفطر عنه سموات افئدة الاديانõ
انّه يفعل ما يشآء ولا يسئل عمّا شآء وما
حكم به المحبوب انّه لمحبوب ومالك
الاختراعõ ان الّذي وجد عرف الرّحمن وعرف
مطلع هذا البيان انّه يستقبل بعينيه
السّهام لاثبات الاحكام بين الانام
طوبى لمن اقبل وفاز بفصل الخطابõ
(8)قد فصّلنا الصّلوة في ورقة اخرى طوبى
لمن عمل بما امر به من لدن مالك الرّقابõ
قد نزّلت في صلوة الميّت ستّ تكبيرات
من الله منزل الاياتõ والّذي عنده علم
القرآئة له ان يقرء ما نزّل قبلها والاّ
عفا الله عنه انّه لهو العزيز الغفّارõ
(9)لا يبطل الشّعر صلوتكم ولا ما منع عن
الرّوح مثل العظام وغيرها البسوا السّمّور كما
تلبسون الخزّ والسّنجاب وما دونهما انّه ما نهي
في الفرقان ولكن اشتبه على العلمآء انّه لهو
العزيز العلاّم õ(10) قد فرض عليكم الصّلوة والصّوم
من اوّل البلوغ امراً من لدى الله ربّكم
وربّ ابآئكم الاوّلينõ من كان في
نفسه ضعف من المرض او الهرم عفا الله
عنه فضلاً من عنده انّه لهو الغفور
الكريمõ قد اذن الله لكم السّجود على
كلّ شيء طاهر ورفعنا عنه حكم الحدّ
في الكتاب انّ الله يعلم وانتم لا تعلمونõ
من لم يجد المآء يذكر خمس مرّات
بسم الله الاطهر الاطهر ثمّ يشرع في
العمل هذا ما حكم به مولى العالمينõ
والبلدان الّتي طالت فيها اللّيالي والايّام
فليصلّوا بالسّاعات والمشاخص الّتي منها
تحدّدت الاوقات انّه لهو المبيّن الحكيمõ
(11)قد عفونا عنكم صلوة الآيات اذا ظهرت
اذكروا الله بالعظمة والاقتدار انّه هو السّميع
البصيرõ قولوا العظمة لله ربّ ما يرى
وما لا يرى ربّ العالمينõ  (12)  كتب عليكم
الصّلوة فرادى قد رفع حكم الجماعة الاّ
في صلوة الميّت انّه لهو الامر الحكيمõ
(13)قد عفا الله عن النّسآء حين ما
يجدن الدّم الصّوم والصّلوة ولهنّ ان
يتوضّأن ويسبّحن خمساً وتسعين مرّة من
زوال إلى زوال سبحان الله ذي الطّلعة
والجمال هذا ما قدّر في الكتاب ان
انتم من العالمينõ  (14)  ولكم ولهنّ في
الاسفار اذا نزلتم واسترحتم المقام الامن
مكان كلّ صلوة سجدة واحدة
واذكروا فيها سبحان الله ذي العظمة
والاجلال والموهبة والافضال والّذي عجز
يقول سبحان الله انّه يكفيه بالحقّ انّه
لهو الكافي الباقي الغفور الرّحيمõ
وبعد اتمام السّجود لكم ولهنّ ان تقعدوا على
هيكل التّوحيد وتقولوا ثماني عشرة مرّة
سبحان الله ذي الملك والملكوت كذلك يبيّن الله
سبل الحقّ والهدى وانّها انتهت إلى سبيل واحد
وهو هذا الصّراط المستقيمõ اشكروا الله بهذا
الفضل العظيمõ احمدوا الله بهذه الموهبة الّتي
احاطت السّموات والارضينõ اذكروا الله بهذه
الرّحمة الّتي سبقت العالمينõ  (15)  قل قد جعل الله
مفتاح الكنز حبّي المكنون لو انتم تعرفونõ لولا
المفتاح لكان مكنوناً في ازل الازال لو انتم
توقنونõ قل هذا لمطلع الوحي ومشرق الاشراق
الّذي به اشرقت الافاق لو انتم تعلمونõ
انّ هذا لهو القضآء المثبت وبه ثبت
كلّ قضآء محتومõ  (16)  يا قلم الاعلى قل
يا ملأ الانشآء قد كتبنا عليكم الصّيام
ايّاماً معدودات وجعلنا النّيروز عيداً لكم
بعد اكمالها كذلك اضآئت شمس البيان من
افق الكتاب من لدن مالك المبدء والمآبõ
واجعلوا الايّام الزّآئدة عن الشّهور قبل شهر
الصّيام انّا جعلناها مظاهر الهآء بين اللّيالي
والايّامõ لذا ما تحدّدت بحدود السّنة والشّهور
ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها انفسهم
وذوي القربى ثمّ الفقرآء والمساكين ويهلّلنّ ويكبّرنّ
ويسبّحنّ ويمجّدنّ ربّهم بالفرح والانبساطõ
واذا تمّت ايّام الاعطآء قبل الامساك فليدخلنّ
في الصّيام كذلك حكم مولى الانامõ ليس
على المسافر والمريض والحامل والمرضع من
حرج عفا الله عنهم فضلاً من عنده
انّه لهو العزيز الوهّابõ  (17)  هذه حدود الله
الّتي رقمت من القلم الاعلى في الزّبر
والالواحõ تمسّكوا باوامر الله واحكامه ولا
تكونوا من الّذين اخذوا اصول انفسهم ونبذوا
اصول الله ورآئهم بما اتّبعوا الظّنون والاوهامõ
كفّوا انفسكم عن الاكل والشّرب من
الطّلوع إلى الافول ايّاكم ان يمنعكم الهوى
عن هذا الفضل الّذي قدّر في الكتابõ
(18) قد كتب لمن دان بالله الدّيّان ان يغسل في كلّ
يوم يديه ثمّ وجهه ويقعد مقبلاً الى الله ويذكر
خمساً وتسعين مرّة الله ابهى كذلك حكم فاطر
السّماء اذ استوى على اعراش الاسمآء بالعظمة
والاقتدارõ كذلك توضّأوا للصّلوة امراً من الله
الواحد المختارõ  (19)  قد حرّم عليكم القتل والزّنا
ثمّ الغيبة والافترآء اجتنبوا عمّا نهيتم عنه في
الصّحآئف والالواحõ (20)  قد قسمنا المواريث على
عدد الزّاء منها قدّر لذرّيّاتكم من كتاب
الطّآء على عدد المقت وللازواج من
كتاب الحآء على عدد التّآء والفآء وللابآء
من كتاب الزّآء على عدد التّآء والكّاف
وللامّهات من كتاب الواو على عدد الرّفيع
وللاخوان من كتاب الهآء عدد الشّين وللاخوات
من كتاب الدّال عدد الرّآء والميم وللمعلّمين من
كتاب الجيم عدد القاف والفآء كذلك
حكم مبشّري الّذي يذكرني في اللّيالي والاسحارõ
انّا لمّا سمعنا ضجيج الذّرّيّات في الاصلاب زدنا
ضعف ما لهم ونقصنا عن الاخرى انّه لهو
المقتدر على ما يشآء يفعل بسلطانه كيف
ارادõ  (21)  من مات ولم يكن له ذرّيّة
ترجع حقوقهم الى بيت العدل ليصرفوها
امنآء الرّحمن في الايتام والارامل وما ينتفع به
جمهور النّاس ليشكروا ربّهم العزيز الغفّارõ
(22)  والّذي له ذرّيّة ولم يكن ما دونها
عما حدّد في الكتاب يرجع الثّلثان
ممّا تركه الى الذّرّيّة والثّلث الى
بيت العدل كذلك حكم الغنيّ
المتعال بالعظمة والاجلالõ (23)  والّذي لم
يكن له من يرثه وكان له ذو
القربى من ابنآء الاخ والاخت وبناتهما
فلهم الثّلثان وإلاّ للاعمام والاخوال والعمّات
والخالات ومن بعدهم وبعدهنّ لابنآئهم
وابنآئهنّ وبناتهم وبناتهنّ والثّلث
يرجع إلى مقرّ العدل امراً في
الكتاب من لدى الله مالك الرّقابõ
(24)  من مات ولم يكن له احد من الّذين
نزّلت اسمآئهم من القلم الاعلى ترجع
الاموال كلّها الى المقرّ المذكور
لتصرف فيما امر الله به انّه لهو المقتدر
الامّارõ (25)  وجعلنا الدّار المسكونة
والالبسة المخصوصة للذّرّيّة من الذّكران
دون الاناث والورّاث انّه لهو المعطي
الفيّاضõ  (26)  ان الّذي مات في ايّام والده
وله ذرّيّة اولئك يرثون ما لابيهم في
كتاب الله اقسموا بينهم بالعدل الخالص
كذلك ماج بحر الكلام وقذف لئالي
الاحكام من لدن مالك الانامõ
(27) والّذي ترك ذرّيّة ضعافاً سلّموا ما لهم الى امين ليتّجر
لهم الى ان يبلغوا رشدهم او الى محلّ الشّراكة ثمّ
عيّنوا للامين حقّاً ممّا حصل من التّجارة
والاقترافõ  (28)  كلّ ذلك بعد ادآء حقّ الله والدّيون
لو تكون عليه وتجهيز الاسباب للكفن والدّفن
وحمل الميّت بالعزّة والاعتزاز كذلك حكم
مالك المبدء والمآبõ  (29)  قل هذا لهو العلم المكنون
الّذي لن يتغيّر لانّه بدء بالطّآء المدلّة على الاسم
المخزون الظّاهر الممتنع المنيعõ وما خصّصناه
للذّرّيّات هذا من فضل الله عليهم ليشكروا ربّهم
الرّحمن الرّحيمõ تلك حدود الله لا تعتدوها باهوآء
انفسكم اتّبعوا ما امرتم به من مطلع البيانõ
والمخلصون يرون حدود الله مآء الحيوان لاهل
الاديان ومصباح الحكمة والفلاح لمن في الارضين
والسّمواتõ (30)  قد كتب الله على كلّ مدينة ان
يجعلوا فيها بيت العدل ويجتمع فيه النّفوس على
عدد البهآء وان ازداد لا بأس ويرون كانّهم يدخلون
محضر الله العليّ الاعلى ويرون من لا يرى وينبغي
لهم ان يكونوا امنآء الرّحمن بين الامكان ووكلآء
الله لمن على الارض كلّها ويشاوروا في مصالح
العباد لوجه الله كما يشاورون في امورهم
ويختاروا ما هو المختار كذلك حكم ربّكم
العزيز الغفّارõ ايّاكم ان تدعوا ما هو
المنصوص في اللّوح اتّقوا الله يا اولي الانظارõ
(31)  يا ملأ الانشآء عمّروا بيوتاً باكمل ما يمكن في
الامكان باسم مالك الاديان في البلدان وزيّنوها
بما ينبغي لها لا بالصّور والامثالõ ثمّ اذكروا
فيها ربّكم الرّحمن بالرّوح والرّيحان الا بذكره
تستنير الصّدور وتقرّ الابصارõ  (32)  قد حكم الله
لمن استطاع منكم حجّ البيت دون النّسآء
عفا الله عنهنّ رحمة من عنده انّه لهو المعطي
الوهّابõ  (33)  يا اهل البهآء قد وجب على كلّ
واحد منكم الاشتغال بامر من الامور من
الصّنآئع والاقتراف وامثالها وجعلنا اشتغالكم بها
نفس العبادة لله الحقّ تفكّروا يا قوم في رحمة الله
والطافه ثمّ اشكروه في العشيّ والاشراقõ
لا تضيّعوا اوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا
بما ينتفع به انفسكم وانفس غيركم كذلك قضي
الامر في هذا اللّوح الّذي لاحت من افقه شمس
الحكمة والتّبيانõ ابغض النّاس عند الله من
يقعد ويطلب تمسّكوا بحبل الاسباب متوكّلين
على الله مسبّب الاسبابõ  (34)  قد حرّم عليكم
تقبيل الايادي في الكتاب هذا ما نهيتم عنه من
لدن ربّكم العزيز الحكّامõ ليس لاحد ان
يستغفر عند احد توبوا الى الله تلقآء انفسكم
انّه لهو الغافر المعطي العزيز التّوّابõ (35) يا عباد
الرّحمن قوموا على خدمة الامر على شأن لا
تأخذكم الاحزان من الّذين كفروا بمطلع الاياتõ
لمّا جآء الوعد وظهر الموعود اختلف النّاس
وتمسّك كلّ حزب بما عنده من الظّنون والاوهامõ 
(36)  من النّاس من يقعد صفّ النّعال طلباً لصدر
الجلال قل من انت يا ايّها الغافل الغرّارõ
ومنهم من يدّعي الباطن وباطن الباطن قل
يا ايّها الكذّاب تالله ما عندك انّه من القشور
تركناها لكم كما تترك العظام للكلابõ
تالله الحقّ لو يغسل احد ارجل العالم
ويعبد الله على الادغال والشّواجن والجبال
والقنان والشّناخيب وعند كلّ حجر وشجر
ومدر ولا يتضوّع منه عرف رضآئي لن يقبل
ابداً هذا ما حكم به مولى الانامõ
كم من عبد اعتزل في جزآئر الهند ومنع
عن نفسه ما احلّه الله له وحمل الرّياضات
والمشقّات ولم يذكر عند الله منزل الاياتõ
لا تجعلوا الاعمال شرك الآمال ولا تحرموا
انفسكم عن هذا المآل الّذي كان امل المقرّبين
في ازل الازالõ قل روح الاعمال هو رضآئي
وعلّق كلّ شيء بقبولي اقرئوا الالواح لتعرفوا
ما هو المقصود في كتب الله العزيز
الوهّابõ من فاز بحبّي حقّ له ان يقعد
على سرير العقيان في صدر الامكان
والّذي منع عنه لو يقعد على التّراب انّه
يستعيذ منه الى الله مالك الاديانõ
(37) من يدّعي امراً قبل اتمام الف سنة كاملة انّه
كذّاب مفترٍ نسئل الله بان يؤيّده على الرّجوع
 ان تاب انّه هو التّوّاب وان اصرّ على ما قال يبعث
عليه من لا يرحمه انّه شديد العقابõ من يأوّل
هذه الاية أو يفسّرها بغير ما نزّل في الظّاهر
انّه محروم من روح الله ورحمته الّتي سبقت
العالمينõ خافوا الله ولا تتّبعوا ما عندكم من
الاوهام اتّبعوا ما يأمركم به ربّكم العزيز الحكيمõ
سوف يرتفع النّعاق من اكثر البلدان
اجتنبوا يا قوم ولا تتّبعوا كلّ فاجر لئيمõ
هذا ما اخبرناكم به اذ كنّا في العراق
وفي ارض السّرّ وفي هذا المنظر المنيرõ
(38)  يا اهل الارض اذا غربت شمس جمالي وسترت
سماء هيكلي لا تضطربوا قوموا على نصرة
امري وارتفاع كلمتي بين العالمينõ انّا معكم
في كلّ الاحوال وننصركم بالحقّ انّا كنّا
قادرينõ من عرفني يقوم على خدمتي بقيام
لا تقعده جنود السّموات والارضينõ (39)  انّ النّاس
نيام لو انتبهوا سرعوا بالقلوب الى الله
العليم الحكيم õ ونبذوا ما عندهم ولو كان
كنوز الدّنيا كلّها ليذكرهم مولاهم
بكلمة من عنده كذلك ينبّئكم من
عنده علم الغيب في لوح ما ظهر في الامكان
وما اطّلع به الاّ نفسه المهيمنة على العالمين õ
قد اخذهم سكر الهوى على شأن لا يرون
مولى الورى الّذي ارتفع ندآئه من كلّ
الجهات لا اله الاّ انا العزيز الحكيمõ (40)  قل لا
تفرحوا بما ملكتموه في العشيّ وفي
الاشراق يملكه غيركم كذلك يخبركم
العليم الخبيرõ قل هل رأيتم لما عندكم
من قرار او وفآء لا ونفسي الرّحمن لو انتم من
المنصفينõ تمرّ ايّام حيوتكم كما تمرّ الارياح
ويطوى بساط عزّكم كما طوي بساط
الاوّلينõ تفكّروا يا قوم اين ايّامكم الماضية واين
اعصاركم الخالية طوبى لايّام مضت بذكر
الله ولاوقات صرفت في ذكره الحكيمõ
لعمري لا تبقى عزّة الاعزّآء ولا زخارف
الاغنيآء ولا شوكة الاشقيآء سيفنى الكلّ بكلمة
من عنده انّه لهو المقتدر العزيز القديرõ لا ينفع
النّاس ما عندهم من الاثاث وما ينفعهم غفلوا
عنه سوف ينتبهون ولا يجدون ما فات عنهم
في ايّام ربّهم العزيز الحميدõ لو يعرفون ينفقون
ما عندهم لتذكر اسمآئهم لدى العرش
الا انّهم من الميّتينõ (41)  من النّاس من غرّته
العلوم وبها منع عن اسمي القيّوم واذا
سمع صوت النّعال عن خلفه يرى نفسه
اكبر من نمرود قل اين هو يا ايّها
المردود تالله انّه لفي اسفل الجحيمõ
قل يا معشر العلمآء اما تسمعون صرير
قلمي الاعلى واما ترون هذه الشّمس
المشرقة من الافق الابهى الى م اعتكفتم
على اصنام اهوآئكم دعوا الاوهام
وتوجّهوا الى الله مولاكم القديمõ (42)  قد
رجعت الاوقاف المختصّة للخيرات الى الله
مظهر الايات ليس لاحد ان يتصرّف
فيها الاّ بعد اذن مطلع الوحي ومن بعده
يرجع الحكم الى الاغصان ومن بعدهم الى
بيت العدل ان تحقّق امره في البلاد
ليصرفوها في البقاع المرتفعة في هذا الامر
وفيما امروا به من لدن مقتدر قديرõ
والاّ ترجع الى اهل البهاء الّذين لا يتكلّمون الاّ
بعد اذنه ولا يحكمون الاّ بما حكم الله في هذا
اللّوح اولئك اولياء النّصر بين السّموات
والارضينõ ليصرفوها فيما حدّد في الكتاب
من لدن عزيز كريمõ (43) لا تجزعوا في المصآئب ولا
تفرحوا ابتغوا امراً بين الامرين هو التّذكّر في
تلك الحالة والتّنبّه على ما يرد عليكم في العاقبة
كذلك ينبّئكم العليم الخبيرõ  (44)  لا تحلقوا
رؤسكم قد زيّنها الله بالشّعر وفي ذلك لايات
لمن ينظر الى مقتضيات الطّبيعة من لدن مالك
البريّة انّه لهو العزيز الحكيمõ ولا ينبغي ان يتجاوز
عن حدّ الاذان هذا ما حكم به مولى العالمينõ
(45)  قد كتب على السّارق النّفي والحبس وفي الثّالث
فاجعلوا في جبينه علامة يعرف بها لئلاّ تقبله مدن
الله ودياره ايّاكم ان تأخذكم الرّأفة في دين الله اعملوا
ما امرتم به من لدن مشفق رحيمõ انّا ربّيناكم
بسياط الحكمة والاحكام حفظاً لانفسكم
وارتفاعاً لمقاماتكم كما يربّي الابآء ابنآئهم لعمري لو
تعرفون ما اردناه لكم من اوامرنا المقدّسة لتفدون
ارواحكم لهذا الامر المقدّس العزيز المنيعõ (46) من اراد
ان يستعمل اواني الذّهب والفضّة لا بأس عليه
ايّاكم ان تنغمس اياديكم في الصّحاف والصّحان
خذوا ما يكون اقرب الى اللّطافة انّه اراد ان يراكم
على اداب اهل الرّضوان في ملكوته الممتنع المنيعõ
تمسّكوا باللّطافة في كلّ الاحوال لئلاّ تقع
العيون على ما تكرهه انفسكم واهل الفردوس
والّذي تجاوز عنها يحبط عمله في الحينõ
وان كان له عذر يعفو الله عنه انّه لهو
العزيز الكريمõ  (47)  ليس لمطلع الامر شريك في
العصمة الكبرى انّه لمظهر يفعل ما يشآء
في ملكوت الانشآء قد خصّ الله هذا
المقام لنفسه وما قدّر لاحد نصيب من
هذا الشّأن العظيم المنيعõ هذا امر الله
قد كان مستوراً في حجب الغيب اظهرناه
في هذا الظّهور وبه خرقنا حجاب الّذين
ما عرفوا حكم الكتاب وكانوا من الغافلينõ
(48)  كتب على كلّ اب تربية ابنه وبنته بالعلم
والخطّ ودونهما عمّا حدّد في اللّوح والّذي
ترك ما امر به فللامنآء ان يأخذوا منه ما
يكون لازماً لتربيتهما ان كان غنيّاً والاّ يرجع الى
بيت العدل انّا جعلناه مأوى الفقرآء والمساكينõ
انّ الّذي ربّى ابنه او ابناً من الابنآء كانّه ربّى
احد ابنآئي عليه بهآئي وعنايتي ورحمتي الّتي
سبقت العالمينõ  (49)  قد حكم الله لكلّ زانٍ
وزانية دية مسلّمة الى بيت العدل وهي تسعة
مثاقيل من الذّهب وان عادا مرّة اخرى عودوا
بضعف الجزآء هذا ما حكم به مالك الاسماء في
الاولى وفي الاخرى قدّر لهما عذاب مهينõ
من ابتلي بمعصية فله ان يتوب ويرجع الى الله
انّه يغفر لمن يشآء ولا يسئل عمّا شآء انّه لهو
التّوّاب العزيز  الحميدõ  (50)  ايّاكم ان تمنعكم سبحات
الجلال عن زلال هذا السّلسال خذوا اقداح
الفلاح في هذا الصّباح باسم فالق الاصباح ثمّ
اشربوا بذكره العزيز البديعõ(51) انّـا حلّلنا لكم اصغآء
الاصوات والنّغمات ايّـاكم ان يخرجكم الاصغآء
عن شأن الادب والوقار افرحوا بفرح اسمي
الاعظم الّذي به تولّهت الافئدة وانجذبت
عقول المقرّبينõ انّـا جعلناه مرقاة لعروج
الارواح الى الافق الاعلى لا تجعلوه جناح النّفس
والهوى انّـي اعوذ ان تكونوا من الجاهلينõ
(52)  قد ارجعنا ثلث الدّيات كلّها الى
مقرّ العدل ونوصي رجاله بالعدل الخالص
ليصرفوا ما اجتمع عندهم فيما امروا
به من لدن عليم حكيمõ يا رجال
العدل كونوا رعاة اغنام الله في
مملكته واحفظوهم عن الذّئاب الّذين
ظهروا بالاثواب كما تحفظون ابنآئكم
كذلك ينصحكم النّاصح الامينõ 
(53)  اذا اختلفتم في امر فارجعوه الى الله
ما دامت الشّمس مشرقة من افق
هذه السّمآء واذا غربت ارجعوا الى ما
نزّل من عنده انّه ليكفي العالمينõ
قل يا قوم لا يأخذكم الاضطراب اذا غاب
ملكوت ظهوري وسكنت امواج بحر بياني انّ
في ظهوري لحكمة وفي غيبتي حكمة اخرى
ما اطّلع بها الاّ الله الفرد الخبيرõ ونراكم
من افقي الابهى وننصر من قام على نصرة
امري بجنود من الملأ الاعلى وقبيل من
الملئكة المقرّبينõ (54)  يا ملأ الارض تالله الحقّ قد
انفجرت من الاحجار الانهار العذبة السّآئغة بما
اخذتها حلاوة بيان ربّكم المختار وانتم من
الغافلينõ دعوا ما عندكم ثمّ طيروا بقوادم
الانقطاع فوق الابداع كذلك يأمركم مالك
الاختراع الّذي بحركة قلمه قلّب العالمينõ
(55)  هل تعرفون من ايّ افق يناديكم ربّكم
الابهى وهل علمتم من اي قلم يأمركم
ربّكم مالك الاسمآء لا وعمري لو عرفتم لتركتم
الدّنيا مقبلين بالقلوب الى شطر المحبوب
واخذكم اهتزاز الكلمة على شأن يهتزّ
منه العالم الاكبر وكيف هذا العالم الصّغيرõ
كذلك هطلت من سمآء عنايتي امطار مكرمتي
فضلاً من عندي لتكونوا من الشّاكرينõ  (56)  وامّا
الشّجاج والضّرب تختلف احكامهما باختلاف
مقاديرهما وحكم الدّيان لكلّ مقدار دية معيّنة
انّه لهو الحاكم العزيز المنيعõ لو نشآء نفصّلها
بالحقّ وعداً من عندنا انّه لهو الموفي العليمõ
(57)  قد رقم عليكم الضّيافة في كلّ شهر مرّة واحدة
ولو بالمآء ان الله اراد ان يؤلّف بين القلوب ولو
باسباب السّموات والارضينõ(58)  ايّاكم ان
تفرّقكم شئونات النّفس والهوى كونوا كالاصابع
في اليد والاركان للبدن كذلك يعظكم قلم
الوحي ان انتم من الموقنينõ (59) فانظروا في رحمة
الله والطافه انّه يأمركم بما ينفعكم بعد اذ كان
غنيّاً عن العالمينõ لن تضرّنا سيّئاتكم كما لا
تنفعنا حسناتكم انّما ندعوكم لوجه الله يشهد
بذلك كلّ عالم بصيرõ(60)  اذا ارسلتم الجوارح الى
الصّيد اذكروا الله اذاً يحلّ ما امسكن لكم
ولو تجدونه ميتاً انّه لهو العليم الخبيرõ
ايّاكم ان تسرفوا في ذلك كونوا
على صراط العدل والانصاف في كلّ
الامور كذلك يأمركم مطلع الظّهور ان
انتم من العارفينõ  (61) انّ الله قد امركم
بالمودّة في ذوي القربى وما قدّر لهم حقّاً
في اموال النّاس انّه لهو الغنيّ عن
العالمينõ  (62)  من احرق بيتاً متعمّداً فاحرقوه
ومن قتل نفساً عامداً فاقتلوه خذوا
سنن الله بايادي القدرة والاقتدار ثمّ
اتركوا سنن الجاهلينõ وان تحكموا لهما
حبساً ابديّاً لا بأس عليكم في
الكتاب انّه لهو الحاكم على ما يريدõ
(63)  قد كتب الله عليكم النّكاح ايّاكم ان تجاوزوا عن
الاثنتين والّذي اقتنع بواحدة من الامآء استراحت
نفسه ونفسها ومن اتّخذ بكراً لخدمته لا بأس عليه
كذلك كان الامر من قلم الوحي بالحقّ
مرقوماًõ تزوّجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرني
بين عبادي هذا من امري عليكم اتّخذوه
لانفسكم معيناًõ (64)  يا ملأ الانشآء لا تتّبعوا انفسكم
انّها لامّارة بالبغي والفحشآء اتّبعوا مالك الاشيآء
الّذي يأمركم بالبرّ والتّقوى انّه كان عن العالمين
غنيّاًõ ايّاكم ان تفسدوا في الارض بعد اصلاحها
ومن افسد انّه ليس منّا ونحن برءآء منه كذلك
كان الامر من سمآء الوحي بالحقّ مشهوداًõ
(65)  انّه قد حدّد في البيان برضآء الطّرفين انّا
لمّا اردنا المحبّة والوداد واتّحاد العباد لذا
علّقناه باذن الابوين بعدهما لئلاّ تقع بينهم
الضّغينة والبغضآء ولنا فيه مآرب اخرى وكذلك
كان الامر مقضيّاًõ (66) لا يحقّق الصّهار الاّ
بالامهار قد قدّر للمدن تسعة عشر مثقالاً
من الذّهب الابريز وللقرى من الفضّة ومن
اراد الزّيادة حرّم عليه ان يتجاوز عن خمسة
وتسعين مثقالاً كذلك كان الامر بالعزّ
مسطوراًõ والّذي اقتنع بالدّرجة الاولى خير له
في الكتاب انّه يغني من يشآء باسباب السّموات
والأرض وكان الله على كلّ شيء قديراًõ
(67)  قد كتب الله لكلّ عبد اراد الخروج
من وطنه ان يجعل ميقاتاً لصاحبته في
ايّة مدّة اراد ان اتى ووفى بالوعد انّه
اتّبع أمر مولاه وكان من المحسنين
من قلم الامر مكتوباًõ والاّ ان اعتذر
بعذر حقيقيّ فله ان يخبر قرينته
ويكون في غاية الجهد للرّجوع اليها وان
فات الامران فلها تربّص تسعة اشهر
معدودات وبعد اكمالها لا بأس عليها
في اختيار الزّوج وان صبرت انّه يحبّ
الصّابرات والصّابرين اعملوا اوامري ولا تتّبعوا
كلّ مشرك كان في اللّوح اثيماًõ
وان اتى الخبر حين تربّصها لها ان تأخذ
المعروف انّه اراد الاصلاح بين العباد والامآء ايّاكم
ان ترتكبوا ما يحدث به العناد بينكم كذلك
قضي الامر وكان الوعد مأتيّاًõ وان اتاها خبر
الموت او القتل وثبت بالشّياع او بالعدلين لها ان
تلبث في البيت اذا مضت اشهر معدودات لها
الاختيار فيما تختار هذا ما حكم به من كان
على الامر قويّاًõ (68) وان حدث بينهما كدورة او
كره ليس له ان يطلّقها وله ان يصبر سنة
كاملة لعلّ تسطع بينهما رآئحة المحبّة
وان كملت وما فاحت فلا بأس في
الطّلاق انّه كان على كلّ شيء حكيماًõ
قد نهاكم الله عمّا عملتم بعد طلقات ثلث فضلاً
من عنده لتكونوا من الشّاكرين في لوح كان من قلم
الامر مسطوراًõ والّذي طلّق له الاختيار في الرّجوع
بعد انقضآء كلّ شهر بالمودّة والرّضآء ما لم
تستحصن واذا استحصنت تحقّق الفصل بوصل
اخر وقضي الامر الاّ بعد امر مبين كذلك كان الامر
من مطلع الجمال في لوح الجلال بالاجلال مرقوماًõ
(69)  والّذي سافر وسافرت معه ثمّ حدث بينهما
الاختلاف فله ان يؤتيها نفقة سنة كاملة ويرجعها
الى المقرّ الّذي خرجت عنه او يسلّمها بيد امين وما
تحتاج به في السّبيل ليبلّغها الى محلّها انّ ربّك
يحكم كيف يشآء بسلطان كان على العالمين محيطاًõ
(70)  والّتي طلّقت بما ثبت عليها منكر لا نفقة
لها ايّام تربّصها كذلك كان نيّر الامر من
افق العدل مشهوداًõ انّ الله احبّ الوصل
والوفاق وابغض الفصل والطّلاق عاشروا يا قوم
بالرّوح والرّيحان لعمري سيفنى من في الامكان
وما يبقى هو العمل الطّيّب وكان الله على
ما اقول شهيداًõ يا عبادي اصلحوا ذات
بينكم ثمّ استمعوا ما ينصحكم به
القلم الاعلى ولا تتّبعوا جبّاراً شقيّاًõ  (71)  ايّاكم
ان تغرّنّكم الدّنيا كما غرّت قوماً قبلكم
اتّبعوا حدود الله وسننه ثمّ اسلكوا
هذا الصّراط الّذي كان بالحقّ ممدوداًõ
انّ الّذين نبذوا البغي والغوى واتّخذوا التّقوى
اولئك من خيرة الخلق لدى الحقّ يذكرهم الملأ
الاعلى واهل هذا المقام الّذي كان باسم الله
مرفوعاًõ  (72)  قد حرّم عليكم بيع الامآء والغلمان
ليس لعبد ان يشتري عبداً نهياً في
لوح الله كذلك كان الامر من قلم
العدل بالفضل مسطوراًõ وليس لاحد
ان يفتخر على احد كلّ ارقّآء له
وادلآّء على انّه لا اله الاّ هو انّه كان على
كلّ شيء حكيماًõ  (73)  زيّنوا انفسكم بطراز
الاعمال والّذي فاز بالعمل في رضاه انّه من
اهل البهآء قد كان لدى العرش مذكوراًõ
انصروا مالك البريّة بالاعمال الحسنة ثمّ بالحكمة
والبيان كذلك امرتم في اكثر الالواح من لدى
الرّحمن انّه كان على ما اقول عليماًõ لا يعترض
احد على احد ولا يقتل نفس نفساً هذا ما
نهيتم عنه في كتاب كان في سرادق العزّ مستوراًõ
اتقتلون من احياه الله بروح من عنده انّ
هذا خطأ قد كان لدى العرش كبيراًõ اتّقوا
الله ولا تخربوا ما بناه الله بايادي الظّلم والطّغيان
ثمّ اتّخذوا الى الحقّ سبيلاًõ لمّا ظهرت جنود
العرفان برايات البيان انهزمت قبآئل الاديان
الاّ من اراد ان يشرب كوثر الحيوان في
رضوان كان من نفس السّبحان موجوداًõ
(74)  قد حكم الله بالطّهارة على مآء النّطفة رحمة من
عنده على البريّة اشكروه بالرّوح والرّيحان ولا تتّبعوا
من كان عن مطلع القرب بعيداًõ قوموا على خدمة
الامر في كلّ الاحوال انّه يؤيّدكم بسلطان كان
على العالمين محيطاًõ تمسّكوا بحبل اللّطافة على
شأن لا يرى من ثيابكم اثار الاوساخ هذا ما
حكم به من كان الطف من كلّ لطيفõ
والّذي له عذر لا بأس عليه انّه لهو الغفور
الرّحيمõ طهّروا كلّ مكروه بالمآء الّذي لم
يتغيّر بالثّلث ايّاكم ان تستعملوا المآء الّذي تغيّر
بالهوآء او بشيء اخر كونوا عنصر اللّطافة بين
البريّة هذا ما اراد لكم مولاكم العزيز الحكيمõ
(75)  وكذلك رفع الله حكم دون الطّهارة عن كلّ
الاشيآء وعن ملل أخرى موهبة من الله انّه
لهو الغفور الكريمõ قد انغمست الاشيآء في
بحر الطّهارة في اوّل الرّضوان اذ تجلّينا على من
في الامكان باسمآئنا الحسنى وصفاتنا العليا
هذا من فضلي الّذي احاط العالمينõ لتعاشروا
مع الاديان وتبلّغوا امر ربّكم الرّحمن هذا
لاكليل الاعمال لو انتم من العارفينõ  (76)  وحكم
باللّطافة الكبرى وتغسيل ما تغبّر من الغبار وكيف
الاوساخ المنجمدة ودونها اتّقوا الله وكونوا من
المطهّرينõ والّذي يرى في كسآئه وسخ انّه لا
يصعد دعآئه إلى الله ويجتنب عنه ملأ عالونõ
استعملوا مآء الورد ثمّ العطر الخالص هذا
ما احبّه الله من الاوّل الّذي لا اوّل له ليتضوّع
منكم ما اراد ربّكم العزيز الحكيمõ 
(77)  قد عفا الله عنكم ما نزّل في البيان
من محو الكتب واذنّاكم بان تقرئوا
من العلوم ما ينفعكم لا ما ينتهي الى
المجادلة في الكلام هذا خير لكم
ان انتم من العارفينõ  (78)  يا معشر الملوك
قد اتى المالك والملك لله المهيمن القيّومõ
الاّ تعبدوا الاّ الله وتوجّهوا بقلوب نورآء
الى وجه ربّكم مالك الاسمآء هذا
امر لا يعادله ما عندكم لو انتم تعرفونõ
(79) انّا نراكم تفرحون بما جمعتموه لغيركم وتمنعون
انفسكم عن العوالم الّتي لم يحصها الاّ لوحي
المحفوظõ قد شغلتكم الاموال عن المآل هذا لا
ينبغي لكم لو انتم تعلمونõ طهّروا قلوبكم عن
ذفر الدّنيا مسرعين الى ملكوت ربّكم فاطر
الارض والسّمآء الّذي به ظهرت الزّلازل وناحت
القبآئل الاّ من نبذ الورى واخذ ما امر به في لوح
مكنونõ  (80)  هذا يوم فيه فاز الكليم بانوار القديم
وشرب زلال الوصال من هذا القدح الّذي به
سجّرت البحورõ قل تالله الحقّ انّ الطّور
يطوف حول مطلع الظّهور والرّوح ينادي
من الملكوت هلمّوا وتعالوا يا ابنآء الغرورõ
هذا يوم فيه سرع كوم الله شوقاً للقآئه وصاح
الصّهيون قد اتى الوعد وظهر ما هو المكتوب في
الواح الله المتعالي العزيز المحبوبõ  (81)  يا معشر
الملوك قد نزّل النّاموس الاكبر في المنظر الانور
وظهر كلّ امر مستتر من لدن مالك القدر
الّذي به اتت السّاعة وانشقّ القمر وفصّل كلّ
امر محتومõ  (82)  يا معشر الملوك انتم المماليك قد
ظهر المالك باحسن الطّراز ويدعوكم الى نفسه
المهيمن القيّومõ ايّاكم ان يمنعكم الغرور عن مشرق
الظّهور او تحجبكم الدّنيا عن فاطر السّمآء قوموا
على خدمة المقصود الّذي خلقكم بكلمة من
عنده وجعلكم مظاهر القدرة لما كان وما يكونõ
(83)  تالله لا نريد ان نتصرّف في ممالككم بل
جئنا لتصرّف القلوبõ انّها لمنظر البهآء يشهد
بذلك ملكوت الاسمآء لو انتم تفقهون õ والّذي
اتّبع مولاه انّه اعرض عن الدّنيا كلّها وكيف
هذا المقام المحمودõ دعوا البيوت ثمّ اقبلوا الى
الملكوت هذا ما ينفعكم في الاخرة والاولى
يشهد بذلك مالك الجبروت لو انتم تعلمونõ 
(84)  طوبى لملك قام على نصرة امري في مملكتي
وانقطع عن سوآئي انّه من اصحاب السّفينة
الحمرآء الّتي جعلها الله لاهل البهآء ينبغي لكلّ
ان يعزّروه ويوقّروه وينصروه ليفتح المدن بمفاتيح
اسمي المهيمن على من في ممالك الغيب والشّهودõ
انّه بمنزلة البصر للبشر والغرّة الغرّآء لجبين
الانشآء ورأس الكرم لجسد العالم انصروه يا اهل
البهآء بالاموال والنّفوسõ  (85)  يا ملك النّمسة كان
مطلع نور الاحديّة في سجن عكّآء اذ قصدت
المسجد الاقصى مررت وما سئلت عنه بعد اذ
رفع به كلّ بيت وفتح كلّ باب منيفõ قد جعلناه
مقبل العالم لذكري وانت نبذت المذكور اذ ظهر
بملكوت الله ربّك وربّ العالمينõ كنّا معك في
كلّ الاحوال ووجدناك متمسّكاً بالفرع غافلاً
عن الاصل انّ ربّك على ما اقول شهيدõ قد
اخذتنا الاحزان بما رأيناك تدور لاسمنا ولا تعرفنا
امام وجهك افتح البصر لتنظر هذا المنظر الكريمõ
وتعرف من تدعوه في اللّيالي والايّام وترى
النّور المشرق من هذا الافق اللّميعõ  (86)  قل
يا ملك برلين اسمع النّدآء من هذا
الهيكل المبينõ انّه لا اله الاّ انا الباقي
الفرد القديمõ ايّاك ان يمنعك الغرور عن
مطلع الظّهور او يحجبك الهوى عن مالك
العرش والثّرى كذلك ينصحك القلم الاعلى
انّه لهو الفضّال الكريمõ اذكر من كان
اعظم منك شأناً واكبر منك مقاماً
اين هو وما عنده انتبه ولا تكن من
الرّاقدينõ انّه نبذ لوح الله ورآئه اذ اخبرناه
بما ورد علينا من جنود الظّالمينõ
لذا اخذته الذلّة من كلّ الجهات الى
ان رجع الى التّراب بخسران عظيمõ
يا ملك تفكّر فيه وفي امثالك الّذين
سخّروا البلاد وحكموا على العباد
قد انزلهم الرّحمن من القصور الى
القبور اعتبر وكن من المتذكّرينõ  (87)  انّا
ما اردنا منكم شيئاً انمّا ننصحكم
لوجه الله ونصبر كما صبرنا بما ورد
علينا منكم يا معشر السّلاطينõ (88)  يا
ملوك امريقا ورؤسآء الجمهور فيها اسمعوا
ما تغنّ به الورقآء على غصن البقآء
انّه لا اله الاّ انا الباقي الغفور الكريمõ
زيّنوا هيكل الملك بطراز العدل والتّقى ورأسه
باكليل ذكر ربّكم فاطر السّمآء كذلك يأمركم
مطلع الاسمآء من لدن عليم حكيمõ قد ظهر
الموعود في هذا المقام المحمود الّذي به ابتسم ثغر
الوجود من الغيب والشّهود اغتنموا يوم الله انّ
لقآئه خير لكم عمّا تطلع الشّمس عليها ان انتم
من العارفينõ يا معشر الامرآء اسمعوا ما ارتفع
من مطلع الكبريآء انّه لا اله الاّ انا النّاطق
العليمõ اجبروا الكسير بايادي العدل وكسّروا
الصّحيح الظّالم بسياط اوامر ربّكم الامر
الحكيمõ  (89)  يا معشر الرّوم نسمع بينكم صوت
البوم ءاخذكم سكر الهوى ام كنتم من الغافلينõ
يا ايّتها النّقطة الواقعة في شاطي البحرين قد
استقرّ عليك كرسيّ الظّلم واشتعلت فيك نار
البغضآء على شأن ناح بها الملأ الاعلى والّذين
يطوفون حول كرسيّ رفيعõ نرى فيك الجاهل
يحكم على العاقل والظّلام يفتخر على النّور وانّك في
غرور مبينõ اغرّتك زينتك الظّاهرة سوف تفنى
وربّ البريّة وتنوح البنات والارامل وما فيك من
القبآئل كذلك ينبّئك العليم الخبيرõ (90)  يا شواطي
نهر الرّين قد رأيناك مغطّاة بالدّمآء بما سلّ عليك
سيوف الجزآء ولك مرّة اخرى ونسمع حنين البرلين
ولو انّها اليوم على عزّ مبينõ(91) يا ارض الطّآء لا
تحزني من شيء قد جعلك الله مطلع فرح العالمينõ
لو يشآء يبارك سريرك بالّذي يحكم بالعـدل ويجمع
اغـنام الله الّتي تفرّقت من الذّئاب انّه يواجه
اهل البهآء بالفرح والانبساط الا انّه من جوهر
الخلق لدى الحقّ عليه بهآء الله وبهآء من في
ملكوت الامر في كلّ حينõ (92)  افرحي بما جعلك
الله افق النّور بما ولد فيك مطلع الظّهور وسمّيت
بهذا الاسم الّذي به لاح نيّر الفضل واشرقت
السّموات والارضونõ (93) سوف تنقلب فيك الامور
ويحكم عليك جمهور النّاس ان ربّك لهو العليم
المحيطõ اطمئنّي بفضل ربّك انّه لا تنقطع عنك
لحظات الالطاف سوف يأخذك الاطمينان بعد
الاضطراب كذلك قضي الامر في كتاب بديعõ
(94) يا ارض الخآء نسمع فيك صوت الرّجال في
ذكر ربّك الغنيّ المتعال طوبى ليوم فيه تنصب
رايات الاسمآء في ملكوت الانشآء باسمي الابهى
يومئذٍ يفرح المخلصون بنصر الله وينوح المشركونõ
(95)  ليس لاحد ان يعترض على الّذين يحكمون على
العباد دعوا لهم ما عندهم وتوجّهوا الى القلوبõ
(96) يا بحر الاعظم رشّ على الامم ما امرت به من لدن
مالك القدم وزيّن هياكل الانام بطراز الاحكام
الّتي بها تفرح القلوب وتقرّ العيونõ(97)  والّذي
تملّك مائة مثقال من الذّهب فتسعة عشر
مثقالاً لله فاطر الارض والسّمآء ايّاكم يا قوم
ان تمنعوا انفسكم عن هذا الفضل العظيمõ
قد امرناكم بهذا بعد اذ كنّا غنياً عنكم
وعن كلّ من في السّموات والأرضينõ انّ
في ذلك لحكم ومصالح لم يحط بها علم
احد الاّ الله العالم الخبيرõ قل بذلك اراد
تطهير اموالكم وتقربّكم الى مقامات لا
يدركها الاّ من شآء الله انّه لهو الفضّال
العزيز الكريمõ يا قوم لا تخونوا في حقوق
الله ولا تصرّفوا فيها الاّ بعد اذنه كذلك
قضي الامر في الالواح وفي هذا اللّوح
المنيعõ من خان الله يخان بالعدل والّذي
عمل بما امر ينزل عليه البركة من سمآء
عطآء ربه الفيّاض المعطي الباذل القديمõ
انّه اراد لكم ما لا تعرفونه اليوم سوف
يعرفه القوم اذا طارت الارواح وطويت
زرابيّ الافراح كذلك يذكّركم من عنده
لوح حفيظõ (98)  قد حضرت لدى العرش
عرآئض شتّى من الّذين امنوا وسئلوا فيها
الله ربّ ما يرى وما لا يرى ربّ العالمينõ لذا
نزّلنا اللّوح وزيّنّاه بطراز الامر لعلّ النّاس
باحكام ربّهم يعملونõ وكذلك سئلنا
من قبل في سنين متواليات وامسكنا
القلم حكمة من لدنّا الى ان حضرت كتب
من انفس معدودات في تلك الايّام
لذا اجبناهم بالحقّ بما تحيى به القلوبõ
(99) قل يا معشر العلمآء لا تزنوا كتاب الله بما عندكم
من القواعد والعلوم انّه لقسطاس الحقّ بين الخلق
قد يوزن ما عند الامم بهذا القسطاس الاعظم
وانّه بنفسه لو انتم تعلمونõ (100)  تبكي عليكم عين
عنايتي لانكم ما عرفتم الّذي دعوتموه في العشيّ
والاشراق وفي كلّ اصيل وبكورõ توجّهوا يا قوم
بوجوه بيضآء وقلوب نورآء الى البقعة المباركة
الحمرآء الّتي فيها تنادي سدرة المنتهى انّه لا اله الاّ انا
المهيمن القيّومõ (101) يا معشر العلمآء هل يقدر احد
منكم ان يستنّ معي في ميدان المكاشفة والعرفان او
يجول في مضمار الحكمة والتّبيان لا وربّي الرّحمن كلّ
من عليها فان وهذا وجه ربّكم العزيز المحبوبõ
(102) يا قوم انّا قدّرنا العلوم لعرفان المعلوم وانتم
احتجبتم بها عن مشرقها الّذي به ظهر كلّ
امر مكنونõ لو عرفتم الافق الّذي منه اشرقت
شمس الكلام لنبذتم الانام وما عندهم
واقبلتم الى المقام المحمودõ  (103) قل هذه لسمآء
فيها كنز امّ الكتاب لو انتم تعقلونõ هذا
لهو الّذي به صاحت الصّخرة ونادت السّدرة
على الطّور المرتفع على الارض المباركة الملك
لله الملك العزيز الودودõ (104) انّا ما دخلنا المدارس
وما طالعنا المباحث اسمعوا ما يدعوكم
به هذا الامّيّ الى الله الابديّ انّه خير لكم
عمّا كنز في الارض لو انتم تفقهونõ
(105) انّ الّذي يأوّل ما نزّل من سمآء الوحي
ويخرجه عن الظّاهر انّه ممّن حرّف كلمة
الله العليا وكان من الاخسرين في كتاب
مبينõ  (106)  قد كتب عليكم تقليم الاظفار
والدّخول في مآء يحيط هياكلكم في كلّ
اسبوع وتنظيف ابدانكم بما استعملتموه من
قبل ايّاكم ان تمنعكم الغفلة عمّا امرتم
به من لدن عزيز عظيمõ ادخلوا مآء
بكراً والمستعمل منه لا يجوز الدّخول فيه
ايّاكم ان تقربوا خزآئن حمّامات العجم من
قصدها وجد رآئحتها المنتنة قبل وروده فيها
تجنّبوا يا قوم ولا تكوننّ من الصّاغرينõ
انّه يشبه بالصّديد والغسلين ان انتم من
العارفينõ وكذلك حياضهم المنتنة اتركوها
وكونوا من المقدّسينõ انّا اردنا ان نراكم
مظاهر الفردوس في الارض ليتضوّع منكم ما
تفرح به افئدة المقرّبينõ والّذي يصبّ عليه
المآء ويغسل به بدنه خير له ويكفيه عن
الدّخول انّه اراد ان يسهّل عليكم الامور
فضلاً من عنده لتكونوا من الشّاكرينõ (107) قد
حرّمت عليكم ازواج ابآئكم انّا نستحي ان
نذكر حكم الغلمان اتّقوا الرّحمن يا ملأ
الامكان ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللّوح
ولا تكونوا في هيمآء الشّهوات من الهآئمينõ
(108)  ليس لاحد ان يحرّك لسانه امام النّاس
اذ يمشي في الطّرق والاسواق بل ينبغي
لمن اراد الذّكر ان يذكر في مقام
بني لذكر الله او في بيته هذا اقرب
بالخلوص والتّقوى كذلك اشرقت
شمس الحكم من افق البيان طوبى
للعاملينõ (109)  قد فرض لكلّ نفس كتاب
الوصيّة وله ان يزيّن رأسه بالاسم
الاعظم ويعترف فيه بوحدانيّة الله في
مظهر ظهوره ويذكر فيه ما اراد من
المعروف ليشهد له في عوالم الامر والخلق
ويكون له كنزاً عند ربّه الحافظ الامينõ
(110)  قد انتهت الاعياد الى العيدين الاعظمين
امّا الاوّل ايّام فيها تجلّى الرّحمن على
من في الامكان باسمآئه الحسنى وصفاته
العليا والاخر يوم فيه بعثنا من بشّر
النّاس بهذا الاسم الّذي به قامت الاموات
وحشر من في السّموات والارضينõ والاخرين
في يومين كذلك قضي الامر من لدن
امر عليمõ (111)  طوبى لمن فاز باليوم الاوّل من
شهر البهآء الّذي جعله الله لهذا الاسم
العظيمõ طوبى لمن يظهر فيه نعمة الله
على نفسه انّه ممّن اظهر شكر الله بفعله
المدلّ على فضله الّذي احاط العالمينõ
قل انّه لصدر الشّهور ومبدئها وفيه تمرّ نفحة
الحيوة على الممكنات طوبى لمن ادركه بالرّوح
والرّيحان نشهد انّه من الفآئزينõ (112)  قل انّ العيد
الاعظم لسلطان الاعياد اذكروا يا قوم نعمة
الله عليكم اذ كنتم رقدآء ايقظكم من نسمات
الوحي وعرّفكم سبيله الواضح المستقيمõ (113) اذا
مرضتم ارجعوا الى الحذّاق من الاطبّآء انّا ما
رفعنا الاسباب بل اثبتناها من هذا القلم الّذي
جعله الله مطلع امره المشرق المنيرõ (114) قد كتب
الله على كلّ نفس ان يحضر لدى العرش
بما عنده ممّا لا عدل له انّا عفونا عن
ذلك فضلاً من لدنّا انّه هو المعطي الكريمõ
(115) طوبى لمن توجّه الى مشرق الاذكار في الاسحار
ذاكراً متذكّراً مستغفراً واذا دخل يقعد صامتاً
لاصغآء ايات الله الملك العزيز الحميدõ قل
مشرق الاذكار انّه كلّ بيت بني لذكري في المدن
والقرى كذلك سمّي لدى العرش ان انتم من
العارفينõ (116) والّذين يتلون ايات الرّحمن باحسن
الالحان اولئك يدركون منها ما لا يعادله ملكوت
ملك السّموات والارضينõ وبها يجدون عرف
عوالمي الّتي لا يعرفها اليوم الاّ من اوتي البصر
من هذا المنظر الكريمõ قل انّها تجذب القلوب
الصّافية الى العوالم الرّوحانيّة الّتي لا تعبّر
بالعبارة ولا تشار بالاشارة طوبى للسّامعينõ
(117)  انصروا يا قوم اصفيآئي الّذين قاموا على
ذكري بين خلقي وارتفاع كلمتي في مملكتي
اولئك انجم سمآء عنايتي ومصابيح هدايتي
للخلآئق اجمعينõ والّذي يتكلّم بغير ما نزّل
في الواحي انّه ليس منّي ايّاكم ان تتّبعوا كلّ
مدّعٍ اثيمõ قد زيّنت الالواح بطراز ختم فالق
الاصباح الّذي ينطق بين السّموات والارضينõ
تمسّكوا بالعروة الوثقى وحبل امري المحكم
المتينõ  (118)  قد اذن الله لمن اراد ان يتعلّم الالسن
المختلفة ليبلّغ امر الله شرق الارض وغربها
ويذكره بين الدّول والملل على شأن تنجذب
به الافئدة ويحيى به كلّ عظم رميمõ
(119)  ليس للعاقل ان يشرب ما يذهب به العقل
وله ان يعمل ما ينبغي للانسان لا ما يرتكبه كلّ
غافل مريبõ (120) زيّنوا رؤسكم باكليل الامانة
والوفآء وقلوبكم بردآء التّقوى والسنكم بالصّدق
الخالص وهياكلكم بطراز الاداب كلّ ذلك من
سجيّة الانسان لو انتم من المتبصّرينõ يا اهل
البهآء تمسّكوا بحبل العبوديّة لله الحقّ بها تظهر
مقاماتكم وتثبت اسمآئكم وترتفع مراتبكم واذكاركم
في لوح حفيظõ ايّاكم ان يمنعكم من على الارض
عن هذا المقام العزيز الرّفيعõ قد وصّيناكم
بها في اكثر الالواح وفي هذا اللّوح الّذي لاح
من افقه نيّر احكام ربّكم المقتدر الحكيمõ

(121)  اذا غيض بحر الوصال وقضي كتاب
المبدء في المآل توجّهوا الى من اراده الله
الّذي انشعب من هذا الاصل القديمõ
(122)  فانظروا في النّاس وقلّة عقولهم يطلبون
ما يضرّهم ويتركون ما ينفعهم الا انّهم
من الهآئمينõ انّا نرى بعض النّاس ارادوا
الحرّيّة ويفتخرون بها اولئك في جهل مبينõ
(123) انّ الحرّيّة تنتهي عواقبها الى الفتنة الّتي لا
تخمد نارها كذلك يخبركم المحصي العليمõ
فاعلموا انّ مطالع الحرّيّة ومظاهرها هي
الحيوان وللانسان ينبغي ان يكون تحت سنن
تحفظه عن جهل نفسه وضرّ الماكرينõ
ان الحرّيّة تخرج الانسان عن شئون الادب
والوقار وتجعله من الارذلينõ(124)  فانظروا الخلق
كالاغنام لا بدّ لها من راعٍ ليحفظها انّ
هذا لحقّ يقينõ انّا نصدّقها في بعض
المقامات دون الاخر انّا كنّا عالمينõ (125) قل
الحرّيّة في اتّباع اوامري لو انتم من العارفينõ
لو اتّبع النّاس ما نزّلناه لهم من سمآء الوحي
ليجدنّ انفسهم في حرّيّة بحتة طوبى لمن
عرف مراد الله فيما نزّل من سمآء مشيّته
المهيمنة على العالمينõ قل الحرّيّة الّتي تنفعكم
انّها في العبوديّة لله الحقّ والّذي وجد حلاوتها
لا يبدّلها بملكوت ملك السّموات والأرضينõ
(126)  حرّم عليكم السّؤال في البيان عفا الله
عن ذلك لتسئلوا ما تحتاج به انفسكم
لا ما تكلّم به رجال قبلكم اتّقوا الله
وكونوا من المتّقينõ اسئلوا ما ينفعكم
في امر الله وسلطانه قد فتح باب الفضل
على من في السّموات والارضينõ (127) انّ
عدّة الشّهور تسعة عشر شهراً في
كتاب الله قد زيّن اوّلها بهذا الاسم
المهيمن على العالمينõ (128) قد حكم الله دفن
الاموات في البلّور أو الاحجار الممتنعة او
الاخشاب الصّلبة اللّطيفة ووضع الخواتيم
المنقوشة في اصابعهم انّه لهو المقدّر العليمõ
(129) يكتب للرّجال ولله ما في السّموات والارض
وما بينهما وكان الله بكلّ شيء عليماًõ
وللورقات ولله ملك السّموات والارض وما
بينهما وكان الله على كلّ شيء قديراًõ هذا
ما نزّل من قبل وينادي نقطة البيان ويقول
يا محبوب الامكان انطق في هذا المقام بما
تتضوّع به نفحات الطافك بين العالمينõ انّا
اخبرنا الكلّ بان لا يعادل بكلمة منك
ما نزّل في البيان انّك انت المقتدر على ما
تشآء لا تمنع عبادك عن فيوضات بحر
رحمتك انّك انت ذو الفضل العظيمõ قد
استجبنا ما اراد انّه لهو المحبوب المجيبõ
لو ينقش عليها ما نزّل في الحين من
لدى الله انّه خير لهم ولهنّ انّا كنّا
حاكمينõ قد بدئت من الله ورجعت
اليه منقطعاً عمّا سواه ومتمسّكاً باسمه
الرّحمن الرّحيمõ كذلك يختصّ الله
من يشآء بفضل من عنده انّه لهو المقتدر
القديرõ (130) وان تكفّنوه في خمسة اثواب من
الحرير او القطن من لم يستطع يكتفي
بواحدة منهما كذلك قضي الامر من
لدن عليم خبيرõ حرّم عليكم نقل
الميّت ازيد من مسافة ساعة من المدينة
ادفنوه بالرّوح والرّيحان في مكان قريبõ

(131)  قد رفع الله ما حكم به البيان في
تحديد الاسفار انّه لهو المختار يفعل
ما يشآء ويحكم ما يريدõ (132) يا ملأ
الانشآء اسمعوا ندآء مالك الاسمآء
انّه يناديكم من شطر سجنه الاعظم
انّه لا اله الاّ انا المقتدر المتكبّر المتسخّر
المتعالي العليم الحكيمõ انّه لا اله الاّ
هو المقتدر على العالمينõ لو يشآء ياخذ
العالم بكلمة من عنده ايّاكم ان
تتوقّفوا في هذا الامر الّذي خضع
له الملأ الاعلى واهل مدآئن الاسمآء
اتّقوا الله ولا تكوننّ من المحتجبينõ
احرقوا الحجبات بنار حبّي والسّبحات بهذا
الاسم الّذي به سخّرنا العالمينõ (133) وارفعنّ
البيتين في المقامين والمقامات الّتي فيها
استقرّ عرش ربّكم الرّحمن كذلك
يأمركم مولى العارفينõ(134) ايّاكم ان تمنعكم
شئونات الارض عمّا امرتم به من لدن
قويّ امينõ كونوا مظاهر الاستقامة بين
البريّة على شأن لا تمنعكم شبهات
الّذين كفروا بالله اذ ظهر بسلطان
عظيمõ ايّاكم ان يمنعكم ما نزّل في
الكتاب عن هذا الكتاب الّذي ينطق
بالحقّ انّه لا اله الاّ انا العزيز الحميدõ
انظروا بعين الانصاف الى من اتى
من سمآء المشيّة والاقتدار ولا تكوننّ
من الظّالمينõ (135) ثمّ اذكروا ما جرى
من قلم مبشّري في ذكر هذا
الظّهور وما ارتكبه اولو الطّغيان في
ايّامه الا انّهم من الاخسرينõ قال ان
ادركتم ما نظهره انتم من فضل الله
تسئلونõ ليمنّ عليكم باستوآئه على
سرآئركم فانّ ذلك عزّ ممتنع منيعõ
ان يشرب كأس مآء عندكم اعظم
من ان تشربنّ كلّ نفس مآء وجوده
بل كلّ شيء ان يا عبادي تدركونõ
(136)هذا ما نزّل من عنده ذكراً لنفسي
لو انتم تعلمونõ والّذي تفكّر في هذه
الايات واطّلع بما ستر فيهنّ من اللّئالي
المخزونة تالله انّه يجد عرف الرّحمن من
شطر السّجن ويسرع بقلبه اليه باشتياق
لا تمنعه جنود السّموات والارضينõ قل
هذا لظهور تطوف حوله الحجّة والبرهان
كذلك انزله الرّحمن ان انتم من
المنصفينõ قل هذا روح الكتب قد
نفخ به في القلم الاعلى وانصعق من
في الانشآء الاّ من اخذته نفحات رحمتي
وفوحات الطافي المهيمنة على العالمينõ
(137)  يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن ثمّ انظروا ما
انزله في مقام اخر قال انّما القبلة من
يظهره الله متى ينقلب تنقلب الى ان يستقرّ
كذلك نزّل من لدن مالك القدر اذ
اراد ذكر هذا المنظر الاكبر تفكّروا يا قوم
ولا تكوننّ من الهآئمينõ لو تنكرونه باهوآئكم
الى ايّة قبلة تتوجّهون يا معشر الغافلينõ
تفكّروا في هذه الاية ثمّ انصفوا بالله لعلّ
تجدون لئالي الاسرار من البحر الّذي تموّج
باسمي العزيز المنيعõ (138) ليس لاحد ان يتمسّك
اليوم الاّ بما ظهر في هذا الظّهور هذا حكم
الله من قبل ومن بعد وبه زيّن صحف الاوّلينõ
هذا ذكر الله من قبل ومن بعد قد
طرّز به ديباج كتاب الوجود ان انتم
من الشّاعرينõ هذا امر الله من قبل
ومن بعد ايّاكم ان تكونوا من
الصّاغرينõ لا يغنيكم اليوم شيء وليس
لاحد مهرب الاّ الله العليم الحكيمõ من
عرفني قد عرف المقصود من توجّه اليّ
قد توجّه الى المعبود كذلك فصّل في
الكتاب وقضي الامر من لدى الله ربّ
العالمينõ من يقرء اية من اياتي لخير له
من ان يقرء كتب الاوّلين والاخرينõ
هذا بيان الرّحمن ان انتم من السّامعينõ
قل هذا حقّ العلم لو انتم من العارفينõ
(139) ثمّ انظروا ما نزّل في مقام اخر لعلّ
تدعون ما عندكم مقبلين الى الله
ربّ العالمينõ قال لا يحلّ الاقتران ان
لم يكن في البيان وان يدخل من
احد يحرم على الاخر ما يملك من
عنده الاّ وان يرجع ذلك بعد ان
يرفع امر من نظهره بالحقّ او ما قد
ظهر بالعدل وقبل ذلك فلتقربنّ
لعلّكم بذلك امر الله ترفعونõ
كذلك تغرّدت الورقآء على الافنان في
ذكر ربّها الرّحمن طوبى للسّامعينõ
(140) يا ملأ البيان اقسمكم بربّكم الرّحمن
بان تنظروا فيما نزّل بالحقّ بعين الانصاف
ولا تكوننّ من الّذين يرون برهان الله
وينكرونه الا انّهم من الهالكينõ قد صرّح
نقطة البيان في هذه الاية بارتفاع امري
قبل امره يشهد بذلك كلّ منصف عليمõ
كما ترونه اليوم انّه ارتفع على شأن لا
ينكره الاّ الّذين سكّرت ابصارهم في
الاولى وفي الاخرى لهم عذاب مهينõ (141)  قل
تالله انّي لمحبوبه والان يسمع ما ينزل
من سمآء الوحي وينوح بما ارتكبتم في
ايّامه خافوا الله ولا تكوننّ من المعتدينõ
قل يا قوم ان لن تؤمنوا به لا تعترضوا
عليه تالله يكفي ما اجتمع عليه
من جنود الظّالمينõ (142) انّه قد انزل
بعض الاحكام لئلا يتحرّك القلم الاعلى
في هذا الظّهور الاّ على ذكر مقاماته
العليا ومنظره الاسنى وانّا لمّا اردنا
الفضل فصّلناها بالحقّ وخفّفنا ما اردناه
لكم انّه لهو الفضّال الكريمõ (143) قد
اخبركم من قبل بما ينطق به
هذا الذّكر الحكيمõ قال وقوله
الحقّ انّه ينطق في كلّ شأن انّه لا
اله الاّ انا الفرد الواحد العليم الخبيرõ
هذا مقام خصّه الله لهذا الظّهور
الممتنع البديعõ هذا من فضل الله ان
انتم من العارفينõ هذا من امره المبرم
واسمه الاعظم وكلمته العليا ومطلع
اسمآئه الحسنى لو انتم من العالمينõ بل به
تظهر المطالع والمشارق تفكّروا يا قوم فيما
نزّل بالحقّ وتدبّروا فيه ولا تكوننّ من
المعتدينõ (144) عاشروا مع الاديان بالرّوح
والرّيحان ليجدوا منكم عرف الرّحمن
ايّاكم ان تأخذكم حميّة الجاهليّة
بين البريّة كلّ بدء من الله ويعود
اليه انّه لمبدء الخلق ومرجع العالمينõ
(145) ايّاكم ان تدخلوا بيتاً عند فقدان صاحبه الاّ
بعد اذنه تمسّكوا بالمعروف في كلّ الاحوال ولا
تكوننّ من الغافلينõ (146)  قد كتب عليكم تزكية
الاقوات وما دونها بالزّكوة هذا ما حكم
به منزل الايات في هذا الرّقّ المنيعõ سوف
نفصّل لكم نصابها اذا شآء الله واراد انّه
يفصّل ما يشآء بعلم من عنده انّه لهو العلاّم
الحكيمõ (147) لا يحل السّؤال ومن سئل حرّم
عليه العطآء قد كتب على الكلّ ان يكسب
والّذي عجز فللوكلآء والاغنيآء ان يعيّنوا له ما
يكفيه اعملوا حدود الله وسننه ثمّ احفظوها
كما تحفظون اعينكم ولا تكوننّ من الخاسرينõ
(148)  قد منعتم في الكتاب عن الجدال
والنّزاع والضّرب وامثالها عمّا تحزن
به الافئدة والقلوبõ من يحزن احداً
فله ان ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذّهب
هذا ما حكم به مولى العالمينõ انّه
قد عفا ذلك عنكم في هذا الظّهور
ويوصيكم بالبرّ والتّقوى امراً من عنده
في هذا اللّوح المنيرõ لا ترضوا لاحد
ما لا ترضونه لانفسكم اتّقوا الله ولا
تكوننّ من المتكبّرينõ كلّكم خلقتم
من المآء وترجعون الى التّراب تفكّروا
في عواقبكم ولا تكوننّ من الظّالمينõ
اسمعوا ما تتلو السّدرة عليكم من ايات
الله انّها لقسطاس الهدى من الله ربّ
الاخرة والاولى وبها تطير النّفوس الى مطلع
الوحي وتستضيء افئدة المقبلينõ تلك
حدود الله قد فرضت عليكم وتلك اوامر
الله قد امرتم بها في اللّوح اعملوا بالرّوح
والرّيحان هذا خير لكم ان انتم من
العارفينõ (149) اتلوا ايات الله في كلّ صباح
ومسآء انّ الّذي لم يتل لم يوف بعهد
الله وميثاقه والّذي اعرض عنها اليوم انّه
ممّن اعرض عن الله في ازل الازال
اتّقنّ الله يا عبادي كلّكم اجمعونõ
لا تغرّنّكم كثرة القرآئة والاعمال في
اللّيل والنّهار لو يقرء احد اية من الايات
بالرّوح والرّيحان خير له من ان يتلو
بالكسالة صحف الله المهيمن القيّومõ
اتلوا ايات الله على قدر لا تأخذكم
الكسالة والاحزان لا تحملوا على الارواح
ما يكسلها ويثقلها بل ما يخفّها لتطير
باجنحة الايات الى مطلع البيّنات هذا
اقرب الى الله لو انتم تعقلونõ (150) علّموا ذرّيّاتكم
ما نزّل من سمآء العظمة والاقتدار
ليقرئوا الواح الرّحمن باحسن الالحان
في الغرف المبنيّة في مشارق الأذكارõ
انّ الّذي اخذه جذب محبّة اسمي الرّحمن
انّه يقرء ايات الله على شأن تنجذب به افئدة
الرّاقدينõ هنيئاً لمن شرب رحيق الحيوان
من بيان ربه الرّحمن بهذا الاسم الّذي
به نسف كلّ جبل باذخ رفيعõ (151) كتب
عليكم تجديد اسباب البيت بعد انقضآء
تسع عشرة سنة كذلك قضي الامر من لدن
عليم خبيرõ انّه اراد تلطيفكم وما عندكم
اتّقوا الله ولا تكوننّ من الغافلينõ والّذي
لم يستطع عفا الله عنه انّه لهو الغفور
الكريمõ (152) اغسلوا ارجلكم كلّ يوم في الصّيف
وفي الشّتآء كلّ ثلثة ايّام مرّة واحدةõ
(153) ومن اغتاظ عليكم قابلوه بالرّفق والّذي زجركم لا
تزجروه دعوه بنفسه وتوكّلوا على الله المنتقم
العادل القديرõ (154)  قد منعتم عن الارتقآء الى المنابر
من اراد ان يتلو عليكم ايات ربّه فليقعد على
الكرسيّ الموضوع على السّرير ويذكر الله ربّه
وربّ العالمينõ قد احبّ الله جلوسكم على
السّرر والكراسيّ لعزّ ما عندكم من حبّ الله
ومطلع امره المشرق المنيرõ (155) حرّم عليكم الميسر
والافيون اجتنبوا يا معشر الخلق ولا تكوننّ من
المتجاوزينõ ايّاكم ان تستعملوا ما تكسل
به هياكلكم ويضرّ ابدانكم انّا ما اردنا لكم الاّ ما
ينفعكم يشهد بذلك كلّ الاشيآء لو انتم تسمعونõ
(156)  اذا دعيتم الى الولآئم والعزآئم اجيبوا
بالفرح والانبساط والّذي وفى بالوعد انّه
امن من الوعيدõ هذا يوم فيه فصّل
كلّ امر حكيمõ (157) قد ظهر سرّ التّنكيس
لرمز الرّئيس طوبى لمن ايّده الله على
الاقرار بالسّتّة الّتي ارتفعت بهذه الالف
القآئمه الا انّه من المخلصينõ كم من
ناسك اعرض وكم من تارك اقبل
وقال لك الحمد يا مقصود العالمينõ انّ
الامر بيد الله يعطي من يشآء ما يشآء
ويمنع عمّن يشآء ما اراد يعلم خافية
القلوب وما يتحرّك به اعين اللاّمزينõ
كم من غافل اقبل بالخلوص اقعدناه
على سرير القبول وكم من عاقل رجعناه
الى النّار عدلاً من عندنا انّا كنّا حاكمينõ
انّه لمظهر يفعل الله ما يشآء والمستقرّ
على عرش يحكم ما يريدõ (158) طوبى
لمن وجد عرف المعاني من اثر هذا
القلم الّذي اذا تحرّك فاحت نسمة الله
فيما سواه واذا توقّف ظهرت كينونة
الاطمينان في الامكان تعالى الرّحمن
مظهر هذا الفضل العظيمõ قل بما
حمل الظّلم ظهر العدل فيما سواه وبما
قبل الذّلّة لاح عزّ الله بين العالمينõ
(159) حرّم عليكم حمل الات الحرب الاّ حين
الضّرورة واحلّ لكم لبس الحرير قد رفع الله
عنكم حكم الحدّ في اللّباس واللّحى فضلاً
من عنده انّه لهو الامر العليمõ اعملوا ما لا
تنكره العقول المستقيمة ولا تجعلوا انفسكم
ملعب الجاهلينõ طوبى لمن تزيّن بطراز
الاداب والاخلاق انّه ممّن نصر ربّه بالعمل
الواضح المبينõ (160) عمّروا ديار الله وبلاده ثمّ
اذكروه فيها بترنّمات المقرّبينõ انمّا تعمّر
القلوب باللّسان كما تعمّر البيوت والدّيار باليد
واسباب اخر قد قدّرنا لكلّ شيء سبباً من
عندنا تمسّكوا به وتوكّلوا على الحكيم الخبيرõ
(161) طوبى لمن اقرّ بالله واياته واعترف بانّه لا
يسئل عمّا يفعل هذه كلمة قد جعلها الله
طراز العقآئد واصلها وبها يقبل عمل العاملينõ
اجعلوا هذه الكلمة نصب عيونكم لئلا تزلّكم
اشارات المعرضينõ (162) لو يحلّ ما حرّم في ازل
الازال او بالعكس ليس لاحد ان يعترض
عليه والّذي توقّف في اقلّ من ان انّه
من المعتدينõ (163) والّذي ما فاز بهذا الاصل
الاسنى والمقام الاعلى تحرّكه ارياح الشّبهات
وتقلّبه مقالات المشركينõ من فاز بهذا الاصل
قد فاز بالاستقامة الكبرى حبّذا هذا المقام
الابهى الّذي بذكره زيّن كلّ لوح منيعõ
كذلك يعلّمكم الله ما يخلّصكم عن الرّيب
والحيرة وينجّيكم في الدّنيا والاخرة انّه هو
الغفور الكريمõ هو الّذي ارسل الرّسل
وانزل الكتب على انّه لا اله الاّ انا العزيز
الحكيمõ (164) يا ارض الكاف والرّآء انّا نراك
على ما لا يحبّه الله ونرى منك ما لا اطّلع
به احد الاّ الله العليم الخبيرõ ونجد
ما يمرّ منك في سرّ السّرّ عندنا علم
كلّ شيء في لوح مبينõ لا تحزني بذلك
سوف يظهر الله فيك اولي بأس شديد
يذكرونني باستقامة لا تمنعهم اشارات
العلمآء ولا تحجبهم شبهات المريبينõ
اولئك ينظرون الله باعينهم وينصرونه بانفسهم الا
انّهم من الرّاسخينõ (165) يا معشر العلمآء لمّا نزّلت
الايات وظهرت البيّنات رأيناكم خلف الحجبات
ان هذا الاّ شيء عجابõ قد افتخرتم باسمي
وغفلتم عن نفسي اذ اتى الرّحمن بالحجّة
والبرهانõ انّا خرقنا الاحجاب ايّاكم ان تحجبوا
النّاس بحجاب اخر كسّروا سلاسل الاوهام
باسم مالك الأنام ولا تكوننّ من الخادعينõ
اذا اقبلتم الى الله ودخلتم هذا الامر لا تفسدوا
فيه ولا تقيسوا كتاب الله باهوآئكم
هذا نصح الله من قبل ومن بعد يشهد بذلك
شهدآء الله واصفيآئه انّا كلّ له شاهدونõ
(166) اذكروا الشّيخ الّذي سمّي بمحمّد قبل حسن
وكان من اعلم العلمآء في عصره لمّا ظهر
الحقّ اعرض عنه هو وامثاله واقبل الى الله من
ينقّي القمح والشّعيرõ وكان يكتب على
زعمه احكام الله في اللّيل والنّهار ولمّا
اتى المختار ما نفعه حرف منها لو نفعه لم
يعرض عن وجه به انارت وجوه المقرّبينõ
لو امنتم بالله حين ظهوره ما اعرض عنه
النّاس وما ورد علينا ما ترونه اليوم اتّقوا
الله ولا تكوننّ من الغافلينõ(167) ايّاكم
ان تمنعكم الاسمآء عن مالكها او
يحجبكم ذكر عن هذا الذّكر الحكيمõ
استعيذوا بالله يا معشر العلمآء ولا تجعلوا
انفسكم حجاباً بيني وبين خلقي كذلك
يعظكم الله ويامركم بالعدل لئلا تحبط
اعمالكم وانتم غافلونõ انّ الّذي اعرض
عن هذا الامر هل يقدر ان يثبت حقّاً
في الابداع لا ومالك الاختراع ولكنّ
النّاس في حجاب مبينõ قل به اشرقت
شمس الحجّة ولاح نيّر البرهان لمن في
الامكان اتّقوا الله يا اولي الابصار
ولا تنكرونõ ايّاكم ان يمنعكم ذكر
النّبيّ عن هذا النّبأ الاعظم او الولاية
عن ولاية الله المهيمنة على العالمينõ
قد خلق كلّ اسم بقوله وعلّق كلّ
امر بامره المبرم العزيز البديعõ قل هذا
يوم الله لا يذكر فيه الاّ نفسه المهيمنة
على العالمينõ هذا امر اضطرب منه
ما عندكم من الاوهام والتّماثيلõ (168) قد
نرى منكم من يأخذ الكتاب ويستدلّ
به على الله كما استدلّت كلّ ملّة
بكتابها على الله المهيمن القيّومõ قل
تالله الحقّ لا تغنيكم اليوم كتب
العالم ولا ما فيه من الصّحف الاّ
بهذا الكتاب الّذي ينطق في قطب
الابداع انّه لا اله الاّ انا العليم الحكيمõ
(169) يا معشر العلمآء ايّاكم ان تكونوا
سبب الاختلاف في الاطراف كما
كنتم علّة الاعراض في اوّل الامر
اجمعوا النّاس على هذه الكلمة
الّتي بها صاحت الحصاة الملك لله
مطلع الايات كذلك يعظكم الله
فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الكريمõ
(170) اذكروا الكريم اذ دعوناه الى
الله انّه استكبر بما اتّبع هواه بعد
اذ ارسلنا اليه ما قرّت به عين
البرهان في الامكان وتمّت حجّة
الله على من في السّموات والارضينõ
انّا امرناه بالاقبال فضلاً من الغنيّ المتعال
انّه ولّى مدبراً الى ان اخذته زبانية العذاب
عدلاً من الله انّا كنّا شاهدينõ (171) اخرقنّ
الاحجاب على شأن يسمع اهل الملكوت
صوت خرقها هذا امر الله من قبل
ومن بعد طوبى لمن عمل بما امر ويل
للتّاركينõ (172) انّا ما اردنا في الملك الاّ ظهور
الله وسلطانه وكفى بالله عليّ شهيداًõ
انّا ما اردنا في الملكوت الاّ علوّ امر
الله وثنآئه وكفى بالله عليّ وكيلاًõ
انّا ما اردنا في الجبروت الاّ ذكر الله
وما نزّل من عنده وكفى بالله معيناًõ
(173) طوبى لكم يا معشر العلمآء في البهآء تالله
انتم امواج البحر الاعظم وانجم سمآء الفضل
والوية النّصر بين السّموات والارضينõ انتم
مطالع الاستقامة بين البريّة ومشارق البيان
لمن في الامكان طوبى لمن اقبل اليكم ويل
للمعرضينõ ينبغي اليوم لمن شرب رحيق
الحيوان من يد الطاف ربّه الرّحمن ان يكون
نبّاضاً كالشّريان في جسد الامكان ليتحرّك
به العالم وكلّ عظم رميمõ (174) يا اهل الانشآء اذا
طارت الورقآء عن ايك الثّنآء وقصدت المقصد
الاقصى الاخفى ارجعوا ما لا عرفتموه من الكتاب
الى الفرع المنشعب من هذا الاصل القويمõ
(175)  يا قلم الاعلى تحرّك على اللّوح باذن
ربّك فاطر السّمآء ثمّ اذكر اذ اراد مطلع
التّوحيد مكتب التّجريد لعلّ الاحرار يطّلعنّ
على قدر سمّ الابرة بما هو خلف الاستار من
اسرار ربّك العزيز العلاّمõ قل انّا دخلنا مكتب
المعاني والتّبيان حين غفلة من في الامكان
وشاهدنا ما انزله الرّحمن وقبلنا ما اهداه لي
من ايات الله المهيمن القيّومõ وسمعنا
ما شهد به في اللّوح انّا كنّا شاهدينõ
واجبناه بامر من عندنا انّا كنّا آمرينõ
(176) يا ملأ البيان انّا دخلنا مكتب الله اذ انتم
راقدونõ ولاحظنا اللّوح اذ انتم نآئمونõ
تالله الحقّ قد قرئناه قبل نزوله وانتم
غافلونõ قد احطنا الكتاب اذ كنتم في
الاصلاب هذا ذكري على قدركم لا على قدر
الله يشهد بذلك ما في علم الله لو انتم
تعرفونõ ويشهد بذلك لسان الله لو انتم
تفقهونõ تالله لو نكشف الحجاب انتم
تنصعقونõ (177) ايّاكم ان تجادلوا في الله وامره
انّه ظهر على شأن احاط ما كان وما
يكونõ لو نتكلّم في هذا المقام بلسان
اهل الملكوت لنقول قد خلق الله ذلك
المكتب قبل خلق السّموات والارض ودخلنا
فيه قبل ان يقترن الكاف بركنها النّونõ
هذا لسان عبادي في ملكوتي تفكّروا فيما
ينطق به لسان اهل جبروتي بما علّمناهم علماً
من لدنّا وما كان مستوراً في علم الله وما
ينطق به لسان العظمة والاقتدار في مقامه
المحمودõ (178) ليس هذا امر تلعبون به باوهامكم
وليس هذا مقام يدخل فيه كلّ جبان موهومõ
تالله هذا مضمار المكاشفة والانقطاع وميدان
المشاهدة والارتفاع لا يجول فيه الاّ فوارس
الرّحمن الّذين نبذوا الامكان اولئك انصار الله
في الارض ومشارق الاقتدار بين العالمينõ(179) ايّاكم
ان يمنعكم ما في البيان عن ربّكم الرّحمن
تالله انّه قد نزّل لذكري لو انتم تعرفونõ
لا يجد منه المخلصون الاّ عرف حبّي
واسمي المهيمن على كلّ شاهد ومشهودõ
قل يا قوم توجّهوا الى ما نزّل من قلمي
الاعلى ان وجدتم منه عرف الله لا تعترضوا
عليه ولا تمنعوا انفسكم عن فضل الله
والطافه كذلك ينصحكم الله انّه لهو
النّاصح العليمõ (180) ما لا عرفتموه من البيان
فاسئلوا الله ربّكم ورب ابآئكم الأوّلينõ
انّه لو يشآء يبيّن لكم ما نزّل فيه
وما ستر في بحر كلماته من لئالي
العلم والحكمة انّه لهو المهيمن على
الاسمآء لا اله الاّ هو المهيمن القيّومõ
(181)  قد اضطرب النّظم من هذا النّظم
الاعظم واختلف التّرتيب بهذا البديع
الّذي ما شهدت عين الابداع شبههõ
(182) اغتمسوا في بحر بياني لعلّ تطّلعون بما فيه
من لئالي الحكمة والاسرارõ ايّاكم ان توقّفوا
في هذا الامر الّذي به ظهرت سلطنة الله
واقتداره اسرعوا اليه بوجوه بيضآء هذا
دين الله من قبل ومن بعد من اراد فليقبل
ومن لم يرد فانّ الله لغنيّ عن العالمينõ
(183) قل هذا لقسطاس الهدى لمن في السّـموات والارض والبرهان الاعظم لو انتم تعرفونõ قل
به ثبت كلّ حجّـة في الاعصار لو انتم توقنونõ
قل به استغنى كلّ فقير وتعلّم كلّ عالم وعرج
من اراد الصّـعود الى الله ايّـاكم ان تختلفوا فيه
كونوا كالجبال الرّواسخ في امر ربّكم العزيز
الودودõ (184) قل يا مطلع الاعراض دع الاغماض
ثمّ انطق بالحقّ بين الخلق تالله قد جرت
دموعي على خدودي بما اراك مقبلاً الى هواك
ومعرضاً عمّن خلقك وسوّاك اذكر فضل
مولاك اذ ربّيناك في اللّيالي والايّام لخدمة الامر
اتّق الله وكن من التّآئبينõ هبني اشتبه على
النّاس امرك هل يشتبه على نفسك خف عن
الله ثمّ اذكر اذ كنت قآئماً لدى العرش وكتبت ما
القيناك من ايات الله المهيمن المقتدر القديرõ
ايّاك ان تمنعك الحميّة عن شطر الاحديّة
توجّه اليه ولا تخف من اعمالك انّه يغفر
من يشآء بفضل من عنده لا اله الاّ هو
الغفور الكريمõ انّما ننصحك لوجه الله
ان اقبلت فلنفسك وان اعرضت انّ ربّك
غنيّ عنك وعن الّذين اتّبعوك بوهم مبينõ
قد اخذ الله من اغواك فارجع اليه
خاضعاً خاشعاً متذلّلاً انّه يكفّر عنك
سيّئاتك انّ ربّك لهو التّوّاب العزيز الرّحيمõ
(185) هذا نصح الله لو انت من السّامعينõ
هذا فضل الله لو انت من المقبلينõ
هذا ذكر الله لو انت من الشّاعرينõ
هذا كنز الله لو انت من العارفينõ
(186) هذا كتاب اصبح مصباح القدم للعالم
وصراطه الاقوم بين العالمينõ قل انّه
لمطلع علم الله لو انتم تعلمونõ ومشرق
اوامر الله لو انتم تعرفونõ (187) لا تحملوا
على الحيوان ما يعجز عن حمله انّا
نهيناكم عن ذلك نهياً عظيماً في
الكتاب كونوا مظاهر العدل والانصاف
بين السّموات والارضينõ (188) من قتل نفساً
خطأً فله دية مسلّمة الى اهلها وهي مائة
مثقال من الذّهب اعملوا بما امرتم
به في اللّوح ولا تكوننّ من المتجاوزينõ
(189)  يا اهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من
اللّغات ليتكلّم بها من على الارض وكذلك من
الخطوط ان الله يبيّن لكم ما ينفعكم ويغنيكم
عن دونكم انّه لهو الفضّال العليم الخبيرõ
هذا سبب الاتّحاد لو انتم تعلمونõ والعلّة
الكبرى للاتّفاق والتّمدّن لو انتم تشعرونõ
انّا جعلنا الامرين علامتين لبلوغ العالم الاوّل
وهو الاسّ الاعظم نزّلناه في الواح اخرى
والثّاني نزّل في هذا اللّوح البديعõ (190) قد حرّم
عليكم شرب الافيون انّا نهيناكم عن ذلك نهياً
عظيماً في الكتاب والّذي شرب انّه ليس منّي
õ اتّقوا الله يا اولي الالبابõ]
انتهى
 
 
ركاكة أسلوب البيان والأقدس
من المعلوم أن أكثر الدجاجلة الذين زعموا النبوة والوحي  ،  ادعوا أن الله أنزل عليهم كتبا  ، وأوحى إليهم صحفاً  ، وهم يوقنون في قرارة أنفسهم صدق قول الله تعالى :   [ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ] ( الأنعام121). وككل الكذابين ومدعي النبوة على مدار التاريخ، زعم البهاء أن الله أنزل عليه كتابا سماه الأقدس كما أنزل على سلفه زعيم البابية الهالك كتاب ( البيان )،  وأن هذا الكتاب فيه العقيدة والشريعة وأنه ناسخ لأحكام القرآن، وقد أرفقت نص  هذين الكتابين : (  البيان )  (الأقدس)  بهذا البحث لأطلع القارئ الكريم  على مُضحكات تَوهم أصحابها أنها وحي السماء، وهي في الحقيقة مجموعة أباطيل في أضاليل...
 والمتفحص في هذين الكتابين  يجد نفسه وجهاً لوجه أمام فرية كبرى وخرافة فاضحة يسمو العقل الإنساني كثيراً عن إسنادها إلى الله تعالى. ويشفق على أولئك الذين عطلوا عقولهم من  البابيين، والبهائيين فوقفوا أمام هذين الكتابين خاشعين معظمين، أعماهم التعصب الأعمى، فلم يكلفوا أنفسهم النظر فيما يحتويه هذين الكتابين  من أحكام باطلة، وأقوال ساقطة، وتراكيب ضعيفة، وأخطاء فاحشة، ولصوصية مخجلة، وجهل كامل بأغوار النفس الإنسانية، وقوانين المجتمعات البشرية.
ثم   إن الميرزا قرأ القرآن فلاحظ أن أواخر الآيات مسجوعة، أو مزدوجة أو مرسلة، فحاول ذلك الكاذب الضال إتّباع أسلوب القرآن الكريم، لكنه كان كحاطب ليل، فشتّان بين أسلوب ذلك الأبله، الذي يجد فيه القارئ تقليداً ممسوخاً لسجع الكهان..!
وقد احتوى كتاب  البيان و الأقدس على معان سخيفة، وأفكار ساذجة، وأحكام متناقضة وعشوائية، لا يقبلها العقل المستنير، لما بها من جهل مركب بأمور الحياة والمجتمع، وكذلك لعظم ما فيها من المخاتلة والتصنع،يلاحظها المتصفح لهذين الكتابين.. 
ويتحدث البهاء عن أُلوهيته المزعومة فيقول في كتابه الأقدس الذي يحتوى على ضلالا ته وأكاذيبه: "طوبى لمن أمر بالله وآياته، واعترف بأنه لا يُسأل عما يفعل هذه كلمة قد جعلها الله طراز العقائد وأصلها وبها يقبل عمل العاملين. اجعلوا هذه الكلمة نصب عيونكم، لئلا تزلكم إرشادات المعترضين، لو يحل ما حرم في أزل الآزال أو العكس، ليس لأحد أن يعترض عليه، والذي توقف في أقل من آن إنه من المعتدين. والذي ما فاز بهذا الأصل الأسنى والمقام الأعلى تحركه أرياح الشبهات وتقبله مقالات المشركين. من فاز بهذا الأصل قد فاز بالاستقامة الكبرى، حبذا هذا المقام الأبهى الذي يذكره زين كل لوح منيع. كذلك يعلمكم الله ما يخلصكم عن الريب والحيرة وينجيكم في الدنيا والآخرة، إنه لا إله إلا أنا العزيز الحكيم "  وذلك افتراء كبير، تعالى الله عز وجل عما يصفون :[كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ]   ( الكهف: 5)
 ولا نتصور أن عاقلا يعتقد الألوهية في بشر مثله لا حول له ولا قوة، كيف صدق ذلك الأتباع السذج ادعاءاته الباطلة، والتي لا يقبلها أي عقل سليم.
ومن الجدير بالذكر أن البهائيين لم يطبعوا الأقدس مدة طويلة، خوفاً من الخزي والفضيحة. ورغبة في إخفاء الجهل الشائن، والحُمقِ المطلق المتدفق في كل سطر من سطوره، وفقرة من فقراته  ، لا يقع في مثله متعلم مبتدئ،  فضلاً عن العالم والعارف المثقف، لما فيه من أخطاء فاحشة، وأسلوب ركيك، وتراكيب ضعيفة وغريبة...كل فقرة من فقراته أو عبارة من عباراته مهملة رديئة، ومليئة بالأخطاء من حيث اللغة والقواعد، بل في كل جملة من جمَلِه، وكلمة من كلماته، تخالف محاورات العرب وأساليبهم، فلا تجد عربياً يكتب مثلما كتب، ولا ينطق مثلما نطق  ، من الأولين ولا الآخرين، و يشمئزون وينفرون من تلك العربية التي يصوغها إله البهائية وربهم"
ولم يقف الميرزا حسين  - البهاء - عند حد تقليد أسلوب القران الكريم، وإنما سطا على آياته البينات، فسرق معانيها وألفاظها وحشرها في كتابه الهزيل موهماً أتباعه أنها أحكام جديدة جاءت ناسخة للأحكام القديمة. لقد فشل المازندراني فشلاً ذريعاً في أن يقلد القرآن الكريم لأن كلمات القرآن تشهد بأنه وحي إلهي وأنه لن يستطيع أحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أبداً يقول تعالى : [ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.  فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ. ] ( البقرة: 23، 24)
ورد في كتاب الميرزا حسين -ككتاب أستاذه الباب - عشرات من الأخطاء النحوية واللغوية، مما ينفي نفياً قاطعاً كونه وحياً من عند الله لفظاً أو معنى... يُذكر أنه حينما واجه بعض معاصري الباب بما يشيع في كتابه(البيان) من لحن وانحراف عن قواعد اللغة العربية أجاب في تمحل صفيق: (  إن الحروف والكلمات كانت قد عَصَت واقترفت خطيئة في الأول  ، فعوقبت على خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب  ، وحيث إن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين، حتى الحروف والكلمات فأطلقت من قيدها تذهب إلى حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط)[172] وللأستاذين : د. محمد عبد المنعم خفاجي ود. عبد العزيز شرف دراسة رائعة في الرد على البهائيين في ضوء المنهج اللغوي تكشف زيف ما أتى به البابيون والبهائيون، في كتاب تحت عنوان: الرد على البهائيين في ضوء المنهج اللغوي..   ويورد أصحاب الدراسة عشرات الأمثلة التي تبين أن الباب والبهاء يلجئان إلى   الغموض والرمز، فتجيء لغتهم ضبابية الصياغة، عائمة الأفكار...  وهذيان وخَرَف..وركاكة، وَضَعَة وضعف... وأخطاء ساذجة في الإملاء وقواعد النحو.. لا يصدق نصف عاقل أن هذا الكلام يصدر عن الله...  ؟! هذا هو إعجاز وسجع  الباب والبهاء.. الذي يذكرنا بإعجاز  وسجع  مسيلمة الكذاب.. 
 
 
المبحث الثالث
طائفة القاديانية، نشأتها، وعقائدها.
المطلب  الأول : نشأة طائفة القاديانية :
تنتسب القاديانية للميرزا غلام أحمد القادياني، وقد  ذكر الميرزا أحمد غلام القادياني نسبه بقوله "فاعلموا رحمكم الله أني أنا المسمى بـ غلام أحمد بن ميرزا غلام مرتضى بن ميرزا عطا بن ميرزا دلاور بيك بن ميرزا الله دين بن ميرزا جعفر بيك بن ميرزا محمد عبد الباقي بن ميرزا محمد سلطان بن ميرزا هادي بيك([173])".ولد  الميرزا غلام أحمد عام 1250هـ في الرابع من شوال من ذلك العام، الموافق  للثالث عشر من شباط عام 1835م([174])، في قاديان من أسرة تنتمي إلى السلالة المغولية من الأتراك، إلا أنّ الغلام عدَل عن هذه النسبة إلى المغول، لينتسب – حسب ما يدّعي - إلى الفرس من جهة والده، وإلى أبناء فاطمة الزهراء من جهة بعض امهاته، يقول الميرزا في ذلك: "قرأت في كتب سوانح ([175])أبائي وسمعت من أبي، أنّ آبائي كانوا من الجرثومة المغولية، ولكنّ الله أوحى إليّ أنهم كانوا من بني فارس، لا من الأقوام التركية، ومع ذلك أخبرني ربي بأنّ بعض أمّهاتي كنّ من بني الفاطمة، ومن أهل بيت النبوة، والله جمع فيهم نسل إسحاق وإسماعيل؛ من كمال الحكمة والمصلحة"([176]).  وكانت أسرته على جانب كبير من الغنى، إذ كان جده (الميرزا كل محمد) صاحب قرى وأملاك، وصاحب إمارة في البنجاب، خسرها جده (الميرزا عطا محمد) في حرب دارت بينه وبين (السيخ) الذين دمروا أملاكه وطردوه وأسرته من بلدهم (قاديان) ثم أذن لهم الإنجليز بالرجوع إليها عام 1818م، لقاء خدمات عسكرية قدمها لهم والده، وأعادوا إليهم بعض هذه القرى([177]). ويذكر الميرزا غلام أحمد ذلك فيقول " ففي تلك الأيام صُبّت على أبي المصائب من أيدي ملوك اللئام حتى أُخرِجوا من مقام الرياسة، ونُهبت أموالهم من أيدي الكفرة، ونطحوا من جيود([178])، وهجروا من ظل ممدود، ولبثوا في أرض الغربة إلى سنين، وأوذوا إيذاءً شديداً من الظالمين، وما رحمهم إلا أرحم الراحمين، ثم ردّ الله إلى أبي بعض القرى في عهد الدولة البريطانية، فوجدوا قطرة أو أقل منها في بحر الأملاك الفانية([179]).
زواجه وذريته : تزوّج الميرزا غلام أحمد زواجه الأول عام 1852م أو 1853م من إحدى بنات أقربائه، وأنجب من هذه الزوجة ولدين هما: الميرزا سلطان أحمد، و الميرزا فضل أحمد، ثم طلّق هذه الزوجة عام 1891م، وتزوج زوجة أخرى، يلقبها القاديانيّون (أمّ المؤمنين) وأنجب منها سائر أولاده، و هم: خليفته الميرزا بشير الدين محمود، و الميرزا بشير أحمد، و الميرزا شريف أحمد.([180])
وفاته :توفي الميرزا غلام أحمد القادياني في مدينة لاهور، في الساعة العاشرة و النصف، من صباح يوم 26/أيار/1908م بعد أن أصيب بمرض الكوليرا، و نقلت جثته إلى قاديان حيث دفن فيها ([181]).
المطلب  الثاني :
  القاديانيّة في عهد مؤسسها 
يكاد يُجمع الذين كتبوا في القاديانيّة، وتاريخها وتطورها، أنّ دعوة الميرزا غلام أحمد قد مرّت بمراحل  ثلاث هي :
المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة إلى الإسلام وجدال الخصوم ودعوى التجديد : استمرّت هذه المرحلة بين عام 1879م وعام 1891م([182])، و "في هذه المرحلة ادّعى الميرزا أنّه مُصلح و مجدّد …و أنّه مأمور من الله لإصلاح العالم،و الدعوة إلى الإسلام. وكان نشاطه في هذه المرحلة يأخذ أشكالاً ثلاثة هي : المناظرة، وتجميع الأتباع، والكتابة([183]).
أ-  المناظرة:  فقد تميّزت الفترة بعد الثورة الهندية الكبرى عام 1857م وفشلها، وتوقّف حركة الجهاد بالمناظرات والمجادلات([184]) ؛  وذلك لأنّ الحركة التبشيريّة كانت تندفع بقوة دعم الإنجليز لها، وقد شجّع الإنجليز كذلك المناظرات بين المسلمين وغيرهم، من أصحاب الأديان الهندية؛ لأنّها تحدث نوعاً من الاضطراب الفكري([185])، وقد اندفع الميرزا بهذا الاتجاه ؛ حيث أنه "أُغرِم بدراسة كتب الملل والنحل والمناظرة والمجادلة؛ لأنّ عصره اشتهر بالمناظرات مع القسيسين والرهبان، وزعماء الحركات الهندوسية… فقد سجّل اسمه مع كبار المناظرين من المبشرين، وأثبت تفوقه وطول باعه في هذا الميدان، كما اعترف بذلك الجميع حتى خصومه"([186]).
ب - تجميع الأتباع: "كان تفوقه في مجال المناظرة جاذباً لاهتمام بعض المثقفين، وإعجاب الجماهير، الذين أقبلوا عليه؛ بدافع الغيرة على الدين، وتقديراً لجهوده، وفي ولاية البنجاب – موطنه – حيث التخلف الضارب أطنابه في نواحي الحياة الثقافية والاجتماعيّة، كثُر أتباعه ومريدوه، واتخذ إعجابهم به مظهر التقديس والتسليم،  إلى درجة التلقّف لكلّ ما يقول ويدعي من قول معقول أو مردود، والتقديم بين يديه ببذل المال والهدايا؛ يعتبرون ذلك تعبداً وقربى"([187]). وقد بدأ الميرزا في هذه المرحلة استغلال استثارته جميع المهتمين بالثقافة، واهتمامهم به، والتفاف الناس حوله، بأنْ "بدأ يُضفي على أقواله ومواقفه صفة الإلهام، وراح يكشف عن ذات الله سبحانه … فادعى أنه محدَّث ملهم من الله"([188]).
ت - الكتابة:  ومن أهمّ ما أنتج الميرزا في هذه المرحة من كتاباته، إخراج أربعة أجزاء من أصل خمسة، من كتابه الموسوم (براهين أحمدية) و هدف الميرزا من هذا الكتاب: إثبات فضل الإسلام، وإعجاز القرآن الكريم، وإثبات نبوّة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم([189]).  "وقد ضمّن الجزء الثالث والرابع حثُّ العلماء والجمعيات الإسلامية على: إقناع الحكومة الإنجليزية بأنّ المسلمين أمّة هادئة مسالمة مخلصة للإنجليز، وعلى الإعلان بحرمة الجهاد في بلاد الإنجليز، وان يُرَتَّب لذلك مذكرة تثبت عليها توقيعات العلماء، وتُقدم إلى الحكومة، وقد جاء في هذا الاقتراح التغني بفضل الإنجليز على المسلمين…"([190]).   وبهذا الكتاب عُرِف في الأوساط الإسلامية وغيرها، وصار يشعر بخطره وتأثيره و إمكان نجاحه، وتحول من مناظرة النصارى و الهندوس إلى مناظرة المسلمين أنفسهم([191]). أمّا من ناحية أسلوبه في الكتابة فيُلاحظ أنّ هناك "رداءة في الأسلوب، وركاكة في العبارة، والتكرار الممل والجدل والإكثار والإقذاع([192])، وضحالة المضمون و يغلب عليه طابع الشحناء، وإثارة المعارك الكلامية"([193]).  ويُلاحظ في هذه المرحلة "أنّ المسلمين كانوا يتوجسون خلال كتاباته ضروباً من الادعاءات المبطَّنة، ويحسبون لها حساباً؛ لأنّ الميرزا كان يقول عن نفسه أنّه أفضل أولياء الأمة، ولكنه كان يعود فيطمئنهم، ويطلق غضبهم في كل مرّة، ويحاول تأويل أقواله؛ لإقناعهم بصحة عقائده"([194]). ومما يؤيد نسبة ادعائه الوحي  في هذه المرحلة، ما ذكره أحد دعاة الأحمدية -وهو نذير أحمد- بقوله "ولمّا بلغ الأربعين ادّعى بأنّ الله أوحى إليه وبعثه على رأس القرن الرابع عشر ليجدّد الدين…"([195]). و بذلك يكون الميرزا قد دخل طوراً آخر في هذه المرحلة، بادّعائه أنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، بتجديد الدين، وإصلاح العالم، والدعوة إلى الإسلام. وقدْ تركّز نشاطه الفكريّ في هذا الطور من هذه المرحلة على الأمور التالية:
أنّ الإلهام لم ينقطع، ولا ينبغي أن ينقطع، وأنّه من أقوى الدلائل على صحة الديانة.
أنّ الذي يتّبع الرسول، صلّى الله عليه وسلم، اتّباعاً تامّاً يحصل له العلم الظاهر والباطن، ويتحقق له العلم اللدني.
المرحلة الثانية: مرحلة ادعاء أنه المسيح الموعود : وقدْ ابتدأت هذه المرحلة سنة 1891م،  "حيث أعلن أن الله سبحانه وتعالى قدْ أرسله مسيحاً موعوداً، ومهدياً معهوداً، طبق أنباء القرآن وأحاديث الرسول،صلى الله عليه وسلم، وأنّه المُصلح الذي تنتظره جميع الأقوام والأمم منذ ثلاثة عشر  قرناً"([196])،ويقسم الميرزا نفسه على هذه الدعوى بقوله "والله أني أنا المسيح الموعود وأعطاني ربي سلطاناً مبيناً"([197]). و من إلى العوامل التي دفعت الميرزا إلى هذا الادّعاء، وشجّعته على المضيّ فيه:-
- كثرة الحديث عن حياة المسيح عليه السلام ونزوله آخر الزمان، وأحاديث الفتن.
-  استعداد الميرزا الذاتي للمغامرة في هذه الدعوى، وطموحه إلى البروز و التفاف الناس حوله.
- طبيعة البلاد ومناخها، الفكري و السياسي، الذي يوفر بيئة خصبة لكل دعوة جديدة([198])...
-  وأنّ  المسلمين كانوا "في هذه الفترة أحوج ما يكونون فيه إلى زعامة رائدة و قيادة مؤمنة.
- تشجيع صديقه الحكيم نور الدين الذي نشأت بينه وبين الميرزا صداقة وإعجاب متبادل، وقدْ عَرَف الحكيم نور الدين -  بحكم اطلاعه الواسع على الكتب الدينية- "أنّ عقيدة حياة المسيح ونزوله في آخر الزمان، وأحاديث الفتن –التي لم  يأتِ تأويلها بعد – هي المنفذ اللائق للتسرّب إلى عقول المسلمين، وأنّ الذي يتزعّم هذا المنصب وينتحله، ويظهر في مظهره، يستطيع أن يغرس سيادة روحية، وأمارة دينية وسياسية بسهولة"([199]).
 المرحلة الثالثة: ادعاء النبوة : ربما تكون هذه المرحلة هي التي أدّت إلى ظهور القاديانيّة وانتشار أمرها في العالم.  وتقتضي الموضوعية في المنهج أن تُثبت نسبة هذه الدعوى إلى مدّعيها، قبل الردّ عليه، أو مناقشته فيما يدعيه. والحقيقة التي تظهر للوهلة الأولى عند النظر في كتب من كتب عن هذه الفرقة، أنّ الاتجاه العامّ لهؤلاء الكتاب، هو إثبات صحة نسبة هذه الدّعوى إلى مدعيها، و ثمّة اتجاهٍ اتجاه آخر ينفي أنّ يكون الميرزا قد ادّعى النبوة، ولكن عند مناقشة أقوال أصحاب هذا الاتجاه لا نجد فيه ما يقوى على نفي نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، و هناك اتجاه ثالث يثبت أصحابه نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، ولكنّهم يدافعون عن فكرته ويوضحونها بما يشعر أنها منسجمة مع ثوابت العقيدة الإسلامية.
الاتجاه الأوّل: المثبتون لصحة نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا غلام أحمد :   يرى أصحابُ هذا الاتجاه أنّ هذا المرحلة بدأت سنة 1900م، حيث بدأ الخواصّ من أتباع الميرزا يلقبونه بالنبيّ، وينزلونه المنزلة السامية التي قد خصها القرآن الكريم بالأنبياء، أمّا الميرزا فكان يصدّقهم تارة، ويحاول إقناع الذين كانوا مترددين بنبوته بكلماتٍ مثل: (النبي الناقص) أو (النبي الجزئي) أو (النبي المحدّث) ([200]).  ويذكرون قصة حدثت سنة 1900م،  أنّ أحد أتباعه واسمه (الشيخ عبد الكريم) ألقى خطبة جمعة "ذكر فيها أنّ الميرزا غلام أحمد مرسل من الله، والإيمان به واجب، والذين يؤمنون بالأنبياء ولا يؤمنون به يفرّقون بين الرسل، ويخالفون قول الله تعالى في وصف المؤمنين (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)([201]) فأثارت هذه الخطبة جدالات ومناقشات بين أتباع الميرزا، فعاد (الشيخ عبد الكريم) في الجمعة التالية، فقام وخطب وقال: "أنا أعتقد أنك نبيّ ورسول، فإن كنت مخطئاً فنبهني على ذلك"، وبعد الصلاة سأل الشيخ عبد الكريم الميرزا عن الحكم، فقال له الميرزا "هذا الذي أدين به وأدعيه"([202]).
وفي سنة 1901م "أعلن الميرزا بوجه سافر أنّه النبي والرّسول، ولم يعد يذكر في أكثر كتاباته ما يقيّد نبوته ورسالته بكلمات النقص أو الجزئية أو المحدثية"([203]). وكذلك فقد صرّح في إحدى رسائله بقوله: "لقد حُرِم الذين سبقوني من الأولياء و الأبدال([204]) والأقطاب، من هذه الأمة المحمديّة، من النّصيب الكبير من هذه النعمة؛ ولذا خصّني الله باسم النبيّ أمّا الآخرون فلا يستحقون هذا الاسم"([205]). و يقول أصحاب هذا الاتجاه:"ولا شكّ أنّ عقيدة الميرزا المتنبئ التي مات عليها أنّه نبيّ، وقد جاء ذلك في خطابه الأخير الذي نُشر يوم وفاته في جريدة (أخبار عام) وصرح فيها ما يلي: ‘أنا نبيّ حسب حكم الله، ولو جحدته أكون آثماً، وإذا أسماني الله نبياً فكيف يمكن لي جحوده، وأنا على هذه العقيدة حتى أرحل من هذه الدنيا‘ كتب هذا الخطاب في يوم 23/5/1908م، ونشر في 26/5/1908م في (أخبار عام) وفي ذلك اليوم مات الميرزا"([206]).
الاتجاه الثّاني: النافون لصحة نسبة دعوى النبوة إلى الميرزا غلام أحمد :  ويقوم منهج أصحاب هذا الاتجاه على إبراز نصوص معينة للميرزا فيها إنكاره لادّعاء النبوّة، دون التعليق على النّصوص الأخرى التي فيها التصريح بالنبوة، وأصحاب هذا الاتجاه في الغالب هم من أتباع الفرع اللاهوري القادياني، يقولون: "الذي ينكر ختام النبوّة بمحمّد ينبغي أن يعتبر غير مؤمن، وخارجاً عن الإسلام"([207]). ويقولون "نعتبر ميرزا غلام أحمد مجدّد المائة الرابعة عشرة الهجرية، ولا نعتقد أنّه نبيّ، ولا نقرّ أنّه ادّعى النبوة"([208]) ثم يقولون: "نعتقد أنّ الله سبحانه وتعالى يلهم أولياءه ويسمون محدثين مجددين في عرف الشريعة"([209]).ومن أقوال الميرزا التي ذكروها لإنكار نسبة دعوى النبوّة إليه:
 "أنّي امرؤ أؤمن بالله وكتبه ورسله، وخير خلقه خاتم النبيين"([210]).
"النّبوّة قد ختمت بنبينا العظيم محمد"([211]).
"أولئك الذين يقولون أنّي ادّعيت النبوة، إنّما هم يخترعون الأكاذيب"([212]).
"لعنة الله على كل من ادعى النبوّة بعد محمد".([213]).
وبمناقشة هذه النصوص وأمثالها يُلاحظ ما يأتي:-
أنّ الادعاء بأنّ الغلام ميرزا غلام أحمد يقرّ بأن سيدنا محمد-  صلى الله عليه و سلم -  خاتم النبيين، فلا يصلح دليلاً لنفي نسبة دعوى النبوّة عنه، وذلك لأنّ لختم النبوّة عنده وعند أتباعه معنى خاصّ، لا يمنع من هذا الادّعاء
وأما النّصوص التي فيها تصريحه بنفي ادعاء النبوة، فالنصّ الثالث هو من كتابه (حمامة البشرى) وقد كتبه الميرزا سنة 1897م، كما جاء في تقديم كتاب (الاستفتاء) للميرزا والذي طُبع في مطابع الجمعية الأحمدية لإشاعة الإسلام([214])، والنصّ الرّابع هو من كتاب (اشتهار) الذي كتبه الميرزا سنة 1879م أيضاً، كما أشارا إلى ذلك صاحبي الكتاب الذي نقلتُ منه هذه النصوص، أي أنّ كليهما كُتب قبل عام 1901م، حيث اشهر الميرزا نبوّته، فلا تصلحان لدفع هذه التهمة.
و بوجه عام، يُمكن أن يُقال في الإجابة على هذه النصوص و أمثالها: أنّها كانت "في مرحلة كان الميرزا مضطرباً في دعواه يفصح عنها تارة، وأخرى يغمض ويلغز بتلاعب بالألفاظ تحت ضغوط الرأي العام الإسلامي، الذي كان ينكر عليه ذلك بلسان علمائه وجماهيره"([215]).
الاتجاه الثالث: المثبتون لنسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، لا على إطلاقها ، وأصحاب هذا الاتجاه يشكّلون الغالبية العظمى لأتباع القاديانيّة، ولا يكاد يجد الباحث تفسيراً محدّداً لمعنى النبوّة التي يضيفونها إلى الميرزا، عند أصحاب هذا الاتجاه، ولكنّ الجامع بينهم أنّهم يحاولون أنْ لا يظهر إطلاق وصف (النبي) على الميرزا هكذا بلا قيود، بل يحاولون تسويغه و تأويله و توضيحه وإخراجه بما يجعله أقل حدة، وأكثر قبولاً..
ومن ذلك:  "… جاء للموعود [الميرزا غلام أحمد] اسمان في الأحاديث هما: المسيح والمهدي، فهو نبي من حيث العيسوية، ومهدي من حيث كونه بدراً …"([216]).
ادعاء أنه المسيح، و أنه قد تحققت فيه بهذا الوصف جميع صفات النبوة، ومن ذلك قولهم: "أن جميع المعايير التي وجدت في الأنبياء السابقين وعرف الناس بواسطتها صدقهم وجدت أيضاً في (أحمد) المسيح الموعود عليه السلام، وكانت حجة ناصعة و آية بينه على صدقه في دعوته"([217]).
والخلاصة: أن نسبة ادعاء النبوّة إلى الميرزا غلام أحمد ثابتة بمعانٍ مختلفة، وبدرجات متفاوتة من الحسم فيها، وإن حاول البعض من القاديانيّين وغيرهم إغفال هذا الموضوع، أو محاولة التنصل منه. وإنْ كان الجميع من القاديانيّين مجمعٌ على أن الميرزا مأمور من الله بإصلاح هذه الأمة، ومؤيّد بالوحي حيث قال: "وما جئت من نفسي بل أرسلني ربي لأمون([218]) الإسلام وأرعى شؤونه والأحكام"([219])، وقال: "وكلّمني بكلمات نذكر شيئاً منها في هذا المقام، ونؤمن بها كما نؤمن بكتب الله خالق الأنام"([220]). فقد كمُلَ ادِّعاء النبوّة لأن حقيقة النبوّة هي: "تحمُّلُ إنسان لما يتحمله عن الله إلى الخلق من غير واسطة بشر"([221]). وهكذا كان تطور القاديانيّة في عهد مؤسسها من الدعوة إلى الإسلام إلى ادعاء النبوة.
المطلب الثالث:  
القاديانية بعد غلام أحمد القادياني 
توفي الغلام القادياني في السادس والعشرين من شهر مايو سنه 1908 م -  من ملك الموت إلى مالك  - فخلفه الحكيم نور الدين،  وهو الذي اقترح على الغلام القادياني الادعاء بأنه المسيح الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث النبوية بنزوله آخر الزمان..وبويع بالخلافة بعد وفاه الغلام أحمد القادياني..ولقب بالخليفة الأول. واستمر بالخلافة إلى أن هلك في 13مارس 1914م .ويدعي  الحكيم نور الدين بن الحافظ غلام رسول،  أنّ نسبه ينتهي  إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-. ولد سنة 1841م في البنجاب، في بلدة تسمى (بهيرة) وتسمى الآن (سركودها) غرب باكستان، تعلم العربية والفارسية ومبادئ الحساب والجغرافيا، ودرس المنطق والتوحيد، ثم عمل في حقل التعليم، أستاذاً للفارسية، ثمّ مديراً لأحوال المدارس الابتدائية، ثمّ انقطع للدراسة، ثمّ رحل للحج سنة 1285هـ وأقام في الحجاز، ودرس على بعض المشايخ منهم الشيخ رحمه الله الهندي، صاحب كتاب (إظهار الحق). وبعد ذلك رجع إلى وطنه، وعُيّن طبيباً خاصّاً في ولاية (جمون) في منطقة كشمير الجنوبية، و توفي سنة 1914م أثر سقوطه عن فرس([222]). وتشير سيرته إلى أنّه كان قلق النفس، ثائر الفكر، عقليّ النزعة، متحرراً في المذهب، رافضاً التقليد في بداية أمره، ثم تأثر بالمدرسة التي تدين بضرورة إخضاع الدين والعقيدة والقرآن للعلوم الطبيعية.. ولو تعدّى ذلك إلى التعسّف وتحميل اللغة العربية ما لا تحتمله، وجنح إلى تأويل المعجزات والحقائق الغيبية ([223]). "وكان كثير الرغبة في المباحثات والمناظرات"([224]).
علاقته بالميرزا غلام أحمد:   تعرّف الحكيم نور الدين بالميرزا أثناء إقامته في جمون، وتوثقت بينهما الصداقة، وبايعه وخضع له، وانتقل إلى قاديان بعد عزله من الوظيفة، وأقام بها سنة 1892م([225])، وكان له دور كبير في دفع الميرزا إلى ادعاء أنّه المسيح.القاديانيّة في عهده :  بُويع للحكيم نور الدين بالخلافة، بعد وفاة الميرزا غلام أحمد، و ادّعى أنّه خليفة الله في الأرض، ونائب المسيحِ الموعودِ ورسولِ الله (أي الغلام)… و أقسم أن الميرزا أوصى له بالخلافة فقال: "أنا أقسم بالله العظيم، أنه هو الذي جعلني خليفته، فمن يستطع أن يسلب مني رداء هذه الخلافة، فالله، مصالحه ومشيئته، أراد أن يجعلني إمامكم وخليفتكم…" فبايعه القاديانيّون خليفة لنبيهم؛ لأجل روابطه المتينة مع أسرة غلام أحمد، ولما عرفوا من احترام الميرزا له([226]). وكان الحكيم نور الدين يتردد في تكفير من لا يؤمن بالميرزا، ثم جزم بتكفيره، وثار حول شرعية خلافته نقاش ولكنه لم يعتزل، وبقي في خلافته بعد الميرزا ست سنوات([227]). وقد ظلت القاديانيّة محتفظة بوحدتها المذهبية أثناء خلافته، وإن كان دبّ إلى صفوفها شيء من الاختلاف، إلا أنها لم تنقسم إلا بعد وفاته([228]).
 المطلب الرابع :
القاديانيّة بعد الانقسام
انقسمت القاديانيّة  بعد وفاة الحكيم نور الدين سنة 1913م إلى شعبتين، أو فرعين، أحدهما يسمى: الجماعة اللاهورية، بزعامة محمد علي اللاهوري، و الأخرى تسمى: الـجماعة القاديانيّة، بزعامة الميرزا بشير الدين محمود -ابن الغلام أحمد([229]).
الشعبة الأولى: جماعة محمد علي اللاهوري   :  يذكر أصحاب هذه الشعبة الانقسامَ بقولهم "وفي أثر وفاته [يعني نور الدين] نتجت خلافات في العقائد أثارها (ميرزا بشير الدين) نجل ميرزا غلام أحمد المؤسس، بادّعائه أنّ والده نبيّ، فانبنى على هذا الخلاف أنْ انقسمت الجمعية إلى قسمين، سُميّت أوّلهما الجمعّية القاديانيّة، ومركزها في قاديان، والأخرى الجمعّية الأحمديّة بلاهور، عاصمة بنجاب الهندية، وتولّى رئاستها المسلم الأمين مولانا محمد علي"([230])، ويذكرون نوعاً من العداوة بينهم وبين الفرع الآخر بقولهم: "إنّ الأحمديّة منذ ربع قرن، قد احتملت إلى جانب جهودها الأولى جهداً جديداً ليس بأقل من سوابقه خطراً، ألا وهو كفاح دعوى القاديانيّة"([231]).  و من أهم معتقدات هذا الفرع: أنّهم لا ينكرون الإلهامات الإلهيّة للميرزا غلام أحمد، ويذكرون أنّ ما أُثر عنه صراحة في دعواها، إنّما هيَ تعبيرات ومجازات ، ومع ذلك يطلقون عليه ألقاب: مجدد القرن الرابع عشر الهجري، والمسيح الموعود([232]).
الشعبة الثانية: جماعة ميرزا بشير الدين محمود : و أصحاب هذه الشعبة يتشبثون بقوّة وصراحة بعقيدة نبوّة ميرزا غلام أحمد، و يدافعون عن هذه العقيدة بحماسة، وبلا مواربة ولا تأويل، يقول الندوي عن هذا الفرع: "ومهما قيل من شذوذها وتطرفها وبعدها عن الإسلام، فإنّها تستحق أنْ توصف بالشجاعة وعدم النفاق"([233]). ومن الملاحظ  من خلال دراستي في الكتب التي تناولت القاديانيّة، أنْ دارسي هذه الفرقة، تاريخاً و عقيدة، غالباً ما يُطلقون اسم (القاديانيّة) على جماعة الميرزا بشير الدين محمود، و(الأحمديّة) على جماعة محمد علي اللاهوري، وأعتقد أنّ هذا وصف غير دقيق، والحقيقة أنّ كلتيهما تتسميان بالأحمديّة، فقدْ جاء في التعريف باسم الجماعة التي نشرت تفسير القرآن المجيد لبشير الدين محمود أحمد: أنّها الجماعة الإسلامية الأحمدية، وكذلك الناشر لكتاب القول الصريح في ظهور المهدي و المسيح،الذي يذكر صاحبه فيه أدلة نبوّة الميرزا: الجماعة الإسلامية الأحمدية – حيفا، كما أنّ أصحاب الشعبة الثانية يذكرون  صراحة أنّ اسم جمعيتهم الأحمدية، فقد جاء في مقدمة كتاب البيان في الرجوع إلى القرآن لمحمد علي اللاهوري، "والفئة الثانية سُميّت بالجمعية الأحمديّة وعلى رأسها الزعيم محمد علي"([234]).
والخلاصة أن الفرعين يسميان باسم (الجماعة الأحمدية)، و لا يمكن التمييز بينهما بمجرّد الاسم.
أ- من حيث الاعتقاد: لم يلقَ هذا الانقسام اهتماماً كبيراً من قبل دارسي القاديانيّة في العالم الإسلامي، من حيث إعادة صياغة موقفهم من القاديانيّة، بل نرى أنّهم نظروا إلى الجماعة اللاهوريّة، وموقفها المصرّح به من النبوّة بعين الريبة والتشكك. ولا يرى البعض سبباً جوهريّاً لهذا الانقسام، سوى أنّ أصحاب إحدى هاتين الشعبتين انتسبوا إلى اسم مؤسس الجماعة، فتسمّوا بالأحمدية، والآخرون انتسبوا إلى بلده فتسموا بالقاديانيّة، "وقد ينتسب كلاهما إلى اسمه للتعمية، فإذا عثر الباحث على سوءه من أحداهما ألقتها على الأخرى،  ككلّ فرقة ذات شعب"([235]).
ب - وأمّا من حيث المضمون :فلا فرق يذكر بينهما، فكلتاهما تعتبران إلهـــام و وحي الميرزا – المدّعى به- حجّةً شرعيّة يجب إتباعها، ويصدّقون بكل ما جاء به الميرزا من هذا القبيل. وكذلك فإنّ الجماعة اللاهورية وإنْ كانت تُصرّح بأنّها لا ترى الميرزا نبيّاً بل مجدداً، إلا أنّها تعني من لفظ (المجدد) عين ما تقصد به جماعة بشير الدين محمود من لفظ (النبي) ([236]). وهمْ مع ذلك – أيْ جماعة محمد علي – ظلّوا في الباطن على ما كان عليه الميرزا،  من ادعاء النبوّة … وذلك لخداع الناس وتمرير أفكار الميرزا، فإنّ كثيرا من الناس الذين ليس لهم دراية و لا إطلاع على حقيقة هذه الفرقة، إذا سمعوا مقالة أصحاب هذه الشعبة في الميرزا، ثم سمعوا مناقبه وأوصافه التي اختلقوها له، يعتقدون صلاحه، ومن ثم يقتنعون بأفكاره([237]).
المطلب الخامس :  
شذرات من عقائد القاديانية  وشرائعها 
لست بصدد ذكر كل مفتريات الغلام القادياني.. فذلك يحتاج إلى كتاب مستقل، لكني سأذكر منها ما يكفي لوضع النقاط على الحروف وللكشف عن حقيقة هذه الطائفة.. وليحكم القراء عليهم بما يستحقون..  
وقد نشر الأستاذ الفاضل أبو المكارم محمد عبد السلام المدرس بالكلية العربية في بلدة كرنول في أعمال مِدارس بالهند نتفاً من عقائد هذه الطائفة ومفترياتها في مجلة (الصراط المستقيم الغراء ) مُستلّة من كتب الغلام القادياني .. جاء فيها :
عقيدته في الله تعالى : ( إن الله ذو طول وعرض وله أرجل وأيد ولا تحُصى وأيضاً له أعصاب وأوتار كالسلك البرقي ممتد في الجهات ) [238]  و  ( إن الله بعد أن كشف لي الغطاء كان يمازحني مراراً ) [239].
عقيدتة في الأنبياء عامة : (أعطي كل الأنبياء حياة بمجيئي،وكل واحد من الرسل مستور تحت قميصي )[240]
عقيدته في القرآن الكريم :  ( إن القرآن إن كان رُفع إلى السماء فأتيت به ثانياً من السماء إلى الأرض ) [241]
  وقال :  ( القرآن كلمات الله وكلمات لساني ) [242] .
  عقيدته في الأحاديث النبوية : ( الأحاديث التي تخالف إلهامي تستحقأن نلقيها مع الأوراق الرديئة في سلة المهملات  ) [243].  وقال :  ( قد أعطاني الله اختياراً لأن أقبل الأحاديث الموافقة لإلهامي وأردُّها إذا خالفت آرائي ) [244].
عقيدته في الملائكة :( لا تتنزّل الملائكة ولا ملك الموت إلى الأرض أبداً ماالملائكة إلا اسم لحرارة الروح ) [245]
 عقيدته في القيامة : ( القيامة ليست آتية و التقدير ليس بشيء )  [246].
  عقيدته في الحج :   ( بعد ظهوري تحوّل مقام الحج إلى قاديان ) [247].
  عقيدته في المسلمين :  ( من لم يؤمن بي من الناس.. كلهم كفار من أهل جهنم ) [248].
  عقائده في عيسى وأمه عليهما السلام :  ( كان يشرب الخمر وكان عدو الصدق متكبراً أكّالاً يدعي الألوهية مجتنباً العبادة و الزهد غاية الاجتناب ) [249]. وقال – علية لعنة الله -: (كانت ثلاث جداته لأبية –كذا –وثلاث جداته لأمه بغايا وزانيات ) [250]. وقال : ( الاعتقاد بان المسيح عيسى ابن مريم كان يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه روحاً اعتقاد فاسد وباطل ! بل هو اعتقاد المشركين ! لأنه ماكان عنده إلا عمل التراب الذي يخدع به الناس،فقد كان يأتي بطين البركة والحوض الذي كان فيه أثر روح القدس فيخدع الناس بترابها كيف شاء وما كان هذا التراب إلا كتراب السامري ) [251] .
المطلب السادس :
علاقة القاديانيّة بالاستعمار الانجليزي
من الأمور التي تلفت الانتباه عند دراسة موضوع القاديانيّة، تاريخاً و عقيدة، أنّ معظم من كتب في هذا الموضوع، أشار إلى وجود صلة بين الاستعمار الإنجليزي في الهند، و ظهور هذه الفرقة، بأفكارها و مبادئها المختلفة، في تلك المنطقة، و في تلك الحقبة التاريخية بالتحديد. و وجهة النظر السائدة عند غير القاديانيّين، في تقييم هذه العلاقة " أنّ القاديانيّة حركة دينيّة أوجدها الاستعمار الإنجليزي، لتكون أداته في محاربة الإسلام، فعندما احتلت بريطانيا شبه القارة الهنديّة، دخلت معركة مع شعوبها، و عقائدهم، و كان أكبر القوى المناهضة للاستعمار الإنجليزي هو الإسلام، و أهله، فاصطدم المستعمرون بعنف مع الإسلام، و بقي الصراع بينها مستمرّاً، و قد أفرز هذا الصراع وسائل كثيرة، و نتائج متعددة، كان من أبرزها قيام القاديانيّة … فقد جرّب المستعمرون وسائل كثيرة في محاربة الإسلام … ثمّ أدركوا أن خير وسيلة لمجابهة الإسلام و إضعافه هي محاربته من الداخل، عن طريق قيام حركة دينية تتحدث باسم الإسلام و تدين بمبادئه…" ([252])و " قد أمدّت حركة الميرزا غلام أحمد الحكومة الإنجليزية بخير جواسيسها؛ لخدمة مصالحها الاستعماريّة، و قد خدموها في الهند و خارج الهند، و بذلوا نفوسهم و دماءهم في سبيلها بسخاء…"([253]) و من الأدّلة التي تؤيد وجهة النظر هذه:
أولاً:
وجود سوابق للاستعمار باستعمال هذا الأسلوب لفرض هيمنته على الدول المستعمَرة، مثل حركة البابية، التي ظهرت في إيران، ودعت إلى إبطال الجهاد، و حثَّت على إنهاء كل أسباب الحروب بين الناس …لأنهم ربائب الاستعمار الروسي
 و الإنجليزي"([254])، و مثلها حركة البهائية، التي ساعدت الإنجليز، ثمّ اليهود في الدخول إلى فلسطين ([255])، و لا يمكن تفسير ظهور البابيّة و البهائيّة، ثم القاديانيّة، إلا بوجود الاستعمار، و لا يمكن الزعم بأنّ هذا التشابه في الأفكار، بأنه مجرّد صدفة، بل كان هدفها جميعا هو إلغاء الجهاد، الذي يفرضه الإسلام للدفاع عن عقيدته و حمايتها ([256]).
ثانيا:
  أنّ القاديانيّة سعت، و بشكل ملحوظ، إلى هدم مفهوم الجهاد، إلى درجة القول بنسخه، أو على الأقل القول بإيقاف العمل به، " و ذلك لأن الإنجليز درسوا الوسائل التي تخلق في قلوب سكان الهند عاطفة الولاء لهم، فوجدوا أنّ ذلك يتحقق بأنْ يوجدوا زعامة دينيّة، يلتف حولها الناس، ثمّ تعمل على انتزاع عاطفة الجهاد من قلوبهم "([257]).
و النّصوص التي تدلّ على أنّ هذا هو موقف القاديانيّة من الجهاد كثيرة، أذكر هنا بعضا منها:  يقول الميرزا غلام أحمد: " و لولا سيف الحكومة، لأرى منكم ما رأى عيسى من الكفرة، و لذلك نشكر هذه الحكومة … و لا يجوز عندنا أن يرفع عليهم السيف بالجهاد، و حرام على جميع المسلمين أن يحاربوهم…" ([258])
و يقول: "اعلموا أن وقت الجهاد قد مضى، و لم يبق إلا جهاد القلم و الدعاء…"([259])
و يقول: "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية، و مؤازرتها، و قد ألّفتُ في منع الجهاد، ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب و النشرات ما لو جُمع
بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة…" ([260])  و هذه النصوص، و غيرها كثير، تشير بوضوح إلى أنّ القاديانيّة سعت بشكل كبير إلى هدم عقيدة الجهاد من نفوس المسلمين، مسدية بذلك خدمة كبيرة للاستعمار الذي اكتوى بنار الجهاد الإسلامي. و القاديانيّون من بعد الميرزا لا ينكرون هذا التوجّه، و لا يتنصّلون منه،  بل يحشدون له الأدلـّة، و يختلقون له المسوغات، يقول أحد دعاتهم : "نعم، إنّ حضرة مؤسس الجماعة الأحمديّة كان ضد الفكرة القائلة بجهاد الأفراد ضد الحكومة، أيْ : ما كان يحقّ للأفراد أنْ يثوروا على الحكومة باسم الجهاد، فتلك الحكومة التي منحتهم الحرية الدينية … و أعادوا الحريّة إلى آلاف المساجد التي دمرها السيخ…" ([261])
ثالثاًُ:    كثرة مديح الميرزا و ثنائه على الاستعمار، و هذا الدليل له شواهد كثيرة، لا يكاد يخلوا كتاب مما كتبه الميرزا منه، و من ذلك: " قد قال الله تعالى و آويناهما إلى ربوة ذات قرار و معين، و لما جعلني الله مثيل عيسى، جعل لي السلطنة البريطانية، ربوة أمن و راحة، و مستقراً حسناً، فالحمد لله على مأوى المظلومين" ([262])  " و لولا خوف سيف الدولة البريطانية، لقتلوني بالسيوف و الأسنّة، و لكنّ الله منعهم بتوسط هذه الدولة المُحسنة، فنشكر الله، و نشكر هذه الدولة، التي جعلها الله سبباً لنجاتنا من الظالمين … فوجب طاعتها و دعاء إقبالها، و سلامتها بصدق النيّة، اللهمّ أدم لنا هذه الملكة المعظمة، و احفظها بدولتها، و عزتها، يا أرحم الراحمين ! …"([263]) و تظهر في كلام الميرزا هذا مغالطة واضحة، فلو قلنا بجواز شكر المستعمرين على تخليصهم للمسلمين من ظلم غيرهم، فهذا لا يعني بالضرورة وجوب طاعة المستعمرين، و الدعاء لهم بإخلاص و توجه صادق، كما يقول الميرزا. 
لقد كان الميرزا غلام أحمد " مُريداً مخلصاً للسّادة الإنجليز... كان يعتقد أن بهاء الإسلام و مجده في حياة العبوديّة، و أنّ سعادة المسلمين في أنْ لا يزالوا محكومين أذلاء بين يدي الإنجليز، وأنّه كان يَعُدُّ حكومة الإنجليز رحمة إلهية …"([264])  و أمّا تقييم القاديانيّين لهذه العلاقة بينهم و بين الإنجليز، فهم لا ينكرون أنّ الميرزا قد مدح الإنجليز، و أنه قال بتحريم الجهاد، و إيقاف حكمه، و لكنهم يعتذرون عن موضوع الجهاد بما قدّمت ذكره.
 و أمّا موضوع المديح، و الثّناء المتكرر فيقول أحد خلفاء الميرزا عنه:" لا شكّ أنّ سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، قدْ مدح الإنجليز، و ليس مرّة واحدة، و إنّما مراراً  وتكراراً، و لكنْ في كلّ مرّة صرّح القاطنين منهم في منطقة بأنّ بذلك يرجع إلى أنّه أيام حكم السيخ كان المسلمون، و بالخاصة البنجاب، يعيشون تعاسة شديدة، فجاء حُكّام الإنجليز، و أنقذوهم من ألسنة نار الاضطهاد، و منحوهم حقوقهم كلها، هذا هو السبب الذي دفعه لمدح الحكّام الإنجليز، و مدحُ المحسن ليس من سنّة الأنبياء عليهم السلام فحسب، و إنّما هو من مقتضى المروءة و الإنسانية…"([265])
 و يقول: "هذا وإن مدح سيدنا المهدي و المسيح الموعود، عليه السلام، للحكومة الإنجليزيّة؛ راجعٌ إلى حسن خلقه، حيث مدحهم على جميع الذي أسدوه إلى المسلمين، بإنقاذهم من مظالم السيخ"([266]).  و هذا الكلام ينطوي أيضاُ على مغالطة، فإنّ المدح و الذمّ متوجّه إلى الأفعال لا إلى الذوات، فلا يعني إحسانُ شخص لآخر، أن يمدح المحسَن إليه المحسِنَ و يزكـيه في كل شيء، هذا إذا سلّمنا أنّ الاستعمار قد كان محسناً للمسلمين باستعماره لبلادهم.
 بعد عرض بعض الأدلة، التي تفيد وجود علاقة قوية بين الاستعمار و القاديانية،
واعتذارات القاديانيّين أنفسهم عن هذه العلاقة، فإنّ أقلّ ما يمكن أن يقال في هذه ذلك أنّه إنْ لم تكن القاديانيّة وليدة الاستعمار أصلاً، فهي ربيبته، و قد استفادت كثيراً من الاستعمار، وقدّمت له خدمات كبيرة، كان لها آثارها الإيجابية بالنسبة للمستعمر، وهي إحداث فوضى فكريّة عارمة في المجتمع الإسلامي، و محاولة ضرب مفهوم الجهاد وإبطاله.
 
 
 
الفصل الثاني
معنى التأويل، وأنواعه، وشروط التأويل  المقبول، وسمات التأويل  المردود
المبحث الأول : معنى التأويل في اللغة، ونصوص الكتاب والسنة، والاصطلاح  :
المطلب الأول : معنى التأويل في اللغة : 
تدور مادة التأويل في اللغة على عدة معان، منها :
1-الرجوع ، والعود، والمآل، والعاقبة، والمصير: نقل  الأزهري (ت370هـ) عن ثعلب(ت291هـ)، عن ابن الأعرابي ( ت230 هـ) قوله :[ الأول : هو الرجوع.][267]
وقال ابن فارس ( ت395هـ): [ قال يعقوب  (ت 244هـ)  : أول الحكم إلى أهله : أي : أرجعه [268]، ورده إليهم. ] [269]
وقد جمع ابن منظور ( ت711هـ) كل ما يتصل بمادة ( أول ) ومشتقاتها، وما استعملت فيه من معاني، فمن ذلك قوله : [ ألت عن الشيء : ارتددت عنه، وفي الحديث : ( من صام الدهر فلا صام ولا آل ) [270]، أي : لا رجع إلى خير. والأول : الرجوع. وآل الشيء يؤول أولا ومآلا : رجع. وقال أبو عبيدة  - معمر بن المثنى - ( ت209هـ) : التأويل : المرجع والمصير. وأول الكلام، وتأوله : دبره، وقدره. ][271]
2- التفسير، والتدبر،  والبيان : قال ابن جرير الطبري ( ت310هـ) : [ وأما معنى التأويل في كلام العرب فإنه : التفسير والمرجع والمصير. ] [272]
 وقال الأزهري ( ت 370هـ) : [ وسئل أبو العباس ثعلب، أحمد بن يحيى ( ت 291هـ) عن التأويل، فقال : التأويل والتفسير بمعنى واحد. وقال الليث  : التأول والتأويل : تفسير الكلام الذي تختلف معانيه. ] [273] . 
وقال ابن فارس : ( ت 395هـ) : [ معاني ألفاظ العبارات التي يعبر بها عن الأشياء  مرجعها إلى ثلاثة، وهي : المعنى، والتفسير، والتأويل، وهي وإن اختلفت، فإن المقاصد بها متقاربة. ] [274]، وقال الجوهري :( ت400هـ) : [ التأويل : تفسير ما يؤول إليه الشيء ]. [275]
وقال ابن منظور ( ت711هـ):[ وأوله وتأوله – أي الكلام - : فسره.][276].
ومما سلف  يمكننا اختصار معاني  التأويل في اللغة في معنيين هما:المرجع والعاقبة،والتفسير والبيان .
  المطلب الثاني : الاستعمال القرآني  لكلمة التأويل :
وردت  كلمة ( تأويل ) سبع عشرة مرة  في عدة سور قرآنية كريمة، وسألتزم في ذكرها حسب ترتيب السور في القرآن الكريم.. كما يلي :
أ – قال تعالى في سورة آل عمران : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب. ) [277][  ففي هذه الآية ذكر سبحانه  المتشابه في مقابلة المحكم، وجعل ابتغاءهم الفتنة والتأويل خاصا بالمتشابه[278] دون المحكم [279]... وعلى هذا يمكننا أن نفهم أن المراد من المحكم من الآيات هو : ما لا يمكن التلاعب بفهمه على غير ما يراد منه ، لأن معناه لا يحتمل التوجيه حسب الأهواء، وذلك كقوله تعالى : ( وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد ) [280].
كما يمكننا أن نفهم أن المراد بالمتشابه من الآيات ، هو : ما له  أفراد من المعاني يشبه بعضها بعضا ويحتملها ظاهره،  وذلك هو الذي يجعلهم  يتوجهون إليه ليؤولوه ابتغاء الإفساد لعقائد الناس، وهذا كقوله تعالى : ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه..الآية )[281]، فأهل الزيغ  يأخذونه على ظاهره دون الرجوع إلى الأصول المحكمة في القرآن التي تبين حقيقة المراد منه..ويرجعونه إلى المعنى الذي ينطبق على أهوائهم  وتقاليدهم، ويزعمون أنه حقيقته،  ويقولون : الله روح، والمسيح روح منه، فهو من جنسه، وجنسه لا يتبعض، فهو هو، أي : فعيسى هو الله،ولا يرجعون  إلى الأصل المحكم الذي يبطل مثل هذا التأويل، وهو قوله تعالى:( لم يلد ولم يولد ) [282].  
 وأهل الحق يرجعونه إلى المعنى الذي يتفق مع المحكمات من الكتاب، لأنها الأصل الذي يرجع إليه عند الاشتباه، كما قال تعالى : ( هن أم الكتاب ) ولا يأخذون في الآية بمعنى إلا إذا قام عليه الدليل الصحيح. ][283]
ب – قال تعالى في سورة النساء : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) [284].  قال ابن جرير الطبري : ( أحسن تأويلا، أي : جزاء. وقال قتادة :أحسن ثوابا، وخير عاقبة ) [285]  فالتأويل هنا : بمعنى الإرجاع إلى ما يحفظ عليهم الوفاق، ولا يحتمل أن يكون المراد به هنا التفسير، أو صرف الكلام عن ظاهره.[286] 
ت –   قال تعالى في سورة الأعراف : ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق.. الآية ) [287] ويراد بالتأويل هنا  : الحوادث التي تقع مطابقة لما أخبر به الكتاب، أي : هل ينتظرون إلا تحقق ما أخبر به القرآن من بعث  وحساب، وثواب  وعقاب في الآخرة..؟ وفي هذا اليوم يتحقق ما أخبر به، فيجزع الكفار ويندمون..  والتأويل هنا كذلك لا يحتمل أن يراد به التفسير، أو صرف الكلام عن ظاهره. [288]
ث - قال تعالى في سورة يونس : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين. ) [289]  قال الإمام الطبري :(ما بهؤلاء المشركين يا محمد تكذيبك، ولكن بهم التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه، مما أنزل الله عليك من هذا القرآن ، من وعيدهم على كفرهم، ولما يأتهم بعد ما يؤول إليه ذلك الوعيد الذي توعدهم الله به في القرآن. ) [290]
فالمراد بالتأويل هنا : وقوع ما أخبر به القرآن، وهو الأثر الخارجي، والمدلول الواقعي بوعيد هؤلاء، أي وقوع الحوادث التي يدل تحققها على صدقه - صلى الله عليه وسلم -، ولا يراد به التفسير، أو صرف الكلام عن ظاهره . [291]
ج – ووردت كلمة التأويل في ثمانية مواضع من سورة يوسف  - عليه السلام – وهي الآيات : ( 6، 21، 36، 37، 44، 45، 100،101).والتأويل في الآيات السابقة كلها يقصد به تعبير الرؤيا، أي : ما تؤول إليه، من الحوادث الواقعية التي كان يمثلها ما رئي في تلك الرؤى المنامية. [292] 
ح – قال تعالى في سورة الإسراء : ( وأوفوا الكيل إذا كلتم  وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا. )[293].
قال الطبري :( فسر مجاهد،وقتادة،كلمة التأويل هنا: بالمآل، والمرجع،والعاقبة، والثواب ) [294].  أي : أحسن عاقبة ومآلا.
خ – ووردت كلمة التأويل في آيتين من سورة الكهف، وهما : قوله تعالى : ( ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا ) [295]، وقوله : ( ذلك  تأويل ما لم تسطع عليه صبرا. )[296]
والمراد بالتأويل هنا  - وهو ضرب من تأويل الأفعال لا الأقوال  - هو : (  إرجاع الأفعال التي فعلها العبد الصالح وأنكرها موسى – عليه السلام -،من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، إلى ما تؤول إليه من الخير في المستقبل، وهو دفع ظلم الملك لأصحاب السفينة، وإفساد الغلام لأبويه، وحفظ الكنز لأصحاب الجدار . ) [297] 
المطلب الثالث : كلمة التأويل في أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم  -
وردت كلمة التأويل في حديث رسول الله  - صلى الله عليه وسلم  - بمعنى : تعبير الرؤيا والمآل الذي تؤول إليه،  وبمعنى التفسير، وبمعنى العاقبة والمصير.
أ  - فمن الأحاديث التي وردت  فيها كلمة  التأويل بمعنى الرؤيا :
قال أنس بن مالك  - رضي الله عنه  - قال رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - :
[ رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولتها : بالرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب ][298]
وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : [ بينما أنا نائم إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله..؟ قال : ( العلم ] [299].
فالتأويل الواقعي لشربه – عليه السلام – اللبن في الرؤيا، وارتواؤه منه، هو : تمكنه من العلم، ورسوخه فيه. وتأويل إعطائه ما تبقى منه لعمر – رضي الله عنه – هو : تمكن عمر من العلم، ورسوخه فيه كذلك. 
ب  - ومن الأحاديث التي وردت فيها كلمة التأويل بمعنى التفسير والبيان :
 دعاء الرسول – صلى الله عليه وسلم -  لابن عباس بتعلم التأويل، وقد ورد هذا الدعاء في روايات عديدة، بينها تفاوت في ألفاظها. ففي البخاري : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ضم ابن عباس إلى صدره وقال : ( اللهم علمه الكتاب )[300] وفي رواية أخرى : ( اللهم علمه الحكمة. )[301]   وفي رواية مسلم : ( اللهم علمه الحكمة. )[302]
 وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما – قال :  إن  رسول الله  - صلى الله عليه وسلم – وضع يده على كتفي، أو منكبي، ثم قال : ( اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل )[303]  والمراد بالتأويل هنا : التفسير والبيان، ولا يجوز القول بأنه يعلم حقائق تأويل القرآن الخارجية،لأن ذلك من الغيوب التي استأثر الله بعلمها.
ت – ومن الأحاديث التي وردت فيها كلمة التأويل بمعنى :  المرجع ، والعاقبة، والمصير : ما رواه سعد بن أبي وقاص  - رضي الله عنه – عن النبي  - صلى الله عليه وسلم – أنه سئل  عن معنى قوله تعالى : [( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس يعض أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون )[304] فقال :  إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد ] [305]  أي : لم يحدث مدلولها العملي، والواقعي، الذي هو عين تأويلها، والذي هو مصير المخاطبين، وعاقبة أمرهم.
  ثمرة هذه الجولة :
نستخلص مما سبق : أن التأويل إذا تعلق بالكلام، يكون المراد منه إرجاعه إلى الحقيقة التي تراد منه  فإذا قلنا : تأويل الآية  كذا،  يكون المعنى : إرجاع الآية إلى المراد منها، وعلى هذا يكون التأويل والتفسير متقاربان، ويكون تسمية ما يفعله الملاحدة ، والباطنيون من تطبيق الآيات على أهوائهم تأويلا، مبنيا على أنه إرجاع لها إلى ما يزعمون – كذبا – أنه حقيقتها، وهو في الحقيقة ليس تأويلا صحيحا، ومن أمثال ذلك ما سنذكره من تأويلات البابيين والبهائيين.
وإذا أضيف التأويل إلى غير الكلام، يكون معناه : الحوادث التي ستقع مصدقة لأخبار الرسول  - صلى الله عليه وسلم  - كما يتبين ذلك في قوله تعالى : ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. ) [306]. أو مبينة لوقائع الرؤيا، فإن المراد بتأويلها هو : الحوادث الواقعية التي يمثلها ما رآه الإنسان في منامه، كالذي ذكرته آيات سورة يوسف، ومثل ذلك  : الحوادث المتوقعة التي من أجلها فعل العبد الصالح ، صاحب موسى   - عليه السلام  -ما فعل ، مما قصته علينا سورة الكهف.
  المطلب الرابع : التأويل في عهدي الصحابة والتابعين :
لم يكن التأويل وقفا على عصر دون عصر، فقد وجد منذ عصر الصحابة  - رضوان الله عليهم  -  وكان ذائعا شائعا بينهم، قال الآمدي  ( 631هـ) : ( وإذا عرفت معنى التأويل، فهو مقبول معمول به إذا تحقق بشروطه، ولم يزل علماء الأمصار في كل عصر من عهد الصحابة إلى زمننا ، عاملين به من غير نكير. ) [307] ويدلنا على ذلك اجتهادات ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما من أعلام الصحابة  [308]، بالإضافة إلى الآثار المروية عن كبار الصحابة التي تحذر من شطط التأويل .
من ذلك :
 1- ما رواه عمرو بن دينار قال  : قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( إني أخاف عليكم رجلين : رجل يتأول القرآن على غير تأويله، ورجل ينافس أخاه على الملك. )[309] 
2 - وعن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أن  عمر بن الخطاب، قال : ( ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه، ولا من فاسق بين فسقه، ولكني أخاف عليها رجلا قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه، ثم تأوله على غير تأويله .) [310]
كما كان أهل الرأي والعلم بالمرصاد للمؤولين الذين لا يريدون وجه الحق في تأويلاتهم، وغير المستندة إلى أدلة الشرع، أو مخالفة لحكمة التشريع، أو الناتجة عن خطأ في الفهم،
كفعل أبي بكر  – رضي الله عنه – بالمرتدين، الذين أولوا آية الزكاة على غير وجهها. [311]
  وكما فعل عمربن الخطاب – رضي الله عنه - بقدامة بن مظعون، [312]،
 وصبيغ بن عسل التميمي[313]  وأمثالهم.
ولم يقف التأويل عند عصر  الصحابة، بل تعداهم إلى عصر التابعين، [314]  فهو منهج من مناهج الاجتهاد بالرأي، أو كما يقول الإمام أبو زهرة : ( باب من أبواب الاستنباط العقلي) [315].
المطلب الخامس  :  التأويل  في الاصطلاح :
أولا  -  : معنى التأويل في اصطلاح المتقدمين :
يطلق مصطلح التأويل في اصطلاح المتقدين من السلف وأهل القرون الثلاثة الأولى على معنيين هما :
الأول : تفسير اللفظ وبيان معناه، وهذا كثير في استعمالات السلف..
1- جاء في الحديث الذي رواه جابر في وصف الحج قوله : ( ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به ) [316]  يعني :  تفسيره وبيانه بأقواله وأفعاله - عليه الصلاة والسلام -.
 قال ابن القيم : ( فعلمه -صلوات الله وسلامه عليه - بتأويله هو : علمه بتفسيره وما يدل عليه، وعمله به : هو تأويل ما أمر به، ونهى عنه. ) [317]
2- قال ابن عباس في عند تفسيره للآية السابعة من سورة آل عمران : (أنا ممن يعلم تأويله ) [318].
ونرى ذلك كثيرا في تفسير الإمام الطبري، حيث يستخدم التأويل بمعنى التفسير، فيقول : ( وقال أهل التأويل ) ثم يورد أقوال المفسرين.
الثاني : الحقيقة التي يؤول إليها الكلام، أي : وقوع المخبر به في وقته الخاص إذا كان الكلام خبرا  أو امتثال ما دل عليه الكلام، وإيقاع مطلوبه إذا كان الكلام طلبا، وهو معنى يرجع إلى العاقبة والمصير ) [319]. ومنه قول السيدة عائشة - رضي الله عنها - :  ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.. يتأول القرآن ) [320]. قال الحافظ ابن حجر : ( وقولها : يتأول القرآن، أي : يجعل ما أمر به من التسبيح والتحميد والاستغفار في أشرف الأوقات والأحوال ) [321] . فالتأويل هنا : حقيقة ما أمر به في قوله تعالى : ( فسبح بحمد ربك واستغفره..) [322] ومنه قول ابن عيينة :(السنة هي: تأويل الأمر والنهي.) [323].
 وما سبق يمكننا القول  : لقد عرف الصحابة والتابعون معنيين للتأويل :
الأول : المآل والعاقبة، وهو ما نجده مكررا في آيات القرآن الكريم.
والثاني : بمعنى التفسير، والبيان، وهو ما دعا به الرسول  - صلى الله عليه وسلم – لابن عباس - رضي الله عنهما  -، وظل هذان  المعنيان معروفين للسلف إلى أن ظهرت الفرق الإسلامية المختلفة منذ عهد الخليفة الراشد  : عثمان بن عفان  - رضي الله عنه وأرضاه -، فكان للتأويل اصطلاح آخر، انتشر ببطء في الفكر الإسلامي،وتلون بلون كل فريق ومذهب، وأخذ يشكل معارضة هادئة للإسلام، معتمدا على الآيات بتحريف دلالاتها، أمام استحالة التغيير للنص المحفوظ  وكانت محاولات هؤلاء على قلتها، تعتبر البدايات الأولى للتأويل الباطني الفاسد، وليس أدل على ذلك من قول قتادة ( ت 117هـ) عند قراءته لقوله تعالى :(فأما الذين في قلوبهم زيغ..الآية) [324]
[  إن لـم يكونوا الـحرورية والسبئية فلا أدري من هم. ولعمري لقد كان فـي أهل بدر والـحديبـية الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بـيعة الرضوان من الـمهاجرين والأنصار، خبر لـمن استـخبر، وعبرة لـمن استعبر، لـمن كان يعقل أو يبصر. إن الـخوارج خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثـير بـالـمدينة والشام والعراق وأزواجه يومئذ أحياء، والله إن خرج منهم ذكر ولا أنثى حرورياً قط، ولا رضوا الذي هم علـيه ولا مالئوهم فـيه، بل كانوا يحدّثون بعيب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه ونعته الذي نعتهم به، وكانوا يبغضونهم بقلوبهم ويعادونهم بألسنتهم وتشتدّ والله علـيهم أيديهم إذا لقوهم. ولعمري لو كان أمر الـخوارج هدى لاجتـمع، ولكنه كان ضلالاً فتفرّق، وكذلك الأمر إذا كان من عند غير الله وجدت فـيه اختلافـا كثـيرا، فقد ألاصوا هذا الأمر منذ زمان طويـل، فهل أفلـحوا فـيه يوما أو أنـجحوا...؟ يا سبحان الله كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأوّلهم..؟ لو كانوا علـى هدى قد أظهره الله وأفلـحه ونصره، ولكنهم كانوا علـى بـاطل أكذبه الله وأدحضه، فهم كما رأيتهم كلـما خرج لهم قرن أدحض الله حجتهم، وأكذب أحدوثتهم، وأهرق دماءهم؛ وإن كتـموا كان قرحا فـي قلوبهم وغما علـيهم، وإن أظهروه أهراق الله دماءهم، ذاكم والله دين سوء فـاجتنبوه. والله إن الـيهود لبدعة، وإن النصرانـية لبدعة، وإن الـحرورية لبدعة، وإن السبئية لبدعة، ما نزل بهنّ كتاب ولا سنهنّ نبـيّ..][325].
وقال الطبري ( ت310هـ) عند تفسيره لقوله تعالى :  ( فأما الذين في قلوبهم زيغ.. الآية )[326] :[  وهذه الآية وإن كانت نزلت فـيـمن ذكرنا أنها نزلت فـيه من أهل الشرك، فإنه معنـيّ بها كل مبتدع فـي دين الله بدعة، فمال قلبه إلـيها، تأويلاً منه لبعض متشابه آي القرآن، ثم حاجّ به وجادل به أهل الـحقّ، وعدل عن الواضح من أدلة آيه الـمـحكمات إرادة منه بذلك اللبس علـى أهل الـحقّ من الـمؤمنـين، وطلبـا لعلـم تأويـل ما تشابه علـيه من ذلك كائنا من كان، وأيّ أصناف البدعة كان من أهل النصرانـية كان أو الـيهودية أو الـمـجوسية، أو كان سبئياً، أو حرورياً، أو قدرياً، أو جهمياً..]  [327]
 لقد وجد السبئيون  الباطنيون -  ومن نسج على منوالهم  - في التأويل متنفساً لتعاليمهم  يتجاوزون بها الحدود الظاهرة لمعاني الكلم، أو كما يقول البغدادي : ( إن الباطنية احتالت لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدي إلى رفع الشريعة. )[328].
فقام العلماء من مفسرين، ومحدثين، وفقهاء، وأصوليين، وغيرهم، بالتصدي لهم، وبينوا معنى التأويل، وأدلته، ومجالاته، وقاموا بوضع الضوابط والشروط للتأويل الصحيح، لمنع المبتدعين من تحريف نصوص الآيات، والخروج بها عن معانيها المرادة.
وهنا يجب أن نفرق بين تأويل مشروع يستخدمه المفسرون وغيرهم ، بمعنى يقرب قليلا أو كثيرا من معنى التفسير،  للكشف عن المعنى وفهمه، حين يصرف المتأول اللفظ عن ظاهره، أو معناه الراجح إلى معنى آخر مرجوح  بدليل صحيح، وبين تأويل مستكره، يحكمه الهوى، والهوس، والاعتقاد الفاسد، ويتعسف في فهم اللفظ ، ويفسره على معنى بعينه ، يطابق معتقده، وذلك كمن يصرف اللفظ القرآني عن ظاهره، أو معناه القريب الراجح إلى معنى بعيد مرجوح، اعتمادا على ما يظنه دليلا وهو ليس كذلك كما فعل الباطنيون وغيرهم في القديم،وذيولهم في الحديث.
ثانيا  -  : معنى التأويل في اصطلاح المتأخرين :
وسأعرض فيما يلي لبعض التعريفات الاصطلاحية للتأويل، مرتبة ترتيبا تاريخيا، منها:
1- قال ابن الجوزي : عبد الرحمن بن علي بن الجوزي  (ت 597) : ( التأويل: نقل الكلام عن وضعه إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل ، لولاه ما ترك ظاهر اللفظ ) [329].
2 - وقال الفخر الرازي محمد بن عمر بن الحسين  (ت 606): - ( التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معناه المرجوح، مع قيام الدليل القاطع عن أن ظاهره محال) [330]
3- وقال ابن الحاجب-جمال الدين عثمان بن عمر المشهور بابن الحاجب (ت646هـ)  : (التأويل: هو حمل الظاهر على المحتمل المرجوح،  بدليل يصيره راجحا. )[331]
وهذا المعنى المحتمل الذي يؤول إليه اللفظ معنى مرجوح ، لأنه خلاف المعنى الحقيقي الظاهر المتبادر ومع ذلك فإن دليل التأويل الأقوى يصير هذا المعنى المرجوح راجحاً، أي يغلب على ظن المجتهد أنه مراد الشارع ، كما رجحه الدليل.. ومن ثم : يمكن الافرار بما لا يخالف الكتاب والسنة، وعدم التردد في كل ما يخالفهما.
 والتعريف الاصطلاحي للتأويل في اصطلاح المتأخرين ، أصبح في عرف المتكلمين،  والفقهاء، والمفسرين، هو الذي ينصرف إليه الذهن عند الإطلاق، وأصبح شائعا ومتعارفاً عليه بين المتأخرين  ويبدو أن استعماله بهذا المعنى، استوجبته دواعي كثيرة، كان من أبرزها مواجهة التأويلات  المنحرفة التي بدأت بالبروز في المجتمع الإسلامي في وقت مبكر، والتي كانت مستندا لكثير من النزعات الطائفية والشعوبية، والفرق الضالة،  وبعض الأعاجم، الذين تسربلوا  بالإسلام، ولم يتجردوا من مواريثهم العقائدية، وتركاتهم الثقافية، وأرادوا الكيد للإسلام من الداخل.
 
المبحث الثاني :
أنواع التأويل
أولا : -  التأويل المقبول : ضوابط وشروط  التأويل الصحيح المقبول وأدلته :
صاحبت ظاهرة التأويل للنص الديني منذ أن نزلت أول كلمات الله على رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - ، وحاول المسلمون تفهم القرآن ، واستنباط الأحكام منه، إلا أن الأعراض التي استوجبت الاشتغال به ، لم تكن قد ظهرت بصورة تشكل ظاهرة، فلم يكن ثمة حاجة للتأويل،  ولا يعيب المشتغلين بالتأويل المنضبط بأدلة الشرع، الهادف لإبراز المعنى الصحيح المحتمل والمناسب للنص، عدم اشتغال الصحابة به، فهناك علوم كثيرة لم يشتغل بها الصحابة، مثل  : علم أصول الفقه، واللغة، وغيرها،  ولا يقال إن الاشتغال بهذه العلوم بدعة سيئة .
فالتأويل الصحيح المقبول هو : الذي يكون بمعنى التفسير والبيان، موافقا لما في كتاب الله  وسنة رسوله  - عليه الصلاة والسلام -، وذلك حين نجد نصا مجملا، فنجد نصا آخر يفسره، وهذا النوع متفق على قبوله من السلف - رضوان الله عليهم -.
وقد ورد في الحديث عن سيد الثقلين، أن ابن عباس – رضي الله عنهما  - قدم له وضوءه فقال: من فعل هذا ؟ فقلت: أنا يا رسول الله، فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)[332].
 ففي هذا الدعاء من الرسول – صلى الله عليه وسلم  -  لابن عباس -  رضي الله عنها  - دليل إقراره -  عليه السلام – للتأويل الصحيح.
لقد كان التأويل الصحيح أداة لسبر أغوار النص الديني، واكتشاف طاقاته المعبرة، وعمل التأويل في بيئة المفسرين  والفقهاء ، على توسيع  آفاق النص، حتى يستغرق متجدد أحداث الحياة، وعمل على التوفيق بن الآراء والنصوص التي تبدو متعارضة. واستغلال التأويل من قبل الفرق الضالة المنحرفة، الذين شوهوا الدلالات اللغوية، وصرفوا النصوص الدينية عن ظاهرها المراد، إلى معان باطنية غير مرادة في النص  ؛ لمناصرة مذاهب فاسدة ونحل باطلة، دفع  المشتغلين  بالنص الديني من مفسرين، ومحدثين،  وفقهاء،  وأصوليين  ومتكلمين ،  إلى استنباط تعريف للتأويل الصحيح، وبينوا أنواعه، ومجالاته، وشروطه وضوابطه،  ليتمكن المشتغلون بالنص الديني من التعرف على صحيح التأويل من فاسده، ومتى يكون التأويل، وكيف يكون، وليدركوا ما حرفه أصحاب المذاهب الضالة من آيات  خرجوا بها عن معانيها المرادة، وقواعد اللغة، وأصول الشريعة
ومن أهم هذه الشروط  والضوابط، ما يلي : 
أولا : - أن يكون المتأول ممن توفر  فيه شروط الاجتهاد، عالما بأسباب التأويل ومجالاته، ملما بمدلولات الألفاظ، ومقاصدها، عالما بروح الشريعة الإسلامية وأدلتها، وله دراية  بأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ [333]. ، فإن فقد هذا الشرط في المؤول، لم يكن أهلا للتأويل.
ثانيا :-  أن يكون المعنى الذي أول إليه اللفظ ، من المعاني التي يحتملها اللفظ نفسه، وإنما يكون اللفظ قابلا للمعنى الذي يصرف إليه ، إذا كان بينه وبين اللفظ نسب من الوضع اللغوي، أو عرف الاستعمال، أو عادة الشرع [334]، فقد جرت عادة الشرع على تخصيص العام [335] في كثير من نصوصه، مثل قصر الوجوب في كلمة ( الناس ) في قوله تعالى : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. )[336] على المكلفين ، دون الصبيان والمجانين.
كذلك تقييد المطلق [337] ، جرت به عادة الشرع، واللغة لا تأباه، فقد قام الدليل على تقييد ( الوصية ) المطلقة في قوله تعالى : ( من بعد وصية يوصي بها أو دين )[338]  بالثلث ،  في قوله - صلى الله عليه وسلم  - لسعد بن أبي وقاص  - رضي الله عنه  - :(الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس.)[339]
فالعام إذا صرف عن العموم، وأريد به بعض أفراده بدليل، فهو تأويل صحيح، لأن العام يحتمل الخصوص، وحين يراد به بعض أفراده، فقد أول إلى معنى يحتمله.  والمطلق إذا صرف عن الشيوع، وحمل على المقيد بدليل، فهو تأويل صحيح [340].
 أما إذا كان المعنى الذي صرف إليه اللفظ من المعاني التي لا يحتملها اللفظ نفسه، ولا يدل عليها وجه من وجوه الدلالة، فلا يكون التأويل صحيحا مقبولا . وعلى هذا ، فإن التأويل لا يدخل في  النصوص الدالة على أحكام أساسية تعتبر من العقائد وقواعد الدين، ولا تتغير بتغير الزمن : كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر.
وكذلك  النصوص الدالة على أحكام هي من أمهات الفضائل، وقواعد الأخلاق التي تقرها الفطر السليمة، ولا تستقيم حياة الأمم بدونها،كالوفاء بالعهد،والعدل، وأداء الأمانة، والمساواة أمام الشريعة، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والصدق،   والنصوص التي تحرم أضدادها من : الكذب، والخيانة، وعقوق الوالدين، والنصوص التي اقترن بها ما يفيد التأبيد  وغيرها من القواعد الأساسية ، التي لا تحتمل تأويلا ولا نسخا منذ أوحي بالنصوص التي تقررها [341].
ثالثا : - أن  لا يتعارض التأويل مع نصوص قطعية الدلالة، لأن التأويل منهج من مناهج الاستدلال والاستنباط الاجتهادي الظني، والظني لا يقوى على معارضة القطعي ،  كتأويل القصص الوارد في القرآن الكريم، بصرفها عن معانيها الظاهرة إلى معان أخرى يصيرها خيالية لا واقع لها، وهذا التأويل معارض لصريح الآيات القاطعة التي تدل على أن لها واقعا تاريخيا [342].
 رابعا : - أن يستند التأويل إلى دليل صحيح يدل على صرف اللفظ  عن معناه الظاهر إلى غيره، لأن الأصل هو العمل بالظاهر، إلا إذا قام دليل على أن المراد باللفظ هو المعنى الذي حمل عليه،  فالمطلق على إطلاقه، ولا يعدل عن هذا الظاهر إلى التقييد إلا بدليل  يدل على إرادة هذا القيد، والنهي ظاهره التحريم، فيعمل به، حتى يدل الدليل على العدول عنه إلى الكراهية [343].
ويمكن إجمال الأدلة المعتبرة للتأويل الصحيح فيما يلي :
1: -   نصوص الكتاب والسنة : من المعلوم أن نصوص الكتاب والسنة فيها المجمل والمبين، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، ونصوص الشرع يفسر بعضها بعضا، ويجوز أن يفشر ظاهر آية بآية أخرى، أو بسنة رسول الله  - صلى الله عليه وسلم  -، فالله سبحانه وتعالى يقول : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم  ) [344]، فأطلق الذكر على السنة التي فيها بيان لمجمل القرآن، وتخصيص لعمومه، وتقييد لمطلقه، إلا أن بعض العلماء  اشترطوا في الحديث الذي يخصص الكتاب  أو يبين مجمله، أو يقيد مطلقه، أن يكون  متواترا  غير آحادي [345] .
ومن أمثلة التأويل المبني على نص شرعي : حكم مشروعية الانتفاع بجلد الميتة  [346]، 
فقوله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة ) [347] ظاهر في تحريم جلدها، دبغ أم لم يدبغ، لأن اللفظ عام يتناول جميع أجزائها، غير أن في الآية احنمال أن يكون الجلد غير مراد بالعموم، لأن إضافة التحريم إلى الميتة يقتضي عرفا تحريم الأكل، والجلد غير مأكول، فلا يتناوله عموم التحريم، وقد قوي هذا الاحتمال بما روي عن ابن عباس  - رضي الله عنهما  - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم  - قال :( أيما إهاب دبغ فقد طهر ) [348]  
ولكن حديثا آخر ورد في شاة أهديت لمولاة ميمونة [349]فماتت، فقال رسول الله  - صلى الله عليه وسلم  - : ( هلا أخذتم إهابها فدبغتموه، فانتفعتم به، فقالوا : إنها ميتة، فقال : إنما حرم أكلها ) [350]فهذا النص جعلنا نحكم بسلامة التأويل الذي يقضي بإخراج ما دبغ من جلود الميتة، وحل الانتفاع به، مع عموم التحريم في الآية. [351]
2 : - الإجماع :  يعتبر الإجماع من الأدلة المعتبرة في التأويل، وهو دليل من الأدلة المتفق عليها في إثبات الأحكام السرعية، يقول ابن حزم :  ( ولا يحل لأحد أن يحيل آية عن ظاهرها، ولا خبرا عن ظاهره، لأن الله تعالى يقول : ( بلسان عربي مبين ) [352]،  وقال تعالى ذاما لقوم : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) [353]، ومن أحال نصا عن ظاهره في اللغة بغير برهان من آخر، أو إجماع، فقد ادعى أن النص لا بيان فيه، وقد حرف كلام الله تعالى، ووحيه إلى نبيه  - صلى الله عليه وسلم – عن موضعه. ) [354]

  1. :  - القرينة  :القرينة من الأدلة الصحيحة المعتبرة لصرف النص عن ظاهره.

  يقول الأسنوي:  (  يجوز أن يريد الله بكلامه خلاف ظاهره إذا كان هناك قرينة يحصل بها البيان ) [355]. والقرينة تارة تكون متصلة بالظاهر المراد تأويله، وتارة تكون منفصلة عنه... 
فالقرينة المتصلة  : ( مثل ما روى صالح وحنبل عن الامام أحمد أنه قال : كلمت الشافعي في أن الواهب ليس له الرجوع فيما وهب، لقوله  -  عليه السلام  - : ( العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ) فقال الشافعي  - وهو يرى أن له الرجوع  - : ليس بمحرم على الكلب أن يعود في قيئه، قال أحمد : فقلت له :  فقد قال النبي - صلى الله عليه  وسلم - ( ليس لنا مثل السوء ) فسكت،- يعني الشافعي -، فالشافعي تمسك بالظاهر وهو : أن الكلب لما لم يحرم عليه الرجوع في قيئه، فالظاهر أن الواهب إذا رجع، مثله في عدم التحريم، لأن الظاهر من التشبيه، استواء المشبه والمشبه به من كل وجه، مع احتمال أن يفترقا من بعض الوجوه احتمالا قويا جدا، فضعف حينئذ جانب أحمد في الاستدلال جدا، لأنه لم يبق معه إلا احتمال ضعيف جدا، فقواه بالقرينة المذكورة، وهو قوله -  عليه السلام  -  في صدر الحديث المذكور :  ( ليس لنا مثل السوء : العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه  ) [356]، وهو دليل قوي،وجعل ذلك مقدما على المثل المذكور، وهو دليل الاهتمام به، فأفاد ذلك لغة وعرفا أن الرجوع في الهبة مثل سوء، وقد نفاه صاحب الشرع، وما نفاه صاحب الشرع يحرم إثباته، فلزم من ذلك أن جواز الرجوع في الهبة يحرم إثباته، فيجب نفيه، وهو المطلوب  )[357].
وأما القرينة المنفصلة :  فهي ما يكون خارج ألفاظ الخطاب، كدلالة الحال والعقل على المعنى المراد  باللفظ. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية  : ( فإن كثيرا ما يغلط الناس في هذا الموضع، إذا تنازع النفاة والمثبتة في صفة ودلالة نص عليها، يريد المريد أن يجعل ذلك اللفظ  - حيث ورد  - دالا على الصفة وظاهرا فيها. .. إلى أن يقول : فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية. ) [358] وكما تدل القرائن اللفظية على معنى اللفظ، وتحدد المراد به، فإن القرائن الحالية والعقلية كذلك.
ومثال القرينة المنفصلة :  ( ما ذكره الفقهاء فيمن جاء من أهل الجهاد بمشرك، فادعى أنه أمنه، وأنكره المسلم  فادعى أسره، ففيه أقوال :........
  ثالثها : القول قول من ظاهر الحال صدقه، فلو أن الكافر أظهر قوة وبطشا وشهامة من المسلم، جعل ذلك قرينة في تقديم قوله، مع أن المسلم لإسلامه وعدالته أرجح، وقول الكافر مرجوح، لكن القرينة المنفصلة عضدته، حتى صار أقوى من قول المسلم الراجح، والله أعلم. ) [359]
وفساد التأويل يتأتى من كونه  لا موجب له، أو ليس له دليل يؤيده، أو صرف فيه الظاهر إلى ما لا يحتمله أصلا بوجه من وجوه الدلالة ، لتقرير مذاهب فاسدة ، مخالفة لظواهر الكتاب والسنة، ولما أجمع عليه المسلمون.  أو لكونه مناقضا لوحدة التشريع في قواعده العامة المحكمة، وللأحكام المعلومة من الدين بالضرورة ، كتأويلات الباطنية الملاحدة القائمة على الهوى، وأمثالهم من أصحاب المذاهب الهدامة
ثانيا   : -  التأويل الباطني  الفاسد المردود وسـماته  :
التأويل  الفاسد المردود هو ما يخالف التأويل الصحيح المقبول، أو هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره بغير دليل. أو بشبهة يظنها المؤول دليلا وليست بدليل،  أو صرف فيه الظاهر إلى ما لا يحتمله أصلا بوجه من وجوه الدلالة ، لتقرير مذاهب فاسدة ، مخالفة لظواهر الكتاب والسنة، ولما أجمع عليه المسلمون.  أو لكونه مناقضا لوحدة التشريع في قواعده العامة المحكمة، وللأحكام المعلومة من الدين بالضرورة ، كتأويلات الباطنية  القائمة على الهوى، وأمثالهم من أصحاب المذاهب الهدامة من بابيين وبهائيين وقاديانيين.
 وللتأويل الفاسد المردود سمات تلازمه ولا تفارقه أبدا.. منها :
1 - عدم انضباطه تحت ضوابط محددة، كما يفعل الباطنيون من أرباب الفرق الضالة، لذا كان من أبرز سمات تأويلهم : الاضطراب الفكري والعقدي، ففي كتابيه ( تأويل الدعائم )[360]   و(أساس التأويل )[361] ، يذكر القاضي الإسماعيلي وجوها متعددة من التأويل لبعض المسائل، ويعلل هذا الاختلاف بأن الناس مختلفة المراتب والطبقات، فما يصلح لحد من الحدود، لا يصلح لحد آخر، فتعدد التأويلات راجع لتعدد مراتب الحدود.
2- الاختلاف والتفرق في الدين : إن من أعظم الدعائم التي دعا إليها الشارع الحكيم جمع الكلمة  وتوحيد الصف، وعدم التفرق في الدين، قال تعالى : (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.)[362]..والذين سلكوا مسلك التأويل الفاسد هم أبعد الناس عن طاعة الله في هذا الأمر.. يقول ابن الوزير : ( نظرت إلى شدة الخلاف الذي وقع بين أهل الإسلام من أهل القوانين العلمية البرهانية، وأهل القوانين الرياضية الرهبانية، وأهل التفاسير والتأويل للآيات القرآنية، وأهل الأنظار في الفروع الظنية، فرأيت اختلافا كبيرا،وتعاديا نكيرا،وتباعدا كثيرا، سبق إلى ظن الناظر فيه أنه لا طريق له - مع سعة ذلك - إلى تمييز المحق من المبطل، والمصيب من المخطئ.) [363]
الفصل الثالث
المبحث الأول
جذور التأويلات الباطنية الفاسدة
كان عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني [364] وأتباعه، أول من اتخذ من التأويلات الباطنية الفاسدة  وسيلة لإلغاء ظواهر النصوص الشرعية، وعدم اعتبار دلالاتها اللغوية والتشريعية، ثم الإغراب في تصيد باطن لها يتماشى والمعاني التي قرروها في أذهانهم، وغايتهم إفراغ النصوص القرآنية والنبوية من كل معنى مراد لله ورسوله  - صلى الله عليه وسلم  -، وشحنه بما يمليه عليه هواهم الضال، من خلال تأويلها تأويلا يخرجها عن مدلولها الحقيقي، ويبعدها عن مضامينها الإسلامية، لأنهم لما عجزوا عن صرف المؤمنين عن الكتاب والسنة، حاولوا صرفهم عن المراد منها إلى  : ( مخاريق زخرفوها، لأنهم لو صرحوا بالنفي المحض، والتكذيب المجرد، لم يحظوا بموالاة الموالين.)[365]
أو كما قال – يحيى بن حمزة العلوي - :( إنهم لما عجزوا عن صرف الخلق عن التصديق، عمدوا بلطف الاحتيال ودقة الاستدراج، فصرفوا ظواهر الشرع ونصوصه إلى هذيانات لفقوها، وتهويسات جمعوها وزوروها، ليستفيدوا بذلك إبطال معاني الشرع، وهدم أساسه، وأوقعوا في نفوسهم ؛ أن لو صرحوا  بالنفي المحض، والتكذيب الصرف، لم يثقوا بانقياد الخلف لضلالاتهم، ولا بإصغاء سمع أحد إلى جهالاتهم ..)[366] مما حمل بعض العلماء على القول : ( إن التأويل الباطني : أول مراتب الإلحاد.)[367]
 وقد استندت كل الفرق السبئية من بعده على التأويل الباطني لتأييد مزاعمها، ولم تتسع مجالات التأويل إلا في عهد الإسماعيلية ، الذين توسعوا في التأويل الباطني، حتى أصبح علما عليهم، بل أصبح لفظ الباطنية إذا أطلق انصرف إليهم.  
وكان اليهود قد عرفوا  التأويل الباطني  النظري والعملي ممارسة وتطبيقا منذ عهد الكليم موسى  – عليه السلام -، ومن الأمثلة على ذلك :
أ  - قول الله عز وجل :    ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين. فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون )[368].  فهاتان الآيتان تذكران موقفين لبني إسرائيل يجمعون فيهما بين نوعي التأويل النظري والعملي .
 فأما النظري : فحين أمروا أن يقولوا حطة.. لم يقولوها، بل قالوا غيرها ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )[369] .
وظهر تأويلهم العملي : حين أمروا أن يدخلوا الباب سجدا،  فدخلوه زاحفين على إستاهم [370].
ب  -  ومن تأويلاتهم العملية كذلك ، ما قاله ابن كثير عنهم  : ( احتيالهم على تحريم الشحوم بإذابتها، ظانين أن ذلك يخرجها من الحرمة إلى الحل )[371] ، ثم أصبح التأويل على يد الفيلسوف اليهودي : ( فيلون ) [372] ، قاعدة من قواعد فهمهم لدينهم  خاصة بعد أن قام بتأويل التوراة تأويلا باطنيا  ؛ ليجعلها مقبولة لدى اليونانيين  - الذين كانت فلسفتهم وثقافتهم هي السائدة والمسيطرة على الساحة الفكرية تلك الأيام – لما رأوه من التشبيهات المادية، والتعبيرات التجسيمية. وكان فيلون يؤول الذات العلية ( الله ) بأنها شمس الشموس، وأن الله سبحانه يعمل من خلال وسطاء ، هم : الوسيط الأول : الكلمة، والكلمة هي : ابن الله. والوسيط الثاني : الحكمة. والوسيط الثالث : رجل الله، أو : آدم الأول. والوسيط الرابع : القوات، أو : جند الله، وهم : الملائكة. وكان يؤول إبراهيم – عليه السلام - بالعلم، واسحق  – عليه السلام - : بالطبيعة، ويعقوب – عليه السلام -: بالزهد، ويعتبر هذه الأسماء الثلاثة هي مصادر معرفته بالله. والسيدة سارة : بالفضيلة. وهابيل  هو : التقوى الخالصة  وقابيل هو : الأناني  ويوسف – عليه السلام – هو : مثال الرجل السياسي [373] .
وكان -  ابن سبأ –  من أوائل من نقل التأويل الرمزي الباطني اليهودي إلى البيئة الإسلامية. وإن كان أسلاف ابن سبأ  قد حركوا حلفاءهم من ذؤبان العرب، وعبيد المجتمع، وشجعوهم على الردة  وجحدوا الزكاة بالتأويل المنحرف، ذلك أنهم تأولوا قول الله تعالى :  ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم..) [374] فرأوا أن دفع الزكاة خاص بالرسول  - صلى الله عليه وسلم – لأنه هو الذي كان يصلي عليهم ويطهرهم، وليس لغيره هذه الخاصية، ومن ثم فلا يدفعون الزكاة. ) [375]، لذا وضع علماء المسلمين ضوابط للتأويل المقبول

  • كما سبق بيانها -، كي لا تتخذ المذاهب الضالة، والتيارات الهدامة، من التأويل المنحرف  سندا ووسيلة لخدمة أغراضها.  وتأويلات الباطنيين  عموما لا  علاقة لها بظاهر الكلام، ولا سياقه، ولا مدلوله، والدليل على ذلك ما أثبتوه في كتبهم الباطنية من تأويلات حطموا بها مدلولات اللغة، لا تمت إلى ألفاظ القرآن ومقاصده السامية، بأية صلة قريبة أو بعيدة. وقد يكون ذلك هدف من أهدافهم، وهو محاربة اللغة العربية، لأنها مفتاح فهم القرآن، كما يفعل بعض دعاة التنوير والحداثة من الكتاب العلمانيين المعاصرين، في هجماتهم على اللغة، من مطالبة بإحلال العامية محلها تارة، واستبدال حروفها بالحروف اللاتينية تارة أخرى، مما يدل على أنهم حلقة متصلة  من حلقات التآمر والكيد للإسلام والمسلمين.

