من إتُهم بقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخزاعي: له صحبة، وقد اختلف في إسلامه فقيل بعد صلح الحديبية وقيل في حجة الوداع. له حديثين لم يصرح بهما في السماع. قال العجلي في معرفة الثقات (2|174): لم يرو عمرو بن الحمق عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثين: حديث "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله"، وحديث آخر "من ائتمن على نفسه رجلا فقتله". وسائر ما يروى عنه من أحاديث غير هذين لا يصحان عنه. ولم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب والكلبي السبأي الكذاب وابن أَبي مِخْنَف الرافضي. وقد جاءت مرسلة عن رجل مجهول حدث عبد الكريم بن الحارث. وجاءت من مرسل صالح بن كيسان، ولا تصح فإن الراوي عنه عيسى بن يزيد لم يدركه. وجاءت من مرسل الزهري، ولا تصح فإن الراوي عنه عثمان بن عبد الرحمن ممن يضع الحديث. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة. و قد ثبت يقيناً أن ، فضلاً أن يكون قد أعان على قتله. فقدtأحداً من الصحابة لم يرض بما حلّ لعثمان ثبت عن الحسن البصري رحمه الله –و هو شاهد عيان كان عمره وقتها أربع عشرة سنة– عندما سُئِل «أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين و الأنصار؟». فقال: «لا! كانو أعلاجاً من أهل مصر» (تاريخ خليفة (ص 176) بسند صحيح). و كذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد. أخرجه ابن عساكر في تاريخه، ترجمة عثمان (ص408). و لكن عثمان أمرهم بعدم القتال و شدّد عليهم في ذلك. وهذا لا ينقض أن منهم محمد بن أبي بكر كما زعم بعض من شغب علينا. فإن هذا الأخير ليس من المهاجرين ولا من الأنصار ولا حتى من الصحابة أصلاً وإن كانت له رؤية، وإنما هو من التابعين. وكان الحسن البصري لا يسميه إلا الفاسق، كما روى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح. بل روى الخلال بإسناده، عن ربيع بن مسلم، قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: العنوا قتلة عثمان، فيقال له: قتله محمد بن أبي بكر، فيقول: «العنوا قتلة عثمان، قتله من قتله». الرد عبد الرحمن بن عديس البلوي: له صحبة، ولم يثبت أنه من أصحاب الشجرة، إنما أتى ذلك الخبر عن ابن لهيعة وهو شيعي شديد الضعف. وخبر كونه من قتلة عثمان إنما جاء من طريق الواقدي. لكن جاء في الإكمال لابن ماكولا (6|150): وقد ذكر الدارقطني: عبد الرحمن بن عديس البلوي وأخاه عبد الله، قال: وعبد الرحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فيمن سار إليه من أهل مصر. أقول: ولا نعلم ثبوت هذا الخبر عن الدراقطني، وعلى فرض ثبوته فيحتاج لمعرفة الإسناد الذي اعتمد عليه الدارقطني، فإن كان الواقدي فهو مردود. ثم ليس كل من ركب إلى عثمان كان يريد قتله، بل كثير منهم من كان يريد عزله فحسب. اجابة اخرى مفصلة: ((عبد الرحمن بن عديس البلوي ليس صحابي ولم يبايع الرسول في بيعة الرضوان. إن الدراسات التاريخية يجب أن تكون على ضوء الروايات الصحيحة، لذلك يجب علينا أن نثبت إن عبد الرحمن بن عديس البلوي من أصحاب بيعة الرضوان، قال الشيخ علي رضا: "لا شك أنك قد اطلعت على ترجمة البلوي في ((الإصابة))، وغيرها من كتب التراجم، فهل فاتك دراسة ذلك الإسناد الذي يدور عليه القول بأن البلوي هذا من أصحاب بيعة الرضوان؟ إن كان جوابك بالنفي، فأنا أجزم لك بأن الإسناد ضعيف لا تقوم به حجة فيما ادعيته بشأن عبد الرحمن بن عديس البلوي، و إليك البيان: أخرج البغوي من رواية عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن أبي الحصين بن أبي الحصين الحجري، عن ابن عديس مرفوعاً: "يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ؛ يقتلون بجبل لبنان والخليل". فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن، فسجنه بفلسطين، فهربوا من السجن، فأدرك فارس ابن عديس فأراد قتله، فقال له ابن عديس: ويحك! اتق الله في دمي؛ فإني من أصحاب الشجرة. قال: الشجر بالجبل كثير (!) فقتله. فلو صح هذا الحديث لم يكن فيه منقبة لابن عديس؛ بل العكس؛ فإنه كان فيمن قتل هناك. إلا أن الحديث لا يصح؛ فإن إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة؛ فإبه كان قد اختلط وساء حفظه؛ وليست الرواية عنه – ها هنا - من طريق أحد العبادلة الذين سمعوا منه قبل احتراق كتبه. وانظر (تهذيب التهذيب 2/411 – 414) .مؤسسة الرسالة. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الإسناد مضطرب كما هو ظاهر من الطرق التي ساقها الحافظ ابن حجر عن الحديث من (الإصابة 2/411)، رقم الترجمة 5163. وعليه فمن استدل بهذا الحديث على أن ابن عديس من أصحاب الشجرة فقد أخطأ. وكذلك فإن الجزم بصحبته فيه نظر؛ لعدم ثبوت ذلك بإسناد صحيح. ولعله من تساهل الذهبي قوله عن ابن عديس هذا: له صحبة وزلة. (توضيح المشتبه 6/199- 200)" اهـ. قلت: وقد ثبت عكس ما إدعيت بأن له صحبة، فقد قال الشيخ علي رضا: "روى ابن شبة في (أخبار المدينة 4/10) أثراً جيد الإسناد، فيه زَلَّةٌ وقعت لابن عيس هذا فقال: حثنا إبراهيم ابن المنذر، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال : حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، أنه سمع أبا ثور الفهمي – في الأصل: ((التميمي)) وهو تحريف – قال: قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبينما أنا عنده خرجت، فإذا أنا بوفد أهل مصر قد رجعوا، خمسين عليهم ابن عديس، قال: وكيف رأيتهم؟ قلت: رأيت قوماً في وجوههم الشر. قال: فطلع ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخطب الناس وصلى لأهل المدينة الجمعة، وقال في خطبته: ((ألا إن ابن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن عثمان بن عفان كذا وكذا، تكلم بكلمة أكره ذكرها، فدخلت على عثمان رضي الله عنه، وهو، محصور، فحدثته أن ابن عديس صلى بهم، فسألني ماذا قال لهم؟ فأخبرته، فقال: كذب والله ابن عديس، ما سمعها من ابن مسعود، ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط، ولقد اختبأت عند ربي عشراً، فلولا ما ذكر ما ذكرت، إني لرابع أربعة في الإسلام، وجهزت جيش العسرة، ولقد ائتمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابنته، ثم توفيت فأنكحني الأخرى، والله ما زنيت، ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام، ولا تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست بيميني ((ممنوع ))((ممنوع ))((ممنوع ))ي مذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مرت بي جمعة إلا وأنا أعتق رقبة مذ أسلمت، إلا أن لا أجد في تلك الجمعة، ثم أعتق لتلك الجمعة بعد". وهذا الإسناد جيد كما تقدم؛ فابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة كما هو ها هنا، وأبو ثور الفهمي؛ جزم بصحبته أبو حاتم و أبو زرعة الرازيان. ( الجرح والتعديل 9/315). ويزيد المعافري صدوق كما في (التقريب 7810). ثم بعد أن كتبت هذه السطور راجعت (معرفة الصحابة)- لأبي نعيم الأصبهاني، فوقفت على ما يـؤكد ضعف حديث عبد الرحمن بن عديس البلوي الآنف، وضعف ما يثبت صحبته؛ فقد روى أبو نعيم في (المعرفة 2/ورقة54/وجه أ) أثراً من رواية زيد بن الحباب, ثنا ابن لهيعة, حدثني يزيد بن عمرو المعافري, سمعت أبا ثور الفهمي يقول: "قدم عبد الرحمن بن عديس البلوي, وكان ممن بايع تحت الشجرة". فهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة, وليست الرواية عنه من طريق أحد العبادلة, ثم روى أبو نعيم(2/ق54/ا-ب). حديث: "سيخرج أناس من أمتي يُقْتلون بحبل الخليل"... وذكر القصة التي رواها البغوي كما تقدم. والإسناد ضعيف لعلة الاضطراب؛ بل هو وجهٌ من وجوه الاضطراب في السند الذي بيّنه الحافظ في (الإصابة), وذكر هناك أن حرملة- وهو صدوق –رواه عن ابن وهب؛ بإسناده, وفيه رجل مجهول لم يسمّ, ومن ذلك الوجه رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في (المعرفة والتاريخ 3/358)"اهـ. كنانة بن بشر: لم تصح له صحبة. قال ابن حجر في الإصابة (5\654): «وكان ممن قتل عثمان. وانما ذكرته لأن الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لأن له إدراكاً. وينبغي أن ينزه عنهما كتاب الصحابة». أقول: ليس كل من أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شاهده، فالإدراك شيء والصحبة شيء. وليس كل من شاهده هو صحابي، لأنه يشترط أن يكون عاقلاً واعياً. فالرؤية للصغير شيء وإثبات الصحبة شيء آخر. حكيم بن جبلة. قال ابن عبد البر في الاستيعاب: «أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. لا أعلم له من رواية ولا خبراً يدل على سماعه ومن رؤيته له». ************************************************************* أما عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي رضي الله عنه: لم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة. فقد أخرج ابن سعد في (الطبقات 3/64) وابن عساكر في (تاريخ دمشق 321-322) من طريق محمد بن عمر الواقدي الأثر وفيه: "... وكان رؤساؤهم أربعة: عبد الرحمن بن عديس البلوي، وسودان بن حمران المرادي، وابن البياع، وعمرو بن الحمق الخزاعي، لقد كان الاسم غلب حتى يقال: جيش عمرو بن الحمق..."، والواقدي متروك.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video