إن ذلك الشخص هو الكامل وثبت ان ذلك الشخص هو القطب لهذا العالم
ان ذلك الشخص هو الكامل وثبت ان ذلك الشخص هو القطب لهذا العالم العنصري وماسواه فـكالتبع له وجماعه من الشيعة الامامية يسمونه بالامام المعصوم وقد يسمونه بصاحب الزمان ويقولون بانه غائب ولقد صقوا في الوصفين ايضا
كتاب المطالب العالية للفخر الرازي
الجواب: جواب سعيد فودة اعتقد انه صوفي ليس هكذا يا سعدُ تورد الإبل قد كنت اطلعت منذ زمان طويل على هذه الفقرة من كتاب د. هاني فرحات، وكتبت عليها تعليقا آنذاك. وخلاصة ما يقال عليها أخي الفاضل: ذكر الإمام الرازي في المطالب العالية طريقين للاستدلال على النبوة والنبي: الأول: هو الطريق المشهور والمعتمد عند أرباب الملل والنحل وهو طريق المعجزات، كما وصفه في كتابه. والثاني هو طريق التكميل للخلق، وهي الطريق المعتمد عند الفلاسفة وغيرهم. ويعتمد على أصول فلسفية لا يسلَّم أكثرها كما يلاحظ الذكي، منها: وجوب وجود نبي، وأن ذلك ليس باختيار الفاعل المختار، ومنها وجوب الترتب في وجود الكائنات تنازلياً وتصاعدياً، وهو طريق المتفلسفة، لا طريق أهل السنة. ونحن هنا لا نريد الاستدلال على عدم جدوى هذه الطريق بلحاظ الشرائط المذكورة في تقريرها، ويكفي دلالة على بطلانها ما قرروه ونقله الرازي عنهم من أنَّ ظهور شخص يتصف بهذه الصفات من القدرة على التكمل والتكميل واجب كل نحو ألف سنة... فبناءُ هذا الدليل على الوجوب والعلة والمعلول يبطلُه شرعاً عندنا وعند الرازي بلا ريب، فهو لا يسلم بذلك كله، وإن سلم ببعض الصفات التي هي ثابتة للنبي من الكمال في نفسه والقدرة على تكميل الآخرين، ونحو ذلك لكن ذلك لا يكون بناء على العلية والمعلولية كما لا يخفى. أمَّا ما ذكره الإمام الرازي من أن ذلك الشخص يسمى قطبًا عند الصوفية، وهو حق، أي تسميته قطبا حقٌّ؛ لأنه يصلح الآخرين ويدورون من حوله كما هو معنى القطبية، وأنه يسمى عند الشيعة الإمامية بصاحب الزمان وبالغائب أيضاً... وقال الإمام الرازي إن ذلك حقٌّ أيضاً، فهو صاحب الزمان لأنه تخلص عن جميع النقائص الموجودة لغيره، وهو غائب عن الخلق؛ لأنهم ربما لا يعرفونه، وربما لا يعرف هو نفسه أنه كذلك أيضاً، والرازي لا يريد الاستدلال على الشيعة ولا التسليم بعقيدتهم كما توهمه الكاتب، ولكنه يريد التنبيه على الطريقة إجمالاً فقط، لا الاعتراف بما يزعمه المتصوفة بالقطبية ولا الشيعة بالإمام الغائب، بدليل أنه قال في ص 104 من الجزء الثامن بعدما قرر عقيدة الشيعة ونظرتهم في الغائب:"وأقول : ولعله لا يعرف ذلك الشخص أيضاً، أنه أفضل أهل الدور؛ لأنه وإن كان يعرف حال نفسه إلا أنه لا يمكنه أن يعرف حال غيره، فذلك الشخص لا يعرفه غيره، وهو أيضاً لا يعرف نفسه ، فهو كما جاء في الأخبار الإلهية أنه قال تعالى : أوليائي تحت قبابي ، لا يعرفهم غيري". ومن المعلوم أنه لا أحد من الشيعة يقول إن الإمام الغائب لا يعرف نفسَه أنه الإمام الغائب، فهذا خروج عن أس عقيدة الشيعة، والإمام الرازي لا يقول إن الإمام الغائب واحد طول الزمان، بل غيبته لعدم معرفته نفسَه عنده، ولعدم معرفة الخلق إياه، لا لأنه موجود فعلاً وغائب حسًّا عن الخلق كما يقول الشيعة. والحجة التي يطرحها الرازي لا تؤدي إلى أن يكون الإمام واحداً، بل إنه يتجدد كل نحو ألف عام كما نصَّ عليه الرازي، والشيعة يقولون بخلاف ذلك... والأمر يحتمل تفصيلا أكثر، ولولا أني لم أرد أن أترك هذا النقلَ غفلاً عن التعليق لئلا يتعلق به بعض الناس أو يغتروا به أو يظنوا فعلاً أن الإمام الرازي تشيع في آخر عمره كما زعم د. هاني فرحات وغيره، لـمَـا كتبت هذه الكلمات، فالأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر بلا ريب. ولكن أرجو أن تكون هذه الملاحظات كاشفة عن بعض المعاني التي يريدها الإمام الرازي، وأنه لا يجوز صرفها إلى خدمة عقائد الآخرين تحكماً، وأنه ينبغي معرفة الوجه الذي يريده الرازي من سوق هذا الدليل، وإلى أي حد يقول به... وقد كتبت تعليقا على هذه الطريقة من الاستدلال على النبوات في كتابي (موقف ابن رشد الفلسفي من علم الكلام) .... وللأسف فإن الشيعة زعموا أن الدواني متشيع، وأن الغزالي متشيع، وأن غيرهم من الأعلام قد تشيعوا ، وهذا كله تحكم وتعسف وكلام مبني على الغرور والجهالات.... والله الموفق.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video