التوسل بجاه الأولياء والصالحين الوهابية يقولون: التوسل بجاههم شرك يخرج من الدين ويوجب الخلود في نار جهنم الكتاب المسمى "عقيدة المؤمن" لأبي بكر الجزائري، ص144.
الجـواب: قبل أن أبدأ أنقل كلاماً للشيخ أبو بكر الجزائري في نفس الكتاب (عقيدة المؤمن) عن موقفه من الشرك العملي، وأظن في هذا الكلام يزول الإشكال إن شاء الله تعالى. ويختلف الشرك مع الكفر في أن من الشرك ما لا يكون كفراً، وذلك كالشرك الأصغر، والشرك الخفي، لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك وسماعه من بعض أصحابه، ولم يعتبر فاعله كافراً، ولم يحكم بردته: من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء" [رواه أحمد بإسناد جيد، وتمام الحديث "يقول الله تعالى إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراقبون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء؟" المسند 5/ 428, 429] وقوله لمن قال له: ما شاء الله وشئت: "أجعلتني لله نداً؟ قل ما شاء الله وحده" [رواه أحمد بلفظ "أجعلتني لله عدلاً.." 1/ 214، 224، 283، 347) وانظر (5/ 72، 72) والفتح الرباني (1/ 27، 28)] والند: الشريك، وقوله لأصحابه لما قالوا: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق: "إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله" [رواه أحمد (5/ 317) والطبراني بسند لا بأس به، وروى مسلم هذا اللفظ "من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" وهذا الحديث قدسي (8/ 223)]. وقوله صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله فقد أشرك" [رواه الترمذي (نذور /9) وحسنه، والحاكم] وقوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقيل له: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" [رواه أحمد (4/ 403) وكذا الطبراني]. ولم يحكم صلى الله عليه وسلم في كل هذا بردة فاعله، ولا بتكفيره. ومن أجل هذا قيدنا الكفر في شرك العباة بكون فاعله عالماً به أنه أشرك، وأصر عليه عناداً ومكابرةً، وإيثاراً للمنافع الدنيوية من مال، أو جاه، أو سلطان قول الشيخ في مسألة التوسل: قول الشيخ في مسألة التوسل وقد قسم الشيخ التوسل إلى توسل مشروع وتوسل ممنوع، أما التوسل الممنوع فقد فصّل فيه الشيخ كما يأتي: 1/ دعاء الأولياء والصالحين: إن دعاء الصالحين والاستغاثة بهم، والتوسل بجاههم لم يكن في دين الله تعالى قربة ولا عملاً صالحاً فيتوسل به أبداً، وإنما كان شركاً في عبادة الله محرماً، يخرج فاعله من الدين، ويوجب له الخلود في جهنم. إن كل ما يفعله جهلة المسلمين اليوم من دعاء الصالحين كقوله أحدهم: يا سيدي فلاناً، ومولاي فلاناً خذ بيدي، وكن لي كذا، وادع الله لي بكذا، أو أنا في حماك، وأنا بك وبالله، وأنا دخليلك إلى غير ذلك من كلمات الشرك والباطل هو من الضلال، والجهل، والإسلام بريء منه، إذ لم يشرعه ولم يأذن فيه بل حرمه، ومنعه، وتوعد عليه بمثل قول الله تعالى:
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video