آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

إن كنتم تأخذون بظواهر النصوص على حقيقتها فماذا تفعلون بمثل ‏قوله تعالى (أأمنتم من في السماء)؟ ..

إن كنتم تأخذون بظواهر النصوص على حقيقتها فماذا تفعلون بمثل ‏قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء)؟

قال الزرقاني ‏‎))‎‏ إن كنتم تأخذون بظواهر النصوص على حقيقتها فماذا تفعلون بمثل ‏قوله تعالى(أأمنتم من في السماء))‏‎]‎الملك16‏‎[‎‏ مع قوله تعالى((وهو الله في السماء وفي الأرض))‏‎]‎الأنعام3‏‎[‎‏ ‏أتقولون ‏‎:‎أنه في السماء حقيقة؟ أم على الأرض حقيقة؟ أم فيهما معا حقيقة؟ وإذا كان في الأرض وحدها ‏حقيقة فكيف تكون له جهة فوق ولا يقال ‏‎:‎له جهة تحت ؟ولماذا يشار إليه فوق ولا يشار إليه تحت؟))(1)‏
إن هذا الكلام أشبه بكلام أهل الجهل والضلال, ومن لا يدري ما يخرج منه من مقال ,من كلام أهل العقل ‏والعلم والبيان, وهو أشبه بكلام جهال القصاص والمغالطين, من كلام العلماء المجادلين بالحق(2)‏

فهو يحاول إثبات التناقض في آيات القرآن ليدعم بتعطيله وإنكاره لصفة العلو لله عز وجل, وإلا فالجواب ‏واضح ولا تناقض ولا اضطراب في كلام الله تعالى, لأننا نقول ‏‎:‎إنه لا شك أن الله تعالى في السماء, أي على ‏السماء, ولا نقول ‏‎:‎إنه في الأرض ,كما لا نقول ‏‎:‎إنه فيهما.‏
ولا نقول أيضا ‏‎:‎أنه يشار إليه إلى التحت, كما لا نقول ‏‎:‎أنه يشار إليه إلى التحت والفوق جميعا .بل ‏نقول ‏‎:‎إنه فوق العالم عال على خلقه ,ويشار إليه إلى جهة الفوق سبحانه وتعالى.‏
ولا يناقض ذلك قوله تعالى(( وهو الله في السماء وفي الأرض)) ‏‎]‎الأنعام3‏‎[‎‏.فإن معنى الآية كما قال الإمام ‏أحمد رحمه الله ‏‎:‎‏ هو إله من في السماء وإله من في الأرض ,وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون ‏العرش ,ولا يخلو من علم الله مكان .ولا يكون علم الله في مكان دون مكان, فذلك قوله تعالى(( ليعلموا أن ‏الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما))‏‎]‎الطلاق12‏‎[‎‏(3)‏
قال الآجري رحمه الله ‏‎:‎ ومما يلبسون به على من لا علم معه احتجوا بقوله ‏عز وجل((وهو الله في السماء وفي الأرض)) وبقوله((وهو الذي في ‏السماء إله وفي الأرض إله))
وهذا كله إنما يطلبون الفتنة‎ ,‎كما قال الله تعالى((فيتبعون ما تشابه منه ‏ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله))
وعند أهل العلم من أهل الحق((وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم ‏سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)) فهو كما قال العلم مما جاءت به ‏السنن:إن الله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه يعلم ما ‏تسرون وما تعلنون ,يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون‎. 
وقوله عز وجل((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) فمعناه :أنه ‏جل ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض ,إله يعبد في السماء ‏وإله يعبد في الأرض هكذا فسره العلماء))(4)‏
‏((فقوله سبحانه: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} فيها ‏الدلالة على أن المدعو الله في السماوات وفي الأرض، ويعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في ‏السماوات ومن في الأرض، ويسمونه الله ويدعونه رغباً ورهباً إلا من كفر من الجن والإنس، وفيها ‏الدلالة على سعة علم الله سبحانه واطلاعه على عباده وإحاطته بما يعملونه سواء كان سراً أو جهراً، ‏فالسر والجهر عنده سواء سبحانه وتعالى، فهو يحصي على العباد جميع أعمالهم خيرها وشرها
وقوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} معناها: أنه سبحانه هو ‏إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت ‏عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به، وهو الحكيم في شرعه وقدره العليم بجميع أعمال عباده ‏سبحانه.))(5)‏
قال الجوهري "ألّه بالفتح إلاهة أي: عبده عبادة، قال: ومنه قولنا: الله. وأصله: إلاه، ‏على فِعَال، بمعنى: مفعول. بمعنى معبود، كقولنا: إمام: فِعَال بمعنى: مفعول لأنه مؤتم به. ‏والتأليهك التعبيد والتأله: التنسك والتعبد(6) ولذلك لم يقل الله تعالى (إله السماوات والأرض) ‏وإنما قال {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.‏
--------
‏(1)مناهل العرفان (2 /316)طبعة دار الكتب العلمية-الطبعةالأولى.‏
‏(2)تلبيس الجهمية (1 /329-370).‏
‏(3)الرد على الجهمية ص39 المطبعة السلفية القاهرة-الطبعة الأولى-‏
‏(4) الشريعة ص 1072-1105‏)
‏(5) إجابة عن أسئلة في العقيدة للشيخ ابن باز رحمه الله نقلا عن موقعه الإلكتروني .‏
‏(6) مختار الصحاح 22.‏

المصدر: الألوكة

عدد مرات القراءة:
749
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :