آخر تحديث للموقع :

الأحد 9 ربيع الأول 1445هـ الموافق:24 سبتمبر 2023م 12:09:03 بتوقيت مكة

جديد الموقع

لعن علي كان جائزاً في أيام حكم معاوية بل كانت دولته تدعو إليه وتروّج له وتشجع عليه؟

لعن علي كان جائزاً في أيام حكم معاوية بل كانت دولته تدعو إليه وتروّج له وتشجع عليه؟

لماذا كان لعن ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وزوج الزهراء البتول جائزاً في أيام حكم معاوية بن أبي سفيان بل كانت دولته تدعو إليه وتروّج له وتشجع عليه ؟ 

يقول الحموي البغدادي حول سجستان : وأجلَّ من هذا كله أنه لعن علي بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبرها إلاّ مرة وامتنعوا على بني أمية حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد . وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول اللّه على منبرهم وهو يُلعن على منابر الحرمين مكة والمدينة ؟؛ (ورد في " معجم البلدان" لياقوت الحموي ج3/ص: 191) .

ويقول أبو الفرج الأصفهاني: نال المغيرة (الإمام مالك يقول حول المغيرة بن شعبة: كان نكّاحاً للنساء وكان يقول: صاحب الواحدة أن حاضت حاض معها وان مرضت مرض معها وصاحب الثنتين بين نارين يشتعلان فكان ينكح أربعا ويطلقهن جميعا . وقال غيره : تزوج ثمانين امراة . وقيل ثلاث مائة إمراة . وقيل أحصن بألف امراة ؛ ورد في "البداية والنهاية" لابن كثير ج5/ص: 293 . مع ذلك صرح أبو الفرج الأصفهاني أنه كان يزني . ورد في "الأغاني" للأصفهاني ج14/ص: 142 (من علي ولعنه ولعن شيعته .) ورد في "الأغاني" للأصفهاني ج17/ص: 138)

هذا مع أن الإمام أحمد بن حنبل يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي : من سبّك فقد سبني .(ورد في "مسند احمد" لابن حنبل ج10/ص: 228/ر: 26810)

الجواب:
الخلفاء الأمويين كانوا زهاد محبين لنشر كلمة الحق والجهاد والفتح، ولو كانوا غير ذلك ما صبروا على حكم الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه من الزهد و التقشف ولكانت أثارهم وقصورهم عامرة، ولا تنحصر على المسجد الأموي فقط! .

هذه ناحية، ومن ناحية أخرى فإن أئمة الكتب الستة في الصحيحين والسنن الأربعة، أدخلوا بروايتهم أكثر من مائة راوي شيعي ورافضي، منهم بعد التدقيق والتنقيح ثلاثة وتسعين راوي معتبرين بالقبول، وفق تصنيف وأحصاء اللاميني، تفصيلهم كالتالي: " أبان بن تغلب الكوفي، إبراهيم بن يزيد الكوفي، أبو عبد اللَّه الجدلي، أحمد بن المفضل الحفري، إسماعيل بن أبان الكوفي، إسماعيل بن خليفة الكوفي، إسماعيل بن زكريا الكوفي، إسماعيل بن عبد الرحمان، إسماعيل بن موسى الكوفي، تليد بن سليمان الكوفي، ثابت ابو حمزة الثمالي، ثوير بن ابي فاختة الكوفي، جابر بن يزيد الجعفي، جرير بن عبد الحميد الكوفي، جعفر بن زياد الكوفي، جعفر بن سليمان البصري، جميع بن عميرة الكوفي، الحارث بن حُصيرة الكوفي، الحارث بن عبد اللَّه الهمداني، حبيب بن ابي ثابت الكوفي، الحسن بن حي الهمداني، حكم بن عتيبة الكوفي، حمّاد بن عيسى الجهني، خالد بن مخلّد القطواني، ابو الحجّف بن ابي عوف، زبيد بن الحارث الكوفي، زيد بن الحباب الكوفي، سالم بن ابي الجعد الكوفي، سالم بن ابي حفصة الكوفي، سعد بن طريف الكوفي. سعيد بن خثيم الهلالي، سلمة بن الفضل الابرش، سلمة بن كهيل الحضرمى، سليمان بن صرد الكوفي، سليمان بن طاخان البصري، سليمان بن قرم الكوفي، سليمان بن مهران الكوفي، شعبة بن الحجاج البصري، صعصعة بن صوحان العبدي، طاووس بن كيسان الهمداني، ظالم بن عمرو الدؤلي، ابو الطفيل عامر المكي، عبّاد بن يعقوب الكوفي، عبد اللَّه بن داود الكوفي، عبد اللَّه بن شدّاد الكوفي، عبد اللَّه بن عمر الكوفي، عبد اللَّه بن لهيعة الحضرمي، عبد اللَّه بن ميمون القداح، عبد الرحمان بن صالح الازدي، عبد الرزاق بن همام الحميري، عبد الملك بن اعين، عبيد اللَّه بن موسى الكوفي، عثمان بن عمير الكوفي، عدي بن ثابت الكوفي، عطية بن سعد الكوفي، العلاء بن صالح الكوفي، علقمة بن قيس النخعي، علي بن بديمة، علي بن الجعد الجوهري، علي بن زيد البصري، علي بن صالح، علي بن غراب الكوفي، علي بن قادم الكوفي، علي بن المنذر الطرائفي، علي بن هاشم الكوفي، عمّار بن معاوية الكوفي، عمار بن زريق الكوفي، عمرو بن عبد اللَّه السبيعي، عوف بن أبي جميلة البصري، فضل بن دكين الكوفي، فضيل بن مرزوق الكوفي، فطر بن خليفة الكوفي، مالك بن اسماعيل الكوفي، محمد بن حازم الكوفي، محمد بن عبيد اللَّه المدني، محمد بن فضيل الكوفي، محمد بن مسلم الطائفي، محمد بن موسى المدني، محمد بن عمار الكوفي، معروف بن خربوذ الكرخي، منصور بن المعتمد الكوفي، المنهال بن عمرو الكوفي، موسى بن قيس الحضرمي، نفيع بن الحارث الكوفي، نوح بن قيس الحدّاني، هارون بن سعد الكوفي، هاشم بن البرير الكوفي، هبيرة بن بديم الحميدي، هشام بن زياد البصري، هشام بن عمار الدمشقي، وكيع بن الجراح الكوفي، يحيى‏ بن الجزار الكوفي، يزيد بن ابي زياد الكوفي "؛اهـ

ومثلهم أو أكثر منهم رافضة رووا وأدرجوا وحرفوا ودسوا بالتاريخ، ومنهم من كان من أصل يهودي فتقنعوا بالإسلام، وأوهموا بعض المحدثين من غير الجهابذة بعدالتهم وحسن ضابطيتهم، وفعلوا فعلهم مع المؤرخين .
ففي الحديث المقطوع: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْذِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ رحمه الله تعالى، يَقُولُ(لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ) ؛ رواه البيهقي في "سننه الكبرى" ج15/ص: 294/ر:21507؛ ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ج9/ص: 114؛ وورد في "آداب الشافعي" للرازي ج1/ص: 144؛ وفي "الكامل" لابن عدي ج3/ص: 408؛ وفي "أصول الاعتقاد" للالكائي ج8/ص: 1544؛ وورد في "ميزان الاعتدال" للذهبي ج1/ص: 28؛ وفي "لسان الميزان" لابن حجر ج1/ص: 10 .
وقال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة؟ فقال(لا تكلمهم ولا ترو عنهم، فإنّهم يكذبون)؛ ورد في "لسان الميزان" لابن حجر ج1/ص: 10؛ وفي "منهاج السنة" لابن تيمية ج1/ص: 23

أما ما يخص الأمويين، فكانت هذه أخبار مغرضة كان ينشرها الرافضة والباطنية لتقوية نقمة المسلمين على الخلافة الأموية كما يفعل اليوم أعداء الإسلام حول بعض قيادات المسلمين الغير مطواعين لهم، مثال ترويجهم أن صدام حسين ضرب بلدة حلبجة الكردية بغاز السورين الشديدة السمية القاتلة للأعصاب، وتبين بعد ذلك أن هذا من فعل حرس الخميني بغاز السيانيد! .

وهذا حدث بشكل معاصر، فكيف مع غابر الأيام؟! . 

إنما تبين أن صدام حسين استثمر الحدث لصالحة وسمح بتلقيب ابن عمه بعلي الكيميائي لإثارة الرعب، وبالتتبع التاريخي للأحداث نجد أنه كان يردع المرتدين ومن يخونه بالسلاح التقليدي حصرا .

وهو ما يقودنا للإعادة قراءة ما حدث من فعل نسب ليزيد بن معاوية مع سيدنا الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنه، والشائع بالتاريخ أن يزيد قتل الحسين عليه السلام، وهو أسوء الحالات، أو أمر بقتله وهو أوسط السوء، أو فتح مجال لحدوث هذا الفعل بعدم التنبيه لتجنبه .

ومع ذلك قد لا يكون لهذه الحالات الثلاثة أي وجود إذا ما أعدنا تصحيح متون التاريخ بالتحقيق القرآني .

ففي الحديث المرفوع: عن الإمام علي كرم الله وجهه قالسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، يَقُولُ(أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، فَقُلْتُ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، . الحديث )، رواه الترمذي في "سننه" ج5/ص: 158/ر:2851، والدارمي في "سننه" ج2/ص: 893/ر:3236، ورواه البيهقي في "الشعب" ج2/ص: 325/ر:1791، وأبو نعيم في "الحلية" ج5/ص: 253/ر:7257، ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ج7/ص: 164/ر:2، والبزار في مسنده "البحر الزخار" ج3/ص: 71/ر:836، والطبراني في "الكبير" ج20/ص: 84/ر:160، وقال الحاكم النيسابوري في "المستدرك" ج1/ص: 741/ر:2040هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه .

وفي الحديث الموقوف: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ثقة ثبت، قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثقة متقن حافظ إمام قدوة، عَنْ شُعْبَةَ بن الحجاج ثقة حافظ متقن عابد، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي ثقة مكثر، عَنْ مُرَّةَ الطيب ثقة، قَالَ: قَالَ عُبَدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه(مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيُثَوِّرِ الْقُرْآنَ، فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ )، رواه الإمام أحمد في "الزهد" ر:532، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" ر:123، والهيثمي في "مجمع الزوائد" ج7/ص: 168، والبوصيري في "إتحاف المهرة" ج1/ص: 190، وحكمهصحيح 

وفي الحديث المرفوع الصحيح: نحن مأمورين أن نصدق بما يحدث به الصحابي الجليل الفقيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

والقاعدة الأولى بقوله تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)الأنفال : 46 .

لو كان حقا هناك نزاع بين آل البيت والأمويين كما يسطر بالتاريخ لعم الفشل هذه الدولة منذ حادثة مقتل الحسين عليه السلام، ولما كان للفاتحين هذا الظفر .

إلا أننا نجد أن الدولة الإسلامية على اتساع رقعتها كانت موحدة وكانت الفتوحات الإسلامية بأوجها زمن الأمويين .

من ناحية أخرى كان أهل الشام محبين لآل البيت وأهل مصر وأهل الجزيرة، كذلك، وأهل العراق شيعتهم، ونعرف ذلك من واقعنا الحاضر، لأنه كما تتوارث العداوة تتوارث المحبة، فمن وقف مع يزيد في مقتل الحسين عليه السلام، أما كان من المفترض أن يتمردوا جميعا على يزيد أم أن يزيد اتفق مع الخوارج على مقتل الحسين؟! .

لقد شكك بقتل يزيد للحسين، إمام معتبر بأمة الإسلام وحجة للإسلام وهو إمام فقيه أصولي من أتباع العباسيين، هو الإمام أبو حامد الغزالي حيث يقول: ( لعن فاسق بعينه غير جائز، وعلى الجملة ففي لعن الأشخاص خطر، فليجتنب ولا خطر في السكوت عن لعن إبليس مثلا فضلا عن غيره، فإن قيل هل يجوز لعن يزيد لأنه قاتل الحسين أو آمر به، قلنا هذا لم يثبت أصلا فلا يجوز أن يقال إنه قتله أو أمر به ما لم يثبت، فضلا عن اللعنة لأنه لا تجوز نسبة مسلم إلى كبيرة من غير تحقيق نعم يجوز أن يقال قتل ابن ملجم عليا وقتل أبو لؤلؤة عمر رضي الله عنهما فإن ذلك ثبت متواترا فلا يجوز أن يرمى مسلم بفسق أو كفر من غير تحقيق قال صلى الله عليه و سلم لا يرمى رجل رجلا بالكفر ولا يرميه بالفسق إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك) ، ورد في "الإحياء" للغزالي ج3/ص: 152 ؛اهـ

وهذا الشك بمحله إذا ما صغنا الأحداث وفق قاعدة الأئمة الأصوليين التي تنص على أن الخبر يرد إن كان فيه إساءة أو إظهار عيب أو نقص في فضيلة بالأنبياء وفي مقدمتهم نبي الحق صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه الأخيار وآل بيته الأبرار .

فكلنا نعلم أن الخلافة آلت بعد الإمام علي كرم الله وجهه، إلى بكره الحسن رضي الله عنه، ولكنه رضي الله عنه، من باب الزهادة بالحكم وداره، وتعهده العلم وتدريسه، ودرءا للفتنة وقف على المنبر يوم جمعة، وتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه، إلا أن جماعة ابن سبأ اليهودي ومنافقي العراق وسذاجها، تحينوا الفرص ثم ثاروا على بيعة يزيد بن معاوية بحجة أن الخلافة لأولاد ذو السبطين علي كرم الله وجهه، أن الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية وليس لبني أمية بالوراثة فأهل البيت أحق بوراثتها من الأمويين فهاج لذلك أهل الكوفة معدن الشقاق والنفاق بتحريض من أعوان ابن سبأ المتخفين بين الناس .

خصوصا بعد وفاة الحسن وقيل بسم أعوان ابن سبأ من باب إعادة خلق الفتنة والشقاق في حينه مع بني أمية، خاصة بعد وفاة معاوية وانتقال الخلافة لابنه يزيد .

فما كان من سيدنا أبو عبد الله الحسين إلا أن يذهب للعراق ليطفئ نار الفتنة ويدفع أهل العراق لمبايعة الأمويين من جديد ويبين لهم زهده في الخلافة والحكم، إذ أن هذا الفعل هو ما يليق بالإمام الحسين سليل النبوة رضوان الله وسلامه عليه، لا ما صوره صفحات التاريخ زورا .

إلا أن أيد الغدر الذي غدرت بأخيه الحسن عليه رضوان الله سلامه؛ طالت سيدنا الحسين ولفقوا الجرم ليزيد، فأشعلوا الفتنة والشقاق إلا أن النصر كان حليف المظلوم وهو الحسين ويزيد واستتب الأمر بالخلافة بالعراق للأمويين من جديد، لقوله تعالى بإطلاق المعنى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)  الحج : 39

كان ذو السبطين وسبطيه الحسنين عليه رضوان الله وسلامه؛ أشد ما يكون حرصا على بقاء وحدة كلمة المؤمنين ووحدة صفهم؛ ولكن أيدي أصحاب الفتنة حالت دون هذا القصد .

عدد مرات القراءة:
794
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :