آخر تحديث للموقع :

السبت 10 رمضان 1444هـ الموافق:1 أبريل 2023م 12:04:16 بتوقيت مكة

جديد الموقع

طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن ..
الكاتب : د. سامي عطا حسن ..

طائفة القاديانية
وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم

د. سامي عطا حسن
جامعة آل البيت - المفرق
المملكة الأردنية الهاشمية


ملخص
تموج المجتمعات البشرية بظواهر فكرية ، وعقدية ، وتيارات سياسية ، متعددة المناهج ، والأساليب ، ومختلفة المناحي والاتجاهات ، ومتنوعة الأغراض والأهداف. ويجيئ هذا التباين طبقا لاختلاف العوامل التي ساعدت على ظهور هذه التيارات والظواهر ، ودفعت إلى ظهورها وتكوينها. فخصصت هذه الدراسة لإلقاء بعض الأضواء على ظاهرة من هذه الظواهر ، أعني بها طائفة القاديانية الباطنية ؛ لبيان حقيقتها ، وتأويلاتها المنحرفة لآيات القرآن الكريم ، والفرق الباطنية عموما تعد بذرة من البذور التي غرستها فرقة السبئية في العالم الإسلامي وهدفها جحد الشرائع ، وتعطيل النصوص بالتأويلات الباطنية الفاسدة ، ولم أجد من أفرد تأويلات هذه الطائفة البحث ، إنما تحدث الكاتبون عنها حديثا مبتسرا كفرقة من الفرق الضالة المنحرفة ، فحفزني ذلك إلى كتابة هذا البحث لكشف حقيقتها للدارسين.
Qadyaniyyah and its latent interpretations of Holy Koran verses
Dr. Sami Ata Hassan
AL -Albayt university –AlMfrak
The Hashemit Kingdom of Jordan
BSTRACT
The human societies are burdened with enormous ideologies, doctrines and political views that have different methodologies for different reasons and purposes. This diversity comes according to the different factors that worked as a catalyst in promoting these ideologies and doctrines to prosper and grow. Therefore I dedicated this study to research a few of them and in particular the Cult of the “Kadianiya” to shatter the myth that surrounds it. Hence revealing their twisted ascription of the Holy Koran will benefit those who seek the truth.. In general these mysterious cults are to be considered an evil seeds, which have been sawn in the house of Islam by the “Sapiens” cult in order to undermine the divine revelations and twist its texts with depraved interpretations. I yet have to find any one who profoundly embarked with expansion on the exposition of this sect therefore I find
myself motivated to unravel the truth and reveal it to the seekers.
 
طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم
تمهيد
عندما يكون هناك فراغ فكري في أمة ما ، فإن هذه الأمة تكون نهبا للتيارات الوافدة عليها من كل حدب وصوب والأمة الإسلامية بفعل عوامل عديدة لا مجال لبسطها في هذا البحث -، عاشت حالة من الفراغ الفكري ، سببه الرئيس : الجهل بحقائق الإسلام ، مما مكن لكثير من الفلسفات المادية ، والمذاهب الباطنية ،والفكرية ، والاجتماعية ، والاقتصادية الهدامة ، أن تجد لها مكانا في عقول بعض المسلمين ، وفي ديارهم.   وكانت طائفة القاديانية  من أبرز هذه الطوائف الخطيرة التي وجدت لها مكانا في ديار المسلمين ،  ولم تأت بجديد، إنما نبشت ما قبرته الأيام من ضلالات الإسماعيلية  وغيرها من الفرق والطوائف الباطنية الغالية ، وجعلت منها أفكارا لها ، وخطر هذه الطائفة أشد من خطر غيرها ، لا لأن لأقوالها وتأويلاتها ، قيمة علمية أو فكرية  ، بل لأنها تتخذ من الإسلام ستارا لتنفث سمومها  ، فحفزني ذلك على الكتابة في هذا الموضوع  لعل ذلك ينبه الغافلين ، أو المتغافلين عنها وعن أمثالها ، فكانت هذه الدراسة.
 وقد جعلتها في تمهيد، وثلاثة فصول ، وخاتمة ، على النحو التالي :
تحدثت في الفصل الأول : عن نشأة القاديانية ، ومراحل تطورها ، وذكرت شذرات من عقائدها ، وشرائعها. وضمنته أربعة مباحث على النحو التالي :
تحدثت في المبحث الأول : نشأة طائفة القاديانية.
وتحدثت في الثاني  : عن القاديانية في عهد مؤسسها.
وتحدثت في الثالث : عن القاديانية بعد غلام أحمد القادياني.
وذكرت في المبحث الرابع : شذرات من عقائد القاديانية وشرائعها.
وتحدثت في الفصل الثاني : عن معنى التأويل ، وشروط التأويل الصحيح المقبول ، وسمات التأويل الباطني الفاسد ، وضمنته ثلاثة مباحث  على النحو التالي :
بينت في المبحث الأول : معنى التأويل في اللغة ، وفي الاصطلاح.
وبينت في المبحث الثاني : شروط التأويل الصحيح المقبول ، وسمات التأويل الباطني الفاسد المردود
وبينت في المبحث الثالث : جذور التأويلات الباطنية.
وفي الفصل الثالث : ذكرت نماذج لتأويلات طائفة القاديانية، وبينت بطلانها.
وبينت في الخاتمة أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج. والله ولي التوفيق.
 
