عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى (وقضى ربك) إنما هي (ووصى ربك) التصقت الواو بالصاد
أخرج سعيد بن منصور من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى (( وقضى ربك )) إنما هي ( ووصى ربك ) التصقت الواو بالصاد. قال السيوطي : وأخرجه ابن أشتة بلفظ : استمد الكاتب مدادا كثيرا ، فالتزقت الواو بالصاد. قال السيوطي أيضاً : وأخرجه من طريق أخرى عن الضحاك أنه قال: كيف تقرأ هذا الحرف؟ قال: ((وقضى ربك )). قال : ليس كذلك نقرؤها نحن ولا ابن عباس ، إنما هي ( ووصى ربك ) وكذلك كانت تقرأ وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا ، فالتصقت الواو بالصاد ، ثم قرأ ((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )) ولو كانت قضى من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب ، ولكنه وصية أوصى بها العباد.[11] وأخرج نحو ذلك الطبري وأبو عبيد وابن المنذر[12]. وقال الحافظ ابن حجر بشأن الخبر المتقدم: أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد.[13] " . ما فتئ الرافضة يثبتون لنا جهلهم في هذا الأمر والرد نقول بحول الله تعالى . زاد المسير - (ج 4 / ص 155) " قوله تعالى : { وقضى ربك } روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمَر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إِنما هي «ووصى ربك» فالتصقت إِحدى الواوين ب «الصاد» ، وكذلك قرأ أُبيُّ بن كعب ، وأبو المتوكل ، وسعيد بن جبير : «ووصى» ،وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإِجماع ، فلا يلتفت إِليه " تفسير الرازي - (ج 10 / ص 30) : " وروى ميمون بن مهران عن ابن عباس أنه قال : في هذه الآية كان الأصل ووصى ربك فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرىء : { وقضى رَبُّكَ } ثم قال : ولو كان على القضاء ما عصى الله أحد قط ، لأن خلاف قضاء الله ممتنع ، هكذا رواه عنه الضحاك وسعيد بن جبير ، وهو قراءة علي وعبد الله . واعلم أن هذا القول بعيد جداً " . تفسير اللباب لابن عادل - (ج 10 / ص 270) : " وروى ميمون بن مهران عن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - أنه قال في هذه الآية : كان الأصلُ : « ووصَّى ربُّكَ » ، فالتصقت إحدى الواوين بالصَّاد ، فصارت قافاً فقرئ « وقَضَى ربُّكَ » .ثم قال : ولو كان على القضاء ما عصى الله أحدٌ قط؛ لأنَّ خلاف قضاء الله ممتنعٌ ، هذا رواه عنه الضحاك بنُ مزاحم ، وسعيد بن جبيرٍ ، وهو قراءة عليٍّ وعبد الله . وهذا القول بعيدٌ جدًّا " . والأخبار التي وردت في هذا القول ضعيفة ومنها بارك الله تعالى فيكم ومما أذكر أن أحد الأخوة وهو عبد الملك السبيعي قام بتخريجها فقال حفظه الله . وَفِي حَرْف اِبْن مَسْعُود : " وَصَّى رَبّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ " . 16755 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن عِيسَى , قَالَ : ثنا نُصَيْر بْن أَبِي الْأَشْعَث , قَالَ : ثني اِبْن حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَعْطَانِي اِبْن عَبَّاس مُصْحَفًا , فَقَالَ : هَذَا عَلَى قِرَاءَة أُبَيّ بْن كَعْب , قَالَ أَبُو كُرَيْب : قَالَ يَحْيَى : رَأَيْت الْمُصْحَف عِنْد نُصَيْر فِيهِ : " وَوَصَّى رَبّك " يَعْنِي : وَقَضَى رَبّك . يحيى بن عيسى ضعيف و ذكره ابن حبان في " المجروحين " وقال: " مات سنة إحدى ومئتين، وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الاثبات فيما يروي عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به " . حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا هُشَيْم , عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْكُوفِيّ , عَنْ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم , أَنَّهُ قَرَأَهَا : " وَوَصَّى رَبّك " وَقَالَ : إِنَّهُمْ أَلْصَقُوا الْوَاو بِالصَّادِ فَصَارَتْ قَافًا . أبو إسحاق الكوفي ضعيف .. وهشيم كثير التدليس وقد عنعن . فهذه حال الأسانيد التي عند الطبري ... وكذلك فقد خالف هذا الإجماع : قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (5 / 22): وهذا خلاف ما انعقد عليه الإجماع، فلا يلتفت إليه . قال الرازي : اعلم أن هذا القول بعيد جداً لأنه يفتح باب أن التحريف والتغيير قد تطرق إلى القرآن ، ولو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن القرآن وذلك يخرجه عن كونه حجة ولا شك أنه طعن عظيم في الدين . وقد روي إلينا القرآن متواترا عن الصحابة كابن مسعود وأبي بن كعب ، وقرؤوا " وقضى ربك " .فهذا الخبر يرده : (1) ضعف أسانيده . (2) إنكار أهل العلم له . (3) تواتر خلافه . انتهى كلامهُ حفظه الله تعالى حول الأسانيد التي جيئت بهذا القول , وقال أبو حاتم كما نقل الطبراني في تفسيرهِ " فأبى أبو حاتم أن يكون إبن عباس قال ذلك " ونقل الطبري لهذه الأخبار لا يعني إعتقاد الطبري بما في هذه الروايات فقد نقل أخباراً كثيرة فيها ضعف وقد أخرج روايات تصدق علي بالخاتم في صلاته في تفسيرهِ . تفسير الطبري ج15/ص63 حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه قال أمر ألا تعبدوا إلا إياه حدثني الحرث قال ثنا القاسم قال ثنا هشيم عن أبي إسحاق الكوفي الضحاك بن مزاحم أنه قرأها ووصى ربك وقال إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا. الحديث ضعيف , وذلك بسبب عنعنعة هشيم الذي عرف بالتدليس وان كان ثقة , فهو لم يصرح بالسماع عن ابي اسحق . تقريب التهذيب ج 1 /ص 574 [7312] هشيم بالتصغير بن بشير بوزن عظيم بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي خازم بمعجمتين الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة مات سنة ثلاث وثمانين وقد قارب الثمانين طبقات المدلسين ج 1 /ص 47 [111] هشيم بن بشير الواسطي من أتباع التابعين مشهور بالتدليس مع ثقته وصفه النسائي وغيره بذلك ومن عجائبه في التدليس أن أصحابه قالوا له نريد أن لا تدلس لنا شيئا فواعدهم فلما أصبح أملى عليهم مجلسا يقول في أول كل حديث منه ثنا فلان وفلان عن فلان فلما فرغ قال هل دلست لكم اليوم شيئا قالوا لا قال فان كل شيء حدثتكم عن الأول سمعته وكل شيء حدثتكم عن الثاني فلم اسمعه منه قلت فهذا ينبغي أن يسمي تدليس العطف مناهل العرفان في علوم القرآن - الزرقاني ج1/ص269 يقولون من وجوه الطعن أيضا ما روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه 17 الإسراء 23 إنما هي ووصى ربك التزقت الواو بالصاد وكان يقرأ ووصى ربك ويقول أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد وروي عنه أنه قال أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس وقضى ربك ولو نزلت على القضاء ما أشرك أحد ونجيب عن ذلك كله أولا بما أجاب به ابن الأنباري إذ يقول إن هذه الروايات ضعيفة ثانيا أن هذه الروايات معارضة للمتواتر القاطع وهو قراءة وقضى ومعارض القاطع ساقط ثالثا أن ابن عباس نفسه وقد استفاض عنه أنه قرأ وقضى وذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس الرخيصة التي لفقها أعداء الإسلام قال أبو حيان في البحر والمتواتر هو وقضى وهو المستفيض عن ابن عباس والحسن وقتادة بمعنى أمر وقال ابن مسعود وأصحابه بمعنى وصى إذن رواية وقضى هي التي انعقد الإجماع عليها من ابن عباس وابن مسعود وغيرهما فلا يتعلق بأذيال مثل هذه الرواية الساقطة إلا ملحد ولا يرفع عقيرته بها إلا عدو من أعداء الإسلام . على أنه لاتناقض بين القرآتين فقضى تأتي بمعنى حكم و أمر ووصى مختار الصحاح ج1/ص226 ق ض ي القضاء الحكم والجمع الأقضية و القضية مثله والدمع القضايا و قضى يقضي بالكسر قضاء أي حكم ومنه قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وقد يكون بمعنى الفراغ تقول قضى حاجته وضربه فقضى عليه أي قتله كأنه فرغ منه و قضى نحبه مات وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء تقول قضى دينه ومنه قوله تعالى < وقضينا الى بني اسراءيل في الكتاب > وقوله تعالى وقضينا إليه ذلك الأمر أي أنهيناه اليه وأبلغناه ذلك وقال الفراء في قوله تعالى ثم اقضوا إلي يعني امضوا الي كما يقال قضى فلان أي مات ومضى وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير يقال قضاه أي صنعه وقدره ومنه قوله تعالى فقضاهن سبع سماوات في يومين ومنه القضاء والقدر وباب الجميع ما ذكرناه ويقال استقضي فلان أي صير قاضيا و قضى الأمير قاضيا بالتشديد مثل أمر أميرا و انقضة الشيء و تقضى بمعنى و اقتضى دينه و تقضاضاه بمعنى و قضى لبانته و قضاها بمعنى و تقضى البازي انقض وأصله تقضض فلما كثرت الضادات أبدلوا من إحداهن ياء فالصنع والتقدير هي إحدى معاني القضاء ولا تقتصر عليها فتدبر وشاهد هذا المعنى في الآية قوله تعالى حيث وردت كلمة قضى بمعنى أمر ووصى " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36 )" الأحزاب وهنا بمعنى حكم " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65 ) " النساء ولا مجال للتشكيك في كتاب الله الكريم الذي وعد بحفظه فقال : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9 ) " الحجر.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video