ذكرت في كتب التاريخ الطبري أو ابن عساكر من : طريق محمد بن عيسى بن سميع عن ابن ابي ذئب عن الزهري قال : قلت لسعيد بن المسيب : هل انت مخبري كيف كان قتل عثمان؟ قال:" قتل مظلوما ومن خذله كان معذوراً ومن قتله كان ظالماً وانه لما استخلف كره ذلك نفر من الصحابة فيستعتب فيهم فلا يعزلهم فلما كان في الست الحجج الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم وما أشرك معهم فولى عبدالله ابن ابي سرح فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه وقد كان قبل ذلك من عثمان هنات الى ابن مسعود وابي ذر وعمار فحنق عليه قومهم وجاء المصريون يشكون ابن ابي سرح فكتب اليه يتهدده فأبى ان يقبل وضرب بعض من أتاه ممن شكاه فقتله فخرج من أهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتله فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم فقام طلحة بن عبيدالله فكلم عثمان بن عفان بكلام شديد وأرسلت عائشة إليه فقالت تقدم إليك أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت إلا واحدة فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك ودخل عليه علي بن أبي طالب وكان متكلم القوم فقال إنما يسائلونك رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دما فاعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم منه فقال لهم اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فقال استعمل عليه محمد بن أبي بكر فكتب عهده وولاه وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح [ فخرج ] محمد ومن معه فلما كان على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بغلام أسود [ على بعير ] يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب فقال له أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ما قصتك وما شأنك هارب أو طالب فقال لهم أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر [ فقال له رجل هذا عامل مصر ] قال ليس هذا أريد وأخبر [ بأمره ] محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجلا فأخذه فجئ به قال مرة إليه فقال غلام من أنت فأقبل مرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين ومرة يقول أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر قال بماذا قال برسالة قال معك كتاب قال لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شئ يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح فجمع محمد من كان عنده من المهاجرين والأنصار وغيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه إذا أتاك فلان ومحمد وفلان فاحتل قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رأيي واحبس من يجئ إلي يتظلم منك ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء الله فلما قرءوا الكتاب فزعوا وأزمعوا فرجعوا إلى المدينة وختم محمد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه ودفع الكتاب إلى رجل منهم وقدموا المدينة فجمعوا طلحة والزبير وعليا وسعدا ومن كان من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ثم فضوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام وأقرؤهم الكتاب فلم يبق أحد من المدينة إلا حنق على عثمان وزاد ذلك من كان غضب لابن مسعود وأبي ذر وعمار حنقا وغيظا وقام أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فلحقوا بمنازلهم ما منهم أحد إلا وهو مغتم لما قرأوا الكتاب وحاصر الناس عثمان وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم وغيرهم فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة والزبير وسعد وعمار ونفر من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كلهم بدري ثم دخل على عثمان ومعه الكتاب والغلام والبعير فقال له علي هذا الغلام غلامك قال نعم قال والبعير بعيرك قال نعم قال فأنت كتبت هذا الكتاب قال لا وحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمر به ولا علم به قال له علي فالخاتم خاتمك قال نعم قال فكيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك لا تعلم به فحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به ولا وجهت هذا الغلام إلى مصر قط وأما الخط فعرفوا أنه خط مروان وشكوا في أمر عثمان وسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى وكان مروان عنده في الدار فخرج أصحاب محمد من عنده غضابا وشكوا في أمره وعلموا أن عثمان لا يحلف بباطل إلا أن قوما قالوا لن يبرأ عثمان من قلوبنا إلا أن يدفع إلينا مروان حتى نبحثه ونعرف حال الكتاب وكيف يؤمر بقتل رجل من أصحاب محمد بغير حق فإن يكن عثمان كتبه عزلناه وإن يكن مروان كتبه على لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان ولزموا بيوتهم وأبى عثمان أن يخرج إليهم مروان وخشي عليه القتل وحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء فأشرف على الناس فقال أفيكم علي فقالوا لا قال أفيكم سعد قالوا لا قال فسكت ثم قال ألا أحد يبلغ فيسقينا ماء فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملؤة فما كادت تصل إليه وجرح في سببها عدة من موالي بني هاشم وبني أمية حتى وصل الماء إليه فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله فقال إنما أردنا منه مروان فأما قتل عثمان فلا وقال للحسن وللحسين اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه وبعث الزبير ابنه وبعث طلحة ابنه وبعث عدة من أصحاب محمد أبناءهم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان ويسألونه إخراج مروان فلما رأى ذلك محمد بن أبي بكر ورمى الناس [ عثمان ] بالسهام حتى خضب الحسن بالدماء على بابه وأصاب مروان سهم وهو في الدار وخضب محمد بن طلحة وشج قنبر مولى علي فخشي محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن والحسين فيثيرونها فتنة فأخذ بيد الرجلين فقال لهما إن جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان وبطل ما نريد ولكن مروا بنا حتى نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم أحد فتسور محمد وصاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان ولا يعلم أحد ممن كان معه لأن كل من كان معه كانوا فوق البيوت ولم يكن معه إلا امرأته فقال لهما محمد مكانكما فإن معه امرأته حتى أبدأكما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجاه حتى تقتلاه فدخل محمد [ فأخذ ] بلحيته فقال له عثمان والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني فتراخت يده ودخل الرجلان عليه فتوجاه حتى قتلاه وخرجوا هاربين من حيث دخلوا وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها لما كان في الدار من الجلبة وصعدت امرأته إلى الناس فقالت إن أمير المؤمنين قد قتل فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان مذبوحا فانكبوا عليه يبكون وخرجوا ودخل لناس فرجدوه مذبوحا وبلغ علي بن أبي طالب الخبر وطلحة والزبير وسعدا ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم للخبر الذي أتاهم حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا فاسترجعوا وقال علي لابنيه كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب ورفع يده فلطم الحسن وضرب صدر الحسين وشتم محمد بن طلحة ولعن عبد الله بن الزبير وخرج علي وهو غضبان فلقيه طلحة فقال ما لك يا أبا الحسن ضربت الحسن والحسين فقال عليك وعليهما لعنة الله إلا أن يسؤوني ذلك بقتل أمير المؤمنين رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بدري لم تقم عليه بينة ولا حجة فقال طلحة لو دفع مروان لم يقتل فقال علي لو أخرج إليكم مروان قتل قبل أن تثبت عليه حكومة وخرج علي فأتى منزله وجاء الناس كلهم يهرعون إلى علي حتى دخلوا عليه داره فقالوا له نبايعك فمد يدك فلا بد من أمير فقال علي ليس ذلك إليكم إنما ذلك لأهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا فقالوا ما نرى أحدا أحق بها منك [ مد يدك ] نبايعك فقال أين طلحة والزبير فكان أول من بايعه طلحة بلسانه وسعد بيده فلما رأى ذلك علي خرج إلى المسجد فصعد المنبر فكان أول من صعد إليه طلحة فبايعه بيده ثم بايعه الزبير وسعد وأصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم نزل فدعا الناس وطلب مروان فهرب منه وطلب نفرا من ولد مروان وبني أبي معيط فهربوا منه وخرجت عائشة باكية تقول قتل عثمان وجاء علي إلى امرأة عثمان فقال لها من قتل عثمان قالت لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما إلا أن أرى وجوههما وكان معهما محمد بن أبي بكر وأخبرت عليا والناس ما صنع محمد فدعا علي محمدا فسأله عما ذكرت امرأة عثمان فقال محمد لم تكذب قد والله دخلت عليه وأنا أريد قتله فذكر لي أبي فقمت عنه وأنا تائب إلى الله تعالى والله ما قتلته ولا أمسكته فقالت امرأته صدق ولكنه أدخلهما" رواها ابن عساكر الجزء39 صفحة 419تاريخ دمشق لابن عساكر ورواها كذلك الطبري بسند أشد ظلمة: قال الامام الطبري :حدثني جعفر، قال: حدثنا عمرو وعلي، قالا: حدثنا حسين، عن أبيه، عن محمد بن السائب الكلبي، قال: إنما رد أهل مصر إلى عثمان بعد أنصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم، وأن يصلب بعضهم" وذكرنا القصة بتفاصيلها لنتلمس فيها امور سنذكرها بعد ايستفاء الكلام على رجال سندها محمد بن عيسى بن سميع: محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو سفيان القرشي مولى معاوية بن أبي سفيان قال ابن عدي محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقي القرشي يكنى أبا سفيان قال ابن عدي هذا هو الصواب وقد نسبه في حديث الهيثم بن مروان ضعفه الذهبي في الكاشف وابن حجر في تقريب التهذيب وقال في تهذيب التهذيب ان البخاري قال : يقال انه لم يسمع من ابن ابي ذئب هذا الحديث ويقصد حديثه عن الزهري في مقتل عثمان رضي الله عنه وأرضاه وقال أبو حاتم بن حبان فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه هو مستقيم الحديث إذا بين السماع في خبره فأما خبره الذي روي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قتل عثمان لم يسمعه من ابن أبي ذئب سمعه من إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله عن ابن أبي ذئب فدلس عنه وإسماعيل ضعيف قال ابن حبان ك" خبره الذي روى فيه عن ابن ابي ذئب عن الزهري عن سعيد قصة مقتل عثمان ( بطولها ) لم يسمع من ابن ابي ذئب بل سمعه من اسماعيل بن يحى عن ابن ابي ذئب فدلس عنه واسماعيل واه قال صالح بن محمد فقال محمود ابن ابنة محمد بن عيسى هو في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله عن ابن أبي ذئب قال صالح وإسماعيل بن يحيى هذا يضع الحديث قال وهو ابن يحيى ابن عبيد الله الذي يروي عن أبيه عن أبي هريرة تلك الأحاديث الذي يروي عنه يعلى بن عبيد الطنافسي وقال عنه الدارقطني :" متروك كذاب " وقال ابن حبان :" واهي الحديث " وقال الحاكم :" ذاهب الحديث" واتهمه البعض بوضع الحديث وصرح ابنه بان اباه لم يسمع هذا الحديث من ابن ابي ذئب قال " إنما هو في كتابه عن أبي عن قاص عن أحمد بن عدي قال سمعت عبدان يقول سمعت ابن أبي سميع يقول لم يسمع أبي حديث مقتل عثمان من ابن أبي ذئب إنما هو في كتاب أبي عن قاص (الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 246 ) ووردت ترجمته في المجروحين لابن حبان ( 1 / 126 ) وفي تهذيب التهذيب لابن حجر ( 9 / 390 ) وتهذيب التهذيب 5 / 250 و في تهذيب الكمال 17 / 136 والجرح والتعديل 8 / 37 والتاريخ الكبير 1 / 1 قال ابن عدي : وابن سميع لا بأس به دمشقي (ليس في الكامل في ضعفاء الرجال وموجود في تهذيب الكمال نقلا عن ابن عدي ) ولابن سميع أحاديث حسان عن عبيد الله وعن روح بن القاسم وجماعة من الثقات (من هنا في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 246) وهو حسن الحديث والذي أنكر عليه حديث مقتل عثمان أنه لم يسمعه من ابن أبي ذئب . قال العقيلي: مات محمد بن سميع سنة أربع ومائتين الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 115 رقم 1673 وقيل : سنة ست ومائتين وكان مولده في سنة أربع عشرة ومائة وكانت وفاته وهو ابن ثنتين وتسعين سنة الجزء55 صفحة 71الى 72 تاريخ دمشق لابن عساكر ونشم من هذه الرواية نتن الفتنة والمكر والخداع واستفحال امر الطابور الخامس بين الصحابة رضوان الله عليهم وان الامور كانت هناك ايدي سوداء تحركها نجد ذلك في الكتاب المزور على انه من عثمان وبيد غلام اسود لعثمان وقد حلف الايمان امير المؤمنيين على انه ليس منه وهو كتاب يدعوا صراحة للفتنة واشتعالها بين الصحابة لما رأى المستفيدون من اشتعالها ان الامور بدات تستتب وتتضح وان عثمان قد اقرهم على امور وتاب الى الله عزوجل من امور وكاد الشمل ان يلتئم ويتبين من سياق القصة وتصرفات العبد انها مكيدة دبرت بليل:" فلما كان على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بغلام أسود [ على بعير ] يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب فقال له أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ما قصتك وما شأنك هارب أو طالب فقال لهم أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر [ فقال له رجل هذا عامل مصر ] قال ليس هذا أريد وأخبر [ بأمره ] محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجلا فأخذه فجئ به قال مرة إليه فقال غلام من أنت فأقبل مرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين ومرة يقول أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر قال بماذا قال برسالة قال معك كتاب قال لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شئ يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح فجمع محمد من كان عنده من المهاجرين والأنصار وغيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه إذا أتاك فلان ومحمد وفلان فاحتل قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رأيي واحبس من يجئ إلي يتظلم منك ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء الله وماكان لعثمان ان يخدع القوم وما كان المكر له شيمة وما كان له ان يأمر بقتل اصحاب محمد او احدا من المسلمين.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video