  
الفصل الأول
طائفة القاديانية.. نشأتها.. عقائدها.
المبحث الأول :  نشأة طائفة القاديانية :
تنتسب القاديانية للميرزا غلام أحمد القادياني ، المولود في قاديان في الثالث عشر من شباط عام 1835م(1)، وكانت أسرته على جانب كبير من الغنى، إذ كان جده صاحب قرى وأملاك، وصاحب إمارة في البنجاب، خسرها جده (الميرزا عطا محمد) في حرب دارت بينه وبين (السيخ) الذين دمروا أملاكه وطردوه وأسرته من بلدهم (قاديان) ، ثم أذن لهم الإنجليز بالرجوع إليها عام 1818م، لقاء خدمات عسكرية قدمها لهم والده، وأعادوا إليهم بعض هذه القرى(2). ويذكر الميرزا غلام أحمد ذلك فيقول : [ ففي تلك الأيام صُبّت على أبي المصائب ونُهبت أموالهم من أيدي الكفرة... إلى أن يقول :  ثم ردّ الله إلى أبي بعض القرى في عهد الدولة البريطانية ].(3) 
 وكان الإنجليز يطمعون في تكوين إمبراطورية لهم لتشغل الفراغ الممتد فيهما بين مصر والهند ،كما كانوا يريدون استقرار وضعهم في الهند-درة التاج البريطاني- ، وهذه المناطق يشغلها  المسلمون ، وعداوة المسلمين لهم : تاريخية... جغرافية... نفسية... ، وتلك أصعب العداوات وأعمقها وأعصاها على التوفيق والنسيان......فقد جاء أسلافهم الصليبيون إلى هذه الديار.....  واستولوا على بلاد الشام.... وهزموا المسلمين شر هزيمة... وارتكبوا أبشع المجازر....وكانوا أول من ابتدع إجلاء المسلمين عن ديارهم  ، وساروا على ذلك أيضاً في جميع حروبهم مع المسلمين ، وكانوا يظنون أن الأمر قد استتب لهم وأنه لن تقوم للمسلمين قائمة... ولكن المسلمين ظلوا مصممين على إخراجهم من ديارهم.... فدينهم يفرض عليهم ذلك... وبالرغم من مكوثهم مدة تقارب القرنين من الزمان أقاموا خلالها ممالك وإمارات في بلاد الشام... إلا أن المسلمين استطاعوا في النهاية أن يتغلبوا عليهم ويطردوهم من ديارهم شر طردة... وقد بحثوا عن السر في ذلك فوجدوه في الإسلام... وأن عقيدته هي منشأ هذه القوة العظيمة في المسلمين.....ولو كان المسلمون قوة سياسية ليس إلا....لهان خطبهم على الاستعمار بجميع أنواعه.... ولكنهم قوة روحية... تندفع كالسيل إذا اندفعت... وتستقر كالصخر إذا سكنت.. وتفارقها قدرتها على الغلبة والسيادة حيناً...ولكن لا تفارقها قدرتها على الصمود والثبات...لذلك لا بد من تفتيت هذه القوة....وهذا ما أجمعت عليه القوى الاستعمارية.
والسبب الذي جعل المستعمرين الانجليز يفكرون في إيجاد القاديانية ، والروس في إيجاد البابية ، ثم البهائية ،  يتلخص في أن الاستعمار البريطاني عندما بدأ يركز احتلاله المستبد في شبه القارة الهندية ، والتي استظلت براية الحكم الإسلامي بضعة قرون ، جوبه بمعارضة عنيفة من حركات الجهاد الإنجليز استطاعوا أن يقضوا عليها وعلى الثائرين بكل عنف وقسوة ، وتمكن المستعمر من تثبيت أقدامه، وأقام نظاماً لحكم البلاد يعتمد على مئات من الخبراء يؤازرهم جيش صغير، وعلى اصطفاء عناصر تدين لهم بالولاء السياسي والفكري ، وجعل المستعمر نصب عينه هدف القضاء على كل أثارة من حمية الجهاد في قلوب المسلمين ، فاستقدموا طوائف المبشرين وملأوا بهم أرجاء الهند ، يسرقون عقائد الناس ويزلزلون نفوسهم بالشكوك والريب ، وكانت معارك حامية تلظى المسلمون بنارها في المجال الفكري ، وكان رد المسلمين على ذلك أن أصبحت نغمة الجهاد ضد الإنجليز على كل لسان ، وشغل كل عالم، وأصبحت المنشورات تكتب وتوزع ، والعلماء من الناس وغيرهم يطوفون المدن والقرى لهذا الغرض.. وهكذا أصبحت عقيدة الجهاد عقبة كأداء في وجه المطامع الاستعمارية في الهند وغيرها من بلدان العالم الإسلامي.
وكانت روسيا قد فعلت نفس الشيء في فارس... إذ بدأ التدخل الروسي في الهضبة الإيرانية في عهد بطرس الأكبر ، وكانت بلاد فارس آنذاك تكابد فتناً وانقسامات داخلية ، ومطامع الروس في إيران وغيرها بدأت منذ عهد (بطرس الأكبر) ، الذي طمع بعد مقتل (نادر شاه) في وراثة إمبراطوريتة إلا أنه أخفق في ذلك ، لكنه لم ينس قبل موته أن يضع لمن بعده خطة استعمارية ليسيروا عليها ، فقد أوصى خلفاءه أن يتقدموا بحدودهم ما استطاعوا إلى القسطنطينية من جهة، وإلى الهند من جهة أخرى ، وأن يقيموا لهم قواعد برية وبحرية على البحر الأسود ، وأن يسرعوا إذا دبّ الانحلال في جسم بلاد فارس بالتوغل فيها حتى يصلوا إلى الخليج العربي، إلى المياه الدافئة..... والذي دفع المستعمرين لإيجاد هذه الفرق البابية والبهائية والقاديانية , يقينهم التام بأنهم لن يستطيعوا حكم بلاد يؤمن أهلها بالجهاد ، ويعتبرونه ركنا سادساً من أركان الإسلام, ففكروا بصورة جدية في رسم المخططات للقضاء على هذه العقيدة ، من خلال رجال ربوهم على أعينهم، وأرضعوهم لبان حبهم ، فكانوا عند حسن ظن سادتهم بهم.. فها هو الغلام القادياني يقول في كتابه ترياق القلوب ما نصه: ( لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها, وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة, وقد نشرت معظم هذه الكتب في البلاد العربية: مصر والشام وتركيا ، وكان هدفي هو أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة )(4).  وقال في رسالة أخرى:( لقد ظللت منذ حداثة سني وقد ناهزت الآن على الستين أجاهد بلساني وقلمي، لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، والنصح لها، والعطف عليها، وأُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم ،والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة )(5)
كذلك فعل الباب والبهاء من بعده إذ قال البهاء (حسين علي المازنداني ) زعيم البهائية ما نصه:"البشارة الأولى التي منحت في هذا الظهور الأعظم لجميع أهل العلم محو حكم الجهاد من الكتاب "(6).
 ثم تلقف اليهود كلتا الحركتين : القاديانية والبهائية، منذ أن نشطوا لتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين منذ القرن التاسع عشر تقريباً ، فاحتضنوا أمثال هذه الحركات : البابية ، والبهائية ، والقاديانية ، لتدعوا إلى إبطال ونسخ الجهاد عند المسلمين ، وبلبلة عقائدهم ،  فشجّعوا البهائية واحتضنوا طاغيتها عباس عبد البهاء ،  وجعلوا مدينة عكا في فلسطين المحتلة كعبة للبهائيين المبثوثين في بقاع شتى، وربطوهم بفلسطين المحتلة روحيا... بيد أن اليهود لم يكتفوا بالبهائية فلا بد من استقدام القاديانية إلى فلسطين كي تشارك في صُنع الشتات العربي الإسلامي، وتمهد للوجود اليهودي, فقدم الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود احمد ابن مؤسس الجماعة عام 1924م إلى فلسطين عن طريق حيفا ، وحضر معه المبشر الأحمدي جلال الدين شمس ، وفي مدينة حيفا بشّر بدعوة المهدي زمناً ، حتى تسنى له الاتصال بأهل الكبابير على قمة جبل الكر مل ، فأسس مركزا للجماعة، وأقام مركزاً تبشيرياً عام 1929م ، و عاد جلال الدين شمس الى قاديان عام 1931م ، وقد تبع ذلك بناء أول مسجد للجماعة هناك سنة 1934، ثم أضيف إليه ( دار التبليغ ) ، بعدها وصل الى فلسطين أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936في الكبابير ، وهو الذي أكمل بناء مسجد سيدنا محمود- فيها وأسس مجلة
 ( البشارة ) التي تحولت إلى (البشرى ) الحالية ، وهي المجلة الأحمدية القاديانية الوحيدة في الديار العربية ،والتي لا تزال تصدر في فلسطين المحتلة إلى وقتنا الحاضر ،. ثم أعادوا بناء المسجد الذي يعرف بمسجد-سيدنا محمود- عام1979م ، وتضم قرية الكبابير قرابة ال3000 نسمة معظم سكانها من أتباع الأحمدية.
ولم يكن هؤلاء فقط هم الذين حاولوا نشر مبادىء الجماعة بين العرب فهناك محمد سليم الهندي الذي خدم الجماعة في فلسطين من العام 1936 حتى 1938وتراس تحرير مجلة البشرى ثم شودري محمد شريف والذي بقي زهاء 18 عاما في البلاد العربية ، كذلك جلال الدين قمر الذي حضر للبلاد العربية عام 1954 وعمل رئيسا لتحرير البشرى ومديرا للمدرسة الأحمدية في حيفا وفضل الهي بشير الذي حضر أواخر السبعينات للمنطقة وألف كتبا بالعربية تطرق فيها الى المسائل الخلافية وغلام احمد الذي وصل الى عدن وأسس بها الجماعة الأحمدية عام 1949 وغيرهم. مما يبين بجلاء اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين إلا أن هناك انتشارا محدودا لها في الضفة وغزة ، لكن هل ستمنع فتوى الشيخ شوبا ش الأحمدية من الانتشار في فلسطين  ؟ أم ستكون فلسطين جسرا لعبور الأحمدية الى العالم العربي؟ هذا في علم الغيب وسيجيب عليه الزمن والتاريخ.(7).
المبحث الثاني : القاديانيّة في عهد مؤسسها
يكاد يُجمع الذين كتبوا في القاديانيّة، وتاريخها وتطورها، أنّ دعوة الميرزا غلام أحمد قد مرّت بمراحل ثلاث هي :
المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة إلى الإسلام وجدال الخصوم ودعوى التجديد :
وقد استمرّت هذه المرحلة بين عام 1879م وعام 1891م (8) ، و "في هذه المرحلة ادّعى الميرزا أنّه مُصلح و مجدّد وأنّه مأمور من الله لإصلاح العالم ،و الدعوة إلى الإسلام.  وكان نشاطه في هذه المرحلة يأخذ أشكالاً ثلاثة هي : المناظرة، وتجميع الأتباع، والكتابة (9).
المرحلة الثانية: مرحلة ادعاء أنه المسيح الموعود : 
وقدْ ابتدأت هذه المرحلة سنة 1891م، "حيث أعلن أنه المسيح الموعود الذي ذكره القرآن الكريم ونصت عليه أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وأنّه المصلح الذي تنتظره جميع الأقوام والأمم منذ ثلاثة عشر قرناً"(10) ، ويقسم الميرزا نفسه على هذه الدعوى بقوله "والله أني أنا المسيح الموعود وأعطاني ربي سلطاناً مبيناً"(11).
المرحلة الثالثة: ادعاء النبوة :   
ربما تكون هذه المرحلة هي التي أدّت إلى ظهور القاديانيّة وانتشار أمرها ، و ثمّة اتجاهٍ آخر ينفي أنّ يكون الميرزا قد ادّعى النبوة، ولكن عند مناقشة أقوال أصحاب هذا الاتجاه لا نجد فيه ما يقوى على نفي نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، و هناك اتجاه ثالث يثبت أصحابه نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، ولكنّهم يدافعون عن فكرته ويوضحونها بما يشعر أنها منسجمة مع ثوابت العقيدة الإسلامية.
المبحث الثالث: القاديانية بعد غلام أحمد القادياني :  
توفي الغلام القادياني في السادس والعشرين من شهر مايو سنه 1908م ، فخلفه الحكيم نور الدين ، وهو الذي اقترح على الغلام القادياني الادعاء بأنه المسيح الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث النبوية بنزوله آخر الزمان وبويع بالخلافة بعد وفاه الغلام أحمد القادياني..ولقب بالخليفة الأول. واستمر بالخلافة إلى أن توفي في 13مارس 1914م ،ليخلفه [بشير الدين محمود ] ابن مؤسس الأحمدية ، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1965 ، ثم خلفه [الميرزا ناصر أحمد ]المتوفى عام 1982 ، ثم تلاه [الميرزا طاهر أحمد ] ، الذي توفي قبل أقل من عامين ، حيث انتخبت الجماعة : [مسرور أحمد ] المقيم في لندن زعيما لها ولا يزال. وقد انقسمت القاديانيّة بعد وفاة الحكيم نور الدين سنة 1913م إلى شعبتين ، أو فرعين:
الأولى : تسمى: الجماعة اللاهورية ، وهي بزعامة محمد علي اللاهوري..
والثانية : تسمى: الجماعة القاديانيّة ، وهي بزعامة الميرزا بشير الدين محمود. (12).
الشعبة الأولى: جماعة محمد علي اللاهوري   :
يذكر أصحاب هذه الشعبة سبب الانقسامَ بقولهم "وفي أثر وفاته [يعني نور الدين] نتجت خلافات في العقائد أثارها ( الميرزا بشير الدين ) نجل الميرزا غلام أحمد المؤسس، بادّعائه أنّ والده نبيّ ، فانبنى على هذا الخلاف أنْ انقسمت الجماعة إلى قسمين، سُميّت أوّلهما الجماعة القاديانيّة، ومركزها في قاديان، والأخرى الجماعة الأحمديّة بلاهور، عاصمة بنجاب الهندية، وتولّى رئاستها مولانا محمد علي"(13)، و من أهم معتقدات هذا الفرع: أنّهم لا ينكرون الإلهامات الإلهيّة للميرزا غلام أحمد، ويذكرون أنّ ما أُثر عنه صراحة في دعواها، إنّما هيَ تعبيرات مجازية ، ومع ذلك يطلقون عليه ألقاب: مجدد القرن الرابع عشر الهجري، والمسيح الموعود (14).
الشعبة الثانية: جماعة الميرزا بشير الدين محمود :    و أصحاب هذه الشعبة يتشبثون بقوّة وصراحة بعقيدة نبوّة الميرزا غلام أحمد، و يدافعون عن هذه العقيدة بحماسة، وبلا مواربة ولا تأويل.
وكلتا الشعبتين تتسميان بالأحمديّة، إلا أنّ أصحاب إحدى هاتين الشعبتين انتسبوا إلى اسم مؤسس الجماعة، فتسمّوا بالأحمدية، والآخرون انتسبوا إلى بلده ، فتسموا بالقاديانيّة، "وكلتاهما تعتبران إلهـــام ووحي الميرزا المدّعى به- حجّةً شرعيّة يجب إتباعها، ويصدّقون بكل ما جاء به الميرزا من هذا القبيل.  وكذلك فإنّ الجماعة اللاهورية وإنْ كانت تُصرّح بأنّها لا ترى الميرزا نبيّاً بل مجدداً، إلا أنّها تعني من لفظ (المجدد) عين ما تقصد به جماعة بشير الدين محمود من لفظ (النبي) (15).
المبحث الرابع : شذرات من عقائد القاديانية ، وشرائعها
لست بصدد ذكر كل مفتريات الغلام القادياني.. فذلك يحتاج إلى كتاب مستقل، لكني سأذكر منها ما يكفي لوضع النقاط على الحروف لبيان حقيقتها ،   وقد نشر الأستاذ الفاضل أبو المكارم محمد عبد السلام المدرس بالكلية العربية في بلدة كرنول في أعمال مِدارس بالهند نتفاً من عقائد هذه الطائفة ومفترياتها في مجلة (الصراط المستقيم الغراء الصادرة بتاريخ 21 شوال 1351هـ ) - مستلّة من كتب الغلام القادياني -         جاء فيها :
عقيدته في الله تعالى : ( إن الله ذو طول وعرض وله أرجل وأيد ولا تحُصى وأيضاً له أعصاب وأوتار كالسلك البرقي ممتد في الجهات ) (16)  و( إن الله بعد أن كشف لي الغطاء كان يمازحني مراراً ) (17)
عقيدتة في الأنبياء عامة : (أعطي كل الأنبياء حياة بمجيئي ،وكل واحد من الرسل مستور تحت قميصي ) (18)
عقيدته في القرآن الكريم : ( القرآن كلمات الله وكلمات لساني ) (19).
عقيدته في الأحاديث النبوية : ( الأحاديث التي تخالف إلهامي تستحق أن نلقيها مع الأوراق الرديئة في سلة المهملات ) (20).
عقيدته في الملائكة :( لا تتنزّل الملائكة ولا ملك الموت إلى الأرض أبداً ، وما الملائكة إلا اسم لحرارة الروح ) (21). عقيدته في القيامة : ( القيامة ليست آتية و التقدير ليس بشيء ) (22).
عقيدته في الحج :     ( بعد ظهوري تحوّل مقام الحج إلى قاديان ) (23).
عقائده في عيسى وأمه عليهما السلام : ( كان يشرب الخمر وكان عدو الصدق متكبراً أكّالاً يدعي الألوهية مجتنباً العبادة و الزهد غاية الاجتناب ) (24).وقال : (كانت ثلاث من جداته لأبية  كذا وثلاث من جداته لأمه بغايا وزانيات...؟! ) (25)
الفصل الثاني
معنى التأويل ، وأنواعه ، وشروط التأويل المقبول ، وسمات التأويل الباطني المردود
المبحث الأول :  معنى التأويل في اللغة ، ونصوص الشرع ، وفي الاصطلاح.
المطلب الأول : معنى التأويل في اللغة : - تدور مادة التأويل في اللغة على عدة معان ، منها  :
1- الرجوع ، والمآل ، والعاقبة ، والمصير:  قال ابن الأعرابي ( ت230 هـ):
[ الأول : هو الرجوع.] (26).
وقال ابن منظور ( ت711هـ) :[ الأول : الرجوع. وآل الشيء يؤول أولا ومآلا : رجع. ](27)
2- التفسير ، والتدبر ، والبيان : قال ابن جرير الطبري ( ت310هـ) : [ وأما معنى (التأويل في كلام العرب فإنه : التفسير والمرجع والمصير. ] (28). وسئل أبو العباس ثعلب ، أحمد بن يحيى (ت 291هـ) عن التأويل ، فقال :[ التأويل والتفسير بمعنى واحد.]( 29)
وقال ابن فارس : ( ت 395هـ) : [ معاني ألفاظ العبارات التي يعبر بها عن الأشياء مرجعها إلى ثلاثة ، وهي : المعنى ، والتفسير ، والتأويل ، وهي وإن اختلفت ، فإن المقاصد بها متقاربة. ] (30) ومما سلف يمكننا اختصار معاني التأويل في اللغة في معنيين هما : المرجع والعاقبة ،والتفسير والبيان.
المطلب الثاني : الاستعمال القرآني لكلمة التأويل :
وردت كلمة ( تأويل ) سبع عشرة مرة في عدة سور قرآنية كريمة ، وسألتزم في ذكرها حسب ترتيب السور في القرآن الكريم.. كما يلي :
أ قال تعالى في سورة آل عمران : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب. ) (31)
 [ ففي هذه الآية ذكر سبحانه المتشابه في مقابلة المحكم ، وجعل ابتغاءهم الفتنة والتأويل خاصا بالمتشابه  (32) دون المحكم (33)... وعلى هذا يمكننا أن نفهم أن المراد من المحكم من الآيات هو : ما لا يمكن التلاعب بفهمه على غير ما يراد منه ، لأن معناه لا يحتمل التوجيه حسب الأهواء. وذلك كقوله تعالى :( وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد ) (34).
كما يمكننا أن نفهم أن المراد بالمتشابه من الآيات ، هو : ما له أفراد من المعاني يشبه بعضها بعضا ، ويحتملها ظاهره ، وذلك هو الذي يجعلهم يتوجهون إليه ليؤولوه ابتغاء الإفساد لعقائد الناس ، وهذا كقوله تعالى :
 ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه..الآية )(35) ، فأهل الزيغ يأخذونه على ظاهره دون الرجوع إلى الأصول المحكمة في القرآن التي تبين حقيقة المراد منه..ويرجعونه إلى المعنى الذي ينطبق على أهوائهم وتقاليدهم ، ويزعمون أنه حقيقته ، ويقولون : الله روح ، والمسيح روح منه ، فهو من جنسه ، وجنسه لا يتبعض ،فهو هو ، أي : فعيسى هو الله ،ولا يرجعون إلى الأصل المحكم الذي يبطل مثل هذا التأويل ، وهو قوله تعالى:( لم يلد ولم يولد ) (36). وأهل الحق يرجعونه إلى المعنى الذي يتفق مع المحكمات من الكتاب ، لأنها الأصل الذي يرجع إليه عند الاشتباه ، كما قال تعالى : ( هن أم الكتاب ) ولا يأخذون في الآية بمعنى إلا إذا قام عليه الدليل الصحيح. ](37)
ب قال تعالى في سورة النساء : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) (38).
 قال ابن جرير الطبري : ( أحسن تأويلا ، أي : جزاء. وقال قتادة :أحسن ثوابا ، وخير عاقبة ) (39)  فالتأويل هنا : بمعنى الإرجاع إلى ما يحفظ عليهم الوفاق ، ولا يحتمل أن يكون المراد به هنا التفسير ، أو صرف الكلام عن ظاهره.(40)
ت –   قال تعالى في سورة الأعراف : ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق.. الآية ) ( 41 ) ويراد بالتأويل هنا : الحوادث التي تقع مطابقة لما أخبر به الكتاب ، أي : هل ينتظرون إلا تحقق ما أخبر به القرآن من بعث وحساب ، وثواب وعقاب في الآخرة..؟ وفي هذا اليوم يتحقق ما أخبر به.. والتأويل هنا كذلك لا يحتمل أن يراد به التفسير ، أو صرف الكلام عن ظاهره. (42).
ث -  قال تعالى في سورة يونس : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين. ) (43)
 فالمراد بالتأويل هنا : وقوع ما أخبر به القرآن ، أي وقوع الحوادث التي يدل تحققها على صدقه - صلى الله عليه وسلم -،ولا يراد به التفسير،أو صرف الكلام عن ظاهره كذلك. (44).
ج ووردت كلمة التأويل في ثمانية مواضع من سورة يوسف - عليه السلام وهي الآيات :( 6 ، 21 ، 36، 37 ، 44 ، 45، 100،101). والتأويل في الآيات السابقة كلها يقصد به تعبير الرؤيا أي : ما تؤول إليه ، من الحوادث الواقعية التي كان يمثلها ما رئي في تلك الرؤى المنامية (45)
ح قال تعالى في سورة الإسراء :    ( وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا. ) (46) ، قال الطبري :( فسر مجاهد ، وقتادة ، كلمة التأويل هنا: بالمآل ، والمرجع ،والعاقبة ، والثواب ). (47) أي : أحسن عاقبة ومآلا.
خ ووردت كلمة التأويل في آيتين من سورة الكهف ، وهما : قوله تعالى : ( ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا ) (48)، وقوله : ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا. )(49) والمراد بالتأويل هنا - وهو ضرب من تأويل الأفعال لا الأقوال - هو : ( إرجاع الأفعال التي فعلها العبد الصالح وأنكرها موسى عليه السلام - ،من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار ، إلى ما تؤول إليه من الخير في المستقبل ، وهو دفع ظلم الملك لأصحاب السفينة ، وإفساد الغلام لأبويه ، وحفظ الكنز لأصحاب الجدار. ) ( 50)
المطلب الثالث : كلمة التأويل في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم -
وردت كلمة التأويل في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمعنى : تعبير الرؤيا والمآل الذي تؤول إليه ، وبمعنى التفسير ، وبمعنى العاقبة والمصير.
أ - فمن الأحاديث التي وردت فيها كلمة التأويل بمعنى الرؤيا :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ بينما أنا نائم إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن ، فشربت منه ، حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله..؟ قال : ( العلم ]. (51)
فالتأويل الواقعي لشربه عليه السلام اللبن في الرؤيا ، وارتواؤه منه ، هو : تمكنه من العلم ، ورسوخه فيه. وتأويل إعطائه ما تبقى منه لعمر رضي الله عنه هو : تمكن عمر من العلم ، ورسوخه فيه كذلك.
ب - ومن الأحاديث التي وردت فيها كلمة التأويل بمعنى التفسير والبيان :  دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم - لابن عباس بتعلم التأويل ، وقد ورد هذا الدعاء في روايات عديدة ، بينها تفاوت في ألفاظها. ففي البخاري : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضم ابن عباس إلى صدره وقال : اللهم علمه الكتاب )(52)  وفي رواية أخرى : ( اللهم علمه الحكمة. ) (53)   وفي رواية مسلم : ( اللهم علمه الحكمة. ) (54). وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي ، أو منكبي ، ثم قال : ( اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل ) (55)  والمراد بالتأويل هنا : التفسير والبيان ، ولا يجوز القول بأنه يعلم حقائق تأويل القرآن الخارجية،لأن ذلك من الغيوب التي استأثر الله بعلمها.
ت ومن الأحاديث التي وردت فيها كلمة التأويل بمعنى : المرجع ، والعاقبة ، والمصير : ما رواه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن معنى قوله تعالى : [( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس يعض أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ) (56) فقال : إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد ] (57) أي : لم يحدث مدلولها العملي ، والواقعي ، الذي هو عين تأويلها ، والذي هو مصير المخاطبين ، وعاقبة أمرهم.
المطلب الرابع : التأويل في عهدي الصحابة والتابعين :
لم يكن التأويل وقفا على عصر دون عصر ، فقد وجد منذ عصر الصحابة - رضوان الله عليهم - وكان ذائعا شائعا بينهم ، ويدلنا على ذلك اجتهادات ابن عباس ، وابن مسعود ، وغيرهما من أعلام الصحابة (58) ، بالإضافة إلى الآثار المروية عن كبار الصحابة التي تحذر من شطط التأويل..من ذلك : ما رواه عمرو بن دينار قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه - :( إني أخاف عليكم رجلين : رجل يتأول القرآن على غير تأويله ، ورجل ينافس أخاه على الملك ) (59).  كما كان أهل الرأي والعلم بالمرصاد للمؤولين الذين لا يريدون وجه الحق في تأويلاتهم ، وغير المستندة إلى أدلة الشرع ، أو مخالفة لحكمة التشريع ، أو الناتجة عن خطأ في الفهم ، كفعل أبي بكر رضي الله عنه بالمرتدين ، الذين أولوا آية الزكاة على غير وجهها (60) ، وكما فعل عمربن الخطاب رضي الله عنه - بقدامة بن مظعون (61)، وصبيغ بن عسل التميمي (62) ، وأمثالهم.ولم يقف التأويل عند عصر الصحابة ، بل تعداهم إلى عصر التابعين ، (63) فهو منهج من مناهج الاجتهاد بالرأي ، أو كما يقول الإمام أبو زهرة : ( باب من أبواب الاستنباط العقلي). (64)
المطلب الخامس : التأويل في الاصطلاح
أ - :  معنى التأويل في اصطلاح المتقدمين :
يطلق مصطلح التأويل في اصطلاح المتقدين من السلف وأهل القرون الثلاثة الأولى على معنيين هما :
الأول : تفسير اللفظ وبيان معناه ، وهذا كثير في استعمالات السلف..
1 - في الحديث الذي رواه جابر في وصف الحج قوله :( ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من شيء عملنا به )( 65) يعني : تفسيره وبيانه بأقواله وأفعاله - عليه الصلاة والسلام -.
2 - ابن عباس في عند تفسيره للآية السابعة من سورة آل عمران :( أنا ممن يعلم تأويله ) (66) ، ونرى ذلك كثيرا في تفسير الإمام الطبري ، حيث يستخدم التأويل بمعنى التفسير ، فيقول : ( وقال أهل التأويل ) ثم يورد أقوال المفسرين.
الثاني : الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، أي : وقوع المخبر به في وقته الخاص إذا كان الكلام خبرا ، أو امتثال ما دل عليه الكلام ، وإيقاع مطلوبه إذا كان الكلام طلبا ، وهو معنى يرجع إلى العاقبة والمصير ) (67).
ومنه قول السيدة عائشة - رضي الله عنها - : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي.. يتأول القرآن ) (68)
قال الحافظ ابن حجر : ( وقولها : يتأول القرآن ، أي : يجعل ما أمر به من التسبيح والتحميد والاستغفار في أشرف الأوقات والأحوال ) (69) ، فالتأويل هنا : حقيقة ما أمر به في قوله تعالى : ( فسبح بحمد ربك واستغفره ) (70)
وما سبق يمكننا القول : لقد عرف الصحابة  والتابعون معنيين للتأويل :
الأول : المآل والعاقبة ، وهو ما نجده مكررا في آيات القرآن الكريم.
والثاني : بمعنى التفسير ، والبيان ، وهو ما دعا به الرسول - صلى الله عليه وسلم  لابن عباس    - رضي الله عنهما - ، وظل هذان المعنيان معروفين للسلف إلى أن ظهرت الفرق الإسلامية المختلفة منذ عهد الخليفة الراشد : عثمان بن عفان - رضي الله عنه وأرضاه - ، فكان للتأويل اصطلاح آخر ، انتشر ببطء في الفكر الإسلامي ،وتلون بلون كل فريق ومذهب ، وأخذ يشكل معارضة هادئة للإسلام ، معتمدا على الآيات بتحريف دلالاتها ، أمام استحالة التغيير للنص المحفوظ. وكانت محاولات هؤلاء على قلتها ، تعتبر البدايات الأولى للتأويل الباطني الفاسد ، وليس أدل على ذلك من قول قتادة ( ت 117هـ) عند قراءته لقوله تعالى :(فأما الذين في قلوبهم زيغ..الآية)(71) : ( إن لم يكونوا الحرورية - أي الخوارج الذين انحازوا إلى بلدة حروراء بالعراق - ، والسبئيين - أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني -، فلا أدري من هم.إلى أن يقول : والله إن اليهودية لبدعة ، وإن النصرانية لبدعة ، وإن الحرورية لبدعة ، وإن السبئية لبدعة ، ما نزل بهن كتاب ، ولا سنهن نبي ). (72)      
 وقال الطبري ( ت310هـ) عند تفسيره لقوله تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ.. الآية ) (73) : ( هذه الآية وإن كانت نزلت فيمن ذكرنا أنها نزلت فيه من أهل الشرك ، فإنه معني بها كل مبتدع في دين الله ، كان من أهل النصرانية ، أو اليهودية ، أو المجوسية ، أو كان سبئيا.. ). (74). لقد وجد السبئيون الباطنيون - ومن نسج على منوالهم - في التأويل متنفسا لتعاليمهم يتجاوزون بها الحدود الظاهرة لمعاني الكلم ، أو كما يقول البغدادي : ( إن الباطنية احتالت لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدي إلى رفع الشريعة. ) (75). فقام العلماء من مفسرين ، ومحدثين ، وفقهاء ، وأصوليين ، وغيرهم ، بالتصدي لهم ، وبينوا معنى التأويل ، وأدلته ، ومجالاته ، وقاموا بوضع الضوابط والشروط للتأويل الصحيح ، لمنع المبتدعين من تحريف نصوص الآيات ، والخروج بها عن معانيها المرادة.
ب - : معنى التأويل في اصطلاح المتأخرين :
وسأعرض فيما يلي لبعض التعريفات الاصطلاحية للتأويل ، منها:
 1-   قال الفخر الرازي محمد بن عمر بن الحسين (ت 606): - ( التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معناه المرجوح ، مع قيام الدليل القاطع عن أن ظاهره محال) (76)
 2 - وقال ابن الحاجب-جمال الدين عثمان بن عمر المشهور بابن الحاجب (ت646هـ) : (التأويل: هو حمل الظاهر على المحتمل المرجوح، بدليل يصيره راجحا. ) (77). وهذا المعنى المحتمل الذي يؤول إليه اللفظ معنى مرجوح ، لأنه خلاف المعنى الحقيقي الظاهر المتبادر ومع ذلك فإن دليل التأويل الأقوى يصير هذا المعنى المرجوح راجحاً، أي يغلب على ظن المجتهد أنه مراد الشارع ، كما رجحه الدليل.. والتعريف الاصطلاحي للتأويل في اصطلاح المتأخرين ، أصبح في عرف المتكلمين ، والفقهاء ، والمفسرين ، هو الذي ينصرف إليه الذهن عند الإطلاق، وأصبح شائعا ومتعارفاً عليه بين المتأخرين ، ويبدو أن استعماله بهذا المعنى، استوجبته دواعي كثيرة، كان من أبرزها مواجهة التأويلات المنحرفة التي بدأت بالبروز في المجتمع الإسلامي في وقت مبكر ، والتي كانت مستندا لكثير من النزعات الطائفية والشعوبية ، والفرق الضالة ، وبعض الأعاجم، الذين تسربلوا بالإسلام، ولم يتجردوا من مواريثهم العقائدية، وتركاتهم الثقافية، وأرادوا الكيد للإسلام من الداخل.
المبحث الثاني : أنواع التأويل :
قسم العلماء التأويل إلى قسمين : تأويل مقبول ، وتأويل باطني مردود ، وهذا ما سنبينه في المطلبين التاليين :
المطلب الأول : - ضوابط وشروط التأويل المقبول :
صاحبت ظاهرة التأويل للنص الديني منذ أن نزلت أول كلمات الله على رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - ، وحاول المسلمون تفهم القرآن ، واستنباط الأحكام منه ، إلا أن الأعراض التي استوجبت الاشتغال به ، لم تكن قد ظهرت بصورة تشكل ظاهرة ، فلم يكن ثمة حاجة للتأويل ، ولا يعيب المشتغلين بالتأويل المنضبط بأدلة الشرع الهادف لإبراز المعنى الصحيح المحتمل والمناسب للنص ، عدم اشتغال الصحابة به ، فهناك علوم كثيرة لم يشتغل بها الصحابة ، مثل : علم أصول الفقه ، واللغة، وغيرها ، ولا يقال إن الاشتغال بهذه العلوم بدعة سيئة.
فالتأويل الصحيح المقبول هو : الذي يكون بمعنى التفسير والبيان ، موافقا لما في كتاب الله ، وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وذلك حين نجد نصا مجملا ، فنجد نصا آخر يفسره ، وهذا النوع متفق على قبوله من السلف - رضوان الله عليهم -. وقد ورد في الحديث عن سيد الثقلين ، أن ابن عباس رضي الله عنهما - قدم له وضوءه فقال: من فعل هذا ؟ فقلت: أنا يا رسول الله ، فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) (78) ، ففي هذا الدعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنها - دليل إقراره للتأويل الصحيح. لقد كان التأويل الصحيح أداة لسبر أغوار النص الديني ، واكتشاف طاقاته المعبرة ، وعمل التأويل في بيئة المفسرين  والفقهاء ، على توسيع آفاق النص ، حتى يستغرق متجدد أحداث الحياة ، وعمل على التوفيق بن الآراء والنصوص التي تبدو متعارضة. واستغلال التأويل من قبل الفرق الضالة المنحرفة ، الذين شوهوا الدلالات اللغوية ، وصرفوا النصوص الدينية عن ظاهرها المراد ، إلى معان باطنية غير مرادة في النص ؛ لمناصرة مذاهب فاسدة ونحل باطلة ، دفع المشتغلين بالنص الديني من مفسرين ، ومحدثين ، وفقهاء ، وأصوليين ومتكلمين  ، إلى استنباط تعريف للتأويل الصحيح ، وبينوا أنواعه ، ومجالاته ، وشروطه وضوابطه ، ليتمكن المشتغلون بالنص الديني من التعرف على صحيح التأويل من فاسده ، ومتى يكون التأويل ، وكيف يكون ، وليدركوا ما حرفه أصحاب المذاهب الضالة من آيات خرجوا بها عن معانيها المرادة ، وقواعد اللغة ، وأصول الشريعة.
 ومن أهم هذه الشروط والضوابط ، ما يلي :
أولا : - أن يكون المتأول ممن توفر فيه شروط الاجتهاد ، عالما بأسباب التأويل ومجالاته ، ملما بمدلولات الألفاظ ومقاصدها ، عالما بروح الشريعة الإسلامية وأدلتها ، وله دراية بأسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ.(79)  ، فإن فقد هذا الشرط في المؤول ، لم يكن أهلا للتأويل.
ثانيا :- أن يكون المعنى الذي أول إليه اللفظ ، من المعاني التي يحتملها اللفظ نفسه ، وإنما يكون اللفظ قابلا للمعنى الذي يصرف إليه ، إذا كان بينه وبين اللفظ نسب من الوضع اللغوي ، أو عرف الاستعمال ، أو عادة الشرع ، (80)    فقد جرت عادة الشرع على تخصيص العام (81) في كثير من نصوصه ، مثل قصر الوجوب في كلمة ( الناس ) في قوله تعالى : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. )(82) على المكلفين ، دون الصبيان والمجانين.  كذلك تقييد المطلق (83) ، جرت به عادة الشرع ، واللغة لا تأباه ، فقد قام الدليل على تقييد  ( الوصية ) المطلقة في قوله تعالى : ( من بعد وصية يوصي بها أو دين ) ( 84 )   بالثلث ، في قوله
- صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - :(الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء ، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس.) (85) فالعام إذا صرف عن العموم ، وأريد به بعض أفراده بدليل ، فهو تأويل صحيح ، لأن العام يحتمل الخصوص ، وحين يراد به بعض أفراده ، فقد أول إلى معنى يحتمله. والمطلق إذا صرف عن الشيوع وحمل على المقيد بدليل ، فهو تأويل صحيح (86 ).
أما إذا كان المعنى الذي صرف إليه اللفظ من المعاني التي لا يحتملها اللفظ نفسه ، ولا يدل عليها وجه من وجوه الدلالة ، فلا يكون التأويل صحيحا مقبولا. وعلى هذا ، فإن التأويل لا يدخل في النصوص الدالة على أحكام أساسية تعتبر من العقائد وقواعد الدين ، ولا تتغير بتغير الزمن : كالإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر. وكذلك النصوص الدالة على أحكام هي من أمهات الفضائل ، وقواعد الأخلاق التي تقرها الفطر السليمة ، ولا تستقيم حياة الأمم بدونها كالوفاء بالعهد ،والعدل ، وأداء الأمانة ، والمساواة أمام الشريعة ، وصلة الأرحام ، وبر الوالدين ، والصدق والنصوص التي تحرم أضدادها من : الكذب ، والخيانة ، وعقوق الوالدين ، والنصوص التي اقترن بها ما يفيد التأبيد وغيرها من القواعد الأساسية ، التي لا تحتمل تأويلا ولا نسخا  منذ أوحي بالنصوص التي تقررها (87).
ثالثا : - أن لا يتعارض التأويل مع نصوص قطعية الدلالة ، لأن التأويل منهج من مناهج الاستدلال والاستنباط الاجتهادي الظني ، والظني لا يقوى على معارضة القطعي ، كتأويل القصص الوارد في القرآن الكريم ، بصرفها عن معانيها الظاهرة إلى معان أخرى يصيرها خيالية لا واقع لها ، وهذا التأويل معارض لصريح الآيات القاطعة التي تدل على أن لها واقعا تاريخيا. (88)
رابعا : - أن يستند التأويل إلى دليل صحيح يدل على صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى غيره ، لأن الأصل هو العمل بالظاهر ، إلا إذا قام دليل على أن المراد باللفظ هو المعنى الذي حمل عليه ، فالمطلق على إطلاقه ، ولا يعدل عن هذا الظاهر إلى التقييد إلا بدليل يدل على إرادة هذا القيد ، والنهي ظاهره التحريم ، فيعمل به ، حتى يدل الدليل على العدول عنه إلى الكراهية. (89). ويشترط في الدليل أن يكون صحيحا معتبرا شرعا ، يرشد إلى تحديد إرادة الشارع في النصوص المتعارضة.
المطلب الثاني   : - سمات التأويل الباطني الفاسد المردود وسـماته :
التأويل الفاسد المردود هو ما يخالف التأويل الصحيح المقبول ، أو هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره بغير دليل ، أو صرف فيه الظاهر إلى ما لا يحتمله أصلا بوجه من وجوه الدلالة ، لتقرير مذاهب فاسدة ، مخالفة لظواهر الكتاب والسنة ، ولما أجمع عليه المسلمون. أو لكونه مناقضا لوحدة التشريع في قواعده العامة المحكمة ، وللأحكام المعلومة من الدين بالضرورة ، كتأويلات الباطنية القائمة على الهوى ، وأمثالهم من أصحاب المذاهب الهدامة. وللتأويل الفاسد المردود سمات تلازمه ولا تفارقه أبدا..  منها :
- 1 عدم انضباطه تحت ضوابط محددة ، كما يفعل الباطنيون من أرباب الفرق الضالة ، لذا كان من أبرز سمات تأويلهم : الاضطراب الفكري والعقدي ، ففي كتابيه ( تأويل الدعائم ) (90)  و(أساس التأويل )( 91 ) يذكر القاضي الإسماعيلي وجوها متعددة من التأويل لبعض المسائل ، ويعلل هذا الاختلاف بأن الناس مختلفة المراتب والطبقات ، فما يصلح لحد من الحدود ، لا يصلح لحد آخر ، فتعدد التأويلات راجع لتعدد مراتب الحدود.
- 2 الاختلاف والتفرق في الدين : إن من أعظم الدعائم التي دعا إليها الشارع الحكيم جمع الكلمة وتوحيد الصف ، وعدم التفرق في الدين ، قال تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه..) (92). والذين سلكوا مسلك التأويل الفاسد هم أبعد الناس عن طاعة الله في هذا الأمر.
3 - التأويل الفاسد خارج عن احتمالات اللفظ ، ولا يوجد له دليل شرعي أو لغوي.
4 - مخالفته لمقاصد الشريعة وعلومها ، وللمعاني اللغوية وحدودها التي وضعت لها. 
5 - إن من أبرز سمات أهل التأويل المذموم التناقض في الأقوال والأفعال ، لأنهم لما صرفوا ظواهر  النصوص الشرعية بلا دليل ولا برهان إلى معان تخيلوها في أنفسهم ، كان التناقض سمتهم ، والتعارض الفكري علامتهم ، والضلال والاضطراب نصيبهم. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : ( فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لا بد أن يضل ويتناقض..) (93)
المبحث الثالث :   جذور التأويلات الباطنية الفاسدة المردودة :
كان عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني (94) وأتباعه ، من أوائل من اتخذ من التأويلات الباطنية الفاسدة وسيلة لإلغاء ظواهر النصوص الشرعية ، وعدم اعتبار دلالاتها اللغوية والتشريعية ، ثم الإغراب في تصيد باطن لها يتماشى والمعاني التي قرروها في أذهانهم ، وغايتهم إفراغ النصوص القرآنية والنبوية من كل معنى مراد لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وشحنه بما يمليه عليه هواهم الضال ، من خلال تأويلها تأويلا يخرجها عن مدلولها الحقيقي ، ويبعدها عن مضامينها الإسلامية ، لأنهم لما عجزوا عن صرف المؤمنين عن الكتاب والسنة ، حاولوا صرفهم عن المراد منها إلى ( مخاريق زخرفوها ، لأنهم لو صرحوا بالنفي المحض ، والتكذيب المجرد ، لم يحظوا بموالاة الموالين. ) (95) مما حمل بعض العلماء على القول : ( إن التأويل الباطني : أول مراتب الإلحاد. ) (96). وقد استندت كل الفرق السبئية من بعده على التأويل الباطني لتأييد مزاعمها ، ولم تتسع مجالات التأويل إلا في عهد الإسماعيلية ، الذين توسعوا في التأويل الباطني ، حتى أصبح علما عليهم ، بل أصبح لفظ الباطنية إذا أطلق انصرف إليهم.
 وقد عرف اليهود التأويل الباطني النظري والعملي ممارسة وتطبيقا منذ عهد الكليم موسى عليه السلام - ، ومن الأمثلة على ذلك :
أ - قول الله عز وجل : ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين. )(97). فهذه الآية تذكر نوغا من التأويل النظري لبني إسرائيل ، : فحين أمروا أن يقولوا حطة.. لم يقولوها ، بل قالوا غيرها ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )(98)
ب - ومن تأويلاتهم العملية كذلك ، ما قاله ابن كثير عنهم : ( احتيالهم على تحريم الشحوم بإذابتها ، ظانين أن ذلك يخرجها من الحرمة إلى الحل )(99).  ثم أصبح التأويل على يد الفيلسوف اليهودي : ( فيلون )(100) ، قاعدة من قواعد فهمهم لدينهم خاصة بعد أن قام بتأويل التوراة تأويلا باطنيا ؛ ليجعلها مقبولة لدى اليونانيين - الذين كانت فلسفتهم وثقافتهم هي السائدة والمسيطرة على الساحة الفكرية تلك الأيام لما رأوه من التشبيهات المادية ، والتعبيرات التجسيمية. وكان فيلون يؤول الذات العلية ( الله ) بأنها شمس الشموس ، وأن الله سبحانه يعمل من خلال وسطاء ، هم : الوسيط الأول : الكلمة ، والكلمة هي : ابن الله. والوسيط الثاني : الحكمة. والوسيط الثالث : رجل الله ، أو : آدم الأول. والوسيط الرابع : القوات ، أو : جند الله ، وهم : الملائكة. وكان يؤول إبراهيم عليه السلام - بالعلم ، واسحق عليه السلام - : بالطبيعة ، ويعقوب عليه السلام -: بالزهد ، ويعتبر هذه الأسماء الثلاثة هي مصادر معرفته بالله. والسيدة سارة : بالفضيلة. وهابيل هو : التقوى الخالصة وقابيل هو : الأناني ويوسف عليه السلام هو : مثال الرجل السياسي (101).
وكان - ابن سبأ من أوائل من نقل التأويل الرمزي الباطني اليهودي إلى البيئة الإسلامية ، كما كان أسلاف ابن سبأ أول من حركوا حلفاءهم من ذؤبان العرب ( 102) ، وعبيد المجتمع ، وشجعوهم على الردة وجحدوا الزكاة بالتأويل المنحرف ، ذلك أنهم تأولوا قول الله تعالى : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم..) (103) فرأوا أن دفع الزكاة خاص بالرسول - صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي كان يصلي عليهم ويطهرهم ، وليس لغيره هذه الخاصية ، ومن ثم فلا يدفعون الزكاة. ) (104) لذا وضع علماء المسلمين ضوابط للتأويل المقبول - كما سبق بيانها - ، كي لا تتخذ المذاهب الضالة ، والتيارات الهدامة ، من التأويل المنحرف سندا ووسيلة لخدمة أغراضها. وتأويلات الباطنيين عموما لا علاقة لها بظاهر الكلام ، ولا سياقه ، ولا مدلوله ، والدليل على ذلك ما أثبتوه في كتبهم الباطنية من تأويلات حطموا بها مدلولات اللغة ، لا تمت إلى ألفاظ القرآن ومقاصده السامية ، بأية صلة قريبة أو بعيدة. وقد يكون ذلك هدفا من أهدافهم ، وهو محاربة اللغة العربية ، لأنها مفتاح فهم القرآن ، كما يفعل بعض الكتاب العلمانيين المعاصرين ، في هجماتهم على اللغة ، من مطالبة بإحلال العامية محلها تارة ، واستبدال حروفها بالحروف اللاتينية تارة أخرى ، مما يدل على أنهم حلقة متصلة من حلقات التآمر والكيد للإسلام والمسلمين
 
الفصل الثالث
نماذج لتأويلات طائفة القاديانية ، وبيان بطلانها.
حاول الميرزا غلام أحمد القادباني أن يتخذ من التأويل سلما للوصول إلى أغراضه ؛ بتأويل بعض الآيات تأويلا بعيدا عن المعاني التي يحتملها النص ، وقريبا من الأهداف التي يتوخاها. لقد جرب استعمال التأويل قبل أن يعلن نبوءته ، حيث نجد طرفا من تأويلاته في كتابه : براهين أحمدية ، الذي كتبه قبل ادعائه النبوة ، حيث أول قوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا والآخرة.. ) (105 ) بقوله : ( اعلموا يقينا أن المبشرات التي تشرفت بها في عزلتي ووحدتي ، سوف تتم بمرأى الجيل الحاضر ومسمعهم ، وتثبت بالحق أن الإسلام هو الدين الحي ، لايبرح يوصل أهله إلى مقام المعرفة والوصال قبل مفارقتهم هذا العالم ،كما بشر به القرآن المجيد. ) ( 106 ). وعندما جوبه بمعارضة شديدة ، وحكم عليه بالإعدام ، أول الآيتين السابقتين بقوله : ( يغنيك ربك ويرحمك وإن لم يعصمك الناس ، فيعصمك الله من عنده. ) ( 107 ).
 ولما نقل نفسه من مرحلة ( المسيح الموعود ) إلى مرحلة ( النبوة ) ، كان عليه أن يجد آية في القرآن يؤولها تأويلا يدل على عملية انتقاله ، ويعطيها تسويغا ومبررا من القرآن الكريم ، فعمد إلى تأويل مفهوم ( المسيح ) - عليه السلام - ، وشخصه ، وزمن ظهوره ، فقال: ( وقد أثبت في كتاب فتح الإسلام أن عقيدة خاطئة قد استولت على أذهان الناس ، وقد شرحت أنه ليس المراد في النزول هو نزول المسيح ، بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح ، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام.)( 108 ).   وهكذا بالتأويل زعم الميرزا غلام أحمد القادياني أنه أبطل فكرة المسيح المعروفة ، واستبعد نزوله ، واعتبر الخبر المتداول في أذهان المسلمين ؛ إنما جاء بصيغة الإعلان على سبيل الاستعارة ، وأن المراد بالمسيح هو : ذاته.
ولما كانت أخبار المسيح تذكر أنه سيظهر في دمشق عند المنارة البيضاء ، والميرزا يقيم في إقليم البنجاب ، كان عليه أن يعطي لدمشق معنى آخر ، ولمكانها موقع ثان يتلاءم وظروف الميرزا ، فعمد إلى التأويل ، فنقل بالتأويل( دمشق ) إلى ( إقليم البنجاب ) ، ونصب المنارة البيضاء هناك. كما نقل ما يزعم أنه قبر المسيح عليه السلام في كنيسة القيامة في القدس ، إلى منطقة كشمير ، فقال : ( ليعلم الإخوان أن الله أطلعني فيما يتصل بكلمة دمشق ، على أن المسمى بهذا الاسم : دمشق ، قرية  يسكنها رجال طبيعتهم يزيدية ، وهم أتباع يزيد الخبيث..؟ ولما كان من شأن الطبيب أن يأتي إلى المرضى ، وجب أن يكون نزول المسيح في أمثال هؤلاء ، وإن قرية قاديان مشابهة لدمشق ، فأنزلني الله لأمر عظيم في دمشق هذه بطرف المنارة البيضاء من المسجد الذي من دخله كان آمنا ، فتبارك الله الذي أنزلني في هذا المقام ) (109 ).
 ولم يكتف الميرزا القادياني بنقل دمشق ومنارة مسجدها إلى قاديان ، بل نقل المسيح نفسه ، حيث زعم أنه هاجر من فلسطين إلى كشمير قبل ألفي سنة ، وتوفي ودفن فيها.(110 ) ، وهذا ما ذكره في تأويله لقوله تعالى :
 ( وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) (111)، فقال : ( إن المراد بها المسيح وأمه ، وأنهما هاجرا من فلسطين إلى كشمير ، وأن المسيح وأمه سافرا إلى كشمير بعد واقعة الصلب ، كما قال سبحانه ، فإن الإيواء في اللغة العربية تستعمل بمعنى الإنقاذ ، والإجارة من العذاب ، أو المشقة ، وظاهر أنه لم يبتل المسيح وأمه قبل واقعة الصلب ، بشيء من حدثان الدهر ، لذلك لزم منه أن الله تعالى إنما أدنى المسيح وأمه إلى الربوة المذكورة ، بعد حادثة الصلب. ) (112)
وقال في تأويل قوله تعالى : ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا.)(113 )  ( وهذه بشارة بأنه سيكون في هذه الأمة الإسلامية رجل من درجة مريم الصديقة ، ثم ينفخ فيه روح عيسى ، فإذا مريم يخرج منها عيسى ، أي : الرجل ينتقل من صفاته المريمية إلى صفاته العيسوية ، فكأنما كينونته المريمية أنتجت العيسوية ،وبهذا المعنى يسمى ذلك الرجل : ابن مريم ) ( 114 )
ثم أول القادياني غلام أحمد كل آية ورد فيها ذكر المسيح وأمه - عليهما السلام - ، فقال : [ أنا المراد بمريم ، وأنا المراد بعيسى ، وعني قيل : ( ولنجعله آية للناس ورحمة منا ) ( 115 ) وعني قيل : أنه المسيح بن مريم ، الموعود نزوله ] ( 116 )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( إهدنا الصراط المستقيم ) (117 ) ( يأتي أمثال أنبياء بني إسرائيل ، ومن كان مثيل نبي من الأنبياء سمي باسمه ، فيسمى مثيل موسى بموسى، ومثيل عيسى بعيسى ، ولما كنت مثيل عيسى سميت باسم عيسى. وذكر في القرآن المجيد : ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ) أي : يا الله اجعلنا مثيلين للرسل والأنبياء ) ( 118 ) .   بينما أسلافه من الإسماعيليين أولوا الصراط المستقيم بالإمام ، لأن من لزم الطريق لن يضل وكذلك من لزم الإمام لن يضل ، والمراد بالطريق ههنا : الإمام ، لا الطريق المسلوك. ( 119 )
وقال في تأويل قوله تعالى:( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )(120):( وهذه الآية تشير إلى أن الأمة المحمدية كلما صارت فرقا كثيرة ، يولد في آخر الزمان إبراهيم ، فتكون الفرقة التي تتبع إبراهيم هي الفرقة الناجية ، -ويعني بذلك : أنه إبراهيم ،والقاديانية التي تتبعه هي الفرقة الناجية -. ) ( 121 )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة.. الآية ) ( 122 )  : ( إن الله ينصر المؤمنين بظهور المسيح الموعود في قرن من القرون الآتية ، يكون عددها مساويا للبدر التام فحرف معنى كلمة بدر من اسم المكان الذي وقعت فيه المعركة الشهيرة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل ، إلى البدر الذي هو حالة من حالات القمر - ،   ويعني بذلك :  ( ظهوره في القرن الرابع عشر الهجري. ) ( 123 )
وقال في تأويل قوله تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق.. الآية ). ( 124 ) :  ( إن هذه الآية في الحقيقة متعلقة بزمان هذا المسيح.. يريد نفسه -. ) ( 125 )
وقال في تأويل قوله تعالى : (وإنا على ذهاب به لقادرون ) ( 126) :( إن المراد بهذه الآية سنة 1857م ، وهذا هو زمان ظهور الميرزا غلام أحمد ، الذي بظهوره تنطفئ شعلة المذاهب والأديان الأخرى ). ( 127 )
وقال الغلام القادياني –: إن كثيرا من آيات القرآن الكريم نزلت في شأنه ( 128 )  منها :
قوله تعالى : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله..) ( 129 )
وقوله : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر..) (130 )
وقوله : ( إنا أعطيناك الكوثر. ) ( 131 )    ، وقوله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محودا. ) ( 132 )
وقوله  : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ) (133)
وقوله : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..) (134 ) ، إلى غير ذلك من المزاعم.
والتأويلات الفاسدة التي يلجأون إليها لإثبات نبوة متنبئهم الكذاب ، والتي لا تنطلي إلا على الجهلة من الناس ، البعيدين عن تذوق وفهم اللغة العربية الشريفة.
وأول –  محمد علي ( أمير جماعة القاديانية ، وأحد خلفاء الميرزا،وزعيم شعبة لاهور ) قوله تعالى : (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن.. الآية ) (135)  بما نصه :  ( إن الجن طائفة من البشر اجتمعوا بالنبي في الخفاء.. وليس المراد به نفوساً لا يقع عليها البصر..وقد جاءوا من الخارج وكانوا غرباء ولذلك ُسمّوا جناً..والمراد بذلك في قوله تعالى ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً ) ( 136 ).يظهر أنهم كانوا نصارى..وقد جاء ذكرهم على طريق النبوءة..ويكون المراد : إن شعوباً مسيحية تبلغ الذروة في العظمة والرقي فتصبح بذلك جناً وعفاريت وعباقرة في القوة والصنعة..) ( 137 )
وهذا مخالف لما ذهب إليه ( سليم الجابي ) - أحد أتباعهم - في كتابه ( الجن حقيقة لا خيال ) إذ اعتبر أن الجن : ( هم وفد من يهود أفغانستان حيث هاجروا إليها بعد أن هدم ( بختنصر) هيكل سليمان ، وسباهم إلى العراق ، فلما وصلتهم أخبار ادعاء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) النبوة ، انتخبوا من جانبهم نفرا مندوبين عنهم ، وأرسلوهم إلى مكة للتحقيق في صدق نبوة هذا الرسول العربي ، فهذا النفر من يهود أفغانستان هو الذين أشير إليهم في هذه الآيات الكريمة ) ( 138). وقد حشا كتابه بمثل هذه التأويلات السخيفة التي لا يقرها عقل أو شرع.
من ذلك مثلا : تأويله لكلمة ( الهدهد ) في قوله تعالى  : ( وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ) ( 139)         فقال : ( إن كلمة هدهد أريد بها اسم رجل ، ولم يكن المراد بها طائرا من الطيور المعروفة.. كان رجل مخابرات ، ومختصا باستقصاء أحوال كل من كان غريبا عن بلاده ، ولم يكن المراد به طيرا من الطيور) ( 140)
بينما أول أسلافهم من الإسماعيليين ( الجن ) في قوله تعالى : ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس..الآية ) (141) بأنهم  : ( القائمون بأمر دعوته الذين يذبون عنها ويحمونها ، وهم من الجن ، وهم ههنا في الباطن ( أي : في التأويل الباطني ) حملة علمه الذين أجنوه أي : ستروه ، والإنس ههنا : المأنوسين بحكمته ، الذين هم نقباؤه ودعاته..) ( 142)
وقال المفسر الإسماعيلي – ضياء الدين إسماعيل – في تأويل الجن في قوله تعالى : ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس.. الآية ) ( 143) : [ سلسل المذكور – ويرمزون بذلك لسلمان الفارسي – المحتجب في إمام زمانه سليمان المستقر ( 144) و ( جنوده ) : يعني أهل دعوته.. ( من الجن ) : يعني من أهل النسبة الأشرف ، يجذبهم للانضمام إليه ، و ( الإنس ) : يعني أهل النسبة الأدون ، لكونه يعني سلسل المرتب لهم في حجابه ، وهو الباب الظاهر...] ( 145)... بينما الجن عند الداعي الإسماعيلي إدريس عماد الدين القرشي : هم أهل الدعوة الباطنة ، الذين كانوا في آخر دعوة المسيح - عليه السلام -. ( 146)
وهذا بالطبع تحريف وتلاعب صريح بمعاني القرآن ،سنده الهوى الآثم ، والكذب على الحق ، والافتراء على الله وإخراج لآياته عن مقاصدها الحقيقية ، لبث الفوضى الفكرية ، والاجتماعية ، والدينية ، - وهو ما يهدف إليه هؤلاء الباطنيون الغلاة - ، لا يلتزمون بضوابط التأويل الصحيح ، ولا قواعد التفسير  ، ولا أصول اللغة ، ومتى ما حملوا ظواهر الآيات على بواطن لا تدل عليها تلك الظواهر ، ولا تفيدها بحقيقتها ولا مجازها أفسحوا بذلك المجال لباطني آخر ليحملها على معان أخرى تناقض ما ذكروه وتهدمه ، وبذلك تصبح الآيات التي أنزلت لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، مجالا للعبث والهذيان.
كما أول الغلام القادياني قوله تعالى : ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد..) ( 147 ) فزعم أنه هو المقصود بهذه الآية ، فهو الغلام : أحمد القادياني،والآية بشرت بمجيئه.(148 )...؟! والآية لا تدل على ذلك من قريب ولا بعيد ، إذ تتحدث سورة الصف من بدايتها عن تسبيح جميع المخلوقات في السموات والأرض لله سبحانه ، فجاء ذكر نبينا عليه الصلاة والسلام بصيغة أفعل التفضيل  ) : أحمد(لتبين لنا أنه - عليه الصلاة والسلام - أكثر تسبيحا لله من جميع الخلوقات.. لا كما تبادر إلى ذهن هذا العلج البليد (149).
كما أول قوله تعالى : ( له الحمد في الأولى والآخرة.. الآية ) ( 150 ) فقال : ( أريد في هذه الآية أحمدان المراد في الأولى : رسولنا أحمد المجتبى ، والمراد بالآخرة : أحمد الذي يكون في آخر الزمان.. أي : المسيح والمهدي.. أي : أحمد القادياني..) ( 151 )
كما رأى القاديانيون وغيرهم من البهائيين : أن قوله تعالى في وصف نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم  
( وخاتم النبيين ) ( 152 ) يسد عليهم الطريق في إدعاء النبوة ، فأولوا الآية على معنى يخرجهم من هذا المأزق فقالوا : ( إنه خاتم الأنبياء ، بمعنى : أنه وحده صاحب الحتم لا غير ، وليس لأحد أن يحظى بنعمة الوحي إلا بفيض خاتمه ، فلا صاحب للختم الآن إلا هو ، وخاتمه وحده يكسب النبوة التي تستلزم أن يكون صاحبها من أمة محمد            
- صلى الله عليه وسلم - .) (153 )
إن مسألة ختم النبوة والرسالة برسول الله - صلى الله عليه وسلم معلومة بالضرورة عند المسلمين فهي من الثوابت في عقائد المسلمين ، ثابتة بكتاب الله وسنة رسوله ، وبإجماع الصحابة وعلماء الأمة منذ مبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فالشك فيها هو شك بالقرآن ، وميل إلى صريح الكفر، وخسران مبين في الدنيا والآخرة. ( 154 )
وكلمة  - خاتم قرأها ( عاصم ) بفتح التاء ، وقرأها الباقون بكسر التاء ( 155 ) ، وتعني القراءة الأولى : أنه كالحلقة المحيطة بهم والمهيمن على رسالاتهم ، وتعني الثانية :أنه آخرهم..وكلتا القراءتين تكذبان دعوى مدعي النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم -.( 156 )
أما القول بأنه صلى الله عليه وسلم - زينة الأنبياء وليس بخاتمهم ، فقول ساقط ، لأنه مخالف لعرف اللغة ، ولجوء صريح إلى التأويل الباطني لنص القراءتين السبعيتين.
يقول محمد الكاظمي القزويني من علماء الشيعة الإثني عشرية - ردا عليهم : ( على أننا لو سلمنا جدلا صحة ذلك ، لكانت على بطلان دعوى التبيان ( 157)  أدل ، وذلك لأنه إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم زينة الأنبياء ، وأنهم يتزينون به كما يقول ، لزم أن يكون أفضلهم قطعا ، والأفضل لا يصح أن تختم نبوته بمن هو دونه ، كما لا يصح التقدم عليه ، يقبح ذلك في أوائل العقول ، وعليه يجب أن يكون خاتمهم ، لأن به كمالهم وتمامهم. وأقول : إذا كان هذا القول صحيحا ، وإذا كان الأنبياء سابقين ولاحقين يتزينون برسول الله لأنه أفضلهم ، فكيف جاز لهم أن ينسخوا أحكامه ، ويبطلوا قرآنه ، كما فعل الكذابان : الباب ، والبهاء..)(158 )
 ورغم تعدد القراءات فإن المفسرين ( 159) لا يرون أن في ذلك تأثيرا على المعنى ، وهو انقطاع النبوة بعد محمد
- صلى الله عليه وسلم -. وقد  أخبرنا الله سبحانه بكمال الدين فقال : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (160).  فلسنا بحاجة إلى من يستدرك عليه شيئا ، أو يزيد أي شيء بعد نعمته سبحانه بإكمال هذا الدين. والمتتبع لأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم يرى أنها قد أكدت ختم النبوة وانقطاع الوحي بعده صلى الله عليه وسلم بعبارات متنوعة ، بحيث لا يبقى مجال للشك أو التردد في كون رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ، لا نبي بعده ، ولا شرع بعد شرعه. عن ثوبان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها.... إلى أن يقول : وأنه سيكون في أمتي كذابون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ) (161).
وأول الغلام القادياني قوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى... الآية ) (162) فقال : ( هذه الآية تشتمل على نوعين من المعراج ، المعراج المكاني ، والمعراج الزماني ، وإلا كان المعراج النبوي ناقصا لذلك ، فكما أوصل الله رسوله من حيث السير المكاني من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كذلك أوصله في السير الزماني من زمن شوكة الإسلام الذي كان في عهد الرسول الكريم إلى المسيح الموعود – يعني نفسه - ، والذي هو عهد انتشار البركان الإسلامي ، وأطلعه على كلا العهدين زمانا ومكانا ، لذلك فإن سيره الكشفي الشامل ، شاهد أن نهاية عهده المبارك هو الذي كان عبر عنه بالمسجد الأقصى ، وهو مسجد المسيح الموعود – يعني نفسه – في القاديان ، وأوحى إليه بشأنه..) (163)
ثم قال : ( إن المقصود بالمسجد الأقصى هو المسجد الواقع في الجانب الشرقي من القاديان.. ) ( 164)
بينما تقول البهائية  أن المسجد الأقصى في مدينة عكا بفلسطين المحتلة ، وهو المكان الذي بارك الله فيه. ( 165)
بينما قال القاضي النعمان الإسماعيلي في تأويل الآية السابقة : ( أسرى : أي سار به ليلا ، والليل في التأويل مثل الستر والكتمان ، يعني : أنه رقاه وسيره في علم الباطن...... إلى أن يقول : ولذلك جاء في الخبر ؟! أنه أسري به إلى بيت المقدس ، ومعنى ذلك : أنه رقي في العلم.. ) (166) وبهذا التأويل ألغى القاضي الإسماعيلي معجزة الإسراء والمعراج لنبينا – عليه الصلاة والسلام – التي أثبتتها الآية الكريمة السابقة.
بينما أولها المفسر الإسماعيلي – ضياء الدين إسماعيل – بقوله : [ فسبحان : من السبحان ، وهو استخراج الخبيء يعني أن المسري هو المقام العمراني  (167)..  إلى أن يقول : والإسراء : هو ارتقاء الناطق (168) لكفالة العين ( أي : علي ) وتسلمه لتلك الصور الايمانية المستودعة لديه ، في ذلك الوقت والحين ، وذلك على سطح الفلك الأطلس ، المسجد الأقصى في بعض المعاني ، وهو الأفق الأعلى لدى الدائرة العاشرية المحفوفة بالنور الشعشعاني ، والمسجد الحرام : هو القلب في السر الرباني الذي التأمت فيه ريحيات تلك الصور في تلك اللحظة بلا تواني..
( الذي باركنا حوله ) : يعني : ببروز الفاطر ( أي فاطمة ، ويلقبونها بالفاطر ) منه ، التي اجتمعت بها الأنساب والأسباب. ( وآتينا موسى ) يعني الميم ( وهو رمز لمحمد – صلى الله عليه وسلم –  ( الكتاب ) : يعني الهيكل..؟ ( وجعلناه هدى لبني إسرائيل ) : يعني أهل الدعوة الهادية ( يقصد الإسماعيليين ) يهديهم إلى الهيكل في كل دور...) ( 169)
بينما أولت طائفة الشيخية (170) : قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا... الآية ) (171) وقوله سبحانه : ( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) (172) بما يتفق وعقيدتهم في المعراج النبوي (173)
وبالطبع فهذه التأويلات فاسدة ، لأنها مخالفة لمنطق اللغة ، وضوابط التفسير ، التي أجمع عليها ثقات المفسرين ، ولا يوافق عليها النقل الصحيح ، فهؤلاء الباطنيون اعتقدوا بمذاهب وأفكار معينة في أذهانهم ، وأرادوا إخضاع آيات القرآن لها ، بتحريف ألفاظه عن مظانها اللغوية ، والخروج على قواعد تفسيره ، فهذا تحريف لا تأويل ، وتلاعب بمعاني آيات القرآن ، وإخراج لها عن مقاصدها الحقيقية ، وهو ما يهدف إليه هؤلاء الباطنيون الغلاة.
وللقاديانيين عدة ترجمات للقرآن الكريم مليئة بالتأويلات المنحرفة الفاسدة ، أشارت إلى بعضها الدكتورة عفاف علي شكري في بحثها ( حول ترجمة معاني القرآن الكريم ) فلا داعي لذكرها خشية الإطالة. (174)
لقد عاش الغلام القادياني وخلفاؤه وأتباعه من بعده يتاجرون بالأباطيل ، والتأويلات الفاسدة ، وكل امرئ لا يعصمه دين قويم ، ولا خلق شريف ، ولا عقل صحيح ، يستطيع أن يدعي ما يشاء. وما في القاديانية إلا أمشاج كفر..أو خليط منه.. ولكنه الخليط الذي لا ينتج إلا ما تعافه النفس السوية ،   لذا فزع علماء المسلمين لفتنة القاديانية في أوطانهم ، وتصدوا لترهاتها بأقلامهم وألسنتهم ، فأصدرت محكمة بهولبور عام 1935م - بعد مناقشة دامت عامين اشترك فيها بعض علماء أهل السنة وبعض زعماء القاديانية - حكمها بكفر القاديانية وعدم حل زواج المسلمة بقادياني.وفي عامي 1939م ، و 1940م بعث القاديانيون طالبين للأزهر الشريف ، والتحقا بكلية أصول الدين ، فلما علم بهما شيخ الأزهر آنذاك ، شكل لجنة للتحقيق معهما ، والتحقق من مذهبهما ، وكانت هذه اللجنة برئاسة الشيخ : عبد الله اللبان - عميد كلية أصول الدين ، وكتبت اللجنة في قراراتها : أن القاديانيين كفار.. وفصل الطالبان من الكلية ، واعتبرا ملحدين ، ومن هنا استن مبدأ استبعاد القاديانيين من الدراسة بالأزهر الشريف.(175)...........وأخيرا لا آخرا  أصدر مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش  فتوى تحكم بكفر كل من يتبنى عقائد الجماعة الأحمدية وذلك بناء على استفتاء من رواد احد المساجد بتاريخ18 جمادى الآخرة الموافق 14-7-2005. وقد وصف الشيخ شوباش فرقة القاديانية أو الأحمدية بأنها فرقة ضالة غير إسلامية وتتبنى عقائد فاسدة.(176)  ولا تلقى أمثال هذه الدعوات أنصارا لها ، إلا بين ذوي الأمزجة المنحرفة الموتورة ،والأهداف الساقطة ، ولكن أبناء المجتمعات العربية والإسلامية - رغم الكيد المسعور الذي يوجه إليهم ، ورغم المؤامرات التي تحاك ضدهم -فإنهم يحملون بين حناياهم عقيدة طاهرة ، تحميهم من السقوط في حبائل هؤلاء المفسدين ، الذين استهواهم الشيطان ، ورفض كل دعوة تخرج على ثوابت دينهم بل تجعلهم كالبنيان المرصوص في وجه أدعياء النبوة ، وسدنة الباطل.
 
 
 
الخاتمة
على ضوء من الدراسة السابقة ، أود أن أسجل بعض أهم النتائج التي توصلت إليها ، وتتلخص فيما يلي :
- 1 لا تختلف طائفة القاديانية عن غيرها من فرق الباطنية الغلاة التي أرادت الكيد لهذا الدين ، والتشويش على عقائد المسلمين.
2- بينت الدراسة عن أن التأويل مر بمراحل ثلاث : ففي المرحلة الأولى : دار فيها مع التفسير كشفا وفهما لمعاني النص الديني. ولم يجد العرب المسلمون صعوبة في معرفة وفهم آي القرآن ، فأسلوب القرآن جار على أساليبهم المستعملة ، إلى جانب معايشتهم للنصوص ، ومعرفة أسباب نزولها ، كل ذلك سهل عليهم إدراك مضامين النص ، ومعرفة إيحاءاته. وفي مرحلة تالية : أصبح التأويل مصطلحا مستقلا ، له أهميته وخطره ، وهو صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى يحتمله بدليل. وفي مرحلة ثالثة : استغله الباطنيون الغلاة ، فأصبح التأويل عندهم هو : صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى قرروه في أذهانهم.
- 3  وضحت من خلال بعض الأمثلة أن لا ضوابط للغلاة في تأويلاتهم ، فقد نجد الواحد منهم يؤول الشيء الواحد تأويلين متناقضين ، كما أنهم من النادر أن يتفقوا في تأويلاتهم للشيء الواحد ، مما يدل على أن كل واحد يؤول بما شاء له الهوى ، وحسب انحراف مزاجه أو اعتداله. لذا وضع علماء الإسلام ضوابط للتأويل المقبول ، كي لا تتخذ المذاهب الضالة والتيارات الهدامة من التأويل سندا ووسيلة لخدمة أغراضها.
 4 - التأكيد على ضرورة معرفة الدارسين للعلوم الشرعية للتأويلات الباطنية الفاسدة ، لإدراك ما حرفه أرباب المذاهب ودسوه في كتب التفسير ، من معاني خرجوا بها عن قواعد اللغة ، وأصول الشريعة ومقاصدها.
 -  5 إن ثبات الإسلام بشموخ أمام كل حركات الهدم والفتنة ، يزيدنا يقينا بقوة الإسلام الذاتية على تجاوز المحن والمصاعب ، ولكن مع ذلك ، فعلى المسلمين أن يبذلوا قصارى جهودهم في الاستمساك بعروة الإسلام الوثقى ، واستيعاب ثقافة العصر ، ورصد تحركات أعداء الإسلام ، ومواجهة كل ذلك بثبات ويقين.. والعاقبة للمتقين.
 
الهوامش

  1. نذير أحمد : القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ، مقدمة الكتاب.

  2. -- حسن عيسى عبد الظاهر : القاديانيّة- نشأتها و تطورها،  ص41

  3. الميرزا غلام أحمد : الاستفتاء : ص 86.

  4. - الميرزا غلام أحمد : ترياق القلوب : ص 15.

  5. الميرزا غلام أحمد : تبليغ رسالة : مجلد 7/ ص 1.

  6. عبد الرحمن الوكيل : البهاائية تاريخها وعقيتدها ، ص 251.

  7. -  انظر مقال الاستاذ عدنان حطاب. منبر دنيا الوطن - صحيفة  فلسطينية يومية الكترونية تصدر في غزة. voice.com. www.alwatan     .

  8. - حسن عيسى عبد الظاهر : القاديانية نشأتها وتطورها ، ص 61.

  9. المرجع السابق : ص 53.

  10.   - نذير أحمد : القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح، مرجع سابق ،مقدمة الكتاب.

  11.    - الميرزا غلام أحمد : الاستفتاء ، ص 41.

  12. - محمد علي اللاهوري : البيان في الرجوع إلى القرآن : ص1. وانظر : الندوي : القادياني والقاديانية : ص 148- 149. وحسن عيسى عبد الظاهر : القاديانية نشأتها وتطورها : ص 159.

  13. - أيوب فضلي وزميله : الأحمدية كما عرفنا : ص5.

  14. - الندوي : القادياني والقاديانيّة ، ص14، وانظر:حسن عيسى عبد الظاهر: القاديانيّة نشأتها وتطورها، ص162-163.

  15. البنوري : موقف الأمة الإسلامية من القاديانيّة ، ص554.

  16.   -  انظر :  الغلام أحمد القادياني : توضيح المرام : ص 85.

  17. -  انظر : الغلام أحمد القادياني : توضيح المرام : ص 85.

  18. انظر : بحث أبو المكارم محمد عبد السلام : مجلة الصراط المستقيم. عدد21/ شوال ، 1351هـ.

  19. - الغلام أحمد : حقيقة الوحي. ص 20.

  20. - الغلام أحمد : الإعجاز الأحمدي : ص 20 ، 31، 57.

  21. - الغلام أحمد : توضيح المرام : ص 52.

  22. - الغلام أحمد : إزالة الأوهام. ص 202.

  23. - الغلام أحمد : بركات الخلافة ص 5.

  24. - الغلام أحمد : جزء 3 من مكتوبات أحمد : ص 23، 24.

  25. الغلام أحمد : إنجام المهم : ص 3.

  26. الأزهري ، محمد بن أحمد : تهذيب اللغة: ج15/ ص 437.

  27. - ابن منظور، محمد بن مكرم  :  ج13/ ص 32-33. (باختصار )

  28. - الطبري ، محمد بن جرير : جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،  ج3/ ص 184

  29. الأزهري ، محمد بن أحمد : تهذيب اللغة : ج15/ ص 485.

  30. ابن فارس : أبو الحسين أحمد : الصاحبي في فقه اللغة : ص 162-163.

  31. - سورة آل عمران : آية / 7.

  32. - المتشابه هو : ما خفي بنفس اللفظ ، وانقطع رجاء معرفة المراد منه لمن اشتبه عليه  انظر : د. وهبة الزحيلي : أصول الفقه الإسلامي ، ج1/ ص 342.

  33. - المحكم : هو اللفظ الذي دل بصيغته على معناه دلالة واضحة ، لا تحتمل تأويلا ، ولا تخصيصا ، ولا نسخا ، في حال حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا بعد وفاته بالأولى. انظر :د. وهبة الزحيلي :أصول الفقه الإسلامي ، ج1/ ص323

  34. - سورة النحل : آية / 51.

  35. - سورة النساء : آية / 171.

  36. - سورة الإخلاص : آية / 3.

  37. - محمد الزفزاف : التعريف بالقرآن والحديث ،  ص159-160

  38. -    سورة النساء : آية/ 59.

  39. - الطبري : جامع البيان ، ج6/ ص 205.

  40. - انظر : محمد الزفزاف : التعريف بالقرآن والحديث : ص 161.

  41. - سورة الأعراف : آية/ 53.

  42. محمد الزفزاف : التعريف بالقرآن والحديث : ص 161.

  43. - سورة يونس : آية /39.

  44. -انظر : محمد الزفزاف : التعريف بالقرآن والحديث : ص 161.

  45. - محمد رشيد بن علي رضا  : تفسير القرآن الحكيم ( المنار ) ، ج3/ ص 173. وانظر : التعريف بالقرآن والحديث : ص 162.

  46. - سورة الإسراء : آية / 35.

  47. - الطبري : جامع البيان ، ج15/ ص85.

  48. - سورة الكهف : آية / 78.

  49. سورة الكهف : آية / 82.

  50. -- محمد الزفزاف : التعريف بالقرآن والحديث ، ص 162.

  51.    - يحيى بن شرف النووي : صحيح مسلم بشرح النووي : حديث رقم ( 2391).

  52. - الإمام البخاري ، محمد بن إسماعيل : صحيح البخاري وبهامشه حاشية السندي ، 2/ ص 308.

  53. - الإمام البخاري : نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.

  54. - النووي : شرح صحيح مسلم ، حديث رقم : 2477.

  55. - الإمام أحمد بن حنبل : مسند الإمام أحمد ، شرح أحمد محمد شاكر، ج1/ ص 266، 314.

  56. سورة الأنعام : آية / 65..

  57. -- الإمام أحمد : المسند :  ج3/ ص83. وانظر تفسير ابن كثير : ج2/ ص120.

  58. د. عبد الحميد أبو المكارم : الدلالات اللفظية عند الأصوليين : ص 238- 239. وانظر : القرطبي : محمد بن أحمد : الجامع لأحكام القرآن : ج3/ ص 174-175.

  59. - ابن عبد البر ، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عاصم النمري : جامع بيان العلم ، ج2/ ص 237

  60. ابن حجر ، أحمد بن علي بن محمد العسقلاني : فتح الباري ، ج12/ ص 233. والبغوي ، الحسن بن مسعود بن محمد : شرح السنة للبغوي ، الحسين بن مسعود الفراء  : ج5/ ص 472، 482.

  61. -        قدامة بن مظعون : [ روي أن عمر - رضي الله عنه - استعمل قدامة بن مظعون على البحرين ، فقدم الجارود على عمر فقال : إن قدامة شرب فسكر ، فقال عمر : من يشهد على ما تقول..؟ قال الجارود : أبو هريرة يشهد على ما أقوله ، فقال عمر : يا قدامة : إني جالدك ، قال : والله لو شربت كما يقول ، ما كان لك أن تجلدني ، قال عمر : ولم..؟ قال : لأن الله يقول : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا... ) ( سورة المائدة / 93) فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثم اتقوا وآمنوا ، ثم اتقوا وأحسنوا ، شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد.. فقال عمر : ألا تردون عليه قوله..   فقال ابي عباس : إن هذه الآيات أنزلت عذرا للماضين ، وحجة على الباقين ، لأن الله يقول :  ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.. الآية ) ( سورة المائدة : آية / 90 ) قال عمر : صدقت.. ]  انظر : د. محمد حسين الذهبي : التفسير والمفسرون : ج1/ ص60. والسيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري : الدر المنثور في التفسير المأثور ، دار الفكر  : ج5/ ص 5 ،. وهذه القصة تدل على مدى يقظة عمر - رضي الله عنه - للتأويلات المنحرفة ، ومدى سرعته في الفهم والاستنباط.-

  62.         صبيغ بن عسل التميمي : [ أخرج الدارمي عن نافع أن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حين قدم مصر ،   فبعث به عمرو بن العاص - رضي الله عنه - إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - فلما أتاه أرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها ، حتى ترك ظهره دبرة ، ثم تركه حتى برئ فدعا به ليعود له ، فقال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا ، وإن تريد أن تداويني فقد والله برئت ، فأذن له إلى أرضه ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين.. وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالس صبيغا ، وأن يحرمه عطاءه ورزقه. وأخرج أبو نصر في الحجة ، وابن عساكر عن زرعة قال : رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب ، يجيء إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه ، فتناديهم الحلقة الأخرى : عزمة أمير المؤمنين عمر ، فيقومون ويدعونه.. ] انظر : السيوطي : الدر المنثور ،( مرجع سابق ) ج2/ ص 7. و ص 17. وصدر عمر         - رضي الله عنه - أوسع وعقله أذكى من أن يؤاخذ طالب علم لو أراد معرفة الحقيقة ، لكن بصيرة عمر أدركت أنه عابث يريد العبث بحرمة كتاب الله ، ليلبس على الناس دينهم ففعل به ما فعل ، فعمر  - رضي الله عنه - يفرق من غير شك بين السائل الذي لا ينتهر ، وبين المشكك الخبيث الذي يجب أن يردع ويزجر.

  63. - انظر : د. عبد الحكيم أبو المكارم : الدلالات اللفظية عند الأصوليين  ، ص 242- 243، و د. محمد فتحي الدريني : المناهج الأصولية في الاجتهاد بالرأي ، ص 181-183..

  64. أبو زهرة ، محمد بن أحمد : أصول الفقه : ص 128. وانظر : د. محمد فتحي الدريني : المناهج الأصولية : ص 181-183.

  65. .-  رواه مسلم : صحيح مسلم : ج2/ ص 887.

  66. - الإمام الطبري : جامع البيان ، ج3/ ص 122. وانظر الآية السابعة في سورة آل عمران.

  67. – شيخ الإسلام ابن تيمية : التدمرية ، ( ضمن مجموع الفتاوى ) : ج3 / ص 55-56.

  68. - صحيح مسلم :  ج1/ ص 350.

  69. ابن حجر العسقلاني : فتح الباري : ج8/ ص 606.

  70. - - سورة النصر: آية / 3.

  71. - سورة آل عمران : آية / 7.

  72. - الطبري : جامع البيان ،  ج3/ ص119.

  73. - سورة آل عمران : آية / 7.

  74. الطبري : جامع البيان : ج3 / ص 121.

  75. - - البغدادي، عبد القاهر  : الفرق بين الفرق : ص 175

  76. الفخر الرازي ، محمد بن عمر : أساس التقديس ، ص 222.

  77. القاضي زين الدين العضد :شرح مختصر المنتهى لابن الحاجب : ج3/ ص75

  78. -الإمام أحمد : المسند : ج1/ ص 266، 314.

  79. - انظر:الشاطبي إبراهيم بن موسى:الموافقات في أصول الأحكام،ج4/ ص105-118. ود. محمد أديب الصالح : تفسير النصوص : ط3، ج1/ ص 380.

  80. - انظر : د. محمد أديب الصالح : تفسير النصوص  ، ج1/ ص381.

  81. - العام : هو اللفظ الذي يستغرق جميع ما يصلح له من الأفراد ، وتخصيص العام : هو قصر اللفظ على بعض أفراده ، أو صرف العام عن عمومه. انظر : د. وهبة الزحيلي :أصول الفقه الإسلامي ، ج2/ ص 243، 254.

  82. - سورة آل عمران : آية / 97.

  83. - المطلق : هو اللفظ الخاص الذي يدل على فرد شائع أو أفراد على سبيل الشيوع ، ولم يتقيد بصفة من الصفات ، كقوله تعالى في آية الظهار [ فتحرير رقبة ] ( سورة المجادلة ، آية / 3 ) والرقبة واقعة على صفات متغايرة ، من كفر ، وإيمان وذكورة ، وأنوثة ، وصغر ، وكبر. أما المقيد : فهو اللفظ الواقع على صفات قيد ببعضها ، كقوله تعالى في كفارة القتل [ فتحرير رقبة مؤمنة ] ( سورة النساء:آية /92 ) ، فاسم الرقبة : واقع على المؤمنة والكافرة ، فلما قيدها هنا بالإيمان كان مقيدا من هذا الوجه.انظر د. وهبة الزحيلي : أصول الفقه :ج1/ ص 208 ،      254.  

  84. - سورة النساء : آية / 11.

  85. - انظر محمد بن إسماعيل الصنعاني : سبل السلام شرح بلوغ المرام ،ص :.وانظر : د. محمد اديب الصالح : تفسير النصوص ج1/ ص 381.

  86. - د. محمد أديب الصالح : تفسير النصوص ، ج1/ ص 381. ود. محمد فتحي الدريني : المناهج الأصولية ، ص 76-77 ( بتصرف واختصار ).

  87. انظر نفس المرجعين السابقين ونفس الصفحات.

  88. - انظر : الدريني ، د. محمد فتحي : المناهج الأصولية، ص 190. ود. محمد أديب الصالح : تفسير النصوص : ج1/ ص 381.

  89. - انظر : د. الزحيلي : أصول الفقه ، ج1/ ص 315 ، ود. محمد أديب صالح : تفسير النصوص ،         ج1/ ص 382.

  90. - القاضي الإسماعيلي ، النعمان بن حيون : تأويل الدعائم ، ج1/ ص 223، وج3/ ص 112، 114، 116.

  91. - القاضي الإسماعيلي النعمان بن حيون أساس التأويل : ص / 27، 126، 155.

  92. - سورة الشورى : آية / 13.

  93. - انظر : شيخ الإسلام ابن تيمية : درء تعارض العقل والنقل : ج5/ ص 356. وانظر : جناية التأويل الفاسد عل العقيدة الإسلامية ، د. محمد أحمد لوح ، ص 21.

  94. - انظر : د. سامي عطا : عبد الله بن سبأ اليهودي بين الحقيقة والخيال. ( بحث محكم ) مجلة دراسات ، الجامعة الأردنية ،مجلد 26 ، 1999م.وكان ابن سبأ هو الفاتح لباب التأويل المنظم في البيئة الإسلامية ، من خلال ما قام به من عرض لأفكار يهودية.. كالرجعة ، والوصية ، واستناده فيها على التأويل ، ومن تأويلاته : تأويله لقوله نعالى : ( وجعلنا لهم لسان صدق عليا...)( سورة مريم : آية / 5 ) : قال : يعني عليا أمير المؤمنين. انظر بحار الأنوار : محمد باقر المجلسي ، مجلد 36 / ص 59. وانظر نفس المرجع : ص 1 ، 32 ، 37.

  95. - الغزالي ، محمد بن محمد : حجة الإسلام : فضائح الباطنية :  ص: 53.

  96. - البغدادي، عبد القاهر  : الفرق بين الفرق ، ص 293.

  97. - سورة البقرة : الآيتان : 58، 59.

  98. - سورة البقرة : آية / 59

  99. -ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ج2/ ص 257.

  100. - فيلون : فيلسوف يهودي ولد بالإسكندرية حوالي سنة 30 ق. م ، كان يلقب بأفلاطون اليهود ، حاول التوفيق بين العهد القديم وعادات اليهود من جهة ، وفلسفة أفلاطون من جهة أخرى. انظر : د. حربي عباس : ملامح الفكر الفلسفي والديني في مدرسة الإسكندرية القديمة ، ص : 250.

  101. -د. نجيب بلدي : تمهيد لتاريخ مدرسة الإسكندرية وفلسفتها ، ص : 87.

  102. ذؤبان العرب : صعاليكهم وشطارهم. انظر : الزمخشري : أساس البلاغة : ص236.

  103. - سورة التوبة : آية / 103.

  104. - العسقلاني، ابن حجر  : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج12/ ص 233. وشرح السنة للبغوي :  ج5/ ص 472، 488.

  105. - سورة فصلت : الآيتان / 30، 31.

  106. انظر : غلام أحمد :  براهين أحمدية ، للميرزا غلام أحمد ، ج4/ ص 468

  107. - انظر : غلام أحمد  : براهين أحمدية ج4/ ص 510.

  108. - انظر : غلام أحمد :  توضيح مرام : للميرزا غلام أحمد ص 12

  109. - انظر : غلام أحمد:   إزالة أوهام ، لغلام أحمد القادياني ص 32-33

  110. - انظر : غلام أحمد براهين أحمدية ، ج4/ ص 277.

  111. – سورة المؤمنون : آية / 50.

  112. السامرائي ، د. عبد الله سلوم :القاديانية : ص 111- 112 ، نقلا عن ( سفينة نوح ) للغلام القادياني ، ص 21

  113. - سورة التحريم : آية / 12.

  114. - د. حسن عيسىعبد الظاهر  : القاديانية نشأتها وتطورها ، ص 143-144.

  115. - سورة مريم : آية / 21

  116. - السامرائي ،د.عبد الله سلوم :القاديانية ،ص113، نقلا عن ( سفينة نوح ،للغلام أحمد ص 59-60 ).

  117. - سورة الفاتحة : آبة / 6.

  118. الغلام القادياني : إزالة الأوهام : ص 322. نقلا عن المتنبئ القادياني : للمفتي محمود ، ص 16.

  119. - انظر القاضي الإسماعيلي النعمان بن محمد بن حيون ( ت 363هـ ) : أساس التأويل : ص 61-62.

  120. - سورة البقرة : آية / 125.

  121. - المفتي محمود : المتنبئ القادياني  ، ص 16.

  122. - سورة آل عمران : آية / 123

  123. - المفتي محمود المتنبئ القادياني ، ص 17 ، نقلا عن ( إزالة الأوهام): للغلام القادياني ، ص 325

  124. سورة الصف : آية / 9.

  125. انظر المفتي محمود : المتنبئ القادياني ، ص 17.

  126. - سورة المؤمنون : آية / 18.

  127. - المفتي محمود : المتنبئ القادياني ، ص 17.نقلا عن (إزالة الأوهام) ، للغلام القادياني: ص 325 ط5.

  128. انظر المرجع السابق ونفس الصفحة.

  129. - سورة آل عمران : آية 31.

  130. - سورة الفتح : الآيتان / 1، 2.

  131. - سورة الكوثر : آية / 1.

  132. - سورة الاسراء : آية / 79.

  133. - سورة النجم : الآيتان : 3، 4.

  134. - سورة الأحزاب : آية / 40.

  135. -- سورة الأحقاف : آية / 21.

  136. - سورة الجن : آية / 1.

  137. - الغلام القادياني : بيان القرآن ، ص 1409 ، نقلا عن مجلة الصراط المستقيم. العدد الصادر بتاريخ 21شوال ، 1351هـ.

  138. - انظر سليم الجابي : الجن حقيقة لا خيال : ص 49.

  139. - سورة النمل : آية / 20.

  140. - انظر سليم الجابي : الجن حقيقة لا خيال : ص 170- 181.

  141. سورة النمل : آية / 17.

  142. القاضي النعمان الإسماعيلي : أساس التاويل : ص 263.

  143. سورة النمل : آية / 17.

  144.  المستقر : هو الذي يتمتع بالإمامة في حياته ، ويستطيع أن يحولها إلى أبنائه من بعده ، كالحسين بن علي – رضي الله عنه – وأبنائه من الأئمة ، وإسماعيل بن جعفر في نظر الاسماعيليين. أما المستودع : فهو الذي يتمتع بالإمامة في حياته ، ولا يستطيع أن يحولها إلى أبنائه من بعده مثل : موسى الكاظم في نظر الإسماعيلية.

  145. -  انظر المفسر الإسماعيلي : ضياء الدين إسماعيل : مزاج التسنيم ، تفسير سورة النمل ، ص 339.

  146. الداعي الإسماعيلي : إدريس عماد الدين القرشي : زهر المعاني ص 143.

  147. - سورة الصف : آية / 6

  148. - انظر المفتي محمود: المتنبئ القادياني : نبذة من أحواله وأكاذيبه ، ص 17 ، نقلا عن ( إزالة الأوهام ) للغلام القادياني ، ط5، ص 325.

  149. العلج : الواحد من كفار العجم ، والجمع علوج. انظر : مختار الصحاح للشيخ محمد بن أبي بكر الرازي ، الطبعة الأميرية ، القاهرة ، 1922م. ص 449.

  150. - سورة القصص : آية / 70.

  151. - المفتي محمود : المتنبئ القادياني : نبذة من أحواله وأكاذيبه ، ص 17 ، نقلا عن : ( عن إعجاز المسيح ، للغلام القادياني ص 135 ).

  152. - سورة الأحزاب : آية / 40.

  153. - حسن عيسى عبد الظاهر : القاديانية نشأتها وتطورها ، ص 122، 123.

  154. - انظر المرجع السابق نفسه : ص 122، 123.

  155. - مكي بن أبي طالب ( 473هـ ) : التبصرة في القراءات السبع ،  ص 642.

                 وانظر الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج22/ ص 16.

  1. - انظر:الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج22/ ص 16.

  2. – أحمد حمدي آل ملا محمد ( بهائي ) : كتاب التبيان والبرهان في حقيقة القيامة والحياة بعد الموت للإنسان ، ص 120.

  3. - - القزويني ، محمد الكاظمي : البهائية في الميزان. ص 8-9.

  4. - انظر الطبري ، محمد بن جرير : جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج22/ ص 16. وابن الجوزي ، عبد الرحمن : زاد المسير ، ج6/ ص 393. والبيضاوي عبد الله بن عمر : أنوار التنزيل وأسرار التأويل : ص 559

  5. - - سورة المائدة : آية / 3.

  6. - - رواه أبو داود : سليمان بن الأشعث ، سنن أبي داود ،  ج4/ ص 138. والترمذي  ، تحقيق أحمد شاكر وغيره ، ج6/ ص 466، وقال:حديث صحيح. والإمام أحمد في مسنده ج5/ ص 278 ، وله أصل في صحيح مسلم : ج4/ ص 2215.

  7. سورة الإسراء : آية / 1.

  8. المفتي محمود : المتنبئ القادياني ، نبذة من أحواله وأكاذيبه ، نقلا عن خطبة إلهامية لغلام أحمد ص 20-21.

  9. المرجع السابق نفسه ص 17.

  10. د. عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) : قراءة في وثائق البهائية ، ص 287.

  11. القاضي النعمان الإسماعيلي : أساس التأويل ، ص 337-338.

  12. المقام العمراني : هو أبو طالب في نظر الإسماعيليين ، ويعتقدون أن ( أبا طالب ) هو الثاني بعد نبي الله إبراهيم – عليه السلام – الذي اجتمعت فيه الرتب الأربع : الوصاية ، والإمامة ، والنبوة ، والرسالة. وقام أبو طالب بالرتب الأربع إلى أن بلغ محمد أشده. انظر مزاج التسنيم ص 359. والأنوار اللطيفة : للداعي الإسماعيلي : طاهر بن إبراهيم الحارثي ص 124. وقال الحارثي في كتابه ( كنز الولد ص 216 ) : إن الرتب الأربع لم تجتمع في أحد بعد أبي طالب إلا في علي ابنه..؟ والذي تجتمع إليه الرتب الأربع : هو مستقر الباطن ومركزه ، وأساس الدين ).

  13. الناطق : هو كل رسول جاء برسالة ، أي : صاحب الشريعة الظاهر. والصامت : خليفة الرسول من بعده والذي تسلسلت منه الأئمة وهو : علي – كرم الله وجهه -. وهو صاحب التأويل الباطن. انظر : أساس التأويل ص 46.

  14. –المفسر الإسماعيلي : ضياء الدين إسماعيل : تفسير مزاج التسنيم ، تفسير سورة الإسراء ص 139-140.

  15. طائفة الشيخية : وتسمى في بعض دول الخليج بالحساوية ، وتنتسب للشيخ أحمد زين الدين الأحسائي ، وقد انشقت عن الإمامية الإثني عشرية.. انظر كتابنا ( طائفة الشيخية.. تاريخها وعقائدها )

  16. – سورة الإسراء : آية / 1.

  17. – سورة النجم : الآيات / 8-10.

  18. – أحمد زين الدين الأحسائي : شرح الزيارة الكبير ، ص 286.

  19. - د. عفاف علي شكري : حول ترجمة معاني القرآن الكريم ، بحث محكم بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية ، تصدر عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت. العدد/ 42 ، السنة الخامسة عشرة ، سبتمبر 2000م.

  20. الشيخ محمد الخضر حسين : القاديانية : ص 52.  

  21.     انظر مقال الاستاذ عدنان حطاب. منبر دنيا الوطن - صحيفة  فلسطينية يومية الكترونية تصدر في غزة. voice.com.www.alwatan     . 

المراجع

  1. -الأزهري : أبو منصور محمد بن أحمد ( ت 370هـ ) : تهذيب اللغة ، ( 1966م) ، تحقيق إبراهيم الأبياري. الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر ، القاهرة.

  2.    -ابن الجوزي ، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ( ت 597هـ ) : زاد المسير، ط1 ، المكتب الإسلامي ، دمشق.

  3.  -    ابن تيمية : تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ( ت 728هـ ) : التدمرية ، ضمن مجموع الفتاوى ، ط1 ، مطابع الرياض.

  4. ابن حجر ، أحمد بن علي بن محمد العسقلاني ( ت 852هـ ) : فتح الباري ، حقق بإشراف عبد العزيز بن باز ، رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء ، بالرياض.

  5.  - ابن عبد البر ، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عاصم النمري ( ت 463هـ )  : جامع بيان العلم ،المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.

  6.   - ابن فارس ، أبو الحسين أحمد ، ( ت 395هـ ) : الصاحبي في فقه اللغة ( 1910م ) المكتبة السلفية القاهرة ،

  7.   - ابن منظور، محمد بن مكرم ( ت 711هـ ) : لسان العرب ،دار صادر ، بيروت. مادة أول.

  8.   - أبو الأعلى المودودي : القادياني والقاديانيّة  ، ط1( 2000م –( دراسة وتحليل وعرض علمي، إعداد عبد الماجد الغوري، دار ابن كثير، دمشق بيروت.

  9. - أبو الحسن علي الحسني الندوي : القادياني و القاديانيّة ، ط الدار السعودية ، الرياض.

  10. - أبو الحسن علي الحسني الندوي : القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام.ط السلفية القاهرة.

  11. - أبو زهرة ، محمد بن أحمد ( ت 1974م ) : أصول الفقه ،دار الفكر العربي ، القاهرة.

  12. أبو داود : سليمان بن الأشعث( ت 275هـ ) ، سنن أبي داود ، ط1، ( 1388هـ ) بيروت ، دار الحديث للطباعة.

  13. - إحسان إلهي نظير : القاديانية : ( 1983م ) دراسة وتحليل ،إدارة ترجمان السنة ، لاهور ،باكستان.

  14. -أحمد بن حنبل ( ت 241هـ ) : مسند الإمام أحمد ، شرح أحمد محمد شاكر، دار المعارف القاهرة 

  15. - أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي ( 1985 م ) :  عقيدة ختم النبوة بالنبوة المحمدية ، دار طيبة ، الرياض.

  16. - أحمد حمدي آل ملا محمد( البهائي) (  1956م ) : كتاب التبيان والبرهان في حقيقة القيامة والحياة بعد الموت للإنسان ، دار ريحاني ، بيروت.    

  17.   -إسماعيل ابن كثير ( ت 774هـ) : تفسير القرآن العظيم ، ط2، (  1389هـ )، دار الفكر ، بيروت

  18. - إسماعيل نوح معابدة ) 2003م )  - النبوة عند القاديانية : رسالة ماجستير غير مطبوعة نوقشت بجامعة آل البيت ،بإشراف : د. سامي عطا :( بتصرف واخنصار ) : ص 9-21.

  19.  -   أيوب فضلي وخليل يونس :  (1939م  )  الأحمدية كما عرفنا،جامعة الأزهر  ، القاهرة.

  20.   البخاري ، محمد بن إسماعيل ( ت 256هـ ) : صحيح البخاري وبهامشه حاشية السندي( 1953م ) مطبعة البابي الحلبي بمصر.

  21. - البغوي ، الحسن بن مسعود بن محمد( ت 510هـ ) : شرح السنة للبغوي ، الحسين بن مسعود الفراء ( ت516 هـ) تحقيق شعيب الأرناؤوط وزميله ، ط1 ، 1390هـ ، المكتب الإسلامي بيروت.

  22.   - البيضاوي ، عبد الله بن عمر ( ت 685هـ ) : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، المطبعة المصرية ، القاهرة.

  23. الترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى ( ت 279هـ ) سنن الترمذي ،  القاهرة ، ط الحلبي ، تحقيق أحمد شاكر وغيره.

  24. – تفسير سورة ( البروج ، والطارق ، والقارعة ) – نشر الجماعة الأحمدية – لندن.

  25. القرطبي ، محمد بن أحمد ( ت 671هـ ) : الجامع لأحكام القرآن ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت

  26.  حبيب الرحمن الديونبوي : مقالة بدون عنوان، في المتنبئ القادياني، نبذة من أحواله وأكاذيبه، المفتي محمود، مكتبة أشيق، اسطامبول، 1979م.

  27. - د. حربي عباس : ملامح الفكر الفلسفي والديني في مدرسة الإسكندرية القديمة ، ط1، 1992م ، دار العلوم العربية ، بيروت.

  28. - حسن عيسى عبد الظاهر:القاديانية نشأتها وتطورها ،الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية القاهرة ، 1973 م.

  29.   -   سليم الجابي : الجن حقيقة لا خيال 2003م ، ط1 ،  دمشق .

  30.   -   السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري ( ت911هـ ) : بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، المكتبة العصرية صيدا.

  31.   - الطبري ، محمد بن جرير ( 310هـ ) : جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، دار المعارف ، القاهرة ، تحقيق محمود محمد شاكر.

  32. - عبد الله السامرائي : القاديانية والاستعمار الانجليزي ، دار واسط ، بغداد.

  33.       -د. عبد الحميد أبو المكارم : الدلالات اللفظية عند الأصوليين ، ط المكتبة الأزهرية ، القاهرة.

  34. - عبد القاهر البغدادي ( ت 492هـ ): الفرق بين الفرق ، نشر محمد علي صبيح ، القاهرة.

  35. - -الفخر الرازي فخر الدين محمد بن عمر ( ت 606هـ ) : أساس التقديس ، (1406هـ  ) تحقيق د. أحمد حجازي السقا ، مكتبة الكليات الأزهرية ، القاهرة.

  36.    -- القاضي الإسماعيلي ، النعمان بن حيون ( ت 363هـ ) : تأويل الدعائم  (، 1969م )  نشر محمد حسن الأعظمي ، القاهرة.

  37. - القاضي الإسماعيلي النعمان بن حيون ( ت 363هـ) أساس التأويل (1960م )  : نشر عارف تامر ، بيروت ،.

  38. -- القاضي زين الدين العضد ( ت 756هـ):شرح مختصر المنتهى لابن الحاجب ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

  39. - محمود بن عمر ، الزمخشري ( ت538هـ): أساس البلاغة ،   ( 2001م ) دار إحياء التراث العربي ط1 ، بيروت لبنان.

  40. - المفتي محمود وزميله : المتنبئ القادياني ، نبذة من أحواله وأكاذيبه ، مكتبة أشيق ، استانبول تركيا ، 1979م.

  41. - د. محمد أديب الصالح : تفسير النصوص : ط3، المكتب الإسلامي ، بيروت.

  42. محمد بن إسماعيل الصنعاني ( ت 1182هـ ) : سبل السلام شرح بلوغ المرام (1980م )  ط دار الجيل ، بيروت ،.

  43. - محمد حسن الأعظمي : حقيقة البهائية و القاديانيّة ، ط1 (1973م )  مؤسسة الأعظمي ، لبنان.

  44.      - د. محمد حسين الذهبي ( ت 1973م ) : التفسير والمفسرون دار إحياء التراث العربي ، بيروت

  45. – الشيخ محمد الخضر حسين : القاديانية ، المطبعة السلفية ، القاهرة ، بدون تاريخ.

  46. - محمد رشيد بن علي رضا ( ت 1354هـ ) : تفسير القرآن الحكيم ( المنار ) (1346هـ )  مطبعة المنار ، القاهرة.

  47.    -محمد الزفزاف : التعريف بالقرآن والحديث (1984م )  مكتبة الفلاح ، الكويت.

  48. - محمد علي اللاهوري : البيان في الرجوع إلى القرآن، تعريب عبد الله رمضان ، نشر بير شمس الدين ، عضو الجمعية الأحمدية ، قاديان ، مطبعة الاتحاد الأخوي ، القاهرة. ،

  49. - د. محمد فتحي الدريني : (1985م )  المناهج الأصولية في الاجتهاد بالرأي ، ط2 ،  دمشق  

  50. - - محمد الكاظمي القزويني : البهائية في الميزان ، ط1 ، (1947م )   العرفان ، صيدا ، لبنان   

  51. - محمد بن محمد الغزالي ، حجة الإسلام ( ت 505هـ ) : فضائح الباطنية  (1993م  ) ط1 ،  دار البشير ، عمان.

  52. - محمد يوسف البنوري وآخرون : موقف الأمة الإسلامية من القاديانية ، (1991م ) ط1 ،  دار قتيبة ، دمشق.

  53. محمود الملاح :  النحلة الأحمدية وخطرها على الإسلام، (1955م )  مطبعة أسعد، بغداد،. - مكي بن أبي طالب ( 473هـ ) : التبصرة في القراءات السبع (  1982م )  تحقيق محمد غوث الندوي ، الدار السلفية ، الهند.

  54. - ميرزا غلام أحمدالقادياني : الاستفتاء،  (1907م  ) الجمعية الأحمدية لإشاعة الإسلام لاهور باكستان.

  55. - ميرزا غلام أحمد القادياني : تذكرة الشهادتين (1907م) ط1  ، قاديان.

  56. - ميرزا غلام أحمد القادياني : حقيقة المهدي ، مطبعة ضياء الإسلام ، قاديان.

  57. - ميرزا غلام أحمد القادياني : خطبةإلهامية  (1391هـ )  مطبعة ضياء الإسلام ، قاديان ،.

  58. - د. نجيب بلدي : تمهيد لتاريخ مدرسة الإسكندرية وفلسفتها ( 1962م )  دار المعارف ، القاهرة ،.

  59. -- نذير أحمد، القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح، الجماعة الإسلامية الأحمدية، الكبابير، حيفا. بدون تاريخ.

  60. - د. وهبة الزحيلي : أصول الفقه الإسلامي ، ط1، 1986م ، دار الفكر ، دمشق.

  61. - يحيى بن شرف النووي ( ت676هـ ) :صحيح مسلم بشرح النووي ط2 ، دار الفكر ، كتاب الرؤيا ، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم -.

                                              الدوريات

  1. - انظر : د. سامي عطا : (1999م )  عبد الله بن سبأ اليهودي بين الحقيقة والخيال. ( بحث محكم ) مجلة دراسات ، الجامعة الأردنية ، مجلد 26.

  2. - د. عفاف علي شكري : (سبتمبر 2000م )  حول ترجمة معاني القرآن الكريم ، بحث محكم بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية ، تصدر عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت. العدد/ 42 ، السنة الخامسة عشرة.

  3. - بحث لأبي المكارم محمد عبد السلام : مجلة الصراط المستقسم ، العدد الصادر بتاريخ 21شوال / 1351هـ.

  4. - مجلة الفضل القاديانيّة : (كانون الثاني 1923م)  مجلد 41، عدد 51.

عدد مرات القراءة:
186
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :