إتحاف السادة الأعلام ببراءة سيدنا طلحة من دم سيدنا عثمان
الاثر الأول : رواه الطبري في تاريخه ( 2 / 668 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) : قال محمد وحدثني إبراهيم بن سالم عن أبيه عن بسر بن سعيد قال وحدثني عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة قال دخلت على عثمان رضي الله عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عياش تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من علي باب عثمان فسمعنا كلاما منهم من يقول ما تنتظرون به ومنهم من يقول انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيد الله فوقف فقال أين ابن عديس فقيل ها هو ذا قال فجاءه ابن عديس فناجاه بشيء ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة بن عبيد الله ثم قال عثمان اللهم اكفني طلحة بن عبيد الله فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا قال محمد اليافعي : ففي إسناده ابراهيم بن سالم ، وابيه .. فأما ابراهيم بن سالم فلا يعرف من هو ؟؟ ، فإما أن يكون هو ( إبراهيم بن سالم بن أبي أمية أبو إسحاق بن أبي النضر القرشي التيمي المدني ) الثقة ، أو هو ( أبو خالد إبراهيم بن سالم ) الضعيف ، أو هو ( إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمى من رجال الطبراني ) المجهول .. وما طرأه الإحتمال سقط به الإستدلال .. واما الأب فمجهول لا يعرف .. فهما علة هذا الرواية المفتعلة !! .. ولهذا فإن هذه الرواية قد سقطت منذ البداية ولله الحمد والمنة ، ولم تقم لها قائمة .. قلت : وقد ذكر هذه الحكاية أيضاً ابن الأثير في كامله فقال : ( قال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : دخلت على عثمان فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على بابه ، فمنهم من يقول : ما تنتظرون به ؟ ومنهم من يقول : انظروا عسى أن يراجع . قال: فبينما نحن واقفون إذ مر طلحة فقال : أين ابن عديس؟ فقام إليه فناجاه ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه : لا تتركوا أحدا يدخل على عثمان ولا يخرج من عنده . فقال لي عثمان : هذا ما أمر به طلحة، اللهم اكفني طلحة فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم علي ! والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه! قال: فأردت أن أخرج فمنعوني حتى أمرهم محمد بن أبي بكر فتركوني أخرج . وقيل : إن الزبير خرج من المدينة قبل أن يقتل عثمان . وقيل: أدرك قتله ) قال محمد اليافعي : وهذه الحكاية هي هي نفسها التي عند الطبري وقد نقلها ابن الاثير في كامله دون اسناد .. وبهذا تعلم بأن الطبري قد تفرد بهذه الحكاية في تاريخه بهذه الاسناد المبهم الذي لا يصح .. الأثر الثاني : رواه اليزيدي في أماليه فقال : حدثنا أبو حرب قال حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا جرير بن حازم قال لما قدم طلحة والزبير رحمهما الله البصرة يطلبان بدم عثمان رضي الله عنه لقيهما عبد الله بن حكيم المجاشعي بالمربد بكتب كتبها إليهم طلحة يؤلبهم على عثمان رضي الله عنه فقال له ابن حكيم أتعرف هذه الكتب قال نعم قال فما حملك على التأليب عليه بالأمس والطلب بدم اليوم وقد دعاك علي عليه السلام والزبير معك فعرض عليكما أني بايعكما ... وبايعتماه ثم جئتما ناكثين تقاتلانه، فقال طلحة إنما عرض علينا ذلك حين اجتمع له الناس وعرفنا أنا إن أبينا عليه بيعته أنه قاتلنا فبايعنا كرها ولم نجد في دم عثمان وما صنعنا به شيئا غير التوبة والطلب بدمه. قال محمد اليافعي : فأما جرير بن حازم فهو : جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله بن شجاع الأزدي وقيل : الجهضمي أبو النضر البصري والد وهب بن جرير بن حازم وابن أخي جرير بن زيد ، وهو من رجال الستة ، وتوفي سنة 175 كما حكى ابنه .. وجرير من طبقة اتباع التابعين ، وليس من التابعين !! ، ولهذا فإنه لم يدرك الواقعة حتى يحكيها !! ، فبينه وبين سيدنا عثمان رجل أو رجلان من الرواة المجاهيل الذين لم يذكرهم .. وبهذا فإن هذه الرواية لا تصح مسندة ، وانما هي في حكم المرسل .. وهناك علة أخرى في جرير ابن حازم الا وهي : ان له أوهام اذا حدث من حفظه .. قال عنه الحافظ كما في التقريب : ( ثقة لكن فى حديثه عن قتادة ضعف ، و له أوهام إذا حدث من حفظه ) قلت : ثم وجدت هذه الرواية في أنساب الاشراف قد ذكرها موصولة ، وفيها ذكر للذين سقطوا من سند أمالي اليزيدي وهما : ( النعمان بن راشد ) ، و ( الزهري ) .. فقد جاء في انساب الاشراف : وحدثني أبوخيثمة زهير بن حرب، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن النعمان بن راشد: عن الزهري قال: لما قدم طلحة والزبير البصرة، أتاهما عبد الله بن حكيم التميمي بكتب كتبها طلحة إليهم يؤلبهم فيها على عثمان، فقال له حكيم: أتعرف هذه الكتب ؟ قال: نعم. قال: فما حملك على التأليب عليه أمس والطلب بدمه اليوم ؟ فقال: لم أجد في أمر عثمان شيئا إلا التوبة والطلب بدمه. قال الزهري: وبلغ عليا خبر حكيم بن جبلة، وعثمان بن حنيف، فأقبل في اثني عشر ألفا حتى قدم البصرة وجعل يقول: والهفتياه على ربيعة ... ربيعة السامعة المطيعة نبئتها كانت بها الوقيعة قال محمد اليافعي : وفي الاسناد ، النعمان بن راشد وهو : النعمان بن راشد الجزري أبو إسحاق الرقي مولى بني أمية .. قلت : والأكثرون على تضعيفه .. قال الذهبي في الكاشف ( 2 / 323 طبعة دار القبلة للثقافة الإسلامية , مؤسسة علو - جدة الطبعة الأولى ، 1413 - 1992 ، بتحقيق محمد عوامة ) برقم ( 5846 ) : ( ضُعِفَ ، وقال البخاري : صدوق في حديثه وهم كثير ) .. قال علي بن المديني : ذكره يحيى القطان فضعفه جدا .. وقال عنه الامام أحمد : مضطرب الحديث روى أحاديث مناكير وقال بن معين : ضعيف ، وقال مرة ليس بشيء وقال أبو حاتم : في حديثه وهم كثير وهو صدوق في الأصل وقال بن أبي حاتم أدخله البخاري في الضعفاء فسمعت أبي يقول يحول منه وقال أبو داود : ضعيف .. وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود النعمان بن راشد فيهم يعني أصحاب الزهري قال : النعمان ضعيف ولكن أخوه إسحاق .. وقال النسائي : ضعيف كثير الغلط ، وقال في موضع آخر أحاديثه مقلوبة قلت : وقال النسائي : صدوق فيه ضعف .. وقال بن معين مرة : ضعيف مضطرب الحديث ، وقال مرة ثقة .. وذكره بن حبان في الثقات وقال العقيلي : ليس بالقوي يعرف فيه الضعف .. وقال بن عدي : احتمله الناس وقال عنه الحافظ في التقريب : ( صدوق سيء الحفظ ) وقال عنه البخاري في الضعفاء الصغير ( ص 113 طبعة دار الوعي - حلب الطبعة الأولى ، 1396 - ، تحقيق محمود إبراهيم زايد ) برقم ( 371 ) : ( في حديثه هم كثير ) قلت : وبهذا تعلم بأن الرجل سيء الحفظ ، وكثير الغلط والوهم ، وأحاديثه مقلوبة ، ومضطرب الحديث ، ويروي أحاديث مناكير وان القوم قد ضعفوه لهذه الأسباب القادحة .. ثم ان ما قلناه في السند السابق عن جرير بن حازم نقوله هنا من ان جرير بن حازم له أوهام اذا حدث من حفظه ، وقد انفرد بهذه الرواية دون غيره .. فاجتمع في هذا السند وهم جرير مع وهم وغلط واضطراب النعمان ! ، فأنَّا لمثل هذا السند ان يفلح ؟؟ الأثر الثالث : وهو مما تضحك منه الثكلى .. فقد روى الطبري في تاريخه ( 2 / 688 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) عند ذكره الخبر عن الموضع الذي دفن فيه عثمان رضي الله عنه : وأما الواقدي فإنه ذكر أن سعد بن راشد حدثه عن صالح بن كيسان أنه قال لما قتل عثمان رضي الله عنه قال رجل يدفن بدير سلع مقبرة ا ليهود فقال حكيم بن حزام والله لا يكون هذا أبدا وأحد من ولد قصي حي حتى كاد الشر يلتحم فقال ابن عديس البلوي أيها الشيخ وما يضرك أين يدفن فقال حكيم بن حزام لا يدفن إلا ببقيع الغرقد حيث دفن سلفه وفرطه فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلا وفيهم الزبير فصلى عليه حكيم بن حزام ) اهـ .. قال محمد اليافعي : ومن المضحك ان الشيعة يقولون بدون دليل بأن هذا الرجل هو سيدنا طلحة رضي الله عنه !!.. فلو سلمنا أن هذا السند صحيح ، وتجاهلنا كلام العلماء في الواقدي !! ، رغم هذا كله ! ليس هناك ما يثبت أن هذا الرجل هو سيدنا طلحة رضي الله !! الا في مخيلة علماتهم الاميني !! الأثر الرابع : جاء في تاريخ المدينة لإبن شبه ( 4 / 1198 وما بعدها ) : حدثنا علي بن محمد ، عن أبي عمرو ، والزهري، عن محمد ابن كعب القرظي ، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: كنت مع أبي فتلقانا علي في بني غنم فقال لابي: إني أستشيرك في أمرنا هذا ؟ فقلت له: أنا أشير عليك، أن تطيع إمامك. فقال أبي: بني خل عن خالك يقض حاجته، ودعني وجوابه. فقال علي رضي الله عنه: إن ابن الحضرمية قد قبض المفاتيح واستولى على الامر. فقال أبي: دع ابن الحضرمية فإنه لو قد فرغ من الامر لم تكن منه بسبيل ، الزم بيتك. قال: قد قبلت. وانصرف وأتى أبي منزله، فلم ألبث أن جاءني رسوله فأتيته، فإذا وسادة ملقاة، فقال: أتدري من كان على الوسادة ؟ قلت: لا. قال: علي أتاني فقال: قد بدا لك أني لا أدع ابن الحضرمية وما يريد. فلما كان يوم العيد صلى علي رضي الله عنه بالناس، فمال الناس إليه وتركوا طلحة، فجاء طلحة إلى عثمان رضي الله عنه يعتذر، فقال عثمان: الآن يا ابن الحضرمية ! ! ألبت الناس علي حتى إذا غلبك علي على الامر، وفاتك ما أردت جئت تعتذر، لا قبل الله منك. قال محمد اليافعي : هذا أثر لا يصح لأجل الآتي : أولاً : ( علي بن محمد ) مجهول .. ثانياً : ( أبو عمرو الزهري ) كذلك مجهول ! ثالثاً : الانقطاع بين محمد بن كعب القرظي وابن الزبير ، فلم يؤثر بأنه روى عنه ، حتى من ترجم له لم يذكر ذلك كأمثال الحافظ المزي في تهذيب الكمال رغم أنه معروف بطول النفس في تقصي الشيوخ والتلاميذ والآخذ والمأخوذ عنهم ..... الخ .. ومع هذا لم يذكر أي مصدر أن محمد بن كعب القرظي قد روى عن عبد الله بن الزبير .. الأثر الخامس : جاء في تاريخ المدينة لإبن شبه ( 4 / 1198 وما بعدها ) : حدثنا صلت بن مسعود قال، حدثنا أحمد بن شبويه، عن سليمان بن صالح قال، حدثني عبد الله بن المبارك، عن جرير ابن حازم قال، حدثني هشام بن أبي هشام مولى عثمان بن عفان، عن شيخ من الكوفة حدثه عن شيخ آخر قال: حصر عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه بخيبر، فلما قدم أرسل إليه عثمان رضي الله عنه يدعوه، فانطلق، فقلت لانطلقن معه (ولاسمعن ) مقالتهما، فلما دخل عليه كلمه عثمان رضي الله عنه: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أما بعد فإن لي عليك حقوقا، حق الاسلام ) وحق الاخاء. قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه آخى بيني وبينك، وحق القرابة والصهر، وما جعلت لي في عنقك من العهد والميثاق، فو الله لئن لم يكن من هذا شئ، أو كنا إنما نحن في جاهلية لكان مبطأ على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تميم ملكهم. فتكلم علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فكل ما ذكرت من حقك علي على ما ذكرت، وأما قولك لو كنا في جاهلية لكان مبطأ على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تميم ملكهم فصدقت، وسيأتيك الخبر. ثم خرج فدخل المسجد فرأى أسامة جالسا فدعاه، فاعتمد على يده فخرج يمشي إلى طلحة، وتبعته فدخلنا دار طلحة بن عبيد الله - وهي رحاس من الناس - فقام عليه فقال: يا طلحة، ما هذا الامر الذي وقعت فيه ؟ قال: يا أبا حسن بعد ما مس الحزام الطبيين ! ! فانصرف علي ولم يحر إليه شيئا حتى أتى بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب، فلم يقدر على المفاتيح، فقال: اكسروه، فكسر، فقال أخرجوا المال، فجعل يعطي الناس فجعلوا يتسللون إليه حتى ترك طلحة وحده. وبلغ الخبر عثمان رضي الله عنه، فسر بذلك، ثم أقبل طلحة ( يمشي عائدا إلى دار عثمان رضي الله عنه، فقلت والله لاعلمن ما يقول هذا، فتبعته، فاستأذن على عثمان رضي الله عنه، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين أستغفر الله وأتوب إليه، أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، قال عثمان: إنك والله ما جئت تائبا، ولكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة . قال محمد اليافعي : هذا أثر لا يصح البتة وإسناده هالك ! وفيه علل : العلة الاولى : هشام بن أبي هشام وهو : هشام بن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام بن أبي هشام البصري أخو الوليد بن أبي هشام مولى آل عثمان بن عفان .. وهو مجمع على تضعيفه وتركه .. والعلة الثانية : جهالة من روى عنه هشام بن أبي هشام فقد قال : ( عن شيخ من الكوفة ) فلا يعرف من هو هذا الشيخ !!.. العلة الثالثة : جهالة من روى عنه ذاك الشيخ الكوفي حيث قال : ( عن شيخ آخر ) .. فهو أثر مصطنع ، والمتهم فيه هشام بن أبي هشام .. قلت : وقد رواه الطبري في تاريخه ( 2 / 698 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) بنفس السند فقال : حدثني عبدالله بن أحمد المروزي قال حدثني أبي قال حدثني سليمان قال حدثني عبدالله عن جرير بن حازم قال حدثني هشام بن أبي هشام مولى عثمان بن عفان عن شيخ من أهل الكوفة يحدثه عن شيخ آخر فذكر نفس القصة وبنفس عللها .. وذكر هذه القصة ابن الاثير في الكامل بدون سند وبصيغة التمريض فقال : ( قال : وقد قيل إن عليا كان عند حصر عثمان بخيبر، فقدم المدينة والناس مجتمعون عند طلحة، وكان ممن له فيه أثر، فلما قدم علي أتاه عثمان وقال له: أما بعد فإن لي حق الإسلام وحق الإخاء والقرابة والصهر، ولو لم يكن من ذلك شيء وكنا في الجاهلية لكان عارا على بني عبد مناف أن ينتزع أخو بني تيم، يعني طلحة، أمرهم. فقال له علي: سيأتيك الخبر، ثم خرج إلى المسجد فرأى أسامة فتوكأ على يده حتى دخل دار طلحة، وهو في خلوة من الناس، فقال له: يا طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه؟ فقال: يا أبا الحسن بعد ما مس الحزام الطبيين. فانصرف علي حتى أتى بيت المال فقال: افتحوه، فلم يجوا المفاتيح، فكسر الباب وأعطى الناس، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده، وسر بذلك عثمان، وجاء طلحة فدخل على عثمان وقال له: يا أمير المؤمنين أردت أمرا فحال الله بيني وبينه! فقال عثمان: والله ما جئت تائبا، ولكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة! ) وذكر هذه الحكاية أيضاً ابن حمدون في تذكرته من دون سند كذلك فقال : لما حصر عثمان الحصار الأول اجتمع ناس إلى طلحة وطمع في الخلافة، وكان علي كرم الله وجهه بخيبر، فلما قدم أرسل إليه عثمان فكلمه وأذكره بحقه من الإسلام والقرابة والصهر، فقال له: صدقت، وسيأتيك الخبر، ثم دخل المسجد فرأى أسامة جالسا فدعاه، فاعتمد عليه وخرج يمشي إلى طلحة، فلما دخل عليه وجد داره ممتلئة بالرجال، فقام علي وقال: يا طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه؟ فقال: يا أبا حسن أبعد ما مس الحزام الطبيين ؟ فسكت علي وانصرف حتى أتى بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب فلم يقدر على المفاتيح وتأخر عنه صاحبها، فقال: اكسروه، فكسر باب بيت المال، وقال: أخرجوا المال، وجعل يعطي الناس، فبلغ الذين في دار طلحة ما يصنع علي فجعلوا يتسللون إليه حتى ترك طلحة وحده، ثم أقبل طلحة يمشي إلى دار عثمان، فلما دخل عليه قال: أستغفر الله يا أمير المؤمنين وأتوب إليه، أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، فقال عثمان: إنك والله ما جئت تائبا ولكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة. قلت : وبالجملة فإن هذه الرواية لها طريق واحد فقط ! ، وهذا الطريق تالف لا يصح .. فتنبه !! الأثر السادس : جاء في تاريخ المدينة لإبن شبه ( 4 / 1198 وما بعدها ) : حدثنا الحزامي قال ، حدثنا عبد الله بن وهب قال ، أخبرني يونس ، عن أبي شهاب قال : أرسل عثمان رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه وهو محصور: إن كنت مأكولا فكن خير آكل. ولا تخل بينها وبين ابن فلانة - يريد طلحة . قال محمد اليافعي : هذا أثر لا يصح لاجل وهم يونس بن يزيد .. ففيه رواية يونس بن يزيد بن أبي النجاد عن الزهري ، وهي مما انتقد عليها كما جاء عن الامام أحمد .. قال عنه الحافظ في التقريب : ( ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا ، وفي غير الزهري خطأ ) قلت : وهذا الاثر من روايته عن الزهري التي فيها أوهامه ، وقد تفرد بها دونما سواه ، فلا يؤمن وهمه .. وهذا آخر ما وقفنا عليه من الموضوع ، ولله الحمد والمنة .. محمد اليافعي.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video