المبحث الثاني :
 نماذج من تأويلات البابية 
  أ – أول الباب  النصوص القرآنية على غير مدلولها الحقيقي – كما فعلت كل الفرق والطوائف الباطنية  -، ليجعل من الآيات القرآنية سندا لدعوته، وزعم : أن جميع تعاليمه التي أوردها في كتابه ( البيان )،  أشار إليها القرآن في قوله تعالى :  ( الرحمن . علم القرآن.خلق الإنسان. علمه البيان )  [376].   مع أنه زعم قبل ذلك  أنه الباب لمعرفة الله تعالى، فالله تعالى يقول : ( وأتوا البيوت من أبوابها ) [377]   ففي  كل عصر يجب أن يكون هناك علي، يأخذ دور الباب، تطبيقا للحديث المضطرب غير الثابت  : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).[378]وبما أنه لا يجوز دخول البيت إلا من الباب، فإن ( علي محمد الشيرازي ) هو الباب، وبهذا يتضح لنا الرباط الوثيق بين البابية، والباطنية الغلاة.
  ب – قال الباب في كتابه أحسن القصص،  في تأويل سورة يوسف عند قوله تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) [379] : ( قصد الرحمن من ذكر يوسف،نفس الرسول، وثمرة البتول، حسين بن علي بن أبي طالب مشهودا، إذ قال حسين لأبيه يوما : إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم بالإحاطة لي على الحق لله القديم سجادا.. إلى أن يقول :  وإن الله قد أراد بالشمس فاطمة، وبالقمر محمدا، وبالنجوم : أئمة الحق في أم الكتاب معروفا، فهم الذين يبكون على يوسف بإذن الله سجدا وقياما. ) [380].
ت - يزعم البابيون أن المراد من كل ما ورد في القرآن من ألفاظ : القيامة، والساعة  والبعث  والحشر  والنشر، وما جرى مجراها، إنما هو ظهور  ( الباب ) بالأمر، وقيامة بالدعوة.. وأن الجنة : كناية عن الدخول في دينه، والإيمان بمفترياته..
 والنار :كناية عن الكفر به وبمفترياته.
واليوم الآخر : كناية عن الجهر بدعوته .
وصعق من في السموات والأرض : كناية عن نسخ الأديان بدينه، وقيام أمته بين الأمم، وهذا عين ما يقوله البهاء عن نفسه وشريعته.
فهما ينكران  تماما ما نفهمه معشر المسلمين من معاني : الجنة  والنار، والحشر، والنشر، وانقضاء الآجال، والنفخ في الصور، وبعثرة من في القبور، ونسف الجبال، وتزلزل الأرض، وانفطار السموات، وانتثار الكواكب، وتكوير الشمس، واجتماع الشمس والقمر، وتبديل الأرض والسموات، إلى غير ذلك مما ورد في الآيات القرآنية الكريمة من أهوال الساعة، وما وراء القيامة.
ويقرر الباب أبدية العوالم، وخلود الكائنات، معارضا بذلك الآيات التي تدل على أن كل من عليها فان، وأن الثواب والعقاب للأرواح، فلا معاد للأجساد ، فتلتذ النفوس الطيبة بأخلاقها ومعلوماتها، وتتألم النفوس الخبيثة بملكاتها الرديئة وجهالاتها  إلى أن تزول عنها هذه الملكات، فتعود إلى عالم الأجساد مرة ثانية.. وهذا ضرب من القول بالتناسخ  المخالف لسائر الشرائع السماوية. [381]
 ويزعمون أن للوحي تأويلات سامية، وأسرار غامضة، ومعاني دقيقة، ومفاهيم خفية غير التي يعلمها الناس، لا يجليها إلا ربها، وهو الباب على زعم البابيين، والبهاء على دعوى البهائيين [382].
وأن معاجز الأنبياء وقصصهم، والملائكة، والجن، والوعد، والوعيد، وأمثال ذلك ليست أيضا مما يعلمه الناس من مفاهيمها، ومعاني ألفاظها، ويؤولون كل ذلك تأويلا يذهب مذاهب شتى في الكفر والضلال، والزور والبهتان، لا يقبله العقل السليم، ولا يؤيده النقل، ولا ينطبق على سياق التنزيل، ولا معاني الألفاظ والكلمات، ما أنزل الله بها من سلطان، ويتبرأ منها الدين واللسان. [383]  
ثم أليس هذا التأويل يمثل تحريفا لكلام الله عن مواضعه..؟ وافتراء على الله سبحانه وتعالى بحمل كلامه على ما ليس مرادا منه، - تماما كتأويلات فيلون، وابن سبأ، ومن تبعهم من  الباطنيين  - كما يمثل الهوس والتخريف الهابط، والتعقيد في التعبير، والركاكة في النظم، مما يدل على عجمة لسان وعقل صاحبه، لا يتقيد باللغة ولا دلالاتها [384]،، يريد فقط محاربة دين الله وشريعته.
المبحث الثالث :
نماذج من تأويلات البهائية، وتفنيدها 
بنت البهائية قواعد مبادئها  - كغيرها من الفرق الباطنية الغالية  - على التأويل الباطني   فقد أولوا ( النبأ العظيم ) في قوله تعالى : ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون  ) [385] بأنه :ظهور البهاء،  ودعوته التي سيختلف فيها الناس  [386]،  بينما تؤولها طائفة الإسماعيلية  تأويلا مغايرا ، فقال الداعي الإسماعيلي ( جعفر بن منصور اليمن ) : ( المراد بالنبأ العظيم : صاحب الزمان – الناطق السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق -  مستجاب أهل السموات والأرض  إذا نزلت بهم نازلة، وهو القائم الحق الذي عنه الخلق المنكوس معرضون ) [387].
وأولها ( عبد الله بن سبأ ) كذلك تأويلا مغايرا فقال : بأنه علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه -  وقال أتباعه  : ( هو أمير المؤمنين علي، ما لله نبأ أعظم منه،  وما لله آية أكبر منه ) [388]
وهل كان مشركو مكة، والعرب الذين نزل فيهم القرآن، مختلفين في أمر علي – كرم الله وجهه -،  وأمر البهاء، أم في أمر البعث والجزاء..؟ كما دلت على ذلك الآيات التالية من السورة..؟ ثم إن هذا التأويل المتناقض للفرق الباطنية المختلفة يدل على أن كل طائفة تؤول بما شاء لها الهوى، وحسب انحراف مزاجها أو اعتداله..! كما يدل على أن البهائية ليست إلا امتدادا للباطنية القدامى، الذين لا يؤمنون بقرآن، ولا سنة، ولا دين، وإنما يتخذون من تأويل  النصوص معاول لهدم الإسلام.
وأولوا الخروج في قوله تعالى : ( واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب. يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ) [389]. فقالوا : إن المراد بالخروج : خروج البهاء..! [390].
  والخروج كما جاء في أوائل السورة يعني : خروج الموتى من قبورهم للبعث والحساب، كما قال تعالى : ( إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير. يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير ) [391] فيوم الخروج هو : يوم تشقق الأرض عنهم سراعا، ليخرجوا من الأجداث كأنهم جراد منتشر  [392]
  وفي تأويله لآيات من سورة الإنفطار [393] قال البهائي أحمد حمدي آل محمد :
[  ( إذا السماء انفطرت ) :أي :سماء الأديان انشقت.
( وإذا الكواكب انتثرت ):أي :رجال الدين لم يبق لهم أثر.
( وإذا البحار فجرت ) : أي : فتحت القنوات، وفجر بحر على بحر ( أي : كقناة السويس التي وصلت بين البحرين، الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر ).
( وإذا القبور بعثرت ): أي : فتحت قبور الآشوريين، والفراعنة، والكلدانيين، لأجل دراستها ][394]. وهذا مخالف لتأويل البهاء نفسه،  إذ قال في تأويلها : ( إن المقصود هنا سماء الأديان التي ترتفع في كل ظهور، ثم تنشق وتنفطر في الظهور الذي يأتي بعده، أي : أنها تصير باطلة منسوخة. ) [395]
 بينما أولها الداعي الإسماعيلي : أحمد حميد الدين الكرماني بقوله :
[ ( إذا السماء انفطرت ) : قالوا في التفسير : - أي أهل الظاهر - : انشقت، ونقول : - أي أهل الباطن - : تبطل أحكام الشرائع.
( وإذا الكواكب انتثرت ): أي : تبطل مقامات الحدود في دين الله.
( وإذا البحار فجرت ) : أي : تظهر السنن المتقدمة في الأديان، ويقام ذكر حدود الله في دينه، والتأويل في الشرائع
( وإذا القبور بعثرت ) : أي : تظهر الحكم، والعلوم في العالم، وتكثر الخيرات.
( علمت نفس ما قدمت وأخرت ) علمت نفس ما قدمت وأخرت )[396]
 أي : إذا كان ذلك، وقام حكم الاعتقادات بالعقل، فحينئذ تعلم النفس ما فعلت من خير، وتحس بالضرر فيما فعلت، من تأخير الفضلاء..؟ وتقديم المفضولين. ][397] .
ألا تعطي هذه التأويلات المتناقضة صورة واضحة  لمنهج الباطنيين المعوج في التلاعب بآيات القرآن الكريم حسب أهوائهم، وأغراضهم..؟ فليس لتأويلاتهم قواعد ثابتة، أو أصول راسخة، مع زعمهم أنهم يأخذون عن المعصوم، كما أنهم لم يلتزموا بقواعد التفسير أو التأويل التي اتفق عليها العلماء الثقات.
ثم إن الآيات السابقة لا تؤيد مدعاهم، فقد افتتحت السورة بتوقيت يوم الحساب بأشراط  وعلامات، كاختلال نظام العوالم، ثم وعظت المشركين، ولفتت  أنظارهم إلى ضرورة النظر في الأسباب التي حرفتهم عن التوحيد، وأبطلت دعاوى المشركين المنكرين للبعث، والجزاء،  وخلصت إلى بيان جزاء الأعمال الصالحة بإيجاز، وأطنبت ببيان جزاء الأعمال الفاجرة ، لأن مقام التهويل يقتضي الإطناب  فيه،  ثم آيسهم من أن يملك أحد لأحد نفعا، أو ضرا، وأن الأمر يومئذ كله لله تعالى،  فليس في السورة ما زعموه بتأويلاتهم الباطلة، التي لا سند لها سوى الهوى الآثم، والكذب على الحق، والافتراء على الله.
وانظر تأويل البهائية لآيات من سورة التكوير [398]، إذ قال البهائي:أحمد حمدي آل محمد في تأويلها : 
[ ( إذا الشمس كورت ) : أي : ذهب ضوؤها .
( وإذا النجوم انكدرت ) : أي : أن الشريعة الإسلامية ذهب زمانها، واستبدلت بشريعة أخرى 
( وإذا الجبال سيرت ) : أي : ظهرت الدساتير الحديثة.
( وإذا العشار عطلت ) : أي : استعيض عنها بالقطارات.
( وإذا البحار سجرت ) : أي : أنشئت فيها البواخر.
( وإذا النفوس زوجت ) : أي : اجتمع اليهود، والنصارى،  والمجوس، على دين واحد  فامتزجوا، وهو دين الميرزا حسين الملقب بالبهاء.
( وإذا الموؤدة سئلت ) : وهي  الجنين يسقط هذه الأيام فيموت، فيسأل عنه من قبل القوانين، لأنها تمنع الإجهاض.
(  وإذا الصحف نشرت ) : أي : كثرت الجرائد والمجلات.
( وإذا السماء كشطت ) : أي : انقشعت  الشريعة الإسلامية، ولم يعد أحد يستظل بها  وعطلت أحكامها.
( وإذا الجحيم سعرت ) :  لمن عارض الميرزا حسي، أي : البهاء.
( وإذا الجنة أزلفت ) : أي : لأتباعه المؤمنين من البهائيين..!؟ ] [399]
بينما أولها الداعي الإسماعيلي أحمد حميد الدين الكرماني بقوله :
[ ( إذا الشمس كورت ) : أي : ذهبت آثار شرائع الأنبياء، التي هي كالضوء من الشمس.
( وإذا النجوم انكدرت ) : أي : تسقط مراتب الحدود حتى لا يبقى لها أثر.
 ( وإذا الجبال سيرت ) : أي : استخدم الجبارين في الأرض، فيكونون كلهم طائعين لصاحب القيامة.
( وإذا العشار عطلت ) : أي : أبطل التعليم بإزالة الحدود من رتبهم.
( وإذا الوحوش حشرت ) : أي : جمع من على وجه الأرض على الطاعة .
( وإذا البحار سجرت ) : أي : أقيمت حدود ظاهر الشريعة، وأعيد ما كان محذوفا منها من كلام المبتدعين والأبالسة..؟.، ويكون ذلك في الوقت المعلوم.
( وإذا النفوس زوجت ) : أي : وجمع كل إلى قرينه وشبيهه من المنافقين والمجرمين.
( وإذا االموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) : أي : وسئلوا بأي حجة أخر من أخر من حدود الله عن مراتبهم، وقدم عليهم غيرهم.
( وإذا الصحف نشرت ) : أي : مساوئ المذاهب والاعتقادات.
( وإذا السماء كشطت ) : أي : محي ذكر أئمة الضلال من القلوب، بإبطال دورهم.
(وإذا الجحيم سعرت ) : أي : أقيمت آية وعيد الله للمعاندين لأمره من حجة صاحب القيامة.
( وإذا الجنة أزلفت ) : أي : أقيمت موائد الله للمتقين في الدنيا والآخرة.
( علمت نفس ما أحضرت ) [400] : أي : حينئذ تعلم الأنفس حقائق ما جاءت به الرسل، ويبقى الموحدون ما دامت السموات والأرض، ولا تزال تنحل عنهم على مضي الأيام،  المعالم الدينية ][401]
وفي الحقيقة لا نجد في هذا التأويل سوى سخافة وهذيان، من ورائه نحل ضالة تحارب الإسلام، وتعمل جاهدة للتشويش على عقائد المسلمين.، ثم إن الآيات التي حملوها ما لا تحتمل، وأولوها على غير تأويلها لا تشهد لهم،  فقد (  ذكر فيها وقت قيام الساعة، وعلامات حضورها، والبعث، والحساب، والجزاء، وإثبات أن القرآن الذي أنذرهم بذلك وكذبوه، هو كتاب من عند الله، وتبرئة النبي  -  صلى الله عليه وسلم  - من بعض ما وصمه به المشركون، من أنه ينطق بكلام الجن، وذكر ذلك الوقت، والإطناب فيه، أسلوب من أساليب تحقيقه في النفوس، وتصديق من أخبر به ) [402].
  ويرى البهائيون أن قوله تعالى : (ثم إن علينا بيانه ) [403]  تصريح من جانب الحق بأن تأويله لا يظهر إلا عن طريق شخص يصطفيه الله للقيام بذلك،
وهو الميرزا حسين علي (البهاء ) [404] ..
بينما يستدل البابيون _ سلف البهائيين – أن المقصود بالآية هو ( البيان ) كتاب الباب  علي محمد الشيرازي..؟ ).
وأول البهاء قوله تعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام.. الآية ) [405]
وقوله تعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين.) [406] فقال : ( لم يدرك أكثر العلماء هذه الآيات، ولم يقفوا على المقصود من القيامة، ففسروها بقيامة موهومة من حيث لا يشعرون، والله الأحد شهيد بأنه لو كان لديهم شيء من البصيرة، لأدركوا من تلويح هاتين الآيتين جميع المطالب، التي هي عين المقصود. ) [407].
وأول قوله تعالى  :   ( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. ) [408]
فقال : ( المقصود من الصور، هو : الصور المحمدي، والمقصود القيامة والمجيء : قيام الباب، ثم البهاء، ومجيئه بالأمر الإلهي..) [409].
قال  البهائي جون أسلمنت : عن تأويل البهائيين  للقيامة والجنّة والنّار :   ( إنّ جزءًا مهمًّا من تعاليم الباب خاص بتفسير عبارات القيامة ويوم الجزاء والجنّة والنّار، فقد قال أنّ معنى القيامة هو ظهور مظهر جديد لشمس الحقيقة، وأنّ معنى قيام الأموات هو اليقظة الرّوحانيّة لمن هم نيام في قبور الجهالة والغفلة والشّهوات، وأنّ يوم الجزاء يعني يوم الظّهور الجديد الذّي فيه يحصل الفصل بين أغنام الله الذّين يقبلون ظهوره وبين الذّين لا يقبلونه، لأنّ الأغنام تعرف صوت الرّاعي الصّالح فتتبعه، وأنّ الجنّة هي السّرور بمعرفة الله، كما أنزل ذلك مظهره، وبه يصل المرء إلى أسمى الكمال الذّي يستطيع الوصول إليه، وبه يدخل بعد الموت إلى ملكوت الله والحياة الأبديّة، وأمّا النّار فهي الحرمان من عرفان الله، وينتج عنها عدم الوصول إلى الكمال الإلهيّ وضياع السّعادة الأبديّة.  وقد صرّح تصريحًا أكيدًا أنّ عبارات القيامة لم يكن لها معنى بغير هذا، وأنّ الأفكار السّائدة بين الأمم الخاصّة بقيام أجساد الموتى وبالجنّة والنّار الماديّة وأمثالها إنّما هي من اختراع الخيال.) [410]
 فالصحابة الكرام، والتابعون  لهم بإحسان، والمفسرون، والفقهاء، والعلماء،  والمفكرون، كانوا محجوبين عن فهم هذه الآيات على وجهها  إلى أن جاءهم هذا........ البهاء. 
 ثم إن هذه التأويلات البعيدة الغريبة، لا تدل عليها اللغة، ولا يشهد لها ظاهر الكلام، ولا سياقه  كما تبين لنا تعارض وتناقض الفرق الباطنية في تأويل الشيء الواحد، وأن هذه الفرق اتخذت من التأويل الباطني الفاسد خطة منهجية في حربها على الإسلام، ومعولا قويا  تهدم به – حسب اعتقادها – ما ظنت أنها قادرة على هدمه.وقد اعتمدوا في تأويلاتهم – كما هو واضح – على الظن والوهم، (وميدان الظن واسع،وحكم الوهم غالب،فتعارضت الظنون وكثرت الأوهام ) [411].
وأول البهائي أحمد حمدي : الشجرة المباركة في قوله تعالى ( يوقد من شجرة مباركة ) [412]  بأنها : [ الميرزا حسين علي، الملقب بالبهاء. وأول  قوله تعالى : ( يثبت  الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..)[413] 
فقال : الحياة الدنيا : الإيمان بمحمد ( صلى الله عليه وسلم )، والآخرة : الإيمان بالميرزا حسين علي اللقب بالبهاء.
وأول قوله تعالى : ( كما بدأكم تعودون  فريقا هدى وفريقا حق عليه الضلالة ) [414]  فقال : ( فريقا هدى، فآمن ببهاء الله، وفريقا لم يؤمن فحق عليه الضلالة.] [415]
وأول قوله تعالى : ( والسموات مطويات بيمينه ) [416] فقال : (  المقصود بها : الأديان السبعة : البرهمية، والبوذية، والكونفوشيوسية، والزرادشتية، واليهودية، والنصرانية  والإسلام، ثم قال : إنها جميعا مطويات بيمينه، أي : بيمين الميرزا حسين – الملقب ببهاء الله -.)[417]
وهذا التأويل تلاعب صريح بمعاني القرآن، وإخراج لآياته عن مقاصدها الحقيقية، سنده الهوى الآثم، والكذب على الحق، والافتراء على الله.
والفرق الباطنية جميعها لم تكن تتظاهر بتكذيب آيات القرآن المجيد، وإنما اكتفوا بصرفها عن معانيها بتأويلات باطلة، ليصلوا عن طريق ذلك إلى نبذ المعتقدات الإسلامية، التي أجمعت الأمة عليها عبر العصور.
وسار  البهائي أبو الفضائل محمد رضا الجرقادفاني _ أحد دعاتهم المتعصبين  -  على نفس الطريقة  ونسج على نفس المنوال في تأويل الآيات القرآنية الكريمة بما يتفق ومذاهب الباطنية، فمن ذلك تأويله لقوله تعالى :
( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن..)[418] قال : ( أطلق لفظ الشجرة الملعونة  استعارة على أعداء الله، ومحاربي رسول الله، من السلالة الأموية، والسلطة العضوضية السفيانية..) [419]
بينما المفسر الإسماعيلي ضياء الدين – من طائفة البهرة – يؤولها بقوله : ( الشجرة الملعونة : يعني الأدلم – وهو لقب عمر  عندهم -  ومعاونيه من بني أمية وبني العاص –  وكتبها بالرموز الإسماعيلية – [420]، ومن قفا أثرهم في الضلال، وهم أغصانه، لكونه نما فيهم شيطنته، وما اتصل به من صاحبيه ( أبو بكر وعثمان  وكتبها كذلك بالرموز الإسماعيلية ) من خبائث، تزيدهم إبليسية، وفرعنة، وشيطنة ) [421]  .
وبعد مقارنة التأويلات البهائية بما سبقها من تأويلات باطنية، تعطينا هذه المقارنة دليلا قويا، وبرهانا ساطعا، على أن البهائية كالبابية تقومان على أطلال الباطنية، ويهدفون من خلال تأويلاتهم الباطنية الفاسدة  لآيات القرآن الكريم  هدمه بمعول التأويل المنحرف  بعد أن فشل أسلافهم من غلاة الباطنية في تحريفه، كما حرفت الكتب السابقة.
أما البهائي : الدكتور  رشاد خليفة [422]  - وكان فنيا زراعيا بمنظمة التنمية الصناعية لهيئة الأمم المتحدة  - فقد حاول التدليس على المسلمين، وإيهامهم بأنه اكتشف معجزة في القرآن، وأنه سيطلع المسلمين عليها بطريقة مادية ملموسة، وأن هذه المعجزة مبنية على الرقم  ( 19 )، وهو الرقم المقدس عند البابيين، والبهائيين. وبين يدي الآن نسخة عن هذه المعجزة المزعومة [423] ، وسأتوقف بالدليل أمام  ما جاء فيها من نهج غير علمي، وترتيب مصطنع، يهدف من ورائه خدمة نحلته البهائية.
وكان الباب  - مؤسس البابية  - قد ادعى أنه  هو المهدي المنتظر، ومخلص البشرية في القرن التاسع عشر، ثم استطاع أن يجمع حوله ( 18 ) ثمانية عشر ممن آمنوا به، وصاروا أتباعا له، ورمز لهم بكلمة ( حي ).
وكتابه ( البيان ) الذي كتب فيه تعاليمه، يحتوي على تسعة عشر واحدا ، أي : قسما  وكل واحد ينقسم إلى تسعة عشر بابا، فتكون أبواب الكتاب ( 361 ) بابا، وهذا العدد من مضاعفات الرقم ( 19 ).
والسنة عند البابيين والبهائيين تسعة عشر شهرا [424] ، تبدأ بشهر البهاء، وتنتهي بشهر العلاء، وهو شهر الصوم، وينتهي بعيد النيروز، وهو عيد الفطر عند البابيين والبهائيين واتخذت منه الأمم المتحدة (  عيدا للأم ) – كما أسلفنا -، وهو في الحقيقة عيد للبابيين والبهائيين..!
والشهر عندهم تسعة عشر يوما، فتكون مجموع أيام السنة عندهم  ثلاثمائة وواحد وستين يوما ( 361 )، والأيام الباقية التي يتم بها الحول على الحساب الشمسي، وهي خمسة أيام، يسمونها : أيام الهاء ( والهاء بحساب الجمل تساوي : خمسة ) وهي تسبق شهر الصوم عندهم، وهو شهر العلاء . وكل شيء عندهم يرتبط بالرقم  ( 19 ) أو بمضاعفاته، فأراد  البهائي الدكتور  رشاد خليفة ، - المسبوق بكل ما ذكره وافتراه - أن يوجد سندا لهذه العقيدة من القرآن الكريم، فزعم أن حروف البسملة تتكون من تسعة عشر حرفا ، وذكر أن كلمة ( اسم )  تكررت في القرآن ( تسع عشرة مرة  ) [425]،  أما كلمة ( بسم ) فقد تكررت ثلاث مرات، [426]  ولفظ الجلالة
( الله ) تكرر في القرآن ( 2698) مرة، وكلمة  ( الرحمن ) تكررت سبعا وخمسين  مرة  وكلمة الرحيم تكررت مائة وأربع عشرة  مرة، وكلها من مضاعفات الرقم (19).
وبعد مراجعة هذه الكلمات في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، نجد أن كلمة ( بسم ) كما وردت في البسملة تكررت ثلاث مرات، أما كلمة ( اسم بدون الباء )، فقد تكررت تسع عشرة مرة، ( إذا أضفنا إليها آية سورة الحجرات رقم 11). وكلمة ( اسمه ) تكررت خمس  مرات، فلماذا لم يحص كلمة ( اسم ) بكل حالاتها..  ؟ لأن المجموع سيكون حينئذ  سبعا وعشرين ، وهذا عدد لا يقبل القسمة على الرقم تسعة عشر. 
ووردت كلمة ( اسم ) في القرآن بصيغة الجمع على النحو التالي :  بصيغة ( أسماء ) تسع مرات، وبصيغة ( أسمائه ) مرة واحدة، وبصيغة ( أسمائهم ) مرتين، فلماذا لم يحص كل الحالات التي وردت فيها (  اسم ) ومشتقاتها، بل اقتصر على ( اسم ) لأنها تسع عشرة مرة، وأهمل ذكر حالة ( بسم ) مع أنها تطابق البسملة..؟[427]   
 أما كلمة  ( الرحيم )  فقد وردت في كل حالاتها ( 115 ) مرة، وليس ( 114 ) مرة كما زعم  فقد وردت بصيغتي الرفع والجر  (95) مرة، وبصيغة النصب (20)  مرة، فزور الرقم وقال : إنه ( 114 )  مرة، ليكون من مضاعفات الرقم تسعة عشر.
 وكلمة لفظ الجلالة ( الله)  وردت في حالة الرفع ( 900) مرة، و ( 592 ) مرة في حالة النصب  و ( 1125 ) مرة، ومجموعها في كل حالاتها : ( 2697 )  مرة [428] . 
ولكن  الدكتور رشاد خليفة يضيف إليها رقما ليصبح المجموع ( 2698 )،  وهو من مضاعفات الرقم تسعة عشر،  وبذلك  يتضح لنا التلاعب الذي تعمده صاحب الاكتشاف المزعوم ليتوافق مع العدد المقدس عند البابيين والبهائيين.
ويقول الدكتور  رشاد خليفة : ( إذا عددنا الحرف ( ص ) في السور الثلاث التي تفتتح بهذا الحرف وهي : سورة الأعراف ( المص )، وسورة ( صاد )، وسورة مريم ( كهيعص )، نجد أن مجموع الحرف ( ص ) في السور الثلاث يبلغ ( 152 ) حرفا، وهذا العدد من مضاعفات الرقم  ( 19 )
وإذا عدنا إلى السور الثلاث المذكورة، نجد أن الحرف ( ص ) يتكرر في سورة الأعراف ( 98 ) مرة، وفي سورة مريم ( 26 ) مرة، وفي سورة ( صاد) ( 29 ) مرة، ومجموعها هو ( 153) حرفا، وليس ( 152) حرفا، وهذا العدد غير قابل للقسمة على الرقم ( 19 )، وهنا نلاحظ التلاعب خدمة للهدف البهائي.
وهنا نتساءل : لماذا اختار معجزته المزعومة  من السور المفتتحة بالحرف ( ص )، ولم يختر فواتح السور التي ورد فيها الحرف ( س ) مثلا..؟ وما هو المنهج الذي اعتمده..؟
يقول الدكتور خليفة :  [( إذا عددنا الحرف ( ي ) والحرف ( س ) في يورة ( يس ) نجد مجموع الحرفين ( 285 ) حرفا، وهو من مضاعفات الرقم ( 19 ). ] [429]
 وهنا نقول : لماذا اعتمد في سورة ( يس )الحرفين اللذين افتتحت بهما السورة ، ولم يعتمد نفس المنهج في مفتتح سورة البقرة مثلا ( أ، ل، م )  وفقا لما اعتمده في سورة ( يس )..؟
  ويقول الدكتور رشاد خليفة : ( إذا عددنا الحروف ( أ، ل، ر ) في السور الخمس التي تفتتح بالحروف  ( ألر ) وهي سورة : يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر  ثم أضفنا عدد الحرف ( ر ) في ( سورة الرعد )المفتتحة بقوله ( ألمر )،  نجد المجموع : ( 9709)، وهو من مضاعفات الرقم ( 19 ).  ونقول : ولم اختار الحرف ( ر ) من الحروف التي جاءت في مفتتح سورة ( الرعد )، ولماذا لم يختر الحرف ( أ ) أو الحرف
( ل ) أو الحرف ( م ) ..؟ وهل كان اختياره العشوائي بلا منهج محدد إلا افتراء ومحاولة مكشوفة لتبرير الاعتقاد البهائي..؟
 فما قام به الدكتور رشاد خليفة ليس إلا من جملة التأويلات الفاسدة التي نجدها  عند الفرق الباطنية المارقة، والتي تحاول أن تؤول آيات القرآن الكريم وفق عقيدتها،  دون الاعتماد على قواعد التفسير، أو ضوابط التأويل.. وهو بذلك قد خالف من سبقه من البهائيين الذين اتخذوا من البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) دليلا على ما زعموه من أن وحدة اللاهوت عندهم مكونة من ثلاثة أقانيم، هي : البهاء، وهو الرئيس، وابنه الميرزا عباس، الملقب بغصن الله الأعظم، والباب. وهم المعبر عنهم في الإنجيل بـ : الأب ، والابن ، والروح القدس. وفي القرآن بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ). [430]
والبهائية أخذت هذا التأويل عمن سبقهم من الباطنيين الإسماعيليين ، إذ قال الداعي الإسماعيلي : ابن حَوشَب منصور اليمن :
( أول القرآن : ( بسم الله الرحمن الرحيم  ) فـ ( بسم الله  ) سبعة أحرف، والسورة سورة الحمد، وهي سبع آيات، فالسبع التي هي ( بسم الله ) تدل على النطقاء السبعة  [431]، يتفرع منها اثنا عشر، تدل على أن لكل ناطق اثني عشر نقيبا، ثم الاثنا عشر التي هي
( الرحمن الرحيم ) فدل ذلك على أن النطقاء يتفرع منهم بعد كل ناطق سبعة أئمة، واثنا عشر حجة، فذلك ( تسعة عشر )، والسبع آيات التي هي سورة الحمد، أمثال لمراتب الدين السبع، فسورة الحمد يستفتح بها كتاب الله، كذلك مراتب الدين يستفتح بها أبواب علم دين الله. )[432]
  أما الداعي الإسماعيلي : حاتم بن عمران ( ت552هـ ) فقد قال في تأويل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قولا مخالفا لكل من سبقه، فقال  : [ إن حروف ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هم مثل على : (محمد)، و(علي) و(حسن ) و (حسين ) و( فاطمة ) لأنهم تسعة عشر حرفا، وهم أيضا مثل على عدد الملائكة الكبار الشداد، الذين لا يعصون الله ما أمرهم به ] [433]
هذه بعض التأويلات الباطنية المتعارضة والمتناقضة للبسملة ، والتي نهلت منها البهائية في تأويلاتها،  وهي تأويلات لا يقبلها العقل السليم، ولا يؤيدها النقل، لمجافاتها لقواعد التفسير، ولضوابط التأويل المقبول. مما يدل على أن دينهم واحد، ونسيجهم غير مختلف - كما أسلفت -، يدعون إلى تأليه البشر وعبادتهم من دون الله، خلافا لدعوة الرسل والأنبياء –  عليهم الصلاة والسلام -.
 
 
المبحث الرابع :
نماذج لتأويلات طائفة القاديانية، وبيان بطلانها.
حاول الميرزا غلام أحمد القادباني أن يتخذ من التأويل سلما للوصول إلى أغراضه ؛ بتأويل بعض الآيات تأويلا بعيدا عن المعاني التي يحتملها النص، وقريبا من الأهداف التي يتوخاها  لقد جرب استعمال التأويل قبل أن يعلن نبوءته، حيث نجد طرفا من تأويلاته في كتابه : براهين أحمدية، الذي كتبه قبل ادعائه النبوة، حيث أول قوله تعالى :  ( إن الذين قالوا  ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا والآخرة.. )  ( [434] )  بقوله : ( اعلموا يقينا أن المبشرات التي تشرفت بها في عزلتي ووحدتي، سوف تتم بمرأى الجيل الحاضر ومسمعهم  وتثبت بالحق أن الإسلام هو الدين الحي، لايبرح يوصل أهله إلى مقام المعرفة والوصال قبل مفارقتهم هذا العالم،كما بشر به القرآن المجيد. ) ( [435] ) . وعندما جوبه بمعارضة شديدة، وحكم عليه بالإعدام، أول الآيتين السابقتين بقوله : ( يغنيك ربك ويرحمك  وإن لم يعصمك الناس، فيعصمك الله من عنده. ) ( [436] )
ولما نقل نفسه من مرحلة ( المسيح الموعود ) إلى مرحلة ( النبوة )، كان عليه أن يجد آية في القرآن يؤولها تأويلا يدل على عملية انتقاله، ويعطيها تسويغا ومبررا من القرآن الكريم، فعمد إلى تأويل مفهوم ( المسيح )  - عليه السلام -، وشخصه، وزمن ظهوره، فقال: ( وقد أثبت في كتاب – فتح الإسلام – أن عقيدة خاطئة قد استولت على أذهان الناس، وقد شرحت أنه ليس المراد في النزول هو نزول المسيح، بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز  - يعني نفسه - ، هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام. ) ([437] ) .
وهكذا بالتأويل زعم الميرزا غلام أحمد القادياني أنه أبطل فكرة المسيح المعروفة، واستبعد نزوله، واعتبر الخبر المتداول في أذهان المسلمين ؛ إنما جاء بصيغة الإعلان  على سبيل الاستعارة، وأن المراد بالمسيح هو : ذاته.
ولما كانت أخبار المسيح تذكر أنه سيظهر في دمشق عند المنارة البيضاء، والميرزا يقيم في إقليم البنجاب، كان عليه أن يعطي لدمشق معنى آخر، ولمكانها موقع ثان يتلاءم وظروف الميرزا، فعمد إلى التأويل، فنقل بالتأويل( دمشق ) إلى ( إقليم البنجاب )، ونصب المنارة البيضاء هناك. كما نقل  ما يزعم أنه قبر المسيح – عليه السلام – في كنيسة القيامة في القدس ،  إلى منطقة كشمير، فقال : ( ليعلم الإخوان أن الله أطلعني فيما يتصل بكلمة دمشق، على أن المسمى بهذا الاسم : دمشق، قرية يسكنها رجال طبيعتهم يزيدية، وهم أتباع يزيد الخبيث..؟ ولما كان من شأن الطبيب أن يأتي  إلى المرضى، وجب أن يكون نزول المسيح في أمثال هؤلاء، وإن قرية قاديان مشابهة لدمشق  فأنزلني الله لأمر عظيم في دمشق هذه بطرف المنارة البيضاء من المسجد الذي من دخله كان آمنا، فتبارك الله الذي أنزلني في هذا المقام ) ([438] )  
ولم يكتف الميرزا القادياني بنقل دمشق ومنارة مسجدها إلى قاديان، بل نقل المسيح نفسه  حيث زعم أنه هاجر من فلسطين إلى كشمير قبل ألفي سنة، وتوفي ودفن فيها.( [439] )
وهذا ما ذكره في تأويله لقوله تعالى : ( وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين )، فقال :
( إن المراد بها المسيح وأمه، وأنهما هاجرا من فلسطين إلى كشمير، وأن المسيح وأمه سافرا إلى كشمير بعد واقعة الصلب، كما قال سبحانه ، فإن الإيواء في اللغة العربية تستعمل بمعنى الإنقاذ، والإجارة من العذاب، أو المشقة، وظاهر أنه لم يبتل المسيح وأمه قبل واقعة الصلب ، بشيئ من حدثان الدهر، لذلك لزم منه  أن الله تعالى  إنما أدنى المسيح وأمه إلى الربوة المذكورة، بعد حادثة الصلب.)( [440]
وقال في تأويل قوله تعالى:( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا..)([441] )
( وهذه بشارة بأنه سيكون في هذه الأمة الإسلامية رجل من درجة مريم الصديقة، ثم ينفخ فيه روح عيسى، فإذا مريم يخرج منها عيسى، أي : الرجل ينتقل من صفاته المريمية إلى صفاته العيسوية، فكأنما كينونته المريمية أنتجت العيسوية،وبهذا المعنى يسمى ذلك الرجل : ابن مريم ) ( [442] )
ثم أول القادياني غلام أحمد كل آية ورد فيها ذكر المسيح وأمه - عليهما السلام  -، فقال : [ أنا المراد بمريم، وأنا المراد بعيسى، وعني قيل : ( ولنجعله آية للناس ورحمة منا..) ( [443]) وعني قيل : أنه المسيح بن مريم، الموعود نزوله ] ( [444] )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( إهدنا الصراط المستقيم ) ( [445] ) ( يأتي أمثال  أنبياء بني  إسرائيل، ومن كان مثيل نبي من الأنبياء سمي باسمه،  فيسمى مثل موسى بموسى، ومثيل عيسى بعيسى، ولما كنت مثيل عيسى سميت باسم عيسى.
وذكر في القرآن المجيد : ( اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم ) أي : يا  الله اجعلنا مثيلين للرسل والأنبياء ) ( [446] ) .....بينما أسلافه من الإسماعيليين أولوا الصراط المستقيم بالإمام، لأن من لزم الطريق لن يضل، وكذلك من لزم الإمام لن يضل  والمراد بالطريق ههنا – حسب زعمهم - : الإمام، لا الطريق المسلوك. ( [447] )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )  ( [448] )  : ( وهذه الآية تشير إلى أن  الأمة المحمدية  كلما صارت فرقا كثيرة، يولد في آخر الزمان إبراهيم، فتكون الفرقة التي تتبع إبراهيم هي الفرقة الناجية، -ويعني بذلك : أنه إبراهيم،والقاديانية التي تتبعه هي الفرقة الناجية -. )  ( [449] )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة.. الآية ) ([450] ) : ( إن الله ينصر المؤمنين بظهور المسيح الموعود في قرن من القرون  الآتية، يكون عددها مساويا للبدر التام – فحرف معنى كلمة بدر من اسم المكان الذي وقعت فيه المعركة الشهيرة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل، إلى البدر الذي هو حالة من حالات القمر -،   ويعني بذلك : ظهوره في  القرن الرابع عشر الهجري . )  ( [451] )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق.. الآية ).  ( [452] )  :
( إن هذه الآية في الحقيقة متعلقة بزمان هذا المسيح.. – يريد نفسه -. ) ([453] )
 وقال في تأويل قوله تعالى : ( وإنا على ذهاب به لقادرون ). ( [454] ) :
 ( إن المراد بهذه الآية سنة 1857م، وهذا هو زمان ظهور الميرزا غلام أحمد، الذي بظهوره تنطفئ شعلة المذاهب والأديان الأخرى ). ( [455] )
وقال الغلام القادياني – افتراء على الله - : إن كثيرا  من آيات القرآن الكريم  نزلت في شأنه  ( [456] ) منها  : قوله تعالى : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله..) ( [457] )
وقوله : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر..) ( [458] )
 وقوله : ( إنا أعطيناك الكوثر. ) ( [459] )
وقوله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محودا. ) ( [460] )
وقوله : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ) ( [461] )
وقوله : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..)  ( [462] )، إلى غير ذلك من المزاعم .
 والتأويلات الفاسدة التي يلجأون إليها لإثبات نبوة متنبئهم الكذاب، والتي لا تنطلي إلا على الجهلة من الناس، والعلوج  ( [463] ) البعيدين عن تذوق وفهم اللغة العربية الشريفة.
وأول  – محمد علي – (أمير جماعة القاديانية، وأحد خلفاء الميرزا،وزعيم شعبة لاهور ) قوله تعالى :  (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن.. الآية  ) ([464]) بما نصه :  ( إن الجن طائفة من البشر اجتمعوا بالنبي في الخفاء.. وليس المراد به نفوساً لا يقع عليها البصر..وقد جاءوا من الخارج وكانوا غرباء ولذلك ُسمّوا جناً..والمراد بذلك في قوله تعالى ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً ) ( [465] ). يظهر أنهم كانوا نصارى..وقد جاء ذكرهم على طريق النبوءة..ويكون المراد :  إن شعوباً مسيحية تبلغ الذروة في العظمة والرقي فتصبح بذلك جناً وعفاريت وعباقرة في القوة والصنعة..) ( [466] )
وهذا مخالف  لما ذهب إليه (  سليم الجابي )  - أحد أتباعهم - في كتابه ( الجن حقيقة لا خيال ) إذ اعتبر أن الجن :  ( هم وفد من يهود أفغانستان حيث هاجروا إليها بعد أن هدم ( بختنصر) هيكل سليمان، وسباهم إلى العراق، فلما وصلتهم أخبار ادعاء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) النبوة، انتخبوا من جانبهم نفرا مندوبين عنهم، وأرسلوهم إلى مكة للتحقيق في صدق نبوة هذا الرسول العربي، فهذا النفر من يهود أفغانستان هو الذين أشير إليهم في هذه الآيات الكريمة ) ( [467]).
وقد حشا كتابه بمثل هذه التأويلات السخيفة التي لا يقرها عقل أو شرع، من ذلك مثلا : تأويله  لكلمة ( الهدهد ) في قوله تعالى : ( وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ) ( [468]) فقال : ( إن كلمة هدهد أريد بها اسم رجل، ولم يكن المراد بها طائرا من الطيور المعروفة.. كان رجل مخابرات، ومختصا باستقصاء أحوال كل من كان غريبا عن بلاده، ولم يكن المراد به طيرا من الطيور ) ( [469])
وهذا بالطبع تحريف وتلاعب صريح بمعاني القرآن،سنده الهوى الآثم، والكذب على الحق، والافتراء على الله  وإخراج لآياته عن مقاصدها الحقيقية، لبث الفوضى الفكرية  والاجتماعية، والدينية، -  وهو ما يهدف إليه  هؤلاء الباطنيون الغلاة  -،  لا  يلتزمون بضوابط التأويل الصحيح، ولا قواعد التفسير ، ولا أصول اللغة، ومتى ما حملوا ظواهر الآيات على بواطن لا تدل عليها تلك الظواهر، ولا تفيدها بحقيقتها ولا مجازها، أفسحوا  بذلك المجال لباطني آخر  ليحملها على معان أخرى تناقض ما ذكروه  وتهدمه، وبذلك تصبح الآيات التي أنزلت لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور  مجالا للعبث والهذيان.
كما أول الغلام القادياني قوله تعالى : ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد..)([470])  فزعم أنه هو المقصود بهذه الآية،فهو الغلام :أحمد القادياني،والآية بشرت بمجيئه([471])...؟!
 والآية لا تدل على ذلك من قريب ولا بعيد، إذ تتحدث سورة الصف من بدايتها عن تسبيح جميع المخلوقات في السموات والأرض لله سبحانه، فجاء ذكر نبينا – عليه الصلاة والسلام – بصيغة أفعل التفضيل – أحمد – لتبين لنا أنه  - عليه الصلاة والسلام  - أكثر تسبيحا لله من جميع الخلوقات.. لا كما تبادر إلى ذهن هذا العلج البليد .
كما أول قوله تعالى : ( له الحمد في الأولى والآخرة.. الآية )  ([472] ) فقال : ( أريد في هذه الآية أحمدان  المراد في الأولى : رسولنا أحمد المجتبى، والمراد بالآخرة : أحمد الذي يكون في آخر الزمان .. أي : المسيح والمهدي.. أي : أحمد القادياني..) ( [473] )
كما رأى القاديانيون وغيرهم من البهائيين  : أن قوله  تعالى في وصف نبيه العظيم – صلى الله عليه وسلم – ( وخاتم النبيين ) ( [474] )  يسد عليهم الطريق في إدعاء النبوة،  فأولوا الآية على معنى يخرجهم من هذا المأزق فقالوا : ( إنه خاتم الأنبياء ، بمعنى : أنه وحده صاحب الحتم لا غير، وليس لأحد أن يحظى بنعمة الوحي إلا بفيض خاتمه، فلا صاحب للختم الآن إلا هو، وخاتمه وحده يكسب النبوة التي تستلزم أن يكون صاحبها من أمة محمد..) ([475] )
إن مسألة ختم النبوة والرسالة برسول الله  - صلى الله عليه وسلم – معلومة بالضرورة عند المسلمين  فهي من الثوابت في عقائد المسلمين، ثابتة بكتاب الله وسنة رسوله، وبإجماع الصحابة وعلماء الأمة  منذ مبعث الرسول  - صلى الله عليه وسلم  - إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالشك فيها هو شك بالقرآن ،  وميل إلى صريح الكفر،  وخسران مبين في الدنيا والآخرة. ( [476] )
وكلمة - خاتم – قرأها ( عاصم ) بفتح التاء ، وقرأها الباقون بكسر التاء ( [477] )،  وتعني القراءة الأولى  : أنه كالحلقة المحيطة بهم والمهيمن على رسالاتهم... وتعني الثانية :أنه آخرهم..وكلتا القراءتين تكذبان دعوى مدعي النبوة بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.( [478] )
 أما القول بأنه – صلى الله عليه وسلم  -  زينة الأنبياء وليس بخاتمهم، فقول ساقط، لأنه مخالف لعرف اللغة، ولجوء صريح إلى التأويل الباطني لنص القراءتين السبعيتين.
يقول  محمد الكاظمي القزويني – من علماء الشيعة الإثني عشرية -  ردا عليهم : ( على أننا لو سلمنا جدلا صحة ذلك، لكانت على بطلان دعوى التبيان ([479])   أدل، وذلك لأنه إذا كان رسول الله  - صلى الله عليه وسلم – زينة الأنبياء، وأنهم يتزينون به كما يقول، لزم أن يكون أفضلهم قطعا، والأفضل لا يصح أن تختم نبوته بمن هو دونه، كما لا يصح التقدم عليه، يقبح ذلك في أوائل العقول، وعليه يجب أن يكون خاتمهم، لأن به كمالهم وتمامهم.  وأقول : إذا كان هذا القول صحيحا، وإذا كان الأنبياء سابقين ولاحقين يتزينون برسول الله  لأنه أفضلهم،  فكيف جاز لهم أن ينسخوا أحكامه، ويبطلوا قرآنه،  كما فعل الكذابان : الباب، والبهاء..)( [480] ) والغلام القادياني كذلك.
ورغم تعدد القراءات فإن المفسرين ([481] )  لا يرون أن في ذلك  تأثيرا على المعنى، وهو انقطاع النبوة بعد محمد  - صلى الله عليه وسلم -. وقد أخبرنا الله سبحانه بكمال الدين فقال : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا  ) ( [482] ).
فلسنا بحاجة إلى من  يستدرك عليه شيئا، أو يزيد أي شيء  بعد نعمته سبحانه بإكمال  هذا الدين. والمتتبع لأحاديث رسول الله  - صلى الله عليه وسلم – يرى أنها قد أكدت ختم النبوة وانقطاع الوحي بعده – صلى الله عليه وسلم – بعبارات متنوعة، بحيث لا يبقى مجال للشك أو التردد في كون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء، لا نبي بعده، ولا شرع بعد شرعه. عن ثوبان قال : قال رسول الله  - صلى الله عليه وسلم  - : ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها.... إلى أن يقول : وأنه سيكون في أمتي كذابون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي ) ([483])
 وللقاديانيين  عدة ترجمات للقرآن الكريم مليئة بالتأويلات المنحرفة الفاسدة، أشارت إلى بعضها الدكتورة عفاف علي شكري في بحثها ( حول ترجمة معاني القرآن الكريم ) فلا داعي لذكرها خشية الإطالة. ([484])
 لقد عاش الغلام  القادياني وخلفاؤه وأتباعه  من بعده يتاجرون بالأباطيل، والتأويلات الفاسدة، وكل امرئ لا يعصمه دين قويم، ولا خلق شريف، ولا عقل صحيح، يستطيع أن يدعي ما يشاء . وما في القاديانية إلا أمشاج كفر..أو خليط منه.. ولكنه الخليط الذي لا ينتج إلا ما تعافه النفس السوية.
 ولا تلقى أمثال هذه الدعوات أنصارا لها، إلا بين ذوي الأمزجة المنحرفة الموتورة، والأهداف الساقطة، ولكن  أبناء المجتمع العربي  الإسلامي  رغم  الكيد المسعور الذي يوجه إليهم، ورغم المؤامرات التي تحاك ضدهم ، فإنهم يحملون بين حناياهم  عقيدة طاهرة تحميهم  من السقوط في حبائل هؤلاء المفسدين الذين استهواهم الشيطان ، وتجعلهم  يرفضون  كل دعوة تخرج على ثوابت دينهم، بل تجعلهم كالبنيان المرصوص في وجه  أدعياء النبوة، وسدنة الباطل.
 

حكم الإسلام فى البهائية..والقاديانية :

نقول " حكم الإسلام" وليس " رأى الإسلام " فإنه مما ذاع  فى الآونة الأخيرة استضافة البرامج التليفزيونية لبعض البهائيين فى مقابلة بعض علماء المسلمين ، تحت شعارات مثل  – الرأي والرأي الآخر – أو حرية الاعتقاد. وهذه التوصيفات فى حقيقتها هي تسمية للأشياء بغير اسمها فيجعلون الكفر والردة" حرية الاعتقاد" مما يهون من وقعها على أسماع الناس ويجعلون " حكم الله " فى الكافر والمرتد   " رأي "............مما يجعله قابلا للنقاش والأخذ والرد،  وهذا مرفوض فى دين الله " إنْ الحكم إلا لله " ( الأنعام : 57) وقال سبحانه :  " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " ( الأحزاب : 36)  فأوامر الله وأوامر رسوله يجب أن تطاع  وأحكام الله  وأحكام رسوله - صلى الله عليه   وسلم -لا بد أن تنفذ ، فهي ليست آراء قابلة للأخذ والرد والموافقـة والاعتراض.

بل إن المجتمع الإيراني ـ رغم الانحرافات التي تغشاه ــ وقف مواقف حازمة أمام تلك الطفيليات الغريبة على جسم الأمة.. وكان لهم بالمرصاد، ففندوا أقوالهم، وبيّنوا للعامة حكم الإسلام فيهم، وناظروا الباب و حكموا عليه بالردّة، وأعدم في تبريز سنة 1850 م، رميا بالرصاص وهكذا انتهت حياته البائسه بعد أن أحدث في الإسلام ثلمة لا تزال قائمة إلى اليوم متمثلة في فرقة البهائية.

 وسأورد  بعض فتاوى شيوخ الأزهر وعلماء المسلمين فى البهائية  والقاديانية ومن يدين بهما.  - إذ البابية لم يعد لها وجود بل قامت البهائية على أنقاضها - :

1- أفتى الشيخ سليم البشري -  رحمه الله - شيخ الأزهر بكفر " ميرزا عباس " زعيم البهائييــن  ونشرت هذه الفتوى فى جريدة مصر الفتاة فى 27/12/1910 بالعدد 692.

2-  حكم المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بفلسطين بكفر البهائيين و اعتبار البهائية نحلة كفرية تمثل خطرا على الإسلام وعلى المجتمعات بشكل عام و أوفد سنة 1932 الشيخ علي رشدي وكيل المعاهد الدينية بفلسطين على رأس جمع من المشايخ إلى غزة لمكافحة انتشار البهائية معتبرا إياها دعوة إلى الكفر وهدم الإسلام

3-  فتوى مفتي الديار المصرية الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله الصادرة برقم

(2522) بتاريخ 3/ 11 / 1939 :

السؤال :

كتبت وزارة العدل ما نصه (( أرسلت إلينا وزارة الداخلية مع كتابها
رقم 59-539 المرسلة صورته مع هذا كراسة تشتمل على قانون الأحوال الشخصية لجماعة البهائيين، وصورة من كتابها رقم 32 إدارة السابق إرساله منها لهذه الوزارة بتاريخ 30 يونيو سنة 1931 طالبة فتوى فضيلتكم بشأن التماس هذه الجماعة تخصيص قطع من الأراضي لدفن موتاهم بها بمصر والإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية فترسل الأوراق رجاء التفضل بموافاتنا بالفتوى اللازمة لهذا الموضوع لنبعث بها إلى وزارة الداخلية)).

الجواب :

اطلعنا على كتاب سعادتكم رقم 647 المؤرخ 21 فبراير سنة 1939 وعلى الأوراق المرافقة له التى منها كتاب وزارة الداخلية رقم 59-539 المؤرخ 24 يناير سنة 1939 المتضمن طلب الإجابة عما إذا كان يجوز شرعا دفن موتى البهائيين فى جبانات المسلمين أم لا. ونفيد أن هذه الطائفة ليست من المسلمين،  كما يعلم هذا من عرف معتقداتهم، ويكفى فى ذلك الاطلاع على ما سموه قانون الأحوال الشخصية على مقتضى الشريعة البهائية المرافق للأوراق.
ومن كان منهم فى الأصل مسلما أصبح باعتقاده لمزاعم هذه الطائفة مرتدا عن دين الإسلام وخارجا عنه، تجرى عليه أحكام المرتد المقررة فى الدين الإسلامي القويم.
وإذا كانت هذه الطائفة ليست من المسلمين لا يجوز شرعا دفن موتاهم فى مقابر المسلمين سواء منهم من كان فى الأصل مسلما ومن لم يكن كذلك.

 4 -  فتوى مفتى الديار المصرية الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي - رحمه الله - الصادرة برقم ( 2439) بتاريخ 9/8/1960 عن رجل توفى وله ولد بهائي هل يرثه   أم لا ؟ :

السؤال:

من السيد / أحمد مصطفى بطلبه المتضمن أن الدسوقى السيد ( المسلم ) توفى بتاريخ 13 يناير سنة 1934 عن زوجته وأولاده ذكورا وإناثا فقط وأن له ولدا من أولاده يدعى عوض اعتنق البهائية قبل وفاة والده ولا يزال بهائيا للآن وطلب بيان ورثته ونصيب كل وارث.

الجواب:

بوفاة الدسوقى السيد فى سنة 1934 عن المذكورين سابقا يكون لزوجته من تركته الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث ولأولاده المسلمين الباقي تعصيبا للذكر منهم ضعف الأنثى ولا شئ لابنه عوض الذى اعتنق البهائية قبل وفاة والده واستمر معتنقا لها إلى الآن لأنه باعتناقه لمذهب البهائي يكون مرتدا عن الإسلام والمرتد لا يرث أحدا من أقاربه أصلا كما هو منصوص عليه شرعا.
وهذا إذا لم يكن لمتوفى وارث آخر والله أعلم.

5 -  فتوى الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمه الله الصادرة برقم

( 325) بتاريخ 12/8/1981 :

السؤال :

بالطلب المقيد برقم 329 سنة 1980 المتضمن السؤال التالي هل يمكن زواج مسلمة من رجل يعتنق الدين البهائي، حتى ولو كان عقد الزواج عقدا إسلاميا إذا كان الجواب بالرفض فلماذا.

الجواب:

إن البهائية أو البابية طائفة منسوبة إلى رجل يدعى - ميرزا على محمد - الملقب بالباب، وقد قام بالدعوة إلى عقيدته فى عام 1260 هجرية ( 1844 م ) معلنا أنه يستهدف إصلاح ما فسد من أحوال المسلمين وتقويم ما اعوج من أمورهم، وقد جهر بدعوته بشيراز فى جنوب إيران، وتبعه بعض الناس، فأرسل فريقا منهم إلى جهات مختلفة من إيران للإعلام بظهوره وبث مزاعمه التى منها أنه رسول من الله، ووضع كتابا سماه ( البيان ) ادعى أن ما فيه شريعة منزلة من السماء، وزعم أن رسالته ناسخة لشريعة الإسلام، وابتدع لأتباعه أحكاما خالف بها أحكام الإسلام وقواعده، فجعل الصوم تسعة عشر يوما وعين لهذه الأيام وقت الاعتدال الربيعي، بحيث يكون عيد الفطر هو يوم النيروز على الدوام، واحتسب يوم الصوم من شروق الشمس إلى غروبها وأورد فى كتابه ( البيان ) في  هذا الشأن عبارة ( أيام معدودات، وقد جعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها ).
وقد دعى مؤسس هذه الديانة إلى مؤتمر عقد فى بادية ( بدشت ) فى إيران عام 1264 هجرية - 1848 م أفسح فيه عن خطوط هذه العقيدة وخيوطها، وأعلن خروجها وانفصالها عن الإسلام وشريعته، وقد قاوم العلماء فى عصره هذه الدعوة وأبانوا فسادها وأفتوا بكفره، واعتقل فى شيراز ثم فى أصفهان، وبعد فتن وحروب بين أشياعه وبين المسلمين عوقب بالإعدام صلبا عام 1265 هجرية ثم قام خليفته - ميرزا حسين على - الذى لقب نفسه بهاء الله ووضع كتابا سماه الأقدس سار فيه على نسق كتاب البيان الذى ألفه زعيم هذه العقيدة ميرزا على محمد،ناقض فيه أصول الإسلام بل ناقض سائر الأديان، وأهدر كل ما جاء به الإسلام من عقيدة وشريعة.
فجعل الصلاة تسع ركعات فى اليوم والليلة، وقبلة البهائيين فى صلاتهم التوجه إلى الجهة التى يوجد فيها ميرزا حسين المسمى بهاء الله.

فقد قال لهم فى كتابه هذا ( إذا أردتم الصلاة فولوا وجوهكم شطري الأقدس ) وأبطل الحج وأوصى بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل مقتدر شجاع من أتباعه.

وقال البهائية بمقالة الفلاسفة من قبلهم.
قالوا بقدم العالم ( علم بهاء أن الكون بلا مبدأ زمني، فهو صادر أبدى من العلة الأولى، وكان الخلق دائما مع خالقهم، وهو دائما معهم ) ومجمل القول فى هذا المذهب - البهائية أو البابية - أنه مذهب مصنوع، مزيج من أخلاط الديانات البوذية والبرهمية الوثنية والزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام، ومن اعتقادات الباطنية ( كتاب مفتاح باب الأبواب للدكتور ميرزا محمد مهدى خان طبع مجلة المنار 1321 هجرية ) والبهائيون لا يؤمنون بالبعث بعد الموت ولا بالجنة ولا بالنار، وقلدوا بهذا القول الدهريين، ولقد ادعى زعيمهم الأول فى تفسير له لسورة يوسف أنه أفضل من رسول الله محمد _  صلى الله عليه وسلم _ وفضل كتابه البيان على القرآن، وهم بهذا لا يعترفون بنبوة سيدنا رسول الله محمد _ صلى الله عليه وسلم - وأنه خاتم النبيين، وبهذا ليسوا من المسلمين، لأن عامة المسلمين كخاصتهم يؤمنون بالقرآن كتابا من عند الله وبما جاء فيه من قول الله سبحانه: [ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ]. ( الأحزاب : 40  ).

6-  ذكر العلامة الألوسي فى تفسيره ( ج - 22 ص 41 ) :  أنه قد ظهر فى هذا العصر عصابة من غلاة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية، لهم فى هذا فصول يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم فى سلك ذوى العقول.
ثم قال الألوسى : وكونه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين مما نطق به الكتاب، وصدعت به السنة وأجمعت عليه الأمة، فيكفر مدعى خلافه، ويقتل إن أصر.

ومن هنا أجمع المسلمون على أن العقيدة البهائية أو البابية ليست عقيدة إسلامية، وأن من اعتنق هذا الدين ليس من المسلمين، ويصير بهذا مرتدا عن دين الإسلام، والمرتد هو الذى ترك الإسلام إلى غيره من الأديان، قال الله سبحانه : [  ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ] (  البقرة: 217 )... وأجمع أهل العلم والفقهاء  على وجوب قتل المرتد إذا أصر على ردته عن الإسلام، للحديث الشريف الذى رواه البخاري وأبو داود ( من بدل دينه فاقتلوه ) [485]واتفق أهل العلم كذلك على أن المرتد عن الإسلام إن تزوج لم يصح تزوجه ويقع عقده باطلا سواء عقد على مسلمة أو غير مسلمة، لأنه لا يقر شرعا على الزواج، ولأن دمه مهدر شرعا إذا لم يتب ويعد إلى الإسلام ويتبرأ من الدين الذي ارتد إليه.

لما كان ذلك وكان الشخص المسئول عنه قد اعتنق البهائية دينا كان بهذا مرتدا عن دين الإسلام، فلا يحل للسائلة وهى مسلمة أن تتزوج منه، والعقد إن تم يكون باطلا شرعا، والمعاشرة الزوجية تكون زنا محرما فى الإسلام.

قال تعالى : (  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين )

( آل عمران : 85  )، صدق الله العظيم.  والله سبحانه وتعالى أعلم.

7 - و قد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مفتي المملكة السعودية عن: الذين اعتنقوا مذهب ( بهاء الله) الذي ادعى النبوة، وادعى أيضا حلول الله فيه، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفرة في مقابر المسلمين ؟

فأجاب بعدما علم بعقيدتهم أنه لا شك فى كفرهم و قال رحمه الله : "لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين ؛ لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )  ، ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه، أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظم من ذلك، ومن قال ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه، وهو سبحانه العلي الكبير الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، وقد تعرَّف إلى عباده بقوله سبحانه: ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )   ( الأعراف: 54 )

وهذا الذي أوضّحه لك في حق الباري سبحانه، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودرج عليها خلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون والتابعون لهم بإحسان إلى يومنا هذا.

8 - أصدر مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر بيانا عن البهائية والبهائيين أوضح فيه أن البهائية وباء فكــرى وحرب على الإسلام ويجب مكافحتها والقضاء عليها , وأن البهائيين  أجرمـوا فى حق الإسلام والوطن ويجب أن يختفوا من الحياة لا أن يجاهروا بالخـروج عن الإسلام.

وناشد البيان المسئولين ضرورة التصدي والوقوف بكل حزم ضد هذه الفئــــــة

وأمثالها – الباغية على دين الله وأن ينفذوا حكم الله فيهم.

جاء فى البيان الذى أصدره المجمع برئاسة فضيلة " الشيخ جاد الحق " بعد ما بيّن بعـض عقائدهم الفاسدة وأنهم أهل كفر وردة.

9 –  صدر حكم محكمة المحلة الكبرى الشرعية فى 30/6/1946 بطــلاق امرأة اعتنق زوجها البهائية باعتباره مرتدا.

 10- صدرت فتاوى دار الإفتاء المصرية وفى 25/3/1968 وفى31/4/ 1950 بأن البهائيين مرتدون عن الإسلام.  

11- وأخيرا أجابت أمانة مجمع البحوث الإسلامية على استفسار نيابة أمن الدولـــة العليا عن حكم  البهائية بأنها نحلة باطلة لخروجها عن الإسلام  بدعوتهـا للإلحاد والكفر وأن من يعتنقها يكون مرتدا عن الإسلام.

كذلك جاء فى البيان ما يلى :

- رأت إدارة الرأي  بوزارتي الداخلية والشئون البلدية والقروية فى 8/12/ 1951  أن فى قيام المحفل البهائي إخلالا  بالأمن العام وأنه يمكن لوزارة الداخلية منـــع  إقامة الشعائر الدينية الخاصة بالبهائيين.

12- صدر القرار الجمهوري رقم 263 لسنة 1960 م ونص فى مادته على أنه ُتحل المراكز البهائية ومراكزها الموجودة فى الجمهورية ويوقف نشاطها ويحظر على الأفراد والمؤسسات والهيئات القيام بأي نشاط مما كانت  تباشره هذه المحافـل والمراكز.

كما جاء فى بيان الأزهر ما يلى :  

- أن البهائيين ودعوتهم هذه - التي مرت بهذه التطورات و ووجهت بتلك المقاومة في البلاد التي نبتت فيها إيران حيث أعدم مبتدعها بوصفه مرتدا عن الإسلام ونفـى خليفته - ما زالوا مثابرين عليها.

وفى مصر صدرت الفتاوى من علماء الإسلام والأحكام من جهات القضاء المختلفة ثم الفتاوى القانونية المتعاقبة وكل أولئك قد أثموا  هذا المذهب  وحكموا ببطلانه. ثم صدر القرار الجمهوري الذى حظر نشاط البهائية دون أن يجرمها بعقاب  رادع يتساوى مع خطورتها على عقيدة الناس الإسلامية بل وعلى العقائد السماوية الأخرى بوجه عام اليهودية والمسيحية.  

  ومن ثم أطلت الفتنة برأسها مرة أخرى فى وقت تزاحمت فيه الأفكار الموفـدة الفاسدة التي ساعدت على بروز طوائف من الجماعات كل له فكر شارد بل وادعى بعض الناس النبوة ولا تزال محاكمة هذا وذاك تسير الهوينى.

حتى وصل البيان إلى قولهم:

إن الأزهر ليهيب بالمسئولين فى جمهورية مصر العربية أن يقفوا بحزم ضد هـذه الفئة الباغية على دين الله وعلى النظام العام لهذا المجتمع  وأن ينفذوا حكم الله عليها ويسنوا القانون الذى يستأصلها ويهيل التراب عليها وعلى أفكارها حمايـة للمواطنين جميعا من التردي فى هذه الأفكار المنحرفة عن صراط الله المستقيـم. إن هؤلاء الذين أجرموا فى حق الإسلام والوطن يجب أن يختفوا من الحياة لا أن يجاهروا بالخروج عن الإسلام.

13- أصدر مجمع البحوث الإسلامية بتاريخ 21 من شهر ربيع الآخر 1427هـ 19 / 5 / 2006 بيانا أكد فيه على ما صدر عن الأزهر من بيانات سابقة بشأن البهائية جاء فى البيان تأكيد الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي  كفر البهائية حيث قال (( البهائية مرتدون عن الإسلام و يجب أن ينفذ فيهم حكم الله )) و حث الدولة على التصدي لهذا الفكر المنحرف بكل حزم حيث تمثل البهائية و أمثالها وباء فكريا فتاكا يجب القضاء عليه و أكد مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي بإجماع أعضائه أن البهائية ليس لها أي صلة بالأديان السماوية سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية ومعتنقها لا يمت بصلة لأي دين وأنها نحلة تعمل لخدمة الصهيونية و أنها سلسلة أفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية تمثل حربا على الإسلام و باسم الدين.

كما توالت فتاوى علماء الأزهر فى بيان ردة من ينتسب إلى الملة البهائية أكّد على ذلك كل من الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية و الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى سابقا  و الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق و الدكتور عبد الله بركات عميد كلية الدعوة جامعة الأزهر،  وغيرهم.

14-  كما فزع علماء المسلمين لفتنة القاديانية في كل وطن إسلامي، وتصدوا لها بأقلامهم وألسنتهم وعملهم، وأجمعوا على الحكم بضلالهم وتكفيرهم، وألّفوا في ذلك مؤلفات كثيرة، وأصدرت مراكز الفتوى فتاوى صريحة بكفرهم،وارتدادهم عن دين الإسلام.  وأصدرت محكمة ـ بهاولبور سنة 1935 بعد مناقشة دامت عامين كاملين، اشترك فيها كبار علماء أهل السنة، وزعماء القاديانية ـ حكمها بكفر القاديانية وعدم حِل نكاح المسلمة لقادياني.
15  - وفي عامي 1939، 1940 بعث القاديانيون طالبين للأزهر الشريف، والتحقا بكلية أصول الدين ـ حرسها الله ـ فلما علم بهما شيخ الأزهر آنذاك، شكل لجنة للتحقيق معهما، والتحق من مذهبهما وكانت هذه اللجنة برئاسة الشيخ عبد الله اللبان عميد كلية أصول الدين آنذاك، وكتبت اللجنة في قراراتها أن القاديانيين كافرون، وفُصل الطالبان من الكلية، واعتبرا ملحدين، ونشرت  عنها الصحف المصرية، ومن هنا استن مبدأ استعباد القاديانيين والأحمديين من الدراسة بالأزهر الشريف  .
15 - كما يقول الشيخ محمد السند أحد علماء الشيعة:"هم معدودون من الكفار ؛ لأنهم كفروا بدين الإسلام...ومن كان على دين الإسلام فاعتنق البهائية فهو مرتد، ومثله من تشهد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية فإنه مرتد أيضا " أهـ. ([486])
  16  - فتوى الشيخ:  محمد رشيد رضا
من (ف- صحفي قديم).
  حضرة العالم الفاضل صاحب المنار الأغر، نشرت مجلة البيان التي تصدر في مصر مقالاً عن البهائيين وزعيمهم عباس أفندي جاء فيها ما يأتي:" ذلكم مولانا عباس أفندي الملقب بعبد البهاء بطل الإصلاح الديني وسيد المصلحين الدينيين، والمصدر الصحيح الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه( البهائية هي كمال حي)- ( هي الكاثوليكية الصادقة)، وما دعوتها في الحقيقة إلا دعوة إصلاح ورقي للإسلام- إن أنصارها استخرجوا أسمى تعاليم القرآن فنقوها ما علق بما ليس من الدين الصحيح في شيء - (إن نعيم الآخرة وهم وخيال)
  هذا بعض ما جاء في تلك المجلة وما نشره صاحبها المسلم الأزهري عقب مقابلته لزعيم البهائيين في الإسكندرية.
  وقد رد على البيان الأستاذ صاحب عكاظ في عدة مقالات، وتبعه كاتب في جريدة الشعب ثم تبعتهما جريدة الأفكار،وكلهم كان يطلب إلى صاحب البيان تكذيب ما نشره في هذا الموضوع والرجوع إلى الحق ولكنه كان يقول لهم: إني أكتب عن البهائيين وزعيمهم كما كتبنا عن فولتير وسبنسر ونيتشه، وكما كتب الأوربيون عن العظماء والفلاسفة والنابغين.
  فما رأي العالِم الجليل صاحب المنار في ما نشره البيان في موضوع البهائيين وزعيمهم وما رأيه في رد عكاظ أولاً والشعب والأفكار ثانياً؟
 ج:
بينّا في المنار مراراً أن البهائية قد انتحلوا ديناً جديداً في هذا العصر، وان دينهم أبعد عن الإسلام من دين اليهود؛ لأن دين اليهود دين التوحيد الذي هو أساس الإسلام، وأساس دين البهائية وثني مادي، وهم يعبدون والد زعيمهم عباس أفندي الملقب بـ( عبد البهاء) وما هذه اللقب إلا عنوان القول بإلوهية البهاء.
ولهم شريعة ملفقة من الأديان المختلفة، وفلسفتها هي عين فلسفة سلفهم من فرق الباطنية، الذين حاربوا الإسلام بالدسائس التي اخترعتها لهم جمعيات المجوس السرية لإفساد أمر المسلمين، وإزالة ملكهم انتقاماً للمجوسية التي أبطلها الإسلام.
ألا وإن ميرزا حسين الملقب بالبهاء هو وولده الداهية عباس أفندي قد جعلا تنقيحاً جديداً لما دعا إليه الأبله الثرثار ميرزا محمد على الذي اشتهر بلقب (الباب) وإنما مهد السبيل لدعوته في بلاد الفرس بدعة الشيخية، الذين هم أكبر المفسدين في الشيعة الإمامية، وسننشر في المنار شيئا من فلسفتهم الخيالية، التي انتزعوها من أباطيل الباطنية، وزفوها في معرض الأساليب الصوفية.
  وجملة القول أن دين البهائية دين مخترع، افتراه الباب المخدوع، ونقحه بتمادي الزمان الباقعة عباس أفندي، وهو أضر على الإسلام من كل دين في الأرض لأن أهله يسلكون في الدعوة إليه مسلك سلفهم الطالح في مخادعة عوام المسلمين، وإيهامهم أنهم يصلحون لهم دينهم، واحتجاجهم بالشبهات التي يحرفون بها القرآن والأحاديث بالتأويلات البعيدة، فهم أكبر فتنة على المسلمين في هذا العصر، ولاسيما على الشيعة؛ لأن الغلو في التشيع سلم للباطنية، ولهذا كان يقول بعض العلماء: " ائتني برافضي كبير أخرج لك منه باطنياً صغيراً، وائتني بباطني كبير أخرج لك زنديقاً كبيرا".
  فمن عرف دين البهائية من المسلمين ومدحه واستحسنه وشهد بكونه حقاً أو إصلاحاً للإسلام، وكونه هو أو زعيمه معصوماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كان بذلك مرتداً عن الإسلام وإن زعم أنه مسلم، فهو زنديق منافق كسائر الباطنية إذا كانوا ضعفاء بين المسلمين، فالبهائية كسلفهم من الباطنية يتوسلون بدعوى الإسلام بين المسلمين ليقبل كلامهم في دعوتهم إلى باطلهم، وتحريف معاني القرآن للاستدلال عليها وإبطال ما يفهمه المسلمون منها، فإذا كان صاحب البيان قد قال ما نقله عن السائل معتقداً له فالأمر ظاهر، وإن كان كتبه عن جهل بحقيقة القوم فكان الواجب عليه بعد أن نبهته جريدة عكاظ وغيرها أن يرجع إلى الحق ويصرح ببطلان دين البهائية، وتحذير المسلمين من خداع دعاته ( ويسموهم مبلغين)
وأما ما ذكره السائل عن الاعتذار عن تقديس دين وثني مادي وتقديس داعيته وأحد مخترعيه- بأن مدحه له كمدحه لفولتير- فهو غريب، فإن مدحه لفولتير إن كان باطلاً فهو تأييد للباطل بالباطل، وإن كان يراه حقاً ويرى أن ما قاله في عباس أفندي ودينه حق أيضاً، يكون قد ارتد عن الإسلام ودخل في دين البهائية. وإلا فإن من قال حقاً وقال باطلاً لا يكون قوله الحق مرة عذراً له إذا قال الباطل بعده. والذين مدحوا مثل فولتير من كتاب الإفرنج كانوا مثل مارقين من النصرانية، فهل يرضى صاحب البيان أن يكون مدحه لعباس كمدحهم لفولتير؟
وليس ما نقله السائل عن البيان قول مؤرخ يحكي شيئا وقع لا رأي له فيه، حتى يقال:" إن حاكي الكفر ليس بكافر"، بل ذلك مدح لهذا الدين الجديد وتفضيل له على غيره يتضمن دعوة المسلمين إليه. فإذ لم يكن هذا مراده فليصرح كتابة ببراءته من البهائية والتحذير من كفرهم بالإسلام. على أن فيما نقله السائل عنه ما هو في نفسه بالإجماع، كإنكار حقيقة نعيم الآخرة، وتسميته وهماً وخيالاً بناءً على أن هذا من مذهبهم، وجملة القول: إن من شأن المسلم أن لا ينشر شيئا يعد كفراً في دينه، وأن لا ينقله عن غيره مقراً له ومستحسناً. فكيف ينوه بمدح دين جديد يراد به نسخ الإسلام وإبطاله من الأرض، ويصفه بأنه هو الحق الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:42]
وقد قرأنا بعض ما نشر في عكاظ رداً على البيان فرأيناه مبنياً على أساس الصواب ولم نر ما كتب في جريدة الشعب؛ لأننا لا نكاد نقرأها بل قلما نراها-وكذا جريدة الأفكار- والحق ظاهر في نفسه.([487])
17- قرار المجمع الفقهي:
القرار الرابع: حكم البهائية والانتماء إليها
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي نحلة البهائية، التي ظهرت في بلاد فارس(إيران) في النصف الثاني من القرن الماضي، ويَدين بها فئة من الناس، منتشرون في البلاد الإسلامية والأجنبية إلى اليوم.
  ونظر المجلس فيما كتبه ونشره كثير من العلماء والكتّاب وغيرهم من المطلعين على حقيقة هذه النحلة ونشأتها ودعوتها وكتبها وسيرة مؤسسها المدعو ميرزا حسين علي المازنداني المولود في 20 من المحرم 1233- 12 من تشرين الثاني/نوفمبر 1817م، وسلوك أتباعه، ثم خليفته ابنه عباس أفندي المسمى عبد البهاء وتشكيلاتهم الدينية التي تنظم أعمال هذه الفئة ونشاطها.
  وبعد المداولة واطلاع المجلس على الكثير من المصادر الثابتة، والتي يعرضها بعض كتب البهائيين أنفسهم تبين لمجلس المجمع ما يلي:
1- أن البهائية دين جديد مختَرَع، قام على أساس البابية، التي هي أيضا دين مخترع، ابتدعه المسمى باسم (علي محمد) المولود في أول المحرم 1235 هـ تشرين الأول-  أكتوبر 1819م في مدينة شيراز، وقد اتجه في أول أمره اتجاهاً صوفياً فلسفياً على طريقة الشيخية، التي ابتدعها شيخه الضال كاظم الرشتي خليفة المدعو أحمد زين الدين الأحسائي، زعيم طريقة الشيخية، الذي زعم أن جسمه كجسم الملائكة نوراني، وانتحل سفسطات وخرافات أخرى باطلة.
وقد قال علي محمد بقولة شيخه هذه، ثم انقطع عنه، وبعد فترة ظهر للناس بمظهر جديد أنه هو علي بن أبي طالب الذي يروى فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها"، ومن ثَمّ سمى نفسه الباب، ثم ادعى أنه الباب للمهدي المنتظر، ثم قال إنه المهدي نفسه، ثم في أخريات أيامه ادعى الإلوهية، وسمى نفسه الأعلى، فلما نشأ ميرزا حسين علي المازندراني( المسمى بالبهاء) المذكور- وهو معاصر للباب- اتبع الباب في دعوته، وبعد أن حوكم وقتل لكفره وفتنته، أعلن ميرزا حسين علي أنه موصَى له من الباب برئاسة البابيين، وهكذا صار رئيساً عليهم وسمى نفسه ( بهاء الدين).
  ثم تطورت به الحال حتى أعلن( أن جميع الديانات جاءت مقدمات لظهوره وأنها ناقصة لا يكملها إلا دينه، وأنه هو المتصف بصفات الله، وهو مصدر أفعال الله، وأن اسم الله الأعظم هو اسم له، وأنه هو المعني برب العالمين، وكما نسخ الإسلام الأديان التي سبقته تنسخ البهائية الإسلام).
  وقد قام الباب وأتباعه بتأويلات لآيات القرآن العظيم، غاية في الغرابة والباطنية بتنزيلها على ما يوافق دعوته الخبيثة، وأن له السلطة في تغيير أحكام الشرائع الإلهية، وأتي بعبادات مبتدعة يعبده بها أتباعه.
  وقد تبين للمجمع الفقهي بشهادة النصوص الثابتة عن عقيدة البهائيين التهديمية للإسلام، ولاسيما قيامها على أساس الوثنية للبشرية، في دعوى ألوهية البهاء وسلطته في تغيير شريعة الإسلام، يقرر المجمع الفقهي بإجماع الآراء:
خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام، واعتبارها حرباً عليه، وكفر أتباعهما كفراً بواحاً سافراً لا تأويل فيه.
  وإن المجمع ليحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة، ويهيب بهم أن يقاوموها، ويأخذوا حذرهم منها، لاسيما أنه قد ثبت مساندة الدول الاستعمارية لها لتمزيق الإسلام والمسلمين.. والله الموفق
 18 -  فتوى قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت  :  ورد في مجموعة الفتاوى الشرعية الصادرة عن قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية ما يلي: 4/31ع/87 عقيدة الأحمدية والقاديانية والبهائية (1070) عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد: محمد، ونصُّه:
 الموضوع: طلب فتوى بخصوص الطوائف: الأحمدية، والقاديانية، والبهائية.
  لقد سرني جداً ما رأيت في الفتوى المعلقة في أحد مساجد المنطقة، والصادرة عن دار الإفتاء بوزارتكم الموقرة، والخاصة بكون الطائفة البهائية كافرة؛ لذا أرجو منكم التكرم بإصدار فتوى أخرى تبين لي خاصة وللمسلمين عامة حكم الإسلام في الطوائف التالية:
الأحمدية - القاديانية - البهائية ، علماً بأن هذه الطوائف منتشرة في باكستان، ويوجد من أفرادها كثيرون في الكويت، وهم يدّعون أنهم مسلمون، وعلما بأن الدستور الباكستاني قد نصّ على أن هذه الطوائف كافرة، ومرتدة عن الإسلام، والمنتسبون إليها خارج دائرة الدين الإسلامي، وجزاكم الله خيرا.
أجابت اللجنة بما يلي:
كل فرقة أو فرد أو جماعة من الجماعات تنكر ما علم من الدين بالضرورة، تعتبر مرتدة عن الإسلام، فالذين ينكرون كون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه لا نبي بعده، وأن الله تعالى قد فرض على العباد خمس صلوات في اليوم والليلة، وفرض صوم رمضان كما فرض الزكاة والحج إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة، إلى غير ذلك من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، كل هؤلاء يعتبرون مرتدين عن الإسلام، ولو تسمّوا به.
19 -   نص فتوى صادرة عن دار الإفتاء بالمملكة الأردنية الهاشمية :
  الموضوع : القاديانية ليست من فرق المسلمين
  رقم الفتوى : 341...التاريخ : 27/09/2009
السؤال  :   برزت في الآونة الأخيرة جماعة إسلامية تدعى ( الأحمدية )، ونلاحظ أنها أخذت تنتشر بين الناس في الأردن، وهذه الجماعة ضالة، تحرف الدين، ولم أجد أي رد على هذه الجماعة من المشايخ، ويجب علينا جميعا أن نتصدى لهم في وسائل الأعلام، ونعرف بهم حتى لا يقع الناس في كفرهم. الجواب  :  الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله: الطائفة الأحمدية هي التي تسمى أيضا بـ ( القاديانية ): إحدى الفرق الباطنية الضالة التي نشأت في الهند، وأحدثت بعض العقائد الكفرية، وجمعت عليها جميع المنتسبين إليها، مؤسسها يسمى مرزا غلام أحمد القادياني (1839 - 1908 م) نسبة إلى قاديان - إحدى قرى البنجاب في الهند -، ومن العقائد الكفرية التي تؤمن بها هذه الطائفة، دعوى نبوة مرزا غلام القادياني، والقول بتناسخ الأرواح، وإنكار بعض فرائض الإسلام، وأشياء أخرى كثيرة.  ولذلك صدرت قرارات المجامع الفقهية الإسلامية المعروفة بالحكم بكفر هذه الطائفة، وعدم اعتبارها من فرق المسلمين، ولم يخالف في ذلك أحد من العلماء.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم: (4) الوارد في " مجلة المجمع " (1/109) ما يلي:  " ما ادعاه مرزا غلام أحمد من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكارٌ صريح لما ثبت من الدين بالضرورة ثبوتاً قطعياً يقينيا من ختم الرسالة والنبوة بسيدنا محمد، وأنه لا ينزل وحي على أحد بعده، وهذه الدعوى من ميرزا غلام أحمد تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام " انتهى.
كما جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، رقم (3) ما يلي:
"
قرر المجلس بالإجماع: اعتبار العقيدة القاديانية المسماة أيضًا بالأحمدية، عقيدة خارجة عن الإسلام خروجًا كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأنَّ تظاهر أهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، ويعلن مجلس المجمع الفقهي أنه يجب على المسلمين حكومات، وعلماء، وكتابًا ومفكرين، ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم " انتهى.
وبعد:   لقد واجهت الأمة الإسلامية خلال مسيرتها الظافرة أخطاراً وتحديات عديدة،وأبدى العلماء والفقهاء استجابة واسعة لهذا التحدي، وقاموا بجهد استثنائي في تصديهم للزنادقة وأفراخ السبيئة. وبرهنوا أن الإسلام أقوى  من أي خطر مهما تشعبت تياراته، ولم يتقاعس علماء الإسلام في العصر الحديث عن التصدي لذيول السبيئه والغلاة، من البابية والبهائية و القاديانية وكانوا لهم بالمرصاد،  ففندوا أقوالهم، وبيّنوا للعامة حكم الإسلام فيهم.  وأخيراً أجابت أمانة مجمع البحوث الإسلامية عن استفسار نيابة أمن الدولة العليا في مصر عن حكم البهائية.. بأنها نحلة باطلة لخروجها عن الإسلام، لإلحادها وكفرها وأن من يعتنقها يكون مرتداً عن الإسلام . لقد نهض الفقهاء والعلماء والكتاب بدورهم التاريخي المشرف،في التصدي للزنادقة والغلاة والذود عن الإسلام. وأثبتوا بذلك أن الأمة  الإسلامية أقوى من أي خطر مهما تشعبت تياراته، وأنها قادرة على تحقيق الانتصار على جميع أعدائها، وفي كل المعارك الفكرية والعسكرية وفي كل الأزمنة، وأن تلقي بهم في مزابل التاريخ.
 
 
الخاتمة
 على ضوء من الدراسة السابقة، أود أن أسجل بعض أهم النتائج التي توصلت إليها، وتتلخص فيما يلي :

  1. - لا تختلف طوائف  البابية  والبهائية والقاديانية  عن غيرها من طوائف الباطنية الغلاة ، التي أرادت الكيد لهذا الدين، والتشويش على عقائد المسلمين.

  2. - بينت الدراسة أن التأويل مر بمراحل ثلاث، ففي المرحلة الأولى : دار فيها مع التفسير كشفا  وفهما لمعاني النص، في الفترة الباكرة من حياة الإسلام، وفي مرحلة تالية : أصبح التأويل مصطلحا مستقلا، له أهميته وخطره :  وهو صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى يحتمله بدليل  وفي مرحلة أخيرة : استغله الباطنييون وأعداء الإسلام عموما، فأصبح التأويل عندهم هو : صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى قرروه في أذهانهم.

  3. -  وضع علماء الإسلام ضوابط للتأويل المقبول، كي لا تتخذ المذاهب الباطنية الضالة، والتيارات الهدامة من التأويل سندا ووسيلة لخدمة أغراضها، ولبث الفوضى الفكرية، والإجتماعية، والدينية في المجتمع، إذ لا هدف لهم إلا تخريب عقائد المسلمين، فكل تأويل يسير في هذا الاتجاه، يجد لديهم كل ترحيب.

  4. - لم يتفق الباطنيون عموما  وأفراخهم من البابيين  والبهائيين، والقاديانيين  على تأويل واحد للشيء الواحد، لأن تأويلاتهم لا علاقة لها بظاهر الكلام، ولا سياقه، ولا مدلوله، والدليل على ذلك ما نقلناه عنهم من تأويلات، بل انحرافات وهذيان، وغرائب بعيدة كل البعد عن مدلول الكلام الأصلي، ومعناه الحقيقي، والمفهوم المتبادر منه

  5. - التأكيد على ضرورة معرفة المشتغلين بالنص الديني للتأويلات الباطنية الفاسدة، لمعرفة ما حرفه هؤلاء ودسوه في كتب التراث، من معاني لا تتفق وقواعد اللغة، أو أصول الشريعة ومقاصدها.

  6. - إن ثبات الإسلام بشموخ أمام كل حركات الهدم والفتنة، يزيدنا يقينا بقوة الإسلام الذاتية على تجاوز المحن والمصائب، ومع ذلك فعلى المسلمين أن يبذلوا قصارى جهودهم للاستمساك بعروة الإسلام الوثقى، واستيعاب ثقافات العصر، وفلسفاته المتنوعة، ورصد تحركات أعداء الإسلام، ومواجهة ذلك بثبات ويقين والعاقبة للمتقين.

 
ملاحق
 
الملحق الأول
 
النص الكامل
لحكم مجلس الدولة المصري
محكمة القضاء الإداري
الدائرة الرابعة (1)
المشكّلة علناً تحت رئاسة حضرة صاحب العزة علي علي منصور بك رئيس المحكمة، وبعضوية صاحبي العزة عبد العزيز الببلاوي بك وحسن أبو علم بك المستشارين وحضرة سيد خلف الله أفندي سكرتير المحكمة.
أصدرت الحكم الآتي:
في القضية المقيدة بالجدول العمومي رقم 195 سنة 4 قضائية المقامة في مصطفى كامل علي عبد الله.
وحضر عنه بالجلسة حضرة الأستاذ سعد الفيشاوي المحامي، والأستاذ سابا حبشي باشا المحامي.
ضد: المواصلات، وحضر عنها بالجلسة حضرة الأستاذ جلال الدين عبد الحميد المحامي بإدارة قضايا الحكومة.
الوقائع:
أقام المدعي هذه الدعوى بصحيفة موقع عليها من سابا حبشي المحامي أودعها هي والمذكرة الشارحة وحافظة مستندات في 19 يناير من 1950، طلب فيها تعديل راتبه بجعله 100م 12 ج بدلاً من 100م 11ج اعتباراً من مارس سنة 1947 وبجعله 150م13ج اعتباراً من أول يناير سنة1948 مع إلزام المدعي عليها بصرف الفرق المتجمد حتى رفع الدعوى وقدره 483م 56ج وما يستجد حتى تاريخ الحكم في الدعوى مع المصروفات ومقابل الأتعاب وحفظ الحقوق الأخرى كافة. وقال بياناً لدعواه: إنه بعد أن رسب في امتحان شهادة الدراسة الثانوية، قسم ثان، عام 1933، قعدت به ظروفه عن متابعة الدراسة فالتحق بخدمة السكة الحديد سنة 1934 بوظيفة تلميذ بضائع بالمياومة ثم رقي إلى مساعد مخزن وإلى تذكرجي بدل، ولمّا كان الإنصاف عام 1944 بلغ راتبه ثمانية جنيهات، وبعد صرف علاوتين دوريتين بلغ راتبه تسعة جنيهات عدا علاوة الغلاء، وقد تزوج في 25 من مارس سنة 1947م وطلب إلى المصلحة منحه العلاوة المستحقة بسبب الزواج( العلاوة الاجتماعية) وقدرها 1 جنيه شهرياً فلم تجبه إلى طلبه، ثم رزق بولد في أول يناير سنة 1948 م وطالب بفرق علاوة الغلاء 42% من أصل الراتب شهرياً بدلاً من 28% فلم يجب إلى طلبه أيضا، فاضطر إلى رفع الدعوى الحالية وقدم تأييدا لدعواه صورة شمسية لعقد زواج مؤرخ في 21/3/1947م وقال إن الوثيقة الأصلية قدمت إلى مصلحة السكة الحديد، وهذا العقد عبارة عن وثيقة عقد زواج صدر من المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بالقطر المصري موثق بتاريخ 20 مارس سنة 1947م الموافق يوم الاستجلال من شهر العلا سنة 103 بهائية بمدينة الإسماعيلية بحظيرة القدس حيث جرى عقد الزواج بين مصطفى كامل عبد الله البالغ من العمر 34 سنة والآنسة بهيجة خليل عياد البالغة من العمر 17 سنة على صداق قدره تسعة عشر مثقالاً من الذهب الإبريز، وتم العقد طبقاً لأحكام الشريعة البهائية وموقع عليه من الزوج ومن والده ووالدته، ومن الزوجة ومن رئيس المحفل الروحاني وسكرتيره ومختوم بخاتم المحفل وأعلى الوثيقة عبارة قوله تبارك وتعالى في كتابه الأقدس:" تزوجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرني بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لأنفسكم معيناً". أما شهادة ميلاد الطفل نبيل، فهي عبارة عن مستخرج من وزارة الصحة العمومية، يفيد ولادة في أول يناير سنة 1948 والتطعيم ضد الجدري. وفي 6/3/1949 ندب حضرة صاحب العزة على علي منصور المستشار لوضع التقرير في الدعوى ولم تكن الحكومة قد قدمت دفاعاً في الموعد القانوني فكلفها حضرة المستشار لمقرر إيداع مذكرة بدفاعها ومستنداتها وملف الخدمة مع تبادل الرد والتعقيب، وانقضى الموعد لتقديم دفاع الحكومة دون دفاع منها فكلفها ذلك بقرار آخر للمرة الثالثة.
أودعت الحكومة مذكرة بدفاعها في 11 من يونيو سنة 1950 قائلة: إن المدعي حين تقدم بعقد زواجه على المذهب البهائي ألفَتْهُ مصلحة السكة الحديد عقداً غريباً لم يسبق له مثيل فطلبت الفتيا في شأنه عن مستشار الدولة الذي أرسل العقد بدوره إلى مفتي الديار المصرية مستوضحاً عن شرعية ذلك الزواج، وما يترتب عليه من آثار، فأفتى فضيلة المفتي بأنه إذا كان المدعي قد اعتنق مذهب البهائيين بعد أن كان مسلماً اعتبر مرتداً عن الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين، وكان زواجه بمحفل البهائيين بمن تزوج بها زواجاً باطلاً شرعاً سواء أكان من زوجة بهائية أم غير بهائية، ولا خفاء في أن عقائد البهائيين وتعاليمهم عقائد غير إسلامية يخرج بها معتنقها من ربقة الإسلام، وقد سبق الإفتاء بكفر البهائيين ومعاملتهم معاملة المرتدين، وأضاف الدفاع عن الحكومة أن من عقائد البهائيين الفاسدة:" أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس آخر الأنبياء والرسل، وان الناس لن يبعثوا بصورهم الدنيوية، بل بأرواحهم أو بصور أخرى، غلى غير ذلك مما يتنافى مع عقائد الإسلام الأساسية، وانتهى إلى أن الزواج باطل لا يترتب عليه أي حق، فلا حق له إذاً في المطالبة بالعلاوة الاجتماعية للزواج ولا بإعانة الغلاء بسبب ولادة الطفل، لأن الباطل لا ينتج إلا باطلاً، وشفعت الحكومة دفاعاً بحافظة مستندات بها صورة من فتيا مفتي الديار المصرية وكذا ملف خدمة المدعي.
عقّب المدعي على دفاع الحكومة بمذكرة أودعها في أول يوليه سنة 1950 قال فيها: إن مقطع النزاع في معرفة حكم زواج البهائيين من الناحيتين الشرعية والوضعية؛ وقدم للإجابة على هذا السؤال بموجز عن عقائد البهائيين الأساسية والروح التي تصدر عنها مستنداً إلى مجموعة من كتبهم ونشراتهم قدّمها بحافظة، وأشار إلى انتشار المذهب وسمّاه ديناً، في أكثر من مائة قطر، وإلى أن هيئة الأمم المتحدة اعترفت بالبهائيين كمنظمة عالمية غير حكومية، وإلى أن البهائية بدأت في مصر منذ مائة عام وأصبح عدد معتنقيها يزيد عن الألف أسرة، واستطرد الدفاع عن المدعي إلى القول بأنه لا يتعرض لفتيا المفتي بكفر البهائيين، ولا بأن من كان مسلماً وأصبح بهائياً يعتبر مرتداً، فحكم المرتد في الشريعة الإسلامية أن يقتل وحكم المرتدة أن تحبس، أما زواج المرتد والمرتدة فلم يتعرض لبحثه فقيه من فقهاء الإسلام، وإنما يمكن قياسه بزواج الذميين، والذميون عند الحنفية هم المجوس والكتابيون، إذ المرتد لا يخرج من أن يكون وثنياً أو كتابياً. ومن المعلوم أن ركن الزواج في الإسلام الإيجاب والقبول، وشرط صحته حضور الشاهدين، وان تكون المرأة محلاً للعقد بأن تكون غير محرمة على الرجل حرمة مؤقتة أو مؤبدة. وانتهى المدعي إلى القول بأن كل نكاح كان صحيحاً عند المسلمين لاستيفائه شروط الصحة فهو صحيح عند الذميين، وارتكن في ذلك إلى رأي الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه الأحوال الشخصية قسم الزواج ص 252، وأيد بما تحدث به الفقهاء عن أحكام التوريث في مثل الذميين، مشيراً إلى المرجع السابق ص 190 بند 148، ثم انتقل الدفاع عن المدعي إلى التشريع الوضعي فقال: إن المادة 12 من الدستور تقول:"حرية الاعتقاد مطلقة"
وحَوَت حافظة المدعي الثانية كتابا لأقدس ونشرة من البهائية وبياناً بهائياً في التزامات وحقوق الإنسان مقدماً إلى لجنة حقوق الإنسان بهيئة الأمم المتحدة فأحالته إلى قسم حقوق الإنسان دون إشارة إلى الاعتراف بالبهائية، كما قال المدعي فيما سَلَف، وقانون الأحوال الشخصية على مقتضى الشريعة البهائية ودستور المحفل الروحاني المركزي بالقطر المصري وإحصائية عن البهائية في العالم وكتاب ( موعود كل الأزمنة) تأليف" جورج تاوزند" وترجمة بهية فرج الله الكرديـ وذلك بياناً للعقيدة البهائية.
طلبت الحكومة مهلة للرد على دفاع المدعي الأخير، على أن يكون الأجل واسعاً حتى يتيسر الرجوع غلى دار الإفتاء الشرعي، فأعطيت المهلة، ولمّا لم تقدم شيئاً قرر حضرة المستشار المقرر تحديد جلسة 22/5/1951 لمناقشة الطرفين. وفي جلسة المناقشة نبّه الطرفين إلى حكم الشريعة الإسلامية في زواج المرتد بمناسبة ما أثاره دفاع المدعي من أن فقهاء الإسلام لم يتحدثوا عن زواج المرتد وأشار إلى كثير من الأدلة من جميع المذاهب وأشار إلى أماكن النقل في (السرخسي) و(البدائع) للكسائي و(الهداية) لبرهان الدين و( الدر المختار) للحصفكي و (البحر الرائق) لأبي حنيفة،  و(المغني) لابن قدامة الحنبلي وتعليق العلامة الكمال بن الهمام و(صاحب الشرح الكبير)، وخلاصة البحث أن أئمة الإسلام وفقهاءه على إجماع في بطلان زواج المرتد وإن اختلف بعضهم في التعرُّفات الأخرى غير النكاح، فقال البعض القليل بأنها موقوفة، فإن أسلم حكم بصحتها وإلا فلا، وحاصل الحكم ومبناه عند أولئك الفقهاء ( أن من يتزوج مرتدة ولا مسلمة ولا كافرة أصلية، لأن النكاح يعتمد الملة، ولا ملة للمرتد فإنه الحكم من ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن المرتد مستحق القتل، وإنما يمهل أياماً ليتأمل فيما عرض له وقام في ذهنه من شبهة فلا يصح منه عقد النكاح، لأنه لا حياة له حكماً، واشتغاله بعقد النكاح يشغله عما أُمْهِل من أجله وهو التأمل والتدبر.
  ثانيها: أن النكاح مشروع لمعنى البقاء-بقاء النسل- وهو لم يشرع لعينه، وإنما شرع لمصالحه، والمرتد مستحق للقتل، فكل ما كان سبباً للبقاء فهو غير مشروع في حقه.
  ثالثهما:أن الردة لو اعترضت على النكاح لرفعته، فإذا قارنته تمنعه من الوجود من باب أولى كالرضاع، لأن المنع أسهل من الرفع، فوعد محامو الطرفين ببحث هذه المسألة، وقدّم الدفاع عن الحكومة في جلسة المناقشة صورة أخرى مؤرخة في 3 سبتمبر سنة 1949 وقت أن كان شيخ الأزهر الحالي رئيساً للفتوى- الشيخ عبد المجيد سليم- جاء فيها:" إن البهائية فرقة ليست من فرق المسلمين، إذ أن مذهبهم يناقض أصول الدين وعقائده التي لا يكون المرء مسلماً إلا بالإيمان بها جميعاً بل هو مذهب مخالف لسائر الملل السماوية، ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج بواحد من هذه الفرقة، وزواج المسلمة باطل، بل إن اعتنق مذهبهم من بعد ما كان مسلماً مرتداً من دين الإسلام فلا يجوز زواجه مطلقاً ولو ببهائية مثله".
وأثناء المناقشة طلب حضرة المستشار المقرر إلى الطرفين استيفاء البحث في النقطة الآتية، وهي أن الدستور في المادة 149 ينص على أن الإسلام دين الدولة الرسمي، كما ينص في المادة 12 منه على أن حرية الاعتقاد مطلقة، فكيف يمكن إعمال النصين معاً، وما مجال تطبيق كل منهما وأثر ذلك على الدعوى الحالية؟- لم تقدم الحكومة شيئاً، وعقّب المدعي بمذكرة أودعها في 12 من يونيو سنة 1952 قال فيها: إنه ليس للحكومة أن تتمسك بتطبيق قواعد الشريعة الإسلامية في هذا الزواج، غذ المعلوم أن أحكام الشريعة الإسلامية غير مطبقة في الوقت الحاضر، والحكم الواجب التطبيق هو حكم الدستور، الذي يقضي بحيرة الاعتقاد وبإطلاقها، على أن الحكومة قد صرفت للمدعي علاوة غلاء المعيشة الخاصة بالابن وهو ثمرة الزواج فكأنها تعترف بالبنوة وتنكر الزوجية ثم صمم على طلباته في شأن تعديل مرتّبه اعتباراً من 21 مارس سنة 1947 بجعله 100م  12ج شهرياً بدلاً من 100م 11ج واعتباراً من أول يناير سنة 1948 بجعله 150م13ج. ثم عدّل طلباته في شأن المرتد فقصره على فرق العلاوة الاجتماعية عن الزواج حتى تاريخ رفع الدعوى وقدره 666م 32 ج مع ما يستجد حتى الحكم في الدعوى مع المصروفات ومقابل الأتعاب، ولم يعقب الدفاع عن الحكومة على مذكرة المدعي الأخيرة.
وبعد وضع التقرير في الدعوى عيِّن لنظرها جلسة 26 نوفمبر سنة 1951، وفيها تلا حضرة المستشار المقرر التقرير وسُمعت ملاحظات محامي الطرفين فقال الحاضر على المدعي:" إن البهائية دين يعتقد وحدانية الله شأنه في ذلك شأن جميع الأديان السماوية، ويعتقد برسالة الرسل أجمعين: موسى وعيسى ومحمد، ويعتقد أن بهاء الله الذي نادى بهذا الدين من المرسلين، هذان هما الركنان الأساسيان للعقيدة الوحدانية والرسل ومنهم بهاء الله". وأضاف محامي الحكومة: إن البهائيين كانوا على دين الإسلام وتطورت أفكارهم فقالوا إن القرآن ليس آخر الكتب السماوية، و"محمد" صلى الله عليه وسلم ليس آخر الأنبياء والرسل، بل يجب لكل عصر أن يأتي نبي جديد بتعاليم جديدة تتفق مع روح العصر، وتعاليم كتاب البهائيين تخالف ما جاء به الدين المعمول به في الدولة- الإسلام- فهم مرتدون ومخالفون للقواعد الأساسية للإسلام.
وعقب محامي المدعي على ذلك أن المدعي بهائياً أباً وأماً، وكذلك الزوجة، فناقشته المحكمة مستوضحة عن حكم الشريعة الإسلامية في ابن المرتد إذا كان أبوه أو جده مرتداً، فطلب تأجيل نظر الدعوى ليبحث في هذه النقطة وغيرها مما اثأر في الجلسة. فتقرر تأجيل الدعوى لجلسة 21 من يناير سنة 1952 مع الترخيص للطرفين في تبادل المذكرات المكملة وفيها طلب الحاضر عن المدعي أجلاً آخر لاستكمال البحث، وقدّم حافظة مستندات بها شهادة مؤرخة من يناير سنة 1952من سكرتير المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر والسودان، ورد بها:"نقرر أنه بالاطلاع على سجلات المحفل تبين أن علي أفندي عبد الله- والد المدعي- مفيد بهذه السجلات الممسوكة منذ عام 1929م كأحد أفراد الطائفة البهائية بمصر" وشهادة أخرى بنفس النص عن خليل عياد أفندي والد زوجة المدعي السيدة بهيجة، ثم قررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى لجلسة 10 من مارس سنة 1952 بطلب الحاضر عن المدعي، وفيها قدم الحاضر عن المدعي مذكرة وطلب التأجيل مرة أخرى للاستعداد، ولم يمانع ممثل الحكومة، فقررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى لجلسة 14 من أبريل سنة 1952 ليستعد محامي المدعي ولتردّ الحكومة على مذكرته الأخيرة. وفيها سمعت ملاحظات محامي الطرفين من جديد، فقال محامي المدعي: إن دفاعه يقوم على أسس ثلاث كما هو واضح في مذكرته الأخيرة:
أولها: أن حكم الشريعة الإسلامية بقتل المرتد وحبس المرتدة غير مطبّق، والقول ببطلان زواج المرتد على المدعي، هذا إذا كان وصف الردة ينطبق على المدعي.
 ثانيها: أن الواقع غير ذلك، إذ أنه لم يكن مسلماً وارتد عن الإسلام، بل إنه بهائي أصلاً ولد لأب بهائي، وكلك زوجته ولدت لأب بهائي، ودلل على ذلك بالشهادتين الصادرتين من محفل البهائيين والمقدمتين بالجلسة السابقة. 
وثالثها: أن أحكام القانون الوضعي الحالي"الدستور" وارتباطات مصر الدولية تمنع من تطبيق أحكام الردة كلياً وجزئياً، فقد نصت المادة 18 من حقوق الإنسان التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة، ومصر عضو فيها، على أن لكل إنسان الحق في حرية الضمير والتعبير والدين، مادامت مصر قد انضمت لهيئة الأمم المتحدة فهي مرتبطة بنظمها وملزمة بها، كما أشار إلى أن الحكومة قد سلّمت بحقه في صرف إعانة الغلاء عن الولد الذي وُلِد له وصرفت متجمدها، فردّ الحاضر عنها أنه إن صح ذلك فإعانة الولد لإقرار الوالد بنسبه دون بحث في شرعية الزواج ذاته، وأضاف: إن البهائيين مرتدون عن الإسلام كفرقة حتى ولو ولد المدعي لأب بهائي فهو مرتد، ثم قررت المحكمة النطق بالحكم بجلسة 2 من مايو سنة 1952 مع الترخيص للطرفين بتبادل مذكرات مكملة في مدى شهر يبدأها المدعي فلم يقدم أحد منهما شيئا. 
المحكمة:
بعد تلاوة التقرير وسماع ملاحظات محامي الطرفين، وبعد الاطلاع على ملف الدعوى وأوراقها، وبعد المداولة:
ومن حيث إنه يبين من مساق الواقعات على نحو ما سلف أنه لا خلاف بين الطرفين في أن المدعي بهائي النحلة، وأنه تزوج وفقاً لأحكام الشريعة البهائية في 20 مارس 1947 وأنه كان ثمرة هذه الزيجة ولده نبيل، حيث ولد في أول يناير سنة 1948 وأنه موظف بمصلحة السكة الحديد بوظيفة تذكرجي براتب شهري قدره 9 جنيهات، وانه من بين قرارات مجلس الوزراء في عام 1944 منح علاوة اجتماعية قدرها جنيه مصري واحد شهرياً لكل موظف متزوج، وعلاوة لغلاء المعيشة تزداد كلما زادت أعباء الموظف العائلية فهي لمثل حالة المدعي قبل الذرية28% من الراتب وتصبح بعد الولد الأول 42% لا خلاف على ذلك كله وإنما الخلاف ينحصر بين طرفي النزاع في معرفة قيمة هذا الزواج البهائي من الناحية القانونية والشرعية، إذ في ذلك القول الفصل فيما إذا كان المدعي مستحقاً لهذه العلاوة أم لا. 
ومن حيث إن الحكومة تذهب إلى هذا الزواج باطل لا يُنتِج إلا باطلاً مستندة إلى ما أفتى به مفتي الديار المصرية في 13/4/1950 في شأنه حيث قال:" إذا كان المدعي قد اعتنق مذهب البهائيين بعد أن كان مسلماً اعتبر مرتداً عن الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين، وكان زواجه بمحفل البهائيين بمن تزوج بها زواجاً باطلاً شرعاً سواء أكان من زوجة بهائية أم غير بهائية"، ولا خفاء في أن عقائد البهائيين وتعاليمهم غير إسلامية يخرج بها معتنقها عن ربقة الإسلام وقد سبق الإفتاء  بكفر البهائيين، ومعاملتهم معاملة المرتدين، كما استندت أيضاً غلى فتيا أخرى صادرة في 3 من سبتمبر سنة 1949 وقت أن كان شيخ الأزهر الحالي فضيلة الشيخ/ عبد المجيد سليم رئيساً للجنة الفتوى جاء بها:" إن البهائية فرقة ليست من فرق المسلمين إذ أن مذهبهم يناقض أصول الدين وعقائده التي لا يكون المرء مسلماً إلا بالإيمان بها جميعاً بل هو مذهب مخالف سائر الملل السماوية ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج بواحد من هذه الفرقة، وزواج المسلمة باطل، بما أن من اعتنق مذهبهم من بعد ما كان مسلماً صار مرتداً عن دين الإسلام ولا يجوز زواجه مطلقاً ولو ببهائية مثله". 
ومن حيث إن هذا الذي ورد في الفتيا من أن تعاليم البهائية تناقض أصول الدين الإسلامي وعقائده وتخرج معتنقها عن حظيرة الإسلام، ومن أن البهائية مذهب مخالف لسائر الملل السماوية أمرٌ قد استظهرته المحكمة من أقوال الدفاع عن المدعي ومن المستندات التي قدمها هو بنفسه، وآية ذلك: 
أولاً- ما ثبت عن لسان محامي المدعي في محضر جلسة 26 من نوفمبر سنة 1951 حيث قال: "إن البهائية دين يعتقد في وحدانية الله، ويعتقد أن بهاء الله الذي نادى بهذا الدين من المرسلين، هذان هما الركنان الأساسيان لعقيدة الوحدانية والرسل ومنهم بهاء الله".
 ثانياً- قول البهائيين إن رسولين معينين بلّغا هذا الدين إلى أهل الأرض بعد أن مُحِيَ الدين الإسلامي وأصبح غير صالح لمسايرة التطور الذي وصلته البشرية في العصور الحديثة، وهما:" ميرزا علي محمد" الذي أعلن دعوته عام 1844 بإيران، ومن هذه السنة يبدأ البهائيون تاريخهم وكان لقبه المقدس( الباب) وكانت غايته إعداد الناس لقدوم (بهاء الله) أي التبشيري بقدومه. 
ويقولون إنه رسول وأن رسالته كانت تحضيرية" هذا واضح في صحيفتهم 111 من كتاب (موعود كل الأزمنة)، تأليف جورج تاوزند، وهو أحد رجال الكنيسة بأيرلندا والنسخة المقدمة نقلتها إلى العربية( البهائية :  بهية فرج الله  الكردي )، ومطبوعة سنة 1946 مقدمة من المدعي بحافظة مستندات وقد طبع الكتاب بإجازة المحفل الروحاني البهائي مصر والسودان، واحتفظ بحقوق الطبع لهذا المحفل ". وقد جاء في الصحيفة 119 من الكتاب نفسه:"وكان مؤثر في إيمان البابيين الأُوَل للباب هو الإخلاص لشخصه، والإيمان الراسخ بنبوته" وجاء في الصحيفة نفسها " ولقد اثبت أولئك الذين تزعموا الإسلام أنهم عاجزون عجزاً مخزياً عن إدراك عظمته والاعتراف بصحة رسالته.. وعمل علماء الإسلام على تفسير تعاليم رسولهم محورين إياها حتى تلائم أغراضهم.. وتمكن علماء الدين الإسلامي من أن يزاولوا باسم نبيهم أهواءهم الدنسة.. وقد تحدت إصلاحات الباب زيغ العصر ونفاقه".وفي الصحيفة 139 ورد: "فقد كان للباب منزلة مستقلة كرسول عظيم قائم بذاته يوحى إليه من العلي القدير"، وجاء بها أيضا: " أنه جاء لإعلان دورة دينية جديدة من شأنها أن تختم الدورة السابقة وان تعطل شعائرها وعاداتها وكتبها ونظمها". أما ثاني رسل البهائية هو ميرزا "حسين علي" الابن الأكبر للوزير "ميرزا بروك" إذ بعد قتل الباب بثلاثة أعوام ناجى نفسه بأنه هو المركز الذي دارت حوله الحركة التي قام بها الباب (ص 138) وقد أعلن دعوته بحديقة بغداد حيث كان في طريقه إلى المنفى بين 21 ابريل و الثاني من مايو سنة 1863، وكان في إعلانه دعوته تحقيق البشرى التي بشّر بها الباب وظهر 0موعود كل الأزمنة).. " وأن العهد القديم قد تحقق وأن ذلك الذي جاء به المبشرون ويبشرون بمقدمه باعتباره الأب الأبدي يوشك أن يحقق لأبنائه الإخاء وأن يحيا على الأرض بينهم" (ص 141 من الكتاب نفسه) ولكما أن صدر الأمر بوضعه بسجن عكا آثر العزلة وانكب على الإملاء والتحرير، وجاء في هذا المؤلف في صفحة 151.. " أن البهائية دين كتابي قبل كل شيء وكتبه مقدسة هي أصل الاعتماد دون الأحاديث الشفوية، وهي كتب الباب وكتب بهاء الله ومنها الكلمات المكنونة وكتاب الإيقان والألواح التي أرسلها بهاء الله إلى الملوك والأمراء والقياصرة، وأهم هذه الكتب ( الكتاب الأقدس)، وقدم المدعي بحافظة مستنداته نسخة منه وصفة جورج تاوزند في كتابه صفحة 157 بأنه يشمل الأحكام والشرائع في ملكوت الله طوال العصر الجديد ويبدو من الاطلاع عليه أنه يجري على نسق آيات القرآنية في مقطوعات على نسق السور القرآنية منها الكبار ومنها الصغار ثم جاء في كتاب جورج تاوزند الصحيفة 50: " والبهائية لا تنتمي إلى ديانة بالذات، ولا هي فرقة أو مذهب وإنما هي دعوة إلهية جديدة"، ثم في الصفحة 162، صعد بهاء الله إلى الرفيق الأعلى في سنة 1892.. وقد عين في وصية مكتوبة ابنه الأكبر عبد البهاء ليكون مبيّناً لكلماته ومركزاً لميثاقه وخليفة له بحيث من توجه إلى مظهر أمر الله نفسه". وجاء في ص298 أن عبد البهاء صعد إلى الرفيق الأعلى في نوفمبر سنة 1921.
 ثالثاً- جميع النشرات التي تصدر عن المحفل الروحاني للبهائيين كقانون الأحوال الشخصية ودستور المحفل ونماذج وثائق الزواج نفسها مرسومة في أعلاها بميسم (أكليشيه) به عبارة منقوشة بالخط الفارسي كالخاتم تقرأ:" بهاء يا إلهي" فإذا ما اقترن ذلك ببعض العبارات التي وردت في كتب والتي ترتفع ببهاء الله إلى مرتبة التقديس الإلهي، ومنها قولهم  في كتاب "جورج تاوزند" عن البهاء: إن الأب الأبدي يوشك أن يحقق لأبنائه الإخاء وأن يحيا على الأرض بينهم، دلّ ذلك على  ما ذهب إليه بعض البهائيين من أن الإله قد حلّ في البهاء.
 رابعاً: من بين ما قدمه المدعي في الدعوى كتيب عنوانه:" قانون الأحوال الشخصية على مقتضى الشريعة البهائية"، وهو مستخرج من كتاب " الأقدس" ومطبوع سنة 88 بهائية و1350هـ 1932م. وكل باب من أبوابه مصدر بآية من آيات كتاب( الأقدس) والكثرة الغالبة من أحكامه تناقض أحكام الإسلام وتخالف تعاليم المسيحية واليهودية، فمنها عدم زواج أكثر من اثنين، ومنها أن اختلاف الدين ليس بمانع من الزواج(مادة9) ومعنى ذلك أنه يجوز للمسلمة أن تتزوج من مسيحي أو يهودي أو بهائي أو بشخص من أية ملة وكذا المسيحية. ومنها تحديد المهر بقدر معين من الذهب والإبريز بحيث لا يقل عن تسعة عشر مثقالاً ولا يزيد عن خمسة وتسعين مثقالاً، ومنها تقسيم الميراث على 2520جزءاً، للذرية منها 1080 وللأزواج 390 وللآباء 330 وللأمهات270 وللأخوات15، وللمعلمين 10 فإن لم يترك المتوفي أحداً من هؤلاء رجع ثلث التركة إلى لمحفل( المواد من 31 إلى 41)، ومنها أن غير البهائي لا يرث البهائي، وأن الدار المسكونة وملابس المتوفى يختص بها أكبر الأبناء الذكور(م44). ومنها أن يدفن الميت في البلور أو الحجر أو الخشب وتوضع في أصابعه الخواتم المنقوشة. ومنها أن السنة البهائية تنقسم إلى تسعة عشر شهراً، ويبدأ التقويم البهائي من سنة 1844 ميلادية وقت إعلان الباب لدعوته-وهذا عدا ما عرف عنهم ولم ينكروه من ردهم على جبهة العلماء من أن الصوم عندهم تسعة عشر يوماً وجعلوه يبتدئ من شروق الشمس لا من طلوع الفجر، وجعله دائماً في وقت الاعتدال الربيعي، حيث يكون عيد الفطر عندهم يوم النيروز باستمرار بدلاً من شهر رمضان، أيا كان موقعه من فصول العام، كما جعلوا الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وحوّلوا قبلة الصلاة من مكة إلى عكا، حيث قضى البهاء مدة سجنه وتوفي هناك. 
خامساً: قدّم المدعي أيضا نسخة من دستور المحفل الروحاني البهائي بالقطر المصري- وواضح في صدره:" أن واضعي هذا الدستور تسعة أشخاص من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية ذكروا بأسمائهم كوكلاء للبهائيين وأعلنوا الدستور في أول مايو سنة 1928" وجاء فيه: ومنذ ذلك التاريخ يكون جميع الواجبات والحقوق والامتيازات والمسئوليات التي أوكلها حضرة بهاء الله قاموس الدين البهائي، والتي بيّنَها ومثّلها حضرة عبد البهاء والتي يقوم حضرة شوقي رباني أفندي على حفظها وصيانتها راجعة إلى المحفل الروحاني البهائي وإلى المحافل التي تخلفه في ظل هذا الدستور. وهذا الدستور مكوّن من ثماني مواد وملحق به لائحة داخلية ويشير إلى وجوب تأسيس بيت العدل العام، المنصوص عنه في الآثار المقدسة للأمر البهائي ووجوب الاعتراف التام بحضرة بهاء الله مؤسساً، وبحضرة عبد البهاء مبيِّناً، والتسليم التام والطاعة والخضوع لكل عبارة من العبارات الواردة في وصية عبد البهاء المقدسة، كما أوجبت أن تكون جميع قرارات وأعمال المحفل البهائي المركزي حائزة لرضاء واعتماد ولي أمر الله شوقي أفندي رباني أو بيت العدل العام. 
سادساً: من بين مستندات المدّعي نشرة عن البهائية وهي عبارة عن رد على تحذير مذاع من جبهة العلماء مطبوعة سنة1947، وبينما ينكر رد البهائيين على جبهة العلماء ما قالته من أن البهائيين يعتبرون الباب وبهاء الله رسولين من عند الله، وبذلك يجحدون أهم مبادئ العقيدة الإسلامية من أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين والرسل، وأن رسالته باقية صالحة لكل زمان ومكان، فقد جاء في هذا الرد نفسه:" والبهائية دعوة إلهية عامة تدعو الجميع إلى الله". وفي الصحيفة 52:" والبهائية لا تنتمي إلى ديانة بالذات، ولا هي فرقة أو مذهب وإنما هي دعوة إلهية جديدة تحقق الاتحاد والتفاهم بين أهل الأديان".
هذا- فضلاً عما سلف ذكره-نقلاً عن مستنداتهم المقدمة في الدعوى من أن الباب كان نبياً وأنه رسول قائم بذاته يوحى إليه من العلي القدير، وأن البهائية دين كتابي، وأن المعتمد من كتبها المقدسة (كتاب الباب) ومنها كتاب (البيان) وكتب بهاء الله، ومنها الكلمات المكنونة وكتاب (الأقدس) هذا، وقد بان أيضا من الاطلاع على رد البهائيين على تحذير جبهة العلماء المقدم في الدعوى أنهم يجحدون أهم مبادئ العقيدة الإسلامية من أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين والرسل، باقية إلى يوم الدين، صالحة لكل زمان ومكان وذلك بأنهم ذهبوا إلى تفسير الآية الكريمة: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }( الأحزاب : 40 )
إلى أن الختم واقع على مقام النبوة وليس بواقع على مقام الرسالة، ولا عبرة في رأيهم بما قال به مفسرو هذه الآية من علماء الإسلام من أن مقام الرسالة خاص، ومقام النبوة عام، وختم الأعم معناه ختم الأخص. إذ لا حجة في ذلك لدى البهائيين لتعارضه مع المنطق؛ لأن القول بانقطاع الوحي الإلهي وغلق باب الرحمة الإلهية هو من الأقوال التي لا يجد بها البهائيون سنداً في منطق الواقع، ثم قالوا في ردهم: فقد أجمع مفكرو أهل الملل والعقائد على أن الإنسانية في تطورها الحالي في أشد الحاجة إلى الفيض الإلهي(ص22)، ثم قالوا:" ولا يستطيع العقل المنير أن يقول بأن أية شريعة أو قانون يصلح لكل زمان ومكان مفضلاً على أن الله منزّل الشرائع ومصدر الهدى والنور لم يقل بذلك(ص27)، ثم قالوا:"فالبهائية كالإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان، حلقة من حلقات التاريخ الروحي.. الذي كان سنة الله في كل عصر من عصور رسالاته"(ص51).
 ومن حيث إن الدفاع عن المدعي عقّب على فتيا مفتي الديار قائلاً بأنه لا يتعرض لما تضمنته من كفر البهائيين فقد ردّوا على ذلك في ردهم على تحذير جبهة العلماء، وأنه لا يتعرض أيضاً للقول بأن من كان مسلماً وأصبح بهائياً يعتبر مرتداً، وإنما يعترض على ما قررته الفتيا من بطلان زواج البهائي بمن تزوج بها سواء أكانت بهائية أم غير بهائية بحجة أن فقهاء الشريعة الإسلامية لم يتحدثوا عن زواج المرتد ولم يتعرض إليه واحد منهم بالبحث، بل ذهب إلى أنهم لم يكونوا في حاجة إلى هذا البحث لسبب واضح بسيط هو أنهم يرون أن المرتد مستحق القتل، والمرتدة مستحقة للحبس، فلا يُتَصور أن قيام مثل هذا الزواج مع وجوب قتل المرتد وحبس المرتدة، واستطرد الدفاع عن المدعي إلى أنه مادام حكم الشريعة الإسلامية بقتل الرجل وحبس المرأة غير مطبّق الآن، وبذا أصبح من المتصوّر قيام زواج المرتد، ويتعين استنباط حكم له ولا مناص من قياسه على حكم زواج الذمي في الشريعة الإسلامية. والذمي عند فقهائها هو الوثني والكتابي- وزواجه عندهم صحيح متى استوفى الشروط التي يشترطها الإسلام- وهي: الإيجاب والقبول وحضور الشاهدين، وأن تكون المرأة محِلاً للعقد بأن تكون غير محرمة على الرجل حرمة مؤقتة أو مؤبدة، وانتهى إلى اقتباس قول للأستاذ الشيخ أبي زهرة: " بأن كل نكاح كان صحيحاً عند المسلمين لاستيفائه شروط الصحة جميعاً فهو صحيح عند الذميين". ثم أشار إلى رد الحسن البصري على عمر بن عبد العزيز حين سأله قائلاً: ما بال الخلفاء الراشدين تركوا أهل الذمة، وما هم عليه من نكاح المحارم واقتناء الخنازير والخمور؟ فردّ عليه بقوله:" إنما بذلوا الجزية ليُتركوا وما يعتقدون، وإنما أنت متّبع ولست بمبتدع والسلام"ز ثم انتهى المدعي من ذلك إلى أن زواجه رغم أنه هائي زواج صحيح في نظر الإسلام، وغير صحيح ما يقول به المفتي.ومن حيث إن حجة المدعي في هذا الصدد داحضة بسقوط الأسس التي قامت عليها، وتنهار بانهيارها، وذلك أن هذا الذي لم يتصوره المدعي ولم يدر له بخلد من أن يبحث علماء الإسلام زواج المرتد لأنه مستحق للقتل، تصوّره علماء الإسلام وقتلوه بحثاً وتمحيصاً، بل إنهم افترضوا المستحيلات وأعدوا لها البحوث ورتّبوا لها الأحكام ليقينهم بأن شريعتهم باقية على الزمن، وما قد يبدو مستحيلاً في زمانهم قد يصبح في زمان مقبل حقيقة واقعة، وأقرب الأمثال لذلك أن محمداً بن الحسن كتب في سبعة وعشرين ألفاً من الأقضية، وأفتى في المستحيلات{..فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج 46، هذا وقد أفاض فقهاء الإسلام فقهاء الإسلام في كل عصر في الكلام عن زواج المرتد، وجماع رأيهم أن اختلاف مذاهبهم أنه باطل بطلاناً أصليا وفيما يلي قليل من كثير بغية التمثيل لا حصر ولا لإحاطة: 
1 - عند العلاّمة السيد شمس الدين السرخسي في كتابه"المبسوط" الطبعة الأولى بمطبعة السعادة سنة 1324هـ باباً لنكاح لمرتد جاء في أوله جزء في أوله
جزء 5ص48 " ولا يجوز للمرتد أن يتزوج مرتدة ولا مسلمة ولا كافرة أصلية، لأن النكاح يعتمد الملة أي يعتمد على الاعتقاد بملة صحيحة-ولا ملة للمرتد-فإنه ترك ما كان عليه- أي الإسلام- وهو غير مقرّ على ما اعتقده". وقد علّل هذا الحكم بأسباب منها أن النكاح مشروع لبقاء النسل والقيام بمصالح المعيشة، والمرتد مستحق للقتل، وإنما يمهل أياما ليتأمل فيما عرض له وجد في ذهنه من شبهة وزيغ، وإشغاله بأمر النكاح يشغله عما أمهل من أجله وهو التأمل، وكذلك الحال في شأنه المرتدة، وللأسباب نفسها يزيد عليا أنها بالردة صارت محرمة وينبغي في النكاح أن يختص بمحل الحل. وقد جاء في نفس المرجع(ص104ج10) ضمن الكلام على تصرفات المرتد:" ومنها ما هو باطل بالاتفاق في الحال كالنكاح والذبيحة لأن الحل بهما يعتمد الملة ولا ملة للمرتد، فقد ترك ما كان عليه-الإسلام-وهو غير مقرّ على ما اعتمده، أي انتقل إليه".
 2- وقد جاء في كتاب(بدائع الصنائع) ج2(ص270) للإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي المذهب، طبع شركة المطبوعات العلمية سنة 1327هـ وهو بصدد الكلام عن شرائط جواز النكاح ونفاذه، فقال:" ومنها أن يكون للزوجين ملّة يقرّان عليها، فإن لم يكن أحدهما مرتداً لا يجوز نكاحه أصلاً بمسلم ولا بكافر غير مرتد ولا بمرتد مثله، لأنه ترك ملة الإسلام، ولا يُقَرّ على الردة، ويُجبَر على الإسلام بالقتل، فكانت الردة في معنى الموت، والميت لا يكون محلاّ للنكاح، ولأن ملك النكاح ملك معصوم ولا عصمة مع الردة.. والدليل عليه أن الردة لو اعترضت على النكاح رفعته فإذا قارنته تمنعه من الوجود من طريق الأولى كالرضاع، لأم المنع أسهل من الرفع.
 3- كما ورد في كتاب (الهداية شرح بداية المبتدئ) لشيخ الإسلام برهان الدين أبي بكر الميرغاني طبع المطبعة الأميرية سنة 1315هـ جزء2(ص505) في باب "نكاح أهل الشرق ما نصه:" وزلا يجوز أن يتزوج المرتد من مسلمة ولا كافرة ولا مرتدة لأنه مستحق للقتل، والإمهال ضرورة التأمل والنكاح يشغله عنه"، وعلق الكمال بن الهمام على ذلك بقوله:" أما المسلمة فظاهر لأنها لا تكون تحت كافر، أما الكافر لأنه مقتول معنى، وكذا المرتدة لا تتزوج أصلاً لأنها محبوسة للتأمل، ومناط المنع مطلقاً عدم انتظام مقاصد النكاح وهو لم يشرع إلا لها، وقد جاء في المرجع الأعلى للميرغياني في باب أحكام المرتدين ج4(ص396) حيث قسم تصرفات المرتد إلى اقسام وجعل القسم الثاني منها باطلاً بالاتفاق ومثّل له بالذبيحة والنكاح. 
4- وفي كتاب (الدر المختار شرح تنوير الابصار) للعلامة محمد علاء الدين الحصكفي طبع المطبعة الأميرية ج2(ص407) في باب نكاح الكافر" ولا يصح أن ينكح مرتد أو مرتدة أحداً من الناس مطلقاً" وفي باب المرتد ج3(310):" ويبطل منه اتفاقاً ما يعتمد الملة وهو خمس: النكاح والذبيحة والصيد والشهادة والغرث". وعلق الشيخ ابن عابدين في حاشيته على قول الحكفي ما يعتمد الملة نقلاً عن الطحاوي- أي ما يكون الاعتماد في صحته على كون فاعله معتقداً ملّة من الملل، والمرتد لا ملّة له أصلاً- لأنه لا يُقَر على ما انتقل إليه.
 5- وورد في كتاب (البحر الرائق شرح كنز الدقائق) للعلامة زين الدين بن نجيم الملقب بأبي حنيفة الثاني ج5(ص144) الطبعة الاولى بالمطبعة العلمية، بعد أن تكلم على تصرفات المرتد حال الردة:" والحاصل أن ما يعتمد الملة لا يصح منه اتفاقاً هي خمسة: النكاح، والذبيحة، والصيد، والإرث والشهادة". 
6- وذكر الزيلعي في شرحه للكنز ج3(ص288) طبع المطبعة الاميرية سنة 1313هـ  نحو ذلك، ومثّل للباطل من تصرفات المرتد بالنكاح، وذكر المؤلف نفسه في باب نكاح الكافر ج2(173) شرحاً لقول المتن:" ولا ينكح مرتداً أو مرتدة أحد لأن النكاح يعتمد الملة ولا ملة للمرتد". 
7-كما ورد في كتاب " المغني" لابن قدامة الحنبلي (ص83)ج10 الطبعة الأولى بمطبعة المنار سنة 1348 هـ تحت عنوان بطلان زواج المرتد وبطلان ملكه:" وإن تزوج لم يصح تزوجه لانه لا يُقَر على النكاح وما منع الإقرار على النكاح مع انعقاده كنكاح الكافر للمسلمة، وإن تزوج لم يصح تزوجيه، لأن ولاءه على موليته قد زالت بردته".
8- وقال مثل ذلك صاحب الشرح الكبير المطبوع من المغني(98) من الجزء نفسه.
 9- وقال مثله أيضاً الهيتمي بن حجر في شرحه المسمى(حفة المحتاج بشرح المنهاج) ج9(ص100).
 ومن حيث إن المدعي، بعد أن استبان في جلسة المناقشة فساد ما يؤسس عليه دعواه من أن فقهاء الشريعة الإسلامية لم يضعوا لزواج المرتد حكماً عمد إلى إقامة الدعوى على إساس آخر، ذلك أن وصف الردة لا ينطبق عليه ولا يلحقه فلا محل لتطبيق أحكام زواج المرتد على زواجه، واستشهد في تعريف الردة قولاً لابن عابدين في حاشيته" رد المحتار على الدر المختار" جاء فيه:"غن المرتد لغة هو الراجح مطلقاً، والمرتد شرعاً هو الراجح عن دين الإسلام، وركنها إجراء كلمة الكفر على اللسان بعد الإيمان،وهو تصديق محمد صى الله عليه وسلم في جميع ماجاء من عند الله مما عُلِمَ بالضرورة. ويستطرد المدعي إلى أنه لم يكن مسلماً في اي وقت من الأوقات، بل إنه ولد بهائي عن أبيه وتبعاً له، واستدل على بهائية أبيه بالشهادة التي قدمها من المحفل المركزي للبهائيين بمصر والسودان، ثم رتب على ذلك كله أنه يعتبر ذمياً لا مرتداً ولا تنطبق فتيا المفتي على حالته حيث وَرَد فيها:ط إن من اعتنق مذهب البهائيين من بعد أن كان مسلماً صار مرتداً عن دين الإسلام، ولا يجوز مطلقاً ولو ببهائية مثله، ثم اشار إلى أن زوجته مولودة لأبوين بهائيين، وأنه لم يكن مسلماً هو ولا زوجته في اي وقت حتى يقال إنه مرتد".
 ومن حيث إنه وإن كان للردة معنى شرعي، التكذيب بعد سابقة التصديق، إلا أن مقطع النزاع في الأساس الجديد الذي يحاول المدعي أن يقيم عليه دعواه، هو معرفة حكم ابن المرتد في الشريعة الإسلامية متى كان أبوه أو أمه أو أحد أجداده مسلماً، الأمر الذي كلّفت المحكمة الطرفين ببحثه فتقاعسا عنه وهو ما تؤخر التصدي لع إلى ما بعد مناقشة الأوراق المقدمة من المدعي من المحفل البهائي، إذ هي دليل الواقعة التي يقيم عليها المدعي من المحفل البهائي، إذ هي دليل الواقعت التي يقيم عليها المدعي نظريته الجديدة.
 ومن حيث إنه قد بان للمحكمة من الرجوع إلى شهادة المحفل البهائي المقدمة من المدعي أخيراً أن عبارتها جرت على النحو الآتي:" بناء على الطلب المقدم من حضرة مصطفى كامل عبد الله أفندي-المدعي- بإعطائه شهادة من واقع سجلات المحفل الروحاني المركزي المركزي للبهائيين بمصر والسودان عن قيد والده حضرة علي أفندي عبد الله بها، نقرر أنه بالاطلاع على سجلات المحفل تبين أن حضرة علي افندي عبد الله مقيد بهذه السجلات الممسوكة منذ عام 1929 كأحد أفراد الطائفة البهائية بمصر". وأول  ما يلحظ في شأن هذه الشهادة أنه جهلت تاريخ تمذهب والد المدعي بالبهائية، كما أنها لم تعيّن بالضبط الوقت الذي مُسكت فيه سجلات المحفل واكتفت بالقول بأنها ممسوكة منذ عام 1929. وبأخذ الأمر على ظاهر ما فيه، ومع افتراض أن المدعي كان من أوائل من اعتنقوا البهائية في سنة 1929 فإن ما جاء بوثيقة زواج المدعي المؤرخة 20 من مارس سنة 1947 والتي ذكر بها أن عمره 34 سنة، اي أنه مولود عام 1913، إذا ما قرن هذا الأمر بذاك أمكن استخلاص أن سن المدعي وقت أن اعتنق والده البهائية كان 1 سنة، ومقتضى ذلك ولازمه أن وقت أن حملت أم المدعي به كان ابوه مسلما، ووقت أن ولد المدعي كان الاب مسلماً ايضاً، ووقت أن بلغ المدعي سن التكليف كان الاب لايزال على إسلامه، ولا خلاف في أن سن التكليف، وهو سن المحاسبة على ترك فرائض الإسلام هو سن الخامسة عشرة بل إن البهائية نفسها تتخذ هذه السن سناً للبلوغ، كما ورَدَ في قانون أحوالها الشخصية على نحو ما سلف ذكره. ومن ثم يكون المدعي قد علَق في بطن أم لأب مسلم، وولج لأب مسلم. فهو مسلم تبعاً لأبيه وهو(الإبن) قد بلغ مسلماً قبل أن يرتدّ أبوه عن الإسلام، وباعتناقه البهائية فهو مرتدّ بكل معاني الكلمة لغة وشرعاً تحكمه فتيا المفتي من أن من كان مسلماً واعتنق البهائية فهو مرتد وزواجه باطل سواء أكان من مسلمة أو من بهائية، ومن ثم فلا حاجة في هذا المقام إلى بحث ما إذا كانت زوجته مولودة لوالدين بهائيين كما يقول المدعي أم لا، ويكفي الإشارة إلى أن الشهادة المقدمة لم تشر على والدة الزوجة وإنما أشارت على أن اباها خليل عياد أفندي من الطائفة بحسب السجلات الممسوكة بالمحفل منذ سنة 1929. هذا ولايفوت المحكمة أن تشير إلى أن الورثة111 من ملف خدمة المدعي المقدم من الحكومة تدل على أنه وُلِد على التحقيق في 28 من مايو سنة1912 مما يقطع بأنه كان يقارب السابعة عشر حينما ارتد أبوه-على فرض أن تلك الردة كانت في أوائل سة 1929عقب إصدار الدستور البهائي وإنشاء المحفل الروحاني بمصر. 
ومن حيث أن حكم الشريع الإسلامية في شأن ابن المرتد قاطع لكل شبهة، دافع للأساس الجديد الذي يحاول المدعي إقامة الدعوى عليه، وذلك أن ابن المرتد مسلم في نظر الإسلام سواء أعلق في بطن أمه قبل الردة أم بعدها، ومن باب أولى ما إذا كان قد ولد قبل ردة أبيه، بل يكفي لاعتبار ابن المرتد مسلماً أن يكون لأحد أبويه أب مسلم مهما علا وبعُد، سواء أمات هذا الجد البعيد على الإسلام أو ارتد عنه حال حياته، ويرى البعض ان ابن المرتد يعلق ويولد ويبلغ مسلماً فإن ظهر منه الكفر وترك الإسلام فهو مرتد أصيل يستتاب ويمهل، فإن لم يتب يعامل معاملة المرتدين من وجوب القتل إن كان ذكراً والحبس والضرب حتى الموت إن كان انثى، وذلك من عدة أوجه أساسية، منها: ان الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، ومنها أنه مَن وُلِد في دار الإسلام ولم يُعرف والده فهو مسلم، إذ حكم الإسلام يثبت ابتداء بطريق تبعية الدار عند الولادة ومن باب أولى إن بقي بدار الإسلام حتى بلغ أشده، وهذا أمر مسلّم متفق عليه في المذاهب الأربعة، وأما أدلة ذلك: 
فأولاً: جاء في (ص93)ج10 من كتاب (المغني) لابن قدامة على مختصر الخرقي وهو حنبلي المذهب ما نصه:" فأما أولاد المرتد فإن كانوا ولدوا قبل الردة فإنهم محكوم بغسلامهم تبعاً لآبائهم ولا يتبعونهم في الردة لان الإسلام يعلو وقد تبعوهم فيه ولا يتبعونهم في الكفر ولا يجوز استرقاقهم صغاراً لأنهم مسلمون ولكباراً لأنهم إن ثبتوا على إسلامهم فهم مسلمون وإن كفروا فهم مرتدون حكمهم حكم آبائهم في الاستتابة". هذا رأي الحنابلة في ابن المرتد إن ولد قبل ارتداد ابيه، اما المالكية فيَرَون أن ابن المرتد المسلك حتى ولو ولد حال ردة أبيه ودليله هو:
 ثانياً: فقد قال الشيخ أحمد الدردير ( في الشرح الكبير على خليل)ج4(ص305) في باب الردة:" وبقي ولده الصغير مسلماً ولو ولد في حالة ردة أبيه اي حكم بإسلامه ولا يتبعه، ويجبر على الإسلام إن أظهر خلافه، فإن تُرِك اي لم يطلع عليه حتى بلغ وأظهر خلاف الإسلام فيحكم عليه بالإسلام ويجبر عليه ولو بالسيف".
 ثالثاً: - أما الأحناف، فقد جاء في (المبسوط) للسرخسي(ص37) في صدد الحديث عما إذا ارتد الزوجان معاً ثم ولدت الزوجة منه:" واما الولد فإن ولدته لأقل من ستة أشهر منذ يوم ان ارتد فله الميراث لأننا تيقنّا أنه كان موجوداً في بطن أمه حين كان الزوجان مسلمين فهو محكوم له بالإسلام ثم لا يصير مرتداً بردة الابوين ما بقي في دار الإسلام لأن حكم الإسلام يثبت ابتداء بطريق تبعية الدار فلأن يبقى فهو أولى به".
 أما الشوافع ففي رأيهم جماع الآراءا لسابقة وأكثر، فقد جاء في (متن المنهاج) مع شرحه لابن حجر(ص98) وما بعدها:" وولد المرتد إن انعقد أي علق في بطن أمه قبل الردة و بعدها، وكان أحد أبويه من جهة الاب أو الأم وإن علا أو مات مسلماً فهو مسلم تغليباً للإسلام وإن كان أبواه مرتدين وفي أصوله مسلم فمسلم ايضاً لا يسترقّ، ويرثه قريبه المسلم، ولا يجوز عتقه عن الكفارات إن كان قنّا لبقاً، علقه الإسلام في أبويه، وفي قول وهو مرتد، وفي قول: هو كافر أصلاً لتولده بين كافرين ولك يباشرا غسلاماً حتى يغلظ عليه فيعامل معاملة ولد الحربي، إذ لا أمان له. نعم لا يقر بجزية لأن كفره لم يشند لشبهة دين كان حقاً قبل الإسلام وغلا ظهر أنه مرتد، وقطع به العراقيون، ونقل إمامهم القاضي أبو الطيب الاتفاق من أهل المذهب على كفره ولا يقتل حتى يبلغ ويمتنع عن الإسلام".
 ومن ثم فلا حاجة فيما يثيره المدعي من أن وصف الردة لا ينطبق عليه لأنه لم يكن مسلماً ارتد عن الإسلام، إن أنه ولد لاب بهائي لا حجة في ذلك بعد أن ثبت أن البهائي مرتد وأن ابن المرتد إما أنه مسلم فإذا بلغ وأظهر غير الإسلام فيكون قد ارتد بعد البلوغ تجري في شأنه أحكام الردة من حيث وجوب القتل وبطلان التصرفات التي تعتمد الملة وأهمها الزواج، وإما أنه مرتد تبعاً لأبيه أو أبويه، ولكن لا يتقل إلا بعد البلوغ، وبعد أن يستتاب، فإن لم يتب تجري في شأنه أحكام الردة. ومن حيث أنه لا تزال في ذهن المدعي شبهة يجب أن تندفع، تلك هي أنه يحوم حول الذميين بحجة أنه صاحب دين يترك وما هو عليه وتستحق عليه الجزية فيكون زواجه صحيحاً في نظر الإسلام، وفاتَهُ أن أن الدين الذي يُقَرّ معتنقه عليه بالجزية هو الدين الذي كان حقاً قبل الإسلام كما سلف في (متن المنهاج وشرحه) لابن حجر، وأما ما تلا الإسلام من الادعاء بنزول دين جديد فزندقة وكفر، وتفصيل ذلك ما جاء في(المغني) لابن قدامة الحنبلي ص568 ج10 ما يلي:" الذين تقبل منهم الجزية صنفان: أهل كتاب ومن له شبهة كتاب. أما أهل الكتاب فهم اليهود والنصارى ومن دانَ بدينهم، كالسامرة يدينون بالتوراة ويعملون بشريعة عيسى، وإنما خالفوهم في فروع دينهم. وفرق النصارى من اليعقوبية والنسطورية والملكية والفرنجة والروم والأرمن وغيرهم، ممن دان بالإنجيل وانتسب إلى عيسى عليه السلام، فكلهم من أهل الإنجيل، ومن عدا هؤلاء فكفار ليسوا من أهل الكتاب.
 وأما الذين لهم شبهة كتاب فهم(المجوس) فقد روي عن علي بن أبي طالب قوله:" كان للمجوس علم يعلمونه وكتاب يدرسونه" ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سنوا بهم سنة أهل الكتاب" كما جاء في (ص570) من المرجع نفسه:"إذا ثبت ذلك فإن أخذ الجزية من اهل الكتاب والمجوس ثابت بالإجماع من غير نكير ولا مخالف مع دلالة القرآن على أخذ الجزية من أهل الكتاب ودلالة السنة على أخذ الجزية من المجوس. وما روي من قول المغيرة لأهل فارس:"أمر نبينا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية. وكذلك من حديث بريدة وعبد الرحمن بن عوف؛ ولا فرق بين كونهم عجماً أو عرباً".
 ومن حيث إن المدعي لجأ في مذكرته الأخيرة إلى محاولة إيجاد سند آخر لدعواه فذهب إلى القول بأنه ليس من مصلحة العدالة تطبيق الشريعة الإسلامية على زواج المرتد في الوقت الذي تعطل فيه حكمها بقتل المرتد، غذ أن حكم الشريعة ببطلان زواج المرتد إن هو إلا فرع عن أصل هو استحقاق المرتد للقتل، أما وقد تعطل الأصل فلا وجود ولا بقاء للفرع. ومن حيث أن هذا الذي يستحدثه المدعي مردود من عدة أوجه:
أولها: أن الطرفين قد احتكما إلى الشريعة الإسلامية في شان زواج البهائي وتصاولا في هذا المضمار وأدلى كل منهما بدلوهن وتركا إلى المحكمة أن تقضي فيما تماريا فيه.
 وثانيهما: أن الشريعة الإسلامية هي الأصل لكل تقنين يصدر في هذه البلاد وكانت للمحاكم الشرعية في مصر زهاء ثلاثة عشر قرناً ولاية القضاء كاملة في جميع الأقضية على مختلف أنواعها من شخصية إلى مدنية إلى جناشية، إلى أن كانت الامتيازات الأجنبية التي بدات من السلطان منّة وفضلاً وانقلبت في آخر عهدها إلى أغلال وقيود تحدّ من سلطان الدولة ومن سيادة شريعتها، وقد زال هذا القيد وانفك هذا الغل بحمد الله.
 صحيح أنه في أواخر القرن الماضي أنشئت المحاكم الوطنية التي أريد لها أن تمسى بالمحاكم النظامية أو الأهلية، كما انشئت المحاكم المختلطة غذا ذاك وأصدر ولي الأمر إذ ذاك قوانين وضعية لتطبق في تلك المحاكم وقد زالت المحاكم المختلطة وقوانينها بزوال الامتيازات الأحنبية وبقيتي المحاكم الوطنية بقوانينها، ولكن المقطوع بع أن ولي الأمر لم يقصد حين أصدر القوانين المدنية والجنائية وقوانين الإجراءات لكليهما، لم يقصد إلى مخالفة أحكام الشريعة الإسلامية بل إنه بعد ان أعدّطنوبار باشا" رئيس الوزراء إذ ذاك تلك القوانين الوضعية بوساطة لجان كان معظمها من المشرعين الأجانب أو من الاجانب المتمصرين دفهع بها ولي الأمر قبل إصداره أمره الكريم بالعمل بها إلى شيخ الأزهر، وكان إذ ذاك الشيخ المنياوي وعرضت عليه الكثرة الغالبة منها 2277 مادة فاقرّ انها لا تخالف الشريعة الإسلامية، فهي إما نصوص توافق الشريعة الغراء تماماً أو نصوص توافق الراي الراجح بين فقهاء الشريعة او نصوص توافق الإسلام، ولكنها من قبيل المصالح المرسلة التي ترك الإسلام لأهله الاجتهاد فيها، كل مصر بحسب ظروف زمانه ومكانه كقوانين الإجراءات ومنها قانون المرافعات وقانون تحقيق الجنايات، وصحيح إلى جانب ذلك أن بعض مواد قانون العقوبات لم تعرض غلى هيثئة العلماء إذ ذاك وكل ما يترتب على ذلك من أثر أن تعكلت بعض الحدود الشرعية، فلمّا أن جاء الدستور وأكد تلك الحقيقة الواقعة وهي سيادة الشريعة الإسلامية على القوانين الوضعية، فنص في المادة 149 منه على أن الإسلام هو دين لدولة الرسمي، مما سيجئ الكلام عنه بعد فترة، ومن ثم يكون كل تقنين يعارض اصلاً اساسياً في شريعة الإسلام غير دستوري. هذا، وقد توقع بعض فقهاء الإسلام تعذر قتل المرتد لأي سبب كالهرب والاحتفاء عن الأعين، أو كونه خارج حدود الإسلام، أو كونه داخلها ولكن تحوطه قوة ومنعه يحسن معها التربص به إلى حين مباغتته، ولذلك قالوا: إن مناط قتل المرتد القدرة على ذلك، فقد وَرَد في( المغني )لابن قدامة موفق الدين على (مختصر الخرقي) عند الكلام على حكم بن المرتد:" ومتى قدر على الزوجين المرتدين أو على أولادهما استتيب منهم من كان بالغاً عاقلاً، ومن لم يتب قتل، ومن كان غير بالغ انتظرنا بلوغه، وينبغي أن يحبس حتى لا يهرب". هذا، وقد عُلِم أيضاً أن حد السرقة وهو قطع اليد قد عطّل عام المجاعة، وكان التعطيل في عهد عمر بن الخطاب وهو من أشد المسلمين تاستمساكاً بأحكام الشريعة، حتى أنه حين أمر بإقامة حد الخمر على ابنه، ولحظ أن منفِّذ الحد يترفق بابنه حتى لا يوجعه ثار وأبى إلا أن ينفذه فيه بشدة وعنف قضيا على حياة ابنه بين يديه. ولم يُعرف إذ ذاك ان تعطيل هذا القدر من الحدود للضرورة دعا إلى تعطيل بقية الحدود أو إلى تعطيل أحكام الشريعة الإسلامية التي هي أصل لذلك الفرع.
 ومن حيث إن المدعي قد استند ضمن ما استند إليه في صحة دعواه إلى أن أحكام القانون الوضعي تحول دون تطبيق أحكام الردة كلياً أو جزئياً حيث نصّ الدستور وهو القانون الأصلي لكل القوانين في المادة 12 منه على( حرية الاعتقاد نطلقة) وذهب في تفسيرها إلى أنها حرية الاستمرار على عقيدة ما وحرية تغيير تلك العقيدة في أي وقت، لأن حرية تغيير العقيدة هي مظهر من المظاهر الاولية الاساسية لحرية الاعتقاد، وفي إبطال زواج من يغير عقيدته تقييد لتلك الحرية التي نصّ الدستور على أنها مطْلَقة.
 ومن حيث إن هذا الذي يذهب إليه المدعي في تفسير هذه المادة هو على العكس تماماً مما قصد إليه واضعوها في لجنة الدستور.
 والرجوع إلى الأعمال التحضيرية للدستور طبعة مصر سنة 1940(ص87 ج1) في شأن المادة 12 ونصها الحالي بالدستور(حرية الاعتقاد مطلقة) تجد صياغتها الأولى من لجنة وضع المبادئ العامة للدستور تجري على هذا النسق (حرية الاعتقاد الديني مطلقة فلجميع سكان مصر الحق في أن يقوموا بحرية تامة علانية أو غير علانية بشعائر اية ملة أو دين أو عقيدة مادامت هذه الشعائر لا تنافي النظام العام أو الآداب العامة). هكذا وضعتها اللجنة العامة في الدستور مسترشدة بمشروع كان قد أعده اللورد كرزون وزير خارجية إنجلترا إذ ذام للدستور المصري، ولا خفاء في أن النص لو بقي على حاله لكان من السَعَة والشمول بحيث لأمكن القول في ظله بما يقوله المدعي اليوم من أن إطلاق الدستور لحرية الاعتقاد الديني وكفالته لإقامة شعائر الاديان أيّـاًً كانت، لا الأديان المعترف لها إذ ذاك فحسب، وهي الأديان السماوية، وإنما شعائر أية ملة أو عقيدة أو دين، ولو كان مستحدثاً. هذا الإطلاق والشمول يمكِّن كل صاحب دين أن يخرج من دينه إلى أي دين آخر سواء أكان سماوياً أو غير ذلك معترفاً به من قبل أو مبتدعاً ولساغ له أيضاً أن يأتي هذا الامر مراراً وتكراراً غير ملقٍ بالاً إلى ما لهذه الفوضى من أثر ومساس بحقوق خطيرة كالغرث والنسب والزواج وبحقوق أخرى لا يملك أصحابها الدفاع عنها كالقُصَّر ومعدومي الأهلية، وكان ذلك دون أن يتحمل أية مسئولية مدنية أو جنائية، ولهذا نجد أن فضيلة الشيخ بخيت يقول في جلسة 15 أغسطس سنة1922:" أطلب تعديل المادة العاشرة- هكذا كان ترتيبها- من باب حقوق الأفراد لأنها بحالتها الحاضرة لايقرها دين من الاديان، ولأنها تؤدي إلى الفوضى والغخلال بالنظام، وأطلب أن يكون النص قاصراً على الاديان المعترف بها سواء أكانت سماوية أم غير سماوية، فلا يُسمح بإحداث دين جديد كأن يدّعي شخص مثلاً انه المهدي المنتظر ويأتي بشرع جديد". ولقد أيّد هذا الاقتراح نيافة الانبا يؤنس بقوله:" اقتراح الاستاذ مفيد، ولنا عليه دليل قريب فإن سرجيوس خرج عن دين المسيحية وشرع في استحداث دين جديد وطلب من الحكومة الترخيص له بذلك فرفضت". وهذا دليل على أنه لا يمكن الترخيص لغير الأديان المعترف بها". كما نجد ايضاً الشيخ محمد خيرت راضي بك قد اقترح حذف كلمة(الديني) من الفقرة الاولى فتصبح حرية الاعتقاد مطلقة، وشرح اقتراحه بقوله:" وبغير ذلك يباح لكل شخص أن يترك دينه ويعتنق ديناً ىخر دون أن يتحمل مسئولية ذلك من جزاء مدني وغير مدني، مع أنه لا نزاع في أنه يترتب على تغيير الدين نتائج هامة في الميراث وغيره، ويكفي أن يكفل النص حرية الاعتقاد، ولأن هذا هو كل الغرض المقصود من المادة على ما أعتقد. أما الفقرة الثانية من المادة  فقد جعلت إقامة الشعائر الدينية مطلقة من كل قيد وهو يؤدي إلى الإخلال بالنظام".
 وهنا تساءل غبراهيم الهلباوي بك في حالة إذا ما أُخِذ بالاقتراح الاخير وأصبحت الفقرة الأولى( حرية الاعتقاد مطلقة ) عن اي اعتقاد يقصد المقترح وهل يدخل فيه الاعتقاد الديني أو"لا". فرد فضيلة الشيخ بخيت بقول:" الاعتقاد شيءُ والدين شيء آخر، فالمسلمون افترقوا إلى ثلاث وسبعين فرقة لكل فرقة اعتقاد خاص، مع أن لهم ديناً واحداً". صحيح أن جلسة 15 أغسطس سنة 1922 انتهت بموافقة أغلبية الحاضرين من لجنة الدستور على الإبقاء على النص الأصلي الذي أعدته لجنة وضع المبادئ العامة، إلا أن ذلك كان عقب ما قرره حضرة عبد العزيز باشا فهمي، حيث قال:" ألفِتُ نظر اللجنة إلى أن هذا النص مأخوذ بحروفه من مشروع اللورد كرزون. وقد اتفقنا على أن نأخذ هذه النصوص في دستورنا حتى لا نُرغَم على وضعها عند المفاوضات". وهذا واضح الدلالة على أن لجنة الدستور لم تكن مختارة حين قبلت أغلبيتها هذا النص بل كان مفروضاً عليها، ورغم ذلك، ورغم تلك السلطة الأجنبية الغالبة استطاعت الاتصالات خارج اللجنة إلى تعديل المادة على النحو الذي اقترحه الشيخ خيرت راضي، وكان ذلك بعد فترة، وفي جلسة 28 أغسطس سنة1922 حيث قال فضيلة الشيخ بخيت:"حسماً للنزاع الي قام بشأن المبدأ الخاص بحرية الأديان أقترح أن تحذف كلمة (الديني) من صدر المادة لتكون: حرية الاعتقاد مطلقة، بدلاً من حرية الاعتقاد الديني مطلقة". ومفاد ذلك في ضوء المناقشات التي جرت حين قدّم هذا  الاقتراح لأول مرة في الجلسة السابقة على لسان الشيخ محمد خيرت راضي بك ان قصر عبارة المادة على حرية الاعتقاد ومع حذف كلمة(الديني) مقصود منه ما قرره الشيخ بخيت من أن الاعتقاد شيء والدين شيء آخر، واصبح النص بحاله يحمي المسلم الذي يُغَيِّير مذهبه من شافعي إلى حنفي مثلاً، والمسلم الذي يترك فرقة الشيعة وينضم إلى فرقة أهل السنة أو فرقة الخوارج أو المعتزلة، كما يحمي النص المسيحي الذي يدع الكثلكة ويتمذهب بالبروتستانت، ولكنه لا يحمي المسلم الذي لا يرتد عن دينه من أن يتحمل مسئولية تلك الردة مدنية كانت أم غير مدنية، كما لا يبيح لأي شخص أن يدعي أنه المسيح نزل إلى الأرض أو المهدي المنتظر، أو أنه رسول جديد يهبط عليه الوحي من السماء، أو أنه صاحب كتاب سماوي، غذ لا حماية لها المدعي من الدستور بحسب النص الجديد للمادة 12 منه.
 ومن حيث أنه يزيد هذا الامر جلاءً ووضوحاً ما نص عليه الدستور في المادة 149 من أن الإسلم دين الدولة الرسمي، فعبارة مطلقة كهذه تقطع بأن أحكام الإسلام لها السيادة التامة في هذه البلاد ترفع كل ما يعترضها وتزيله، وكل تشريع يصدر مناقضاً لها يكون غير دستوري ويؤيد هذا الرأي التاريخ التشريعي لهذه المادة وذلك أنه في جلسة 3 من مايو سنة 1922 وضعت لجنة المبادئ العامة للدستور هذا النص بناءً على اقتراح من فضيلة الشيخ بخيت:" أريد أن أعرض بعض قواعد تضاف إلى أحكام الدستور فأطلب أولاً أن ينص على أن الدين الرسمي للدولة المصرية الإسلام، فاقترح دولة حسين رشدي باشا أخذ الآراء على هذا الاقتراح، فووفِقَ عليه بالإجماع دون أي اعتراض او تعليق، ثم تكررت تلاوته وتكررت الموافقة الإجماعية في أربع جلسات متتالية، وهذا النص من الإطلاق والشمول والعموم بحيث لا يسمح باي مدخل لريبة المستريب أو لظن المتظنن المسرف. ولا مقنع فيما ساقه المدعي تعليقاً على هذه المادة من أن لا يقصد منها التدخل في ديانات ومعتقدات الافراد الشخصية بعد ما سلف غبداؤه ولا ما يقوله المدعي من أن ما قصد إليه واضع الدستور وعناه هو الرسميات التي تتعلق بالدولة كشخص معنوي، غذ أن ذلك أقرب إلى الهزل منه إلى الجد الذي يُعنى به في مقام الرد.
 ومن حيث إنه متى تقرر ذلك كانت أحكام الردة في شأن البهائيين واجبة التطبيق جملة وتفصيلاً بأصولها وفروعها، ولا يغير من هذا النظر كون قانون العقوبات الحالي لا ينص على إعدام المرتد وليتحمل المرتد(البهائي) على الاقل بطلان زواجه إطلاقاً مادامت بالبلد جهات قضائية لها ولاية القضاء بهذا البطلان بصفة أصلية أو بصفة تبعية، كما ولا يغيِّر من هذا النظر أيضاً نص المادة 13 من الدستور وهو:" تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقاً للعادات المرعية في الديار المصرية على أن لا يخل ذلك بالنظام العام ولا ينافي الآداب" وواضح أن وضع هذا النص بدلاً من الفقرة الثانية للمادة السابعة في المشروع الأصلي وفي مشروع كرزون وهو:" ولجميع سكان مصر الحق في أن يقوموا بحرية تامة، علانية أو غير علانية، بشعائر اية ملة أو دين أو عقيدة أو مذهب"، وذلك بعد المناقشات التي أشرنا إليهاز كل ذلك واضح الدلالة على الأخذ بفكرة المعارض من رجال الأديان، إذ ذلك وعلى شعائر العقائد على أنه فروع وفِرَق لتلك الاديان المعترف بها من قبل، وقد كان ذلم بالعاجات المرعية في الديار المصرية وبشرط عدم الإخلال بالنظام والآداب.
 ومن حيث إنه تقرر أن الدستور لا يحمي تلك المذاهب المبتدعة التي تحاول أن ترقى بنفسها إلى مصاف الأديان السماوية والتي لا تعدو أن تكون زندقة وإلحادً، فالمحكمة تهيب بالحكومة أن تاخذ للأمر أهبته بما يستأهله من حزم وعزم لتقضي على الفتنة في مهدها، لأن تلك المذاهب العصرية مهما تسللت في رفق وهوادة وفي غفلة من الجميع متخذة من التشدق بالحرية والسلام، ومن تمجيدها لبعض الأديان ستراً لما تخفيه من زيغ وضلال، فإنها لا تلبث أن يُعرف أمرها وينطشف سترها، وقد تكون استمالت إليها الكثيرين من الجهلة والسذَّج، وهنالك قد تثور نفوس المؤمنين حفظاً لدينهم واستجابة للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها وتكون هي الفتنة بعينها، التي قصد الدستور وقاية النظام العام من شرورها.
 ومن حيث إن المدعي اختتم دفاعه في مذكرته الأخيرة بطرح مسألة أخيرة لبحث الدعوى منها، تلك هي ما سماه ارتباطات مصر الدولية، وحجته في ذلك أن مصر قد وقَّعت ميثاق الأمم المتحدة فهي مرتبطة بأنظمتها، وقد أقرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة عام 1948 حقوق الإنسان، وجاء بالمادة 18 منه:" لكل إنسان الحق في حرية الفكر والضمير والدين". وهذا الحق يوليه الحرية في تغيير دينه أو معتقده، ويولِيه كذلك الحرية في الإعراب عنهما بالتكلم والممارسة والعبادة وإقامة الشعائر الدينية. وخلص من ذلك إلى القول بإلزام مصر باتباع ذلك كله. وقدَّم المدعي نسخة مما أقرته الجمعية العمومية للهيئة في هذا الشأن يبين منها أنه إعلان للعالم ودعوة إلى جميع الدول سواء المشتركة في الهيئة وغير المشتركة، وقد أذيع هذا الإعلان بموافقة الجمعية العمومية بغية العمل على تَبَنِّيه وعرضه وقراءته وشرحه، وعلى الأخص بالمدارس حتى يمكن التسليم بصلاحية هذه المبادئ والعمل تدريجياً على الغيمان بها، فلد تدَّع الهيئة التي أصدرته أنه ملزم للدول الأعضاء، وما كانت لتستطيع أن تدَّعي ذلك، وليس له بمصر أية قوة ملزمة ما لم يصدر بأحكامه ومبادئه قانون من السلطة التشريعية المحلية، على أن بعض مبادئ هذا الإعلان غير مطبقة في الولايات المتحدة وبها المقر الدائم لتلك الهيئة العالمية، مثال ذلك أن المادة الثانية من الإعلان تنص على أن: " لكل إنسان جميع الحقوق والحريات المنصوص عليها فيه دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين". والتمييز بسبب اللون في أمريكا أمر معروف بلغ التشدد فيه حداً أُهدِرَت معه جُل حقوق الملوَّنين. أما المساواة الحقة وخير ما كُرِّم به بني الإنسان من نَصَفة وحرية، فقد أتى به الإسلام منذ نيَّف وثلاثة عشر قرناً من غير ما نظر إلى جنس أو لون أو عصبية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13، وقال صلى الله عليه وسلم: " لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي راسه كالزبيبة" صدق رسول الله صلى الله وسلم.
 ومن حيث إنه لكل ما لف تكون دعوى المدعي بجميع اسسها من جميع نواحيها ساقطة منهارة، لاسند لها من قانون أو واقع حقيقة بالرفض.
 لهذا: حكمت المحكمة برفض الدعوى، وإلزام المدعي بمصروفاتها، ومبلغ(300) قرش مقابل أتعاب المحاماة.   في 11/6/1952م
و" صدر في مصر القانون رقم 263 لسنة 1960، الذي قضى بحظر وتحريم النشاط البهائي. وقد جرى تسليم دار البهائيين في العباسية بالقاهرة التي يعلوها الهيكل المقدس-وهو مثمن الاضلاع- إلى جمعية المحافظة على القرآن. وحوَّلت الجمعية هذه الدار منذ عام 1960 إلى مقر رئيسي لها، ومركز للدراسات القرآنية".   ومن جملة ما صدر من أحكام تقضي بخروج البهائية عن اي دين نذكر الحكم الصادر عن محكمة القاهرة في القضية رقم 118 لسنة 1975، الذي جاء فيه:" إن البهائية ليست من الأديات المعترف بها، فعقد زواج البهائي باطل في نظر الشريعة الإسلامية، لأنه يشترط في عقد الزواج أن يكون للزواج ملة يُقرَن بها".
 
 
الملحق الثاني
1- البهائيون برئاسة زعيمهم – عباس عبد البهاء – سماسرة لليهود :
الصحيفة الاليكترونية – العالمية – رئيس التحرير : راضي صدوق.
عدد السبت : 3 نوفمبر – كانون أول – 2007م _ 22شوال 1428هـ
وثيقة: بدايات تواطؤ المسؤولين في بيع الأراضي الفلسطينية لليهود المهاجرين عام 1890
ينشر موقع "عرب48" فيما يلي ترجمة حرفية لوثيقة عثمانية تحكي على لسان ثلاثة مخبرين للدولة العثمانية تفاصيل تواطؤ بعض المسؤولين في فلسطين عام 1890 ، في بيع اراضي تمتد بين حيفا ويافا للمستوطنين اليهود. وننوه الى ان ترجمة هذه الوثيقة خصنا بها المترجم التركي الزميل الأستاذ كمال خوجة، أحد الشخصيات البارزة في الجمعية الدولية للمترجمين العرب
ترجمة الأستاذ كمال خوجة/ اسطنبول، تركيا.Y.PRK.AZS 27/39 1311
  إخبارية صادقة نرفعها إلى مقام مولانا الخليفة
نحن الذين غمرتنا الدولة العلية العثمانية أبا عن جد بالإنعام والإحسان الجزيل، وبدافع من الشعور وبدافع من الشعور والإحساس الوجداني، وبما جبلنا عليه من الفطرة والحمية الدينية والوطنية، نعتبر أنفسنا مسئولين ومطلوبين بالإخبار عن كل تصرف أو تحرك يخالف رضا مولانا السلطان في أي جهة من جهات الممالك العثمانية المحروسة. فنحن في الأصل من أهالي البلقاء وحيفا وبيروت، عندما كنا موظفين مستخدمين في لوائي عكا والبلقاء سمعنا وعلمنا من مصادر موثقة ومؤكدة ارتكاب بعض المسئولين في قضاء حيفا التابعة للواء عكا بعض الأعمال التي تتنافى والرضا العالي لمولانا ظل الله في الأرض. وقد وجدنا في أنفسنا الجرأة لعرضها فيما يلي:  من المعلوم لدى الجميع بأن إدخال اليهود الأجانب من رومانيين وروس وإسكانهم في الممالك المحروسة بشكل عام وفي بلاد فلسطين بشكل خاص وتمليكهم للأراضي ممنوع منعا باتا بموجب الإرادة السنية لحضرة مولانا السلطان. ولكن وبدافع من المنافع والمصالح الشخصية من البعض والأفكار الفاسدة والمناوئة للبعض الآخر حدث في العام الماضي ألف وثلاثمائة وستة ) 1890( بتوسط من موسى خانكر وماير زبلون اليهوديين الروسيين المقيمين في بلدتي يافا وحيفا وهما من رجال البارون هيرش، اتفق متصرف عكا صادق باشا عندما كان قائمقاما ومتصرفا هناك مع قائمقام حيفا السابق مصطفى القنواتي، والحالي أحمد شكري ومفتي عكا علي أفندي ورئيس بلدية حيفا مصطفى أفندي وعضو مجلس الإدارة نجيب أفندي على إدخال وقبول مائة وأربعين عائلة يهودية طردوا من الممالك الروسية في قضاء حيفا، وعلى بيع الأراضي التي يملكها والي أضنة السابق وشقيق المتصرف المشار شاكر باشا وسليم نصر الله خوري من أهالي جبل لبنان حيث كانوا قد اشتروها بألف وثمانمائة قطعة ورقية من فئة المائة في الخضيرة ودردارة والنفيعات لليهود المذكورين بثمانية عشر ألف ليرة، مع إعطاء المأمورين المذكورين ألفي ليرة مقابل تعاونهم لتحقيق ذلك. وبعد ذلك وفي إحدى الليالي أنزل اليهود المذكورون من السفينة إلى الساحل تحت إشراف مأمور البوليس في حيفا عزيز ومأمور الضابطة اليوزباشي علي آغا، وتم توزيعهم في نواحي القضاء. ثم قام رئيس بلدية حيفا مصطفى أفندي دون أن تكون له أية صلاحية وفي أمر يحتاج إلى إرادة سنية سلطانية بتنظيم رخص مزورة بتاريخ قديم وإحداث مائة وأربعين منزلا على الأراضي المذكورة وتحويلها على قرية وإسكان اليهود فيها وتنظيم سجل ضريبي قبل أن يكون هناك أي شيء وإعطاء هؤلاء اليهود صفة رعايا الدولة العثمانية من القدم ويقيمون في تلك القرية.
ولم يبق الأمر عند هذا الحد بل كان الادعاء بأن هؤلاء كانوا من أتباع الدولة العلية وولدوا في قضائي صفد وطبريا ويقيمون في القرية المعروفة بمزرعة الخضيرة، وأنهم لم يكونوا مسجلين في سجلات النفوس، فأجريت بحقهم معاملة المكتومين، وتحصيل غرامة قدرها مجيدي أبيض واحد ( أي ست مجيديات) من كل من له القدرة على الدفع، وإعفاء من لا يملك القدرة على الدفع، واكتملت المعاملة بأسرها في يوم واحد فأصبحت لهم صفة قدماء الأهالي فيها. وقبض وكيل المشار إليه شاكر باشا مفتي عكا علي أفندي وسليم نصر الله خوري من جبل لبنان ثمانية عشر ألف ليرة قيمة بيع تلك الأراضي، دون أي اعتبار لمصالح الأمة والوطن، ولمجرد تأمين أسباب الراحة وتحقيق الأطماع الفاسدة لهؤلاء اليهود الذين طردوا وأبعدوا من الممالك الأجنبية. إن ما حدث لا يمكن كتمه او إنكاره كما أن ذلك ثابت من خلال المعاملات الجارية في سجلات الدوائر الرسمية في عكا وحيفا. وأغلب ظننا بأنه سبق وأن قدم بعض الذوات الثقاة معلومات حول الموضوع، ويمكن الاستعلام بالوضع من متصرفيات نابلس والقدس المجاورتين لعكا وحيفا للتأكد من صحة ما أبلغنا به، ويمكن بهذه الطريقة التحقق من صحة ما نقول من قبول وإنزال اليهود كلما مرت سفينة في ميناء حيفا...........وفيما عدا هذا فإن قرية ( زُمَّارين )  التي يملكها ويحكمها اليوم البارون روتشيلد ويبلغ عدد بيوتها حوالي سبعمائة تعج باليهود، توفي مالكها في وقت سابق بلا وارث وعندما صدر الإعلام الشرعي بوجوب تسجيل القرية المذكورة في دفتر الشواغر، بيعت بطريقة من الطرق لليهود، وبغية توسيعها وزيادة أهميتها تم تمليك ثلاث قرى بالتتابع وهي: عسفيا وأم التوت وأم الجمال، وإلحاقها بزمارين. وتسهيلا لإجراء ما يلزم لتحقيق هذا النوع من الطلبات اللاحقة اشترى اليهود من صادق باشا المشار إليه أراض خربة لا تتعدى قيمتها ألفين أو ثلاثة آلاف قرش بألفي ليرة ليشتروا بعد ذلك الأراضي المهمة على الساحل بين حيفا ويافا وتعرف بخشم الزرقة وتحد الأراضي السنية وتزيد مساحتها عن ثلاثين ألف دونم، إذا فرضنا أن قيمة الدونم الواحد ليرة واحدة تكون قيمتها ثلاثين ألف ليرة، اعتبروها خمسة آلاف دونم وباعوها بخمسة عشر ألف قرش أي الدونم الواحد بثلاثة قروش، بيعت ليهود زمارين التي سبق ذكرها، وهو أمر يستغربه كل إنسان.
إلى جانب ذلك فإن القسم الأعظم من المكان المعروف بجبل الكرمل ذات الأهمية لدى الدولة أي أكثر من خمسة عشر ألف دونم بيعت بالحيل والطرق الملتوية من قبل رئيس البلدية مصطفى الخليل وعضو الإدارة نجيب الياسين إلى رهبان دير الكرمل باسم فرنسا، ونظرا للغيرة والمنافسة الحاصلة من رعايا دولة ألمانيا تجاه الرهبان، تمكن هؤلاء أيضا من الحصول على عشرة آلاف دونم من الأرض بسعر متدن جدا، ولم يمض وقت طويل حتى ظهر منافس آخر ثم تم تمليك سيدة تعرف بالست الإنجليزية وبتوسط من القنصل الإنجليزي في حيفا المستر سميث خمسة آلاف دونم من الأرض لقاء سكوتها على بيع تلك الأراضي للآخرين، وقاموا جميعا بإنشاء مبان وكنائس عظيمة عليها، على إثر ذلك وبمبادرة من متصرف عكا زيور باشا انتخب قائمقام الناصرة السابق وكيلا للحكومة السنية، فأقام في عهد رئيس محكمة البداية في حيفا محي الدين سلهب الطرابلسي دعوى ضد الأجانب المذكورين بطلب استعادة تلك الأراضي، ووصل كسب القضية مرحلة شبه نهائية، ولكن وردت برقية سامية في الأمر بتعطيل كافة المعاملات المتعلقة بهذه الدعوى ونقل المرحوم زيور باشا إلى القلعة السلطانية (1) وبذلك أصبحت شواطئ البحر وجبل الكرمل وتلك الأراضي والمناطق المهمة التي تفتدى كل حفنة من ترابها بالروح بيد الغاصبين الأجانب بدعوى التقادم. ويقوم الآن الإيراني [ عباس  عبد البهاء] المنفي حاليا في عكا الذي يحقق كل شيء يريده بفضل ثروته ونفوذه بالتفاهم مع رئيس بلدية حيفا مصطفى وعضو المحكمة الحالي نجيب بسلب أراضي العاجزين والفقراء من الأهالي بأثمان بخسة ليقوموا بعد ذلك بتهيئتها وبيعها بأثمان فاحشة لليهود، والأجانب الآخرين لتحقيق مصالحهم الشخصية.
بقي أن نقول بأن هؤلاء اليهود بفضل المال الذي بذلوه صاروا مرعيي الخواطر، فصاروا يسومون الأهالي المسلمين في القرى المجاورة لليهود أبشع أنواع الظلم، كما تسلطوا على أعراض النساء. وفي عهد المدير السابق لناحية قيصاري علي بك الشركسي وصلت إخبارية بأن اليهود في زمارين يقومون بتزوير العملات، فتوجه المتصرف إلى قراهم للتحقيق في هذه المسألة وغيرها من المسائل وبدافع الاستبداد والتحكم ضرب المدير المذكور وأهانه ولجأ إلى بعض الوسائل النفسية لعزله من منصبه. وقد استغل يهود زمارين تراخي بعض المسئولين المحليين معهم فحبسوا الرجال وقاموا بتعذيبهم، كما يقومون الآن بتخزين مختلف أنواع الأسلحة والذخائر، كما بنوا مدرسة ضخمة لتدريس مختلف العلوم، وقد لجأنا إلى الإخبار عن كل هذا آملين أن تتخذ الوسائل الكفيلة لوضع حد لمثل هذه الأعمال والأمر لحضرة من له الأمر......... )أغسطس سنة 1309 ( 15 آب 1893(  مخبر - من أهالي بيروت، المدير السابق لناحية الشعراوية بداخل البلقاء ومدير نجد الحالي، صبحي
مخبر - من أهالي حيفا، المدير السابق للريجي بلواء البلقاء، سعيد بحق محمد
مخبر- من أهالي عكا، معاون المدعي العام السابق بعكا، محمد توفيق السيد
)هذه الترجمة مطابقة للأصل العثماني المحفوظ لدي أنا المترجم كمال أحمد خوجة(
..............................................................................
[1] جناق قلعة
 
  
2- ملحق رقم ( 2 )
 
قال الاستاذ:  منذر أبو هواش معلقا على الوثيقة السابقة التي تتحدث عن : 
 عباس ميرزا الإيراني كبير سماسرة فلسطين.. بقوله :
كنت أدرك من غير شك أو تردد الأهمية الاستثنائية للوثيقة العثمانية رقم  : Y.PRK.AZJ. 27/39 التي ترجمها ونشرها الأستاذ كمال خوجة، والمحفوظة في أرشيف الوثائق العثمانية لدى رئاسة الوزراء التركية، لكن لم يدر بخلدي، ولم يخطر ببالي قط أن القراءة المتأنية التي نشرتها تحت عنوان (قراءة متأنية في وثيقة الأستاذ كمال خوجة)، ستثير مثل ذلك الاهتمام غير العادي.
لذلك فقد رأيت من المفيد أن أعيد القراءة مرة أخرى، وأن أقوم بتوسيع البحث وأن أتوسع في نقل ونشر المزيد من المعلومات المتعلقة بالوثيقة المذكورة، وبموضوع المحاولات الأولى لنقل الأراضي الفلسطينية من خلال أوائل بائعي الأراضي الفلسطينية إلى أوائل المهاجرين اليهود، خلال العقود الثلاثة الأخيرة المشئومة من القرن التاسع عشر.
أبدأ أولا بالترحم على السلطان عبد الحميد خان الثاني، الخليفة العثماني الذي تنبه للمخططات الصهيونية اليهودية منذ ولادتها، فتصدى لها بحكمة، ورفض بشدة كافة العروض المغرية، وأمر باتخاذ التدابير المشددة من أجل الحيلولة دون تحقيقها. وقد خرجت هذه الوثيقة إلى حيز الوجود لتثبت كيف تم انتهاك تلك التدابير من قبل حفنة من الموظفين الذين أعمتهم الرشوة وأعماهم الطمع وحب المال، فكانوا الجسر الذي عبر المهاجرون
اليهود من خلاله خلسة وتحت جنح الظلام إلى أرض فلسطين.
عمليات التمهيد من أجل تأسيس دولة يهودية في فلسطين كانت قد بدأت بشكل رسمي في شهر تموز من عام 1882، وقد ترافقت بداية هذه العمليات مع المحاولات الأولى التي كان يقوم بها أثرياء يهود من أجل شراء أراض من العثمانيين في فلسطين، وقد اكتسبت هذه المحاولات بعدا جديدا بعد المبادرات التي قام بها الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل لدى السلطان العثماني والحكومة العثمانية أثناء زياراته الخمس التي قام بها تباعا إلى اسطنبول خلال الاعوام 1896-1902. لكن رد السلطان العثماني على تلك العروض المغرية ورفضه الشديد لها كان قاطعا، كما أنه لم يكتف بذلك، بل أرسل تهديده إلى ثيودور هرتزل من خلال صديق الأخير نيولنسكي (Newlinski)
"إذا كان السيد هرتزل صديقا لك فبلغه أن لا يقدم على خطوة أخرى في هذا الموضوع. فأنا لن أبيع ولو شبرا واحدا من الأرض. لأن هذا الوطن ليس ملكا لي بل هو ملك أمتي. لقد حصلت أمتي على هذا الوطن بدمائها. وقبل أن يأخذ منا هذا الوطن ويبتعد عنا، سوف نغرقه بدمائنا مرة ثانية. إن جنود كتائب سوريا وفلسطين قد سقطوا شهداء واحدا تلو الآخر في بليفنا (Blevna)، لقد استشهدوا عن آخرهم، وبقوا في ساحة القتال، ولم يعد أي واحد منهم. فالدولة العلية العثمانية ليست ملكا لي، وإنما هي ملك للعثمانيين. وأنا لن أعطي أي جزء منها إلى أي أحد. لندع اليهود يحتفظون بذهبهم، فإذا ما تمزقت إمبراطوريتي يمكنهم عندها الاستيلاء على فلسطين دون مقابل. لكن هذه البلاد يستحيل تقسيمها إلا على أشلائنا. وأنا لن أسمح أبدا بإجراء عملية جراحية على جسد حي."
لكن، وعلى الرغم من ذلك، فقد كان اليهود يكررون عرضهم بتسديد ديون الحكومة العثمانية مقابل فلسطين، بل ومقابل منحهم سنجق عكا ومدينة حيفا على الأقل. لكن المسئولين العثمانيين الذين أبدوا استعدادهم لتقديم بعض الامتيازات الاقتصادية للمستثمرين اليهود، كانوا يرفضون بشدة بيع فلسطين لليهود، وكانوا يقولون بأنهم لن يفعلوا ذلك أبدا.
سفير الدولة العثمانية المعروف بمواقفه الوطنية علي فروح بك (Ali Ferruh Bey – Ali Farrouh)، قام بتاريخ 24 نيسان 1899 بالإدلاء بتصريح إلى إحدى الصحف الأمريكية قال فيه: "ليس في نية حكومتنا أن تبيع أي جزء من البلاد العربية، حتى ولو ملئوا جيوبنا بملايين القطع الذهبية" وأضاف السفير علي فروح في نفس التصريح قائلا بأن قضية فلسطين ليست قضية اقتصادية، بل هي قضية سياسية، لذلك فلا علاقة لوزارة المالية بهذه القضية.
ولم يكتف السلطان عبد الحميد الثاني برفض عروض اليهود، لكنه قام في نفس الوقت باتخاذ التدابير الفعالة ضدهم، من أجل الحيلولة دون استيطانهم في فلسطين. كما أنه قام للسبب نفسه بمبادرات دبلوماسية لدى القوى العظمى، وحاول إعاقة صهينة اليهود، وأمر بوضع أنظمة لدخول البلاد، وبذل الجهود من أجل منع اليهود من الحصول على حماية أجنبية، كما أنه أصدر أوامره بمنع بيع الأراضي الفلسطينية إلى اليهود.
قام السلطان عبد الحميد الثاني بالاتصال مع الإمبراطور الألماني وليم الثاني (Wilhelm II. – William II.)، وبين له أن مشروع هرتزل (الصهيونية) لا يتماشى مع مبدأ "وحدة الأراضي العثمانية والسيادة عليها"، الأمر الذي دفع ألمانيا التي أيدت الصهيونية في السابق، إلى التخلي عن موقفها وتوجهها هذا في السنوات الأولى من القرن العشرين. وعلى الرغم من قيام وزير الداخلية الروسي بليف (Plehve) بتوجيه خطاب إلى هرتزل في شهر آب عام 1903 يقول فيه "إن الحكومة الروسية تؤيد الصهيونية، طالما كان هدفها إقامة دولة مستقلة في فلسطين"، إلا أن الحكومة الروسية أيضا تناست وعدها هذا بعد مدة، وكفت عن تأييد الصهيونية. أما الحكومة الفرنسية فقد كانت منذ البداية ضد الصهيونية، لانها كانت تعتبر فلسطين جزءا من سوريا التي كانت تطمع في احتلالها واستعمارها منذ عقود، أما بريطانيا والولايات المتحدة فقد كانتا تقدمان أكبر دعم إلى الصهيونية.
اللوبي اليهودي كان يملك نفوذا كبيرا في أمريكا، لذلك فقد قام السلطان عبد الحميد الثاني بمحاولة من أجل ثني هذا اللوبي عن توجيه الدعم والتأييد إلى الصهيونية، وبواسطة زعيم المسلمين الأمريكان في ذلك الوقت محمد ويب (Mohammad Webb) تمكن السلطان العثماني في عام 1898 من الوصول إلى إلى ريتشارد غوثيل (Richard Gottheil) زعيم اليهود الأمريكان، ودعاه إلى التخلي عن الآمال في (الاستيطان اليهودي في فلسطين). قامت الحكومة العثمانية بالاتصال مع الجماعات اليهودية الدينية والإصلاحية في أمريكا وروسيا بشكل خاص، محاولة افهامهم بأن إنشاء دولة يهودية مستقلة في فلسطين سوف يؤدي الى حرمانهم من كافة ممتلكاتهم في أمريكا وروسيا حيث يعيشون برفاهية، وسيؤدي إن تحقق ذلك إلى نفيهم إلى فلسطين الخالية تقريبا من الإمكانيات المادية. وقد كان فقدان الاتحاد الصهيوني الأمريكي للكثير من أعضائه بعد هذه المحاولات دليلا على مدى نجاعتها ونجاحها.
وقد قامت الحكومة العثمانية في تلك الفترة، باتخاذ تدابير جادة تمنع بشكل خاص دخول المهاجرين اليهود واستيطانهم في الأراضي العثمانية. في البداية قامت الحكومة العثمانية بتوجيه تعليماتها إلى سفاراتها وممثلياتها في الخارج، وطلبت عدم منح التأشيرات للمشبوهين من اليهود. كانت الحكومة العثمانية تتابع عن قرب كافة الأنشطة الصهيونية في اوروبا، لذلك كانت قوات الأمن العثمانية تقف بالمرصاد للمهاجرين اليهود الذين كانوا يدخلون البلاد سرا عن طريق مينائي حيفا ويافا بشكل خاص، وكانت تقوم بإعادة تسفيرهم إلى الجهات التي فدموا منها. وفي شهر تشرين الأول من عام 1882 قامت الحكومة العثمانية بفرض حظر على دخول اليهود إلى فلسطين باستثناء القادمين لزيارة الأماكن المقدسة، لكن الصهاينة تمكنوا من التخفي بشكل زوار للاماكن المقدسة ونجحوا في التسلل الى فلسطين والبقاء فيها.
لذلك فقد قامت وزارة الداخلية العثمانية عام 1884 بوضع حظر على دخول اليهود إلى فلسطين قبل حصولهم على تأشيرات من السفارات العثمانية، حتى لو كانت زيارتهم بدعوى زيارة الأماكن المقدسة. وفي عام 1887 تم تحديد إقامة زوار الأماكن المقدسة من اليهود بشهر واحد. ومن أجل ضمان مغادرة الزوار اليهود للبلاد، كانت السلطات العثمانية تستوفي منهم عند دخولهم مبلغا كبيرا كتأمين مسترد. وفي هذه المرة حاول اليهود الدخول إلى الأراضي العثمانية استثناء كمواطنين من الدول العظمى. لكن في شهر آب عام 1898 تم إغلاق أبواب فلسطين بشكل كامل أمام كافة اليهود بغض النظر عن الدولة التي ينتمون إليها.
وبموجب "نظام شروط الدخول" المنشور بتاريخ 21 تشرين الثاني 1900، تم الشروع في تطبيق نظام "جواز السفر الأحمر" من أجل منع دخول الصهاينة إلى فلسطين. وحينما حاول بعض اليهود الأمريكيين والبريطانيين الذين كانوا يقيمون في البلاد العثمانية الحصول على بعض الحقوق والامتيازات الخاصة بهم، تم إجبارهم على المغادرة ليعيشوا في البلاد التي يحملون جنسياتها.
لم يكن "قانون الأراضي العثمانية" الصادر عام 1867 يمنع قيام اليهود بشراء أراض في فلسطين. وعلى الرغم من أن القانون الجديد الصادر بتاريخ 5 آذار 1883 كان يمنع الصهاينة الأجانب من شراء الأموال غير المنقولة في الدولة العثمانية، إلا أنه لم يأت بأي حكم يمنع اليهود من مواطني الدولة العثمانية من فعل ذلك. لهذا السبب، قامت المنظمات الصهيونية بدفع الأموال إلى اليهود المحليين، وأمنت للصهاينة شراء مساحات كبيرة من أراضي المنطقة.
وهكذا تم إنشاء بعض التجمعات السكنية الصهيونية، كما سوف نرى من خلال بعض الوثائق الهامة لاحقا، كيف قام بعض السكان وبعض المتنفذين المحليين في تلك السنوات بأعمال الوساطة في بيع قسم لا يستهان به من الاراضي الفلسطينية إلى اليهود حرصا وطمعا.
وبناءا على ورود الشكاوى فيما يتعلق بهذا الموضوع، اضطرت حكومة السلطان عبد الحميد الثاني في خريف عام 1892 إلى اتخاذ سلسلة من التدابير الجديدة. حيث جرى التعميم على دوائر الطابو المحلية وعلى السكان بمنع كافة اليهود المحليين واليهود الأجانب من شراء الأموال غير المنقولة، وفي تلك السنوات أصبح بيع الأراضي العثمانية إلى الأجانب يعتبر "خيانة للوطن وخيانة للدين تستوجب غضب الله وعقابه". لقد أصبح بيع الأراضي للأجانب وقيام الإرساليات التبشيرية ببناء المدارس والمستشفيات أمورا تتطلب موافقة وإرادة خاصة من السلطان العثماني. أما بالنسبة إلى العرب الفلسطينيين المضطرين إلى بيع أراضيهم، فقد أبدى السلطان عبد الحميد الثاني استعداده واستعداد حكومته لشراء تلك الأراضي وضمها الى أموال الخزينة الخاصة.
كان التقرير المشار إليه بأعلاه والمكتوب من قبل ثلاثة مسئولين فلسطينيين والمرسل بتاريخ 15 آب 1893 يشرح الوقائع وأعمال الخيانة التي كانت تجري في فلسطين بدقة متناهية وبتفصيل عجيب. نعم، فهذا التقرير المكون من صفحتين والذي كتبه صبحي بك (المدير السابق لناحية الشعراوية الشرقية في منطقة البلقاء وهو من أهالي بيروت)، وسعيد اسحق محمد (المدير السابق للريجي في سنجق البلقاء وهو من أهالي حيفا)، ومحمد توفيق السيد (المساعد السابق للمدعي العام في عكا وهو من أهالي مدينة نابلس)، دليل إثبات يفضح بالتفصيل العملاء الذين كانوا وراء تأمين قاعدة الانطلاق للغزاة الصهاينة، وكيف كان ذلك.
ويقدم هذا التقرير عرضا موثقا بالأرقام والأسماء عن التصرفات والتحركات والأعمال المشبوهة وغير القانونية التي كان يقوم بها بعض المسئولين في قضاء حيفا، التابع للواء عكا في ذلك الوقت، وعن قيامهم بإدخال المهاجرين اليهود الروس والرومانيين، وتمليكهم الأراضي، وتوطينهم وإسكانهم في الأراضي العثمانية عموما، وفي فلسطين على وجه الخصوص، على الرغم من وجود إرادة سلطانية تمنع هذه الأمر وبشكل قطعي.
ويبدأ التقرير بالإشارة إلى ما حدث قبل ذلك في عام 1306 شرقية (1890 ميلادية)، حين قام اثنان من اليهود الروس هما موسى خانكر وماير زبلون من رجال البارون هيرش (Hirsch) والمقيمان في بلدتي يافا وحيفا، بالترتيب والاتفاق مع متصرف عكا صادق باشا (عندما كان قائم مقام ومتصرفا هناك)، ومع قائم مقام حيفا السابق مصطفى القنواتي، والقائم مقام الحالي (في ذلك الوقت) أحمد شكري، ومفتي عكا علي أفندي، ورئيس بلدية حيفا مصطفى أفندي، وعضو مجلس الإدارة نجيب أفندي، حيث قام هؤلاء جميعا بترتيب إدخال واستقبال مائة وأربعين عائلة يهودية قادمة من روسيا في قضاء حيفا، وقاموا بترتيب بيع الأراضي الواقعة في الخضيرة ودردارة والنفيعات، والتي كان يملكها والي أضنة السابق شاكر باشا (شقيق المتصرف المشار إليه)، وسليم نصر الله الخوري (من أهالي جبل لبنان)، إلى اليهود المذكورين مقابل ثمانية عشر ألف ليرة، مع إعطاء الموظفين المذكورين ألفي ليرة مقابل تعاونهم لتحقيق ذلك. وتم بعد ذلك إنزال اليهود المذكورين ليلا من السفينة إلى الساحل، تحت إشراف مأمور البوليس في حيفا عزيز، ومأمور الضابطة اليوزباشي علي آغا، وتم توزيعهم في نواحي القضاء. ثم قام رئيس بلدية حيفا مصطفى أفندي (من دون أن تكون له أية صلاحية، ورغم علمه بأن الأمر يتطلب إرادة سلطانية) بتنظيم رخص مزورة بتاريخ قديم، وإنشاء مائة وأربعين منزل على الأراضي المذكورة، وتحويلها إلى قرية، وإسكان اليهود فيها، وتم تنظيم سجل ضريبي لهؤلاء اليهود قبل أن يكون هناك أي شيء، كما تم إعطاؤهم صفة رعايا الدولة العثمانية، لكي يبدو الأمر وكأنهم كانوا يقيمون في تلك القرية منذ القدم.
ويضيف التقرير بأن التزوير الحاصل لم يتوقف عند ذلك الحد، بل إن الأمر قد وصل بالمسئولين المذكورين إلى حد الادعاء بأن هؤلاء اليهود كانوا من أتباع الدولة العثمانية، وأنهم قد ولدوا في قضائي صفد وطبريا، وأنهم كانوا يقيمون في القرية المعروفة بمزرعة الخضيرة، وأنهم لم يكونوا مسجلين في سجلات النفوس، حيث نظمت بحقهم معاملة المكتومين (المنسيين أو البدون)، مقابل تغريم كل واحد قادر على الدفع منهم مجيدي أبيض واحد ( أي ست مجيديات) كغرامة تأخر في التسجيل، بينما اعفي من هذه الغرامة من ادعوا منهم عدم مقدرتهم على الدفع، وقد أبدى كانبوا الرسالة استغرابهم من اكتمال تلك المعاملة بتلك السرعة وخلال يوم واحد، حيث اكتسب هؤلاء المهاجرون اليهود الجدد صفة قدماء الأهالي بين ليلة وضحاها.
وتعيد الرسالة التأكيد على قيام وكيل شاكر باشا المذكور، ومفتي عكا علي أفندي، وسليم نصر الله الخوري من جبل لبنان بقبض مبلغ ثمانية عشر ألف ليرة قيمة بيع تلك الأراضي، دون أي اعتبار لمصالح الأمة والوطن، ولمجرد تأمين أسباب الراحة لهؤلاء اليهود الذين طردوا وأبعدوا من الدول الأجنبية. وأن عمليات إنزال المهاجرين اليهود كانت تتم كلما مرت سفينة في ميناء حيفا.
وتكشف هذه الرسالة في شهادة فريدة للتاريخ، عن العمليات الملتوية التي واكبت سيطرة المهاجرين اليهود على منطقة قرية زمارين الفلسطينية وما حولها، فتؤكد وقوع القرية في ذلك الوقت تحت سيطرة البارون روتشيلد، وأنه أصبح بطريقة ما مالكا لها، وأن في القرية سبعمائة بيت يعود معظمها لليهود. وتبين الرسالة أن القرية قد تم بيعها لليهود بطريقة مشبوهة، إثر صدور إعلام شرعي بوجوب تسجيل القرية في دفتر الشواغر، بعد أن مات مالكها الأصلي، والذي لم يكن له ورثة شرعيون. كما تذكر الرسالة تفصيلات هامة عن تمليك القرى المحيطة بقرية زمارين وإلحاقها بها وهي: شيفيا وأم التوت وأم الجمال، وتذكر الرسالة أيضا أن صادق باشا قد باع الى اليهود أراض خربة لا تتعدى قيمتها ألفي قرش مقابل ألفي ليرة. كما تذكر الرسالة الوثيقة أن تلاعبا مشبوها آخر رافق عملية بيع الأراضي الهامة على الساحل بين حيفا ويافا والمعروفة بخشم الزرقة، والتي تزيد مساحتها عن ثلاثين ألف دونم، حيث بيعت الى يهود زمارين على اعتبار أنها خمسة آلاف دونم فقط، وبسعر ثلاثة قروش للدونم، مع أن سعر الدونم الواحد في ذلك الوقت كان يبلغ ليرة واحدة...!
ويكشف كاتبوا هذا التقرير في جانب هام آخر منه الكيفية التي قامت بها بعض الإرساليات التبشيرية باستملاك بعض أراضي المنطقة، ويتحدثون عن عمليات التلاعب والتحايل التي تمت في تمليك معظم أراضي جبل الكرمل، مركزين على أهميته بالنسبة للدولة العثمانية، ويذكرون بأن القسم الأعظم (أكثر من خمسة عشر ألف دونم) من أراضي هذا الجبل الشهير قد تم بيعه (بالحيل وبالطرق الملتوية) إلى رهبان دير الكرمل الفرنسيين من قبل رئيس البلدية مصطفى الخليل، وعضو الإدارة نجيب الياسين، وأن (عشرة آلاف دونم) أخرى قد تم بيعها بطرق مشابهة، وبسعر منخفض أيضا، إلى بعض الرهبان الآخرين من رعايا الدولة الألمانية، وأن القنصل البريطاني في حيفا في ذلك الوقت المدعو مستر سميث قد توسط في تمليك (خمسة آلاف دونم) إلى سيدة بريطانية (The British Lady) مقابل سكوتها على بيع تلك الأراضي إلى الأجانب الآخرين، وأنه قد تم بعد ذلك إنشاء مبان وكنائس ضخمة على تلك الأراضي.
ولم يهمل كاتبوا الرسالة الإشارة إلى القضية العامة التي بادر متصرف عكا زيوار باشا إلى رفعها، في عهد رئيس محكمة البداية في حيفا محي الدين سلهب الطرابلسي، ضد الأجانب المعنيين، مطالبا باستعادة تلك الأراضي، وقد نوه كاتبوا الرسالة بأن تلك القضية كادت أن تحسم للصالح العام، لولا ورود برقية من سلطات أعلى بتعطيل كافة المعاملات المتعلقة بهذه القضية، مع الأمر بنقل المرحوم زيوار باشا إلى القلعة السلطانية (جناق قلعة)، وتعيينه هناك، ويتابع كاتبوا الرسالة قائلين (وبذلك أصبحت شواطئ البحر وجبل الكرمل وتلك الأراضي والمناطق المهمة التي تفتدى كل حفنة من ترابها بالروح بيد الغاصبين الأجانب بدعوى التقادم).
أما الجزء الأخير والهام أيضا من هذا التقرير، فيشير إلى الدور البهائي في هذه اللعبة، وإلى النشاطات التي كان يقوم بها (الإيراني عباس المنفي حاليا في عكا) ويقصد به الزعيم البهائي عباس أفندي (الذي يدعى أيضا بالغصن الأعظم أو عبد البهاء)، ويقول التقرير أن عباس هذا، كان يحقق كل شيء يريده بفضل ثروته ونفوذه، بالتفاهم مع رئيس بلدية حيفا مصطفى، وعضو المحكمة نجيب، وأنه كان يقوم وعملاؤه بسلب واغتصاب أراضي العاجزين والفقراء من الأهالي، بأثمان بخسة، ليقوموا بعد ذلك بتهيئتها، وبيعها بأثمان فاحشة إلى اليهود والأجانب الآخرين، من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.
أما هذا العباس (السمسار الأعظم) الذي أنعم عليه البريطانيون بلقب (سير) نظير خدماته الجلى التي فضحتها الرسالة الوثيقة، فيبدو أنه قد خص نفسه بقطعة كبيرة من الأرض، تمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط وحتى قمة جبل الكرمل في حيفا، حيث تم دفنه هناك بعد وفاته، وبني له ضريح ضخم ذو قبة ذهبية صفراء، أطلقوا عليها اسم (قبة عباس)، كما أن أتباعه البهائيون قاموا ببناء المقر والمعبد الرئيسي للديانة البهائية في نفس الموقع. وتعتبر الحديقة المحيطة بذلك المعبد المشيد على الأراضي المغتصبة من الفلسطينيين، واحدة من أجمل الحدائق في العالم.
ويصف التقرير في ختامه، كيف تمكن المهاجرون اليهود بفضل المال من السيطرة على المتنفذين في ذلك الوقت، وكيف أصبحوا من المحسوبين الذين يحسب لهم ألف حساب، لدرجة أنهم أصبحوا يتحرشون بالنساء ويضايقون الأهالي المسلمين في القرى المجاورة ويتسلطون عليهم، ويدلل التقرير على ذلك بذكر ما تعرض له علي بك الشركسي المدير السابق لناحية قيصاري (قيسارية) من قبل يهود زمارين، حين توجه إلى هناك من أجل التحقيق، بعد ورود إخبارية عن قيام اليهود بسك وتزييف النقود العثمانية المعدنية (الاقجه)، حيث قام اليهود بضرب المدير المذكور واهانته، وبلغ بهم الأمر إلى حد التسبب ومن خلال بعض الوسطاء في عزله عن وظيفته، ويبين التقرير كذلك أن هذا التراخي من قبل بعض المسئولين المحليين مع المهاجرين اليهود، جعل هؤلاء يتجرؤون ويقومون بإرهاب من يعارضهم من العرب وحبسهم وتعذيبهم، ناهيك عن قيامهم في نفس الوقت ببناء المدارس السرية وتخزين مختلف أنواع الأسلحة والذخائر...!

منذر أبو هواش

الصفحة الأولى من الوثيقة
(Y.PRK.AZS 27/39-1311-5-1)
http://www.4shared.com/file/108784592/6b610e94/Y-PRK-AZJ-27-39-A.html
الصفحة الثانية من الوثيقة
(Y.PRK.AZS 27/39-1311-5-2)
http://www.4shared.com/file/108785121/ae29495c/Y-PRK-AZJ-27-39-B.html
السير عباس ميزا يحتفل بحصوله على لقب سير في فلسطين بحضور قائد جيش الاحتلال البريطاني اللنبي
http://www.4shared.com/file/108786681/433c18bd/Sir-Abbas-Allenby.html

المراجع

  1. -  الإحكام في أصول الأحكام : علي بن أحمد بن حزم ( تـ 456هـ )  : تحقيق أحمد محمد شاكر، ط1 /  1400هـ، دار الآفاق الجديدة،  بيروت.

  2. - الإحكام في أصول الأحكام : علي بن أبي علي، سيف الدين، الآمدي  ( تـ 631هـ ) : ط1/ 1389هـ. تعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي.

  3. - الإسماعيلية، تاريخ وعقائد : إحسان إلهي ظهير، ط1/ 1986م، باكستان

  4. - الإصابة في تمييز الصحابة  :أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني(تـ 852هـ ) :  دار صادر، بيروت. 

  5. –الافتخار، للداعي الإسماعيلي : أبو يعقوب إسحق بن أحمد  السجستاني (تـ331هـ ) :  تحقيق د. مصطفى غالب، بيروت . 

  6. - الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام : يحيى بن حمزة العلوي ( تـ 749هـ ) : تحقيق : فيصل عون، منشأة المعارف، الاسكندرية.

  7. - الأقدس : - كتاب البهائيين المقدس  -  حسين علي المازنداني ( بهاء الله )  ( تـ 1892م ) ، نسخة مصورة عن مخطوطة المؤسسة العامة الآثار، بغداد، رقم ( 2216). 

  8. - الإمام ابن تيمية ( تـ  728هـ  ) وموقفه من قضية التأويل :  د. محمد السيد الجليند :الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1973م.

  9. -  الإيقان : ترجمه عن الفارسية حبيب الله الشيرازي، حسين علي المازنداني ( بهاء الله )(ت 1892م ) لندن، 1904م.

  10. - أربعة كتب إسماعيلية، ( تحقيق المستشرق الألماني : شتروطمان )، تصوير مكتبة المثنى، بغداد .

  11. - إرشاد الفحول : محمد بن علي الشوكاني، ( تـ1250هـ ) :  دار المعرفة، بيروت  1979م.

  12. -  أساس التأويل : للقاضي الإسماعيلي المغربي النعمان بن محمد بن حيون ( تـ 363هـ )   :تحقيق عارف تامر، دار الثقافة، بيروت.

  13. - أساس التقديس : محمد بن عمر، فخر الدين الرازي  ( تـ  606هـ ) : تحقيق د. أحمد حجازي السقا، مكتبة الكليات الأزهرية، 1406 هـ، القاهرة

  14. –   أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص :  د. عماد الدين محمد الرشيد : ط1/ 1999م  دار الشهاب،دمشق. 

  15. - أصول الفقه الإسلامي : د. وهبة الزحيلي : ط1/ 1986م، دمشق. 

  16. –  أصول السرخسي : محمد بن أحمد، أبو بكر السرخسي ( ت 490هـ ) : تحقيق أبو الوفاء الأفغاني، مطابع دار الكتاب العربي، مصر، 1372هـ.

  17. – أصول الفقه :محمد بن أحمد، أبو زهرة  ( تـ 1974م )، دار الفكر العربي، القاهرة

  18.  - أضواء وحقائق على البابية، البهائية، القاديانية، د. آمنة محمد نصير : ط1/ 1984م، دار الشروق، القاهرة.

  19. -  التأويل وصلته باللغة :  د. أحمد عبد الغفور عطار : دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995م.

  20. - تهذيب اللغة : محمد بن أحمد، أبو منصور الأزهري (تـ 370هـ )  : تحقيق ابراهيم الأبياري. الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر، 1966م. 

  21. - البابية عرض ونقد : إحسان إلهي ظهير : ط1/ 1978م، باكستان.

  22. -البابية والبهائية ومصادر  دراستهما : عباس كاظم مراد، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1402هـ - 1982م.

  23. -  البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم : عبد الرزاق الحسني، ط5/ 1984م، دار الحرية، بغداد.

  24. -  البيان والتبيين : عمرو بن بحر الجاحظ ( تـ 255هـ ) :تحقيق عبد السلام هرون، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1388هـ - 1968م.

  25. -البهائية :  محب الدين الخطيب : المطبعة  السلفية ومكتبتها ، القاهرة ، 1375هـ 

  26. - البهائية، تاريخها وعقيدتها، وصلتها بالباطنية والصهيونية :  عبد الرحمن الوكيل :. وملحق به : حقيقة البهائية، لفضيلة الشيخ محمد الخضر حسين  ط2/ 1986م، مطبعة المدني  القاهرة.

  27. - البهائية، حقيقتها وأهدافها :  ضاري محمد الحياني : طبع الدار العربية  بغداد، آذار 1989م

  28. -  البهائية، نقد تحليل،إحسان إلهي ظهير : ط2/ 1981م، باكستان.

  29. - البهائية وجذورها البابية  :  د. عامر النجار، ط1/ 1999م، بيروت

  30. - البهائية والقاديانية :  د. أسعد السحمراني، ط1/ 1987م، بيروت.

  31. -  التبيان والبرهان: للبهائي  أحمد حمدي آل محمد : ط3/ 1962م، مطبعة البيان، بيروت.

  32. -  التعريف بالقرآن والحديث : محمد الزفزاف : ط4/ 1984م، مكتبة الفلاح،  دولة الكويت

  33. -   التفسير والمفسرون : د. محمد حسين الذهبي ( ت،  1397هـ) :  ط2/ 1976م دار إحياء التراث العربي، بيروت.

  34. - الجامع لأحكام القرآن : محمد بن أحمد الأنصاري، القرطبي، ( تـ 671هـ ) : ط : دار الكتاب العربي، القاهرة.

  35. - الحجج البهية : للبهائي( أبو الفضائل الجرفادقاني) : طبع المحفل البهائي بمصر،سنة 1925م. 

  36. - الحراب في صدر البهاء والباب : محمد فاضل : ط1/ 1911م، دار التقدم، القاهرة

  37. -  الدلالات اللفظية عند الأصوليين :  د. عبد الحميد أبو المكارم، ط1/ 1990م، القاهرة

  38. - الصاحبي في فقه اللغة، وسنن العرب في كلامها، أحمد بن فارس : ( تـ395هـ ) : نشر المطبعة  السلفية، القاهرة. 1910م.  

  39. - الصحاح  : إسماعيل بن حماد الجوهري ( تـ 396هـ  ) ، تحقيق أحمد عطار، 1399هـ، دار العلم للملايين،  بيروت.

  40.  الصراع الدولي في الشرق الأوسط وولادة دولتي سوريا ولبنان : زين نور الدين زين، ط2، بيروت 1977م.

  41. - الطبقات الكبرى :  محمد بن سعد بن منيع البصري ، ابن سعد ( تـ 230هـ ) : دار التراث العربي، بيروت، 1996م.

  42. - الفرق بين الفرق : عبد القاهر البغدادي ( ت 429هـ )،  نشر محمد علي صبيح، القاهرة.

  43. - الفصل في الملل والأهواء والنحل : علي بن أحمد بن حزم ( تـ 456هـ ) ط2، 1395هـ، دار المعرفة، بيروت. 

  44. - المدخل للفقه الإسلامي تاريخه ومصادره : د. محمد سلام مدكور : دار النهضة العربية القاهرة

  45. -  المعجم المفهرس  : محمد فؤاد عبد الباقي : مؤسسة مناهل العرفان، بيروت

  46. – المناهج الأصولية  في الاجتهاد بالرأي في التشريع الإسلامي :  د. محمد فتحي الدريني : ط2/ 1997م، مؤسسة الرسالة، بيروت.

  47. - النبذة الكافية في أحكام أصول الدين :علي بن أحمد بن حزم ( تـ 456هـ )  : تحقيق محمد أحمد عبد العزيز، ط1/ 1405هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.

  48. - النص القرآني بين التفسير والتأويل : د. عبد الفتاح ابراهيم سلامة :، رسالة دكتوراة بمكتبة كلية أصول الدين، الأزهر الشريف، رقم ( 950) تفسير

  49.  -  المجروحين من المحدثين والضعفاء  والمتروكين، محمد بن حبان التميمي  البستي  ( تـ354هـ ) تحقيق محمود إبراهيم زايد : دار الوعي،حلب،  ط1، 1396هـ.

  50. - المسند : أحمد بن محمد بن حنبل  ( ت241ـهـ ) : تحقيق أحمد محمد شاكر، مكتبة التراث  الإسلامي، ، طبعة القاهرة  / 1990م.

  51. - المنتقى شرح موطأ  الإمام مالك :سليمان بن خلف الباجي،( تـ 494هـ ): ط3/ 1403هـ، دار الكتاب العربي، بيروت.

  52. -  المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار :  أحمد بن علي المقريزي  ( تـ 845هـ ):  بولاق، 1270هـ.

  53. - الموافقات في أصول الشريعة،، إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشاطبي ( تـ 790هـ)، دار المعرفة، بيروت.

  54.  - النهاية في غريب الحديث والأثر :  محمد بن المبارك بن الأثير :  ( تـ 606هـ) ط2/ 1399هـ، تحقيق : طاهر أحمد الزواوي، دار الفكر، بيروت 

  55. - الهداية الكبرى : لحسين بن حمدان الخصيبي :  ملحق بكتاب العلويون بين الأسطورة والحقيقة :لمؤلفه  هاشم عثمان، ط1/ 1980م،  منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت .

  56. - بغية الوعاة في طبقات النحاة :  عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، ( تـ 911هـ )،  تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، المكتبة العصرية،بيروت. 

  57. -بلدانية فلسطين العربية  : مرمرجي الدومنكي، الأب : أ. س  : ط1/ 1987م، عالم الكتب، بيروت.

  58. - تأويل الدعائم : للقاضي الإسماعيلي المغربي النعمان بن محمد بن حيون  ( ت 363هـ ) : ج2، ج3، تحقيق محمد حسن الأعظمي، ط2، دار المعارف  القاهرة . 

  59. - تأويل الشعر وفلسفته عند الصوفية : د. أمين يوسف عودة :، منشورات رابطة الكتاب الأردنيين، 1995م.

  60. -  تحفة المستجيبين : للداعي الإسماعيلي أبو يعقوب إسحق بن أحمد السجستاني ( ت 331هـ )  :  ضمن خمس رسائل إسماعيلية، تحقيق : عارف تامر، بيروت. 1956م.

  61. - تسعة عشر ملكا، بيان أن فرية الإعجاز العددي للقرآن خدعة بهائية : للمستشار حسين ناجي محمد محي الدين، ط2، 1984م، دار الزهراء للإعلام العربي، القاهرة.

  62. - تفسير القرآن العظيم  : أبو الفداء إسماعيل بن كثير، ( تـ 774هـ ) : ط2 / 1389هـ، دار الفكر، بيروت.

  63. - تفسير القرآن الحكيم،  الشهير بتفسير  المنار : محمد رشيد بن علي  رضا  ( تـ 1354هـ ) دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت

  64. -  - تفسير التحرير والتنوير :  محمد الطاهر بن عاشور : الدار التونسية للنشر، 1973م، تونس.

  65. - تفسير النصوص في الفقه الإسلامي  : د. محمد أديب صالح : ط4/ 1993م،  المكتب الإسلامي، دمشق.

  66. - تمهيد لتاريخ مدرسة الإسكندرية وفلسفتها : د. نجيب بلدي : دار المعارف، القاهرة  1980م

  67. - جامع البيان عن تأويل آي القرآن : محمد بن جرير الطبري : (تـ 310هـ) : ط2/ 1388هـ، تعليق أحمد شاكر، مطبعة الحلبي، القاهرة.

  68. - جامع بيان العلم وفضله :  يوسف بن عبد الله، ابن عبد البر  ( تـ 463هـ ) :  دار الكتب العلمية  بيروت، 1978م.

  69. - جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية :  د. محمد أحمد لوح : ط1/ 1997م، دار ابن عفان للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية.

  70. -حقيقة البابية والبهائية : د. محسن عبد الحميد : ط3/ 1985م، المكتب الإسلامي، بيروت.

  71. -  خفايا الطائفة البهائية : د. أحمد محمد عوف : دار النهضة العربية، القاهرة 

  72. - دائرة المعارف الإسلامية  :لمجموعة من الباحثين، ( ترجمة  أحمد الشنتاوي  وآخرون :) دار الفكر، بيروت.

  73. -دستور الأخلاق في القرآن : د. محمد عبد الله دراز  : تعريب وتحقيق وتعليق  د. عبد الصبور شاهين، دار البحوث العلمية ، ط4/ 1982م، الكويت.

  74. -  دعائم الإسلام :للقاضي الإسماعيلي المغربي النعمان بن محمد بن حيون ( تـ 363هـ )   :ج1، تحقيق آصف بن علي أصغر، ط3،دار المعارف، القاهرة

  75. -  ديوان الأعشى الكبير  :ميمون بن قيس :  شرح وتعليق د. محمد محمد حسين، المطبعة النموذجية بمصر.

  76. - راحة العقل،  للداعي الإسماعيلي أحمد حميد الدين الكرماني ( تـ 408هـ )  : تحقيق  : د. محمد كامل حسين وزميله، 1952م، القاهرة.

  77. -  روح المعاني : محمود شكري الآلوسي : دار إحياء التراث، بيروت. لبنان.

  78. - زهر المعاني  :للداعي الإسماعيلي  إدريس عماد الدين بن الحسن القرشي (تـ472هـ )  : تحقيق د. مصطفى غالب، بيروت.

  79. - زاد المسير في علم التفسير :  عبد الرحمن بن علي بن  محمد، ابن الجوزي  ( تـ597هـ ) ، المكتب الإسلامي، ط1/ 1964م.

  80. - سبل السلام شرح بلوغ المرام : محمد بن إسماعيل الصنعاني،ابن الأمير  (تـ 1182هـ ) : دار الجيل  بيروت، 1980م، علق عليه محمد عبد العزيز الخولي.

  81. – الشرق الأوسط، دراسة لاتجاهات سياسة الاستعمار حتى قيام ثورة 14 تموز 1958م في العراق  : د. ابراهيم شريف،  ط11965م، منشورات وزارة الثقافة والارشاد، السلسلة السياسية، دار الجمهورية، بغداد.

  82. - شرح السنة :  حسين بن مسعود الفراء البغوي ( تـ 510هـ ) : تحقيق شعيب الأرناؤوط، وزميله، ط1/ 1976م، المكتب الإسلامي بيروت.

  83. -  شرح  صحيح مسلم : يحيى بن شرف النووي ، ( تـ676هـ ) : نشر مؤسسة مناهل العرفان، بيروت .

  84. -صحيح البخاري :  محمد بن إسماعيل البخاري : ( تـ256هـ) : وبهامشه حاشية السندي، طبع الحلبي يالقاهرة، 1953م.

  85. - ظاهرة التأويل في إعراب القرآن الكريم :  محمد عبد القادر هنادي، ط1/ 1988م، مكة المكرمة

  86. - عالمية القرآن والرمزية فيه : د. فلاح الطويل : ط1/ 2000م، عمان

  87. -  فتح الباري شرح صحيح البخاري،أحمد بن علي بن محمد بن حجر  العسقلاني، ( ت 852هـ ) :  المطبعة السلفية ومكتبتها، بمصر

  88. - فضائح الباطنية : محمد بن محمد  الغزالي ( حجة الإسلام ) ( تـ 505هـ ) : نشر دار البشير، عمان، 1995م.

  89. - قانون التأويل : للقاضي أبو بكر بن العربي  ( تـ 543هـ ) :ط1/ 1406هـ، جدة  تحفيق : محمد السليماني.

  90. -  قانون التأويل،  مع معارج القدس : حجة الإسلام محمد بن محمد الغزالي  ( تـ 505هـ  )  :  تحقيق محمد مصطفى أبو العلا، مكتبة الجندي، القاهرة.

  91. - قراءة في وثائق البهائية : د. عائشة عبد الرحمن : ط1/ 1406هـ - 1986م، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة.

  92. - قضية التأويل في القرآن الكريم : إبراهيم  بن حسن سالم،ط1/ 1993م، دار قتيبة، دمشق.

  93. – كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية : الشيخ أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي ( الداعي الإسماعيلي ) ( تـ 322هـ )، تحقيق د. عبد الله سلوم السامرائي، وهو ملحق بكتابه : الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية، ط3، 1988م، دار واسط للنشر، بغداد.

  94. - كتاب الكشف : للداعي الإسماعيلي:  ابن منصور اليمن، جعفر بن الحسن بن حوشب ( ت نحو القرن الرابع ) :تحقيق د. مصطفى غالب، بيروت، 1984م. 

  95. -  كشف الخفاء :  إسماعيل بن محمد العحلوني ( تـ 1163هـ )، مؤسسة مناهل العرفان  بيروت.

  96. - كنز الولد : الداعي الإسماعيلي : إبراهيم بن الحسين الحامدي ( تـ557هـ )   : تحقيق د. مصطفى غالب، دار صادر، بيروت.

  97. - لسان العرب : محمد بن مكرم، جمال الدين ابن منظور، ( تـ711هـ ) : دار صادر،1990م،  بيروت.

  98. - مجموع الفتاوى : لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية  ( ت  728هـ)، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، وابنه محمد، نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض.

  99. - مختار الصحاح : محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، الرازي  ( تـ666هـ ) : عني بترتيبه محمود خاطر بك، المطبعة الأميرية بالقاهرة، 1922م.

  100. - مختصر المنتهى، بشرح العضد : عثمان بن عمر، ابن الحاجب،  ( تـ 646هـ ):، المطبعة الأميرية، ط1/ 1316هـ، مصر.

  101. - مزاج التسنيم : إسماعيل بن هبة الله  السليماني، ضياء الدين، المفسر الإسماعيلي :   تفسير للأجزاء ( 11-20 ) من القرآن، عني بتصحيحه المستشرق الألماني : شترطمان، طبع المجمع العلمي، غوتيغن.

  102. - معجزة القرآن : للبهائي د. رشاد خليفة : مؤسسة بنت الهدى، ضاحية بيروت الجنوبية.

  103. -   معجم مقاييس اللغة،  أحمد بن فارس : ( ت395هـ ) : تحقيق عبد السلام   هارون، مطبعة الحلبي، القاهرة، 1969م

  104.  -معجم لغات القبائل والأمصار :  د. جميل سعيد وزميله : مطبعة المجمع العلمي العراقي، 1978م

  105. -مفتاح باب الأبواب :  د.  ميرزا محمد مهدي خان : ط1/ 1321هـ، مطبعة مجلة المنار بمصر.

  106. - ملامح الفكر الفلسفي والديني في مدرسة  الاسكندرية القديمة : د. حربي عباس : دار العلوم العربية، بيروت، ط1، 1992م.

  107. –  موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة : د. سليمان بن صالح بن عبد العزيز : ط1/ 1996م، دار العاصمة، الرياض.

  108. –  نزهة الخاطر العاطر، شرح كتاب : روضة الناظر :  عبد القادر بن مصطفى بدران ( تـ 1346هـ )  :  دار الكتب العلمية، بيروت.

  109. – نصب الراية لأحاديث الهداية :  عبد الله بن يوسف الحنفي الزيلعي ( تـ 833هـ ) ط1/ 1357هـ، دار المأمون، القاهرة.

  110. – نهاية السول في شرح منهاج الأصول : عبد الرحيم بن الحسن، جمال الدين  الأسنوي  (  تـ 772هـ ) ، مطبعة محمد علي صبيح، 1969م، القاهرة

  111. – نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : محمد بن علي الشوكاني،

( تـ1250هـ ) :  دار العلم، بيروت 
الدوريات

  1.  –  عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني بين الحقيقة والخيال : د. سامي عطا حسن :  ( بحث محكم ) :  مجلة دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 26، 1999م. الجامعة الأردنية.

  2. - من محاذير التفسير: سوء التأويل :  د. يوسف القرضاوي : مقال : مجلة إسلامية المعرفة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي،السنة الثانية،  عدد/ 8، 1417هـ - 1977م.

 

[1] -  رواه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الاسلام، رقم( 936)، وكتاب الفتن، باب خروج النار، حديث رقم ( 7121).  ورواه مسلم في صحيحه : كناب الفتن، وأشراط الساعة، رقم  ( 157).

[2] - أي الشرق الأوسط، وهو تعبير جغرافي غير محدد تماما، وهو يشمل الإقليم الجنوبي الغربي من آسيا، الذي يتضمن البلاد العربية الآسيوية، كما يتضمن تركيا وإيران وأفغانستان، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي غبر القوقاز. انظر : الشرق الأوسط :  ص3.

[3] - الهند كاصطلاح جغرافي في ذلك الوقت كانت تشمل ما يعرف الآن بالهند، وباكستان، وبنغلاديش، وسيريلانكا

[4] - د. ابراهيم شريف : الشرق الأوسط، ص 9.

[5] - د. ابراهيم شريف : الشرق الأوسط،  ص 10  بتصرف  يسير.

[6] - انظر : د. ابراهيم شريف : الشرق الأوسط : ص 10-11  بتصرف.

[7] - الشرق الأوسط : ص 11

[8] - زين نور الدين زين : الصراع الدولي في الشرق الأوسط : ص 23-24.

[9] - انظر حقيقة البابية والبهائية والقاديانية ص 18 نقلاً عن تاريخ الهند البريطانية ص 304 (w.w HENTER).

[10] - د. ابراهيم شريف : الشرق الأوسط : ص58-59.

[11] - انظر :  الشرق الأوسط : ص 60.

[12] - انظر : البابية عرض ونقد : ص 164-165. وقراءة في وثائق البهائية، لبنت الشاطئ، ص 36.

[13] - انظر  : البابية عرض ونقد، ص 64.

[14] -   الكواكب الدرية في مآثر البابية : ص 238.

[15] - إحسان إلهي ظهير : البابية عرض ونقد، ص 63.

[16] - تعليمات حضرة بهاء الله : ص 30.

[17] - أمين سعيد : الثورة العربية الكبرى : ص 150.

[18] - الميرزا غلام أحمد : ترياق القلوب، ص 15.

[19] - الميرزا غلام أحمد : تبليغ رسالت، مجلد 7 / ص1.

[20] - البهائية تاريخها وعقائدها، ط2/ ص 251.

[21] - بيت العدل : هو هيئة منتخبة من البهائيين لإدارة شئون البهائيين على النطاق العالمي. ويكون عدد أفراد بيت العدل ( تسعة )كعدد حروف البهاء بحساب الجمل. ويكون مقر ( بيت العدل ) دائما في ( حيفا ) بفلسطين المحتلة  برعاية العصابة اليهودية.. ومن أعمال  ( بيت العدل ) : تشريع ما لم تنص عليه كتب بهاء الله، ونشر الكتب البهائية، وتدبير شئون أوقاف البهائيين المحلية والعالمية، وإبرام عقود الزواج البهائية. وأعضاء بيت العدل الذين انتخبوا عام ( 1963م) تسعة، وهم : شارلزو ولكات . ودكتور روح . وبورا كاؤلين، وإعماز كيسين من أمريكا.. وديو هافمين، وإئن سمبل، من إنكلترا. وهوشمند فتح أعظم، وعلى نخجواني، ودكتور حكيم، من إيران. وقد انتخب المجلس الأعلى للبهائية في فلسطين المحتلة يهوديا أمريكيا يدعى ( ميسون ) رئيسا روحيا لجميع البهائيين في العالم.. انظر : البابية عرض ونقد : ص 29-30. والبهائية حقيقتها وأهدافها : ص 101-102.

[22] - د. عبد المنعم الحفني : الموسوعة النقدية للفلسفة اليهودية، ص 14.

[23] - مكاتيب عبد البهاء : ج3/ ص 312. وانظر : البهائية نقد وتحليل : ص 25.

[24] - د. عبد المنعم الحفني : الموسوعة النقدية  للفلسفقة اليهودية، ص 14- 16.

[25] - حديث مضطرب غير ثابت، كما قال الدار قطني في العلل، وقال الترمذي : حديث منكر. وقال البخاري : ليس له وجه صحيح. ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى بن معين أنه قال : إنه كذب لا أصل له. وقد أسهب العجلوني في الحديث عنه في كشف الخفاء. ج1/ ص 213 ( رقم : 618 ) وفي سبب تلقيبهم بالبابية أقوال أخرى.

[26] -  انظر : البابية عرض ونقد :  ص 75.

[27] - انظر " دائرة المعارف الأردية، ج3: ص 784. والبابية لظهير : ص 54.

[28] - انظر : البابيون والبهائيون، عبد الرزاق الحسني : ص :13.

[29] - انظر " البهائية والنظام العالمي الجديد : ح1، ص 376.

[30] - انظر " نبذة عن الدين البهائي، لعزيز الله سليمان أردكاني، ص 5.

[31] - هذا ما ذكره إحسان إلهي ظهير في كتابه البابية : ص 56. أما الدكتور البهائي : جون أسلمنت فحدد هذا الموعد في كتابه ( منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد ) بأنه : ( في ساعتين وخمس عشرة دقيقة بعد غروب ليلة الخامس من شهر جمادى الأولى سنة 1260هـ، الموافق ليوم 23 مايو ( أيار ) 1844م، والبهائيون يحتفلون في هذا اليوم من كل عام على أنه : عيد بعثة الباب.

[32] - الحاء بحساب الجمل تساوي : ( 8 )، والياء تساوي : ( 10 ) ويضاف إلى الرقم ( 18 ) الباب نفسه  فيصبح مجموع العدد : ( 19 ) وهو الرقم المقدس عند البابيين والبهائيين.
وقد عرفت تلك المجموعة التي اتبعت الباب بـ : الواحد الأول.. وهم :
1- الملا حسين البشروئي، وهو أول من آمن بالباب  ......  2- الملا محمد حسن ( أخوه ).
3- الملا محمد باقر الصغير ( ابن عمه )........ 4- الملا علي البسطامي.
5- الملا خدابخش  (المعروف بـ  مُلاّ علي الرازي )...  6- الملا حسين بجستاني.
7- السيد حسين اليزدي.........   8- الميرزا محمد روضخاني اليزدي.
9- سعيد الهندي............. 10- الملا محمد الخوئي.
11- الملا جليل الرومي.............12- الملا أحمد أبدال المراغي.
13- الملا باقر التبريزي........... 14- الملا يوسف الأردبيلي.
15- الميرزا هادي القزويني............  16- الميرزا محمد علي القزويني.
17- قرة العين الطاهرة. اسمها فاطمة. وكنيتها : أم سلمى. ومنهم من قال : اسمها هند، وكنيتها : أم سلمى..وكانت تقول بحل الفروج، وسقوط التكاليف الشرعية.  (انظر مختارات من مؤلفات أبي الفضائل، ص 321.  وانظر مختصر التحفة الاثني عشرية، ص : 24. )
18- الحاج محمد علي البارفروشي ( الملقب بـ : القدوس. ولقبه الباب بـ : باب الباب ).
أما " حسين علي المازنداني " الذي لم يكن أحد أفراد " حروف حي  " فلم يُلَقَّب  من
 قبِلَ ِالباب بشيئ، بل لقب نفسه بنفسه بـ " بهاء الله ".
وقد عرف اليهود هذا الحساب ( أي حساب  الجمل  )  بحساب أبي جاد، وسماه العرب حساب الجمل ( بضم الجيم وتشديد الميم وفتحها، وتسكين اللام )، وقد أدخله اليهود بلاد العرب، حملته فُلولُهُم فيما حملت من ميراثها عندما طرأت على يثرب وما حولها من شمال الحجاز، فراراً من وطأة الرومان.ويقوم هذا الحساب على أن كل حرف من حروف الهجاء يقابله عدد  ،   فالألف يقابله الرقم واحد، والباء : اثنان، والجيم : ثلاثة، والدال : أربعة، والهاء : خمسة، والواو : ستة، والزاي : سبعة، والحاء : ثمانية، والطاء : تسعة، والياء : عشرة، والكاف : عشرين، واللام : ثلاثين، والميم : أربعين، والنون : خمسين : والسين : ستين، والعين : سبعين، والفاء : ثمانين، والصاد: تسعين، والقاف : مائة، والراء : مائتين، والشين : ثلاثمائة، والتاء : أربعمائة، والثاء : خمسمائة، والخاء : ستمائة، والذال : سبعمائة، والضاد : ثمانمائة، والظاء : تسعمائة، والغين : تساوي ألفا.
انظر : مسيلمة في مسجد توسان : ص 46.  وقراءة في وثائق البهائية :  ص 250، 251. والبابية  عرض ونقد : ص 62. و  البهائية  والنظام العالمي الجديد، ج1: ص 376.

[33] - انظر : البابيون، للحسني، ص : 27-28. والمهدي والمهدية، لأحمد أمين : ص 64. وبهاء الله والعصر الجديد، لأسلمنت، ص 23.

[34] - انظر البابية لظهير، ص 180 ؟ وقراءة في وثائق البهائية، لبنت الشاطئ، ص 40. ومطالع الأنوار، للزرندي، ص 119.

[35] - انظر : مطالع الأنوار : ص 119.

[36] - هو: منوجهر خان  القوقاسي الأرمني الروسي، كان على اتصال مع روسيا القيصرية، التي ساهمت في إظهار الباب وأعلن إسلامه، فغمره الشاه بالفضل، فعينه واليا في أصفهان ..وكان له دور خطير في توسيع نار الحركة البابية، مستغلا ثقة الشاه به  انظر : مطالع الأنوار : ص 156. ودائرة المعارف للمذاهب والأديان : ج2: ص 201.

[37] - انظر : نقطة الكاف : ص، 113-114. والبابيون للحسني، ص 31.

[38] - انظر : دائرة المعارف للمذاهب والأديان : 3: ص 201. والبابيون لحسني : ص 31. والبابية لظهير : ص 71.

[39] - سورة الرحمن : 3، 4.

[40] - انظر دائرة معارف البستاني : ج5: ص 26.

[41] - سجن في ولاية آذربيجان يقع على الحدود الروسية، الإيرانية، التركية،. انظر : البابيون، للحسني، ص 34. والبابية لظهير، ص : 186.

[42] - صحراء تقع  بين خراسان ومازندان في إيران. انظر : البابيون، للحسني، ص: 35.

[43] - انظر : البابيون، لحسني، ص 57. والحراب في صدر البهاء والباب : ص 214.

[44] - القمر : 47، 48.

[45] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 216-219.باختصار.

[46] - انظر :  مفتاح باب الأبواب ص 246-247.

[47] -  انظر :  الحراب في صدر البهاء والباب، ص 219. والمهدية في الإسلام : ص 256.

[48] - مختارات من مؤلفات أبي الفضائل : ص 317.

[49] - انظر : البابية لظهير، ص 161.

[50] - انظر : البابية لظهير : ص 159-160. وتاريخ الشعوب الإسمية لبروكلمان : ص 665.

[51] - انظر البابية لظهير : ص 161. وقد سبق تخريجه.

[52] - الكواكب الدرية : ص 49.

[53] - انظر البيان : الواحد الأول. وانظر البابية لظهير : ص 161.

[54] - انظر تاريخ الشعوب الإسلامية – كار بروكلمان، ص 665.

[55] - دائرة معارف البستاني : ج5: ص 26. والبابية لظهخير : ص 168.

[56] - وكذلك كان بيان بن سمعان النهدي  زعيم فرقة البيانية يزعم أنه هو المقصود في قوله تعالى : ( هذا بيان للناس..)( سورة  أل عمران: 138 ). مما يدل على أن نسيج  الفرق الضالة كلها غير مختلف.

[57] - سورة النحل: 43.

[58] - انظر : نقطة الكاف : للميرزا جاني الكاشاني، ص : 146-147. ومفردات النص  تنبئ بأن الباب  يقول بالحلول والتناسخ كالباطنيين عموما حذو النعل بالنعل.

[59] - انظر البابيون والبهائيون، عبد الرزاق الحسني، ص 12.

[60] - انظر : البابية لظهير : ص 194. وكلمات فردوسية للبهاء الله، ص 173. ولوح أحمد، لبهاء الله ص 154. وإشراقات لبهاء الله، ص : 94.

[61] - انظر مختارات من مؤلفات أبي الفضائل بل ( أبو الرذائل ) : ص : 179.

[62] - انظر : مكاتيب عبد البهاء ج1: ص 35039.

[63] - انظر " تحقيق ما للهند من مقولة، ص 23.

[64] - انظر: نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام، للنشار، ج1: ص 127.

[65] - انظر المرجع السابق ج3: ص 52.

[66] - انظر البابيون والبهائيون، عبد الرزاق الحسني، ص : 47.

[67] - البهائية والنظام العالمي الجديد، لأحمد وليد سراج الدين، ج1: ص 474.

[68] - كان ذلك حين  نشر أسلمنت كتابه في حوالي سنة : 1920م.

[69] -  انظر : منتخبات  من كتاب  بهاء الله والعصر الجديد، لجون أسلمنت، ص : 250.

[70] - العقيدة والشريعة،لجولد زيهر : ص 241-242.

[71] -  مفتاح باب الأبواب، ص251- 252.

[72] - انظر : مفتاح باب الأبواب،لمحمد مهدي خان، ص : 20.

[73] -  مفتاح باب الأبواب، ص 261.

[74] - الأقدس :  ص 23.

[75] - انظر الباب السابع من الواحد السادس من البيان العربي.

[76] -  مفتاح باب الأبواب، ص 261- 262.

[77] - انظر :  أضواء وحقائق على البابية، البهائية،  القاديانية، ص 36. و انظر : البهائية وجذورها البابية، ص 50

[78] -  انظر : مفتاح باب الأبواب، ص 258.

[79] - اظر : خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأدنى، لفيليب حتي، ج2: ص 88.

[80] -  انظر : البابية عرض ونقد :  ص 204وما بعدها.وانظر : أضواء وحقائق على البابية، البهائية، القاديانية، ص 38.وانظر: البهائية وجذورها البابية، ص 48 – 49.والبهائية، حقيقتها وأهدافها، ص 61.

[81] - انظر :  دائرة المعارف الإسلامية : المجلد الخامس، ص 502. وانظر : درىسات عن البابية والبهائية، لمحب الدين الخطيب وآخرين، ص 105، 108.

[82] -انظر :  البابية عرض ونقد، لظهير، ص 222. وهو شبيه بصوم الإسماعليين الباطنيين، إذ الصوم عندهم هو : عدم إفشاء أسرار المذهب.

[83]- الباب الثامن عشر من الواحد الثامن من كتاب البيان العربي، كتاب البابيين المقدس.

[84]  - انظر : مفتاح باب الأبواب،ص 254.

[85] - عيد الأم :

[86] - انظر : بهاء الله والعصر الجديد، لجورج أسلمنت : ص :176.

[87] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب، ص 221- 225. ومفتاح باب الأبواب، ص 262- 263.

[88] - انظر  : دائرة معارف البستاني : ج5: ص 26. ومفتاح باب الأبواب، لمحمد مهدي خان : ص 99.

[89] - الكواكب الدرية، لمحمد حسين أوارة : ص 225.

[90] - انظر :  البهائية والنظام العالمي الجديد، ج1، ص 380. والبابية لظهير : ص 166.

[91] - انظر : مفتاح باب الأبواب، ص 278. والبابية لظهير، ص 101.

[92] - انظر : مفتاح باب الأبواب، ص 282. والبابية لظهير، ص 102.

[93] - انظر : البابية، لإحسان إلهي ظهير، ص 104.

[94] - انظر البهائية والنظام العالمي الجديد، ج1، ص : 435-436.

[95] - البابية لظهير، ص : 97. وانظر : البهائية والنظام العالمي الجديد : ج1، ص : 441.

[96] - انظر :البهائية والنظام العالمي الحديد : ج1 ص :441.

[97] - انظر : البابية لظهير : ص 21.

[98] - انظر : البابية لظهير، ص 110.

[99]  - انظر : الإيقان : ص 138.

[100] - انظر : قراءة في وثاءق البهائية، عائسة عبد الرحمن، ص 48.

[101] - انظر : البهائية تاريخها وعقائدها، ص 121.

[102] - انظر : مفتاح باب الأبواب، لمحمد مهدي خان : ص 20.

([103])  وصف لحواريه الثمانية عشر أقنوما أو بابا.

([104])  صحتها (مجيبين) وهذا يبين أن كاتب البيان لا معرفة له  باللغة العربية، ولقد ورد في النص الكثير من الأخطاء النحوية أبقيتها  كما هي دون تغيير أو تصحيح... ليستدل القارئ على جهل هذا العبد الزنيم باللغة التي يزعم أن كلامه بها معجز..؟.

([105])  حرم الكتابة في البيع والشراء.

([106])  علم الباطن هو علم لدى الباطنيين وهم الذين يظهرون خلاف ما يبطنون.

([107])  هذا تحريم للسفر على النساء وهذا يخالف ما كانت تقوم به (قرة العين- أحد حروف   حي ّ ) التي هجرت زوجها وولديها.

([108])  هذا يبين مدى تأثيرهم بآراء الباطنية.

([109])  بهذا ينسخ (الباب) ما جاء في القرآن، ويبين أن بيانه يفوق القرآن.

([110])  هذا من التشتت الفكري والمداراة في القوة، وهذا أسلوب (التقية) لدى طوائف الباطنية.

([111])  هذه العبارة دسها البهائيون في (البيان) ليؤيدوا فكرة تأليه (ميرزا حسين علي)، وليبينوا أن الباب بَشَّرَ بظهوره.

([112])  هذه العبارة دسها البهائيون لتخدم دعواهم المزيفة.

([113])  صحتها تخافوا لكن أوردناها كما هي وسترد الكثير من الأخطاء.

([114])  هذه العبارة دسها البهائيون لتدعيم دعواهم بالاتجاه إلى كعبتهم بعكا باسرائيل.

([115])  شهر الصيام لدى (البابيين) يطلق عليه شهر (العلاء ).

([116])  هذه العبارة دسها البهائيون لتدعيم دعواهم بالاتجاه إلى كعبتهم بعكا في فلسطين المحتلة.

([117])  وجوب الصيام من سن 11 إلى 42 وخلاف ذلك يعفى البابي من فرض الصيام.

([118])  كلا متناقض فمعنى (لمن نظهره) أي للذي يظهره الله.  وكيف ترد إليه كل نفس وهذا القول صفة من صفات الله.  فمما سبق نجد أن البابية والبهائية التي دست هذا القول يخلطان ما بين فكرة النبوة والألوهية.

([119])  هذا نسخ لصلاة الجماعة.

([120])  الصلاة لدى البابيين والبهائيين وهم قعود على الكراسي.

([121])  هذه الحروف لها تفاسير جفرية.  كما سلف ذكــره.

([122])  المقصود بهذا القول ( الباب ) أي : علي محمد الشيرازي.

[123] - انظر : مقدمة نقطة الكاف، ص : ب. والبابية لظهير،ص : 268.

[124] - انظر البابية لظهير، ص : 269.

[125] - انظر : العقيدة والشريعة، لجولد نسيهر، ص :244.

[126] - انظر : البهائية والنظام العالمي الجديد، ج1: ص 540.

[127] -انظر البابية لظهير، ص 270. ومقدمة نقطة الكاف  للمستشرق الإنجليزي : صفحة : م.

[128] - انظر البهائية والنظام العالمي الجديد : ج1، ص 542-543.

[129] -

[130] - البهائية والنظام العالمي الجديد، ج2 : ص 9.

[131] - انظر البهائية لظهير : ص 7.

[132] - انظر : البهائية لظهير : ص 7. والبهائية والنظام العالمي الجديد : ج2، ص 9.

[133] - انظر : منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد، لأسلمنت : ص 28-29. والبهائية والنظام العالمي الجديد، ج2: ص 10-12. والبابيون والبهائيون لحسني : ص 42.. وكتاب العقائد، لعمر عنايت : ص 156. والبهائية لظهير : ص 43.

[134] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 256. وانظر : نقطة الكاف : للميرزا جاني الكاشاني، ص 239-240. والبهائية، لظهير : ص 12.

[135] - انظر البهائية لظهير : ص 13.

[136] -  البابية، عرض ونقد، ص 63.

[137] -  تعليمات حضرة بهاء الله، ص 30.

[138] - انظر الملحق الثاني في أواخر هذا الكتاب، حيث تبين وثيقة  نشرها أحد المؤرخين الأتراك تبين أن ( عباس.. عبد البهاء ) كان يستغل حاجة ملام الأرض من الفقراء الفلسطينيين، ويشتري منهم أراضيهم بثمن بخس، ويقوم ببيعها للحركة الصهيونية بأثمان عالية.

[139]  - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 255-270،  وانظر: مفتاح باب الأبواب، ص 431-440 ، بتصرف واختصار.

[140] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب، ص 99-103. و خفايا الطائفة البهائية، ص 127. والبهائية حقيقتها وأهدافها، ص 93- 102.

[141] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 272. 

[142] - أسلمنت : منتتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد، ص 97.

[143] - المصدر السابق : ص 101.

[144] -  المصدر السابق : ص 101.

[145] - انظر : لوح المير أصغر علي، لعبد البهاء. وانظر البهائية : اظهير، ص : 162.

[146] - انظر : جون أسلمنت : منتخبات من بهاء الله والعصر الجديد: ص 98. وبنت الشاطىء : قراءة في وثائق البهائية : ص 116.

[147] - انظر : جون أسلمنت : منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد : ص 102.

[148] - انظر : البهائية : حسني ص 49. والبهائية والنظام العالمي الجديد : ج2 ص : 259.

[149] -نقلت هذه الصلوات عن موقع إليكتروبي للبهائيين، وأبقيته كما هي بنصها وفصها، ولحنها وإلحادها  .

[150] - مدينة ساحلية من مدن فلسطين المحتلة، فتحت في حدود سنة ( 15هـ – 636م) على يد عمرو بن العاص  ومعاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما - . انظر : بلدانية فلسطين المحتلة، ص 229 وما بعدها.

[151] - انظر: الحراب في صدر البهاء والباب، ص 271.

[152] - انظر : إحسان إلهي ظهير : البهائية : ص 151.

[153] - انظر :  إحسان إلهي ظهير : البهائية: ص 151.

[154] - عيد  الأم :

[155] -  مفتاح باب الأبواب، ص 391.  و الحراب في صدر البهاء والباب، ص 276.

[156] - انظر إحسان إلهي ظهير : البهائية : ص 166. وأحمد وليد سراج الدين : البهائية والنظام العالمي الجديد : ج2: ص 256-268 بتصرف واختصار.

([157])  انظر : جُون أسلُمنُت: بهاءالله والعصر الجديد، مُقدّمة لدِرَاسَةِ الدِّين البهائيّ، ص : 170. ومع أنهم يقولون إنهم يمتنعون عن الطعام والشراب، إلا أن عبد البهاء يقول عكس ذلك، حيث يقول  : فالصّيام لهذا الهدف لا يعني الامتناع التّام عن الطّعام.....؟! مما يدل على اضطراب شريعتهم المزيفة  في أحكام الصيام.

[158] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب ص 272. وأحسان إلهي ظهير : البابية : ص 37.

[159] - انظر المرجع السابق، ص 272.

[160] - انظر : د. همتي : البابيون والبهائيون : ص 87.

[161] - جون أسلمنت : منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد : ص 22.

[162] - انظر : مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله : ص 44.

[163] -  انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 278.

[164] -  مفتاح باب الأبواب : ص 411.

([165]) يصادف مولد عبدالبهاء.

[166] - انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 229. والبهائيون قسموا الستة إلى تسعة عشر شهرا،
وجعل الشهر تسعو عشر يوما، وسموا الأيام الباقيةالتي يتم بها الحول على الحساب الشمسي البالغ
366 يوما،  وهي خمسة أيام ( أيام الهاء)،  والهاء بحساب الجُمَّل تساوي : خمسة.
  والبهائيون ولعون ولعا شديدا – كالاسماعيليين – بأن يوفقوا  بـ ( حساب الجمل ) بين أسمائهم والأسماء
الحسنى، ليستخلصوا منها ما يقيمون به الأدلة والبراهين على صدق مزاعمهم.  وهم مثلا يعظمون
  العدد التاسع من طبقة الآحاد في الحساب، وهذا مأخوذ عن بعض قدماء الهنود، والفرس القدماء
فقد جاء في أشعارهم : ( وكان ظهورالله في العدد الخمس..) و ( إن ظهور الحق بالعدد التسع..)
وللبهائيين في ذلك تفاسير عجيبة منها قولهم : إذا ضربت عدد التسعة في العدد الخامس كان الحاصل :
خمسة وأربعين، وإذا حسبت اسم آدم بالجمل، كان خمسة وأربعين  أيضا،  فجميع الأسماء التي علم الله
  آدم  مندمجة تحت هذه الأعداد، وإذا كان ( البهاء ) يبلغ بحساب الجمل : تسعة... فهو : آدم الأول..
وبه ظهر الحق... أو فيه ظهر الله... وهلم جرا أعاذنا الله من هذا الكفر والضلال.
انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 276.

[167] - انظر : البهائية تاريخها وعقيدتها، عبد الرحمن الوكيل : ص 152.

[168] -

[169] - رقم الأمر 2668، في 11/4/1965م.. وزارة الداخلية العراقية.. انظر : البهائية حقيقتها وأهدافها : ضاري محمد الحياني، ص 142.

[170] - انظر : جريدة الوقائع العراقية ( الجريدة الرسمية ) عدد: 1880- السنة الثانية عشرة، الصادرة يوم الإثنين 13 ربيع الأول 1390هـ الموافق 18 ماييس 1970م. نقلا عن : البابية والبهائية ومصادر دراستهما / عباس كاظم مراد : ص 89-90. وانظر : البهائية، حقيقتها وأهدافها : ضاري محمد الحياني، ص 142-144.

[171] -

[172] -  انظر :  مفتاح باب الأبواب : ص 99. 

([173]) ميرزا غلام أحمد، الاستفتاء، الجمعية الأحمدية لإشاعة الإسلام  –لاهور – باكستان 1907م، ص84.

([174]) نذير أحمد، القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح، الجماعة الإسلامية الأحمدية، الكبابير، حيفا.

([175]) السانحة :من سنح له رأي في شيء أي ظهر له، و أصل السانحة الطائر يمر من يمين الإنسان يتفاءل به، ابن منظور،لسان العرب،دار صادر، بيروت، ط1 ج2 ص490.

([176]) ميرزا غلام أحمد، الاستفتاء، مرجع سابق، ص85.

([177]) عبد الظاهر، القاديانيّة –نشأتها وتطورها، ص41.

([178] )يبدو أنه يقصد من ذلك أنهم وقعوا من مكان مرتفع، كناية عن سوء حالهم بعد ما كانوا فيه من الغنى.

([179]) ميرزا غلام أحمد، الاستفتاء، مرجع سابق، ص86.

([180]) - المرجع السابق، ص44.

([181]) - السامرائي، القاديانيّة والاستعمار لإنجليزي، ص20، وانظر: عبد الظاهر، القاديانيّة -نشأتها وتطورها، مرجع 
سابق، ص50.

([182]) - عبد الظاهر، القاديانيّة- نشأتها و تطورها، مرجع سابق،  ص61، وانظر: نذير أحمد، القول الصريح، تقديم الكتاب.

([183]) المرجع السابق ص53.

([184]) المرجع السابق ص53.

([185]) أبو الحسن الندوي، القادياني و القاديانيّة، ص39.

([186]) محمد حسن الأعظمي، حقيقة البهائية و القاديانيّة، مؤسسة الأعظمي للمطبوعات، لبنان، ط1، 1973م، ص101-102.

([187])عبد الظاهر، القاديانيّة – نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص56-57.

([188]) عبد الله السامرائي، القاديانيّة والاستعمار الإنجليزي، مرجع سابق، ص59.

([189]) أبو الحسن الندوي، القادياني والقاديانيّة، مرجع سابق، ص41-42.

([190]) المرجع السابق ص43.

([191]) المرجع السابق ص52-53.

([192]) الإقذاع:الفحش و الإساءة في القول،ابن منظور،لسان العرب،ج8 ص 262.

([193])عبد الظاهر، القاديانيّة - نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص58.

([194]) أبو الأعلى المودودي، القادياني والقاديانيّة – دراسات وتحليل وعرض علمي، إعداد عبد الماجد الغوري، دار ابن كثير، دمشق – بيروت، ط1، 2000م، ص21.

([195]) نذير أحمد، القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح، مرجع سابق،مقدمة الكتاب.

([196]) نذير أحمد، القول الصريح في ظهور المهدي و المسيح،مرجع سابق، مقدمة الكتاب.

([197]) الميرزا غلام أحمد، الاستفتاء،مصدر سابق، ص41.

([198])عبد الظاهر، القاديانيّة نشأتها وتطورها،مرجع سابق،ص66.

([199]) الندوي، القادياني والقاديانيّة، مرجع سابق، ص54-56.

([200]) المودودي، القادياني والقاديانيّة، مرجع سابق، ص22.

([201]) سورة البقرة، الآية 285.

([202]) الندوي، القادياني و القاديانيّة، مرجع سابق، ص73-72 نقلاً عن: تيسير أحمد القادياني، سيرة المهدي ج 2ص171. و انظر: السامرائي، القاديانيّة والاستعمار الإنجليزي، مرجع سابق، ص86، نقلاً عن : مجلة الفضل القاديانيّة، مجلد 41، عدد 51، كانون الثاني 1923م.

([203]) المودودي، القادياني والقاديانيّة، مرجع سابق، ص23، نقلاً عن: بشير أحمد القادياني، سيرة المهدي 1/31.

[204]) ) الأبدال: قوم بهم يقيم الله عزّ وجلّ الأرض، وهم سبعون، أربعون بالشام وثلاثون بغيرها، لا يموت أحدهم إلا قام مكانه آخر من سائر الناس، الفيروز آبادي، القاموس المحيط، مصدر سابق، ص1247

([205]) حسن عيسى عبد الظاهر، القاديانيّة نشأتها وتطورها، مرجع سابق،ص75 نقلاً عن: ميرزا غلام أحمد حقيقة الوحي ص391.

([206]) نخبة من العلماء بتوجيه من محمد يوسف البنوري، موقف الأمة الإسلامية من القاديانيّة، دار قتيبة، دمشق – يسروت – ط1، 1991 ص28، وذكر هذه الرسالة بنفس النص عبد الظاهر، القاديانيّة-نشأتها وتطورها، مرجع سابق،ص80.

([207]) أيوب فضلي وخليل يونس، الأحمدية كما عرفنا،مرجع سابق، ص7.

([208]) المرجع السابق ص7.

([209]) المرجع السابق ص7.

([210]) أيوب فضلي وخليل يونس، الأحمدية كما عرفنا، ص4 نقلاً عن ميرزا غلام أحمد، نور الحق.

([211]) المرجع السابق، ص4، نقلاً عن: ميرزا غلام أحمد، حقيقة الوحي، ص64.

([212]) المرجع السابق، ص4، نقلاً عن: ميرزا غلام أحمد، حمامة البشرى، ص8.

([213])المرجع سابق، ص4، نقلاً عن: ميرزا غلام أحمد، اشتهار، ص1897.

([214]) مقدمة كتاب الاستفتاء للميرزا غلام أحمد، بذيل الفهرست.

([215])عبد الظاهر، القاديانيّة ونشأتها وتطورها، مرجع سابق،ص80.

([216]) بشير الدين محمود أحمد، تفسير القرآن المجيد، سورة البروج والطارق والقارعة، الجماعة الإسلامية الأحمدية، لندن،، ص31.

([217]) نذير أحمد، القول الصريح في ظهور المهدي المسيح.

([218]) مان الرجل أهله إذا انفق عليهم و كفاهم مؤونتهم، ابن منظور،لسان العرب،ج13 ص425، و يبدو أن يقصد رعاية الإسلام و حمايته.

([219]) ميرزا غلام أحمد، تذكرة الشهادتين، 89.

([220]) ميرزا غلام أحمد، الاستفتاء، ص86.

([221]) إبراهيم المؤيدي، الإصباح على المصباح في معرفة الملك الفتاح،تحقيق عبد الرحمن شايم، مؤسسة الإمام زيد، صنعاء، ط1، 2002م، ص11.

([222]) عبد الظاهر، القاديانيّة نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص ص156-158.

([223]) الندوي، القادياني والقاديانيّة، مرجع سابق، ص35.

([224]) المرجع السابق ص36.

([225]) عبد الظاهر، القاديانيّة نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص157.

([226]) ظهير، القاديانيّة – دراسات وتحليل، مرجع سابق، ص ص239-140. والنص الذي نقله من إعلان نور الدين في مجلة ريويو آف ريليجنز ج14 نمرة6 ص234.

([227]) عبد الظاهر، القاديانيّة – نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص ص158-159.

([228]) المرجع السابق، ص155.

([229]اللاهوري، البيان في الرجوع إلى القرآن، مرجع سابق، ص1، وانظر: أيوب مضلي وخليل يونس، الأحمدية كما عرفنا، مرجع سابق، ص5-6، و الندوي، القادياني و القاديانيّة، مرجع سابق، ص148-149، وعبد الظاهر، القاديانيّة- نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص159.

([230]) فضلي ويونس، الأحمدية كما عرفنا، مرجع سابق، ص5.

([231]) المرجع السابق ص6.

([232]) الندوي، القادياني والقاديانيّة، مرجع سابق، ص14، وانظر: عبد الظاهر، القاديانيّة نشأتها وتطورها، مرجع سابق، ص ص162-163.

([233]) المرجع السابق ص148، وانظر عبد الظاهر، القاديانيّة نشأتها وتطورها، مرجع سابق ص159.

([234]) محمد علي اللاهوري، البيان في الرجوع إلى القرآن، مرجع سابق، ص1.

([235]) محمود الملاح، النحلة الأحمدية وخطرها على الإسلام، مطبعة أسعد، بغداد، 1955م، ص10.

([236]) البنوري، موقف الأمة الإسلامية من القاديانيّة، مرجع سابق، ص554.

([237]) حبيب الرحمن الديونبوي، مقالة بدون عنوان، في المتنبئ القادياني، نبذة من أحواله وأكاذيبه، المفتي محمود، مكتبة أشيق، اسطامبول، 1979م، ص26.بتصرف.

[238] - الغلام أحمد القادياني  : توضيح المرام : ص 85 

[239]  -  الغلام أحمد القادياني : توضيح المرام : ص 85.

[240]  - بشير الدين محمود : مجلة البشرى القاديانية : ص 109.

[241] - اغلام أحمد القادياني : حاشية إزالة الأوهام : ص 28

[242] - الغلام أحمد : حقيقة الوحي. ص 20.

[243] - الغلام أحمد : الاعجاز الاحمدي : ص 20، 31،  57.

[244] - الغلام أحمد : ضميمة تحفة كومرية : ص 10.

[245] - الغلام أحمد : توضيح المرام : ص 52.

[246] - الغلام أحمد : إزالة الأوهام.

[247] - الغلامأحمد : بركات الخلافة  ص 5.

[248] - الغلام أحمد : إنجام المهم : ص 52.

[249] - الغلام أحمد : جزء 3 من مكتوبات أحمد : ص 23، 24.

[250] - الغلام أحمد : إنجام المهم : ص 3، 7.

[251] - الغلام أحمد : إزالة الأوهام : ص 203.

([252]) السامرائي، القاديانيّة و الاستعمار الإنجليزي، مرجع سابق، ص 39.

([253]) آمنة محمد نصير، أضواء و حقائق على البابية و البهائية و القاديانيّة، دار الشروق، بيروت، ط1، 1984،ص72.

([254]) المرجع السابق، ص 40.

([255])المرجع سابق، ص 60.

([256]) عبد المنعم أحمد النمر، النحلة اللقيطة-البابية و البهائية، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، ص 43.

([257]) المفتي محمود، المتنبئ القادياني، مطبعة تركيا، 1979م، ص 29.

([258]) ميرزا غلام أحمد، الاستفتاء، مرجع سابق، ص 63.

([259]) ميرزا غلام أحمد، حقيقة المهدي، ص 62.

([260]) نصير، اضواء و حقائق على البابية و البهائية و القاديانيّة، مرجع سابق، ص 71، نقلا عن ميرزا غلام أحمد، ملحق بكتاب شهادة القرآن، ص 15.

([261]) منير الحصني الحسيني، المودودي في الميزان، دمشق، 1965ص ص 96-97.

([262]) ميرزا غلام أحمد، الاستفتاء، مرجع سابق، هامش ص 50.

([263]) ميرزا غلام أحمد، حقيقة المهدي، مطبعة ضياء الإسلام، باهتمام حكم فضل الدين، قاديان، ط1، ص 36.

([264]) المفتي محمود، المتنبئ القادياني،مرجع سابق، ص 11، نقلا عن محمد إقبال.

([265]) ميرزا طاهر أحمد، هل الأحمدية غراس الإنجليز – حقائق تاريخية، ترجمة عبد المؤمن طاهر، الشركة الإسلامية المحدودة للنشر، ط1، 2001م، ص ص 6-7.

([266]) المرجع السابق، ص 7.

[267] - تهذيب اللغة : ج15/ ص 437.

[268] - قال أبو يوسف، يعقوب بن السكيت : ( رجع هو نقيض الذهاب، ويتعدى بنفسه في اللغة الفصحى، فيقال : رجعته عن الشيء وإليه، ورجعت الكلام وغيره، أي : رددته، وبها جاء القرآن الكريم، قال تعالى : ( فإن رجعك الله ) ( سورة التوبة / 84). وهذيل تعديه بالألف... إلى أن يقول : وأرجعته في لغة هذيل ). انظر : معجم لغات القبائل والأنصار، ج1/ ص113.

[269] - معجم مقاييس اللغة : ج1/ ص 159.

[270] - النهاية في غريب الحديث : ج1/ ص 81.

[271] - لسان العرب : ج13/ ص 32-33.

[272] - جامع البيان : ج3/ ص 184.

[273] - تهذيب اللغة : ج15/ ص 485. وبغية الوعاة : ج1/ ص 396.

[274] - الصاحبي في فقه اللغة :

[275] - الصحاح : ج4/ ص 1627.

[276] - لسان العرب : ج13/ ص33.

[277] - سورة آل عمران : آية / 7.

[278] - المتشابه : هو ما خفي بنفس اللفظ، وانقطع رجاء معرفة المراد منه لمن اشتبه عليه. أصول الفقه الإسلامي للزحيلي : ج1/ ص 342.

[279] - المحكم : هو اللفظ الذي دل بصيغته على معناه دلالة واضحة، لا تحنمل تأويلا ولا تخصيصا ولا نسخا، في حال حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بعد وفاته بالأولى. أصول الفقه للزحيلي : ج1/ ص 323.

[280] - سورة النحل : آية / 51.

[281] - سورة النساء: آية / 171.

[282] - سورة الإخلاص : آية / 3.

[283] - التعريف بالقرآن والحديث : ص 159- 160.

[284] - سورة النساء : آية / 59.

[285] - جامع البيان : ج6/ ص 205.

[286] - التعريف بالقرآن والحديث : ص 161.

[287] - سورة الأعراف : آية / 53.

[288] - التعريف بالقرآن والحديث : ص 161.

[289] - سورة يونس : آية / 39.

[290] - جامع البيان : ج15/ ص 93.

[291] - التعريف بالقرآن والحديث : ص 161.

[292] - التعريف بالقرآن والحديث : ص 162. وانظر : تفسير المنار : ج3/ ص 173.

[293] - سورة الإسراء :آية / 35.

[294] - جامع البيان : ج15/ ص 85.

[295] - سورة الكهف : آية / 78.

[296] - سورة الكهف : آية / 82.

[297] - التعريف بالقرآن والحديث : ص 162.

[298] - صحيح مسلم : كتاب الرؤيا، حديث رقم : ( 2270).

[299] - صحيح مسلم : حديث رقم ( 2391).

[300] -صحيح البخاري، وبهامشه حاشية السندي : ج2/ ص 308. 

[301] -نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.

[302] -شرح النووي لصحيح مسلم : حديث رقم ( 2477)

[303] -مسند الإمام أحمد : ج1/ ص 266، 314.

[304] - سورة الأنعام : آية / 65.

[305] - مسند ابن حنبل : ج3/ ص 83. وانظر تفسير القرآن العظيم : ج2/ ص 120.

[306] - سورة الأعراف : آية / 53.

[307] - الإحكام في أصول الأحكام : ج3/ ص 75.

[308] - الدلالات اللفظية عند الأصوليين : ص 238- 239.

[309] - جامع بيان العلم : ج2/ ص 237.

[310] - المرجع السابق : ج2/ ص 238.

[311] - فتح الباري : ج12/ ص 233. وشرح السنة : ج5/ ص 472، 482.

  1. [312] - قدامة بن مظعون : [ روي أن عمر - رضي الله عنه  - استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، فقدم الجارود على عمر فقال : إن قدامة شرب فسكر، فقال عمر : من يشهد على ما تقول..؟ قال الجارود : أبو هريرة يشهد على ما أقوله، فقال عمر : يا قدامة : إني جالدك، قال : والله لو شربت كما يقول، ما كان لك أن تجلدني، قال عمر : ولم..؟ قال : لأن الله يقول : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا... ) ( سورة المائدة / 93) فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد.. فقال عمر : ألا تردون عليه قوله..   فقال ابي عباس : إن هذه الآيات أنزلت عذرا للماضين، وحجة على الباقين، لأن الله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.. الآية ) ( سورة المائدة : آية / 90 ) قال عمر : صدقت.. ] انظر : د. محمد حسين الذهبي ( ت 1397هـ ) : التفسير والمفسرون :  ج1/ ص60. والسيوطي  جلال الدين عبد الرحمن ( ت 911هـ ) : الدر المنثور في التفسير المأثور، ج5/ ص 5، وابن كثير : تفسير القرآن العظيم  : ج5/ ص 475. وهذه القصة تدل على مدى يقظة عمر - رضي الله عنه - للتأويلات المنحرفة، ومدى سرعته في الفهم والاستنباط

  1. [313] - صبيغ بن عسل التميمي :  [  أخرج الدارمي عن نافع أن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حين قدم مصر،   فبعث به عمرو بن العاص - رضي الله عنه - إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - فلما أتاه أرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها، حتى ترك ظهره دبرة، ثم تركه حتى برئ  فدعا به ليعود له، فقال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا، وإن تريد أن تداويني فقد والله برئت، فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين.. وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالس صبيغا، وأن يحرمه عطاءه ورزقه .   وأخرج أبو نصر في الحجة، وابن عساكر عن زرعة قال : رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب، يجيء إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه، فتناديهم الحلقة الأخرى : عزمة أمير المؤمنين عمر، فيقومون ويدعونه.. ]  انظر : السيوطي  : الدر المنثور، ج2/ ص 7. و ص 17  وصدر عمر - رضي الله عنه - أوسع وعقله أذكى من أن يؤاخذ طالب علم لو أراد معرفة الحقيقة، لكن بصيرة عمر أدركت أنه عابث يريد العبث بحرمة كتاب الله، ليلبس على الناس دينهم، ففعل به ما فعل، فعمر - رضي الله عنه - يفرق من غير شك بين السائل الذي لا ينتهر، وبين المشكك الخبيث الذي يجب أن يردع ويزجر.

[314] - الدلالات اللفظية عند الأصوليين : ص 242-243. وانظر : المناهج الأصولية : ص 181- 183.

[315] - أصول الفقه لأبي زهرة : ص 128. وانظر المناهج الأصولية : ص 166.

[316] - صحيح مسلم : ج2/ ص 887.

[317] - الصواعق المرسلة : ج1/ ص 18.

[318] - جامع البيان : ج3/ ص 122. وانظر الآية السابعة في سورة آل عمران.

[319] - التدمرية : ( ضمن مجموع الفتاوى ) : ج3/ ص 55-56.

[320] - صحيح مسلم : ج1/ ص 350.

[321] - فتح الباري : ج8/ ص 606.

[322] - سورة النصر : آية / 3.

[323] - التدمرية ( ضمن مجموع الفتاوى ) : ج3/ ص 56.

[324] - سورة آل عمران : آية / 7.

[325] - جامع البيان : ج3/ ص 119.

[326] - سورة آل عمران : آية / 7.

[327] - جامع البيان : ج3/ ص 121.

[328] - الفرق بيت الفرق : ص 175.

[329] - زاد المسير : ج1/ ص 350.

[330] - أساس التقديس : ص 222.

[331] - شرح مختصر المنتهى : ج3/ ص 75.

[332] - مسند ابن حنبل : ج1/ ص 266، 314.

[333] - تفسير النصوص : ج1/ ص 380. وانظر : الموافقات : ج4/ ص 105- 118. والمدخل للفقه الإسلامي : ص 286-291.

[334] - تفسير النصوص : ج1/ ص 381. وانظر : إرشاد الفحول : ص 177.

[335] - العام : هو اللفظ الذي يستغرق جميع ما يصلح له من الأفراد. وتخصيص العام : هو قصر اللفظ على بعض أفراده، أو صرف العام عن عمومه : انظر : اصول الفقه الإسلامي للزحيلي : ج2/ ص 343.

[336] - سورة آل عمران : آية / 97.

[337] -المطلق : هو اللفظ الخاص الذي يدل على فرد شائع أو أفراد على سبيل الشيوع، ولم يتقيد بصفة من الصفات، كقوله تعالى في آية الظهار ( فتحرير رقبة ) ( سورة المجادلة : آية / 3 ) والرقبة واقعة على صفات متغايرة من كفر وإيمان وذكورة، وأنوثة، وصغر، وكبر أما المقيد : فهو اللفظ الواقع على صفات قيد بعضها، كقوله تعالى ( فتحرير رقبة مؤمنة ) ( سورة النساء :  آية / 92). فاسم الرقبة واقع على المؤمنة والكافرة، فلما قيدها هنا بالإيمان، كان مقيدا من هذا الوجه. انظر : أصول الفقه الإسلامي للزحيلي : ج1/ ص 208- 254.

[338] - سورة النساء : آية / 11.

[339] - تفسير النصوص : ج1/ ص 381. وانظر : سبل السلام : ج3/ ص 104.

[340] - انظر : تفسير النصوص : ج1/ ص 381. والمناهج الأصولية : ص 76-77.

[341] - المناهج الأصولية : ص 190. وانظر : تفسير النصوص : ج1/ ص 381.

[342] - المناهج الأصولية : ص 190، وتفسير النصوص : ج1/ ص 381. 

[343] - انظر : أصول الفقه للزحيلي : ج1/ ص 315. وتفسير النصوص : ج1/ ص 382.

[344] - سورة النحل : آية / 44.

[345] - انظر : الآمدي : الاحكام ، ج2/ ص32. وابن حزم : الاحكام، ج1/ ص 107، والسرخسي : أصول السرخسي، ج1/ ص 321، والنووي : شرح النووي على صحيح مسلم، ج1/ ص 20.

[346] - انظر خلاف العلماء في ذلك في نيل الأوطار  :  للشوكاني،  ج1/ ص73-74.

[347] - سورة المائدة :  آية  / 3.

[348] - النووي : شرح صحيح مسلم، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ، ج1/ ص 105.

[349]- هي : أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية، انظر ترجمتها في الطبقات الكبرى، لابن سعد،
ج8/ ص 132  - 140، وابن حجر : الإصابة، ج8 / ص 126-129.

[350] - الشوكاني : نيل  الأوطار، ج1/ ص 72 – 75.

[351] - د. محمد أديب صالح : تفسير النصوص، ج1/ 385.

[352] - سورة الشعراء : آية / 195.

[353] - سورة المائدة : آية / 13.

[354] -  علي بن حزم : النبذة الكافية في أحكام أصول الدين، ص 36.

[355] - الأسنوي : نهاية السول في شرح منهاج الأصول : ج1/ ص 194.

[356] - البخاري : صحيح البخاري، كتاب الهبة، حديث رقم ( 2589). وانظر الزيلعي : نصب الراية ، ج1/ ص126.

[357] - تفسير النصوص : ج1/ ص 384-385. وانظر : نزهة الخاطر العاطر، ج2/ ص 33-34.

[358] - ابن تيمية : مجموع الفتاوى ، ج6/ ص14.

[359] - بدران : نزهة الخاطر، ج2/ ص 34.

[360] - تأويل الدعائم : ج2/ ص 223، وج3/ ص: 112، 114، 116.

[361] - أساس التأويل : ص: 27، 126، 155، 194، 199، 256.

[362] - سورة الشورى : آية / 13.

[363] - إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق : ص 9.

[364] - انظر  : بحث :عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني بين الحقيقة والخيال: د. سامي عطا حسن :  ( بحث محكم ) :  مجلة دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 26، 1999م. الجامعة الأردنية.

[365] - فضائح الباطنية : ص 53.

[366] - الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام : ص 71.

[367] - الفرق بين الفرق : ص 293. 

[368] - سورة البقرة : الآيتان : 58، 59.

[369] - سورة البقرة : آية / 59.

[370] - النص القرآني بين التفسير والتأويل : ص 144.

[371] - تفسير القرآن الغظيم : ج2/ ص 257.

[372] -فيلون : فيلسوف يهودي ولد بالإسكندرية حوالي سنة 30 ق. م، كان يلقب بأفلاطون اليهود، حاول التوفيق بين العهد القديم وعادات اليهود من جهة، وفلسفة أفلاطون من جهة أخرى. انظر : ملامح الفكر الفلسفي والديني في مدرسة الإسكندرية : ص 250.

[373] - تمهيد لتاريخ مدرسة الإسكندرية وفلسفتها  : ص 147.

[374] - سورة التوبة : آية / 103.

[375] - فتح الباري : ج12/ ص 233. وشرح السنة : ج5/ ص 472، 488.

[376] - سورة الرحمن : الآيات : 1،2،3،4.  وهذا شبيه بما فعله ( بيان بن سمعان ) زعيم فرقة البيانية  الذي زعم أن قوله تعالى ( هذا بيان للناس ) ( سورة آل عمران / 138) يعنيه، فادعى الألوهية . انظر : الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج4/ ص 185.

[377] - سورة البقرة : آية / 189.

[378] - سبق تخريج هذا الحديث.

[379] - سورة يوسف : آية / 4.

[380] - مفتاح باب الأبواب، ص 309-310.  وانظر: التفسير والمفسرون  : ج2/ ص 265-266.  والحراب في صدر البهاء والباب، ص 246. 

[381] - انظر :  الحراب في صدر البهاء والباب : ص 226.

[382] -  انظر : الحراب في صدر البهاء والباب : ص 221- 222.

[383] - انظر: الحراب في صدر البهاء والباب : ص 226 ( بتصرف )

[384] - عندما اعترض المعترضون على الباب لكثرة أخطائه النحوية قال : ( إن الحروف والكلمات كانت قد عصت، واقترفت خطيئة في الزمن الأول، فعوقبت على خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب، وحيث أن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين، فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين، حتى الحروف والكلمات، فأطلقت من قيدها تذهب إلى حيث تشاء من وجوه اللحن والخطأ..؟ ) انظر : مفتاح باب الأبواب، ص 99.

[385] - سورة النبأ : الآيات / 1-5.

[386] -  الحراب في صدر البهاء والباب : ص

[387] -  كتاب الكشف : ص 31.

[388] -  الهداية الكبرى : ص 230 .

[389] - سورة   ق ( قاف) : الآيتان / 41-42.

[390] -  الحراب في صدر البهاء والباب، ص 56

[391] - سورة ق ( قاف ) : الأيتان / 43-44.

[392] -  من محاذير التفسير : سوء التأويل  ( مقال ).

[393] - سورة الانفطار : الآيات / 1-4.

[394] -  التبيان والبرهان : ج2/ ص 131.

[395] -  الإيقان : ص 31.

[396] - سورة الانفطار : آية / 5.

[397] - راحة العقل : ص 586.

[398] - سورة التكوير : الآيات / 1-13.

[399] -  التبيان والبرهان : ج2/ ص 120-121.

[400] - سورة التكوير : آية / 14.

[401] -  راحة العقل : ص 587-588.

[402] -  تفسير التحرير والتنوير، جزء عم : ص 181.

[403] - سورة القيامة : آية / 19. وهذا شبيه  بما فعله ( بيان بن سمعان ) زعيم فرقة البيانية، الذي زعم أنه المقصود في قوله  تعالى ( هذا بيان للناس ) ( سورة آل عمران / 138)، فادعى الألوهية .
 وبما زعمته فرقة سبئية بائدة من أن في قرآن  ابن مسعود : ( إن عليا جمعه وقرأه ) فحرفها النساخ  إلى :( إن علينا جمعه وقرآنه )..؟
وشبيه كذلك بما زعمته فرقة السليمانية البائدة التي قالت بنبوة ( سلمان الفارسي )، وتأولوا في ذلك قوله تعالى ( واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا..) ( سورة الزخرف / 45) فقالوا : المقصود بذلك ( سلمان )، فقد كتبت ( الميم ) في المصحف ملصقة ( بالنون بلا ألف ) كما كتبت ( لقمن ) و( عثمن ) بلا ألف..! ( أي : أن ( واسأل من ) أصلها ( وسلمن ).. وكان آخر من زعم مثل ذلك هو البهائي ( رشاد خليفة ) فقال في تشرة صادرة عن مسجد توسان  في أمريكا تحت عنوان ( رسالة إلى العالم الجديد )  : ( إن اسمي الأول ( رشاد ) ذكر في القرآن مرتين [ انظر سورة غافر : الآيتان : 29، 38 ]واسمي الأخير هو ( خليفة ) ذكر مرتين [ انظر سورة البقرة : آية / 30، وسورة صاد / 26]على أنني الإنسان الذي سيفسر هذا القانون الرياضي المعتمد على  الرقم  ( 19 )....إلى أن يقول في نهايتها : كل هذه الحقائق في القرآن، حيث أنه أوحي به منذ 1400سنة، لذلك فإن الله قد أعطى برهان حقيقي ومادي بأنه رسوله ).. وكان ادعاؤه النبوة في شهر مايو سنة 1980م..   وكل هذا يدل على أن  هدف الباطنيين  واحد ونسيجهم غير مختلف. انظر : الزينة في الكلمات الإسلامية العربية : ص 306.والفصل في الملل والأهواء والنحل، ج4/ ص 185. وانظر نص الرسالة في كتاب : مسيلمة في مسجد توسان : ص 238.

[404] -  الحجج البهية : ص85. وانظر تركيز الدكتور فلاح الطويل على هذا المعنى  - الذي ذهب إليه الجرفادقاني  - في كتابه : عالمية القرآن والرمزية فيه، ص 9، 37،  154، وغيرها

[405] - سورة البقرة : آية / 210.

[406] - سورة الدخان : آية / 10.

[407] -  الإيقان : ص 154.

[408] - سورة ق ( قاف ) : الآيتان : 20، 21.

[409] -  الإيقان : ص 161.

[410] - جون أسلمنت : بهاء الله والعصر الجديد : ص 18.

[411] - المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار  : ج3/ ص 313.

[412] - سورة النور : آية / 35.

[413] - سورة إبراهيم : آية / 27.

[414] - سورة الأعراف : آية / 30.

[415] - التبيان والبرهان : ج2/ ص 120-128.

[416] سورة الزمر : آية / 67.

[417] -  التبيان والبرهان : ج2/ ص 100، 137.

[418]  - سورة الإسراء : آية / 60.

[419] -  الحجج البهية : ص 175-176.

[420] - انظر هذه الرموز في كتاب :  أربعة كتب إسماعيلية : ص 178.

[421] -  تفسير مزاج التسنيم :  ص 139.

[422] -   وقع  رشاد عبد الحليم محمد خليفة  كتابه ( القرآن والحديث والإسلام )  الذي أنكر فيه السنة النبوية.. باسم رشاد خليفة، مع أنه مسجل في قيد المواليد بناحية ( كفر الزيات _ محافظة الغربية  بمصر  سنة 1935م باسم : رشاد عبد الحليم محمد خليفة )  ولكنه في كتابه الإعجاز العددي،وقعه باسم : محمد رشاد خليفة.......  ولمعرفة سر ذلك انظر :  كتاب مسيلمة في مسجد توسان : ص 62، 163.

[423] - انظر  : معجزة القرآن. وانظر :  عالمية القرآن والرمزية فيه، ص 13 وما بعدها. إذ أكد على هذه المعجزة في الباب الأول تحت عنوان : أرقام لها دلالات.

[424] -قسم  الباب  السنة، إلى تسعة عشر شهرا، وكل شهر تسعة عشر يوما، وسمى الأيام الباقية التي يتم بها الحول ( 366 يوما ) وهي خمسة أيام ( أيام الهاء، وهي بحساب الجمل تساوي خمسة )  وجعل لكل شهر من شهور السنة البهائية اسما خاصا به ، وقد أبقت البهائية على هذا التقسيم للشهور والأيام في  شريعتها.وقد سبق ذكرها.
  انظر : الحراب في صدر البهاء والباب، ص 274-275.والبهائية حقيقتها وأهدافها، ص 64- 65.

[425] -على اعتبار أن ( الاسم ) الواردة في سورة الحجرات ( آية 11) من ضمن الكلمات المعدودة، مع أنها تخالفها في الرسم، انظر :  المعجم المفهرس : ص 361.

[426] - في سورة الفاتحة ( آية 1 )، وسورة هود ( آية 41)، وسورة النمل ( آية 30).

[427] -  المعجم المفهرس :  ص 361.

[428] - المرجع السابق : ص 40-75. وانظر كتاب : ( تسعة عشر ملكا،  بيان أن فرية الإعجاز العددي للقرآن خدعة بهائية ) ص 103-117.

[429] -  معجزة القرآن : ص 10.

[430] - محمد فاضل : الحراب في صدر البهاء والباب، ص 226. وإن كان للباب رأي مختلف، إذ يروي كذبا أن ( علي بن أبي طالب )   - كرم الله وجهه - ، قال : إن كل ما يحتويه القرآن محصور في سورة الحمد، وكل ما تحويه محصور في البسملة، وكل ما تحويه البسملة محصور في الباء، وكل ما في الباء محصور في النقطة )  ثم زعم أنه تلك النقطة التي تحت الباء، لذا يسميه البابيون بـ ( النقطة الأولى ). انظر : الحراب في صدر البهاء والباب، ص 238.

[431] - انظر في معنى كلمة  الناطق  في  كتاب  : أساس التأويل  : ص 40، 41، 51، 52، وفضائح الباطنية : ص 44   والنطقاء السبعة عند الاسماعيلية هم : آدم، نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد، - صلوات الله وسلامه عليهم – والناطق السابع هو ( محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ). قال الداعي الإسماعيلي : إبراهيم الحامدي في كتابه ( كنز الولد ص 268-269 ) : ( والنطقاء السبعة أولهم آدم، مثله مثل السلالة لأن ابتداءه كان ضعيفا، ونوح مثل النطفة، وإبراهيم مثل العلقة، وموسى مثل المضغة، وعيسى مثل العظام، ومحمد –  صلى الله عليه وسلم  - ، مثله مثل اللحم، والقائم – الناطق السابع  - مثله مثل : ( أنشاناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين. – سورة المؤمنون، آية / 14) على إتقان الروحانيين والجسمانيين بأمره ووحيه وكلمته، فدل ذلك على أن الولد التام في الحقيقة هو صاحب القيامة، لأن الله سبحانه قد بين ذلك بقوله ( ثم أنشأناه خلقا آخر ). وقال القاضي النعمان الإسماعيلي المغربي : في كتابه ( أساس التأويل ص 62 ) :  ( القائم  : لا شريعة له  بل هو يزيل الشرائع وينسخها بإقامة التأويل المحض ) وهذا ما ينادي به كثير من الكتاب العلمانيين المعاصرين، فمصدرهم جميعا واحد، وهو أدبيات الباطنيين.
ويقول الداعي الإسماعيلي أبو يعقوب السجستاني  ( في كتابه الكشف ص 65): والناطق : هو صاحب التنزيل والشريعة، والقائم : صاحب التأويل وعلم الباطن ).  ويقول :السجستاني  في كتابه  إثبات النبوات ص 183) : ( وإذا ظهر القائم – عليه السلام – وتخلص المؤمنون من الستر والكتمان، وقدروا على كشف مذاهبهم، وجب رفع هذه الشريعة..؟! ) أليس هذا ما يسعى إليه  الكتاب العلمانيون..؟

[432] - انظر :كتاب الرشد والهداية : ص 190.  

[433] - انظر: رسالة ( الأصول والأحكام ) ص 11، ضمن خمس رسائل إسماعيلية. 

[434] - سورة فصلت : الآيتان : 30، 31.

[435] - انظر : د. عبد الله سلوم السامرائي : القاديانية : ص 104.

[436] -انظر :  المرجع السابق : ص: 105.

[437] - انظر : المرجع السابق : ص 105-106.

[438] - انظر المرجع السابق : ص 106-107.

[439] - انظر المرجع السابق : ص 107.

[440] - انظر المرجع السابق : ص 11-112.

[441] - سورة التحريم : آية / 12.

[442] -انظر : د. حسن عيسى عبد الظاهر : القاديانية نشأتها وتطورها : ص 143-144.

[443] - سورة مريم : آية / 21.

[444] -د. عبد الله سلوم السامرائي : القاديانية، ص 113.

[445] -سورة الفاتحة : آية / 6.

[446] - الغلام القادياني :  إزالة الأوهام، ص 322. نقلا عن المتنبئ القادياني  : أحواله وأكاذيبه، ص 16.

[447] - انظر القاضي الإسماعيلي النعمان بن محمد بن حيون : أساس التاويل : ص 61-62.

[448] - سورة البقرة : آية / 125.

[449] - انظر : المفتي محمود : المتنبئ القادياني : ص 16.

[450] - سورة آل عمران : آية / 123.

[451] - انظر المفتي محمود : المتنبئ القادياني : ص 17.

[452] - سورة الصف : آية / 9.

[453] - انظر المفتي محمود : المتنبئ القادياني : ص 17.

[454] - سورة المؤمنون : آية / 18.

[455] - انظر المفتي محمود : المتنبئ القادياني : ص 17.

[456] - انظر المرجع السابق ونفس الصفحة.

[457] - سورة آل عمران : آية / 31.

[458] - سورة الفتح : الآيتان : 1، 2.

[459] - سورة الكوثر  : آية / 1.

[460] - سورة الإسراء : آية / 79.

[461] - سورة النجم : الآيتان / 3، 4.

[462] - سورة الأحزاب : آية / 40.

[463] - العلج  ( بكسر العين ) : الواحد من كفار العجم.. انظر محمد بن أبي بكر الرازي : مختار الصحاح : ص 499. 

[464] - سورة الأحقاف : آية / 21.

[465] - سورة الجن : آية / 1.

[466] - انظر مجلة الصراط المستقيم : العدد الصادر بتاريخ 21  شوال / 1351هـ.

[467] - انظر : سليم الجابي : الجن حقيقة لا خيال : ص 49.

[468] -سورة النمل : آية / 20. 

[469] -  انظر : سليم الجابي : الجن حقيقة لا خيال : ص 170-181.

[470] - سورة الصف: آية / 6.

[471] - انظر : المفتي محمود : المتنبئ القادياني : ص 17.

[472] - سورة القصص : آية / 70.

[473] - انظر المفتي محمود : المتنبئ القادياني : ص 17.

[474] - سورة الأحزاب : آية / 40.

[475] - انظر : حسن عيسى عبد الظاهر : القاديانية نشأتها وتطورها : ص 122- 123.

[476] -انظر المرجع السابق : ص 122-123. 

[477] - مكي بن أبي طالب : التبصرة في القرْات السبع : ص 642.

[478] - الإمام الطبير : جامع البيان : ج22/ ص 16.

[479] - انظر البهائي أحمد حمدي آل ملا محمد : كتاب التبيان والبرهان : ص 120.

[480] - محمد الكاظمي القزويني : البهائية في الميزان : ص 8-9.

[481] - انظر  الطبري : جامع البيان : ج22/ ص 16. وابن الجوزي : زاد المسير : ج6/ ص 393. والبيضاوي : أنوار التنزيل : ص 559.

[482] - سورة المائدة : آية / 3.

[483] - أنظر : أبو داود : السنن : ج4/ ص 138. والترمذي : السنن : ج6/ ص 466. والإمام أحمد : المسند : ج4/ ص 2215.

[484] - د. عفاف علي شكري : حول ترجمة معاني القرآن الكريم : مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية : الكويت، العدد/ 42. السنة / 15، سبتمبر 2000م.

[485] -   ابن حجر العسقلاني : فتح الباري : ج12: ص 267.  

([486]) -   البهائية : للدكتور طلعت زهران، ص :

(([487] - فتاوى محمد رشيد رضا، تحقيق صلاح الدين المنجد و يوسف خوري - ص 112

عدد مرات القراءة:
333
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :