الرد علي (فتاوى وهابية تضحك)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين
أما بعد :
فقد كّتَبَ أو - نقل - أحد الإخوة في هذا المنتدى موضوعاً أراد به الحط من منزلة علماء أهل السنة والجماعة , وَ وَسَمَ الموضوع باسم [ انقر هنا مش حتندم ( فتاوى وهابية تضحك ) ]
وقد وعدته بالرد على ما ورد في موضوعه من مغالطات , وتجاوزات قد عُرِفَ بها أمثاله من الجهلاء ..!!
لكن أعذره لأنه قال في موضوعه : { والموضوع منقول من احد الاخوة وتم البحث عن هذه المواضيع في كتابهم الدرر السنية وما وجدتة اكبر من هذه النقول }
فلا أظنه رجعَ إلا الكلام الأصلي في كتاب : ( الدرر السنية ) , وإلا لَمَـا أورد هذا الخزي وهذه الفضيحة له ولأمثاله من أصحاب المغالطات والخيانات العلمية واتباع الهوى وتبنِّي سياسة كَسْرِ المخالف
حتى لا نطيل .. طريقة الرد تكون بــ عَرْضُ ما كتبَ الأخ هداه الله - سواءً الكاتب الأصلي أم الناقل - , ثم التلعيق إن أمكن , أو عرض النص الأصلي من كتاب ( الدرر السنية ) , ثم تلخيص ما فُهِمَ من ذلك النص , وبيان حجم الفهم والأمانة العلمية التي يدَّعيها المتصوفة
ورد في ذلك الموضوع : (( صالح اللحيدان، رئيس المجلس الأعلى للقضاء يربط بين ضعف الالتزام وانتشار المدارس! فيقول: ( ففي بلادنا تضعف روح الإسلام ويخف سلطانه على النفوس عند المتعلمين، ويتسع هذا الضعف يخف ذلك السلطان بقدر ما يتسع التعليم وتنتشر المدارس ) ))
تمهيد
ستعلم أي تعليم قصده الشيخ حفظه الله - بعد أن تقرأ كلام الشيخ كاملاً -
ستعلم أن كاتب المقال أو الموضوع - الأصلي - قد بتر هذا الجزء من الكلام , ليُفهم منه ما فهمه هوَ بهواه
الرد
* المقال الأصلي للشيخ
(( وقال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان: { التعليم ودروس الدين } (1)
إن مما لا شك فيه لعاقل انتشار التعليم في شتى بقاع المملكة، حتى شمل القرى النائية والبادية، وقد يندر أن تجد شابا لا يحسن القراءة والكتابة، إلا أنه مع هذا التقدم الشامل، قد سرت في الناس موجة شر، تنذر بخطر كبير، إن لم يتدارك أمرها؛ ويُقضَى على بذور السوء في مهدها، ويحسن المنهج الذي يدرس.
ويعتنى بالمادة التي طرأ عليها التهذيب والتشذيب،وهي مادة الدين، من قرآن وحديث، وفقه وتوحيد وتفسير، وما يتبع تلك العلوم ويخدمها من علوم العربية؛ إذ إن التعليم في البلاد، يتسع في رقعته ومواده، إلا أن اتساع المواد، سيكون في أغلب الأحوال على حساب دروس الدين. فكلما اخترع درس، نقصت دروس الدين لإيجاد محل لذلك الدرس الجديد، حتى صار الطالب يتخرج من المرحلة الإعدادية، وهو لا يعرف إلا أسماء المواد، فدراسته لمواد الدين سطحية.
ودرس الدين ثقيل على نفوس الطلاب، وذلك لما يكتنفه من مزاحمة، من دروس يحسنها أصحابها ويمجدونها، ويسبغون عليها من صفات الكمال، ما يجعلها ذات الفائدة الكبرى والمهمة العظمى في الحياة. إننا في بلد يحق له أن يسمى بالبلد الإسلامي الأول؛ إذ إن تعاليم الإسلام لا تطبق في بلد كما تطبق فيه، وإلى الآن والدستور الشامل في هذا البلد - والحمد لله - دستور الإسلام. فينبغي لنا الاعتناء بالتربية الإسلامية، وتحسين الإسلام وأحكامه في نفوس الناشئة، إذ قلوبهم خالية يمتلكها ما سبق إليها؛ فإن كان السبق للتعاليم المنافسة لعلوم الدين، امتلكت قلوب الشباب ونفوسهم، حتى يصبح ما عداها
مستهجنا عتيقا، لا يليق بالشباب المثقف المتحرر، بل هو من صفات عتقاء التفكير والأخلاق.
وينتج عن ذلك انحلال في العقيدة، وفساد في الأخلاق، وفوضى في التفكير، ثم تصبح الكلمة لهؤلاء الجنس من الناس؛ إذ هم المتعلمون التعليم العصري الحر؛ ويكون بيدهم نتيجة لذلك القول والفصل، فتضيع البلاد، ويختل نظام الإسلام فيها؛ والسعيد من وعظ بغيره.
ونظرة واحدة إلى كثير من البلاد الإسلامية تعطينا صورة لما يمكن أن يحدث إن لم يعالج بحكمة وحزم; إن الروح الإسلامية تكاد تكون معدومة في شتى مواضيع الدراسة، ويندر أن نجد من يعتني بهذه الناحية، أو يوليها جانبا من الاهتمام. حتى من يناط بهم تدريس المواد الدينية، لا يشغلون أنفسهم إلا بتلقين الطلاب تلك المواد جافة صلبة، ولا يجهدون أنفسهم بالدعوة إليها، وتبيين محاسن الإسلام، وكمال نظامه، واعتنائه بجميع شؤون الحياة، وسمو تشريعه على كل نظام.
[ ففي بلادنا وغيرها تضعف روح الإسلام ويخف سلطانه على النفوس عند المتعلمين؛ ويتسع هذا الضعف ويخف ذلك السلطان بقدر ما يتسع التعليم وتنتشر المدارس ]، وما ذلك إلا بسبب إهمال رجال التعليم لتربية الإسلام، وترك الروح المعنوية تذبل وتجف، وزيادة ما يزاحم الدروس الدينية مما أضعفها وأضعف نتائجها، وجعل الطلاب ينظرون إليها شزرا، ويحسون بثقل درس الدين وصعوبة الاستماع إليه؛ حتى إن بعضهم يتحين الفرص للخروج عن الفصل إذا أتت هذه الدروس الثقيلة على نفسه؛ مما جعل مدرسي المواد الدينية يجدون مشقة كبيرة، ويلاقون صعوبات كثيرة في إنجاح مهمتهم.
فلابد من عمل حاسم، يقضي على الشر قبل استفحاله - وقد بدأ يستفحل -، ويعالج الأمر بعلاجه النافع؛ وذلك بتحسين وضع التعليم الديني، وتقوية جانبه، والاهتمام بأمره، باختيار المدرس الصالح، الذي يؤمن بما يلقي من دروس؛ فإن من لا يؤمن بالمبادئ التي يدرسها، لا يرجى لتدريسه ثمرة، وكذلك من يخالف فعله ما يحمله من علم.
فإن الأخلاق يجب أن يهتم بها قبل غزارة المادة؛ فإن من يدرس الصلاة وواجباتها ووجوبها، ثم يتهاون بها، فإن الطلاب على أثره يعملون. ولقد اهتمت وزارة المعارف، وجعلت دروس الدين ولغته، مادة أساسية من لم ينجح فيها فلا نجاح له، إلا أن هناك جوانب يحسن الاعتناء بها، وهي:
اختيار من يدرس هذه المواد، وجعل مواد الدين تحسب نمرها في المجموع الكلي لمن يراد ابتعاثهم، كما ينبغي ألا ينظر لقوة الطالب المبتعث للخارج، إلا إذا كان معروفا بالمحافظة الشديدة على شعائر الإسلام وآدابه.
وأن يشعر الطلاب أن من يحفظ عنه إخلال ببعض النواحي الدينية، فسيكون لهذا دخل في عدم نجاحه؛ وسينظر إليه بأنه قاصر عن زملائه وإن تفوق في المعلومات.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إن اعتناءنا بالقرآن، وعلومه وآدابه، كدولة مسلمة، ضعيف جدا؛ فالقرآن الذي هو أقوى شيء وأقدره على تكوين العقول الحية، وتهذيب النفوس والأخلاق، لا يقرأ إلا في المدارس الابتدائية، قراءة مهلهلة.
ثم يخرج الطالب إلى القسم الثانوي، ويخرج منه، وقراءة كتاب لأحد الأدباء العصريين أسهل عليه من قراءة جزء من القرآن، لبعد العهد به، وعدم تمكنه منه، ولأن ذلك الكتاب وجد من يدعو له، ويمجده ويحسنه، حتى يظن البعض أن ما بينه وبين الاتصاف بالأديب، إلا أن يكرر ذلك الكتاب مرات، حتى يصبح منشئا بليغيا.
ولو كتب موضوعا، وعرضت له بعض الآيات، لأخطأ في كتابتها; وهذا يدل على مبلغ العناية بهذا الكتاب المعجز. أما السنة المطهرة التي تفسر القرآن، وتبين مراميه، وتدل على كنوزه، فيمرون عليها مر الكرام، لا يثقلون عليها بالدرس والتمحيص، ولا يغوصون على كنوزها، ولا يلتمسون منها العون على حل مشاكل الحياة؛ حتى صارت أقوال طه حسين وأضرابه، متداولة بين الشباب; بينما أقوال سيد البشر لا تنبس بها شفة بين هذا الصنف من الناس، الذين هم يرجون لكل خير.
أما سيرة رسولهم، وتأريخ حياة أصحابه، وحياة رجال الإسلام، فهي لا تقاس بشيء أمام ما تقدم من القرآن والسنة؛ بل الذكر لنابليون وأشباهه، ولمفكري بني جلدته ممن دأبوا على تحطيم كيان المسلمين.
ولقد بلغ الأمر إلى درجة أنك إذا سمعت بين الشباب ثناء على شخص ما، بأدبه وأخلاقه، وحسن ذوقه، تيقنت أنة خال من الأخلاق الإسلامية، قليل المعرفة بمعاني كتاب ربه، جاهل حتى بأسماء كتب السنة، التي تحوي أقوال هادي البشرية، بالهداية الإلهية، منحرف في تفكيره، ومعطل لشعائر دينه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
إن رجال التعليم عليهم واجب كبير، وحمل ثقيل، ومسؤولية عظمى؛ فبيدهم زمام الأمر، وهم الذين يستطيعون بتوفيق الله أن يحفظوا على الأمة أخلاقها وآدابها، بتشجيعهم لأهل الخير، واحترامهم وتقديرهم، وإشعار الآخرين أنه لا كرامة ولا تقدير لمن لم يحافظ على كرامة هذا الدين، ولم يقدر شعائره.
ويجابهوهم بذلك، ويصارحوهم به، وأعني بذلك المشائخ الذين لهم السلطة التامة على التعليم والمتعلمين: رئيس المعاهد والكليات، ونائبه، ووزير المعارف الذي هو أوسع دائرة وأكبر مسؤولية، وأعظم خطرا؛ إذ التعليم الشامل هو تابع لوزارته. فلا بد من عمل الحيطة، وتقريب أهل الخير والصلاح وإكرامهم، وإشعار الآخرين بأننا لا نحترم، إلا من يجتهد في احترام هذا الدين، ويعمل على غرس حبه في نفوس الآخرين؛ كما يراد من الجميع العناية التامة، في إسناد وظائف التدريس إلى من يخدمها بأمانة المسلم ونصح المسلم.
ويشعر من يستقدم للتدريس إلى أن من ضبط عليه إخلال بالسلوك وإظهار لما يتنافى مع الإسلام، فإن مصيره الإبعاد، إن كان من خارج البلاد، أو الفصل من الوظيفة إن لم يكن كذلك.
فإن المدرسين قد غيروا أخلاق الناشئة، إما بالدعوة السيئة باللسان، وإما بدعوة التقليد بأعمالهم،
نسأل الله أن يوفق رجال التعليم، في بلادنا، وجميع البلاد الإسلامية، إلى الاعتناء بعلوم الإسلام، والدعوة إليه، وتقوية جانبه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه )) (1) : في مجلة راية الإسلام, جمادى الأولى سنة 1381 هـ
تلخيصاً
إذن فالشيخ حفظه الله يتحدث عن المدارس التي تكثِّر من الدروس في مواد منوعة على حساب مواد الدين - التي هي الأساس خصوصاً في المملكة -
فهو لا ينتقد التعليم بشكل عام , وإنما الذي على حساب الدين .. مما يؤدي إلى نفرة الشباب من مواد الدين , فينشأ جيل ملئ بالعلمانيين والليبراليين وغيرهم ,
فقد كان الناس يدرسون في ( كتاتيب ) يتعلمون فيها العلوم الإسلامية واللغة وبعض ما يعينهم , ثم ظهرت هذه المدارس بالظهور , إلى وقتنا المعاصر ... وصدق الشيخ في كلامه حيث قال : (( ويتسع هذا الضعف يخف ذلك السلطان بقدر ما يتسع التعليم وتنتشر المدارس ))
فكلما انتشر التعليم والمدارس التي تخفف من مناهج المواد الدينية , اضمحل الدين في نفوس الناس , وعجزوا عن فهمه ودرساته فتركوه وتعدوا عليه وعلى أهله ممن تعبوا في حمله, وهذا ما يحصل لنا اليوم والله المستعان
فأين العجيب في كلام الشيخ ؟
ومما ورد أيضاً :
(( عبد الله بن حميد كتب الى وزير المعارف رأيه بأن سبب الجهل بالدين يعود الى
(هذه الفنون المعوقة كالرسوم والأشغال والرياضة البدنية والألعاب الأخرى) ))
النص
مقال الشيخ طويل أقتصر على : (( من عبد الله بن محمد بن حميد، إلى حضرة معالي وزير المعارف، حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، على الدوام، أدام المولى على الجميع نعمه.
وبعد: فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله تعالى، ومراقبته في السر والعلانية؛ فإنها سبيل السلامة والنجاة في الدنيا والآخرة. وإني أسطر لكم هذه الأحرف، حينما بلغني ما يسوؤني ويسوؤكم، ويسوء كل مسلم غيور على دينه، وعلى الأمة الإسلامية والأخلاق الحسنة.
فإن هذه الوزارة التي هي وزارة المعارف، والتي أنتم تديرونها وأنتم الرائد الأول لها، قد أصبحت الآن مصدرا كبيرا لبث الأخلاق السيئة، وتبلبل الأذهان، واضمحلال العقيدة السلفية التي غرسها أوائلكم الأفاضل، في هذه الجزيرة.
وإنا والله نأسف أشد الأسف أن يحصل مثل هذا مع وجودكم، وأنتم الآن بأيديكم زمام هذا النشء، وتستطيعون قيادته إلى المكان الأعلى، ومع ذلك تهملون هذا الإهمال المتناهي .
بل لم تقتصروا على ذلك، حتى كنتم سببا لإدخال من أراد أن يهدم عقيدتكم، وعقيدة آبائكم، وعزكم وعز آبائكم، وما ذاك إلا باجتلابكم هؤلاء الزنادقة، وبثهم في كل صقع من المملكة، وإغرائهم وتشجيعهم بكثرة المرتبات، وعدم المراقبة عليهم فيما يبثون بين النشء، من هذه السموم القتالة، من أخلاق منحرفة، ودعايات سيئة، دعايات المجون والخلاعة، دعايات الزندقة والإلحاد، دعايات التهكم بهذا الدين ورجاله.
ولقد بلغني أنه يوجد في كلية الشريعة بمكة، التي أسست لتكون مركزا لنشر العلم الصحيح، والدين القويم، وتعتبر أرقى مرحلة من مراحل التعليم، والتي تخرج رجال القضاء والتعليم الديني، يوجد فيها شخص يسمى "الدكتور فوزي بشبيشي" قد تجاوز الحد، وتمادى في الطغيان، وبلبلة أذهان الطلاب.
ومع انحلاله من الدين، أصبح أكبر داعية للإلحاد والزندقة، والتهكم بالدين وحملته، وتلقيبهم بالتغفيل والرجعية، ومع ذلك له سنوات في هذه الكلية مكرما ومعززا.
وإليكم شيئا مما ثبت لدينا عنه، فمنها: رميه أسئلة التفسير - مع ما اشتملت عليه من الآيات القرآنية - على الأرض، ودوسها بقدميه، وعندما قيل له: هذا حرام; قال: لا حلال ولا حرام، إنما هذه عقيدة أمهاتكم، التي ورثتم عنهن.
ومنها: حينما سأله أحد الطلاب عن مسألة، يقول له: اذهب احلق ذقنك، وتعال أعلمك. ومنها: حثه على حلق اللحى، وشرب الدخان، وقوله: إن فعل هذه الأشياء تحرر من القيود; فما أشبه هذه الدعوة بدعوة: صاحب الأغلال.
ومنها: إملاؤه على الطلاب في دفاترهم، ما يبعث في نفوسهم حب اللهو والغناء والميول إلى المجون، كقوله: ولو أنكم قرأتم الشعر الغنائي، أو سمعتموه من شادي العرب عبد الوهاب، ومطربة الجيل أم كلثوم، لرأيتم أو سمعتم أن معظم الأغنيات تدور معانيها حول العذرية، التي تسعى إليك، وعن يمينها نار الشوق، وعن يسارها روح الحرمان، وبين خطاها آهات وأنات، كأنما فيها كبد حرّى، وقلب مقتل، وروح مهمومة مهيمة. ومنها: ترديده دائما هذه العبارة: لولا مصر لذهب الدين من الوجود... إلى غير ذلك، كإلقائه التفرقة بين الطلاب الحجازيين والنجديين، وقوله: أنا أريد أن أبلبل أذهانكم، وأشككم، لتصلوا إلى اليقين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فإذا كان هذا يوجد من شخص واحد، ومع ذلك أقام سنوات يبث هذه الأشياء ولا يلغى انتدابه؛ بل ولا يشعر به، فكيف تكون الحالة إذاً، وأضرابه يعدون بالآلاف؟ أليس هذا مؤذنا بهلاك عاجل، أي هلاك؟!
إذا ما السور هدمه أناس وسيبهم ذووه فقد أعانوا
والله لذهاب الأرواح وفناء الأشباح، أيسر وأخف من هذه الأمور، التي تزيل العقيدة، وتذهب الأخلاق الحميدة، هذا ما حصل من ناحية واحدة من نواحي التعليم، وإن كانت هي أعظم مصيبة.
ولكن أضف إلى ذلك ما حصل في مناهج التعليم من التغيير والتبديل، وإضعاف العلوم الدينية والعربية؛ حتى أصبحت الآن هذه المواد قسمتها قسمة ضيزى بالنسبة لسائر الفنون المحدثة.
ولا شك أن فقد هذه العلوم مصيبة كبرى ورزية عظمى; إن التعليم بدونها يعتبر خطراً عظيماً على هذا النشء، وهذه النابتة; وإنه لمما يخجل أن يسمع الطالب الذي يحمل الشهادة الابتدائية، يحاول أن يقرا شيئا من القرآن، فلا يستطيع من الخجل، لعدم معرفته له.
ومع ذلك تعتبر هذه السنة آخر مراحل التعليم بالنسبة للقرآن، فلا يدرس في المراحل المتوسطة، ولا في
الثانوية; فليت شعري متى يستطيع أن يقرأ القرآن، من هذه حاله؟! وهذا من أعظم الأسباب للابتعاد عنه، وعدم تأمله ومحبته، لأن من جهل شيئا أنكره.
وإذا كان هذا القرآن - وهو إنما يدرس عندهم نظرا مع ضبطه بالشكل - فكيف ببقية علوم الدين؟! [ وما ذاك إلا بسبب هذه الفنون المعوقة، كالرسوم، والأشغال، والرياضة البدنية، والألعاب الأخرى ]، مع وجود عوامل أخرى، كضعف المواد التي تمت إلى الدين والأخلاق بصلة، وعدم وجود المدرسين الأكفاء؛ بل الأغلبية من أولئك المشار إليهم سابقا، مما كان سببا في استياء أخلاق الشباب، وفساد طرايقهم وتغير فطرهم، كما هو مشاهد، ))
الرد
أظن الكلام أوضح من الشمس في كبد السماء ,, فأيُّ عاقل فَهِمَ النص , سيعلم يقيناً حجم الكذب والخداع واللعب على [ الدقون ]
المملكة السعودية , دولة امتازت عن جميع بلاد المسلمين باحتضانها للدعوة السلفية - ولله الحمد - , فكما أسلفنا الذكر أن الناس كانوا يتعلمون الدين من الكتاتيب ... فظهور هذه الفنون وكثرتها وانشغال الناس بها أدى إلى ترك الدين وجهل الناس بأبسط الأمور - كما هو حالنا الآن -
فأي منصف يعلم أن هذه الفنون وانشغال الناس بها كانت سبباً فيما حدث لنا من التلخف والجهل يديننا وأحكام شريعتنا ... فمن ضياع الوقت الإنشغال باللعب بالكرة أو الرسم - مع حرمته - , والإنشغال بالعمل الدنيوي على تعلم ما يجب من الدين بالضرورة .
مما ورد أيضاً في الموضوع :
{ عبد الله سليمان بن حميد: ( كثيراً ما نسمع كلمات حول تعليم البنات، وفتح مدارس لهن، وكنا بين مصدق ومكذب حتى تحقق ذلك رسميا، فاستغربنا هذا، وأسفنا له غاية الأسف... وإني أنصح لكل مسلم: أن لا يدخل ابنته أو أخته في هذه المدارس التي ظاهرها الرحمة، وباطنها البلاء والفتنة، ونهايتها السفور والفجور وسقوط الأخلاق والفضيلة )
إليكم النص كاملاً
(( وقال الشيخ عبد الله السليمان بن حميد ؛ نقد وتوجيه (1) [ حول تعليم البنات وفتح مدارس لهن]
[ كثيرا ما نسمع كلمات حول تعليم البنات، وفتح مدارس لهن، وكنا بين مصدق ومكذب؛ حتى تحقق ذلك رسميا؛ فاستغربنا هذا، وأسفنا له غاية الأسف ]، ولنا عظيم الأمل بحكومتنا السنية التي دستورها القرآن وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. أن يكون التعليم للبنت على المنهج الذي يقره الدين وتعاليمه، مع التمسك بالحجاب، وبالأخلاق الفاضلة، كما كان التعليم زمن السلف الصالح إلى يومنا هذا؛ وهي فاعلة إن شاء الله. والذي أثار الشعور، وأقلق النفس كلمة القصيم، بعنوان: تعليم البنت، بعددها 26 الصادر في 6/12/1379?.
تلك الكلمة يظهر منها تحسين ما قبح الله، ومخالفة ما شرعه، وصريحة بشن الغارة على رجال الدين، حيث سماهم عقبة كأداء.
نعم، إن رجال الدين عقبة كأداء، دون التعليم الذي يعود وبالا على الأمة والبلاد، وحربا على الفضيلة والأخلاق، بالتبرج والسفور؛ وعاقبته الانحلال والفجور.
ويرون وجوب تعليم المرأة ما يجب عليها من أمور دينها؛ ولم يزل المسلمون يعلمون نساءهم تحت الستار والحجاب، من زمن الصحابة إلى يومنا هذا; والكاتب يعلم أن كل بيت ما يخلو - بحمد الله - من قارئة للقرآن أو بعضه، وكل بلد ما يخلو من معلمة أو معلمات.
وإنما يقصد بالتعلم، الذي هو مجاراة الأمم المنحلة عن الدين، كما يدل عليه قوله: ويعوضنا ما فات، ويهيئ لنا التقدم بشطري الأمة، فيكون التعادل، ويكون التماثل، ويكون الانسجام... إلى أن قال: ويجعلها تطير إلى أهدافها بجناحين متكافئين، كل واحد منهما يؤدي واجبه على أحسن وجه وأكمله، جناح البنين وجناح البنات، إلى آخر مقاله.
لا شك أن هذا الكلام خلاف ما شرع الله ورسوله، ودرج عليه المسلمون والعرب في جاهليتها، وضد حكمة الله في خلقه؛ فالله فضل الرجل على المرأة، وجعله
القائم عليها; وجعل له من الحقوق مثل ما لها، وجعل شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين، وفضله في الدية وغير ذلك مما يطول عده. وقال الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى: "ناقصات عقل ودين"، وأمرها الله بالحجاب كما في القرآن العظيم، وفي سنة رسوله أكثر من أن يحصر، والحجاب شرع للمرأة، حفظا لها من عبث الرجل وفتنة المحتال.
قال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [سورة الأحزاب آية: 32]، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" ، وقال: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". ومع الحجاب وشدة الحكومة - أيدها الله - على أهل الفساد، نرى ونسمع مرضى القلوب يتابعون النساء في الشوارع والمنعطفات، ويقفون لهن على الأبواب، وفي الأماكن المظلمة، ويتسلقون عليهن الجدران.
فكيف إذا حصل السفور والاختلاط؟ وتمكن الذئب من الغنم؟ مع ضعف الدين وقوة سلطان الشر، وكثرة أهله؟! اللهم سلم; هناك يظهر الشر من خبثاء النفوس، والذين في قلوبهم مرض.
إن المرأة عورة، وتعليمها على الصفة التي يريدها المفكرون والباحثون - كما زعم الكاتب - مصدر انحطاط
الأمة وسقوطها في الهاوية، وهل مصيبة على المسلمين أعظم من تمرد المرأة؟ وخروجها عن تعاليم دينها، وآداب شرعها وعوائد قومها، وإباحة السفور لها؟! وهل غزا الأجانب البلاد المجاورة، إلا بسقوط الأخلاق؟! وبتعليم المرأة حصل التبرج، وبتعليمها مزقت الحجاب، وكشفت عن الساق والفخذ، والرأس والصدر، فصرفت لها الأنظار، فثارت الشهوة، فضعفت الرجولية، وماتت الغيرة والحمية، وهلك الشباب بذلك.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
[ وإني أنصح لكل مسلم أن لا يدخل ابنته أو أخته في هذه المدارس التي ظاهرها الرحمة، وباطنها البلاء والفتنة، ونهايتها السفور والفجور، وسقوط الأخلاق والفضيلة ]؛ ومن لم يتعظ ويعتبر بما يرى ويسمع في البلاد المجاورة فلن يعظه شيء {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [سورة النور آية: 40]
المفهوم من خلال الكلام المنقول - المبتور - : أنَّ الشيخ رحمه الله تعالى يعارض تعليم البنات , ويذمُّه ؛ كما هوَ مقصِدُ الناقل ... لكن لو قرأ مقال الشيخ كاملاً لَمَا فَهِمَ هذا الفهم السقيم , إذ أنَّ الشيخ يقول في مقالته حاثاً على تعليم البنات مع التزامهنَّ : (( ولنا عظيم الأمل بحكومتنا السنية التي دستورها القرآن وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. أن يكون التعليم للبنت على المنهج الذي يقره الدين وتعاليمه، مع التمسك بالحجاب، وبالأخلاق الفاضلة، كما كان التعليم زمن السلف الصالح إلى يومنا هذا؛ وهي فاعلة إن شاء الله ))
فهل يُفهم من كلام الشيخ معارضته لتعليم البنات ؟
يقول قائل : إذن لماذا رحمه الله يتكلم عن تعليم البنات بهذا الأسلوب - مع إقراره به - ؟
الجواب : أن الشيخ لا يُعارض تعليم البنات - كما أثبتنا - , وإنما يعارض ما طرأَ على تعليم البنات من الأخطاء والأخطار التي تؤدي إلى السفور والإنحلال شيئاً فشيئاً , حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه , وهذا ما لا يرضاه أيَّ مسلم لبناته أو بنات المسلمين - فضلاً عن الشيخ رحمه الله - !!
أيضاً لمن قرأ النص : يُفهم منه أنَّ الشيخ يرد فيه على دعاة مساواة المرأة بالرجل !! وهذا لعَمْرُكَ في القياسِ بديعُ ..!! والدليلُ :
قول الله تعالى : { وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } , وبقية ما سرده الشيخ رحمه الله من الأدلة في مقالته ,,,
ثم إنَّ المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان , فهي محلُّ فتنة للرجال ... فجلوسها في بيتها مصلحة عظيمة , لكن قد تحتاج المرأة إلى بعض التعليم الدنيوي كــ تدبير شؤون منزلها , ورعاية أولادها وتربيتهم , وكيفية التعامل مع زوجها , أو دخولها في طب معين كتوليد النساء - للحفاظ على عورات نساء المسلمين - فهذا طيب
أما أنها تدخل مع الرجال في كل مضمار , وتُجَاريهم وتنافسهم فهذا يولِّد مفسدة لا يعلم إلا الله بقدرها , وما نعانيه نحنُ اليوم خير شاهد على كلامي والله المستعان
وفيما سيأتي أكثر توضيحاً
ورد في الموضوع :
{ (فجانا خبر فادح ومصيبة عظيمة، وطامة كبرى، ألا وهي: فتح مدارس لتعليم البنات... أيها المسلمون: يا أهل الغيرة والأنفة، اسمعوا لهذا التصريح الشنيع الذي يقصد منه.. مجاراة الأمم المنحلة في تعليم بناتكم الحساب والهندسة والجغرافيا، ما للنساء وهذه العلوم، تضاف إلى ما يزيد عن أحد عشر درساً غالباً لا فائدة فيها، إنها لمصيبة وخطر على مجتمعنا. إن تعليم المرأة... خطر عظيم على المجتمع، ومصيبة لا تجبر، وعاقبته سيئة؛ إن تعليم المرأة سبب لتمردها، وهن ناقصات عقل ودين) }
إليكم النص كاملاً
(( وقد عارض بعض المسلمين في تعليم المرأة بهذه الصفة، خوفا من فتنتها، وحذرا من ضررها على المجتمع، في المستقبل بعد مدة.
وألفت نظر ولاة الأمور، إلى أنه لا مانع من توسيع تعليم المرأة على المنهج الذي يقره الدين وتعاليمه، مع التمسك بالحجاب، وبالأخلاق الفاضلة، وكما كان التعليم زمن السلف الصالح، مثل تعليمها التوحيد، والطهارة، والصلاة، وأحكام الحيض والنفاس، وأمور دينها الواجب عليها، وكتربية أولادها، وتدبير منْزلها، وغير ذلك من الأمور النافعة لها؛ وهذا فيما يظهر ونظن، هو هدف الحكومة - أيدها الله - ورغبتها. ولذا جعلوها منوطة بالمشائخ، وقد عينوا برياستها شيخا منهم، مؤملين فيه السير بمدارس البنات على الهدف المنشود؛ ولكن يا للأسف! بأول سنة شوهد تبدل الأمر، وسوء الحال: فقد نشرت جريدة البلاد، بعددها 703 في 3/2/1380? مقالا للرئيس المذكور، يتضمن عزمه على إدخال مواضيع الحساب، والهندسة، والجغرافيا، بمناهج مدارس البنات، في السنة الدراسية القادمة؛ لأن هذه المواضيع لم تكن تدرس في هذه السنة.
هذا وقد صرح الرئيس العام لمدارس البنات بأن منهاج مدارس البنات يتألف من خلاصة مناهج التعليم بالجمهورية العربية المتحدة... إلخ. كما وقد سمعنا أنهم سيجلبون معلمات صالحات، من سورية ولبنان ومصر، فيا ليت شعري أن الرئيس يبين هذا الصلاح في تلك النسوة، التي سيجلبهن من الخارج للتعليم في هذه المملكة. بل إن الصالحات منهن سافرات مائلات مميلات، وكأنه لا يوجد في المملكة العربية معلمات صالحات لتعليم الدين النافع، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
[ أيها المسلمون، يا أهل الغيرة والأنفة، اسمعوا لهذا التصريح الشنيع الذي يقصد منه إرغام أهل الخير، ومجاراة الأمم المنحلة، في تعليم بناتكم الحساب، والهندسة، والجغرافيا، ما للنساء وهذه العلوم، تضاف إلى ما يزيد عن أحد عشر درسا، غالبا لا فائدة فيه؟ إنها لمصيبة وخطر عظيم على مجتمعنا. إن تعليم المرأة ] على هذه الصفة، هو مصدر انحطاط الأمة، وسقوطها في الهاوية، إن هذا التعليم سبب لتمرد المرأة، وخروجها عن تعاليم دينها، وآداب شرعها، وعوائد قومها الصالحة، وسفورها، وتبرجها، واختلاطها مع الأجانب؛ والسفور مدعاة إلى الفجور، وفتنة الاختلاط كبيرة.
وقد أجمع العقلاء على أن المرأة مطمع نظر الرجل ومثار شهوته، وأن الاختلاط مثير للشهوة جالب للفتن، سبب لفعل ما يكرهه الله. وهل حدث ما تعلمون أو تسمعون عنه في البلاد المجاورة من تمزيق الحجاب وكشف الساق والفخذ والرأس، وفتح بيوت البغاء، والسينما، والرقص والخلاعة، إلا بعد التعليم المزعوم ثقافة؟!.
وقد انتقد بعض القراء كلمتي السابقة عن مدارس البنات، متباعدين وقوع ما أشرت إليه؛ ولعلهم الآن عذروا، بعدما رأوا وسمعوا عن لباس البنات الخاص بالمدرسة، وركوبهن الأتوبيسات سافرات؛ وليس الخبر كالعيان.
أيها المسلمون، إن أفراخ الإفرنج الذين تغذوا بألبانهم، وتثقفوا بتعاليمهم، يريدون من تعليم المرأة مشاركتها للرجل في المكاتب، والمباسط، والمعامل، والمدارس، كما صرحوا به في عدة مقالات معروفة، فقد خسرنا الغالب من أبنائنا نتيجة هذا التعلم الفاسد.
فهم لا يقدرون أبا، ولا يحترمون أما، ولا يرحمون أخوة، ولا يؤدون واجبا إلا وهم كارهون؛ يحبون الشر، ويقلدون الكفرة، ويتشبهون بالمجوس، ويبغضون الخير وأهله، ويتنقصونهم، فالله المستعان.
ولم يقفوا عند هذا الحد، بل يريدون ويحاولون إخراج البنات من أكنانهن ليكشفوا حجابهن، وليتمكنوا من التمتع بهن، بحيلة هذا التعليم المزعوم. والعجب العجاب: حصول هذه الأمور الهدامة، التي هي هدم للأخلاق، وخروج عن الشريعة، ومحادة لله ولرسوله، وللمسلمين، ولا نرى المنتسبين إلى العلم والمتصفين بالشهامة والرجولة يهمهم ذلك. فأين الغيرة يا أهل الإسلام؟! غزاكم أعداء الإسلام في بيوتكم، وأفسدوا الكثير من أبنائكم، ويحاولون إفساد البنات، وأنتم ساكتون! ما هذا السكوت والطمأنينة، والركود والإخلاد؟! أجهلتم هذا؟! أم تساهلتم به؟ فإنه والله عظيم! كيف بعد التستر والحجاب، والحفظ والصيانة يكون السفور والخلاعة، في بلاد نشأ أهلها على فطرة الإسلام، وعبادة الله وحده، وتحكيم شرعه، ودستورها القرآن؟! إنها لمصيبة عظيمة!
أيها المسلمون، كونوا على حذر، وتنبهوا لهذه الأخطار، وتكاتفوا، وتعاونوا في السعي، بمراجعة المشائخ والحكومة، وبيان الحقائق لهم، لإغلاق ما فتح من هذه المدارس التي فتحت لتعليم البنات على المنهج الحديث.
فهي مدارس ظاهرها الرحمة، وباطنها البلاء والفتنة، ونهايتها السفور والفجور، فإن لم تدركوا الحصول على إغلاقها، فلا تقبلوا فتحها في بلاد لم تفتح فيها؛ فإن تساهلتم حل بكم ما حل بغيركم، وستندمون وقت لا ينفع الندم.
[ إن تعليم المرأة على هذا المنهج - أي المؤدي إلى السفور والانحلال - خطر عظيم على المجتمع، ومصيبة لا تجبر، وعاقبته سيئة; إن تعليم المرأة سبب لتمردها، وهن ناقصات عقل ودين] ؛ لذا أوجب الله على المكلفين من العبادات ما هو معلوم.
وخص المرأة - وهو العليم الحكيم - بوجوب الحجاب في عدة آيات من القرآن، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم معلوم مشهور، فلا نطيل بذكر ما ورد في ذلك.
ونهى الشارع عن سفر المرأة وحدها، وحرم الخلوة بالأجنبية، إبعادا للتهم، وكان أهل الجاهلية، يئدون البنات خشية العار، فيلحقهم عارها. وبيتعليمها ستسافر وحدها، وتخلو بزميلها أو معلمها، وتذهب بعض الليل بعيدة عن أهلها باسم الدراسة والمذاكرة، أو تبيت عند غير أهلها، ولا يكون لوليها عليها أمر.
فالله الله عباد الله، في مقاومتها وردها، وعدم قبولها؛ فإنه لا يرضى بهذه المدارس، إلا من لا غيرة عنده، ولا رجولة ولا دين. والغالب أن الراضين بها والمستحسنين لها من دعاة الفجور، نعوذ بالله من موجبات غضبه. والقصد مما ذكرنا: النصيحة لإخواننا المسلمين، وأداء الواجب، وبراءة الذمة؛ والله يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، إنه جواد كريم؛ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ))
الرد
سؤال لكل عاقل منصف : هل تعتقد - بعد قرآءتك للمقال أنَّ الشيخ يقصد تعليم البنات بالآداب والأخلاق ؟
قطعاً الجواب : لا , لأن الشيخ يقول في المقال الأول : (( ولنا عظيم الأمل بحكومتنا السنية التي دستورها القرآن وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. أن يكون التعليم للبنت على المنهج الذي يقره الدين وتعاليمه، مع التمسك بالحجاب، وبالأخلاق الفاضلة، كما كان التعليم زمن السلف الصالح إلى يومنا هذا؛ وهي فاعلة إن شاء الله ))
وأيضاً في هذا المقال الثاني : (( وألفت نظر ولاة الأمور، إلى أنه [ لا مانع ] من توسيع تعليم المرأة على المنهج الذي يقره الدين وتعاليمه، مع التمسك بالحجاب، وبالأخلاق الفاضلة ))
فأيُّ فهم سقيم فهموه ؟!
ثم إن كلام الشيخ عن المواد الدراسية للبنات من حساب وجغرافيا ووو , قام على أصل وهو : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } ... وقد بينَّا سابقاً أنَّ المرأة أو البنت قد تستفيد من هذه المواد - ولا ننكر ذلك - إلا أنَّ المفسدة أعظم , فنقدم المصلحة على المفسدة
نعم تحتاج المرأة إلى تعلم ما يكفيها من الحساب , وغيرها من المعلومات ,, لكن ليس بالشكل الذي نراه اليوم من مشاركة المرأة للرجل في الحياة العامة ..!! والله المستعان
وللإستزادة راجع كتاب : { مجموعة رسائل لسماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله } طبع ونشر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية
وهذه اعترافات بعض المجرِّبات لتلك الحياة ( حياة مساواة المرأة بالرجل ومشاركتها في الحياة العامة )
وقد قيل : الإعتراف سيِّد الأدلة
تقول : (( ( عيب أنتِ بنت) كلمةسمعناها كثيرا في طفولتنا ..ورددتها (أغلب العجائز) آنذاك .
كنا نرى الولد يحظى بكلأنواع المتعة من مأكل وملبس ولعب وسيارات ..كان قلبنا يحترق ..نريد أن نلعببـ الفريج ولكن الحكارة لنا بالمرصاد وكلمة عيب ..عيب .. كان كل شيء عيبا ،ولا نعرف ما معنى عيب ..وببراءة الطفولة سألت جدتي (كيف أصبح رجلاً) ؟فردت بدهاء (حِبي كوعك) والكوع هو العظم الذي يفصل الذراع عن الزند..
حاولنا مراراً مع بناتالفريج دون جدوى ..كبرنا وكبرت آمالنا وتطلعاتنا، نلنا كل شيء ..نهلنا منالعلم والمعرفة ما يفوق الوصف ..أصبحنا كالرجال تماماً ..نقود السيارة !! نسافر إلى الخارج !! نلبس البنطلون !! ..ارتدينا الماكسي الشبيه بالدشداشة ،والحجاب الشبيه بـ الغترة ..أصبح لنا رصيد في البنك ..أصبح لنا رجل يحميناويعطينا كل شيء دون قرقة أو نجرة ..وصلنا إلى المناصب القيادية واختلطنابالرجال ، ورأينا الرجل الذي أخافنا في طفولتنا .أصبحنا ـ نحن النساء ـرجالا وبدأت تعتري أجسادنا الأمراض، وأصبنا كما يصاب الرجل نتيجة تحملالمسؤولية بـ السكر وتصلب الشرايين ..بدأ الشيب يغزو الشعر الأسود ..وبدأالشعر الكثيف الذي كأنه ليل أرخى سدوله بالسقوط ..وبدأت الصلعة تظهر نتيجةالتفكير والتأمل والذكاء !! الرجل كما هو ..والمرأة غدت رجلا تشرف علىمنزلها وتربي أطفالها وتأمر خدمها ..وتقف مع المقاولين وتقابل الرجال فيالعمل ..وكثرت هذه الأيام ظاهرة العقم عند النساء ، وعن سؤال وجه لاختصاصيكبير في الهرمونات قال : إن هناك تزايدا في هرمونات الذكورة عند النساء فيالكويت وقد يكون سببها البيئة !! ..هذه حقيقة ذكرها طبيب عريق في مجالالعقم وبعد أن نلنا كل شيء ..وأثلجت صدورنا انتصاراتنا النسائية على الرجالفي الكويت أقول لكم بصراحتي المعهودة : ( ما أجمل الأنوثة) وما أجملالمرأة ..المرأة التي تحتمي بالرجل ، ويشعرها الرجل بقوته، ويحرمها منالسفر لوحدها ويطلب منها أن تجلس في بيتها ..تربى أطفالها وتشرف علىمملكتها وهو السيد القوي ..نعم أقولها بعد تجربة ..أريد أن أرجع إلى أنوثتيالتي فقدتها أثناء اندفاعي في الحياة والعمل ..إن الذكاء نقمة في بعضالأحيان ، وأغلب الأمراض الحديثة نتيجة ذلك ..وما أجمل الوضع الطبيعي لكلشيء ..لقد انفتح المجال أمامنا بشكل أتعبنا جميعا ..والآن ..لو تيسر لنافعلا وبالآلات الحديثة (حبة الكوع) فلن أفعل هذا العمل إطلاقا ..ولن أخبركمبالسر ، ولكن ساحتفظ به لنفسي
* وهذا اعتراف آخر للأديبة الكويتية (ليلى العثمان) حيثكتبت تقول :سأعترف اليوم بأنني أقف في كثير من الأشياء ضد ما يسمىبحرية المرأة ..تلك الحرية التي تكون على حساب أنوثتها ..وعلى حساب كرامتها ..وعلى حساب بيتها وأولادها ..سأقول : إنني لن أحمل نفسي - كما تفعلكثيرات - مشقة رفع شعار المساواة بينها وبين الرجل ..نعم أنا امرأة ..ثمتقول : هل يعني هذا أن أنظر إلى البيت- الذي هو جنة المرأة - على أنه السجنالمؤبد ، وأن الأولاد ما هم إلا حبل من مسد يشد على عنقي ..وأن الزوج ماهو إلا السجان القاهر الذي يكبل قدمي خشية أن تسبقه خطوتي ؟ لا ..أنا أنثىأعتز بأنوثتي ..وأنا امرأة أعتز بما وهبني الله ..وأنا ربة بيت ..ولا بأسبعد ذلك أن أكون عاملة أخدم خارج نطاق الأسرة ..ولكن - ويا رب أشهد - بيتيأولا ..ثم بيتي ..ثم بيتي ..ثم العالم الآخر ))
والحقُّ ما شهدت به الأعداءُ
والقصتان معروفتين بشكل كبير ... على الشبكة أو في الكتيبات كـ كتيب ( خطوات نحو النور ) لعبدالله بن عبدالعزيز العيدان
جاءَ في الموضوع :
{ كتب مجموعة من كبار مشايخ الوهابية إلى الملك يشكون أمورا كثيرة فظيعة بنظرهم! وقالوا له ( وأعظم ما ننصحك به عما رأيناه وسمعناه من المنكرات الفظيعة الشنيعة التي تنقص الإسلام والدين: اللباس الذي هو شعار الإفرنج والترك والأعاجم، ولم يعهد عن الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام تخصيص جندهم بلباس خاص، غير اللباس المعتاد للرعية )! ورأوا أن (كل زي اختص به الكفار يحرم على المسلمين استعماله وموافقتهم فيه) (لأن اتخاذه واستعماله ينقص دين المسلم وهو محرم والمشابهة توجب التأثير في المشابه به) الخ. ومن الأمور التي اشتكوا منها (تعليمات الجند، التي هي من زي المشركين، والأعاجم، وكذلك المزيكة والبرزان التي طقت هذا الأيام في العود كل عصرية... وهي كلها من شعائر الإفرنج والترك والأعاجم الذين هم أعداء هذه الملة الإسلامية).. وتابعوا: (نحن نبرأ الى الله أن نوافق على هذه الأفعال وعدم السكوت عن الإنكار، والبراءة منها ظاهراً وباطناً، ونبرأ الى الله من فعلها وإقرارها لأن إقرارها من إقرار شعار الكفر والشرك }
النص كاملاً كما في الدرر السنية
(( قال المشائخ، رحمهم الله: بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد اللطيف، وصالح بن عبد العزيز، ومحمد بن إبراهيم، إلى: جناب عالي الجناب، حضرة الإمام: عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، سلمه الله تعالى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وموجب الكتاب، هو: النصيحة لكم، والشفقة عليكم، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قالها ثلاثا، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
[ وأعظم ما ننصحك به، عما رأيناه وسمعناه، من المنكرات الفظيعة الشنيعة التي تنقص الإسلام والدين.
منها: اللباس الذي هو شعار الإفرنج، والترك، والأعاجم، ولم يعهد عن الصحابة والتابعين، وأئمة الإسلام تخصيص جندهم بلباس خاص، غير اللباس المعتاد للرعية ]؛ ولما أحدث بنو العباس السواد، أنكر عليهم العلماء، الإمام أحمد وغيره.
وذكر شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم، في مخالفة أصحاب الجحيم: أن تغيير اللباس بسواد، أو غيره، خلاف ما عليه المسلمون، وأنه من البدع والمنكرات.
و[ أن كل زي اختص به الكفار، يحرم على المسلمين استعماله وموافقتهم فيه ] ؛ وكل شيء مختص بالكفار، من لباس وغيره، يحرم اتخاذه واستعماله, [ لأن اتخاذه واستعماله ينقص دين المسلم، وهو محرم، والمشابهة توجب التأثير في المشابه به ]، ذكر ذلك شيخ الإسلام.
ومنه: [ تعليمات الجند، التي هي من زي المشركين، والأعاجم، وكذلك المزيكة، والبرزان، التي طقت هذه الأيام في "العود" كل عصرية، ] وصار الناس والعوام والنساء يذهبون إليها ويحضرونها .
[ وهي كلها من شعائر الإفرنج، والترك، والأعاجم، الذين هم أعداء هذه الملة الإسلامية ]، ولم يعهد عند أحد من أئمة الإسلام المتقدمين والمتأخرين، الذين هم القدوة; وليس القدوة قوانين الإفرنج والترك والأعاجم، ولا التشبه بهم من دين الإسلام.
وآخر من نصر هذه الدعوة وقام بها، أوائلكم وأوائلنا، رحمهم الله; وذلك ما يقارب القرنين، لم يفعلوا شيئا من هذه الأمور، لأنهم يعتقدون تحريم مشابهة المشركين في كل شيء.
وأنت حفظك الله، الواجب عليك مراقبة الله وخوفه، وعدم الخروج عن المشروع، والاقتداء بالسلف الصالح; وأولئك الذين أيد الله بهم هذا الدين، إنما لباسهم وجندهم البياض المعتاد بوطنهم.
ولم يخصوا جندهم بلباس، وزي من زي الأعاجم، وغيرهم من أعداء الدين، وهذه دسيسة ممن يريد كيد الإسلام وأهله، يريدون بها تمرين الناس، وعدم وحشتهم ممن رؤيت عليه واستعملها.
وذكر شيخ الإسلام أن المشابهة في الأعمال الظاهرة تجر إلى الموافقة في الأعمال الباطنة قسرا. ولا حملنا على هذه النصيحة، إلا خروج من عهدة الكتمان، وبراءة لنا يوم نقف بين يدي الديان.
[ ونحن نبرأ إلى الله أن نوافق على هذه الأفعال، وعدم السكوت عن الإنكار، والبراءة منها ظاهرا وباطنا، ونبرأ إلى الله من فعلها، وإقرارها، لأن إقرارها من إقرار شعار الكفر والشرك ].
فعليك بتقوى الله واغتنام الأعمال الصالحة قبل الوفاة، والأخذ بما ينجيك يوم الوقوف بين يديه، وليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال; وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم سنة 1358 هـ ))
تعليق
سبحان الله العظيم !! أُيُـنْكَرُ على مثل هذا الكلام أم يُشكر ؟!
لو كان ناقل الموضوع عارفاً بهذه المعاني الجليلة لاستحى من الإنكار على هذا الكلام ..!!
لأن هذا شيء لا يخفى على الصغير , فكيف بالكبير ؟!
ثم نؤكد على أن ليس القصد من كتابتهم للموضوع إلا تصيُّد أي شيء يفهمونه فهماً خاطئاً , فهم بذلك لا يبحثون عن الحق , والله المستعان
ولم يُكتب الموضوع إلا للقدح في علمائنا رحمهم الله - مع عدم عِصمتهم - , لكن هيهات ! فقد كشفهم الله وفضحهم بجهلهم ,, فكيف لعاقل الإنكارُ على مخالفة المشركين ؟؟
ويريد - الباتر للنصوص - أن يريك أنَّ علماء الوهابية - أهل السنة - يرون آراءً من عند أنفسهم , وأنَّ ما يقولونه ليس إلا هذيان وتعصب وتزمُّت ,, والدليل تعليقهم في الموضوع مثل : { ورأوا أن ( كل زي اختص به الكفار يحرم على المسلمين استعماله وموافقتهم فيه ) }
لكن نقولُ : يا جاهلاً كفاك فضحاً لنفسك ! فعلمائونا ما قالوا إلا ما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة - وسأعرض لك الأدلة في الرد -
لو كنتَ تَعلمُ ما أقولُ عَذَرْتَني ... أو كنتُ أجهلُ ما تقولُ عَذَلْتُكا
لكنْ جهلتَ مقالتي فعَذَ لْتَني ... وعلِمْتُ أنكَ جاهلٌ فعَذَرْتُكا
ولا أدري أيُّ عقيدة عندكم ؟ وأيُّ ولاء وبراء أنتم محتفظون به ؟ والله المستعان
الأدلة على حرمة مشابهة الكفار في أي شيء لهم
1- عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من تشبه بقومٍ فهو منهم )) أخرجه أبو داؤد وأحمد والحديث له شواهد يصل بها إلى الحسن
وإليكم بعض شروحات الحديث
قال شارح سنن أبي داؤد رحمه الله : (( ( من تشبه بقوم ) قال المناوي والعلقمي أي تزي في ظاهره بزيهم وسار بسيرتهم وهديهم في ملبسهم وبعض أفعالهم انتهى
وقال القارىء أي من شبه نفسه بالكفار مثلا من اللباس وغيره أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف والصلحاء الأبرار ( فهو منهم ) أي في الإثم والخير قاله القارىء
قال العلقمي أي من تشبه بالصالحين يكرم كما يكرمون ومن تشبه بالفساق لم يكرم ومن وضع عليه علامة الشرفاء أكرم وإن لم يتحقق شرفه انتهى , قال شيخ الاسلام بن تيمية في الصراط المستقيم وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم كما في قوله من يتولهم منكم فإنه منهم وهو نظير قول عبد الله بن عمرو أنه قال من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر ويقتضي تحريم أبعاض ذلك وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي يشابههم فيه فإن كان كفرا أو معصية أو شعارا لها كان حكمه كذلك
وقد روي عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن التشبه بالأعاجم وقال من تشبه بقوم فهو منهم وذكره القاضي أبو يعلى
وبهذا احتج غير واحد من العلماء على كراهة أشياء من زي غير المسلمين وأخرج الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من تشبه بغيرنا انتهى كلامه مختصرا
وقد أشبع الكلام في ذلك الإمام بن تيمية في الصراط المستقيم والعلامة المناوي في فتح القدير ثم شيخنا القاضي بشير الدين القنوجي في مؤلفاته )) المصدر : [ عون المعبود شرح سنن أبي داؤد - باب في لبس الشهرة - 11/51 ]
وقال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام بعد أن تكلم عن صحة الحديث : (( والحديث دال على أن من تشبه بالفساق كان منهم أو بالكفار أو المبتدعة في أي شيء مما يختصون به من ملبوس أو مركوب أو هيئة قالوا فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء منهم من قال يكفر وهو ظاهر الحديث ومنهم من قال لا يكفر ولكن يؤدب )) [ سبل السلام للصنعاني - باب الزهد والورع - 4/175 ]
وقال المناوي رحمه الله في فيض القدير : (( (من تشبه بقوم) أي تزيا في ظاهره بزيهم وفي تعرفه بفعلهم وفي تخلقه بخلقهم وسار بسيرتهم وهديهم في ملبسهم وبعض أفعالهم أي وكان التشبه بحق قد طابق فيه الظاهر الباطن (فهو منهم) وقيل المعنى من تشبه بالصالحين وهو من أتباعهم يكرم كما يكرمون ومن تشبه بالفساق يهان ويخذل كهم ، ومن وضع عليه علامة الشرف أكرم وإن لم يتحقق شرفه وفيه أن من تشبه من الجن بالحيات وظهر يصورتهم قتل وأنه لا يجوز الآن لبس عمامة زرقاء أو صفراء كذا ذكره ابن رسلان ، وبأبلغ من ذلك صرح القرطبي فقال : لو خص أهل الفسوق والمجون بلباس منع لبسه لغيرهم فقد يظن به من لا يعرفه أنه منهم فيظن به ظن السوء فيأثم الظان والمظنون فيه بسبب العون عليه ، وقال بعضهم : قد يقع التشبه في أمور قلبية من الاعتقادات وإرادات وأمور خارجية من أقوال وأفعال قد تكون عبادات وقد تكون عادات في نحو طعام ولباس ومسكن ونكاح واجتماع وافتراق وسفر وإقامة وركوب وغيرها وبين الظاهر والباطن ارتباط ومناسبة وقد بعث الله المصطفى صلى الله عليه وسلم بالحكمة التي هي سنة وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان مما شرعه له من الأقوال والأفعال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين فأمر بمخالفتهم في الهدى الظاهر في هذا الحديث وإن لم يظهر فيه مفسدة لأمور منها أن المشاركة في الهدى في الظاهر تؤثر تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين تعود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس فإن لابس ثياب العلماء مثلا يجد من نفسه نوع انضمام إليهم ولابس ثياب الجند المقاتلة مثلا يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم وتصير طبيعته منقادة لذلك إلا أن
يمنعه مانع ومنها أن المخالفة في الهدى الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف على أهل الهدى والرضوان ومنها أن مشاركتهم في الهدى للظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز ظاهرا بين المهدبين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين الى غير ذلك من الأسباب الحكيمة التي أشار إليها هذا الحديث وما أشبهه.
وقال ابن تيمية : هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بأهل الكتاب وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم فكما في قوله تعالى * (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) [ المائدة : 51 ] وهو نظير قول ابن عمرو من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر يوم القيامة معهم فقد حمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر ويقتضي تحريم أبعاض ذلك ، وقد يحمل منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه فإن كان كفرا أو معصية أو شعارا لها كان حكمه كذلك )) المصدر : [ فيض القدير للمناوي - 6/135 ]
فهل الوهابية أتَوا بشيء جديد من عندهم ؟!
2- كَـتَبَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسلمين في أذربيجان أن : (( إياكم والتنعم وزي أهل الشرك )) أخرجه مسلم ( 2069 )
3- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأيى عليه ثوبين معصفرين فقال له : (( إنَّ هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها )) أخرجه مسلم ( 2077 )
4- وجاء عن في مسند ابن الجعد ( 1030 - 1031 ) عن عمر قوله : (( فائتزروا وارتدوا وانتعلوا وألقوا الخفاف والسراويلات , ..... وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل , وإياكم والتنعم وزي العجم ... )) وقد أخرجه أيضاً أبو عوانة في مسنده ( 5/456 - 460 ) وإسناده صحيح
5- وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه : (( لا يشبه الزي الزي , حتى تشبه القلوب القلوب )) أخرجه وكيع في الزهد ( 324 ) وهنّاد في الزهد ( 796 ) وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف
وفيما ذكرنها غناية وكافية لمن أراد الحق والتبصر
يقول في الموضوع :
{ محمد بن إبراهيم رأى أن (اللعب بالكرة الآن يصاحبه الأمور المنكرة، ما يقضي بالنهي عن لعبها) لما تنشأه من تحزّبات ولما بها (من الأخطار على أبدان اللاعبين) }
النص الأصلي
((
[ حكم الرياضة في الإسلام ]
أما السؤال: عن حكم الرياضة في الإسلام، فلا شك في جواز، أو استحباب، ما كان منها بريئا هادفا، مما فيه تدريب على الجهاد، وتنشيط للأبدان، وقلع للأمراض، وتقوية للأرواح.
فلقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سابق بالأقدام وسابق بين الإبل، وسابق بين الخيل، وحضر نضال السهام، وصارع مع إحدى الطائفتين، وطعن بالرمح، وركب الخيل مسرجة ومعراة، وصارع ركانة فصرعه.
وقد بسط الإمام ابن القيم رحمه الله بحث هذا في كتابه: "الفروسية" كما أشار رحمه الله في كتاب زاد المعاد، إلى أن ركوب الخيل، ورمي النشاب، والمصارعة، والمسابقة بالأقدام، كل ذلك رياضة للبدن، قالعة للأمراض المزمنة، كالاستسقاء، والقولنج.
ونص شيخه، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، على حكم الشرع في الكرة نفسها 1 فقال في باب السبق، في مختصر فتاواه: ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال، بحيث يستعان بها على الكر والفر،
والدخول والخروج، ونحوه، في الجهاد، وغرض الاستعانة على الجهاد، الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو حسن؛ وإن كان في ذلك مضرة بالخيل أو الرجال، فإنه ينهى عنه.
وبمناسبة الحديث عن الألعاب الرياضية، وتعريجنا على اللعب بالكرة، وإيرادنا ما ذكره الشيخ من النهي عن اللعب بها، إذا كان فيه مضرة بالخيل أو الرجال. يحسن أن نغتنم هذه الفرصة لنقول بأن [ اللعب بالكرة الآن يصاحبه من الأمور المنكرة، ما يقضي بالنهي عن لعبها ]، هذه الأمور، نلخصها فيما يأتي:
أولا: ثبت لدينا مزاولة لعبها في أوقات الصلاة، مما ترتب عليه ترك اللاعبين ومشاهديهم للصلاة، أو الصلاة جماعة، أو تأخيرهم أدائها عن وقتها؛ ولا شك في تحريم أي عمل يحول دون أداء الصلاة في وقتها، أو يفوت فعلها جماعة، ما لم يكن ثم عذر شرعي.
ثانيا: ما عن طبيعة هذه [ اللعبة من التحزبات ]، أو إثارة الفتن، وتنمية الأحقاد، وهذه النتائج عكس ما يدعو إليه الإسلام من وجوب التسامح، والتآلف والتآخي، وتطهير النفوس والضمائر من الأحقاد، والضغائن والتنافر.
ثالثا: ما يصاحب اللعب بها من [ الأخطار على أبدان اللاعبين ] بها، نتيجة التصادم والتلاكم، مع ما سبق ذكره، فلا ينتهي اللاعبون بها من لعبتهم في الغالب، دون أن يسقط بعضهم في ميدان اللعب مغمى عليه، أو مكسورة رجله أو يده، وليس أدل على صدق هذا، من ضرورة وجود سيارة إسعاف طبية تقف بجانبهم وقت اللعب بها.
رابعا: عرفنا مما تقدم، أن الغرض من إباحة الألعاب الرياضية، تنشيط الأبدان، والتدريب على القتال، وقلع الأمراض المزمنة، ولكن اللعب بالكرة الآن لا يهدف إلى شيء من مبررات إباحة الألعاب الرياضية.
وإن هدف إلى شيء من ذلك، فقد اقترن به- مع ما سبق ذكره- ابتزاز المال بالباطل، فضلا عن أنه يعرض الأبدان للإصابات، وينمي في نفوس اللاعبين والمشاهدين الأحقاد وإثارة الفتن .
بل قد يتجاوز أمر تحيز بعض المشاهدين لبعض اللاعبين، إلى الاعتداء والقتل، كما حدث في إحدى مباريات جرت في إحدى المدن منذ أشهر، ويكفي هذا بمفرده لمنعها، وبالله التوفيق )) اهـ .. من مجموع : الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ج/8
(1) الكرة: كثبة, معروفة; وهي: ما أدرت من شيء; وفي الصحاح, هي: التي تضرب بالصولجان; وفي التهذيب: الصولجان عصا يعطف طرفها, يضرب بها الكرة على الدواب. وانظر ما ذكره ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية ج/12 عن سيرة الملك نور الدين محمود زنكي بأنه كان يكثر اللعب بها... إلخ.
الرد
أظنُّ أني لا أحتاج للرد , فالشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله قد بيَّن سبب النهي عنها , بل إنَّ سبباً واحداً من هذه الأسباب يقضي بمنعها لأي عاقل - فضلاً عن عالم - .. فمن الأمور المنكرة المشاهدة - والتي لا يُنكرها إلا متعالٍ - : ضياع الصلوات بالنسبة لللاعبين أو المشاهدين في الملعب أو خلف الشاشات , والأضرار البدنية الناتجة عن ذلك ؛ فمن يلاحظ الأخبار الرياضية يسمع أنَّ اللاعب الفلاني لن يلعب في المباراة القادمة بداعي الإصابة , بل قد تحدث الوفاة بسببها - بقدر الله - كما حدث بالفعل ! والله سبحانه وتعالى يقول : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } .. والنبي عليه الصلاة والسلام قال : (( لا ضرر ولا ضرار )) أخرجه ابن ماجه وغيره , ومن الأمور كذلك : التحزبات التي تحصل للمشجعين - وما أكثرها وأسوأها - , وما حادثة مباراة مصر والجزائر عنكم ببعيد .. فهذه الكرة الآن تنشر البغض بين أبناء الأمة الإسلامية لأسباب تافهة ..!!
فعلماؤنا - ولله الحمد - عقلاء .. لا كبعض من يدَّعي العلم ويُفتي لأصحاب الكرة بجواز الفطر في شهر رمضان - وكأنَّ الصيام له - والعياذ بالله ! وبإباحة فوائد البنوك ! والله المستعان
ثم يقال : ( فتاوى وهابية تُضحك ) على نسج : ( رمتني بدائها وانسلت )
ورد في الموضوع : { عبد الله بن حميد يرى (الصور حرام بكل حال، سواء كانت الصورة في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها، وسواء ما له ظل أو ما لا ظل له) }
أيضاً
{ ويرى الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن فريان، أن التصوير داء عظيم ظهر وانتشر وحدث بسببه الشرك الأكبر في البشرية، واعتبره (الداء القتّال) الذي لا يقتل الجسد بل (يقتل الدين) }
{ وقال الشيخ متألماً (وأعظم من هذا وأطم إدخاله ـ أي التصوير ـ في التعليم، والنداء على المصورات بالبيع في المكاتب والدور والأسواق بل بعض الناس يحمل معه آلة التصوير بجيبه ويصور كلما أراد. فقد سهلت يا عباد الله طرق الفساد، فإنا لله وإنا إليه راجعون) }
الأصل كما في الدرر السنية
((
[ قول الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد في صور ذوات الأرواح الموجودة في السيارات والمجلات]
وقال الشيخ: عبد الله بن سليمان بن حميد، رحمه الله:
ومن المنكرات الظاهرة: صور ذوات الأرواح الموجودة في السيارات والمجلات وغيرها، فقد جاء الوعيد الشديد، في عظم وزر المصورين.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم" 3، وقال صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا عند الله، الذين يضاهئون بخلق الله".
وقالت عائشة رضي الله عنها "سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تلون وجهه، قالت: فقطعناه" وفي رواية: (ثم تناول الستر فهتكه).
وفي رواية: (قام على الباب ولم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهة، فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله ورسوله; وقال: "إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة"
وقد ورد الأمر بإتلافها، وطمسها إذا وجدت، فمنها قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: "أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته"، وقول علي لأبي الهياج: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته".
والأحاديث في تحريم الصور، والوعيد الشديد على المصورين والمتخذين لها، كثيرة.
قال العلماء رحمهم الله: سبب امتناع الملائكة من دخول البيت الذي فيه صورة: كونها معصية، وفيها مضاهاة لخلق الله، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله؛ فالمراد بالملائكة: ملائكة الرحمة والبركة والاستغفار.
[ فالصور حرام بكل حال، سواء كانت الصورة في ثوب، أو بساط، أو درهم، أو دينار، أو فلس، أو إناء، أو حائط، أو غيرها; وسواء ما له ظل، أو ما لا ظل له ].
ويؤيد التعميم: ما أخرجه الإمام أحمد، من حديث علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره، ولا صورة إلا لطخها" أي: طمسها، الحديث.
قال النووي: الأظهر أنه عام في كل صورة، لإطلاق الأحاديث، وأن الصور التي في المجلات، وعلى السيارات وغيرها، من ذوات الأرواح هي: منكر مما يجب على المسلمين إزالته.
وقرر العلماء: أنه يجب على من رأى الصور كسرها، ولا غرم ولا ضمان عليه; وإذا لم يقدر لضعفه، أو لخوفه فتنة، وجب عليه رفع خبرها إلى ولي الأمر، ولا تبرأ ذمته إلا بذلك ))
النص الآخر لكلام الشيخ ابن فريان رحمه الله
((
[ قول الشيخ عبد الرحمن بن فريان فيما ظهر وانتشر من التصوير لذوات الأرواح ]
وقال الشيخ: عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان، وفقه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وإن الله عز وجل يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة آية: 2] والبر هو: فعل الطاعات; والتقوى: ترك المعاصي; وقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [سورة آل عمران آية: 110].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
وقال أيضا في الحديث الصحيح: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ، ويروى في الحديث الآخر: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
ونحن نرى اليوم - مع الأسف الشديد - ضعف التعاون بين المسلمين، على الطرق الخيرية، وقلة التناصح من بعضهم لبعض، بل صار الأمر بالعكس؛ حتى فشت المنكرات، وكثرت المجاملات، والمداهنات.
ترى الكثير منا يمدح الإنسان بما ليس فيه، ويقره على مخالفته للسنة، لأجل الثناء الفاشل، ولأغراض دنيوية، وتقديم رضى الناس، وضعف المحبة والدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كيف تحولت الحال إلى هذه الغاية، وهذا الحد والنهاية؟! وقد تساهل بعض الناس بالنصوص الشرعية، التي تطبيقها هو صلاح البرية، وإهمالها هو عين الهلاك; قال الإمام مالك، رحمه الله: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
وإنه قد ساءنا ما قد ظهر بين المسلمين، وانتشر وكثر، وهو داء عظيم يجب علاجه، وهو: التصوير لذوات الأرواح؛ وقد [ كان بسببه حدث الشرك الأكبر في بني آدم ]، كما جاء في الأثر. فما هو العلاج لمكافحة هذا الداء؟
أيها المسلمون، [ هذا الداء القتّال، ولست أريد أنه يقتل الجسد، ولكن يقتل الدين ]، وقد نهت عنه النصوص الشرعية، وحذرت منه، ولعنت فاعله.
فقل لي بالله واصدق أيها المسلم، هل يجوز الرضى بمعصية رب العالمين؟ وقد علم من الشرع الشريف، أن الراضي بالمعصية كفاعلها، وأن السكوت مع القدرة دليل الرضى.
وقد ضلت قوم نوح عليه السلام، وحدث فيهم الشرك، بسبب التصوير، فهو من وسائل الشرك وذرائعه، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:?"{وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [سورة نوح آية: 23]:( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، لما هلكوا صور قومهم صورهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم".
وقال أيضا: (كانت عشرة قرون بين آدم ونوح عليه السلام، كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا، فبعث الله نبيه نوحا عليه السلام، يدعوهم إلى التوحيد).
وقد ترجم الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله في كتاب التوحيد، بابا في هذا الشأن، فقال: باب ما جاء في المصورين; وذكر بعض النصوص الواردة في ذلك.
منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:?
"ومن أظلم ممن ذهب
يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة" رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس عذابا يوم القيامة، الذين يضاهئون بخلق الله" متفق عليه.
ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صور صورة في الدنيا، كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ".
وروى مسلم في صحيحه عن أبى الهياج الأسدى، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته".
فكيف: أيها المسلمون هذه الأحاديث النبوية، وهذه المنشورات السماوية، تأمرنا بما ينفعنا، وتنهانا عن ما يضرنا، وتأمر بطمس الصور إذا وجدت، من أي شيء كانت على العموم ولم تفرق بين ما كان مجسدا له ظل، وبين ما ليس كذلك، من المنقوشة، والمكتوبة، والمخيوطة، والتصوير الضوئي، وحبس الظل الفوتوغرافي، وغير ذلك; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم، وبعث إلى الناس كافة، كما جاء في الحديث.
ولا تغتر أيها المسلم بمن تنطع بمعسول الكلام، وقام يحلل ويحرم، بغير دليل ولا برهان، بل بمجرد الرأي والهذيان، من بعض متعلمة هذه الأزمان، وأجاز الصور الضوئية، وجعل المنع خاصا بما له أجسام، سبحان الله! من أين هذا التفريق؟ ولم يجئ لا في سنة ولا قرآن.
وقال ابن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان
ومنتهى أمر هذا المغالط أنه لا يرى منع حتى الصور المجسدة; ويقول: هذه لعب أطفال، ونحو ذلك من الأعذار الباردة، التي غايتها إلغاء النصوص الشرعية، التي جاءت عن خير البرية، والعياذ بالله.
بل: لو تنـزّلنا مع المحلل للصور الضوئية جدليا، فيقال له: أليست علة المضاهاة بخلق الله، وعلة التعظيم موجودتين في الجميع؟
والله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [سورة الحشر آية: 7].
بل لا يستقيم الإسلام إلا بتحكيمه صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباعه، ويقول صلى الله عليه وسلم:"إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني: السنة.
بل على الرغم أنه جاء التنصيص على غير المجسدة، والتحذير منه، كما في قصة الستر الذي هتكه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه لما رآه، فقطعته عائشة، رضي الله عنها، بعد أن كانت قد جعلته سترا على الطاق النافذ في الحائط؛ وذلك مبادرة منها رضي الله عنها لما يرضي الله ورسوله.
وكذلك قصة دخوله صلى الله عليه وسلم الكعبة عام الفتح، لما رأى صورة إبراهيم وإسماعيل، قد صورهما المشركون في جدار الكعبة، فحكّها صلى الله عليه وسلم وقال عند ذلك: "قاتل الله المشركين، والله ما استقسما بالأزلام قط"؛ ثم دعا بماء فغسلها.
هذا حكمه صلى الله عليه وسلم في المكتوبة، والمنسوجة، وذلك قوله في المصورين؛ فما بال هذه الصور قد وجدت بيننا بكثرة، في بلدان المسلمين؟!
أين أوامر الإسلام ونواهيه؟! أين التطبيق لأوامر الشرع؟! قد صار الأمر إلى هذه الغربة، والمصورون قد فتحوا محلات للتصوير، بدون خجل أو حياء.
[ وأعظم من هذا وأطم: إدخاله في التعليم، والنداء على المصورات بالبيع في المكاتب، والدور، والأسواق; بل بعض الناس يحمل معه آلة التصوير بجيبه، ويصور كلما أراد. فقد سهلت يا عباد الله طرق الفساد، فإنا لله وإنا إليه راجعون ].
فيجب على المسلمين إنكار هذا المنكر، ولا يجوز لهم السكوت، ولا يغتر بفشوه ورواجه؛ فإن المنكر هو بحاله منكر، كما هو في الشرع. ولا يحلله كثرته ورواجه، ولا محبة البعض وارتكابه.
فإن بعض البلدان المجاورة، قد رأت ذلك ضروريا وأمرت به، وأجبرت عليه، وليس الأمر كذلك؛ فإن الناس لم يكونوا ضائعين قبل وجود هذه المعصية، من أول الرسل إلى آخرهم، وقبلهم وبعدهم؛ بل حصل الضياع والتلاعب، بعدما أهملت الأوامر السماوية.
فإنه لو كان في هذا الأمر خير، لأمر به خير البرية، قال صلى الله عليه وسلم: "لقد تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك". فالله المستعان.
فإذا أجبر الإنسان على شيء من ذلك، فإثمه على من أجبره، بشرط أن يكون كارها لذلك، فلا يصلي بالصورة معه، ولا ينصبها في مجلسه; وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة".
ولكن الآن انعكست الحال، وصارت بعض البيوت ملآنة من الصور والكلاب; وإذا نفرت الملائكة من البيوت، قرت بها الشياطين، فقلَّ أن تجد في بعض البلدان المجاورة، بيت ثري ورئيس، إلا وعنده الكلاب، تأكل معه- نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة -؛ وهذه حالة الإفرنج، ومن تشبه بهم.
فيا عباد الله، إن أعداءكم بذلوا أسبابهم لإفساد دينكم، وإفساد شبيبتكم، فبادروا لإنكار المنكرات، والتعاون على الخيرات، قبل أن تحل عليكم العقوبات.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سورة الرعد آية: 11] وقال: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [سورة الأنفال آية: 25].
وفي الحديث: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده" فجدِّدوا توبة صالحة، قبل هجوم الأجل.
هذه نصيحة لكم بذلناها، فإن قبلتموها فذلك المطلوب، وإلا فتبرأ الذمة، وهداية القلوب بيد علام الغيوب. وفق الله المسلمين، وولاة أمورهم، للخير; وصلى الله على محمد، وآله وصحبه وسلم ))
الرد
أجزم أن كلام الشيخين - عبهما رحمة الله - كلامٌ واضح جلي ,, وكلنا يعلم حرمة التصوير لمفاسدة - فضلاً - عن حكمهِ الشرعي ..
وقد أشبع الكلام في هذا الموضوع عدد كبير من علمائنا رحمهم الله وحفظ أحياءهم ,,
ولا أستطيع بسط الموضوع لنبحثه كاملاً
وإنما أحيلُ - مَنْ أراد - إلى هذا الكتاب القيم
(( إعلان النكير على المفتونين بالتصوير )) للشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله
وكذلك فتاوى اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله جميعاً
ملاحظه : الشيخ ابن عثيمين يجيز التصوير إذا لم يشتمل على محرم , كتصوير النساء أو اتخاذ الصور للذكرى وما شابه ( راجع فتاواه ورسائله رحمه الله تعالى )
وهنا نتنهي من الرد على موضوع الأخ - صوفي بصدق - هداه الله , والذي نقل لنا الموضوع من مستنقعات العصبية ورفض المُخالف
والموضوع لم يوضع إلى لتشويه صورة علماء اهل السنة والجماعة , لمَّا رأوا القبول العجيب لهم بين أوساط العامة قبل طلبة العلم
هذا وأسأل الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه ,, ومن باب بيان الحق والنصرة لعلمائنا الأفاضل جزاهم الله خيرا
وأسأل الله أن أكون ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة )) رواه الترمذي وصححه الألباني
وإنما هو جهد مقلّ
فإن أصبت فمِن الله وحده , وإن زللتُ وأخطأتُ فـمِنِّي والشيطان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
كتبه أخوكم / أبو هنَّاد الحضرمي الأثري - غفر الله له -